قبل الورود في البحث، لا بد من ذكر حديث الغدير وذكر بعض ملاحظات له حتّي يسهل الوصول لردود بعض الشبهات حوله.
حديث الغدير بسند صحيح عن مسند أحمد وسنن النسائي:
أخرج أحمد بن حنبل بسند صحيح عن زيد بن أرقم قال: نزلنا مع رسول اللّه ( صلي اللّه عليه وسلم ) بواد يقال له: وادي خم، فأمر بالصلاة فصلاها بهجير، قال: فخطبنا، وظلل لرسول اللّه ( صلي اللّه عليه وسلم ) بثوب علي شجرة سمرة من الشمس، فقال رسول اللّه: "ألستم تعلمون ؟ ألستم تشهدون أني أولي بكل مؤمن من نفسه ؟
قالوا: بلي، قال: فمن كنت مولاه فإن عليا مولاه، اللّهم عاد من عاداه ووال من والاه quot. مسند أحمد 501/5 رقم 18838 - دار إحياء التراث العربي - بيروت - 1414. و372/4، ط. دار صادر - بيروت.
وأخرج النسائي بسند صحيح عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم قال: لما رجع رسول اللّه ( صلي اللّه عليه وسلم ) من حجة الوداع ونزل غدير خم، أمر بدوحات فقممن - أي فكنسن - ثمّ قال: "كأنّي قد دعيت فأجبت، وإنّي تارك فيكم الثقلين، أحدهما أكبر من الآخر: كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تخلّفوني فيهما، فإنّهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض.
ثمّ قال: إنّ اللّه مولاي وأنا وليّ كلّ مؤمن.
ثمّ إنّه أخذ بيد علي ( رضي اللّه عنه ) وقال : من كنت وليه فهذا وليه، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه .
يقول أبو الطفيل: فقلت لزيد: سمعته من رسول اللّه ؟ فقال: إنه - وفي بعض الألفاظ: واللّه، بدل إنه - ما كان في الدوحات أحد إلا رآه بعينه وسمعه بأذنيه. فضائل الصحابة: 15 رقم 45 - دار الكتب العلمية - بيروت وخصائص أمير المؤمنين ( عليه السلام ): 96 رقم 79 - مكتبة المعلا - الكويت - 1406 ه .
عدد من سمع عن النبي(ص) خطبة الغدير:
قال أبو المظفر سبط ابن الجوزي الحنفي المتوفي 654: اتفق علماء السير أن قصة الغدير كانت بعد رجوع رسول (صلي اللّه عليه وآله ) من حجّة الوداع في الثامن عشر من ذي الحجة ، وكان معه من الصحابة والاعراب وممن يسكن حول مكّة والمدينة مائة وعشرون ألفاً ، وهم الذين شهدوا معه حجة الوداع ، وسمعوا منه ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) . وأخرجه احمد بن حنبل في المسند والفضائل ، وأخرجه الترمذي أيضا.تذكرة الخواص: 18 (29) وراجع: أقسام المولي للشيخ المفيد: 31، ورسالة في معني المولي للشيخ المفيد:16، والعدد القوية للحلي: 183، الغدير: 296/1 (546).
أسانيد خبر الغدير فوق حد التواتر:
وقد بلغت أسانيد خبر الغدير في كتب السنة فوق حد التواتر في الكثرة ، بحيث يوجب القطع واليقين. وقد جمع بعض العلماء، أسانيده في كتب أهل السنّة وبلغت ستّة وخمسين ومأتي سنداً. فليراجع: الجامع لبراهين أصول الاعتقادات، لسماحة الشيخ أبو طالب التبريزي، شبهات حول الشيعة: 51.
وقد ينتهي إلي أبي الطفيل عن ثلاثين رجلاً، كما في مسند أحمد عن أبي الطفيل قال جمع علي رضي اللّه تعالي عنه الناس في الرحبة ثم قال لهم: "أنشد اللّه كل أمرئ مسلم سمع رسول اللّه صلي اللّه عليه وسلم يقول يوم غدير خم ما سمع لما قام فقام ثلاثون من الناس وقال أبو نعيم فقام ناس كثير فشهدوا حين أخذ بيده فقال للناس أتعلمون اني أولي بالمؤمنين من أنفسهم قالوا نعم يا رسول اللّه قال من كنت مولاه فهذا مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فخرجت وكأن في نفسي شيأ فلقيت زيد بن أرقم فقلت له اني سمعت عليا رضي اللّه تعالي عنه يقول كذا وكذا قال فما تنكر قد سمعت رسول اللّه صلي اللّه عليه وسلم يقول ذلك له quot. مسند أحمد: ج 4 ص 370.
ينتهي إلي أبي الطفيل أيضاً عن سبعة عشر رجلاً. الإصابة: ج 4 ص 156.
وينتهي إلي عميرة ، عن ثمانية عشر رجلاً. كما في تاريخ بغداد: ج 2 ص 13.
وينتهي إلي زيد بن أرقم عن ستة عشر رجلاً كما مسند أحمد عن زيد بن أرقم قال: "استشهد علي الناس فقال أنشد اللّه رجلا سمع النبي صلي اللّه عليه وسلم يقول اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فقام ستة عشر رجلا فشهدوا quot. مسند أحمد: ج 5 ص 370.
ينتهي إلي زياد بن أبي زياد عن اثني عشر بدرياً في مسند أحمد عنه قال: سمعت علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه ينشد الناس فقال انشد اللّه رجلا مسلما سمع رسول اللّه صلي اللّه عليه وسلم يقول يوم غدير خم ما قال فقام اثنا عشر بدريا فشهدوا. مسند أحمد: ج 1 ص 88.
وينتهي إلي زاذان عن ثلاثة عشر رجلاً. مسند أحمد: ج 1 ص 84.
وإلي عبد الرحمان بن أبي ليلي عن اثني عشر رجلا. مسند أحمد ج 1 ص 118 .
وإلي عبد خير وعمرو ذي مرة وحبة العرني ، عن اثني عشر رجلاً. مناقب ابن المغازلي: ص 20 .
وإلي أبي قلابة ، عن بضعة عشر رجلاً. الكني والأسماء: ج 2 ص 61.
وإلي أبي هريرة وأنس وأبي سعيد عن تسعة رجال. مجمع الزوائد: ج 9 ص 708 .
قال الأميني في كتابه القيّم الغدير: وقد رواه أحمد بن حنبل من أربعين (40) طريقاً ، وابن جرير الطبري من نيّف وسبعين (72) طريقاً ، وابن عقدة من مائة وخمس (105) طرق ، وأبو سعيد السجستاني من مائة وعشرين (120) طريقاً ، وأبو بكر الجُعابي من مائة وخمس وعشرين (125) طريقاً ، وفي تعليق هداية العقول (ص 30) عن الأمير محمد اليمني أحد شعراء الغدير في القرن الثاني عشر: أنّ له مائة وخمسين (150) طريقاً. الغدير: 14/1، (40).
وقال في موضع آخر: وقال العلوي الهدّار في القول الفصل (445/1): كان الحافظ أبو العلاء العطّار الهمداني يقول أروي هذا الحديث بمائتين وخمسين (250) طريقاً. الغدير: 158/1 (324).
وقد 43 نفر من العلماء الذين صرّحوا بصحّة حديث الغدير أو تواتره. الغدير: 294/1 (ط. الحديثة: 543/1).
قال ابن حجر المكي المتوفي سنة 974: إنه حديث صحيح لا مرية فيه ، وقد أخرجه جماعة كالترمذي والنسائي وأحمد، فطرقه كثيرة جداً، ومن ثمّ رواه ستة عشر صحابياً ... ولاالتفات لمن قدح في صحّته، .الصواعق المحرقة: 25.
قال نور الدين الهروي القاري الحنفي الموتفي 1014: حديث صحيح لا مرية فيه. المرقاة في شرح المشكاة: 464/10 ح 6091 (568/5)، والغدير: 302/1.
قال الفقيه ضياء الدين المقبلي المتوفي 1108: إن لم يكن معلوما فما في الدين معلوم. الغدير: 307/1 (561) عن كتابه الابحاث المسددة في الفنون المتعددة. وهداية العقول إلي غاية السؤول: 30/2.
قال ميرزا محمد البدخشي، الذي كان حيّاً 1126،: حديث صحيح مشهور ولم يتكلّم في صحّته إلا متعصّب جاحد لا اعتبار بقوله . نزل الأبرار: 54 ط. القديمة: 21، الغدير:309/1 (565)
ملاحظات هامّة حول حديث الغدير الأولي: في عدم نقل خطبة الغدير في كتب القوم!! في حديث الغدير في صحيح مسلم، وفي المسند، وفي غيرهما يقول الراوي: فخطبنا أو يقول قام فينا خطيباً، لكن في المستدرك : فقام خطيباً صحيح مسلم 4 / 1873 رقم 36 - دار الفكر - بيروت - 1398 و مسند أحمد 5 / 498 رقم 18815 .فحمد اللّه وأثني عليه وذكر ووعظ فقال ما شاء اللّه أن يقول. مستدرك الحاكم 3 / 533 - دار الفكر - بيروت - 1398 ه .
وفي مجمع الزوائد لأبي بكر الهيثمي: فواللّه ما من شئ يكون إلي يوم الساعة إلا قد أخبرنا به يومئذ. ( 5 ) مجمع الزوائد 9 / 104 - 105 - دار الكتاب العربي - بيروت - 1402.
وهناك نسأل الرواة، والمحدثين، والأمناء علي سنّة رسول اللّه: أين هذه الخطبة، التي ذكر ووعظ رسول اللّه ولم يترك شيئاً يكون إلي يوم القيامة إلا قد أخبر به ؟ لماذا لم ينقلوه ؟ الثانية: نقل مسلم حديث الغدير ناقصاً!! لماذا نقل مسلم بن الحجاج هذا الحديث في صحيحه ناقصاً. واليك كلامه:
حدثني زهير بن حرب وشجاع بن مخلد جميعا عن ابن علية قال زهير حدثنا اسماعيل بن ابراهيم حدثني أبو حيان حدثني يزيد ابن حيان قال انطلقت انا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلي زيد بن ارقم فلما جلسنا إليه قال له حصين لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا رأيت رسول اللّه صلي اللّه عليه وسلم وسمعت حديثه وغزوت معه وصليت خلفه لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول اللّه صلي اللّه عليه وسلم قال يا ابن اخي واللّه لقد كبرت سني وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت اعي من رسول اللّه صلي اللّه عليه وسلم فما حدثتكم فاقبلوا ومالا فلا تكلفونيه ثمّ قال قام رسول اللّه صلي اللّه عليه وسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعي خما بين مكة والمدينة.
"فحمد اللّه واثني عليه ووعظ وذكر ثمّ قال اما بعد الا ايها الناس فانما انا بشر يوشك ان يأتي رسول ربي فاجيب وانا تارك فيكم ثقلين اولهما كتاب اللّه فيه الهدي والنور فخذوا بكتاب اللّه واستمسكوا به فحث علي كتاب اللّه ورغب فيه ثمّ قال واهل بيتي اذكركم اللّه في اهل بيتي اذكركم اللّه في اهل بيتي اذكركم اللّه في اهل بيتي" فقال له حصين: ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من اهل بيته قال نساؤه من اهل بيته ولكن اهل بيته من حرم الصدقة بعده قال ومن هم قال هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس قال كل هؤلاء حرم الصدقة قال نعم. صحيح مسلم: 122/7
الثالثة: ماهي الدواعي لعدم نقل الحديث؟؟ وإن راجعنا المصادر الناقلة للأخبار والتراث لوجدنا بأنّ عدّة من الرواة يخافون من نقل حديث الغدير، ويسعون في كتمانه.
زيد بن أرقم يخفي الحديث من أهل الكوفة خوفاً منهم!! كمافي مسند أحمد بن حنبل وتاريخ دمشق: حدثنا عبد اللّه حدثني أبي ثنا ابن نمير ثنا عبد الملك يعني ابن أبي سليمان عن عطية العوفي قال سألت زيد بن أرقم فقلت له ان ختنا لي حدثني عنك بحديث في شأن علي رضي اللّه تعالي عنه يوم غدير خم فانا أحب أن اسمعه منك فقال: "انكم معشر أهل العراق فيكم ما فيكم" فقلت له ليس عليك مني باس فقال نعم كنا بالجحفة فخرج رسول اللّه صلي اللّه عليه وسلم الينا ظهرا وهو آخذ بعضد علي رضي اللّه تعالي عنه فقال يا أيها الناس ألستم تعلمون اني أولي بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلي قال فمن كنت مولاه فعلي مولاه قال فقلت له هل قال اللهم وال من والاه وعاد من عاده قال انما أخبرك مسند أحمد: 368/4، وتاريخ مدينة دمشق: 217/24. وهكذا مارواه ابن المغازلي عن ابن أبي أوفي:
عن أحمد ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن طاوان ، قال : أخبرنا الحسين بن محمد العلوي العدلي الواسطي ، يرفعه إلي عطية العوفي ، قال : رأيت ابن أبي أوفي في دهليز بعد ما ذهب بصره ، فسألته عن حديث فقال : إنكم - يا أهل الكوفة - فيكم ما فيكم ، قال : قلت أصلحك اللّه إني لست منهم ، ليس عليك مني عار ، قال : أي حديث ؟ قال : قلت حديث علي عليه السلام يوم غدير خم ، فقال : خرج علينا رسول اللّه (ص) وسلم في حجه يوم غدير خم ، وهو آخذ بعضد علي عليه السلام فقال : "يا أيها الناس ألستم تعلمون أني أولي بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : بلي يا رسول اللّه ، فقال : من كنت مولاه فهذا مولاه quot. المناقب لابن المغازلي: 16، وخلاصة عبقات الأنوار: 263/7 عن كفاية الطالب : 62.
سعيد بن جبير لا يجيب السائل خوفاً علي نفسه من ولاة السوء!! كما رواه الحاكم النيسابوري: اخبرنا احمد بن جعفر القطيعي ثنا عبد اللّه بن احمد بن حنبل حدثني ابي ثنا سيار بن حاتم ثنا جعفر بن سليمان ثنا مالك بن دينار قال سألت سعيد بن جبير فقلت يا ابا عبد اللّه من كان حامل رأية رسول اللّه (ص) قال فنظر الي وقال كأنّك رَخِيّ البال، فغضبت وشكوته إلي اخوانه من القراء فقلت الا تعجبون من سعيد إنّي سألته من كان حامل رأية رسول اللّه (ص) فنظر الي وقال انك لرخي البال، قالوا: انك سألته وهو خائف من الحجاج وقد لاذ بالبيت، فسله الآن فسألته فقال: كان حاملها علي رضي اللّه عنه هكذا سمعته من عبد اللّه بن عباس، هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه، ولهذا الحديث شاهد من حديث زنفل العرفي وفيه طول فلم اخرجه. المستدرك: 137/3.
الزهري يهدّد بأن يروي حديث الغدير بالشام!! قال الحافظ ابن الأثير : عن عبد اللّه بن العلا ، عن الزهري ، عن سعيد بن جناب عن أبي عنفوانة المازني عن جندع ، قال : سمعت النبي صلي اللّه عليه وسلم يقول : من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار . وسمعته - وإلا صمتا - يقول - وقد انصرف من حجة الوداع ، فلما نزل غدير خم ، قام في الناس خطيبا "وأخذ بيد علي وقال - : من كنت مولاه فهذا وليّه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه . قال عبد اللّه بن العلا : فقلت للزهري : لا تحدث بهذا بالشام وأنت تسمع مل ء أذنيك سب علي .
فقال : واللّه عندي من فضائل علي ما لو تحدثت لقتلت . أخرجه الثلاثة quot. أسد الغابة: 1 / 308.
راو يتّقي عن السؤال عن سعد بن أبي وقاص!! قال : ومن ذلك ما روي عن سعيد بن المسيب قال : قلت لسعد بن أبي وقاص : إني أريد أن أسألك عن شئ وإني أتقيك . قال : سل عما بدا لك فانما انا عمك . قلت : مقام رسول اللّه صلي اللّه عليه وسلم فيكم يوم غدير خم ؟ قال : نعم . قال : قام فينا بالظهيرة فأخذ بيد علي بن أبي طالب فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاده من عاداه . قال : فقال أبو بكر وعمر : أمسيت يا ابن أبي طالب مولي كل مؤمن ومؤمنة. كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب: 620، وإحقاق الحق: 52/21 نقلاً عن العلامة أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه المعروف بابن سيد الكل في ( الأنباء المستطابة: 57 نسخة جستربيتي.، خلاصة عبقات الأنوار: 364 7 نقلاً زين الفتي مخطوط، والغدير:273/1 نقلاً عن الحافظ أحمد بن عقدة الكوفي المتوفي 333 عن كتاب الولاية
راو آخر يناشد ويحلف زيد بن أرقم ليذكر له حديث الغدير!! كما في المعجم للطبراني: أبو عبد اللّه الشيباني عن زيد بن أرقم حدثنا إبراهيم بن نائلة الأصبهاني ثنا إسماعيل بن عمرو الأسماء ثنا يحيي بن سلمة بن كهيل عن أبيه عن أبي عبد اللّه الشيباني قال كنت جالسا في مجلس بني الأرقم فأقبل رجل من مراد يسير علي دابته حتي وقف علي المجلس فسلم فقال أفي القوم زيد قالوا نعم هذا زيد فقال أنشدك باللّه الذي لا إله إلا هو يا زيد أسمعت رسول اللّه صلي اللّه عليه وسلم يقول لعلي من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال نعم فانصرف عنه الرجل. المعجم الكبير للطبراني: 193/5.
فإن الظاهر من هذه كلها انه كان بين الناس للحديث معني لا يأتمن معه راويه من أن يصيبه سوء أولدته العداوة للوصي صلوات اللّه عليه في العراق وفي الشام.
شبهات حول حديث الغدير قال العلّامة الأميني (الغدير: 315/1 (ط. الحديثة:576) بعد نقل صحة الحديث وتواتره عن جمع العلماء:
لكن بين ثنايا العصبيّة ومن وراء ربوات الأحقاد حثالة حدي بهم الانحياز عن مولانا أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه إلي تعكير هذا الصفو وإقلاق تلك الطمأنينة بكل جلبة ولغط...
