2024 March 19 - 09 رمضان 1445
البکاء علی الإمام الحسین علیه السلام فی سیرة المعصومین علیهم اسلام
رقم المطلب: ٢٤٢ تاریخ النشر: ٠٦ محرم ١٤٤٠ - ١١:٠٩ عدد المشاهدة: 5724
المقالات » عام
جدید
البکاء علی الإمام الحسین علیه السلام فی سیرة المعصومین علیهم اسلام

المقدمة

إن المعتقدات الشيعية، تتعرض دائما للهجوم من قبل الأعداء والمخالفين، و بطبيعة الحال تشتدّ هذه الهجمات بمرافقة الکذب و التزوير و تشويه الحقيقة، في بعض الأزمنة، و من جملة هذه العقائد التی تتعرض دائما لهجوم المخالفين و النواصب، هی مسألة إقامة العزاء والبکاء فی ايام المحرم لسيد الشهداء أبی عبدالله الحسين عليه السلام التي هي من العقائد المسلمة و الواضحة لدی الشيعة.  

و إن کانت هذه العقيدة دائما محل هجوم المخالفين و أعداء أهل البيت عليهم السلام، إلا أنه في هذه الأيام، تتکاثف هذه الهجمات أکثر و أکثر، کي يتمکنوا أن يشککوا الناس و الشباب بهذا التشويه و في النتيجة يسببوا ابتعادهم عن أهل البيت عليهم السلام.

 

من الشبهات التي يطرحها أعداء أهل البيت عليهم السلام في هذه الأيام، قولهم إن إقامة العزاء والبکاء لأبی عبدالله الحسين عليه السلام، ليست من ثقافة الائمة المعصومين عليهم السلام، أو بعبارة أخری : لو کان العزاء جائزا و مشروعا فلماذا لم يکن رائجا فی زمن المعصومين عليهم السلام ولم ينقل إلينا عنهم ذلك ؟

 

هذه السؤالات و الشبهات التي يطرحها المخالفون، لم تکن ناشئة إلا من جهل أو عناد؛ لأن  ثقافة العزاء کانت رائجة فی زمن الائمة عليهم السلام، ثابتة في رواياتهم، و کتب الشيعة الروائية ملئت بهذه الروايات ، حتی يمکن القول بأن لها حکم المتواتر المعنوي بل حتی  فاقت حد التواتر، و قد ثبت عند أهل العلم أن  المتواتر  غني عن ملاحظة الأسناد،  

ثم لايخفی، أن البکاء وإقامة العزاء للامام الحسين عليه السلام لا يختص فيما بعد  شهادته  عليه السلام، بل روي ذلک حتي قبل شهادته عليه السلام، بروايات کثيرة عن أهل البيت عليهم السلام، فهذه المسألة لا تدل علی أن إقامة العزاء للإمام عليه السلام کانت رائجة فی زمن المعصومين عليهم السلام وحسب، بل تحکي عن أهمية و ضرورة إقامة المأتم لأبی عبدالله الحسين عليه السلام إيضا.

ردا علی الشبهة المذکورة، سنسرد في هذه السطور روايات إقامة العزاء للإمام الحسين عليه السلام، بالترتيب عن رسول الله (صلی الله عليه واله وسلم) حتی الإمام الحجة (عجل الله تعالی فرجه الشريف) مشيرين   الی أن هذه الروايات ليست علی نمط ومستوی واحد، فإنها تختلف فی العدد والدلالة بملاحظة الأوضاع المختلفة التي عاشها الأئمة عليهم السلام، فقد روي عن بعضهم سلام الله عليهم روايات كثيرة في هذا الباب، و عن بعضهم سلام الله عليهم أقل وعن بعضهم سلام الله عليهم لم يصل إلينا شيء في هذا المجال، إلا أنه في الجملة يثبت تواتر هذه الروايات و بوضوح بالنظر إلی کثافة الطرق.

 

بکاء النبي صلی الله علیه واله وسلم علی الإمام الحسین علیه السلام 

نقلت روايات کثيرة في کتب الشيعة عن رسول الله صلي الله عليه واله وسلم، في مجال البکاء علی الإمام الحسين  قبل شهادته عليه السلام.

منها تذکر أن رسول الله صلی الله علیه واله وسلم، کان يذکر مقتل الحسين عليه السلام للناس و أهل بيته عليهم السلام حتی يضج هولاء بالبکاء و النحيب، و منها تبين أن النبي صلی الله علیه واله وسلم، بکی لمصاب أبی عبدالله الحسين عليه السلام.

 

 

ذکر النبی صلوات الله علیه واله وسلم مقتل الحسین علیه السلام وبکاء الناس

 قال رواة الحديث. فلما أتت على الحسين عليه السلام من مولده سنة كاملة هبط على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم إثنى عشر ملكا أحد هم على صورة الأسد، والثانى على صورة الثور، والثالث على صورة التنين، والرابع على صورة ولد آدم، والثمانية الباقون على صور شتى محمرة وجوههم باكية عيونهم قد نشروا أجنحتهم وهم يقولون، يا محمد صلى الله عليه واله وسلم سينزل بولدك الحسين عليه السلام ابن فاطمة ما نزل بهابيل من قابيل وسيعطي مثل أجر هابيل ويحمل على قاتله مثل وزر قابيل ولم يبق في السموات ملك مقرب إلا ونزل إلى النبي صلى الله عليه واله وسلم كل يقرئه السلام ويعزيه في الحسين عليه السلام ويخبره بثواب ما يعطى ويعرض عليه تربته والنبى صلى الله عليه واله وسلم يقول: اللهم اخذل من خدله واقتل من قتله ولا تمتعه بما طلبه. قال فلما أتى على الحسين عليه السلام من مولده سنتان خرج النبي صلى الله عليه واله وسلم في سفر له فوقف في بعض الطريق وإسترجع ودمعت عيناه فسئل عن ذلك. فقال: هذا جبرائيل عليه السلام يخبرني عن أرض بشط الفرات يقال لها كربلاء يقتل عليها ولدي الحسين ابن فاطمة عليه السلام فقيل له: من يقتله يا رسول الله؟ فقال: رجل إسمهه يزيد لعنه الله وكأني أنظر إلى مصرعه ومدفنه،ثم رجع من سفره ذلك مغموما فصعد المنبر فخطب ووعظ والحسن والحسين عليهما السلام بين يديه فلما فرغ من خطبته وضع يده اليمنى على رأس الحسن ويده اليسرى على رأس الحسين، ثم رفع رأسه إلى السماء وقال:(اللهم إن محمدا عبدك ونبيك وهذان أطائب عترتي وخيار ذريتي. وأرومتى ومن أخلفهما في امتى وقد اخبرني جبرائيل عليه السلام أن ولدي هذا مقتول مخذول. اللهم فبارك له في قتله واجعله من سادات الشهداء اللهم ولا تبارك في قاتله وخاذله.) قال: فضج الناس في المسجد بالبكاء والنحيب، فقال النبي صلى الله عليه واله وسلم أتبكونه ولا  تنصرونه ثم رجع صلى الله عليه واله وسلم وهو متغير اللون محمر الوجه فخطب خطبة اخرى موجزة وعينا تنهملان دموعا

 

  السيد ابن طاووس الوفاة: 664، اللهوف في قتلى الطفوف ج1ص13، الناشر: أنوار الهدى، قم، ايران

رسول الله صلی الله علیه واله وسلم  یبکي  شدیدا علی مسلم بن عقیل عليه  السلام 

حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس(رحمه الله)، قال: حدثنا أبي، عن جعفر بن محمد بن مالك، قال حدثني محمد بن الحسين بن زيد، قال: حدثنا أبو أحمد محمد بن زياد، قال: حدثنا زياد بن المنذر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال علي(عليه السلام) لرسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): يا رسول الله، إنك لتحب عقيلا؟قال إي والله إني لأحبه حبين: حبا له، وحبا لحب أبي طالب له، وإن ولده لمقتول في محبة ولدك، فتدمع عليه عيون المؤمنين، وتصلي عليه الملائكة المقربون. ثم بكى رسول الله(صلى الله عليه وآله) حتى جرت دموعه على صدره، ثم قال: إلى الله أشكو ما تلقى عترتي من بعدي

 الشيخ الصدوق، الوفاة: 381  الامالي،  ج: 1  ص: 191، الطبعة، الناشر: تحقيق قسم الدراسات الاسلامية، مؤسسة البعثة، قم، 1417 ه‌. ق

بکاء رسول الله صلی الله علیه واله وسلم  علی الإمام الحسین عليه  السلام حین سمع خبرشهادته من جبرئیل عليه السلام :

 

حدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن أبي سعيد القماط، عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبد الله(عليه السلام)، قال: بينما رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) في منزل فاطمة والحسين في حجره، إذ بكى وخر ساجدا، ثم قال: يا فاطمة يا بنت محمد ان العلي الاعلى تراءى لي في بيتك هذا في ساعتي هذه في أحسن صورة وأهيا هيئة، فقال لي: يا محمد أتحب الحسين(عليه السلام)، قلت: نعم يا رب قرة عيني وريحانتي وثمرة فؤادي وجلدة ما بين عيني. فقال لي: يا محمد - ووضع يده على رأس الحسين(عليه السلام) - بورك من مولود عليه بركاتي وصلواتي ورحمتي ورضواني، ونقمتي ولعنتي وسخطي وعذابي وخزيي ونكالي على من قتله وناصبه وناواه ونازعه، اما انه سيد الشهداء من الأولين والآخرين في الدنيا والآخرة، وسيد شباب أهل الجنة من الخلق أجمعين، وأبوه أفضل منه وخير، فاقرأه السلام وبشره بأنه راية الهدى ومنار أوليائي، وحفيظي وشهيدي على خلقي، وخازن علمي، وحجتي على أهل السماوات وأهل الأرضين والثقلين الجن والإنس.

 ابو القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي، الوفاة: 367،كامل الزّيارات، ج1ص69، تحقيق: بهراد الجعفري، ناشر: مکتبة الصدوق

 

 

بکاء رسول الله صلی الله علیه واله وسلم حینما أخبر عن کیفیة شهادة الإمام عليه السلام  :

 

حدثني الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن شجرة، عن سلام الجعفي، عن عبد الله بن محمد الصنعاني، عن أبي جعفر(عليه السلام)، قال كان رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) إذا دخل الحسين(عليه السلام) جذبه إليه ثم يقول لأمير المؤمنين(عليه السلام): أمسكه، ثم يقع عليه فيقبله ويبكي يقول: يا أبه لم تبكي، فيقول: يا بني اقبل موضع السيوف منك وابكي قال: يا أبه واقتل، قال: اي والله وأبوك وأخوك وأنت، قال: يا أبه فمصارعنا شتى، قال: نعم يا بني، قال: فمن يزورنا من أمتك، قال لا يزورني ويزور أباك وأخاك وأنت الا الصديقون من أمتي

 ابو القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي، الوفاة: 367،كامل الزّيارات،  ج: 1ص: 68 تحقيق: بهراد الجعفري،الناشر: مکتبة الصدوق

 

بکاء النبي صلی الله علیه واله وسلم و السیدة الزهراء عليها السلام  علی الإمام الحسین عليه السلام  :

 

حدثني أبي ومحمد بن الحسن جميعا، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن فضال، عن عبد الله ابن بكير، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله(عليه السلام)،قال: دخلت فاطمة (عليها السلام) على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعيناه تدمع، فسألته مالك، فقال: ان جبرئيل(عليه السلام) أخبرني ان أمتي تقتل حسينا، فجزعت و شق عليها، فأخبرها بمن يملك من ولدها، فطابت نفسها وسكنت.

