السؤال من: حسين الاميري
قائمة المطالب :
الجواب الإجمالي
الجواب التفصيلي
الفصل الاول: اعطاء فدك من قبل الرسول صلي الله عليه وآله لفاطمة الزهرا سلام الله عليها
الفصل الثانی: مراحل مطالبة فدك من قبل السیدة الزهرا سلام الله عليها
ا : مطالبة فدك فی حضورها (بإدعاء انها هدیة)
ب: مطالبة فدك فی حضورها (بإدعاء انها ميراث)
ج: مطالبة فدك فی غیابها (بإدعاء انها ميراث)
د. مطالبة و استنصار من عموم الناس ، ل احقاق الحق
النتیجة
اسئلة من اهل السنة
بعد ما ابوبکر حصل علی الخلافة من قبل فئة أخذ من الزهرا س بستان فدک الذی کانت ملکا طلقا لها و اخرج عاملیها من هناک و حرم الزهرا س من میراث اموال ابیها و ما ترکه لها و لم یکتف بهذا و ایضا ابوبکر لم یعطی بنی هاشم نصیبهم من خمس خیبر و الحال أنهم ذوی القرباء لرسول الله ص .
السیدة الزهرا سلام الله عليها، فی البدایة طالبت فدك منهم بأنها مالها الشخصی و هدیة ابیها. علی اساس بعض الروايات، ابوبكر صدّق کلام بنت النبی ص و ارسل رسالة الی عامله بأن یرد فدک ؛ و لکن خرق هذه الرسالة عمر فی نفس المجلس أو فی الطریق و انمح ما کتب فیها .
درسنا هذا المطلب فی الإجابة عن سؤال هکذا :
؟هل أخذ عمر سند فدک من ید الزهرا س و اخرقه ؟
الصديقة الطاهرة سلام الله عليها طالبت فدک مرة اخری بعنوان یثبت حقها المسلّم و هو أنها ادعت میراثها من أبیها یعنی علی فرض ان الرسول ص لم یعطها فدک هبة ، حسب ان الزهرا س هی الولیدة الوحیدة من الرسول ص فمیراث الرسول ص لها و بإتفاق من المسلمین ان فدک کان لرسول الله ص فلا بد ان تورثها من ابیها .
ابو بكر ردّ ادعاء الزهرا س بأن فدک عطیة رسول الله ص بردّ شهادة الشاهدین . و أنکر ادعاء انه میراث بجعل روایة أن (نحن معاشر الأنبیاء لا نورث ما ترکناه صدقة).
المطالبة الاخری من قبل الزهرا س هی أن ابابکر لم یعطها سهم الخمس و فی هذا ایضا اخذ بجعل روایة ان «سَهْمُ ذَوِي الْقُرْبَى لَهُمْ في حَيَاتِي وَلَيْسَ بَعْدَ مَوْتِي»، و فی النهایة حرم اهل البیت س من کل حقوقهم .
فی روايات اهل السنة مطالبة فدك عن طريق الميراث لها اکثر تقریرا و کأن الایدی المدسوسة علی ان ینسوا حقها المسلم و اما بعض المصادر ذکرت روایات بسند معتبر تحکی ان فدک عطیة رسول الله ص وهبها لها .
مع دراسة روايات هذا الموضوع، نعرف ان مطالبات الزهرا س کانت بصورة مکررة و بعناوین مختلفة و الأقل ما طالبت خمس مرات .
نذکر الجواب التفصيلي فی ضمن کم فصل :
الفصل الاول: اعطاء فدك من قبل الرسول صلي الله عليه وآله ل فاطمة الزهرا سلام الله عليها
الروايات المتعددة فی مصادر الشيعة و اهل السنة تبین لنا ان بعد ما استلم الرسول ص فدک من الیهود فی خیبر أعطاها لإبنته الزهرا س هبة .
الرواية الأولی عن ابی سعيد الخدري: (بسند صحيح)
ابويعلی الموصلي من قدماء اهل السنة ینقل رواية عن ابی سعيد الخدري هکذا :
قَرَأْتُ عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ يَزِيدَ الطَّحَّانِ فَقَالَ: هُوَ مَا قَرَأْتُ عَلَى سَعِيدِ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتِ الآيَةُ: وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ. دَعَى النَّبِيُّ صلي الله عليه وسلم فَاطِمَةَ وَأَعْطَاهَا فَدَكَ.
أبو يعلى الموصلي التميمي، أحمد بن علي بن المثنى (المتوفی307 هـ)، مسند أبي يعلى، ج 2، ص 334 و ج 2، ص 534، تحقيق: حسين سليم أسد، ناشر: دار المأمون للتراث - دمشق، الطبعة: الأولى، 1404 هـ – 1984م.
یذکر هذه الرواية مع اختلاف یسیر فی الإسناد ، فی موضع آخر هکذا :
قَرَأْتُ عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ يَزِيدَ الطَّحَّانِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ خُثَيْمٍ، عَنْ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: " وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ " دَعَا النَّبِيُّ صلي الله عليه وسلم فَاطِمَةَ وَأَعْطَاهَا فَدَكَ "
أبو يعلى الموصلي التميمي، أحمد بن علي بن المثنى (المتوفی307 هـ)، مسند أبي يعلى، ج 2، ص 534، تحقيق: حسين سليم أسد، ناشر: دار المأمون للتراث - دمشق، الطبعة: الأولى، 1404 هـ – 1984م.
اشكال فی سند الرواية و الإجابة عنه
هذه الرواية تثبت لنا بالنص ان الرسول صلي الله عليه وآله أعطی فدك بعد نزول الآية، ل السیدة الزهرا سلام الله عليها. و اما من جهة السند فقد اشکل بعض علماء اهل السنة فیه.
الهيثمي من علماء الرجال لأهل السنة، بعد نقل الرواية، یضعّفها ب «عطية» و یقول :
قوله تعالى (وآت ذا القربى حقه) عن أبي سعيد قال لما نزلت (وآت ذا القربى حقه) دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة فأعطاها فدك رواه الطبراني وفيه عطية العوفي وهو ضعيف متروك.
الهيثمي، ابوالحسن علي بن أبي بكر (المتوفى807 هـ)، مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، ج 7 ، ص 49، ناشر: دار الريان للتراث/ دار الكتاب العربي - القاهرة، بيروت – 1407هـ.
توثيقات عطية العوفي من قبل علماء اهل السنة و الوهابية
المضعّف فی هذه الروایة هو عطیة الکوفی فعلینا ان ندرس ترجمته عند علماء الرجال من اهل السنة .
فهو عطية بن سعد بن جنادة . فلنذکر کلمات علماء اهل السنة فیه :
1. توثيق الهيثمي:
الهيثمي وثّق عطية بن سعيد (الذی ضعفه هنا)، فی موضع آخر :
رواه أحمد وفيه عطية بن سعيد وفيه كلام وقد وثق.
