2024 March 19 - 09 رمضان 1445
عشرة من فضائل فاطمة سلام الله علیها (قبل الخلقة، فی عالم الخلقة، القیامة)
رقم المطلب: ٣١٠ تاریخ النشر: ١٤ جمادی الاول ١٤٤٣ - ١٣:٠٠ عدد المشاهدة: 6605
المقالات » عام
عشرة من فضائل فاطمة سلام الله علیها (قبل الخلقة، فی عالم الخلقة، القیامة)

ملخص

مدخل

تقاریر حول فضائل فاطمة (سلام الله علیها)

الفضیلة الاولی: نشؤها من فاکهة من فواکه الجنة

الفضیلة الثانیة: تسمیتها بفاطمة

الفضیلة الثالثة: نزول آية التطهير

الفضیلة الرابعة: نزول آیة المباهلة

الفضیلة الخامسة: نزول سورة الدهر

الفضیلة السادسة: الملائکة تنادیها

الفضیلة السابعة:انها سیدة النساء

الفضیلة الثامنة: امير المؤمنین، هو الکفو الوحید لفاطمة (عليهما السلام)

الفضیلة التاسعة: تزویجها بأمر من الله جل جلاله

الفضیلة العاشرة: مقام الشفاعة

تجمیع

 

تلخیص

میراث الإمامیة فی الحدیث ، احتضن فضائل عدیدة حول السیدة فاطمة (سلام الله علیها). حول کل واحدة من الفضائل،لدینا تقاریر عدیدة فی هذه المصادر . اضافة علی ذلک ، فی خصوص کل منها ، توجد تقاریر عدیدة من منظر علم الحدیث المذکورة عدة منها فی کتاب الکافی ل الکلینی،أحد المصادر المعتبرة عند الإمامیة . هذه الفضائل فی تقسیم کلی ،تنقسم علی ثلاثة فصول، بعض هذه الفضائل مثل نشؤها من فواکه الجنة،ترجع الی فترة قبل خلقتها، عدة منها مثل تکلّمها مع الملائکة ، ترتبط بعالم الخلقة و بعضها مثل مقام الشفاعة،تنعقد مع عالم بعد الخلقة. بعض هذه الفضائل عن لسان رسول الله (صلی الله علیه وآله) و بعض منها تقاریر عن الائمة (علیهم السلام).

ضرورة هذا المقال،علاوة علی تعظیم هذه السیدة ، هو رسائل کلامیة یحملها ،تری تفصیلها فی مقدمة هذا المقال.

مدخل

السیدة فاطمة (سلام الله علیها) هی بنت النبی (صلی الله علیه وآله)، زوجة امیر المؤمنین (علیه السلام) و من اهل البیت(اصحاب کساء)علیهم السلام. لها مقام رفیع عند المسلمین و عند الإمامیة (الشيعة الاثنی عشریة) هی أحد اربعة عشر المعصومین علیهم السلام. المتتبع فی التراث العلمی ل الشیعة و اهل السنة، یحکی عن الفضائل العدیدة ، البارزة مع قلة لها من نظیر. تدوین کتاب فی کم مجلد مثل «الموسوعة الکبری عن فاطمة الزهرا» یدل علی صحة هذه الإدعاء. من الطبیعی، أحسن من یمکن أن یصف الشخص ، أقرباؤه و أهل بیته. (أهل البيت أدري بما في البيت). فلهذا علینا أن نحکی فضائل هذه السیدة عن لسان رسول الله (صلی الله علیه وآله) و باقی أئمة الدین الذین هم أصدق الناس و أقرب الی فاطمة (سلام الله علیها) من غیرها. فمع هذا؛ هذا المقال یدوّن من مصادر الإمامیة فی الحدیث – مع الفراغ عن مصادر اهل السنة – التی هی أحسن حاک عن أقوالهم.

النکتة الملفة للنظر ان هذا المقال لم یکن بصدد تجمیع مناقب هذه السیدة فقط ، و لو ان تجمیعها و نشر هذه الفضائل المدرِّسة،هی وظیفة کل من المسلمین و هی فی نظرها من الواجبات ،و لکن الوجه الآخر لهذه المطالب ، فی الواقع هی الآثار و النتائج الکلامیة و العقدیة التی هی مهمة فی محلها.

توضیح المطلب ؛ بعد استشهاد الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) وقعت حوادث بقت آثارها السلبیة الی الآن فی المجتمع الإسلامی. من أهم هذه الحوادث، طریقة تعامل سلطة الخلافة مع إبنة رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم). مطالعة تأریخ صدر الاسلام،یبیّن لنا بوضوح أن فاطمة (سلام الله علیها) لم تقبل مشروعیة خلافة أبی بکر قط.

من الطبیعی أن إبنة رسول الله (صلی الله علیه وآله) هی بالإطلاع عن تمام الاقوال و الوصایا ل النبی ص مباشرة و تعلم بالقطع و الیقین أنه من الذی یستحق خلافة أبیها. و فی عین الحال؛ لم تقبل خلافة أبی بکر قط . و هی بصدد بطلان خلافة أبی بکر بکلّ شکل ممکن و تصرّ علی هذا الموضع إلی آخر عمرها إلی ان بدل ما فعلته تحمّلت ضغوطات عدیدة من السلطة الحاکمة. [مشروح هذه المسألة فی موقع مؤسسة ولیعصر (عجل الله تعالی فرجه) بهذا العنوان « مصائب السیدة فاطمة عليها السلام فی مصادر الإمامية»]

فعلینا فی هذا المقال أن نعکس لقطات من مناقب السیدة حتی أن نطرح هذا السؤال الأساسی لمن یطلب الحقیقة: حسب الأصول لماذا لم تقبل السیدة فاطمة س سلطة الخلافة آن ذاک ؟مع میزها من الشخصیّات و علو مقامها بإتفاق عند المسلمین و فی هذا المقال ذکرنا قلیلا من کثیر. حسب رأیک الشریف؛ ما هی الرسالة التی تحملها افعال بنت رسول الله (صلی الله علیه وآله) ؟

تقاریر حول فضائل السیدة فاطمة (سلام الله علیها)

من اللازم علمُه حول التقاریر المرتبطة بمناقب و فضائل السیدة فاطمة (سلام الله علیها) هو أن بعض هذه التقاریر انعکست فی میراث الإمامیة فی الحدیث فی الطبقة الأولی و عدة منها فی مصادر غیر الطبقة الأولی . عدة من هذه التقاریر کما ترونها فی هذا المقال توجد بأکثر من إسناد واحد .

فی خصوص کل من هذه الفضائل المذکورة هنا ، توجد تقاریر معتبرة حسب قواعد علم الحدیث و بعض منها ثبتت بأسانید عدیدة مقبولة. مجموعة مناقب السیدة فاطمة (سلام الله عليها) فی تقسیم کلی تنقسم إلی ثلاثة أزمان قبل الحياة، حین الحياة و بعد الحياة .

فی الإستمرار ،نذکر عشرة فضائل من فضائل السیدة فاطمة (سلام الله علیها) علی سبیل المثال و علی أساس التقسیم المذکور . هذه الفضائل أُخذت من إثنی عشر مصدر المذکورة فی الذیل :

الکافی ثقة الإسلام الکلینی (رحمة الله علیه)، عیون أخبار الرضا (علیه السلام)، معانی الأخبار، علل الشرایع، کمال الدّین، خصال و أمالی الشیخ الصدوق (رحمة الله علیه)، تهذيب الأحكام و أمالی الشیخ الطوسی (رحمة الله علیه)، بشارة المصطفي و دلائل الإمامة الطبری الإمامی و تفسير القمي.

الفضیلة الأولی: نشؤها من فواکه الجنة

حسب المتداول ،الناس التی تملک فضائل خاصة ،تنحصر مناقبها فی هذه الدنیا و انعکاسها سیکون فی الأخرة. فی هذا البین،قلیل من الناس التی تملک عدة من الفضائل الخاصة تلتبس بهذه الفضائل حتی قبل خلقتها. السیدة فاطمة (سلام الله عليها) من جملة هذه الأشخاص.

علی اساس الروايات، عندما عُرج بالرسول (صلي الله عليه وآله) الی السماء ، اُعطی فاکهة، فأکل منها الرسول ص و نشأت فاطمة س من تلک الفاکهة التی صارت نطفتها منها.

الجدیر للذکر، الروايات فی هذا المجال تذکر فواکه مختلفة ،فی بعض منها ذکر أنه أکل من رطبها و فی بعض منها ذکر أنه أکل تفاحة .هذا المطلب یتمکن أن یرتبط بحقیقة الفاکهة التی هی من فواکه الجنة ، بهذا المعنی أن کل من فواکه الجنة ، هی بنفسها فیها خواص فواکه هذه الدنیا. فلهذا تصدق علی کل منها ، الرطب، التفاحة و ... .

الوجه الآخر اللازم للذکر هو ان إعطاء الفواکه ل النبی ص لم تکن مرة واحدة بل مرّات ، فی مرة رطبة ، مرة أخری تفاحة و ...

مجموعة تقاریر هذا القسم متعددة. عدة منها لها الإعتبار الوافی فی منظر علم الرجال.

فی الإستمرار نقدم لکم أربعة روایات من هذا القسم من هذه التقاریر.

التقریر الأول: الإمام الصادق عن رسول الله (عليهما السلام) بإسناد معتبر

حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَلِيِّ ابْنِ رِئَابٍ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ‏: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ (صلي الله عليه وآله) يُكْثِرُ تَقْبِيلَ فَاطِمَةَ (سلام الله عليها) فَأَنْكَرَتْ ذَلِكَ عَائِشَةُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلي الله عليه وآله) يَا عَائِشَةُ إِنِّي لَمَّا أُسْرِيَ بِي إِلَي السَّمَاءِ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَأَدْنَانِي جَبْرَئِيلُ مِنْ شَجَرَةِ طُوبَي وَ نَاوَلَنِي مِنْ ثِمَارِهَا فَأَكَلْتُ فَحَوَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ مَاءً فِي ظَهْرِي فَلَمَّا هَبَطْتُ إِلَي الْأَرْضِ وَاقَعْتُ‏ خَدِيجَةَ فَحَمَلَتْ بِفَاطِمَةَ فَمَا قَبَّلْتُهَا قَطُّ إِلَّا وَجَدْتُ رَائِحَةَ شَجَرَةِ طُوبَي مِنْهَا.

القمي، أبي الحسن علي بن ابراهيم (المتوفی310هـ) تفسير القمي، ج 1 ص 365، تحقيق: تصحيح وتعليق وتقديم: السيد طيب الموسوي الجزائري، ناشر: مؤسسة دار الكتاب للطباعة والنشر - قم، الطبعة: الثالثة، صفر 1404؛ المجلسي، محمد باقر (المتوفی 1111)، بحار الأنوار، ج 8 ص 120، تحقيق : يحيى العابدي الزنجاني، ناشر : مؤسسة الوفاء – بيروت، الطبعة الثانية المصححة، ‌1403 - 1983 م.

دراسة السند

التقریر المذکور معتبر حسب موازین علم الرجال. فی الإستمرار نذکر حال وصف رواته.

عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ

الراوي الأول هو علي بن إبراهيم. یقول النجاشي فی حقه هکذا :

علي بن إبراهيم بن هاشم ثقة في الحديث ثبت معتمد صحيح المذهب.

النجاشي الأسدي الكوفي، ابوالعباس أحمد بن علي بن أحمد بن العباس (المتوفی450هـ)، فهرست أسماء مصنفي الشيعة المشتهر ب‍ رجال النجاشي، ص 260، تحقيق: السيد موسي الشبيري الزنجاني، ناشر: مؤسسة النشر الاسلامي ـ قم، الطبعة: الخامسة، 1416هـ.

 

إِبْرَاهِيم بنُ هاشِم

الراوي الثانی، هو ابراهيم بن هاشم. یقول السید الخوئي (رحمة الله عليه) فی  شرح حاله هکذا :

 لا ينبغي الشك في وثاقة إبراهيم بن هاشم ويدل علي ذلك عدة أمور: الاول: أنه روي عنه ابنه علي في تفسيره كثيرا وقد التزم في أول كتابه بأن ما يذكره فيه قد انتهي إليه بواسطة الثقات. الثاني:أن السيد ابن طاووس ادعي الاتفاق علي وثاقته. الثالث: أنه أول من نشر حديث الكوفيين بقم والقميون قد اعتمدوا علي رواياته وفيهم من هو مستصعب في أمر الحديث فلو كان فيه شائبة الغمز لم يكن يتسالم علي أخذ الرواية عنه وقبول قوله.

الموسوي الخوئي، السيد أبو القاسم (المتوفی1411هـ)، معجم رجال الحديث ج 1 ص 291، الطبعة الخامسة، 1413هـ ـ 1992م

لابد من الإلتفات،إلی ان نظرة القمیین ب روایات ابراهیم بن هاشم لم تکن فی حد الإعتماد العادی بل  الکبار مثل سعد بن عبد الله الأشعری و محمد بن حسن الصّفار، نقلوا عنه عشرات الروایات من دون واسطة ، هذا المطلب یدل علی أن لهم اعتماد وثیق بالنسبة ل ابراهیم بن هاشم . الشاهد الآخر علی اعتبار هذا الراوی هو أن محمد بن الحسن بن الولید الذی هو فی مقام استاذ الشیخ الصدوق (رحمة الله علیه) ، لم یقبل عدة من روایات کتاب نوادر الحکمة ، و فی الحال؛ الروایة التی یذکرها مؤلف الکتاب عن ابراهیم بن هاشم ، یقبلها. فهذه تعنی أنه یعتمد علی هذا الراوی .

 

الْحَسَنُ بْنُ مَحْبُوب

الراوي من بعده هو حسن بن محبوب. الشيخ الطوسي (رحمة الله عليه) یقول فی حقه:

 الحسن بن محبوب السراد ثقة و كان جليل القدر، يعد في الأركان الأربعة في عصره.

الطوسي، الشيخ ابوجعفر، محمد بن الحسن بن علي بن الحسن (المتوفی460هـ)، الفهرست، ص 96، تحقيق: الشيخ جواد القيومي،‌ ناشر: مؤسسة نشر الفقاهة،‌ چاپخانه: مؤسسة النشر الإسلامي، الطبعة الأولي1417

 

عَلِيُّ ابْنُ رِئَاب

علي بن رئاب الراوی من بعدهما فی هذه السلسلة. الشيخ الطوسي (رحمة الله عليه) یقول فی حقه:

علي بن رئاب الكوفي ثقة جليل القدر

الطوسي، الشيخ ابوجعفر، محمد بن الحسن بن علي بن الحسن (المتوفی460هـ)، الفهرست، ص 151، تحقيق: الشيخ جواد القيومي،‌ الناشر: مؤسسة نشر الفقاهة،‌ المطبعة: مؤسسة النشر الإسلامي، الطبعة الأولي1417

أَبِو عُبَيْدَة الحذاء

النجاشي علاوة علی مدحه ایّاه ، یذکر مدح سعد بن عبد الله فی حقّه ایضا. هو یقول :

 زياد بن عيسي أبو عبيدة الحذاء ثقة ... و قال سعد بن عبد الله الأشعري: و من أصحاب أبي جعفر أبو عبيدة و هو زياد بن أبي رجاء كوفي ثقة.

النجاشي الأسدي الكوفي، ابوالعباس أحمد بن علي بن أحمد بن العباس (المتوفی450هـ)، فهرست أسماء مصنفي الشيعة المشتهر ب‍ رجال النجاشي، ص 170، تحقيق: السيد موسي الشبيري الزنجاني، ناشر: مؤسسة النشر الاسلامي ـ قم، الطبعة: الخامسة، 1416هـ

 

التقریر الثانی: الإمام الرضا عن رسول الله (عليهما السلام) بإسناد معتبر

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ جَعْفَرٍ الْهَمَدَانِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ صَالِحٍ الْهَرَوِيِّ: قَالَ عَلِيِّ بْنِ مُوسَي الرِّضَا (عليه السلام) ... قَالَ النَّبِيُّ (صلي الله عليه وآله): لَمَّا عُرِجَ بِي إِلَي السَّمَاءِ أَخَذَ بِيَدِي جَبْرَئِيلُ فَأَدْخَلَنِي الْجَنَّةَ فَنَاوَلَنِي مِنْ رُطَبِهَا فَأَكَلْتُهُ فَتَحَوَّلَ ذَلِكَ نُطْفَةً فِي صُلْبِي فَلَمَّا هَبَطْتُ إِلَي الْأَرْضِ وَاقَعْتُ خَدِيجَةَ فَحَمَلَتْ بِفَاطِمَةَ فَفَاطِمَةُ حَوْرَاءُ إِنْسِيَّةٌ فَكُلَّمَا اشْتَقْتُ إِلَي رَائِحَةِ الْجَنَّةِ شَمِمْتُ رَائِحَةَ ابْنَتِي فَاطِمَةَ.

القمي، ابو جعفر الصدوق، محمد بن علي بن الحسين بن بابويه (المتوفی381هـ)، عيون أخبار الرضا عليه السلام، ج 1 ص 105 تا 107، تحقيق: تصحيح وتعليق وتقديم: الشيخ حسين الأعلمي، ناشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت – لبنان، سنة الطبعة: 1404 - 1984 م

دراسة السند

سلسلة الرواة فی هذا التقریر لها الإعتبار الکافي .

أَحْمَدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ جَعْفَرٍ الْهَمَدَانِيُّ

یحسب هو من جملة مشايخ الشيخ الصدوق (رحمة الله عليه) و یقول فی حقه هکذا :

كان رجلا ثقة دينا فاضلا

الصدوق، ابوجعفر محمد بن علي بن الحسين (المتوفی381هـ)، كمال الدين و تمام النعمة، ص 369، ناشر:‌ اسلامية ـ طهران‏، الطبعة الثانية‏، 1395 هـ.

عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ و إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَاشِم

ذکرنا شرح حالهما ، فی الروایة السابقة.

 عَبْدُ السَّلَامِ بْن صَالِحٍ الْهَرَوِيِّ

هو ایضا عند النجاشي من المعتمدین و یقول فی حقه هکذا:

 عبد السلام بن صالح أبو الصلت الهروي ثقة صحيح الحديث‏.

النجاشي الأسدي الكوفي، ابوالعباس أحمد بن علي بن أحمد بن العباس (المتوفی450هـ)، فهرست أسماء مصنفي الشيعة المشتهر ب‍ رجال النجاشي، ص 245، تحقيق: السيد موسي الشبيري الزنجاني، ناشر: مؤسسة النشر الاسلامي ـ قم، الطبعة: الخامسة، 1416هـ.