ابو القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي، الوفاة: 367،كامل الزّيارات، ج: 1ص: 56 تحقيق: بهراد الجعفري،الناشر: مکتبة الصدوق

 

بکاء النبي صلی الله علیه واله وسلم علی الامام الحسین عليها السلام حینما ذکر مقتل أهل الکساء علیهم السلام 

 

حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد(رضي الله عنه)، قال: حدثنا أحمد بن إدريس ومحمد بن يحيى العطار جميعا، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، قال: حدثنا أبو عبد الله الرازي، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن سيف بن عميرة، عن محمد بن عتبة، عن محمد بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب(عليه السلام)، قال: بينا أنا وفاطمة والحسن والحسين عند رسول الله(صلى الله عليه وآله)، إذا التفت إلينا فبكى، فقلت: ما يبكيك يا رسول الله؟ فقال: أبكي مما يصنع بكم بعدي. فقلت: وما ذاك يا رسول الله؟ قال: أبكي من ضربتك على القرن، ولطم فاطمة خدها، وطعنة الحسن في الفخذ، والسم الذي يسقى، وقتل الحسين قال: فبكى أهل البيت جميعا، فقلت: يا رسول الله، ما خلقنا ربنا إلا للبلاء! قال:   ابشريا علي، فإن الله عز وجل قد عهد إلي أنه لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق.

الشيخ الصدوق، الوفاة: 381، الامالي ج1ص197،الطبعة الاولی، الناشر:  تحقيق قسم الدراسات الاسلامية، مؤسسة البعثة،قم ، 1417 ه‌. ق 

 

بکاء النبي صلی الله علیه واله وسلم علی الإمام الحسین عليه السلام بروایة الإمام الصادق عليها السلام 

 

حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحُسَيْنِ التَّغْلِبِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ عَنْ عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ فِي بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ فَقَالَ لَهَا لَا يَدْخُلْ عَلَيَّ أَحَدٌ فَجَاءَ الْحُسَيْنُ عليه السلام وَ هُوَ طِفْلٌ فَمَا مَلَكَتْ مَعَهُ شَيْئاً حَتَّى دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صلي الله عليه واله وسلم  فَدَخَلَتْ‏ أُمُّ سَلَمَةَ عَلَى أَثَرِهِ فَإِذَا الْحُسَيْنُ عَلَى صَدْرِهِ وَ إِذَا النَّبِيُّ صلي الله عليه واله وسلم  يَبْكِي وَ إِذَا فِي يَدِهِ شَيْ‏ءٌ يُقَبِّلُهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صلي الله عليه واله وسلم  يَا أُمَّ سَلَمَةَ إِنَّ هَذَا جَبْرَئِيلُ يُخْبِرُنِي أَنَّ هَذَا مَقْتُولٌ وَ هَذِهِ التُّرْبَةُ الَّتِي يُقْتَلُ عَلَيْهَا فَضَعِيهِ‏ عِنْدَكِ‏ فَإِذَا صَارَتْ دَماً فَقَدْ قُتِلَ حَبِيبِي فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ يَا رَسُولَ اللَّهِ سَلِ اللَّهَ أَنْ يَدْفَعَ ذَلِكَ عَنْهُ قَالَ قَدْ فَعَلْتُ فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَيَّ أَنَّ لَهُ دَرَجَةً لَا يَنَالُهَا أَحَدٌ مِنَ الْمَخْلُوقِينَ وَ أَنَّ لَهُ شِيعَةً يَشْفَعُونَ فَيُشَفَّعُونَ وَ أَنَّ الْمَهْدِيَّ مِنْ وُلْدِهِ فَطُوبَى لِمَنْ كَانَ مِنْ أَوْلِيَاءِ الْحُسَيْنِ وَ شِيعَتِهِ هُمْ وَ اللَّهِ الْفَائِزُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

الشيخ الصدوق، الوفاة: 381، الامالي، ج: 1  ص:329، تحقيق: الشيخ احمد الماحوزی، الناشر:موسسة الصادق للطباعة والنشر

 

بکاء النبي صلی الله علیه واله وسلم علی الإمام الحسین عليه السلام   بروایة ام سلمة رضی الله عنها

  وروى سماك، عن ابن مخارق، عن أم سلمة - رضي الله عنها قالت : بينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم جالس والحسين عليه السلام جالس في حجره، إذ هملت عيناه بالدموع، فقلت له: يا رسول الله ، ما لي أراك تبكي، جعلت فداك ؟ ! فقال: جاءني جبرئيل عليه السلام فعزاني بابني الحسين، وأخبرني أن طائفة من أمتي تقتله،لا أنالهم الله شفاعتي

 مفيد، محمد بن محمد،الوفاة : 413 ق‌، الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، ج2ص130، تحقيق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام‌، الطبعة الاولی،  الناشر: كنگره شيخ مفيد 1413 ق‌

 

بکاء النبي صلی الله علیه واله وسلم علی الإمام الحسین عليه السلام بروایة صفیة بنت عبدالمطلب

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْمَعْرُوفُ بِأَبِي عَلِيِّ بْنِ عَبْدَوَيْهِ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ السُّكَّرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْجَوْهَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ بَكَّارٍ قَالَ حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ عليه السلام عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَت‏: لَمَّا سَقَطَ الْحُسَيْنُ عليه السلام مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ فَدَفَعْتُهُ إِلَى النَّبِيِّ صلي الله عليه واله وسلم  فَوَضَعَ النَّبِيُّ لِسَانَهُ فِي فِيهِ [فَمِهِ‏] وَ أَقْبَلَ الْحُسَيْنُ عَلَى لِسَانِ رَسُولِ اللَّهِ يَمُصُّهُ قَالَتْ وَ مَا كُنْتُ أَحْسَبُ رَسُولَ اللَّهِ يَغْذُوهُ إِلَّا لَبَناً أَوْ عَسَلًا قَالَتْ فَبَالَ الْحُسَيْنُ عَلَيْهِ فَقَبَّلَ النَّبِيُّ بَيْنَ عَيْنَيْهِ ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَيَّ وَ هُوَ يَبْكِي وَ يَقُولُ لَعَنَ اللَّهُ قَوْماً هُمْ قَاتِلُوكَ يَا بُنَيَّ يَقُولُهَا ثَلَاثاً قَالَتْ فَقُلْتُ فِدَاكَ أَبِي وَ أُمِّي وَ مَنْ يَقْتُلُهُ قَالَ بَقِيَّةُ الْفِئَةِ الْبَاغِيَةِ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ.

الشيخ الصدوق، الوفاة : 381،  الامالي، ج1ص320، تحقيق: الشيخ احمد الماحوزی، الناشر:موسسة الصادق للطباعة والنشر

 

بکاء الامام أمیر المؤمنین عليه السلام علی الإمام الحسین عليه السلام    

المروي في هذا الباب إيضا منه ما يتعلق بقبل شهادة الإمام الحسين عليه السلام و منه ما يختص ببعد ذلك، ثم هذه الروايات و إن كانت أقل مما روی عن رسول الله صلی الله عليه واله وسلم فی هذا الباب، لکنها تشتمل علی تعابير تبين الحزن الشديد من أميرالمؤمنين عليه السلام لتلك المصيبة التي صابت أبا عبدالله الحسين عليه السلام. 

البکاء علی الإمام الحسین  عليه  السلام قبل شهادته  :  

حدثنا محمد بن أحمد السناني (رضي الله عنه)، قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان، قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب، قال: حدثنا تميم بن بهلول، قال: حدثنا علي بن عاصم، عن الحسين بن عبد الرحمن، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: كنت مع أمير المؤمنين (عليه السلام) في خروجه إلى صفين، فلما نزل بنينوى وهو شط الفرات، قال بأعلى صوته: يا بن عباس، أتعرف هذا الموضع؟ فقلت له: ما أعرفه، يا أمير المؤمنين. فقال علي (عليه السلام): لو عرفته كمعرفتي لم تكن تجوزه حتى تبكي كبكائي. قال: فبكى طويلا حتى اخضلت لحيته وسالت الدموع على صدره، وبكينا معا ، وهو يقول: أوه أوه، مالي ولآل أبي سفيان، مالي ولآل حرب، حزب الشيطان، وأولياء الكفر، صبرا - يا أبا عبد الله - فقد لقي أبوك مثل الذي تلقى منهم. ثم دعا بماء فتوضأ وضوءه للصلاة وصلى ما شاء الله أن يصلي، ثم ذكر نحو كلامه الاول، إلا أنه نعس عند انقضاء صلاته وكلامه ساعة، ثم انتبه فقال: يا ابن عباس. فقلت: ها أنا ذا. فقال: ألا أحدثك بما رأيت في منامي آنفا عند رقدتي؟ فقلت: نامت عيناك ورأيت خيرا، يا أمير المؤمنين. قال: رأيت كأني برجال قد نزلوا من السماء معهم أعلام بيض، قد تقلدوا سيوفهم، وهي بيض تلمع، وقد خطوا حول هذه الارض خطة، ثم رأيت كأن هذه النخيل قد ضربت بأغصانها الارض تضطرب بدم عبيط، وكأني بالحسين سخلي  وفرخي ومضغتي ومخي قد غرق فيه، يستغيث فلا يغاث، وكأن الرجال البيض قد نزلوا من السماء ينادونه ويقولون: صبرا آل الرسول، فإنكم تقتلون على أيدي شرار الناس، وهذه الجنة - يا أبا عبد الله - إليك مشتاقة. ثم يعزونني ويقولون: يا أبا الحسن، أبشر، فقد أقر الله به عينك يوم القيامة، يوم يقوم الناس لرب العالمين، ثم انتبهت هكذا. والذي نفس علي بيده، لقد حدثني  الصادق المصدق أبو القاسم (صلى الله عليه وآله وسلم) أني سأراها في خروجي إلى أهل البغي علينا، وهذه أرض كرب وبلاء، يدفن فيها الحسين وسبعة عشر رجلا من ولدي وولد فاطمة، وأنها لفي السماوات معروفة، تذكر أرض كرب وبلاء كما تذكر بقعة الحرمين وبقعة بيت المقدس. ثم قال: يا ابن عباس، اطلب لي حولها بعر الظباء، فوالله ما كذبت ولا كذبت، وهي مصفرة، لونها لون الزعفران. قال ابن عباس: فطلبتها فوجدتها مجتمعة، فناديته: يا أمير المؤمنين، قد أصبتها على الصفة التي وصفتها لي. فقال علي (عليه السلام): صدق الله ورسوله. ثم قام (عليه السلام) يهرول إليها، فحملها وشمها، وقال: هي هي بعينها، أتعلم - يا بن عباس - ما هذه الابعار؟ هذه قد شمها عيسى بن مريم (عليه السلام)، وذلك أنه مر بها ومعه الحواريون فرأى ها هنا الضباء مجتمعة وهي تبكي، فجلس عيسى (عليه السلام) وجلس الحواريون معه، فبكى وبكى الحواريون وهم لا يدرون لم جلس ولم بكى. فقالوا: يا روح الله وكلمته، ما يبكيك؟ قال: أتعلمون أي أرض هذه؟ قالوا: لا. قال: هذه أرض يقتل فيها فرخ الرسول أحمد وفرخ الحرة الطاهرة البتول شبيهة أمي، ويلحد فيها، طينة أطيب من المسك لانها طينة الفرخ المستشهد، وهكذا تكون طينة الانبياء وأولاد الانبياء، فهذه الظباء تكلمني وتقول: إنها ترعى في هذه الارض شوقا إلى تربة الفرخ المبارك، وزعمت أنها آمنة في هذه الارض. ثم ضرب بيده إلى هذه الصيران   فشمها، وقال: هذه بعر الظباء على هذا الطيب لمكان حشيشها، اللهم فأبقها أبدا حتى يشمها أبوه فتكون له عزاء وسلوة، قال: فبقيت إلى يوم الناس هذا، وقد اصفرت لطول زمنها، وهذه أرض كرب وبلاء. ثم قال بأعلى صوته: يا رب عيسى بن مريم، لا تبارك في قتلته، والمعين عليه، والخاذل له، ثم بكى بكاء طويلا وبكينا معه حتى سقط لوجهه وغشي عليه طويلا، ثم أفاق، فأخذ البعر فصره في ردائه، وأمرني أن أصرها كذلك، ثم قال: يا بن عباس، إذا رأيتها تنفجر دما عبيطا ويسيل منها دم عبيط، فاعلم أن أبا عبد الله قد قتل بها ودفن. قال ابن عباس: فوالله لقد كنت أحفظها أشد من حفظى لبعض ما افترض الله عزوجل علي، وأنا لا أحلها من طرف كمي، فبينما أنا نائم في البيت إذ انتبهت فإذا هي تسيل دما عبيطا، وكان كمي قد امتلا دما عبيطا، فجلست وأنا باك، وقلت: قد قتل والله الحسين، والله ما كذبني علي قط في حديث حدثني، ولا أخبرني بشئ قط أنه يكون إلا كان كذلك، لان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يخبره بأشياء لا يخبر بها غيره. ففزعت وخرجت، وذلك عند الفجر، فرأيت والله المدينة كأنها ضباب لا يستبين منها أثر عين، ثم طلعت الشمس فرأيت كأنها منكسفة، ورأيت كأن حيطان المدينة عليها دم عبيط، فجلست وأنا باك، فقلت: قد قتل والله الحسين، وسمعت صوتا من ناحية البيت، وهو يقول: اصبروا آل الرسول * * قتل الفرخ النحول نزل الروح الامين * * ببكاء وعويل ثم بكى بأعلى صوته وبكيت، فأثبت عندي، تلك الساعة، وكان شهر المحرم يوم عاشوراء لعشر مضين منه، فوجدته قتل يوم ورد علينا خبره وتاريخه كذلك، فحدثت هذا الحديث أولئك الذين كانوا معه، فقالوا: والله لقد سمعنا ما سمعت ونحن في المعركة، ولا ندري ما هو، فكنا نرى أنه الخضر (عليه السلام)