مجمع الزوائد، ج 3، ص 120
2. توثيق العجلي الکوفي:
هو یذکره فی کتاب «معرفة الثقات من رجال أهل العلم والحديث» و یوثقه :
1255 عطية العوفي كوفى تابعي ثقة وليس بالقوي.
العجلي، أبي الحسن أحمد بن عبد الله بن صالح (المتوفى261هـ)، معرفة الثقات من رجال أهل العلم والحديث ومن الضعفاء وذكر مذاهبهم وأخبارهم، ج 2، ص 1253، تحقيق: عبد العليم عبد العظيم البستوي، ناشر: مكتبة الدار - المدينة المنورة - السعودية، الطبعة: الأولى، 1405 – 1985م.
3. ملا على القارى:
یقول فیه :
عطية بن سعد العوفي، وهو من أجلاء التابعين .
القاري ، ملا علي (المتوفی 1104 هـ) ؛شرح مسند أبي حنيفة، ص 292 ، ناشر : دار الکتب العلمية بيروت
4. توثيق محمد بن جرير الطبري :
یقول فیه :
منهم عطية بن سعد بن جنادة العوفى ... وکان کثير الحديث ثقة إن شاء الله.
الطبري، محمد بن جرير بن يزيد بن کثير بن غالب الآملي، أبو جعفر (المتوفی310هـ) المنتخب من ذيل المذيل ، ج 1، ص 304 ، طبق برنامج الجامع الکبير
5. توثيق ابن سعد:
مؤلف الطبقات ایضا یقول :
عطية بن سعد بن جنادة العوفي ... وکان ثقة إن شاء الله وله أحاديث صالحة.
الزهري، محمد بن سعد بن منيع ابوعبدالله البصري (المتوفى230هـ)، الطبقات الکبرى، ج6، ص 304 ، ناشر: دار صادر - بيروت.
6. يحيى بن معين :
یقول فی عطیة الکوفی:
قيل ليحيى کيف حديث عطية قال صالح.
يحيى بن معين أبو زکريا ( المتوفی233هـ)، تاريخ ابن معين (رواية عثمان الدارمي)، ج 3 ، ص 500، تحقيق: د. أحمد محمد نور سيف، دار النشر: دار المأمون للتراث - دمشق - 1400
ابن جعد ینقل کلام يحيي بن معين ایضا :
2048 حدثنا بن زنجويه نا زيد بن الحباب نا فضيل بن مرزوق الأغر الرؤاسي نا أبو إسحاق وحدثنا عباس سمعت يحيى بن معين يقول عطية العوفي هو عطية الجدلي قيل ليحيى کيف حديث عطية قال صالح.
الجوهري البغدادي، علي بن الجعد بن عبيد ابوالحسن (المتوفى230هـ) مسند ابن الجعد، ج 1، ص 302 ، تحقيق: عامر أحمد حيدر، ناشر: مؤسسة نادر - بيروت، الطبعة: الأولى، 1410هـ – 1990م.
7. تصحيح رواية عطية عن طریق الترمذي:
الترمذي صاحب أحد صحاح الستة ل اهل السنة، یصحح روايات عطية :
2381 حدثنا أبو کُرَيبٍ حدثنا مُعَاوِيةُ بن هِشَامٍ عن شَيبَانَ عن فِرَاسٍ عن عَطِيةَ عن أبي سَعِيدٍ قال قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم من يرَائِي يرَائِي الله بِهِ وَمَنْ يسَمِّعْ يسَمِّعْ الله بِهِ قال وقال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم من لَا يرْحَمْ الناس لَا يرْحَمْهُ الله وفي الْبَاب عن جُنْدَبٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بن عَمْرٍو قال أبو عِيسَى هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ من هذا الْوَجْهِ
الترمذي السلمي، ابوعيسي محمد بن عيسي (المتوفى 279هـ)، سنن الترمذي، ج 4 ، ص591 ، تحقيق: أحمد محمد شاکر وآخرون، ناشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت.
و فی مواضع متعددة یصحح روایاته ؛ من جملتها فی هذه العناوین:
سنن الترمذي ج 4، ص 670 ش 2522،
سنن الترمذي ج 4، ص 693 ش 2558 ،
8. تصحيح رواية عطية عن طریق الحاكم النيسابوري:
حاكم النيسابوري یصحح رواية عطية ایضا :
7899 أخبرنا عبد الله بن الحسين بمرو ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا هاشم بن القاسم ثنا أبو عقيل عبد الله بن عقيل الثقفي عن ربيعة بن يزيد وعطية بن قيس عن عطية بن سعد رضي الله عنه وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الرجل لا يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرا لما به بأس هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
المستدرك على الصحيحين ج 4 ، ص 355
9. تصحيح رواية عطية عن طریق القطيعي و الترمذي:
احمد بن حنبل ینقل رواية فی فضل ابی بكر و عمر و علماء اهل السنة یصححوها . متن الرواية هکذا :
11900 حدثنا عبد اللَّهِ حدثني أبي ثنا بن فُضَيْلٍ ثنا سَالِمٌ يعني بن أبي حَفْصَةَ وَالأَعْمَشُ وَعَبْدُ اللَّهِ بن صُهْبَانَ وَكَثِيرٌ النَّوَّاءُ وابن أبي لَيْلَى عن عَطِيَّةَ العوفي عن أبي سَعِيدٍ الخدري قال قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ان أَهْلَ الدَّرَجَاتِ العلي لَيَرَاهُمْ من تَحْتَهُمْ كما تَرَوْنَ النَّجْمَ الطَّالِعَ في أُفُقٍ من آفَاقِ السَّمَاءِ أَلاَ وان أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ منهم وَأَنْعَمَا
مسند أحمد بن حنبل ج 3، ص 93
بدر الدين عبد الله بدر محقق كتاب «جزء الألف دينار» بعد نقل الرواية، یصحح اسنادها :
150 حدثنا الفضل قال حدثنا عثمان بن عبد الله البيتامي قال حدثنا سلمة ابن سنان الأنصاري عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن أهل الدرجات العلى ليراهم من هو أسفل منهم كما تراءون الكوكب الدري في أفق السماء وإن أبا بكر وعمر منهم وأنعما ) صحيح.
القطيعي، أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان (المتوفی368هـ)، جزء الألف دينار وهو الخامس من الفوائد المنتقاة والأفراد الغرائب الحسان، ج 1، ص 238، تحقيق: بدر بن عبد الله البدر، دار النشر: دار النفائس – الكويب، الطبعة: الأولى1414هـ - 1993م
صحح هذا المحقق الروایة فی موضعین آخرین:
جزء الألف دينار، ج 1، ص 288
جزء الألف دينار، ج 1، ص 441
البغوي یحسن الروایة ایضا :
هذا حديث حسن.