التقریر الثالث: الإمام السجاد عن رسول الله (عليهما السلام)

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَي بْنِ الْمُتَوَكِّلِ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْحِمْيَرِيُّ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ عَنْ سَدِيرٍ الصَّيْرَفِيِّ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ (عليهم السلام) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلي الله عليه وآله)‏ ... لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ (عَزَّ وَ جَلَّ) آدَمَ وَ أَخْرَجَنِي مِنْ صُلْبِهِ أَحَبَّ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ يُخْرِجَهَا (فَاطِمَةَ) مِنْ صُلْبِي جَعَلَهَا تُفَّاحَةً فِي الْجَنَّةِ وَ أَتَانِي بِهَا جَبْرَئِيلُ فَقَالَ لِي ... يَا مُحَمَّدُ إِنَّ هَذِهِ تُفَّاحَةٌ أَهْدَاهَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَيْكَ مِنَ الْجَنَّةِ فَأَخَذْتُهَا وَ ضَمَمْتُهَا إِلَي صَدْرِي قَالَ يَا مُحَمَّدُ يَقُولُ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ كُلْهَا فَفَلَقْتُهَا فَرَأَيْتُ نُوراً سَاطِعاً فَفَزِعْتُ مِنْهُ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ مَا لَكَ لَا تَأْكُلُ، كُلْهَا وَ لَا تَخَفْ فَإِنَّ ذَلِكَ النُّورَ الْمَنْصُورَةُ فِي السَّمَاءِ وَ هِيَ فِي الْأَرْضِ فَاطِمَةُ.

الصدوق، ابوجعفر محمد بن علي بن الحسين،(المتوفی381هـ)، معاني الأخبار، ص 396، ناشر: جامعة المدرسين، قم‏، اول، 1403 ق‏.

التقریر الرابع: جابر بن عبد الله عن رسول الله (صلي الله عليه وآله)

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ السُّكَّرِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْكِنْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ (عليهما السلام) عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ تَلْثَمُ فَاطِمَةَ وَ تَلْتَزِمُهَا وَ تُدْنِيهَا مِنْكَ وَ تَفْعَلُ بِهَا مَا لَا تَفْعَلُهُ بِأَحَدٍ مِنْ بَنَاتِكَ فَقَالَ إِنَّ جَبْرَئِيلَ أَتَانِي بِتُفَّاحَةٍ مِنْ تُفَّاحِ الْجَنَّةِ فَأَكَلْتُهَا فَتَحَوَّلَتْ مَاءً فِي صُلْبِي ثُمَّ وَاقَعْتُ خَدِيجَةَ فَحَمَلَتْ بِفَاطِمَةَ فَأَنَا أَشَمُّ مِنْهَا رَائِحَةَ الْجَنَّةِ.

الصدوق، ابوجعفر محمد بن علي بن الحسين (المتوفی 381هـ)، علل الشرائع، ج 1 ص 183، تحقيق وتقديم : السيد محمد صادق بحر العلوم، ناشر : منشورات المكتبة الحيدرية ومطبعتها - النجف الأشرف، الطبع: 1385 - 1966 م

الفضیلة الثانیة: تسمیتها بفاطمة س

من فضائلها المذکورة هی التی ترتبط ب تسمیتها ب «فاطمة». علی اساس الروايات، هذا الإسم أخذ لهذه السیدة من قبل الله سبحانه و تعالی. حسب نظر اهل اللغة، مادة «فَطَمَ» بمعنی القطع عن شیئ. حسب هذه المعنی، ذکر أَوجه متعددة من قبل المعصومین (عليهم السلام) لهذا الإسم،من جملتها أنها و شیعتها فُطموا عن نار جهنم . علی هذا الأساس،هی تشفع لشیعتها و محبیها یوم القیامة مستفادا من هذا الإسم ، و تدخلهما الجنة.

هذه المجموعة تشکلت من تقاریر متعددة فی هذا القسم و بعض منها لها أسانید معتبرة و مقبولة.

فی الإستمرار نقدم لکم أربعة روایات من هذا القسم من التقاریر جمعا بثمانیة أسانید.

التقریر الأول: محمد بن مسلم عن الإمام الباقر (عليه السلام) بإسناد معتبر

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَي بْنِ الْمُتَوَكِّلِ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْكَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الثَّقَفِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (عليه السلام) يَقُولُ:‏ لِفَاطِمَةَ (سلام الله عليها) وَقْفَةٌ عَلَي بَابِ جَهَنَّمَ فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ كُتِبَ بَيْنَ عَيْنَيْ كُلِّ رَجُلٍ مُؤْمِنٌ أَوْ كَافِرٌ فَيُؤْمَرُ بِمُحِبٍّ قَدْ كَثُرَتْ ذُنُوبُهُ إِلَي النَّارِ فَتَقْرَأُ فَاطِمَةُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ مُحِبّاً فَتَقُولُ إِلَهِي وَ سَيِّدِي سَمَّيْتَنِي‏ فَاطِمَةَ وَ فَطَمْتَ بِي مَنْ تَوَلَّانِي وَ تَوَلَّي ذُرِّيَّتِي مِنَ النَّارِ وَ وَعْدُكَ الْحَقُّ وَ أَنْتَ‏ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ فَيَقُولُ اللَّهُ (عَزَّ وَ جَلَّ) صَدَقْتِ يَا فَاطِمَةُ إِنِّي سَمَّيْتُكِ فَاطِمَةَ وَ فَطَمْتُ بِكِ مَنْ أَحَبَّكِ وَ تَوَلَّاكِ وَ أَحَبَّ ذُرِّيَّتَكِ وَ تَوَلَّاهُمْ مِنَ النَّارِ.

الصدوق، ابوجعفر محمد بن علي بن الحسين (المتوفی 381هـ)، علل الشرائع، ج 1 ص 179، تحقيق وتقديم : السيد محمد صادق بحر العلوم، ناشر : منشورات المكتبة الحيدرية ومطبعتها - النجف الأشرف، الطبع: 1385 - 1966 م

دراسة السند

هذا التقریر بحسبه فیه رواة مقبولین .

 

مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَي بْنِ الْمُتَوَكِّل

الراوي الأول هو مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَي بْنِ الْمُتَوَكِّلِ. تثبت وثاقته حسب قرائن المذکورة  فی الذیل:

فی البدایة نقول: الشيخ الصدوق (رحمة الله عليه) ینقل روايات عدیدة منه فی کتبه المختلفة، فهذا یدل علی حسن إعتماده و تأییده بالنسبة الیه.فلهذا جمع من العلماء یعتقدون اذا نقلوا رواة ثقاة مثل الکليني و الشيخ الصدوق، روايات عدیدة عن الراوی ، فهذا یدل علی اعتمادهم بذلک الراوی. [ ترابي شهر رضايي، اکبر، تحقیق فی علم الرجال، ص345.] و عدة من العلماء یوثقون هکذا من الأفراد ،منهم المرحوم السید البروجردي فی کلام له یقول:

الظاهر أنّه يمكن استكشاف وثاقة الراوي من تلاميذه الذين أخذوا الحديث عنه فإذا كان الآخذ مثل الشيخ أو المفيد أو الصدوق أو غيرهم من الأعلام خصوصا مع كثرة الرواية عنه لا يبقي ارتياب في وثاقته أصلا.

الفاضل اللنكراني، نهاية التقرير في مباحث الصلاة، تقرير بحث البروجردي، ج 3 ص 232، ناشر : مركز فقه الأئمة الأطهار عليهم السّلام.

ثانیا نقول: سيد بن طاووس (رحمة الله عليه) یعتبر وثاقته من المتفق علیه. السید الخوئي (رحمة الله عليه) یقول فیه هکذا:

ادعي ابن طاووس في فلاح السائل عند ذكر الرواية عن الصادق عليه السلام "أنه ما أحب الله من عصاه"  الاتفاق علي وثاقته فالنتيجة أن الرجل لا ينبغي التوقف في وثاقته.

الموسوي الخوئي، السيد أبو القاسم (المتوفی1411هـ)، معجم رجال الحديث ج 18، ص 300، الطبعة الخامسة، 1413هـ ـ 1992م.

 

سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّه

هو من کبار الطائفة. النجاشي یقول فی حقه هکذا:

سعد بن عبد الله الأشعري القمي شيخ هذه الطائفة و فقيهها و وجهه.

النجاشي الأسدي الكوفي، ابوالعباس أحمد بن علي بن أحمد بن العباس (المتوفی450هـ)، فهرست أسماء مصنفي الشيعة المشتهر ب‍ رجال النجاشي، ص 177، تحقيق: السيد موسي الشبيري الزنجاني، ناشر: مؤسسة النشر الاسلامي ـ قم، الطبعة: الخامسة، 1416هـ.

 

 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَي الاشعري

لم تخفی جلالة قدره علی اهل الخبرة فی هذا الفن. شيخ الطائفة (رحمة الله عليه) یقول فی حقه هکذا:

 وأبو جعفر هذا شيخ قم و وجهها

الطوسي، الشيخ ابوجعفر، محمد بن الحسن بن علي بن الحسن (المتوفی460هـ)، الفهرست، ص 68، تحقيق: الشيخ جواد القيومي،‌ ناشر: مؤسسة نشر الفقاهة،‌ المطبعة: مؤسسة النشر الإسلامي، الطبعة الأولي1417

 

مُحَمَّدُ بْنُ سِنَان

اسم محمد بن سنان، ذکر کثیرا فی کتب الحديث و أما فی مجال وثاقته أو تضعیفه ، یوجد اختلاف بین العلماء. من جملة الشواهد علی اثبات وثاقة محمد بن سنان ، هی کثرة نقل الکبار عنه. عند مشاهدة مصادر الحديث نجد ان الکبار مثل احمد بن محمد بن عيسي الأشعري و ابراهيم بن هاشم القمي،نقلوا عن ابن سنان عشرات الروایات من دون واسطة. هذا الأمر، بنفسه یدل علی اعتماد هؤلاء الکبار بالنسبة لهذا الراوی. اضافة علی ذلک ؛ مصادر الإمامیة فی الحدیث ، مشحونة من الروايات التی نقلوها کبارالشيعة عن محمد بن سنان. علی سبیل المثال المرحوم الکليني فی کتاب الکافي ینقل عنه روايات کثیرة. الشيخ الصدوق (رحمة الله عليه) ایضا فی کتاب «من لا يحضره الفقيه» حسب قوله «أَعْتَقِدُ فِيهِ أَنَّهُ حُجَّةٌ فِيمَا بَيْنِي وَ بَيْنَ رَبِّي‏» ینقل روایات عن محمّد بن سنان.

السیدالشبیری (حفظه الله) من جملة الذین یعتقدون بوثاقة محمد بن سنان. هو یقول:

نحن نقول بوثاقة محمد بن سنان. هو كثير الرواية و الکبار نقلوا عنه روايات و فی كتب الأربعة و غير كتب الأربعه روايات عدیدة عنه. منشأ تضعيف ابن سنان حسب رأینا المطلب الذی مذکور فی ترجمته أنه «يتبع المعضلات» يعنى یتبع الروایات التی لم یهضمها فهم عموم الناس ، فی جوامع الحديث أیضا یوجد باب فی هذا المورد ینهی عن هکذا أمور و لو أن رواياتها صحيحة، محمد بن سنان أیضا یتبع هکذا روایات کثیراً و طبعاً واجه انكار شديد من الناس و العلماء و عدة نسبوه إلی أهل الغلوّ و من جانب آخر الغلاة استفادوا من مکانته سوء الإستفادة و نسبوا الیه طائفة من رواياتهم الجعلیة و غير الواقعیة و البتة هذا الأمر من الطبيعى أن بعض الأوقات إذا لشخص خبرویة خاصة فی أمر خاص ینسبون إلیه کثیر من الأمور الغير الواقعیة التی هی نظيره و فی الحقيقة یستفیدون من شخصيته سوء الإستفادة. و لكن حسب رأینا محمد بن سنان شخص ثقة و لم یکن من الغلاة ایضا و إحدی الشواهد المهمة علی هذا المطلب ان الذی هو امامى المذهب و له دور حاسم فی مقابل الغلاة يعنى احمد بن محمد بن عيسى الذی یخرج الأشخاص من البلد لأجل غلوهم ، یعتبر محمد بن سنان أحد مشايخه الکبار و ینقل عنه أحاديث کثیرة ،و هذا بنفسه یدل علی أن ابن سنان لم یکن غال و غیر ثقة لأنه لم یکن مقبولا أن هذا المطلب مخفی لدی کبار مثل احمد بن محمد بن عيسى و ایضا لم یمکن قبول أنه اتخذه شیخا و یعلم أنه من الغلاة.

الشبيری الزنجانی، كتاب النكاح، ج‌14، ص 4719؛ ج‌23، ص 7186‌.

مشروح البحث حول هذا الراوی تجده فی مقالة «دراسة توصيف الرجالي ل محمد بن سنان».

فی الأخیر؛ لابد أن نلتفت الی أن ، اثبات وثاقة الراوی، هی بنفسها طريقة ل الوثوق بصدور تلک الرواية. بناء علی هذا ؛ ما هو المهم فی هذا المجال ان یمکننا اثبات صدور الروایة عن المعصوم (عليه السلام). فی الاستمرار تری انه توجد روايات متعددة بنفس المعنی و المضمون لرواية محمد بن سنان ،هذا الأمر بنفسه یکن تأییدا علی صحة الرواية المذکورة.

 

عَبْدُ اللَّهِ بْن مُسْكَان

ابن مسکان أیضا عند النجاشي، من المعتمدین. هو یقول:

عبد الله بن مسكان ... ثقة عين‏

النجاشي الأسدي الكوفي، ابوالعباس أحمد بن علي بن أحمد بن العباس (المتوفی450هـ)، فهرست أسماء مصنفي الشيعة المشتهر ب‍ رجال النجاشي، ص 214، تحقيق: السيد موسي الشبيري الزنجاني، ناشر: مؤسسة النشر الاسلامي ـ قم، الطبعة: الخامسة، 1416هـ.

 

 مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِم

لن تخفی الشخصية المتمیزة لمحمد بن مسلم علی أحد. النجاشي یمدحه بأحسن وجه و یقول :

محمد بن مسلم ... كان من أوثق الناس

النجاشي الأسدي الكوفي، ابوالعباس أحمد بن علي بن أحمد بن العباس (متوفاي450هـ)، فهرست أسماء مصنفي الشيعة المشتهر ب‍ رجال النجاشي، ص 323، تحقيق: السيد موسي الشبيري الزنجاني، ناشر: مؤسسة النشر الاسلامي ـ قم، الطبعة: الخامسة، 1416هـ.

التقریر الثانی: الإمام الباقر عن رسول الله (عليهما السلام)

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلَوِيَّةَ الْأَصْبَهَانِيُّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيِّ عَنْ جَنْدَلِ بْنِ وَالِقٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْبَصْرِيُّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ (عليهم السلام) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلي الله عليه وآله) يَا فَاطِمَةُ أَتَدْرِينَ لِمَ سُمِّيتِ فَاطِمَةَ فَقَالَ عَلِيٌّ (عليه السلام) يَا رَسُولَ اللَّهِ لِمَ سُمِّيَتْ؟ قَالَ: لِأَنَّهَا فُطِمَتْ هِيَ وَ شِيعَتُهَا مِنَ النَّارِ.

الصدوق، ابوجعفر محمد بن علي بن الحسين (المتوفی 381هـ)، علل الشرائع، ج 1 ص 179، تحقيق وتقديم : السيد محمد صادق بحر العلوم، ناشر : منشورات المكتبة الحيدرية ومطبعتها - النجف الأشرف، الطبع: 1385 - 1966 م.

التقریر الثالث: الإمام السجاد عن رسول الله (عليهما السلام)

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَي بْنِ الْمُتَوَكِّلِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْحِمْيَرِيُّ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ عَنْ سَدِيرٍ الصَّيْرَفِيِّ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ (عليهم السلام) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه وآله: أَتَانِي جَبْرَئِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ ... إِنَّ هَذِهِ تُفَّاحَةٌ أَهْدَاهَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَيْكَ مِنَ الْجَنَّةِ قَالَ يَا مُحَمَّدُ يَقُولُ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ كُلْهَا فَفَلَقْتُهَا فَرَأَيْتُ نُوراً سَاطِعاً فَفَزِعْتُ مِنْهُ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ مَا لَكَ لَا تَأْكُلُ كُلْهَا وَ لَا تَخَفْ فَإِنَّ ذَلِكَ النُّورَ الْمَنْصُورَةُ فِي السَّمَاءِ وَ هِيَ فِي الْأَرْضِ فَاطِمَةُ قُلْتُ حَبِيبِي جَبْرَئِيلُ وَ لِمَ سُمِّيَتْ فِي السَّمَاءِ الْمَنْصُورَةَ وَ فِي الْأَرْضِ فَاطِمَةَ قَالَ سُمِّيَتْ فِي الْأَرْضِ فَاطِمَةَ لِأَنَّهَا فَطَمَتْ‏ شِيعَتَهَا مِنَ النَّارِ وَ هِيَ فِي السَّمَاءِ الْمَنْصُورَةُ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ‏ (عَزَّ وَ جَلَّ) {يَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ *بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشاءُ} يَعْنِي نَصْرَ فَاطِمَةَ لِمُحِبِّيهَا.

الصدوق، ابوجعفر محمد بن علي بن الحسين،(المتوفی381هـ)، معاني الأخبار، صص 396 و 397، ناشر: جامعة المدرسين، قم‏، اول، 1403 ق‏.

التقریر الرابع: امير المؤمنین و الإمام الصادق عن رسول الله(علیهم السلام)

4.1: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الشَّاهِ الْفَقِيهُ الْمَرْوَزِيُ‏ بِمَرْوَرُودَ فِي‏ دَارِهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَامِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ الطَّائِيُ‏ بِالْبَصْرَةِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي فِي سَنَةِ سِتِّينَ وَ مِائَتَيْنِ قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُوسَي الرِّضَا عليه السلام سَنَةَ أَرْبَعٍ وَ تِسْعِينَ وَ مِائَةٍ.

4.2: وَ حَدَّثَنَا أَبُو مَنْصُورٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ بَكْرٍ الْخُورِيُّ بِنَيْسَابُورَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَارُونَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخُورِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْفَقِيهُ الْخُورِيُّ بِنَيْسَابُورَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ الشَّيْبَانِيُّ عَنِ الرِّضَا عَلِيِّ بْنِ مُوسَي عليه السلام.

4.3: وَ حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأُشْنَانِيُّ الرَّازِيُّ الْعَدْلُ بِبَلْخٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْرَوَيْهِ الْقَزْوِينِيُّ عَنْ دَاوُدَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْفَرَّاءِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُوسَي الرِّضَا عليه السلام قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي مُوسَي بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (عليهم السلام) عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (صلي الله عليه وآله): إِنِّي سَمَّيْتُ ابْنَتِي فَاطِمَةَ لِأَنَّ اللَّهَ (عَزَّ وَ جَلَّ) فَطَمَهَا وَ فَطَمَ‏ مَنْ‏ أَحَبَّهَا مِنَ النَّار.

