2024 March 29 - 19 رمضان 1445
هل تزوجت السیدة خديجة (س) قبل النبی(ص)؟
رقم المطلب: ٥٧٩ تاریخ النشر: ١٢ ربیع الاول ١٤٤١ - ١١:٠٠ عدد المشاهدة: 4048
الأسئلة و الأجوبة » نبوءة
هل تزوجت السیدة خديجة (س) قبل النبی(ص)؟

السائل: مصطفي

الجواب:

خديجة أفضل زوجات النبی (ص)

السیدة خديجة الكبري سلام الله عليها، أفضل زوجات الرسول صلي الله عليه وآله و إحدی النساء الأربع المخلدة فی الجنة. هی اول من أمنت ب النبی (ص) من النساء و صرفت تمام اموالها و ما تملکها فی نجاح الإسلام.

العلامة المجلسي رضوان الله تعالي عليه یقول هکذا :

عَنْ زُرَارَةَ وَحُمْرَانَ وَمُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام) قَالَ حَدَّثَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صلي الله عليه وآله) قَالَ إِنَّ جَبْرَئِيلَ (عليه السلام) قَالَ لِي لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي حِينَ رَجَعْتُ وَقُلْتُ يَا جَبْرَئِيلُ هَلْ لَكَ مِنْ حَاجَةٍ قَالَ حَاجَتِي أَنْ تَقْرَأَ عَلَي خَدِيجَةَ مِنَ اللَّهِ وَمِنِّي السَّلَامَ

وَحَدَّثَنَا عِنْدَ ذَلِكَ أَنَّهَا قَالَتْ حِينَ لَقَّاهَا نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَقَالَ لَهَا الَّذِي قَالَ جَبْرَئِيلُ فَقَالَتْ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّلَامُ وَ مِنْهُ السَّلَامُ وَ إِلَيْهِ السَّلَامُ وَعَلَي جَبْرَئِيلَ السَّلَامُ.

المجلسي، محمد باقر (المتوفی 1111هـ)، بحار الأنوار، ج 16، ص 7، باب 5 - تزوجه ص بخديجة رضي الله عنها، تحقيق: محمد الباقر البهبودي، ناشر: مؤسسة الوفاء - بيروت - لبنان، الطبعة: الثانية المصححة، 1403 - 1983 م.

محمد بن اسماعيل البخاري یقول:

3609 حدثنا قُتَيْبَةُ بن سَعِيدٍ حدثنا محمد بن فُضَيْلٍ عن عُمَارَةَ عن أبي زُرْعَةَ عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال أتي جِبْرِيلُ النبي صلي الله عليه وسلم فقال يا رَسُولَ اللَّهِ هذه خَدِيجَةُ قد أَتَتْ مَعَهَا إِنَاءٌ فيه إِدَامٌ أو طَعَامٌ أو شَرَابٌ فإذا هِيَ أَتَتْكَ فَاقْرَأْ عليها السَّلَامَ من رَبِّهَا وَمِنِّي وَبَشِّرْهَا بِبَيْتٍ في الْجَنَّةِ من قَصَبٍ لَا صَخَبَ فيه ولا نَصَبَ.

البخاري الجعفي، محمد بن إسماعيل ابوعبدالله (المتوفی256هـ)، صحيح البخاري، ج 3 ص 1389 و ج 6 ص 2723، تحقيق د. مصطفي ديب البغا، ناشر: دار ابن كثير، اليمامة - بيروت، الطبعة: الثالثة، 1407 - 1987.

خديجة، خیر نساء الجنة

محمد بن اسماعيل البخاري ینقل رواية أخری هکذا :

3249 حدثني أَحْمَدُ بن أبي رَجَاءٍ حدثنا النَّضْرُ عن هِشَامٍ قال أخبرني أبي قال سمعت عَبْدَ اللَّهِ بن جَعْفَرٍ قال سمعت عَلِيًّا رضي الله عنه يقول سمعت النبي صلي الله عليه وسلم يقول خَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ وَخَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ.

البخاري الجعفي، محمد بن إسماعيل ابوعبدالله (المتوفی256هـ)، صحيح البخاري، ج 3 ص 3248، تحقيق د. مصطفي ديب البغا، ناشر: دار ابن كثير، اليمامة - بيروت، الطبعة: الثالثة، 1407 - 1987.

نعم، لم یکن لأزواج الرسول(ص) منزلة مثل منزلة خديجة ؛ لأن الرسول صلي الله عليه وآله کان علی الدوام یذکر خديجة ب الخیر ، هذه المسألة سببت حسد النساء بالنسبة الیها و ان یعترضن عند الرسول (ص)انه لماذا یذکر خديجة هکذا.