  

 الشيخ الصدوق، الوفاة : 381، الامالي، ج1ص694،، تحقيق: قسم الدراسات الاسلامية، مؤسسة البعثة، الطبعة الاولی، الناشر:  الدراسات الاسلامية، مؤسسة البعثة ،قم، 1417 ه‌. ق 

 

مرور إمیر المؤمنین علیه السلام بکربلاء

 

وَ عَنْ محمد بن عيسی، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَرَّ عَلِيٌّ بِكَرْبَلَاءَ فِي اثْنَيْنِ مِنْ أَصْحَابِهِ. قَالَ: فَلَمَّا مَرَّ بِهَا تَرَقْرَقَتْ عَيْنَاهُ لِلْبُكَاءِ، ثُمَّ قَالَ: هَذَا مُنَاخُ رِكَابِهِمْ، وَ هَذَا مُلْقَى رِحَالِهِمْ، وَ هَاهُنَا تُهَرَاقُ دِمَاؤُهُمْ، طُوبَى لَكَ مِنْ تُرْبَةٍ عَلَيْكَ تُهَرَاقُ دِمَاءُ الْأَحِبَّةِ   

عبد الله بن جعفر حميرى، الوفاة القرن الثالث، قرب الإسناد( ط- الحديثة) ج 1 ص 26 ،تحقيق : لجنة التحقيق فی مؤسسة آل البيت عليهم السلام، الطبعة الاولی، الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام‌ 1413 ه‌ ق.

بکاء أمیر المؤمنين علیه السلام وابن عباس علی الإمام الحسین علیه السلام  :

لقد دخلت على علي عليه السلام بذي قار، فأخرج إلي صحيفة وقال لي: يا بن عباس، هذه صحيفة أملاها علي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وخطي بيدي. فقلت: يا أمير المؤمنين، إقرأها علي فقرأها، فإذا فيها كل شئ كان منذ قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى مقتل الحسين عليه السلام وكيف يقتل ومن يقتله ومن ينصره ومن يستشهد معه. فبكى بكاء شديدا وأبكاني فكان فيما قرأه علي: كيف يصنع به وكيف يستشهد فاطمة وكيف يستشهد الحسن ابنه وكيف تغدر به الأمة. فلما أن قرأ كيف يقتل الحسين ومن يقتله أكثر البكاء، ثم أدرج الصحيفة وقد بقي ما يكون إلى يوم القيامة

 سليم بن قيس الهلالي، الوفاة: أواخر سنة ۷۶ ه ،كتاب سليم بن قيس الهلالي  ج 1 ص 435، تحقيق: محمد باقر الانصاري الزنجاني، الطبعة الاولی، الناشر: نشر الهادي ، قم ، ايران  1420 هـ ق ، 1378 هـ ش

 . 

 

 

 

بکاء السیدة الزهراء عليها السلام علی الإمام الحسین عليه السلام

 

الروايات عن السيدة البتول عليها السلام، لا تنحصر بالبکاء فقط  بل فيها  تعابير ( کالشهقة ) التي تحکی عن حزن السيدة سلام الله عليها الشديد، و تدل علی أن السيدة سلام الله عليها أقامت الصياح في حال بکائها، حتی أن فی بعض تلك الروايات يتضح بوضوح أن الزهراء سلام الله کانت تأمر الآخرين برثاء الحسين عليه السلام بأبيات خاصة.

 بكاء وشهقة السیدة الزهراء علی الإمام الحسین علیهما السلام

 حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميريُّ، عن أبيه، عن عليِّ بن محمّد بن سالم، عن محمّد بن خالد ، عن عبدالله بن حمّاد البصريّ، عن عبدالله بن عبدالرَّحمن الأصمّ قال: حدَّثنا الهَيْثم بن واقِد، عن عبدالملك بن مُقَرِّن، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال: إذا زرتم أبا عبدالله عليه‌السلام فألزموا الصَّمْت إلاّ مِن خير، وإنْ ملائكة اللَّيل والنَّهار من الحفظة تحضر الملائكة الّذين بالحائر، فتصافحهم فلا يجيبونهم مِن شدَّة البُكاء فينتظرونهم حتّى تزول الشَّمس وحتّى ينوّر الفجر، ثمَّ يكلّمونهم ويسألونهم عن أشياء مِن أمر السّماء، فأمّا ما بين هذين الوقتين فإنّهم لا ينطقون، ولا يفترون عن البُكاء والدُّعاء، ولا يشغلونهم في هذين الوقتين عن أصحابهم، فإنّما شغلهم بكم إذا نطقتم .قلت: جُعِلتُ فِداك وما الّذي يسألونهم عنه وأيّهم يسأل صاحبه؛ الحفظة أو أهل الحائر؟ قال : أهل الحائر يسألون الحفظة، لأنَّ أهل الحائر مِن الملائكة لا يَبرحون، والحفظة تنزل وتصعد،قلت: فما ترَى يسألونهم عنه؟ قال: إنّهم يمرُّون إذا عرجوا بإسماعيل صاحب الهَواء، فربّما وافقوا النَّبيَّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعنده فاطمة والحسن والحسين والأئمّة مَن مضى منهم فيسألونهم عن أشياء، وعمّن حضر منكم الحائر، ويقولون: بَشّروهم بدعائكم، فتقول الحفظة: كيف نُبشِّرُهم وهم لا يَسمعون كلامنا؟ فيقولون لهم: باركوا عليهم وادعوا لهم عنّا فهي البشارة منّا ، فإذا انصرفوا فحُفّوهم بأجْنِحَتكم حتّى يحسّوا مكانكم وإنّا نستودِعهم الَّذي لا تضيع ودائعه؛ ولو يعلمون ما في زيارته من الخير ويعلم ذلك النّاس لاقتتلوا على زيارته بالسّيوف ، ولباعوا أموالهم في إتيانه ، وأنَّ فاطمة عليها‌السلام إذا نَظرتْ إليهم ومعها ألفُ نبيٍّ وألفُ صِدِّيقٍ وألف شهيدٍ مِن الكَرُوبيّين ألف ألف يُسعدونها عَلى البُكاء، وإنّها لتشهق شَهْقَة فلا يبقى في السّماوات ملك إلاّ بكى رحمةً لصوتها، وما تسكن حتّى يأتيها النَّبيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيقول:يابُنَيّة قد أبكيتِ أهل السَّماوات وشَغَلْتِهم عن التَّسبيح والتَّقديس فكُفّي حتّى يقدّسوا:فإنَّ الله بالغٌ أمره، وإنّها لتنظر إلى مَن حضر منكم فتسأل الله لهم مِن كلِّ خير، ولا تزهدوا في إتيانه! فإنَّ الخير في إتيانه أكثر مِن أن يُحصى ».   

     جعفر بن محمد بن قولويه، الوفاة : 368، کامل الزيارات: ج 1ص 91، تحقيق: بهراد الجعفري، الناشر: مكتبة الصدوق.

 

 رثاء السیدة الزهراء علی أبی عبدالله الحسین علیهما السلام

أمالي المفيد النيسابوري أن زرة النائحة رأت فاطمة عليها السلام فيما يرى النائم أنها وقفت على قبر الحسين تبكي وأمرتها أن تنشد:

             أيها العينان فيضا              واستهلا لا تغيظا

             وابكيا بالطف ميتا             ترك الصدر رضيضا

             لم أمرضه قتيلا                لا ولا كان مريضا  

ابن شهر آشوب،  الوفاة: 588 ه‌،  مناقب آل أبي طالب، ج 3 ص 220، تحقيق: لجنة من أساتذه النجف الاشرف، الناشر: المطبعة الحيدرية.

 

نقل الإمام الصادق علیه السلام لبکاء السیدة الزهراء علی سید الشهداء علیهما السلام

حدَّثني محمّد بن عبدالله، عن أبيه، عن عليِّ بن محمّد بن سالم، عن محمّد بن خالد، عن عبدالله بن حمّاد البَصريِّ، عن عبدالله بن عبدالرَّحمن الأصمّ، عن عبدالله بن مُشكانَ، عن أبي بصير قال: كنت عند أبي عبدالله عليه‌السلام [و] اُحدِّثه، فدخل عليه ابنُه فقال له: مَرْحباً، وضَمَه وقَبَّله، وقال : حَقَر اللهُ مَن حَقّركم، وانتقم مِمَّن وَتَركم، وخَذَلَ الله مَن خَذلكم، ولعن الله مَن قتلكم، وكان اللهُ لكم وليّاً وحافظاً وناصراً، فقد طال بُكاء النِّساء وبُكاء الأنبياء والصِّدّيقين والشّهداء وملائكة السَّماء، ثمَّ بكى وقال: يا أبا بصير إذا نظرتُ إلى وُلْدِ الحسين أتاني ما لا أملكه بما اُتي إلى أبيهم وإليهم، يا أبا بصير إنّ فاطمة عليها‌السلام لتبكيه وتشهق، فتَزْفِر جهنَّم زَفْرَة لولا أنَّ الخَزَنة يسمعون بُكاءَها وقد استَعدُّوا لذلك مَخافة أنْ يخرج منها عُنُق أو يَشْرَر دُخانها فيحرق أهل الأرض فيَكْبَحونها ما دامَتْ باكية، ويزجُرونها ويستوثِقون من أبوابها مَخافةً على أهل الأرض، فلا تَسْكنْ حتّى يسكن صوتُ فاطمة عليها‌السلام. وإنّ البِحار تَكاد أنْ تَنْفَتِق فيدخل بعضها على بعض ، وما منها قَطرةٌ إلاّ بها ملكٌ مُوَكّل ، فإذا سمع الملك صوتَها أطفأ نارها بأجْنِحَته ، وحبس بعضها على بعض مخافةً على الدُّنيا وما فيها ومَن على الأرض ، فلا تزال الملائكة مُشفِقين يبكون لبكائِها ، ويدعون الله ويتضرَّعون إليه ، ويتضرَّع أهلُ العرش ومَن حَوله؛ وترتفع أصواتٌ مِن الملائكة بالتَّقديس للهِ مَخافةً على أهل الأرض ، ولو أنّ صوتاً مِن أصواتهم يصل إلى الأرض لصَعِق أهلُ الأرض وتقطّعتِ الجبال وزَلزلتِ الأرض بأهلها. قلت : جُعِلتُ فداك إنَّ هذا الأمر عظيم! قال : غَيرُه أعظمُ منه ما لم تسمعه ، ثمّ قال لي : يا أبا بصير أما تحبُّ أن تكون فيمن يُسعد فاطمة عليها‌السلام؟ فبكيت حين قالها فما قدرت على النّطق ، وما قدر ( كذا ) على كلامي من البكاء  ، ثمَّ قام إلى المصلّى يدعو ، فخرجت مِن عنده على تلك الحال ، فما انتفعت بطعام وما جاءَني النَّوم ، وأصبحت صائماً وَجِلاً حتّى أتيته ، فلمّا رَأيته قد سكن سكنتُ ، وحمدتُ الله حيث لم تُنزل بي عُقوبة.  

