السؤال: شكري نجاد
الجواب:
توجد روايات متعددة فی مصادر الشيعه و السنة تثبت ان عائشة عند دفن سبط الاكبر الامام المجتبي عليه السلام منعت عن دفنه و لم تأذن بدفنه قریبا من جده رسول الله صلي الله عليه وآله .
الروايات فی مصادر الشيعة فی هذا المجال متعددة فلنکتفی بروایة عن کتاب الكافي بدون ذکر ملاحظة فی نصه .
3 وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ سَهْلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ هَارُونَ بْنِ الْجَهْمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام يَقُولُ لَمَّا احْتُضِرَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عليهما السلام قَالَ لِلْحُسَيْنِ يَا أَخِي إِنِّي أُوصِيكَ بِوَصِيَّةٍ فَاحْفَظْهَا فَإِذَا أَنَا مِتُّ فَهَيِّئْنِي ثُمَّ وَجِّهْنِي إِلَي رَسُولِ اللَّهِ صلي الله عليه وآله لِأُحْدِثَ بِهِ عَهْداً ثُمَّ اصْرِفْنِي إِلَي أُمِّي فَاطِمَةَ عليها السلام ثُمَّ رُدَّنِي فَادْفِنِّي بِالْبَقِيعِ وَاعْلَمْ أَنَّهُ سَيُصِيبُنِي مِنَ الْحُمَيْرَاءِ مَا يَعْلَمُ النَّاسُ مِنْ صَنِيعِهَا وَعَدَاوَتِهَا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ صلي الله عليه وآله وَعَدَاوَتِهَا لَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ.
فَلَمَّا قُبِضَ الْحَسَنُ عليه السلام وَوُضِعَ عَلَي سَرِيرِهِ فَانْطَلَقُوا بِهِ إِلَي مُصَلَّي رَسُولِ اللَّهِ صلي الله عليه وآله الَّذِي كَانَ يُصَلِّي فِيهِ عَلَي الْجَنَائِزِ فَصَلَّي عَلَي الْحَسَنِ عليه السلام فَلَمَّا أَنْ صَلَّي عَلَيْهِ حُمِلَ فَأُدْخِلَ الْمَسْجِدَ.
فَلَمَّا أُوقِفَ عَلَي قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلي الله عليه وآله بَلَغَ عَائِشَةَ الْخَبَرُ وَقِيلَ لَهَا إِنَّهُمْ قَدْ أَقْبَلُوا بِالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ لِيُدْفَنَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ فَخَرَجَتْ مُبَادِرَةً عَلَي بَغْلٍ بِسَرْجٍ فَكَانَتْ أَوَّلَ امْرَأَةٍ رَكِبَتْ فِي الْإِسْلَامِ سَرْجاً فَوَقَفَتْ وَقَالَتْ نَحُّوا ابْنَكُمْ عَنْ بَيْتِي فَإِنَّهُ لَا يُدْفَنُ فِيهِ شَيْ ءٌ وَلَا يُهْتَكُ عَلَي رَسُولِ اللَّهِ حِجَابُهُ.
