(د) - معجزاته ( عليه السلام ) في الأشجار والمياه
وفيه أمر واحد

- إنبات شجرة اللوز وإثماره علي يده الشريفة ( عليه السلام ) :
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبو واسع محمّد بن أحمد بن إسحاق النيسابوريّ قال: سمعت جدّتي خديجة بنت حمدان بن بسندة، قالت: لمّا دخل الرضا ( عليه السلام ) بنيسابور، نزل محلّة الغربيّ، ناحية تعرف بلاش آباد، في دار جدّي بَسَندَة، وإنّما سمّي بَسَندَة لأنّ الرضا ( عليه السلام ) ارتضاه من بين الناس، ( في المدينة: پسنده. )
وبَسَندَة إنّما هي كلمة فارسيّة معناها: مرضيّ.
فلمّا نزل ( عليه السلام ) دارنا، زرع لوزة في جانب من جوانب الدار، فنبتت وصارت شجرة، وأثمرت في سنة، فعلم الناس بذلك، فكانوا يستشفون بلوز تلك الشجرة، فمن أصابته علّة تبرّك بالتناول من ذلك اللوز مستشفياً، فعوفي به، ومن أصابه رمد جعل ذلك اللوز علي عينيه فعوفي، وكانت الحامل إذا عسر عليها ولادتها، تناولت من ذلك اللوز، فتخفّ عليها الولادة، وتضع من ساعتها.
وكان إذا أخذ دابّة من دوابّ القولنج أخذ من قضبان تلك الشجرة، فأمرّ علي بطنها فتعافي، ويذهب عنها ريح القولنج ببركة الرضا ( عليه السلام ) ، فمضت الأيّام علي تلك الشجرة فيبست، فجاء جدّي حمدان وقطع أغصانها فعمي، وجاء ابن حمدان يقال له: أبو عمرو فقطع تلك الشجرة من وجه الأرض، فذهب ماله كلّه بباب فارس، وكان مبلغه سبعين ألف درهم إلي ثمانين ألف درهم، ولم يبق له شي ء. وكان لأبي عمرو هذا ابنان، وكان يكتبان لأبي الحسن محمّد بن إبراهيم بن سمجور، يقال لأحدهما: أبو القاسم، وللآخر: أبو صادق، فأرادا عمارة تلك الدار، وأنفقا عليها عشرين ألف درهم، وقلعا الباقي من أصل تلك الشجرة، وهما لايعلمان ما يتولّد عليهما من ذلك تولّي أحدهما ضياعاً لأمير خراسان، فردّ إلي نيسابور في محمل قد اسودّت رجله اليمني، فشرحت رجله فمات من تلك ( شرحت اللحم: قطعته طولاً. المصباح المنير: 309. )
العلّة بعد شهر.
وأمّا الآخر وهو الأكبر فإنّه كان في ديوان سلطان نيسابور يكتب كتاباً، وعلي رأسه قوم من الكتّاب وقوف، فقال واحد منهم: دفع اللّه عين السوء بمن كاتب هذا الخطّ، فارتعشت يده من ساعته وسقط القلم من يده، وخرجت بيده بثرة، ( البَثْر: خُراجٌ صفار. المعجم الوسيط: 38. )
ورجع إلي منزله، فدخل إليه أبو العبّاس الكاتب مع جماعة فقالوا له: هذا الذي أصابك من الحرارة فيجب أن تفصد اليوم، فافتصد ذلك اليوم فعادوا إليه من الغد، وقالوا له: يجب أن تفتصد اليوم أيضاً، ففعل فاسودّت يده فتشرّحت ومات من ذلك، وكان موتهما جميعاً في أقلّ من سنة.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 132/2 ح 1. عنه مدينة المعاجز: 130/7 ح 2237، والبحار: 121/49 ح 2، وإثبات الهداة: 258/3 ح 33، باختصار.
المناقب لابن شهرآشوب: 344/4 س 5، باختصار.
الثاقب في المناقب: 496 ح 425، باختصار.
قطعة منه في (نزوله ( عليه السلام ) بنيسابور في مسيره إلي مرو) و(جزاء محو الآثار المتعلّقة بالرضا ( عليه السلام ) ) و(الاستشفاء بلوز الشجرة التي غرسها الرضا ( عليه السلام ) ). )


(ه') - علمه ( عليه السلام ) بالآجال
وفيه أمران

الأوّل - علمه بشهادة أبيه ( عليهماالسلام ) :
1 - الصفّار : حدّثنا عباد بن سليمان، عن سعد بن سعد، عن صفوان بن يحيي قال: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : إنّهم رووا عنك في موت أبي الحسن ( عليه السلام ) أنّ رجلاً قال لك: علمت ذلك بقول سعيد؟
فقال ( عليه السلام ) : جائني سعيد بما قد كنت علمته قبل مجيئه.
( بصائر الدرجات: الجزء التاسع 487 ح 6. عنه البحار: 292/27 ح 5، و235/48، ح 41.
الكافي: 381/1 ضمن ح 3. عنه البحار: 293/27 ضمن ح 6، ومدينة المعاجز: 242/7 ضمن ح 2296، والوافي: 662/3 ضمن ح 1265. )

2 - الصفّار : حدّثنا عباد بن سليمان، عن سعد بن سعد، عن أحمد بن عمر قال: سمعته يقول - يعني أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) - : إنّي طلّقت أُمّ فروة بنت إسحاق في رجب بعد موت أبي بيوم.
قلت له: جعلت فداك، طلّقتها وقد علمت موت أبي الحسن.
قال ( عليه السلام ) : نعم،.
( قال المجلسي في ذيل الحديث: الظاهر أنّ أمّ فروة من نساء الكاظم ( عليه السلام ) ، وكان الرضا ( عليه السلام ) وكيلاً في تطليقها، فطلاقها بعد العلم بالموت إمّا مبنيّ علي أنّ العلم الذي هو مناط الحكم الشرعي هو العلم الحاصل من الأسباب الظاهرة، لا ما يحصل بالالهام ونحوه، أو علم أنّ هذا من خصائصهم ( عليهم السلام ) : كما طلّق أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) عائشة لتخرج من عداد أمّهات المؤمنين، ولعلّ قبل الطلاق لم تحلّ لهنّ الأزواج.
ويحتمل أن يكون المراد بالتطليق المعني اللغوي، أو يكون الطلاق ظاهراً للمصلة لعدم التشنيع في تزويجها بعد انقضاء عدّة الوفاة من يوم الفوت بأن يكون ( عليه السلام ) كان أخبرها بالموت عند وقوعه، البحار: 293/27. )

( بصائر الدرجات: الجزء التاسع، 487 ح 4. عنه البحار: 292/27 ح 4، و235/48، ح 40.
الكافي: 381/1 ضمن ح 3. عنه البحار: 293/27 ضمن ح 6، ومدينة المعاجز: 242/7 ضمن ح 2296، والوافي: 662/3 ضمن ح 1265.
دلائل الإمامة: 370 ح 328، بتفاوت. عنه مدينة المعاجز: 243/7 ح 2297. )

3 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسي، عن مسافر، قال: أمر أبوإبراهيم ( عليه السلام ) - حين أخرج به - أبا الحسن ( عليه السلام ) أن ينام علي بابه في كلّ ليلة أبداً ما كان حيّاً إلي أن يأتيه خبره.
قال: فكنّا في كلّ ليلة نفرش لأبي الحسن في الدهليز ثمّ يأتي بعد العشاء فينام، فإذا أصبح انصرف إلي منزله.
قال: فمكث علي هذه الحال أربع سنين، فلمّا كان ليلة من الليالي أبطأ عنه وفرش له، فلم يأت كما كان يأتي، فاستوحش العيال وذعروا، ودخلنا أمر ( ذَعَرَه ذعراً: خوّفه وأفزعه. المعجم الوسيط: . 312)
عظيم من إبطائه، فلمّا كان من الغد أتي الدار ودخل إلي العيال، وقصد إلي أُمّ أحمد فقال لها: هات التي أودعك أبي، فصرخت ولطمت وجهها، وشقّت جيبها وقالت: مات واللّه! سيّدي، فكفّها وقال لها: لاتكلّمي بشي ء، ولاتظهريه حتّي يجي ء الخبر إلي الوالي، فأخرجت إليه سفطاً، وألفي دينار أو أربعة آلاف دينار، فدفعت ذلك أجمع إليه دون غيره وقالت: إنّه قال لي فيما بيني وبينه، وكانت أثيرة عنده: ( الأثير، ج أثراء: المكرّم المكين، المنجد: 3. )
احتفظي بهذه الوديعة عندك، لاتطّلعي عليها أحداً حتّي أموت، فإذا مضيت فمن أتاك من ولدي فطلبها منك فادفعيها إليه، واعلمي أنّي قد متّ.
وقد جاءني واللّه! علامة سيّدي، فقبض ذلك منها وأمرهم بالإمساك جميعاً إلي أن ورد الخبر وانصرف، فلم يعد لشي ء من المبيت كما كان يفعل، فما لبثنا إلّا أيّاماً يسيرة حتّي جاءت الخريطة بنعيه، فعدّدنا الأيّام وتفقّدنا الوقت، فإذا هو قد ( الخريطة: وعاء من جلّة أو نحوه يُشدّ علي ما فيه. المعجم الوسيط: 228. )
مات في الوقت الذي فعل أبو الحسن ( عليه السلام ) ما فعل، من تخلّفه عن المبيت وقبضه لما قبض.
( الكافي: 381/1 ح 6. عنه البحار: 246/48 ح 53، وإثبات الهداة: 249/3 ح 10، ومدينة المعاجز: 33/7 ح 2132، والأنوار البهيّة: 203 س 15، والوافي: 663/3 ح 1266.
دلائل الإمامة: 372 ح 333، وفيه: أخبرني أبو الحسين محمّد بن هارون، عن أبيه، عن أبي جعفر بن الوليد، عن أبي محمّد بن أبي نصر قال: حدّثني مسافر قال:... بتفاوت، عنه مدينة المعاجز: 107/7 ح 2212.
الخرائج والجرائح: 371/1 ح 29، بتفاوت. عنه البحار: 71/49 ح 94.
إثبات الوصيّة: 200 س 2، بتفاوت، و205 س 8 قطعة منه، عنه مستدرك الوسائل: 455/2 ح 2453، باختصار.
قطعة منه في (نومه ( عليه السلام ) علي باب حجرة أبيه، مراعياً لوصيّته) و(مطالبة ودائع أبيه ( عليهماالسلام ) التي كانت عند أمّ أحمد). )