فمن منكر صحة صدور الحديث معلّلاً بأنّ عليّاً كان باليمن وما كان مع رسول اللّه في حجته تلك. حكاه الطحاوي في مشكل الآثار: 308/2، وأجاب عنه.
إلي آخر ينكر صحّة صدر الحديث ويقول : لم يروه أكثر من التفتازاني في المقاصد ص 290 وقلده بعض من تأخر عنه .رواة، إلي ثالث يضعف ذيله، ويقول: لا ريب أنّه كذب. ابن تيمية في منهاج السنة 4 ص 85 .
ورابع يطعن في أصله ، ويعتبر الدعاء الملحق به ويقول : لم يخرج غير أحمد إلا الجزء الأخير من قوله صلي اللّه عليه وسلم أللهم ؟ وال من والاه . إلخ. محمد محسن الكشميري في نجاة المؤمنين .
وهناك من يقول تارة : إنه لم يروه علمائنا. قاله ابن حزم في المفاضلة بين الصحابة.
وأخري : إنه لا يصح من طريق الثقات وقلده بعض مقلدي حكاه عن ابن حزم ابن تيمية في منهاج السنة 4 ص 86.المتأخرين وقال : لم يذكره الثقات من المحدثين وهو بنفسه يقول بتواتره في موضع آخر من كتابه . ونحن لا نقابل البادي والتابع إلا بالسلام كما أمرنا اللّه سبحانه بذلك. وأنا لا أدري أن قصر الباع لم يدع الباري يعرف علماء أصحابه ؟ أو أن يقف علي الصحاح والمسانيد ؟ أو أنه لا يقول بثقة كل أولئك الأعلام ؟ . فإن كان لا يدري فتلك مصيبة وإن كان يدري فالمصيبة أعظم
الشبهات حول حديث الغدير
الشبهة الاولي: كان عليّ عليه السلام باليمن
قال الفخر الرازي: الثاني: وهو أنّ الشيعة يزعمون أنه عليه السلام إنما قال هذا الكلام بغدير خم في منصرفه من الحج ، ولم يكن علي مع النبي في ذلك الوقت ، فإنّه كان باليمن. نفحات الأزهار: 123/6.
فيردّه أوّلاً:
التصريح في صحاح الستّة برجوع علي(ع) من اليمن ببُدن النبي(ص)
إنّ قول الرازي هذا، من أعاجيب الأكاذيب؛ فإنّ رجوع الإمام أمير المؤمنين من اليمن ببُدن النبي(ص) وموافاته النبي (ص) في حجة الوداع ، مما ثبت بالأحاديث الصحيحة وتحقق في التواريخ المعتبرة والآثار المشهورة.
كما روي البخاري عن أنس بن مالك رضي اللّه عنه قال قدم علي رضي اللّه عنه علي النبي صلي اللّه عليه وسلم من اليمن فقال بما أهللت قال بما أهل به النبي صلي اللّه عليه وسلم فقال لولا أن معي الهدي لاحللت. صحيح البخاري: 149/2.
وقال في موضع آخر: حدثنا عبد الوهاب حدثنا حبيب المعلم عن عطاء عن جابر بن عبد اللّه رضي اللّه عنهما قال أهل النبي صلي اللّه عليه وسلم هو وأصحابه بالحج وليس مع أحد منهم هدي غير النبي صلي اللّه عليه وسلم وطلحة وقدم علي من اليمن ومعه هدي فقال أهللت بما أهل به النبي صلي اللّه عليه وسلمصحيح البخاري: 171/2 وهكذا في ج 2 ص 171.
وقال مسلم : وقدم علي من اليمن ببدن النبي - صلي اللّه عليه وسلم - فوجد فاطمة ممن حل ولبست ثيابا صبيغا واكتحلت ، فأنكر ذلك عليها ، فقالت إن أبي أمرني بهذا. صحيح مسلم 40/4.
وقال ابن ماجة : وقدم علي ببدن علي النبي - صلي اللّه عليه وسلم - فوجد فاطمة ممن حل ولبست ثيابا صبيغا. وهكذا ذكره أبو داود في سنن ابن ماجة 2 / 1024. سننه، والترمذي في صحيحه. سنن أبي داود 2 / 158سنن الترمذي 2 / 216.
وثانياً: شهادة ثلّة من العلماء بكونه(ع) في حجّة الوداع
1 - قال ابن حجر المكّي المتوفي سنة 974: ولا التفات لمن قدح في صحته ، ولا لمن رده بأن عليا كان باليمن ، لثبوت رجوعه منها وإدراكه الحج مع النبي - صلي اللّه عليه وسلم. الصواعق المحرقة: 25.
2 - وقال ملّا علي القاري المتوفي سنة 1014 : فلا التفات لمن قدح في ثبوت هذا الحديث، وأبعد من رده بأنّ عليّا كان باليمن لثبوت رجوعه منها وإدراكه الحج مع النبي - صلي اللّه عليه وسلم. المرقاة في شرح المشكاة: 568/5.
3 - قال أبو عبد اللّه الزرقاني المالكي المتوفي 1122: فلا التفات إلي من قدح في صحّته ولا لمن رده بأن عليّاً كان باليمن لثبوت رجوعه منها وإدراكه الحجّ معه صلي اللّه عليه وسلم. شرح المواهب: 13/7، والغدير: 308/1.
4 - السيد الشريف علي بن محمد الجرجاني الحنفي المتوفي 816:
ولأنّ عليّاً لم يكن يوم الغدير مع النبي فإنّه كان باليمن ) وردّ هذا بأنّ غيبته لا تنافي صحّة الحديث إلّا أن يروي هكذا أخذ بيد علي أو استحضره. شرح المواقف: 361/8.
5 - قال الحافظ أبو جعفر الطحاوي المتوفي 279: قال أبو جعفر : فدفع دافع هذا الحديث وزعم أنه مستحيل وذكر أن عليا لم يكن مع النبي صلي اللّه عليه وسلم في خروجه إلي الحج من المدينة الذي مر في طريقه بغدير خم بالجحفة ، وذكر في ذلك ما قد حدثنا أحمد بإسناده قال : ثنا جعفر بن محمد عن أبيه قال : دخلنا علي جابر بن عبد اللّه فذكر حديثه في حجة النبي صلي اللّه عليه وسلم . فقال : فقدم علي من اليمن ببدن النبي. ثمّ ذكر بقيّة الحديث . قال أبو جعفر : فهذا الحديث صحيح الاسناد ، ولا طعن لأحد في رواته.مشكل الآثار: 308/2.
الشبهة الثانية: التشكيك في صحّة الحديث وتواتره
قال فخر الدين الرازي المتوفي 606: حول هذا الحديث الشريف في ( نهاية العقول ):
لا نسلّم صحّة الحديث ، أما دعواهم العلم الضروري بصحته فهي مكابرة ، لأنّا نعلم أنه ليس العلم بصحته كالعلم بوجود محمد عليه السلام وغزواته مع الكفار وفتح مكة وغيره ذلك من المتواترات ، بل العلم بصحة الأحاديث الواردة في فضائل الصحابة أقوي من العلم بصحة هذا الحديث ، مع أنهم يقدحون بها ، وإذا كان كذلك فكيف يمكنهم القطع بصحة هذا الحديث ؟ . نفحات الأزهار ج 123/6.
قال السعد الدين التفتازاني المتوفي 793: والجواب منع تواتر الخبر فإن ذلك من مكابرات الشيعة، كيف وقد قدح في صحته كثير من أهل الحديث.
ثمّ قال: (ولم ينقله المحقّقون منهم كالبخاري ومسلم والواقدي). المراصد علي شرح المقاصد: 272.
قال الشيخ سليم البشري المالكي شيخ الجامع الأزهر سنة 1329: ما الوجه في الاحتجاج به مع عدم تواتره؟ الشيعة متفقون علي اعتبار التواتر فيما يحتجون به علي الإمامة لأنها عندهم من أصول الدين ، فما الوجه في احتجاجكم بحديث الغدير مع عدم تواتره عند أهل السنة ؟ وإن كان ثابتا من طرقهم الصحيحة.المراجعات للسيّد شرف الدين: 264.
فيردّه امور:
1 - خروج كثير من الرجال إلي الحج مع النبي(ص):
من أمعن في تاريخ الإسلام وحياة النبي (ص) يعلم بأنّ أكثر ما يهتم به (ص) هو مسألة الخلافة من بعده، بحيث قد صرّح في أوّل مجتع من رجال القريش بعد نزول آية الشريفة "وأنذر عشيرتك الأقربين": بأنّ عليّاً وصييي وخليفتي من بعدي وبعد ذلك أشار أو صرّح بها في أيّ فرصة يري أرضيّه صالحة لها، كما في قضيّة غزوة الأحزاب، وخيبر، والطير، والخاتم والكساء و... بحيث استدلّ العلّامة الحلّي علي تعيين إمامة علي بن أبي طالب(ع) بأربع وثمانين آية قرآنيّة وسبعة وعشرين حديثاً، وثلاثة عشر فضلاً من فضائله الخاصّة به. نهج الحق وكشف الصدق: 171 - 262.
وممّا كان يعلم النبي (ص) بوحي من اللّه تعالي بأنّ السنة العاشرة من هجرته آخر سنة من عمره أراد أن يحجّ ويعلن مسألة الخلافة بمرأي ومنظر جمع كثير من المسلمين بحيث لا يمكن لأحد أن ينكره.
فأذّن في الناس ليحجّ معه كلّ من يمكنه من الانصار والمهاجرين وسائر قبائل العرب.
قال الأميني: أجمع رسول اللّه (ص) الخروج إلي الحج في سنة عشر من مهاجره ، وأذّن في الناس بذلك ، فقدم المدينة خلق كثير يأتمّون به في حجّته تلك التي يقال عليها حجة الوداع ... ، وأخرج معه نساءه كلّهنّ في الهوادج ، وسار معه أهل بيته ، وعامّة المهاجرين والأنصار ، ومن شاء اللّه من قبائل العرب وأفناء الناس.أخلاط، أي لا يدري من أيّ قبيلة هو. الطبقات لابن سعد ج 3 ص 225 ، إمتاع المقريزي ص 510 ، إرشاد الساري ج 6 ص 429. وعند خروجه(ص) أصاب الناس بالمدينة جُدَري ( بضم الجيم وفتح الدال وبفتحهما ) أو حصبة منعت كثيراً من الناس من الحجّ معه(ص) ، ومع ذلك كان معه جموع لا يعلمها إلا اللّه تعالي ، وقد يقال : خرج معه تسعون ألف، (90/000) ويقال : مائة ألف و أربعة عشر ألفاً (114/000)، وقيل : مائة ألف وعشرون ألفاً (120/000)، وقيل : مائة ألف وأربعة وعشرون ألفاً، (124/000) و يقال أكثر من ذلك ، وهذه عدة من خرج معه ، وأمّا الذين حجّوا معه فأكثر من ذلك كالمقيمين بمكّة والذين أتوا من اليمن مع علي (أمير المؤمنين)(ع) وأبي موسي.السيرة الحلبية ج 3 ص 283،(257/3) سيرة أحمد زيني دحلان ج 3 ص 3، (143/2) تاريخ الخلفاء لابن الجوزي في الجزء الرابع ، تذكرة خواص الأمة ص 30)18) ، دائرة المعارف لفريد وجدي ج 3 ص 542. المؤلف.
2 - كثرة من سمع عن النبي(ص) خطبة الغدير:
قال أبو المظفر سبط ابن الجوزي الحنفي المتوفي 654: اتفق علماء السير أن قصة الغدير كانت بعد رجوع رسول (صلي اللّه عليه وآله ) من حجّة الوداع في الثامن عشر من ذي الحجة ، وكان معه من الصحابة والاعراب وممن يسكن حول مكّة والمدينة مائة وعشرون ألفاً ، وهم الذين شهدوا معه حجة الوداع ، وسمعوا منه ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) . وأخرجه احمد بن حنبل في المسند والفضائل ، وأخرجه الترمذي أيضا.تذكرة الخواص: 18 (29) وراجع: أقسام المولي للشيخ المفيد: 31، ورسالة في معني المولي للشيخ المفيد:16، والعدد القوية للحلي: 183، الغدير: 296/1 (546).
وقريب من هذا نقله الأميني عن أبي الفرج ابن الجوزي الحنبلي المتوفي 597. الغدير: 296/1 (545).
3 - كثرة طرق الحديث بحيث يطمئنّ الانسان بصدوره ويمنع أيّ تشكيك في صحّته:
قال الأميني في كتابه القيّم الغدير: وقد رواه أحمد بن حنبل من أربعين (40) طريقاً ، وابن جرير الطبري من نيّف وسبعين (72) طريقاً ، وابن عقدة من مائة وخمس (105) طرق ، وأبو سعيد السجستاني من مائة وعشرين (120) طريقاً ، وأبو بكر الجُعابي من مائة وخمس وعشرين (125) طريقاً ، وفي تعليق هداية العقول (ص 30) عن الأمير محمد اليمني أحد شعراء الغدير في القرن الثاني عشر: أنّ له مائة وخمسين (150) طريقاً. الغدير: 14/1، (40).
وقال في موضع آخر: وقال العلوي الهدّار في القول الفصل (445/1): كان الحافظ أبو العلاء العطّار الهمداني يقول أروي هذا الحديث بمائتين وخمسين (250) طريقاً. الغدير: 158/1 (324).
وفي شرح إحقاق الحق: عن صاحب كتاب نخب المناقب لآل أبي طالب ، حيث قال ما لفظه : قال جدي شهر آشوب سمعت أبا المعالي الجويني (استاذ الغزالي) يتعجّب ويقول : شاهدت مجلداً ببغداد بيد صحّاف فيه روايات هذ الخبر مكتوباً عليه المجلّدة الثامنة والعشرون من طرق قوله : من كنت مولاه فعلي مولاه ، وتتلوه المجلدة التاسعة والعشرون. وذكره ابن كثير أيضا في التاريخ. شرح إحقاق الحق: 424/2، وراجع: ينابيع المودة: 36، الشافي للمرتضي: 308/2، غاية المرام: 303/1، فضائل الخمسة: 392/1، والغدير: 158/1 (324).
وفيه أيضاً: قال الشيخ عبد اللّه الشافعي في كتابه المناقب ص 108 مخطوط وهذا الخبر - أي حديث الغدير - قد تجاوز حد التواتر فلا يوجد خبر قط نقل من طرق كهذه الطرق. إحقاق الحق: 290/6.
وقال أيضاً: علي ما في الطرائف: أبو مسعود بن ناصر السجستاني وهو من أوثق رجال المذاهب الأربعة له كتاب دراية حديث الولاية وهو سبعة عشر جزء روي فيه نص النبي علي علي بالخلافة عن مأة وعشرين صحابيّاً وست صحابيّات ، وعدد أسانيد هذا الكتاب ألف وثلاثمأة (1300). شرح إحقاق الحق: 424/2.
4 - شهادة ثلّة من علماء العامّة بصحّة الحديث:
إنّ سند حديث الغدير صحيح؛ بل متواتر عند أصحابنا بطرقهم وأسانيدهم، كما لا يخفي علي من راجع كتبهم، وهكذا قد نصّ جمع كثير من علماء السنّة علي صحّته:
1 - أبو عيسي الترمذي صاحب الصحيح المتوفي سنة 279 حيث قال بعد أن أخرجه: هذا حديث حسن صحيح. صحيح الترمذي: 2 / 298.
2 - أبو جعفر الطحاوي المتوفي سنة 279 فإنّه قال بعد أن رواه: فهذا الحديث صحيح الإسناد ولا طعن لأحد في رواته . مشكل الآثار: 2 / 308.
3 - ابن عبد البر القرطبي المتوفي سنة 364 فإنّه قال بعد أحاديث منها حديث الغدير: هذه كلها آثار ثابتة.الإستيعاب 2 / 273.
4 - الحاكم النيسابوري المتوفي سنة 405 حيث أخرجه بعدّة طرق وصحّحها. المستدرك علي الصحيحين 3 / 109.
5 - الذهبي شمس الدين المتوفّي سنة 748؛ فإنّه وافق الحاكم علي تصحيحه في تلخيصه كما نقل عنه ابن كثير ذلك واعتمده. تلخيص المستدرك: 109/3.
6 - ابن كثير المتوفّي سنة 774، فقد ذكر الحديث ثمّ قال: قال شيخنا أبو عبد اللّه الذهبي: هذا حديث صحيح. تاريخ ابن كثير: 209/5.
7 - ابن حجر العسقلاني المتوفي سنة 852 حيث قال: وأما حديث من كنت مولاه فعلي مولاه، فقد أخرجه الترمذي والنسائي، وهو كثير الطرق جدّاً، وقد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد، وكثير من أسانيدها صحاح وحسان. فتح الباري: 61/7.
8 - ابن حجر المكي المتوفي سنة 974: إنه حديث صحيح لا مرية فيه ، وقد أخرجه جماعة كالترمذي والنسائي وأحمد، فطرقه كثيرة جداً، ومن ثمّ رواه ستة عشر صحابيا.
وفي رواية لأحمد: إنه سمعه من النبي ثلاثون صحابيّاً وشهدوا به لعلي لما نوزع أيام خلافته كما مر وسيأتي، وكثير من أسانيدها صحاح وحسان ولاالتفات لمن قدح في صحته، ولا لمن ردّه بأنّ عليّاً كان باليمن، لثبوت رجوعه منها. الصواعق المحرقة: 25.
9 - ملّا علي القاري المتوفي سنة 1014 فإنه قال بعد أن رواه: والحاصل: إن هذا حديث صحيح لا مرية فيه، بل بعض الحفّاظ عدّه متواتراً،فلا التفات لمن قدح في ثبوت هذا الحديث، وأبعد من ردّه بأنّ عليّاً كان باليمن.المرقاة في شرح المشكاة: 568/5.
10 - المناوي المتوفي سنة 1013 حيث قال: قال ابن حجر: حديث كثير الطرق جدّاً، قد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد، منها صحاح ومنها حسان. فيض القدير: 218/6.
11 - نور الدين الهروي القاري الحنفي الموتفي 1014، قال: حديث صحيح لا مرية فيه. المرقاة في شرح المشكاة: 464/10 ح 6091 (568/5)، والغدير: 302/1.