 ابو القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي، الوفاة : 367، كامل الزّيارات ، ج 1ص 85، تحقيق: بهراد الجعفري،  الناشر: مکتبة الصدوق.    

 

بکاء السیدة السیدة الزهراء حین ولادة الإمام الحسین علیهما السلام

حدّثنا محمّد بن عليٍّ ماجيلويه رضي‌الله‌عنه قال:حدّثني عمّي محمّد بن أبي ـ القاسم، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقيُّ قال:حدّثني محمّد بن عليٍّ القرشي قال: حدّثني أبو الربيع الزهرانيُّ قال: حدّثنا جرير عن ليث بن أبي سليم ، عن مجاهد قال: قال ابن عبّاس: سمعت رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم» يقول: إنَّ لله تبارك وتعالى ملكا يقال له: دردائيل كان له ستّة عشر ألف جناح ما بين الجناح إلى الجناح هواء والهواء كما بين السّماء إلى الأرض: فجعل يوماً يقول في نفسه: أفوق ربّنا جلَّ جلاله شيء؟ فعلم الله تبارك وتعالى ما قال فزاده أجنحة مثلها فصار له اثنان وثلاثون ألف جناح ، ثمّ أوحى الله «عزَّ وجلَّ» إليه أنَّ طر، فطار مقدار خمسين عاماً فلم ينل رأس قائمة من قوام العرش، فلمّا علم الله «عزَّ وجلَّ» إتعابه أوحى إليه أيّها الملك عد إلى مكانك فأنا عظيم فوق كلِّ عظيم وليس فوقي شيء ولا أوصف بمكان فسلبه الله أجنحته ومقامه من صفوف الملائكة ، فلمّا ولد الحسين بن عليّ «عليهما‌السلام» وكان مولده عشية الخميس ليلة الجمعة أوحى الله عزَّ وجلَّ إلی مالك خازن النّار أنَّ أخمد النيران على أهلها لكرامة مولود ولد لمحمّد ، وأوحى إلى رضوان خازن الجنان أنَّ زخرف الجنان وطيّبها لكرامة مولود ولد لمحمّد في دار الدُّنيا، وأوحى الله تبارك وتعالى إلى حور العين تزّيّن وتزاورن لكرامة مولود ولد لمحمّد في دار الدُّنيا ، وأوحى الله «عزَّ وجلَّ» إلى الملائكة أن قوموا صفوفاً بالتسبيح والتحميد والتمجيد والتكبير لكرامة مولود ولد لمحمّد في دار الدُّنيا ، وأوحى الله تبارك وتعالى إلى جبرئيل «عليه‌السلام» أن اهبط إلي نبيّي محمّد في ألف قبيل والقبيل ألف ألف من الملائكة على خيول بلق ، مسرَّجة ملجّمة ، عليها قباب الدُّرِّ والياقوت ، ومعهم ملائكة يقال لهم : الرُّوحانيّون ، بأيديهم أطباق من نور أن هنّئوا محمّداً بمولود ، وأخبره يا جبرئيل أنّي قد سميته الحسين ، وهنّئه وعزِّه وقل له : يا محمّد يقتله شرار أمّتك على شرار الدَّوابِّ ، فويل للقاتل ، وويل للسائق ، وويل للقائد. قاتل الحسين أنا منه بريء وهو منّي بريء لأنّه لا يأتي يوم القيامة أحد إلّا وقاتل الحسين «عليه‌السلام» أعظم جرما منه ، قاتل الحسين يدخل النّار ، يوم القيامة مع الّذين يزعمون أنَّ مع الله إلهاً آخر ، والنار أشوق إلى قاتل الحسين ممّن أطاع الله إلى الجنّة. قال : فبينا جبرئيل «عليه‌السلام» يهبط من السّماء إلى الأرض إذ مرَّ بدردائيل فقال له دردائيل : يا جبرئيل ما هذه اللّيلة في السّماء هل قامت القيامة على أهل الدُّنيا؟ قال : لا ولكن ولد لمحمّد مولود في دار الدُّنيا وقد بعثني الله «عزَّ وجلَّ» إليه لاهنّئه بمولوده فقال الملك : يا جبرئيل بالذي خلقك وخلقني إذا هبطتَّ إلى محمّد فأقرئه منّي السلام وقل له : بحق هذا المولود عليك إلّا ما سألت ربّك أن يرضى عني فيرد عليّ أجنحتي ومقامي من صفوف الملائكة فهبط جبرئيل «عليه‌السلام» على النبيِّ «صلي الله عليه واله وسلم » فهنّأه كما أمره الله «عزَّ وجلَّ» وعزَّاه فقال له النبيُّ « صلی الله عليه واله وسلم » : تقتله أمّتي؟ فقال له : نعم يا محمّد ، فقال النبيّ« صلی الله عليه واله وسلم » : ما هؤلاء بأمّتي أنا بريء منهم، والله «عزَّ وجلَّ» بريء منهم ، قال جبرئيل: وأنا بريء منهم يا محمّد ، فدخل النبيُّ « صلی الله عليه واله وسلم » على فاطمة «عليها‌السلام» فهّنأها وعزَّاها فبكت فاطمة «عليها‌السلام»، وقالت : يا ليتني لم ألده ، قاتل الحسين في النّار ، فقال النبيُّ « صلی الله عليه واله وسلم »: وأنا أشهد بذلك يا فاطمة ولكنّه لا يقتل حتّى يكون منه إمام يكون منه الائمّة الهادية بعده ، ثمّ قال «عليه‌السلام»: والائمّة بعدي الهادي عليّ، والمهتدي الحسن، والناصر الحسين، والمنصور عليّ بن الحسين، والشافع محمّد بن عليٍّ، والنفاع جعفر بن محمّد، والامين موسى ابن جعفر ، والرِّضا عليُّ بن موسى، والفعّال محمّد بن عليٍّ ، والمؤتمن عليُّ بن محمّد، والعلام الحسن بن عليّ ، ومن يصلي خلفه عيسى بن مريم عليه‌السلام القائم «عليه‌السلام». فسكتت فاطمة عليها‌السلام من البكاء ثمَّ أخبر جبرئيل «عليه‌السلام» النبيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم بقصّة الملك وما أصيب به، قال ابن عبّاس: فأخذ النبيُّ « صلی الله عليه واله وسلم « الحسين «عليه‌السلام» وهو ملفوف في خرق من صوف فأشار به إلى السّماء، ثمّ قال : اللّهمّ بحقِّ هذا المولود عليك لا بل بحقك عليه وعلى جدِّه محمّد وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب أنَّ كان للحسين بن عليٍّ ابن فاطمة عندك قدرٌ فارض عن دردائيل وردَّ عليه أحنجته ومقامه من صفوف الملائكة فاستجاب الله دعاءه وغفر للملك وردِّ عليه أحنجته وردِّه إلى صفوف الملائكة ] فالملك لا يعرف في الجنّة إلّا بأن يقال : هذا مولى الحسين بن عليٍّ وابن فاطمة بنت رسول الله « صلی الله عليه واله وسلم ».  

  الشيخ الصدوق، الوفاة381 ، كمال الدّين وتمام النّعمة،  ج 1 ص 282، تحقيق: علي اكبر الغفاري، الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي

 

 

 

حزن الإمام الحسن للإمام الحسین علیهما السلام  

روی الشيخ  الصدوق رضوان الله تعالی عليه عن الإمام الحسن  المجتبی عليه السلام أنه في الحظات  الأخيرة من حياته استصغر المصائب الذی أصابه بمقابل مصائب أبی عبدالله الحسين عليه السلام، فبحالة حزينة أخبر الإمام الحسين بما يجری عليه :

حدثنا أحمد بن هارون الفامي«رضي الله عنه»، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر بن جامع الحميري، قال: حدثنا أبي، عن أحمد بن محمد بن يحيى،عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده«عليهم السلام»: أن الحسين بن علي بن أبي طالب«عليه السلام» دخل يوما إلى الحسن «عليه السلام»، فلما نظر إليه بكى، فقال له: ما يبكيك يا أبا عبد الله؟ قال: أبكى لما يصنع بك. فقال له الحسن «عليه السلام»: إن الذي يؤتى إلي سم يدس إلي فاقتل به، ولكن لا يوم كيومك يا أبا عبد الله، يزدلف إليك ثلاثون ألف رجل، يدعون أنهم من يدعون إنهم من أمة جدنا محمد صلى الله عليه واله وسلم وينتحلون الاسلام فيجتمعون على قتلك وسفك دمك وإنتهاك حرمتك وسبى ذراريك ونسائك وإنتهاب ثقلك فعندها يحل الله ببنى امية اللعنة وتمطر السماء دما ورمادا ويبكى عليك كل شئ حتى الوحوش والحيتان في البحار

الشيخ الصدوق، الوفاة : 381، الامالي، ج1ص177، تحقيق: قسم الدراسات الاسلامية، مؤسسة البعثة، الطبعة الاولی، الناشر:الدراسات الاسلامية، مؤسسة البعثة، قم، 1417 ه‌. ق.

الإمام الحسین علیه السلام  یوصي بالبکاء علی مصابه

حدّثني محمّد بن الحسن، عن محمّد بن الحسن الصّفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن خالد البرقيِّ، عن أبان الأحمر، عن محمّد بن الحسين الخزَّاز، عن هارون بن خارجة، عن أبي عبدالله عليه‌السلام   قال: كنّا عنده فذكرنا الحسين عليه‌السلام [وعلى قاتله لعنة الله] فبكى أبو عبدالله عليه‌السلام وبكينا، قال:ثمَّ رفع رأسَه فقال: قال الحسين عليه‌السلام: أنا قتيل العَبرَة، لا يذكرني مؤمن إلاّ بكى».

  جعفر بن محمد بن قولويه، الوفاة : 367 ،کامل الزيارات ج1ص117، تحقيق: بهراد الجعفري، الناشر: مكتبة الصدوق.

 

بکاء الإمام السجاد علیه السلام علی الإمام الحسین  عليه السلام

 

من الروايات التي ذکرت بکاء الإمام زين العابدين لإمام الحسين عليهما السلام يتضح بوضوح أن البکاء والعزاء کان رائجا عند أهل البيت عليهم السلام، بل يثبت منها استحباب استمرار البکاء الکثير، الإطعام في أيام عزاءأبی عبدالله الحسين عليه السلام و کل هذه الأمور نقلت عن الإمام السجاد عليه السلام حتی أنه عد من البکاءين الخسمة علی وجه الأرض .

امام السجاد یطبخ لمأتم الحسین علیهما السلام 

وعن الحسن بن ظريف بن ناصح، عن أبيه،عن الحسين بن زيد، عن عمرو بن علي بن الحسين قال : لما قتل الحسين بن عليّ عليه السلام لبس نساء بني هاشم السواد والمسوح وكن لا يشتكين من حرّ ولا برد ، وكان علي بن الحسين « عليه السلام » يعمل لهنّ الطعام للمأتم.

 الشيخ الحر العاملي ،الوفاة:1104، وسائل الشيعة، ج3 ص238، تحقيق:مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث،  الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث، قم.

الإمام السجاد علیه السلام من البكاءين الخمسة

 حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد ابن الحسن الصفار قال: حدثني العباس بن معروف، عن محمد بن سهل البحراني يرفعه إلى أبي عبد الله «عليه السلام» قال: البكاؤون خمسة: آدم، ويعقوب، ويوسف، وفاطمة بنت محمد، وعلي بن الحسين «عليهم السلام». فأما آدم فبكى على الجنة حتى صار في خديه أمثال الأودية، وأما يعقوب فبكى على يوسف حتى ذهب بصره، وحتى قيل له: " تالله تفتؤ تذكر يوسف حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكين وأما يوسف فبكى على يعقوب حتى تأذى به أهل السجن فقالوا له: إما أن تبكي الليل وتسكت بالنهار، وإما أن تبكي النهار وتسكت بالليل، فصالحهم على واحد منهما، أما فاطمة فبكت على رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» حتى تأذى بها أهل المدينة فقالوا لها: قد آذيتنا بكثرة بكائك، فكانت تخرج إلى المقابر - مقابر الشهداء - فتبكي حتى تقضي حاجتها ثم تنصرف، وأما علي ابن الحسين فبكى على الحسين «عليه السلام» عشرين سنة أو أربعين سنة ما وضع بين يديه طعام إلا بكى حتى قال له مولى له: جعلت فداك يا ابن رسول الله إني أخاف عليك أن تكون من الهالكين، قال: " إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله مالا تعلمون " إني ما أذكر مصرع بني فاطمة إلا خنقتني لذلك عبرة.