الثاني - علمه ( عليه السلام ) بأجل سائر الناس:
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن موسي المتوكّل قال: حدّثنا عبد اللّه بن جعفر الحميريّ، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن الحسن بن عليّ الوشّاء، عن مسافر قال: كنت مع أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) بمني فمرّ يحيي بن خالد مع قوم من آل برمك فقال ( عليه السلام ) : مساكين هؤلاء، لايدرون مايحلّ بهم في هذه السنة!
ثمّ قال: هاه! وأعجب من هذا هارون وأنا كهاتين، وضمّ بإصبعيه - .
قال مسافر: فواللّه! ما عرفت معني حديثه حتّي دفنّاه معه.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 225/2 ح 2. عنه مدينة المعاجز: 104/7 ح 2208. عنه وعن البصائر والإرشاد، البحار: 44/49 ح 36.
الكافي: 491/1 ضمن ح 9. عنه مدينة المعاجز: 20/7 ح 2115. عنه وعن العيون والبصائر، إثبات الهداة: 252/3 ح 19.
إرشاد المفيد: 309 س 18.
دلائل الإمامة: 359 س 7، أورد مضمونه.
المناقب لابن شهرآشوب: 340/4 س 2. عنه البحار: 59/49 ضمن ح 74.
كشف الغمّة: 275/2 س 3.
بصائر الدرجات: 504 ح 14.
إعلام الوري: 60/2 س 3.
الثاقب في المناقب: 482 ح 411.
الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: 245 س 22. عنه إثبات الهداة: 317/3 س 22.
نور الأبصار: 322 س 24.
قطعة منه في (إخباره ( عليه السلام ) بشهادته). )

2 - الشيخ الصدوق :...محمّد بن عبد اللّه الطاهريّ كتب إلي ال رضا ( عليه السلام ) يشكو عمّه بعمل السلطان، والتلبّس به، وأمر وصيّته في يديه.
فكتب ( عليه السلام ) : أمّا الوصيّة فقد كفيت أمرها.
فاغتمّ الرجل، وظنّ أنّها تؤخذ منه، فمات بعد ذلك بعشرين يوماً.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 204/2 ح 2.
يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2515. )

3 - الحضينيّ : عن محمّد بن ميمون الخراسانيّ، عن محمّد بن إسحاق الكوفيّ، عن عليّ بن مهران، قال: جاءني رجل من شيعة أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، فقلت: جعلت فداك، تكتب إليه، فإنّ لي بنتاً قد طلب أبواها أن يهب لها العافية، أويريحنا منها.
قال جعفر بن محمّد بن يونس: فأردت الخروج إليه، فحملت برسالة الرجل، فلمّا عاد جعفر، أخبرنا أنّه أبقي الرسالة، وأخذ بيده فغمزها، ثمّ قال له: قد كفيت مؤونتها.
فحفظت منه ( عليه السلام ) ، فلمّا قدمت وجدتها قد ماتت قبل قدومي بيوم واحد.
( الهداية الكبري: 288 س 24. )
4 - ابن شهرآشوب : خالد بن نجيح قال: دخلت علي الرضا ( عليه السلام ) فقال لي: من ههنا من أصحابكم مريض؟
فقلت: عثمان بن عيسي من أوجع الناس.
فقال ( عليه السلام ) : قل له: يخرج، ثم قال: مَن ههنا؟
فعدّدت عليه ثمانية، فأمر بإخراج أربعة، وكفّ عن أربعة، فما أمسينا من الغد حتّي دفنّا الأربعة الذي كفّ عن إخراجهم، وخرج عثمان بن عيسي.
( المناقب: 335/4 س 15. عنه مدينة المعاجز: 223/7 ح 2273. )

(و) - إخباره ( عليه السلام ) بالآجال
وفيه سبعة أمور

الأوّل - إخباره بشهادت أبيه ( عليهماالسلام ) :
1 - أبو عمرو الكشّيّ : حدّثني عليّ بن محمّد بن قتيبة، قال: حدّثني الفضل بن شاذان، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الواسطيّ ومحمّد بن يونس، قال: حدّثنا الحسن بن قياما الصيرفيّ، قال: حججت في سنة ثلاث وتسعين ومائة وسألت أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) فقلت: جعلت فداك، ما فعل أبوك؟!
قال ( عليه السلام ) : مضي كما مضي آباؤه.
قلت: فكيف أصنع بحديث حدّثني به يعقوب بن شعيب، عن أبي بصير: أنّ أباعبد اللّه ( عليه السلام ) قال: إن جاءكم من يخبركم أنّ ابني هذا مات، وكفّن وقُبر، ونفضوا أيديهم من تراب قبره، فلاتصدّقوا به؟!
فقال ( عليه السلام ) : كذب أبو بصير، ليس هكذا حدّثه، إنّما قال: إن جاءكم عن صاحب هذا الأمر.
( رجال الكشّيّ: 475 رقم 902.
قطعة منه في (مارواه عن الصادق ( عليه السلام ) ). )

2 - أبو عمرو الكشّيّ :...محمّد بن عيسي، قال: حدّثنا صفوان، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال صفوان: أدخلت عليه إبراهيم وإسماعيل ابنا أبي سمّال فسلّما عليه، فأخبراه بحالهما، وحال أهل بيتهما في هذا الأمر، وسألا عن أبي الحسن، فخبّرهما: بأنّه قد توفّي....
( رجال الكشّيّ: 472 رقم 899.
تقدّم الحديث بتمامه في رقم 235. )

3 - أبو عمرو الكشّيّ :...حسين بن عمر بن يزيد، قال:
دخلت علي الرضا ( عليه السلام ) وأنا شاكّ في إمامته...فقلت للرضا ( عليه السلام ) : قد مضي أبوك؟
فقال ( عليه السلام ) : إي واللّه! وإنّي لفي الدرجة التي فيها رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ....
( رجال الكشّيّ: 614 رقم 1146.
تقدّم الحديث بتمامه في رقم 285. )

4 - الشيخ الصدوق :...جعفر بن محمّد النوفليّ قال: أتيت الرضا ( عليه السلام ) وهو بقنطرة أربق فسلّمت عليه، ثمّ جلست وقلت: جعلت فداك، إنّ أُناساً يزعمون أنّ أباك حيّ.
فقال: كذبوا! لعنهم اللّه ولو كان حيّاً ما قسّم ميراثه، ولانكح نساؤه، ولكنّه واللّه ذاق الموت كما ذاقه عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ....
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 216/2، ح 23.
يأتي الحديث بتمامه في ف 2 - 4 رقم 1099. )


الثاني - إخباره ( عليه السلام ) بشهادة نفسه:
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن الوشّاء، عن مسافر، أنّ أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال له: يا مسافر! هذا القناة فيها حيتان؟
قال: نعم، جعلت فداك.
فقال ( عليه السلام ) : إنّي رأيت رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) البارحة، وهو يقول: يا عليّ! ماعندنا خير لك.
( الكافي: 260/1 ح 6، عنه الوافي: 599/3 ح 1168.
بصائر الدرجات: الجزء العاشر 503 ح 9. عنه البحار: 306/49 ح 15.
الخرائج والجرائح: 366/1 ح 24، بتفاوت. عنه البحار: 54/49 ح 63.
قطعة منه في (ما رواه عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ). )

بيان: قال العلّامة المجلسي في ذيل الحديث: لعلّ ذكر الحيتان إشارة إلي ماظهر في قبره منها، أو المعني أنّ علمي بموتي كعلمي بها.
2 - الشيخ الصدوق :...مسافر قال: كنت مع أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) بمني فمرّ يحيي بن خالد مع قوم من آل برمك فقال ( عليه السلام ) : مساكين هؤلاء لايدرون مايحلّ بهم في هذه السنة!
ثمّ قال: هاه! وأعجب من هذا هارون وأنا كهاتين، وضمّ بإصبعيه - .
قال مسافر: فواللّه ما عرفت معني حديثه حتّي دفنّاه معه.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 225/2 ح 2.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 445. )

3 - الشيخ الصدوق :...عن أبي الصلت الهرويّ قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) :...فقال ( عليه السلام ) :...مامنّا إلّا مقتول، وإنّي واللّه! لمقتول بالسمّ، باغتيال من يغتالني، أعرف ذلك بعهد معهود إليّ من رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، أخبره به جبرئيل عن ربّ العالمين عزّ وجلّ....
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 203/2 ح 5.
يأتي الحديث بتمامه في ف 1 - 4 رقم 910. )

4 - الشيخ الصدوق :...الحسن بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون يوماً، وعنده عليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) ، وقد اجتمع الفقهاء وأهل الكلام من الفرق المختلفة...قال الحسن بن جهم: فلمّا قام الرضا ( عليه السلام ) تبعته، فانصرف إلي منزله فدخلت عليه وقلت له: يا ابن رسول اللّه! الحمد للّه الذي وهب من جميل رأي أمير المؤمنين ما حمله علي ما أري من إكرامه لك، وقبوله لقولك.
فقال ( عليه السلام ) : يا ابن الجهم! لا يغرّنّك ما ألفيته عليه من إكرامي والاستماع منّي، فإنّه سيقتلني بالسمّ، وهو ظالم إلي أن أعرف ذلك بعهد معهود إليّ من آبائي عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، فاكتم هذا ما دمت حيّاً.
قال الحسن بن الجهم: فما حدّثت أحداً بهذا الحديث إلي أن مضي ( عليه السلام ) بطوس مقتولاً بالسمّ....
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 200/2 ح 1.
يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2386. )

5 - الشيخ الصدوق :...إسحاق بن حمّاد قال: كان المأمون يعقد مجالس النظر، ويجمع المخالفين لأهل البيت ( عليهم السلام ) : ، ويكلّمهم في إمامة أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وتفضيله علي جميع الصحابة تقرّباً إلي أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) .
وكان الرضا ( عليه السلام ) يقول لأصحابه الذين يثق بهم: ولاتغترّوا منه بقوله، فمايقتلني واللّه! غيره، و لكنّه لابدّ لي من الصبر حتّي يبلغ الكتاب أجله.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 184/2 ح 1.
يأتي الحديث بتمامه في ف 3 رقم 791. )

