67 - الشيخ الصدوق : حدّثنا الحاكم أبو عليّ الحسين بن أحمد البيهقيّ قال: حدّثنا محمّد بن يحيي الصوليّ قال: حدّثنا جبلّة بن محمّد الكوفيّ قال: حدّثنا عيسي بن حمّاد بن عيسي، عن أبيه، عن الرضا، عن أبيه ( عليهماالسلام ) : إنّ جعفر بن محمّد ( عليهماالسلام ) كان يقول: إنّ الرجل ليسألني الحاجة فأُبادر بقضائها، مخافة أن يستغني عنها، فلا يجد لها موقعاً إذا جاءته.
( عيون أخبار الرضاعليه السلام : 179/2 ح 2. عنه البحار: 286/71 ح 9. )
68 - الشيخ الصدوق ؛ :...عليّ بن محمّد بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون، وعنده الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) فقال له المأمون: يا ابن رسول اللّه! أليس من قولك: إنّ الأنبياء معصومون؟
قال: بلي...
فقال المأمون:فأخبرني عن قول اللّه عزّوجلّ: ( وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ي وَهَمَّ بِهَا لَوْلَآ أَن رَّءَا بُرْهَنَ رَبِّهِ ي ) .
فقال الرضا ( عليه السلام ) : لقد همّت به، ولولا أن رأي برهان ربّه لهم بها كما همّت، لكنّه كان معصوماً، والمعصوم لا يهمّ بذنب ولا يأتيه؛
ولقد حدّثني أبي، عن أبيه الصادق ( عليه السلام ) أنّه قال: همّت بأن تفعل، وهمّ بأن لايفعل....
( عيون أخبار الرضاعليه السلام : 195/1 ح 1.
تقدّم الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2382. )

69 - الشيخ الصدوق ؛ :...الحسين بن خالد، عن أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ ( عليهم السلام ) : قال: إنّ سليمان بن داود قال ذات يوم لأصحابه: إنّ اللّه تبارك وتعالي قد وهب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي، سخّر لي الريح، والإنس والجنّ،...أحببت أن أدخل قصري في غد، فأصعد أعلاه، وأنظر إلي ممالكي، فلاتأذنوا لأحد عليّ بالدخول، لئلّا يرد عليّ ماينغّص علي يومي.
فقالوا: نعم، فلمّا كان من الغد، أخذ عصاه بيده، وصعد إلي أعلي موضع من قصره، ووقف متّكئاً علي عصاه ينظر إلي ممالكه، سروراً بما أوتي، فرحاً بما أُعطي، إذ نظر إلي شابّ حسن الوجه واللباس، قد خرج عليه من بعض زوايا قصره، فلمّا أبصر به سليمان ( عليه السلام ) قال له: من أدخلك إلي هذا القصر، وقد أردت أن أخلو فيه اليوم، فبإذن من دخلت؟
فقال الشابّ: أدخلني هذا القصر ربّه، وبإذنه دخلت.
فقال ( عليه السلام ) : ربّه أحقّ به منّي، فمن أنت؟
قال: أنا ملك الموت.
قال ( عليه السلام ) : وفيما جئت؟
قال: لأقبض روحك.
فقال ( عليه السلام ) : امض بما أمرت به فيّ، هذا يوم سروري، وأبي اللّه عزّوجلّ أن يكون لي سروراً دون لقائك، فقبض ملك الموت روحه، وهو متّكي ء علي عصاه،...قال قوم: إنّ سليمان لساحر، وإنّه يرينا أنّه واقف متّكي ء علي عصاه، يسحر أعيننا، وليس كذلك.
فقال المؤمنون: إنّ سليمان هو عبد اللّه ونبيّه، يدبّر اللّه أمره بما شاء، فلمّا اختلفوا، بعث اللّه عزّوجلّ الأُرْضَة فدبّت في عصاه، فلمّا أكلت جوفها انكسرت العصا، وخرّت سليمان من قصره علي وجهه، فشكرت الجنّ الأُرْضَة علي صنيعها، فلأجل ذلك لاتوجد الأُرْضَة في مكان إلّا وعندها ماء وطين، وذلك قول اللّه عزّوجلّ: ( فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَادَلَّهُمْ عَلَي مَوْتِهِ ي إِلَّا دَآبَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ و) يعني عصاه، ( فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُواو يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُواو فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ ) .
قال الصادق ( عليه السلام ) : وما نزلت هذه الآية هكذا، وإنّما نزلت: فلمّا خرّ تبيّنت الإنس أنّ الجنّ لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين.
( عيون أخبار الرضاعليه السلام : 265/1 ح 24.
تقدّم الحديث بتمامه في ف 9 رقم 3229. )

70 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد قال ( عليه السلام ) :...
قال: وقال جعفر بن محمّد ( عليهماالسلام ) : تجنّبوا البوائق، يمدّ لكم في الأعمار.
( عيون أخبار الرضاعليه السلام : 36/2 ح 90.
تقدّم الحديث بتمامه في رقم 2708. )

71 - الشيخ المفيد؛ : محمّد بن الحسن، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد، ومحمّد بن عبد الحميد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: قال أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) : كلّنا نجري في الطاعة والأمر مجري واحد، وبعضنا أعلم من بعض.
( في البحار: أعظم. )
( الإختصاص ضمن المصنّفات: 22/12 س 5. عنه البحار: 359/25 ح 12.
بصائر الدرجات: 499، الجزء العاشر ب 7، ح 1، وفيه: يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن أبي عمير، عن محمّد بن يحيي، عن أبي بصير قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام . )

72 - الشيخ الطوسيّ ؛ : محمّد بن أحمد بن داود، عن أبي عليّ أحمد بن محمّد بن عمّار الكوفيّ قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا عليّ بن الحسن بن فضّال، عن محمّد بن عبد اللّه بن زرارة، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: كنّا عند الرضا ( عليه السلام ) والمجلس غاصّ بأهله، فتذاكروا يوم الغدير فأنكره بعض الناس، فقال الرضا ( عليه السلام ) : حدّثني أبي، عن أبيه ( عليهماالسلام ) قال: إنّ يوم الغدير في السماء أشهر منه في الأرض، إنّ للّه في الفردوس الأعلي قصراً لبنة من فضّة، ولبنة من ذهب، فيه مائة ألف قبّة من ياقوتة حمراء، ومائة ألف خيمة من ياقوت أخضر، ترابه المسك والعنبر، فيه أربعة أنهار، نهر من خمر، ونهر من ماء، ونهر من لبن، ونهر من عسل، وحواليه أشجار جميع الفواكه، عليه طيور أبدانها من لؤلؤ، وأجنحتها من ياقوت، تصوّت بألوان الأصوات، إذا كان يوم الغدير ورد إلي ذلك القصر أهل السماوات، يسبّحون اللّه ويقدّسونه ويهلّلونه، فتطاير تلك الطيور فتقع في ذلك الماء، وتتمرّغ علي ذلك المسك والعنبر، فإذا اجتمعت الملائكة طارت فتنفض ذلك عليهم، وأنّهم في ذلك اليوم ليتهادون نثار فاطمة ( عليه السلام ) ، فإذا كان آخر ذلك اليوم نودوا: انصرفوا إلي مراتبكم، فقد أمنتم من الخطأ والزلل إلي قابل في مثل هذا اليوم تكرمة لمحمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وعليّ ( عليه السلام ) .
ثمّ قال: يا ابن أبي نصر! أين ما كنت فاحضر يوم الغدير عند أم يرالمؤمنين ( عليه السلام ) ، فإنّ اللّه يغفر لكلّ مؤمن ومؤمنة، ومسلم ومسلمة، ذنوب ستّين سنة، ويعتق من النار ضعف ما أعتق في شهر رمضان، وليلة القدر، وليلة الفطر، والدرهم فيه بألف درهم لإخوانك العارفين، فافضل علي إخوانك في هذا اليوم، وسرّ فيه كلّ مؤمن ومؤمنة.
ثمّ قال: يا أهل الكوفة! لقد أعطيتم خيراً كثيراً، وإنّكم لممّن امتحن اللّه قلبه للإيمان، مستقلّون مقهورون ممتحنون، يصبّ عليكم البلاء صبّاً، ثمّ يكشفه كاشف الكرب العظيم، واللّه! لو عرف الناس فضل هذا اليوم بحقيقته، لصافحتهم الملائكة في كلّ يوم عشر مرّات، ولولا أنّي أكره التطويل لذكرت من فضل هذا اليوم، وما أعطي اللّه فيه من عرفه ما لا يحصي بعدد.
قال عليّ بن الحسن بن فضّال: قال لي محمّد بن عبد اللّه: لقد تردّدت إلي أحمد بن محمّد أنا وأبوك، والحسن بن الجهم، أكثر من خمسين مرّة، وسمعناه منه.
( تهذيب الأحكام: 24/6 ح 52. عنه وسائل الشيعة: 388/14 ح 19442.
إقبال الأعمال: 783 س 12، عن كامل الزيارات ولم نعثر عليه في المطبوع. عنه وعن التهذيب، البحار: 182/8 ح 144، قطعة منه.
مصباح الزائر: 153 س 9، مختصراً. عنه وعن الإقبال ومصباح المتهجّد، البحار: 358/97 ح 2.
فرحة الغريّ: 75/131، عنه البحار: 118/94 ح 9.
المناقب لابن شهر: 42/3 س 19، قطعة منه، عنه البحار: 163/37 ضمن ح 40.
نزهة الناظر ليحيي بن سعيد الحلّيّ: 51 س 8، قطعة منه.
مصباح المتهجّد: 737 س 12، مختصراً.
قطعة منه في (فضل زيارة أمير المؤمنين عليه السلام ) و(فضل الصدقة في يوم الغدير) و(مدح أهل الكوفة). )

73 - الشيخ الطوسيّ ؛ : وبهذا الإسناد: [أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار، قال: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن عليّ بن عليّ الدعبليّ، قال: حدّثني أبي أبو الحسن عليّ بن عليّ بن رزين بن عثمان بن عبد الرحمن بن عبد اللّه بن بديل بن ورقاء أخو دعبل بن عليّ الخزاعيّ ببغداد، سنة اثنتين وسبعين ومائتين، قال: حدّثنا سيّدي أبو الحسن عليّ بن موسي الرضا بطوس، سنة ثمان وتسعين ومائة، قال: حدّثني أبي موسي بن جعفر قال: حدّثنا أبي جعفر بن محمّد قال:] أنّ امرأة سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) فقالت: أصلحك اللّه إنّي متبتّلة؟
قال ( عليه السلام ) لها: وما التبتّل عندك؟
قالت: لا أريد التزويج أبداً.
قال: ولِم؟
قالت: ألتمس في ذلك الفضل.
فقال: انصرفي، فلو كان في ذلك فضل لكانت فاطمة ( عليها السلام ) أحقّ به منك، إنّه ليس أحد يسبقها إلي الفضل.
( الأمالي: 370 ح 795. عنه البحار: 219/100 ح 13، ووسائل الشيعة: 166/20 س 2. )
74 - الشيخ الطوسيّ ؛ :...سعد بن سعد الأشعريّ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: سألته عن رجل يبيع جارية كان يعزل عنها، هل عليه منها استبراء؟ قال ( عليه السلام ) : نعم.
وعن أدني مايجزي من الاستبراء للمشتري والمبتاع؟
( في التهذيب والوسائل: البائع. )
قال ( عليه السلام ) :...وجعفر ( عليه السلام ) يقول: حيضتان.
وسألته عن أدني استبراء البكر؟
فقال ( عليه السلام ) :...كان جعفر ( عليه السلام ) يقول: حيضتان.
( الاستبصار: 359/3 ح 1287.
تقدّم الحديث بتمامه في ف 1 - 5 رقم 1584. )

75 - الشيخ الطوسيّ ؛ : عليّ بن الحسين، عن عبد اللّه بن جعفر، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه عليّ، عن إسماعيل بن همّام، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) ، قال: قال أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) : صلّي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) علي جنازة، فكبّر عليه خمساً، وصلّي علي آخر فكبّر عليه أربعاً؛
فأمّا الذي كبّر عليه خمساً، فحمد اللّه ومجّده في التكبيرة الأولي، ودعا في الثانية للنبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، ودعا في الثالثة للمؤمنين والمؤمنات، ودعا في الرابعة للميّت، وانصرف في الخامسة؛
وأمّا الذي كبّر عليه أربعاً، فحمد اللّه ومجّده في التكبيرة الأولي، ودعا لنفسه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وأهل بيته ( عليهم السلام ) : في الثانية، ودعا للمؤمنين والمؤمنات في الثالثة، وانصرف في الرابعة فلم يدع له، لأنّه كان منافقاً.
( تهذيب الأحكام: 317/3 ح 983. عنه وعن الاستبصار، وسائل الشيعة: 64/3 ح 3029، والوافي: 440/24 ح 24412.
الاستبصار: 475/1 ح 1840. )

76 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أحمد بن محمّد بن عيسي، عن محمّد بن عبد اللّه، وعبد اللّه بن المغيرة قال: سأله زكريّا بن آدم عمّا قتل الفهد والكلب؟
فقال: قال جعفر بن محمّد ( عليهماالسلام ) : الكلب والفهد سواء، فإذا هو أخذه فأمسكه ومات وهو معه فكل، فإنّه أمسك عليك، وإذا هو أمسكه وأكل منه فلا تأكل منه، فإنّما أمسك علي نفسه.
( تهذيب الأحكام: 29/9 ح 116، و115. عنه وسائل الشيعة: 345/23 ح 29705، 345/23 ح 29704. )
77 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن عليّ بن عليّ الدعبليّ قال: حدّثني أبي أبو الحسن عليّ بن عليّ بن رزين بن عثمان بن عبد الرحمن بن عبد اللّه بن بديل بن ورقاء أخو دعبل بن عليّ الخزاعيّ ببغداد، سنة اثنتين وسبعين ومائتين قال: حدّثنا سيّدي أبو الحسن عليّ بن موسي الرضا بطوس، سنة ثمان وتسعين ومائة، قال: حدّثني أبي موسي بن جعفر قال: سمعت أبي جعفر بن محمّد ( عليه السلام ) يقول إذا أمسي: «أمسينا وأمسي الملك للّه الواحد القهّار، والحمد للّه ربّ العالمين الذي أذهب بالنهار، وجاء بالليل، ونحن في عافية منه، اللّهمّ هذا خلق جديد قد غشانا، فما عملتُ فيه من خير فسهّله وقيّضه، واكتبه أضعافاً مضاعفة، وما عملتُ فيه من شرّ فتجاوز عنه برحمتك؛
أمسيت لا أملك ما أرجو، ولا أدفع شرّ ما أخشي، أمسي الأمر لغيري، وأمسيت مرتهناً بكسبي، وأمسيت لا فقير أفقر منّي، فلتسع لفقري من سعتك ممّا كتبت علي نفسك التقوي ما أبقيتني، والكرامة إذا توفّيتني، والصبر علي ما ابتليتني، والبركة فيما رزقتني، والعزم علي طاعتك فيما بقي من عمري، والشكر لك فيما أنعمت به عليّ».
وقال: إذا خرجت من منزلك فقل:
«بسم اللّه، توكّلت علي اللّه، ما شاء اللّه، لا قوّة إلّا باللّه، اللّهمّ إنّي أسألك خير ما خرجت له، وأعوذ بك من شرّ ما خرجت إليه، اللّهمّ أوسع عليّ من فضلك، وأتمّ عليّ نعمتك، واستعملني في طاعتك، واجعلني راغباً فيما عندك، وتوفّني في سبيلك، وعلي ملّتك، وملّة رسولك ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ».
وكان يقول إذا خرج إلي الصلاة:
«اللّهمّ إنّي أسألك بحقّ السائلين لك، وبحقّ مخرجي عن هذا، فإنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً، ولا رياء ولا سمعة، ولكن خرجت ابتغاء رضوانك، واجتناب سخطك، فعافني بعافيتك من النار».
( الأمالي: 371 ح 799. عنه البحار: 249/83 ح 13، قطعة منه، و19/81 ح 3، قطعة منه، ومستدرك الوسائل: 382/5 ح 6149، قطعة مه، و437/3 ح 3945، قطعة منه، وحلية الأبرار: 145/4 ح 8. عنه وعن المحاسن، البحار: 170/73 ح 16. )
78 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل، قال: حدّثنا الفضل بن محمّد البيهقيّ، قال: حدّثنا هارون بن عمرو المجاشعيّ، قال: حدّثنا محمّد بن جعفر، قال: حدّثنا أبي أبو عبد اللّه.
قال المجاشعيّ: وحدّثناه الرضا عليّ بن موسي، عن أبيه موسي، عن أبيه، عن أبي عبد اللّه، عن أبيه أبي جعفر ( عليهماالسلام ) : أنّه سئل عن الدنانير والدراهم، وما علي الناس فيها؟
فقال أبو جعفر: هي خواتيم اللّه في أرضه، جعلها اللّه مصلحة لخلقه، وبها تستقيم شؤونهم ومطالبهم، فمن أكثر له منها فقام بحقّ اللّه تعالي فيها وأدّي زكاتها، فذاك الذي طابت وخلصت له، ومن أكثر له منها فبخل بها، ولم يؤدّ حقّ اللّه فيها، واتّخذ منها الآنية فذلك الذي حقّ عليه وعيد اللّه عزّوجلّ في كتابه؛
قال اللّه: ( يَوْمَ يُحْمَي عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَي بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَِنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ ) .
( التوبة: 35/9. )
( الأمالي: 520 ح 1144. عنه البحار: 528/63 ح 6، ومستدرك الوسائل: 596/2 ح 2833. )
79 - أبو عليّ الطبرسيّ: أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد، أبو الفتح عبد اللّه بن عبد الكريم بن هوازن القشيريّ، أدام اللّه عزّه، قراءةً عليه، داخل القبّة التي فيهإ؛هههههههههپر قبر الرضا ( عليه السلام ) ، غرّة شهر اللّه المبارك رمضان، سنة إحدي وخمسمائة قال: حدّثني الشيخ الجليل العالم، أبو الحسن عليّ بن محمّد بن عليّ الحاتميّ الزوزنيّ قراءةً عليه، سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة قال: أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن هارون الزوزنيّ بها قال: أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد، حفدة العبّاس بن حمزة النيشابوريّ، سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة قال: حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن عامر الطائيّ بالبصرة قال: حدّثني أبي سنة ستّين ومائتين قال: حدّثني عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) سنة أربع وتسعين ومائة قال: حدّثني أبي موسي بن جعفر قال: حدّثني أبو عبد اللّه ( عليهماالسلام ) : صلة الأرحام، وحسن الخلق، زيادة في الإيمان.
( في البحار: زيادة في الأعمار. )
( صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 256 ح 184. عنه البحار: 97/71 ح 31. )
80 - أبو عليّ الطبرسيّ ؛ : عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه، عن جدّه الصادق ( عليهم السلام ) : قال: القضاء علي عشرة أوجه (ذكر فيه الوجوه الثلاثة التي ذكرناها) وهي: منها الأمر والوصيّة: كقوله تعالي: ( وَقَضَي رَبُّكَ أَلَّاتَعْبُدُواْ إِلَّآ إِيَّاهُ ) أي وصّي ربّك وأمر.
( الإسراء: 23/17. )
ومنها أن يكون بمعني الإخبار والإعلام: كقوله: ( وَقَضَيْنَآ إِلَي بَنِي إِسْرَءِيلَ ) أي أخبرناهم، وقوله: ( وَقَضَيْنَآ إِلَيْهِ ذَلِكَ الْأَمْرَ) ( الإسراء: 4/17. )
أي عهدنا إلي لوط.
( الحجر: 66/15. )
ومنها أن يكون بمعني الفراغ: نحو قوله: ( فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَسِكَكُمْ ) أي فرغتم من أمر المناسك، وقوله: ( فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَوةَ) .
( البقرة: 200/2. )
( النساء: 103/4. )
و(الرابع) بمعني الفعل في قوله: ( فَاقْضِ مَآ أَنتَ قَاضٍ ) أي ( طه: 72/20. )
فافعل ما أنت فاعل، ومنه قوله: ( إِذَا قَضَي أَمْرًا) يعني إذا فعل أمراً ( البقرة: 117/2، وآل عمران: 47/3، ومريم: 35/19. )
كان في علمه أن يفعله إنّما يقول له كن فيكون، ومنه قوله: ( إِذَا قَضَي اللَّهُ وَرَسُولُهُ و أَمْرًا) يقول ما كان لمؤمن ولامؤمنة إذا فعل اللّه ورسوله شيئاً ( الأحزاب: 36/33. )
في تزويج زينب أن يكون لهم الخيرة من أمرهم.
و(الخامس) في قوله: ( لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ ) أي لينزل علينا ( الزخرف: 77/43. )
الموت، وقوله: ( لَايُقْضَي عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُواْ ) أي لاينزل بهم ( فاطر: 36/35. )
الموت، وقوله: ( فَوَكَزَهُ و مُوسَي فَقَضَي عَلَيْهِ ) أي فأنزل بها ( القصص: 15/28. )
الموت.
و(السادس) قوله: ( وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ) أي ( مريم: 39/19. )
وجب العذاب، فوقع بأهل النار، وكذا قوله: ( وَقَالَ الشَّيْطَنُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ) .
( إبراهيم: 22/14. )
و(السابع) وقوله: ( وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا) أي مكتوباً في اللوح ( مريم: 21/19. )
المحفوظ أنّه يكون.
و(الثامن) بمعني الإتمام في نحو قوله: ( فَلَمَّا قَضَي مُوسَي الْأَجَلَ ) أي أتمّ، ( أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ ) أي أتممت، وقوله: ( مِن ( القصص: 29/28. )
( القصص: 28/28. )
قَبْلِ أَن يُقْضَي إِلَيْكَ وَحْيُهُ و ) يعني من قبل أن يتمّ جبرائيل إليك ( طه: 114/20. )
الوحي.
و(التاسع) بمعني الحكم والفصل كقوله: ( وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِ ّ) ( إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ ) أي يفصل، وفي الأنعام يقضي بالحقّ، ( الزمر: 69/39. )
( يونس: 93/10، والنمل: 78/27، والجاثية: 17/45. )
أي يفصل الأمر بيني وبينكم بالعذاب.
و(العاشر) بمعني الجعل في قوله: ( فَقَضَل-هُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ ) ( فصّلت: 12/41. )
أي جعلهنّ.
( مجمع البيان: 193/1 س 25.
قال الصدوق رضي الله عنه : وسمعتُ بعض أهل العلم يقول: إنّ القضاء علي عشرة أوجه... التوحيد: 385. )