الشيخ الصدوق، الوفاة : 381،  الخصال: ج1ص272، تحقيق: علي أكبر الغفاري، الناشر: جماعة المدرسين في الحوزة العلمية 1403

 

 الإمام السجاد یبکی علیه علی الأمام الحسین علیهما السلام عشرین سنة    

حدّثني أبي رحمه‌الله عن جماعة مشايخي، عن سعد بن عبدالله، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن أبي داود المُسترق ـ عن بعض أصحابنا ـ عن أبي عبدالله «عليه السلام» « قال : بكى عليُّ بن الحسين على أبيه حسين بن عليٍّ«صلوات الله عليهما»عشرين سَنَة ـ أو أربعين سَنَة   ـ ، وما وضع بين يديه طعاماً إلاّ بكى على الحسين«عليه السلام» حتّى قال له مولى له:جُعلتُ فِداك يا ابن رَسول الله إنّي أخاف عليك أن تكون مِن الهالِكين ، قال : « إنَّما أشْكُو بَثِّي وَحُزْني إلى اللهِ وأعْلمُ مِنَ اللهِ ما لا يَعْلَمُون»، إنّي لم أذكر مصرع بني فاطمة إلاّ خَنَقَتني العَبرة لذلك.

  جعفر بن محمد بن قولويه،الوفاة : 368، کامل الزيارات: ج1ص114، تحقيق: بهراد الجعفري ، الناشر:مكتبة الصدوق     

حزن الإمام السجاد علیه السلام العمیق علی مجزرة کربلاء

 حدَّثني محمّد بن جعفر الرَّزَّاز، عن خاله محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب الزَّيّات، عن عليِّ بن أسباط،  عن إسماعيلَ بن منصور ـ عن بعض أصحابنا ـ « قال: أشرف مولى لعليِّ بن الحسين «عليهما السلام»وهو في سقيفة له ساجدٌ يبكي ، فقال له : يا مولاي يا عليَّ بن الحسين أما آنَ لِحُزنك أن ينقضي؟ فرفع رأسَه إليه وقال : ويلك ـ أو ثَكَلَتكَ اُمُّك ـ [والله] لقد شكى يعقوبُ إلى رَبّه في أقلّ ممّا رأيت حتّى قال: « يا أسَفى عَلى يُوسُفَ»، إنّه فَقَدَ ابْناً واحِداً، وأنا رَأيت أبي وجماعة أهل بيتي يُذبَّحون حَولي، قال: وكان عليُّ بن الحسين «عليهما السلام»يميل إلى ولد عقيل،فقيل له: ما بالك تميل إلى بني عَمّك هؤلاء دون آل جعفر؟ فقال: إنّي أذكر يومهم مع أبي عبدالله الحسين بن عليٍّ «عليهما السلام» فأرقّ لهم  

  جعفر بن محمد بن قولويه، الوفاة : 368،کامل الزيارات، ج1ص115، تحقيق: بهراد الجعفري، الناشر: مكتبة الصدوق.   

   بکاء الإمام السجاد علیه السلام حین وضع الطعام

 روى عن الصادق عليه السلام أنه قال: ان زين العابدين عليه السلام بكى على أبيه أربعين سنة صائما نهاره وقائما ليلة فإذا حضر الافطار وجاء غلامه بطعامه وشرابه قيضعه بين يديه فيقول كل يا مولاى فيقول قتل ابن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم جائعا، قتل ابن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم عطشانا، فلا يزال يكرر ذلك ويبكى حتى يبتل طعامه من دموعه ثم يمزج شرابه بدموعه فلم يزل كذلك حتى لحق بالله عز وجل

 

 السيد ابن طاووس، الوفاة : 664 ، اللهوف في قتلى الطفوف ج1ص121، الناشر : أنوار الهدى ،قم، ايران

[بي تا]. 

     بکاء الإمام السجاد علیه السلام حینما رأی رأس عمر بن سعد الملعون

 ولما بعث المختار برأس عمر بن سعد (عليه اللعنة) إليه وقال (لا تعلم أحدا ما معك حتى يضع الغداء) فدخل وقد وضعت المائدة، فخر زين العابدين عليه السلام ساجدا وبكى وأطال البكاء ثم جلس ، فقال : الحمد لله الذى ادرك لى بثأري قيل وفاتی  

قطب الدين الراوندي، الوفاة :573 ،  الدّعوات  ج1ص162،  تحقيق: مدرسة الامام المهدي،  الناشر : مدرسة الإمام المهدي (ع) - قم.      

بكاء الامام ابي جعفر الباقر علی الامام الحسین علیهم السلام :

الروايات عن الإمام الباقر عليه السلام لها تعابير مختلفة، منها تحکي عن اهتمامه في إقامة مجالس العزاء في بيته المبارك و أمره عليه السلام بها، و منها حاكية عن بيانه لأجر البکاء علی أبی عبدالله الحسين عليه السلام حتی يفهم من مجموعها استحباب و شرعية هذه الامور.

 

 إِقامة مجالس العزاء في بیت الإمام الباقر علیه السلام

 

حدثنا أبو المفضل، قال حدثنا جعفر بن محمد بن القاسم العلوي، قال حدثنا عبد الله   بن احمد بن نهيل  ، قال حدثني محمد ابن ابى عمير، عن الحسين   بن عطية، عن عمر بن يزيد، عن الورد بن الكميت، عن أبيه الكميت بن ابى المستهل قال: دخلت على سيدي ابى جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام فقلت: يا ابن رسول الله اني قد قلت فيكم أبياتا افتأذن لي في انشادها. فقال: انها أيام البيض. قلت: فهو فيكم خاصة. قال: هات، فأنشأت أقول: أضحكني الدهر وأبكاني * والدهر ذو صرف وألوان لتسعة بالطف قد غودروا * صاروا جميعا رهن اكفان. فبكى عليه السلام وبكى أبو عبد الله وسمعت جارية تبكي من وراء الخباء، فلما بلغت الى قولي: وستة لا ؟ ؟ حارى   بهم * بنو عقيل خير فتيان   ثم علي الخير مولاكم   * ذكرهم هيج أحزاني  

فبكى ثم قال عليه السلام: ما من رجل ذكرنا أو ذكرنا عنده فخرج  من عينيه ماء ولو قدر  مثل جناح البعوضة الا بنى الله له بيتا في الجنة وجعل ذلك حجابا بينه وبين النار، فلما بلغت الى قولي: من كان مسرورا بما مسكم * أو شامتا يوما من الان فقد ذللتم بعد عز فما * أدفع ضيما حين يغشاني أخذ بيدي وقال: اللهم اغفر للكميت ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فلما بلغت الى قولي: متى يقوم الحق فيكم متى * يقوم مهديكم الثاني قال سريعا ان شاء الله سريعا.

علي بن محمد بن علي الخزاز القمى الرازى،  الوفاة :400 ، كفاية الأثر  ج1ص249،  تحقيق : العلم الحجة السيد عبد اللطيف الحسينى الكوه كمرى، الناشر : انتشارات بيدار  مطعة الخيام - قم (1401 ه‌)  

 

أمر الإمام الباقر علیه السلام بالبکاء علی الحسین علیه السلام وإقامة العزاء فی الدور

 حدَّثني حكيم بن داود بن حكيم؛ وغيره، عن محمّد بن موسى الهَمدانيِّ، عن محمّد بن خالد الطّيالسيِّ، عن سيف بن عَمِيرة؛ وصالِح بن عُقْبة جميعاً، عن عَلقمةَ بنِ محمّد الحَضرميّ؛ و ( كذا ) محمّد بن إسماعيل، عن صالِح بن عُقْبة، عن مالك الجُهنيّ، عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام قال: مَن زار الحسين عليه‌السلام يوم عاشوراء من المحرَّم حتّى يظلَّ عنده باكياً لقي الله تعالى يوم القيامة بثواب ألفَـ[ـي] ألف حَجّة وألفَـ[ـي] ألف عُمرة ، وألفي ألف غَزوة ، وثواب كلِّ حَجّة وعُمرة وغزوة كثواب مَن حجّ واعتمر وغَزا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومع الأئمّة الرَّاشدين صلوات الله عليهم أجمعين. قال : قلت : جُعِلتُ فِداك لِمَن كان في بُعدِ البلاد واقاصيها ولم يمكنه المسير إليه في ذلك اليوم؟ قال : إذا كان ذلك اليوم بَرزَ إلى الصَّحراء أو صَعد سَطحاً مُرتفعاً في دارِه ، وأومأ إليه بالسّلام ، واجتهد على قاتله بالدُّعاء ، وصلّى بعد رَكعتين يفعل ذلك في صَدرِ النَّهار قبل الزَّوال ، ثمَّ ليندُب الحسين عليه‌السلام ويَبكيه ويأمر مَن في داره بالبُكاء عليه ، ويقيم في داره مصيبته بإظهار الجزع عليه ، ويتلاقون بالبُكاء بعضهم بعضاً في البيوت ، وليعزّ بعضهم بعضاً بمصاب الحسين عليه‌السلام ، فأنا ضامِنٌ لهم إذا فعلوا ذلك على الله عزَّوجلَّ جميع هذا الثَّواب ، فقلت : جُعِلتُ فِداك وأنت الضّامِن لهم إذا فعلوا ذلك والزَّعيم به؟ قال : أنا الضّامن لهم ذلك والزَّعيم لمن فعل ذلك قال : قلت : فكيف يعزّي بعضهم بعضاً؟ قال : يقولون : عَظَّم اللهُ اُجُورَنا بِمُصابنا بِالحسينِ عليه‌السلام ، وجَعَلَنا وإيّاكم مِن الطّالِبين بِثأرِه مع وَليّه الإمام المَهديّ مِن آل محمّدٍ؛  فإن استطعت أن لا تنتشر يومك في حاجة فافعل ، فإنّه يوم نحس لا تقضى فيه حاجة ، وإن قضيت لم يبارك له فيها ولم ير رُشْداً، ولا تدَّخِرنَّ لمنزلك شيئاً ، فإنّه مَن ادَّخر لمنزلِه شيئاً في ذلك اليوم لم يُبارك له فيما يدَّخره ولا يُبارك له في أهله ، فمن فعل ذلك كُتِبَ له ثوابُ ألفِ ألفِ حَجّة و ألف ألف عُمرة ، وألف ألف غَزوة كلُّها مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكان له ثواب مصيبة كلِّ نبيٍّ ورَسولٍ وصِدِّيق وشَهيدٍ مات أو قُتِل منذ خلق الله الدُّنيا إلى أن تقوم السّاعة.

ابو القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي، الوفاة : 367،كامل الزّيارات ج1ص193، تحقيق: بهراد الجعفري، الناشر: مکتبة الصدوق .

 

ثواب البکاء علی الإمام الحسین عن لسان الإمام الباقر علیهما السلام

الروایة الأولی:

حدِّثني الحسن بن عبدالله بن محمّد بن عيسى، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن العلاء بن رزين ، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال: كان عليّ بن الحسين عليهما‌السلام يقول: أيّما مؤمنٍ دمعتْ عَيناه لقتل الحسين بن عليٍّ عليهما ‌السلام دمعةً حتّى تسيل على خدِّه بوَّأه الله بها في الجنّة غُرفاً يسكنها أحقاباً ، وأيّما مؤمن دَمَعَتْ عيناه حتّى تسيل على خَدِّه فينا لاُذى مسّنا مِن عَدوِّنا في الدُّنيا بوَّأه الله بها في الجنّة مبوَّأ صِدقٍ، وأيّما مؤمنٍ مَسَّه أذىً فينا فَدَمَعَتْ عيناه حتّى تسيل على خَدِّه مِن مَضَاضةِ ما اُوذِي فينا صرَّف اللهُ عن وجهه الأذى وآمنه يوم القيامة مِن سَخطه والنّار.  