6 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عبد السلام بن صالح الهرويّ قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: إنّي سأُقتل بالسمّ مظلوماً، وأُقبر إلي جنب هارون، ويجعل اللّه تربتي مختلف شيعتي وأهل محبّتي، فمن زارني في غربتي وجبت له زيارتي يوم القيامة، والذي أكرم محمّداً ( صلي الله عليه وآله وسلم ) بالنبوّة ( في المدينة: أوجبت زيارته في يوم القيامة. )
واصطفاه علي جميع الخليقة، لا يصلّي أحد منكم عند قبري ركعتين إلّا استحقّ المغفرة من اللّه عزّ وجلّ يوم يلقاه.
والذي أكرمنا بعد محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) بالإمامة وخصّنا بالوصيّة، إنّ زوّار قبري لأكرم الوفود علي اللّه يوم القيامة، وما من مؤمن يزورني فيصيب وجهه قطرة من الماء إلّا حرّم اللّه تعالي جسده علي النار.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 226/2 ح 1. عنه مدينة المعاجز: 156/7 ح 2246، والبحار: 36/99 ح 23، وإثبات الهداة: 278/3 ح 88، قطعة منه، ووسائل الشيعة: 559/14 ح 19820.
قطعة منه في (كيفيّة شهادته) و(مدفنه) و(ثواب زيارته والصلاة عند قبره). )

7 - الشيخ الصدوق : حدّثنا تميم بن عبد اللّه بن تميم القرشيّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا أبي قال: حدّثني محمّد بن يحيي قال: حدّثني محمّد بن خلف الطاطريّ قال: حدّثني هرثمة بن أعين قال: كنت ليلة بين يدي ( في المدينة: الطاهري. )
المأمون حتّي مضي من الليل أربع ساعات، ثمّ أذن لي في الانصراف، فانصرفت، فلمّا مضي من الليل نصفه قرع قارع الباب، فأجابه بعض غلماني، فقال له: قل لهرثمة: أجب سيّدك!
قال: فقمت مسرعاً وأخذت علي أثوابي وأسرعت إلي سيّدي الرضا ( عليه السلام ) ، فدخل الغلام بين يديّ ودخلت وراءه، فإذا أنا بسيّدي ( عليه السلام ) في صحن داره جالس، فقال لي: يا هرثمة! فقلت: لبّيك يا مولاي!
فقال ( عليه السلام ) لي: اجلس، فجلست.
فقال لي: اسمع وعِه، يا هرثمة! هذا أوان رحيلي إلي اللّه تعالي، ولحوقي بجدّي وآبائي ( عليهم السلام ) : ، وقد بلغ الكتاب أجله، وقد عزم هذا الطاغي علي سمّي في عنب ورمّان مفروك فأمّا العنب فإنّه يغمس السلك في السمّ، ويجذبه بالخيط بالعنب، ( فَرَك الشي ء فَرْكاً: حكّه. يقال: فَرَك الحِمَّص وفَرَك الجَوز: حكّهما ليزيل ما عليهما من القشر. المعجم الوسيط: 686. )
وأمّا الرمّان فإنّه يطرح السمّ في كفّ بعض غلمانه، ويفرك الرمّان بيده ليتلطّخ حبّة في ذلك السمّ، وأنّه سيدعوني في اليوم المقبل، ويقرب إليّ الرمّان والعنب، ويسألني أكلها فآكلها، ثمّ ينفذ الحكم ويحضر القضاء، فإذا أنا متّ فسيقول: أنا أغسله بيدي، فإذا قال ذلك فقل له عنّي بينك وبينه أنّه قال لي: لاتتعرّض لغسلي ولا لتكفيني ولا لدفني، فإنّك إن فعلت ذلك عاجلك من العذاب ما أخّر عنك، وحلّ بك أليم ما تحذر، فإنّه سينتهي.
قال: فقلت: نعم، ياسيّدي!
قال: فإذا خلّي بينك وبين غسلي حتّي تري فيجلس في علوّ من أبنيته مشرفاً علي موضع غسلي لينظر، فلا تتعرّض يا هرثمة! لشي ء من غسلي حتّي تري فسطاطاً أبيض قد ضرب في جانب الدار، فإذا رأيت ذلك فاحملني في أثوابي التي أنا فيها، فضعني من وراء الفسطاط وقف من ورائه، ويكون من معك دونك ولا تكشف عنّي الفسطاط حتّي تراني فتهلك، فإنّه سيشرف عليك ويقول لك: يا هرثمة! أليس زعمتم أنّ الإمام لا يغسّله إلّا إمام مثله، فمن يغسّل أباالحسن عليّ بن موسي، وابنه محمّد بالمدينة من بلاد الحجاز، ونحن بطوس؟
فإذا قال ذلك فأجبه وقل له: إنّا نقول: إنّ الإمام لا يجب أن يغسّله إلّا إمام مثله، فإن تعدّي متعدّ فغسل الإمام لم تبطل إمامة الإمام لتعدّي غاسله، ولا بطلت إمامة الإمام الذي بعده بأن غلب علي غسل أبيه، ولو ترك أبو الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) بالمدينة، لغسّله ابنه محمّد ظاهراً مكشوفاً، ولا يغسّله الآن أيضاً إلّا هو من حيث يخفي فإذا ارتفع الفسطاط فسوف تراني مدرجاً في أكفاني، فضعني علي نعشي واحملني، فإذا أراد أن يحفر قبري فإنّه سيجعل قبر أبيه هارون الرشيد قبلة لقبري، ولا يكون ذلك أبداً، فإذا ضربت المعاول ينبّ عن ( المعول: آلة من الحديد يُنقَر بها الصخر. المعجم الوسيط، «عول». )
( نبّ نبّاً: صاح. المعجم الوسيط: 896. )
الأرض ولم يحفر لهم منها شي ء، ولا مثل قلامة ظفر، فإذا اجتهدوا في ذلك وصعب عليهم فقل له عنّي: إنّي أمرتك أن تضرب مِعولاً واحداً في قبلة قبر أبيه هارون الرشيد، فإذا ضربت نفذ في الأرض إلي قبر محفور، وضريح قائم، فإذا انفرج القبر فلا تنزلني إليه حتّي يفور من ضريحه الماء الأبيض فيمتلي ء منه ذلك القبر حتّي يصير الماء (مساوياً مع وجه الأرض)، ثمّ يضطرب فيه حوت بطوله، فإذا اضطرب فلا تنزلني إلي القبر إلّا إذا غاب الحوت وأغار الماء فأنزلني في ذلك القبر، وألحدني في ذلك الضريح، ولا تتركهم يأتوا بتراب يلقونه عليّ، فإنّ القبر ينطبق من نفسه ويمتلي ء.
قال: قلت: نعم سيّدي، ثمّ قال لي: احفظ ما عهدت إليك، واعمل به ولاتخالف.
قلت: أعوذ باللّه أن أُخالف لك أمراً يا سيّدي!
قال هرثمة: ثمّ خرجت باكياً حزيناً، فلم أزل كالحبّة المقلاة لا يعلم ما في نفسي إلّا اللّه تعالي، ثمّ دعاني المأمون فدخلت إليه، فلم أزل قائماً إلي ضحي النهار، ثمّ قال المأمون: امض يا هرثمة! إلي أبي الحسن ( عليه السلام ) فاقرأه منّي السلام وقل له: تصير إلينا أو نصير إليك، فإن قال لك: بل نصير إليه فاسأله عنّي أن يقدم ذلك.
قال: فجئته فلمّا اطّلعت عليه قال لي: يا هرثمة! أليس قد حفظت ما أوصيتك به؟
قلت: بلي، قال: قدّموا إليّ نعلي، فقد علمت ما أرسلك به.
قال: فقدّمت نعليه ومشي إليه، فلمّا دخل المجلس قام إليه المأمون قائماً، فعانقه وقبّل ما بين عينيه، وأجلسه إلي جانبه علي سريره وأقبل عليه يحادثه ساعة من النهار طويلة، ثمّ قال لبعض غلمانه: يؤتي بعنب ورمّان.
قال هرثمة: فلمّا سمعت ذلك لم أستطع الصبر، ورأيت النفضة قد عرضت في ( نفض الثوب أوالصبغ: ذهب بعض لونه. المعجم الوسيط: 941. )
بدني، فكرهت أن يتبيّن ذلك فيّ، فتراجعت القهقري حتّي خرجت فرميت نفسي في موضع من الدار، فلمّا قرب زوال الشمس أحسست بسيّدي قد خرج من عنده ورجع إلي داره، ثمّ رأيت الأمر قد خرج من عند المأمون بإحضار الأطبّاء والمترفّقين، فقلت: ما هذا؟
فقيل لي: علّة عرضت لأبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) ، وكان الناس في شكّ، وكنت علي يقين لما أعرف منه.
قال: فما كان من الثلث الثاني من الليل حتّي علا الصياح، وسمعت الصيحة من الدار فأسرعت فيمن أسرع، فإذاً نحن بالمأمون مكشوف الرأس، محلّل الأزرار، قائماً علي قدميه، ينتحب ويبكي.
قال: فوقفت فيمن وقف وأنا أتنفّس الصعداء، ثمّ أصبحنا فجلس المأمون للتعزية، ثمّ قام فمشي إلي الموضع الذي فيه سيّدنا ( عليه السلام ) فقال له: أصلحوا لنا موضعاً فإنّي أُريد أن أُغسّله، فدنوت منه فقلت له ما قاله سيّدي بسبب الغسل والتكفين والدفن فقال لي: لست أُعرّض لذلك، ثمّ قال: شأنك يا هرثمة! قال: فلم أزل قائماً حتّي رأيت الفسطاط قد ضرب، فوقفت من ظاهره وكلّ من في الدار دوني، وأنا أسمع التكبير، والتهليل، والتسبيح، وتردّد الأواني، وصبّ الماء، وتضوع الطيب لم أشمّ أطيب منه.
( ضاع الشي ء ضوعاً: تحرّك، فانتشرت رائحته. المعجم الوسيط: 546. )
قال: فإذاً أنا بالمأمون قد أشرف علي بعض أعالي داره فصاح: يا هرثمة! أليس زعمتم أنّ الإمام لا يغسّله إلّا إمام مثله، فأين محمّد بن عليّ ابنه عنه، وهو بمدينة رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وهذا بطوس خراسان!
قال: فقلت له: يا أمير المؤمنين! إنّا نقول: إنّ الإمام لا يجب أن يغسّله إلّا إمام مثله، فإن تعدّي متعدّ فغسل الإمام لم تبطل إمامة الإمام لتعدّي غاسله، ولاتبطل إمامة الإمام الذي بعده بأن غلب علي غسل أبيه، ولو ترك أبو الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) بالمدينة لغسّله ابنه محمّد ظاهراً، ولا يغسّله الآن أيضاً إلّا هو من حيث يخفي.
قال: فسكت عنّي، ثمّ ارتفع الفسطاط، فإذا أنا بسيّدي ( عليه السلام ) مدرج في أكفانه، فوضعته علي نعشه، ثمّ حملناه فصلّي عليه المأمون وجميع من حضر، ثمّ جئنا إلي موضع القبر فوجدتهم يضربون المعاول دون قبر هارون ليجعلوه قبلة لقبره، والمعاول تنبو عنه حتّي مايحفر ذرّة من تراب الأرض فقال لي: ويحك، يا هرثمة! أما تري الأرض كيف تمتنع من حفر قبر له؟
فقلت له: يا أمير المؤمنين! إنّه قد أمرني أن أضرب معولاً واحداً في قبلة قبر أمير المؤمنين أبيك الرشيد، ولا أضرب غيره.
قال: فإذا ضربت يا هرثمة! يكون ماذا؟
قلت: إنّه أخبر أنّه لا يجوز أن يكون قبر أبيك قبلة لقبره، فإذا أنا ضربت هذا المعول الواحد نفذ إلي قبر محفور من غير يد تحفره، وبان ضريح في وسطه.
قال المأمون: سبحان اللّه! ما أعجب هذا الكلام! ولا أعجب من أمر أبي الحسن ( عليه السلام ) ، فاضرب يا هرثمة، حتّي نري.
قال هرثمة: فأخذت المعول بيدي فضربت به في قبلة قبر هارون الرشيد، قال: فنفذ إلي قبر محفور من غير يد تحفره، وبان ضريح في وسطه، والناس ينظرون إليه، فقال: أنزله إليه، يا هرثمة!
فقلت: يا أمير المؤمنين! إنّ سيّدي أمرني أن لا أنزل إليه حتّي ينفجر من أرض هذا القبر ماء أبيض، فيمتلي ء منه القبر حتّي يكون الماء مع وجه الأرض، ثمّ يضطرب فيه حوت بطول القبر، فإذا غاب الحوت وغار الماء وضعته علي جانب القبر، وخلّيت بينه وبين ملحده فقال: فافعل يا هرثمة! ما أمرت به.
قال هرثمة: فانتظرت ظهور الماء والحوت، فظهر ثمّ غاب، وغار الماء، والناس ينظرون، ثمّ جعلت النعش إلي جانب قبره، فغطّي قبره بثوب أبيض لم أبسطه، ثمّ أنزل إلي قبره بغير يدي، ولا يد أحد ممّن حضر.
فأشار المأمون إلي الناس أن هاتوا التراب بأيديكم واطرحوه فيه.
فقلت: لا نفعل يا أمير المؤمنين! قال: فقال: ويحك! فمن يملؤه؟
فقلت: قد أمرني أن لا يطرح عليه التراب، وأخبرني أنّ القبر يمتلي ء من ذات نفسه، ثمّ ينطبق ويتربّع علي وجه الأرض، فأشار المأمون إلي الناس: أن كفّوا!
قال: فرموا ما في أيديهم من التراب، ثمّ امتلأ القبر، وانطبق، وتربّع علي وجه الأرض، فانصرف المأمون وانصرفت، فدعاني المأمون وخلاّني ثمّ قال لي: أسألك باللّه، يا هرثمة! لمّا صدّقتني عن أبي الحسن (قدّس اللّه روحه) بما سمعته منه.
قال: فقلت: قد أخبرت يا أمير المؤمنين! بما قال لي.
فقال: باللّه إلّا ما صدّقتني عمّا أخبرك به غير هذا الذي قلت لي.
قال: فقلت: يا أمير المؤمنين! فعمّا تسألني؟ ف
قال لي: يا هرثمة! هل أسرّ إليك شيئاً غير هذا؟ قلت: نعم.
قال: ما هو؟ قلت: خبر العنب والرمّان، قال: فأقبل المأمون يتلوّن ألواناً يصفرّ مرّة، ويحمرّ أُخري، ويسودّ أُخري، ثمّ تمدّد مغشيّاً عليه، فسمعته في غشيته وهو يجهر ويقول: ويل للمأمون من اللّه، ويل له من رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، ويل له من عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، ويل للمأمون من فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ، ويل للمأمون من الحسن والحسين، ويل للمأمون من عليّ بن الحسين، ويل للمأمون من محمّد بن عليّ، ويل للمأمون من جعفر بن محمّد، ويل له من موسي بن جعفر، ويل للمأمون من عليّ بن موسي الرض ( عليهم السلام ) : ، هذا واللّه! هو الخسران المبين، يقول هذا القول ويكرّره.
فلمّا رأيته قد أطال ذلك ولّيت عنه، وجلست في بعض نواحي الدار.
قال: فجلس ودعاني، فدخلت عليه وهو جالس كالسكران، فقال: واللّه! ما أنت عليّ أعزّ منه، ولا جميع من في الأرض والسماء، واللّه! لئن بلغني أنّك أعدت ممّا رأيت وسمعت شيئاً، ليكوننّ هلاكك فيه.
قال: فقلت: يا أمير المؤمنين! إن ظهرت علي شي ء من ذلك منّي فأنت في حلّ من دمي.
قال: لا، واللّه! وتعطيني عهداً وميثاقاً علي كتمان هذا وترك إعادته، فأخذ عليّ العهد والميثاق، وأكّده عليّ.
قال: فلمّا ولّيت عنه صفق بيديه وقال: ( يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَايَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَايَرْضَي مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا) .
( النساء: 108/4. )
وكان للرضا ( عليه السلام ) من الولد محمّد الإمام ( عليه السلام ) ، وكان يقول له الرضا ( عليه السلام ) : الصادق، والصابر، والفاضل، وقرّة أعين المؤمنين، وغيظ الملحدين.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 245/2 ح 1. عنه مدينة المعاجز: 165/7 ح 2249،
والبحار: 9/49 ح 3، قطعة منه، و293 ح 8، وإثبات الهداة: 281/3 ح 98، قطعة منه.
العدد القويّة: 276 ح 13.
الهداية الكبري: 282 س 12، بتفاوت.
كشف الغمّة: 332/2 س 17، قطعة منه وبتفاوت.
دلائل الإمامة: 351 ح 305، وفيه: أبو الحسن بن عبّاد، قال: حدّثني أبو عليّ محمّد بن مرشد القمّيّ، قال: حدّثنا محمّد بن منير قال: حدّثني محمّد بن خالد الطاطريّ ...، بتفاوت.
عيون المعجزات: 115 س 3، كما أورده الحضيني في الهداية.
المناقب لابن شهرآشوب: 372/4 س 17، مع سقط في صدر الحديث.
إعلام الوري: 86/2 س 4، قطعة منه.
قطعة منه في (كيفيّة شهادته ( عليه السلام ) ) و(تغسيله وتكفينه علي يدي ابنه الجواد ( عليهماالسلام ) ) و(محلّ دفنه) و(قاتله) و(أولاده) و( إنّ الإمام لايغسّله إلّا إمام مثله). )