81 - أبو عليّ الطبرسيّ ؛ :
( وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ ) اختلف في معناه ( يوسف: 106/12. )
علي أقوال: أحدها: أنّهم مشركو قريش كانوا يقرّون باللّه خالقاً، ومحيياً، ومميتاً، ويعبدون الأصنام، ويدعونها آلهة، مع أنّهم كانوا يقولون: اللّه ربّنا، وإلهنا يرزقنا، فكانوا مشركين بذلك. عن ابن عباس والجبائيّ.
ثانيها: أنّها نزلت في مشركي العرب إذ سألوا: من خلق السماوات والأرض، وينزل المطر؟
قالوا: اللّه، ثمّ هم يشركون.
وكانوا يقولون في تلبيتهم: لبّيك، لا شريك لك، ألا شريكاً هو لك تملكه وما ملك. عن الضحّاك.
ثالثها: أنّهم أهل الكتاب آمنوا باللّه واليوم الآخر، والتوراة والإنجيل، ثمّ أشركوا بإنكار القرآن، وإنكار نبوّة نبيّنا محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) . عن الحسن.
وهذا القول مع ما تقدّمه رواه دارم بن قبيصة، عن عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه، عن جدّه، عن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) .
( مجمع البيان: 267/3 س 25. عنه نور الثقلين: 476/2 ح 237، والبحار: 106/9 س 3، و317/55 س 7. )
82 - أبو عليّ الطبرسيّ ؛ : روي عن عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه، عن جدّه أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) ، قال: لو علم اللّه لفظة أوجز في ترك عقوق الوالدين من أُفّ لأتي به.
( مجمع البيان: 409/3 س 21. عنه البحار: 42/71 س 17، ونور الثقلين: 151/3 ح 143، والبرهان: 413/2 ح 12.
التبيان في تفسير القرآن: 466/6 س 7. )

83 - أبو عليّ الطبرسيّ ؛ : ( فَاقْرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ ) ، روي عن الرضا ( عليه السلام ) ، عن أبيه، عن جدّه ( عليهم السلام ) : قال: ما تيسّر منه ( المزّمّل: 20/73. )
لكم فيه خشوع القلب، وصفاء السرّ.
( مجمع البيان: 382/5 س 16. عنه البحار: 135/84 س 7، ونور الثقلين: 451/5 ح 36. )
84 - أبو عليّ الطبرسيّ ؛ : ( الْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ) المصلّين وقت السحر، عن قتادة.
( آل عمران: 17/3. )
ورواه الرضا عن أبيه، عن أبي عبد اللّه ( عليهم السلام ) : .
( مجمع البيان: 419/1 س 10. عنه البحار: 120/84 س 5، ونور الثقلين: 321/1 ح 60، وفيه: رواه الصادق، عن أبيه، عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، والظاهر أنّه مصحّف الرضاعليه السلام . )
85 - الراونديّ ؛ : عن دعبل الخزاعيّ قال: حدّثني الرضا، عن أبيه، عن جدّه ( عليهم السلام ) : قال: كنت عند أبي الباقر ( عليه السلام ) إذ دخل عليه جماعة من الشيعة، وفيهم جابر بن يزيد فقالوا: هل رضي أبوك عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) بإمامة الأوّل والثاني؟
فقال ( عليه السلام ) : اللّهمّ! لا.
قالوا: فلِمَ نكح من سبيهم خولة الحنفيّة إذا لم يرض بإمامتهم؟
فقال الباقر ( عليه السلام ) : امض يا جابر بن يزيد! إلي منزل جابر بن عبد اللّه الأنصاريّ فقل له: إنّ محمّد بن عليّ يدعوك.
قال جابر بن يزيد: فأتيت منزله، وطرقت عليه الباب، فناداني جابر بن عبد اللّه الأنصاريّ من داخل الدار: اصبر يا جابر بن يزيد!.
قال جابر بن يزيد: فقلت في نفسي: من أين علم جابر الأنصاريّ أنّي جابر بن يزيد، ولم يعرف الدلائل إلّا الأئمّة من آل محمّ ( عليهم السلام ) : ؟ واللّه! لأسألنّه إذا خرج إليّ، فلمّا خرج قلت له: من أين علمت أنّي جابر، وأنا علي الباب، وأنت داخل الدار؟
قال: قد خبّرني مولاي الباقر ( عليه السلام ) البارحة: أنّك تسأله عن الحنفيّة في هذا اليوم، وأنا أبعثه إليك يا جابر! بكرة غد أدعوك.
فقلت: صدقت.
قال: سر بنا، فسرنا جميعاً حتّي أتينا المسجد، فلمّا بصّر مولاي الباقر ( عليه السلام ) بنا ونظر إلينا، قال للجماعة: قوموا إلي الشيخ، فاسألوه حتّي ينبّئكم بما سمع ورأي وحدّث، فقالوا: يا جابر! هل رضي إمامك عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) بإمامة من تقدّم؟
قال: اللّهمّ! لا.
قالوا: فلِمَ نكح من سبيهم خولة الحنفيّة إذ لم يرض بإمامتهم؟
قال جابر: آه، آه، آه، لقد ظننت أنّي أموت ولا أسأل عن هذا، والآن إذ سألتموني، فاسمعوا وعوا، حضرت السبي وقد أدخلت الحنفيّة فيمن أدخل، فلمّا نظرت إلي جميع الناس عدلت إلي تربة رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فرنّت رنّة، وزفرت زفرة، وأعلنت بالبكاء والنحيب، ثمّ نادت:
السلام عليك يا رسول اللّه! صلّي اللّه عليك، وعلي أهل بيتك من بعدك، هؤلاء أُمّتك سبينا سبي النوب والديلم، واللّه! ما كان لنا إليهم من ذنب إلّا الميل إلي ( في المصدر: سبتنا. )
أهل بيتك، فجعلت الحسنة سيّئة، والسيّئة حسنة فسبتنا.
ثمّ انعطفت إلي الناس وقالت: لِمَ سبيتمونا وقد أقررنا بشهادة أن لا إله إلّا اللّه، وأنّ محمّداً رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) .
قالوا: منعتمونا الزكاة.
قالت: هبوا، الرجال منعوكم! فما بال النسوان؟
( في بعض النسخ والبحار: هب. )
فسكت المتكلّم، كأنّما أُلقِمَ حجراً.
ثمّ ذهب إليها طلحة، وخالد بن عنان في التزوّج بها، وطرحا إليها ثوبين.
فقالت: لست بعريانة فتكسوني.
قيل لها: إنّهما يريدان أن يتزايدا عليك، فأيّهما زاد علي صاحبه أخذك من السبي؟
قالت: هيهات، واللّه لايكون ذلك أبداً، ولايملكني ولايكون لي بعل، إلّا من يخبرني بالكلام الذي قلته ساعة خرجت من بطن أُمّي.
فسكت الناس ينظر بعضهم إلي بعض، وورد عليهم من ذلك الكلام ما أبهر عقولهم، وأخرس ألسنتهم، وبقي القوم في دهشة من أمرها.
فقال أبو بكر: ما لكم ينظر بعضكم إلي بعض؟
قال الزبير: لقولها الذي سمعت.
فقال أبو بكر: ما هذا الأمر الذي أحصر أفهامكم، إنّها جارية من سادات قومها، ولم يكن لها عادة بما لقيت ورأت، فلاشكّ أنّها داخلها الفزع، وتقول ما لا تحصيل له.
فقالت: لقد رميت بكلامك غير مرمي، - واللّه - ما داخلني فزع ولاجزع، و- واللّه - ما قلت إلّا حقّاً، ولانطقت إلّا فصلاً، ولابدّ أن يكون كذلك، وحقّ صاحب هذه البنيّة ما كذبت ولاكذّبت.
ثمّ سكتت، وأخذ طلحة وخالد ثوبيهما، وهي قد جلست ناحية من القوم. فدخل عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فذكروا له حالها،
فقال ( عليه السلام ) : هي صادقة فيما قالت، وكان من حالها وقصّتها كيت وكيت في حال ولادتها وقال: إنّ كلّ ما تكلّمت به في حال خروجها من بطن أُمّها هو كذا وكذا، وكلّ ذلك مكتوب علي لوح نحاس معها، فرمت باللوح إليهم لمّا سمعت كلامه ( عليه السلام ) ، فقرؤوه فكان علي ما حكي عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) لا يزيد حرفاً ولاينقص.
فقال أبو بكر: خذها يا أبا الحسن! بارك اللّه لك فيها.
فوثب سلمان فقال: - واللّه! - ما لأحد هيهنا منّة علي أمير المؤمنين، بل للّه المنّة ولرسوله ولأمير المؤمنين، - واللّه! - ما أخذها إلّا لمعجزه الباهر، وعلمه القاهر، وفضله الذي يعجز عنه كلّ ذي فضل.
ثمّ قام المقداد فقال: ما بال أقوام قد أوضح اللّه لهم طريق الهداية فتركوه، وأخذوا طريق العمي) وما من يوم إلاّ وتبيّن لهم فيه دلائل أمير المؤمنين.
وقال أبو ذرّ: واعجباً! لمن يعاند الحقّ، وما من وقت إلّا وينظر إلي بيانه، أيّها الناس! إنّ اللّه قد بيّن لكم فضل أهل الفضل، ثمّ قال: يا فلان! أتمنّ علي أهل الحقّ بحقّهم، وهم بما في يديك أحقّ وأولي؟
وقال عمّار: أُناشدكم اللّه! أما سلّمنا علي أمير المؤمنين هذا، عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) في حياة رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) بإمرة المؤمنين؟
فوثب عمر وزجره عن الكلام، و قام أبو بكر، فبعث عليّ ( عليه السلام ) خولة إلي دار أسماء بنت عميس، وقال لها: خذي هذه المرأة، أكرمي مثواها.
فلم تزل خولة عند أسماء إلي أن قدم أخوها، وزوّجها من عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) .
فكان الدليل علي علم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وفساد ما يورده القوم من سبيهم، وأنّه ( عليه السلام ) تزوّج بها نكاحاً، فقالت الجماعة: يا جابر بن عبد اللّه! أنقذك اللّه من حرّ النار كما أنقذتنا من حرارة الشكّ.
( الخرائج والجرائح: 589/2 ح 1. عنه إثبات الهداة: 129/2 ح 559، و53/3 ح 45، قطعتان منه، والبحار: 84/42 ح 14، ومدينة المعاجز: 174/5 ح 1549. )
86 - الشيخ الصدوق ؛ :...الحسن بن محمّد النوفليّ يقول: قدم سليمان المروزيّ متكلّم خراسان علي المأمون فأكرمه ووصله، ثمّ قال له: إنّ ابن عمّي عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قدم عليّ من الحجاز، وهو يحبّ الكلام ...إنّما وجّهت إليه لمعرفتي بقوّتك، وليس مرادي إلّا أن تقطعه عن حجّة واحدة فقط.
فقال سليمان: حسبك، يا أميرالمؤمنين! اجمع بيني وبينه، وخلّني والذمّ، فوجّه المأمون إلي الرضا ( عليه السلام ) ...قال ( عليه السلام ) : وماأنكرت من البداء يا سليمان؟...قال سليمان: هل رويت فيه من آبائك شيئاً؟
قال: نعم، رويت عن أبي، عن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) أنّه قال: إنّ للّه عزّوجلّ علمين، علماً مخزوناً مكنوناً لايعلمه إلاّ هو، من ذلك يكون البداء، وعلماً علّمه ملائكته ورسله، فالعلماء من أهل بيت نبيّنا يعلمونه....
( عيون أخبار الرضاعليه السلام : 179/1 ح 1.
تقدّم الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2379. )

87 - ابن إدريس الحلّيّ ؛ : أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطيّ صاحب الرضا ( عليه السلام ) ، قال: قال أبو الحسن ( عليه السلام ) : قال أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) : اتّقوا مواقف الريب، ولا يقفنّ أحدكم مع أُمّه في الطريق، فإنّه ليس كلّ أحد يعرفها.
( السرائر: 579/3 س 11. عنه البحار: 91/72 ح 7، ووسائل الشيعة: 37/12 ح 15576. )
88 - أبو نصر الطبرسيّ ؛ : عن الرضا ( عليه السلام ) قال: شكا رجل إلي أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) الفقر فقال: أذّن إذا سمعت الأذان، كما يؤذّن المؤذّن.
( مكارم الأخلاق: 333 س 18. عنه البحار: 295/92 ح 7. )
89 - ابنا بسطام النيسابوريّان » : عليّ بن العبّاس قال: حدّثنا محمّد بن إبراهيم العلويّ، عن عليّ بن موسي، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد الصادق ( عليهم السلام ) : قال: إذا أحسست بالبَثر فضع عليه السبّابة، ودوّر ما حوله ( البَثر: خُراج صغار. المعجم الوسيط: 38. )
وقل: «لا إله إلّا اللّه الحليم الكريم» سبع مرّات، في السابعة فضمّده وشدّه بالسبّابة.
( طبّ الأئمّةعليهم السلام : 38 س 4. عنه البحار: 82/92 ح 1. )
90 - السيّد ابن طاووس ؛ : حدّث أبو الحسين محمّد بن هارون التلعكبريّ قال: حدّثني أبو القاسم هبة اللّه بن سلامة المقري ء المفسّر قال: أخبرنا أبوإسحاق إبراهيم بن أحمد البزوريّ قال: أخبرنا عليّ بن موسي الرضا قال: سمعت أبي موسي بن جعفر قال: سمعت أبي جعفر بن محمّد الصادق ( عليهم السلام ) : يقول: من دعا بهذا الدعاء لم ير في عاقبة أمره إلّا ما يحبّه وهو: «اللّهمّ! إنّ خيرتك تُنيل الرغائب، وتجزل المواهب، وتطيّب المكاسب، ونغنم المطالب، وتهدي إلي أحمد العواقب، وتقي من محذور النوائب، اللّهمّ! إنّي أستخيرك فيما عقد عليه رأيي، وقادني إليه هواي، فأسألك يا ربّ! أن تسهّل لي من ذلك ما تعسّر، وأن تعجّل من ذلك ما تيسّر، وأن تعطيني يا ربّ! الظفر فيما استخرتك فيه، وعوناً في الإنعام فيما دعوتك، وأن تجعل يا ربّ! بعده قرباً، وخوفه أمناً، ومحذوره سلماً، فإنّك تعلم ولا أعلم، وتقدر ولا أقدر، وأنت علّام الغيوب، اللّهمّ! إن يكن هذا الأمر خيراً لي في عاجل الدنيا والآخرة فسهّله لي، ويسّره عليّ، وإن لم يكن فاصرفه عنّي، واقدر لي فيه الخير، إنّك علي كلّ شي ء قدير، يا أرحم الراحمين».
( فتح الأبواب: 204 س 7، عنه البحار: 275/88 ح 24.
مصباح الكفعميّ: 518 س 1.
البلد الأمين: 161 س 10، عنه مستدرك الوسائل: 238/6 ح 6797. )

91 - السيّد ابن طاووس ؛ : عن أبي الحسين محمّد بن معمّر الكوفيّ قال: حدّثنا أبو جعفر أحمد بن المعافيّ قال: حدّثني عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه، عن جدّه جعف ( عليهم السلام ) : قال: يوم غدير خمّ يوم شريف عظيم، أخذ اللّه الميثاق لأميرالمؤمنين ( عليه السلام ) ، أمر محمّداً ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أن ينصبه للناس علماً - وشرح الحال وقال ما هذا لفظه: - ثمّ هبط جبرئيل ( عليه السلام ) فقال: يا محمّد! إنّ اللّه يأمرك أن تعلم أمّتك ولاية من فرضت طاعته، ومن يقوم بأمرهم من بعدك، وأكّد ذلك في كتابه فقال: ( أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ) .
( النساء: 59/4. )
فقال: أي ربّ! ومن وليّ أمرهم بعدي؟
فقال: من هو لم يشرك بي طرفة عين، ولم يعبد وثناً، ولا أقسم بزَلَم، عليّ بن ( والمراد منه «الأزلام»، كما في سورة المائدة: «وأن تستقسموا بالأزلام» الآية: 3. )
أبي طالب أمير المؤمنين وإمامهم، وسيّد المسلمين، وقائد الغرّ المحجّلين، فهو الكلمة التي ألزمتها المتّقين، والباب الذي أوتي منه، من أطاعه أطاعني ومن عصاه عصاني.
فقال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : أي ربّ! إنّي أخاف قريشاً، والناس علي نفسي وعليّ.
فأنزل اللّه تبارك وتعالي وعيداً وتهديداً: ( يَأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) - في عليّ - ( وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ و وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) ، ثمّ ذكر صورة ما جري بغدير خمّ من ولاية ( المائدة: 67/5. )
( اليقين: 372 س 7. عنه البحار: 324/37 ح 58. )
عليّ ( عليه السلام ) .
92 - ابن فهد الحلّي ؛ : عن الرضا ( عليه السلام ) قال أبو عبد ال لّه ( عليه السلام ) : من اتّخذ خاتماً، فصّه عقيق لم يفتقر، ولم يقض له إلّا بالتي هي أحسن.
ومرّ به رجل من أهله مع غلمان الوالي فقال ( عليه السلام ) : اتّبعوه بخاتم عقيق.
فاتّبع فلم ير مكروهاً.
( عدّة الداعي: 129 س 5. )
93 - الحسينيّ الإسترآباديّ ؛ : محمّد بن العبّاس ؛ ، عن الحسين بن عليّ بن زكريّا البصريّ، عن الهيثم بن عبد اللّه الرمّانيّ قال: حدّثني عليّ بن موسي قال: حدّثني أبي موسي، عن أبيه جعف ( عليهم السلام ) : قال: دخل علي أبي بعض من يفسّر القرآن فقال له: أنت فلان، وسمّاه باسمه.
قال: نعم.
قال ( عليه السلام ) : أنت الذي تفسّر القرآن؟
قال: نعم.
قال ( عليه السلام ) : فكيف تفسّر هذه الآية ( وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَي الَّتِي بَرَكْنَا فِيهَا قُرًي ظَهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُواْ فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا ءَامِنِينَ ) ؟
( السبأ: 18/34. )
قال: هذه بين مكّة ومني.
فقال له أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) : أيكون في هذا الموضع خوف وقطيع؟
قال: نعم.
قال ( عليه السلام ) : فموضع يقول اللّه أمن يكون فيه خوف وقطيع!
قال: فما هو؟
قال ( عليه السلام ) : ذاك نحن أهل البيت، قد سمّاكم اللّه ناساً، وسمّانا قري.
قال: جعلت فداك، أوجدت هذا في كتاب اللّه أنّ القري رجال؟
فقال أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) : أليس اللّه تعالي يقول: ( وَسَْلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا) فللجدران والحيطان السؤال، أم ( يوسف: 82/12. )
للناس؟ وقال تعالي: ( وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَمَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا) فمن المعذّب، الرجال، أم الجدران ( الإسراء: 58/17. )
والحيطان؟.
( تأويل الآيات الظاهرة: 461 س 6. عنه البحار: 234/24 ح 3. )
94 - الحسينيّ الإسترآباديّ ؛ : الحسن بن أبي الحسن الديلميّ ؛ عمّن رواه بإسناده، عن (ابن) أبي صالح، عن حمّاد بن عثمان، عن أبي الحسن الرضا، عن أبيه موسي، عن أبيه جعفر، عن أبي جعف ( عليهم السلام ) : في قوله تعالي: ( يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ ي مَن يَشَآءُ) ؛
( البقرة: 105/2. )
قال ( عليه السلام ) : المختصّ بالرحمة نبيّ اللّه، ووصيّه، وعترتهم ( عليهم السلام ) : ، إنّ اللّه تعالي خلق مائة رحمة، فتسع وتسعون رحمة عنده مذخورة لمحمّد وعليّ وعترتهما، ورحمة واحدة مبسوطة علي سائر الموجودين.
( تأويل الآيات الظاهرة: 81 س 12. عنه البحار: 61/24 ح 44.
البرهان: 140/1 ح 2. )

95 - الحسينيّ الإسترآباديّ ؛ : قال محمّد بن العبّاس ؛ : حدّثنا محمّد بن همّام، عن محمّد بن إسماعيل، عن عيسي بن داود قال: حدّثنا أبو الحسن عليّ بن موسي بن جعفر، عن أبيه، عن أبي جعف ( عليهم السلام ) : قال: سألته عن قول اللّه عزّوجلّ: ( فَمَن ثَقُلَتْ مَوَزِينُهُ و فَأُوْلَل-ِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )
( الأعراف: 8/7. )
قال ( عليه السلام ) : نزلت فينا.
( تأويل الآيات الظاهرة: 353 س 12. عنه البحار: 258/24 ح 5، فيه: أبو الحسن موسي بن جعفرعليهماالسلام . )
96 - الحسينيّ الإسترآباديّ ؛ : قال محمّد بن العبّاس ؛ : حدّثنا الحسن بن عليّ بن زكريّا بن عاصم اليمنيّ، عن الهيثم بن عبد الرحمن، قال: حدّثنا أبو الحسن عليّ بن موسي بن جعفر، عن أبيه، عن جدّه ( عليهم السلام ) : في قوله عزّوجلّ: ( فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَزِينُهُ و * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ) ؛
قال ( عليه السلام ) : نزلت في عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) . ( وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَزِينُهُ و *فَأُمُّهُ و هَاوِيَةٌ) ؛ قال: نزلت في ثلاثة، يعني الثلاثة.
( القارعة: 6/101 - 9. )
( تأويل الآيات الظاهرة: 814 س 2، عنه البرهان: 499/4 ح 3. )
97 - الحسينيّ الإسترآباديّ ؛ : قال محمّد بن العبّاس ؛ : حدّثنا الحسن بن عليّ بن زكريّا بن عاصم، عن الهيثم، عن عبد اللّه الرماديّ قال: حدّثنا عليّ بن موسي بن جعفر، عن أبيه، عن جدّه ( عليهم السلام ) : في قوله عزّوجلّ: ( أَرَءَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ ) ؛ قال ( عليه السلام ) : بولاية أمير ( الماعون: 1/107. )
المؤمنين عليّ ( عليه السلام ) .
( تأويل الآيات الظاهرة: 820 س 4. عنه البحار: 367/23 ح 33. )
98 - العروسيّ الحويزيّ ؛ : روي أبو إسحاق الثعلبيّ في تفسيره مسنداً إلي عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قال: سئل جعفر بن محمّد ال صادق ( عليهماالسلام ) عن قوله: ( الم ) ؟ فقال ( عليه السلام ) : في الألف ستّ صفات من صفات اللّه عزّوجلّ:
(الإبتداء) فإنّ اللّه عزّوجلّ ابتدأ جميع الخلق، والألف ابتداء الحروف.
و(الإستواء) فهو عادل غير جائر، والألف مستو في ذاته.
و(الانفراد) فاللّه فرد، والألف فرد.
و(اتّصال الخلق باللّه) واللّه لا يتّصل بالخلق، وكلّهم يحتاجون إليه، واللّه غنيّ عنهم، والألف كذلك لا يتّصل بالحروف، والحروف متّصلة به، وهو منقطع عن غيره، واللّه تعالي باين بجميع صفاته من خلقه.
ومعناه (من الأُلفة) فكما أنّ اللّه عزّوجلّ سبب ألفة الخلق، فكذلك الألف، عليه تألّفت الحروف، وهو سبب ألفتها.
( تفسير نور الثقلين: 30/1 ح 9. )