فَقَالَ لَهَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا قَدِيماً هَتَكْتِ أَنْتِ وَأَبُوكِ حِجَابَ رَسُولِ اللَّهِ وَأَدْخَلْتِ بَيْتَهُ مَنْ لَا يُحِبُّ رَسُولُ اللَّهِ قُرْبَهُ وَإِنَّ اللَّهَ سَائِلُكِ عَنْ ذَلِكِ يَا عَائِشَةُ إِنَّ أَخِي أَمَرَنِي أَنْ أُقَرِّبَهُ مِنْ أَبِيهِ رَسُولِ اللَّهِ صلي الله عليه وآله لِيُحْدِثَ بِهِ عَهْداً وَاعْلَمِي أَنَّ أَخِي أَعْلَمُ النَّاسِ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَعْلَمُ بِتَأْوِيلِ كِتَابِهِ مِنْ أَنْ يَهْتِكَ عَلَي رَسُولِ اللَّهِ سِتْرَهُ لِأَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَي يَقُولُ: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ» وَقَدْ أَدْخَلْتِ أَنْتِ بَيْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلي الله عليه وآله الرِّجَالَ بِغَيْرِ إِذْنِهِ وَقَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ» وَلَعَمْرِي لَقَدْ ضَرَبْتِ أَنْتِ لِأَبِيكِ وَفَارُوقِهِ عِنْدَ أُذُنِ رَسُولِ اللَّهِ صلي الله عليه وآله الْمَعَاوِلَ وَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ «إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوي» وَلَعَمْرِي لَقَدْ أَدْخَلَ أَبُوكِ وَفَارُوقُهُ عَلَي رَسُولِ اللَّهِ صلي الله عليه وآله بِقُرْبِهِمَا مِنْهُ الْأَذَي وَمَا رَعَيَا مِنْ حَقِّهِ مَا أَمَرَهُمَا اللَّهُ بِهِ عَلَي لِسَانِ رَسُولِ اللَّهِ صلي الله عليه وآله إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَمْوَاتاً مَا حَرَّمَ مِنْهُمْ أَحْيَاءً وَتَاللَّهِ يَا عَائِشَةُ لَوْ كَانَ هَذَا الَّذِي كَرِهْتِيهِ مِنْ دَفْنِ الْحَسَنِ عِنْدَ أَبِيهِ رَسُولِ اللَّهِ صلي الله عليه وآله جَائِزاً فِيمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ اللَّهِ لَعَلِمْتِ أَنَّهُ سَيُدْفَنُ وَإِنْ رَغِمَ مَعْطِسُكِ.
قَالَ ثُمَّ تَكَلَّمَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَنَفِيَّةِ وَقَالَ يَا عَائِشَةُ يَوْماً عَلَي بَغْلٍ وَيَوْماً عَلَي جَمَلٍ فَمَا تَمْلِكِينَ نَفْسَكِ وَلَا تَمْلِكِينَ الْأَرْضَ عَدَاوَةً لِبَنِي هَاشِمٍ.
قَالَ فَأَقْبَلَتْ عَلَيْهِ فَقَالَتْ يَا ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ هَؤُلَاءِ الْفَوَاطِمُ يَتَكَلَّمُونَ فَمَا كَلَامُكَ؟
فَقَالَ لَهَا الْحُسَيْنُ عليه السلام وَأَنَّي تُبْعِدِينَ مُحَمَّداً مِنَ الْفَوَاطِمِ فَوَ اللَّهِ لَقَدْ وَلَدَتْهُ ثَلَاثُ فَوَاطِمَ ؛ فَاطِمَةُ بِنْتُ عِمْرَانَ بْنِ عَائِذِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَخْزُومٍ وَفَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدِ بْنِ هَاشِمٍ وَفَاطِمَةُ بِنْتُ زَائِدَةَ بْنِ الْأَصَمِّ ابْنِ رَوَاحَةَ بْنِ حُجْرِ بْنِ عَبْدِ مَعِيصِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ فَقَالَتْ عَائِشَةُ لِلْحُسَيْنِ عليه السلام نَحُّوا ابْنَكُمْ وَاذْهَبُوا بِهِ فَإِنَّكُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ قَالَ فَمَضَي الْحُسَيْنُ عليه السلام إِلَي قَبْرِ أُمِّهِ ثُمَّ أَخْرَجَهُ فَدَفَنَهُ بِالْبَقِيع .
الكليني الرازي، أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق (المتوفی328 هـ)، الأصول من الكافي، ج 1، ص303، الناشر: اسلامية ، طهران ، الطبعة الثانية،1362 هـ.ش.
نقلوا علماء اهل السنة ایضا ان عائشة رکبت بغلة و لم تأذن بدفن الامام المجتبي عليه السلام قریبا من جده محمد صلي الله عليه وآله .
ابن عبد البر القرطبي، العالم الشهیر لأهل السنة فی كتاب بهجة المجالس یقول :
لما مات الحسن أرادوا أن يدفنوه في بيت رسول الله صلي الله عليه وسلم، فأبت ذلك عائشة وركبت بغلة وجمعت الناس، فقال لها ابن عباس: كأنك أردت أن يقال: يوم البغلة كما قيل يوم الجمل؟!.
ابن عبد البر النمري القرطبي المالكي، ابوعمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر (المتوفی463هـ)، بهجة المجالس وأنس المجالس، الجزء الأول من قسم الأول، ص100، باب من الأجوبة المسكتة وحسن البديهة، تحقيق: محمد مرسي الخوئي، ناشر: دار الكتب العلمية ـ بيروت، الطبعة: الثانية، 1981م.