القمي، ابو جعفر الصدوق، محمد بن علي بن الحسين بن بابويه (المتوفی381هـ)، عيون أخبار الرضا عليه السلام، ج 2 ص 51، تحقيق: تصحيح وتعليق وتقديم: الشيخ حسين الأعلمي، ناشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت – لبنان، سنة الطبعة: 1404 - 1984 م

4.4: حَدَّثَنَا السَّيِّدُ الْإِمَامُ الزَّاهِدُ أَبُو طَالِبٍ يَحْيَي بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْجَوَّانِيُّ الْحُسَيْنِيُّ فِي دَارِهِ بِآمُلَ لَفْظاً مِنْهُ فِي مُحَرَّمٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَ خَمْسِمِائَةٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو عَلِيٍّ جَامِعُ بْنُ أَحْمَدَ الدهشاني [الدِّهِسْتَانِيُ‏] فِي نَيْشَابُورَ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ خَمْسِمِائَةٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْعَبَّاسِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الثَّعَالِبِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ يَعْقُوبُ بْنُ أَحْمَدَ السَّرِيُّ الفروضي قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَامِرٍ الطَّائِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُوسَي قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي مُوسَي بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (عليهم السلام) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلي الله عليه وآله‏): إِنَّمَا سَمَّيْتُ ابْنَتِي فَاطِمَةَ لِأَنَّ اللَّهَ فَطَمَهَا وَ فَطَمَ مَنْ أَحَبَّهَا مِنَ النَّارِ.

الطبري، عماد الدين أبو جعفر محمد بن أبي القاسم (المتوفی525هـ)، بشارة المصطفي (صلي الله عليه وآله) لشيعة المرتضي عليه السلام، ص 209، تحقيق: جواد القيومي الأصفهاني، طبع ونشر: مؤسسة النشر الاسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة الطبعة: الأولي1420 ه‍

4.5: أَبُو مُحَمَّدٍ الْفَحَّامُ قَالَ حَدَّثَنِي الْمَنْصُورِيُّ، قَالَ حَدَّثَنِي عَمُّ أَبِي أَبُو مُوسَي عِيسَي بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِي الْإِمَامُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَي قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي مُوسَي بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: قَالَ الصَّادِقُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): إِنَّمَا سُمِّيَتْ ابْنَتِي فَاطِمَةَ لِأَنَّ اللَّهَ (عَزَّ وَ جَلَّ) فَطَمَهَا وَ فَطَمَ‏ مَنْ‏ أَحَبَّهَا مِنَ النَّارِ.

الطوسي، الشيخ ابوجعفر، محمد بن الحسن بن علي بن الحسن (المتوفی460هـ)، الأمالي، ص 294، تحقيق : قسم الدراسات الاسلامية - مؤسسة البعثة، ناشر: دار الثقافة ـ قم ، الطبعة: الأولي، 1414هـ

الفضیلة الثالثة: نزول آية التطهير

آية التطهير، هی فقرة من آيه 33 فی سورة الأحزاب. فی هذه الآیة،تعلقت ارادة الله بتطهیر عدة خاصة. بلا شک، هذه فضيلة لا نظير لها، فلهذا وقعت مجادلات عدیدة بین اهل السنة و الشيعة حول هذه الآیة.من البديهي أن روايات شأن النزول، لها دور اساسی هنا. الشيعة بالنظر الی الروايات الکثیرة المرویة عن الائمة (عليهم السلام) و ایضا مصادر اهل السنة، تعرف مصاديق الآیة خمسة اشخاص هم رسول الله (صلي الله عليه وآله)، اميرالمؤمنین، فاطمة، الحسن و الحسين (عليهم السلام) - طبقا لروايات الائمة (عليهم السلام) اضافة علی هؤلاء الخمسة، الآیة تشمل ایضا باقی ائمة الشيعة و انحصارها فی خمسة اشخاص یکون بملاحظة المصاديق الموجودة فی زمان نزول الآية - و لنا ان نثبت بهذه الآیة بعض الأصول الأساسیة لمذهب التشيع مثل عصمة اهل البيت (عليهم السلام)، و ایضا عصمة السیدة فاطمة (سلام الله عليها) .

طبقا ل الروايات؛ رسول الله(صلي الله عليه وآله) بعد نزول هذه الآیة، اخذ بعباءه یجرها علیه و علی ، علي بن ابي طالب، فاطمة، الحسن و الحسين (عليهم السلام) ، ثم رفع یدیه الی السماء و قال: اللَّهُمَّ إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ أَهْلًا وَ ثَقَلًا وَ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي وَ ثَقَلِي فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ أَ لَسْتُ مِنْ أَهْلِكَ فَقَالَ إِنَّكِ إِلَي خَيْرٍ وَ لَكِنَّ هَؤُلَاءِ أَهْلِي.

هذا المقال مع الفراغ عن کیفیة دلالة آية 33من سورة الأحزاب علی عصمة السیدة فاطمة (سلام الله عليها)، یرید فقط اثبات نزول هذه الآیة فی حق الزهرا س . البحث فی محتوی الآية،یطلب مجالا آخر.

اذا راجعت مصادر الفریقین فی الحدیث ،تعرف ان التقاریر من هذا القبیل کثیرة و لا یمکن التشکیک فی صدورها عن المعصوم (علیه السلام).

فی استمرار نقدم لکم ، علی سبیل المثال اربعة روایات من مصادر الإمامیة. بعض هذه التقاریر سجلت بأسانید مختلفة.

التقریر الأول: ابو بصير عن الإمام الصادق (عليه السلام) بإسناد معتبر.

عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَي عَنْ يُونُسَ وَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَي عَنْ يُونُسَ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) ... إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ فَمَا لَهُ لَمْ يُسَمِّ عَلِيّاً وَ أَهْلَ بَيْتِهِ (عليهم السلام) فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ فَقَالَ قُولُوا لَهُمْ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صلي الله عليه وآله) نَزَلَتْ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَ لَمْ يُسَمِّ اللَّهُ‏ لَهُمْ ثَلَاثاً وَ لَا أَرْبَعاً حَتَّي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص هُوَ الَّذِي فَسَّرَ ذَلِكَ لَهُمْ ... وَ نَزَلَتْ‏ {أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ‏} وَ نَزَلَتْ فِي عَلِيٍّ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلي الله عليه وآله) فِي عَلِيٍّ «مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ» وَ قَالَ (صلي الله عليه وآله) أُوصِيكُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَ أَهْلِ بَيْتِي ... فَلَوْ سَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ (صلي الله عليه وآله) فَلَمْ يُبَيِّنْ مَنْ أَهْلُ بَيْتِهِ لَادَّعَاهَا آلُ فُلَانٍ وَ آلُ فُلَانٍ وَ لَكِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْزَلَهُ فِي كِتَابِهِ تَصْدِيقاً لِنَبِيِّهِ {إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ‏ لِيُذْهِبَ‏ عَنْكُمُ الرِّجْسَ‏ أَهْلَ الْبَيْتِ‏ وَ يُطَهِّرَكُمْ‏ تَطْهِيراً} فَكَانَ عَلِيٌّ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ وَ فَاطِمَةُ (عليهم السلام) فَأَدْخَلَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ (صلي الله عليه وآله) تَحْتَ الْكِسَاءِ فِي بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ أَهْلًا وَ ثَقَلًا وَ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي وَ ثَقَلِي فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ أَ لَسْتُ مِنْ أَهْلِكَ فَقَالَ إِنَّكِ إِلَي خَيْرٍ وَ لَكِنَّ هَؤُلَاءِ أَهْلِي‏ ...

مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَي عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ وَ الْحُسَيْنُ بْنُ سَعِيدٍ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ يَحْيَي بْنِ عِمْرَانَ الْحَلَبِيِّ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ الْحُرِّ وَ عِمْرَانَ بْنِ عَلِيٍّ الْحَلَبِيِّ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام)‏ مِثْلَ ذَلِكَ.

الكليني الرازي، أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق (المتوفی328 هـ)، الكافي، ج 1 ص 286  تا 288، ناشر: اسلاميه‏، تهران‏، الطبعة الثانية،1362 هـ.ش.

دراسة السند

هذه الروایة نقلت عن أبی بصیر بستة أسانید. فی إحدی هذه الأسانید ، سهل بن زياد الذی فی توثيقه أو تضعيفه بین العلماء یوجد اختلاف ، مع الفراغ عن هذا الراوی ، باقی سلسلة الرواة لهم الإعتبار الوافی حسب علم الرجال. فی الإستمرار، نرسم کل من الأسانید الستة و من بعدها ، ندرس الإسناد الخامس علی سبیل المثال.

1: عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَي عَنْ يُونُسَ عَنْ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ.

2: عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَي عَنْ يُونُسَ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ.

3: مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَي عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ يَحْيَي بْنِ عِمْرَانَ الْحَلَبِيِّ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ الْحُرِّ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ.

4: مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَي عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ يَحْيَي بْنِ عِمْرَانَ الْحَلَبِيِّ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ عَلِيٍّ الْحَلَبِيِّ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ.

5: مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَي عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَي عَنْ الْحُسَيْنُ بْنُ سَعِيدٍ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ يَحْيَي بْنِ عِمْرَانَ الْحَلَبِيِّ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ الْحُرِّ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ.

6: مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَي عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَي عَنْ الْحُسَيْنُ بْنُ سَعِيدٍ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ يَحْيَي بْنِ عِمْرَانَ الْحَلَبِيِّ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ عَلِيٍّ الْحَلَبِيِّ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ.

 

شرح حال الرواة من الإسناد الخامس فی التقریر المذکور :

مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَي العطار

محمد بن یحیی العطار من جملة الرواة المعتمدین عند الطائفة. النجاشی یقول فیه هکذا :

شيخ أصحابنا في زمانه، ثقة.

 النجاشي الأسدي الكوفي، ابوالعباس أحمد بن علي بن أحمد بن العباس (المتوفی450هـ)، فهرست أسماء مصنفي الشيعة المشتهر ب‍ رجال النجاشي، ص 353، تحقيق: السيد موسي الشبيري الزنجاني، ناشر: مؤسسة النشر الاسلامي ـ قم، الطبعة: الخامسة، 1416هـ.

 

 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَي الاشعري

ذکرنا شرح حاله فی ذیل التقریر الأول من الفضیلة الثانیة.

 

 الْحُسَيْنُ بْنُ سَعِيدٍ

هو أیضا حسب قول شیخ الطائفة، من الموثقین.

الحسين بن سعيد بن حماد الأهوازي ... ثقة

الفهرست - الشيخ الطوسي - ص 112

 

 النَّضْرُ بْنُ سُوَيْدٍ

هو عند النجاشی من المعتمدین. هو یقول :

نصر بن سويد الصيرفي ثقة صحيح الحديث.

النجاشي الأسدي الكوفي، ابوالعباس أحمد بن علي بن أحمد بن العباس (متوفاي450هـ)، فهرست أسماء مصنفي الشيعة المشتهر ب‍ رجال النجاشي، ص 427، تحقيق: السيد موسي الشبيري الزنجاني، ناشر: مؤسسة النشر الاسلامي ـ قم، الطبعة: الخامسة، 1416هـ.

 

يَحْيَي بْنُ عِمْرَانَ الْحَلَبِيِّ

هذا الراوی حسب قول النجاشی، له وثاقة رفیعة

يحيي بن عمران الحلبي ... ثقة ثقة صحيح الحديث.

النجاشي الأسدي الكوفي، ابوالعباس أحمد بن علي بن أحمد بن العباس (المتوفی450هـ)، فهرست أسماء مصنفي الشيعة المشتهر ب‍ رجال النجاشي، ص 444، تحقيق: السيد موسي الشبيري الزنجاني، ناشر: مؤسسة النشر الاسلامي ـ قم، الطبعة: الخامسة، 1416هـ.

 

 أَيُّوبُ بْنُ الْحُرِّ

النجاشی یؤید وثاقته و یقول:

أيوب بن الحر الجعفي ثقة.

النجاشي الأسدي الكوفي، ابوالعباس أحمد بن علي بن أحمد بن العباس (المتوفی450هـ)، فهرست أسماء مصنفي الشيعة المشتهر ب‍ رجال النجاشي، ص 103، تحقيق: السيد موسي الشبيري الزنجاني، ناشر: مؤسسة النشر الاسلامي ـ قم، الطبعة: الخامسة، 1416هـ.

 أَبِو بَصِير الأسدي

من الرواة الذین لهم مقام رفیع عند اصحاب الإمامیة . النجاشی یقول:

يحيي بن القاسم أبو بصير الأسدي ثقة وجيه‏.

النجاشي الأسدي الكوفي، ابوالعباس أحمد بن علي بن أحمد بن العباس (المتوفی450هـ)، فهرست أسماء مصنفي الشيعة المشتهر ب‍ رجال النجاشي، ص 441، تحقيق: السيد موسي الشبيري الزنجاني، ناشر: مؤسسة النشر الاسلامي ـ قم، الطبعة: الخامسة، 1416هـ.

التقریر الثانی: عبد الرحمن بن کثير عن الإمام الصادق (عليه السلام)

أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَي الْخَشَّابِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ الْوَاسِطِيِّ عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِيرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) مَا عَنَي اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِقَوْلِهِ‏ {إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ‏ لِيُذْهِبَ‏ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً} قَالَ نَزَلَتْ فِي النَّبِيِّ وَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ وَ فَاطِمَةَ (عليهم السلام).

الصدوق، ابوجعفر محمد بن علي بن الحسين (المتوفی 381هـ)، علل الشرائع، ج 1 ص 205، تحقيق وتقديم : السيد محمد صادق بحر العلوم، ناشر : منشورات المكتبة الحيدرية ومطبعتها - النجف الأشرف، الطبع: 1385 - 1966 م

التقریر الثالث: سليم بن قيس عن الإمام علي (عليه السلام)

حَدَّثَنَا أَبِي وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالا حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَي عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ الْهِلَالِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيّاً (عليه السلام) فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ (صلي الله عليه وآله) فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ وَ جَمَاعَةٌ يَتَحَدَّثُونَ وَ يَتَذَاكَرُونَ الْعِلْمَ وَ الْفِقْهَ فَذَكَرْنَا قُرَيْشاً وَ شَرَفَهَا وَ فَضْلَهَا ... فَأَكْثَرَ الْقَوْمُ فِي ذَلِكَ مِنْ بُكْرَةٍ إِلَي حِينِ الزَّوَالِ وَ عُثْمَانُ فِي دَارِهِ لَا يَعْلَمُ بِشَيْ‏ءٍ مِمَّا هُمْ فِيهِ وَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (عليه السلام) سَاكِتٌ لَا يَنْطِقُ لَا هُوَ وَ لَا أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ فَقَالُوا يَا أَبَا الْحَسَنِ مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَتَكَلَّمَ فَقَالَ(عليه السلام): ... أَيُّهَا النَّاسُ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْزَلَ فِي كِتَابِهِ‏ {إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً} فَجَمَعَنِي‏ وَ فَاطِمَةَ وَ ابْنَيَ‏ حَسَناً وَ حُسَيْناً ثُمَّ أَلْقَي عَلَيْنَا كِسَاءً وَ قَالَ اللَّهُمَّ إِنَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي فَأَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهِّرْهُمْ تَطْهِيراً فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ وَ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ أَنْتَ عَلَي خَيْرٍ إِنَّمَا أُنْزِلَتْ فِيَّ وَ فِي أَخِي عَلِيٍّ وَ فِي ابْنَيَّ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ وَ فِي تِسْعَةٍ مِنْ وُلْدِ ابْنِيَ الْحُسَيْنِ خَاصَّةً لَيْسَ مَعَنَا فِيهَا أَحَدٌ غَيْرُنَا فَقَالُوا كُلُّهُمْ نَشْهَدُ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ حَدَّثَتْنَا بِذَلِكَ فَسَأَلْنَا رَسُولَ اللَّهِ (صلي الله عليه وآله) فَحَدَّثَنَا كَمَا حَدَّثَتْنَا أُمُّ سَلَمَةَ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا) ...

الصدوق، ابوجعفر محمد بن علي بن الحسين (المتوفی381هـ)، كمال الدين و تمام النعمة، ص 274 تا 278، ناشر:‌ اسلامية ـ تهران‏، الطبعة الثانية‏، 1395 هـ.

التقریر الرابع: عامر بن واثله عن الإمام علي (عليه السلام)

حَدَّثَنَا أَبِي وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِيدِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالا حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْخَطَّابِ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مِسْكِينٍ الثَّقَفِيِّ عَنْ أَبِي الْجَارُودِ وَ هِشَامٍ أَبِي سَاسَانَ‏ وَ أَبِي طَارِقٍ السَّرَّاجِ عَنْ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ قَالَ: كُنْتُ فِي الْبَيْتِ يَوْمَ الشُّورَي فَسَمِعْتُ عَلِيّاً (عليه السلام) وَ هُوَ يَقُولُ اسْتَخْلَفَ النَّاسُ أَبَا بَكْرٍ وَ أَنَا وَ اللَّهِ أَحَقُّ بِالْأَمْرِ وَ أَوْلَي بِهِ مِنْهُ ... ثُمَّ قَالَ ... نَشَدْتُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ أَنْزَلَ‏ اللَّهُ‏ فِيهِ‏ آيَةَ التَّطْهِيرِ عَلَي رَسُولِهِ (صلي الله عليه وآله)‏ {إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراًفَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ (صلي الله عليه وآله) كِسَاءً خَيْبَرِيّاً فَضَمَّنِي فِيهِ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَيْنَ ثُمَّ قَالَ يَا رَبِّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي فَأَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهِّرْهُمْ تَطْهِيراً قَالُوا اللَّهُمَّ لا ...

الصدوق، ابوجعفر محمد بن علي بن الحسين (المتوفی381هـ)، الخصال، ص 561، تحقيق، تصحيح وتعليق: علي أكبر الغفاري،‌ ناشر: منشورات جماعة المدرسين في الحوزة العلمية في قم المقدسة، سنة الطبعة 1403 - 1362

الفضیلة الرابعة: نزول آیة المباهلة

آية المباهلة، هی من أهم آيات القرآن فی خصوص فضائل السیدة فاطمة (سلام الله عليها).

علی اساس شأن النزول المنقول عن الشيعة و اهل السنة ، کتب النبی ص رسائل الی رؤساء الحکومات و دعاهم الی الإسلام ، من ضمنهم کتب الی أحد کبار النصاری فی نجران و اراد منهم ان یقبلوا الإسلام ، فأرسلوا فئة منهم الی المدینة ممثلا لیحققوا صحة دعوة النبی (صلي الله عليه وآله) ، دار البحث بینهم و بین رسول الله (صلي الله عليه وآله) ،و بعد أن استقر المقام بوفد نجران أخذوا يجادلون رسول اللّه في عيسى زاعمين تارة انه اللّه، و مرة انه ابن اللّه، و أخرى انه ثالث ثلاثة، و أوردوا أدلة.

و الذي أبطل أدلة النصارى هو اللّه بالذات، و لكن على لسان محمد (ص)، و كان في الوفد علماء لا تخفى الحقيقة على أمثالهم، منهم أبو حارثة الرئيس الديني للوفد، و كان معه أخ له، اسمه كرز .. و بعد أن سمع أبو حارثة ما سمع من آيات اللّه البينات أسرّ إلى أخيه كرز أن محمدا هو النبي الذي كنا ننتظره ..

فقال له أخوه هذا: ما يمنعك منه ما دمت على يقين من صدقه؟ قال أبو حارثة:

ان الملوك أعطونا أموالا كثيرة، و أكرمونا، فلو آمنا بمحمد لأخذوا منا كل                      شي‏ء .. فوقع ذلك في قلب كرز، و أضمره في نفسه أمدا، ثم أعلن إسلامه، و حدّث عما جرى من أخيه.