(ط) - ما رواه عن أبيه الإمام الكاظم ( عليهماالسلام ) :
1 - العيّاشيّ ؛ : العبّاس بن هلال الشاميّ [ قال: قال أبوالحسن ] عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: قلت: جعلت فداك! وما أعجب إلي الناس من يأكل الجشب، ويلبس الخشن ويتخشّع؟
( جَشَبَ جَشْباً الطعام: كان بلا إدام، فهو جَشْبٌ. المعجم الوسيط: 123. )
قال: أما علمت أنّ يوسف بن يعقوب ( عليه السلام ) نبيّ ابن نبيّ، كان يلبس أقبية الديباج مزرورة بالذهب، ويجلس في مجالس آل فرعون يحكم، ولم يحتجّ الناس إلي لباسه، وإنّما احتاجوا إلي قسطه، وإنّما يحتاج من الإمام إلي أن إذا قال صدق، وإذا وعد أنجز، وإذا حكم عدل.
إنّ اللّه لم يحرّم طعاماً ولا شراباً من حلال، وإنّما حرّم الحرام، قلّ أو كثر، وقد قال: ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ ي وَالطَّيِّبَتِ مِنَ الرِّزْقِ ) .
( الأعراف: 32/7. )
( تفسير العيّاشيّ: 15/2، ح 33، عنه البحار: 305/76، ح 19، والمستدرك الوسائل: 242/3، ح 3484، والبرهان: 13/2، ح 14.
الكافي: 453/6، ح 5 بتفاوت يسير، عنه وسائل الشيعة: 18/5، ح 5773، والبحار: 297/12، ح 83، قطعة منه، ونور الثقلين: 21/2، ح 76، والبرهان: 11/2، ح 5. )

2 - العيّاشيّ ؛ : عن صفوان قال: سألت أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) عن قول اللّه: ( فَاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَي الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَي الْكَعْبَيْنِ ) فقال ( عليه السلام ) : قد سأل رجل أبا الحسن عن ذلك فقال ( عليه السلام ) : سيكفيك أو كفتك سورة المائدة، يعني المسح علي الرأس والرجلين....
( تفسير العيّاشيّ: 300/1 ح 54. عنه البحار: 283/77 ح 32، ومستدرك الوسائل: 311/1 ح 698، والبرهان: 453/1 ح 18.
قطعة منه في (ما رواه عن أبيه الكاظم عليهماالسلام ). )

3 - الحميريّ ؛ : الحسن بن ظريف، عن معمّر، عن الرضا، عن أبيه موسي بن جعف ( عليهم السلام ) : قال: كنت عند أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) ذات يوم - وأنا طفل خماسيّ - إذ دخل عليه نفر من اليهود، فقالوا: أنت ابن محمّد، نبيّ هذه الأمّة، والحجّة علي أهل الأرض؟
قال لهم: نعم.
قالوا: إنّا نجد في التوراة أنّ اللّه تبارك وتعالي آتي إبراهيم ( عليه السلام ) وولده الكتاب والحكم والنبوّة، وجعل لهم الملك والإمامة، وهكذا وجدنا ذرّيّة الأنبياء لا تتعدّاهم النبوّة والخلافة والوصيّة، فما بالكم قد تعدّاكم ذلك، وثبت في غيركم، ونلقاكم مستضعفين مقهورين لا ترقب فيكم ذمّة نبيّكم؟!
فدمعت عينا أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) ، ثمّ قال: نعم، لم تزل أمناء اللّه مضطهدة مقهورة مقتولة بغير حقّ، والظلمة غالبة، وقليل من عباد اللّه الشكور.
قالوا: فإن الأنبياء وأولادهم علموا من غير تعليم، وأوتوا العلم تلقيناً، وكذلك ينبغي لأئمّتهم وخلفائهم وأوصيائهم، فهل أوتيتم ذلك؟
فقال أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) : أدن يا موسي! فدنوت، فمسح يده علي صدري، ثمّ قال: «اللّهمّ أيّده بنصرك، بحقّ محمّد وآله».
ثمّ قال: سلوه عمّا بدا لكم.
قالوا: وكيف نسأل طفلاً، لا يفقه؟
قلت: سلوني تفقّهاً، ودعوا العنت.
قالوا: أخبرنا عن الآيات التسع التي أوتيها موسي بن عمران؟
قلت: العصا، وإخراجه يده من جيبه بيضاء، والجراد، والقمّل، والضفادع، والدم، ورفع الطور، والمنّ والسلوي آية واحدة، وفلق البحر.
قالوا: صدقت، فما أعطي نبيّكم من الآيات اللاتي نفت الشكّ، عن قلوب من أرسل إليه؟
قلت: آيات كثيرة، أعدّها إن شاءاللّه، فاسمعوا وعوا، وافقهوا.
أمّا أوّل ذلك: أنتم تقرّون أنّ الجنّ كانوا يسترقون السمع قبل مبعثه، فمنعت في أوان رسالته بالرجوم، وانقضاض النجوم، وبطلان الكهنة والسحرة.
ومن ذلك: كلام الذئب يخبر بنبوّته، واجتماع العدوّ والوليّ علي صدق لهجته، وصدق أمانته، وعدم جهله أيّام طفوليّته، وحين أيفع وفتي وكهلاً، لا يعرف له شكل، ولا يوازيه مثل.
ومن ذلك: أنّ سيف بن ذي يزن حين ظفر بالحبشة، وفد عليه وفد قريش، فيهم عبدالمطّلب، فسألهم عنه ووصف له صفته، فأقرّوا جميعاً بأنّ هذا الصفة في محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، فقال: هذا أوان مبعثه، ومستقرّه أرض يثرب وموته بها.
ومن ذلك: أنّ أبرهة بن يكسوم قاد الفيلة إلي بيت اللّه الحرام ليهدمه، قبل مبعثه، فقال عبد المطّلب: إنّ لهذا البيت ربّاً يمنعه، ثمّ جمع أهل مكّة فدعا، وهذا بعد ما أخبره سيف بن ذي يزن، فأرسل اللّه تبارك وتعالي عليهم طيراً أبابيل، ودفعهم عن مكّة وأهلها.
ومن ذلك: أنّ أبا جهل عمرو بن هشام المخزوميّ، أتاه - وهو نائم خلف جدار - ومعه حجر يريد أن يرميه به، فالتصق بكفّه.
ومن ذلك: أنّ أعرابيّاً باع ذوداً له من أبي جهل، فمطله بحقّه، فأتي قريشاً ( الذَوْد: القطيع من الإبل بين الثلاث إلي العشر. المعجم الوسيط: 317. )
وقال: أعدّوني علي أبي الحكم، فقد لوي حقّي، فأشاروا إلي محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وهو يصلّي في الكعبة، فقالوا: ائت هذا الرجل فاستعدّه عليه، وهم يهزؤون بالأعرابيّ، فأتاه فقال له: يا عبد اللّه أعدّني علي عمرو بن هشام، فقد منعني حقّي.
قال: نعم، فانطلق معه فدقّ علي أبي جهل بابه، فخرج إليه متغيّراً، فقال له: ما حاجتك؟
قال: أعط الأعرابيّ حقّه، قال: نعم.
وجاء الأعرابيّ إلي قريش فقال: جزاكم اللّه خيراً، انطلق معي الرجل الذي دللتموني عليه، فأخذ حقّي.
فجاء أبو جهل، فقالوا: أعطيت الأعرابيّ حقّه؟ قال: نعم.
قالوا: إنّما أردنا أن نغريك بمحمّد، ونهزأ بالأعرابيّ.
قال: يا هؤلاء! دقّ بابي، فخرجت إليه، فقال: أعط الأعرابيّ حقّه، وفوقه مثل الفحل فاتحاً فاه، كأنّه يريدني، فقال: أعطه حقّه.
فلو قلت: لا، لابتلع رأسي، فأعطيته.
ومن ذلك: أنّ قريشاً أرسلت النضر بن الحارث، وعلقمة بن أبي معيط بيثرب إلي اليهود، وقالوا لهما: إذا قدمتها عليهم فسائلوهم عنه، وهما قد سألوهم عنه، فقالوا: صفوا لنا صفته؟
فوصفوه، وقالوا: من تبعه منكم؟
قالوا: سفلتنا، فصاح حبر منهم، فقال: هذا النبيّ الذي نجد نعته في التوراة، ونجد قومه أشدّ الناس عداوة له.
ومن ذلك: أنّ قريشاً أرسلت سراقة بن جعشم حتّي خرج إلي المدينة في طلبه، فلحق به فقال صاحبه: هذا سراقة، يا نبيّ اللّه!
فقال: «اللّهمّ اكفنيه»، فساخت قوائم ظهره، فناداه: يا محمّد! خلّ عنّي بموثق أعطيكه أن لا أناصح غيرك، وكلّ من عاداك لا أصالح.
فقال النبيّ ( عليه السلام ) : «اللّهمّ إن كان صادق المقال فأطلق فرسه».
فانطلق، فوفي وما انثني بعد ذلك.
ومن ذلك: أنّ عامر بن الطفيل وأربد بن قيس أتيا النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، فقال عامر لأربد: إذا أتيناه فأنا أشاغله عنك فأعله بالسيف، فلمّا دخلا عليه، قال عامر: يا محمّد! حال.
قال: لا، حتّي تقول: أشهد أن لا إله إلّا اللّه، وأنّي رسول اللّه. وهو ينظر إلي أربد، وأربد لا يحير شيئاً.
فلمّا طال ذلك نهض وخرج وقال لأربد: ما كان أحد علي وجه الأرض أخوف علي نفسي فتكاً منك، ولعمري لا أخافك بعد اليوم، فقال له أربد: لا تعجل، فإنّي ما هممت بما أمرتني به إلّا ودخلت الرجال بيني وبينك، حتّي ما أبصر غيرك، فأضربك؟!
ومن ذلك: أنّ أربد بن قيس والنضر بن الحارث اجتمعا علي أن يسألاه عن الغيوب فدخلا عليه، فأقبل النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) علي أربد فقال: يا أربد! أتذكر ما جئت له يوم كذا ومعك عامر بن الطفيل؟
فأخبره بما كان فيهما، فقال أربد: واللّه! ما حضرني وعامراً، وما أخبرك بهذا إلّا ملك من السماء، وأنا أشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له وأنّك رسول اللّه.
ومن ذلك: أنّ نفراً من اليهود أتوه، فقالوا لأبي الحسن جدّي: استأذن لنا علي ابن عمّك نسأله، فدخل عليّ ( عليه السلام ) ، فأعلمه، فقال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : وما يريدون منّي؟
فإنّي عبد من عبيد اللّه، لا أعلم إلّا ما علّمني ربّي، ثمّ قال: ائذن لهم، فدخلوا عليه فقال: أتسألوني عمّا جئتم له، أم أنبّئكم؟
قالوا: نبّئنا، قال: جئتم تسألوني عن ذي القرنين، قالوا: نعم، قال: كان غلاماً من أهل الروم ثمّ ملك، وأتي مطلع الشمس ومغربها، ثمّ بني السدّ فيها، قالوا: نشهد أنّ هذا كذا.
ومن ذلك: أنّ وابصة بن معبد الأسديّ أتاه فقال: لا أدع من البرّ والإثم شيئاً إلّا سألته عنه، فلمّا أتاه، قال له بعض أصحابه: إليك يا وابصة! عن رسول ال لّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، فقال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ادنه يا وابصة! فدنوت.
فقال: أتسأل عمّا جئت له، أو أخبرك؟
قال: أخبرني، قال: جئت تسأل عن البرّ والإثم.
قال: نعم، فضرب بيده علي صدره ثمّ قال: يا وابصة! البرّ ما اطمأنّ به الصدر، والإثم ما تردّد في الصدر، وجال في القلب وإن أفتاك الناس وأفتوك.
ومن ذلك: أنّه أتاه وفد عبد القيس فدخلوا عليه، فلمّا أدركوا حاجتهم عنده قال: ائتوني بتمر أهلكم ممّا معكم، فأتاه كلّ رجل منهم بنوع منه، فقال ال نبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : هذا يسمّي كذا، وهذا يسمّي كذا، فقالوا: أنت أعلم بتمر أرضنا، فوصف لهم أرضهم، فقالوا: أدخلتها؟
قال: لا، ولكن فصح لي، فنظرت إليها.
فقام رجل منهم فقال: يا رسول اللّه! هذا خالي وبه خبل، فأخذ بردائه ثمّ قال: أخرج عدوّ اللّه - ثلاثاً -، ثمّ أرسله فبرأ.
وأتوه بشاة هرمة، فأخذ أحد أذنيها بين أصابعه، فصار ميسماً، ثمّ قال: خذوها، فإنّ هذا السمة في آذان ما تلد إلي يوم القيامة، فهي توالد وتلك في آذآنها معروفة غير مجهولة.
ومن ذلك: أنّه كان في سفر، فمرّ علي بعير قد أعيي، وقام منزلاً علي أصحابه، فدعا بماء فتمضمض منه في إناء، وتوضّأ وقال: افتح فاه، فصبّ في فيه، فمرّ ذلك الماء علي رأسه وحاركه، ثمّ قال:
( الحارِكان: مُلْتَقي الكَتِفين. المصباح المنير: 131. )
«اللّهمّ احمل خلاّداً وعامراً ورفيقيهما» - وهما صاحبا الجمل - فركبوه وإنّه ليهتزّ بهم أمام الخيل.
ومن ذلك: أنّ ناقة لبعض أصحابه ضلّت في سفر كانت فيه، فقال صاحبها: لو كان نبيّاً لعلم أمر الناقة. فبلغ ذلك النبيّ ( عليه السلام ) فقال: الغيب لا يعلمه إلّا اللّه، انطلق يا فلان! فإنّ ناقتك بموضع كذا وكذا، قد تعلّق زمامها بشجرة، فوجدها كما قال.
ومن ذلك: أنّه مرّ علي بعير ساقط فتبصبص له، فقال: إنّه ليشكو شرّ ولاية أهله له، يسأله أن يخرج عنهم، فسأل عن صاحبه فأتاه، فقال: بعه وأخرجه عنك، فأناخ البعير يرغو ثمّ نهض، وتبع النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فقال: يسألني أن أتولّي أمره، فباعه من عليّ ( عليه السلام ) ، فلم يزل عنده إلي أيّام صفّين.
ومن ذلك: أنّه كان في مسجده، إذ أقبل جمل نادّ حتّي وضع رأسه في حجره، ثمّ خرخر، فقال النبيّ ( عليه السلام ) : يزعم هذا أن صاحبه يريد أن ينحره في وليمة علي ابنه، فجاء يستغيث.
فقال رجل: يا رسول اللّه! هذا لفلان، وقد أراد به ذلك. فأرسل إليه وسأله أن لا ينحره، ففعل.
ومن ذلك: أنّه دعا علي مضر فقال: «اللّهمّ اشدد وطأتك علي مضر، واجعلها عليهم كسنين يوسف». فأصابهم سنون، فأتاه رجل فقال: فو اللّه! ما أتيتك حتّي لا يخطر لنا فحل، ولا يتردّد منّا رائح.
فقال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : «اللّهمّ دعوتك فأجبتني، وسألتك فأعطيتني، اللّهمّ فاسقنا غيثاً مغيثاً مريئاً سريعاً طبقاً سجالاً عاجلاً غير ذائب نافعاً غير ضارّ»، فما قام حتّي ملأ كلّ شي ء ودام عليهم جمعة، فأتوه فقالوا: يا رسول اللّه! انقطعت سبلنا وأسواقنا، فقال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : «حوالينا ولا علينا»فانجابت السحابة عن المدينة، وصار فيما حولها، وأمطروا شهراً.
ومن ذلك: أنّه توجّه إلي الشام قبل مبعثه مع نفر من قريش، فلمّا كان بحيال بحيراء الراهب نزلوا بفناء ديره، وكان عالماً بالكتب، وقد كان قرأ في التوراة مرور النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) به، وعرف أوان ذلك، فأمر فدعي إلي طعامه، فأقبل يطلب الصفة في القوم فلم يجدها، فقال: هل بقي في رحالكم أحد؟
فقالوا: غلام يتيم، فقام بحيراء الراهب فأطلع، فإذا هو برسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) نائم، وقد أظلّته سحابة، فقال للقوم: ادعوا هذا اليتيم، ففعلوا، وبحيراء مشرف عليه، وهو يسير والسحابة قد أظلّته، فأخبر القوم بشأنه، وأنّه سيبعث فيهم رسولاً، ويكون من حاله وأمره.
فكان القوم بعد ذلك يهابونه ويجلّونه، فلمّا قدموا أخبروا قريشاً بذلك، وكان عند خديجة بنت خويلد، فرغبت في تزويجه، وهي سيّدة نساء قريش، وقد خطبها كلّ صنديد ورئيس قد أبتهم، فزوّجته نفسها للذي بلغها من خبر بحيراء.
ومن ذلك: أنّه كان بمكّة أيّام ألبّ عليه قومه وعشائره، فأمر عليّاً أن يأمر خديجة أن تتّخذ له طعاماً ففعلت، ثمّ أمره أن يدعو له أقرباءه من بني عبد المطّلب، فدعا أربعين رجلاً فقال: [هات ] لهم طعاماً يا عليّ! فأتاه بثريدة وطعام يأكله الثلاثة والأربعة، فقدّمه إليهم، وقال: كلوا وسمّوا، فسمّي ولم يسمّ القوم، فأكلوا، وصدروا شبعي.
فقال أبو جهل: جاد ما سحركم محمّد، يطعم من طعام ثلاث رجال أربعين رجلاً، هذا واللّه! هو السحر الذي لا بعده.
فقال عليّ ( عليه السلام ) : ثمّ أمرني بعد أيّام فاتّخذت له مثله، ودعوتهم بأعيانهم، فطعموا وصدروا.
ومن ذلك: أنّ عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال: دخلت السوق، فابتعت لحماً بدرهم، وذرّة بدرهم، فأتيت به فاطمة ( عليها السلام ) حتّي إذا فرغت من الخبز والطبخ قالت: لو دعوت أبي، فأتيته وهو مضطجع، وهو يقول: «أعوذ باللّه من الجوع ضجيعاً».
فقلت له: يا رسول اللّه! إنّ عندنا طعاماً، فقام واتّكأ عليّ، ومضينا نحو فاطمة ( عليها السلام ) ، فلمّا دخلنا قال: هلمّ طعامك يا فاطمة! فقدمت إليه البرمة والقرص، فغطّي القرص، وقال: «اللّهمّ بارك لنا في طعامنا».
ثمّ قال: اغرفي لعائشة، فغرفت، ثمّ قال: اغرفي لأُمّ سلمة، فغرفت، فما زالت تغرف حتّي وجّهت إلي نسائه التسع قرصة قرصة، ومرقاً.
ثمّ قال: اغرفي لأبيك وبعلك، ثمّ قال: اغرفي وكلي واهدي لجاراتك، ففعلت، وبقي عندهم أيّاماً يأكلون.
ومن ذلك: أنّ امرأة عبد اللّه بن مسلم أتته بشاة مسمومة، ومع النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) بشر بن البراء بن عازب، فتناول النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) الذراع، وتناول بشر الكراع، فأمّا النبيّ ( عليه السلام ) فلاكها ولفظها، وقال: إنّها لتخبرني أنّها مسمومة، وأمّا بشر فلاك المضغة، وابتلعها فمات، فأرسل إليها فأقرّت، وقال: ما حملك علي ما فعلت؟
قالت: قتلت زوجي وأشراف قومي، فقلت: إن كان ملكاً قتلته، وإن كان نبيّاً فسيطلعه اللّه تبارك وتعالي علي ذلك.
ومن ذلك: أنّ جابر بن عبد اللّه الأنصاريّ قال: رأيت الناس يوم الخندق يحفرون وهم خماص، ورأيت النبيّ ( عليه السلام ) يحفر وبطنه خميص، فأتيت أهلي فأخبرتها فقالت: ما عندنا إلّا هذه الشاة، ومحرز من ذرّة.
قال: فاخبزي وذبح الشاة، وطبخوا شقّها، وشووا الباقي، حتّي إذا أدرك، أتي النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فقال: يا رسول اللّه! اتّخذت طعاماً فائتني أنت ومن أحببت، فشبك أصابعه في يده، ثمّ نادي: ألا إنّ جابراً يدعوكم إلي طعامه.
فأتي أهله مذعوراً خجلاً، فقال لها: هي الفضيحة، قد حفل بهم أجمعين. فقالت: أنت دعوتهم، أم هو؟
قال: هو، قالت: فهو أعلم بهم، فلمّا رآنا أمر بالأنطاع، فبسطت علي الشوارع، وأمره أن يجمع التواري - يعني قصاعاً كانت من خشب - والجفان، ثمّ قال: ما عندكم من الطعام؟ فأعلمته، فقال: غطّوا السدانة، والبرمة، والتنّور، واغرفوا وأخرجوا الخبز واللحم، وغطّوا فما زالوا يغرفون، وينقلون، ولا يرونه ينقص شيئاً حتّي شبع القوم، وهم ثلاثة آلاف، ثمّ أكل جابر وأهله، وأهدوا، وبقي عندهم أيّاماً.
ومن ذلك: أنّ سعد بن عبادة الأنصاريّ أتاه عشيّة، وهو صائم فدعاه إلي طعامه، ودعا معه عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فلمّا أكلوا قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : نبيّ ووصيّ، يا سعد! أكل طعامك الأبرار، وأفطر عندك الصائمون، وصلّت عليكم الملائكة، فحمله سعد علي حمار قطوف، وألقي عليه قطيفة، فرجع الحمار، وإنّه لهملاج ما يساير.
ومن ذلك: أنّه أقبل من الحديبيّة، وفي الطريق ماء يخرج من وشل بقدر ما يروي الراكب والراكبين، فقال: من سبقنا إلي الماء فلا يستقين منه.
فلمّا انتهي إليه دعا بقدح فتمضمض فيه، ثمّ صبّه في الماء، ففاض الماء، فشربوا، وملؤوا أدواتهم ومياضيهم، وتوضّؤوا.
فقال النبيّ ( عليه السلام ) : لئن بقيتم، أو بقي منكم، ليتّسعنّ بهذا الوادي بسقي ما بين يديه من كثرة مائه، فوجدوا ذلك كما قال.
ومن ذلك: إخباره ( صلي الله عليه وآله وسلم ) عن الغيوب، وما كان وما يكون، فوجد ذلك موافقاً لما يقول.
ومن ذلك: أنّه أخبر صبيحة الليلة التي أسري به، بما رأي في سفره، فأنكر ذلك بعض وصدّقه بعض، فأخبرهم بما رأي من المارّة، والممتارة، وهيآتهم، ومنازلهم، وما معهم من الأمتعة، وأنّه رأي عيراً أمامها بعير أورق، وأنّه يطلع يوم كذا من العقبة مع طلوع الشمس، فغدوا يطلبون تكذيبه للوقت الذي وقّته لهم.
فلمّا كانوا هناك طلعت الشمس، فقال بعضهم: كذب الساحر، وأبصر آخرون بالعير قد أقبلت يقدمها الأورق، فقالوا: صدق، هذه نعم قد أقبلت.
ومن ذلك: أنّه أقبل من تبوك فجهدوا عطشاً، وبادر الناس إليه يقولون: الماء الماء، يا رسول اللّه! فقال لأبي هريرة: هل معك من الماء شي ء؟
قال: كقدر قدح في ميضاتي.
قال: هلمّ ميضاتك، فصبّ ما فيه في قدح، ودعا وأوعاه وقال: ناد: من أراد الماء، فأقبلوا يقولون: الماء يا رسول اللّه! فما زال يسكب، وأبو هريرة يسقي حتّي روي القوم أجمعون، وملؤوا ما معهم، ثمّ قال لأبي هريرة: اشرب، فقال: بل آخركم شرباً، فشرب رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وشرب.
ومن ذلك: أنّ أخت عبد اللّه بن رواحة الأنصاريّ مرّت به أيّام حفرهم الخندق، فقال لها: إلي أين تريدين؟
قالت: إلي عبد اللّه بهذه التمرات، فقال: هاتيهنّ. فنثرت في كفّه، ثمّ دعإ؛ هههههههههظظ بالأنطاع، وفرّقها عليها، وغطّاها بالأزر، وقام وصلّي، ففاض التمر علي الأنطاع، ثمّ نادي: هلمّوا وكلوا، فأكلوا وشبعوا، وحملوا معهم، ودفع ما بقي إليها.
ومن ذلك: أنّه كان في سفر فأجهدوا جوعاً، فقال: من كان معه زاد فليأتنا به، فأتاه نفر منهم بمقدار صاع، فدعا بالأزر والأنطاع، ثمّ صفّف التمر عليها، ودعا ربّه، فأكثر اللّه ذلك التمر حتّي كان أزوادهم إلي المدينة.
ومن ذلك: أنّه أقبل من بعض أسفاره فأتاه قوم، فقالوا: يا رسول اللّه! إنّ لنا بئراً إذا كان القيظ اجتمعنا عليها، وإذا كان الشتاء تفرّقنا علي مياه حولنا، وقد صار من حولنا عدوّاً لنا، فادع اللّه في بئرنا، فتفل ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في بئرهم، ففاضت المياه المغيبة، فكانوا لا يقدرون أن ينظروا إلي قعرها - بعدُ - من كثرة مائها.
فبلغ ذلك مسيلمة الكذّاب، فحاول ذلك في قليب قليل ماؤه، فتفل الأنكد في القليب، فغار ماؤه، وصار كالجبوب.
ومن ذلك: أنّ سراقة بن جعشم حين وجّهه قريش في طلبه، ناوله نبلاً من كنانته، وقال له: ستمرّ برعاتي فإذا وصلت إليهم فهذا علامتي، أطعم عندهم واشرب، فلمّا انتهي إليهم، أتوه بعنز حائل، فمسح ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ضرعها فصارت حاملاً، ودرّت حتّي ملؤوا الإناء، وارتوا ارتواءاً.
ومن ذلك: أنّه نزل بأمّ شريك فأتته بعكّة فيها سمن يسير، فأكل هو وأصحابه، ثمّ دعا لها بالبركة، فلم تزل العكّة تصبّ سمناً أيّام حياتها.
ومن ذلك: أنّ أُمّ جميل امرأة أبي لهب أتته حين نزلت سورة (تبّت)، ومع النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أبوبكر بن أبي قحافة، فقال: يا رسول اللّه! هذه أُمّ جميل، محفظة - أي مغضبة - تريدك، ومعها حجر تريد أن ترميك به.
فقال: إنّها لا تراني. فقالت لأبي بكر: أين صاحبك؟
قال: حيث شاء اللّه، قالت: لقد جئته، ولو أراه لرميته، فإنّه هجاني، واللات والعزّي! إنّي لشاعرة، فقال أبو بكر: يا رسول اللّه! لم ترك؟
قال: لا، ضرب اللّه بيني وبينها حجاباً.
ومن ذلك: كتابه المهيمن الباهر لعقول الناظرين، مع ما أعطي من الخلال التي إن ذكرناها لطالت.
فقالت اليهود: وكيف لنا أن نعلم أنّ هذا كما وصفت؟
فقال لهم موسي ( عليه السلام ) : وكيف لنا أن نعلم أنّ ما تذكرون من آيات موسي علي ما تصفون؟
قالوا: علمنا ذلك بنقل البررة الصادقين.
قال لهم: فاعلموا صدق ما أنبأتكم به، بخبر طفل لقّنه اللّه من غير تلقين، ولا معرفة عن الناقلين.
فقالوا: نشهد أن لا إله إلّا اللّه، وأنّ محمّداً رسول اللّه، وأنّكم الأئمّة القادة، والحجج من عند اللّه علي خلقه.
فوثب أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) ، فقبّل بين عينيّ، ثمّ قال: أنت القائم من بعدي.
فلهذا قالت الواقفة: إنّه حيّ، وإنّه القائم، ثمّ كساهم أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) ، ووهب لهم، وانصرفوا مسلمين.
( قرب الإسناد: 317، ح 1228. عنه مدينة المعاجز: 36/6، ح 1828، قطعة منه، وحلية الأبرار: 48/1، ح 4، و116، ح 10، و11، قِطَع منه، والبحار: 225/17، ح 1، أورده بتمامه، و73/60، ح 20، قطعة منه، وإثبات الهداة: 247/1، ح 70، ووسائل الشيعة: 166/27، ح 33502، قطعة منه، ونور الثقلين: 229/3، ح 452، و293، ح 199، و672/5، ح 13، و698، ح 7، قطع منه، والبرهان: 452/2، ح 1، قطعة منه.
إعلام الوري: 62، س 17، قطعة منه.
الخرائج والجرائح: 115/1، ح 191، و508/2، ح 22، قطعتان منه. عنه البحار: 408/17، ح 37، قطعة منه.
قصص الأنبياء للراونديّ: 313، ح 389. )