البغوي، الحسين بن مسعود (المتوفى516هـ)، شرح السنة، ج 14، ص 100، تحقيق: شعيب الأرناؤوط - محمد زهير الشاويش، ناشر: المكتب الإسلامي - دمشق _ بيروت، الطبعة: الثانية، 1403هـ - 1983م.
10. تصحيح رواية عطية عن طریق الزيلعي:
الزيلعي من علماء اهل السنة یحسن رواية عطية :
حديث آخر أخرجه الترمذي عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أحب الناس إلى الله يوم القيامة وادناهم مجلسا منه امام عادل قال بن القطان في كتابه وعطية العوفي مضعف وقال بن معين فيه صالح فالحديث به حسن انتهى
الزيلعي، عبدالله بن يوسف ابومحمد الحنفي (المتوفى762هـ)، نصب الراية لأحاديث الهداية، ج 4، ص 68، تحقيق: محمد يوسف البنوري، ناشر: دار الحديث - مصر – 1357هـ.
11. تصحيح روايات عطية عن طریق الباني الوهابي:
الباني الوهابي یصحح روایاته .
الرواية الاولی:
3240 - 4001 ( صحيح )
حدثنا القاسم بن زکريا بن دينار حدثنا عبد الرحمن بن مصعب ح و حدثنا محمد ابن عبادة الواسطي حدثنا يزيد بن هارون قالا حدثنا إسرائيل أنبأنا محمد بن جحادة عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أفضل الجهاد کلمة عدل عند سلطان جائر (صحيح ) ...
صحيح سنن ابن ماجه للالباني ش 3240-4001
الرواية الثانیة:
( سنن الترمذي )
477 حدثنا زياد بن أيوب البغدادي حدثنا محمد بن ربيعة عن فضيل بن مرزوق عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى حتى نقول لا يدع ويدعها حتى نقول لا يصلي قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب .
تحقيق الألباني :
صحيح ، ابن ماجه ( 1379 )
صحيح وضعيف سنن الترمذي - (ج 1 / ص 477)
( سنن الترمذي )
3243 حدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان عن مطرف عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أنعم وقد التقم صاحب القرن القرن وحنى جبهته وأصغى سمعه ينتظر أن يؤمر أن ينفخ فينفخ قال المسلمون فكيف نقول يا رسول الله قال قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل توكلنا على الله ربنا وربما قال سفيان على الله توكلنا قال أبو عيسى هذا حديث حسن وقد رواه الأعمش أيضا عن عطية عن أبي سعيد .
تحقيق الألباني :
صحيح ، الصحيحة ( 1078 - 1079 )
صحيح وضعيف سنن الترمذي، (ج 7 / ص 243)
و روايات اخر....
بناء علی هذا ، عطية موثق عند علماء اهل السنة ؛ لاسیما اذا یروی فضائل خلیفة الاول و الثانی ؛ کما رأیتم فی ما مضی من نظائره .
حتی أن علماء أخر صححوا ایضا روايات عطية و قالوا بوثاقته فلنکتفی بهذا المقدار لأن توثیقه أمر بیّن .
السيوطى، العالم الشهیر لأهل السنة فی كتاب الدر المنثور، یذکر عدة من علماء اهل السنة الذی رووا رواية أبا سعيد فی كتبهم :
وأخرج البزار وأبو يعلى وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: لما نزلت هذه الآية «وآت ذا القربى حقه» دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة فأعطاها فدك.
السيوطي، عبد الرحمن بن الكمال جلال الدين (المتوفی911هـ)، الدر المنثور، ج 5، ص 273، ناشر: دار الفكر - بيروت – 1993.
الرواية الثانیة عن ابن عباس:
الشوكانى یروی عن طريق ابن عباس روایة یصرح فیها ان فدک هبة رسول الله ص للسیدة الزهراء س :
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال لما نزلت (وآت ذا القربى حقه) أقطع رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة فدك.
الشوكاني، محمد بن علي بن محمد (المتوفی1255هـ)، فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير، ج 3، ص 224، ناشر: دار الفكر – بيروت.
الرواية الثالثة عن الامام الصادق عليه السلام:
توجد فی مصادر الشيعة روایات کثیرة ایضا ان فدک نحلة من رسول الله ص. من جملتها هذه الرواية الطویلة عن الإمام الصادق عليه السلام انه قال فی فقرة منها :
... فَلَمَّا دَخَلَ عَلَى فَاطِمَةَ عليها السلام فَقَالَ يَا بُنَيَّةِ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَفَاءَ عَلَى أَبِيكِ بِفَدَكَ وَ اخْتَصَّهُ بِهَا فَهِيَ لِي خَاصَّةً دُونَ الْمُسْلِمِينَ أَفْعَلُ بِهَا مَا أَشَاءُ وَ إِنَّهُ قَدْ كَانَ لِأُمِّكِ خَدِيجَةَ عَلَى أَبِيكِ مَهْرٌ وَ إِنَّ أَبَاكِ قَدْ جَعَلَهَا لَكِ بِذَلِكِ وَ نَحَلْتُكِهَا تَكُونُ لَكِ وَ لِوُلْدِكِ بَعْدَكِ قَالَ فَدَعَا بِأَدِيمٍ عُكَاظِيٍّ وَ دَعَا عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام فَقَالَ اكْتُبْ لِفَاطِمَةَ بِفَدَكَ نِحْلَةً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلي الله عليه وآله وَ شَهِدَ عَلَى ذَلِكَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَ مَوْلًى لِرَسُولِ اللَّهِ وَ أُمُّ أَيْمَنَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه وآله إِنَّ أُمَّ أَيْمَنَ امْرَأَةٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ جَاءَ أَهْلُ فَدَكَ إِلَى النَّبِيِّ صلي الله عليه وآله فَقَاطَعَهُمْ عَلَى أَرْبَعَةٍ وَ عِشْرِينَ أَلْفَ دِينَارٍ فِي كُلِّ سَنَةٍ..
الراوندي، قطب الدين (المتوفى573هـ)، الخرائج والجرائح، ج1، ص 113، تحقيق ونشر: مؤسسة الإمام المهدي عليه السلام ـ قم، الطبعة: الأولى، 1409هـ.
فتبین حسب الروایات الصحیحة و غیرها ان فدک مال طلق لرسول الله ص وهبها للزهرا س .
الفصل الثانی: مراحل مطالبة فدك من قبل السیدة الزهرا سلام الله عليها
بعد ما ثبت ان رسول الله صلي الله عليه وآله نحّل فدك لإبنته الزهرا س ، یتبین ان فدك مال طلق للسیدة الزهرا سلام الله عليها و هی ذو الید علیها . و علی کل أحد اذا اراد ان یتصرف فیها ان یستأذن منها و لا یسمح لأحد ان یاخذها منها من دون اذن منها .