و صدق هذه الرواية لا يحتاج إلى دليل، لأنها بنفسها تدل على صدقها، و تحمل قياسها معها، كما يقول أهل المنطق .. ان أكثر الذين أنكروا الحق و عاندوه كان الدافع إلى موقفهم المصالح الخاصة، و المنافع الشخصية.

ناظر الرسول وفد نجران في صفات عيسى، و جادلهم بالحجة الدامغة، و المنطق السليم بما لا يقبل المزيد، و لما أصروا على العناد قطع الكلام معهم، و أنهى المناظرة، و دعاهم إلى ما لا يشبه شيئا، و لا يشبهه شي‏ء من الحجاج و النقاش، و لكنه يحسم الموقف بسرعة، و يستأصل النزاع من الجذور، دعاهم إلى التفوه بكلمة واحدة فقط لا يقدم عليها في تلك اللحظة إلا من كان على يقين من صدقه، و لا يحجم عنها إلا من كان عالما بكذبه .. و هذه الكلمة هي لعنة اللّه على الكاذبين، و لكنها تقترن بمعجزة خارقة، دونها معجزات المسيح مجتمعة، حيث تنهال على رأس الكاذب صاعقة من السماء تملأ الأرض عليه نارا. تواترت الروايات ان محمدا (ص) خرج، و عليه مرط- أي كساء غير مخيط- أسود، و قد احتضن الحسين، و أخذ بيد الحسن، و فاطمة و علي يمشيان خلفه، و هو يقول: إذا دعوت فأمنوا، فقال الرئيس الديني للوفد: يا معشر النصارى اني لأرى وجوها لو دعت اللّه أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله، فلا تباهلوا فتهلكوا، ثم قال: يا أبا القاسم رأينا ان لا نباهلك. فقال لهم: أسلموا. فأبوا، ثم صالحهم على أن يؤدوا الجزية.

و عاد الوفد مخذولا مرذولا، يجر وراءه ثوب الفشل، و الخزي .. و آمن بعد هذه المباهلة كثير من الذين لم يكونوا قد آمنوا بعد، كما ازداد المؤمنون إيمانا و تسليما.                       

 لقد أقدم محمد (ص)، و معه أهل بيته و أعز الناس على قلبه، على المباهلة، و هو يضمن النصر سلفا، حتى كأنه بيده .. و لا شي‏ء أوضح و أصدق في الدلالة على نبوته من هذا الإقدام .. انه أوضح من دلالة نور الشمس على وجود الشمس .. و ما عرفت هذه المعجزة لواحد من الأنبياء، و إنما كانوا يدعون على الكافرين، فيستجيب اللّه دعوتهم. تفسير الكاشف، ج‏2، ص: 78

قال رسول الله (صلي الله عليه وآله) لو انهم باهلوا لصاروا قردة و خنازیر و امتلأ هذا الوادی نارا. طبقا ل الروايات، وقعت المباهله فی اربع و عشرین من ذي الحجه فی السنة العاشرة من الهجرة.

کما رأیت، النبی الأکرم (صلي الله عليه وآله) لم یحضّر هؤلاء الاربعة ل مسألة عادية فقط ، بل لإثبات دعوته و حقانیة نبوته دعاهم ،هذا الأمر بنفسه منقبة عظیمة  . الجدیر للذکر؛ عدة من علماء اهل السنة صرحوا ایضا بهذه الفضیلة، الزمخشري المفسر المعروف عند اهل السنة یقول:

وفيه دليل لا شيء أقوي منه علي فضل أصحاب الكساء عليهم السلام

الزمخشري الخوارزمي، ابوالقاسم محمود بن عمرو بن أحمد جار الله (المتوفی538هـ)، الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل، ج 1 ص 434، تحقيق: عبد الرزاق المهدي، بيروت، ناشر: دار إحياء التراث العربي.

هذه الفضيلة القرآنية، وقعت مورد اهتمام ائمة الشيعة و فی مواقع مختلفة استفادوا من هذه القصة. مصادر الإمامیة فی الحديث، التفسير، التأريخ و بعض الأحیان فی الأدعیة ، حوت فی بطنها تقاریر عدیدة عن المعصومین (عليهم السلام) حول واقعة المباهلة. ملاحظة مجموعة هذه التقاریر ، مع الفراغ عن التقاریر العدیدة فی مصادر اهل السنة ، توجب الإطمئنان بصحتها. فی الإستمرار،نقدم لکم روایتین علی سبیل المثال.

 

التقریر الأول: ريان بن الصلت عن الإمام الرضا (عليه السلام) بإسناد معتبر

حَدَّثَنَا الشَّيْخُ الْفَقِيهُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُوسَي بْنِ بَابَوَيْهِ الْقُمِّيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ شَاذَوَيْهِ الْمُؤَدِّبُ وَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُورٍ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ قَالا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْيَرِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الرَّيَّانِ بْنِ الصَّلْتِ قَالَ: حَضَرَ الرِّضَا (عليه السلام) مَجْلِسَ الْمَأْمُونِ بِمَرْوَ وَ قَدِ اجْتَمَعَ فِي مَجْلِسِهِ جَمَاعَةٌ مِنْ عُلَمَاءِ أَهْلِ الْعِرَاقِ وَ خُرَاسَانَ ... فَقَالَ الْمَأْمُونُ هَلْ فَضَّلَ اللَّهُ الْعِتْرَةَ عَلَي سَائِرِ النَّاسِ فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ (عليه السلام) إِنَّ اللَّهَ (عَزَّ وَ جَلَّ) أَبَانَ فَضْلَ الْعِتْرَةِ عَلَي سَائِرِ النَّاسِ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ فَقَالَ لَهُ الْمَأْمُونُ أَيْنَ ذَلِكَ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَقَالَ لَهُ الرِّضَا عليه السلام فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفي‏ آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَي الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْض»} ... قَالَتِ الْعُلَمَاءُ فَأَخْبِرْنَا هَلْ فَسَّرَ اللَّهُ (عَزَّ وَ جَلَّ) الِاصْطِفَاءَ فِي الْكِتَابِ فَقَالَ الرِّضَا (عليه السلام) فَسَّرَ الِاصْطِفَاءَ فِي الظَّاهِرِ سِوَي الْبَاطِنِ فِي اثْنَيْ عَشَرَ مَوْضِعاً ... أَمَّا الثَّالِثَةُ حِينَ مَيَّزَ اللَّهُ الطَّاهِرِينَ مِنْ خَلْقِهِ فَأَمَرَ نَبِيَّهُ (صلي الله عليه وآله) بِالْمُبَاهَلَةِ فِي آيَةِ الِابْتِهَالِ فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَ‏ فَقُلْ‏ يَا مُحَمَّدُ {تَعالَوْا نَدْعُ‏ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَي الْكاذِبِينَ‏} فَأَبْرَزَ النَّبِيُّ (صلي الله عليه وآله) عَلِيّاً وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَيْنَ وَ فَاطِمَةَ (عليهم السلام) وَ قَرَنَ أَنْفُسَهُمْ بِنَفْسِهِ ...

الصدوق، ابوجعفر محمد بن علي بن الحسين (المتوفی381هـ)، الأمالي، ص 615 الي 618، تحقيق و نشر: قسم الدراسات الاسلامية - مؤسسة البعثة - قم، الطبعة: الأولي، 1417هـ.

القمي، ابي جعفر الصدوق، محمد بن علي بن الحسين بن بابويه (المتوفی381هـ)، عيون أخبار الرضا عليه السلام ج 1 ص 207 تا 210، تحقيق: تصحيح وتعليق وتقديم: الشيخ حسين الأعلمي، ناشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت – لبنان، سنة الطبعة: 1404 - 1984 م

دراسة السند

علی اساس التقاریر الحاصلة، ثبت اعتبار تمام الرواة المذکورین فی التقریر الفوق.

عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ شَاذَوَيْهِ الْمُؤَدِّبُ وَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُورٍ

فی هذه الرواية الشيخ الصدوق ینقل من شخصین من مشایخه علي بن الحسين بن شاذَوَيه و جعفر بن محمد بن مسرور، و اثبات وثاقة احدهما یکفی لنا. فی علي بن الحسين بن شاذَوَيه و لو أنه لم یبین شرح حاله فی الکتب التراجم لکن من المعلوم ان الشيخ الصدوق (رحمة الله عليه) علاوة علی الرواية المذکورة ، فی موارد عدیدة ینقل عنه روايات ، هذا المطلب کما ذکرناه سابقا یمکن ان یکون علامة علی اعتماد الصدوق (رحمة الله علیه) بهذا الشخص. ذکرنا فی ما مضی ان بعض العلماء یعتقدون ان روایة الثقات لا سیما مثل الکليني و الشيخ الصدوق، روايات کثیرة عن شخص ،یدل علی اعتمادهم بذاک الراوی. فمن هذا المنظر نستطیع ان نحصل علی وثاقة علي بن الحسين بن شاذَوَيه.

 

 مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْيَرِي

هو عند النجاشی معتمد. و یقول :

محمد بن عبد الله بن جعفر بن الحسين بن جامع بن مالك الحميري أبو جعفر القمي كان ثقة وجها.

 النجاشي الأسدي الكوفي، ابوالعباس أحمد بن علي بن أحمد بن العباس (المتوفی450هـ)، فهرست أسماء مصنفي الشيعة المشتهر ب‍ رجال النجاشي، ص 354، تحقيق: السيد موسي الشبيري الزنجاني، ناشر: مؤسسة النشر الاسلامي ـ قم، الطبعة: الخامسة، 1416هـ.

 

عَبْدُ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْيَرِي

هو ایضا حسب تقریر النجاشی، عنده مقام رفیع .

عبد الله بن جعفر بن الحسين بن مالك بن جامع الحميري شيخ القميين و وجههم‏.

 النجاشي الأسدي الكوفي، ابوالعباس أحمد بن علي بن أحمد بن العباس (المتوفی450هـ)، فهرست أسماء مصنفي الشيعة المشتهر ب‍ رجال النجاشي، ص 219، تحقيق: السيد موسي الشبيري الزنجاني، ناشر: مؤسسة النشر الاسلامي ـ قم، الطبعة: الخامسة، 1416هـ.

 

الرَّيَّانُ بْنُ الصَّلْت

حسب تقریر النجاشی، هو ایضا من المعتمدین.

ريان بن الصلت الأشعري كان ثقة صدوقا.

 النجاشي الأسدي الكوفي، ابوالعباس أحمد بن علي بن أحمد بن العباس (المتوفی450هـ)، فهرست أسماء مصنفي الشيعة المشتهر ب‍ رجال النجاشي، ص 165، تحقيق: السيد موسي الشبيري الزنجاني، ناشر: مؤسسة النشر الاسلامي ـ قم، الطبعة: الخامسة، 1416هـ.

 

التقریر الثانی: محکول الشامي عن الإمام علي (عليه السلام)

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَطَّانُ وَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ السِّنَانِيُّ وَ عَلِيُّ بْنُ مُوسَي الدَّقَّاقُ وَ الْحُسَيْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ هِشَامٍ الْمُكَتِّبُ‏ وَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَرَّاقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ قَالُوا حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَي بْنِ زَكَرِيَّا الْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَبِيبٍ قَالَ حَدَّثَنَا تَمِيمُ بْنُ بُهْلُولٍ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حُكَيْمٍ عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (عليه السلام)‏ لَقَدْ عَلِمَ الْمُسْتَحْفَظُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ (صلي الله عليه وآله) أَنَّهُ لَيْسَ فِيهِمْ رَجُلٌ لَهُ مَنْقَبَةٌ إِلَّا وَ قَدْ شَرِكْتُهُ فِيهَا وَ فَضَلْتُهُ وَ لِي سَبْعُونَ مَنْقَبَةً لَمْ يَشْرَكْنِي فِيهَا أَحَدٌ مِنْهُمْ قُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَأَخْبِرْنِي بِهِنَّ فَقَالَ (عليه السلام) ... الرَّابِعَةُ وَ الثَّلَاثُونَ فَإِنَّ النَّصَارَي ادَّعَوْا أَمْراً فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِيهِ‏ {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَي الْكاذِبِينَ}‏ فَكَانَتْ نَفْسِي نَفْسَ رَسُولِ اللَّهِ (صلي الله عليه وآله) وَ النِّسَاءُ فَاطِمَةَ وَ الْأَبْنَاءُ الْحَسَنَ وَ الْحُسَيْنَ ثُمَّ نَدِمَ الْقَوْمُ فَسَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ (صلي الله عليه وآله) الْإِعْفَاءَ فَأَعْفَاهُمْ وَ الَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَي مُوسَي وَ الْفُرْقَانَ عَلَي مُحَمَّدٍ (صلي الله عليه وآله) لَوْ بَاهَلُونَا لَمُسِخُوا قِرَدَةً وَ خَنَازِير.

الصدوق، ابوجعفر محمد بن علي بن الحسين (المتوفی381هـ)، الخصال، ص 576، تحقيق، تصحيح وتعليق: علي أكبر الغفاري،‌ ناشر: منشورات جماعة المدرسين في الحوزة العلمية في قم المقدسة، سنة الطبعة1403 – 1362

الفضیلة الخامسة: نزول سورة الدهر

حسب الروايات الکثیرة فی مصادر الحديث عند الشيعة و اهل السنة، السورة رقم ستة و سبعین فی القرآن يعني سورة المبارکة الدهر أو انسان، نزلت فی شأن اميرالمؤمنین، الحسن، الحسين و السیدة فاطمة (عليهم السلام) .

طبقا لهذه التقاریر: قال ابن عباس: إنّ الحسن و الحسين مرضا فعادهما الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في ناس معه، فقالوا: يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك، فنذر علي و فاطمة و فضة جارية لهما إن برئا ممّا بهما أن يصوموا ثلاثة أيّام (طبقا لبعض الرّوايات أنّ الحسن و الحسين أيضا قالا نحن كذلك ننذر أن نصوم) فشفيا و ما كان معهم شي‏ء،فاستقرض علي عليه السّلام ثلاث أصواع من شعير فطحنت فاطمة صاعا و اختبزته، فوضعوا الأرغفة بين أيديهم ليفطروا فوقف عليهم سائل، و قال: السلام عليكم، أهل بيت محمّد، مسكين من مساكين المسلمين، أطعموني أطعمكم اللّه من موائد الجنّة، فآثروه و باتوا لم يذوقوا إلّا الماء و أصبحوا صياما.

فلما أمسوا و وضعوا الطعام بين أيديهم وقف عليهم يتيم فآثروه (و باتوا مرة أخرى لم يذوقوا إلّا الماء و أصبحوا صياما) و وقف عليهم أسير في الثّالثة عند الغروب، ففعلوا مثل ذلك.

فلما أصبحوا أخذ علي بيد الحسن و الحسين و أقبلوا إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فلما أبصرهم و هم يرتعشون كالفراخ من شدّة الجوع،

قال: «ما أشدّ ما يسوؤني ما أرى بكم» فانطلق معهم، فرأى فاطمة في محرابها قد التصق بطنها بظهرها، و غارت عيناها، فساءه ذلك، فنزل جبرئيل عليه السّلام و قال: خذها يا محمد هنّاك اللّه في أهل بيتك فأقرأه السورة.

و قيل: إنّ الذي نزل من الآيات يبدأ من: إِنَّ الْأَبْرارَ حتى كانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً و مجموعها (18) آية.

ما أوردنا هو نص الحديث الذي جاء في كتاب «الغدير» بشي‏ء من الاختصار كقدر مشترك و هذا الحديث من بين أحاديث كثيرة نقلت في هذا الباب، و ذكر في الغدير أنّ الرّواية المذكورة قد نقلت عن طريق (34) عالما من علماء أهل السّنة المشهورين (مع ذكر اسم الكتاب و الصفحة).

و على هذا، فإنّ الرّواية مشهورة، بل متواترة عند أهل السنة.

( نقلت هذه الرواية في كتاب الغدير، ج 3، ص 107 إلى 111 و في كتاب إحقاق الحق، ج 3، ص 157 إلى 171 عن 36 نفر من علماء أهل السنّة مع ذكر المأخذ).

و اتفق علماء الشيعة على أنّ السورة أو ثمان عشرة آية من السورة قد نزلت في حق علي و فاطمة عليهما السّلام، و أوردوا هذه الرّواية في كتبهم العديدة و اعتبروها من مفاخر الرّوايات الحاكية عن فضائل أمير المؤمنين و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السّلام

  الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج‏19، ص: 252

الجدیر بالذکر ان بعض الروایات تقول ،قصة الإطعام ،لم تکن فی ایام متوالیة بل وقعت فی مرحلة واحدة . [البتة شأن النزول المذکور آنفا، هو المعروف].

علی کل تقدير؛ انعکست هذه المسألة فی مصادر الفريقين و الإختلافات الجزئیة حول قضیة، لا تقدح فی أصلها.

کثیر من علماء الفریقین لهم أقوال فی هذا المجال. علی سبیل المثال ؛ شيخ المفيد (رحمة الله عليه) یعتبرها من المتفقات بین الشيعه و اهل السنة و یقول:

واتفقت الرواة من الفريقين الخاصة والعامة علي أن هذه الآية «ويطعمون الطعام علي حبه مسكينا ويتيما وأسيرا» بل السورة كلها نزلت في أمير المؤمنين وزوجته فاطمة وابنيه (عليهم السلام).

الشيخ المفيد، (المتوفی 413هـ)، الفصول المختارة، ‌ص 139، تحقيق: السيد نور الدين جعفريان الاصبهاني، الشيخ يعقوب الجعفري ، الشيخ محسن الأحمدي، ناشر : دار المفيد للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت – لبنان، الطبعة الثانية 1414 - 1993 م

الشيخ الطوسي (رحمة الله عليه) یعتبر هذه المسألة من المسلّمات و یعین تأريخ وقوعها . هو یقول :

وَ فِي الْيَوْمِ الْخَامِسِ وَ الْعِشْرِينَ مِنْهُ نَزَلَتْ فِيهِمَا (أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَ فَاطِمَةُ) وَ فِي الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ (عليهم السلام) سُورَةُ هَلْ أَتَي.

الطوسي، الشيخ ابوجعفر، محمد بن الحسن بن علي بن الحسن (المتوفی460هـ)، مصباح المتهجد، ص 767، ناشر : مؤسسة فقه الشيعة - بيروت – لبنان، الطبعة : الأولى، سنة الطبعة: 1411 - 1991 م

القرطبي المفسر المعروف عند اهل السنة یعترف ان علماء اهل التفسير یعتبرون نزول هذه الآيات فی هؤلاء. هذا متن کلامه :  

وقال أهل التفسير: نزلت في علي وفاطمة (رضي الله عنهما) وجارية لهما اسمها فضة.

الأنصاري القرطبي، ابوعبد الله محمد بن أحمد (المتوفى671هـ)، الجامع لأحكام القرآن، ج 19 ص 130، ناشر: لناشر : دار إحياء التراث العربي - بيروت – لبنان، سنة الطبع : 1405 - 1985 م

للمزید من الإطلاع علی اقوال علماء اهل السنة راجع کتاب «الغدير» اثر علامة الأميني (رحمة الله عليه).

