الباب الرابع - العقائد
وفيه أربعة فصول

الفصل الأوّل: التوحيد
الفصل الثاني: النبوّة وما يناسبها
الفصل الثالث: الإمامة ومايناسبها
الفصل الرابع: المعاد والحساب


الباب الرابع - العقائد
ويشتمل هذا الباب علي أربعة فصول

الفصل الأوّل: التوحيد
وفيه ستّة وثلاثون موضوعاً

(أ) - معرفة اللّه:
َّ 1 - الحميريّ : معاوية بن حكيم، عن البزنطيّ، قال: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : للناس في المعرفة صنع؟
قال ( عليه السلام ) : لا. قلت: لهم عليها ثواب؟
قال ( عليه السلام ) : يتطوّل عليهم بالثواب، كما يتطوّل عليهم بالمعرفة.
( تطوّل عليه بكذا: تفضّل. المعجم الوسيط: 572. )
( قرب الإسناد: 347 ح 1256. عنه إثبات الهداة: 50/1 ح 38.
تحف العقول: 444 س 8، بتفاوت يسير، وفيه: قال صفوان بن يحيي: سألت الرضا ( عليه السلام ) . عنه البحار: 337/75 ح 21. )

2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن الحسن، عن عبد اللّه بن الحسن العلويّ، وعليّ بن إبراهيم، عن المختار بن محمّد بن المختار الهمدانيّ جميعاً، عن الفتح بن يزيد، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) ، قال: سألته عن أدني ( تقدّمت ترجمته في رقم.... )
( قال المجلسيّ ( قدس سره ) : وأبوالحسن ( عليه السلام ) يحتمل الثاني والثالث، مرآة العقول: 301/1 ح 1. )
المعرفة؟
فقال: الإقرار بأنّه لا إله غيره، ولاشبه له ولانظير، وأنّه قديم مثبت ( في العيون: ولاشبيه. )
موجود غير فقيد، وأنّه ليس كمثله شي ء.
( في العيون: وأنّه مثبت قديم موجود. )
( الكافي: 86/1 ح 1. عنه الفصول المهمّة للحرّ العاملي: 134/1 ح 32، والوافي: 343/1 ح 266.
التوحيد: 283 ح 1. عنه وعن العيون، البحار: 267/3 ح 1.
عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 133/1 ح 29، وفي هامشه: وفي نسخة (الرضا ( عليه السلام ) ).
كشف الغمّة: 286/2 س 1، أورده في ضمن أخبار الرضا ( عليه السلام ) قائلاً سئل ( عليه السلام ) .... )

3 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال: جاء رجل إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) من وراء نهر بلخ، فقال: إنّي أسألك عن مسألة فإن أجبتني فيها بما عندي قلت بإمامتك!
فقال أبوالحسن ( عليه السلام ) : سل عمّا شئت.
فقال: أخبرني عن ربّك متي كان؟ وكيف كان؟ وعلي أيّ شي ء كان اعتماده؟
فقال أبوالحسن ( عليه السلام ) : إنّ اللّه تبارك وتعالي أيّن الأين بلا أين، وكيّف الكيف بلاكيف، وكان اعتماده علي قدرته.
فقام إليه الرجل فقبّل رأسه وقال: أشهد أن لا إله إلّا اللّه، وأنّ محمّداً رسول اللّه، وأنّ عليّاً وصيّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، والقيّم بعده بما قام به رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وأنّكم الأئمّة الصادقون، وأنّك الخلف من بعدهم.
( الكافي: 88/1 ح 2. عنه البحار: 104/49 ح 31، والوافي: 350/1 ح 273.
عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 117/1 ح 6، وفيه: حدّثنا أبي قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال: حدّثنا محمّد بن الحسين أبي الخطّاب، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: جاء قوم من... .وباختصار.
التوحيد: 125 ح 3، باختصار. عنه البحار: 143/4 ح 13.
قطعة منه في (تقبيل الناس رأسه ( عليه السلام ) ). )

4 - الشيخ الصدوق : حدّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا محمّد بن يعقوب الكلينيّ قال: حدّثنا عليّ بن محمّد المعروف بعلاّن، عن محمّد بن عيسي، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) أنّه قال: اعلم علّمك اللّه الخير، إنّ اللّه تبارك وتعالي قديم، والقدم صفة دلّت العاقل علي أنّه لاشي ء قبله، ولاشي ء معه في ديمومته، فقد بان لنا بإقرار العامّة معجزة الصفة، أنّه لا شي ء قبل اللّه، ولا شي ء مع اللّه في بقائه، وبطل قول من زعم أنّه كان قبله، أو كان معه شي ء.
وذلك أنّه لو كان معه شي ء في بقائه لم يجز أن يكون خالقاً له، لأنّه لم يزل معه، فكيف يكون خالقاً لمن لم يزل معه، ولو قبله شي ء، كان الأوّل ذلك الشي ء لاهذا، وكان الأوّل أولي بأن يكون خالقاً للأوّل.
ثمّ وصف نفسه تبارك وتعالي بأسماء دعا الخلق، إذ خلقهم، وتعبّدهم، وابتلاهم، إلي أن يدعوه بها، فسمّي نفسه سميعاً بصيراً، قادراً قاهراً، حيّاً قيّوماً، ظاهراً باطناً، لطيفاً خبيراً، قويّاً عزيزاً، حكيماً عليماً، وما أشبه هذه الأسماء.
فلمّا رأي ذلك من أسمائه الغالون المكذّبون، وقد سمعونا نحدّث عن اللّه أنّه لاشي ء مثله، ولاشي ء من الخلق في حاله قالوا: أخبرونا إذ زعمتم أنّه لامثل للّه ولاشبه له، كيف شاركتموه في أسماء الحسني! فتسمّيتم بجميعها! فإنّ في ذلك دليلاًعلي أنّكم مثله في حالاته كلّها، أو في بعضها دون بعض، إذ قد جمعتكم الأسماء الطيّبة.
قيل لهم: إنّ اللّه تبارك وتعالي ألزم العباد أسماء من أسمائه علي اختلاف المعاني، وذلك كما يجمع الإسم الواحد معنيين مختلفين، والدليل علي ذلك قول الناس: الجائز عندهم السائغ، وهو الذي خاطب اللّه عزّ وجلّ به الخلق، فكلّمهم بما يعقلون، ليكون عليهم حجّة في تضييع ما ضيّعوا، وقد يقال للرجل: كلب وحمار، وثور وسكرة، وعلقمة وأسد، وكلّ ذلك علي خلافه، لأنّه لم تقع الأسماء علي معانيها التي كانت بنيت عليها، لأنّ الإنسان ليس بأسد ولاكلب، فافهم ذلك يرحمك اللّه.
وإنّما يسمّي اللّه عزّ وجلّ بالعالم لغير علم حادث علم به الأشياء، واستعان به علي حفظ ما يستقبل من أمره، والرَوِيَّةُ فيما يخلق من خلقه، وتفنية ما مضي ممّا أفني من خلقه، ممّا لو لم يحضره ذلك العلم ويغيبه، كان جاهلاً ضعيفاً، كما أنّا رأينا علماء الخلق، إنّما سمّوا بالعلم، لعلم حادث، إذ كانوا قبله جهلة، وربما فارقهم العلم بالأشياء، فصاروا إلي الجهل، وإنّما سمّي اللّه عالماً، لأنّه لايجهل شيئاً، فقد جمع الخالق والمخلوق اسم العلم، واختلف المعني علي ما رأيت.
وسمّي ربّنا سميعاً، لاجزء فيه يسمع به الصوت، ولايبصر به، كما أنّ جزئنا الذي نسمع به لانقوي علي النظر به، ولكنّه عزّ وجلّ أخبر أنّه لاتخفي عليه الأصوات، ليس علي حدّ ما سمّينا نحن، فقد جمعنا الإسم بالسميع واختلف المعني، وهكذا البصير لالجزء به أبصر، كما أنّا نبصر بجزء منّا لاينتفع به في غيره، ولكنّ اللّه بصير لايجهل شخصاً منظوراً إليه، فقد جمعنا الإسم واختلف المعني، وهو قائم ليس علي معني انتصاب، وقيام علي ساق في كبد، كما قامت الأشياء، ولكن أخبر أنّه قائم يخبر أنّه حافظ، كقول الرجل: القائم بأمرنا فلان، وهو عزّوجلّ القائم علي كلّ نفس بما كسبت، والقائم أيضاً في كلام الناس الباقي، والقائم أيضاً يخبر عن الكفاية كقولك للرجل: قم بأمر فلان، أي اكفه، والقائم منّا قائم علي ساق، فقد جمعنا الإسم ولم يجمعنا المعني.
وأمّا اللطيف فليس علي قلّة وقضافة وصغر، ولكن ذلك علي النفاذ في ( قَضُفَ قَضافَةً: دقّ ونحف، لا عن هُزال. المعجم الوسيط: 742. )
الأشياء، والامتناع من أن يدرك، كقولك: لطف عن هذا الأمر، ولطف فلان في مذهبه وقوله، يخبرك أنّه غمض فبهر العقل، وفات الطلب وعاد متعمّقاً متطلّفاً، لايدركه الوهم، فهكذا لطف اللّه تبارك وتعالي عن أن يدرك بحدّ، أو يحدّ بوصف، واللطافة منّا الصغر والقلّة، فقد جمعنا الإسم واختلف المعني.
وأمّا الخبير، فالذي لايعزب عنه شي ء ولايفوته، ليس للتجربة والإعتبار بالأشياء، فتفيده التجربة والاعتبار، علماً لولاهما ما علم، لأنّ من كان كذلك كان جاهلاً، واللّه تعالي لم يزل خبيراً بما يخلق، والخبير من الناس المستخبر عن جهل المتعلّم، وقد جمعنا الإسم واختلف المعني.
وأمّا الظاهر فليس من أجل أنّه علا للأشياء بركوب فوقها، وقعود عليها، وتسنّم لذراها، ولكن ذلك لقهره، ولغلبة الأشياء، وقدرته عليها، كقول الرجل: ظهرت علي أعدائي، وأظهرني اللّه علي خصمي، يخبر علي الفلج والغلبة، فهكذا ظهور اللّه علي الأشياء.
ووجه آخر وهو: أنّه وهو الظاهر لمن أراده، لايخفي عليه شي ء، وأنّه مدبّر لكلّ ما يري، فأيّ ظاهر أظهر وأوضح أمراً من اللّه تعالي، فإنّك لاتعدم صنعته حيثما توجّهت، وفيك من آثاره ما يغنيك، والظاهر منّا البارز بنفسه، والمعلوم بحدّه، فقد جمعنا الإسم ولم يجمعنا المعني.
وأمّا الباطن فليس علي معني الإستبطان للأشياء، بأن يغور فيها، ولكن ذلك منه علي استبطانه للأشياء، علماً وحفظاً وتدبيراً، كقول القائل: أبطنته، يعني خبّرته، وعلمت مكتوم سرّه، والباطن منّا بمعني الغائر في الشي ء المستتر، فقد جمعنا الإسم واختلف المعني.
وأمّا القاهر فإنّه ليس علي معني علاج ونصب، واحتيال ومداراة ومكر، كما يقهر العباد بعضهم بعضاً، فالمقهور منهم يعود قاهراً، والقاهر يعود مقهوراً، ولكن ذلك من اللّه تبارك وتعالي علي أنّ جميع ما يخلق ملتبس به الذلّ لفاعله، وقلّة الامتناع لما أراد به، لم يخرج منه طرفة عين، غير أنّه يقول له: كن فيكون، والقاهر منّا علي ما ذكرت ووصفت، فقد جمعنا الإسم واختلف المعني.
وهكذا جميع الأسماء، وإن كنّا لم نسمّها كلّها، فقد يكتفي الاعتبار بما ألقينا إليك، واللّه عزّ وجلّ عوننا وعونك في إرشادنا وتوفيقنا.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 145/1 ح 50. قِطَعٌ منه في البرهان: 121/4 ح 1، و121 ح 1، و127، ح 2، و286 ح 5، و362 ح 1.
التوحيد: 186 ح 2. قِطَعٌ منه في نور الثقلين: 706/1 ح 28، و751 ح 211، و508/2 س 7، و134/3 ح 58. عنه وعن العيون وعن الإحتجاج البحار: 176/4 ح 5، و74/54 ح 49، والفصول المهمّة للحرّ العاملي: 150/1 ح 64، و154 ح 71.
الكافي: 120/1 ح 2، مرسلاً و بتفاوت. قِطَعٌ منه في نور الثقلين: 755/1 ح 229، و756 ح 232، و508/2 ح 142، و232/5 ح 9، و234 ح 15، و383 ح 28، و580 ح 9، والبرهان: 546/1 ح 4، والوافي: 484/1 ح 394، والفصول المهمّة للحرّ العاملي: 208/1 ح 173.
كنز الفوائد: 29 س 4، أشار إلي مضمونه.
الإحتجاج: 357/2 ح 282، قطعة منه. عنه البحار: 36/54 ح 8، قطعة منه.
مصنّفات الشيخ المفيد، مسألة في الإرادة: 16/10 س 4، قطعة منه.
قطعة منه في (دعاؤه ( عليه السلام ) للحسين بن خالد). )


(ب) - المذاهب الثلاثة في التوحيد:
1 - الشيخ الصدوق :...محمّد بن عيسي بن عبيد، قال:...قال لي الرضا ( عليه السلام ) : للناس في التوحيد ثلاثة مذاهب: نفي وتشبيه، وإثبات بغير تشبيه
فمذهب النفي لايجوز، ومذهب التشبيه لايجوز، لأنّ اللّه تبارك وتعالي لايشبهه شي ء، والسبيل في الطريقة الثالثة إثبات بلاتشبيه.
( التوحيد: 107 ح 8.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 845. )

2 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( رضي الله عنه ) ، قال: حدّثنا محمّد بن يحيي العطّار، قال: حدّثنا محمّد بن أحمد، قال: حدّثنا محمّد بن عيسي، عن هشام بن إبراهيم، قال: قال العبّاسيّ: قلت له ( هو هشام بن إبراهيم الأحمر الذي ذكره الشيخ في رجاله من أصحاب الرضا ( عليه السلام ) ، رجال الطوسيّ: 394، رقم 1، وعدّه البرقيّ من أصحاب الكاظم ( عليه السلام ) ، رجال البرقي: 51. )
- يعني أبا الحسن ( عليه السلام ) -: جعلت فداك، أمرني بعض مواليك أن أسألك عن مسألة.
قال ( عليه السلام ) : ومن هو؟
قلت: الحسن بن سهل، قال: في أيّ شي ء المسألة؟
قال: قلت: في التوحيد.
قال: وأيّ شي ء من التوحيد؟
قال: يسألك عن اللّه جسم، أو لاجسم؟
قال: فقال لي: إنّ للناس في التوحيد ثلاثة مذاهب، مذهب إثبات بتشبيه، ومذهب النفي، ومذهب إثبات بلاتشبيه
فمذهب الإثبات بتشبيه لايجوز، ومذهب النفي لايجوز، والطريق في المذهب الثالث إثبات بلاتشبيه.
( التوحيد: 100 ح 10. عنه البحار: 304/3 ح 41.
فرج المهموم: 139 س 12، بتفاوت. )


(ج) - معني توحيد اللّه:
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن محمّد بن زيد، قال: جئت إلي الرضا ( عليه السلام ) أسأله عن التوحيد، فأملي عليَّ: «الحمد للّه فاطر الأشياء إنشاءً، ومبتدعها ابتداعاً بقدرته وحكمته، لا من شي ء فيبطل الاختراع، ولا لعلّة فلا يصحّ الابتداع، خلق ما شاء كيف شاء، متوحّداً بذلك لإظهار حكمته، وحقيقة ربوبيّته، لا تضبطه العقول، ولا تبلغه الأوهام، ولا تدركه الأبصار، ولا يحيط به مقدار، عجزت دونه العبارة، وكلّت دونه الأبصار، وضلّ فيه تصاريف الصفات، احتجب بغير حجاب محجوب، واستتر بغير ستر مستور، عرف بغير رؤية، ووصف بغير صورة، ونعت بغير جسم، لا إله إلّا اللّه الكبير المتعال».
( الكافي: 105/1 ح 3. عنه الوافي: 442/1 ح 360، والفصول المهمّة للحرّ العاملي: 186/1 ح 4، قطعة منه. عنه وعن العلل، والتوحيد، البحار: 161/54 ح 95.
علل الشرائع: 9، ب 9 ح 3. عنه وعن التوحيد، البحار: 263/4 ح 11.
التوحيد: 98 ح 5.
قطعة منه في (دعاؤه ( عليه السلام ) في صفات اللّه تعالي). )

2 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( رضي الله عنه ) ، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن عبّاد بن سليمان، عن سعد بن سعد، قال: سألت أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) عن التوحيد؟
فقال ( عليه السلام ) : هو الذي أنتم عليه.
( التوحيد: 46 ح 6. عنه البحار: 240/3 ح 23. )
3 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( رضي الله عنه ) ، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن عليّ بن سيف بن عميرة، عن محمّد بن عبيد، قال: دخلت علي الرضا ( عليه السلام ) فقال لي: قل للعبّاسيّ يكفّ عن الكلام في التوحيد وغيره، ويكلّم الناس بما يعرفون، ويكفّ عمّا ينكرون، وإذا سألوك عن التوحيد فقل كما قال اللّه عزّوجلّ: ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ و كُفُوًا أَحَدُم )
وإذا سألوك عن الكيفيّة فقل كما قال اللّه عزّ وجلّ: ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ ي شَيْ ءٌ )
( الشوري: 11/42. )
وإذا سألوك عن السمع فقل كما قال اللّه عزّ وجلّ: ( هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) فكلّم الناس بما يعرفون.
( البقرة: 137/2. )
( التوحيد: 95 ح 14. عنه البحار: 69/2 ح 24، ونور الثقلين: 707/5 ح 53، وإثبات الهداة: 60/1 ح 20.
قطعة منه في (إرشاده ( عليه السلام ) الناس في بيان التوحيد وأوصافه) و(سورة البقرة: 137/2) و(سورة الشوري: 11/42) و(سورة التوحيد). )