اما بعد وفاة الرسول صلي الله عليه وآله، حین ما حصل ابوبكر علی الخلافة طرد وکیلها من ارض فدک و حسبها من اموال المسلمین .
بعد هذه الواقعة، اخذت السیدة الزهرا سلام الله عليها بمطالبة فدک لإستردادها.
النكتة الملفة للنظر ان مطالبة فدك من قبل السیدة الزهرا سلام الله عليها کانت حسب مراحل و بعناوين مختلفة و بصورة مكررة .
سنتعرض علی روايات المصنفة لهذا الموضوع :
ا : مطالبة فدك فی حضورها (بإدعاء انها هدية )
فی البدایة طالبت الزهرا س فدک من ابی بکر بعنوان انها هدیة و هبة من قبل ابیها لها ؛ فأراد منها ان تحضّر الشاهدین . فحضّرت اميرالمؤمنین عليه السلام، ام ايمن، و رباح مولی رسول الله صلي الله عليه وآله و طبق بعض الروايات، امام الحسن و امام الحسين عليهما السلام فلم یقبل شهادتهم لأعذار واهیة .
فلنذکر فی هذا القسم روايات الشيعة واهل السنة :
الرواية الأولی عن الإمام الصادق عليه السلام:
علي بن ابراهيم القمي فی تفسيره ذيل آية «فَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَ الْمِسْكِينَ وَ ابْنَ السَّبِيلِ» یذکر هذه الروایة :
حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسَى وَ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ لَمَّا بُويِعَ لِأَبِي بَكْرٍ وَ اسْتَقَامَ لَهُ الْأَمْرُ عَلَى جَمِيعِ الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ بَعَثَ إِلَى فَدَكَ فَأَخْرَجَ وَكِيلَ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلي الله عليه وآله مِنْهَا- فَجَاءَتْ فَاطِمَةُ عليها السلام إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَتْ يَا أَبَا بَكْرٍ مَنَعْتَنِي عَنْ مِيرَاثِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ وَ أَخْرَجْتَ وَكِيلِي مِنْ فَدَكَ فَقَدْ جَعَلَهَا لِي رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه وآله بِأَمْرِ اللَّهِ، فَقَالَ لَهَا هَاتِي عَلَى ذَلِكَ شُهُوداً- فَجَاءَتْ بِأُمِّ أَيْمَنَ فَقَالَتْ لَا أَشْهَدُ- حَتَّى أَحْتَجَّ يَا أَبَا بَكْرٍ عَلَيْكَ بِمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه وآله فَقَالَتْ أَنْشُدُكَ اللَّهَ، أَ لَسْتَ تَعْلَمُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلي الله عليه وآله قَالَ إِنَّ أُمَّ أَيْمَنَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ قَالَ بَلَى، قَالَتْ فَأَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلي الله عليه وآله «فَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ» فَجَعَلَ فَدَكَ لِفَاطِمَةَ بِأَمْرِ اللَّهِ- وَ جَاءَ عَلِيٌّ عليه السلام فَشَهِدَ بِمِثْلِ ذَلِكَ- فَكَتَبَ لَهَا كِتَاباً بِفَدَكَ وَ دَفَعَهُ إِلَيْهَا- فَدَخَلَ عُمَرُ فَقَالَ مَا هَذَا الْكِتَابُ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّ فَاطِمَةَ ادَّعَتْ فِي فَدَكَ وَ شَهِدَتْ لَهَا أُمُّ أَيْمَنَ وَ عَلِيٌّ فَكَتَبْتُ لَهَا بِفَدَكَ، فَأَخَذَ عُمَرُ الْكِتَابَ مِنْ فَاطِمَةَ فَمَزَّقَهُ وَ قَالَ هَذَا فَيْءُ الْمُسْلِمِين...
القمي، أبي الحسن علي بن ابراهيم (المتوفى310هـ) تفسير القمي، ج2، ص 156، تحقيق: تصحيح وتعليق وتقديم: السيد طيب الموسوي الجزائري، ناشر: مؤسسة دار الكتاب للطباعة والنشر - قم، الطبعة: الثالثة، صفر 1404.
الرواية الثانیة عن مالك بن جعونه:
البلاذري یذکر ایضا :
وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَيْمُونٍ الْمُكْتِبُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ عَيَّاضٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ جَعْوَنَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَتْ فَاطِمَةُ لأَبِي بَكْرٍ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلي الله عليه وآله جَعَلَ لِي فَدَكَ، فَأَعْطِنِي إِيَّاهُ، وَشَهِدَ لَهَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَسَأَلَهَا شَاهِدًا آخَرَ، فَشَهِدَتْ لَهَا أُمُّ أَيْمَنَ، فَقَالَ: قَدْ عَلِمْتِ يَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ أَنَّهُ لا تَجُوزُ إِلا شَهَادَةُ رَجُلَيْنِ أَوْ رَجُلٍ وَامْرَأَتَيْنِ، فَانْصَرَفَتْ.
البلاذري، أحمد بن يحيى بن جابر (المتوفی279هـ)، فتوح البلدان، ج 1، ص 44، تحقيق: رضوان محمد رضوان، ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت – 1403هـ
الرواية الثالثة عن جعفر بن محمد:
البلاذرى یذکر رواية اخری هکذا :
وَحَدَّثَنِي رَوْحٌ الْكَرَابِيسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ رَجُلٍ حَسِبَهُ رَوْحٌ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ، أَنَّ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ لأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَعْطِنِي فَدَكَ، فَقَدْ جَعَلَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم لِي، فَسَأَلَهَا الْبَيِّنَةَ، فَجَاءَتْ بِأُمِّ أَيْمَنَ، وَرَبَاحٍ مَوْلَى النَّبِيِّ صلي الله عليه وسلم فَشَهِدَا لَهَا بِذَلِكَ، فَقَالَ: إِنَّ هَذَا الأَمْرَ لا تَجُوزُ فِيهِ إِلا شَهَادَةُ رَجُلٍ وَامْرَأَتَيْنِ.
البلاذري، أحمد بن يحيى بن جابر (المتوفی279هـ)، فتوح البلدان، ج 1، ص 44، تحقيق: رضوان محمد رضوان، ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت – 1403هـ.
الرواية الرابعة عن ابي بكر بن عمرو:
الطبري ینقل رواية اخری عن طريق ابي بكر بن عمرو هکذا :
وعن عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم عن أبيه قال جاءت فاطمة إلى أبي بكر فقالت اعطني فدك فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهبها لي قال صدقت يا بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسمها فيعطي الفقراء والمساكين وابن السبيل بعد ان يعطيكم منها.
الطبري، ابوجعفر محب الدين أحمد بن عبد الله بن محمد (المتوفى694هـ)، الرياض النضرة في مناقب العشرة، ج 2، ص 126، تحقيق: عيسي عبد الله محمد مانع الحميري، ناشر: دار الغرب الإسلامي - بيروت، الطبعة: الأولى، 1996م.