فی الإستمرار نری علی سبیل المثال ثلاثة تقاریر من مصادر الإمامیة فی هذا الفصل . الواجب للذکر ؛ ان بعض هذه التقاریر ثبتت بأسانید مختلفة .

التقریر الأول : عبد الله بن ميمون عن الإمام الصادق (عليه السلام) بسند معتبر

حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَيْمُونٍ الْقَدَّاحِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) قَالَ‏ كَانَ عِنْدَ فَاطِمَةَ (سلام الله عليها) شَعِيرٌ فَجَعَلُوهُ عَصِيدَةً فَلَمَّا أَنْضَجُوهَا وَ وَضَعُوهَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ جَاءَ مِسْكِينٌ فَقَالَ الْمِسْكِينُ رَحِمَكُمُ اللَّهُ أَطْعِمُونَا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ فَقَامَ عَلِيٌّ (عليه السلام) فَأَعْطَاهُ ثُلُثَهَا فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ يَتِيمٌ فَقَالَ الْيَتِيمُ رَحِمَكُمُ اللَّهُ أَطْعِمُونَا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ فَقَامَ عَلِيٌّ (عليه السلام)‏ فَأَعْطَاهُ ثُلُثَهَا الثَّانِيَ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ أَسِيرٌ فَقَالَ الْأَسِيرُ يَرْحَمْكُمُ اللَّهُ أَطْعِمُونَا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ فَقَامَ عَلِيٌ‏ (عليه السلام) فَأَعْطَاهُ الثُّلُثَ الْبَاقِيَ وَ مَا ذَاقُوهَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِمْ هَذِهِ الْآيَةَ إِلَي قَوْلِهِ‏ {وَ كانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً} فِي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (‏عليه السلام) وَ هِيَ جَارِيَةٌ فِي كُلِّ مُؤْمِنٍ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَل.

القمي، أبو الحسن علي بن ابراهيم (المتوفی310هـ) تفسير القمي، ج 2 صص 398 و 399، تحقيق: تصحيح وتعليق وتقديم: السيد طيب الموسوي الجزائري، ناشر: مؤسسة دار الكتاب للطباعة والنشر - قم، الطبعة: الثالثة، صفر 1404.

دراسة السند

فی اسناد هذه الرواية ثلاثة اشخاص. شرح حال علي بن ابراهيم و ابیه مضی فی ما سبق. الثالث من هؤلاء يعني عبد الله بن ميمون القداح ایضا عند النجاشي من المعتمدین. هو یقول:

عبد الله بن ميمون بن الأسود القداح ... و كان ثقة.

النجاشي الأسدي الكوفي، ابوالعباس أحمد بن علي بن أحمد بن العباس (المتوفی450هـ)، فهرست أسماء مصنفي الشيعة المشتهر ب‍ رجال النجاشي، ص 213، تحقيق: السيد موسي الشبيري الزنجاني، ناشر: مؤسسة النشر الاسلامي ـ قم، الطبعة: الخامسة، 1416هـ.

التقریر الثانی: مجاهد عن ابن عباس و الإمام الصادق عن الإمام الباقر (عليهما السلام)

1.1: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ يَحْيَي الْجَلُودِيُّ الْبَصْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا قَالَ حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ وَاقِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ بَهْرَامَ عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.

1.2: وَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ‏ يَحْيَي الْجَلُودِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مِهْرَانَ قَالَ حَدَّثَنَا مَسْلَمَةُ بْنُ خَالِدٍ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ (عليهما السلام)‏ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ‏ {يُوفُونَ بِالنَّذْرِ} قَالَ مَرِضَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ (عليهما السلام) وَ هُمَا صَبِيَّانِ صَغِيرَانِ فَعَادَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ (صلي الله عليه وآله) وَ مَعَهُ رَجُلَانِ فَقَالَ أَحَدُهُمَا يَا أَبَا الْحَسَنِ لَوْ نَذَرْتَ فِي ابْنَيْكَ نَذْراً إِنِ اللَّهُ عَافَاهُمَا فَقَالَ أَصُومُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ شُكْراً لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ كَذَلِكَ قَالَتْ فَاطِمَةُ (سلام الله عليها) وَ قَالَ الصَّبِيَّانِ وَ نَحْنُ أَيْضاً نَصُومُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَ كَذَلِكَ قَالَتْ جَارِيَتُهُمْ فِضَّةُ فَأَلْبَسَهُمَا اللَّهُ عَافِيَةً فَأَصْبَحُوا صِيَاماً وَ لَيْسَ عِنْدَهُمْ طَعَامٌ فَانْطَلَقَ عَلِيٌّ (عليه السلام) إِلَي جَارٍ لَهُ مِنَ الْيَهُودِ يُقَالُ لَهُ شَمْعُونُ يُعَالِجُ الصُّوفَ فَقَالَ هَلْ لَكَ أَنْ تُعْطِيَنِي جِزَّةً مِنْ صُوفٍ تَغْزِلُهَا لَكَ ابْنَةُ مُحَمَّدٍ بِثَلَاثَةِ أَصْوُعٍ مِنْ شَعِيرٍ قَالَ نَعَمْ فَأَعْطَاهُ فَجَاءَ بِالصُّوفِ وَ الشَّعِيرِ وَ أَخْبَرَ فَاطِمَةَ (سلام الله عليها) فَقَبِلَتْ وَ أَطَاعَتْ ثُمَّ عَمَدَتْ فَغَزَلَتْ ثُلُثَ الصُّوفِ ثُمَّ أَخَذَتْ صَاعاً مِنَ الشَّعِيرِ فَطَحَنَتْهُ وَ عَجَنَتْهُ وَ خَبَزَتْ مِنْهُ خَمْسَةَ أَقْرَاصٍ لِكُلِّ وَاحِدٍ قُرْصاً وَ صَلَّي عَلِيٌّ (عليه السلام) مَعَ النَّبِيِّ (صلي الله عليه وآله) الْمَغْرِبَ ثُمَّ أَتَي مَنْزِلَهُ فَوُضِعَ الْخِوَانُ وَ جَلَسُوا خَمْسَتُهُمْ فَأَوَّلُ لُقْمَةٍ كَسَرَهَا عَلِيٌّ (عليه السلام) إِذَا مِسْكِينٌ قَدْ وَقَفَ بِالْبَابِ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ بَيْتِ مُحَمَّدٍ أَنَا مِسْكِينٌ مِنْ مَسَاكِينِ الْمُسْلِمِينَ أَطْعِمُونِي مِمَّا تَأْكُلُونَ أَطْعَمَكُمُ اللَّهُ عَلَي مَوَائِدِ الْجَنَّةِ فَوَضَعَ اللُّقْمَةَ مِنْ يَدِهِ ... وَ عَمَدَتْ (فَاطِمَةُ) إِلَي مَا كَانَ عَلَي الْخِوَانِ فَدَفَعَتْهُ إِلَي الْمِسْكِينِ وَ بَاتُوا جِيَاعاً وَ أَصْبَحُوا صِيَاماً لَمْ يَذُوقُوا إِلَّا الْمَاءَ الْقَرَاحَ ثُمَّ عَمَدَتْ إِلَي الثُّلُثِ الثَّانِي مِنَ الصُّوفِ فَغَزَلَتْهُ ثُمَّ أَخَذَتْ صَاعاً مِنَ الشَّعِيرِ فَطَحَنَتْهُ وَ عَجَنَتْهُ وَ خَبَزَتْ مِنْهُ خَمْسَةَ أَقْرِصَةٍ لِكُلِّ وَاحِدٍ قُرْصاً وَ صَلَّي عَلِيٌّ (عليه السلام) الْمَغْرِبَ مَعَ النَّبِيِّ (صلي الله عليه وآله) ثُمَّ أَتَي مَنْزِلَهُ فَلَمَّا وُضِعَ الْخِوَانُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَ جَلَسُوا خَمْسَتُهُمْ فَأَوَّلُ لُقْمَةٍ كَسَرَهَا عَلِيٌّ (عليه السلام) إِذَا يَتِيمٌ مِنْ يَتَامَي الْمُسْلِمِينَ قَدْ وَقَفَ بِالْبَابِ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ بَيْتِ مُحَمَّدٍ أَنَا يَتِيمٌ مِنْ يَتَامَي الْمُسْلِمِينَ أَطْعِمُونِي مِمَّا تَأْكُلُونَ أَطْعَمَكُمُ اللَّهُ عَلَي مَوَائِدِ الْجَنَّةِ فَوَضَعَ عَلِيٌّ (عليه السلام) اللُّقْمَةَ مِنْ يَدِهِ ... ثُمَّ عَمَدَتْ (فَاطِمَةُ) فَأَعْطَتْهُ جَمِيعَ مَا عَلَي الْخِوَانِ وَ بَاتُوا جِيَاعاً لَمْ يَذُوقُوا إِلَّا الْمَاءَ الْقَرَاحَ وَ أَصْبَحُوا صِيَاماً وَ عَمَدَتْ فَاطِمَةُ (سلام الله عليها) فَغَزَلَتِ الثُّلُثَ الْبَاقِيَ مِنَ الصُّوفِ وَ طَحَنَتِ الصَّاعَ الْبَاقِيَ وَ عَجَنَتْهُ وَ خَبَزَتْ مِنْهُ خَمْسَةَ أَقْرَاصٍ لِكُلِّ وَاحِدٍ قُرْصاً وَ صَلَّي عَلِيٌّ (عليه السلام) الْمَغْرِبَ مَعَ النَّبِيِّ (صلي الله عليه وآله) ثُمَّ أَتَي مَنْزِلَهُ فَقَرَّبَ إِلَيْهِ الْخِوَانَ وَ جَلَسُوا خَمْسَتُهُمْ فَأَوَّلُ لُقْمَةٍ كَسَرَهَا عَلِيٌّ (عليه السلام) إِذَا أَسِيرٌ مِنْ أُسَرَاءِ الْمُشْرِكِينَ قَدْ وَقَفَ بِالْبَابِ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ بَيْتِ مُحَمَّدٍ تَأْسِرُونَنَا وَ تَشُدُّونَنَا وَ لَا تُطْعِمُونَنَا فَوَضَعَ عَلِيٌّ (عليه السلام) اللُّقْمَةَ مِنْ يَدِهِ ... وَ عَمَدُوا إِلَي مَا كَانَ عَلَي الْخِوَانِ فَأَتَوْهُ وَ بَاتُوا جِيَاعاً وَ أَصْبَحُوا مُفْطِرِينَ وَ لَيْسَ عِنْدَهُمْ شَيْ‏ءٌ قَالَ شُعَيْبٌ فِي حَدِيثِهِ وَ أَقْبَلَ عَلِيٌّ بِالْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ (عليهم السلام) نَحْوَ رَسُولِ اللَّهِ (صلي الله عليه وآله) وَ هُمَا يَرْتَعِشَانِ كَالْفِرَاخِ مِنْ شِدَّةِ الْجُوعِ فَلَمَّا بَصُرَ بِهِمُ النَّبِيُّ (صلي الله عليه وآله) قَالَ يَا أَبَا الْحَسَنِ شَدَّ مَا يَسُوؤُنِي مَا أَرَي بِكُمْ انْطَلِقْ إِلَي ابْنَتِي فَاطِمَةَ فَانْطَلَقُوا إِلَيْهَا وَ هِيَ فِي مِحْرَابِهَا قَدْ لَصِقَ بَطْنُهَا بِظَهْرِهَا مِنْ شِدَّةِ الْجُوعِ وَ غَارَتْ عَيْنَاهَا فَلَمَّا رَآهَا رَسُولُ اللَّهِ (صلي الله عليه وآله) ضَمَّهَا إِلَيْهِ وَ قَالَ وَا غَوْثَاهْ بِاللَّهِ أَنْتُمْ مُنْذُ ثَلَاثٍ فِيمَا أَرَي فَهَبَطَ جَبْرَئِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ خُذْ مَا هَيَّأَ اللَّهُ لَكَ فِي أَهْلِ بَيْتِكَ قَالَ وَ مَا آخُذُ يَا جَبْرَئِيلُ قَالَ‏ {هَلْ أَتي‏ عَلَي الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ} حَتَّي إِذَا بَلَغَ {إِنَّ هذا كانَ لَكُمْ جَزاءً وَ كانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً}.

الصدوق، ابوجعفر محمد بن علي بن الحسين (المتوفی381هـ)، الأمالي، ص 329 تا 332، تحقيق و نشر: قسم الدراسات الاسلامية - مؤسسة البعثة - قم، الطبعة: الأولي، 1417هـ.

التقریر الثالث: امام الباقر عن الإمام السجاد (عليهما السلام)

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَسَنِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ حَفْصٍ الْخَثْعَمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ التَّغْلِبِيِ‏ قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ قَالَ حَدَّثَنِي حَفْصُ بْنُ مَنْصُورٍ الْعَطَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْوَرَّاقُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عليهم السلام (في حديث علي بن ابي طالب و ابي بکر) قَالَ: لَمَّا كَانَ مِنْ أَمْرِ أَبِي بَكْرٍ وَ بَيْعَةِ النَّاسِ لَهُ وَ فِعْلِهِمْ بِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عليه السلام) مَا كَانَ لَمْ يَزَلْ أَبُو بَكْرٍ يُظْهِرُ لَهُ الِانْبِسَاطَ وَ يَرَي مِنْهُ انْقِبَاضاً فَكَبُرَ ذَلِكَ عَلَي أَبِي بَكْرٍ ... أَتَاهُ فِي وَقْتِ غَفْلَةٍ وَ طَلَبَ مِنْهُ الْخَلْوَةَ وَ قَالَ لَهُ يَا أَبَا الْحَسَنِ ...‏ مَا لَكَ تُضْمِرُ عَلَيَّ مَا لَمْ أَسْتَحِقَّهُ مِنْكَ وَ تُظْهِرُ لِيَ الْكَرَاهَةَ ... فَقَالَ لَهُ (عليه السلام) فَمَا حَمَلَكَ عَلَيْهِ إِذَا لَمْ تَرْغَبْ فِيهِ ... فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدِيثٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ (صلي الله عليه وآله) إِنَّ اللَّهَ لَا يَجْمَعُ أُمَّتِي عَلَي ضَلَالٍ ... فَقَالَ عَلِيٌّ (عليه السلام) أَ فَكُنْتُ مِنَ الْأُمَّةِ أَوْ لَمْ أَكُنْ قَالَ بَلَي قَالَ وَ كَذَلِكَ الْعِصَابَةُ الْمُمْتَنِعَةُ عَلَيْكَ مِنْ سَلْمَانَ وَ عَمَّارٍ وَ أَبِي ذَرٍّ قَالَ كُلٌّ مِنَ الْأُمَّةِ فَقَالَ عَلِيٌّ (عليه السلام) فَكَيْفَ تَحْتَجُّ بِحَدِيثِ النَّبِيِّ (صلي الله عليه وآله) وَ أَمْثَالُ هَؤُلَاءِ قَدْ تَخَلَّفُوا عَنْكَ ... قَالَ عَلِيٌّ (عليه السلام) أَخْبِرْنِي عَنِ الَّذِي يَسْتَحِقُّ هَذَا الْأَمْرَ بِمَا يَسْتَحِقُّهُ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ بِالنَّصِيحَةِ وَ الْوَفَاءِ وَ الْعِلْمِ بِالْكِتَابِ وَ السُّنَّةِ ... فَقَالَ عَلِيٌّ (عليه السلام) أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ يَا أَبَا بَكْرٍ أَفِي نَفْسِكَ تَجِدُ هَذِهِ الْخِصَالَ أَوْ فِيَّ قَالَ بَلْ فِيكَ يَا أَبَا الْحَسَنِ قَالَ أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ ... أَنَا صَاحِبُ الْآيَةِ {يُوفُونَ‏ بِالنَّذْرِ وَ يَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً} أَمْ أَنْتَ قَالَ بَلْ أَنْتَ ...

الصدوق، ابوجعفر محمد بن علي بن الحسين (المتوفی381هـ)، الخصال، ص 548 تا 550، تحقيق، تصحيح وتعليق: علي أكبر الغفاري،‌ ناشر: منشورات جماعة المدرسين في الحوزة العلمية في قم المقدسة، سنة الطبعة1403 - 1362

الفضیلة السادسة: تنادیها الملائکة

من اسماء السیدة فاطمة (سلام الله عليها) هی المُحَدثه. المحدثة هی التی تنادیها الملائکة و تکلمها. هذه المسألة، تعد من اعظم فضائل السیدة فاطمة (سلام الله علیها).

حسب طائفة من الأحاديث، بعد استشهاد الرسول (صلي الله عليه وآله)، الْمَلَائِكَة كَانَتْ تَهْبِطُ مِنَ السَّمَاءِ فَتُنَادِيهَا .

طبقا لرواية المرحوم الکليني، اخبرت فاطمة (سلام الله عليها)، زوجها امير المؤمنین (عليه السلام) عن جريان تکلمها مع الملائکة ، امير المؤمنین علي (عليه السلام) قرر معها انها اذا سمعت صوت الملائکة تخبره لییسجل ما تسمعها مکتوبا، من بعدها کل ما تقوله الملائکة لفاطمة (سلام الله عليها) کان یرقمه و یسجله علیا ع ، تسمی هذه المجموعة بإسم مصحف فاطمة او صحيفة فاطمة. هذا الکتاب یوجد عند الأئمة (عليهم السلام) .

من فقرات هذا الحدیث مثل: " كَانَ يَأْتِيهَا جَبْرَئِيلُ" و " الْمَلَائِكَة كَانَتْ تَهْبِطُ مِنَ السَّمَاءِ فَتُنَادِيهَا"، نستفید ان هذا الإهباط لم یقع مرة واحدة بل مرات مستمرة .

 الإخبار عن مقام النبی (صلي الله عليه وآله) فی الجنة، الحوادث الآتیة، ایضا  البشارة بمقامها الرفیع عند الله ، نموذجا مما تکلمت به الملائکة المستفادة من خلال الروایات .

طائفة من هذه الروايات توجد فی أحد الکتب القدیمة و أجل کتب الشیعة فی الحدیث يعني «الکافي» ل الکليني (رحمة الله عليه). توجد فی ميراث الشيخ الصدوق (رحمة الله عليه) ایضا عدة من هذه الروايات.مشاهدة مجموعة هذه التقاریر،مع الإلتفات الی اعتبار المصادر المقررة، توجب الإطمئنان بصحتها و الاستغناء عن البحث فی اسنادها ایضا؛ بعض منها کما تری فی ما یأتی، وحدها معتبرة حسب قواعد الرجال . 

فی الإستمرار نقدم لکم خمسة تقاریر علی سبیل المثال.