الفقيه ضياء الدين المقبلي المتوفي 1108، قال : إن لم يكن معلوما فما في الدين معلوم. الغدير: 307/1 (561) عن كتابه الابحاث المسددة في الفنون المتعددة. وهداية العقول إلي غاية السؤول: 30/2.
ميرزا محمد البدخشي، الذي كان حيّاً 1126، قال: حديث صحيح مشهور ولم يتكلّم في صحّته إلا متعصّب جاحد لا اعتبار بقوله . نزل الأبرار: 54 ط. القديمة: 21، الغدير:309/1 (565)
المولوي وليّ اللّه بن حبيب الكهنوي، المتوفي 1270 قال: إنه حديث صحيح قد أخطأ من تكلم في صحته، إذ أخرجه جمع من علماء الحديث، مثل الترمذي والنسائي ورواه جمع من الصحابة وشهدوا به لعلي في أيّام خلافته مرآة المؤمنين في مناقب أهل بيت سيدّ المرسلين: 40، الغدير: 311/1 . 567 السيّد محمود الآلوسي البغدادي المتوفي 1270 قال : نعم ثبت عندنا إنّه صلي اللّه عليه وسلم قاله في حق الأمير هناك من كنت مولاه فعلي مولاه. روح المعاني: 61/6، (249/2)، الغدير: 310/1 (566)
5 - نصّ عدّة من العلماء علي تواتره:
وقد نصّ علي تواتره جماعة وهم:
1 - أبو حامد الغزالي المتوفي 505، قال في سرّ العالمين: وأجمع الجماهير علي متن الحديث من قد صرّح علي كون الكتاب للغزالي: إسماعيل باشا البغدادي في ايضاح المكنون: 11/2، 80/2 وابن الجوزي في تذكرة خواص الامّة: 62، والذهبي في ميزان الاعتدال: 500/1 وسير أعلام النبلاء: 328/19، 403، لسان الميزان: 215/2. خطبته في يوم غدير خمّ باتّفاق الجميع. سرّ العالمين: 21 ط. القديمة: 9، الغدير: 296/1 (545)
2 - شمس الدين أبو عبد اللّه الذهبي المتوفّي سنة 748.
3 - ابن كثير الدمشقي المتوفي سنة 774، قال: قال شيخنا الحافظ أبو عبد اللّه الذهبي: الحديث متواتر، أتيّقن أنّ رسول اللّه قاله. البداية والنهاية: 233/5، حوادث سنة 10
4 - ابن الجزري شمس الدين المتوفّي سنة 833، روي الحديث بثمانين طريقاً وأفرد في تواتره رسالة المسمّي ب "أسني المطالب" قال: صحيح عن وجوه كثيرة ، متواتر عن أمير المؤمنين علي، وهو متواتر أيضا عن النبي، رواه الجمّ الغفير عن الجمّ الغفير، ولا عبرة بمن حاول تضعيفه ممّن لا اطلاع له في هذا العلم وصحّ عن جماعة ممن يحصل القطع بخبرهم. أسني المطالب: 48.
5 - جلال الدين السيوطي المتوفي سنة 910.
6 - زين الدين المنّاوي الشافعي حيث قال بشرح الحديث نقلا عن السيوطي: قال حديث متواتر. فيض القدير: 218/6. و282/6 بتحقيق أحمد عبد السلام، ط. دار الكتب العلميّة - بيروت.
أبو المكارم علاء الدين السمناني المتوفي 736، قال في العروة: وهذا حديث متّفق علي صحّته. العروة لأهل الخلوة: 422 ط. طهران سنة 1404، الغدير: 297/1 (548).
7 - قال أبو عبد اللّه الزرقاني المالكي المتوفي 1122: وهو متواتر رواه ستة عشر صحابيّاً وفي رواية لأحمد أنه سمعه من النبي صلي اللّه عليه وسلم ثلاثون صحابيّاً وشهدوا به لعليّ لمّا نوزع أيّام خلافته ، فلا التفات إلي من قدح في صحّته ولا لمن رده بأن عليا كان باليمن لثبوت رجوعه منها وإدراكه الحج معه صلي اللّه عليه وسلم. شرح المواهب: 13/7، والغدير: 308/1.
6 - ذكر حديث الغدير في الكتب المختصّة بالأحاديث المتواترة:
وقد ذكر حديث الغدير في الكتب المختصة بجمع الأحاديث المتواترة: فللسيوطي ت 911، أكثر من كتاب ألّفه في الأحاديث المتواترة وأدرج فيها حديث الغدير. كالفوائد المتكاثرة في الأخبار المتواترة، والأزهار المتناثرة في الأحاديث المتواترة.
والزبيدي صاحب تاج العروس المتوفي 1205 له كتاب خاص بالأحاديث المتواترة وفيه حديث الغدير.
والكتاني محمد بن جعفر المتوفي 1345، له كتاب المسمي ب "نظم المتناثر في الحديث المتواتر" حديث الغدير موجود فيه .
والشيخ علي المتقي الهندي صاحب كنز العمال المتوفي 975، له كتاب خاص بالأحاديث المتواترة وفيه حديث الغدير.
والشيخ علي القاري الهروي له أيضا كتاب في الأحاديث المتواترة وحديث الغدير موجود فيه. ذكره السيّد الميلاني في محاضرات في الاعتقادات: 129/1، ولم أجد في ترجمته بأنّ له كتاب سمّاه بهذا الاسم.
فالكتب المختصة بالأحاديث المتواترة مشتملة علي حديث الغدير .
الكتب التي نقلت فيها قضيّة صحّة حديث الغدير أو تواتره:
قد نقل العلامة الاميني في كتابه القيّم الغدير (543/1) 43 نفر من العلماء الذين صرّحوا بصحّة حديث الغدير أو تواتره.
وورد في إحقاق الحق (423/2) 15 نفراً من علماء أهل السنّة الذين صرّحوا بتواتره ثمّ قال: إلي غير ذلك من كلماتهم المودعة في كتبهم قد طوينا عن نقلها كشحا روما للاختصار ورعاية لحال النظار وما نقلناه قطرة بالنسبة إلي ما لم ننقل ومن أراد أن يقف علي أكثر مما ذكر فليراجع إلي كتبهم.
وهكذا ورد البحث عن صحة الحديث أو تواتره في الشافي في الامامة للشريف المرتضي 261/2 و8/3، ودليل النص بخبر الغدير للكراجكي أبي الفتح المتوفي 449، والطرائف للسيّد بن طاووس المتوفي 664 الصراط المستقيم لزين الدين العاملي المتوفي 877 خلاصة العبقات: 79/8، نزحة الأزهار في شرح خلاصة عبقات الأنوار: 370/6 الامامة في أهمّ الكتب الكلاميّة للسيّد الميلاني: 99.
الشبهة الثالثة: عدم مجئ المولي بمعني الأولي
مسألة مجئ "المولي" بمعني "الأولي" عمدة الإشكال في الباب قال الشيخ عبد العزيز الدهلوي صاحب كتاب التحفة الإثنا عشريّة: إنّ لفظة مولي لا تجئ بمعني الأولي بإجماع أهل اللغة. محاضرات في الاعتقاد للمحقق السيّد الميلاني: 141/1.
كلام الرازي في مفاد الحديث:
قال الرازي: وفي لفظ (المولي) هاهنا أقوال: أحدها: قال ابن عباس: مولاكم، اي مصيركم، وتحقيقه : ان المولي موضع الولي وهو القرب، فالمعني: ان النار هي موضعكم الذي تقربون منه وتصلون اليه.
والثاني: قال الكلبي: يعني اولي بكم، وهو قول الزجاج والفراء وابي عبيدة.
واعلم أنّ هذا الذي قالوه معني، وليس بتفسير اللفظ، لأنّه لو كان (مولي) و(اولي) بمعني واحد في اللغة لصح استعمال كلّ واحد منهما في مكان الاخر، فكان يجب أن يصح أن يقال: هذا مولي من فلان كما يقال هذا أولي من فلان، ويصح أن يقال هذا أولي فلان كما يقال هذا مولي فلان ولمّا بطل ذلك علمنا ان الذي قالوه معني، وليس بتفسير.
وانما نبهنا علي هذه الدقيقة، لان الشريف المرتضي لما تمسك في امامة علي بقوله (ع): "من كنت مولاه فعلي مولاه" قال: احد معاني (مولي) انه (اولي)، واحتج في ذلك باقوال ائمة اللغة في تفسير هذه الاية بان (مولي) معناه (اولي) واذا ثبت ان اللفظ محتمل له وجب حمله عليه، لان ما عداه اما بين الثبوت ككونه ابن العم والناصر، اوبين الانتفاء كالمعتق والمعتق، فيكون علي التقدير الاول عبثا، وعلي التقدير الثاني كذبا.
وأمّا نحن فقد بينا بالدليل ان قول هؤلاء في هذا الموضع معني لا تفسير، وحينئذ يسقط الاستدلال به.التفسير الكبير: 227/29.
جواب الأميني عن الرازي:
وان تعجب فعجب ان يعزب عن الرازي اختلاف الاحوال في المشتقات لزوما وتعدية بحسب صيغها المختلفة. انّ اتّحاد المعني او الترادف بين الالفاظ انما يقع في جوهريات المعاني، لا عوارضها الحادثة من أنحاء التركيب وتصاريف الألفاظ وصيغها، فالاختلاف الحاصل بين (المولي) و(الاولي) بلزوم مصاحبة الثاني للباء وتجرّد الأوّل منه إنّما حصل من ناحية صيغة (أفعل) من هذه المادّة، كما أنّ مصاحبة (من) هي مقتضي تلك الصيغة مطلقاً.
اذن فمفاد (فلان أولي بفلان) و(فلان مولي فلان) واحد، حيث يراد به الاولي به من غيره، كما ان (افعل) بنفسه يستعمل مضافا إلي المثني والجمع أو ضميرهما بغير أداة فيقال: زيد أفضل الرجلين أو أفضلهما، وأفضل القوم او أفضلهم، ولا يستعمل كذلك اذا كان ما بعده مفرداً، فلا يقال: زيد أفضل عمرو، وإنّما هو أفضل منه، ولا يرتاب عاقل في اتحاد المعني في الجميع، وهكذا الحال في بقية صيغ (افعل) كأعلم وأشجع وأحسن وأسمح وأجمل إلي نظائرها.
قال خالد بن عبداللّه الازهري في باب التفضيل من كتابه التصريح: إنّ صحّة وقوع المرادف موقع مرادفه انما يكون اذالم يمنع من ذلك مانع، وهاهنا منع مانع، وهو الاستعمال، فان اسم التفضيل لا يصاحب من حروف الجر إلّا (من) خاصّة، وقد تحذف مع مجرورها للعلم بها نحو (والاخرة خير وابقي).
علي ان ما تشبث به الرازي يطرد في غير واحد من معاني المولي التي ذكرها هو وغيره، منها ما اختاره معني للحديث وهو (الناصر)، فلم يستعمل هو مولي دين اللّه مكان ناصره، ولا قال عيسي علي نبينا واله وعليه السلام : من موالي الي اللّه؟ مكان قوله: (من انصاري الي اللّه) ، ولا قال الحواريون: نحن موالي اللّه؟ بدل قولهم: (نحن انصار اللّه).
ومنها الولي فيقال للمؤمن: هو ولي اللّه، ولم يرد من اللغة مولاه، ويقال: اللّه ولي المؤمنين ومولاهم، كما نص به الراغب في مفرداته الغدير 351/1، ط.الحديثة: 626/1. إشكال الجرجاني علي الحديث:
قال القاضي الشريف الجرجاني المتوفي 816 في شرح المواقف لعضد الدين الايجي المتوفي 756:
فلا يمكن أن يتمسّك بها في أنّ المولي بمعني الأولي ( والمراد بالمولي ) هو (الناصر بدليل آخر الحديث) وهو قوله وال من والاه الخ.
(ولأن مفعل بمعني أفعل لم يذكره أحد) من أئمّة العربيّة.
وقوله تعالي (ومأواكم النار هي مولاكم) أي مقرّكم وما إليه مآلكم وعاقبتكم، ولهذا قال اللّه تعالي (وبئس المصير) وقد قيل المراد ههنا أيضا الناصر فيكون مبالغة في نفي النصرة علي طريقة قولهم الجوع زاد من لا زاد له.
(و) الاستعمال أيضا يدل علي أن المولي ليس بمعني الأولي ( لجواز ) أن يقال (هو أولي من كذا دون مولي من كذا و ) أن يقال ( أولي الرجلين أو الرجال دون مولي) الرجلين أو الرجال ( وإن سلم ) أن المولي بمعني الأولي ( فأين الدليل علي أنّ المراد الأولي بالتصرف والتدبير بل ) يجوز أن يراد الأولي ( في أمر من الأمور كما قال اللّه تعالي إن أولي الناس بإبراهيم للذين اتبعوه ) وأراد الأولوية في الاتّباع والاختصاص به والقرب منه لا في التصرف فيه (وتقول التلامذة نحن أولي بأستاذنا ويقول الأتباع نحن أولي بسلطاننا) ولا يريدون الأولويّة في التصرف والتدبير بل في أمر ما والصحّة والاستفسار) إذ يجوز أن يقال في أي شئ هو أولي في نصرته أو محبته أو التصرف فيه ( و ) لصحّة (التقسيم) بأن يقال كون فلان أولي بزيد أمّا في نصرته وأمّا في ضبط أمواله وأمّا في تدبيره والتصرف فيه وحينئذ لا يدلّ الحديث علي إمامته. شرح المواقف: 361/8.
كلام التفتازاني سعد الدين والقوشجي:
قال التفتازاني المتوفي 793، في شرح المقاصد، والقوشجي علي بن محمد المتوفي 879، في مؤلّف كتاب شرح التصريف، المقاصد وشرحه. شرح المقاصد: 273/5. شرح التجريد ولفظهما واحد: شوارق الإلهام في شرح التجريد: 477.
إنّ المولي قد يراد به المعتق والحليف والجار وابن العم والناصر والأولي بالتصرف، قال اللّه تعالي: (ماواكم النار هي مولاكم)،اي اولي بكم، ذكره ابوعبيدة، وقال النبي (ص) : "ايما امراة نكحت بغير اذن مولاها..." ، اي الاولي بها والمالك لتدبيرامرها، ومثله في الشعر كثير.
وبالجملة: استعمال (المولي) بمعني المتولي والمالك للامر والاولي بالتصرف شائع في كلام العرب، منقول عن كثير من ائمة اللغة، والمراد انه اسم لهذا المعني، لا انه صفة بمنزلة الاولي، ليعترض بانه ليس من صيغة افعل التفضيل وانه لايستعمل استعماله. انتهي.
الجواب عن شبهة التفتازاني:
أوّلاً: يمكن لنا أن لا نستدلّ بالحديث المشتمل علي لفظ المولي، بل نستدلّ بالأحاديث الأخري التي جاءت بلفظ "الولي" و "الأمير" ونحو ذلك من الألفاظ. كما في:
الغدير: 18/1 : عن براء بن عازب الأنصاري المتوفي 72، في مسند أحمد ج 4 ص 281 ، وسنن ابن ماجة ج 1 ص 28 و 29 عن ابن جدعان عن عدي عنه قال : أقبلنا مع رسول اللّه صلي اللّه عليه وسلم في حجته التي حج فنزل في بعض الطريق فأمر بالصلاة جامعة فأخذ بيد علي فقال : ألست أولي بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : بلي ، قال : ألست أولي بكل مؤمن من نفسه ؟ قالوا : بلي . قال : فهذا ولي من أنا مولاه ، أللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه .
وعن خصايص النسائي ص 16 عن أبي إسحاق عنه ، وتاريخ الخطيب البغدادي ج 14 ص 236 ، وتفسير الطبري ج 3 ص 428 ، وتهذيب الكمال في أسماء الرجال
الغدير: 23/1: أبو جنيدة جندع بن عمرو بن مازن الأنصاري روي ابن الأثير في أسد الغابة ج 1 ص 308، قال : سمعت النبي صلي اللّه عليه وسلم يقول :... وقد انصرف من حجة الوداع فلما نزل غدير خم قام في الناس خطيبا وأخذ بيد علي وقال : من كنت مولاه فهذا وليه ، أللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه.
الغدير: 30/1: وفي الخصايص للنسائي ص 15، عن زيد بن أرقم قال : لما رجع النبي صلي اللّه عليه وسلم من حجة الوداع... ثم قال : إن اللّه مولاي وأنا ولي كل مؤمن ثم إنه أخذ بيد علي رضي اللّه عنه فقال : من كنت وليه فهذا وليه ، أللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، فقلت لزيد : سمعته من رسول اللّه صلي اللّه عليه وسلم ؟
الغدير: 33/1: ورواه ابن طلحة الشافعي في مطالب السئول ص 16 نقلا عن الترمذي عن زيد ، و الحافظ أبو بكر الهيثمي في مجمع الزوائد ج 9 ص 104 من طريق أحمد والطبراني والبزار بإسنادهم عن زيد وفي ص 163 ولفظه في الثانية ، فقال : من كنت أولي به من نفسه فعلي وليه ، أللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه.
الغدير: 36/1: قال محمد بن إسماعيل اليمني في الروضة الندية شرح التحفة العلوية بعد ذكر حديث الغدير بشتي طرقه : وذكر الخطبة بطولها الفقيه العلامة الحميد المحلي في محاسن الأزهار بسنده إلي زيد بن أرقم ، قال : أقبل النبي صلي اللّه عليه وسلم في حجة الوداع حتي نزل بغدير الجحفة بين مكة والمدينة ، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب ورفعها ، فقال : من كنت وليه فهذا وليه ، أللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، قالها ثلاثا.
ورواه بهذا اللفظ والتفصيل حرفيا الحافظ المغازلي الواسطي الشافعي في المناقب
الغدير: 38/1: وفي الخصايص ص 4 بإسناده عن عبد الرحمن بن سابط عن سعد قال : كنت جالسا فتنقصوا ثم قال : من كان اللّه ورسوله وليه فهذا وليه ، أللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه.
ورواه في ص 18 عن عامر بن سعد عنه ، وعن ابن عيينة عن عايشة بنت سعد عنه ، ورواه عبد اللّه بن أحمد بن حنبل كما في العمدة ص 48 بالإسناد عن عبد اللّه بن الصقر سنة 299 قال حدثنا يعقوب بن حمدان بن كاسب حدثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن أبيه ، وربيعة الجرشي عن سعد . وأخرج الحافظ الكبير محمد بن ماجة في السنن ج 1 ص 30.