4 - الحميريّ ؛ : أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: وسألته عن قرب هذا الأمر؟
فقال ( عليه السلام ) :...فقال ( عليه السلام ) : أما تري بني هاشم قد انقلعوا بأهليهم وأولادهم!...فقلت له: جعلت فداك، إنّك قلت لي في عامنا الأوّل - حكيت عن أبيك - أنّ انقضاء ملك آل فلان علي رأس فلان وفلان، ليس لبني فلان سلطان بعدهما.
قال ( عليه السلام ) : قد قلت ذاك لك؛....
( قرب الإسناد: 370 ح 1326.
تقدّم الحديث بتمامه في ف 2 - 4 رقم 1127. )

5 - عليّ بن إبراهيم القمّيّ ؛ : حدّثنا الحسين بن عليّ بن زكريّا، قال: حدّثنا الهيثم بن عبد اللّه الرمّانيّ، قال: حدّثنا عليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) ، عن أبيه، عن جدّه محمّد بن عليّ بن الحسين ( عليهم السلام ) : في قوله: ( فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا) .
( الروم: 30/30. )
قال ( عليه السلام ) : هو لا إله إلّا اللّه، محمّد رسول اللّه، عليّ أمير المؤمنين ولي اللّه، إلي ههنا التوحيد.
( تفسير القمّيّ: 154/2 س 22. عنه البحار: 277/3 ح 3، ونور الثقلين: 183/4 ح 59.
المناقب لابن شهرآشوب: 103/3 ضمن ح 45، مرسلاً عن الرضاعليه السلام . عنه البحار: 101/36 ضمن ح 45،والبرهان:263/3 ح 27. )

6 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن سليمان الجعفريّ، عن أبي الحسن الرضا، عن أبيه ( عليهماالسلام ) قال: رفع إلي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قوم في بعض غزواته فقال: من القوم؟
فقالوا: مؤمنون، يا رسول اللّه!
قال: وما بلغ من إيمانكم؟
قالوا: الصبر عند البلاء، والشكر عند الرخاء، والرضا بالقضاء.
فقال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : حلماء علماء، كادوا من الفقه أن يكونوا أنبياء، إن كنتم كما تصفون، فلا تبنوا ما لا تسكنون، ولا تجمعوا ما لا تأكلون، واتّقوا اللّه الذي إليه ترجعون.
( الكافي: 48/2 ح 4. عنه البحار: 284/64 ح 7، والوافي: 148/4 ح 1743.
التمحيص: 61 ح 137، عنه البحار: 144/22 ح 132، و153/68 ح 61. )

7 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن سنان، عن الرضا ( عليه السلام ) قال: كان أبي ( عليه السلام ) إذا خرج من منزله قال: «بسم اللّه الرحمن الرحيم، خرجت بحول اللّه وقوّته، لا بحول منّي ولا قوّتي، بل بحولك وقوّتك يا ربّ! متعرّضاً لرزقك، فأتني به في عافية».
( الكافي: 542/2 ح 7. عنه وسائل الشيعة: 328/5 ح 6694، وحلية الأبرار: 303/4 ح 1، والوافي: 1604/9 ح 8822.
المحاسن: 352 ح 39. عنه البحار: 171/73 ح 21. عنه وعن الكافي، وسائل الشيعة: 386/11 ح 15078.
عيون أخبار الرضاعليه السلام : 6/2 ضمن ح 11. عنه البحار: 169/73 ح 13. )

8 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، وعليّ بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال: سألته عن رجل صلّي ركعة، ثمّ ذكر وهو الثانية وهو راكع أنّه ترك سجدة من الأولي؟
فقال ( عليه السلام ) : كان أبو الحسن صلوات اللّه عليه يقول: إذا تركت السجدة في الركعة الأولي، ولم تدر واحدة أم ثنتين، استقبلت الصلاة حتّي يصحّ لك أنّهما اثنتان.
( الكافي: 349/3 ح 3. عنه الوافي: 931/8 ح 7424. )
9 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن ابن أبي نصر، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال: سألته عن قول اللّه عزّوجلّ: ( وَءَاتُواْ حَقَّهُ و يَوْمَ حَصَادِهِ ي وَلَاتُسْرِفُواْ) ؟
( الأنعام: 141/6. )
قال ( عليه السلام ) : كان أبي ( عليه السلام ) يقول: من الإسراف في الحصاد والجداد أن يصدّق الرجل بكفّيه جميعاً.
وكان أبي ( عليه السلام ) إذا حضر شيئاً من هذا فرأي أحداً من غلمانه يتصدّق بكفّيه صاح به: أعط بيد واحدة، القبضة بعد القبضة، والضغث بعد الضغث من السنبل.
( الكافي: 566/3 ح 6. عنه البرهان: 556/1 ح 7، و557/1 ح 18.
قرب الإسناد: 367 ح 1316، بتفاوت. عنه البحار: 94/93 ح 6، ونور الثقلين: 771/1 ح 307، قطعة منه، والبرهان: 556/1 ح 10. عنه وعن الكافي، وسائل الشيعة: 202/9 ح 11842.
تفسير العيّاشيّ: 379/1 ح 106، بتفاوت. )

10 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : أحمد بن محمّد، عن عليّ بن أحمد، عن موسي بن بكر، عن محمّد بن منصور، قال:
سألت الرضا ( عليه السلام ) عن رجل نذر نذراً في صيام فعجز؟
فقال ( عليه السلام ) : كان أبي ( عليه السلام ) يقول: عليه مكان كلّ يوم مدّ.
( الكافي: 143/4 ح 2.
تهذيب الأحكام: 313/4 ح 946. عنه وعن الكافي، وسائل الشيعة: 390/10 ح 13663.
عوالي اللئاليّ: 449/3 ح 6 باختصار. )

11 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ :...محمّد بن إسحاق بن عمّار قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : الرجل يكون له المال قد حلّ علي صاحبه يبيعه لؤلؤة تسوّي مائة درهم بألف درهم، ويؤخّر عنه المال إلي وقت.
قال ( عليه السلام ) : لابأس، قد أمرني أبي ففعلت ذلك....
( الكافي: 205/5 ح 10.
تقدّم الحديث بتمامه في ف 2 - 5 رقم 1708. )

12 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ :...ابن أبي نصر قال: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : إنّا حين نفرنا من مني أقمنا أيّاماً، ثمّ حلقت رأسي طلب التلذّذ، فدخلني من ذلك شي ء.
فقال ( عليه السلام ) : كان أبوالحسن صلوات اللّه عليه إذا خرج من مكّة فأُتي بثيابه حلق رأسه....
( الكافي: 503/4 ح 12.
تقدّم الحديث بتمامه في ف 6 رقم 1992. )

13 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ :...أحمد بن عمر قال: دخلت علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) أنا وحسين بن ثوير بن أبي فاختة فقلت له: جعلت فداك، إنّا كنّا في سعة من الرزق، وغضارة من العيش، فتغيّرت الحال بعض التغيير، فادع اللّه عزّ وجلّ أن يردّ ذلك إلينا؟ فقال ( عليه السلام ) :...وأحسنوا الظن باللّه، قال: ثمّ قال: تدري لأيّ شي ء تحيّر ابن قياما؟ قال: قلت: لا. قال: إنّه تبع أباالحسن، فأتاه عن يمينه وعن شماله، وهو يريد مسجد النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، فالتفت إليه أبو الحسن ( عليه السلام ) فقال: ماتريد حيّرك اللّه!....
( الكافي: 286/8 ح 546.
تقدّم الحديث بتمامه في ف 7 رقم 2181. )

14 - الحضينيّ ؛ : حدّثني عتاب بن يونس الديلميّ عن عسكر مولي أبي جعفر الإمام التاسع، عن أبيه، عن عليّ بن موسي بن جعفر، عن جعفر بن محمّد صلوات اللّه عليهم أجمعين قال: دخلت عليه طائفة من شيعته بالكوفة فقالوا: ياابن رسول اللّه! الأنبياء كلّهم عابدون للّه، فكيف سمّي جدّك عليّ بن الحسين سيّد العابدين؟
فقال الصادق صلوات اللّه عليه: ويحكم! أما سمعتم قول اللّه عزّوجلّ ( نَرْفَعُ دَرَجَتٍ مَّن نَّشَآءُ) وقوله تعالي: ( هُمْ دَرَجَتٌ عِندَ ( الأنعام: 83/6. )
اللَّهِ ) وقوله تعالي: ( وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَي ( آل عمران: 163/3. )
بَعْضٍ ) فماذا أنكرتم؟ قالوا: أحببنا أن نعلم ما سألنا عنه.
( الإسراء: 55/17. )
فقال: ويحكم! إنّ إبليس (لعنه اللّه) ناجي ربّه، فقال: إنّي قد رأيت العابدين لك من عبادك منذ أوّل العهد إلي عهد عليّ بن الحسين ( عليهماالسلام ) فلم أر أعبد لك، ولا أخشع منه، فأذن لي يا الهي! أن أكيده وأبتليه، لأعلم كيف صبره، فنهاه اللّه عزّوجلّ عن ذلك فلم ينته، وتصورّ لعليّ بن الحسين ( عليهماالسلام ) وهو قائم يصلّي في صلاته، فتصورّ في صورة أفعيّ لها عشر رؤوس، محدّدة الأنياب، متقلّبة الأعين بحمرة، وطلع عليه من الأرض من موضع سجود، ثمّ تطاول في قبلته فلم يرعه، ولم يرعبه ذلك، ولم ينكّس رأسه إليه، فانتفض إبليس (لعنه اللّه) إلي ( في النسخ والمصادر: لم يكسر. )
الأرض في صورة الأفعيّ، وقبض علي عشر أنامل رجلي عليّ بن الحسين صلوات اللّه عليه، وأقبل يكدمها بأنيابه، وينفخ عليها من نار جوفه، وكلّ ذلك ( كدمه: عَضّه بأدني فمه. القاموس المحيط: 240/4. )
يميل طرفه إليه، ولا يحوّل قدميه عن مقامه، ولا يختلجه شكّ ولا وهم في صلاته وقراءته، فلم يلبث إبليس (لعنه اللّه) حتّي انقضّ عليه شهاب من نار محرق من السماء، فلمّا أحسّ به صرخ، وقام إلي جانب عليّ بن الحسين ( عليهماالسلام ) في صورته الأولي، ثمّ قال: يا عليّ! أنت سيّد العابدين كما سمّيت، وأنا إبليس كما جنيت، واللّه لقد شهدت عبادة النبيّين والمرسلين من عهد أبيك آدم إليك، فما رأيت مثلك، ولا مثل عبادتك، ولوددت أنّك استغفرت لي، فإنّ اللّه كان يغفر لي، ثمّ تركه وولّي وهو في صلاته لا يشغله كلامه، حتّي قضي صلاته علي تمامها، فكان هذا من دلائله ( عليه السلام ) .
( الهداية الكبري: 214 س 10. عنه مدينة المعاجز: 409/4 ح 1397، وحلية الأبرار: 235/3 ح 1، وإثبات الهداة: 25/3 ح 53، قطعة منه.
المناقب لابن شهرآشوب: 134/4 س 2، مرسلاً وبتفاوت. عنه البحار: 58/46 ح 11. )

15 - البرقيّ ؛ :...الحسن بن الجهم، قال: كنّا عند أبي الحسن ال رضا ( عليه السلام ) ، فذكرنا أباه ( عليه السلام ) فقال ( عليه السلام ) : كان عقله لايوازن به العقول، وربما شاور الأسود من سودانه.
فقيل له: تشاور مثل هذا!
قال ( عليه السلام ) : إنّ اللّه تبارك وتعالي ربما فتح لسانه....
( المحاسن: 602 ح 23.
تقدّم الحديث بتمامه في ف 2 - 4 رقم 1066. )

16 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا محمّد بن موسي بن المتوكّل ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عليّ بن الحسين السعد آباديّ، عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ، عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسنيّ، عن محمّد بن عليّ بن موسي بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : ، عن أبيه الرضا ( عليه السلام ) قال: دخل موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) علي هارون الرشيد، وقد استحفّه الغضب علي رجل.
( في البحار: وقد استحفزه. )
فقال ( عليه السلام ) : إنّما تُغضَب للّه عزّوجلّ، فلا تَغضِب له بأكثر ممّا غضب علي نفسه،.
( في الأمالي: ممّا غضب لنفسه، وكذا في البحار. )
( عيون أخبار الرضاعليه السلام : 292/1 ح 44. عنه البحار: 262/70 ح 1، و76/97 ح 26. عنه وعن العيون، مستدرك الوسائل: 10/12 ح 13369.
أمالي الصدوق: 26، المجلس 6 ح 2، عن محمّد بن عليّ بن موسي بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام قال: دخل موسي بن جعفر. عنه البحار: 262/70، ح 1، ووسائل الشيعة: 147/16، ح 21204. )

17 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن صقر الصائغ، وأبو الحسن عليّ بن محمّد بن مهرويه قالا: حدّثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا الحسن بن الفضل أبو محمّد مولي الهاشميّين بالمدينة قال: حدّثنا عليّ بن موسي بن جعفر بن محمّد، عن أبيه ( عليهم السلام ) : قال: أرسل أبو جعفر الدوانيقيّ إلي جعفر بن محمّد ( عليهماالسلام ) ليقتله، وطرح له سيفاً ونطعاً، وقال للربيع: إذا أنا كلّمته، ثمّ ضربت بإحدي يديّ علي الأُخري، فاضرب عنقه.
فلمّا دخل جعفر بن محمّد ( عليه السلام ) ، ونظر إليه من بعيد يحرّك شفتيه، وأبو جعفر علي فراشه، وقال: مرحباً وأهلاً بك يا أبا عبد اللّه! ما أرسلنا إليك إلّا رجاءأن نقضي دينك، ونقضي ذمامك، ثمّ سائله مسائلة لطيفة عن أهل بيته، وقال: قد قضي اللّه دينك، وأخرج جائزتك يا ربيع! لا تمضينّ ثالثة حتّي يرجع جعفر إلي أهله.
فلمّا خرج قال له الربيع: يا أبا عبد اللّه! أرأيت السيف؟ إنّما كان وضع لك والنطع، فأيّ شي ء رأيتك تحرّك به شفتيك؟
قال جعفر ( عليه السلام ) : نعم، يا ربيع! لمّا رأيت الشرّ في وجهه قلت:
«حسبي الربّ من المربوبين، وحسبي الخالق من المخلوقين، وحسبي الرازق من المرزوقين، وحسبي اللّه ربّ العالمين، حسبي من هو حسبي، حسبي من لم يزل حسبي، حسبي اللّه لا إله إلّا هو، عليه توكّلت، وهو ربّ العرش العظيم».
( عيون أخبار الرضاعليه السلام : 304/1 ح 64. عنه البحار: 162/47 ح 2، و214/92 ح 6، وإثبات الهداة: 91/3 ح 46، ومدينة المعاجز: 274/5 ح 1623، ومستدرك الوسائل: 174/13 ح 15023. )
18 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا محمّد بن أحمد الشيبانيّ المكتّب ( رضي الله عنه ) ، قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفيّ، قال: حدّثنا سهل بن زياد الآدميّ، عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسنيّ، عن الإمام عليّ بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه الرضا عليّ بن موسي ( عليهم السلام ) : ، قال: خرج أبو حنيفة ذات يوم من عند الصادق ( عليه السلام ) ، فاستقبله موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) ؛ فقال له: يا غلام! ممّن المعصية؟
قال: لا تخلو من ثلاث: إمّا أن تكون من اللّه عزّوجلّ، وليست منه فلا ينبغي للكريم أن يعذّب عبده بما لا يكتسبه.
وإمّا أن تكون من اللّه عزّوجلّ ومن العبد، وليس كذلك، فلا ينبغي للشريك القويّ أن يظلم الشريك الضعيف، وإمّا أن تكون من العبد، وهي منه، فإن عاقبه اللّه فبذنبه، وإن عفا عنه فبكرمه وجوده.
( التوحيد: 96 ح 2. عنه البحار: 4/5 ح 2.
عيون أخبار الرضاعليه السلام : 138/1 ح 37.
أمالي الصدوق: 334، المجلس 64 ح 4.
كشف الغمّة: 294/2 س 8، وفيه: مرسلاً عن أبي الحسن الرضاعليه السلام . )

19 - الشيخ الصدوق ؛ :...عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه قال: سألت عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ، عن ليلة النصف من شعبان...،فقال:...أبي ( عليه السلام ) كان يقول: الدعاء فيها مستجاب....
( عيون أخبار الرضاعليه السلام : 292/1 ح 45.
تقدّم الحديث بتمامه في ف 1 - 5 رقم 1348. )

20 - الشيخ الصدوق ؛ :...إبراهيم بن أبي محمود، قال: قال ال رضا ( عليه السلام ) : إنّ المحرّم شهر كان أهل الجاهليّة يحرّمون فيه القتال، فاستحلّت فيه دماءنا...
ثمّ قال ( عليه السلام ) : كان أبي ( عليه السلام ) إذا دخل شهر المحرّم لايري ضاحكاً، وكانت الكآبة تغلب عليه حتّي يمضي منه عشرة أيّام، فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته، وحزنه وبكائه، ويقول: هو اليوم الذي قتل فيه الحسين ( عليه السلام ) .
( الأمالي: 111 ح 2.
تقدّم الحديث بتمامه في ف 2 - 4 رقم 1031. )