التقریر الأول: ابو عبيدة عن الإمام الصادق (عليه السلام) بإسناد معتبر

مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيي‏ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): إِنَّ فَاطِمَةَ (عَلَيْهَا السَّلَامُ) مَكَثَتْ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) خَمْسَةً وَ سَبْعِينَ يَوْماً و كَانَ دَخَلَهَا حُزْنٌ شَدِيدٌ عَلي‏ أَبِيهَا و كَانَ يَأْتِيهَا جَبْرَئِيلُ فَيُحْسِنُ عَزَاءَهَا عَلي‏ أَبِيهَا و يُطَيِّبُ‏ نَفْسَهَا و يُخْبِرُهَا عَنْ أَبِيهَا و مَكَانِهِ و يُخْبِرُهَا بِمَا يَكُونُ بَعْدَهَا فِي ذُرِّيَّتِهَا و كَانَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) يَكْتُبُ ذلِك‏.

الكليني الرازي، أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق (متوفاي328 هـ)، الكافي، ج 2 ص 489، ناشر: اسلاميه‏، طهران‏، الطبعة الثانية،1362 هـ.ش.

دراسة السند

ذکرنا فی السابق اعتبار و وثاقة کل رواة هذا التقریر. مضی شرح حال محمد بن یحیی العطّار ذیل التقریر الأول من الفضیلة الثالثة. احمد بن محمد بن عیسی الأشعری ایضا ذکرنا شرح حاله ذیل التقریر الأول من الفضیلة الثانیة. نذکر شرح حال ثلاث رواة اخر یعنی حسن بن محبوب، علی بن رئاب و ابوعبیدة الحذاء، کل منهم علی ترتیب ذیل اول تقریر من الفضیلة الأولی .

التقریر الثانی: ابن عباس عن رسول الله (صلي الله عليه وآله)

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَي الدَّقَّاقُ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْكُوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَي بْنُ عِمْرَانَ النَّخَعِيُّ عَنْ عَمِّهِ الْحُسَيْنِ بْنِ يَزِيدَ النَّوْفَلِيِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صلي الله عليه وآله) كَانَ جَالِساً ذَاتَ يَوْمٍ ...ثُمَّ قَالَ وَ أَمَّا ابْنَتِي فَاطِمَةُ فَإِنَّهَا سَيِّدَةُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَ الْآخِرِينَ ... فَلَا تَزَالُ بَعْدِي مَحْزُونَةً بَاكِيَةً ... ثُمَّ تَرَي نَفْسَهَا ذَلِيلَةً بَعْدَ أَنْ كَانَتْ فِي أَيَّامِ أَبِيهَا عَزِيزَةً فَعِنْدَ ذَلِكَ يُؤْنِسُهَا اللَّهُ (تَعَالَي ذِكْرُهُ) بِالْمَلَائِكَةِ فَنَادَتْهَا بِمَا نَادَتْ بِهِ مَرْيَمَ بِنْتَ عِمْرَانَ ...

الصدوق، ابوجعفر محمد بن علي بن الحسين (المتوفی381هـ)، الأمالي، صص 175 و 176، تحقيق و نشر: قسم الدراسات الاسلامية - مؤسسة البعثة - قم، الطبعة: الأولي، 1417هـ.

التقریر الثالث: حماد بن عثمان عن الإمام الصادق (عليه السلام)

عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبَي عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) ... قُلْتُ: وَ مَا مُصْحَفُ فَاطِمَةَ (عَلَيْهَا السَّلَامُ)؟ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالي‏ لَمَّا قَبَضَ نَبِيَّهُ (صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) دَخَلَ عَلي فَاطِمَةَ (عَلَيْهَا السَّلَامُ) مِنْ وَفَاتِهِ مِنَ الْحُزْنِ مَا لَايَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ (عَزَّ وَ جَلَّ) فَأَرْسَلَ اللَّهُ‏ إِلَيْهَا مَلَكاً يُسَلِّي‏ غَمَّهَا وَ يُحَدِّثُهَا فَشَكَتْ ذَلِكَ‏ إِلَي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) فَقَالَ إِذَا أَحْسَسْتِ بِذَلِكِ وَ سَمِعْتِ الصَّوْتَ قُولِي لِي فَأَعْلَمَتْهُ بِذَلِكَ فَجَعَلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) يَكْتُبُ كُلَّ مَا سَمِعَ حَتَّي أَثْبَتَ مِنْ ذَلِكَ مُصْحَفاً قَالَ ثُمَّ قَالَ أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ فِيهِ شَيْ‏ءٌ مِنَ الْحَلَالَ وَ الْحَرَامِ وَ لَكِنْ فِيهِ عِلْمُ مَا يَكُونُ.

الكليني الرازي، أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق (المتوفی328 هـ)، الكافي، ج 1 ص 596، ناشر: اسلاميه‏، طهران‏، الطبعة الثانية،1362 هـ.ش.

التقریر الرابع: اسحاق بن جعفر عن الإمام الصادق (عليه السلام)

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ السُّكَّرِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا الْجَوْهَرِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ وَاقِدٍ قَالَ حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَي بْنِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) يَقُولُ‏ إِنَّمَا سُمِّيَتْ فَاطِمَةُ (سلام الله عليها) مُحَدَّثَةً لِأَنَّ الْمَلَائِكَةَ كَانَتْ تَهْبِطُ مِنَ السَّمَاءِ فَتُنَادِيهَا كَمَا تُنَادِي‏ مَرْيَمَ‏ بِنْتَ عِمْرَانَ فَتَقُولُ يَا فَاطِمَةُ اللَّهُ‏ اصْطَفاكِ وَ طَهَّرَكِ وَ اصْطَفاكِ عَلي‏ نِساءِ الْعالَمِينَ‏ فَتُحَدِّثُهُمْ وَ يُحَدِّثُونَهَا فَقَالَتْ لَهُمْ ذَاتَ لَيْلَةٍ أَ لَيْسَتِ الْمُفَضَّلَةُ عَلَي نِسَاءِ الْعَالَمِينَ مَرْيَمَ بِنْتَ عِمْرَانَ فَقَالُوا إِنَّ مَرْيَمَ كَانَتْ سَيِّدَةَ نِسَاءِ عَالَمِهَا وَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ جَعَلَكِ سَيِّدَةَ نِسَاءِ عَالَمِكِ وَ عَالَمِهَا وَ سَيِّدَةَ نِسَاءِ الْأَوَّلِينَ وَ الْآخِرِينَ.

الصدوق، ابوجعفر محمد بن علي بن الحسين (المتوفی 381هـ)، علل الشرائع، ج 1 ص 182، تحقيق وتقديم : السيد محمد صادق بحر العلوم، ناشر : منشورات المكتبة الحيدرية ومطبعتها - النجف الأشرف، الطبع: 1385 - 1966 م

التقریر الخامس: يونس بن ظبيان عن الإمام الصادق (عليه السلام)

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَي بْنِ الْمُتَوَكِّلِ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ السَّعْدَآبَادِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَظِيمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ عَنْ يُونُسَ بْنِ ظَبْيَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقُ (عليه السلام):‏ لِفَاطِمَةَ (سلام الله عليها) تِسْعَةُ أَسْمَاءٍ عِنْدَ اللَّهِ (عَزَّ وَ جَلَّ) فَاطِمَةُ وَ الصِّدِّيقَةُ وَ الْمُبَارَكَةُ وَ الطَّاهِرَةُ وَ الزَّكِيَّةُ وَ الرَّضِيَّةُ وَ الْمَرْضِيَّةُ وَ الْمُحَدَّثَةُ وَ الزَّهْرَاءُ ...

الصدوق، ابوجعفر محمد بن علي بن الحسين (المتوفی381هـ)، الأمالي، ص 688، تحقيق و نشر: قسم الدراسات الاسلامية - مؤسسة البعثة - قم، الطبعة: الأولي، 1417هـ.

الفضیلة السابعة: انها سیدة النساء

من أفضل فضائل السیدة فاطمة (سلام الله عليها)، فضلها علی سائر النساء. هذه المعنی،حصلت من خلال روايات عدیدة. هذه الروايات بألفاظ مختلفة  مثل: فَاطِمَةُ سَيِّدَةُ نِسَاءِ هَذِهِ‏ الْأُمَّةِ، سَيِّدَةُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَ الْآخِرِينَ، سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ‏ الْجَنَّةِ، عبرت عنها فی المصادر الإمامیة فی الحديث.  

النکتة الملفة للنظر ؛ حسب عدة من التقاریر، هذه الخصلة ذکرت لعدة من نساء أخر. علی سبیل المثال فی رواية نقلها الشيخ الصدوق (رحمة الله عليه) ، جاء هکذا: أَفْضَلُ نِسَاءِ أَهْلِ‏ الْجَنَّةِ أَرْبَعٌ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ وَ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ وَ مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وَ آسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ. (الخصال / 206). ما یخطر بالبال فی اول مشاهدة لهذه الطائفة من الروايات هو أن هذه الفضیلة ، لم تکن منحصرة فی فاطمة (سلام الله عليها) بل هی فی رديف نساء هن مفضلات العالم مثل مريم و خديجة (عليهما السلام).

فی الإجابة عن هذا التوهم نقول المستفاد من کلمات ائمة الدین هو ان فضل السیدة فاطمة (سلام الله عليها) بالنسبة لباقی النساء ، لم یتم فی مقطع زمانها فقط بل هذه الشرافة، بالنسبة لتمام النساء من بدایة العالم الی نهایته ، و الحال ان فضل الأشخاص مثل السیدة مريم و السیدة خديجة (سلام الله عليهما) لم تکن الی هذا الحد بل حسب الاصطلاح نِسبي بمعنی ان فضلهن کان بالقیاس مع النساء فی زمانهن و لیس قیاسا مع نساء العالم کله. یتبین هذا المطلب ب مشاهدة الروايات التی تذکر فی الذیل . والحال ان المستفاد من امثال رواية الشيخ الصدوق (رحمة الله عليه) هو ان هؤلاء الأربعة افضل النساء بین نساء اهل الجنة  ،هذا لا ینافی ان بین هؤلاء أحدهن افضل من الباقی.

کما ذکرنا فی بدایة هذا الفصل ، الروايات فی افضلية السیدة فاطمة (سلام الله عليها) کثیرة و ملاحظة مجموعها یوجب الاطئمنان بصدورها من المعصوم (عليه السلام) و هذا یغنینا عن البحث فی اسنادها ، البتة فی هذا القسم کسائر الأقسام من هذه المقالة. عدة من هذه التقاریر وحدها معتبرة حسب قواعد علم الرجال و یمکن الإستناد بها .

فی الإستمرار نقدم لکم خمسة تقاریر من هذا القبیل علی سبیل المثال.

التقریر الأول: مفضل عن الإمام الصادق (عليه السلام) بإسناد معتبر

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ جَعْفَرٍ الْهَمَدَانِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ (صلي الله عليه وآله) فِي فَاطِمَةَ أَنَّهَا سَيِّدَةُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ أَ­هِيَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ عَالَمِهَا فَقَالَ ذَاكَ لِمَرْيَمَ كَانَتْ سَيِّدَةَ نِسَاءِ عَالَمِهَا وَ فَاطِمَةُ سَيِّدَةُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَ الْآخِرِينَ.

الصدوق، ابوجعفر محمد بن علي بن الحسين،(المتوفی381هـ)، معاني الأخبار، ص 107، ناشر: مجمع المدرسين، قم‏، اول، 1403 ق‏.

دراسة السند

سبق کلام الشیخ الصدوق (رحمة الله علیه) حول وثاقة احمد بن زیاد الهمدانی ذیل الروایة الثانیة من الفضیلة الأولی. اعتبار و اتقان الرواة التی من بعده یعنی علی بن ابراهیم و ابیه ذکر فی ذیل الروایة الأولی من تلک الفضیلة. البحث عن وثاقة محمد بن سنان ایضا مضی فی ذیل روایة الأولی من الفضیلة الثانیة . الراوی المتبقی الوحید، هو المفضل. وثاقته او عدم وثاقته بین العلماء مورد ل النزاع. النجاشی الرجالی الشهیر یستفید عبائر من هذا القبیل فی حقه : فاسد المذهب و مضطرب الرواية. (رجال النجاشي، ص 416).

و الحال؛ ندعی ان حسب الشواهد و القرائن الموجودة، نتمکن من تحصیل وثاقته و اعتباره .

القرینة الأولی: العالم الشهیر مثل الشیخ المفید (رحمة الله علیه) یذکره فی رأس اصحاب الخاص و الموثقین عند الإمام الصادق (علیه السلام) . هو یقول :

ممن روى صريح النص بالإمامة من أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) على ابنه أبي الحسن موسى (عليه السلام) من شيوخ أصحاب أبي عبد الله وخاصته وبطانته وثقاته الفقهاء الصالحين، المفضل بن عمر الجعفي.

الإرشاد - الشيخ المفيد - ج 2 ص 216

الشیخ الطوسی (رحمة الله علیه) عند شرح حاله ، لم یرد علیه اشکال ، اضافة علی ذلک ، أیده فی موارد مختلفة . فی کتابه "الغیبة" ، یحسبه من جملة اصحاب الائمة (علیهم السلام) الممدوحین و یقول : نذكر من كان ممدوحا منهم حسن الطريقة ... ومنهم المفضل بن عمر (کتاب الغيبة، ص 346). فی کتاب "تهذیب الأحكام" الروایة التی نقلها محمد بن سنان عن المفضل ،  یشکل علیها من جهة السند ، بواسطة وجود ابن سنان .من البدیهی انه لو کان له نقد بالنسبة ل المفضل لا بد ان یبینه و عدم نقده فی هذا المقام، یدل علی حسن اعتماده بالنسبة ل المفضل. انظر متن کلامه :

فأول ما في هذا الخبر انه لم يروه غير محمد بن سنان عن المفضل بن عمر ومحمد بن سنان مطعون عليه.

تهذيب الأحكام - الشيخ الطوسي - ج 7 ص 361

القرینة الثانیة : عدة من الکبار الذین بینهم عدة من اصحاب الإجماع مثل ابن ابی عمیر ، نقلوا عن المفضل روایات. هذا الأمر بسهمه شاهد علی اعتباره و وثاقته.

راجع: مستدركات علم رجال الحديث - الشيخ علي النمازي الشاهرودي - ج 7 ص 478

القرینة الثالثة: الإمام الصادق (علیه السلام) بیّن کثیر من المعارف التوحیدیة ل المفضل و هو جمع کلمات الإمام فی مجموعة بإسم "توحید المفضل" . هذه المسألة فی نفسها ، تدل علی اعتباره عند الإمام (علیه السلام).

راجع: معجم رجال الحديث - السيد الخوئي - ج 19 ص 329

القرینة الرابعة: له مدائح فی روایات کثیرة . البتة توجد روایات تحکی ذمه علی لسان الإمام (علیه السلام) ، و لکن کما یقول السید الخوئی (رحمة الله علیه) ، روایات مدحه کثیرة و هذا القسم من الأخبار لا تقاوم مع ذلک القسم، فلهذا لابد لنا من التوجیه مثل أنها صدرت فی مقام التقیة کما أن الإمام (علیه السلام) ذم بعض اصحابه الخاص مثل زرارة و محمد بن مسلم .   

الشیخ الحر العاملی (رحمة الله علیه) ایضا یقول أنه لا بد لنا أن نحمل الروایات الدالة علی مذمّة المفضل علی اُمور مثل التقیة. هذا الأمر یمکن ان یکون لأجل کثرة الروایات و قوتها فی مدح المفضل أو قرائن اخر مثل ما ذکرناه فی الأعلی .

هو یقول:

روى الكشي له مدحا بليغا يقتضي جلالته ووكالته وثقته وروى له ذما ينبغي حمله على ما في "زرارة".

وسائل الشيعة ( آل البيت ) - الحر العاملي - ج 30 ص 496

لا بد ان نقول ؛ حسب رأی بعض المحققین، احتساب الضعف ل المفضل،لها جذر فی نسبة البعض الیه بالمعتقدات التی فیها الغلو .

المرحوم المامقانی عند ما یذکر ترجمة المفضل، یتذکر هذه النکتة . بإعتقاده لا یمکن لنا ان نعتمد علی نسبة الغلوّ من المتقدّمین الی شخص ، لأنهم من المتشدّدین فی هذا الأمر و حتی الإعتقاد ببعض المقاملات لأهل البیت (علیهم السلام) التی عندنا الیوم من البدیهیات ، فی منظرهم من الغلو . علی سبیل المثال الشیخ الصدوق (رحمة الله علیه) یقول ان الإعتقاد بعدم سهو النبی و الائمة (علیهم السلام) من الغلوّ و الحال ان هذا الأمر و مسائل مثله ، من الضروریات ل المذهب فی یومنا هذا. هذا نص کلامه :

ان رمى القدماء الرجل بالغلو لا يعتمد عليه و لا يركن اليه لوضوح كون القول بادنى مراتب فضائلهم (علیهم السلام) غلوّا عند القدماء و كون ما نعدّه اليوم من ضروريّات مذهب التشيّع غلوّا عند هؤلاء و كفاك فى ذلك عدّ الصّدوق (رحمة الله عليه) نفى السّهو عنهم (عليهم السلام) غلوّا مع انّه اليوم من ضروريّات المذهب و كذلك اثبات قدرتهم على العلم بما ياتى بتوسّط جبرئيل و النبى (صلی الله علیه وآله) غلوّ عندهم و من ضروريّات المذهب اليوم و هكذا.

مامقانى، عبدالله‏، تنقيح المقال في علم الرجال( رحلي)، ج3 ، ص 240

علاوة علی ذلک ؛ کما ذکرناه سابقا عدة من الکبار منهم بعض اصحاب الإجماع مثل ابن ابی عمیر ینقل عن المفضل روایات ، فکیف یمکن لنا قبول ان عنده الغلو فی المعتقدات و هو شخص لم یمکن قبوله و فی الحال ینقلون عنه روایات عدیدة؟!

النکتة الملفة للنظر فی هذا المجال ، هی العبارات التی استعملها النجاشی فی المفضل و هو رجالی متبحر. السید الخوئی (رحمة الله علیه) الذی یعتقد بوثاقة المفضل ، بعد ما یرجح روایات مدح المفضل لکثرتها علی روایات الذم و ینقل اقوال العظماء مثل الشیخ المفید (رحمة الله علیه) فی وثاقة المفضل ، یکون فی صدد الجواب عن قول النجاشی و یقول :

وأما ما ذكره النجاشي من أنه كان فاسد المذهب، مضطرب الرواية، لا يعبأ به وقد ذكرت له مصنفات لا يعول عليها، ففيه تفصيل: أما قوله فهو فاسد المذهب فيعارضه ما تقدم من الشيخ المفيد من عده من الفقهاء الصالحين ومن خاصة أبي عبد الله عليه السلام وبطانته ولا يسعنا إلا ترجيح كلام الشيخ المفيد علي كلام النجاشي من جهة معاضدته بما تقدم من الروايات التي لا يبعد دعوي التبادر الاجمالي فيها. وأما قوله: مضطرب الرواية فهو إن صح لا يكشف عن عدم الوثاقة كما تقدم بيانه في ترجمة المعلي بن محمد البصري. وأما قوله: وقد ذكرت له مصنفات لا يعول عليها فهو مبني على ما ذكره من أنه فاسد المذهب مضطرب الرواية وقد عرفت الحال فيه. والنتيجة أن المفضل بن عمر جليل ثقة. والله العالم.