8 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر ال همدانيّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن ياسر الخادم، قال: قال عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) : لاتشدّ الرحال إلي شي ء من القبور إلّا إلي قبورنا، ألاوإنّي مقتول بالسمّ ظلماً، ومدفون في موضع غربة، فمن شدّ رحله إلي زيارتي استجيب دعاؤه، وغفر له ذنوبه.
( في الخصال: ذنبه. )
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 254/2 ح 1. عنه مدينة المعاجز: 180/7 ح 2253، وإثبات الهداة: 283/3 ح 99.
الخصال: 143 ح 167. عنه وعن العيون، البحار: 36/99 ح 21، ووسائل الشيعة: 562/14 ح 19828، والفصول المهمّة للحرّ العامليّ: 376/3 ح 3127.
قطعة منه في (ثواب زيارته ( عليه السلام ) ) و(زيارة قبور الأئمّ ( عليهم السلام ) : ) و(كيفيّة شهادته ( عليه السلام ) ) و(مدفنه ( عليه السلام ) ) و(زيارة قبور الأئمّ ( عليهم السلام ) : ) و(ثواب زيارته ( عليه السلام ) ). )

9 - الشيخ الصدوق :...عبد السلام بن صالح الهرويّ قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: واللّه ما منّا إلّا مقتول شهيد.
فقيل له: ومن يقتلك يا ابن رسول اللّه؟
قال: شرّ خلق اللّه في زماني يقتلني بالسمّ....
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 256/2 ح 9.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 525. )