الرواية الخامسة عن موسی بن عقبة :
البلاذري یذکر رواية اخری عن موسی بن عقبة هکذا :
الْمَدَائِنِيُّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ خَالِدٍ مَوْلَى خُزَاعَةَ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، قَالَ : دَخَلَتْ فَاطِمَةُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ حِينَ بُويِعَ . فَقَالَتْ : إِنَّ أُمَّ أَيْمَنَ وَرَبَاحًا يَشْهَدَانِ لِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَانِي فَدَكَ . فَقَالَ : وَاللَّهِ مَا خَلَقَ اللَّهُ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَبِيكِ ، لَوَدِدْتُ أَنَّ الْقِيَامَةَ قَامَتْ يَوْمَ مَاتَ ، وَلَأَنْ تَفْتَقِرَ عَائِشَةُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ تَفْتَقِرِي ، أَفَتَرَيْنِي أُعْطِي الأَسْوَدَ وَالأَحْمَرَ حُقُوقَهُمْ وَأَظْلِمُكِ وَأَنْتِ ابْنَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إِنَّ هَذَا الْمَالَ إِنَّمَا كَانَ لِلْمُسْلِمِينَ ، فَحَمَّلَ مِنْهُ أَبُوكِ الرَّاجِلَ وَيُنْفِقُهُ فِي السَّبِيلِ ، فَأَنَا إِلَيْهِ بِمَا وَلِيَهُ أَبُوكِ ، قَالَتْ : وَاللَّهِ لا أُكَلِّمُكَ قَالَ : وَاللَّهِ لا أَهْجُرُكِ . قَالَتْ : وَاللَّهِ لأَدْعُوَنَّ اللَّهَ عَلَيْكَ . قَالَ : لأَدْعُوَنَّ اللَّهَ لَكِ.
البلاذري، أحمد بن يحيي بن جابر (المتوفى279هـ)، أنساب الأشراف، ج3، ص 316، طبق برنامه الجامع الكبير.
الرواية السادسة عن هشام بن محمد :
الجوهري من علماء القرن الرابع ایضا ینقل هکذا :
وروى هشام بن محمد، عن أبيه قال: قالت فاطمة، لأبي بكر: إن أم أيمن تشهد لي أن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أعطاني فدك، فقال لها: يا ابنة رسول الله، والله ما خلق الله خلقا أحب إلي من رسول الله (صلى الله عليه وآله) أبيك، ولوددت أن السماء وقعت على الأرض يوم مات أبوك، والله لأن تفتقر عائشة أحب إلي من أن تفتقري، أتراني أعطي الأحمر والأبيض حقه وأظلمك حقك، وأنت بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، إن هذا المال لم يكن للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وإنما كان مالا من أموال المسلمين يحمل النبي به الرجال، وينفقه في سبيل الله، فلما توفي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وليته كما كان يليه، قالت: والله لا كلمتك أبدا، قال: والله لا هجرتك أبدا، قالت: والله لأدعون الله عليك، قال: والله لأدعون الله لك، فلما حضرتها الوفاة أوصت ألا يصلي عليها، فدفنت ليلا، وصلى عليها عباس بن عبد المطلب، وكان بين وفاتها ووفاة أبيها اثنتان وسبعون ليلة .
الجوهري، أبي بكر أحمد بن عبد العزيز (المتوفی323هـ)، السقيفة وفدك، ص 104، تحقيق: تقديم وجمع وتحقيق: الدكتور الشيخ محمد هادي الأميني، ناشر : شركة الكتبي للطباعة والنشر - بيروت – لبنان، الطبعة الأولى 1401 ه - 1980م / الطبعة الثانية 1413 ه . 1993م
ب: مطالبة فدك فی حضورها (بإدعاء انها ميراث)
بعدما طالبت الزهراء س فدک بإدعاء انها هدیة من قبل الرسول ص و لم یقبل ابوبکر اخذت الزهرا س بتغییر اسلوب المطالبة . یقول سيد بن طاووس هنا هکذا :
ومن طريف ما تجدد لفاطمة عليها السلام منهم أنها لما رأت تكذيبهم لها وشكهم فيها وفي شهودها بأن أباها وهبها ذلك في حياته أرسلت إلى أبي بكر ورووا أنها حضرت بنفسها تطلب فدكا بطريق ميراث أبيها، لأن المسلمين لا يختلفون في أن فدكا كانت لأبيها محمد (صلي الله عليه وآله) فمنعها أيضا أبو بكر من ميراثها وهان عليه ظلمها وتكذيبها.
ابن طاووس الحلي، ابي القاسم علي بن موسي (المتوفی664هـ)، الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف، ص 257، چاپخانه: الخيام ـ قم، چاپ: الأولى1399
فی مصادر اهل السنة، توجد روايات مطالبة الزهرا سلام عليها بهذا الاسلوب بأسانید صحيحة و تقاریر متقنة .
المرة الاولی : مطالبة فدك مع علي (عليه السلام) فی بکرة وفات الرسول صلي الله عليه وآله
یقول ابن سعد فی الطبقات الكبري هکذا :
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ، يَقُولُ: لَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم بُويِعَ لأَبِي بَكْرٍ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ جَاءَتْ فَاطِمَةُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ مَعَهَا عَلِيٌّ، فَقَالَتْ: مِيرَاثِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ أَبِي! فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَمِنَ الرِّثَّةِ أَوْ مِنَ الْعِقَدِ؟ قَالَتْ: فَدَكُ وَخَيْبَرُ وَصَدَقَاتُهِ بِالْمَدِينَةِ أَرِثُهَا كَمَا يَرِثُكَ بَنَاتُكَ إِذَا مِتَّ !، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَبُوكِ وَاللَّهِ خَيْرٌ مِنِّي، وَأَنْتِ وَاللَّهِ خَيْرٌ مِنْ بَنَاتِي، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: " لا نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ ". يَعْنِي هَذِهِ الأَمْوَالَ الْقَائِمَةَ، فَتَعْلَمِينَ أَنَّ أَبَاكِ أَعْطَاكِهَا، فَوَاللَّهِ لَئِنْ قُلْتِ نَعَمْ لأَقْبَلَنَّ قَوْلَكِ وَلأُصَدِّقَنَّكِ ! قَالَتْ: جَاءَتْنِي أُمُّ أَيْمَنَ فَأَخْبَرَتْنِي أَنَّهُ أَعْطَانِي فَدَكَ، قَالَ: فَسَمِعْتِهِ، يَقُولُ هِيَ لَكِ؟ فَإِذَا قُلْتِ قَدْ سَمِعْتُهُ فَهِيَ لَكِ، فَأَنَا أُصَدِّقُكِ، وَأَقْبَلُ قَوْلَكِ، قَالَتْ: قَدْ أَخْبَرْتُكَ مَا عِنْدِي.