4 - الشيخ الصدوق : حدّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق ، قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفيّ، قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل البرمكيّ، قال: حدّثني الحسين بن الحسن، قال: حدّثني بكر بن زياد، عن عبد العزيز بن المهتديّ، قال: سألت الرضا ( عليه السلام ) عن التوحيد؟
فقال ( عليه السلام ) : كلّ من قرأ ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) وآمن بها فقد عرف التوحيد.
قلت: كيف يقرؤها؟
قال ( عليه السلام ) : كما يقرء الناس، وزاد فيه: كذلك اللّه ربّي، كذلك اللّه ربّي، ( في الكافي: يقرؤها. )
كذلك اللّه ربّي.
( التوحيد: 284 ح 3. عنه مشكاة الأنوار: 10 س 4.
الكافي: 91/1 ح 4. عنه وسائل الشيعة: 70/6 ح 7373، وإثبات الهداة: 57/1 ح 2، والوافي: 369/1 ح 286.
عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 133/1، ح 30. عنه نور الثقلين: 700/5 ح 5. عنه وعن التوحيد، البحار: 268/3 ح 2، و29/82 ح 18، و347/89 ح 8.
كشف الغمّة: 286/2 س 3.
قطعة منه في (سورة التوحيد) )

5 - الشيخ الصدوق :...محمّد بن إسماعيل بن بزيع قال: قال أبو الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) في قول اللّه عزّ وجلّ: ( لَّاتُدْرِكُهُ الْأَبْصَرُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَرَ) . قال ( عليه السلام ) : لا تدركه أوهام القلوب، ( الأنعام: 103/6. )
فكيف تدركه أبصار العيون.
( الأمالي: 334 ح 2.
يأتي الحديث بتمامه في ف 6 رقم 1938. )

6 - البرقيّ :...أبي هاشم الجعفريّ قال: أخبرني الأشعث بن حاتم، أنّه سأل الرضا ( عليه السلام ) عن شي ء من التوحيد؟
فقال: ألا تقرأ القرآن؟ قلت: نعم! قال: اقرأ: ( لَّاتُدْرِكُهُ الْأَبْصَرُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَرَ) ، فقرأت، فقال: ما الأبصار؟ قلت: أبصار العين، قال: لا، إنّما عني الأوهام، لاتدرك الأوهام كيفيّته، وهو يدرك كلّ فهم.
( المحاسن: 239، ح 215.
يأتي الحديث بتمامه في ف 6 رقم 1937. )

7 - المسعوديّ: روي الحميريّ قال: حدّثني أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ، عن الفتح بن يزيد الجرجانيّ، قال: ضمّني وأباالحسن ( عليه السلام ) الطريق ( تقدّمت ترجمته في رقم... )
لمّا قدم به المدينة، فسمعته في بعض الطريق يقول: من اتّقي اللّه يتّقي، ومن أطاع اللّه يطاع.
فلم أزل أدلف حتّي قربت منه ودنوت، فسلّمت عليه وردّ عليّ السلام، فأوّل ( يقال: دَلَف الشيخ: إذا مشي وقارب الخطو، مجمع البحرين: 59/5. )
ما ابتدأني أن قال لي: يا فتح! من أطاع الخالق لم يبال بسخط المخلوقين، ومن أسخط الخالق فليوقن أن يحلّ به سخط المخلوقين.
يا فتح! إنّ اللّه جلّ جلاله لايوصف إلّا بما وصف به نفسه، فأنّي يوصف الذي يعجز الحواسّ أن تدركه، والأوهام أن تناله، والخطرات أن تحدّه، والأبصار أن تحيط به، جلّ عمّا يصفه الواصفون، وتعالي عمّا ينعته الناعتون، نأي في قربه ( نأي فلاناً، ونأي عنه ينأي نأياً: بعد عنه، أقرب الموارد: 324/1. )
وقرب في نأيه، فهو في نأيه قريب، وفي قربه بعيد، كيّف الكيف فلايقال كيف، وأيّن الأين فلايقال أين، إذ هو منقطع الكيفيّة والأينيّة، الواحد الأحد جلّ جلاله بل كيف يوصف بكنهه محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وقد قرن الخليل اسمه باسمه، وأشركه في طاعته، وأوجب لمن أطاعه جزاء طاعته، فقال:
( وَمَا نَقَمُواْ إِلآَّ أَنْ أَغْنَل-هُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ و مِن فَضْلِهِ ي ) وقال ( التوبة: 74/9. )
تبارك اسمه - يحكي قول من ترك طاعته: ( يَلَيْتَنَآ أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا) أم كيف يوصف من قرن الجليل طاعته بطاعة رسول ال ( الأحزاب: 66/33. )
لّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) حيث يقول: ( أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ) .
( النساء: 59/4. )
يا فتح! كما لايوصف الجليل جلّ جلاله، ولايوصف الحجّة، فكذلك لايوصف المؤمن المسلّم لأمرنا، فنبيّنا ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أفضل الأنبياء ووصيّنا ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أفضل الأوصياء.
ثمّ قال لي - بعد كلام -: فأورد الأمر إليهم وسلّم لهم.
ثمّ قال لي: إن شئت. فانصرفت منه.
فلمّا كان في الغد تلطّفت في الوصول إليه، فسلّمت فردّ السلام.
( لطف الشي ءغ يلطف لطافة من باب قرب: صغر حجمه، واللطف في العمل: الرفق به، مجمع البحرين: 120/5. )
فقلت: ياابن رسول اللّه! تأذن لي في كلمة اختلجت في صدري ليلتي ( اختلج العضو: اضطرب ومنه الاختلاج، مجمع البحرين: 295/2. )
الماضية؟
فقال لي: سل واصغ إلي جوابها سمعك، فإنّ العالم والمتعلّم شريكان في الرشد، مأموران بالنصيحة، فأمّا الذي اختلج في صدرك فإن يشأ العالم أنبأك اللّه، إنّ اللّه لم يظهر علي غيبه أحداً إلّا من ارتضي من رسول، وكلّ ما عند الرسول فهو عند العالم، وكلّ ما اطّلع الرسول عليه فقد اطّلع أوصياؤه عليه.
يا فتح! عسي الشيطان أراد اللبس عليك، فأوهمك في بعض ما أوردت عليك، وأشكّك في بعض مأ أنبأتك حتّي أراد إزالتك عن طريق اللّه وصراطه ( في البحار: وشكّك. )
المستقيم.
فقلت: متي أيقنت أنّهم هكذا فهم أرباب.
معاذ اللّه، إنّهم مخلوقون مربوبون، مطيعون داخرون راغمون، فإذا جاءك الشيطان بمثل ما جاءك به، فاقمعه بمثل ما أنبأتك به.
قال فتح: فقلت له: جعلني اللّه فداك! فرّجت عنّي، وكشفت ما لبس الملعون عليّ، فقد كان أوقع في خلدي أنّكم أرباب.
( الخلد، بالتحريك: البال، والقلب، والنفس، وجمعه أخلاد، لسان العرب: 164/3. )
قال: فسجد ( عليه السلام ) فسمعته يقول في سجوده: راغماً لك يا خالقي داخراً خاضعاً.
( رَغِمَ أنفي للّه: أي ذلّ وانقاد، مجمع البحرين: 74/6. )
ثمّ قال: يا فتح! كدت أن تهلك، وما ضرّ عيسي ( عليه السلام ) إن هلك من ( في البحار: تهلك وتهلّك. )
هلك، إذا شئت رحمك اللّه.
( في البحار: إذا هلك من هلك. )
قال: فخرجت وأنا مسرور بما كشف اللّه عنّي من اللبس.
فلمّا كان في المنزل الآخر دخلت عليه وهو متّكي ء، وبين يديه حنطة مقلوّة يعبث بها، وقد كان أوقع الشيطان (لعنه اللّه) في خلدي أنّه لاينبغي أن يأكلوا ولايشربوا.
فقال: اجلس يا فتح! فإنّ لنا بالرسل أُسوة، كانوا يأكلون ويشربون، ويمشون في الأسواق، وكلّ جسم متغذٍّ إلّا خالق الأجسام الواحد الأحد، منشي ء الأشياء، ومجسّم الأجسام، وهو السميع العليم، تبارك اللّه عمّا يقول الظالمون، وعلا علوّاً كبيراً.
ثمّ قال: إذا شئت رحمك اللّه.
( إثبات الوصيّة: 235 س 3. عنه مستدرك الوسائل: 208/12 ح 3، قطعة منه.
كشف الغمّة: 386/2 س 3، بتفاوت. عنه إثبات الهداة: 137/1 ح 269، قطعة منه، و382/3 ح 58، قطعة منه، و766 ح 76، قطعة منه، والبحار: 177/50 ح 56، و366/75 ح 2.
إحقاق الحقّ: 455/12 س 6، قطعة منه.
الكافي: 137/1 ح 3، قطعة منه. عنه الوافي: 432/1 ح 355.
قطعة منه في (إخباره ( عليه السلام ) بما في الضمائر) و(سيرته ( عليه السلام ) في ردّ السلام) و(سجوده ( عليه السلام ) ) و(كيفيّة جلوسه ( عليه السلام ) ) و(كان رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أفضل الأنبياء) و(أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أفضل الأوصياء) و(إنّ الإئمّة يسيرون بسيرة الا نبيا ( عليهم السلام ) : ) و(طاعة الأئمّ ( عليهم السلام ) : ) و(علم الأئمّ ( عليهم السلام ) : ) و(أن الأئمّه ( عليهم السلام ) : مخلوقون، مربوبون، مطيعون) و(سورة النساء: 59/4)، و(سورة التوبة: 74/9)، و(سورة الأحزاب: 66/33)، و(دعاؤه ( عليه السلام ) في السجود) و(موعظته ( عليه السلام ) في طاعة اللّه وطاعة المخلوق) و(موعظته ( عليه السلام ) في التقوي) و(موعظته ( عليه السلام ) في السؤال وأجر العالم والمتعلّم) و(مدح فتح بن يزيد الجرجانيّ). )

8 - الشيخ الصدوق :...فتح بن يزيد الجرجانيّ قال: كتبت إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) أسأله عن شي ء من التوحيد؟
فكتب إليّ بخطّه - قال جعفر: وإنّ فتحاً أخرج إليّ الكتاب، فقرأته بخطّ أبي الحسن ( عليه السلام ) - :
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم، الحمد للّه الملهم عباده الحمد، وفاطرهم علي معرفة ربوبيّته، الدالّ علي وجوده بخلقه، وبحدوث خلقه علي أزله، وبأشباههم علي أن لاشبه له، المستشهد آياته علي قدرته، الممتنع من الصفات ذاته، ومن الأبصار رؤيته، ومن الأوهام الإحاطة به، لا أمد لكونه، ولاغاية لبقائه، لا يشمله المشاعر، و لا يحجبه الحجاب، فالحجاب بينه وبين خلقه، لامتناعه ممّا يمكن في ذواتهم، ولإمكان ذواتهم ممّا يمتنع منه ذاته، ولافتراق الصانع والمصنوع، والربّ والمربوب، والحادّ والمحدود
أحد لابتأويل عدد، الخالق لا بمعني حركة، السميع لا بأداة، البصير لا بتفريق آلة، الشاهد لا بمماسّة، البائن لا ببراح مسافة، الباطن لا باجتنان، الظاهر لابمحاذ، الذي قد حسرت دون كنهه نواقد الأبصار، وامتنع وجوده جوائل الأوهام.
أوّل الديانة معرفته، وكمال المعرفة توحيده، وكمال التوحيد نفي الصفات عنه، لشهادة كلّ صفة أنّها غير الموصوف، وشهادة الموصوف أنّه غير الصفة، وشهادتهما جميعاً علي أنفسهما بالبيّنة الممتنع منها الأزل
فمن وصف اللّه فقد حدّه، ومن حدّه فقد عدّه، ومن عدّه فقد أبطل أزله، ومن قال: كيف؟ فقد استوصفه، و من قال: علي مَ؟ فقد حمّله، ومن قال: أين؟ فقد أخلي منه، ومن قال: إلي مَ؟ فقد وقّته
عالم إذ لا معلوم، وخالق إذ لا مخلوق، وربّ إذ لا مربوب، وإله إذ لا مألوه، وكذلك يوصف ربّنا، وهو فوق ما يصفه الواصفون.
( التوحيد: 56 ح 14.
يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2488. )


(د) - توصيف اللّه تعالي سبحانه وتعالي:
1 - الإمام العسكريّ ( عليه السلام ) :...فقام إليه رجل فقال له: ياابن رسول اللّه! صف لنا ربّك، فإنّ من قبلنا قد اختلفوا علينا.
فقال الرضا ( عليه السلام ) : إنّه من يصف ربّه بالقياس، لايزال في الدهر في الالتباس، مائلاً عن المنهاج، طاغياً في الإعوجاج، ضالّاً عن السبيل، قائلاً غير الجميل.
ثمّ قال ( عليه السلام ) : أُعرّفه بما عرّف به نفسه، أُعرّفه من غير رؤية، وأصفه بما وصف به [نفسه ] من غير صورة
لايدرك بالحواسّ، ولايقاس بالناس، معروف بالآيات، بعيد بغير تشبيه، ومتدان في بعده بلانظير، لايتوهّم ديموميّته، ولايمثّل بخليقته، ولايجور في قضيّته.
الخلق إلي ما علم منهم منقادون، وعلي ما سطره في المكنون من كتابه ماضون، لايعملون بخلاف ما علم منهم ولاغيره يريدون، فهو قريب غير ملتزق، وبعيد غير متقصّ، يحقّق ولايمثّل، [و] يوحّد ولايبعّض، يعرف بالآيات، ويثبت بالعلامات، فلا إله غيره، الكبير المتعال....
( التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ ( عليه السلام ) : 50 رقم 23 - 29.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 1003. )

2 - عليّ بن إبراهيم القمّيّ : قال أبوالحسن عليّ بن إبراهيم بن هاشم: حدّثني أبي، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قال: قال: يا أحمد! ما الخلاف بينكم وبين أصحاب هشام بن الحكم في التوحيد؟
فقلت: جعلت فداك! قلنا نحن بالصورة، للحديث الذي روي: أنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) رأي ربّه في صورة شابّ وقال هشام بن الحكم بالنفي للجسم.
فقال ( عليه السلام ) : يا أحمد! إنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) لمّا أُسري به إلي السماء، وبلغ عند سدرة المنتهي، خرق له في الحجب مثل سمّ الإبرة، فرأي من نور ( السمّ: كلّ ثقب ضيّق، كثقب الإبرة. المعجم الوسيط: 451. )
العظمة ماشاء اللّه أن يري، وأردتم أنتم التشبيه، دع هذا يا أحمد! لاينفتح عليك، هذا أمر عظيم.
( تفسير القمّيّ: 20/1 س 13. عنه البحار: 307/3 ح 45، والبرهان: 38/1 س 6، ونور الثقلين: 130/3 ح 45، و155/5 ح 39.
قطعة منه في (خرق الحجب لرسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في ليلة المعراج). )

3 - أبو عمرو الكشّيّ : محمّد بن مسعود، قال: حدّثني عليّ بن محمّد القمّيّ، قال: حدّثني أحمد بن محمّد بن خالد البرقيّ، عن أبي عبد اللّه محمّد بن موسي بن عيسي من أهل همدان، قال: حدّثني إشكيب بن عبدك الكسائيّ، ( في البحار: إسكيب بن أحمد الكيسانيّ. )
قال: حدّثني عبد الملك بن هشام الحنّاط، قال: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : أسألك جعلني اللّه فداك، قال: سل، يا جبليّ! عمّا ذا تسألني؟
فقلت: جعلت فداك، زعم هشام بن سالم: أنّ اللّه عزّ وجلّ صورة، وأنّ آدم خلق علي مثال الربّ، ويصف هذا، ويصف هذا، وأوميت إلي جانبي، وشعر رأسي.
وزعم يونس مولي آل يقطين، وهشام بن الحكم: أنّ اللّه شي ء لاكالأشياء، بائنة منه، وهو بائن من الأشياء.
وزعما أنّ إثبات الشي ء أن يقال: جسم لاكالأجسام، شي ء لاكالأشياء، ثابت موجود، غير مفقود ولامعدوم، خارج من الحدّين، حدّ الإبطال وحدّ التشبيه، فبأيّ القولين أقول؟
قال: فقال ( عليه السلام ) : أراد هذا الإثبات، وهذا شبّه ربّه تعالي بمخلوق، تعالي اللّه الذي ليس له شبيه ولاعدل، ولامثل ولانظير، ولاهو في صفة المخلوقين، لاتقل بمثل ما قال هشام بن سالم، وقل بما قال مولي آل يقطين وصاحبه.
قال: قلت: فنعطي الزكاة من حالف هشاماً في التوحيد؟
( في المصدر: «خالف» بالخاء المعجمة، وما أثبتناه عن الوسائل. )
فقال برأسه: لا.
( رجال الكشّيّ: 284 رقم 503. عنه البحار: 305/3 ح 43، ووسائل الشيعة: 228/9 ح 11901، قطعة منه.
قطعة منه في (حكم إعطاء الزكاة إلي من يقول بالجسم). )

4 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن القاسم المفسّر ، قال: حدّثنا يوسف بن محمّد بن زياد، وعليّ بن محمّد بن سيّار، عن أبويهما، عن الحسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ الرضا، عن أبيه، عن جدّه ( عليهم السلام ) : ، قال: قام رجل إلي الرضا ( عليه السلام ) فقال له: ياابن رسول اللّه! صف لنا ربّك، فإنّ من قبلنا قد اختلفوا علينا.
فقال الرضا ( عليه السلام ) : إنّه من يصف ربّه بالقياس لا يزال الدهر في الالتباس، مائلاً عن المنهاج، ظاعناً في الاعوجاج، ضالّاً عن السبيل، قائلاً غيرالجميل، ( ظعن: سار، (أظعنه) سيّره، أقرب الموارد: 438/3. )
أُعرّفه بما عرّف به نفسه من غير رؤية، وأصفه بما وصف به نفسه من غيرصورة.
لايدرك بالحواسّ، ولايقاس بالناس، معروف بغير تشبيه، ومتدان في بعده لابنظير، لايُمثّل بخليقته، ولايجور في قضيّته.
( في البحار: ولايجوز. )
الخلق إلي ما علم منقادون، وعلي ما سطر في المكنون من كتابه ماضون، ولايعملون خلاف ما علم منهم، ولا غيره يريدون.
فهو قريب غير ملتزق، وبعيد غير مُتَقصّ، يحقّق ولا يمثّل، ويُوحّد ( قصي عن جوارنا قصا، إذا بعُد، واستقصي فلان وتقصّي بمعنيً، لسان العرب: 183/15. )
ولايُبَعَّض، يعرف بالآيات، ويُثْبَت بالعلامات، فلا إله غيره، الكبير المتعال.
ثمّ قال بعد كلام آخر تكلّم به: حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن أبيه ( عليهم السلام ) : ، عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أنّه قال: ما عرف اللّه من شبّهه بخلقه، ولاوصفه بالعدل من نسب إليه ذنوب عباده.
( التوحيد: 47، ح 9 و10. عنه البحار: 297/3، ح 23، بتفاوت.
قطعة منه في (ما رواه عن النبي ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ). )