ابو القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي، الوفاة : 367، كامل الزّيارات، ج1ص107، تحقيق: بهراد الجعفري، الناشر: مکتبة الصدوق.

 الروایة الثانیة:

حدثني حكيم بن داود، عن سلمة بن الخطاب، عن الحسن بن  عليه السلام، عن العلاء بن رزين القلاء، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين (عليه السلام) دمعة حتى تسيل على خده بوأه الله بها غرفا في الجنة يسكنها أحقابا

   جعفر بن محمد بن قولويه، الوفاة : 367 ، کامل الزيارات ج1ص207، تحقيق : الشيخ جواد القيومي،  لجنة التحقيق، الطبعة الاولی ، الناشر:موسسة نشر الفقاهة عيد الغدير 1417.

    بکاء الإمام الصادق علی الإمام الحسین علیهما السلام :  

المروي في هذا الباب عن الإمام الصادق عليه السلام أکثر بكثير مما روی عن غيره من المعصومين علیهم السلام، ولعل سبب هذا الأمر هي تلك الظروف الخاصة التي کانت يعيشها الامام الصادق علقه السلام، ففي هذه الروايات مع مبادرة الامام بالعزاء و البکاء علی الإمام الحسين عليه السلام کان يحرض الناس أيضا لذلك، وحتی روي أن الصادق عليه السلام کان يطلب من الشعراء أن ينشدوا الشعر في عزاء الإمام الحسين عليه السلام و کان يبکی بکاءا شديدا.

رثاء الشعراء عند الإمام الصادق عليه السلام و أهل بیته 

حدَّثني محمّد بن جعفر، عن محمّد بن الحسين، عن ابن أبي عُمَير، عن عبدالله بن حسّان، عن ابن أبي شعبة عن عبدالله بن غالب « قال: دخلت على أبي عبدالله عليه‌السلام فأنشدته مَرْثِيةَ الحسين عليه‌السلام، فلمّا انتهيتُ إلى هذا الموضع:

لَبلِيَّة تَسقو حُسَيناً      بمَسقاةِ الثَّرى غَير التُّرابِ

فصاحت باكية من وراء السّتر: واأبتاه!!!

  جعفر بن محمد بن قولويه،  الوفاة: 367، کامل الزيارات  ج: 1ص:112، تحقيق: بهراد الجعفري، الناشر:مكتبة الصدوق.

 رثاء جعفربن عفان عند الإمام الصادق علیه السلام علی الحسین علیه السلام

حدثنی نصر بن الصباح، قال حدثنی أحمد بن محمد بن عيسی، عن يحيی بن عمران ، قال حدثنا محمد بن سنان، عن زيد الشحام، قال کنا عند أبی عبد الله عليه السلام، ونحن جماعة من الکوفيين، فدخل جعفر بن عفان علی أبی عبد الله عليه السلام، فقربه وأدناه، ثم قال يا جعفر قال لبيک جعلنی الله فداک ، قال بلغنی أنک تقول الشعر فی الحسين عليه السلام وتجيد فقال له نعم جعلنی الله فداک ، فقال قل فأنشده عليه السلام و من حوله حتی صارت له الدموع علی وجهه ولحيته، ثم قال يا جعفر و الله لقد شهدک ملائکة الله المقربون هاهنا يسمعون قولک فی الحسين عليه السلام ولقد بکوا کمابکينا أوأکثر، ولقد أوجب الله تعالی لک يا جعفر فی ساعته الجنة بأسرها وغفر الله لک ، فقال يا جعفر أ لاأزيدک قال نعم ياسيدی، قال ما من أحد قال فی الحسين   عليه السلام شعرا فبکی وأبکی به إلا أوجب الله له الجنة وغفر له.

  الشيخ الطوسی، الوفاة : 46، رجال الکشی، ج1ص289، المحقق: السيد مهدي الرّجائي صححه و علق عليه و قدم له و وضع فهارسه حسن المصطفوی،  الناشر: انتشارات مرکز تحقيقات و مطالعات دانشکده الهيات و معارف اسلامی، دانشگاه مشهد  ۱۳۴۸   

رثاءأبی هارون عند الإمام الصادق علیه السلام علی الحسین علیه السلام

 حدثنا أبو العباس القرشي، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن إسماعيل ، عن صالح بن عقبة، عن أبي هارون المكفوف، قال: قال أبو عبد الله  عليه السلام: يا أبا هارون أنشدني في الحسين عليه السلام، قال: فأنشدته، فبكى، فقال : أنشدني كما تنشدون - يعني بالرقة قال، فأنشدته :

امرر على جدث الحسين * فقل لأعظمه الزكية

قال: فبكى، ثم قال: زدني، قال: فأنشدته القصيدة الأخرى، قال :فبكى، وسمعت البكاء من خلف الستر ، قال: فلما فرغت قال لي: يا أبا هارون من أنشد في الحسين عليه السلام شعرا فبكى وأبكى عشرا كتبت له الجنة، ومن أنشد في الحسين شعرا فبكى وأبكى خمسة كتبت له الجنة، ومن أنشد في الحسين شعرا فبكى وأبكى واحدا كتبت لهما الجنة، ومن ذكر الحسين (عليه السلام) عنده فخرج من عينه من الدموع مقدار جناح ذباب كان ثوابه على الله ولم يرض له بدون الجنة .

   جعفر بن محمد بن قولويه،  الوفاة : 367، کامل الزيارات ج1ص208،  تحقيق : الشيخ جواد القيومي ، لجنة التحقيق ، چاپ اول،  الناشر:موسسة نشر الفقاهة عيد الغدير 1417 . 

رثاء أبی عمارة عند الإمام الصادق علیه السلام علی الحسین علیه السلام

حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ‏ عَنْ حَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ عَنْ أَبِي عُمَارَةَ الْمُنْشِدِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ: قَالَ لِي يَا بَا عُمَارَةَ أَنْشِدْنِي فِي الْحُسَيْنِ عليه السلام قَالَ فَأَنْشَدْتُهُ فَبَكَى ثُمَّ أَنْشَدْتُهُ فَبَكَى ثُمَّ أَنْشَدْتُهُ فَبَكَى قَالَ فَوَ اللَّهِ مَا زِلْتُ أُنْشِدُهُ وَ يَبْكِي حَتَّى سَمِعْتُ الْبُكَاءَ مِنَ الدَّارِ فَقَالَ لِي يَا أَبَا عُمَارَةَ مَنْ أَنْشَدَ فِي الْحُسَيْنِ عليه السلام شِعْراً فَأَبْكَى خَمْسِينَ فَلَهُ الْجَنَّةُ وَ مَنْ أَنْشَدَ فِي الْحُسَيْنِ شِعْراً فَأَبْكَى أَرْبَعِينَ فَلَهُ الْجَنَّةُ وَ مَنْ أَنْشَدَ فِي الْحُسَيْنِ شِعْراً فَأَبْكَى ثَلَاثِينَ فَلَهُ الْجَنَّةُ وَ مَنْ أَنْشَدَ فِي الْحُسَيْنِ شِعْراً فَأَبْكَى عِشْرِينَ فَلَهُ الْجَنَّةُ وَ مَنْ أَنْشَدَ فِي الْحُسَيْنِ شِعْراً فَأَبْكَى عَشَرَةً فَلَهُ الْجَنَّةُ وَ مَنْ أَنْشَدَ فِي الْحُسَيْنِ عليه السلام  شِعْراً فَأَبْكَى وَاحِداً فَلَهُ الْجَنَّةُ وَ مَنْ أَنْشَدَ فِي الْحُسَيْنِ عليه السلام  شِعْراً فَبَكَى فَلَهُ الْجَنَّةُ وَ مَنْ أَنْشَدَ فِي الْحُسَيْنِ شِعْراً فَتَبَاكَى‏ فَلَهُ الْجَنَّة.

ابن قولويه، جعفر بن محمد، الوفاة: 367 ق‏، كامل الزيارات‏، ج1ص105، تحقيق: عبدالحسين امينی، چاپ اول، ناشر: دار المرتضوية،  1356 ش‏.

 

الإمام الصادق علیه السلام کاسف اللون وظاهر الحزن فی یوم عاشوراء

روى عبد الله بن سنان قال: دخلت على سيدي أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام في يوم عاشوراء فألفيته كاسف اللون ظاهر الحزن ودموعه تنحدر من عينيه كاللؤلؤ المتساقط. فقلت: يا ابن رسول الله! مم بكاؤك؟ لا أبكي الله عينيك، فقال لي: أو في غفلة أنت؟ أما علمت أن الحسين بن علي أصيب في مثل هذا اليوم؟ فقلت: يا سيدي! فما قولك في صومه؟ فقال لي: صمه من غير تبييت، وأفطره من غير تشميت، ولا تجعله يوم صوم كملا وليكن إفطارك بعد صلاة العصر بساعة على شربة من ماء، فإنه في مثل ذلك الوقت من ذلك اليوم تجلت الهيجاء عن آل رسول الله وانكشفت الملحمة عنهم، وفي الأرض منهم ثلاثون صريعا في مواليهم يعز على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مصرعهم ولو كان في الدنيا يومئذ حيا لكان صلوات الله عليه واله وسلم هو المعزي بهم، قال: وبكي أبو عبد الله عليه السلام حتى اخضلت لحيته بدموعه، ثم قال: إن الله جل ذكره لما خلق النور خلقه يوم الجمعة في تقديره في أول يوم من شهر رمضان، وخلق الظلمة في يوم الاربعاء يوم عاشوراء في مثل ذلك يعني يوم العاشر من شهر المحرم في تقديره، وجعل لكل منهما شرعة ومنهاجا ..

الشيخ الطوسی،  الوفاة :460، مصباح المتهجد ج1ص782 ، چاپ اول، الناشر: مؤسسة فقه الشيعة بيروت – لبنان  1411 - 1991 م [بي تا].  

بکاء الإمام الصادق علیه السلام حینما یذکر اسم الحسین علیه السلام عنده 

حدّثني محمّد بن الحسن، عن محمّد بن الحسن الصّفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن خالد البرقيِّ، عن أبان الأحمر، عن محمّد بن الحسين الخزَّاز، عن هارون بن خارجة، عن أبي عبدالله عليه‌السلام   قال: كنّا عنده فذكرنا الحسين عليه‌السلام [وعلى قاتله لعنة الله] فبكى أبو عبدالله عليه‌السلام وبكينا، قال:ثمَّ رفع رأسَه فقال: قال الحسين عليه‌السلام: أنا قتيل العَبرَة، لا يذكرني مؤمن إلاّ بكى».

  جعفر بن محمد بن قولويه، الوفاة : 367 ،کامل الزيارات ج1ص117، تحقيق: بهراد الجعفري، الناشر: مكتبة الصدوق.  

استعبار الإمام الصادق علیه السلام حین شرب الماء

مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى،عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ، عَنِ الْخَشَّابِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَّانِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّيِّ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام إِذَا  اسْتَسْقَى الْمَاءَ ، فَلَمَّا شَرِبَهُ رَأَيْتُهُ قَدِ اسْتَعْبَرَ، وَاغْرَوْرَقَتْ عَيْنَاهُ بِدُمُوعِهِ، ثُمَّ قَالَ لِي: يَا دَاوُدُ، لَعَنَ اللهُ قَاتِلَ الْحُسَيْنِ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِ، وَمَا مِنْ عَبْدٍ شَرِبَ الْمَاءَ، فَذَكَرَ الْحُسَيْنَ عليه‌السلام وَأَهْلَ بَيْتِه وَلَعَنَ قَاتِلَهُ إِلاَّ كَتَبَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَهُ مِائَةَ أَلْفِ حَسَنَةٍ، وَحَطَّ عَنْهُ مِائَةَ أَلْفِ سَيِّئَةٍ، وَرَفَعَ  لَهُ مِائَةَ أَلْفِ دَرَجَةٍ، وَكَأَنَّمَا أَعْتَقَ مِائَةَ أَلْفِ نَسَمَةٍ، وَحَشَرَهُ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَلِجَ الْفُؤَادِ.