معجم رجال الحديث - السيد الخوئي - ج 19 صص 329 و 330

التقریر الثانی: الإمام الرضا عن ابائه عن رسول الله (علیهم السلام)

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ مَاجِيلَوَيْهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَعْبَدٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُوسَي الرِّضَا عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ (عليهم السلام) قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلي الله عليه وآله):‏ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ أُمُّهُمَا سَيِّدَةُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ.

الصدوق، ابوجعفر محمد بن علي بن الحسين (المتوفی381هـ)، كمال الدين و تمام النعمة، ص 260، ناشر:‌ اسلامية ـ طهران‏، الطبعة الثانية‏، 1395 هـ.

التقریر الثالث: الإمام الرضا عن ابائه عن رسول الله (علیهم السلام)

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سلم [سَالِمِ‏] بْنِ الْبَرَاءِ الْجِعَابِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ الرَّازِيُّ التَّمِيمِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي سَيِّدِي عَلِيُّ بْنُ مُوسَي الرِّضَا (عليه السلام) قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي مُوسَي بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (عليه السلام) قَالَ رَسُولُ اللَّه‏ (صلي الله عليه وآله): الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ خَيْرُ أَهْلِ الْأَرْضِ بَعْدِي وَ بَعْدَ أَبِيهِمَا وَ أُمُّهُمَا أَفْضَلُ‏ نِسَاءِ أَهْلِ الْأَرْضِ.

القمي، ابو جعفر الصدوق، محمد بن علي بن الحسين بن بابويه (المتوفی381هـ)، عيون أخبار الرضا عليه السلام، ج 2 ص 67، تحقيق: تصحيح وتعليق وتقديم: الشيخ حسين الأعلمي، ناشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت – لبنان، سنة الطبعة: 1404 - 1984 م

التقریر الرابع: ابن عباس عن رسول الله (صلي الله عليه وآله)

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ جَعْفَرٍ الْهَمَدَانِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سَلَمَةَ الْأَهْوَازِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُوسَي ابْنِ أُخْتِ الْوَاقِدِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو قَتَادَةَ الْحَرَّانِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَلَاءِ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص كَانَ جَالِساً ذَاتَ يَوْمٍ وَ عِنْدَهُ عَلِيٌّ وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ (عليهم السلام) فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي وَ أَكْرَمُ النَّاسِ عَلَيَّ ... وَ إِنَّهَا (فَاطِمَةَ) لَسَيِّدَةُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَهِيَ سَيِّدَةٌ لِنِسَاءِ عَالَمِهَا فَقَالَ (صلي الله عليه وآله) ذَاكَ‏ لِمَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ فَأَمَّا ابْنَتِي فَاطِمَةُ فَهِيَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَ الْآخِرِينَ.

الصدوق، ابوجعفر محمد بن علي بن الحسين (المتوفی381هـ)، الأمالي، صص 574 و 575، تحقيق و نشر: قسم الدراسات الاسلامية - مؤسسة البعثة - قم، الطبعة: الأولي، 1417هـ

التقریر الخامس: حسن بن زياد عن الإمام الصادق (عليه السلام)

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِيدِ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ الْعَطَّارِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ (صلي الله عليه وآله) فَاطِمَةُ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ‏ الْجَنَّةِ أَسَيِّدَةُ نِسَاءِ عَالَمِهَا قَالَ ذَاكَ مَرْيَمُ وَ فَاطِمَةُ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ‏ الْجَنَّةِ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَ الْآخِرِينَ ...

الصدوق، ابوجعفر محمد بن علي بن الحسين (المتوفی381هـ)، الأمالي، ص 187، تحقيق و نشر: قسم الدراسات الاسلامية - مؤسسة البعثة - قم، الطبعة: الأولي، 1417هـ.

الفضیلة الثامنة: امير المؤمنین، هو الکفو الوحید لفاطمة (عليهما السلام)

حسب الروايات، اميرالمؤمنین (عليه السلام) هو الکفو الوحید لفاطمة (سلام الله عليها) فی زواجها و لم یکن لها کفوا غیره . حسب هذه الروايات، عدم الکفو ل فاطمة (سلام الله عليها) لم یختص برجال زمانها بل من بدایة الخلقة الی نهایتها ، لم یکن لها کفوا . هذا الأمر،علامة علی مقامها الرفیع ، لهذا الرسول (صلي الله عليه وآله) رد کل من خطب فاطمة (س) ل الزواج و فی النهاية زوج فاطمة من علي بن ابي طالب (عليه السلام). (تفصيل هذا المطلب یأتی فی الفصول الآتیة من هذا المقال)

روايات هذه المجموعة تنعکس فی مصادر الحدیث المختلفة. فی هذا الفصل نذکر ثلاثة روایات و فی المجموع بسبعة اسانید من مصادر الإمامية.

التقریر الأول: الإمام علي عن رسول الله (علیهما السلام) بإسناد معتبر

1.1: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ النُّعَيْمِ الشَّاذَانِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ‏ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَعْبَدٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَي الرِّضَا عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِيٍّ (عليهم السلام) قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ (صلي الله عليه وآله) ... هَبَطَ عَلَيَّ جَبْرَئِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ (جَلَّ جَلَالُهُ) يَقُولُ لَوْ لَمْ أَخْلُقْ عَلِيّاً لَمَا كَانَ لِفَاطِمَةَ ابْنَتِكَ كُفْوٌ عَلَي وَجْهِ الْأَرْضِ آدَمُ فَمَنْ دُونَهُ‏.

1.2: حَدَّثَنَا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَحْمَدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ جَعْفَرٍ الْهَمَدَانِيُّ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَعْبَدٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عليهم السلام) عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (صلي الله عليه وآله)‏.

القمي، ابو جعفر الصدوق، محمد بن علي بن الحسين بن بابويه (المتوفی381هـ)، عيون أخبار الرضا عليه السلام ج 1 ص 203، تحقيق: تصحيح وتعليق وتقديم: الشيخ حسين الأعلمي، ناشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت – لبنان، سنة الطبعة: 1404 - 1984 م

دراسة السند:

کلا السندین معتبران حسب قواعد علم الرجال. فی الإدامة نطرح دراستهما.

أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ النُّعَيْمِ الشَّاذَانِي

جعفر بن النعيم من جملة الذین نقل عنهم الشيخ الصدوق (رحمة الله عليه) روایات عدیدة بلا واسطة فی کتبه المختلفة و طبقا ل القاعدة المذکورة فی ذیل التقریر الأول من الفضیلة الثانیة ، هذا الأمر یستطیع ان یکون علامة علی اعتماد الصدوق (رحمة الله علیه) بالنسبة لهذا الشخص .

أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيس

احمد بن ادريس ایضا من المعتمدین . النجاشي (رحمة الله علیه) یقول فیه :

أحمد بن إدريس الأشعري كان ثقة فقيها في أصحابنا كثير الحديث.‏

النجاشي الأسدي الكوفي، ابوالعباس أحمد بن علي بن أحمد بن العباس (المتوفی450هـ)، فهرست أسماء مصنفي الشيعة المشتهر ب‍ رجال النجاشي، ص 92، تحقيق: السيد موسي الشبيري الزنجاني، ناشر: مؤسسة النشر الاسلامي ـ قم، الطبعة: الخامسة، 1416هـ.

 إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَاشِم

ذکرنا شرح حاله فی ذیل التقریر الثانی من الفضیلة الأولی .

عَلِيُّ بْنُ مَعْبَد

ابراهیم بن هاشم علاوة علی الروایة المذکورة ، فی موارد عدیدة ینقل لهذا ال شخص روایات. قلنا کثرة النقل عن الراوی یمکن ان تکون علامة علی اعتماده بالنسبة الیه .

 الْحُسَيْنُ بْنُ خَالِد

لم یذکر شرح حاله فی کتب الرجال أما مع الالتفات الی ان البزنطی و ابن ابی عمیر الذین هم من مشایخ الثقات و قول شیخ الطائفة (رحمة الله علیه) ان هؤلاء (لا يروون ولا يرسلون إلا عمن يوثق به. العدة في أصول الفقه ( عدة الأصول ) ( ط.ج ) - الشيخ الطوسي - ج 1 ص 154) نتمکن من الحصول علی وثاقته .

ما بین سلسلة الرواة فی السند الثانی ،فقط احمد بن زیاد الهمدانی، لم یذکر فی ما قبل. ذکرنا وثاقته عن لسان الشیخ الصدوق (رحمة الله علیه) فی ذیل التقریر الثانی من الفضیلة الأولی.

التقریر الثانی: يونس بن ظبيان و مفضل عن الامام الصادق (عليه السلام)

2.1: عدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنِ الْخَيْبَرِيِّ عَنْ يُونُسَ بْنِ ظَبْيَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّه (عليه السلام) قَالَ سَمِعْتُه يَقُولُ لَوْ لَا أَنَّ اللَّه تَبَارَكَ وتَعَالَي خَلَقَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لِفَاطِمَةَ مَا كَانَ لَهَا كُفْوٌ عَلَي ظَهْرِ الأَرْضِ مِنْ آدَمَ ومَنْ دُونَه.

الكليني الرازي، أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق (المتوفی328 هـ)، الكافي، ج 1 ص 461، ناشر: اسلاميه‏، طهران‏، الطبعة الثانية،1362 هـ.ش.

2.2: حَدَّثَنِي جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِي غَالِبٍ الزُّرَارِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنِ الْخَيْبَرِيِّ عَنْ يُونُسَ بْنِ ظَبْيَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): لَوْ لَا أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام)...

الطوسي، الشيخ ابوجعفر، محمد بن الحسن بن علي بن الحسن (المتوفی460هـ)، الأمالي، ص 43، تحقيق : قسم الدراسات الاسلامية - مؤسسة البعثة، ناشر: دار الثقافة ـ قم ، الطبعة: الأولي، 1414هـ

2.3: أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنِ الْخَيْبَرِيِّ عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) قَالَ: لَوْ لَا أَنَ‏ اللَّهَ‏ خَلَقَ‏ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ‏ (عليه السلام) ...

الطوسي، الشيخ ابوجعفر، محمد بن الحسن بن علي بن الحسن (المتوفی460هـ)، تهذيب الأحكام، ج 7 ص 470، تحقيق: السيد حسن الموسوي الخرسان، ناشر: دار الكتب الإسلامية ـ طهران، الطبعة الرابعة،‌1365 ش .

2.4: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَي بْنِ الْمُتَوَكِّلِ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ السَّعْدَآبَادِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَظِيمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ‏ عَنْ يُونُسَ بْنِ ظَبْيَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) ... لَوْ لَا أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ تَزَوَّجَهَا لَمَا كَانَ لَهَا كُفْؤٌ إِلَي يَوْمِ الْقِيَامَةِ عَلَي وَجْهِ الْأَرْضِ آدَمُ‏ فَمَنْ‏ دُونَهُ‏.

الصدوق، ابوجعفر محمد بن علي بن الحسين (المتوفی381هـ)، الخصال، ص 414، تحقيق، تصحيح وتعليق: علي أكبر الغفاري،‌ ناشر: منشورات جماعة المدرسين في الحوزة العلمية في قم المقدسة، سنة الطبعة 1403 - 1362

التقریر الثالث: جابر بن عبد الله عن رسول الله(صلي الله عليه وآله)

أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الطُّوسِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ فِيمَا أَجَازَ لِي رِوَايَتَهُ عَنْهُ وَ كَتَبَ لِي بِخَطِّهِ سَنَةَ إِحْدَي عَشْرَةَ وَ خَمْسِمِائَةٍ بِمَشْهَدِ مَوْلَانَا أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عليه السلام) قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الصَّقَّالِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْمُفَضَّلِ مُحَمَّدُ بْنُ مَعْقِلٍ الْعِجْلِيُّ القرمسي [الْقِرْمِيسِينِيُ‏] بِشَهْرَزُورَ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الصُّهْبَانِ الْبَاهِلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ حُمْرَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ (عليهما السلام) عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِي عَنِ النبي (صلي الله عليه وآله): لَوْ لَا عَلِيٌّ مَا كَانَ‏ لِفَاطِمَةَ كُفْوٌ أَبَداً.

الطبري، عماد الدين أبي جعفر محمد بن أبي القاسم (المتوفی525هـ)، بشارة المصطفي (صلي الله عليه وآله) لشيعة المرتضي عليه السلام، ص 219، تحقيق: جواد القيومي الأصفهاني، طبع ونشر: مؤسسة النشر الاسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة الطبعة: الأولي1420 ه‍

الفضیلة التاسعة: تزویجها بأمر من الله تعالی

قصة زواج امير المؤمنین و السیدة فاطمة (عليهما السلام) أحد نقاط الرائعة فی حیاة هذین الشخصین العظیمین . النبی الأکرم (صلي الله عليه وآله) کثیرا علن ان زواج علي و فاطمة (عليهما السلام) کان بأمر من الله تعالی ، فلهذا رد کل من خطب فاطمة (عليها السلام) ل الزواج و زوّج بنته الوحیدة ل ابن عمه علي (عليه السلام). علي بن ابي طالب (عليه السلام) کان یفتخر بهذا الزواج و یحسبه فضیلة لنفسه .

المضامين المذکورة، حوت مجموعة کبیرة من الروايات فی مصادر الإمامية. عدة من هذا الطّیف من الروايات ثبتت فی المصادر الأولیة ل الإمامية و عدة منها فی المصادر غیر الأولیة. الکاتب حصل فی مقالة ذکرت علی حدّها ، ثلاثون اسنادا فی هذا المجال. من البديهي أنه مع الإلتفات الی هذا الحجم الکبیر من الروایات لا یمکن الشک فی صحة هذه التقاریر و البحث فی سندها ، فی الحال؛ ان فی هذا القسم ایضا کسائر أقسام هذا المقال توجد روایات معتبرة .

فی الإدامة نقدم لکم اربعة امثلة من هذا القسم من الروایات و مجموعاً بستة طرق :

التقریر الأول: يعقوب بن شعيب عن الإمام الصادق (عليه السلام) بإسناد معتبر

1.1: عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ دَاوُدَ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ شُعَيْبٍ قَالَ لَمَّا زَوَّجَ رَسُولُ اللَّه (صلي الله عليه وآله) عَلِيّاً فَاطِمَةَ دَخَلَ عَلَيْهَا وهِيَ تَبْكِي فَقَالَ لَهَا مَا يُبْكِيكِ فَوَاللَّه لَوْ كَانَ فِي أَهْلِي خَيْرٌ مِنْه مَا زَوَّجْتُكِه ومَا أَنَا زَوَّجْتُه ولَكِنَّ اللَّه زَوَّجَكِ.

الكليني الرازي، أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق (المتوفی328 هـ)، الكافي، ج 5 ص 378، ناشر: اسلاميه‏، طهران‏، الطبعة الثانية،1362 هـ.ش.

1.2: حَدَّثَنِي جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِي غَالِبٍ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الزُّرَارِيِّ عَنْ خَالِهِ عَنِ الْأَشْعَرِيِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ دَاوُدَ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ: لَمَّا زَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فَاطِمَةَ عَلِيّاً ...

الطوسي، الشيخ ابوجعفر، محمد بن الحسن بن علي بن الحسن (المتوفی460هـ)، الأمالي، ص 40، تحقيق : قسم الدراسات الاسلامية - مؤسسة البعثة، ناشر: دار الثقافة ـ قم ، الطبعة: الأولي، 1414هـ

اللازم ل الذکر ؛ ان سند رواية الکافي ینتهی الی يعقوب بن شعيب ، لکن یخطر بلبال أنه نقل عن الإمام الصادق عليه السلام لأنه من اصحاب الإمام الصادق (عليه السلام) و کما ترون فی السند الثانی عن الشيخ الطوسي (رحمة الله عليه) ، ینقل هذه الرواية عن الإمام الصادق (عيه السلام ).

لا بد ان نلفت النظر الی ان بکاء فاطمة ( سلام الله عليها) کما ذکر فی الروایة السابقة، لم یکن من عدم رضاها بهذا الزواج لأن طبقا ل الروايات العدیدة ، هذا الزواج أمر سماوی و بأمر الله ،و رسول الله (صلي الله عليه وآله) اصطفی عليا (عليه السلام) أحسن شخص، ل الزواج مع فاطمة (عليها السلام) ، من البديهي انها لم تبرز عدم الرضا من الزواج مع احسن الناس و هو بأمر من الله. علاوة علی ذلک طبقا لبعض الروايات،السیدة فاطمة (عليها السلام) بعد ما النبی (صلي الله عليه وآله) اقترح الزواج من علي بن ابي طالب (عليه السلام) ، اظهرت الرضا . بناء علی هذا لم یکن لها وجه أن تظهر عدم الرضا . علی ضوء ما مضی؛ بکاء السیدة یمکن ان یکون لمسائل أخر مثل الفراق عن بیت أبیها و ... .

دراسة سند الکافي

سلسلة رواة الکلینی (رحمة الله علیه) بالإتفاق لهم الوثاقة الکافیة . فی الإدامة ندرس کل منها واحدا بعد واحد .

 

عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا

بدایة السند تشرع بعبارة "عدة من أصحابنا" و الراوي الذی بعده ،هو احمد بن محمد بن خالد البرقي. العلامة الحلي (رحمة الله علیه) ینقل عن قول المرحوم الکليني هکذا :

كلما ذكرته في كتابي المشار إليه عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي، فهم علي بن إبراهيم وعلي بن محمد بن عبد الله ابن أذينة وأحمد بن عبد الله بن أمية وعلي بن الحسن.

الحلي الأسدي، جمال الدين أبو منصور الحسن بن يوسف بن المطهر (المتوفی726هـ) خلاصة الأقوال في معرفة الرجال، ص 430، تحقيق: فضيلة الشيخ جواد القيومي، ناشر: مؤسسة نشر الفقاهة، الطبعة: الأولي، 1417هـ.

لو تمکّنا من اثبات وثاقة أحد هذه الجماعة ،تصبح هذه الطبقة حسب علم الرجال قابلة ل التمسک و بالإصطلاح معتبرة . کما ترون أحد هذه الأشخاص هو علي بن ابراهيم القمي الذی سبقت وثاقته عن لسان النجاشی .

 

أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِد

احمد بن محمد بن خالد البرقي عند النجاشي من المعتمدین. یقول فیه هکذا :

وكان ثقة في نفسه

النجاشي الأسدي الكوفي، ابوالعباس أحمد بن علي بن أحمد بن العباس (المتوفی450هـ)، فهرست أسماء مصنفي الشيعة المشتهر ب‍ رجال النجاشي، ص 76، تحقيق: السيد موسي الشبيري الزنجاني، ناشر: مؤسسة النشر الاسلامي ـ قم، الطبعة: الخامسة، 1416هـ.

عَلِيُّ بْنُ أَسْبَاط

 علی بن اسباط ایضا عند النجاشی من الموثقین .

علي بن أسباط بن سالم ... ثقة

النجاشي الأسدي الكوفي، ابوالعباس أحمد بن علي بن أحمد بن العباس (المتوفی450هـ)، فهرست أسماء مصنفي الشيعة المشتهر ب‍ رجال النجاشي، ص 252، تحقيق: السيد موسي الشبيري الزنجاني، ناشر: مؤسسة النشر الاسلامي ـ قم، الطبعة: الخامسة، 1416هـ.