5 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن محمّد بن عيسي بن عبيد، عن يونس بن عبد الرحمن، قال: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : روينا أنّ اللّه عِلمٌ لاجهل فيه، حياة لاموت فيه، نور لاظلمة فيه؟
قال ( عليه السلام ) : كذلك هو.
( التوحيد: 138 ح 12. عنه البحار: 84/4 ح 17. )
6 - الشيخ الصدوق :...عبد العزيز بن مسلم قال: سألت الرضا ( عليه السلام ) عن قول اللّه عزّوجلّ: ( نَسُواْ اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ ) فقال ( عليه السلام ) : إنّ اللّه تعالي لاينسي ولايسهو، وإنّما ينسي ويسهو المخلوق المحدَث، ألا تسمعه عزّ وجلّ يقول: ( وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا) وإنّما ( مريم: 64/19. )
يجازي من نسيه، ونسي لقاء يومه بأن ينسيهم أنفسهم....
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 125/1 ح 18.
يأتي الحديث بتمامه في ف 6 رقم 1954. )

7 - الشيخ الصدوق :...عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه، عن الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) قال:...إنّ اللّه تبارك وتعالي لايسخر ولايستهزي ء، ولايمكر ولايخادع، ولكنّه عزّ وجلّ يُجازيهم جزاءً السخريّة، وجزاءَ الإستهزاء، وجزاءَ المكر والخديعة....
( التوحيد: 163 ح 1.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 1955. )


(ه') - أوصاف اللّه سبحانه وتعالي:
1 - الشيخ الصدوق :...الحسن بن محمّد النوفليّ ثمّ الهاشميّ يقول:
لمّا قدم عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) علي المأمون، أمر الفضل بن سهل أن يجمع له أصحاب المقالات مثل الجاثليق، و...ثمّ قال لهم: إنّي إنّما جمعتكم لخير، وأحببت أن تناظروا ابن عمّي...فقالوا: السمع والطاعة يا أمير المؤمنين!...
قال الحسن بن محمّد النوفليّ: فلمّا دخل الرضا ( عليه السلام ) قام المأمون...ثمّ التفت إلي الجاثليق، فقال: يا جاثليق! هذا ابن عمّي عليّ بن موسي بن جعفر، وهو من ولد فاطمة بنت نبيّنا، وابن عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليهم، فأحبّ أن تكلّمه أو تحاجّه وتنصفه؟...
ودعا بعمران فقال: سل يا عمران!
قال: يا سيّدي! ألا تخبرني عن اللّه عزّوجلّ هل يوحّد بحقيقة، أو يوحّد بوصف؟
قال الرضا ( عليه السلام ) : إنّ اللّه المبدئ الواحد الكائن الأوّل، لم يزل واحداً لا شي ء معه، فرداً لا ثاني معه، لا معلوماً ولا مجهولاً، ولا محكماً ولا متشابهاً، ولامذكوراً ولا منسيّاً، ولا شيئاً يقع عليه اسم شي ء من الأشياء غيره، ولا من وقت كان ولاإلي وقت يكون، ولا بشي ء قام ولا إلي شي ء يقوم، ولا إلي شي ء استند ولافي شي ء استكن، وذلك كلّه قبل الخلق، إذ لا شي ء غيره، وما أوقعت عليه من الكلّ فهي صفات محدثة، وترجمة يفهم بها من فهم....
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 154/1 ح 1.
يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2378. )

2 - الشيخ الصدوق :...إبراهيم بن محمّد الهمدانيّ قال: كتبت إلي الرجل يعني أبا الحسن ( عليه السلام ) : أنّ من قبلنا من مواليك قد اختلفوا في التوحيد.
فمنهم من يقول: جسم.
ومنهم من يقول: صورة.
فكتب ( عليه السلام ) بخطّه: سبحان من لايحدّ ولايوصف، ليس كمثله شي ء وهو السميع العليم - أو قال: البصير - .
( التوحيد: 100 ح 9.
يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2407. )


(و) - في التوحيد ونفي التشبيه:
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس العطّار النيسابوريّ رضي اللّه عنه قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن قتيبة، عن الفضل بن شاذان قال: قال عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) : من أقرّ بتوحيد اللّه، ونفي التشبيه عنه، ونزّهه عمّا لا يليق به، وأقرّ بأنّ له الحول والقوّة، والإرادة والمشيئة، والخلق والأمر، والقضاء والقدر، وأنّ أفعال العباد مخلوقة خلق تقدير لاخلق تكوين، وشهد أنّ محمّداً رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وأنّ عليّاً والأئمّة بعده حجج اللّه، ووالي أولياءهم، وعادي أعداءهم، واجتنب الكبائر، وأقرّ بالرجعة والمتعتين، وآمن بالمعراج، والمساءلة في القبر، والحوض والشفاعة، وخلق الجنّة والنار، والصراط والميزان، والبعث والنشور، والجزاء والحساب، فهو مؤمن حقّاً، وهو من شيعتنا أهل البيت.
( صفات الشيعة، المطبوع ضمن كتاب المواعظ: 259 ح 71. عنه البحار: 197/8 ح 187، قطعة منه، و312/18 ح 24، قطعة منه، و121/53 ضمن ح 161، و9/66 ضمن ح 11، ووسائل الشيعة: 317/15 ح 20626، قطعة منه، وإثبات الهداة: 542/1 ح 353، والفصول المهمّة للحرّ العاملي: 437/1 ح 607، قطعة منه.
قطعة منه في (موعظة في صفات الشيعة). )

2 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن موسي بن المتوكّل ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن الصقر بن دلف، عن ياسر الخادم قال: سمعت أباالحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) يقول: من شبّه اللّه تعالي بخلقه فهو مشرك، ومن نسب إليه ما نهي عنه فهو كافر.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 114/1 ح 1. عنه البحار: 293/3 ح 16، ووسائل الشيعة: 339/28 ح 34904.
كشف الغمّة: 284/2 س 20.
الدرّة الباهرة: 37 س 2. عنه البحار: 356/75 ح 10.
الاحتجاج: 384/2 ح 290.
نزهة الناظر وتنبيه الخاطر: 127 ح 3. عنه البحار: 353/75 س 11.
العدد القويّة: 297 س 1.
أعلام الدين: 307 س 4. عنه البحار: 357/75 س 2. )

3 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن موسي بن المتوكّل ، قال: حدّثنا عليّ بن الحسين السعد آبادي، قال: حدّثنا أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ، عن داود بن القاسم، قال: سمعت عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) يقول: من شبّه اللّه بخلقه فهو مشرك، ومن وصفه بالمكان فهو كافر، ومن نسب إليه ما نهي عنه فهو كاذب، ثمّ تلا هذه الآية: ( إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَايُؤْمِنُونَ بَِايَتِ اللَّهِ وَأُوْلَل-ِكَ هُمُ الْكَذِبُونَ ) .
( النحل: 105/16. )
( التوحيد: 68 ح 25. عنه نور الثقلين: 87/3 ح 231، ووسائل الشيعة: 344/28 ح 34919، والبحار: 299/3 ح 28، والفصول المهمّة للحرّ العامليّ: 245/1 ح 237.
روضة الواعظين: 45 س 3، مرسلاً عن الرضا ( عليه السلام ) ، و48 س 1.
مشكاة الأنوار: 9 س 15.
جامع الأخبار: 6 س 14، مرسلاً.
قطعة منه في (سورة النحل). )


(ز) - عدم رؤية اللّه سبحانه وتعالي:
1 - العيّاشيّ : الأشعث بن حاتم، قال: قال ذو الرياستين: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : جعلت فداك، أخبرني عمّا اختلف فيه الناس من الرؤية؟ فقال بعضهم: لايري.
فقال ( عليه السلام ) : يا أبا العبّاس! من وصف اللّه بخلاف ما وصف به نفسه، فقد أعظم الفرية علي اللّه، قال اللّه: ( لَّاتُدْرِكُهُ الْأَبْصَرُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَرَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) هذه الأبصار ليست هي الأعين، إنّما هي الأبصار التي ( الأنعام: 103/6. )
في القلب لايقع عليه الأوهام، ولايدرك كيف هو.
( تفسير العيّاشيّ: 373/1 ح 79، عنه البحار: 53/4 ح 31، والبرهان: 548/1 ح 8.
مجمع البيان: 344/2 س 17. عنه البحار: 245/87 س 15.
قطعة في (سورة الأنعام: 103/6). )

2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن أبي عبد اللّه، عن محمّد بن إسماعيل، عن الحسين بن الحسن، عن بكر بن صالح، عن الحسن بن سعيد، عن إبراهيم بن محمّد الخزّاز، ومحمّد بن الحسين قالا: دخلنا علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، فحكينا له: أنّ محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) رأي ربّه في صورة الشابّ الموفّق، في سنّ أبناء ثلاثين سنة.
وقلنا: إنّ هشام بن سالم، وصاحب الطاق، والميثميّ يقولون: إنّه أجوف إلي السرّة، والبقيّة صمد، فخرّ ساجداً للّه ثمّ قال:
«سبحانك! ماعرفوك ولاوحّدوك، فمن أجل ذلك وصفوك، سبحانك! لوعرفوك لوصفوك بما وصفت به نفسك، سبحانك! كيف طاوعتهم أنفسهم أن يشبّهوك بغيرك، اللّهمّ! لاأصفك إلّا بما وصفت به نفسك، ولاأُشبّهك بخلقك، أنت أهل لكلّ خير، فلاتجعلني من القوم الظالمين!»
ثمّ التفت إلينا فقال: ماتوهّمتم من شي ء، فتوهّموا اللّه غيره، ثمّ قال: نحن آل محمّد النمط الأوسط، الذي لايدركنا الغالي، ولايسبقنا التالي، يا محمّد! إنّ ( النمط: الطريقة، أو الأسلوب. المعجم الوسيط: 955. )
رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) حين نظر إلي عظمة ربّه، كان في هيئة الشابّ الموفّق، وسنّ أبناء ثلاثين سنة!!!
يا محمّد! عظم ربّي عزّ وجلّ أن يكون في صفة المخلوقين.
قال: قلت: جعلت فداك، من كانت رجلاه في خضرة؟
قال: ذاك محمّد، كان إذا نظر إلي ربّه بقلبه، جعله في نور مثل نور الحجب، حتّي يستبين له ما في الحجب، إنّ نور اللّه منه أخضر، ومنه أحمر، ومنه أبيض، ومنه غير ذلك، يا محمّد! ما شهد له الكتاب والسنّة، فنحن القائلون به.
( الكافي: 100/1 ح 3. عنه الوافي: 406/1 ح 326. عنه وعن التوحيد، إثبات
الهداة: 58/1 ح 12، قطعة منه.
التوحيد: 113 ح 13، عنه البحار: 39/4، ح 18.
البحار: 12/55، س 13.
قطعة منه في (آل محمّد هم النمط الأوسط) و(تسبيحه ( عليه السلام ) في تنزيه اللّه سبحانه وتعالي عمّا يقوله السفهاء). )

3 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن أبي هاشم الجعفريّ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: سألته عن اللّه هل يوصف؟ فقال ( عليه السلام ) : أما تقرء القرآن؟
قلت: بلي. قال ( عليه السلام ) : أما تقرء قوله تعالي: ( لَّاتُدْرِكُهُ الْأَبْصَرُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَرَ) ؟ قلت: بلي. قال ( عليه السلام ) : فتعرفون الأبصار؟ قلت: بلي، ( الأنعام: 103/6. )
قا ل ( عليه السلام ) : ما هي؟ قلت: أبصار العيون.
فقال ( عليه السلام ) : إنّ أوهام القلوب أكبر من أبصار العيون، فهو لاتدركه ( في التوحيد: أكثر. )
الأوهام، وهو يدرك الأوهام.
( الكافي: 98/1 ح 10. عنه البرهان: 546/1 س 37، والوافي: 386/1 ح 307، والفصول المهمّة للحرّ العاملي: 182/1 ح 130.
التوحيد: 112 ح 11، عنه البحار: 39/4 ح 16، ونور الثقلين: 753/1 ح 217، قطعة منه، والبرهان: 545/1 س 35، مثله.
قطعة منه في (سورة الأنعام: 103/6). )

4 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...محمّد بن عبيد قال: كتبت إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) أسأله عن الرؤية، وما ترويه العامّة والخاصّة؟ وسألته أن يشرح لي ذلك.
فكتب ( عليه السلام ) بخطّه: اتّفق الجميع لا تمانع بينهم، أنّ المعرفة من جهة الرؤية ضرورة، فإذا جاز أن يُري اللّه بالعين، وقعت المعرفة ضرورة، ثمّ لم تخل تلك المعرفة من أن تكون إيماناً، أو ليست بإيمان، فإن كانت تلك المعرفة من جهة الرؤية إيماناً، فالمعرفة التي في دار الدنيا من جهة الاكتساب ليست بإيمان، لأنّها ضدّه، فلا يكون في الدنيا مؤمن، لأنّهم لم يَرَوا اللّه عزّ ذكره، وإن لم تكن تلك المعرفة التي من جهة الرؤية إيماناً، لم تخل هذه المعرفة التي من جهة الاكتساب أن تزول، ولا تزول في المعاد، فهذا دليل علي أنّ اللّه عزّوجلّ لا يُري بالعين، إذ العين تؤدّي إلي ما وصفناه.
( الكافي: 96/1 ح 3.
يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2516. )

5 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر ال همدانيّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن عبدالسلام بن صالح الهرويّ قال: قلت لعليّ بن موسي ال رضا ( عليهماالسلام ) : ياابن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ما تقول في الحديث الذي يرويه أهل الحديث: إنّ المؤمنين يزورون ربّهم في منازلهم في الجنّة؟
فقال ( عليه السلام ) : يا أبا الصلت! إنّ اللّه تبارك وتعالي فضّل نبيّه محمّداً ( صلي الله عليه وآله وسلم ) علي جميع خلقه من النبيّين والملائكة، وجعل طاعته طاعته، ومتابعته متابعته، وزيارته في الدنيا والآخرة زيارته، فقال عزّ وجلّ: ( مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ) ، وقال: ( إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا ( النساء: 80/4. )
يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ) .
( الفتح: 10/48. )
وقال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : من زارني في حياتي أو بعد موتي فقد زار اللّه تعالي، ودرجة النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في الجنّة أرفع الدرجات، فمن زاره في درجته في الجنّة من منزله، فقد زار اللّه تبارك وتعالي.
قال: فقلت له: ياابن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ! فما معني الخبر الذي رووه: أنّ ثواب لا إله إلّا اللّه، النظر إلي وجه اللّه تعالي؟
فقال ( عليه السلام ) : يا أبا الصلت! من وصف اللّه تعالي بوجه كالوجوه فقد كفر، ولكن وجه اللّه تعالي أنبياؤه ورسله وحججه صلوات اللّه عليهم، هم الذين بهم يتوجّه إلي اللّه عزّ وجلّ، وإلي دينه ومعرفته.
وقال اللّه تعالي: ( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَي وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَلِ وَالْإِكْرَامِ ) ، وقال عزّ وجلّ: ( كُلُّ شَيْ ءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ )
( الرحمن: 27/55. )
( القصص: 88/28. )
فالنظر إلي أنبياء اللّه تعالي ورسله وحججه ( عليهم السلام ) : في درجاتهم ثواب عظيم للمؤمنين يوم القيامه.
وقد قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : من أبغض أهل بيتي وعترتي لم يرني ولم أره يوم القيامة. وقال: إنّ فيكم من لايراني بعد أن يفارقني.
يا أبا الصلت! إنّ اللّه تبارك وتعالي لايوصف بمكان، ولايدرك بالأبصار والأوهام. قال: قلت له: ياابن رسول اللّه! فأخبرني عن الجنّة والنار، أهما اليوم مخلوقتان؟
فقال ( عليه السلام ) : نعم، وإنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قد دخل الجنّة ورأي النار لمّا عرج به إلي السماء. قال: فقلت له: إنّ قوماً يقولون: إنّهما اليوم مقدّرتان غير مخلوقتين.
فقال ( عليه السلام ) : لاهم منّا ولانحن منهم، من أنكر خلق الجنّة والنار فقد كذّب النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وكذّبنا، وليس من ولايتنا علي شي ء، ويخلد في نار جهنّم.
قال اللّه تعالي: ( هَذِهِ ي جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ * يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ ءَانٍ )
( الرحمن: 44/55. )
وقال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : لمّا عرج بي إلي السماء أخذ بيدي جبرائيل ( عليه السلام ) فأدخلني الجنّة، فناولني من رطبها، فأكلته فتحوّل ذلك نطفة في صلبي، فلمّا هبطت إلي الأرض واقعت خديجة، فحملت بفاطمة ( عليها السلام ) . ففاطمة حوراء إنسيّ، فكلّما اشتقت إلي رائحة الجنّة، شممت رائحة ابنتي فاطمة ( عليها السلام ) .
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 115/1 ح 3. قِطَعٌ منه في البحار: 139/97 ح 4، ونور الثقلين: 521/1 ح 424، و120/3 ح 26، و60/5 ح 31، و192 ح 23، و196 ح 44، والبرهان: 266/4 ح 1، و269 ح 1، و407 ح 5. عنه وعن التوحيد والأمالي والاحتجاج، البحار: 119/8 ح 6، قطعة منه. عنه وعن الأمالي، وسائل الشيعة: 340/28 ح 34906. عنه وعن الأمالي والإحتجاج، البحار: 4/43 ح 2.
التوحيد: 117 ح 21. عنه وسائل الشيعة: 325/14 ح 19320. عنه وعن العيون، البحار: 3/4 ح 4، عنه وعن العيون والمعانيّ، الفصول المهمّة للحرّ العاملي: 246/1 ح 240، قطعة منه.
أمالي الصدوق: 372 ح 7. عنه وعن التوحيد والعيون والإحتجاج، البحار: 31/4 ح 6، و283/8 ح 8، قطعة منه.
الإحتجاج: 380/2 ح 286، مرسلاً. عنه وعن العيون والأمالي والتوحيد، الفصول المهمّة للحرّ العاملي: 361/1 ح 472. قطعة منه.
قطعة منه في (درجة النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في الجنّة) و(النظر إلي أنبياء اللّه وحججه ( عليهم السلام ) : في الجنّة) و(سورة النساء: 80/4) و(سورة الفتح: 10/48) و(سورة الرحمن: 27/55 و44) و(سورة القصص: 88/28) و(مارواه عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ). )