الشيخ الكليني، الوفاة :329 ،الکافی ج12ص658، تحقيق: قسم احياء التراث مرکز بحوث دار الحديث، الناشر : دارالحديث، قم تاريخ انتشار : 1387 ش.

توصیة الإمام الصادق علیه السلام بالبکاء علی الحسین علیه السلام ومصبیته

حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريّ، عن أبيه، عن عليِّ بن محمّد بن سالم، عن محمّد بن خالد ، عن عبدالله بن حماد البصريّ، عن عبدالله بن عبدالرَّحمن الأصمّ، عن مِسْمَع بن عبدالملك كِرْدين البصريّ « قال : قال لي أبو عبدالله عليه‌السلام، يا مِسْمَع أنت مِن أهل العِراق؛ أما تأتي قبر الحسين عليه‌السلام؟ قلت : لا؛ أنا رَجلٌ مشهورٌ عند أهل البصرة، وعندنا مَن يتّبع هوى هذا الخليفة، وعدوّنا كثير مِن أهل القبائل مِن النُّصّاب وغيرهم، ولستُ آمنهم أنْ يرفعوا حالي عند ولد سليمان فيُمثِّلون بي، قال لي : أفما تذكر ما صنع به؟ قلت : نعم ، قال: فتجزع؟ قلت: إي والله وأستعبر لذلك حتّى يرى أهلي أثر ذلك عليَّ فأمتنع مِن الطّعام حتّى يستبين ذلك في وَجهي، قال: رحِمَ الله دَمعتَك، أما إنّك مِن الَّذين يُعدُّون مِن أهل الجزع لنا، والّذينَ يَفرحون لِفَرحِنا ويحزنون لِحُزننا ويخافون لَخوْفنا ويأمنون إذا أمنّا ، أما إنّك سترى عند موتك حضور آبائي لك ووصيّتهم ملكَ الموت بك، وما يلقّونك به مِن البشارة أفضل، ولملك الموت أرقّ عليك وأشدُّ رَحمةً لك من الاُمّ الشّفيقة على ولدها، قال: ثمَّ استعبر واستعبرتُ معه ، فقال : الحمد للهِ الّذي فضّلنا على خلقِه بالرَّحمة وخصَّنا أهل البيت بالرَّحمة، يا مِسمَع إنَّ الأرض والسَّماء لتبكي مُنذُ قُتل أمير المؤمنين عليه‌السلام رَحمةً لنا ، وما بكى لنا مِن الملائكة أكثر وما رَقأتْ دُموع الملائكة منذ قُتلنا، وما بكى أحدٌ رَحمةً لنا ولما لقينا إلاّ رحمه الله قبل أن تخرج الدَّمعة من عينه، فإذا سالَتْ دُموعُه على خَدِّه، فلو أنَّ قطرةً مِن دُموعِه سَقَطتْ في جهنَّم لأطْفَئتْ حَرَّها حتّى لا يوجد لها حَرٌّ ، وإنّ الموجع لنا قلبه ليفرح يوم يرانا عند مَوته فرحَةً لا تزال تلك الفرْحَة في قلبه حتّى يرد علينا الحوض ، وإنّ الكوثر ليفرح بمحبِّنا إذا ورد عليه حتّى أنّه ليذيقه مِن ضروب الطَّعام ما لا يشتهي أن يصدر عنه ، يا مِسْمع مَن شرب منه شَربةً لم يظمأ بعدها أبداً، ولم يستق بعدها أبداً، وهو في بَرْدِ الكافور وريح المِسْك وطعم الزَّنجبيل، أحلى مِن العَسل، وألين مِن الزَّبد، وأصْفى مِن الدَّمع، وأذكى مِن العَنبر يخرج من تَسْنيم ، ويمرُّ بأنهار الجِنان يجري على رَضْراض الدُّرِّ والياقوت ، فيه من القِدْحان أكثرُ من عدد نجوم السَّماء ، يوجد ريحه مِن مَسيرةِ ألف عام، قِدْحانه مِن الذَّهب والفِضّة وألوان الجوهر، يفوح في وجه الشّارب منه كلُّ فائحة حتّى يقول الشّارب منه: يا ليتني تركت ههنا لا أبغي بهذا بَدلاً، ولا عنه تَحويلاً، أما إنّك يا [ابن] كِرْدين ممّن تروي منه، وما مِن عَين بَكتْ لنا إلاّ نَعِمَتْ بالنّظر إلى الكوثر وسُقِيتْ منه، وأنَّ الشَّارب منه ممّن أحبَّنا ليعطى مِن اللَّذَّة والطَّعم والشَّهوة له أكثر ممّا يعطاه مَن هو دونه في حُبِّنا. وإنْ على الكوثر أمير المؤمنين عليه‌السلام وفي يده عصاً مِن عَوسَج يحطم بها أعداءَنا ، فيقول الرَّجل منهم : إنّي أشهد الشَّهادتين ، فيقول : انطلقْ إلى إمامك فلانٍ فاسأله أنْ يشفع لك ، فيقول : تبرَّأ منّي إمامي الَّذي تذكره ، فيقول : ارجع إلى ورائِك فقلْ للَّذي كنتَ تتولاّه وتقدِّمه على الخلق فاسأله إذ كان خير الخلق عِندَك أن يشفعَ لك ، فإنَّ خيرَ الخلق مَن يَشفَع ، فيقول : إنّي اُهلك عَطَشاً ، فيقول له : زادكَ اللهُ ظَمأُ وزادَكَ اللهُ عَطَشاً. قلت : جُعِلتُ فِداك وكيف يقدر على الدُّنوّ مِن الحوض ولم يقدر عليه غيره؟ فقال : ورع عن أشياء قبيحةٍ ، وكفّ عن شتمنا [أهل البيت] إذا ذكرنا ، وترك أشياء اجترء عليها غيره ، وليس ذلك لِحبّنا ولا لِهوى منه لنا ، ولكن ذلك لشدَّة اجتهاده في عبادته وتَدَيُّنه ولما قد شغل نفسه به عن ذكر النّاس ، فأمّا قلبه فمنافق ودينه النَّصب واتّباع أهل النَّصب وولاية الماضينَ وتقدُّمه لهما على كلِّ أحدٍ ».

  جعفر بن محمد بن قولويه، الوفاة : 367، کامل الزيارات ج1ص108، تحقيق: بهراد الجعفري، الناشر:مكتبة الصدوق  

 

ثواب البکاء علی الحسین علیه السلام ومصیبته عن لسان الإمام الصادق علیه السلام

الروایة الأولی:

حدثني حكيم بن داود، عن سلمة، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن بكر بن محمد، عن فضيل بن يسار، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : من ذكرنا عنده ففاضت عيناه ولو مثل جناح الذباب غفر له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر.

   جعفر بن محمد بن قولويه، الوفاة : 367، کامل الزيارات ج1ص208 ، تحقيق : الشيخ جواد القيومي ، لجنة التحقيق ، چاپ اول،  الناشر:موسسة نشر الفقاهة عيد الغدير 1417

الروایة الثانیة:

وعن حكيم بن داود، عن سَلَمَةَ، عن عليِّ بن سَيف، عن بَكر بن محمّد، عن فَضَيل بن فَضالة، عن أبي عبدالله عليه‌السلام  قال: مَن ذُكِرْنا عِنده ففاضَتْ عَيناه حرَّم اللهُ وَجْهَه على النّار

جعفر بن محمد بن قولويه، الوفاة : 367 ،کامل الزيارات ج1ص111، تحقيق: بهراد الجعفري، الناشر:مكتبة الصدوق.  

 

جواز الجزع والبکاء علی الإمام الحسین علیه السلام عن لسان الصادق علیه السلام

 حدثنا محمد بن محمد، قال : حدثنا أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه رحمه‌الله، قال: حدثني أبي، قال: حدثني سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد ابن عيسى، عن الحسن بن محبوب الزراد، عن أبي محمد الأنصاري، عن معاوية بن وهب، قال: كنت جالسا عند جعفر بن محمد عليهما‌السلام إذ جاء شيخ قد انحنى من الكبر، فقال: السلام عليك ورحمة الله وبركاته. فقال له أبو عبد الله: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، يا شيخ ادن مني، فدنا منه فقبل يده فبكى، فقال له أبو عبد الله عليه‌السلام: وما يبكيك يا شيخ؟ قال له: يا بن رسول الله، أنا مقيم على رجاء منكم منذ نحو من مائة سنة ، أقول هذه السنة وهذا الشهر وهذا اليوم ، ولا أراه فيكم، فتلومني أن أبكي! قال: فبكى أبو عبد الله عليه‌السلام ثم قال : يا شيخ ، إن أخرت منيتك كنت معنا، وإن عجلت كنت يوم القيامة مع ثقل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله. فقال الشيخ : ما أبالي ما فاتني بعد هذا يا بن رسول الله. فقال له أبو عبد الله عليه‌السلام : يا شيخ ، إن رسول الله صلي الله عليه واله وسلم  قال : إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا : كتاب الله المنزل،وعترتي أهل بيتي، تجئ وأنت معنا يوم القيامة. قال: يا شيخ ، ما أحسبك من أهل الكوفة. قال : لا. قال : فمن أين أنت؟ قال : من سوادها جعلت فداك. قال : أين أنت من قبر جدي المظلوم الحسين عليه‌السلام؟ قال: إني لقريب منه قال: كيف إتيانك له؟ قال : إني لآتيه وأكثر قال : يا شيخ ، ذاك دم يطلب الله ( تعالى ) به، ما أصيب ولد فاطمة ولا يصابون بمثل الحسين عليه‌السلام ، ولقد قتل عليه‌السلام في سبعة عشر من أهل بيته،  نصحوا لله وصبروا في جنب الله ، فجزاهم أحسن جزاء الصابرين ، إنه إذا كان يوم القيامة أقبل رسول الله صلي الله عليه واله وسلم  ومعه الحسين عليه‌السلام ويده على رأسه بقطر دما فيقول : يا رب ، سل أمتي فيم قتلوا ولدي. وقال عليه‌السلام. كل الجزع والبكاء مكروه سوى الجزع والبكاء على الحسين عليه‌السلام.

أبي جعفر محمّد بن الحسن بن علي بن الحسن الطّوسي [ شيخ الطائفة ] الوفاة: 460،  الامالی ج1ص161، تحقيق: مؤسسة البعثة ، چاپ اول ،الناشر: دار الثقافة ١٤١٤ هـ.ق  

ذکر لطم الفاطمیات علی الإمام الحسین عن لسان الصادق علیهما السلام

وذكر أحمد بن محمد بن داود القمي في نوادره قال : روى محمد بن عيسى عن أخيه جعفر بن عيسى عن خالد بن سدير أخى حنان بن سدير قال : سألت ابا عبد الله عليه‌السلام عن رجل شق ثوبه على أبيه أو على امه أو على اخيه أو على قريب له فقال : لا بأس بشق الجيوب. قد شق موسى بن عمران على أخيه هارون ، ولا يشق الوالد على ولده ولا زوج على امرأته ، وتشق المرأة على زوجها سألت ابا عبد الله عليه‌السلام عن رجل شق ثوبه على أبيه أو على امه أو على اخيه أو على قريب له فقال: لا بأس بشق الجيوب. قد شق موسى بن عمران على أخيه هارون، ولا يشق الوالد على ولده ولا زوج على امرأته ، وتشق المرأة على زوجها وإذا شق زوج على امرأته أو والد على ولده فكفارته حنث يمين ولا صلاة لهما حتى يكفرا ويتوبا من ذلك، وإذا خدشت المرأة وجهها أو جزت شعرها أو نتفته ففي جز الشعر عتق رقبة أو صيام شهرين متتابعين أو اطعام ستين مسكينا، وفي الخدش إذا دميت وفي النتف كفارة حنث يمين، ولا شئ في اللطم على الخدود سوى الاستغفار والتوبة، وقد شققن الجيوب ولطمن الخدود الفاطميات على الحسين بن علي عليهما‌السلام، وعلى مثله تلطم الخدود وتشق الجيوب.  