الغدير: 41/1:وروي الحافظ الهيثمي في مجمع الزوايد ج 9 ص 107 من طريق البزار عن سعد أن رسول اللّه صلي اللّه عليه وسلم أخذ بيد علي فقال : ألست أولي بالمؤمنين من أنفسهم ؟ من كنت وليه فعلي وليه ثم قال الهيثمي : رواه البزار ورجاله ثقات . الغدير: 51/1، 58/1، 92/1، 214/1.
الغدير: 215/1: لا تحل إمرة المؤمنين بعدي لأحد غيره . ثم رفعه إلي السماء حتي صارت رجله مع ركبة النبي صلي اللّه عليه وسلم وقال: معاشر الناس ؟ هذا أخي ووصيي وواعي علمي وخليفتي علي من آمن بي وعليّ.
شهادة علماء اللغة بمجئ مولي بمعني أولي
وثانياً: قد شهد عدّة من كبار علماء اللغة والتفسير والأدب من أهل السنة علي مجئ "المولي" بمعني "الأولي" قد ذكر منهم العلّامة الأميني والمحقق المتتبّع السيّد الميلاني إثنان وأربعون رجلاً. من أراد فليرجعنفحات الأزهار: 13/8. ونحن هنا أقوال عدّة كانوا أئمّة الناس في اللغة والشعر والأدب،
فمنهم:
1 - الكلبي محمد بن السائب المفسّر النسّابة، المتوفي 146:
2 - الزجاج، أبو إسحاق المتوفي، 311.
3 - الفراء، يحيي بن زياد المتوفي، 207.
4 - وأبي عبيدة، معمر بن المثني اللغوي، المتوفي 210.
5 - الأخفش أبو الحسن سعيد بن مسعدة النحوي المتوفي 215.
6 - المبرد أبو العباس المتوفي 285.
أمّا قول الكلبي، والزجاج والفرّاء وأبي عبيدة فهو ورد في تفسير الكبير للفخر الرازي بتفسير قوله تعالي : (هي مولاكم وبئس المصير) مأواكم النار هي مولاكم وبئس المصير . وفي لفظ المولي ههنا أقوال : الحديد: 15.
أحدها: قال ابن عباس : مولاكم أي مصيركم . وتحقيقه : أن المولي موضع الولي وهو القرب ، فالمعني : إن النار هي موضعكم الذي تقربون منه وتصلون إليه . والثاني قال الكلبي : يعني أولي بكم . وهو قول الزجاج والفرّاء وأبي عبيدة . . . التفسير الكبير 227/29. وعن الكلبي في تفسير أبو حيّان، بتفسير قوله تعالي (قل لن يصيبنا إلا ما كتب اللّه لنا هو مولانا وعلي اللّه فليتوكل المؤمنون) التوبة : 51 .
قال ما نصّه: هو مولانا . أي ناصرنا وحافظنا، قاله الجمهور .
وقال الكلبي: أولي بنا من أنفسنا في الموت والحياة، وقيل : مالكنا وسيّدنا، فلهذا يتصرّف كيف شاء فيجب الرضا بما يصدر من جهته . وقال: (ذلك بأن اللّه مولي الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولي لهم) فهو مولانا الذيمحمد: 11. يتولّانا ويتولّاهم. البحر المحيط 52/5، لمحمد بن يوسف أبو حيان المتوفي 654.
ترجمة الكلبي محمد بن السائب:
أثني عليه الحافظ ابن عدي بقوله : هو معروف بالتفسير وليس لأحد تفسير أطول ولا أشبع منه، وبعده مقاتل، إلا أن الكلبي يفضل علي مقاتل، لما قيل في مقاتل من المذاهب الرديّة، وحدّث عن الكلبي : شعبة والثوري وهشيم، والثقات، ورضوه في التفسير . . . . تذهيب التهذيب للذهبي : ترجمة الكلبي .
ترجمة الفراء:
قال ابن خلكان: أبو زكريّا يحيي بن زياد بن عبد اللّه بن منظور الأسلمي، المعروف بالفراء ، الديلمي الكوفي، كان أبرع الكوفيّين ، وأعلمهم بالنحو واللغة وفنون الأدب.
حكي عن أبي العباس ثعلب، أنّه قال : لولا الفراء لما كانت العربيّة ، لأنّه خلّصها وضبطها ، ولو لا الفراء لسقطت العربيّة ، لأنها كانت تتنازع ، ويدعيها كل من أراد ، ويتكلم الناس فيها علي مقادير عقولهم وقرائحهم . فتذهب. وفيات الأعيان: 225/5.
قال اليافعي : الإمام البارع النحوي ، يحيي بن زياد الفراء الكوفي ، أجل أصحاب الكسائي ، كان رأساً في النحو واللغة ، أبرع الكوفيين وأعلمهم بفنون الأدب ... مرآة الجنان حوادث 207.
ترجمة الزجاج :
قال السمعاني: والمشهور بهذه النسبة أبو إسحاق إبراهيم بن السري بن سهل النحوي الزجاج ، صاحب كتاب معاني القرآن . كان من أهل الفضل والدين ، حسن الاعتقاد ، حميد المذهب ، وله مصنّفات حسان في الأدب ... الأنساب: 156/3، الزجاج . ترجمة أبي عبيدة:
قال الذهبي: أبو عبيدة معمر بن المثني البصري ، اللغوي الحافظ ، صاحب التصانيف ... قال الحافظ : لم يكن في الأرض خارجيّ ولا جماعي، عالم بجميع العلوم من أبي عبيدة . وذكره ابن المبارك فصحّح رواياته. مات أبو عبيدة سنة عشر ومائتين، وقيل سنة تسع. تذكرة الحفاظ: 371/1.
وقال السيوطي نقلا عن أبي الطيب اللغوي بعد ذكر الخليل: وكان في هذا العصر ثلاثة هم أئمة الناس في اللغة والشعر وعلوم العرب ، لم ير قبلهم ولا بعدهم مثلهم ، عنهم أخذ جل ما في أيدي الناس من هذا العلم بل كله ، وهم أبو زيد، وأبو عبيدة، والأصمعي ، وكلهم أخذوا عن أبي عمرو اللغة والنحو والشعر. خلاصة عبقات الأنوار33/8، نفحات الأزهار 30/8. نقلاً عن المزهر في اللغة: 249/2.
قول الأخفش في معني المولي:
وممّن نص علي مجئ ( المولي ) بمعني ( الأولي ) : أبو الحسن سعيد بن مسعدة المجاشعي المعروف بالأخفش . . .
قال الفخر الرازي: إنّ أبا عبيدة، وإن قال في قوله تعالي (مأواكم النار هي مولاكم) معناه : هي أولي الحديد: 15. بكم . وذكر هذا أيضا الأخفش والزجاج وعلي بن عيسي واستشهدوا ببيت لبيد . ... الغدير: 345/1 عن نهاية العقول في الكلام ودراية الأصول - مخطوط .
ترجمة الأخفش
قال ابن خلكان : أبو الحسن سعيد بن مسعدة المجاشعي بالولاء النحوي البلخي المعروف بالأخفش الأوسط . أحد نحاة البصرة . . . من أئمة العربية ، وأخذ النحو عن سيبويه وكان أكبر منه ، وكان يقول : ما وضع سيبويه في كتابه شيئا إلا وعرضه علي وكان يري أنه أعلم به مني وأنا اليوم أعلم به منه . . . وكانت وفاته سنة خمس عشرة ومائتين ، وقيل سنة إحدي وعشرين ومائتين رحمه اللّه تعالي . .. وفيات الأعيان: 122/2. 2 - اليافعي : وفيها الأخفش الأوسط إمام العربية ... مرآة الجنان حوادث 215.
قول المبرد في معني المولي:
أبو العباس المبرد وأما حكم أبي العباس محمد بن يزيد المبرد المتوفي 285 بمجئ (المولي) بمعني ( الأولي ) فقد ذكره علم الهدي السيد المرتضي رضي اللّه عنه حيث قال : قال أبو العباس بالمبرد في كتابه المترجم عن صفات اللّه تعالي : أصل يا ولي أولي الذي هو أولي وأحق ، ومثله المولي. الشافي في الإمامة: 123.
ترجمة المبرد:
أبو العباس محمد بن يزيد الأزدي البصري المعروف بالمبرد.
وقد نصّ جلال الدين السيوطي علي وثاقته حيث قال : وكان فصيحاً بليغاً مفوهاً ثقة أخباريّاً علّامة صاحب نوادر وظرافة. بغية الوعاة: 269/1، وللمبرد ترجمة في كثير من كتب التاريخ والأدب مع المدح العظيم والثناء الجميل : 1 - وفيات الأعيان: 314/4 . 2 - العبر في خبر من غبر حوادث : 285 . 3 - تاريخ بغداد: 380/3 - 387 . 4 - مرآة الجنان حوادث : 285 . 5 - بغية الوعاة 1 / 269 . 6 - المنتظم في تاريخ الأمم 7 / 9 - 11 .
القرائن التي تعيّن كون المولي بمعني أولي الأمر وثالثاً: نقول بأنّ للحديث قرائن متّصلة ومنفصلة تنفي ارادة غير أولي الأمر من لفظ المولي فترفع الإبهام.
فإليك البيان:
القرينة الأولي: قوله قبل حديث الغدير: "ألست أولي بكم من أنفسكم" قول رسول اللّه(ص) في مقدمة الحديث وهي : "ألست أولي بكم من أنفسكم quot. ذكر العلّامة الأميني 63 مصدراً لهذا الحديث من طريق العامّة واليك بعضها:
في طريق الحافظ عبد الرزاق عن معمر عن ابن جدعان عن عدي عن البراء، قال : خرجنا مع رسول اللّه صلي اللّه عليه وسلم حتي نزلنا غدير خم بعث منادياً ينادي فلمّا اجتمعنا قال : "ألست أولي بكم من أنفسكم ؟ قلنا : بلي يا رسول اللّه، قال : ألست أولي بكم من أمّهاتكم ؟ قلنا : بلي يا رسول اللّه، قال : ألست أولي بكم من آبائكم ؟ قلنا : بلي يا رسول اللّه، قال : ألست ؟ ألست ؟ ألست ؟ قلنا : بلي يا رسول اللّه، قال : من كنت مولاه فعلي مولاه أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، فقال عمر بن الخطاب : هنيئا لك يا بن أبي طالب أصبحت اليوم وليّ كلّ مؤمن quot. السنن الكبري للنسائي: 5/132 ح 8473، مسند أحمد: 281/4 ح 11، حديث البراء عنه(ص) تاريخ الخطيب البغدادي ج 14 ص 236، وتفسير الطبري ج 3 ص 428، تهذيب الكمال في أسماء الرجال: 20/484 رقم 4089، الكشف والبيان للثعلبي: الورقة 181 سورة المائدة: الآية 67، الاستيعاب: القسم الثالث 1099 رقم 1855،الرياض النضرة: 3/113، التفسير الكبير: 49/12، مصنّف ابن أبي شيبة: 78/12 ح 12167، البداية والنهاية: 229/5 حوادث سنة 10ه، و 386/7 حوادث سنة 40ه.
وفي سنن ابن ماجة: فهذا ولي من أنا مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه. سنن ابن ماجة ج 1 ص 43.
قال الأميني: فلو كان صلي اللّه عليه وآله يريد في كلامه غير المعني الذي صرّح به في المقدمّة لعاد لفظه محلول العُري، مختزلاً بعضه عن بعض، وكان في معزل عن البلاغة وهو أفصح البلغاء، وأبلغ من نطق بالضاد.
فلا مساغ في الاذعان بارتباط أجزاء كلامه، وهو الحق في كل قول يلفظه عن وحي يوحي، إلا أن نقول باتحاد المعني في المقدمة وذيها.
ويزيدك وضوحا وبيانا
قال سبط ابن الجوزي الحنفي بعد عدّ معان عشرة للمولي: عاشرها الأولي، والمراد من الحديث : الطاعة المخصوصة، فتعين الوجه العاشر وهو الأولي ومعناه : من كنت أولي به من نفسه فعلي أولي به.
ثمّ قال: قد صرّح بهذا المعني الحافظ أبو الفرج يحيي بن سعيد الثقفي الاصبهاني في كتابه المسمي بمرج البحرين فإنه روي هذا الحديث بإسناده إلي مشايخه وقال فيه : فأخذ رسول اللّه صلي اللّه عليه وسلم بيد علي فقال : من كنت وليه وأولي به من نفسه فعلي وليه .
فعلم أن جميع المعاني راجعة إلي الوجه العاشر، ودل عليه أيضا قوله عليه السلام : ألست أولي بالمؤمنين من أنفسهم، وهذا نص صريح في إثبات إمامته وقبول طاعته .
وكذا قوله صلي اللّه عليه وسلم : وأدر الحق معه حيثما دار وكيف ما دار ، فيه دليل علي أنه ما جري خلاف بين علي عليه السلام وبين أحد من الصحابة إلّا والحق مع علي عليه السلام ، وهذا بإجماع الأمّة. ألا تري أنّ العلماء إنّما استنبطوا أحكام البغاة من وقعة الجمل وصفّين . وقد أكثرت الشعراء في يوم غدير خم ، فقال حسان بن ثابت:
يناديهم يوم الغدير نبيهم بخم فأسمع بالرسول مناديا وقال : فمن مولاكم ووليكم فقالوا ولم يبدوا هناك التعامياً إلهك مولانا وأنت وليّنا ومالك منّا في الولاية عاصياً فقال له قم يا علي فإنّني رضيتك من بعدي إماماً وهادياً فمن كنت مولاه فهذا وليّه فكونوا له أنصار صدق موالياً هناك دعا اللهم وال وليّه وكن للذي عادي عليّاً معادياً ويروي أن النبي صلي اللّه عليه وسلم لما سمعه ينشد هذه الأبيات قال له : يا حسان، لا تزال مؤيّداً بروح القدس ما نصرتنا أو نافحت عنّا بلسانك .
وقال قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري ، وأنشدها بين يدي علي عليه السلام بصفّين :
قلت لما بغي العدو علينا حسبنا ربنا ونعم الوكيل وعلي إمامنا وإمام لسوانا به أتي التنزيل
يوم قال النبي من كنت مولاه فهذا مولاه خطب جليل إنّ ما قاله النبي علي الأمّة حتم ما فيه قال وقيل وقال الكميت :
نفي عن عينك الأرق الهجوعا وهما يمتري عنه الدموعا لدي الرحمن يشفع بالمثاني فكان له أبو حسن شفيعا ويوم الدوح دوح غدير خم أبان له الولاية لوأطيعا ولكن الرجال تبايعوها فلم أر مثلها خطراً منيعا ولهذه الأبيات قصة عجيبة ، حدثنا بها شيخنا عمرو بن الصافي الموصلي رحمه اللّه تعالي قال : أنشد بعضهم هذه الأبيات وبات مفكّراً ، فرأي عليّاً عليه السلام في المنام فقال له : أعد عليّ أبيات الكميت ، فأنشده إيّاها حتي بلغ إلي قوله (خطراً منيعاً) فأنشده علي عليه السلام بيتاً آخر من قوله زيادة فيها:
فلم أر مثل ذاك اليوم يوماً ولم أر مثله حقّاً أضيعا فانتبه الرجل مذعوراً. وقال السيد الحميري:
يا بائع الدين بدنياه ليس بهذا أمر اللّه من أين أبغضت عليّا الرضا وأحمد قد كان يرضاه من الذي أحمد من بينهم يوم غدير الخم ناداه أقامه من بين أصحابه وهم حواليه فسمّاه هذا علي بن أبي طالب مولي لمن قد كنت مولاه فوال من والاه يا ذا العلا وعاد من قد كان عاداه تذكرة الخواص: 20 وط. الحديثة: 28 - 34. راجع: الغدير: 372/1 (653)، شرح إحقاق الحق: 12/21. في نفحات الأزهار: هذا كلام سبط ابن الجوزي ، وقد وفي الحق حقه وأيده بأشعار الكميت وقيس بن سعد والحميري وغيرهم ، فما ذا بعد الحق إلا الضلال. نفحات الأزهار: 196/9.
قال الأميني: ونصّ ابن طلحة الشافعي في مطالب السئول ص 16 علي ذهاب طايفة إلي حمل اللفظ في الحديث علي الأولي. الغدير: 372/1 (653).
القرينة الثانية: قوله(ص) "اللهمّ وال من والاه" وحديث "لو تؤمّروا علياً" ذيل الحديث وهو قوله صلي اللّه عليه وآله : أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه. في جملة من طرقه بزيادة قوله : وانصر من نصره، واخذل من خذله. أو ما يؤدي مؤداه.
وهذه العبارة لا تلتأم إلا مع معني الأولويّة الملازمة للإمامة بوجوه:
أحدها: أنه صلي اللّه عليه وآله كان يعلم بطبع الحال أن تماميّة أمر الخلافة والإمامة بتوفّر الأعوان وطاعة العمّال مع علمه بأنّ في الملأ من يحسده ويحقده، وفي زمر المنافقين من يضمر له العداء لأوتار جاهليّة، وقد كما ورد في الكتاب العزيز قوله : أم يحسدون الناس علي ما آتاهم اللّه من فضله. أخرج ابن المغازلي في المناقب: 267 ح 314، وابن أبي الحديد في شرحه: 220/7 خطبة 208، والحضرمي الشافعي في الرشفة ص 27 : إنّها نزلت في علي وما خص به من العلم. أخبر صلي اللّه عليه وآله مجمل الحال بقوله: "إن تؤمّروا عليّاً ولا أراكم فاعلين تجدوه هادياً مهديّاً quot.