21 - الشيخ الصدوق ؛ :...الريّان بن الصلت قال: جاء قوم بخراسان إلي الرضا ( عليه السلام ) ...، فقال ( عليه السلام ) : ... سمعت أبي يقول: النصيحة خشنة.
( عيون أخبار الرضاعليه السلام : 290/1 ح 38.
تقدّم الحديث بتمامه في ف 7 رقم 2170. )

22 - الشيخ الصدوق ؛ :...محمّد بن سنان، عن الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) أنّه قال:...كان أبي ( عليه السلام ) إذا خرج من منزله قال: بسم اللّه الرحمن الرحيم، خرجت بحول اللّه وقوّته، لابحولي وقوّتي، بل بحولك وقوّتك ياربّ متعرّضاً به لرزقك، فأتني به في عافية.
( عيون أخبار الرضاعليه السلام : 5/2 ح 11.
تقدّم الحديث بتمامه في ف 6 رقم 1896. )

23 - الشيخ الصدوق ؛ :...محمّد بن سنان، عن الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) أنّه قال:...كان أبي ( عليه السلام ) إذا خرج من منزله قال: بسم اللّه الرحمن الرحيم، خرجت بحول اللّه وقوّته، لابحولي وقوّتي، بل بحولك وقوّتك ياربّ متعرّضاً به لرزقك، فأتني به في عافية.
( عيون أخبار الرضاعليه السلام : 5/2 ح 11.
تقدّم الحديث بتمامه في ف 6 رقم 1896. )

24 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا محمّد بن القاسم المفسّر، قال: حدّثنا أحمد بن الحسن الحسينيّ، عن الحسن بن عليّ، عن أبيه، عن محمّد بن ( تقدّمت ترجمته في الحديث الأوّل فيما روي عن أبي الحسن موسي بن جع فرعليهماالسلام ، فراجع. )
عليّ، عن أبيه ( عليهم السلام ) : ، قال: دخل موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) علي رجل قد غرق في سكرات الموت، وهو لا يجيب داعياً، فقالوا له: يا ابن رسول اللّه! وددنا لو عرفنا كيف الموت؟ وكيف حال صاحبنا؟
فقال: الموت هو المصفّاة يصفّي المؤمنين من ذنوبهم، فيكون آخر ألم يصيبهم كفّارة آخر وزر بقي عليهم.
ويصفّي الكافرين من حسناتهم، فيكون آخر لذّة أو راحة تلحقهم، وهو آخر ثواب حسنة تكون لهم.
وأمّا صاحبكم هذا فقد نخل من الذنوب نخلاً، وصفّي من الآثام تصفية، ( نخل الشي ء: غربله وصفّاه. المعجم الوسيط: 909. )
وخلص حتّي نقي كما ينقي الثوب من الوسخ، وصلح لمعاشرتنا أهل البيت في دارنا دار الأبد.
( معاني الأخبار: 289، ح 6. عنه البحار: 156/6، ح 10. )
25 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا الحاكم أبو عليّ الحسين بن أحمد البيهقيّ قال: حدّثنا محمّد بن يحيي الصوليّ قال: حدّثني القاسم بن إسماعيل أبي ذكوان قال: سمعت إبراهيم بن العبّاس يحدّث عن الرضا، عن أبيه موسي بن جعف ( عليهم السلام ) : : أنّ رجلاً سأل أبا عبد اللّه ( عليه السلام ) : ما بال القرآن، لا يزداد عند النشر والدراسة إلّا غضاضة؟
فقال ( عليه السلام ) : لأنّ اللّه لم ينزله لزمان دون زمان، ولا لناس دون ناس ، فهو في كلّ زمان جديد، وعند كلّ قوم غضّ، إلي يوم القيامة.
( عيون أخبار الرضاعليه السلام : 87/2 ح 32. عنه البحار: 213/17 ح 18، و15/89 ح 8، والبرهان: 28/1 ح 3.
البحار: 280/2 ح 44، عن علل الشرائع، ولم نعثر عليه فيه. )

26 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عليّ بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّ ( عليهم السلام ) : أنّه قال: إنّ اللّه تبارك وتعالي ليبغض اللحم، واللَحِم السمين.
فقال له بعض أصحابه: يا ابن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ! إنّا لنحبّ اللحم، وما تخلو بيوتنا منه، فكيف ذلك؟
فقال ( عليه السلام ) : ليس حيث تذهب، إنّما البيت اللحم الذي تؤكل فيه لحوم الناس بالغيبة، وأمّا اللَحِم السمين، فهو المتجبّر المتكبّر، المختال في مشيته.
( عيون أخبار الرضاعليه السلام : 314/1 ح 87. عنه البحار: 57/63 ح 3، و251/72 ح 24، ووسائل الشيعة: 380/15 ح 20804.
معاني الأخبار: 388 ح 24. عنه وعن العيون، وسائل الشيعة: 283/12 ح 16316، والبحار: 232/70 ح 26. )

27 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا تميم بن عبد اللّه بن تميم القرشيّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا أبو عليّ أحمد بن عليّ الأنصاريّ، عن أبي الصلت الهرويّ قال: سمعت الرضا يحدّث عن أبيه ( عليهماالسلام ) : إنّ إسماعيل قال للصادق ( عليه السلام ) : يا أبتاه! ماتقول في المذنب منّا، ومن غيرنا؟
فقال ( عليه السلام ) : ( لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَآ أَمَانِيِ ّ أَهْلِ الْكِتَبِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَبِهِ ) ،.
( النساء: 123/4. )
( عيون أخبار الرضاعليه السلام : 234/2 ح 5. عنه البحار: 175/46 ح 29، و221/93 ح 13، ونور الثقلين: 553/1 ح 577. )
28 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أحمد بن محمّد بن عيسي، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال: إنّ أبي ( عليه السلام ) كان حلف عن بعض أُمّهات أولاده أن لا يسافر بها، فإن شاء سافر بها فعليه أن يعتق نسمة تبلغ مائة دينار، فأخرجها معه، وأمرني فاشتريت نسمة بمائة دينار فأعتقها.
( تهذيب الأحكام: 302/8 ح 1121. عنه وسائل الشيعة: 242/23 ح 29480، و252 ح 29505. )
29 - الشيخ الطوسيّ ؛ : سعد، عن بعض أصحابنا، عن محمّد بن جمهور، عن إبراهيم الأوسيّ، عن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: سمعت أبي يقول: كنت عند أبي يوماً، فأتاه رجل فقال: إنّي رجل من أهل الري، ولي زكاة، فإلي من أدفعها؟
قال: إلينا، فقال: أليس الصدقة محرّمة عليكم؟
فقال: بلي، إذا دفعتها إلي شيعتنا فقد دفعتها إلينا، فقال: إنّي لا أعرف لها أحداً.
فقال: انتظر بها إلي سنة، قال: فإن لم أصب لها أحداً.
قال: انتظر بها إلي سنتين حتّي بلغ أربع سنين، ثمّ قال له: إن لم تصب لها أحداً، فصرّها صراراً، واطرحها في البحر، فإنّ اللّه عزّ وجلّ حرّم أموالنا وأموال شيعتنا علي عدوّنا.
( تهذيب الأحكام: 52/4 ح 139. عنه وسائل الشيعة: 223/9 ح 11887، و269 ح 11995، قطعة منه، والوافي: 189/10 ح 9407. )
30 - الشيخ الطوسيّ ؛ : روي العبّاس بن هلال، عن أبي الحسن الرضا، عن أبيه ( عليهماالسلام ) ، قال: لم يقل أحد قطّ إذا أراد أن ينام: ( إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَوَتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا وَلَل-ِن زَالَتَآ إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن م بَعْدِهِ ي إِنَّهُ و كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) ، فسقط عليه البيت.
( فاطر: 41/35. )
( تهذيب الأحكام: 117/2، ح 440. عنه البرهان: 356/3، ح 4.
من لا يحضره الفقيه: 298/1، ح 1362. عنه نور الثقلين: 368/4، س 18، ضمن ح 111. عنه وعن التهذيب، وسائل الشيعة: 449/6، ح 8410، والوافي: 1586/9، ح 8798.
ثواب الأعمال: 183، ح 1. عنه البحار: 201/73، ح 16.
مفتاح الفلاح: 607، س 2، عن الرضاعليه السلام ، وهامش ص 608، س 10.
فلاح السائل: 281، س 11، وفيه: روي أبو المفضّل، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود العيّاشيّ، قال: حدّثنا عليّ بن محمّد، عن محمّد بن أحمد، عن محمّد بن عيسي، عن العبّاس بن هليل، عن أبي الحسن الرضا، عن أبيه عليهماالسلام . عنه البحار: 211/73، س 4. )

31 - الشيخ الطوسيّ ؛ : الحسين بن سعيد، عن سليمان الجعفريّ، قال:
سمعت أبا الحسن ( عليه السلام ) يقول: كان أبي ( عليه السلام ) يصوم يوم عرفة في اليوم الحارّ في الموقف، ويأمر بظلّ مرتفع، فيضرب له فيغتسل ممّا يبلغ منه الحرّ.
( تهذيب الأحكام: 298/4، ح 901. عنه وعن الاستبصار، وسائل الشيعة: 203/10، ح 13220، قطعة منه، و465، ح 13857.
الاستبصار: 133، ح 433. )

32 - الشيخ الطوسيّ ؛ :...محمّد بن إسماعيل بن بزيع قال: سألت أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) عن المرأة تدخل مكّة متمتّعة فتحيض قبل أن تحلّ، متي تذهب متعتها؟
قال ( عليه السلام ) :...وكان موسي ( عليه السلام ) يقول: صلاة الصبح من يوم التروية....
( الاستبصار: 311/2 ح 1107.
تقدّم الحديث بتمامه في ف 1 - 5 رقم 1469. )

33 - الشيخ الطوسيّ ؛ :...صفوان بن يحيي، قال: قلت لأبي الحسن عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) : إنّ ابن السراج روي عنك أنّه سألك عن الرجل يهلّ بالحجّ، ثمّ يدخل مكّة، فطاف بالبيت سبعاً، وسعي بين الصفا والمروة، فيفسخ ذلك، ويجعلها متعة؟
فقلت له: لا.
فقال: قد سألني عن ذلك، فقلت له: لا، وله أن يحلّ ويجعلها متعة، وآخر عهدي بأبي أنّه دخل علي الفضل بن الربيع، وعليه ثوبان وساج.
فقال الفضل بن الربيع: يا أبا الحسن! أنّ لنا بك أسوة، أنت مفرد للحجّ، وأنا مفرد.
فقال له أبي: لا، ما أنا مفرد أنا متمتّع.
فقال له الفضل بن الربيع: فلي الآن أن أتمتّع وقد طفت بالبيت؟
فقال له أبي: نعم،....
( تهذيب الأحكام: 89/5، ح 294.
تقدّم الحديث بتمامه في ف 1 - 5 رقم 1517. )

34 - الشيخ الطوسيّ ؛ : محمّد بن عليّ بن محبوب، عن أحمد بن محمّد، عن أحمد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: سئل أبو الحسن الأوّل ( عليه السلام ) عن الرجل يزوّج ابنته، أله أن يأكل من صداقها؟
قال ( عليه السلام ) : ليس له ذلك.
( تهذيب الأحكام: 375/7 ح 1516. عنه وسائل الشيعة: 272/21 ح 27073. )
35 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أحمد بن محمد بن عيسي، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: سألت أبا الحسن ( عليه السلام ) عن رجل يصلّي الركعتين، ثمّ ذكر في الثانية وهو راكع أنّه ترك سجدة في الأولي؟
قال: كان أبو الحسن ( عليه السلام ) يقول: إذا تركت السجدة في الركعة الأولي، فلم تدر واحدة، أو اثنتين، استقبلت حتّي يصحّ لك ثنتان، فإذا كان في الثالثة، والرابعة، فتركت سجدة بعد أن تكون قد حفظت الركوع، أعدت السجود.
( تهذيب الأحكام: 154/2 ح 605. عنه وعن الكافي، وقرب الإسناد، والاستبصار،
وسائل الشيعة: 365/6 ح 8195.
الكافي: 349/3 ح 3، وفيه: محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن أحمد بن محمّد
بن أبي نصر، وعليّ بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد بن أبي
نصر، عن أبي الحسن عليه السلام ، وبتفاوت. عنه وعن التهذيب، الوافي: 931/8 ح 7424.
الاستبصار: 360/1 ح 1364.
قرب الإسناد: 365 ح 1308. عنه البحار: 143/85 ح 3. )

36 - الشيخ الصدوق ؛ :...الحسن بن محمّد النوفليّ يقول: قدم سليمان المروزيّ متكلّم خراسان علي المأمون فأكرمه ووصله، ثمّ قال له: إنّ ابن عمّي عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قدم عليّ من الحجاز، وهو يحبّ الكلام ...إنّما وجّهت إليه لمعرفتي بقوّتك، وليس مرادي إلّا أن تقطعه عن حجّة واحدة فقط.
فقال سليمان: حسبك، يا أميرالمؤمنين! اجمع بيني وبينه، وخلّني والذمّ، فوجّه المأمون إلي الرضا ( عليه السلام ) ...قال ( عليه السلام ) : وماأنكرت من البداء يا سليمان؟...ولقد سمعت قوماً سألوا أبي موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) عن البداء؟
فقال ( عليه السلام ) : وما ينكر الناس من البداء، وأن يقف اللّه قوماً يرجيهم لأمره....
( عيون أخبار الرضاعليه السلام : 179/1 ح 1.
تقدّم الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2379. )

37 - الشيخ الصدوق ؛ :...عن محمّد بن سنان: أنّ عليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) كتب إليه في جواب مسائله:...
وحرّم سباع الطير، والوحش كلّها، لأكلهامن الجيف، ولحوم الناس، والعذرة، وما أشبه ذلك، فجعل اللّه عزّوجلّ دلائل ما أحلّ من الوحش، والطير، وما حرّم، كما قال أبي ( عليه السلام ) : كلّ ذي ناب من السباع، وذي مخلب من الطير حرام، وكلّ ما كانت له قانصة من الطير فحلال....
وما حرّم قوله ( عليه السلام ) : كل ما دفّ، ولا تأكل ما صفّ....
( عيون أخبار الرضاعليه السلام : 88/2 ح 1.
تقدّم الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2511. )

38 - أبو عليّ الطبرسيّ: أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد، أبو الفتح عبد اللّه بن عبد الكريم بن هوازن القشيريّ، أدام اللّه عزّه، قراءةً عليه، داخل القبّة التي فيها قبر الرضا ( عليه السلام ) ، غرّة شهر اللّه المبارك رمضان، سنة إحدي وخمسمائة، قال: حدّثني الشيخ الجليل العالم، أبو الحسن عليّ بن محمّد بن عليّ الحاتميّ الزوزنيّ قراءةً عليه، سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة، قال: أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن هارون الزوزنيّ بها، قال: أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد، حفدة العبّاس بن حمزة النيشابوريّ، سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة، قال: حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن عامر الطائيّ بالبصرة، قال: حدّثني أبي سنة ستّين ومائتين، قال: حدّثني عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) سنة أربع وتسعين ومائة، قال: حدّثني أبي موسي بن جعفر، قال: مرّ جعفر بصيّاد فقال: يا صيّاد! أيّ شي ء أكثر ما يقع في شبكتك؟
قال: الطير الزاقّ.
قال: فمرّ [جعفر] وهو يقول: هلك صاحب العِيال، [هلك صاحب العِيال ].
( صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 274 ح 11. عنه البحار: 281/62 ح 30، و72/101 ح 12. )
39 - الراونديّ ؛ : روي واضح عن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: قال أبي موسي ( عليه السلام ) للحسين بن أبي العلاء: اشتر لي جارية نوبيّة.
فقال الحسين: أعرف واللّه! جارية نوبيّة نفيسة، أحسن ما رأيت من النوبة، فلولا خصلة لكانت من شأنك.
قال ( عليه السلام ) : وما تلك الخصلة؟
قال: لا تعرف كلامك، وأنت لا تعرف كلامها.
فتبسّم ( عليه السلام ) ثمّ قال: اذهب حتّي تشتريها.
فلمّا دخلت بها إليه قال لها بِلُغَتِها: ما اسمك؟
قالت: مؤنسة.
قال ( عليه السلام ) : أنت لعمري مؤنسة، قد كان لك اسم غير هذا، وقد كان اسمك قبل هذا حبيبة. قالت: صدقت.
ثمّ قال: يا ابن أبي العلاء! إنّها ستلد لي غلاماً لا يكون في ولدي أسخي، ولا أشجع، ولا أعبد منه.
قلت: فما تسمّيه حتّي أعرفه؟
قال ( عليه السلام ) : اسمه إبراهيم.
فقال عليّ بن أبي حمزة: كنت مع موسي ( عليه السلام ) بمني، إذ أتي رسوله فقال: الحق بي بالثعلبيّة، فلحقت به، ومعه عياله، وعمران خادمه.
فقال ( عليه السلام ) : أيّما أحبّ إليك، المقام ههنا، أو تلحق بمكّة؟
قلت: أحبّهما إليّ ما أحببت.
قال ( عليه السلام ) : مكّة خير لك.
ثمّ سبقني إلي داره بمكّة، وأتيته وقد صلّي المغرب، فدخلت عليه فقال: ( فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًي ) .
( طه: 12/20. )
فخلعت نعلي وجلست معه، فأتيت بخوان فيه خبيص، فأكلت أنا وهو، ( الخوان: ما يؤكل عليه. المعجم الوسيط: 263. )
( الخبيص: الحلواء المخبوصة من التمر والسمن. المعجم الوسيط: 216. )
ثمّ رفع الخوان، وكنت أُحدّثه، ثمّ غشيني النعاس فقال لي: قم، فنم حتّي أقوم أنا لصلاة الليل، فحملني النوم إلي أن فرغ من صلاة الليل، ثمّ جاءني فنبّهني، فقال: قم فتوضّأ، وصلّ صلاة الليل وخفّف.
فلمّا فرغت من الصلاة صلّينا الفجر، ثمّ قال لي: يا عليّ! إنّ أُمّ ولدي ضربها الطلق، فحملتها إلي الثعلبيّة مخافة أن يسمع الناس صوتها، فولدت هناك الغلام الذي ذكرت لك كرمه وسخاءه وشجاعته.
قال عليّ: فواللّه! لقد أدركت الغلام، فكان كما وصف.
( الخرائج والجرائح: 310/1 ح 4. عنه إثبات الهداة: 196/3 ح 80، والبحار: 69/48 ح 92.
دلائل الإمامة: 338 ح 296، عن الحسين بن أبي العلاء. عنه إثبات الهداة: 210/3 ح 130.
الصراط المستقيم: 190/2 ح 4، قطعة منه، مرسلاً. )

40 - الراونديّ ؛ : روي عن محمّد بن الفضل الهاشميّ قال:...قال(الرضا) ( عليه السلام ) : إنّ موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) ، عمّر برهة من دهره...فلمّا نفدت مدّته وكان وقت وفاته، أتاني مولي برسالته يقول: يا بنيّ! إنّ الأجل قد نفد، والمدّة قد انقضت، وأنت وصيّ أبيك، فإنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) لمّا كان وقت وفاته، دعا عليّاً وأوصاه، ودفع إليه الصحيفة التي كان فيها الأسماء التي خصّ اللّه بها الأنبياء، والأوصياء.
ثمّ قال: يا عليّ! ادن منّي، فدنا منه، فغطّي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) رأس عليّ ( عليه السلام ) بملاءته، ثمّ قال له: أخرج لسانك، فأخرجه فختمه بخاتمه، ثمّ قال: يا عليّ! اجعل لساني في فيك فمصّه، وابلع كلّ ما تجد في فيك.
ففعل عليّ ( عليه السلام ) ذلك، فقال له: إنّ اللّه قد فهّمك ما فهّمني، وبصّرك ما بصّرني، وأعطاك من العلم ما أعطاني، إلّا النبوّة، فإنّه لا نبيّ بعدي....
( الخرائج والجرائح: 341/1 ح 6.
تقدّم الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2389. )