6 - الحرّ العاملي : في عيون الأخبار، وفي التوحيد، والأمالي عن ابن تاتانة عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم الكرخيّ، قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : إنّ رجلاً رأي ربّه في المنام.
فقال ( عليه السلام ) : إنّ ذلك رجل لادين له، إنّ اللّه تبارك وتعالي لايري في اليقظة، ولافي المنام، ولافي الدنيا، ولافي الآخرة.
( الفصول المهمّة: 181/1 ح 128.
لم نجده في العيون والتوحيد ولكن في الأمالي المجلس التاسع والثمانون: 488 ح 5، وفيه: عن الصادق ( عليه السلام ) . )


(ح) - معتمد الربّ سبحانه:
1 - ابن شهرآشوب : أبو إسحاق الموصليّ: إنّ قوماً من ماوراء النهر سألوا الرضا ( عليه السلام ) ...معتمد ربّ العالمين، أين كان؟ وكيف كان؟ إذ لاأرض ولاسماء ولاشي ء.
فقال ( عليه السلام ) :...وأمّا معتمد الربّ عزّ وجلّ فإنّه أيّن الأين، وكيّف الكيف، وإنّ ربّي بلاأين ولاكيف، وكان معتمده علي قدرته سبحانه وتعالي.
( المناقب: 355/4 س 7.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 1155. )


(ط) - قدرة اللّه سبحانه وتعالي:
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن أحمد السنانيّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفيّ قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل البرمكيّ قال: حدّثنا الحسين بن الحسن قال: حدّثنا محمّد بن عيسي، عن محمّد بن عرفة قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : خلق اللّه الأشياء بالقدرة، أم بغير القدرة؟
فقال ( عليه السلام ) : لايجوز أن يكون خلق الأشياء بالقدرة، لأنّك إذا قلت: خلق الأشياء بالقدرة فكأنّك قد جعلت القدرة شيئاً غيره، وجعلتها آلة له بها خلق الأشياء، وهذا شرك، وإذا قلت: خلق الأشياء بغير قدرة، فإنّما تصفه أنّه جعلها باقتدار عليها وقدرة، ولكن ليس هو بضعيف وعاجز، ولامحتاج إلي غيره، بل هو سبحانه قادر لذاته لابالقدرة.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 117/1 ح 7. عنه وعن التوحيد، البحار: 136/4 ح 3، والوافي: 452/1 س 20، قطعة منه.
التوحيد: 130 ح 12، باختصار.)

2 - الشيخ الصدوق : حدّثنا عليّ بن أحمد بن عبد اللّه البرقيّ ، قال: حدّثنا أبي، عن جدّه أحمد بن أبي عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: جاء رجل إلي الرضا ( عليه السلام ) فقال: هل يقدر ربّك أن يجعل السماوات والأرض وما بينهما في بيضة؟
قال: نعم، وفي أصغر من البيضة، قد جعلها في عينك، وهي أقلّ من البيضة، لأنّك إذا فتحتها عاينت السماء والأرض وما بينهما، ولو شاء لأعماك عنها.
( التوحيد: 130 ح 11. عنه نور الثقلين: 39/1 ح 38، والبحار: 143/4 ح 12. )

(ي) - علم اللّه سبحانه وتعالي:
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : أحمد بن إدريس، عن الحسين بن عبد اللّه، عن محمّد بن عبد اللّه، وموسي بن عمر، والحسن بن عليّ بن عثمان، عن ابن سنان قال: سألت أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) ، هل كان اللّه عزّ وجلّ عارفاً بنفسه قبل أن يخلق الخلق؟
قال ( عليه السلام ) : نعم.
قلت: يراها ويسمعها؟
قال ( عليه السلام ) : ما كان محتاجاً إلي ذلك، لأنّه لم يكن يسألها، ولايطلب منها، هو نفسه، ونفسه هو، قدرته نافذة، فليس يحتاج أن يسمّي نفسه، ولكنّه اختار لنفسه أسماء لغيره، يدعوه بها، لأنّه إذا لم يدع باسمه لم يعرف، فأوّل ما اختار لنفسه، العليّ العظيم، لأنّه أعلي الأشياء كلّها، فمعناه اللّه، واسمه العليّ العظيم، هو أوّل أسمائه، علا علي كلّ شي ء.
( الكافي: 113/1 ح 2. عنه نور الثقلين: 232/3 ح 472، و295/5 ح 84، قطعة منه، والوافي: 465/1 ح 376.
عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 129/1 ح 24. عنه وعن الكافي، نور الثقلين: 262/1 ح 1048، قطعة منه، والبرهان: 242/1 ح 12.
معاني الأخبار: 2 ح 2.
التوحيد: 191 ح 4. عنه وعن المعاني والإحتجاج، البحار: 88/4 ح 26، و175 ح 3، و163/54 ح 102، قطعة منه.
الاحتجاج: 387/2 ح 294.
مصباح الكفعمي: 418 س 6، قطعة منه.
قطعة منه في (علّة جعل الأسماء للّه تعالي). )

2 - الشيخ الصدوق : حدّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفيّ، عن محمّد بن إسماعيل البرمكيّ قال: حدّثنا الفضل بن سليمان الكوفيّ، عن الحسين بن خالد قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: لم يزل اللّه تعالي عالماً قادراً، حيّاً قديماً، سميعاً بصيراً.
فقلت له: ياابن رسول اللّه! إنّ قوماً يقولون: لم يزل اللّه عالماً بعلم، وقادراً بقدرة، وحيّاً بحياة، وقديماً بقدم، وسميعاً بسمع، وبصيراً ببصر.
فقال ( عليه السلام ) : من قال ذلك ودان به فقد اتّخذ مع اللّه آلهة أُخري، وليس من ولايتنا علي شي ء.
ثمّ قال ( عليه السلام ) : لم يزل اللّه عزّ وجلّ عليماً قادراً، حيّاً قديماً، سميعاً بصيراً لذاته، تعالي عمّا يقول المشركون والمشبّهون علوّاً كبيراً.
( في المصدر: يقولون. )
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 119/1 ح 10. عنه وعن الأمالي والتوحيد والإحتجاج، البحار: 62/4 ح 1، عنه نور الثقلين: 707/1 ح 34، و135/3 ح 63.
التوحيد: 139 ح 3. عنه البحار: 47/54 ح 26، قطعة منه، والوافي: 452/1 س 16، قطعة منه.
أمالي الصدوق: 229 ح 5.
الإحتجاج: 384/2 ح 291.
روضة الواعظين: 46 س 9. )

3 - الشيخ الصدوق : حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الوهّاب القرشيّ قال: حدّثنا أحمد بن الفضل بن المغيرة قال: حدّثنا أبو نصر منصور بن عبد اللّه بن إبراهيم الإصبهانيّ قال: حدّثنا عليّ بن عبد اللّه قال: حدّثنا الحسين بن بشّار، عن أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قال: سألته أيعلم اللّه الشي ء الذي لم يكن، أن لو كان كيف كان يكون؟.
( زاد في التوحيد بعد هذا: أولا يعلم إلّا ما يكون؟ )
قال ( عليه السلام ) : إنّ اللّه تعالي هو العالم بالأشياء قبل كون الأشياء، قال عزّ وجلّ: ( إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) ، وقال لأهل النار: ( وَلَوْ ( الجاثية: 29/45. )
رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَذِبُونَ )
( الأنعام: 28/6. )
فقد علم عزّ وجلّ أنّه لو ردّوهم لعادوا لما نهوا عنه، وقال للملائكة لمّا قالت: ( في التوحيد: قالوا. )
( أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَآءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَاتَعْلَمُونَ ) فلم يزل اللّه عزّ وجلّ علمه سابقاً للأشياء، ( البقرة: 30/2. )
قديماً قبل أن يخلقها، فتبارك اللّه ربّنا وتعالي علوّاً كبيراً، خلق الأشياء وعِلمُه بها سابق لها كما شاء، كذلك ربّنا لم يزل عالماً سميعاً بصيراً.
( في التوحيد: عليماً. )
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 118/1 ح 8. عنه نور الثقلين: 53/1 ح 84، و709 ح 46، قطعة منه، والبرهان: 170/4 ح 1.
التوحيد: 136 ح 8. عنه البحار: 47/54 ح 24. عنه وعن العيون، البحار: 78/4 ح 1، ونور الثقلين: 6/5 ح 20.
قطعة منه في (سورة البقرة: 30/2) و(سورة الأنعام: 28/6) و(سورة الجاثية: 29/45). )

4 - الشيخ الطوسيّ : روي سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: قال عليّ بن الحسين، وعليّ بن أبي طالب قبله، ومحمّد بن عليّ، وجعفر بن محمّ ( عليهم السلام ) : : كيف لنا بالحديث مع هذه الآية ( يَمْحُواْ اللَّهُ مَا يَشَآءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ و أُمُّ الْكِتَبِ ) ، فأمّا من قال: بأنّ اللّه تعالي لايعلم بشي ء إلّا ( الرعد: 39/13. )
بعد كونه، فقد كفر وخرج عن التوحيد.
( الغيبة: 430 ح 420. عنه البحار: 115/4 س 1. )
5 - أبو عليّ الطبرسيّ : روي العيّاشيّ بإسناده عن الفتح بن يزيد الجرجانيّ، قال: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : جعلت فداك، أيعرف القديم سبحانه الشي ء الذي لم يكن أن لو كان كيف كان يكون؟
قال ( عليه السلام ) : ويحك! إنّ مسألتك لصعبة، أما قرأت قوله عزّ وجلّ: ( لَوْ كَانَ فِيهِمَآ ءَالِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا) ، ( وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَي ( الأنبياء: 22/21. )
بَعْضٍ ) ، لقد عرف الشي ء الذي لم يكن، ولايكون أن لو كان كيف كان ( المؤمنون: 91/23. )
يكون، وقال: ويحكي قول الأشقياء: رَبِ ّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَلِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّآ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَآلِلُهَا) ، وقال: ( وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ ( المؤمنون: 100/23. )
عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَ كَذِبُونَ ) ، فقد علم الشي ء الذي لم يكن لو كان كيف كان ( الأنعام: 28/6. )
يكون، وهو السميع البصير، الخبير العليم.
( مجمع البيان: 117/4 س 32. عنه نور الثقلين: 552/3 ح 119.
قطعة منه في (سورة الأنعام: 28/6) و(سورة الأنبياء: 22/21) و(سورة المؤمنون: 100ù91/23). )


(ك) - أسماء اللّه سبحانه وتعالي:
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : أحمد بن إدريس، عن الحسين بن عبد اللّه، عن محمّد بن عبد اللّه، وموسي بن عمر، والحسن بن عليّ بن ( في العيون: محمّد بن عبيد اللّه. )
عثمان، عن ابن سنان قال: سألته عن الاسم ما هو؟
( في العيون: الحسن بن عليّ بن أبي عثمان. )
( في العيون: يعني الرضا ( عليه السلام ) . )
قال ( عليه السلام ) : صفة لموصوف.
( الكافي: 113/1 ح 3. عنه الفصول المهمّة للحرّ العاملي: 204/1 ح 168.
معاني الأخبار: 2 ح 1. عنه وعن التوحيد والعيون، البحار: 159/4 ح 3.
التوحيد: 192 ح 5.
عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 129/1 ح 25. عنه نور الثقلين: 11/1 ح 40، والبرهان: 44/1 ح 5. )

2 - أبو جعفر الطبريّ : وقال أحمد بن عليّ: دعانا عيسي بن الحسن القمّيّ أنا وأبا عليّ، وكان أعرج، فقال لنا: أدخلني ابن عمّي أحمد بن إسحاق علي أبي الحسن ( عليه السلام ) ...فقال له: يا أحمد بن إسحاق! كان عليّ بن موسي ال رضا ( عليهماالسلام ) يقول: بسم اللّه الرحمن الرحيم أقرب إلي الإسم الأعظم من بياض العين إلي سوادها....
( دلائل الإمامة: 419 ح 383. عنه مدينة المعاجز: 450/7 ح 2452، وإثبات الهداة: 385/3 ح 82، أشار إلي مضمونه.
نوادر المعجزات: 188 ح 7، بتفاوت.
قطعة منه في ف 7، ب 2، (شفاء البرص بمسح يد الإمام ( عليه السلام ) )، وف 9، ب 4، (عن الرضا ( عليه السلام ) ). )

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
3 - السيّد ابن طاووس : بإسنادنا أيضاً إلي عبد الحميد، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: إسم اللّه الأكبر «يا حيّ يا قيّوم!».
( مهج الدعوات: 379 س 17. )
4 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...ابن سنان قال: سألت أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) ، هل كان اللّه عزّ وجلّ عارفاً بنفسه قبل أن يخلق الخلق؟
قال ( عليه السلام ) : نعم.
قلت: يراها ويسمعها؟
قال ( عليه السلام ) : ما كان محتاجاً إلي ذلك، لأنّه لم يكن يسألها، ولا يطلب منها، هو نفسه، ونفسه هو، قدرته نافذة، فليس يحتاج أن يسمّي نفسه، ولكنّه اختار لنفسه أسماء لغيره، يدعوه بها، لأنّه إذا لم يدع باسمه لم يعرف، فأوّل ما اختار لنفسه، العليّ العظيم، لأنّه أعلي الأشياء كلّها، فمعناه اللّه، واسمه العليّ العظيم، هو أوّل أسمائه، علا علي كلّ شي ء.
( الكافي: 113/1 ح 2.
تقدّم الحديث بتمامه في ف 1 - 4 رقم 820. )


(ل) - اسم اللّه الأعظم:
1 - الشيخ الصدوق :...محمّد بن سنان، عن الرضا عليّ بن مو سي ( عليهماالسلام ) أنّه قال: إنّ بسم اللّه الرحمن الرحيم أقرب إلي اسم اللّه الأعظم من سواد العين إلي بياضها....
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 5/2 ح 11.
يأتي الحديث بتمامه في ف 6 رقم 1896. )


(م) - الإيمان باللّه سبحانه:
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن بكر بن صالح الرازيّ، عن أبي الصلت الهرويّ قال: سألت ال رضا ( عليه السلام ) عن الإيمان؟
فقال ( عليه السلام ) : الإيمان عقد بالقلب، ولفظ باللسان، وعمل بالجوارح، لا يكون الإيمان إلّا هكذا.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 227/1 ح 3. عنه الفصول المهمّة للحرّ العامليّ: 439/1 ح 612، والبرهان: 214/4 ح 14. عنه وعن الخصال، البحار: 65/66 ح 13.
الخصال: 178 ح 240.
معاني الأخبار: 186 ح 1.
التبيان في تفسير القرآن: 55/1 س 8، بتفاوت. )

2 - أبو عليّ الطبرسيّ : روي الخاصّ والعامّ عن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) : إنّ الإيمان هو التصديق بالقلب، والإقرار باللسان، والعمل بالأركان.
( مجمع البيان: 38/1 س 31.
الصواعق المحرقة: 205 س 16. )

3 - أبو عليّ الطبرسيّ : روي عنه (أي الرضا ( عليه السلام ) ): الإيمان قول مقول، وعمل معمول، وعرفان بالعقول، واتّباع الرسول.
( مجمع البيان: 38/1 س 32.
جامع الأخبار: 36 س 1، وفيه: عن الصادق، عن آبائه، عن النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) . )


(ن) - حقيقة الإيمان:
1 - ابن شعبة الحرّانيّ : قال ( عليه السلام ) : لا يستكمل عبد حقيقة الإيمان حتّي تكون فيه خصال ثلاث: التفقّه في الدين، وحسن التقدير في المعيشة، والصبر علي الرزايا.
( تحف العقول: 446 س 15. عنه البحار: 339/75 ح 38. )

(س) - أركان الإيمان:
1 - الحميريّ : أحمد بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: وسمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: الإيمان أربعة أركان: التوكّل علي اللّه عزّوجلّ، والرضا بقضائه، والتسليم لأمر اللّه، والتفويض إلي اللّه.
قال عبد صالح: ( فَوَقَل-هُ اللَّهُ سَيَِّاتِ مَا مَكَرُواْ) .
( غافر: 45/40. )
( قرب الإسناد: 354 ح 1268، عنه البحار: 135/68 ح 13.
تحف العقول: 445 س 11، مرسلاً، عنه البحار: 338/75 ح 26.
قطعة منه في (سورة غافر: 45/40). )


(ع) - درجات الإيمان والتقوي واليقين:
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، والحسين بن محمّد، عن معلّي بن محمّد جميعاً، عن الوشّاء، ( تقدّمت ترجمته في (تلاوته القرآن). )
عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال: سمعته يقول: الإيمان فوق الإسلام بدرجة، والتقوي فوق الإيمان بدرجة، واليقين فوق التقوي بدرجة، وماقسّم في الناس شي ء أقلّ من اليقين.
( الكافي: 51/2 ح 2، و52 ح 6، عنه البحار: 136/67 ح 2، و139 ح 5، والوافي: 145/4 ح 1736.
نزهة الناظر وتنبيه الخاطر للحلوانيّ: 133 ح 26، بتفاوت.
العدد القويّة: 299 ضمن ح 34. عنه البحار: 355/75 س 3.
قرب الإسناد: 354 ح 1269، بتفاوت. عنه البحار: 171/67 ح 21. )