كما أخرج أحمد في مسنده عن جعفر يعني الفراء عن اسرائيل عن ابي اسحق عن زيد بن يثيع عن علي رضي اللّه عنه قال قيل يارسول اللّه من يؤمّر بعدك قال ان تؤمروا أبا بكر رضي اللّه عنه تجدوه أمينا زاهدا في الدنيا راغبا في الآخرة وان تؤمروا عمر رضي اللّه عنه تجدوه قويا أمينا لا يخاف في اللّه لومة لائم وإن تؤمروا عليا رضي اللّه عنه ولا أراكم فاعلين تجدوه هاديا مهديا يأخذ بكم الطريق المستقيم. مسند أحمد بن حنبل: 109/1، (175/1 ح 861) تاريخ مدينة دمشق: 421/42، وأسد الغابة: 31/4، والإصابة: 468/4، والبداية والنهاية لابن كثير: 397/7، كنز العمال: 799/5، و630/11، عن حم ، حل - عن علي، وحلية الأولياء: 64/1 رقم 4،
وفي رواية ابن حبان: "وإن تؤمّروا عليّاً ولا أظنّكم فاعلين تجدوه هادياً مهديّاً يسلك بكم الطريق quot. كتاب المجروحين: 210/2. وهكذا نقله الذهبي والحاكم الحسكاني ميزان الاعتدال: 363/3. شواهد التنزيل: 82/1. وفي كنز العمال عن فضايل الصحابة لأبي نعيم: "إن تستخلفوا عليّا وما أراكم فاعلين تجدوه هاديا مهديا يحملكم علي المحجّة البيضاء quot. كنز العمال: 160/6 (630/11 ح 33072) حلية الألياء: 64/1 رقم 4، وفي فرائد السمطين: 266/1 ح 207، الكفاية ص 67 (163).
وفي حديث أبي نعيم في الحلية: عن حذيفة قال : قالوا : يا رسول اللّه ألا تستخلف عليا ؟ قال : "إن تولّوا عليّاً تجدوه هادياً مهديّاً يسلك بكم الطريق المستقيم quot. نقله في كفاية الطالب وقال: هذا حديث حسن عال. حلية الأولياء: 64/1 رقم 4، ومناقب أمير المؤمنين (ع) لمحمد بن سليمان الكوفي: 448/1. كفاية الطالب ص 163.
وفي رواية الحاكم النيسابوري: "وان وليتموها عليا فهاد مهتد يقيمكم علي صراط مستقيم quot. هذا حديث صحيح علي شرط الشيخين ولم يخرجاه. المستدرك: 142/3.
ولهذا يدعو(ص) لمن والاه ونصره، وعلي من عاداه وخذله، ليعلم الناس أن موالاته مجلبة لموالاة اللّه سبحانه، وأن عداؤه مدعاة لغضب اللّه، ومثل هذا الدعاء بلفظ العامّ لا يكون إلّا فيما كان المدعو له دعامة الدين، وإمام الأمّة.
ثانيها: إن هذا الدعاء بعمومه الأفرادي بالموصول، والأزماني، والأحوالي بحذف المتعلق وعدم الاستثناء، تدل علي عصمة الإمام عليه السلام لإفادته وجوب موالاته ونصرته والانحياز عن العداء له وخذلانه علي كل أحد في كلّ حين وعلي كلّ حال. لأنّه لا تصدر منه معصية، ولا يقول إلا الحق، ولا يعمل إلا به لأنه لو صدر منه شئ من المعصية لوجب الانكار عليه، لعمله المنكر، وصاحب هذه الصفة يجب أن يكون إماما لقبح أن يأمه من هو دونه، وإذا كان إماما فهو أولي الناس منهم بأنفسهم.
القرينة الثالثة: وقوع الولاية في سياق الشهادة بالتوحيد والرسالة
قوله صلي اللّه عليه وآله، يا أيها الناس ؟ بم تشهدون ؟ قالوا : نشهد أن لا إله إلا اللّه، قال : ثم مه ؟ قالوا : وأن محمدا عبده ورسوله، قال : فمن وليكم ؟ قالوا : اللّه ورسوله مولانا .
ثم ضرب بيده إلي عضد علي فأقامه فقال : من يكن اللّه ورسوله مولاه فإن هذا مولا.
فوقوع الولاية في سياق الشهادة بالتوحيد والرسالة وسردها وعقيب المولوية المطلقة للّه سبحانه ولرسوله من بعده لا يمكن إلا أن يراد بها معني الإمامة الملازمة للأولوية علي الناس منهم بأنفسهم.
القرينة الرابعة: قوله(ص) عقيب الحديث: "اللّه أكبر علي إكمال الدين" قوله صلي اللّه عليه وآله بعد بيان الولاية في لفظ أبي سعيد وجابر "اللّه أكبر علي إكمال الدين، وإتمام النعمة، الغدير: 1/ 43 (104) و 232 (450)، و 233 (452)، و234 (453)، و237 (457). ورضي الرب برسالتي، والولاية لعلي بن بعدي.
كما أخرجه الترمذي، وأحمد، والحاكم، والنسائي، وابن أبي شيبة والطبري، وكثيرون آخرون من الحفاظ بطرق صحيحة: قوله صلي اللّه عليه وآله "إنّ عليّاً منّي وأنا منه، وهو وليّ كل مؤمن بعدي، وفي آخر : هو وليكم سنن الترمذي: 590/5 ح 3712،مسند احمد: 6/489 ح 22503،المستدرك علي الصحيحين:3/144 ح 4652،السنن الكبري:5/45 ح 8146 كتاب المناقب، وفي خصائص امير المؤمنين(ع): ص 109 ح 89، مصنف ابن ابي شيبة: 12/79 ح 12170.بعدي. وما أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء 1 ص 86 وآخرون بإسناد صحيح من قوله صلي اللّه عليه وآله : من المستدرك علي الصحيحين: 3/139 ح 4642. سره أن يحيي حياتي، ويموت مماتي، ويسكن جنة عدن غرسها ربي، فليوال عليا من بعدي، وليقتد بالأئمة من بعدي، فإنهم عترتي خلقوا من طينتي.
فأيّ معني يكمل به الدين، ويتم النعمة، ويرضي الرب في عداد الرسالة غير الإمامة التي بها تمام أمرها وكمال نشرها.
القرينة الخامسة: الإخبار بقرب موته بقوله: "كأنّي دعيت فأجبت" قوله صلي اللّه عليه وآله قبل بيان الولاية : "كأنّي دعيت فأجبت quot. أو : "أنه يوشك أن أدعي فأجيب quot.
وهو يعطينا علما بأنه صلي اللّه عليه وآله كان قد بقي من تبليغه مهمة يحاذر أن يدركه الأجل قبل الإشادة بها، ولم يذكر صلي اللّه عليه وآله بعد هذا الاهتمام إلا ولاية أمير المؤمنين،وليست تلك المهمة المنطبقة علي هذه الولاية إلا معني الإمامة المصرح بها في غير واحد من الصحاح ؟ و ليس صاحبها إلا أولي الناس بأنفسهم ؟
القرينة السادسة: أمره بالتهنئة للرسالة والولاية قوله صلي اللّه عليه وآله بعد بيان الولاية لعلي عليه السلام : "هنئوني هنئوني" كما في رواية أبي سعيد الخركوشي النيسابوري المتوفي 407 في شرف المصطفي بإسناده عن أبي سعيد الخدري ثم قال النبي صلي اللّه عليه وسلم هنئوني هنئوني إن اللّه تعالي خصني بالنبوة وخص أهل بيتي بالإمامة فلقي عمر بن الخطاب أمير المؤمنين فقال : طوبي لك يا أبا الحسن أصبحت مولاي ومولي كل مؤمن ومؤمنة .
وفي رواية مردويه الاصبهاني المتوفي 416 في تفسيره عن أبي سعيد الخدري وفيه : فلقي عليا عليه السلام عمر بن الخطاب بعد ذلك فقال : هنيئا لك يا بن أبي طالب ؟ أصبحت وأمسيت مولاي ومولي كل مؤمن ومؤمنة.
وفي رواية الثعلبي المتوفي 427 في تفسيره: ... فلقيه عمر فقال : هنيئا لك يا بن أبي طالب ؟ أصبحت مولي كل مؤمن ومؤمنة. الغدير: 274/1 (513).
قد ذكر العلّامة الأميني قضيّة تهنئة الشيخين عن 60 مصدراً من مصادر أهل السنّة بمسانيد صحاح الغدير: 283-272/1، (527-510). برجال ثقات تنتهي إلي غير واحد من الصحابة.
كما روي الطبري محمد بن جرير في كتاب ( الولاية ) بإسناده عن زيد ابن أرقم عن رسول اللّه(ص) أنّه قال:
وسلّموا علي عليّ بإمرة المؤمنين، وقولوا : الحمد للّه الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا اللّه، فإن اللّه يعلم كل صوت وخائنة كل نفس فمن نكث فإنما ينكث علي نفسه ومن أوفي بما عاهد عليه اللّه فسيؤتيه أجرا عظيما، قولوا ما يرضي اللّه عنكم فإن تكفروا فإن اللّه غني عنكم .
قال زيد بن أرقم : فعند ذلك بادر الناس بقولهم : نعم سمعنا وأطعنا علي أمر اللّه و رسوله بقلوبنا، وكان أوّل من صافق النبي صلي اللّه عليه وآله وعليا : أبو بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وباقي المهاجرين والأنصار وباقي الناس إلي أن صلي الظهرين في وقت واحد وامتد ذلك إلي أن صلي العشائين في وقت واحد وأوصلوا البيعة والمصافقة ثلاثا.
ورواه أحمد بن محمد الطبري الشهير بالخليلي في كتاب (مناقب علي بن أبي طالب ) المؤلّف سنة 411 بالقاهرة، وقال المولوي ولي اللّه اللكهنوي في مرآت المؤمنين:41... و كان يهنأ أمير المؤمنين كل صحابي لاقاه .
وقال المؤرخ ابن خاوند شاه المتوفي 903 في "روضة الصفا:541/2" ثم جلس رسول اللّه في خيمة تخص به وأمر أمير المؤمنين عليا عليه السلام أن يجلس في خيمة أخري وأمر إطباق الناس بأن يهنئوا عليا في خيمته، ولما فرغ الناس عن التهنئة له أمر رسول اللّه أمهات المؤمنين بأن يسرن إليه ويهنئنه ففعلن. راجع الغدير: 270/1 (508).
فصريح العبارة هو الإمامة المخصوصة بأهل بيته الذين سيدهم والمقدم فيهم هو أمير المؤمنين عليه السلام وكان هو المراد في الوقت الحاضر .
القرينة السابعة: قوله(ص) "فليبلّغ الشاهد الغايب quot.
قوله صلي اللّه عليه وآله بعد بيان الولاية : فليبلّغ الشاهد الغايب. راجع: الغدير: 33/1 (83) عن مطالب السئول: 16 نقلا عن الترمذي مجمع الزوائد ج 9 ص 104 وص 163 مسند أحمد: 501/5 ح 18838، المعجم الكبير للطبراني: 166/5 ح 4971. والغدير: 160/1 (327) في قضيّة مناشدة أمير المؤمنين(ع) يوم الشوري عن المناقب ص 217 (313 ح 314 فرائد السمطين: 319/1 ح 251، الدرّ النظيم: 116/1 لابن حاتم الشامي والغدير: 199/1 (400) في قضيّة مناشدة الإمام الحسن 7 عن كتاب سليم بن قيس: 788/2 ح 26.
وتلك المهمة التي تؤكد في تبليغ الغائبين لا تساوق إلا معني الأولي من معاني المولي دون المحبة والنصرة.
القرينة الثامنة نزول العذاب علي الحارث بن النعمان أخرج الثعلبي في تفسيره (الكشف والبيان) بسندين معتبرين انّ رسول اللّه(ص) لما كان بغدير خم نادي الناس فاجتمعوا فأخذ بيد علي فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه . فشاع ذلك وطار في البلاد فبلغ ذلك الحارث بن النعمان الفهري فأتي رسول اللّه(ص) ناقرة له، حتّي أتي الأبطح، فنزل عن ناقته فأناخها . فقال: يا محمد ؟ أمرتنا عن اللّه أن نشهد أن لااله الّا اللّه وأنّك رسول اللّه فقبلناه، وأمرتنا أن نصلّي خمساً فقبلناه منك، وأمرتنا بالزكاة فقبلنا وامرتنا ان نصوم شهرا فقبلنا، وأمرتنا بالحجّ فقبلنا ثمّ لم ترض بهذا حتّي رفعت بضبعي ابن عمّك ففضّلته علينا وقلت: من كنت مولاه فعليّ مولاه. فهذا شي منك أم من اللّه عز وجل؟ فقال: والّذي لا اله الّا هو، انّ هذا من اللّه . فولّي الحارث بن النعمان يريد راحلته وهو يقول: الّلهم ؟ ان كان ما يقول محمد حقّاً فأمطر علينا حجارة من السماء أو اتنا بعذاب أليم . فما وصل اليها حتّي رماه اللّه تعالي بحجر فسقط علي هامّته وخرج من دُبُره وقتله، وأنزل اللّه عزوجل: (سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع). السيرة الحلبيّة لعليّ بن برهان الدين الحلبي الشافعي ج 275/3 ط البهية بمصر سنة 1320 ه، الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ص 25، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي الحنفي ص 30، تفسير أبي السعود بهامش تفسير الرازي ج/8 292 ط دار الطباعة العامرة بمصر، تفسير القرطبي ج 278/18، شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي ج 286/2 حديث: 10311030 و1033 و1034، فرائد السمطين للحمويني ج 82/1 . نظم درر السمظين للزرندي الحنفي ص 93، نور الابصار للشبلنجي ص 71 ط السعيدية وص 71 ط العثمانية بمصر، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص 328 ط الحيدرية وص 274 ط اسلامبول، وراجع: الغدير ج 239/1 - 267 تعليقات المراجعات 209.
القرينة التاسعة: اصابة دعوة أمير المؤمنين(ع) لمن كتم حديث الغدير ثبت أنّ عدّة من الذين سمعوا الحديث عن النبي(ص) قد كتموا حين ناشدهم علي بن أبي طالب(ع) ودعا عليهم وأصاب ذلك الدعوة.
1 - كأنس بن مالك. كان بوجهه برص ذكر قوم أنّ علياً رضي اللّه عنه سأله عن قول رسول اللّه(ص) أللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه. فقال: كبرت سنّي ونسيت. فقال علي: ان كنت كاذباً فضربك اللّه بيضاء لا تواريها العمامة. المعارف لابن قتيبة ص 194 و391، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 362/1 وج 388/4 بمصر قديم وج 74/4 وج 217/19 ط مصر بتحقيق محمد ابوالفضل برقم 317 فيه: روي عثمان بن مطرف انّ رجلاً سأل أنس بن مالك في آخر عمره عن علي بن أبي طالب؟ فقال انّي آليت أن لا أكتم حديثاً سألت عنه في عليّ بعد يوم الرحبة ذاك رأس المتّقين يوم القيامة سمعته واللّه من نبيّكم، عبقات الأنوار (حديث الثقلين) ج 309/2.
2 - البراء بن عازب. فقد عمي لمّا كتم حديث الغدير. احقاق الحق ج 6 عن: أرجح المطالب لعبيد اللّه الامر تسري الشافعي ص 580 ط لاهور، الأربعين حديثاً للهروي مخطوط، أنساب الاشراف للبلاذري ج 1 كما في البحار ج 37 ص 197 ط جديد، عبقات الانوار (حديث الثقلين) ج 312/2 والغدير: 193/1، الطبعة الحديثة: 389/1.
3 - زيدن بن أرقم: كتم الحديث فأصابه العمي. مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي ص 23 ح 33 ط 1 طهران، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 1 ص 362 ط 1 بمصر وج 4 ص 74 ط مصر بتحقيق محمد ابوالفضل، السيرة الحلبية ج 337/3، عبقات الانوار (حديث الثقلين) ج 312/2.
4 - جرير بن عبد اللّه البجلي: رجع اعرابيّاً بعد أن دعي عليه أميرالمؤمنين عليه السلام. انساب الاشراف للبلاذري ج 156/2، عبقات الانوار (حديث الثقلين) ج 313/2.
وذكر الاميني ممّن كتم الحديث فأصابه دعوة أمير المؤمنين(ع): عبد الرحمن بن مدلج ويزيد بن وديعة.
القرينة العاشرة: المناشدة بحديث الغدير
مناشدة أميرالمؤمنين(ع) في الرُحْبَة برواية عبد الرحمن بن أبي ليلي:
قال: "شهدت عليّاً في الرحبة ينشد الناس، فيقول: انشد اللّه من سمع رسول اللّه(ص) يقول: يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه، لمّا قام فشهد، (و لا يقم الّا من قدر رآه).
قال عبد الرحمن: فقام اثنا عشر بدريّاً كأنّي أنظر إلي أحدهم فقالوا: نشهد انّا سمعنا رسول اللّه(ص)، يقول يوم غدير خم: ألست أولي بالمؤمنين من أنفسهم، وأزواجي امّهاتم؟ فقلنا: بلي يا رسول اللّه. قال: فمن كنت مولاه فعليّ مولاه، الّلهم وال من والاه وعاد من عاداه quot. إلي أن قال فقام الّا ثلاثة لم يقوموا فدعا علي فأصابتهم دعوته. مسند احمد بن حنبل ج 1 ص 119 ط الميمنية بمصر وج 199/2 ح 961 بسند صحيح ط دار المعارف بمصر، ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي ج 11/2 ح 506، كنز العمال ج 151/15 ح 430 ط 2، وقريب منه في: فرائد السمطين ج 69/1.
وهذه المناشدة برواية أبي الطفيل. راجع: مسند احمد بن حنبل، ج 4 ص 370، بسند صحيح ط الميمنية بمصر، تاريخ دمشق ترجمة الإمام عليّ بن ابيطالب(ع) لابن عساكر الشافعي ج 2، ص 7، ح 503، مجمع الزوائد للهيثمي الشافعي ج 9، ص 104، وصحّحه، كفاية الطالب للكنجي الشافعي ص 56 ط الحيدرية وص 14 ط الغري، خصائص النسائي الشافعي ص 100 ط الحيدرية وص 40 ط بيروت، الغدير عن الرياض النضرة ج 2 ص 169، والبدخشي في نزل الابرار ص 20، البداية والنهاية لابن كثير الشافعي ج 5 ص 211. راجع: تعليقة المراجعات: 185. فقد روي الاميني هذه المناشدة عن أربع أصحاب وأربعة عشراً تابعيّاً. الغديرج 1، 166.