10 - ابن حجر الهيتميّ: وأخبر قبل موته بأنّه يأكل عنباً ورمّاناً مبثوثاً ويموت، وأنّ المأمون يريد دفنه خلف الرشيد فلم يستطع، فكان ذلك كلّه كما أخبربه.
( الصواعق المحرقة: 204 س 23. )
11 - ابن الصبّاغ : قال هرثمة بن أعين، وكان من خدّام الخليفة عبد اللّه المأمون، إلّا أنّه كان محبّاً لأهل البيت إلي الغاية، ويعدّ نفسه من شيعتهم، وكان قائماً بخدمة الرضا ( عليه السلام ) وجمع مصالحه مؤثراً لذلك علي جميع أصحابه، مع تقدّمه عند المأمون وقربه منه قال: طلبني سيّدي أبوالحسن الرضا ( عليه السلام ) في يوم من الأيّام، فقال لي: يا هرثمة! إنّي مطّلعك علي أمر يكون سرّاً عندك، لاتظهره لأحد مدّة حياتي، فإن أظهرته حال حياتي كنت خصيماً لك عند اللّه، فحلفت له أنّي لا أتفوّه بما تقوله لي مدّة حياته، فقال لي: اعلم يا هرثمة! إنّه قد دنا رحيلي ولحوقي بجدّي وآبائي وقد بلغ الكتاب أجله، وإنّي أطعم عنباً ورمّاناً مفتوناً فأموت، ويقصد الخليفة أن يجعل قبري خلف قبر أبيه الرشيد، وأنّ اللّه لايقدره علي ذلك، وأنّ الأرض تشتدّ عليهم فلاتعمل فيها المعاول، ولايستطيعون حفر شي ء منها، فتكون تعلم يا هرثمة! إنّما مدفني في الجهة الفلانية من الحدّ الفلاني بموضع يمينه له عنده، فإذا أنا متّ وجهّزت فأعلمه بجميع ما قلته لك، ليكونوا علي بصيرة من أمري، وقل له: إن أوضعت في نعشي وأرادوا الصلاة عليّ فلايصلّي عليّ، وليأتي بي قليلاً، فإنّه يأتيكم رجل عربيّ ملثم علي ناقة له ( اللِثام: ما يُغَطّي به الشفَة. المصباح المنير: 549. )
مسرع من جهة الصحراء، عليه وعثاء السفر فينيخ راحلته وينزل عنها، فيصلّي ( الوعثاء: المشقّة والتعب. المعجم الوسيط: 1043. )
عليّ وصلّوا معه عليّ، فإذا فرغتم من الصلاة عليّ وحملتموني إلي مدفني الذي عيّنته لك، فاحفر شيئاً يسيراً من وجه الأرض، تجد قبراً مطبقاً معموراً، في قعره ماء أبيض، إذا كشفت عنه الطبقات نضب الماء، فهذا مدفني فادفنوني فيه، واللّه! اللّه! يا هرثمة! أن تخبر بهذا أو بشي ء منه قبل موتي،
قال هرثمة: فواللّه ما طالت الأناة حتّي أكل الرضا عند الخليفة عنباً ورمّاناً مفتوناً فمات.
عن أبي الصلت الهرويّ، قال: دخلت علي الرضا وقد خرج من عند المأمون فقال: يا أبا الصلت! قد فعلوها، وجعل يوحّد اللّه ويمجّده، فأقام يومين ومات في اليوم الثالث.
قال هرثمة: فدخلت علي عبد اللّه المأمون لمّا رفع إليه موت أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) فوجدت المنديل في يده وهو يبكي عليه.
فقال: يا أمير المؤمنين! ثمّ كلام، أتاذن لي أن أقوله لك؟
قال: قل، قلت: إنّ الرضا أسرّ إليّ في حياته بأمر، وعاهدني أن لا أبوح به لأحد إلّا لك عند موته، وقصصت عليه القصّة التي قالها لي من أوّلها إلي آخرها، وهو متعجّب من ذلك، ثمّ أمر بتجهيزه وخرجنا بجنازته إلي المصلّي، وتأتينا بالصلاة عليه قليلاً، فإذا بالرجل قد أقبل علي بعير من جهة الصحراء كما قال، ونزل ولم يكلّم أحداً، فصلّي عليه وصلّي الناس معه، وأمر الخليفة بطلب الرجل فلم يروا له أثراً ولا لبعيره، ثمّ إنّ الخليفة قال: نحفر له من خلف قبر الرشيد.
فقلت له: يا أمير المؤمنين! ألم نخبرك بمقالته؟
قال: نريد ننظر إلي ما قلته، فعجز الحافرون فكانت الأرض أصلب من الصخر الصوّان، وعجزوا عن حفرها، وتعجّب الحاضرون من ذلك، وتبيّن للمأمون ( الصوّان: ضرب من الحجارة شديد. القاموس المحيط: 343/4. )
صدق ما قلته له عنه.
فقال: أرني الموضع الذي أشار إليه، فجئت بهم إليه فما كان إلّا أن كشف التراب عن وجه الأرض فظهرت الأطباق فرفعناها، فظهر من تحتها قبر معمول، وإذا في قعره ماء أبيض، وعلمت الخليفة، فحفروا قبره علي الصفة التي ذكرتها له، وأشرف عليه المأمون وأبصره.
ثمّ إنّ ذلك الماء نشف من وقته، فواريناه ورددنا فيه الأطباق علي حالها والتراب، ولم يزل الخليفة المأمون يتعجّب بما رأي وممّا سمعه منّي ويتأسّف عليه ويندم، وكلّما خلوت في خدمته يقول لي: يا هرثمة! كيف قال لك أبو الحسن الرضا؟ فأعيد عليه الحديث فيتلهّف ويتأسّف ويقول: إنّا للّه وإنّا إليه ( اللهف: الحزن والأسي. يقال: يالهف فلان: كلمة يُتحسّر بها علي ما فات. المعجم الوسيط: 842. )
راجعون.
( الفصول المهمّة: 261 س 18. عنه إثبات الهداة: 318/3 س 21.
نور الأبصار: 323 س 22. عنه الأنوار البهيّة: 236 س 17.
حلية الأبرار: 421/4 س 9، عن مطالب السئول.
كشف الغمّة: 265/2 س 15، بتفاوت.
قطعة منه في (قاتله) و(كيفيّة شهادته) و(محلّ دفنه) و(إخباره بمجي ء ابنه الجواد ( عليهماالسلام ) للصلاة عليه). )


الثالث - إخباره ( عليه السلام ) بمحلّ شهادته:
1 - الشيخ الطوسيّ : روي محمّد بن عبداللّه بن الأفطس، قال: دخلت علي المأمون فقرّبني وحيّاني، ثمّ قال: رحم اللّه الرضا ( عليه السلام ) ما كان أعلمه! لقد أخبرني بعجب سألته ليلة، وقد بايع له الناس.
فقلت: جعلت فداك، أري لك أن تمضي إلي العراق وأكون خليفتك بخراسان
فتبسّم ثمّ قال: لا، لعمري، ولكن من دون خراسان بدرجات، إنّ لنا هنا مكثاً، ولست ببارح حتّي يأتيني الموت، ومنها المحشر لامحالة.
فقلت له: جعلت فداك، وما علمك بذلك؟
فقال ( عليه السلام ) : علمي بمكاني كعلمي بمكانك.
قلت: وأين مكاني أصلحك اللّه؟
فقال ( عليه السلام ) : لقد بعدت الشقّة بيني وبينك، أموت بالمشرق، وتموت بالمغرب....
( الغيبة: 73 ح 80.
يأتي الحديث بتمامه في ف 3 رقم 786. )