البلاذري فی کتاب انساب الأشراف و إبن أبي الحديد فی شرح نهج البلاغه یقولا هکذا :
وتوفي فلما أرادوا دفنه أبي ذلك مروان وقال: لا، يدفن عثمان في حش كوكب ويدفن الحسن ههنا. فاجتمع بنو هاشم وبنو أمية فأعان هؤلاء قوم وهؤلاء قوم، وجاؤوا بالسلاح فقال أبو هريرة لمروان: يا مروان أتمنع الحسن أن يدفن في هذا الموضع وقد سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول له ولأخيه حسين: هما سيدا شباب أهل الجنة. فقال مروان: دعنا عنك، لقد ضاع حديث رسول الله ان كان لا يحفظه غيرك وغير أبي سعيد الخدري إنما أسلمت أيام خيبر، قال: صدقت، أسلمت أيام خيبر، إنما لزمت رسول الله صلي الله عليه وسلم فلم أكن أفارقه، وكنت أسأله وعنيت بذلك حتي علمت وعرفت من أحب ومن أبغض ومن قرب ومن أبعد، ومن أقر ومن نفي، ومن دعا له ومن لعنه.
فلما رأت عائشة السلاح والرجال، وخافت أن يعظم الشر بينهم وتسفك الدماء قالت: البيت بيتي ولا آذن أن يدفن فيه أحد.
البلاذري، أحمد بن يحيي بن جابر (المتوفی279هـ)، أنساب الأشراف، ج1، ص389، طبق برنامه الجامع الكبير.
إبن أبي الحديد المدائني المعتزلي، ابوحامد عز الدين بن هبة الله بن محمد بن محمد (المتوفی655 هـ)، شرح نهج البلاغة، ج16، ص8، تحقيق محمد عبد الكريم النمري، ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان، الطبعة: الأولي، 1418هـ - 1998م.
اليعقوبي یقول فی تأريخه هکذا :
وقيل أن عائشة ركبت بغلة شهباء وقالت بيتي لا آذن فيه لأحد فأتاها القاسم بن محمد بن أبي بكر فقال لها يا عمة ما غسلنا رؤوسنا من يوم الجمل الأحمر أتريدين أن يقال يوم البغلة الشهباء فرجعت
اليعقوبي، أحمد بن أبي يعقوب بن جعفر بن وهب بن واضح (المتوفی292هـ)، تاريخ اليعقوبي، ج2، ص225، ناشر: دار صادر - بيروت.
ابوالفداء یقول فی تأريخه هکذا :
وكان الحسن قد أوصي أن يدفن عند جده رسول الله صلي الله عليه وسلم، فلما توفي أرادوا ذلك، وكان علي المدينة مروان بن الحكم من قبل معاوية، فمنع من ذلك، وكاد يقع بين بني أمية وبين بني هاشم بسبب ذلك فتنة، فقالت عائشة رضي الله عنها: البيت بيتي ولا آذن أن يدفن فيه، فدفن بالبقيع، ولما بلغ معاوية موت الحسن خر ساجداً.
أبو الفداء عماد الدين إسماعيل بن علي (المتوفی732هـ)، المختصر في أخبار البشر، ج1، ص127، طبق برنامه الجامع الكبير.
النتيجة:
طبقا للاسانید التی مضت ، ان عائشة منعت عن دفن الامام المجتبي عليه السلام فی بیت جده النبی ص ، بناء علی هذا تطرح اسئلة :
لماذا منعت عائشة عن دفن الامام المجتبي عليه السلام فی جنب جده رسول الله صلي الله عليه وآله ؟
هل عائشة ملکت بیت رسول الله ص ؟ من الذی اعطاها هذا البیت ؟ لو کان میراثا من النبی صلي الله عليه وآله لماذا لم ترثه ابنته فاطمة س و حرمت منه ؟ لو کان من بیت المال و لعموم المسلمین لماذا لم تأذن بدفن الامام المجتبی ع؟
لماذا أذنت بدفن ابی بکر و عمر؟
و....
و نرجوا ان علماء اهل السنة یجیبون عن هذه الاسئلة .
و من الله التوفیق