احتجاج فاطمة الزهراء (س) بنت رسول اللّه(ص)بحديث الغدير:
قالت: أنسيتم قول رسول اللّه(ص) يوم غدير خمّ من كنت مولاه فعليّ مولاه وقوله(ص) أنت منّي بمنزلة هارون من موسي 8. الضوء اللامع للسخاوي ج 9 ص 256 والبدر الطالع للشوكاني ج 2 ص 297 أسني المطالب في مناقب عليّ بن أبي طالب كما في الغدير: 197/1.
فقد ذكر العلامة الاميني مناشدة أمير المومنين(ع) بحديث الغدير: 1 - يوم الشوري. 2 - مناشدته ايّام عثمان. 3 - مناشدته يوم الرحبة في الكوفة. 4 - مناشدته يوم الجمل. 5 - حديث الركبان في الكوفة. 6- مناشدته يوم صفّين . 7 - احتجاج فاطمة الزهراء بنت رسول اللّه(ص) بحديث الغدير. 8 - احتجاج الإمام الحسن (ع). 9 - مناشدة الإمام الحسين عليه السلام. 10 - احتجاج عبداللّه بن جعفر، بحديث الغدير علي معاوية. 11 - احتجاج برد، علي عمرو بن العاص بحديث الغدير. 12 - احتجاج عمرو بن العاص، بحديث الغدير علي معاوية.13 - احتجاج عمّار بن ياسر، يوم صفّين.14 - احتجاج الاصبغ بن نباتة، في مجلس معاوية. 15 - مناشدة شابّ، أبا هريرة بحديث الغدير في الكوفة. 16 - مناشدة رجل، زيد بن أرقم بحديث الغدير. 17 - مناشدة رجل عراقي، جابر بن عبداللّه الأنصاري . 18 - احتجاج قيس بن عبادة بحديث الغدير علي معاوية. 19 - احتجاج دارمية الحجونيّة، علي معاوية. 20 - احتجاج عمرو الاودي، علي مناوئي أمير المومنين عليه السلام.21 - احتجاج عمر بن عبدالعزيز. 22- احتجاج المأمون علي الفقهاء بحديث الغدير. راجع الغدير، ج 1 ص 159 و212 .
الشبهة الرابعة: لما ذا لم يبايع الناس عليّاً(ع) ؟
شبهة ابن روزبهان في عدم بيعة الصحابة لعلي عليه السلام:
قال الفضل بن روزبهان رادّاً علي الحلّي أما ما ذكر من إجماع المفسّرين علي أنّ الآية نزلت في علي والمراد قوله تعالي وبلغ ما انزل اليك. فهو باطل فإنّ المفسّرين لم يجمعوا علي هذا ، وأما ما روي من أن رسول اللّه ( ص ) ذكره يوم غدير خم أخذ بيد علي وقال : ألست أولي ، فقد ثبت هذا في الصحاح، وقد ذكرنا سرّ هذا في ترجمة كتاب كشف الغمّة في معرفة الأئمّة.
ومجمله : أن واقعة غدير خم كان في مرجع رسول اللّه ( ص ) عامّ حجّة الوداع وغدير خمّ محل افتراق قبايل العرب وكان النبي ( ص ) يعلم أنّه آخر عمره، وأنّه لا يجتمع العرب بعد هذا عنده مثل هذا الاجتماع ، فأراد أن يوصي العرب بحفظ محبّة أهل بيته وقبيلته ، ولا شكّ أنّ عليّاً ( ع ) كان بعد رسول اللّه ( ص ) سيّد بني هاشم وأكبر أهل البيت فذكر فضائله وساواه بنفسه في وجوب الولاية والنصرة والمحبّة معه ، ليأخذه العرب سيدا ويعرفوا فضله وكماله ،
ولينصف المنصف من نفسه لو كان يوم غدير خم صرح رسول اللّه ( ص ) بخلافة علي نصّاً جليّاً لا يحتمل خلاف المقصود، ألا تري العرب مع جلافتهم وكفرهم بعد رسول اللّه ( ص ) وجعلهم الأنبياء فيهم مثل مسيلمة الكذاب وسَجاح وطليحة كانوا يسكتون علي خلافة أبي بكر وكانوا لا يتكلمون بنِباس في أمر خلافةرجل تنبأ بأرض نجد وقد وضع عن قومه الصلاة وأحلّ لهماالخمر والزنا وقتل في غزوة اليمامة سنة 12 ه وله 150 سنة. هي امرأة تنبّأت. هو طليحة بن خويلد بن نوفل كان ممّن شهد الخندق وأسلم سنة 9 ه ثمّ ارتدّ وادّعي النبوّة في عهد أبي بكر وله وقائع كثيرة مع المسلمين ثمّ خذله اللّه تعالي وهرب حتّي لحق بأعمال دمشق ثمّ أسلم وقدم مكّة معتمراً ثمّ خرج إلي الشام مجاهداً وشهد اليرموك وشهد بعض حروب الفرس وقتل بنهاوند سنة 21 ه. أقل كلام. علي ( ع ) مع أنّ رسول اللّه ( ص ) نصّ علي المنبر بمحضر جميع قبائل العرب : إن أنصف المتأمل العاقل علم أنه لا نص هناك. شرح إحقاق الحق: 482/2، دلائل الصدق: 316/4.
اجيب بامور:
1 - لم يكن اجماع في البين وقد صرّح جمع من علماء السنّة بأنّ بيعة أبي بكر لم تكن بإجماع من في المدينة فضلاً عن إجماع الأمّة؛ فعلي هذا اختلفوا في أنّ الحكومة تنعقد ببيعة الواحد؟ أوالإثنين؟ أوالخمسة؟ أوبعهد السابق.
وقال الماوردي (ت 450) وأبو يعلي 458) في الأحكام السلطانيّة: اختلف العلماء في عدد من تنعقد به الإمامة منهم علي مذاهب شتّي ، فقالت طائفة : لا تنعقد إلا بجمهور أهل العقد والحلّ من كلّ بلد ، ليكون الرضا به عامّاً ، والتسليم لإمامته إجماعاً، وهذا مذهب مدفوع ببيعة أبي بكر رضي اللّه عنه علي الخلافة باختيار من حضرها ، ولم ينتظر ببيعته قدوم غائب عنها. الأحكام السلطانيّة: 33. لأبي الحسن الماوردي من وجوه فقهاء الشافعيّة. والاحكام السلطانيّة لأبي يعلي محمد بن الحسن الفراء الحنبلي: 117.
وقالت طائفة اخري: أقل من تنعقد به منهم الامامة خمسة، يجتمعون علي عقدها أو يعقدها أحدهم برضا الأربعة استدلالاً بأمرين:
أحدهما: أنّ بيعة أبي بكر انعقدت بخمسة اجتمعوا عليها ثمّ تابعهم الناس فيها وهم: عمر بن الخطّاب، وأبو عبيدة بن الجرّاح، واُسيد بن حضير، وبشير بن سعد، وسالم مولي أبي حذيفة.
والثاني: أنّ عمر (رض) جعل الشوري في ستّة ليعقد لأحدهم برضا الخمسة وهذا قول أكثر الفقهاء والمتكلّمين من أهل البصرة.
وقال آخرون من أهل الكوفة: تنعقد بثلاثة يتولاها أحدهم برضا الإثنين ليكونوا حاكماً وشاهدين، كما يصحّ عقد النكاح بوليّ وشاهدين.
وقال طائفة اخري: تنعقد بواحد؛ لأنّ العباس قال لعلي رضوان اللّه عليهما اُمدد يدك ابايعك فيقول الناس عمّ رسول اللّه(ص) بايع ابن عمّه فلا يختلف عليك اثنان ولأنّه حكم وحكم واحد نافذ. الأحكام السلطانيّة للماوردي: 79.
وقال الجويني المعروف بإمام الحرمين (ت 478) : اعلموا أنّه لا يشترط في عقد الإمامة الإجماع ، بل تنعقد الإمامة وإن لم تجمع الأمّة علي عقدها ، والدليل عليه أنّ الإمامة لمّا عقدت لأبي بكر ابتدر لإمضاء أحكام المسلمين ، ولم يتأن لانتشار الأخبار إلي من نأي من الصحابة في الأقطار ، ولم ينكر منكر . فإذا لم يشترط الإجماع في عقد الإمامة لم يثبت عدد معدود ولا حد محدود ، فالوجه الحكم بأن الإمامة تنعقد بعقد واحد من أهل الحل والعقد. كتاب الإلهيّات: 523/2.
قال عضد الدين الإيجي (ت 756) في المواقف : وإذا ثبت حصول الإمامة بالاختيار والبيعة ، فاعلم أنّ ذلك لا يفتقر إلي الإجماع ، إذ لم يقم عليه دليل من العقل أو السمع ، بل الواحد والإثنان من أهل الحلّ والعقد كاف ، لعلمنا أنّ الصحابة مع صلابتهم في الدين اكتفوا بذلك، كعقد عمر لأبي بكر ، وعقد عبد الرحمن بن عوف لعثمان ، ولم يشترطوا اجتماع من في المدينة فضلاً عن اجتماع الأمّة. هذا ولم ينكر عليه أحد ، وعليه انطوت الأعصار إلي وقتنا هذا. المواقف في علم الكلام ط مصر 1325ه: 8/ 351.
قال الإمام ابن العربي (ت 543): لا يلزم في عقد البيعة للامام أن تكون من جميع الأنام بل يكفي لعقد ذلك إثنان أو واحد. شرح سنن الترمذي: 229/13.
قال القرطبي (ت 671) فإن عقدها واحد من أهل الحلّ والعقد فذلك ثابت ويلزم الغير فعله خلافاً لبعض الناس حيث قال: لا ينعقد إلّا بجماعة من أهل الحلّ والعقد ودليلنا أنّ عمر (رض) عقد البيعة لأبي بكر ولم ينكر أحد من الصحابة ذلك فوجب أن يفتقر إلي عدد يعقدونه كسائر العقود. جامع أحكام القرآن: 269/1، 272.
ونقل أبو يعلي الفرّاء الحنبلي: قول بعضهم إنّها تثبت بالقهر والغلبة ولا يفتقر إلي العقد ومن غلب عليهم بالسيف حتّي صار خليفة، وسميّ أمير المؤمنين، فلا يحلّ لأحد يؤمن باللّه واليوم الآخر أن يبيت ولا يراه إماماً، برّاً كان أو فاجراً، فهو أمير المؤمنين ... وقال: في الإمام يخرج عليه من يطلب الملك فيكون عم هذا قوم ومع هذا قوم (تكون الجمعة مع من غلب) واحتجّ بأنّ ابن عمر صلّي بأهل المدينة في زمن الحرّة وقال: نحن مع من غلب الأحكام السلطانيّة: 117. قال المولي محمد صالح المازندراني: يسندون أصلهم وهو خلافة الأول إلي إجماع ما كان إلا بعض من في المدينة في ذلك الزمان مسندا إلي قياس بصلاة خلفه برضي عنه ( صلي اللّه عليه وآله) وأنه أمر أخروي والإمامة أمر دنيوي فيرضي له أيضا مع أنهم صرحوا في بابها بأنها رياسة عامة في الدين والدنيا مع تجويزهم الصلاة خلف كل فاسق وفاجر ويتركون ما نقلوه من النصوص بسبب ذلك مع نقلهم أن عليا ( عليه السلام ) ما بايع إلا بعد فوت فاطمة ( عليها السلام ) وبالجملة من تفكر فيما قالوا فقط من غير شئ آخر مذكور في طرقنا لجزم إما بجنونهم أو قلة مبالاتهم أو غفلتهم. شرح أصول الكافي ج 12 ص 411.
2 - تخلّف عامّة المهاجرين وجلّ الأنصار عن بيعة أبي بكر قال الزبير بن بكار: وكان عامّة المهاجرين وجلّ الأنصار لا يشكّون أنّ عليّاً هو صاحب الأمر بعد رسول اللّه(ص) . الأخبار الموفّقيات لابن بكار (ت 272): 580، ومثله في تاريخ اليعقوبي: 103/2.
وغضب رجال من المهاجرين في ببيعة أبي بكر منهم علي بن أبي طالب والزبير فدخلا بيت فاطمة ومعهما السلاح لقد اجتمعوا علي أن يبايعوا عليّاً. تاريخ الخميس لديار بكري: 169/2 الرياض النضرة: 218/1 وشرح المعتزلي: 132/1. شرح المعتزلي: 134/1 ابن شحنة بهامش الكامل: 113/11.
وذكر الواقدي أن زيدبن أرقم قال - عقيب بيعة السقيفة لعبد الرحمن بن عوف - : يا ابن عوف ! لولا أن علي بن أبي طالب وغيره من بني هاشم اشتغلوا بدفن النبي ( صلي اللّه عليه وآله وسلم ) وبحزنهم عليه فجلسوا في منازلهم ما طمع فيها من طمع ! !. كتاب الردة للواقدي : 45 ، الفتوح لأحمدبن أعثم الكوفي : 1 / 12.
وفي تاريخ اليعقوبي: وتخلّف عن بيعة أبي بكر قوم من المهاجرين والأنصار ، ومالوا مع علي بن أبي طالب ، منهم : العباس بن عبد المطلب ، والفضل بن العباس ، والزبير بن العوام بن العاص ، وخالد بن سعيد ، والمقداد بن عمرو ، وسلمان الفارسي ، وأبو ذر الغفاري ، وعمار بن ياسر ، والبراء بن عازب ، وأبي بن كعب.تاريخ اليعقوبي: 124/2.
وتخلّف أيضاً: عتبة بن أبي لهب، سعد بن أبي وقاص، سعد بن عبادة، طلحة بن عبيد اللّه، خزيمة بن ثابت، فروة بن محمد، خالد بن سعيد بن العاص، وجماعة من بني هاشم. من حياة عمر بن الخطاب نقلاً عن تاريخ الطبري: 22/2، مروج الذهب: 301/2، شرح المعتزلي: 131/1، العقد الفريد: 256/4، الكامل في التاريخ: 325/2 السيرة الحلبيّة: 356/3، وأسد الغابة: 222/3.
ذكر تخلف عامّة بني هاشم ابن الأثير في أسد الغابة، وفي الكامل في التاريخ. وقال المسعودي : ولم أسد الغابة: 329/3، والكامل في التاريخ: 2/ 325 ، 331. يبايعه أحد من بني هاشم حتي ماتت فاطمة رضي اللّه عنها. وكذا ذكره الحلبي في السيرة الحلبية. مروج الذهب: 301/2. السير الحلبية: 484/3 ، إلّا أنّه ذكر العباس ، وقال : وجمع من بني هاشم.
وقال ابن الأثير: وتخلّف عن بيعته علي وبنو هاشم والزيبر ابن العوام وخالد بن سعيد بن العاص وسعد بن عبادة الانصاري ثم ان الجميع بايعوا بعد موت فاطمة بنت رسول اللّه صلي اللّه عليه وسلم الا سعد بن عبادة فانه لم يبايع أحدا الي ان مات وكانت بيعتهم بعد ستة أشهر علي القول الصحيح وقيل غير ذلك. أسد الغابة: 222/3.
قال الأميني: ولما تم الأمر له ببيعة اثنين فحسب : عمر وأبي عبيدة . أو : ببيعة أربع : هما مع أسيد وبشر . أو بخمسة : هم مع سالم مولي أبي حذيفة كما يأتي تفصيله . ولما تخلف عن بيعته رؤس المهاجرين والأنصار : علي وابناه السبطان . والعباس وبنوه في بني هاشم . وسعد بن عبادة وولده وأسرته . والحباب بن المنذر وتابعوه . والزبير وطلحة . وسلمان . وعمار . وأبو ذر . والمقداد . وخالد بن سعيد . وسعد بن أبي وقاص . وعتبة بن أبي لهب . والبراء بن عازب . وأبي بن كعب . وأبو سفيان بن حرب . وغيرهم. الغدير ج 7 ص 93، عن تاريخ اليعقوبي 2 : 103 ، الرياض النضرة 1 : 167 تأريخ أبي الفدا ج 1 : 156 ، روضة المناظر لابن شحنة هامش الكامل 7 : 164 شرح ابن أبي الحديد 1 : 134 .
اعتراض أبي سفيان علي خلافة أبي بكر:
لما اجتمع المهاجرون علي بيعة أبي بكر ، أقبل أبو سفيان وهو يقول : أما واللّه إني لاري عجاجة لا يطفئها إلا الدم ! يا لعبد مناف ، فيم أبو بكر من أمركم ! اين المستضعفان ؟ أين الاذلان ! يعني عليا والعباس ، ما بال هذا الامر في أقل حي من قريش . ثم قال لعلي : أبسط يدك أبايعك ، فو اللّه إن شئت لاملانها علي أبي فصيل - يعني أبا بكر - خيلاً ورجلاً، فامتنع عليه علي عليه السلام. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 221/1. ط دار الكتب العلميّة بتحقيق محمد أبو الفضل ابراهيم.
اعتراض أبي قحافة لأبي بكر:
قيل لابي قحافة يوم ولي الامر ابنه : قد ولي ابنك الخلافة ، فقرأ ( قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء )، ثم قال : لم ولوه ؟ قالوا : لسنه قال أنا أسن منه. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 221/1. ط دار الكتب العلميّة بتحقيق محمد أبو الفضل ابراهيم.
3 - ارتداد الناس بعد النبي (ص) وما محمد إلّا رسول قد خلت من قبلها الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم علي أعقابكم آل عمران: 144.
ورد في حديث الحوض، كما في صحيح البخاري عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، قال رسول اللّه(ص): تحشرون حفاة عراة إلي أن قال:- ثمّ يؤخذ برجال من أُمّتي فيؤخذ بهم ذات الشمال.
فأقول: ياربّ أصحابي؟ فيقال: إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك!.
فأقول: كما قال العبد الصالح عيسي بن مريم: "وَ كُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهيداً مادُمْتُ فيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَني كُنْتَ اَنْتَ الرَّقيبَ عَلَيْهِمْ وَ اَنْتَ عَلي كُلِّ شَيْ ءٍ شَهيدٍ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَاِنَّهُمْ عِبادُكَ وَ اِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَاِنَّكَ اَنْتَ العَزيزُ الْحَكيمُ quot. المائدة: 117- 119.
قال فيقال لي: إنّهم لم يزالوا مرتدّين علي أعقابهم منذ فارقتهم. صحيح مسلم: 157/7 وراجع أيضاً: صحيح البخاري: 142/4 و110 و 240:5
وفي رواية اُخري: ليردنّ عليّ ناس من أصحابي الحوض، حتّي إذا عرفتهم اختلجوا دوني. فأقول: أصحابي؟ فيقول: لا تدري ماذا أحدثوا بعدك. صحيح البخاري: 207/7 و87/8 وصحيح مسلم: 71/7.