الرابع - إخباره ( عليه السلام ) بكيفيّة شهادته:
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه، ومحمّد بن موسي المتوكّل، وأحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيّ، وأحمد بن عليّ بن إبراهيم بن هاشم، والحسين بن إبراهيم بن تاتانه، والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدّب، وعليّ بن عبد اللّه الورّاق رضي اللّه عنهم، قالوا: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن أبي الصلت الهرويّ، قال: بينا أنا واقف بين يدي أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ، إذ قال لي: يا أبا الصلت! ادخل هذه القبّة التي فيها قبر هارون، وائتني بتراب من أربعة جوانبها، قال: فمضيت فأتيت به، فلمّا مثلت بين يديه.
فقال لي: ناولني هذا التراب، وهو من عند الباب فناولته، فأخذه وشمّه ثمّ رمي به.
ثمّ قال: سيحفر لي هيهنا، فتظهر صخرة لو جمع عليها كلّ معول بخراسان ( المِعْوَلُ: حديدة يُنقَر بها الجبالُ، قال الجوهري: المعول، الفأس العظيمة التي يُنقر بها الصَّخر، لسان العرب: 487/11. )
لم يتهيّأ قلعها ثمّ قال: في الذي عند الرجل، والذي عند الرأس مثل ذلك ثمّ قال: ناولني هذا التراب، فهو من تربتي.
ثمّ قال: سيحفر لي في هذا الموضع، فتأمرهم أن يحفروا لي سبع مراقي إلي أسفل، وأن يشقّ لي ضريحة فإن أبوا إلّا أن يلحدوا، فتأمرهم أن يجعلوا اللحد ذراعين وشبراً، فإنّ اللّه سيوسّعه مايشاء فإذا فعلوا ذلك فإنّك تري عند رأسي نداوة، فتكلّم بالكلام الذي أُعلّمك، فإنّه ينبع الماء حتّي يمتلي اللحد، وتري فيه حيتاناً صغاراً ففتّ لها الخبز الذي أُعطيك فإنّها تلتقطه، فإذا لم يبق منه شي ء خرجت منه حوتة كبيرة، فالتقطت الحيتان الصغار حتّي لايبقي منها شي ء، ثمّ تغيب، فإذا غابت فضع يدك علي الماء، ثمّ تكلّم بالكلام الذي أُعلّمك، فإنّه ينضب الماء ولايبقي منه، ولاتفعل ذلك إلّا بحضرة المأمون.
ثمّ قال ( عليه السلام ) : يا أبا الصلت! غداً أدخل علي هذا الفاجر، فإن أنا خرجت وأنا مكشوف الرأس فتكلّم! أُكلّمك، وإن أنا خرجت وأنا مغطّي الرأس فلا تكلّمني.
قال أبو الصلت: فلمّا أصبحنا من الغد، لبس ثيابه وجلس فجعل في محرابه ينتظر، فبينما هو كذلك إذ دخل عليه غلام المأمون، فقال له: أَجب أميرالمؤمنين، فلبس نعله ورداءه، وقام يمشي وأنا أتّبعه حتّي دخل المأمون، وبين يديه طبق عليه عنب، وأَطباق فاكهة، وبيده عنقود عنب قد أكل بعضه وبقي بعضه.
فلمّا أبصر بالرضا ( عليه السلام ) وثب إليه، فعانقه وقبّل مابين عينيه، وأجلسه معه، ثمّ ناوله العنقود وقال: يا ابن رسول اللّه! ما رأيت عنباً أحسن من هذا!
فقال له الرضا ( عليه السلام ) : ربما كان عنباً حسناً يكون من الجنّة.
فقال له: كُل منه.
فقال له الرضا ( عليه السلام ) : تعفيني منه.
فقال: لابدّ من ذلك، وما يمنعك منه لعلّك تتّهمنا بشي ء.
فتناول العنقود فأكل منه، ثمّ ناوله، فأكل منه الرضا ( عليه السلام ) ثلاث حبّات ثمّ رمي به وقام، فقال المأمون: إلي أين؟
فقال: إلي حيث وجّهتني.
فخرج ( عليه السلام ) مغطّي الرأس، فلم أُكلّمه حتّي دخل الدار، فأمر أن يغلق الباب فغلق، ثمّ نام ( عليه السلام ) علي فراشه، ومكثت واقفاً في صحن الدار مهموماً محزوناً.
فبينما أنا كذلك، إذ دخل عليّ شابّ حسن الوجه، قطط الشعر، أشبه الناس ( قطط: الشديد الجعودة، وقيل الحَسَنُ الجعودة، الجعد خلاف السبط، والسبط الذي ليس بمجتمع. لسان العرب: 380/7 و121/3 و122. )
بالرضا ( عليه السلام ) ، فبادرت إليه، فقلت له: من أين دخلت والباب مغلق؟!
فقال: الذي جاء بي من المدينة في هذا الوقت هو الذي أدخلني الدار، والباب مغلق.
فقلت له: ومن أنت؟
فقال لي: أنا حجّة اللّه عليك يا أبا الصلت! أنا محمّد بن عليّ، ثمّ مضي نحو أبيه ( عليهماالسلام ) فدخل وأمرني بالدخول معه، فلمّا نظر إليه الرضا ( عليه السلام ) وثب إليه، فعانقه وضمّه إلي صدره، وقبّل ما بين عينيه، ثمّ سحبه سحباً إلي فراشه ( سَحَبَهُ، سَحْباً: جرّه علي وجه الأرض، أقرب الموارد: 498/1. )
وأكبّ عليه محمّد بن عليّ ( عليه السلام ) يقبّله ويسارّه بشي ء لم أفهمه.
ورأيت علي شفتي الرضا ( عليه السلام ) زبداً أشدّ بياضاً من الثلج، ورأيت أباجعفر ( عليه السلام ) يلحسه بلسانه، ثمّ أدخل يده بين ثوبيه وصدره، فاستخرج منه شيئاً شبيهاً بالعصفور، فابتلعه أبو جعفر ( عليه السلام ) ومضي الرضا ( عليه السلام ) .
فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : قم يا أبا الصلت! ايتني بالمغتسل والماء من الخزانة.
فقلت: ما في الخزانة مغتسل ولا ماء، وقال لي: ايته إليّ ما آمرك به.
فدخلت الخزانة فإذاً فيها مغتسل وماء فأخرجته، وشمّرت ثيابي لأُغسّله.
فقال لي: تنحّ يا أبا الصلت! فإنّ لي من يعينني غيرك، فغسّله.
ثمّ قال لي: ادخل الخزانة، فأخرج إليّ السفط الذي فيه كفنه وحنوطه، ( السَفَط: الذي يُعَبّي فيه الطيب ... اَلسّفط كالجوالق، لسان العرب: 315/7. )
فدخلت، فإذاً أنا بسفط لم أره في تلك الخزانة قطّ، فحملته إليه، فكفّنه وصلّي عليه.
ثمّ قال لي: ايتني بالتابوت، فقلت: أمضي إلي النجّار حتّي يصلح التابوت؟
قال: قم! فإنّ في الخزانة تابوتاً، فدخلت الخزانة فوجدت تابوتاً لم أره قطّ فأتيته به، فأخذ الرضا ( عليه السلام ) بعد ما صلّي عليه، فوضعه في التابوت، وصفّ قدميه، وصلّي ركعتين لم يفرغ منهما حتّي علا التابوت وانشقّ السقف فخرج منه التابوت ومضي.
فقلت: يا ابن رسول اللّه! الساعة يجيئنا المأمون ويطالبنا بالرضا ( عليه السلام ) ، فمانصنع؟
فقال لي: اسكت! فإنّه سيعود يا أبا الصلت! مامن نبيّ يموت بالمشرق ويموت وصيّه بالمغرب إلّا جمع اللّه بين أرواحهما وأجسادهما، وما تمّ الحديث حتّي انشقّ السقف ونزل التابوت.
فقام ( عليه السلام ) ، فاستخرج الرضا ( عليه السلام ) من التابوت، ووضعه علي فراشه كأنّه لم يغسّل ولم يكفّن.
ثمّ قال لي: يا أبا الصلت! قم فافتح الباب، للمأمون.
ففتحت الباب، فإذاً المأمون والغلمان بالباب، فدخل باكياً حزيناً قد شقّ جيبه، ولطم رأسه، وهو يقول: يا سيّداه! فجعت بك يا سيّدي!
ثمّ دخل، فجلس عند رأسه، وقال: خذوا في تجهيزه، فأمر بحفر القبر، فحفرت الموضع، فظهر كلّ شي ء علي ما وصفه الرضا ( عليه السلام ) .
فقال له بعض جلسائه: ألست تزعم أنّه إمام؟
فقال : بلي! لا يكون الإمام إلّا مقدّم الناس فأمر أن يحفر له في القبلة.
فقلت له: أمرني أن يحفر له سبع مراقي، وأن أشقّ له ضريحة.
فقال: انتهوا إلي ما يأمر به أبو الصلت سوي الضريح، ولكن يحفر له ويلحد.
فلمّا رأي ما ظهر له من النداوة والحيتان وغير ذلك، قال المأمون: لم يزل الرضا ( عليه السلام ) يرينا عجائبه في حياته، حتّي أراناها بعد وفاته أيضاً!
فقال له وزير كان معه: أتدري ما أخبرك به الرضا ( عليه السلام ) ؟
قال: لا! قال: إنّه قد أخبرك أنّ ملككم يا بني العبّاس مع كثرتكم وطول مدّتكم مثل هذه الحيتان حتّي إذا فنيت آجالكم، وانقطعت آثاركم، وذهبت دولتكم، سلّط اللّه تعالي عليكم رجلاً منّا فأفناكم عن آخركم.
قال له: صدقت.
ثمّ قال لي: يا أبا الصلت! علّمني الكلام الذي تكلّمت به.
قلت: واللّه! لقد نسيت الكلام من ساعتي وقد كنت صدقت، فأمر بحبسي، ودفن الرضا ( عليه السلام ) .
فحبست سنة، فضاق عليّ الحبس، وسهرت الليلة، ودعوت اللّه تبارك وتعالي بدعاء ذكرت فيه محمّداً وآل محمّد صلوات اللّه عليهم، وسألت اللّه بحقّهم أن يفرّج عنّي، فما استتمّ دعائي حتّي دخل عليّ أبو جعفر محمّد بن عليّ ( عليهماالسلام ) .
فقال لي: يا أبا الصلت! ضاق صدرك؟
فقلت: إي واللّه!
قال: قم! فأخرجني ثمّ ضرب يده إلي القيود التي كانت عليّ ففكّها، وأخذ بيدي وأخرجني من الدار، والحرسة والغلمان يرونني فلم يستطيعوا أن يكلّموني، وخرجت من باب الدار.
ثمّ قال لي: امض في ودائع اللّه، فإنّك لن تصل إليه ولايصل إليك أبداً.
فقال أبو الصلت: فلم ألتق المأمون إلي هذا الوقت.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 242/2، ح 1. عنه مدينة المعاجز: 158/7، ح 2248، و329، ح 2366، قطعة منه، وإثبات الهداة: 280/3، ح 97، قطعة منه، و335، ح 18، والبحار: 300/49، ح 10، و46/79، ح 35، ووسائل الشيعة: 167/3، ح 3306.
أمالي الصدوق: 526، ح 17، باختلاف. عنه البحار: 300/49، ح 10، و46/79، ح 35.
كشف الغمّة: 330/2، س 12، مرسلاً عن الطبرسيّ.
إعلام الوري: 81/2، س 14.
الخرائج والجرائح: 352/1، ح 8، مرسلاً عن أبي عبداللّه محمّد بن سعيد النيسابوري، عن أبي الصلت. عنه البحار: 49/50، ح 27.
الثاقب في المناقب: 489، ح 417، مرسلاً وبتفاوت.
روضة الواعظين: 252، س 22، مرسلاً. عنه المناقب لابن شهر آشوب: 374/4، س 12.
الصراط المستقيم: 198/2، ح 22، بتفاوت واختصار.
مشارق أنوار اليقين: 97، س 2.
قطعة منه في (ملاطفته مع ابنه الجواد ( عليهماالسلام ) حين شهادته) و(قاتله ( عليه السلام ) )، (إخباره ( عليه السلام ) عن محلّ دفنه وظهور الماء والحيتان فيه)، و(مدفنه ( عليه السلام ) ) و(مجي ء ابنه الجواد ( عليهماالسلام ) بعد شهادته لتجهيزه وتكفينه). )


الخامس - إخباره بشهادة ابنه الجواد ( عليهماالسلام ) :
1 - حسين بن عبد الوهّاب :...كلثم بن عمران قال:...فلمّا ولد أبوجعفر ( عليه السلام ) قال الرضا ( عليه السلام ) لأصحابه: قد ولد لي شبيه موسي بن عمران ( عليه السلام ) ...فلمّا ولدته طاهرة مطهّرة، قال الرضا ( عليه السلام ) : يقتل غصباً، فيبكي له وعليه أهل السماء....
( عيون المعجزات: 121، س 11.
يأتي الحديث بتمامه في ف 2 - 4 رقم 1083. )


السادس - إخباره بأجل إسحاق بن جعفر:
1 - أبو عمرو الكشّيّ : حمدويه، قال: حدّثنا الحسن بن موسي، قال: حدّثني الحسن بن القاسم، قال: حضر بعض ولد جعفر ( عليه السلام ) الموت، فأبطأ عليه الرضا ( عليه السلام ) قال: فغمّني ذلك لإبطاءه عن عمّه قال: ثمّ جاء فلم يلبث أن قام.
قال الحسن: فقمت معه فقلت: جعلت فداك، عمّك في الحال التي هو فيها وتقوم وتدعه.
فقال ( عليه السلام ) : عمّي يدفن فلاناً، يعني الذي هو عندهم
قال: فواللّه! ما لبثنا أن تمايل المريض، ودفن أخاه الذي كان عندهم ( في البحار: تماثل، وهو بمعني البرء. )
صحيحاً.
قال الحسن الخشّاب: فكان الحسن بن القاسم يعرف الحقّ بعد ذلك ويقول به.
( رجال الكشّيّ: 613 رقم 1143. عنه البحار: 66/49 ح 87. )
2 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه قال: حدّثنا محمّد بن يحيي العطّار، عن محمّد بن أحمد بن يحيي بن عمران الأشعريّ، عن محمّد بن حسّان الرازيّ، عن محمّد بن عليّ الكوفيّ، عن الحسن بن هارون الحارثيّ، عن محمّد بن داود، قال: كنت أنا وأخي عند الرضا ( عليه السلام ) فأتاه من ( في البحار: الحسن بن هارون بن الحارث. )
أخبره أنّه قد ربط ذقن محمّد بن جعفر، فمضي أبو الحسن ( عليه السلام ) ومضينا معه، وإذا لحياه قد ربطا، وإذا إسحاق بن جعفر وولده وجماعة آل أبي طالب يبكون، فجلس أبوالحسن ( عليه السلام ) عند رأسه ونظر في وجهه فتبسّم، فنقم من كان في المجلس عليه، فقال بعضهم: إنّما تبسّم شامتاً بعمّه.
قال: وخرج ليصلّي في المسجد، فقلنا له: جعلت فداك، قد سمعنا فيك من ( في البحار وإثبات الهداة: جعلنا اللّه فداك. )
هؤلاء ما نكره حين تبسّمت.
فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : إنّما تعجّبت من بكاء إسحاق وهو يموت واللّه قبله ويبكيه محمّد.
قال: فبرأ محمّد ومات إسحاق.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 206/2 ح 6. عنه مدينة المعاجز: 54/7 ح 2155، والبحار: 31/49 ح 6، وإثبات الهداة: 264/3 ح 44. )
3 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن عليّ الكوفيّ، عن الحسن بن عليّ الحذّاء قال: حدّثني يحيي بن محمّد بن جعفر قال: مرض أبي مرضاً شديداً، فأتاه أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) يعوده، وعمّي إسحاق جالس يبكي قد جزع عليه جزعاً شديداً.
قال يحيي: فالتفت إليّ أبو الحسن ( عليه السلام ) فقال: ممّا يبكي عمّك؟
قلت: يخاف عليه ما تري! قال: فالتفت إليّ أبو الحسن ( عليه السلام ) قال: لاتغتمّنّ فإنّ إسحاق سيموت قبله.
قال يحيي: فبرأ أبي، محمّد، ومات إسحاق.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 206/2 ح 7، قال ابن بابويه في ذيل الحديث: علم ال رضا ( عليه السلام ) ذلك بما كان عنده من كتاب علم المنايا، وفيه مبلغ أعمار أهل بيته متوارثاً عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، ومن ذلك قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : أوتيت علم المنايا، والبلايا، والأنساب، وفصل الخطاب. عنه مدينة المعاجز: 55/7 ح 2156، وإثبات الهداة: 264/3 ح 45. عنه وعن المناقب، البحار: 32/49 ح 7.
الثاقب في المناقب: 481 ح 408، مرسلاً عن يحيي بن محمّد بن جعفر، بتفاوت يسير.
المناقب لابن شهرآشوب: 340/4 س 5، كما في الثاقب.
إعلام الوري: 55/2 س 5. )