البصري الزهري، محمد بن سعد بن منيع أبو عبدالله (المتوفی230 هـ)، الطبقات الكبرى، ج 2، ص 315، دار النشر : دار صادر - بيروت ، طبق برنامه الجامع الكبير
هذه الرواية طبق برنامج «جوامع الكلم» المتحضرة من قبل اهل السنة ، صحيحة و یوجد فی حکم هذه الروایة :
الحكم على المتن: صحيح لغيره.
النكتة الملفة للنظر فی هذه الرواية :
ظاهر عبارة «فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ جَاءَتْ فَاطِمَةُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ مَعَهَا عَلِيٌّ» توصلنا ان یوما بعد وفاة الرسول ص اخذت الزهرا س علیا ع معها و طالبت فدک من ابی بکر .
اما كلمة «غد» لم نستطیع ان نحملها علی بکرة وفاة الرسول ص ؛ لأن یوما بعد الوفاة لم یدفن جسد رسول الله ص فکیف بهما ان یتخلفا عن جنازة رسول الله ص و یتبعا المیراث و مال الدنیا .
علاوة علی ذاک ، لم یتملک فدک بکرة وفاة رسول الله ص و البیعة مع ابی بکر ف خلافة ابی بكر لم تقیم و البیعة لم تکتمل حتی تطالب فدک .
بناء علی هذا ، قائل الخبر (يعني عمر) اراد مرافقة اهل بيت النبی ص معه فی طلب الدنیا و بعید عن مثل ابنة رسول الله ص ان تترک جسد ابیها و تبحث عن مطالبة المیراث ؛ کما ان الخلفاء ترکوا جنازة رسول الله ص و حضروا سقیفة .
ابن ابي الحديد من علماء المعتزلة یصرح ان حضور فاطمة سلام الله عليها لمطالبة فدك عند ابی بكر، کان بعد عشرة ایام من وفاة الرسول ص :
وحديث فدك وحضور فاطمة عند أبي بكر كان بعد عشرة أيام من وفاة رسول الله صلي الله عليه وسلم.
إبن أبيالحديد المدائني المعتزلي، ابوحامد عز الدين بن هبة الله بن محمد بن محمد (المتوفى655 هـ)، شرح نهج البلاغة، ج 16، ص 156، تحقيق: محمد عبد الكريم النمري، ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان، الطبعة: الأولى، 1418هـ - 1998م.
المرة الثانیة : مطالبة فدك وحیدة
جاء فی رواية صحيح البخاري نقلا عن عائشة هکذا :
2926 حدثنا عبد الْعَزِيزِ بن عبد اللَّهِ حدثنا إِبْرَاهِيمُ بن سَعْدٍ عن صَالِحٍ عن بن شِهَابٍ قال أخبرني عُرْوَةُ بن الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ رضي الله عنها أَخْبَرَتْهُ أَنَّ فَاطِمَةَ عليها السَّلَام ابْنَةَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَأَلَتْ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ بَعْدَ وَفَاةِ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَقْسِمَ لها مِيرَاثَهَا ما تَرَكَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِمَّا أَفَاءَ الله عليه فقال أبو بَكْرٍ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال لَا نُورَثُ ما تَرَكْنَا صَدَقَةٌ فَغَضِبَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَهَجَرَتْ أَبَا بَكْرٍ فلم تَزَلْ مُهَاجِرَتَهُ حتى تُوُفِّيَتْ وَعَاشَتْ بَعْدَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سِتَّةَ أَشْهُرٍ قالت وَكَانَتْ فَاطِمَةُ تَسْأَلُ أَبَا بَكْرٍ نَصِيبَهَا مِمَّا تَرَكَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم من خَيْبَرَ وَفَدَكٍ وَصَدَقَتَهُ بِالْمَدِينَةِ فَأَبَى أبو بَكْرٍ عليها ذلك.
البخاري الجعفي، ابوعبدالله محمد بن إسماعيل (المتوفى256هـ)، صحيح البخاري، ج 3، ص 1126، تحقيق: د. مصطفي ديب البغا، ناشر: دار ابن كثير، اليمامة - بيروت، الطبعة: الثالثة، 1407 - 1987.
النکات الملفتة للنظر فی الروايات:
النکتة الأولی: فی هذه الروايات مطالبة فدك بعنوان انها ميراث ابیها فقط.
النكتة الثانیة: موارد المطالبة ،هی فدك و خمس خيبر و سهمها مماترك ابیها .
النكتة الثالثة: كلمة «هَجَرَتْ» فی هذه الرواية یعنی انها أعرضت عنه؛ کما یذکرها شارح البخاري فی معنی هذه الكلمة :
معنى الهجرة هو ترك الرجل كلام أخيه مع تلاقيهما واجتماعهما وإعراض كل واحد منهما عن صاحبه مصارمة له وتركه السلام عليه.
إبن بطال البكري القرطبي، ابوالحسن علي بن خلف بن عبد الملك (المتوفى449هـ)، شرح صحيح البخاري، ج 9، ص 270، تحقيق: ابوتميم ياسر بن إبراهيم، ناشر: مكتبة الرشد - السعودية / الرياض، الطبعة: الثانية، 1423هـ - 2003م.
بناء علی هذا ،مهاجرة الزهرا سلام الله عليها ل ابی بكر فی ختام المطالبات کانت فی حضورها و غیابها و الا الروايات التی تذکر المطالبات المكررة من قبل الزهرا س لا معنی لها .
فی رواية اخری ل احمد بن حنبل ایضا عن ابی هريرة هکذا :
8621 حدثنا عبد اللَّهِ حدثني أبي ثنا عبد الْوَهَّابِ الْخَفَّافُ ثنا محمد بن عَمْرٍو عن أبي سَلَمَةَ عن أبي هُرَيْرَةَ ان فَاطِمَةَ جَاءَتْ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ تَطْلُبُ مِيرَاثَهَا من رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالاَ لها سَمِعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول اني لاَ أُورَثُ.
الشيباني، ابوعبد الله أحمد بن حنبل (المتوفى241هـ)، مسند أحمد بن حنبل، ج 2، ص 353، ناشر: مؤسسة قرطبة – مصر.