41 - الراونديّ ؛ : إنّ أبا الصلت الهرويّ روي عن الرضا ( عليه السلام ) أنّه قال: قال لي أبي موسي ( عليه السلام ) : كنت جالساً عند أبي ( عليه السلام ) إذ دخل عليه بعض أوليائنا، فقال: بالباب رَكْب كثير يريدون ( راكب جمعه رَكْب، مثل صاحب وصَحْب. المصباح المنير: 236. )
الدخول عليك، فقال لي: انظر من بالباب؟
فنظرت إلي جِمال كثيرة عليها صناديق، ورجل راكب فرساً، فقلت: من الرجل؟
فقال: رجل من السند والهند أردت الإمام جعفر بن محمّد ( عليهماالسلام ) ، فأعلمت والدي بذلك، فقال: لا تأذن للنجس الخائن.
فأقام بالباب مدّة مديدة، فلا يؤذن له حتّي شفع يزيد بن سليمان، ومحمّد بن سليمان فأذن له، فدخل الهنديّ، وجثي بين يديه.
( جثا يجثو جُثُوّاً، وجثي يجثي جَثِيّاً وجُثِيّاً: جلس علي ركبتيه، أو قام علي أطراف أصابعه. المنجد: 79. )
فقال: أصلح اللّه الإمام! أنا رجل من بلد الهند من قبل ملكها، بعثني إليك بكتاب مختوم، ولي بالباب حول لم تأذن لي، فما ذنبي؟
( في البحار: «وكنت بالباب حولاً». )
أهكذا يفعل الأنبياء؟
قال: فطأطأ رأسه، ثمّ قال: ( وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ و بَعْدَ حِينِ م ) ، وليس ( ص: 88/38. )
مثلك من يطأ مجالس الأنبياء.
قال موسي ( عليه السلام ) : فأمرني أبي بأخذ الكتاب وفكّه، فكان فيه: بسم اللّه الرحمن الرحيم، إلي جعفر بن محمّد الصادق الطاهر من كلّ نجس، من ملك الهند.
أمّا بعد، فقد هداني اللّه علي يديك، وإنّه اُهدي إليّ جارية لم أر أحسن منها، ولم أجد أحداً يستأهلها غيرك، فبعثتها إليك مع شي ء من الحليّ والجواهر والطيب، ثمّ جمعت وزرائي فاخترت منهم ألف رجل يصلحون للأمانة، واخترت من الألف مائة، واخترت من المائة عشرة، واخترت من العشرة واحداً، وهو ميزاب بن حبّاب لم أر أوثق منه، فبعثت علي يده هذه الجارية والهديّة.
فقال جعفر ( عليه السلام ) : ارجع أيّها الخائن ما كنت بالذي أقبلها، لأنّك خائن فيما ائتمنت عليه، فحلف أنّه ما خان.
فقال ( عليه السلام ) : إن شهد عليك بعض ثيابك بما خنت، تشهد أن لا إله إلّا اللّه، وأنّ محمّداً عبده ورسوله ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ؟
قال: أو تعفيني من ذلك؟
قال: أكتب إلي صاحبك بما فعلت.
قال الهنديّ: إن علمت شيئاً فاكتب، وكان عليه فروة فأمره بخلعها، ثمّ قام ( الفَرْوَة: التي تُلْبَس، قيل: بإثبات الهاء، وقيل: بحذفها، والجمع الفِراء، مثل سهم وسهام. المصباح المنير: 471. الفَرْو: شي ء كالجبّة يبطّن من جلود بعض الحيوانات، كالأرانب والسمّور. المنجد: 580. )
الإمام فركع ركعتين ثمّ سجد.
قال موسي ( عليه السلام ) : فسمعته في سجوده يقول: «اللّهمّ إنّي أسألك بمعاقد العزّ من عرشك، ومنتهي الرحمة من كتابك، أن تصلّي علي محمّد عبدك ورسولك وأمينك في خلقك وآله، وأن تأذن لفرو هذا الهنديّ أن يتكلّم بلسان عربيّ مبين يسمعه من في المجلس من أوليائنا، ليكون ذلك عندهم آية من آيات أهل البيت، فيزدادوا إيماناً مع إيمانهم».
ثمّ رفع رأسه فقال: أيّها الفرو! تكلّم بما تعلم من هذا الهنديّ.
قال موسي ( عليه السلام ) : فانتفضت الفروة، وصارت كالكبش، وقالت: يا ابن رسول اللّه! ائتمنه الملك علي هذه الجارية وما معها، وأوصاه بحفظها حتّي صرنا إلي بعض الصحاري، أصابنا المطر وابتلّ جميع ما معنا، ثمّ احتبس المطر وطلعت الشمس، فنادي خادماً كان مع الجارية يخدمها يقال له: بشر، [وقال له:] لو دخلت هذه المدينة فأتيتنا بما فيها من الطعام، ودفع إليه دراهم، ودخل الخادم المدينة، فأمر الميزاب هذه الجارية أن تخرج من قبّتها إلي مضرب قد نصب [لها] في الشمس، فخرجت وكشفت عن ساقيها إذ [كان ] في الأرض وحل، ونظر هذا الخائن إليها، فراودها عن نفسها فأجابته، وفجر بها وخانك.
فخرّ الهنديّ [علي الأرض ]، فقال: ارحمني فقد أخطأت، وأقرّ بذلك، ثمّ صار فروة كما كانت، وأمره أن يلبسها، فلمّا لبسها انضمّت في حلقه، وخنقته حتّي اسودّ وجهه.
فقال الصادق ( عليه السلام ) : أيّها الفرو! خلّ عنه حتّي يرجع إلي صاحبه، فيكون هو أولي به منّا، فانحلّ الفرو، [وقال ( عليه السلام ) : خذ هديّتك وارجع إلي صاحبك ].
فقال الهنديّ: اللّه، اللّه، [يا مولاي ] فيّ! فإنّك إن رددت الهديّة خشيت أن ينكر ذلك عليّ فإنّه شديد العقوبة.
فقال: أسلم أعطك الجارية فأبي، فقبل الهديّة، وردّ الجارية.
فلمّا رجع إلي الملك رجع الجواب إلي أبي بعد أشهر، فيه مكتوب:
بسم اللّه الرحمن الرحيم، إلي جعفر بن محمّد الإمام ( عليه السلام ) من ملك الهند، أمّا بعد، فقد كنت أهديت إليك جارية، فقبلت منّي ما لا قيمة له، ورددت الجارية، فأنكر ذلك قلبي، وعلمت أنّ الأنبياء وأولاد الأنبياء معهم فراسة، فنظرت إلي الرسول بعين الخيانة، فاخترعت كتاباً، وأعلمته أنّه (جاءني منك بخيانة)، وحلفت أنّه لا ينجيه إلّا الصدق، فأقرّ بما فعل، وأقرّت الجارية بمثل ذلك، وأخبرت بما كان من أمر الفرو، فتعجّبت من ذلك، وضربت عنقها وعنقه، وأنا أشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له، وأنّ محمّداً عبده ورسوله.
واعلم أنّي [واصل ] علي أثر الكتاب، فما أقام إلّا مدّة يسيرة حتّي ترك مُلك الهند، وأسلم وحسن إسلامه.
( الخرائج والجرائح: 299/1، ح 6. عنه إثبات الهداة: 115/3، ح 137، قطعة منه، والصراط المستقيم: 186/2، ح 6، باختصار، ومدينة المعاجز: 396/5، ح 1737. وعنه وعن المناقب، البحار: 113/47، ح 150.
المناقب لابن شهرآشوب: 242/4 س 10، باختصار. عنه مدينة المعاجز: 406/5، ح 1739.
الثاقب في المناقب: 398، ح 325، وفيه: عن أبي الحسن عليّ بن محمّد، عن أبيه محمّد، عن أبيه عليّ بن موسي، عن أبيه موسي بن جعفرعليهم السلام ، قال - في حديث طويل أنا أختصره - أنّ ملك الهند...عنه مدينة المعاجز: 401/5، ح 1738. )

42 - الراونديّ ؛ : روي عن الرضا، عن أبيه ( عليهماالسلام ) ، قال: جاء رجل إلي جعفر بن محمّد ( عليهماالسلام ) ، فقال: انج بنفسك فهذا فلان بن فلان قد وشي بك إلي المنصور، وذكر أنّك تأخذ البيعة لنفسك علي الناس لتخرج عليهم.
فتبسّم وقال: يا أبا عبد اللّه! لا ترع، فإنّ اللّه إذا أراد إظهار فضيلة كتمت أو جحدت أثار عليها حاسداً باغياً يحرّكها حتّي يبيّنها، اقعد معي حتّي يأتي الطلب، فتمضي معي إلي هناك حتّي تشاهد ما يجري من قدرة اللّه التي لامعدل لها عن مؤمن.
فجاء الرسول، وقال: أجب أمير المؤمنين.
فخرج الصادق ( عليه السلام ) ودخل، وقد امتلأ المنصور غيظاً وغضباً، فقال له: أنت الذي تأخذ البيعة لنفسك علي المسلمين، تريد أن تفرّق جماعتهم وتسعي في هلكتهم وتفسد ذات بينهم!؟
فقال الصادق ( عليه السلام ) : ما فعلت شيئاً من هذا.
قال المنصور: فهذا فلان يذكر أنّك فعلت كذا، وأنّه أحد من دعوته إليك.
فقال: إنّه لكاذب.
قال المنصور: إنّي أحلفه، فإن حلف كفيت نفسي مؤونتك.
فقال الصادق ( عليه السلام ) : إنّه إذا حلف كاذباً باء بإثم.
فقال المنصور [لحاجبه ]: حلّف هذا الرجل علي ما حكاه عن هذا - يعني الصادق ( عليه السلام ) -، فقال له الحاجب: قل: واللّه الذي لا إله إلّا هو، وجعل يغلظ عليه اليمين.
فقال الصادق ( عليه السلام ) : لا تحلفه هكذا، فإنّي سمعت أبي يذكر عن جدّي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أنّه قال: إنّ من الناس من يحلف كاذباً، فيعظّم اللّه في يمينه، ويصفه بصفاته الحسني، فيأتي تعظيمه للّه علي إثم كذبه ويمينه، [فيؤخّر عنه البلاء]، ولكن دعني أحلفه باليمين التي حدّثني بها أبي، عن جدّي، عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) إنّه لايحلف بها حالف إلّا باء بإثمه.
فقال المنصور: فحلّفه إذاً، يا جعفر!.
فقال الصادق ( عليه السلام ) للرجل: قل: إن كنت كاذباً عليك فقد برئت من حول اللّه وقوّته، ولجأت إلي حولي وقوّتي، فقالها الرجل.
فقال الصادق ( عليه السلام ) : «اللّهمّ إن كان كاذباً فأمته».
فما استتمّ كلامه حتّي سقط الرجل ميّتاً، واحتمل ومضي به وسري عن المنصور، وسأله عن حوائجه.
فقال ( عليه السلام ) : ليس لي حاجة إلّا [إلي اللّه، و] الإسراع إلي أهلي، فإنّ قلوبهم بي متعلّقة.
فقال [المنصور]: ذلك إليك، فافعل منه ما بدا لك، فخرج من عنده مكرّماً قد تحيّر فيه المنصور ومن يليه.
فقال قوم: ما ذا رجل فأجاه الموت، ما أكثر ما يكون هذا؟!
وجعل الناس يصيرون إلي ذلك الميّت ينظرون إليه، فلمّا استوي علي سريره جعل الناس يخوضون في أمره، فمن ذامّ له، وحامد إذ قعد علي سريره وكشف عن وجهه، وقال: يا أيّها الناس! إنّي لقيت ربّي بعدكم، فلقّاني السخط واللعنة، واشتدّ غضب زبانيته عليّ للذي كان منّي إلي جعفر بن محمّد الصادق، فاتّقوا اللّه، ولا تهلكوا فيه كما هلكت.
ثمّ أعاد كفنه علي وجهه، وعاد في موته، فرأوه لا حراك به، وهو ميّت فدفنوه، [وبقوا حائرين في ذلك ].
( الخرائج والجرائح: 763/2، ح 84. عنه البحار: 172/47، ح 19، وعنه وعن الإرشاد، وسائل الشيعة: 270/23، ح 29552، قطعة منه.
الإرشاد للمفيد: 272، س 13، مرسلاً، وبتفاوت. )

43 - أبو منصور الطبرسيّ ؛ : عن داود بن قبيصة قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: سئل أبي ( عليه السلام ) هل منع اللّه عمّا أمر به؟ وهل نهي عمّا أراد؟ وهل أعان علي ما لم يرد؟
فقال ( عليه السلام ) : أمّا ما سألت هل منع اللّه عمّا أمر به؟ فلا يجوز ذلك، ولو جاز ذلك، لكان قد منع إبليس عن السجود لآدم، ولو منع إبليس لعذره ولم يلعنه.
وأمّا ما سألت هل نهي عمّا أراد؟ فلا يجوز ذلك، ولو جاز ذلك، لكان حيث نهي آدم ( عليه السلام ) عن أكل الشجرة أراد منه أكلها، ولو أراد منه أكلها لما نادي عليه صبيان الكتاتيب ( وَعَصَي ءَادَمُ رَبَّهُ و فَغَوَي ) ، واللّه تعالي لا ( طه: 121/20. )
يجوز عليه أن يأمر بشي ء، ويريد غيره.
وأمّا ما سألت عنه من قولك: هل أعان علي ما لم يرد؟ فلا يجوز ذلك، وجلّ اللّه تعالي علي أن يعين علي قتل الأنبياء وتكذيبهم، وقتل الحسين بن عليّ ( عليهماالسلام ) والفضلاء من ولده، وكيف يعين علي ما لم يرد؟ وقد أعدّ جهنّم لمخالفيه، ولعنهم علي تكذيبهم لطاعته، وارتكابهم لمخالفته.
ولو جاز أن يعين علي ما لم يرد، لكان أعان فرعون علي كفره، وادّعائه أنّه ربّ العالمين، أفتري أراد اللّه من فرعون أن يدّعي الربوبيّة؟
يستتاب قائل هذا القول، فإن تاب من كذبه علي اللّه، وإلاّ ضربت عنقه.
( الاحتجاج: 329/2 ح 267. عنه البحار: 25/5 ح 31، ونور الثقلين: 404/3 ح 164، قطعة منه. )
44 - محّد بن علي الطبريّ ؛ : ذكر بعضهم قال: حدّثنا أبو القاسم عيسي بن الأزهر، حدّثنا مسنّة بن عبد ربّه، حدّثنا أبي، عن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ، حدّثنا أبي موسي ( عليه السلام ) ، وحدّثنا سلمان القمّيّ، عن مسروق مولي عائشة قال: دخل علي عائشة نسوة من أهل العراق، ونسوة من أهل الشام، فسألوا عائشة عن عليّ ( عليه السلام ) فقالت: أين مثل عليّ بن أبي طالب؟ كان واللّه للقرآن تالياً، وبالنهار صائماً، وبالليل قائماً، وللسرّ غالباً، وعن المنكر ناهياً، وللدين ناصراً، وعليّ واللّه أقعدكنّ في البيوت آمنات، وسمّاكنّ مؤمنات.
وتنفّست صعداء ثمّ قالت: آه سمعت رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يقول لعليّ: يا أباالحسن! حبّك حسنة لا يضرّ معها سيّئة، وبغضك سيّئة لا ينفع معها حسنة، وإنّ محبّك يدخل الجنّة مدلاًّ،.
( ومنه الحديث: «يمشي علي الصراط مُدلاًّ» أي منبسطاً ليس عليه خوف. مجمع البحرين: 372/5. )
( بشارة المصطفي لشيعة المرتضي عليه السلام : 187 س 24. )
45 - أبو نصر الطبرسيّ ؛ : قال الرضا ( عليه السلام ) : كان أبي يقول: من قال: لا حول ولا قوّة إلّا باللّه صرف اللّه عنه تسعة وتسعين نوعاً من بلاء الدنيا أيسرها الخنق.
( مكارم الأخلاق: 297 س 19.
ثواب الأعمال: 194 ح 1 وفيه:... سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: وفي هامشه: وفي بعض النسخ، قال: سمعت أبا الحسن الرضاعليه السلام ... عنه البحار: 188/90 ح 15 وفيه: عن الرضاعليه السلام )

46 - ابن فهد الحلّي ؛ : حدّث أبو عمران موسي بن عمران الكسرويّ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن كلب، قال: حدّثني منصور بن العبّاس، عن سعد بن جناح، عن سليمان بن جعفر الجعفريّ، عن الرضا، عن أبيه ( عليهماالسلام ) قال: دخل أبو المنذر هشام السائب الكلبيّ علي أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) فقال: أنت الذي تفسّر القرآن؟
قال: قلت: نعم.
قال: أخبرني عن قول اللّه عزّوجلّ لنبيّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ( وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْءَانَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَايُؤْمِنُونَ بِالْأَخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا) ( الإسراء: 45/17. )
ما ذلك القرآن الذي كان إذا قرأه رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) حجب عنهم؟
قلت: لا أدري، قال: فكيف؟
قلت: إنّك تفسّر القرآن. قلت: يا ابن رسول اللّه! إن رأيت أن تنعم عليّ وتعلّمنيهنّ.
قال ( عليه السلام ) : آية في الكهف، وآية في النحل، وآية في الجاثية، وهي:
( أَفَرَءَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ و هَوَلهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَي عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَي سَمْعِهِ ي وَقَلْبِهِ ي وَجَعَلَ عَلَي بَصَرِهِ ي غِشَوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن م بَعْدِ اللَّهِ أَ فَلَاتَذَكَّرُونَ ) .
( الجاثية: 23/45. )
وفي النحل ( أُوْلَل-ِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَي قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَرِهِمْ وَأُوْلَل-ِكَ هُمُ الْغَفِلُونَ ) .
( النحل: 108/16. )
وفي الكهف ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بَِايَتِ رَبِّهِ ي فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَي قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي ءَاذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَي الْهُدَي فَلَن يَهْتَدُواْ إِذًا أَبَدًا) .
( الكهف: 57/18. )
قال الكسرويّ: فعلّمتها رجلاً من أهل همدان كانت الديلم أسرته، فمكث فيهم عشرين سنة، ثمّ ذكر الثلاث آيات قال: فجعلت أمرّ علي محالّهم، وعلي مراصدهم، فلا يروني ولا يقولون شيئاً، حتّي خرجت إلي أرض الإسلام.
قال أبو المنذر: وعلّمتها قوماً خرجوا في سفينة من الكوفة إلي بغداد، وخرج معهم سبع سفن، فقطع علي ستّة، وسلمت سفينة التي قُرِءَ فيها هذه الآيات.
وروي أيضاً: أنّ الرجل المسؤول عن هذه الآيات ما هي؟
هو الخضر ( عليه السلام ) .
( عدّة الداعي: 295 س 1. عنه البحار: 283/89 ح 2. )
47 - أبو عمرو الكشّيّ ؛ :...العبّاس بن هلال، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، قال العبّاس:...وذكر رجل لأبي الحسن ( عليه السلام ) : أنّ أبا البختريّ، وحديثه عن جعفر، وكان الرجل يكذّبه؛
فقال له أبو الحسن ( عليه السلام ) : لقد كذّب علي اللّه وملائكته ورسله.
ثمّ ذكر أبو الحسن، عن أبيه ( عليهماالسلام ) : أنّه خرج مع أبي عبد اللّه جعفر جدّه ( عليه السلام ) إلي نخله، حتّي إذا كان ببعض الطريق، لقيته أمّ أبي البختريّ، فوقف وعدل وجه دابّته، فأرسلت إليه بالسلام، فردّ عليها السلام، فلمّا انصرف أبوه وجدّه إلي المدينة، أتي قوم جعفراً، فذكروا له خطبته أُمّ أبي البختريّ، فقال لهم:لم أفعل.
( رجال الكشّيّ: 309 رقم 559.
يأتي الحديث بتمامه في ف 10 رقم 3456. )

48 - أبو عمرو الكشّيّ ؛ :...يونس بن ظبيان، أنّه قال: كنت في بعض اللياليّ وأنا في الطواف، فإذا نداء من فوق رأسي: يا يونس! إنّي أنا اللّه، لاإله إلّإ؛*للَّه هههههههههق» أنا فاعبدني، وأقم الصلاة لذكري، فرفعت رأسي فأذاج، فغضب أبوالحسن ( عليه السلام ) غضباً لم يملك نفسه، ثمّ قال...
أما إنّ يونس مع أبي الخطّاب في أشدّ العذاب مقرونان، و أصحابهما إلي ذلك الشيطان مع فرعون وآل فرعون في أشدّ العذاب، سمعت ذلك من أبي ( عليه السلام ) ....
( رجال الكشّيّ: 363 رقم 673.
يأتي الحديث بتمامه في ف 10 رقم 3464. )

49 - ابنا بسطام النيسابوريّان » : السريّ بن أحمد بن السريّ قال: حدّثني محمّد بن يحيي الأرمنيّ قال: حدّثنا محمّد بن سنان، عن الرضا ( عليه السلام ) قال: سمعت موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) وقد اشتكي، فجاءه المترفّعون بالأدوية يعني الأطبّاء، فجعلوا يصفون له العجائب فقال: أين يذهب بكم؟ اقتصروا علي سيّد هذه الأدوية الإهليلج، والرازيانج، والسكّر في استقبال الصيف ثلاثة أشهر، في كلّ شهر ثلاث مرّات، وفي استقبال الشتاء ثلاثة أشهر، كلّ شهر ثلاث أيّام ثلاث مرّات، ويجعل موضع الرازيانج مصطكي، فلا يمرض إلّا مرض الموت.
( طبّ الأئمّةعليهم السلام : 50 س 16. عنه البحار: 99/59 ح 21، والفصول المهمّة للحرّ العاملي: 54/3 ح 2567، ومستدرك الوسائل: 442/16 ح 20496. )
50 - السيّد ابن طاووس ؛ : من كتاب تعبير الرؤيا لمحمّد بن يعقوب الكلينيّ ما هذا لفظه: أحمد، عن الوشّاء، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: رأيت أبي ( عليه السلام ) في المنام فقال: يا بنيّ! إذا كنت في شدّة فأكثر أن تقول: «يا رؤوف يا رحيم» والذي تراه في المنام تراه في اليقظة.
( مهج الدعوات: 397 س 3. عنه البحار: 272/90 ح 2، و283/92 ح 7. )
51 - ابنا بسطام النيسابوريّان » : الأشعث بن عبد اللّه، قال: حدّثني محمّد بن عيسي، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، عن موسي بن جعفر ( عليه السلام ) ، قال:
لمّا طلب أبو الدوانيق أبا عبد اللّه ( عليه السلام ) ، وهمّ بقتله، فأخذه صاحب المدينة ووجّه به إليه.
وكان أبو الدوانيق استعجله، واستبطأ قدومه حرصاً منه علي قتله، فلمّا مثّل بين يديه ضحك في وجهه، ثمّ رحّب به وأجلسه عنده، وقال: يا ابن رسول اللّه! واللّه! لقد وجّهت إليك، وأنا عازم علي قتلك، ولقد نظرت فألقي إليّ محبّة لك.
فواللّه! ما أجد أحداً من أهل بيتي أعزّ منك، ولا آثر عندي، ولكن يا أبا عبداللّه! ما كلام يبلغني عنك، تهجّنا فيه، وتذكرنا بسوء؟
( في البحار: «تهجننا». )
فقال: يا أمير المؤمنين! ما ذكرتك قطّ بسوء.
فتبسّم أيضاً، وقال: واللّه! أنت أصدق عندي من جميع من سعي بك إليّ، هذا مجلسي بين يديك وخاتمي، فانبسط ولا تخشني في جليل أمرك وصغيره، فلست أردّك عن شي ء.
ثمّ أمره بالانصراف، وحباه وأعطاه، فأبي أن يقبل شيئاً، وقال: يا أميرالمؤمنين! أنا في غناء، وكفاية، وخير كثير، فإذا هممت ببرّي، فعليك بالمتخلّفين من أهل بيتي، فارفع عنهم القتل.
قال: قد قبلت يا أبا عبد اللّه! وقد أمرت بمائة ألف درهم، ففرّق بينهم.
فقال: وصلت الرحم، يا أمير المؤمنين! فلمّا خرج من عنده، مشي بين يديه مشايخ قريش وشبّانهم، من كلّ قبيلة، ومعه عين أبي الدوانيق.
فقال له: يا ابن رسول اللّه! لقد نظرت نظراً شافياً حين دخلت علي أميرالمؤمنين، فما أنكرت منك شيئاً غير شفتيك، وقد حرّكتهما بشي ء، فما كان ذلك؟
قال: إنّي لمّا نظرت إليه قلت: «يا من لا يضام، ولا يرام، وبه تواصل الأرحام، صلّ علي محمّد وآله، واكفني شرّه بحولك وقوّتك»، واللّه! ما زدت علي ما سمعت.
قال: فرجع العين إلي أبي الدوانيق، فأخبره بقوله، فقال: واللّه! ما استتمّ ما قال حتّي ذهب ما كان في صدري من غائلة وشرّ.
( طبّ الأئمّةعليهم السلام : 115 س 8. عنه البحار: 173/47، ح 20، و219/92، ح 16، ومدينة المعاجز: 254/5، ح 1614،
المصباح للكفعمي: 313 س 10، فطعة منه. )