4 - الإربلي : الحسن بن أبي الحسن (في نسخة: الجيش) قال: اشتكي عمّي محمّد بن جعفر شكاة شديدة حتّي خفنا عليه الموت، فدخل عليه أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) ونحن حوله نبكي، من بنيه وإخوتي، وعمّي إسحاق عند رأسه يبكي وهو في حالة شديدة، فجاء فجلس في ناحية ينظر إلينا، فلمّا خرج تبعته فقلت له: جعلت فداك، دخلت علي عمّك وهو في هذا الحال ونحن نبكي، وإسحاق عمّك يبكي فلم يكن منك شي ء، فقال لي: أرأيت هذا الذي يبكي عند رأسه؟ سوف يبرأ هذا من مرضه ويقوم، ويموت هذا الذي يبكي عليه.
فقام محمّد بن جعفر من وجعه، واشتكي إسحاق ومات وبكي عليه محمّد.
( كشف الغمّة: 300/2، س 9. )

السابع - إخباره ( عليه السلام ) بأجل رجل:
1 - الحضينيّ : محمّد بن يحيي الخرقيّ، عن أبي الحسن الخفّاف، عن النضر بن سويد قال: كان أبي مريضاً، فدخلت المدينة علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) فقلت له: جعلت فداك، إنّي خلّفت أبي بالكوفة مريضاً.
فقال لي: آجرك اللّه.
فلمّا قدمت الكوفة، وجدت أبي قد مات قبل مسألتي إيّاه عن الدعاء له بالعافية.
( الهداية الكبري: 290 س 20. )
2 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن موسي بن المتوكّل قال: حدّثنا عبد اللّه بن جعفر الحميريّ، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن سعيد بن سعد، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) أنّه نظر إلي رجل فقال له: يا عبد اللّه ( في بعض المصادر: سعد بن سعد. )
أوص بما تريد، واستعدّ لما لابدّ منه، فكان كما قال، فمات بعد ذلك بثلاثة أيّام.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 223/2 ح 43. عنه مدينة المعاجز: 91/7 ح 2194، والبحار: 43/49 ح 35. عنه وعن الاعلام إثبات الهداة: 276/3 ح 80.
إعلام الوري: 55/2 س 1.
الثاقب في المناقب: 481 ح 407.
الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: 247 س 5.
نور الأبصار: 322 س 17.
المناقب لابن شهرآشوب: 341/4 س 15. عنه وعن الاعلام، البحار: 59/49 ح 75، ومدينة المعاجز: 91/7 ح 2195.
كشف الغمّة: 314/2 س 1.
الصواعق المحرقة: 204 س 25. عنه إثبات الهداة: 316/3 س 16، ومناقب أهل ال بيت ( عليهم السلام ) : : 281 س 3.
ينابيع المودّة: 121/3 س 5، بتفاوت. )

3 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبي قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن محمّد بن عيسي بن عبيد، عن محمّد بن أبي يعقوب، عن موسي بن هارون، ( في عدّة من المصادر: موسي بن مهران. )
قال: رأيت الرضا ( عليه السلام ) وقد نظر إلي هرثمة بالمدينة فقال: كأنّي به وقد حمل إلي مرو فضربت عنقه، فكان كما قال.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 210/2 ح 14. عنه مدينة المعاجز: 62/7 ح 2163. عنه وعن كشف الغمّة، إثبات الهداة: 266/3 ح 52.
دلائل الإمامة: 374 ح 335. عنه مدينة المعاجز: 62/7 ح 2164، وإثبات الهداة: 311/3 ح 188، أورد مضمونه.
المناقب لابن شهرآشوب: 335/4 س 22، مرسلاً.
كشف الغمّة: 304/2 س 7، مرسلاً. عنه وعن العيون والمناقب، البحار: 34/49 ح 14.
إعلام الوري: 57/2 س 1.
الثاقب في المناقب: 482 ح 410.
إثبات الوصيّة: 207 س 10. )



(ز) - استجابة دعائه ( عليه السلام )
وفيه عشرة أمور

الأوّل - علي المأمون:
1 - الشيخ الصدوق : ... عن عبد السلام بن صالح الهروي قال: رفع إلي المأمون أنّ أباالحسن عليّ بن موسي ( عليه السلام ) يعقد مجالس الكلام والناس يفتتنون بعلمه، فأمر محمّد بن عمرو الطوسيّ حاجب المأمون، فطرد الناس عن مجلسه وأحضره، فلمّا نظر إليه المأمون زبره واستخفّ به. فخرج أبوالحسن ( عليه السلام ) من عنده مغضباً وهو يدمدم بشفتيه ويقول: وحقّ المصطفي والمرتضي وسيّدة النساء، لأستنزلنّ من حول اللّه عزّ وجلّ بدعائي عليه، ما يكون سبباً لطرد كلاب أهل هذه الكورة إيّاه، واستخفافهم به، وبخاصّته وعامّته.
ثمّ أنّه ( عليه السلام ) انصرف إلي مركزه، واستحضر الميضاة وتوضّأ وصلّي ركعتين وقنت في الثانية فقال: «اللّهمّ يا ذا القدرة الجامعة، والرحمة الواسعة، والمنن المتتابعة، والآلاء المتوالية ...،
قال أبو الصلت عبد السلام صالح الهروي: فما استتمّ مولاي دعاءه حتّي وقعت الرجفة في المدينة، وارتجّ البلد، وارتفعت الزعقة والصيحة، واستفحلت النعرة، وثارت الغبرة، وهاجت القاعة، فلم أزائل مكاني إلي أن سلّم مولاي ( عليه السلام ) ....
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 172/2 ح 1.
يأتي الحديث بتمامه في ف 3 رقم 795. )


الثاني - علي محمّد بن الفرات:
1 - أبو عمرو الكشّيّ :...عليّ بن إسماعيل الميثميّ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) أنّه قال: آذاني محمّد بن الفرات، آذاه اللّه، وأذاقه اللّه حرّ الحديد...واللّه مامن أحد يكذب علينا إلّا ويذيقه اللّه حرّ الحديد.
قال محمّد بن عيسي: فأخبراني وغيرهما أنّه مالبث محمّد بن فرات إلّا قليلاً، حتّي قتله إبراهيم بن شكلة أخبث قتلة....
( رجال الكشّيّ: 555 رقم 1048.
يأتي الحديث بتمامه في ف 10 رقم 3462. )


الثالث - علي يونس بن ظبيان:
1 - أبو عمرو الكشّيّ :...يونس، قال: سمعت رجلاً من الطيّارة يحدّث أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) عن يونس بن ظبيان، أنّه قال: كنت في بعض اللياليّ وأنا في الطواف، فإذا نداء من فوق رأسي: يا يونس! إنّي أنا اللّه، لا إله إلّا أنا فاعبدني، وأقم الصلاة لذكري، فرفعت رأسي فأذا.
فغضب أبوالحسن ( عليه السلام ) غضباً لم يملك نفسه، ثمّ قال للرجل: اخرج عنّي، لعنك اللّه! ولعن من حدّثك! ولعن يونس بن ظبيان ألف لعنة! يتبعها ألف لعنة، كلّ لعنة منها تبلغك قعر جهنّم، أشهد ماناداه إلّا شيطان....
قال يونس: فقام الرجل من عنده، فما بلغ الباب إلّا عشر خُطاً، حتّي صُرع مغشيّاً عليه، وقد قاء رجيعه، وحمل ميّتاً....
( رجال الكشّيّ: 363 رقم 673.
يأتي الحديث بتمامه في ف 10 رقم 3464. )


الرابع - استجابة دعائه علي بكّار:
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا الحاكم أبو عليّ الحسين بن أحمد البيهقيّ قال: حدّثني محمّد بن يحيي الصوليّ قال: حدّثني أحمد بن محمّد بن إسحاق الخراسانيّ قال: سمعت عليّ بن محمّد النوفليّ يقول: استحلف الزبير بن بكّار رجل من الطالبيّين علي شي ء بين القبر والمنبر، فحلف فبرص، فأنا رأيته وبساقيه وقدميه برص كثير، وكان أبوه بكّار قد ظلم عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) في شي ء، فدعا عليه.
فسقط في وقت دعائه عليه حجر من قصر فاندقّت عنقه وأمّا أبوه عبد اللّه بن مصعب فإنّه مزّق عهد يحيي بن عبد اللّه بن الحسن وأهانه بين يدي الرشيد وقال: اقتله ياأميرالمؤمنين! فإنّه لا أمان له.
فقال يحيي للرشيد: إنّه خرج مع أخي بالأمس وأنشد أشعاراً له فأنكرها، فحلّفه يحيي بالبراءة وتعجيل العقوبة، فحمّ من وقته ومات بعد ثلاثة، وانخسف قبره مرّات كثيرة، وذكر خبراً طويلاً له اختصرت هذا منه.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 224/2 ح 1. عنه إثبات الهداة: 277/3 ح 82، أورد مضمونه، ومدينة المعاجز: 112/7 ح 2216، والبحار: 84/49 ح 3. )