اعتراف عائشة ب أفضلیة خديجة:

البخاري ینقل عن عائشة هکذا:

3605 حدثنا سَعِيدُ بن عُفَيْرٍ حدثنا اللَّيْثُ قال كَتَبَ إلي هِشَامٌ عن أبيه عن عَائِشَةَ رضي الله عنها قالت ما غِرْتُ علي امْرَأَةٍ لِلنَّبِيِّ صلي الله عليه وسلم ما غِرْتُ علي خَدِيجَةَ هَلَكَتْ قبل أَنْ يَتَزَوَّجَنِي لِمَا كنت أَسْمَعُهُ يَذْكُرُهَا وَأَمَرَهُ الله أَنْ يُبَشِّرَهَا بِبَيْتٍ من قَصَبٍ وَإِنْ كان لَيَذْبَحُ الشَّاةَ فَيُهْدِي في خَلَائِلِهَا منها ما يَسَعُهُنَّ.

البخاري الجعفي، محمد بن إسماعيل ابوعبدالله (المتوفی256هـ)، صحيح البخاري، ج 3 ص 1388، تحقيق د. مصطفي ديب البغا، ناشر: دار ابن كثير، اليمامة - بيروت، الطبعة: الثالثة، 1407 - 1987.

فی رواية أخری ینقل هکذا :

3610 وقال إِسْمَاعِيلُ بن خَلِيلٍ أخبرنا عَلِيُّ بن مُسْهِرٍ عن هِشَامٍ عن أبيه عن عَائِشَةَ رضي الله عنها قالت اسْتَأْذَنَتْ هَالَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ أُخْتُ خَدِيجَةَ علي رسول اللَّهِ صلي الله عليه وسلم فَعَرَفَ اسْتِئْذَانَ خَدِيجَةَ فَارْتَاعَ لِذَلِكَ فقال اللهم هَالَةَ قالت فَغِرْتُ فقلت ما تَذْكُرُ من عَجُوزٍ من عَجَائِزِ قُرَيْشٍ حَمْرَاءِ الشِّدْقَيْنِ هَلَكَتْ في الدَّهْرِ قد أَبْدَلَكَ الله خَيْرًا منها

البخاري الجعفي، محمد بن إسماعيل ابوعبدالله (المتوفی256هـ)، صحيح البخاري، ج 3 ص 1389، تحقيق د. مصطفي ديب البغا، ناشر: دار ابن كثير، اليمامة - بيروت، الطبعة: الثالثة، 1407 - 1987.

احمد بن حنبل ینقل عن عائشة هکذا :

24908 حدثنا عبد اللَّهِ حدثني أبي ثنا علي بن إِسْحَاقَ انا عبد اللَّهِ قال انا مُجَالِدٌ عَنِ الشعبي عن مَسْرُوقٍ عن عَائِشَةَ قالت كان النبي صلي الله عليه وسلم إذا ذَكَرَ خَدِيجَةَ أَثْنَي عليها فَأَحْسَنَ الثَّنَاءَ قالت فَغِرْتُ يَوْماً فقلت ما أَكْثَرَ ما تَذْكُرُهَا حَمْرَاءَ الشِّدْقِ قد أَبْدَلَكَ الله عز وجل بها خَيْراً منها قال ما أبدلني الله عز وجل خَيْراً منها قد آمَنَتْ بي إِذْ كَفَرَ بي الناس وصدقتني إِذْ كذبني الناس وواستني بما لها إذا حرمني الناس ورزقني الله عز وجل وَلَدَهَا إِذْ حرمني أَوْلاَدَ النِّسَاءِ

الشيباني، أحمد بن حنبل ابوعبدالله (المتوفی241هـ)، مسند أحمد بن حنبل، ج 6 ص 117، ناشر: مؤسسة قرطبة - مصر؛

الذهبي، شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان، (المتوفی748هـ)، تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، ج 1 ص 238، تحقيق د. عمر عبد السلام تدمري، ناشر: دار الكتاب العربي - لبنان/ بيروت، الطبعة: الأولي، 1407هـ - 1987م.

الهيثمي بعد نقل هذه الرواية یقول:

رواه أحمد وإسناده حسن.

الهيثمي، ابوالحسن علي بن أبي بكر (المتوفی 807 هـ)، مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، ج 9 ص 224، ناشر: دار الريان للتراث/ دار الكتاب العربي - القاهرة، بيروت - 1407هـ.