52 - المسعوديّ: عن الرضا، عن أبي الحسن موسي ( عليهماالسلام ) قال: سألته عن قول اللّه عزّ وجلّ: ( قُلْ أَرَءَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَآؤُكُمْ غَوْرًا فَمَن يَأْتِيكُم بِمَآءٍ مَّعِينِ م ) .
( الملك: 30/67. )
فقال: إذا قدمتم إمامكم، فلم تروه فما أنتم صانعون؟
وفي حديث آخر: فمن يأتيكم به إلّا اللّه عزّ وجلّ تعالي.
( إثبات الوصيّة: 267 س 2. )
53 - أبو نعيم الإصفهانيّ: حدّثنا أحمد بن محمّد بن مقسّم، حدّثني أبوالحسين عليّ بن الحسن الكاتب، حدّثنيّ أبي، حدّثني الهيثم، حدّثني بعض أصحاب جعفر بن محمّد الصادق ( عليه السلام ) ، قال: دخلت علي جعفر ( عليه السلام ) وموسي بين يديه، وهو يوصيه بهذه الوصيّة، فكان ممّا حفظت منها: أن قال:
يا بنيّ! اقبل وصيّتي، واحفظ مقالتي، فإنّك إن حفظتها تعش سعيداً، وتمت حميداً، يا بنيّ! من رضي بما قسّم له استغني، ومن مدّ عينه إلي ما في يد غيره ( في الأصل: «تعيش سعيداً، وتموت حميداً»، وما أثبتناه عن كشف الغمّة والبحار. )
مات فقيراً، ومن لم يرض بما قسّمه اللّه له اتّهم اللّه في قضائه، ومن استصغر زلّة نفسه استعظم زلّة غيره، ومن استصغر زلّة غيره استعظم زلّة نفسه، يا بنيّ! من كشف حجاب غيره انكشفت عورات بيته، ومن سلّ سيف البغي قتل به، ومن احتفر لأخيه بئراً سقط فيها، ومن داخل السفهاء حقر، ومن خالط العلماء وقر، ومن دخل مداخل السوء اتّهم، يا بنيّ! إيّاك أن تزري بالرجال فيزري بك، وإيّاك والدخول فيما لا يعنيك فتزلّ لذلك، يا بنيّ! قل الحقّ لك أو عليك، تستشان* من بين أقرانك، يا بنيّ! كن لكتاب اللّه تالياً وللإسلام فاشياً، وبالمعروف آمراً، وعن المنكر ناهياً، ولمن قطعك واصلاً، ولمن سكت عنك مبتدئاً، ولمن سألك معطياً، وإيّاك والنميمة، فإنّها تزرع الشحناء في قلوب الرجال، وإيّاك والتعرّض لعيوب الناس فمنزلة التعرّض لعيوب الناس بمنزلة الهدف، يا بنيّ! إذا طلبت الجود فعليك بمعادنه، فإنّ للجود معادن، وللمعادن أصولاً، وللأصول فروعاً، وللفروع ثمراً، ولا يطيب ثمر إلّا بأصول، ولا أصل ثابت إلّا بمعدن طيّب، يا بنيّ! إن زرت فزر الأخيار ولا تزر الفجّار، فإنّهم صخرة لا يتفجّر ماؤها، وشجرة لا يخضرّ ورقها، وأرض لا تظهر عشبها.
قال عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) : فما ترك [ أبي ] هذه الوصيّة إلي أن مات.
( حلية الأولياء: 195/3، س 8.
كشف الغمّة: 157/2، س 17، و184، س 15، بتفاوت يسير. عنه البحار: 201/75، ح 33، و204، ح 42، وإثبات الهداة: 167/3، ح 49.
العدد القويّة: 151، ح 75، مرسلاً وبتفاوت.
الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: 224، س 4، بتفاوت يسير. عنه إثبات الهداة: 169/3، ح 54.
نور الأبصار: 299، س 12، بتفاوت يسير. )

54 - ابن حبّان: عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) يروي عن أبيه العجائب، روي عنه أبو الصلت وغيره، كأنّه كان يَهِمُ ويخطي ء، روي عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه عليّ: أنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قال: السبت لنا، والأحد لشيعتنا، والاثنين لبني أُميّة، والثلاثاء لشيعتهم، والأربعاء لبني العبّاس، والخميس لشيعتهم، والجمعة للناس جميعاً، وليس فيه سفر.
( المجروحين: 106/2 س 1. )
55 - ابن حبّان: وبإسناده [المتقدّم ] أنّ النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قال: لما أُسري بي إلي السماء، سقط إلي الأرض من عرقي، فنبت منه الورد، فمن أحبّ أن يشمّ رائحتي، فليشمّ الورد.
( المجروحين: 106/2 س 6. )
56 - ابن حبّان: وبإسناده [المتقدّم ] أنّ النبيّ عليه الصلاة والسلام قال: الإيمان معرفة بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بالأركان.
( المجروحين: 106/2 س 8. )
57 - ابن حبّان: وبإسناده [المتقدّم ] أنّ النبيّ عليه الصلاة والسلام قال: ادّهنوا بالبنفسج، بارد في الصيف، حارّ في الشتاء.
( المجروحين: 106/2 س 10. )
58 - ابن حبّان: وبإسناده [المتقدّم ] أنّ النبيّ عليه الصلاة والسلام قال: من أكل رمّانة حتّي يشمّها، أنار اللّه قلبه أربعين ليلة.
( المجروحين: 106/2 س 12. )
59 - ابن حبّان: وبإسناده [المتقدّم ] أنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قال: الحنّاء بعد النورة أمان من الجذام والبرص.
( المجروحين: 107/2 س 3. )
60 - ابن حبّان: وبإسناده [المتقدّم ] قال: كان رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) إذا عطس قال له عليّ: رفع اللّه ذكرك، وإذا عطس عليّ قال له النبيّ عليه الصلاة والسلام: أعلي اللّه كعبك.
( المجروحين: 107/2 س 5. )
61 - ابن حبّان: وبإسناده [المتقدّم ] أنّ النبيّ عليه الصلاة والسلام قال: من أدّي فريضة فله عند اللّه دعوة مستجابة.
( المجروحين: 107/2 س 7. )

(ي) - ما رواه عن آبائه ( عليهم السلام ) :

1 - مسائل عليّ بن جعفر ( عليه السلام ) : وبالإسناد أخبرنا ابن الصلت قال: أخبرنا ابن عقدة، قال: أخبرني المنذر بن محمّد قراءة، قال: حدّثنا أحمد بن يحيي الضبّيّ، قال: حدّثنا موسي بن القاسم، عن عليّ بن جعفر، عن عليّ بن موسي بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه ( عليهم السلام ) : ، قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إنّ اللّه أخرجني ورجلاً معي من ظهر إلي ظهر من صلب آدم، حتّي خرجنا من صلب ( في المصدر: من طهر إلي طهر. والصحيح ما أثبتناه من البحار. )
أبينا، فسبقته بفضل هذه علي هذه، - وضمّ بين السبّابة والوسطي - وهو النبوّة.
فقيل له: ومن هو يا رسول اللّه؟
فقال: عليّ بن أبي طالب.
( مسائل عليّ بن جعفرعليه السلام : 319 ح 799.
أمالي الطوسيّ: 340 ح 693. عنه البحار: 35/35 ح 35، س 36/39 ح 6. )

2 - أبو عمرو الكشّيّ ؛ : روي عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، عن أبيه، عن آبائه (صلوات اللّه عليهم) قال: أتي ميثم التمّار دار أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ،
فقيل له: إنّه نائم، فنادي بأعلي صوته: انتبه أيّها النائم! فو اللّه لتخضبنّ لحيتك من رأسك.
فانتبه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقال: أدخلوا ميثماً، فقال له: أيّها النائم! واللّه لتخضبنّ لحيتك من رأسك.
فقال: صدقت، وأنت واللّه لتقطعنّ يداك، ورجلاك، ولسانك، ولتقطعنّ النخلة التي بالكُناسة، فتشقّ أربع قطع، فتُصلب أنت علي ربعها، وحجربن عديّ علي ربعها، ومحمّد بن أكثم علي ربعها، وخالد بن مسعود علي ربعها.
قال ميثم: فشككت في نفسي وقلت: إنّ عليّاً ليُخبرنا بالغيب.
فقلت له: أو كائن ذاك يا أمير المؤمنين؟
فقال ( عليه السلام ) إي وربّ الكعبة، كذا عهده إليّ النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قال: فقلت: لِمَ يُفعل ذلك بي يا أمير المؤمنين؟
فقال ( عليه السلام ) : ليأخذنّك العتلّ الزنيم، ابن الأمة الفاجرة، عبيد اللّه بن زياد.
قال: وكان ( عليه السلام ) يخرج إلي الجَبّانة وأنا معه، فيمرّ بالنخلة فيقول لي:
ياميثم! إنّ لك ولها شأناً من الشأن.
قال: فلمّا وُلّي عبيد اللّه بن زياد الكوفة ودخلها، تعلّق عَلَمُه بالنخلة التي بالكُناسة فتخرق، فتطيّر من ذلك، فأمر بقطعها، فاشتراها رجل من النجّارين فشقّها أربع قطع.
قال ميثم: فقلت لصالح ابني: فخذ مسماراً من حديد، فانقش عليه اسمي واسم أبي، ودقّه في بعض تلك الأجذاع.
قال: فلمّا مضي بعد ذلك أيّام أتاني قوم من أهل السوق فقالوا:
يا ميثم! انهض معنا إلي الأمير نشكوا إليه عامل السوق، ونسأله أن يعزله عنّا، ويولّي علينا غيره.
قال: وكنت خطيب القوم، فنصت لي وأعجبه منطقي، فقال له عمروبن حريث: أصلح اللّه الأمير! تعرف هذا المتكلّم؟
قال: من هو؟
قال ميثم التمّار الكذّاب، مولي الكذّاب عليّ بن أبي طالب، قال:
فاستوي جالساً فقال لي: ماتقول؟
فقلت: كذب أصلح اللّه الأمير، بل أنا الصادق مولي الصادق عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين حقّاً.
فقال لي: لتبرّأنّ من عليّ، ولتذكرنّ مساويه، وتتولّي عثمان، وتذكر محاسنه، أولأُقطّعنّ يديك ورجليك ولأُصلّبنّك، فبكيت.
فقال لي: بكيت من القول دون الفعل.
فقلت: واللّه ما بكيت من القول، ولا من الفعل، ولكن بكيت من شكّ كان دخلني يوم خبّرني سيّدي ومولاي.
فقال لي: وماقال لك؟
قال: فقلت: أتيت الباب فقيل لي: إنّه نائم، فناديت: انتبه أيّها النائم! فواللّه لتخضبنّ لحيتك من رأسك.
فقال: صدقت، وأنت واللّه لتقطّعنّ يداك ورجلاك ولسانك، ولتصلبنّ.
فقلت: ومن يفعل ذلك بي يا أمير المؤمنين؟
فقال: يأخذك العتلّ الزنيم، ابن الأمة الفاجرة، عبيد اللّه بن زياد.
قال: فامتلأ غيظاً، ثمّ قال لي: واللّه لأقطّعنّ يديك ورجليك، ولأدعنّ لسانك حتّي أُكذّبك وأُكذّب مولاك، فأمر به فقطعت يداه ورجلاه، ثمّ أخرج فأمر به أن يصلب، فنادي بأعلي صوته: أيّها الناس! من أراد أن يسمع الحديث المكنون عن عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ؟
قال: فاجتمع الناس وأقبل يحدّثهم بالعجائب، وخرج عمرو بن حريث، وهو يريد منزله فقال: ماهذه الجماعة؟
قالوا: ميثم التمّار يحدّث الناس عن عليّ بن أبي طالب.
قال فانصرف مسرعاً فقال: أصلح اللّه الأمير! بادر، فابعث إلي هذا من يقطع لسانه فإنّي لست آمن أن يغيّر قلوب أهل الكوفة فيخرجوا عليك.
قال: فالتفت إلي حَرَسيّ فوق رأسه فقال: اذهب فاقطع لسانه.
قال: فأتاه الحرسيّ، فقال له: يا ميثم! قال: ماتشاء؟
قال: أخرج لسانك فقد أمرني الأمير بقطعه.
قال ميثم: ألاّ زعم ابن الأمة الفاجرة أنّه يكذّبني ويكذّب مولاي، هاك لساني.
قال: فقطع لسانه، وتشحّط ساعة في دمه، ثمّ مات، وأمر به فصلب.
قال صالح: فمضيت بعد ذلك بأيّام، فإذاً هو قد صلب علي الربع الذي كنت دققت فيه المسمار.
( رجال الكشّيّ: 85 رقم 140. عنه البحار: 131/42 ح 14.
روضة الواعظين: 315 س 24، مرسلاً. )

3 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وأحمد بن محمّد جميعاً، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن محمّد بن عبداللّه قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : جعلت فداك، إنّ أبي حدّثني عن آبائك ( عليهم السلام ) : أنّه قيل لبعضهم: إنّ في بلادنا موضع رباط يقال له: قزوين، وعدوّاً يقال له: الديلم، فهل من جهاد، أو هل من رباط؟
فقال ( عليه السلام ) : عليكم بهذا البيت فحجّوه، ثمّ قال: فأعاد عليه الحديث ثلاث مرّات كلّ ذلك يقول: عليكم بهذا البيت فحجّوه، ثمّ قال في الثالثة: أما يرضي أحدكم أن يكون في بيته ينفق علي عياله ينتظر أمرنا، فإن أدركه كان كمن شهد مع رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) بدراً، وإن لم يدركه كان كمن كان مع قائمنا ) ( عليه السلام ) في الكافي: 22/5: «وإن مات منتظراً لأمرنا»، بدل «وإن لم يدركه». )
في فسطاطه هكذا وهكذا - وجمع بين سبّابتيه -.
فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : صدق، هو علي ما ذكر.
( الكافي: 260/4 ح 34، و22/5 ح 2، بتفاوت. عنه وسائل الشيعة: 122/11 ح 14411، و47/15 ح 19958، والوافي: 231/12 ح 11796. )
4 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا أبي ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال: حدّثني محمّد بن عيسي بن عبيد، عن سليمان بن جعفر الجعفريّ، عن الرضا، عن أبيه، عن جدّه، عن آبائه ( عليهم السلام ) : : إنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) كان يحبّ أربع قبائل، كان يحبّ الأنصار، وعبد القيس، وأسلم، وبني تميم، وكان يبغض بني أُميّة، وبني حنيف، وبني ثقيف، و بني هذيل.
وكان ( عليه السلام ) يقول: لم تلدني أُمّي بكريّة، ولا ثقفيّة.
وكان ( عليه السلام ) يقول: في كلّ حيّ نجيب إلّا في بني أُميّة.
( الخصال: 227 ح 64. عنه البحار: 314/22 ح 3. )
5 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا أبو منصور أحمد بن إبراهيم الخوريّ قال: حدّثنا زيد بن محمّد البغداديّ قال: حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد الطائيّ بالبصرة قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : : أنّه دعاه رجل، فقال له عليّ ( عليه السلام ) : علي أن تضمن لي ثلاث خصال؟
قال: وما هي يا أمير المؤمنين؟
قال ( عليه السلام ) : لا تدخل علينا شيئاً من خارج، ولا تدّخر عنّا شيئاً في البيت، ولاتجحف بالعيال.
قال: ذلك لك، فأجابه عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) .
( عيون أخبار الرضاعليه السلام : 258/1 ح 16، و42/2 ح 138، مثله. عنه البحار: 255/27 ح 2، ووسائل الشيعة: 27/25 ح 31068. عنه وعن صحيفة الرضاعليه السلام ، البحار: 451/72 ح 4.
صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 246 ح 155. عنه مستدرك الوسائل: 239/16 ح 19726.
الخصال: 188 ح 260. عنه وعن العيون، وسائل الشيعة: 278/24 ح 30540. )

6 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغداديّ قال: حدّثنا عيينة قال: حدّثني نعيم بن صالح الطبريّ قال: حدّثني عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : : أنّه ورّث الخنثي من موضع مبالته.
( عيون أخبار الرضاعليه السلام : 2//75 ح 350. عنه البحار: 358/101 ح 19، ووسائل الشيعة: 284/26 ح 33011. )
7 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أخبرنا ابن الصلت قال: أخبرني ابن عقدة قال: حدّثني الحسن بن القاسم قال: حدّثنا بشير بن إبراهيم قال: حدّثنا سليمان بن بلال قال: حدّثني عليّ بن موسي، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه ( عليهم السلام ) : قال: دخل رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يوم فتح مكّة والأصنام حول الكعبة، وكانت ثلاثمائة وستّين صنماً، فجعل يطفّها بمخصرة في يده، ( طفّ الشي ء طفّاً: أهوي إليه ليرميه. المعجم الوسيط: 559. )
( الِمخصَرَة: ما يُتوكّأعليها كالعصا ونحوه. المعجم الوسيط: 237. )
ويقول: ( جَآءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَطِلُ إِنَّ الْبَطِلَ كَانَ زَهُوقًا) ، جاء ( الإسراء: 81/17. )
الحقّ، وما يبدي الباطل ومايعيد، فجعلت تكبّب لوجوهها.
( الأمالي: 336 ح 683. عنه البحار: 116/21 ح 11، وفيه: عن الرضاعليه السلام قال: دخل رسول اللّه صلي الله وعليه وآله وسلم ، ومثله نور الثقلين: 213/3 ح 411، و343/4 س 5، وإثبات الهداة: 306/1 ح 226. )
8 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أخبرنا ابن الصلت قال: أخبرنا ابن عقدة قال: حدّثني الحسن بن القاسم قال: حدّثنا ثبير بن إبراهيم قال: حدّثنا سليمان بن بلال المدنيّ قال: حدّثني عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه ( عليهم السلام ) : : أنّ إبليس كان يأتي الأنبيا ( عليهم السلام ) : من لدن آدم ( عليه السلام ) إلي أن بعث اللّه المسيح ( عليه السلام ) ، يتحدّث عندهم ويسائلهم، ولم يكن بأحد منهم أشدّ أُنساً منه بيحيي بن زكريّا.
فقال له يحيي: يا أبا مرّة! إنّ لي إليك حاجة.
فقال له: أنت أعظم قدراً من أن أردّك بمسألة، فسلني ما شئت، فإنّي غير مخالفك في أمر تريده.
فقال يحيي: يا أبا مرّة! أُحبّ أن تعرض عليّ مصائدك، وفخوخك التي تصطاد بها بني آدم.
فقال له إبليس: حبّاً وكرامة، وواعده لغد.
فلمّا أصبح يحيي ( عليه السلام ) قعد في بيته ينتظر الموعد وأجاف عليه الباب إغلاقاً، فماشعر حتّي ساواه من خَْوخَة كانت في بيته، فإذا وجهه صورة وجه ( الخَوخَة: كوّة في البيت تؤدّي إليه الضوء. المعجم الوسيط: 261. )
القرد، وجسده علي صورة الخنزير، وإذا عيناه مشقوقتان طولاً، وفمه مشقوق طولاً، وإذا أسنانه وفمه عظماً واحداً بلاذقن ولالحية، وله أربعة أيد: يدان في صدره، ويدان في منكبه، وإذا عراقيبه قوادمه، وأصابعه خلفه، وعليه قباء، وقد ( العُرقوب من الإنسان: وتر غليظ فوق عقبه. المعجم الوسيط: 596. )
شدّ وسطه بمنطقة، فيها خيوط معلّقة من بين أحمر، وأخضر، وأصفر، وجميع الألوان،وإذا بيده جرس عظيم، وعلي رأسه بيضة، وإذا في البيضة حديدة معلّقة شبيهة بالكلاب.
فلمّا تأمّله يحيي ( عليه السلام ) قال له: ما هذه المنطقة التي في وسطك؟
فقال: هذه المجوسيّة، أنا الذي سننتها وزيّنتها لهم.
فقال له: فما هذه الخيوط الألوان؟
قال: هذه جميع أصباغ النساء، لا تزال المرأة تصبغ الصبغ حتّي يقع مع لونها، فأفتتن الناس بها.
فقال له: فما هذا الجرس الذي بيدك؟
قال: هذا مجمع كل لذّة من طنبور وبربط، ومعزفة وطبل، وناي وصرناي، وإنّ القوم ليجلسون علي شرابهم فلا يستلذّونه، فأُحرّك الجرس فيما بينهم، فإذا سمعوه استخفّهم الطرب، فمن بين من يرقّص، ومن بين من يفرقع أصابعه، ومن بين من يشقّ ثيابه.
فقال له: وأيّ الأشياء أقرّ لعينك؟
قال: النساء، هنّ فخوخي ومصائدي، فإنّي إذا اجتمعت عليّ دعوات الصالحين ولعناتهم، صرت إلي النساء، فطابت نفسي بهنّ.
فقال له يحيي ( عليه السلام ) : فما هذه البيضة علي رأسك؟
قال: بها أتوقّي دعوة المؤمنين.
قال: فما هذه الحديدة التي أراها فيها؟
قال: بهذه أُقلّب قلوب الصالحين.
قال يحيي ( عليه السلام ) : فهل ظفرت بي ساعة قطّ؟
قال: لا، ولكن فيك خصلة تعجبني.
قال يحيي: فما هي؟
قال: أنت رجل أكول، فإذا أفطرت أكلت وبشمت، فيمنعك ذلك من بعض ( بَشِم من الطعام بَشَماً: أكثر منه حتّي اتّخم وسَئمه، فهو بَشِم. )
صلاتك وقيامك بالليل.
قال يحيي ( عليه السلام ) : فإنّي أُعطي اللّه عهداً أنّي لا أشبع من الطعام حتّي ألقاه.
قال له إبليس: وأنا أُعطي اللّه عهداً أنّي لا أنصح مسلماً حتّي ألقاه؛ ثمّ خرج فما عاد إليه بعد ذلك.
( الأمالي: 338 ح 692. عنه البحار: 171/14 ح 12، و223/60 ح 70. )
9 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أخبرنا ابن الصلت قال: أخبرني ابن عقدة قال: حدّثني الحسن بن القاسم قال: حدّثنا ثبير بن إبراهيم بن شيبان قال: حدّثنا سليمان بن بلال قال: حدّثني عليّ بن موسي، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه ( عليهم السلام ) : : أنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) دفع خيبر إلي أهلهإ؛48 ،هههههههههه بالشطر، فلمّا كان عند الصرام بعث عبد اللّه بن رواحة فخَرَصَها عليهم، ( الشطر: نصف الشي ء، ويستعمل في الجزء منه. المعجم الوسيط: 482. )
( الصرام، بكسر الأوّل وفتحها: جَنْيُ الثمر وأوان نضج الثمر. المعجم الوسيط: 513. )
( خَرَصَ الشي ء: حَزَرَه وقدّره. المعجم الوسيط: 227. )
ثمّ قال: إن شئتم أخذتم بخَْرصِنا، وإن شئتم أخذنا واحتسبنا لكم.
فقالوا: هذا الحقّ، بهذا قامت السماوات والأرض.
( الأمالي: 342 ح 699. عنه البحار: 27/21 ح 28، و171/100 ح 1، ومستدرك الوسائل: 469/13 ح 15922. )
10 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أخبرنا ابن الصلت، قال: أخبرنا ابن عقدة، قال: أخبرني عليّ بن محمّد بن عليّ قراءة عليه، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن عيسي، قال: حدّثنا عبيد اللّه بن عليّ، قال: حدّثنا عليّ بن موسي، عن أبيه، عن جدّه، عن آبائه، عن عليّ ( عليهم السلام ) : قال: خلَّف رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) عليّاً ( عليه السلام ) في غزوة تبوك، فقال: يا رسول اللّه! تخلّفني بعدك؟
قال: ألا ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلّا أنّه لا نبيّ بعدي.
( الأماضغ: 342 ح 702. عنه البحار: 232/21 ح 9، و256/37 ح 10، وإثبات ااًداة: 103/2 ح 424. )
11 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أخبرنا ابن الصلت قال: أخبرني ابن عقدة قال: أخبرني عبيد اللّه بن عليّ، قال: هذا كتاب جدّي عبيد اللّه بن عليّ، فقرأت فيه: أخبرني عليّ بن موسي أبو الحسن، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن آبائه ( عليهم السلام ) : : أنّ عليّاً ( عليه السلام ) أوّل من أسلم.
( الأماضغ: 342 ح 703. عنه البحار: 225/38 ح 28. )
12 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل، قال: حدّثنا الفضل بن محمّد بن المسيّب أبو محمّد البيهقيّ الشعرانيّ بجرجان قال: حدّثنا هارون بن عمرو بن عبد العزيز بن محمّد أبو موسي المجاشعيّ قال: حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد ( عليهماالسلام ) ، قال: حدّثنا أبي أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) .
قال المجاشعيّ: وحدّثناه الرضا عليّ بن موسي ( عليه السلام ) ، عن أبيه موسي، عن أبيه أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد، عن آبائه ( عليهم السلام ) : قال: سمعت عليّاً (صلوات اللّه عليه) يقول لرأس اليهود: علي كم افترقتم؟
فقال: علي كذا وكذا فرقة.
فقال عليّ ( عليه السلام ) : كذبت يا أخا اليهود! ثمّ أقبل علي الناس فقال: واللّه لو ثنّيت لي الوسادة لقضيت بين أهل التوراة بتوراتهم، وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم، وبين أهل الزبور بزبورهم، وبين أهل القرآن بقرآنهم.
أيّها الناس! افترقت اليهود علي إحدي وسبعين فرقة، سبعون منها في النار، وواحدة ناجية في الجنّة، وهي التي اتّبعت يوشع بن نون وصيّ موسي ( عليه السلام ) . وافترقت النصاري علي إثنتين وسبعين فرقة، إحدي وسبعين في النار، وواحدة في الجنّة، وهي التي اتّبعت شمعون وصيّ عيسي ( عليه السلام ) .
وستفترق هذه الأُمّة علي ثلاث وسبعين فرقة، إثنتان وسبعون فرقة في النار، وفرقة في الجنّة، وهي التي اتّبعت وصيّ محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ؛ وضرب بيده علي صدره، ثمّ قال: ثلاث عشرة فرقة من الثلاث والسبعين كلّها تنتحل مودّتي وحبّي، واحدة منها في الجنّة وهم النمط الأوسط، واثنتا عشرة في النار.
( الأماضغ: 523 ح 1159. عنه البحار: 5/28 ح 6، عن الصادق عليه السلام مثله.
بشارة اثصطط لشيعة اثرتك عليه السلام : 216 س 5.
الاحتجاج: 625/1 ح 145، مرسلاً عن أمف اثؤمنغ عليه السلام . عنه البحار: 4/28 ح 5. )