(ف) - أقسام الإيمان
1 - الحميريّ : محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: إنّ اللّه عزّ وجلّ قد هداكم ونوّر لكم، وقد كان أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) يقول: إنّما هو مستقرّ ومستودع، فالمستقرّ الإيمان الثابت، والمستودع المعار، تستطيع أن تهدي من أضلّ اللّه.
( في البحار: أتستطيع. )
( قرب الإسناد: 382 ح 1345، عنه البحار: 222/66 ح 7.
قطعة منه في (ما رواه عن الصادق ( عليه السلام ) ). )

2 - الحميريّ : زعم أنّه سمعه [أي الرضا ( عليه السلام ) ] يقول: - قال: وذكر: الإيمان مستقرّ ومستودع -، أمّا المستقرّ الذي يثبت علي الإيمان، والمستودع المعار.
( قرب الإسناد: 392 ح 1372. )

(ص) - حدوث العالم وإثبات وجوده سبحانه وتعالي:
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيي ال عطّار ( رضي الله عنه ) ، حدّثنا سعد بن عبد اللّه، قال: حدّثنا إبراهيم بن هاشم، عن عليّ بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) : أنّه دخل عليه رجل فقال له: يا ابن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ! ما الدليل علي حدوث العالم؟
( في الأماليّ وكشف الغمّة: حدث. )
فقال ( عليه السلام ) : أنت لم تكن ثمّ كنت، وقد علمت أنّك لم تكوّن نفسك، ولا كوّنك من هو مثلك.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 134/1 ح 32.
التوحيد: 293 ح 3. عنه وعن الأمالي والعيون والإحتجاج، البحار: 36/3 ح 11.
أمالي الصدوق: 288 ح 6.
الإحتجاج: 353/2 ح 280، مرسلاً.
كشف الغمّة: 286/2 س 6.
روضة الواعظين: 26 س 2.
بحار الأنوار: 256/54 س 10. )


(ق) - خلق اللّه تعالي الحروف المعجم:
1 - الشيخ الصدوق :...عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه، عن أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قال: إنّ أوّل ما خلق اللّه تعالي ليعرف به خلقه، الكتابة الحروف المعجم، وإنّ الرجل إذا ضرب علي رأسه بعصا، فزعم أنّه لايفصح ببعض الكلام، فالحكم فيه أن تعرض عليه حروف المعجم، ثمّ يعطي الدية بقدر ما لم يفصح منها....
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 129/1 ح 26.
يأتي الحديث بتمامه في ف 9 رقم 3009. )


(ر) - الدليل علي وحدة الصانع:
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس النيسابوريّ العطّار ( رضي الله عنه ) بنيسابور، سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة، قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن قتيبة النيسابوريّ، قال: سمعت الفضل بن شاذان يقول: سأل رجل من الثنويّة أبا الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) وأنا حاضر، فقال له: إنّي أقول: إنّ صانع العالم إثنان، فما الدليل علي أنّه واحد؟
فقال ( عليه السلام ) : قولك: إنّه إثنان دليل علي أنّه واحد، لأنّك لم تدّع الثاني إلّا بعد إثباتك الواحد، فالواحد مُجمَع عليه، وأكثر من واحد مختلف فيه.
( التوحيد: 269 ح 6. عنه البحار: 228/3 ح 18، والفصول المهمّة للحرّ العامليّ: 135/1 ح 34، نور الثقلين: 707/1ح 35، قطعة منه. )

(ش) - صفات اللّه تعالي
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه ( رضي الله عنه ) ، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم، قال: حدّثني أبو سَمِينة محمّد بن عليّ الصيرفيّ، عن محمّد بن عبد اللّه الخراسانيّ خادم الرضا ( عليه السلام ) ، قال: دخل رجل من الزنادقة علي الرضا ( عليه السلام ) ، وعنده جماعة فقال له أبو الحسن ( عليه السلام ) : أيّها الرجل! أرأيت إن كان القول قولكم - وليس هو كما تقولون - ألسنا وإيّاكم شَرَعاً سواء، ولا يضرّنا ما صلّينا وصمنا، وزكّينا وأقررنا؟
فسكت فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : وإن يكن القول قولنا - وهو كما نقول - ألستم قد هلكتم ونجونا؟
فقال: رحمك اللّه! فأوجدني كيف هو؟ وأين هو؟
قال ( عليه السلام ) : ويلك! إنّ الذي ذهبت إليه غلط، هو أيّن الأين، وكان ولا أين، وهو كيّف الكيف، وكان ولا كيف، ولا يُعرف بكيفوفيّة، ولا بأينونيّة، ولا يدرك بحاسّة، ولا يقاس بشي ء.
قال الرجل: فإذاً أنّه لا شي ء، إذ لم يدرك بحاسّة من الحواسّ.
فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : ويلك! لمّا عجزت حواسّك عن إدراكه، أنكرت ربوبيّته، ونحن إذا عجزت حواسّنا عن إدراكه أيقنّا أنّه ربّنا، خلاف الأشياء.
قال الرجل: فأخبرني متي كان؟
فقال أبوالحسن ( عليه السلام ) : أخبرني متي لم يكن فأُخبرك متي كان!
قال الرجل: فما الدليل عليه؟
قال أبو الحسن ( عليه السلام ) : إنّي لمّا نظرت إلي جسدي فلم يمكنّي فيه زيادة ولانقصان في العرض والطول، ودفع المكاره عنه، وجرّ المنفعة إليه، علمت أنّ لهذا البنيان بانياً، فأقررت به، مع ما أري من دوران الفلك بقدرته، وإنشاء السحاب، وتصريف الرياح، ومجري الشمس والقمر والنجوم، وغير ذلك من الآيات العجيبات المتقنات، علمت أنّ لهذا مقدّراً ومنشئاً.
قال الرجل: فلِمَ احتجب؟
فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : إنّ الاحتجاب عن الخلق لكثرة ذنوبهم، فأمّا هو فلايخفي عليه خافية في آناء الليل والنهار.
قال: فلِمَ لا تدركه حاسّة البصر؟
قال ( عليه السلام ) : للفرق بينه وبين خلقه الذين تدركهم حاسّة الأبصار منهم ومن غيرهم، ثمّ هو أجلّ من أن يدركه بصر، أو يحيط به وهم، أو يضبطه عقل.
قال: فحُدَّه لي قال ( عليه السلام ) : لا حدّ له.
قال: ولِمَ؟
قال ( عليه السلام ) : لأنّ كلّ محدود متناه إلي حدّ، وإذا احتمل التحديد احتمل الزيادة، وإذا احتمل الزيادة احتمل النقصان، فهو غير محدود، ولا متزايد، ولا متناقص، ولا متجزّء، ولا متوهّم.
قال الرجل: فأخبرني عن قولكم: إنّه لطيف، سميع، بصير، عليم، حكيم، أيكون السميع إلّا بالأُذن، والبصير إلّا بالعين، واللطيف إلّا بعمل اليدين، والحكيم إلّا بالصنعة؟
فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : إنّ اللطيف منّا علي حدّ اتّخاذ الصنعة، أو ما رأيت الرجل منّا يتّخذ شيئاً يلطُف في اتّخاذه؟ فيقال: ما ألطف فلاناً! فكيف لا يقال للخالق الجليل: لطيف؟ إذ خلق خلقاً لطيفاً وجليلاً، وركّب في الحيوان أرواحاً، وخلق كلّ جنس متبائناً عن جنسه في الصورة، لا يشبه بعضه بعضاً، فكلّ له لطف من الخالق اللطيف الخبير في تركيب صورته
ثمّ نظرنا إلي الأشجار وحملها، أطائبها المأكولة منها وغير المأكولة، فقلنا عند ذلك: إنّ خالقنا لطيف لا كلطف خلقه في صنعتهم
وقلنا: إنّه سميع لا يخفي عليه أصوات خلقه ما بين العرش إلي الثري، من الذرّة إلي أكبر منها، في برّها وبحرها، ولا تشتبه عليه لغاتها، فقلنا عند ذلك: إنّه سميع لا بأُذن
وقلنا: إنّه بصير لا ببصر، لأنّه يري أثر الذرّة السحماء في الليلة الظلماء علي ( سَحِمَ سَحَماً: اسودّ. المعجم الوسيط: 420. )
الصخرة السوداء، ويري دَبِيب النمل في الليلة الدَجيّة، ويري مضارّها ومنافعها، وأثر سِفادِها وفراخها ونسلها، فقلنا عند ذلك: إنّه بصير لا كبصر خلقه.
قال: فما برح حتّي أسلم. وفيه كلام غير هذا.
( التوحيد: 250 ح 3. عنه نور الثقلين: 588/4 ح 136، قطعة منه.
عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 131/1 ح 28. قِطَعٌ منه في نور الثقلين: 150/1 ح 483، و424 ح 486، و754 ح 226، و765 ح 227، و135/3 ح 62، و561/4 ح 30، وعنه وعن التوحيد، البحار: 36/3 ح 12.
الإحتجاج: 354/2 ح 281. عنه وعن التوحيد والعيون، الفصول المهمّة للحرّ العاملي: 140/1 ح 44، قطعة منه.
الكافي: 78/1 ح ( عليها السلام ) 3، ق ط ع ة م ن ه . عنه نور الثقلين: 123/5 ح 22، قطعة منه، والوافي: 317/1 ح 253.
علل الشرائع: 119، ب 98 ح 1، قطعة منه، عنه البحار: 15/3 ح 1
قطعة منه في (خادمه ( عليه السلام ) ). )

2 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا محمّد بن عمر الكاتب، عن محمّد بن زياد القلزميّ، عن محمّد بن أبي زياد الجدّيّ صاحب الصلاة بجدّة قال: حدّثني محمّد بن يحيي بن عمر بن عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) : قال: سمعت أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) يتكلّم بهذا الكلام عند المأمون في التوحيد.
قال ابن أبي زياد: ورواه لي وأملي أيضاً أحمد بن عبد اللّه العلويّ مولي لهم وخالاً لبعضهم، عن القاسم بن أيّوب العلويّ: إنّ المأمون لمّا أراد أن يستعمل الرضا ( عليه السلام ) جمع بني هاشم فقال لهم: إنّي أريد أن أستعمل الرضا ( عليه السلام ) علي هذا الأمر من بعدي، فحسده بنو هاشم وقالوا: أتولّي رجلاً جاهلاً ليس له بصر بتدبير الخلافة؟ فابعث إليه رجلاً يأتنا، فتري من جهله ما تستدلّ به عليه، فبعث إليه فأتاه، فقال له بنو هاشم: ياأباالحسن اصعد المنبر، وانصب لنا علماً نعبد اللّه عليه.
فصعد ( عليه السلام ) المنبر فقعد مليّاً لايتكلّم مطرقاً، ثمّ انتفض انتفاضة، ( انتفض الشي ء: تحرّك واضطرب. المعجم الوسيط: 941. )
واستوي قائماً، وحمد اللّه تعالي وأثني عليه، وصلّي علي نبيّه وأهل بيته، ثمّ قال: أوّل عبادة اللّه تعالي معرفته، وأصل معرفة اللّه توحيده، ونظام توحيد اللّه نفي الصفات عنه، لشهادة العقول أنّ كلّ صفة وموصوف مخلوق، وشهادة كلّ موصوف أنّ له خالقاً ليس بصفة ولاموصوف، وشهادة كلّ صفة وموصوف ( في بعض المصادر: مخلوق. )
بالاقتران، وشهادة الاقتران بالحدوث، وشهادة الحدوث بالامتناع من الأزل، ( في بعض المصادر: «الحدث» وكذا في ما يأتي. )
الممتنع من الحدوث، فليس اللّه من عرف بالتشبيه ذاته، ولاإيّاه وحّده من اكتنهه، ولاحقيقته أصاب من مثّله، ولابه صدّق من نهّاه، ولاصمد صمده من أشار إليه، ولاإيّاه عني من شبّهه، ولاله تذلّل من بعّضه، ولاإيّاه أراد من توهّمه، كلّ معروف بنفسه مصنوع، وكلّ قائم في سواه معلول، بصنع اللّه يستدلّ عليه، وبالعقول تعتقد معرفته، وبالفطرة تثبت حجّته، خلق اللّه الخلق حجاباً بينه وبينهم، ومباينته إيّاهم، ومفارقته أينيّتهم، وابتداءه إيّاهم، دليلهم علي أن لاابتداء له، لعجز كلّ مبتدء ( في التوحيد: إنّيّتهم. )
عن ابتداء غيره، وأدوات إيّاهم دليلهم علي أن لاأدوات فيه، لشهادة الأدوات ( في التوحيد والاحتجاج: وأدْوُه إيّاهم دليل. )
بفاقة المادّين، فأسماؤه تعبير، وأفعاله تفهيم، وذاته حقيقة، وكنهه تفريق بينه ( في بعض النسخ: المؤدّين، وفي بعض المصادر: المتؤدّين. )
وبين خلقه، وغيوره تحديد لما سواه، فقد جهل اللّه من استوصفه، وقد تعدّاه من اشتمله، وقد أخطأه من اكتنهه.
( في بعض المصادر: استمثله. )
ومن قال: كيف؟ فقد شبّهه، ومن قال: لم؟ فقد علّله، ومن قال: متي؟ فقد وقّته، ومن قال: فيم؟ فقد ضمّنه، ومن قال: إلي م؟ فقد نهّاه، ومن قال: حتّي م؟ فقد غيّاه، ومن غيّاه فقد غاياه، ومن غاياه فقد جزّأه، ومن جزّأه فقد وصفه، ومن وصفه فقد ألحد فيه، ولايتغيّر اللّه بانغيار المخلوق، كما لايتحدّد بتحديد المحدود، أحد لابتأويل عدد، ظاهر لابتأويل المباشرة، متجلّ لاباستقلال رؤية، باطن لابمزايلة، مباين لابمسافة، قريب لابمداناة، لطيف لابتجسّم، موجود لابعد عدم، فاعل لاباضطرار، مقدّر لابحول فكرة، مدبّر لابحركة، مريد لابهمامة، شاء لابهمّة، مدرك لابمحسّة، سميع لابآلة، بصير لابأداة، لاتصحبه الأوقات، ( في بعض المصادر: بحاسّة، وفي بعض: بمِجَسّة. )
ولاتضمّنه الأماكن، ولاتأخذه السنات، ولاتحدّه الصفات، ولاتقيّده الأدوات، سابق الأوقات كونه، والعدم وجوده، والابتداء أزله.
بتشعيره المشاعر عرف أن لا مشعر له، وبتجهيره الجواهر عرف أن لا جوهر له، وبمضادّته بين الأشياء عرف أن لا ضدّ له، وبمقارنته بين الأمور عرف أن لا قرين له، ضادّ النور بالظلمة، والجلاية بالبُهْم، والجسو بالبلل، والصرد ( في المصدر: الحسو، والصحيح ما أثبتناه من سائر المصادر، ومعناه: إذا يبس وصلب. المصباح المنير: 102. )
( الصرد: البرد. القاموس المحيط، «صرد». )
بالحرور. مؤلّف بين متعادياتها، مفرّق بين متدانياتها، دالّة بتفريقها علي مفرّقها،وبتأليفها علي مؤلّفها، ذلك قوله تعالي: ( وَمِن كُلِ ّ شَيْ ءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَ ذَكَّرُونَ )
( الذاريات: 49/51. )
ففرّق بها بين قبل وبعد، ليعلم أن لاقبل له ولابعد، شاهدة بغرائزها أن لا غريزة لمغرزها، دالّة بتفاوتها أن لاتفاوت لمفاوتها، مخبرة بتوقيتها أن لاوقت لموقّتها، حجب بعضها عن بعض، ليعلم أن لاحجاب بينه وبينها غيرها، له معني الربوبيّة إذ لامربوب، وحقيقه الإلهيّة إذ لامألوه، ومعني العالم ولامعلوم، ومعني الخالق ولامخلوق، وتأويل السمع ولامسموع، ليس مذ خلق استحقّ معني الخالق، ( في بعض المصادر: منذ. )
ولابإحداثه البرايا استفاد معني البرائيّة، كيف ولاتغيبه مذ، ولاتدنيه قد، ( في بعض المصادر: البارئيّة. )
ولايحجبه لعلّ، ولاتوقّته متي، ولايشتمله حين، ولاتقاربه مع، إنّما تحدّ الأدوات أنفسها، وتشير الآلة إلي نظائرها.
وفي الأشياء يوجد أفعالها، منعتها مذ القديمة، وحمتها قد الأزليّة، ( في بعض المصادر: منذ القدمة.
لولاالكلمة افترقت فدلّت علي مفرّقها، وتباينت فأعربت عن مباينها، لما تجلّي ( في بعض المصادر: جنّبتها لولا التكملة. )
صانعها للعقول، وبها احتجب عن الرؤية، وإليها تحاكم الأوهام، وفيها أثبت غيره، ومنها أُنيط الدليل، وبها عرّفها الإقرار.
( في العيون: أنبط، والصحيح ما أثبتناه من التوحيد وسائر المصادر، وهو بمعني علّقه. المصباح المنير: 630. )
وبالعقول يعتقد التصديق باللّه، وبالإقرار يكمل الإيمان به، ولاديانة إلّا بعد معرفة، ولامعرفة إلّا بالإخلاص، ولاإخلاص مع التشبيه، ولانفي مع إثبات الصفات للتشبيه.
فكلّ ما في الخلق لايوجد في خالقه، وكلّ ما يمكن فيه يمتنع في صانعه، لاتجري عليه الحركة والسكون، وكيف يجري عليه ما هو أجراه، أو يعود فيه ما هو ابتداه! إذاً لتفاوتت ذاته، ولتجزّأ كنهه، ولأمتنع من الأزل معناه، ولما كان للبارئ معني غير معني المبروء، ولو حدّ له وراء، إذاً لحدّ له أمام، ولو التمس له ( في الاحتجاج: ولو وجد له وراء، وجد له أمام. )
التمام إذاً لزمه النقصان، كيف يستحقّ الأزل من لايمتنع من الحدوث، وكيف ينشي ء الأشياء من يمتنع من الإنشاء، وإذاً لقامت فيه آية المصنوع، ولتحوّل ( في بعض المصادر: لايمتنع. )
دليلاً بعد ما كان مدلولاً عليه، ليس في مجال القول حجّة، ولافي المسألة عنه ( في أمالي المفيد: لو تعلّقت به المعاني لقامت فيه آية المصنوع، ولتحوّل عن كونه دالاًّ إلي كونه مدلولاً عليه. )
( في بعض المصادر: محالّ. )