المرة الثالثة: مطالبة فدك مع عباس بن عبد المطلب
فی روایة اخری قررت فی صحيح البخاري هکذا :
6346 حدثنا عبد اللَّهِ بن مُحَمَّدٍ حدثنا هِشَامٌ أخبرنا مَعْمَرٌ عن الزُّهْرِيِّ عن عُرْوَةَ عن عَائِشَةَ أَنَّ فَاطِمَةَ وَالْعَبَّاسَ عَلَيْهِمَا السَّلَام أَتَيَا أَبَا بَكْرٍ يَلْتَمِسَانِ مِيرَاثَهُمَا من رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُمَا حِينَئِذٍ يَطْلُبَانِ أَرْضَيْهِمَا من فَدَكَ وَسَهْمَهُمَا من خَيْبَرَ فقال لَهُمَا أبو بَكْرٍ سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول لَا نُورَثُ ما تَرَكْنَا صَدَقَةٌ إنما يَأْكُلُ آلُ مُحَمَّدٍ من هذا الْمَالِ قال أبو بَكْرٍ والله لَا أَدَعُ أَمْرًا رأيت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَصْنَعُهُ فيه إلا صَنَعْتُهُ قال فَهَجَرَتْهُ فَاطِمَةُ فلم تُكَلِّمْهُ حتى مَاتَتْ.
صحيح البخاري، ج 6، ص 2474
مرافقة اميرالمؤمنین مع السیدة الزهرا سلام الله عليهما و عباس عم النبی ص فی هذه المرة :
فی رواية اخری نقلها ابن سعد ذکر هکذا :
اخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدٍ، عَنْ جَعْفَرٍ، قَالَ: جَاءَتْ فَاطِمَةُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ تَطْلُبُ مِيرَاثَهَا وَجَاءَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَطْلُبُ مِيرَاثَهُ وَجَاءَ مَعَهُمَا عَلِيُّ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "لا نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ"، وَمَا كَانَ النَّبِيُّ يَعُولُ فَعَلَيَّ، فَقَالَ عَلِيٌّ: وَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاودَ، وَقَالَ زَكَرِيَّا: يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: هُوَ هَكَذَا وَأَنْتَ وَاللَّهِ تَعْلَمُ مِثْلَمَا أَعْلَمُ، فَقَالَ عَلِيٌّ: هَذَا كِتَابُ اللَّهِ يَنْطِقُ ! فَسَكَتُوا وَانْصَرَفُوا.
البصري الزهري، محمد بن سعد بن منيع أبو عبدالله (المتوفی230 هـ)، الطبقات الكبرى، ج 2، ص 315، دار النشر : دار صادر - بيروت ، طبق برنامه الجامع الكبير
ج: مطالبة فدك فی غیابها (بإدعاء انها ميراث)
ینقل البخاري روايات متعددة فی هذا المجال :
3998 حدثنا يحيى بن بُكَيْرٍ حدثنا اللَّيْثُ عن عُقَيْلٍ عن بن شِهَابٍ عن عُرْوَةَ عن عَائِشَةَ أَنَّ فَاطِمَةَ عليها السَّلَام بِنْتَ النبي صلى الله عليه وسلم أَرْسَلَتْ إلى أبي بَكْرٍ تَسْأَلُهُ مِيرَاثَهَا من رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِمَّا أَفَاءَ الله عليه بِالْمَدِينَةِ وَفَدَكٍ وما بَقِيَ من خُمُسِ خَيْبَرَ فقال أبو بَكْرٍ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال لَا نُورَثُ ما تَرَكْنَا صَدَقَةٌ إنما يَأْكُلُ آلُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم في هذا الْمَالِ وَإِنِّي والله لَا أُغَيِّرُ شيئا من صَدَقَةِ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن حَالِهَا التي كانت عليها في عَهْدِ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَأَعْمَلَنَّ فيها بِمَا عَمِلَ بِهِ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَبَى أبو بَكْرٍ أَنْ يَدْفَعَ إلى فَاطِمَةَ منها شيئا فَوَجَدَتْ فَاطِمَةُ على أبي بَكْرٍ في ذلك فَهَجَرَتْهُ فلم تُكَلِّمْهُ حتى تُوُفِّيَتْ.
البخاري الجعفي، ابوعبدالله محمد بن إسماعيل (المتوفى256هـ)، صحيح البخاري، ج 4، ص 1549، تحقيق: د. مصطفي ديب البغا، ناشر: دار ابن كثير، اليمامة - بيروت، الطبعة: الثالثة، 1407 - 1987.
فی هذه الرواية عبارة «أَرْسَلَتْ إلى أبي بَكْرٍ تَسْأَلُهُ» صريحة فی انها لم تحضر فی هذه المطالبة .
البخاري فی رواية اخری ینقل هذا التعبیر ایضا :
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِىِّ قَالَ حَدَّثَنِى عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ فَاطِمَةَ - عَلَيْهَا السَّلاَمُ - أَرْسَلَتْ إِلَى أَبِى بَكْرٍ تَسْأَلُهُ ميراثها مِنَ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - فِيمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ - صلى الله عليه وسلم -، تَطْلُبُ صَدَقَةَ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - الَّتِى بِالْمَدِينَةِ وَفَدَكٍ وَمَا بَقِىَ مِنْ خُمُسِ خَيْبَرَ.
صحيح البخاري، ج 3، ص 1360، ح 3508، كتاب فضائل الصحابة، بَاب مَنَاقِبِ قَرَابَةِ رسول اللَّهِ (ص) وَمَنْقَبَةِ فَاطِمَةَ عليها السَّلَام،
د. مطالبة و استنصار من عموم الناس ، ل احقاق الحق
حسب روايات الشيعة و السنة ، السیدة الزهرا سلام الله عليها بعد هذه المراحل، قرأت خطبة فی مسجد الرسول (ص) تسمی بخطبة الفدكية و طلبت النصرة من عموم اصحاب الرسول (ص) و لا سیما الأنصار لإحقاق حقها.
السیدة الزهرا سلام الله عليها بعد ما حاکمت ابابكر علی اساس القرآن الكريم، و بعد ما اشارت الی مصيبة وفاة الرسول ص ، توجّهت الی الأنصار و قالت:
يَا مَعْشَرَ النَّقِيبَةِ وأَعْضَادَ الْمِلَّةِ وحَضَنَةَ الْإِسْلَامِ مَا هَذِهِ الْغَمِيزَةُ فِي حَقِّي والسِّنَةُ عَنْ ظُلَامَتِي؟ أَ مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه وآله أَبِي يَقُولُ الْمَرْءُ يُحْفَظُ فِي وُلْدِهِ سَرْعَانَ مَا أَحْدَثْتُمْ وعَجْلَانَ ذَا إِهَالَةٍ ولَكُمْ طَاقَةٌ بِمَا أُحَاوِلُ وقُوَّةٌ عَلَى مَا أَطْلُبُ وأُزَاوِلُ أَ تَقُولُونَ مَاتَ مُحَمَّدٌ ص فَخَطْبٌ جَلِيلٌ اسْتَوْسَعَ وَهْنُهُ واسْتَنْهَرَ فَتْقُهُ وانْفَتَقَ رَتْقُهُ وأَظْلَمَتِ الْأَرْضُ لِغَيْبَتِهِ وكَسَفَتِ الشَّمْسُ والْقَمَرُ وانْتَثَرَتِ النُّجُومُ لِمُصِيبَتِهِ وأَكْدَتِ الْآمَالُ وخَشَعَتِ الْجِبَالُ وأُضِيعَ الْحَرِيمُ وأُزِيلَتِ الْحُرْمَةُ عِنْدَ مَمَاتِهِ فَتِلْكَ واللَّهِ النَّازِلَةُ الْكُبْرَى والْمُصِيبَةُ الْعُظْمَى لَا مِثْلُهَا نَازِلَةٌ ولَا بَائِقَةٌ عَاجِلَةٌ أَعْلَنَ بِهَا كِتَابُ اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ فِي أَفْنِيَتِكُمْ وفِي مُمْسَاكُمْ ومُصْبَحِكُمْ يَهْتِفُ فِي أَفْنِيَتِكُمْ هُتَافاً وصُرَاخاً وتِلَاوَةً وإِلْحَاناً ولَقَبْلَهُ مَا حَلَّ بِأَنْبِيَاءِ اللَّهِ ورُسُلِهِ حُكْمٌ فَصْلٌ وقَضَاءٌ حَتْمٌ- وما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ ومَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ.