وفي رواية اُخري: بينما أنا قائم فإذا زمرة حتّي إذا عرفتهم، خرج رجل من بيني وبينهم. قال: هلمّ.
قلت: أين؟ قال: إلي النار واللّه.
قلت: وما شأنهم؟ قال: إنّهم ارتدّوا بعدك علي أدبارهم القهقري، فلا أراه يخلص منهم إلّا مثل همل النعم أي القليل. صحيح البخاري: 208/7.
حديث ارتد العرب قاطبة قال ابن كثير: من حديث القاسم وعمرة عن عائشة قالت ، لما قبض رسول اللّه صلي اللّه عليه وسلم ارتدت العرب قاطبة وأشرأبت النفاق. البداية والنهاية: 6 /33.
قال ابن عساكر: عن موسي بن هياج قال لما ولي عمر بن عبد العزيز قال القاسم بن محمد: اليوم تنطق العذراء في خدره،ا سمعت عمتي عائشة تقول: لمّا قبض يعني رسول اللّه ( صلي اللّه عليه وسلم ) ارتدّت العرب قاطبة، وأشرأب النفاق، وصار أصحاب محمد كلّهم معري مطيرة في حفش.
وروي أيضاً عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة قالت قال رسول اللّه ( صلي اللّه عليه وسلم ) قبل وفاته لا يبقي في جزيرة العرب دينان، فلمّا توفّاه اللّه عز وجل، ارتدّ في كل ناحية من جزيرة العرب مرتدون عامّة أو خاصّة وأشرأبت اليهود والنصرانيّة ولحم النفاق بالمدينة وفيما حولها، وكادوا الدين وبقي المسلمون كالغنم المطيرة في الليلة المظلمة السائبة بالأرض المسبعة. تاريخ مدينة دمشق: 314/30.
قال ابن الاثير في النهاية: وفي حديث عائشة "لمّا قبض رسول اللّه صلي اللّه عليه وسلم ارتدت العرب قاطبة" أي: جميعهم ، هكذا يقال نكرة منصوبة غير مضافة ، ونصبها علي المصدر أو الحال. النهاية في غريب الحديث: 79/4.
وهكذا ذكره ابن منظور في لسان العرب، والزبيدي في تاج العروس. لسان العرب: 681/1، تاج العروس: 435/1.
قال القرطبي: وذلك أن النبي صلي اللّه عليه وسلم لما مات ارتدت العرب كلها ، ولم يبق الاسلام إلا بالمدينة ومكّة وجواثا.
فقام أبو بكر يدعو الناس إلي الاسلام ويقاتلهم علي الدخول في الدين كما فعل النبي صلي اللّه عليه وسلم ، فاستحق من هذه الجهة أن يقال في حقه ثاني اثنين. تفسير القرطبي: 147/8.
قال الحموي: ارتدّت العرب كلّها بعد النبي ، صلي اللّه عليه وسلم ، إلا أهل جواثا. معجم البلدان: 2 /17.
قال الشوكاني: عن أنس بن مالك قال: لمّا توفي رسول اللّه صلي اللّه عليه وآله وسلم ارتدت العرب فقال عمر : يا أبا بكر كيف نقاتل العرب ؟ فقال : أبو بكر : إنّما قال رسول اللّه صلي اللّه عليه وآله وسلم : أمرت أن أقاتل الناس حتي يشهدوا أن لا إله إلا اللّه وأني رسول اللّه ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة.
رواه النسائي الحديث، أخرجه أيضاً البيهقي في السنن وإسناده في سنن النسائي ، هكذا أخبرنا محمد بن بشار حدثنا عمرو بن عاصم حدثنا عمران أبو العوام حدثنا معمر عن الزهري عن أنس فذكره ، وكلهم من رجال الصحيح، إلا عمران أبو العوام فإنّه صدوق بهم. نيل الأوطار: 1 /36.
قال النسائي: عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود أن أبا هريرة قال لما توفي رسول اللّه صلي اللّه عليه وسلم وكان أبو بكر بعده وكفر من كفر من العرب. سنن النسائي: 5/6.
قال عبد الرزاق الصنعاني: عن معمّر عن قتادة قال : لما مات رسول اللّه صلي اللّه عليه وسلم ارتدّت العرب إلا ثلاثة مساجد : مسجد الحرام ، ومسجد المدينة ، ومسجد البحرين. المصنّف لعبد الرزاق الصنعاني: 1/ 52 ح 19886.
قال الجصاص: ماروي معمر عن الزهري عن أنس قال لما توفي رسول اللّه صلي اللّه عليه وسلم ارتدت العرب كافة فقال عمر يا أبا بكر أتريد أن تقاتل العرب كافة فقال أبو بكر إنما قال رسول اللّه صلي اللّه عليه وسلم إذا شهدوا أن لا إله إلا اللّه وأن محمدا رسول اللّه وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة منعوني دماءهم وأموالهم واللّه لو منعوني عقالا مما كانوا يعطون إلي رسول اللّه صلي اللّه عليه وسلم لقاتلتهم عليه. أحكام القرآن: 106/3.
راجع: المستدرك: 260/3، الطبقات الكبري: 191/2 و240/4. السنن الكبري للبيهقي: 177/8، تفسير الثعالبي: 395/2.
4 - انتقام قريش وبني أمية من النبي (ص)
ويظهر من بعض ما بقي سالماً من يد المحرفين بأنّ قريشاً كانوا يبغض رسول اللّه أوّلاً وبالذات ويبغض بني هاشم لحمايتهم عنه (ص) كما ورد في مسند أحمد وغيره بأنّه:
دخل العباس علي رسول اللّه (صلي اللّه عليه وآله وسلم )، فقال: يارسول اللّه. إنّا لنخرج فنري قريشاً تحدّث؛ فإذا رأونا سكتوا. فغضب رسول اللّه (صلي اللّه عليه وآله وسلم)، ودرّ عرق بين عينيه. مسند أحمد ج 4 ، ص 164 وج 1،ص 207 ص 208 ،وراجع ص 210 ، وسنن ابن ماجة ج 1 ، ص 50 ،وحياة الصحابة ج 2 ،ص 487 و488 ، ونزل الأبرار:ص 34-35 ، وراجع: تاريخ المدينة ج 2 ،ص 239 و 640 ، ومستدرك الحاكم ج 3 ،ص 333 ،وتلخيصه للذهبي، بهامش نفس الصفحة ، ومنحة المعبودج 2،ص 147 ومجمع الزوائد ج 9 ص 269 والجامع الصحيح للترمذي ج 5 ص 652 ،وصححه، واسد الغابة ج 3 ،ص 110 ، وكنز العمال ج 13 ،ص 90 و88 ج 89 و83 ،وج 16 ،ص 254 و 135 و128 عن عدد من المصادر ونقله بعض الأعلام عن الكامل لابن عدي ج 6 ، ص 1885 ، وعن المصنف لابن أبي شيبة ج 12 ، ص 108 ، وعن المعرفة والتاريخ ج 1، ص 497 و499 . والبحار ج 8 ، ص 151 الطبعة الحجرية.
فالقريش لما لم يتمكنوا من الانتقام من النبي ( صلي اللّه عليه وآله وسلم ) بالذات، انتقموا من أهل بيته لينتقموا منه.
كما قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ): اللهم إني أستعديك علي قريش، فإنهم أضمروا لرسولك ( صلي اللّه عليه وآله وسلم ) ضروباً من الشرّ والغدر، فعجزوا عنها، وحلت بينهم وبينها، فكانت الوجبة بي والدائرة علي، اللّهمّ احفظ حسناً وحسيناً، ولا تمكنّ فجرة قريش منهما ما دمت حيا، فإذا توفيتني فأنت الرقيب عليهم وأنت علي كلّ شئ شهيد. شرح نهج البلاغة 20 / 298.
وقال أيضاً: اللهم إني أستعديك علي قريش ومن أعانهم، فإنهم قطعوا رحمي، وصغروا عظيم منزلتي، وأجمعوا علي منازعتي أمرا هو لي، ثم قالوا: ألا إن في الحق أن تأخذه وفي الحق أن تتركه. نهج البلاغة، الخطبة: 172 .
ألف: أصحاب العقبة الذين أرادوا قتل النبي(ص):
ويؤيّده ما ورد من أنّ عدّة من قريش أرادوا قتل النبي(ص) وإلقاءه من العقبة كما روي السيوطي في الدرّ المنثور: عن عروة قال: رجع رسول اللّه (ص) قافلاً من تبوك إلي المدينة، حتّي إذا كان ببعض الطريق مكر برسول اللّه(ص) ناس من أصحابه فتآمروا أن يطرحوه من عقبة في الطريق إلي أن قال : فقال النبي (ص) لحذيفة: هل عرفت ياحذيفة من هؤلاء الرهط أحداً؟ قال حذيفة: عرفت راحلة فلان وفلان. وقال: كانت ظلمة الليل وغشيتهم وهم متلّثمون.
فقال النبي (ص): هل علمتم ما كان شأنهم وما أرادوا؟ قالوا: لا واللّه يارسول اللّه.
قال: فإنّهم مكروا ليسيروا معي حتّي إذا طلعت في العقبة طرحوني منها.
قالوا: أفلا تأمر بهم يارسول اللّه فنضرب أعناقهم؟
قال: أكره أن يتحدّث الناس ويقولوا: إنّ محمداً وضع يده في أصحابه! فسمّاهم لهما وقال: اكتماهم. الدر المنثور: 259/3. إصدار مكتبة آية اللّه المرعشي بقم.
وفيما رواه ابن كثير: أنّ عمّاراً وحذيفة بن اليمان قالا: يارسول اللّه، أفلا تأمر بقتلهم؟ فقال: "أكره أن يتحدّث الناس أنّ محمداً يقتل أصحابه" تفسير ابن كثير: 322/2 والبداية والنهاية: 24/5. (طبعة دار إحياء التراث العربي). قال ابن حزم: وأمّا حديث حذيفة، فساقط؛ لأنّه من طريق الوليد بن جميع، وهو هالك، ولانراه يعلم من وضع الحديث؛ فإنّه قد روي أخباراً فيها: أنّ أبابكر وعمر وعثمان وطلحة وسعد بن أبي وقّاص أرادوا قتل النبي(ص) ولقاءه من العقبة في تبوك، وهذا هو الكذب الموضوع الذي يطعن اللّه تعالي واضعه فسقط التعلق به والحمد للّه رب العالمين. انتهي كلامه. المحلّي: 224/11. تحقيق أحمد محمد شاكر، ط. دار الجيل ودار الآفاق الجديدة، بيروت. والمحلّي: 160/12 مسألة 2203 ط. دار الفكر، تحقيق: الدكتور عبد الغفّار سليمان البنداري.
ومن الجدير بالذكر أنّ تضعيف ابن حزم لوليد بن جميع مخالف لما جاء في المصادر الرجاليّة لأبناء العامّة من التصريح بتوثيقه.
كما صرّح بوثاقته العجلي وقال ابن سعد: كان ثقة وله أحاديث. وأورده ابن حبّان في الثقات. تاريخ الثقات: 465 رقم 1773. الطبقات: 354/6. كتاب الثقات: 492/5.
وقد نقل الذهبي وابن أبي حاتم عن أبي عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال: قال أبي: ليس به بأس. وعن يحيي بن معين أنّه قال: ثقة وقال أبو حاتم: صالح الحديث. وقال أبو زرعة: لا بأس به وقال الذهبي: وثّقه أبوالجرح والتعديل: 8/9 رقم 34 وتهذيب الكمال: 35/31. نعيم. تاريخ الإسلام: 661/9.
ب: إنّ قريشاً سبب هلاك الناس بعد النبي(ص) :
وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال قال رسول اللّه صلي اللّه عليه وسلم يهلك الناس هذا الحيّ من قريش، قالوا: فما تأمر نا قال لو أنّ الناس اعتزلوهم.
وعن عمر وبن يحيي بن سعيد الأموي، عن جدّه، قال: كنت مع مروان وأبي هريرة فسمعت أبا هريرة يقول: سمعت الصادق المصدوق يقول هلاك أمتي علي يدي غلمة من قريش فقال مروان غلمة قال أبو هريرة إن شئت أن أسمّيهم بني فلان وبني فلان. صحيح البخاري: 177/4، كتاب بدء الخلق، باب علامات النبّوة، وصحيح مسلم: 186/8، كتاب الفتن، باب لا يقوم الساعة حتّي يمرّ الرجل بقبر الرجل...، وأخرجه أحمد في مسنده: 324/2، 288، 299، 520.
روي الحاكم النيشابوري عن عمار بن ابي عمار انه سمع ابا هريرة رضي اللّه عنه يقول سمعت رسول اللّه صلي اللّه عليه وآله يقول هلاك هذه الامة علي يدي اغيلمة من قريش.
ثمّ قال: هذا حديث صحيح علي شرط الشيخين ولم يخرجاه ولهذا الحديث توابع وشواهد عن رسول اللّه صلي اللّه عليه وآله وصحابته الطاهرين والائمة من التابعين. صحيح البخاري: 177/4.
5 - مؤامرة قريش مع علي (ع)
ألف: لا يحبّ قريش عليّاً (ع) لما قتل منهم في بدر و...
سئل الإمام زين العابدين(ع) وابن عبّاس أيضاً: لِمَ أبغضت قريش عليّاً(ع) ؟ قال: لأنّه أورد أوّلهم النار، وقلّد آخرهم العار. المناقب لابن شهرآشوب: 21/3، كشف الغمّة: 319/2، تاريخ مدينة دمشق: 291/42، فيه: عن ابن طاوس، عن أبيه، قال: قلت لعلي بن الحسن بن علي: ما بال قريش لا تحبّ عليّاً ؟ فقال: لأنّه أورد أوّلهم النار وألزم آخرهم العار.
وعن ابن عباس : قال عثمان لعلي (عليه السلام ) : ما ذنبي إذا لم يحبك قريش ، وقد قتلت منهم سبعين رجلا،كأن وجوههم سيوف الذهب. معرفة الصحابة لأبي نعيم الورق 22 مخطوط في مكتبة طوب قبوسراي رقم 1 ص 497، والجمل ص 99 وشرح النهج للمعتزلي ج 9 ، ص 23 .
وبعد أن بايع الناس عليا (عليه السلام) قام أبو الهيثم، وعمار، وأبو أيوب، وسهل بن حنيف، وجماعة معهم ،فدخلوا علي علي (عليه السلام)،فقالوا: يا أمير المؤمنين انظر في أمرك، وعاتب قومك هذا الحي من قريش، فانهم قد نقضوا عهدك، واخلفوا وعدك، ودعونا في السرّ إلي رفضك. شرح النهج لابن أبي الحديد: 39/7، المعيار والموازنة لأبي جعفر الإسكافي: 109.
قال المعتزلي: إن قريشا اجتمعت علي حربه منذ بويع، بغضا له وحسداً، وحقداً عليه؛ فأصفقوا كلهم يداً واحدة علي شقاقه وحربه،كما كانت في ابتداء الإسلام مع رسول اللّه (صلي اللّه عليه وآله وسلم )، لم تخرم حاله من حاله أبداً. شرح النهج: 151/16.
قال عمر بن الخطاب لابن عباس: إنّ عليا لأحقّ الناس بها، ولكن قريشاً لا تحتمله. تاريخ اليعقوبي ج 2 ، ص 158، وقاموس الرجال ج 6 ،ص 36 عنه.
ب: خوف رسول اللّه(ص) عن قومه في أمر خلافة علي(ع)
عنه ( صلي اللّه عليه وآله وسلم): أنه لما أُمر بإبلاغ أمر الإمامة قال : إن قومي قريبو عهد بالجاهلية، وفيهم تنافس وفخر، وما منهم رجل إلا وقد وتره وليّهم، وإني أخاف، فأنزل اللّه : (يا أيّها الرسول بلّغ...). شواهد التنزيل: 191/1.
عن ابن عباس إنّه ( صلي اللّه عليه وآله وسلم ) قال في غدير خم : إن اللّه أرسلني إليكم برسالة وإني ضقت بها ذرعاً، مخافة أن تتّهموني، وتكذّبوني، حتي عاتبني ربي بوعيد أنزله علي بعد وعيد. شواهد التنزيل:193/1.
عن الحسن أيضاً: إنّ اللّه بعثني برسالة؛ فضقت بها ذرعاً، وعرفت: أن الناس مكذّبي، فوعدني لأبلغنّ أوليعذبّني، فأنزل اللّه : (يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل إليك..) الدر المنثور:298/2 عن أبي الشيخ. عن مجاهد ، قال: لمّا نزلت :(بلّغ ما أنزل إليك من ربك ). قال: يارب، إنما أنا واحد كيف أصنع، يجتمع عليّ الناس؟ فنزلت (وإن لم تفعل فما بلغت رسالته). الدر المنثور: 298/2 عن ابن أبي حاتم ، وعبد بن حميد وابن جرير.
عن ابن عباس، وجابر الأنصاري، قالا: أمر اللّه تعالي محمداً (صلي اللّه عليه وآله وسلم ): أن ينصب علياً للناس، فيخبرهم بولايته، فتخوف النبي (صلي اللّه عليه وآله وسلم) أن يقولوا: حابي ابن عمه، وأن يطعنوا في ذلك فأوحي اللّه : (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك...) شواهد التنزيل: 192/1، وروح المعاني: 348/2، (192/6)، مجمع البيان: 223/3 (343)، والغدير:219/1 (430) و223 (437) و377 (660). عن جابر بن عبد اللّه : أن رسول اللّه ( صلي اللّه عليه وآله وسلم ) نزل بخم، فتنحي الناس عنه، ونزل معه علي بن أبي طالب؛ فشقّ علي النبي تأخر الناس؛ فأمر علياً فجمعهم؛ فلمّا اجتمعوا قام فيهم، متوسداً (يد) علي بن أبي طالب، فحمد اللّه، واثني عليه، ثم قال:
أيها الناس، إنه قد كرهت تخلفّكم عنّي حتّي خُيّل إلي: أنه ليس شجرة أبغض إليكم من شجرة تليني.مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي: 25 ح 37، وعمدة الأعيان لابن البطريق ص 107 ح 143، وتفسير الثعلبي سورة المائدة: 67، والغدير: 22/1 (60).