جواب، ولافي معناه للّه تعظيم، ولافي إبانته عن الخلق ضيم، إلّا بامتناع الأزليّ أن يثنّي، ولما لابدي ء له أن يبتدء، لا إله إلّا اللّه العليّ العظيم، كذب العادلون، ( في التوحيد: وما لابَدْأ له أن يُبْدَأ. )
وضلّوا ضلالاً بعيداً، وخسروا خسراناً مبيناً، وصلّي اللّه علي محمّد وأهل بيته الطاهرين.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 149/1 ح 51. عنه البحار: 128/49 ح 2، قطعة منه، ونور الثقلين: 39/1 ح 40، قطعة منه.
التوحيد: 34 ح 2. عنه نور الثقلين: 66/2 ح 248، قطعة منه، و293 ح 14، قطعة منه، و130/5 ح 49، والفصول المهمّة للحرّ العاملي: 155/1 ح 76، قطعة منه، و202 ح 162، قطعة منه. عنه وعن العيون والاحتجاج، وأمالي الطوسيّ والمفيد، البحار: 227/4 ح 3.
الإحتجاج: 359/2 ح 283، مرسلاً، وبتفاوت.
أعلام الدين: 69 س 2. مختصراً وبتفاوت في بعض الألفاظ.
أمالي المفيد: 253 ح 4. عنه البحار: 231/4 س 2.
أمالي الطوسيّ: 22 ح 28، باختصار، عنه البحار: 230/4 ح 4 مثله، والبرهان: 236/4 ح 2، قطعة منه.
العدد القويّة: 294 ح 25. مختصراً وبتفاوت في بعض الألفاظ.
قطعة منه في (سورة الذاريات: 49/51) و(كيفيّة تكلّمه ( عليه السلام ) علي المنبر). )

3 - الشيخ الصدوق : حدّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق ، قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفيّ، قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل البرمكيّ، قال: حدّثنا الحسين بن الحسن بن بردة، قال: حدّثني العبّاس بن عمرو الفقيميّ، عن أبي القاسم إبراهيم بن محمّد العلويّ، عن الفتح بن يزيد الجرجانيّ، قال: لقيته ( عليه السلام ) علي الطريق عند منصرفي من مكّة إلي ( قال ابن الغضائريّ: الفتح بن يزيد الجرجانيّ، صاحب المسائل لأبي الحسن ( عليه السلام ) ، واختلفوا أيّهم هو: الرضا، أم الثالث ( عليهماالسلام ) ؟ مجمع الرجال: 12/5 -13.
واستظهر السيّد الخوئي ( قدس سره ) بأنّ المراد من أبي الحسن الذي روي عنه الفتح بن يزيد الجرجانيّ هو الرضا ( عليه السلام ) . معجم رجال الحديث: 249/13، رقم 9300، كما أنّ المحقّق التستري ( قدس سره ) استظهر كونه الهادي ( عليه السلام ) . قاموس الرجال: 371/8 و375، رقم 5873. )

( صرّح المحقّق التستري - قده - والسيّد الخوئي - قده - بأنّ ضمير «لقيته» يرجع إلي أبي الحسن الهادي ( عليه السلام ) حيث إنّه الذي أشخصه المتوكّل (لع) من المدينة إلي العراق، وأمّا الرضا ( عليه السلام ) ، فإنّما أشخصه المأمون من المدينة إلي خراسان، راجع قاموس الرجال: 371/8 رقم 5873، طبعة جماعة المدرّسين، ومعجم رجال الحديث: 249/13 رقم 9300، وفيه: وأمّا الرضا ( عليه السلام ) فهو لم يأت العراق، وإنّما أشخصه المأمون إلي خراسان.
ولكن الصدوق - قدّه - رواها في عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) وهو يشعر بكون المراد من أبي الحسن هو الرضا ( عليه السلام ) . )

خراسان، وهو سائر إلي العراق فسمعته يقول: من اتّقي اللّه يتّقي، ومن أطاع اللّه يطاع. فتلطّفت في الوصول إليه فوصلت فسلّمت، فردّ عليّ السلام، ثمّ قال: يا فتح! من أرضي الخالق لم يبال بسخط المخلوق، ومن أسخط الخالق فَقَمِن أن ( قمن: أي حريّ، خليق وجدير، لسان العرب: 347/13. )
يسلّط عليه سخط المخلوق، وأنّ الخالق لايوصف إلّا بما وصف به نفسه، وأنّي يوصف الذي تعجز الحواسّ أن تدركه، والأوهام أن تناله، والخطرات أن تحدّه، والأبصار عن الإحاطة به، جلّ عمّا وصفه الواصفون، وتعالي عمّا ينعته الناعتون، نأي في قربه، وقرب في نأيه، فهو في بعده قريب، وفي قربه بعيد، كيّف الكيف، فلإس 3اب يقال له: كيف، وأيّن الأين، فلايقال له: أين، إذ هو مبدع الكيفوفيّة والأينونيّة.
يا فتح! كلّ جسم مغذّي بغذاء إلّا الخالق الرزّاق، فإنّه جسّم الأجسام، وهو ليس بجسم ولاصورة، لم يتجزّأ ولم يتناه، ولم يتزايد ولم يتناقص، مبرّء من ذات ما ركّب في ذات من جسّمه، وهو اللطيف الخبير، السميع البصير، الواحد الأحد الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، منشي ء الأشياء، ومجسّم الأجسام، ومصوّر الصور، لو كان كما يقول المشبّهة، لم يعرف الخالق من المخلوق، ولاالرازق من المرزوق، ولاالمنشي ء من المنشأ، لكنّه المنشي ء، فرّق بين من جسّمه وصوّره، و شيّئه وبيّنه، إذ كان لايشبهه شي ء.
قلت: فاللّه واحد، والإنسان واحد، فليس قد تشابهت الوحدانيّة؟
فقال: أحلت ثبّتك اللّه! إنّما التشبيه في المعاني، فأمّا في الأسماء فهي ( حَلَتَ: وفاه، المنجد: 148. )
واحدة، وهي دلالة علي المسمّي، وذلك أنّ الإنسان وإن قيل واحد، فإنّه يخبر أنّه جثّة واحدة وليس باثنين، والإنسان نفسه ليس بواحد، لأنّ أعضاءه مختلفة، وألوانه مختلفة غير واحدة، وهو أجزاء مجزّاة ليس سواء، دمه غير لحمه، ولحمه غير دمه، وعصبه غير عروقه، وشعره غير بشره، وسواده غير بياضه، وكذلك سائر جميع الخلق، فالإنسان واحد في الإسم، لاواحد في المعني، واللّه جلّ جلاله واحد لاواحد غيره، ولااختلاف فيه، ولاتفاوت ولازيادة، ولانقصان.
فأمّا الإنسان المخلوق المصنوع المؤلّف، فمن أجزاء مختلفة، وجواهر شتّي، غير أنّه بالاجتماع شي ء واحد.
قلت: فقولك: اللطيف فسّره لي، فإنّي أعلم أنّ لطفه خلاف لطف غيره للفصل، غير أنّي أُحبّ أن تشرح لي.
فقال ( عليه السلام ) : يا فتح! إنّما قلت اللطيف للخلق اللطيف، ولعلمه بالشي ء اللطيف، ألا تري إلي أثر صنعه في النبات اللطيف، وغير اللطيف، وفي الخلق اللطيف من أجسام الحيوان، من الجرجس والبعوض، وماهو أصغر منهما، ممّا لايكاد تستبينه العيون، بل لايكاد يستبان لصغره الذكر من الأُنثي، والمولود من القديم، فلمّا رأينا صغر ذلك في لطفه واهتدائه للسفاد، والهرب من الموت، ( سِفاداً بالكسر: نزو الذكر علي الأُنثي، مجمع البحرين: 70/3. )
والجمع لما يصلحه بما في لجج البحار، وما في لحاء الأشجار، والمفاوز، ( اللحاء: قشر العود أو الشجر، المنجد: 717. )
( المفازة: التي لا ماء فيها، لسان العرب: 392/5. )
والقفار، وإفهام بعضها عن بعض منطقها، وما تفهم به أولادها عنها، ونقلها الغذاء ( القفر: مفازة لا نبات بها ولا ماء، لسان العرب: 110/5. )
إليها، ثمّ تأليف ألوانها حمرة مع صفرة، وبياض مع حمرة، علمنا أنّ خالق هذا الخلق لطيف، وأنّ كلّ صانع شي ءغ، فمِنْ شي ء صَنَعَ، واللّه الخالق اللطيف الجليل خَلَقَ، وصَنَعَ لا من شي ء.
قلت: جعلت فداك! وغير الخالق الجليل خالق؟
قال: إنّ اللّه تبارك وتعالي يقول: ( تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَلِقِينَ ) فقد أخبر أنّ في عباده خالقين
( المؤمنون: 14/23. )
منهم: عيسي بن مريم خلق من الطين كهيئة الطير بإذن اللّه، فنفخ فيه فصار طائراً بإذن اللّه
والسامريّ خلق لهم عجلاً جسداً له خوار.
قلت: إنّ عيسي خلق من الطين طيراً دليلاً علي نبوّته، والسامريّ خلق عجلاً جسداً لنقض نبوّة موسي ( عليه السلام ) ، وشاء اللّه أن يكون ذلك كذلك، إنّ هذا لهو العجب؟
فقال: ويحك يا فتح! إنّ للّه إرادتين ومشيّتين، إرادة حتم، وإرادة عزم، ينهي وهو يشاء، ويأمر وهو لايشاء، أو ما رأيت أنّه نهي آدم ( عليه السلام ) وزوجته عن أن يأكلا من الشجرة، وهو شاء ذلك، ولو لم يشأ لم يأكلا، ولو أكلا لغلبت مشيّتهما مشيّة اللّه، وأمر إبراهيم بذبح ابنه إسماعيل ( عليهماالسلام ) و شاء أن لايذبحه، ولو لم يشأ أن لايذبحه لغلبت مشيّة إبراهيم مشيئة اللّه عزّ وجلّ.
قلت: فرّجت عنّي فرّج اللّه عنك، غير أنّك قلت: السميع البصير، سميع بالأُذن، وبصير بالعين؟
فقال: إنّه يسمع بما يبصر، ويري بما يسمع، بصير لابعين مثل عين المخلوقين، وسميع لابمثل سمع السامعين، لكن لمّا لم يخف عليه خافية من أثر الذرّة السوداء علي الصخرة الصمّاء في الليلة الظلماء تحت الثري والبحار، قلنا: بصير لابمثل عين المخلوقين، ولمّا لم يشتبه عليه ضروب اللغات، ولم يشغله سمع عن سمع، قلنا: سميع لامثل سمع السامعين.
قلت: جعلت فداك! قد بقيت مسألة.
قال: هات، للّه أبوك.
قلت: يعلم القديم الشي ء الذي لم يكن أن لو كان كيف كان يكون؟
قال: ويحك! إنّ مسائلك لصعبة، أما سمعت اللّه يقول: ( لَوْ كَانَ فِيهِمَآ ءَالِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا) ، وقوله: ( وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَي بَعْضٍ ) ( الأنبياء: 22/21. )
،
( المؤمنون: 91/23. )
وقال: يحكي قول أهل النار ( أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَلِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ ) ، وقال: ( وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ ) فقد علم ( الفاطر: 37/35. )
( الأنعام: 28/6. )
الشي ء الذي لم يكن، أن لو كان كيف كان يكون.
فقمت لأُقبّل يده ورجله، فأدني رأسه، فقبّلت وجهه ورأسه وخرجت و بي من السرور والفرح ما أعجز عن وصفه لما تبيّنت من الخير والحظّ.
( التوحيد: 60 ح 18، و185 ح 1، قطعة منه، وفيه: محمّد بن عليّ ماجيلويه، قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن المختار بن محمّد بن المختار الهمداني، عن الفتح. قِطَعٌ منه في نور الثقلين: 710/1 ح 47، و418/3 ح 28، و550 ح 108، و420/4 ح 72، و368 ح 105، ووسائل الشيعة: 155/16 ح 21230، والبحار: 82/4 ح 10، و139 ح 5، و147 ح 1، و290 ح 21، و101/5 ح 26، والفصول المهمّة للحرّ العاملي: 256/1 ح 263.
مختصر بصائر الدرجات: 141 س 9.
الكافي: 137/1 ح 3، و118 ح 1، قطعتان منه. وقِطَعٌ منه في نور الثقلين: 755/1 ح
228، و62 ح 120، و103/2 ح 374، والفصول المهمّة للحرّ العامليّ: 206/1 ح 1، والوافي: 481/1 ح 393.
تحف العقول: 482 س 3، قطعة منه. عنه البحار: 182/68 ح 41، و303/4 ح 30.
عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 127/1 ح 23، قطعة منه، بتفاوت. عنه وعن التوحيد، البحار:
173/4 ح 2.
الكافي: 151/1 ح 4، قطعة منه. عنه الفصول المهمّة للحرّ العاملي: 230/1 ح 209،
والوافي: 522/1 ح 426، ونور الثقلين: 76/4 ح 15، قطعة منه، و297/5 ح 103،
قطعة منه، و354 ح 32، قطعة منه، و383 ح 27، و709 ح 61، ووسائل الشيعة:
155/16 س 14، مثله.
قطعة منه في (تواضعه ( عليه السلام ) لمن رام تقبيل يده ورجله، و(في معني إرادة اللّه)، و(سفره ( عليه السلام ) من مكّة إلي العراق)، و(سورة المؤمنون: 14/23، و91)، و(سورة الأنبياء: 22/21)، و(سورة فاطر: 37/35)، و(سورة الأنعام: 28/6)، و(موعظته ( عليه السلام ) في التقوي)، و(موعظته ( عليه السلام ) في رضي اللّه)، و(مدح فتح بن يزيد الجرجانيّ). )


(ت) - في مشيّة اللّه وإرادته:
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : أحمد بن إدريس، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن صفوان بن يحيي قال: قلت لأبي الحسن ( عليه السلام ) : أخبرني ( عدّه الشيخ من أصحاب الكاظم والرضا والجوا ( عليهم السلام ) : : رجال الطوسيّ: 352 رقم 3، و378 رقم 4، و402 رقم 1.
وروي عنهم ( عليهم السلام ) : ، معجم رجال الحديث: 130/9 رقم 5922. )

عن الإرادة من اللّه ومن الخلق؟
قال: فقال ( عليه السلام ) : الإرادة من الخلق الضمير، وما يبدو لهم بعد ذلك من الفعل، وأمّا من اللّه تعالي فإرادته إحداثه لاغير ذلك، لأنّه لايروّي، ولايهمّ، ولايتفكّر، وهذه الصفات منفيّة عنه، وهي صفات الخلق، فإرادة اللّه الفعل، لاغير ذلك، يقول له: كن فيكون بلالفظ، ولانطق بلسان، ولاهمّة، ولاتفكّر، ولاكيف لذلك، كما أنّه لاكيف له.
( الكافي: 109/1 ح 3. عنه الفصول المهمّة للحرّ العاملي: 194/1 ح 148، والبرهان: 369/2 ح 1.
عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 119/1 ح 11. عنه الفصول المهمّة للحرّ العاملي: 196/1 ح 153، قطعة منه. عنه وعن التوحيد والأمالي، البحار: 137/4 ح 4.
التوحيد: 147 ح 17.
أمالي الطوسيّ: 211 ح 365، قطعة منه. عنه نور الثقلين: 55/3 ح 85.
مقدّمة البرهان: 159 س 11.
مختصر بصائر الدرجات: 140 س 17، بتفاوت.
مسألة في الارادة ضمن المصنّفات للشيخ المفيد: 11/10 س 18، بتفاوت. )

2 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( رضي الله عنه ) ، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن محمّد بن عيسي بن عبيد، عن سليمان بن جعفر الجعفريّ، قال: قال الرضا ( عليه السلام ) : المشيّة والإرادة من صفات الأفعال، فمن زعم أنّ اللّه تعالي لم يزل مريداً شائياً، فليس بموحّد.
( التوحيد: 337 ح 5. عنه البحار: 145/4 ح 18، و37/54 ح 12، ومستدرك الوسائل: 182/18 ح 22449، ونور الثقلين: 476/3 ح 27، والفصول المهمّة للحرّ العاملي: 196/1 ح 152.
مختصر بصائر الدرجات: 143 س 1.
مقدّمة البرهان: 159 س 16. )

3 - الحلوانيّ : وسئل [الرضا ( عليه السلام ) ] عن المشيّة والإرادة؟
فقال: المشيّة كالاهتمام بالشي ء، والإرادة إتمام ذلك الشي ء.
( نزهة الناظر وتنبيه الخاطر: 133 ح 27.
أعلام الدين: 307 س 22. عنه البحار: 357/75 س 19.
العدد القويّة: 299 ح 35. عنه البحار: 355/75 س 5.
الدرّة الباهرة: 38، س 13، وفيه: المشيّة الاهتمام بالشي ء، والإرادة أمام ذلك. عنه البحار: 356/75 ضمن ح 10، و126/5 ح 75. )

4 - الشيخ الصدوق :...بريد بن عمير بن معاويه الشاميّ قال: دخلت علي عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) بمرو... فقلت له: فهل للّه عزّ وجلّ مشيّة وإرادة في ذلك؟
فقال ( عليه السلام ) : فأمّا الطاعات فإرادة اللّه، ومشيّته فيها الأمر بها، والرضا لها، والمعاونة عليها، وإرادته ومشيّته في المعاصي النهي عنها، والسخط لها، والخذلان عليها....
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 124/1 ح 17.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 849. )