لمزید العلم فی حسد عائشة راجع عنوان الذيل :

هل کان لعائشة، حسد بالنسبة لبقیة أزواج الرسول (ص) ؟

 

 

بناء علی هذا لم یبقی شک فی مقام و منزلة السیدة خديجة سلام الله عليها ؛ لکن حسب ان اهل السنة یحبون ان یعرفوا عائشة أفضل أزواج الرسول ،فلهذا یسعون لصنع الفضائل لها و الوحیدة التی وجدوها من الفضائل، أن یدعوا بأن عائشة هی الزوجة الوحیدة الباکرة ل الرسول و بقیة أزواج الرسول من جملتهن السیدة خديجة متزوجة قبل النبی (ص)؛ و الحال ان هذا المطلب لم یلائم الحقائق التأريخية ، لأنه علی اساس النقل، عائشة ایضا متزوجة قبل النبی (ص).

هل کانت عائشة متزوجة قبل الرسول (ص) ؟

ابن سعد فی الطبقات الكبري یقول :

عن عبد الله بن أبي ملكية قال خطب رسول الله صلي الله عليه وسلم عائشة بنت أبي بكر الصديق فقال إني كنت أعطيتها مطعما لابنه جبير فدعني حتي أسلها منهم فاستسلها منهم فطلقها فتزوجها رسول الله صلي الله عليه وسلم.

الزهري، محمد بن سعد بن منيع ابوعبدالله البصري (المتوفی230هـ)، الطبقات الكبري، ج 8 ص 59، ناشر: دار صادر - بيروت؛

العسقلاني الشافعي، أحمد بن علي بن حجر ابوالفضل (المتوفی852هـ)، الإصابة في تمييز الصحابة، ج 8 ص 17، تحقيق: علي محمد البجاوي، ناشر: دار الجيل - بيروت، الطبعة: الأولي، 1412هـ - 1992م.

بناء علی هذا ، کانت عائشة ایضا قبل رسول الله صلي الله عليه وآله زوجة شخص آخر بإسم جبير بن مطعم .

هل کانت السیدة خديجة ثيّبة (غير باكرة) ؟

البحث الرئیسی هو فی أنه هل السیدة خديجة سلام الله عليها قبل الرسول تزوجت من أحد أو لا ؟

جواب هذا السؤال یوجد فی الآثار والكتب لعلماء الشيعة و مفکریها بکثیر الذی مع احترامی لهم جمیعا حسب الإختصار نشیر الی بعض الأجوبة و التوضیحات :

قیل البعض: لم یکن لرسول الله زوجة باكرة غير عائشة و قالوا فی خديجة: انها قبل رسول الله تزوجت من عتيق بن عبد الله المخزومي و ابوهالة التميمي و لها اولاد منهما.

هذا الکلام لم یقبل لدی بعض علماء الشيعة ؛لأن معظم هذه الکلمات هی رسم رسام سیاسی  یقصد الطعن فی حرمتها و عفتها التی استوعبت فی رحمها وجود كوثر القرآن، فاطمة الزهرا و لهذا الإحکام فی هذا الموضوع و نقد کلماتهم فی المصادر التأريخية و الحديث تدفع الشك و الشبهة .

ابو القاسم اسماعيل بن محمد الإصفهاني من علماء اهل السنة یصرح بأن السیدة خديجة سلام الله عليها،کانت إمرأة باكرة.

وكانت خديجة امرأة باكرة ذات شرف ومال كثير وتجارة تبعث بها إلي الشام فتكون عيرها كعامة عير قريش.

الأصبهاني، أبو القاسم اسماعيل بن محمد بن الفضل التيمي (المتوفی535هـ)،دلائل النبوة، ج 1 ص 178، تحقيق: محمد محمد الحداد، ناشر: دار طيبة - الرياض، الطبعة: الأولي، 1409هـ.

ابوالقاسم الكوفي من علماء الشيعة، یذکر هنا استدلالا جذابا نلفت نظر القارئ المحترم الیه. هو يقول فی كتاب الإستغاثه هکذا :

أن الإجماع من الخاص والعام من أهل الأنال ونقلة الأخبار علي أنه لم يبق من أشراف قريش ومن ساداتهم وذوي النجدة منهم إلا من خطب خديجة ورام تزويجها فامتنعت علي جميعهم من ذلك فلما تزوجها رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم غضب عليها نساء قريش وهجرنها وقلن لها خطبك أشراف قريش وأمراؤهم فلم تتزوجي أحدا منهم وتزوجت محمدا يتيم أبي طالب فقيرا لا مال له، فكيف يجوز في نظر أهل الفهم أن تكون خديجة يتزوجها أعرابي من تميم وتمتنع من سادات قريش وأشرافها علي ما وصفناه، ألا يعلم ذو التميز والنظر أنه من أبين المحال وأفظع المقال، ولما وجب هذا عند ذوي التحصيل ثبت أن خديجة لم تتزوج غير رسول الله (ص).