الشيخ الطوسی، الوفاة:460، تهذيب الاحکام ج8ص325 ، تحقيق: السيد حسن الخراسان، چاپ سوم ، الناشر:دار الکتب الاسلامية –تهران 1362.

بکاء الإمام الکاظم علی الإمام الحسین علیهما السلام :

ما روی فی حزن الإمام الکاظم عليه السلام فيه دلالة واضحة علی مشروعية البکاء والحزن علی مصاب أبی عبدالله الحسين عليه السلام، حتی أنه لا تبقی أي قيمة للشبهات التي تثار في زماننا هذا للنيل من شعائر عاشوراء.

جاء في کتاب الامالي للشيخ الصدوق عن الامام الرضا عليه السلام :

 

حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور (رحمه الله)، قال: حدثنا الحسين بن محمد بن عامر، عن عمه عبد الله بن عامر، عن إبراهيم بن أبي محمود، قال: قال الرضا (عليه السلام): إن المحرم شهر كان أهل الجاهلية يحرمون فيه القتال، فاستحلت فيه دماؤنا، وهتكت فيه حرمتنا، وسبي فيه ذرارينا ونساؤنا، وأضرمت النيران في مضاربنا، وانتهب ما فيها من ثقلنا، ولم ترع لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حرمة في أمرنا. إن يوم الحسين أقرح جفوننا، وأسبل دموعنا، وأذل عزيزنا، بأرض كرب وبلاء، أورثتنا الكرب والبلاء، إلى يوم الانقضاء، فعلى مثل الحسين فليبك الباكون، فإن البكاء يحط الذنوب العظام. ثم قال (عليه السلام): كان أبي سلام الله عليه إذا دخل شهر المحرم لا يرى ضاحكا، وكانت الكآبة تغلب عليه حتى يمضي منه عشرة أيام، فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه، ويقول: هو اليوم الذي قتل فيه الحسين سلام الله عليه.  

الشيخ الصدوق، الوفاة : 381،  الامالي ج1ص191، الطبعة الأولی ، الناشر: تحقيق قسم الدراسات الاسلامية، مؤسسة البعثة، قم، 1417 ه‌. ق    

بكاء الإمام الرضا علی الإمام الحسین علیهما السلام  :

 نقلت روايات متعددة عن الإمام الرضا عليه أنه کان يبکي و يذکر مصاب الإمام الحسين عليه السلام و يقيم العزاء له عليه السلام، وأيضا أن الإمام الرضا عليه السلام کان يعلن أن يوم عاشوراء يوم حزن و بکاء علی الامام الحسين عليه السلام  

 

ثواب البکاء علی الحسین علیه السلام عن لسان الإمام الرضا علیه السلام

حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق (رحمه الله)، قال: أخبرنا أحمد بن محمد الهمداني، عن علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه، قال: قال الرضا (عليه السلام): من تذكر مصابنا وبكى لما ارتكب منا كان معنا في درجتنا يوم القيامة، ومن ذكر بمصابنا فبكى وأبكى لم تبك عينه يوم تبكي العيون، ومن جلس مجلسا يحيى فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب.    

الشيخ الصدوق، الوفاة : 381، الامالي ج1ص131، تحقيق: قسم الدراسات الاسلامية، مؤسسة البعثة، چاپ اول، الناشر:  الدراسات الاسلامية، مؤسسة البعثة، قم، 1417 ه‌. ق.     

رثاء الإمام الرضا علیه السلام علی أبی عبدالله الحسین سلام الله علیه

 حدثنا محمد بن علي ماجيلويه (رحمه الله)، قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الريان بن شبيب، قال: دخلت على الرضا (عليه السلام) في أول يوم من المحرم، فقال لي: يا بن شبيب، أصائم أنت؟ فقلت: لا. فقال: إن هذا اليوم هو اليوم الذي دعا فيه زكريا (عليه السلام) ربه عز وجل، فقال: (رب هب لى من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء)  فاستجاب به، وأمر الملائكة فنادت زكريا وهو قائم يصلي في المحراب: (أن الله يبشرك بيحيى) فمن صام هذا اليوم ثم دعا الله عز وجل استجاب الله له، كما استجاب لزكريا (عليه السلام). ثم قال: يا بن شبيب، إن المحرم هو الشهر الذي كان أهل الجاهلية فيما مضى يحرمون فيه الظلم والقتال لحرمته، فما عرفت هذه الامة حرمة شهرها ولا حرمة نبيها (صلى الله عليه وآله وسلم)، لقد قتلوا في هذا الشهر ذريته، وسبوا نساءه، وانتهبوا ثقله، فلا غفر الله لهم ذلك أبدا. يا بن شبيب، إن كنت باكيا لشئ، فابك للحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فإنه ذبح كما يذبح الكبش، وقتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلا ما لهم في الارض شبيه، ولقد بكت السماوات السبع والارضون لقتله، ولقد نزل إلى الارض من الملائكة أربعة آلاف لنصره فوجدوه قد قتل، فهم عند قبره شعث قبر إلى أن يقوم القائم، فيكونون من أنصاره، وشعارهم: يا لثارات الحسين. يا بن شبيب، لقد حدثني أبي، عن أبيه، عن جده (عليه السلام): أنه لما قتل جدي الحسين (صلوات الله عليه)، مطرت السماء دما وترابا أحمر. يا بن شبيب، إن بكيت على الحسين (عليه السلام) حتى تصير دموعك على خديك غفر الله لك كل ذنب أذنبته، صغيرا كان أو كبيرا، قليلا كان أو كثيرا. يا بن شبيب، إن سرك أن تلقى الله عز وجل ولا ذنب عليك، فزر الحسين (عليه السلام). يا بن شبيب، إن سرك أن تسكن الغرف المبنية في الجنة مع النبي وآله (صلوات الله عليهم)، فالعن قتلة الحسين. يا بن شبيب، إن سرك أن يكون لك من الثواب مثل ما لمن استشهد مع الحسين (عليه السلام) فقل متى ما ذكرته: يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما. يا بن شبيب، إن سرك أن تكون معنا في الدرجاب العلى من الجنان، فاحزن لحزننا وافرح لفرحنا، وعليك بولايتنا، فلو أن رجلا تولى حجرا لحشره الله معه يوم القيامة.

 الشيخ الصدوق، الوفاة : 381،  الامالي ج1ص192، تحقيق: قسم الدراسات الاسلامية، مؤسسة البعثة، الطبعة الاولی، الناشر:  الدراسات الاسلامية، مؤسسة البعثة ، قم، 1417 ه‌. ق  

 

يوم عاشوراء یوم حزن ومصیبة وبکاء

   حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا قَال‏ مَنْ تَرَكَ السَّعْيَ فِي حَوَائِجِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ قَضَى اللَّهُ لَهُ حَوَائِجَ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ مَنْ كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ يَوْمَ مُصِيبَتِهِ وَ حُزْنِهِ وَ بُكَائِهِ جَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَوْمَ فَرَحِهِ وَ سُرُورِهِ وَ قَرَّتْ بِنَا فِي الْجِنَانِ عَيْنُهُ وَ مَنْ سَمَّى يَوْمَ عَاشُورَاءَ يَوْمَ بَرَكَةٍ وَ ادَّخَرَ فِيهِ لِمَنْزِلِهِ شَيْئاً لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيمَا ادَّخَرَ وَ حُشِرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ يَزِيدَ وَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ وَ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ لَعَنَهُمُ اللَّهُ إِلَى أَسْفَلِ دَرْكٍ مِنَ النَّار  

الشيخ الصدوق، الوفاة : 381،  الامالي ج1ص306، تحقيق: الشيخ احمد الماحوزی، الناشر:موسسة الصادق للطباعة والنشر.

 

حزن الإمام الحسن العسکری للإمام الحسین علیهما السلام  :

نقل عن  الإمام الحسن العسکری عل ه السلام ما دل علی حزنه للإمام الحسين الحسين عليه السلام.

جاء عن الإمام الحسن العسکري في دعاء له عليه السلام: 

اللهم اني أسألك بحق المولود في هذا اليوم، الموعود بشهادته قبل استهلاله و ولادته، بكته السماء و من فيها و الأرض و من عليها و لما يطألأبتيها، قتيل العبرة، و سيد الاسرة، الممدود بالنصرة يوم الكرة، المعوض من قتله أن الأئمة من نسله، و الشفاء في تربته، و الفوز معه في أوبته، و الأوصياء من عترته بعد قائمهم و غيبته، حتي يدركوا الأوتار، و يثأروا الثأر، و يرضوا الجبار، و يكونوا خير أنصار، صلي الله عليهم مع اختلاف الليل و النهار

الشيخ الطوسی،الوفاة :460، مصباح المتهجد ج1ص826 ، الطبعةالاولی ، الناشر: مؤسسة فقه الشيعة بيروت – لبنان  1411 - 1991 م  [بي تا]

 

تعبير «قتيل العبرة»، و «بکته السماء»، الصادر عن الإمام عليه السلام، إضافة علی أنه يدل علی جواز البکاء والحزن عند الإمام عليه السلام، يدل علی حزنه لمصاب الإمام الحسين سلام الله عليه إيضا، إذ أن هذه الکلمات الصادرة ولاسيما فی حال الدعاء والتوسل تحکی عن حاله الكئيب سلام الله عليه.

 

وقال فی بيان معنی «قتيل العبرة»، العلامة المجلسی رضوان الله تعالی عليه:

 

«أنا قَتيلُ العَبَرةِ» أي قتيلٌ منسوبٌ إلى العبرة والبكاء وسببٌ لها . أو اُقتل مع العبرة والحزن وشدّة الحال . والأوّل أظهر

العلامة المجلسي، الوفاة: 1111، بحار الأنوار ج44ص279، الناشر:  مؤسسةالوفاء 

 

بکاء صاحب العصرو الزمان، الحجة بن الحسن العسکري (عج) علی الامام الحسین  علیه السلام  

 

نقل  بکاء الامام صحاب الحجة في کتاب المزار الکبير فی زيارة الناحية

 

فلئن أخرتني الدهور، وعاقني عن نصرك المقدور، ولم أكن لمن حاربك محاربا، ولمن نصب لك العداوة مناصبا، فلأندبنك صباحا ومساء، ولأبكين عليك بدل الدموع دما، حسرة عليك وتأسفا على ما دهاك وتلهفا، حتى أموت بلوعة  المصاب وغصة الاكتياب

الشيخ أبو عبد الله محمّد بن جعفر المشهدي، الوفاة: 610، المزار الكبير ج1ص501 تحقيق : جواد القيومي الاصفهاني، الطبعة الاولی ، الناشر: نشر القيوم ١٤١٩ هـ.ق

السلام عليك، سلام العارف بحرمتك، المخلص في ولايتك، المتقرب إلى الله بمحبتك، البرئ من أعدائك ، سلام من قلبه بمصابك مقروح، ودمعه عند ذكرك مسفوح، سلام المفجوع المحزون، الواله المستكين.

الشيخ أبو عبد الله محمّد بن جعفر المشهدي ،الوفاة: 610، المزار الکبير ج1ص500 ، تحقيق : جواد القيومي الاصفهاني، الطبعة الاولی ، الناشر: نشر القيوم ١٤١٩ هـ.ق

 

 

رغم أن کثيرا من هذه الروايات جاءت بأسانيد صحيحة و معتبرة لکن الخوض في أسانيدها، بحسب کثرتها يکون عبثا، لأنه بالنظر إلی کثرتها يثبت التواتر المعنوی فی باب البکاء والعزاء، فلا حاجة للبحث في الأسناد .

وغير خفی، أن هذه الروايات لا تدل علی جواز البکاء علی الإمام الحسين عليه السلام و حسب، بل تثبت جواز العزاء واللطم و الإطعام ايضا.

 

 



Share
* الاسم:
* البرید الکترونی:
* نص الرأی :
* رقم السری:
  

أحدث العناوین
الاکثر مناقشة
الاکثر مشاهدة