5 - البرقيّ :...محمّد بن إسحاق قال: قال أبوالحسن ( عليه السلام ) ليونس مولي عليّ بن يقطين: يا يونس!... أتدري ما المشيّة؟ فقال: لا.
فقال ( عليه السلام ) : همّه بالشي ء، أو تدري ما أراد؟ قال: لا.
قال ( عليه السلام ) : إتمامه علي المشيّة....
( المحاسن: 244 ح 238.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 859. )


(ث) - في معني إرادة اللّه:
1 - الشيخ الصدوق :...الفتح بن يزيد الجرجانيّ قال: لقيته [أي الرضا] ( عليه السلام ) ...قلت: إنّ عيسي خلق من الطين طيراً دليلاً علي نبوّته، والسامريّ خلق عجلاً جسداً لنقض نبوّة موسي ( عليه السلام ) ، وشاء اللّه أن يكون ذلك كذلك، إنّ هذا لهو العجب؟
فقال: ويحك يا فتح! إنّ للّه إرادتين ومشيّتين، إرادة حتم، وإرادة عزم، ينهي وهو يشاء، ويأمر وهو لايشاء، أو ما رأيت أنّه نهي آدم ( عليه السلام ) وزوجته عن أن يأكلا من الشجرة، وهو شاء ذلك، ولو لم يشأ لم يأكلا، ولو أكلا لغلبت مشيّتهما مشيّة اللّه، وأمر إبراهيم بذبح ابنه إسماعيل ( عليهماالسلام ) و شاء أن لا يذبحه، ولو لم يشأ أن لا يذبحه لغلبت مشيّة إبراهيم مشيئة اللّه عزّ وجلّ....
( التوحيد: 60، ح 18.
تقدّم الحديث بتمامه في رقم 840. )


(خ) - البداء:
1 - الراوندي :...الحسن بن محمّد بن أبي طلحة قال: قلت لل رضا ( عليه السلام ) : أيأتي الرسل عن اللّه بشي ء ثمّ تأتي بخلافه؟ قال ( عليه السلام ) : نعم، إن شئت حدّثتك، وإن شئت أتيتك به من كتاب اللّه قال اللّه تعالي جلّت عظمته: ( يَقَوْمِ ادْخُلُواْ الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ) الآية فما دخلوها، ودخل أبناء أبنائهم، وقال عمران: إنّ اللّه وعدني أن يهب لي غلاماً نبيّاً في سنتي هذه، وشهري هذا، ثمّ غاب وولدت امرأته مريم، وكفّلها زكريّا، فقالت طائفة: صدق نبيّ اللّه، وقالت الآخرون: كذب، فلمّا ولدت مريم عيسي ( عليه السلام ) قالت الطائفة التي أقامت علي صدق عمران: هذا الذي وعدنا اللّه.
( قصص الأنبياء: 214 ح 280.
يأتي الحديث بتمامه في ف 6 رقم 1927. )


(ذ) - تسمية اللّه بالشي ء:
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس ( رضي الله عنه ) ، عن أبيه، قال: حدّثنا محمّد بن بندار، عن محمّد بن عليّ الكوفيّ، عن محمّد بن عليّ الخراسانيّ خادم الرضا ( عليه السلام ) قال: قال بعض الزنادقة لأبي الحسن ( عليه السلام ) هل يقال للّه: إنّه شي ء؟
فقال ( عليه السلام ) : نعم، وقد سمّي نفسه بذلك في كتابه فقال: ( قُلْ أَيُّ شَيْ ءٍ أَكْبَرُ شَهَدَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدُم بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ) فهو شي ء ليس كمثله شي ء.
( الأنعام: 19/6. )
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 134/1 ح 31. عنه البحار: 259/3 ح 5.
قطعة منه في (سورة الأنعام) و(خادمه). )

2 - الشيخ الصدوق : حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور ، قال: حدّثنا محمّد بن جعفر بن بطّة، قال: حدّثني عدّة من أصحابنا، عن محمّد بن عيسي بن عبيد، قال: قال لي أبوالحسن ( عليه السلام ) : ما تقول إذا قيل لك: أخبرني عن اللّه عزّ وجلّ شي ء هو أم لا؟
قال: فقلت له: قد أثبت اللّه عزّ وجلّ نفسه شيئاً، حيث يقول: ( قُلْ أَيُّ شَيْ ءٍ أَكْبَرُ شَهَدَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدُم بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ) فأقول: إنّه شي ء لا ( الأنعام: 19/6. )
كالأشياء، إذ في نفي الشيئيّة عنه إبطاله ونفيه.
قال لي: صدقت وأصبت.
ثمّ قال لي الرضا ( عليه السلام ) : للناس في التوحيد ثلاثة مذاهب: نفي وتشبيه، وإثبات بغير تشبيه فمذهب النفي لايجوز، ومذهب التشبيه لايجوز، لأنّ اللّه تبارك وتعالي لايشبهه شي ء، والسبيل في الطريقة الثالثة إثبات بلاتشبيه.
( التوحيد: 107 ح 8. عنه البحار: 262/3 ح 19. ونور الثقلين: 706/1 ح 29، قطعة منه، و561/4 ح 28، قطعة منه، والبرهان: 519/1 ح 2.
قطعة منه في (سورة الأنعام) و(المذاهب الثلاثة في التوحيد). )


(ض) - الجبر والتفويض:
1 - الحميريّ : محمّد بن عبد الحميد، عن الحسن بن عليّ بن فضّال قال: وسألته (أي الرضا ( عليه السلام ) ) فقلت: رأيتك تسلّم علي النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في غير الموضع الذي نسلّم نحن فيه عليه من استقبال القبر.
قال: فقال ( عليه السلام ) : تسلّم أنت من حيث يسلّمون، فإنّ أبا عبد اللّه ( عليه السلام ) ذكر إنساناً من المرجئة فقال: واللّه لأُضلّنّه، ثمّ ذكر القدر فقال: إنّه يدعو إلي الزندقة.
فقال له الحسن بن جهم: فأهل الجبر؟
قال ( عليه السلام ) : وما يقولون؟ قال: يزعمون أنّ اللّه تبارك وتعالي كلّف العباد مالايطيقون.
قال ( عليه السلام ) : فأنتم ماتقولون؟ قال: نقول: إنّ اللّه لايكلّف أحداً ما لايطيق، ونخالف أهل القدر فنقول: لا يكون....
( كذا بياض في المصدر. )
فقال ( عليه السلام ) : جفّ القلم بحقيقة الإيمان لمن صدّق وآمن، وجفّ القلم بحقيقة الكفر لمن كذّب وعصي.
( قرب الإسناد: 390 ح 1368، عنه البحار: 149/97 ح 13، قطعة منه.
قطعة منه في (ما رواه عن الصادق ( عليه السلام ) ). )

2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : الحسين بن محمّد، عن معلّي بن محمّد، عن الحسن بن عليّ الوشّاء، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: سألته، فقلت: اللّه فوّض الأمر إلي العباد؟
قال ( عليه السلام ) : اللّه أعزّ من ذلك.
قلت: فجبرهم علي المعاصي؟
قال ( عليه السلام ) : اللّه أعدل وأحكم من ذلك.
قال: ثمّ قال: قال اللّه: ياابن آدم! أنا أولي بحسناتك منك، وأنت أولي بسيّئاتك منّي! عملت المعاصي بقوّتي التي جعلتها فيك.
( الكافي: 157/1 ح 3. عنه الوافي: 541/1 ح 443.
التوحيد: 362 ح 10. عنه وعن العيون، البحار: 15/5 ح 20.
عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 143/1 ح 46. عنه وعن التوحيد والكافي، الجواهر السنيّة: 279 س 12، والفصول المهمّة للحرّ العاملي: 233/1 ح 216.
كشف الغمّة: 289/2 س 2.
تفسير العيّاشيّ: 259/1 ح 201، عنه البرهان: 395/1 ضمن ح 1.
الدر المنثور: 231/1 س 8، قطعة منه.
قطعة منه في (ما رواه من الأحاديث القدسيّة). )

3 - الشيخ الصدوق : حدّثنا تميم بن عبد اللّه بن القرشيّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا أبي، عن أحمد بن عليّ الأنصاريّ، عن بريد بن عمير بن معاويه الشاميّ قال: دخلت علي عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) بمرو فقلت له: ياابن رسول اللّه! روي لنا عن الصادق جعفر بن محمّد ( عليهماالسلام ) قال: إنّه لاجبر ولاتفويض بل أمر بين أمرين، فما معناه؟
قال ( عليه السلام ) : من زعم أنّ اللّه يفعل أفعالنا، ثمّ يعذّبنا عليها، فقد قال بالجبر. ومن زعم أنّ اللّه عزّ وجلّ فوّض أمر الخلق والرزق إلي حججه ( عليهم السلام ) : ، فقد قال بالتفويض، والقائل بالجبر كافر، والقائل بالتفويض مشرك.
فقلت له: ياابن رسول اللّه! فما أمر بين أمرين؟
فقال ( عليه السلام ) : وجود السبيل إلي إتيان ما أمروا به، وترك ما نهوا عنه.
فقلت له: فهل للّه عزّ وجلّ مشيّة وإرادة في ذلك؟
فقال ( عليه السلام ) : فأمّا الطاعات فإرادة اللّه، ومشيّته فيها الأمر بها، والرضا لها، والمعاونة عليها، وإرادته ومشيّته في المعاصي النهي عنها، والسخط لها، والخذلان عليها.
قلت: فهل للّه فيها القضاء؟
قال ( عليه السلام ) : نعم، ما من فعل يفعله العباد من خير أو شرّ، إلّا وللّه فيه قضاء.
قلت: ما معني هذا القضاء؟
قال ( عليه السلام ) : الحكم عليهم بما يستحقّونه علي أفعالهم من الثواب والعقاب في الدنيا والآخرة.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 124/1 ح 17. عنه وسائل الشيعة: 340/28 ح 34907، قطعة منه، والفصول المهمّة للحرّ العامليّ: 239/1 ح 228، والبحار: 328/25 ح 3، قطعة منه. عنه وعن الإحتجاج، البحار: 11/5 ح 18.
الإحتجاج: 397/2 ح 304، مرسلاً. عنه البرهان: 412/2 ح 2.
روضة الواعظين: 47 س 14.
نزهة الناظر وتنبيه الخاطر: 131 ح 22، وفيه: روي عن بعض أصحاب الرضا ( عليه السلام ) أنّه قال: دخلت إليه بمرو....
العدد القويّة: 298 ح 32. عنه البحار: 354/75 س 13.
قطعة منه في (مشيّة اللّه وإرادته) و (القضاء والقدر) و(كفر المجبّرة وشرك المفوّضة). )

4 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه ...$ ( ( رضي الله عنه ) ره) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن ياسر الخادم قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : ما تقول في التفويض؟
فقال ( عليه السلام ) : إنّ اللّه تبارك وتعالي فوّض إلي نبيّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أمر دينه فقال: ( مَآءَاتَل-كُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَل-كُمْ عَنْهُ فَانتَهُواْ) ، فأمّا الخلق ( الحشر: 7/59. )
والرزق فلا ثمّ قال ( عليه السلام ) : إنّ اللّه عزّ وجلّ يقول: ( اللَّهُ خَلِقُ كُلِ ّ شَيْ ءٍ) وهو يقول: ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَ ( الرعد: 16/13. )
يُحْيِيكُمْ هَلْ مِن شُرَكَآلِكُم مَّن يَفْعَلُ مِن ذَلِكُم مِّن شَيْ ءٍ سُبْحَنَهُ وَتَعَلَي عَمَّإض؟ت يُشْرِكُونَ ) .
( الروم: 40/30. )
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 202/2 ح 3. عنه البحار: 7/17 ح 9، و328/25 ح 1، ونور الثقلين: 279/5 ح 25، وإثبات الهداة: 751/3 ح 27.
قطعة منه في (سورة الرعد: 16/13) و(سورة الروم: 40/30) و(سورة الحشر: 7/59). )

5 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن هارون الفاميّ في مسجد الكوفة قال: حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحميريّ، عن أبيه، قال: حدّثنا إبراهيم بن هاشم، عن عليّ بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قال: قلت له: ياابن رسول اللّه! إنّ الناس ينسبوننا إلي القول بالتشبيه والجبر، لما روي من الأخبار في ذلك عن آبائك الأئمّ ( عليهم السلام ) : .
فقال ( عليه السلام ) : ياابن خالد! أخبرني عن الأخبار التي رويت عن آبائي الأئمّ ( عليهم السلام ) : في التشبيه والجبر أكثر أم الأخبار التي رويت عن ال نبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في ذلك؟
فقلت: بل، ما روي عن النبيّ في ذلك أكثر.
قال ( عليه السلام ) : فليقولوا: إنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) كان يقول بالتشبيه والجبر إذاً.
فقلت له: إنّهم يقولون: إنّ رسول اللّه لم يقل من ذلك شيئاً، وإنّما روي عليه.
قال: فليقولوا في آبائي الأئمّ ( عليهم السلام ) : : إنّهم لم يقولوا من ذلك شيئاً، وإنّما روي ذلك عليهم، ثمّ قال ( عليه السلام ) : من قال بالتشبيه والجبر، فهو كافر مشرك، ونحن منه برآء في الدنيا والآخرة.
ياابن خالد! إنّما وضع الأخبار عنّا في التشبيه والجبر الغلاة، الذين صغّروإضت" عظمة اللّه تعالي، فمن أحبّهم فقد أبغضنا، ومن أبغضهم فقد أحبّنا، ومن والاهم فقد عادانا، ومن عاداهم فقد والانا، ومن وصلهم فقد قطعنا، ومن قطعهم فقد وصلنا، ومن جفاهم فقد برّنا، ومن برّهم فقد جفانا، ومن أكرمهم فقد أهاننا، ومن أهانهم فقد أكرمنا، ومن قبلهم فقد ردّنا، ومن ردّهم فقد قبلنا، ومن أحسن إليهم فقد أساء إلينا، ومن أساء إليهم فقد أحسن إلينا، ومن صدّقهم فقد كذّبنا، ومن كذّبهم فقد صدّقنا، ومن أعطاهم فقد حرمنا، ومن حرمهم فقد أعطانا.
ياابن خالد! من كان من شيعتنا فلايتّخذنّ منهم وليّاً ولانصيراً.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 142/1 ح 45. عنه البحار: 266/25 ح 8. ووسائل الشيعة: 181/16 ح 17، و340/28 ح 34908، قطعة منه، عنه وعن التوحيد والإحتجاج، البحار: 294/3 ح 18، عنه وعن التوحيد، البحار: 52/5 ح 88، وإثبات الهداة: 749/3 ح 22.
روضة الواعظين: 43 س 12، قطعة منه.
التوحيد: 363 ح 12.
الإحتجاج: 399/2 ح 306. عنه وعن التوحيد والعيون، الفصول المهمّة للحرّ العاملي: 245/1 ح 236، قطعة منه.
قطعة منه في (المشبّهة والمجبرة كافر) و(ذمّ الغلاة). )

6 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبي ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن خالد البرقيّ، عن أبيه، عن سليمان بن جعفر الحميريّ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: ذكر عنده الجبر والتفويض.
فقال ( عليه السلام ) : ألا أُعطيكم في هذا أصلاً لايختلفون، ولايخاصمكم عليه أحد إلّا كسرتموه.
قلنا: إن رأيت ذلك.
فقال ( عليه السلام ) : إنّ اللّه تعالي لم يطع بإكراه ولم يعص بغلبة، ولم يهمل العباد في ملكه، هو المالك لما ملّكهم، والقادر علي ما أقدرهم عليه، فإن ائتمر العباد بطاعته لم يكن اللّه عنها صادّاً، ولامنها مانعاً، وإن ايتمروا بمعصيته فشاء أن يحول بينهم وبين ذلك فعل، وإن لم يحل ففعلوا فليس هو الذي أدخلهم فيه.
ثمّ قال ( عليه السلام ) : من يضبط حدود هذا الكلام فقد خصم من خالفه.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 144/1 ح 48. عنه وعن التوحيد والإحتجاج، البحار: 16/5 ح 22.
التوحيد: 361 ح 7. عنه وعن العيون، البحار: 239/68 س 9.
الإحتجاج: 399/2 ح 305، مرسلاً.
الإختصاص: 198 س 6.
كشف الغمّة: 289/2 س 13.
مختصر بصائر الدرجات: 134 س 2. )

7 - الشيخ الصدوق : حدّثنا الحاكم أبو عليّ الحسين بن أحمد البيهقيّ قال: حدّثني محمّد بن يحيي الصوليّ قال: حدّثنا أبو ذكوان قال: سمعت إبراهيم بن العبّاس يقول: سمعت الرضا ( عليه السلام ) وقد سأله رجل: أيكلّف اللّه العباد مالايطيقون؟
فقال ( عليه السلام ) : هو أعدل من ذلك.
قال: أفيقدرون علي كلّ ما أرادوه؟
قال: هم أعجز من ذلك.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 141/1 ح 43.
كشف الغمّة: 288/2 س 11.
الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: 251 س 18.
الوافي بالوفيات: 249/22 س 4، بتفاوت.
تاريخ الإسلام: 270/14 س 16، وفيه: قال المبرّد عن أبي عثمان المازني، قال: سئل عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ، بتفاوت.
نور الأبصار: 312 س 25. )

8 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق المؤدّب ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا أحمد بن عليّ الأنصاريّ، عن عبد السلام بن صالح الهرويّ قال: سمعت أباالحسن عليّ بن موسي بن جعف ( عليهم السلام ) : يقول: من قال بالجبر فلاتعطوه من الزكاة شيئاً، ولاتقبلوا له شهادة أبداً، إنّ اللّه تعالي لايكلّف نفساً إلّا وسعها، ولايحمّلها فوق طاقتها، ولاتكسب كلّ نفس إلّا عليها، ولاتزر وازرة وزر أُخري.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 143/1 ح 47. عنه البحار: 315/101 ح 9، قطعة منه، و64/93 ح 25، قطعة منه. عنه وعن التوحيد، البحار: 16/5 ح 21، ووسائل الشيعة: 224/9 ح 11890.
التوحيد: 362 ح 9. عنه نور الثقلين: 305/1 ح 1223.
كشف الغمّة: 289/2 س 10.
روضة الواعظين: 48 س 4.
قطعة منه في (حكم دفع الزكاة إلي من يقول بالجبر) و(حكم شهادة من يقول بالجبر). )