13 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا عبد الرزّاق بن سليمان بن غالب الأزديّ بأرتاح قال: حدّثني الفضل بن المفضّل بن قيس بن رمّانة الأشعريّ سنة أربع وخمسين ومائتين وفيها مات قال: حدّثنا الرضا عليّ بن موسي قال: حدّثني أبي، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه ( عليهم السلام ) : : أنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) بعث عليّاً ( عليه السلام ) إلي اليمن فقال له وهو يوصيه: يا عليّ! أوصيك بالدعاء فإنّ معه الإجابة، وبالشكر فإن معه المزيد، وأنهاك من أن تخفر عهداً، أو تغيّر عليه، وأنهاك عن المكر فإنّه لايحيق المكر السيّي ء إلّا بأهله، وأنهاك عن البغي فإنّه من بُغي عليه لينصرنّه اللّه.
( الأماضغ: 597 ح 1239. عنه البحار: 361/21 ح 4، و69/74 ح 9، ووسائل الشيعة: 29/7 ح 8624، قطعة منه. )
14 - الراونديّ ؛ : روي عن الرضا، عن آبائه ( عليهم السلام ) : : إنّ غلاماً يهوديّاً قدم علي أبي بكر في خلافته فقال: السلام عليك يا أبا بكر!
فوجأ عنقه، وقيل له: لِم لَم تسلّم عليه بالخلافة؟
( وجأ فلاناً بيده أو بالسكّغ: به ص غ أيّ موضع كان. )
ثمّ قال له أبو بكر: ما حاجتك؟
قال: مات أبي يهوديّاً، وخلّف كنوزاً وأموالاً، فإن أنت أظهرتها وأخرجتها إليّ، أسلمت علي يديك وكنت مولاك، وجعلت لك ثلث ذلك المال، وثلثاً للمهاجرين والأنصار، وثلثاً لي.
فقال أبو بكر: يا خبيث! وهل يعلم الغيب إلّا اللّه! ونهض أبو بكر.
ثمّ انتهي اليهوديّ إلي عمر فسلّم عليه وقال: إنّي أتيت أبا بكر أسأله عن مسألة فأوجعت ضرباً، وأنا أسألك عن المسألة، وحكي قصّته.
قال: وهل يعلم الغيب إلّا اللّه؟
ثمّ خرج اليهوديّ إلي عليّ ( عليه السلام ) وهو في المسجد، فسلّم عليه وقال: ياأميرالمؤمنين! وقد سمعه أبو بكر وعمر فوكزوه وقالوا: يا خبيث! هلّا سلّمت علي الأوّل، كما سلّمت علي عليّ ( عليه السلام ) ، والخليفة أبو بكر؟
فقال اليهوديّ: واللّه ما سمّيته بهذا الإسم، حتّي وجدت ذلك في كتب آبائي وأجدادي في التوراة.
فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : وما حاجتك؟
قال ( عليه السلام ) : مات أبي يهوديّاً، وخلّف كنوزاً كثيرة وأموالاً، فلم يطّلعني عليها، فإن أخرجتها لي أسلمت علي يديك.
فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : وتفي بما تقول؟
قال: نعم، وأُشهد اللّه وملائكته، وجميع من يحضرني.
قال ( عليه السلام ) : نعم، فدعا برقّ أبيض، فكتب عليه كتاباً، ثمّ قال: تحسن أن تكتب؟
قال: نعم.
قال ( عليه السلام ) : خذ معك ألواحاً، وصر إلي بلاد اليمن، وسل عن وادي برهوت بحضرموت، فإذا صرت بطرف الوادي عند غروب الشمس، فاقعد هناك، فإنّه سيأتيك غرابيب سود مناقيرها وهي تنعب، فإذا هي تنعب، فاهتف باسم أبيك وقل: يا فلان! أنا رسول وصيّ محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فكلّمني، فإنّه سيجيبك أبوك، فلاتفتر عن سؤاله عن الكنوز التي خلّفها، فكلّ ما أجابك به في ذلك الوقت، وتلك الساعة، فاكتبه في ألواحك، فإذا انصرفت إلي بلادك، بلاد خيبر، فتتبّع مافي ألواحك، واعمل بما فيها.
فمضي اليهوديّ حتّي انتهي إلي بلاد اليمن، وقعد هناك كما أمره، فإذا هو بالغرابيب السود قد أقبلت تنعب، فهتف اليهوديّ، فأجابه أبوه وقال: ويلك! ماجاء بك في هذا الوقت إلي هذا الموطن، وهو من مواطن أهل النار؟
قال: جئتك أسألك عن كنوزك، أين خلّفتها؟
قال: في جدار كذا، في موضع كذا، في حيطان كذا.
فكتب الغلام ذلك، ثمّ قال: ويلك! اتّبع دين محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) .
وانصرفت الغرابيب، ورجع اليهوديّ إلي بلاد خيبر، وخرج بغلمانه وفعلته، وإبل و جواليق، وتتبّع ما في ألواحه، فأخرج كنزاً من أواني الفضّة، وكنزاً من أواني الذهب، ثمّ أوقر عيراً وجاء، حتّي دخل علي عليّ ( عليه السلام ) .
فقال: يا أمير المؤمنين! أشهد أن لا إله إلّا اللّه، وأشهد أنّ محمّداً رسول اللّه، وأنّك وصيّ محمّد وأخوه، وأمير المؤمنين حقّاً كما سمّيت، وهذه عير دراهم ودنانير، فاصرفها حيث أمرك اللّه ورسوله.
واجتمع الناس فقالوا لعليّ ( عليه السلام ) : كيف علمت هذا؟
قال: سمعت رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وإن شئت أخبرتكم بما هو أصعب من هذا.
قالوا: فافعل.
قال ( عليه السلام ) : كنت ذات يوم تحت سقيفة مع رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وإنّي لأُحصي ستّاً وستّين وطأة، كلّ ملائكة أعرفهم بلغاتهم وصفاتهم، وأسمائهم ووطئهم.
( اگ رائج واكرائح: 192/1 ح 29. عنه البحار: 196/41 ح 9.
مشارق أنوار اليقغ: 81 س 18. عنه مدينة اثعاجز: 46/2 ح 393. )

15 - محمّد بن عليّ الطبريّ ؛ قال: حدّثنا عبد اللّه بن هشام قال: حدّثنا أبو الحسن عليّ بن موسي بن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه، عن آبائه ( عليهم السلام ) : ، عن النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قال: كان ملك الكرّوبين يقال له: فطرس وكان من اللّه عزّوجلّ بمكان، فأرسله برسالة فأبطأ، فكسر جناحه، فألقاه بجزيرة من جزاير البحر، فلمّا ولد الحسين بن عليّ ( عليهماالسلام ) أرسل اللّه عزّوجلّ جبرئيل في ألف من الملائكة يهنّئون رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) بمولود، ويخبرونه بكرامته علي ربّه عزّوجلّ، فمرّ جبرئيل بذلك الملك، فكان بينهما خلّة، فقال فطرس : يا روح اللّه الأمين! أين تريد؟
قال: إنّ هذا النبيّ التهاميّ وهب اللّه عزّوجلّ له ولداً، استبشر به أهل السماوات وأهل الأرض، فأرسلني اللّه تعالي إليه أُهنّيه، وأُخبره بكرامته علي ربّه عزّوجلّ.
قال: هل لك أن تنطلق بي معك إليه يشفع لي عند ربّه، فإنّه سخيّ جواد، فانطلق الملك مع جبرئيل ( عليه السلام ) فقال: إنّ هذا ملك من الملائكة الكرّوبين كان له من اللّه تعالي مكان، فأرسله برسالة فأبطأ، فكسر جناحه وألقاه بجزيره من جزاير البحر، وقد أتاك لتشفع له عند ربّك.
قال: فقام النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فصلّي ركعتين، ودعا في آخرهنّ:
«اللّهمّ إنّي أسألك بحقّ كلّ ذي حقّ عليك، وبحقّ محمّد وأهل بيته أن تردّ علي فطرس جناحه، وتستجيب لنبيّك، وتجعله آية للعالمين»
فاستجاب اللّه تعالي لنبيّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وأوحي إليه أن يأمر فطرس أن يمرر جناحه علي الحسين ( عليه السلام ) ؛ فقال رسول اللّه لفطرس: امرر جناحك الكسير علي هذا المولود، ففعل، فسبّح، فأصبح صحيحاً.
فقال: «الحمد للّه الذي منّ عليّ بك يا رسول اللّه».
فقال النبيّ لفطرس : أين تريد؟
فقال: إنّ جبرئيل أخبرني بمصرع هذا المولود، وإنّي سألت ربّي أن يجعلني خليفة هناك.
قال: فذلك الملك موكّل بقبر الحسين ( عليه السلام ) ، فإذا ترحّم عبد علي الحسين، أوتولّي أباه، أو نصره بسيف ولسانه، انطلق ذلك الملك إلي قبر رسول ال لّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فيقول: أيّها النفس الزكيّة! فلان بن فلان ببلاد كذا، وكذا، يتولّي الحسين، ويتولّي أباه، ونصره بلسانه وقلبه وسيفه، قال: فيجيبه ملك موكّل بالصلاة علي النبيّ: أن بلّغه عن محمّد السلام وقل له: إن متّ علي هذا، فأنت رفيقه في الجنّة.
( بشارة اثصطط لشيعة اثرتك عليه السلام : 219 س 7. )
16 - أبو نصر الطبرسيّ ؛ : عن عليّ بن موسي ( عليه السلام ) قال: أخبرني أبي، عن أبيه، عن آبائه ( عليهم السلام ) : : أنّ نساء بني إسرائيل خرجن من العفاف إلي الفجور، ما أخرجهنّ إلّا قلّة تهيئة أزواجهنّ.
وقال: إنّها تشتهي منك مثل الذي تشتهي منها.
( مكارم الأخلاق: 76 س 19. عنه البحار: 102/73 ضمن ح 9. )
17 - ابن شهرآشوب ؛ : الرضا عن آبائه ( عليهم السلام ) : : سئل أمير المؤمنين عن المدّ والجزرماهما؟
فقال ( عليه السلام ) : ملك موكّل بالبحار، يقال له: رومان، فإذا وضع قدمه في البحر فاض، وإذا أخرجها غاض.
وسأله ( عليه السلام ) ابن الكوّاء: كم بين السماء والأرض؟ فقال ( عليه السلام ) : دعوة مستجابة.
قال: وما طعم الماء؟ قال ( عليه السلام ) : طعم الحياة.
وكم بين المشرق والمغرب؟ فقال ( عليه السلام ) : مسيرة يوم للشمس.
وما أخوان ولدا في يوم، وماتا في يوم، وعُمْر أحدهما خمسون ومائة سنة، وعمر الآخر خمسون سنة؟
فقال ( عليه السلام ) : عزير وعزرة أخوه، لأنّ عزيراً أماته اللّه مائة عام، ثمّ بعثه.
وعن بقعة ما طلعت عليها الشمس إلّا لحظة واحدة؟
فقال ( عليه السلام ) : ذلك البحر الذي فلقه اللّه لبني إسرائيل.
وعن إنسان يأكل ويشرب، ولا يتغوّط؟
قال ( عليه السلام ) : ذلك الجنين.
وعن شي ء شرب وهو حيّ، وأكل وهو ميّت؟
فقال ( عليه السلام ) : ذلك عصا موسي ( عليه السلام ) ، شربت وهو في شجرتها غضّة، وأكلت لمّا التقفت حبال السحرة وعصيّهم.
وعن بقعة علت علي الماء في أيّام طوفان؟
فقال ( عليه السلام ) : ذاك موضع الكعبة، لأنّها كانت ربوة.
وعن مكذوب عليه، ليس من الجنّ، ولا من الإنس؟
فقال ( عليه السلام ) : ذلك الذئب، إذ كذب عليه إخوة يوسف.
وعمّن أوحي إليه، ليس من الجنّ، ولا من الإنس؟
فقال ( عليه السلام ) : ( وَأَوْحَي رَبُّكَ إِلَي النَّحْلِ ) ؛ وعن أطهر بقعة ( النحل: 68/16. )
علي وجه الأرض، لا تجوز الصلاة عليها؟
فقال ( عليه السلام ) : ذلك ظهر الكعبة.
وعن رسول ليس من الجنّ، والإنس، والملائكة، والشياطين؟
فقال ( عليه السلام ) : الهدهد، ( اذْهَب بِّكِتَبِي هَذَا) .
( الل: 28/27. )
وعن مبعوث ليس من الجنّ، والإنس، والملائكة، والشياطين؟
فقال ( عليه السلام ) : ذلك الغراب ( فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا) .
( اثائدة: 31/5. )
وعن نفس في نفس ليس بينهما قرابة، ولا رحم؟
فقال ( عليه السلام ) : ذلك يونس النبيّ ( عليه السلام ) في بطن الحوت.
ومتي القيامة؟
قال ( عليه السلام ) : عند حضور المنيّة، وبلوغ الأجل.
وما عصا موسي؟
فقال ( عليه السلام ) : كان يقال لها الأربية، وكان من عوسج، طولها سبعة أذرع بذراع موسي ( عليه السلام ) ، وكانت من الجنّة، أنزلها جبرئيل ( عليه السلام ) علي شعيب ( عليه السلام ) .
( اثناقب: 383/2 س 12. عنه البحار: 84/10 ح 4 و5. )
18 - ابن شهرآشوب ؛ : أبو المضا صبيح مولي الرضا، عن الرضا، عن آبائه ( عليهم السلام ) : في قوله: ( لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ) قا ل ( عليه السلام ) : منهم عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) .
( اثناقب: 67/2 س 19. )
19 - السيّد ابن طاووس ؛ : بإسنادنا إلي محمّد بن عبد اللّه بن المطّلب الشيبانيّ، بإسناده إلي محمّد بن فضيل الصيرفيّ، قال: حدّثنا عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ، عن أبيه، عن جدّه، عن آبائه ( عليهم السلام ) : ، قال: كان رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يصلّي أوّل يوم من المحرّم ركعتين، فإذا فرغ رفع يديه ودعا بهذا الدعاء ثلاث مرّات: «اللّهمّ! أنت الإله القديم، وهذه سنة جديدة، فأسألك فيها العصمة من الشيطان، والقوّة علي هذه النفس الأمّارة بالسوء، والاشتغال بما يقرّبني إليك ياكريم! يا ذا الجلال والإكرام! يا عماد من لا عماد له! يا ذخيرة من لا ذخيرة له! يا حرز من لا حرز له! يا غياث من لا غياث له! يا سند من لا سند له! يا كنز من لا كنز له! يا حسن البلاء! يا عظيم الرجاء! يا عزّ الضعفاء! يا منقذ الغرقي! يامنجي الهلكي! يا منعم يا مجمل! يا مفضل يا محسن! أنت الذي سجد لك سواد الليل، ونور النهار، وضوء القمر، وشعاع الشمس، ودويّ الماء، وحفيف الشجر، يا اللّه! لا شريك لك، اللّهمّ! اجعلنا خيراً ممّا يظنّون، واغفر لنا ما لا يعلمون، ولاتؤاخذنا بما يقولون، حسبي اللّه لا إله إلّا هو، عليه توكّلت وهو ربّ العرش العظيم، آمنّا به، كلّ من عند ربّنا، وما يذّكّر إلّا أولوا الألباب، ربّنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، وهب لنا من لدنك رحمة، إنّك أنت الوهّاب».
( إقبال الأعأل: 26 س 25. عنه البحار: 333/95 ضمن ح 2، ومستدرك الوسائل: 379/6 ح 7031. )
20 - السيّد ابن طاووس ؛ : عوذة وجدت في ثيابه ( عليه السلام ) قال: لمّا مات أبوالحسن الرضا عليّ بن موسي (صلوات اللّه عليه) وجد عليه تعويذ معلّق وفي آخره عوذة ذكر أنّ آبائه ( عليهم السلام ) : كانوا يقولون: إنّ جدّهم عليّاً (صلوات اللّه عليه) كان يتعوّذ بها من الأعداء، وكانت معلّقة في قراب سيفه، وفي آخرها أسماء اللّه عزّوجلّ، وأنّه ( عليه السلام ) شرط علي ولده وأهله أن لا يدعوا بها علي أحد، فإنّ ما دعا به لم يحجب دعائه عن اللّه جلّ اسمه وتقدّست أسماءه، وهو:
«اللّهمّ بك أستفتح وبك أستنجح، وبمحمّد صلّي اللّه عليه وآله أتوجّه.
اللّهمّ سهّل لي حزونته وكلّ حزونة، وذلّل لي صعوبته وكلّ صعوبة، واكفني مؤونته وكلّ مؤونة، وارزقني معروفه وودّه، واصرف عنّي ضرّه ومعرّته، إنّك تمحو ما تشاء وتثبت، وعندك أمّ الكتاب، ألا إنّ أولياء اللّه لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، إنّا رسل ربّك لن يصلوا إليك، طه، حم، لا يبصرون.
و( جَعَلْنَا فِي أَعْنَقِهِمْ أَغْلَلاً فَهِيَ إِلَي الْأَذْقَانِ فَهُم مُّقْمَحُونَ * وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَهُمْ فَهُمْ لَايُبْصِرُونَ ) ( أُوْلَل-ِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَي قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَرِهِمْ وَأُوْلَل-ِكَ ( يس: 8/36 - 9. )
هُمُ الْغَفِلُونَ ) ( لَا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُ ( النحل: 108/16. )
عْلِنُونَ ) ( فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) ( ( النحل: 23/16. )
( البقرة: 137/2. )
وَتَرَلهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَايُبْصِرُونَ ) ( صُمُ م بُكْمٌ عُمْيٌ ( الأعراف: 198/7. )
فَهُمْ لَايَرْجِعُونَ ) ( طسم * تِلْكَ ءَايَتُ الْكِتَبِ الْمُبِينِ * لَعَلَّكَ ( البقرة: 18/2. )
بَخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ * إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَآءِ ءَايَةً فَظَلَّتْ أَعْنَقُهُمْ لَهَا خَضِعِينَ ) .
( الشعراء: 1/26 - 4. )
الأسماء:
«اللّهمّ! إنّي أسألك بالعين التي لاتنام، وبالعزّ الذي لايرام، وبالملك الذي لايضام، وبالنور الذي لايطفي، وبالوجه الذي لايبلي، وبالحياة التي لاتموت، وبالصمديّة التي لاتقهر، وبالديمومة التي لاتفني، وبالاسم الذي لايردّ، وبالربوبيّة التي لاتستذلّ أن تصلّي علي محمّد وآل محمّد، وأن تفعل بي كذا وكذا» وتذكر حاجتك تقضي إن شاءاللّه تعالي.
( مهج الدعوات: 297 س 3، عنه البحار: 345/91 ح 3، و315 س 2، قطعة منه.
قطعة منه ص غ (عوذته عليه السلام ). )


(ك) - ما رواه عن جدّه ( عليهماالسلام ) :
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد اللّه، عن عليّ بن محمّد بن سليمان، عن أبي أيّوب المدينيّ، عن سليمان الجعفريّ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، (عن أبيه، عن جدّه ( عليهماالسلام ) ) قال: لاتأكلوا القنبرة ولا تسبّوها، ولا تعطوها الصبيان يلعبون بها، فإنّها كثيرة التسبيح للّه تعالي، وتسبيحها: لعن اللّه مبغضي آل محمّد ( عليه السلام ) .
( الكاص غ: 225/6 ح 1.
س ذيب الأحكام: 19/9 ح 77، وفيه: عن أض غ اگ سن الرضاعليه السلام قال. عنه وعن الكاص غ، وسائل الشيعة: 395/23 ح 29835.
البحار: 273/27 ح 26، و303/61 ح 7، ومستدرك الوسائل: 123/16 ح 19346، عن أماضغ الطوي ك غّ، واثوجود ص غ اثطبوع مش أ عن الرضاعليه السلام . )

2 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا أبي ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن يعقوب بن يزيد، عن إسماعيل بن موسي، عن أخيه عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه، عن جدّه ( عليهم السلام ) : قال: سئل عليّ بن الحسين ( عليهماالسلام ) ما بال المتهجّدين بالليل من أحسن الناس وجهاً؟
قال ( عليه السلام ) : لأنّهم خلوا باللّه، فكساهم اللّه من نوره.
( عيون أخبار الرضاعليه السلام : 282/1 ح 28. عنه وعن العلل، البحار: 159/84 ح 48، ووسائل الشيعة: 157/8 ح 10294.
صفحه قبل