إِيهاً بَنِي قَيْلَةَ أَ أُهْضِمَ تُرَاثُ أَبِي وأَنْتُمْ بِمَرْأًى مِنِّي ومَسْمَعٍ ومُنْتَدًى ومَجْمَعٍ تَلْبَسُكُمُ الدَّعْوَةُ وتَشْمَلُكُمُ الْخِبْرَةُ وأَنْتُمْ ذَوُو الْعَدَدِ و الْعُدَّةِ والْأَدَاةِ والْقُوَّةِ وعِنْدَكُمُ السِّلَاحُ والْجُنَّةُ تُوَافِيكُمُ الدَّعْوَةُ فَلَا تُجِيبُونَ وتَأْتِيكُمُ الصَّرْخَةُ فَلَا تُغِيثُونَ وأَنْتُمْ مَوْصُوفُونَ بِالْكِفَاحِ مَعْرُوفُونَ بِالْخَيْرِ والصَّلَاحِ والنُّخْبَةُ الَّتِي انْتُخِبَتْ والْخِيَرَةُ الَّتِي اخْتِيرَتْ لَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ ...
أَلَا وقَدْ قُلْتُ مَا قُلْتُ هَذَا عَلَى مَعْرِفَةٍ مِنِّي بِالْجِذْلَةِ الَّتِي خَامَرَتْكُمْ والْغَدْرَةِ الَّتِي اسْتَشْعَرَتْهَا قُلُوبُكُمْ ولَكِنَّهَا فَيْضَةُ النَّفْسِ ونَفْثَةُ الْغَيْظِ وخَوَرُ الْقَنَاةِ وبَثَّةُ الصَّدْرِ وتَقْدِمَةُ الْحُجَّةِ فَدُونَكُمُوهَا فَاحْتَقِبُوهَا دَبِرَةَ الظَّهْرِ نَقِبَةَ الْخُفِّ بَاقِيَةَ الْعَارِ مَوْسُومَةً بِغَضَبِ الْجَبَّارِ وشَنَارِ الْأَبَدِ مَوْصُولَةً بِنَارِ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ فَبِعَيْنِ اللَّهِ مَا تَفْعَلُونَ وسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ وأَنَا ابْنَةُ نَذِيرٍ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذابٍ شَدِيدٍ فَاعْمَلُوا إِنَّا عامِلُونَ وانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ.
الطبرسي، أبي منصور أحمد بن علي بن أبي طالب (المتوفى 548هـ)، الاحتجاج، ج1، ص108، تحقيق: تعليق وملاحظات: السيد محمد باقر الخرسان، ناشر: دار النعمان للطباعة والنشر - النجف الأشرف، 1386 - 1966 م.
أبي الفضل احمد بن أبي طاهر المعروف بابن طيفور (المتوفى280 هـ ) بلاغات النساء، ص12، ناشر: منشورات مكتبة بصيرتي ـ قم.
نقلوا خطبة الفدكية علماء اهل السنة فی کتبهم ایضا و لها اسانید متعددة .
العلامة المجلسي رحمة الله عليه فی كتاب بحار الانوار یذکر فصلا فی هذه الخطبة و قبل ما یذکر اسانیدها یصرح بأنها من الخطب المشهورة بین علماء الشيعة و اهل السنة و یقول:
فصل نورد فيه: خطبة خطبتها سيدة النساء فاطمة الزهراء صلوات الله عليها احتج بها على من غصب فدك منها. اعلم أن هذه الخطبة من الخطب المشهورة التي روتها الخاصة والعامة بأسانيد متضافرة.
المجلسي، محمد باقر (المتوفى1111هـ)، بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار، ج29، ص215، تحقيق: محمد الباقر البهبودي، ناشر: مؤسسة الوفاء - بيروت - لبنان، الطبعة: الثانية المصححة، 1403هـ - 1983م.
أحد علماء اهل السنة الذی یذکر هذه الخطبة فی کتابه هو احمد بن ابي طاهر المعروف ب ابن طيفور . هو یقول فی خاتمة هذه الخطبة التی ینقلها عن طريق زيد بن علي عن السیدة زينب سلام الله عليها، ان اسنادها صحیح :
قال أبو الفضل ... وقد رواه قوم وصححوه وكتبناه على ما فيه.
أبي الفضل احمد بن أبيطاهر المعروف ب ابن طيفور (المتوفى280 هـ ) بلاغات النساء، ج1، ص8، ناشر: منشورات مكتبة بصيرتي ـ قم.
حسب الروایات التی بیناها،السیدة الزهرا س طالبت فدک فی ستة مراحل بصور مختلفة.
1. لماذا لم یسمع اميرالمؤمنین عليه السلام هذا الحدیث «نحن معاشر الأنبیاء لانورّث» مع انه کان ملازم الرسول ص دائما ؟
2. لماذا لم یوصی الرسول صلي الله عليه وآله لإبنته الوارثة عنه ان لا تطالب فدک و ان امرها بید الخلیفة من بعده ؟
3. کانت فدك بید السیدة الزهرا سلام الله عليها و کان عاملیها مشغولین بالعمل فیها فی النتيجة فاطمة الزهرا س هی تنحسب ذواليد؛ اما خليفة الأول اخرج عامل السیدة الزهرا س من فدك و تملکها. السؤال هنا: لماذا لم یجری ابوبكر قاعدة ذواليد فی فدك ؟
4. حسب أی دلیل حین لم تقبل شهادة الشاهدین فی اثبات حق السیدة الزهرا س ، او حسب ادعاء اهل السنة انها لم تحضر الشاهدون وفق ما طلب منها ابوبکر، لماذا لم یقسم ابو بكر الذی ینكر ملكية فدك ؟ ألا تشمل قاعدة «اليمين علي من انكر» هذا المورد؟
و من الله التوفیق