9 - الحلوانيّ : في بعض الروايات: إنّ بعض الناس سأل الرضا ( عليه السلام ) ، فقال: ياابن رسول اللّه! أتقول: إنّ اللّه تعالي فوّض إلي عباده أفعالهم؟
فقال ( عليه السلام ) : هم أضعف من ذلك وأقلّ.
قال: فأجبرهم؟ قال ( عليه السلام ) : هو أعدل من ذلك وأجلّ.
قال: فكيف تقول؟ قال ( عليه السلام ) : أقول: أمرهم ونهاهم، وأقدرهم علي ما أمرهم به، ونهاهم عنه وخيّرهم، فقال عزّ من قائل: ( وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَي اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ) وقال سبحانه: ( فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ ( التوبة: 105/9. )
فَلْيَكْفُرْ) وقال تعالي وعداً ووعيداً: ( فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا ( الكهف: 29/18. )
يَرَهُ و * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ و) .
( الزلزلة: 7/99 - 8. )
( نزهة الناظر وتنبيه الخاطر:132 ح 24.
العدد القويّة: 298 ح 33، قطعة منه، عنه البحار: 354/75 س 18.
قطعة منه في (سورة التوبه: 105/9) و(سورة الكهف: 29/18) و(سورة الزلزلة: 7/99 - 8). )

10 - ابن الصبّاغ : قال صاحب كتاب نثر الدرر: سأل الفضل بن سهل، عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) في مجلس المأمون قال: ياأباالحسن! الخلق مُجبَرون؟
( في العدد القويّة ونزهة الناظر: مجبورون. )
قال ( عليه السلام ) : إنّ اللّه تعالي أعدل من أن يجبر ثمّ يعذّب.
قال: فمطلقون؟
قال: اللّه تعالي أحكم من أن يهمل عبده، ويكله إلي نفسه.
( الفصول المهمّة: 251 س 21.
كشف الغمّة: 306/2 س 14. عنه البحار: 172/49 ضمن ح 9.
العدد القويّة: 299 ح 34. عنه البحار: 354/75 س 32.
الطرائف لسيّد بن طاوس: 330 س 10، عنه البحار: 59/5 ح 110.
نزهة الناظر وتنبيه الخواطر: 132 ح 23.
نور الأبصار: 314 س 23. )


(ظ) - القضاء والقدر:
1 - أبو عمرو الكشّيّ : حدّثني حمدويه، وإبراهيم ابنا نصير قالا: حدّثنا العبيديّ، عن هشام بن إبراهيم الختليّ وهو المشرقيّ قال: قال لي أبوالحسن الخراسانيّ ( عليه السلام ) : كيف تقولون في الاستطاعة بعد يونس، فذهب فيها مذهب زرارة، ومذهب زرارة هو الخطاء؟
فقلت: لا، ولكنّه بأبي أنت وأمي، مايقول زرارة في الاستطاعة وقول زرارة فيمن قدّر ونحن منه برآء، وليس من دين آبائك وقال الآخرون بالجبر ونحن منه برآء، وليس من دين آبائك.
قال: فبأيّ شي ء تقولون؟
قلت: بقول أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) ، وسأل عن قول اللّه عزّ وجلّ ( وَلِلَّهِ عَلَي النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً) ، مااستطاعته؟
( آل عمران: 97/3. )
قال: فقال أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) : صحّته وماله، فنحن بقول أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) نأخذ.
قال: صدق أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) هذا هو الحقّ.
( رجال الكشّيّ: 145 رقم 229. عنه البحار: 44/5 ح 70.
قطعة منه في (سورة آل عمران: 97/3) و(ما رواه عن الصادق ( عليه السلام ) ). )

2 - البرقيّ : عن أبيه، عن يونس بن عبد الرحمن، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: قلت: لايكون إلّا ما شاء اللّه وأراد وقضي.
فقال ( عليه السلام ) : لايكون إلّا ما شاء اللّه وأراد وقدّر وقضي.
(قال): قلت: فما معني شاء؟
قال ( عليه السلام ) : ابتداء الفعل.
( قال العلاّمة المجلسيّ في ذيل الحديث: ابتداء الفعل أي أوّل الكتابة في اللوح، أو أوّل ما يحصل من جانب الفاعل، ويصدر عنه ممّا يؤدّي إلي وجود المعلول. )
قلت: فما معني أراد؟
قال ( عليه السلام ) : الثبوت عليه.
قلت: فما معني قدّر؟
قال ( عليه السلام ) : تقدير الشي ء من طوله وعرضه.
قلت: فما معني قضي؟
قال ( عليه السلام ) : إذا قضاه أمضاه، فذلك الذي لامردّ له.
ورواه عن أبيه، عن محمّد بن سليمان الديلميّ، عن عليّ بن إبراهيم.
( المحاسن: 244 ح 237. عنه البحار: 122/5 ح 68.
تعليقة مفتاح الفلاح للخواجوئيّ: 600 س 9، قطعة منه عن الكاظم ( عليه السلام ) . )

3 - البرقيّ : عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن محمّد بن إسحاق قال: قال أبوالحسن [الرضا] ( عليه السلام ) ليونس مولي عليّ بن يقطين: يا ( ما بين المعقوفتين أثبتناه من الكافي. )
يونس! لاتتكلّم بالقدر.
قال: إنّي لاأتكلّم بالقدر ولكنّي أقول: لايكون إلّا ما أراد اللّه وشاء وقضي وقدّر.
فقال ( عليه السلام ) : ليس هكذا أقول، ولكنّي أقول: لايكون إلّا ما شاء اللّه وأراد وقدّر وقضي، ثمّ قال: أتدري ما المشيّة؟ فقال: لا.
فقال ( عليه السلام ) : همّه بالشي ء، أو تدري ما أراد؟ قال: لا.
قال ( عليه السلام ) : إتمامه علي المشيّة، فقال: أو تدري ما قدّر؟ قال: لا.
قال ( عليه السلام ) : هو الهندسة من الطول والعرض والبقاء، ثمّ قال: إنّ اللّه إذا شاء شيئاً أراده، وإذا أراده قدّره، وإذا قدّره قضاه، وإذا قضاه أمضاه.
يا يونس! إنّ القدريّة لم يقولوا بقول اللّه: ( وَمَا تَشَآءُونَ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ( قال العلاّمة المجلسيّ في ذيل الحديث: الظاهر أنّ المراد بالقدريّة هنا من يقول: إنّ أفعال العباد ووجودها ليست بقدرة اللّه وبقدره، بل باستقلال إرادة العبد به، واستواء نسبة الإرادتين إليه، وصدور أحدهما عنه لابموجب غير الإرادة، كما ذهب إليه بعض المعتزلة، لابقول أهل الجنّة من إسناد هدايتهم إليه سبحانه، ولابقول أهل النار من إسناد ضلالتهم إلي شقوتهم، ولابقول إبليس من إسناد الإغواء إليه سبحانه، والفرق بين كلامه ( عليه السلام ) وكلام يونس إنّما هو في الترتيب، فإنّ في كلامه ( عليه السلام ) التقدير مقدّم علي القضاء، كما هو الواقع، وفي كلام يونس بالعكس. )
اللَّهُ ) ، ولاقالوا بقول أهل الجنّة: ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَلنَا لِهَذَا وَمَا ( الإنسان: 30/76. )
كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلآَ أَنْ هَدَلنَا اللَّهُ ) ، ولاقالوا بقول أهل النار: ( رَبَّنَا ( الأعراف: 43/7. )
غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَآلِّينَ ) ، ولاقالوا بقول إبليس: ( ( المؤمنون: 106/23. )
رَبِ ّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي ) ، ولاقالوا بقول نوح: ( وَلَايَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ ( الحجر: 39/15. )
أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) .
( هود: 34/11. )
ثمّ قال: قال اللّه: ياابن آدم بمشيّتي كنت أنت الذي تشاء، وبقوّتي أدّيت إليّ فرائضي، وبنعمتي قويت علي معصيتي، وجعلتك سميعاً بصيراً قويّاً
فماأصابك من حسنة فمنّي، وماأصابك من سيّئة فمن نفسك، وذلك لأنّي لاأسأل عمّا أفعل وهم يسألون، ثمّ قال: قد نظّمت لك كلّ شي ء تريده.
( المحاسن: 244 ح 238.
الكافي: 157/1 ح 4، وفيه: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن إسماعيل بن مرّار، عن يونس بن عبد الرحمن قال: قال لي أبوالحسن الرضا ( عليه السلام ) :...بتفاوت. عنه الوافي: 542/1 ح 444، والفصول المهمّة للحرّ العاملي: 231/1 ح 212، قطعة منه.
تفسير القمّيّ: 24/1 س 5، بتفاوت. عنه البحار: 116/5 ح 49، قطعة منه، و122 ح 69، ونور الثقلين: 5/4 ح 19، قطعة منه، والبرهان: 39/1 س 24.
تعليقة مفتاح الفلاح للخواجوئيّ: 600 س 7، قطعة منه.
مختصر بصائر الدرجات: 149 س 3، كما في الكافي.
قطعة منه في (مشيّة اللّه وإرادته) و(سورة الإنسان: 30/76) و(سورة المؤمنون: 106/23) و(سورة الأعراف: 43/7) و(سورة الحجر: 39/15) و(سورة هود: 34/11) و(مارواه من الأحاديث القدسيّة). )

4 - الشيخ الصدوق :...بريد بن عمير بن معاويه الشاميّ قال: دخلت علي عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) بمرو...قلت: فهل للّه فيها القضاء؟
قال ( عليه السلام ) : نعم، ما من فعل يفعله العباد من خير أو شرّ، إلّا وللّه فيه قضاء.
قلت: ما معني هذا القضاء؟
قال ( عليه السلام ) : الحكم عليهم بما يستحقّونه علي أفعالهم من الثواب والعقاب في الدنيا والآخرة.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 124/1 ح 17.
تقدّم الحديث بتمامه في رقم 849. )

5 - الراونديّ : قال الرضا ( عليه السلام ) : ثمانية أشياء لاتكون إلّا بقضاء اللّه وقدره: النوم واليقظة، والقوّة والضعف، والصحّة والمرض، والموت والحياة.
( الدعوات: 169 ح 470. عنه البحار: 95/5 ح 17. )
6 - أبو الفضل الطبرسيّ : عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : إنّ عدّة من قريش جاؤا يعودونه بشي ء كان أصابه من عضّ برذون، فقالوا: لو كنت ( البِرذون يطلق علي غير العربيّ من الخيل والبغال. المعجم الوسيط: 48. )
إذا ركبت كان معك الغلامان أو الثلاثة قريباً من دابّتك.
فقال ( عليه السلام ) : إنّ اللّه عزّ وجلّ إذا أراد أمراً حال بين المرء وقلبه، فاذا وقع القدر ونفذ أمر اللّه، ردّ إلي كلّ ذي عقل عقله.
( مشكاة الأنوار: 249 س 6. )
7 - الحرّ العامليّ : عن الحسن بن الجهم، قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : يجوز أن يدعو اللّه عزّ وجلّ فيحوّل الأُنثي ذكراً، والذكر أُنثي؟
فقال ( عليه السلام ) : إنّ اللّه يفعل مايشاء.
( وسائل الشيعة: 142/7 ح 8952، عن قرب الإسناد ولم نعثر عليه.
يأتي الحديث أيضاً في (أثر الدعاء في جنين المرأة). )


(غ) - معني استطاعة العبد:
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عليّ بن إبراهيم، عن الحسن بن محمّد، عن عليّ بن محمّد القاسانيّ، عن عليّ بن أسباط قال: سألت أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) عن الاستطاعة؟
فقال ( عليه السلام ) : يستطيع العبد بعد أربع خصال: أن يكون مخلّي السرب، صحيح الجسم، سليم الجوارح، له سبب وارد من اللّه.
قال: قلت: جعلت فداك، فسّر لي هذا.
قال ( عليه السلام ) : أن يكون العبد مخلّي السرب، صحيح الجسم، سليم الجوارح، ( السِّرب: الطريق والوجهة، يقال: خلّ سِربَه: طريقه ووجهته، ج أسراب. المعجم الوسيط: 425. )
يريد أن يزني فلايجد امرأة ثمّ يجدها، فإمّا أن يعصم نفسه فيمتنع، كما امتنع يوسف ( عليه السلام ) ، أو يخلّي بينه وبين إرادته فيزني، فيمسي زانياً، ولم يطع اللّه بإكراه، ولم يعصه بغلبة.
( الكافي: 160/1 ح 1. عنه الوافي: 547/1 ح 451، والبرهان: 115/3 ح 1.
التوحيد: 348 ح 7. عنه البحار: 37/5 ح 54. )


(آ) - كيفيّة إنفاذ أمر اللّه وإتمام إرادته:
1 - ابن شعبة الحرّانيّ : قال (أي الرضا ( عليه السلام ) ): إذا أراد اللّه أمراً سلب العباد عقولهم، فأنفذ أمره، وتمّت إرادته فإذا أنفذ أمره ردّ إلي كلّ ذي عقل عقله، فيقول: كيف ذا، ومن أين ذا؟.
( تحف العقول: 442 س 13. عنه البحار: 335/75 ح 7. )

(با) - كيفيّة إعطاء المعرفة للعباد
1 - ابن شعبة الحرّانيّ : قال الفضل: قلت لأبي الحسن ال رضا ( عليه السلام ) : يونس بن عبد الرحمن يزعم أنّ المعرفة إنّما هي اكتساب.
قال ( عليه السلام ) : لا، ماأصاب، إنّ اللّه يعطي من يشاء، فمنهم من يجعله مستقرّاً فيه، ومنهم من يجعله مستودعاً عنده، فأمّا المستقرّ فالذي لايسلب اللّه ذلك أبداً، وأمّا المستودَع، فالذي يعطاه الرجل، ثمّ يسلبه إيّاه.
( تحف العقول: 444 س 4. عنه البحار: 337/75 ح 20. )

(تا) - أفعال العباد هل هي مخلوقة أم غير مخلوقة؟
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس النيسابوريّ العطّار ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن قتيبة، عن حمدان بن سليمان النيسابوريّ، عن عبد السلام بن صالح الهرويّ قال: سمعت أباالحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) يقول: أفعال العباد مخلوقة.
قلت له: ياابن رسول اللّه! ما معني مخلوقة؟ قال: مقدّرة.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 315/1 ح 90. عنه وعن المعاني، البحار: 30/5 ح 37.
معاني الأخبار: 395 ح 52. )

2 - ابن شعبة الحرّانيّ : قال الفضيل بن يسار: سألت ال رضا ( عليه السلام ) عن أفاعيل العباد مخلوقة هي، أم غير مخلوقة؟
قال ( عليه السلام ) : هي واللّه! مخلوقة - أراد خلق تقدير، لا خلق تكوين -.
ثمّ قال ( عليه السلام ) : إنّ الإيمان أفضل من الإسلام بدرجة، والتقوي أفضل من الإيمان بدرجة، ولم يُعطَ بنو آدم أفضل من اليقين.
( تحف العقول: 445 س 3. عنه البحار: 338/75 ح 22.
قطعة منه في (فضل الإيمان والتقوي واليقين). )


(ثا) - الأفعال مخلوقة مقدّرة قبل خلق العباد:
1 - الشيخ الصدوق :...حمدان بن سليمان قال: كتبت إلي الرضا ( عليه السلام ) أسأله عن أفعال العباد، أمخلوقة أم غير مخلوقة؟
فكتب ( عليه السلام ) : أفعال العباد مقدّرة في علم اللّه، قبل خلق العباد بألفي عام.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 136/1 ح 34.
يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2463. )


(جا) - في خلق الهواء:
1 - أبو عمرو الكشّيّ : حدّثني حمدويه، قال: حدّثني محمّد بن عيسي، عن جعفر بن عيسي، عن عليّ بن يونس بن بهمن قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : جعلت فداك، إنّ أصحابنا قد اختلفوا.
فقال ( عليه السلام ) : في أيّ شي ء اختلفوا فيه؟ احك لي من ذلك شيئاً.
قال: فلم يحضرني إلّا ما قلت: جعلت فداك، من ذلك ما اختلف فيه زرارة، وهشام بن الحكم، فقال زرارة: إنّ الهواء ليس بشي ء، وليس بمخلوق، وقال هشام: إنّ الهواء شي ء مخلوق.
قال: فقال ( عليه السلام ) لي: قل في هذا بقول هشام، ولاتقل بقول زرارة.
( رجال الكشّيّ: 267 رقم 482. عنه البحار: 322/4 س 10. )

(حا) - الحكمة في خلق أنواع الموجودات:
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقانيّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد الكوفيّ، عن عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: قلت له ياابن رسول اللّه! لم خلق اللّه عزّ وجلّ الخلق علي أنواع شتّي، ولم يخلقه نوعاً واحداً؟
فقال: لئلّا يقع في الأوهام أنّه عاجز، فلاتقع صورة في وهم ملحد إلّا وقد خلق اللّه عزّ وجلّ عليها خلقاً، ولايقول قائل: هل يقدر اللّه عزّ وجلّ علي أن يخلق علي صورة كذا وكذا، إلّا وجد ذلك في خلقه تبارك وتعالي، فيعلم بالنظر إلي أنواع خلقه، أنّه علي كلّ شي ء قدير.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 75/2 ح 1. عنه البحار: 41/3 ح 15، ونور الثقلين: 551/4 ح 62.
علل الشرائع: 14، ب 9 ح 13. عنه البحار: 59/59 ح 1. )


(خا) - عرض الأعمال علي اللّه في كلّ يوم:
1 - الصفّار :...عبداللّه بن أبان الزيّات: قلت للرضا ( عليه السلام ) : إنّ قوماً من مواليك سألوني أن تدعو اللّه لهم.
قال: فقال ( عليه السلام ) : واللّه إنّي لأعرض أعمالهم علي اللّه في كلّ يوم.
( بصائر الدرجات، الجزء العاشر : 535 ح 37.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 348. )