وعن ابن عباس : لما أمر النبي (صلي اللّه عليه وآله وسلم ) أن يقوم بعلي ابن أبي طالب المقام الذي قام به؛ فانطلق النبي (صلي اللّه عليه وآله وسلم) إلي مكة، فقال: رأيت الناس حديثي عهد بكفر- بجاهلية - ومتي أفعل هذا به، يقولوا: صنع هذا بابن عمّه ثم مضي حتي قضي حجة الوداع. تاريخ الخلفاء: 158، وكنز العمال:153/6 (603/11 ح 32916) عن المحاملي في أماليه، الأربعين في فضائل أمير المؤمنين لجمال الدين عطاء اللّه بن فضل اللّه : 40 ح 13، والقرشي في مسند شمس الأخبار: 38 (101/1 باب 7)، عن أمالي المرشد باللّه (ص 145)، الغدير: 52/1 (122) و217 (427) و 660)378).
وعن زيد بن علي،قال : لما جاء جبرائيل بأمر الولاية ضاق النبي (صلي اللّه عليه وآله وسلم ) بذلك ذرعاً، وقال: قومي حديثو عهد بجاهليّة ، فنزلت الآية. الغدير: 1/ 217 (428) عن كشف الغمة: 324/1 .
وفي حديث مناشدة علي (عليه السلام) للناس بحديث الغدير، أيّام عثمان، شهد ابن أرقم، والبراء بن عازب ، وأبو ذر، والمقداد ، أن النبي صلي اللّه عليه وآله وسلم قال، وهو قائم علي المنبر، وعلي (عليه السلام) إلي جنبه:
أيها الناس،إن اللّه عز وجل أمرني أن أنصب لكم إمامكم، والقائم فيكم بعدي، ووصيي، وخليفتي، والذي فرض اللّه عز وجل علي المؤمنين في كتابه طاعته، فقرب بطاعته طاعتي، وأمركم بولايته، وإني راجعت ربّي خشية طعن أهل النفاق، وتكذيبهم، فأوعدني لأبلغها، أو ليعذّبني. فرائد السمطين: 312/1، السمط الأول في الباب الثامن والخمسين، ، والغدير: 338)166/1)، وإكمال الدين: 277/1، والبرهان: 445/1 و444 وسليم بن قيس: 149 (636/2) ، وثمّة بعض الاختلاف في التعبير.
وفي كتاب سليم بن قيس: "إنّ اللّه عز وجل أرسلني برسالة ضاق بهاصدري، وظننت الناس كتاب سليم من الأصول المشهورة المتداولة في العصور القديمة المعتمد عليها عند محدثي الفريقين وحملة التاريخ، كما صرّح به ابن النديم في الفهرست ص 307، والمسعودي في التنبيه والاشراف ص 198، والسبكي في محاسن الرسائل في معرفة الأوائل ونقله عنه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل لقواعد التفضيل: 47/1 ح 41، والإمام الحمويني في فرايد السمطين: 312/1 ح 250، والسيد ابن شهاب الهمداني في مودة القربي المودّة العاشرة، والقندوزي الحنفي في ينابيع المودة: 32 27/1، 114 باب 38. يكذّبوني، وأوعدني . سليم بن قيس: ص 148 (757/2)، والبرهان: 444/1 و445 ،والغدير ج 1 ، ص 196 (395).
ج: قوله (ص) إن تؤمّروا عليّاً ولا أراكم فاعلين قد تنبّأ رسول اللّه (ص) عن عدم تسليم الناس لعلي (ع) كما أخرج أحمد في مسنده عن جعفر يعني الفراء عن اسرائيل عن ابي اسحق عن زيد بن يثيع عن علي رضي اللّه عنه قال قيل يارسول اللّه من يؤمر بعدك قال ان تؤمروا أبا بكر رضي اللّه عنه تجدوه أمينا زاهدا في الدنيا راغبا في الآخرة وان تؤمروا عمر رضي اللّه عنه تجدوه قويا أمينا لا يخاف في اللّه لومة لائم "وان تؤمروا عليا رضي اللّه عنه ولا أراكم فاعلين تجدوه هاديا مهديا يأخذ بكم الطريق المستقيم . مسند أحمد بن حنبل: 109/1، (175/1 ح 861) تاريخ مدينة دمشق: 421/42، وأسد الغابة: 31/4، والإصابة: 468/4، والبداية والنهاية لابن كثير: 397/7، كنز العمال: 799/5، و630/11، عن حم ، حل - عن علي، وحلية الأولياء: 64/1 رقم 4،
وفي رواية ابن حبان: وإن تؤمروا عليّاً ولا أظنّكم فاعلين تجدوه هاديا مهديا يسلك بكم الطريق. كتاب المجروحين: 210/2. وهكذا نقله الذهبي والحاكم الحسكاني ميزان الاعتدال: 363/3. شواهد التنزيل: 82/1. وفي كنز العمال عن فضايل الصحابة لأبي نعيم: "إن تستخلفوا عليّا وما أراكم فاعلين تجدوه هادياً مهديّاً يحملكم علي المحجة البيضاء . كنز العمال: 160/6 (630/11 ح 33072) حلية الألياء: 64/1 رقم 4، وفي فرائد السمطين: 266/1 ح 207، الكفاية ص 67 (163).
د: إخبار النبي(ص) عليّاً(ع) بأنّ الأمّة ستغدر به روي الحاكم عن أبي حفص عمربن أحمد الجمحي بمكّة ثنا علي بن عبد العزيز ثنا عمرو بن عون ثنا هشيم عن اسمعيل بن سالم عن ابي ادريس الاودي عن علي رضي اللّه عنه قال: إنّ ممّا عهد إليّ النبي صلي اللّه عليه وآله أنّ الأمّة ستغدر بي بعده. هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه. المستدرك: 140/3، باب إخبار النبي بقتل علي عليه السلام وصرّح الذهبي أيضاً في تلخيصه بصحّته. راجع: تاريخ بغداد: 216/11 ، البداية والنهاية لابن كثير: 218/6، بمصر، مجمع الزوائد للهيثمي: 137/9، تاريخ مدينة دمشق: 448/42، تذكرة الحفّاظ: 995/3، ميزان الاعتدال: 1/ 371، البداية والنهاية: 360/7.
قال الذهبي في ترجمة ثعلبة بن يزيد الحماني: صاحب شرطة علي ، شيعي غال . قال البخاري . في حديثه نظر . روي قال النبي صلي اللّه عليه وسلم لعلي : إن الامة ستغدر بك . وعنه حبيب بن أبي ثابت ، لا يتابع عليه . وقال النسائي : ثقة . وقال ابن عدي : لم أر له حديثا منكراً. ميزان الاعتدال: 371/1
رواه الحاكم قائلاً: صحيح. المستدرك: 142/3.
ه: ضغائن في صدور قوم يبدونها بعد رسول اللّه(ص) :
عن علي(ع)... قلت: يا رسول اللّه ما يبكيك قال ضغائن في صدور اقوام لا يبدونها لك إلّا من بعدي قال: قلت: يا رسول اللّه في سلامة من ديني؟ قال: في سلامة من دينك.
قال الهيثمي: رواه أبو يعلي والبزار وفيه الفضل بن عميرة وثقه ابن حبان وضعفه غيره ، وبقية رجاله ثقات.مجمع الزوائد:118/9 وهكذا في مسند أبي يعلي: 426/1، المعجم الكبير للطبراني: 60/11، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 107/4، كنز العمال: 1/ 176، الكامل لعبداللّه بن عدي: 173/7، تاريخ بغداد: 394/12، تاريخ مدينة دمشق: 322/42، تاريخ مدينة دمشق: 323/42، تاريخ مدينة دمشق: 324/42، تاريخ مدينة دمشق: 324/42 ميزان الاعتدال: 480/4،المناقب للخوارزمي: 65، فضائل الصحابة لابن حنبل: 651/2 - ح 1109. وقد ذكر المحقّق الطهراني كتاباً المسمّي ب"ضغائن في صدور قوم" للشيخ الأقدم أبي أحمد عبد العزيز بن يحيي الجلودي شيخ، أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه. الذريعة: 118/15.
ونفس السند موجود في المستدرك وقد صحّحه الحاكم والذهبي، فيكون سنده صحيحاً، لكن اللفظ المستدرك علي الصحيحين: 139/3. في المستدرك مختصر وذيله غير مذكور، واللّه أعلم ممن هذا التصرف، هل من الحاكم أو من الناسخين أو من الناشرين ؟ و: لم يرو من الضغائن والغدر إلا القليل وهذا المطلب مهم جدا، فالغدر الذي كان، والضغائن التي بدت - التي سبق وأن أخبر عنها رسول اللّه - لم يرو منها في الكتب إلا القليل، والسبب واضح، لأنهم منعوا من تدوين الحديث، وعندما دون، فقد دون علي يد بني أمية وفي عهدهم، وهذا حال السنة، أي السنة عند أهل السنة .
ثم إن من كان عنده شئ من تلك الأمور التي أشار إليها رسول اللّه ( صلي اللّه عليه وآله وسلم ) لم يروه، وإذا رواه لم ينقلوه ولم يكتبوه ومنعوا من نشره، ومن نقله إلي الآخرين، حتي أن من كان عنده كتاب فيه شئ من تلك القضايا، أخذوه منه، أو أخفاه ولم يظهره لأحد، أذكر لكم موارد من هذا القبيل:
قال ابن عدي في ترجمة عبد الرزاق بن همام الصنعاني [شيخ البخاري ]: ولعبد الرزاق بن همام أصناف حديث كثير، وقد رحل إليه ثقات المسلمين وأئمتهم وكتبوا عنه، ولم يروا بحديثه بأساً، إلّا أنّهم نسبوه إلي التشيّع، وقد روي أحاديث في الفضائل ممّا لا يوافقه عليها أحد من الثقات، فهذا أعظم ما رموه به من روايته لهذه الأحاديث، ولمّا رواه في مثالب غيرهم مما لم أذكره في كتابي هذا، وأما في باب الصدق فأرجو أنّه لا بأس به، إلّا أنّه قد سبق عنه أحاديث في فضائل أهل البيت ومثالب آخرين مناكير. الكامل في الضعفاء: 545/6.
وقال بترجمة عبد الرحمن بن يوسف بن خراش: سمعت عبدان يقول: وحمل ابن خراش إلي بندار جزئين صنّفهما في مثالب الشيخين، فأجازه بألفي درهم فبني بذلك حجرة ببغداد ليحدث فيها فما متع بها فمات حين فرغ منها... فأما الحديث، فأرجو أنّه لا يتعمّد الكذب. الكامل في الضعفاء 519/5.
فأين هذا الكتاب الذي هو في جزئين ؟ فالرجل ليس بكاذب، ولكنّ الذهبي ينقل هذا المطلب: ويتهجّم علي ابن خراش، ويشتمه ويسبّه سبّ الذين كفروا. سير أعلام النبلاء 509/13، تذكرة الحفاظ 684/2، ميزان الاعتدال 600/2.
ولا يتوهمنّ أحد أنّ ابن خراش من الشيعة، لأنّ هذا الرجل من كبار علماء القوم في الجرح والتعديل، ويعتمدون علي آرائه في ردّ الراوي أو قبوله، كما يقول ابن حجر بترجمة عبد اللّه بن شقيق: قال ابن خراش: كان - عبد اللّه بن شقيق - ثقة وكان عثمانيّاً يبغض عليّاً. تهذيب التهذيب 223/5 .
فابن خراش ليس بشيعيّ، لأنّه يوثق هذا الرجل مع تصريحه بأنّه كان عثمانيّاً يبغض عليّاً. lt5
قال عمر لابن عباس وهو يتحدث عن سبب صرف الأمر عن علي(ع) : واللّه، ما فعلنا الذي فعلنا معه عن عداوة، ولكن استصغرناه، وخشينا أن لا يجتمع عليه العرب، وقريش؛ لما قد وترها. قال : فأردت أن أقول : كان رسول اللّه صلي اللّه عليه وسلم يبعثه فينطح كبشها فلم يستصغره ، أفتستصغره أنت وصاحبك ؟ فقال : لا جرم ، فكيف تري ؟ واللّه ما نقطع أمرا دونه ، ولا نعمل شيئا حتي نستأذنه. الغدير ج 1 ، ص 389 عن محاضرات الراغب: 213/7.
قال عمر : يا بن عباس أما واللّه إن صاحبك هذا لأولي الناس بالأمر بعد رسول اللّه صلي اللّه عليه وسلم إلا أنا خفناه علي اثنين - إلي أن قال ابن عباس - : فقلت : وما هما يا أمير المؤمنين ؟ قال : خفناه علي حداثة سنه ، وحبه بني عبد المطلب، السقيفة وفدك للجوهري المتوفي 323: 54 وشرح المعتزلي: 57/2.
وفي موضع آخر: كرهناه علي حداثة السن وحبه بني عبد المطلب. شرح نهج البلاغة: 82/12.
جواب ابن أبي الحديد في عدم البيعة الناس عليّا(ع)
قال ابن أبي الحديد: وروي أبو بكر الأنباري في أماليه أنّ عليّاً عليه السلام جلس إلي عمر في المسجد ، وعنده ناس ، فلما قام عرض واحد بذكره ، ونسبه إلي التيه والعجب.
فقال عمر : حق لمثله أن يتيه ! واللّه لو لا سيفه لما قام عمود الاسلام ، وهو بعد أقضي الامة وذو سابقتها وذو شرفها ، فقال له ذلك القائل : فما منعكم يا أمير المؤمنين عنه ؟ قال : كرهناه علي حداثة السن وحبه بني عبد المطلب .
قلت سألت النقيب أبا جعفر يحيي بن محمد بن أبي زيد وقد قرأت عليه هذه الاخبار - فقلت له : ما أراها إلّا تكاد تكون دالة علي النص ، ولكني أستبعد أن يجتمع الصحابة علي دفع نص رسول اللّه صلي اللّه عليه وآله علي شخص بعينه كما استبعدنا من الصحابة علي رد نصّه علي الكعبة وشهر رمضان وغيرهما من معالم الدين.
فقال لي رحمه اللّه : أبيت إلا ميلاً إلي المعتزلة ! ثمّ قال : إن القوم لم يكونوا يذهبون في الخلافة إلي أنها من معالم الدين وأنها جارية مجري العبادات الشرعيّة ، كالصلاة والصوم ، ولكنهم كانوا يجرونها مجري الامور الدنيوية ويذهبون لهذا مثل تأمير الامراء وتدبير الحروب وسياسة الرعية وما كانوا يبالون في أمثال هذا من مخالفة نصوصه صلي اللّه عليه وآله إذا رأوا المصلحة في غيرها. شرح نهج البلاغة: 82/12.
إلي أن قال: وعملوا بمقتضي ما يغلب في ظنونهم من المصلحة ولم يقفوا مع موارد النصوص ، حتي اقتدي بهم الفقهاء من بعد ، فرجح كثير منهم القياس علي النص ، حتي استحالت الشريعة وصار أصحاب القياس أصحاب شريعة جديدة. شرح نهج البلاغة: 84/12.
والقوم الذين كانوا قد غلب علي ظنونهم أن العرب لا تطيع عليا عليه السلام ، فبعضها للحسد ، وبعضها للوتر والثأر وبعضها لاستحداثهم سنة ، وبعضها لاستطالته عليهم ورفعه عنهم ، ، وبعضها كراهة اجتماع النبوة والخلافة في بيت واحد وبعضها للخوف من شدة وطأته وشدته في دين اللّه وبعضها خوفا لرجاء تداول قبائل العرب الخلافة إذا لم يقتصر بها علي بيت مخصوص عليه فيكون رجاء كل حي لوصولهم إليها ثابتا مستمرا ، وبعضها يبغضه ، لبغضهم من قرابته لرسول اللّه صلي اللّه وآله - وهم المنافقون من الناس ، ومن في قلبه زيغ من أمر النبوة فأصفق الكل إصفاقا واحدا علي صرف الامر عنه لغيره. شرح نهج البلاغة: 84/12.
إلي أن قال: قال رحمه اللّه : وسكت الناس عن الانكار ، فإنهم كانوا متفرقين.
فمنهم: من هو مبغض شانئ لعلي عليه السلام ، فالذي تمّ من صرف الأمر عنه هو قرة عينه ، وبرد فؤاده.
ومنهم: ذو الدين وصحّة اليقين ، إلا أنّه لما رأي كبراء الصحابة قد اتفقوا علي صرف الأمر عنه ، ظنّ أنّهم إنّما فعلوا ذلك لنص سمعوه من رسول اللّه صلي اللّه عليه وآله ينسخ ما قد كان سمعه من النص علي أمير المؤمنين عليه السلام...
وقالوا : هؤلاء أعرف بأغراض رسول اللّه صلي اللّه عليه وآله من كل أحد فأمسكوا وكفّوا عن الإنكار.
ومنهم: فرقة أخري - وهم الأكثرون - أعراب وجفاة ، وطغام أتباع كل ناعق ، يميلون مع كلّ ريح ، فهؤلاء مقلّدون لا يسألون ولا ينكرون ، ولا يبحثون ، وهم مع أمرائهم وولاتهم ، لو أسقطوا عنهم الصلاة الواجبة لتركوها ، فلذلك امحق النص وخفي ودرس ، وقويت كلمة العاقدين لبيعة أبي بكر.
وقواها زيادة علي ذلك اشتغال علي وبني هاشم برسول اللّه صلي اللّه عليه وآله وإغلاق ، بابهم عليهم وتخليتهم الناس يعملون ما شاءوا وأحبوا من غير مشاركة لهم فيما هم فيه.
لكنّهم أرادوا استدراك ذلك بعد ما فات ، وهيهات الفائت لا رجعة له ! . وأراد علي عليه السلام بعد ذلك نقض البيعة فلم يتم له ذلك وكانت العرب لا تري الغدر ، ولا تنقض البيعة صوابا كانت أو خطأ وقد قالت له الانصار وغيرها : أيها الرجل لو دعوتنا إلي نفسك قبل البيعة لما عدلنا بك أحدا ولكنا قد بايعنا فكيف السبيل إلي نقض البيعة بعد وقوعها ! . شرح نهج البلاغة: 86/12.