الكوفي، أبو القاسم علي بن أحمد بن موسي ابن الإمام الجواد محمد بن علي (المتوفی352هـ)، كتاب الاستغاثة، ج1، ص70، طبق برنامج مكتبة اهل البيت عليهم السلام.

و ایضا نستطیع ان نسأل هذا السؤال عن اهل التحقيق انه لو کانت خديجة متزوجة قبل زواجها مع الرسول ب اعرابي من قبيلة تميم ، هل یبقی مورد لتلویمها بعد زواجها مع رسول الله (ص) ؟ و هل کان زواج إمرأة رملاء مهمة الناس فی مکة حتی حسب هذا النقل تمام أزواج اشراف قريش قطعن علاقاتهن معها ؟

لو کانت خديجة تستحق التلویم فلماذا لم یلومها عند زواجها مع اعرابی یبول من کعب رجله (علی فرض صحته) و لم یکن له میزة خاصة ؟

لهذا السبب، نحن علی یقین ان قضية زواج السیدة خديجة قبل رسول الله صلي الله عليه وآله من دسيسة الذین لا یعرفون من حد فی فضيلة اعداء اهل البيت عليهم السلام و لم یبقون فضيلة ل اهل البيت عليهم السلام ؛ الا انهم صنعوا مثلها للآخرین.

الإجابة عن بعض الأسئلة

السؤال الأول: لو لم یکن ل السیدة خديجة، زوجا قبل رسول الله صلي الله عليه وآله ، ف زينب، رقية و ام كلثوم، بنات من؟ هل هن بنات رسول الله صلي الله عليه وآله ؟

حسب نقل اهل التأریخ ، کانت لخديجة اخت بإسم هالة التی تزوجت من رجل مخزومي و ولدت له ابنة اسمها نفس اسم امها هالة ثم تزوجت من رجل تميمي بإسم ابوهند الذی ولدت منه ابنة تسمی هند، هذا الرجل التميمي تزوج إمرأة اخری و ولد منها ابنتان بإسم رقية و زينب، فتوفیت امهما ثم بعد فترة توفی ابوهما ، هند ابنة هالة اودعت عند اسرة ابیها و هالة مع هاتین الإبنتین اللتین من زوجة اخری لزوجها جئن الی بیت خديجة و هی تولت رعایتهن و بعد زواجها مع رسول الله صلي الله عليه وآله بقیتا هاتان الإبنتان عند خديجة و رسول الله و ربیاهما فی حجرهما و عنونا ب ربائب رسول الله (ص) و علی اساس تقالید العرب الربيبة فی الحسبان مثل البنت و لهذا سمیا ببنات خديجة و رسول الله (ص).

لمزید العلم راجع العنوان الذیل:

هل لزواج ابنتا رسول الله (ص) مع عثمان صحة ؟

 

 

السؤال الثانی: البعض یقولون انه عدم زواج امرأة مثل خديجة التی لها صفتان الجمال و المال و علاوة علی هذین الصفتین هی منسوبة الی أسرة کبیرة و ممیزة ،امر مستحیل. و قالوا: هل من الممکن ان اباها او ولیها یجعلها من غیر زوج و تعیش وحیدة؟

فی الإجابة نقول :

اولا: والد خديجة قتل فی حرب الفجار.

ثانيا: لو کان لها وليا غير أبیها لا یستطیع ان یلزمها بتزویج أحد ، و لهذا انتظار إمرأة مثلها لتجد من هو کفو لها و فی شأنها عند تلک الزمان امر معقول و یصلح ل القبول.

نتيجة البحث

فی النتيجة اثبات بنت أو بنات ل السیدة خديجة من زوج غير رسول الله (ص)هو امر مستحیل؛ بل حسب الإلتفات الی نقل التأريخ محال ؛ بناء علی هذا زواج خديجة قبل رسول الله(ص) من المواضیع المصطنعة و لااقل انه علی اساس الجهل و الغفلة و التفسير الغلط عن حوادث التأريخ الذی یوصل کل ناقد بصیر الی هذه النتیجة.

 

و من الله التوفیق

 



Share
* الاسم:
* البرید الکترونی:
* نص الرأی :
* رقم السری:
  

أحدث العناوین