دَاوُد بن أبي يزيد یا دَاوُد بن حصين

فی أن هذا الشخص، داود بن ابي يزيد الكوفي أو داود بن حصين، تردید. البتة کلاهما عند النجاشی من الموثقین. هو یقول :

داود بن أبي يزيد الكوفي ... ثقة

النجاشي الأسدي الكوفي، ابوالعباس أحمد بن علي بن أحمد بن العباس (المتوفی450هـ)، فهرست أسماء مصنفي الشيعة المشتهر ب‍ رجال النجاشي، ص 158، تحقيق: السيد موسي الشبيري الزنجاني، ناشر: مؤسسة النشر الاسلامي ـ قم، الطبعة: الخامسة، 1416هـ.

داود بن حصين الأسدي ثقة 

النجاشي الأسدي الكوفي، ابوالعباس أحمد بن علي بن أحمد بن العباس (المتوفی450هـ)، فهرست أسماء مصنفي الشيعة المشتهر ب‍ رجال النجاشي، ص 159، تحقيق: السيد موسي الشبيري الزنجاني، ناشر: مؤسسة النشر الاسلامي ـ قم، الطبعة: الخامسة، 1416هـ.

لکن الشيخ الطوسي (رحمة الله علیه) یعتبر داود بن حصین من الواقفية  فلابد من العلم بأن الذی ینتمی الی الواقفیة لم یکن معتقده هذا مانع من أخذ روایاته. یقول السید الخوئي (رحمة الله علیه) فی هذا المجال هکذا :

أنه مع ذلك يعتمد علي رواياته لأنه ثقة بشهادة النجاشي.

معجم رجال الحديث - السيد الخوئي - ج 8 ص 103

 

يَعْقُوبُ بْنُ شُعَيْب

هذا الرجل مثل الرواة الماضین من المعتمدین عند النجاشی . هو یقول :

يعقوب بن شعيب بن ميثم ... ثقة

فهرست اسماء مصنفي الشيعة ( رجال النجاشي ) - النجاشي - ص 450

التقریر الثانی: الإمام علي عن رسول الله (علیهما السلام) بإسناد معتبر

2.1: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ النُّعَيْمِ الشَّاذَانِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ‏ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَعْبَدٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَي الرِّضَا عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ (عليهم السلام) عَنْ عَلِيٍّ (عليه السلام) قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ (صلي الله عليه وآله) يَا عَلِيُّ لَقَدْ عَاتَبَتْنِي رِجَالٌ مِنْ قُرَيْشٍ فِي أَمْرِ فَاطِمَةَ وَ قَالُوا خَطَبْنَاهَا إِلَيْكَ فَمَنَعْتَنَا وَ تَزَوَّجْتَ عَلِيّاً فَقُلْتُ لَهُمْ وَ اللَّهِ مَا أَنَا مَنَعْتُكُمْ وَ زَوَّجْتُهُ بَلِ اللَّهُ تَعَالَي مَنَعَكُمْ وَ زَوَّجَهُ.

2.2: حَدَّثَنَا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَحْمَدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ جَعْفَرٍ الْهَمَدَانِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَعْبَدٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عليهم السلام) عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (صلي الله عليه وآله‏).

القمي، ابو جعفر الصدوق، محمد بن علي بن الحسين بن بابويه (المتوفی381هـ)، عيون أخبار الرضا عليه السلام ج 1 ص 203، تحقيق: تصحيح وتعليق وتقديم: الشيخ حسين الأعلمي، ناشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت – لبنان، سنة الطبعة: 1404 - 1984 م

دراسة السند

هذه الروایة هی عین التقریر الأول من الفضیلة الثامنة و درسنا اسانیدها هناک .

التقریر الثالث: الإمام علي عن رسول الله (علیهما السلام)

3.1: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الشَّاهِ الْفَقِيهُ الْمَرْوَزِيُ‏ بِمَرْوَرُودَ فِي‏ دَارِهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَامِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ الطَّائِيُ‏ بِالْبَصْرَةِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي فِي سَنَةِ سِتِّينَ وَ مِائَتَيْنِ قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُوسَي الرِّضَا (عليه السلام) سَنَةَ أَرْبَعٍ وَ تِسْعِينَ وَ مِائَةٍ.

3.2: وَ حَدَّثَنَا أَبُو مَنْصُورٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ بَكْرٍ الْخُورِيُّ بِنَيْسَابُورَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَارُونَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخُورِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْفَقِيهُ الْخُورِيُّ بِنَيْسَابُورَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ الشَّيْبَانِيُّ عَنِ الرِّضَا عَلِيِّ بْنِ مُوسَي (عليه السلام).

3.3: وَ حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأُشْنَانِيُّ الرَّازِيُّ الْعَدْلُ بِبَلْخٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْرَوَيْهِ الْقَزْوِينِيُّ عَنْ دَاوُدَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْفَرَّاءِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُوسَي الرِّضَا (عليه السلام) قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي مُوسَي بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (عليه السلام) عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (صلي الله عليه وآله): أَتَانِي مَلَكٌ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ قَدْ زَوَّجْتُ‏ فَاطِمَةَ مِنْ عَلِيٍّ فَزَوِّجْهَا مِنْهُ.

القمي، ابو جعفر الصدوق، محمد بن علي بن الحسين بن بابويه (المتوفی381هـ)، عيون أخبار الرضا عليه السلام ج 2 ص 30، تحقيق: تصحيح وتعليق وتقديم: الشيخ حسين الأعلمي، ناشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت – لبنان، سنة الطبعة: 1404 - 1984 م

التقریر الرابع : مکحول الشامي عن الإمام علي (عليه السلام)

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَطَّانُ وَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ السِّنَانِيُّ وَ عَلِيُّ بْنُ مُوسَي الدَّقَّاقُ وَ الْحُسَيْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ هِشَامٍ الْمُكَتِّبُ‏ وَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَرَّاقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ قَالُوا حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَي بْنِ زَكَرِيَّا الْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَبِيبٍ قَالَ حَدَّثَنَا تَمِيمُ بْنُ بُهْلُولٍ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حُكَيْمٍ عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (عليه السلام)‏ لَقَدْ عَلِمَ الْمُسْتَحْفَظُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ (صلي الله عليه وآله) أَنَّهُ لَيْسَ فِيهِمْ رَجُلٌ لَهُ مَنْقَبَةٌ إِلَّا وَ قَدْ شَرِكْتُهُ فِيهَا وَ فَضَلْتُهُ وَ لِي سَبْعُونَ مَنْقَبَةً لَمْ يَشْرَكْنِي فِيهَا أَحَدٌ مِنْهُمْ قُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَأَخْبِرْنِي بِهِنَّ فَقَالَ ... السَّابِعَةَ عَشْرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ (عَزَّ وَ جَلَّ) زَوَّجَنِي فَاطِمَةَ وَ قَدْ كَانَ خَطَبَهَا أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ فَزَوَّجَنِي اللَّهُ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلي الله عليه وآله) هَنِيئاً لَكَ يَا عَلِيُّ فَإِنَ‏ اللَّهَ‏ عَزَّ وَ جَلَ‏ زَوَّجَكَ‏ فَاطِمَةَ سَيِّدَةَ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّة.

الصدوق، ابوجعفر محمد بن علي بن الحسين (المتوفی381هـ)، الخصال، ص 572 الي 573، تحقيق، تصحيح وتعليق: علي أكبر الغفاري،‌ ناشر: منشورات جماعة المدرسين في الحوزة العلمية في قم المقدسة، سنة الطبعة 1403 - 1362

الفضیلة العاشرة : مقام الشفاعة

الشفاعة من المفاهیم الدينية و یعتقد بها عامة المسلمین . المقصود من الشفاعة ان یوم القیامة الحقائق المقدّسة مثل القرآن الکريم و ایضا عدة من اولياء الله حسب ما یلیق بهم مما کسبوا فی هذه الدنیا، یشفعون عند الله للمؤمنین ، ینجّوهم من عذاب جهنم او یسببوا ترفیع درجاتهم . طبقا ل الروايات العدیدة ، السیدة فاطمة (سلام الله عليها) من جملة الذین اعطوا مقام الشفاعة.هی لها المقام الرفیع فی هذه المکانة و تنجی اشخاص عدیدة بوساطتها من نار جهنم .

فی الإدامة نقدم لکم أربعة روایات و فی المجموع بخمسة طرق و علی سبیل المثال نذکر نموذجا من هذا القسم من الروایات :

التقریر الأول : محمد بن مسلم عن الإمام الباقر (عليه السلام) بإسناد معتبر

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَي بْنِ الْمُتَوَكِّلِ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْكَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الثَّقَفِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (عليه السلام) يَقُولُ‏ لِفَاطِمَةَ (سلام الله عليها) وَقْفَةٌ عَلَي بَابِ جَهَنَّمَ فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ كُتِبَ بَيْنَ عَيْنَيْ كُلِّ رَجُلٍ مُؤْمِنٌ أَوْ كَافِرٌ فَيُؤْمَرُ بِمُحِبٍّ قَدْ كَثُرَتْ ذُنُوبُهُ إِلَي النَّارِ فَتَقْرَأُ فَاطِمَةُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ مُحِبّاً فَتَقُولُ إِلَهِي وَ سَيِّدِي سَمَّيْتَنِي‏ فَاطِمَةَ وَ فَطَمْتَ بِي مَنْ تَوَلَّانِي وَ تَوَلَّي ذُرِّيَّتِي مِنَ النَّارِ وَ وَعْدُكَ الْحَقُّ فَيَقُولُ اللَّهُ (عَزَّ وَ جَلَّ) ... وَ إِنَّمَا أَمَرْتُ بِعَبْدِي هَذَا إِلَي النَّارِ لِتَشْفَعِي فِيهِ فَأُشَفِّعَكِ وَ لِيَتَبَيَّنَ لِمَلَائِكَتِي وَ أَنْبِيَائِي وَ أَهْلِ الْمَوْقِفِ مَكَانَتُكِ عِنْدِي فَمَنْ قَرَأْتِ بَيْنَ عَيْنَيْهِ مُؤْمِناً فَخُذِي بِيَدِهِ وَ أَدْخِلِيهِ الْجَنَّةَ.

الصدوق، ابوجعفر محمد بن علي بن الحسين (المتوفی 381هـ)، علل الشرائع، ج 1 ص 179، تحقيق وتقديم : السيد محمد صادق بحر العلوم، ناشر : منشورات المكتبة الحيدرية ومطبعتها - النجف الأشرف، الطبع: 1385 - 1966 م

دراسة السند

هذه الروایة هی عین التقریر الأول من الفضیلة الثانیة و درسنا سندها فی تلک القسمة .

التقریر الثانی : الإمام السجاد عن رسول الله (علیهما السلام)

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَي بْنِ الْمُتَوَكِّلِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْحِمْيَرِيُّ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ عَنْ سَدِيرٍ الصَّيْرَفِيِّ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ (عليهم السلام) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلي الله عليه وآله) ... أَتَانِي بِهَا جَبْرَئِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ هَذِهِ تُفَّاحَةٌ أَهْدَاهَا اللَّهُ (عَزَّ وَ جَلَّ) إِلَيْكَ مِنَ الْجَنَّةِ فَأَخَذْتُهَا وَ ضَمَمْتُهَا إِلَي صَدْرِي قَالَ يَا مُحَمَّدُ يَقُولُ اللَّهُ (جَلَّ جَلَالُهُ) كُلْهَا فَفَلَقْتُهَا فَرَأَيْتُ نُوراً سَاطِعاً فَفَزِعْتُ مِنْهُ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ مَا لَكَ لَا تَأْكُلُ، كُلْهَا وَ لَا تَخَفْ فَإِنَّ ذَلِكَ النُّورَ الْمَنْصُورَةُ فِي السَّمَاءِ وَ هِيَ فِي الْأَرْضِ فَاطِمَةُ قُلْتُ حَبِيبِي جَبْرَئِيلُ وَ لِمَ سُمِّيَتْ فِي السَّمَاءِ الْمَنْصُورَةَ وَ فِي الْأَرْضِ فَاطِمَةَ قَالَ سُمِّيَتْ فِي الْأَرْضِ فَاطِمَةَ لِأَنَّهَا فَطَمَتْ‏ شِيعَتَهَا مِنَ النَّارِ وَ فُطِمَ أَعْدَاؤُهَا عَنْ حُبِّهَا وَ هِيَ فِي السَّمَاءِ الْمَنْصُورَةُ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ‏ عَزَّ وَ جَلَّ {يَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشاءُ} يَعْنِي نَصْرَ فَاطِمَةَ لِمُحِبِّيهَا.

الصدوق، ابوجعفر محمد بن علي بن الحسين،(المتوفی381هـ)، معاني الأخبار، ص 396، ناشر: جامعه مدرسين، قم‏، اول، 1403 ق‏.

التقریر الثالث: جابر بن عبد الله عن رسول الله (صلي الله عليه وآله)

3.1: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْخَزَّازُ قَالَ حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ السِّنْدِيُّ عَنْ مَنِيعِ بْنِ الْحَجَّاجِ عَنْ عِيسَي بْنِ مُوسَي عَنْ جَعْفَرٍ الْأَحْمَرِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَاقِرِ (عليه السلام) قَالَ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيَّ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلي الله عليه وآله):‏ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ تُقْبِلُ ابْنَتِي فَاطِمَةُ عَلَي نَاقَةٍ مِنْ نُوقِ الْجَنَّةِ ... يُنَادِي(جَبْرَئِيلُ) بِأَعْلَي صَوْتِهِ غُضُّوا أَبْصَارَكُمْ حَتَّي تَجُوزَ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ (صلي الله عليه وآله) ... فَإِذَا النِّدَاءُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ (جَلَّ جَلَالُهُ) يَا حَبِيبَتِي وَ ابْنَةَ حَبِيبِي سَلِينِي تُعْطَيْ وَ اشْفَعِي‏ تُشَفَّعِي فَتَقُولُ إِلَهِي وَ سَيِّدِي ذُرِّيَّتِي وَ شِيعَتِي وَ شِيعَةَ ذُرِّيَّتِي وَ مُحِبِّيَّ وَ مُحِبِّي ذُرِّيَّتِي فَإِذَا النِّدَاءُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ أَيْنَ ذُرِّيَّةُ فَاطِمَةَ وَ شِيعَتُهَا وَ مُحِبُّوهَا وَ مُحِبُّو ذُرِّيَّتِهَا فَيُقْبِلُونَ وَ قَدْ أَحَاطَ بِهِمْ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ فَتَقْدُمُهُمْ فَاطِمَةُ (سلام الله عليها) حَتَّي تُدْخِلَهُمُ الْجَنَّةَ.

الصدوق، ابوجعفر محمد بن علي بن الحسين (المتوفی381هـ)، الأمالي، ص 70، تحقيق و نشر: قسم الدراسات الاسلامية - مؤسسة البعثة - قم، الطبعة: الأولي، 1417هـ.

 

3.2: عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الصَّفْوَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ يَحْيَي الْجَلُودِيُّ، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَخِيهِ مُوسَي بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِم السَّلَامُ) عَنْ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) عَنِ النَّبِيِّ (صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) قَالَ: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَي مُنَادٍ: يَا مَعْشَرَ الْخَلَائِقِ غُضُّوا أَبْصَارَكُمْ وَ نَكِّسُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّي تَمُرَّ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ (صلي الله عليه وآله) ... ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ (عَزَّ وَ جَلَّ) مَلَكاً لَهَا لَمْ يُبْعَثْ إِلَي أَحَدٍ قَبْلَهَا وَ لَا يُبْعَثُ إِلَي أَحَدٍ بَعْدَهَا فَيَقُولُ: إِنَّ رَبَّكَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامُ وَ يَقُولُ: سَلِينِي فَتَقُولُ ... أَسْأَلُهُ وُلْدِي وَ ذُرِّيَّتِي وَ مَنْ‏ وَدَّهُمْ‏ بَعْدِي‏ وَ حَفَظَهُمْ فِيَّ. قَالَ: فَيُوحِي اللَّهُ إِلَي ذَلِكَ الْمَلَكِ أَخْبِرْهَا أَنِّي قَدْ شَفَّعْتُهَا فِي وُلْدِهَا وَ ذُرِّيَّتِهَا وَ مَنْ وَدَّهُمْ فِيهَا وَ حَفِظَهُمْ بَعْدَهَا.

الطبري، ابي جعفر محمد بن جرير بن رستم (المتوفی فی القرن الخامس)،‌ دلائل الامامة، ص 154، تحقيق: قسم الدراسات الإسلامية - مؤسسة البعثة، ناشر: مركز الطباعة والنشر في مؤسسة البعثة، قم، الطبعة: الأولي1413

التقریر الرابع: ابن عباس عن رسول الله (صلي الله عليه وآله)

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ جَعْفَرٍ الْهَمَدَانِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سَلَمَةَ الْأَهْوَازِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُوسَي ابْنِ أُخْتِ الْوَاقِدِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو قَتَادَةَ الْحَرَّانِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَلَاءِ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صلي الله عليه وآله) كَانَ جَالِساً ذَاتَ يَوْمٍ وَ عِنْدَهُ عَلِيٌّ وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ (عليهم السلام) فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي وَ أَكْرَمُ النَّاسِ عَلَيَّ ثُمَّ قَالَ ... وَ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَي ابْنَتِي فَاطِمَةَ قَدْ أَقْبَلَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَي نَجِيبٍ مِنْ نُورٍ ... فَأَيُّمَا امْرَأَةٍ صَلَّتْ فِي الْيَوْمِ وَ اللَّيْلَةِ خَمْسَ صَلَوَاتٍ وَ صَامَتْ شَهْرَ رَمَضَانَ وَ حَجَّتْ بَيْتَ اللَّهِ الْحَرَامَ وَ زَكَّتْ مَالَهَا وَ أَطَاعَتْ زَوْجَهَا وَ وَالَتْ عَلِيّاً بَعْدِي دَخَلَتِ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ ابْنَتِي فَاطِمَةَ.

الصدوق، ابوجعفر محمد بن علي بن الحسين (المتوفی381هـ)، الأمالي، صص 574 و 575، تحقيق و نشر: قسم الدراسات الاسلامية - مؤسسة البعثة - قم، الطبعة: الأولي، 1417هـ.

التجمیع

حاجة تذکاریة فی هذا المقال ، تبیین زاویة من مناقب السیدة فاطمة (سلام الله علیها) علی اساس المصادر الإمامیة . عرفنا ان هذه الفضائل تنقسم علی ثلاثة فصول قبل الخلقة، عالم الخلقة و بعد خلقتها . ایضا تبین ان التقاریر المرتبطة بهذه الفضائل ، تنعکس کل منها بأسانیدها المختلفة و المعتبرة فی مصادر عدیدة من جملتها فی کتاب «الکافی» المعتبر .



Share
* الاسم:
* البرید الکترونی:
* نص الرأی :
* رقم السری:
  

أحدث العناوین
الاکثر مناقشة
الاکثر مشاهدة