الخامس - استجابة دعائه علي البرامكة:
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبي ومحمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قالا: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن محمّد بن عيسي بن عبيد قال: حدّثنا عليّ بن الحكم، عن محمّد بن الفضيل قال: لمّا كان في السنة التي بطش هارون بآل برمك، بدأ بجعفر بن يحيي وحبس يحيي بن خالد، ونزل بالبرامكة ما نزل، كان أبو الحسن ( عليه السلام ) واقفاً بعرفة يدعو، ثمّ طأطأ رأسه فسئل عن ذلك؟
فقال: إنّي كنت أدعو اللّه تعالي علي البرامكة بما فعلوا بأبي ( عليه السلام ) ، ( في دلائل الإمامة وإثبات الوصيّة: منذ فعلوا بأبي ما فعلوا. )
فاستجاب اللّه لي اليوم فيهم، فلمّا انصرف لم يلبث إلّا يسيراً حتّي بطش بجعفر ويحيي، وتغيّرت أحوالهم.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 225/2 ح 1. عنه مدينة المعاجز: 103/7 ح 2207. عنه وعن كشف الغمّة، البحار: 85/49 ح 4، وإثبات الهداة: 277/3 ح 84.
دلائل الإمامة: 373 ح 334، بتفاوت في الألفاظ. عنه مدينة المعاجز: 104/7 س 9.
عيون المعجزات: 111 س 3، بتفاوت.
كشف الغمّة: 303/2 س 12.
إثبات الوصيّة: 208 س 21.
الدعوات للراوندي: 70 ح 168. )


السادس - استجابة دعائه لمن يحبّ معرفة الإمام بعد الكاظم ( عليه السلام ) :
1 - أبو عمرو الكشّيّ : حمدويه، قال: حدّثنا الحسن بن موسي، قال: حدّثني يزيد بن إسحاق شَعَر، وكان من أرفع الناس لهذا الأمر، قال: ( يزيد بن إسحاق بن أبي السخف (السحف) الغَنَويّ، أبو إسحاق، يلقّب شَعَر (شَغَر). رجال النجاشيّ: 453، رقم 1225. )
خاصمني مرّة أخي محمّد وكان مستوياً، فقلت له لمّا طال الكلام بيني وبينه: إن كان صاحبك بالمنزلة التي تقول فاسأله أن يدعو اللّه لي حتّي أرجع إلي قولكم.
قال: قال لي محمّد: فدخلت علي الرضا ( عليه السلام ) فقلت له: جعلت فداك، إنّ لي أخاً وهو أسنّ منّي وهو يقول بحياة أبيك، وأنا كثيراً ما أناظره، فقال لي يوماً من الأيّام: سل صاحبك، إن كان بالمنزل الذي ذكرت، أن يدعو اللّه لي حتّي أصير إلي قولكم! فإنّي أُحبّ أن تدعو اللّه له.
قال: فالتفت أبو الحسن ( عليه السلام ) نحو القبلة، فذكر ما شاء اللّه أن يذكر، ثمّ قال: «اللّهمّ! خذ بسمعه وبصره، ومجامع قلبه، حتّي تردّه إلي الحقّ».
قال: وكان يقول هذا وهو رافع يده اليمني قال: فلمّا قدم أخبرني بما كان، فواللّه ما لبثت إلّا يسيراً حتّي قلت بالحقّ.
( رجال الكشّيّ: 605 رقم 1126. عنه البحار: 273/48 ح 34، وإثبات الهداة: 307/3 ح 168، ملخّصاً، ومدينة المعاجز:121/7 ح 2225.
المناقب: 370/4 س 20، مختصراً وبتفاوت.
قطعة منه في (دعاؤه ( عليه السلام ) لمحمّد بن إسحاق) و(هداية رجل واقفيّ بدعائه ( عليه السلام ) ). )


السابع - استجابة دعائه علي الرجل المخالف:
1 - الراونديّ : روي صفوان بن يحيي قال: كنت مع الرضا ( عليه السلام ) بالمدينة فمرّ مع قوم بقاعد فقال: هذا إمام الرافضة.
فقلت له ( عليه السلام ) : أما سمعت ما قال هذا القاعد؟
قال ( عليه السلام ) : نعم، أما إنّه مؤمن مستكمل الإيمان.
فلمّا كان بالليل دعا عليه فاحترق دكّانه، ونهب السرّاق ما بقي من متاعه....
( الخرائج والجرائح: 370/1 ح 28.
تقدّم الحديث أيضاً في رقم 416. )


الثامن - استجابة دعائه ( عليه السلام ) لمن لايعيش له الولد:
1 - الشيخ الصدوق :...أحمد بن عبد اللّه بن حارثة الكرخيّ قال: كان لايعيش لي ولد، وتوفّي لي بضعة عشر من الولد، فحججت ودخلت علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ...ثمّ شكوت إليه بعد ذلك ما ألقي من قلّة بقاء الولد فأطرق طويلاً ودعا مليّاً ثمّ قال لي: إنّي لأرجو أن تنصرف، ولك حمل وأن يولد لك ولد بعد ولد، وتمتّع بهم أيّام حياتك، فإنّ اللّه تعالي إذا أراد أن يستجيب الدعاء فعل، وهو علي كلّ شي ء قدير.
قال: فانصرفت من الحجّ إلي منزلي فأصبت أهلي ابنة خالي حاملاً، فولدت لي غلاماً سمّيته إبراهيم، ثمّ حملت بعد ذلك فولدت لي غلاماً سمّيته محمّداً وكنّيته بأبي الحسن....
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 222/2 ح 42.
تقدّم الحديث بتمامه في رقم 434. )


التاسع - استجابة دعائه لمجي ء المطر:
1 - الشيخ الصدوق :...عليّ بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ ( عليهم السلام ) : : إنّ الرضا ( عليه السلام ) عليّ بن موسي لمّا جعله المأمون وليّ عهده، احتبس المطر، فجعل بعض حاشية المأمون والمتعصّبين علي الرضا يقولون: انظروا لمّا جاءنا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) وصار وليّ عهدنا، فحبس اللّه عنّا المطر، واتّصل ذلك بالمأمون، فاشتدّ عليه، فقال للرضا ( عليه السلام ) : قد احتبس المطر، فلو دعوت اللّه عزّ وجلّ أن يمطر الناس.
فقال الرضا ( عليه السلام ) : نعم!
قال: فمتي تفعل ذلك؟ وكان ذلك يوم الجمعة.
قال: يوم الاثنين... فلمّا كان يوم الاثنين غدا إلي الصحراء، وخرج الخلائق ينظرون، فصعد المنبر، فحمد اللّه وأثني عليه، ثمّ قال: «اللّهمّ يا ربّ! أنت عظّمت حقّنا أهل البيت، فتوسّلوا بنا كما أمرت، وأمّلوا فضلك ورحمتك، وتوقّعوا إحسانك ونعمتك، فاسقهم سقياً نافعاً عامّاً غيررائث ولاضائر، وليكن ابتداء مطرهم بعد انصرافهم من مشهدهم هذا إلي منازلهم ومقارّهم».
قال: فوالذي بعث محمّداً بالحقّ نبيّاً، لقد نسجت الرياح في الهواء الغيوم، وأرعدت وأبرقت، ... ثمّ أقبلت سحابة حادية عشر، فقال: أيّها الناس! هذه سحابة بعثها اللّه عزّوجلّ لكم، فاشكروا اللّه علي تفضّله عليكم، وقوموا إلي مقارّكم ومنازلكم فإنّها مسامتة لكم، ولرؤوسكم ممسكة عنكم إلي أن تدخلوا إلي مقارّكم، ثمّ يأتيكم من الخير ما يليق بكرم اللّه تعالي وجلاله.
ونزل من المنبر، وانصرف الناس، فما زالت السحابة ممسكة إلي أن قربوا من منازلهم، ثمّ جاءت بوابل المطر، فملئت الأودية، والحياض، والغدران، والفلوات....
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 167/2، ح 1.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 475. )


العاشر - هداية رجل واقفيّ بدعائه:
1 - أبو عمرو الكشّيّ :...يزيد بن إسحاق شَعَر...قال: خاصمني مرّة أخي محمّد وكان مستوياً، فقلت له لمّا طال الكلام بيني وبينه: إن كان صاحبك بالمنزلة التي تقول فاسأله أن يدعو اللّه لي حتّي أرجع إلي قولكم.
قال: قال لي محمّد: فدخلت علي الرضا ( عليه السلام ) فقلت له: جعلت فداك! إنّ لي أخاً وهو أسنّ منّي وهو يقول بحياة أبيك...فإنّي أُحبّ أن تدعو اللّه له.
قال: فالتفت أبو الحسن ( عليه السلام ) نحو القبلة، فذكر ما شاء اللّه أن يذكر، ثمّ قال: «اللّهمّ! خذ بسمعه وبصره، ومجامع قلبه، حتّي تردّه إلي الحقّ».
قال: وكان يقول هذا وهو رافع يده اليمني قال: فلمّا قدم أخبرني بما كان، فواللّه! ما لبثت إلّا يسيراً حتّي قلت بالحقّ.
( رجال الكشّيّ: 605 رقم 1126.
تقدّم الحديث بتمامه في رقم 473. )


(ح) - معجزاته ( عليه السلام ) في أمور مختلفة
وفيه ستّة عشر عنواناً

- طيّ الارض له ( عليه السلام ) إلي البصرة والكوفة:
1 - الراونديّ : روي عن محمّد بن الفضل الهاشميّ قال: لمّا توفّي الإمام موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) أتيت المدينة، فدخلت علي الرضا ( عليه السلام ) فسلّمت عليه بالأمر، وأوصلت إليه ما كان معي وقلت: إنّي صائر إلي البصرة...فقال ال رضا ( عليه السلام ) : لم يخف عليّ هذا، فأبلغ أولياءنا بالبصرة وغيرها، أنّي قادم عليهم، ولا قوّة إلّا باللّه...فقلت: ومتي تقدم عليهم؟
قال ( عليه السلام ) : بعد ثلاثة أيّام من وصولك، ودخولك البصرة....
فلمّا كان في اليوم الثالث من دخولي البصرة، إذا الرضا ( عليه السلام ) قد وافي فقصد منزل الحسن بن محمّد، وأخلي له داره، وقام بين يديه يتصرّف بين أمره ونهيه فقال: يا حسن بن محمّد! أحضر جميع القوم...فجمعهم....
قال ( عليه السلام ) : أنا عليّ بن موسي بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : ، وابن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، صلّيت اليوم الفجر في مسجد رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) مع والي المدينة، وأقرأني - بعد أن صلّينا - كتاب صاحبه إليه، واستشارني في كثير من أُموره، فأشرت عليه بما فيه الحظّ له، ووعدته أن يصير إليّ بالعشيّ بعد العصر من هذا اليوم، ليكتب عندي جواب كتاب صاحبه، وأنا واف له بما وعدته به، ولا حول ولا قوّة إلاّ باللّه....
قال محمّد بن الفضل: فشهد له الجماعة بالإمامة، وبات عندنا تلك الليلة، فلمّا أصبح ودّع الجماعة، وأوصاني بما أراد ومضي، وتبعته أُشيّعه حتّي إذا صرنا في وسط القرية عدل عن الطريق، فصلّي أربع ركعات.
ثمّ قال: يا محمّد! انصرف في حفظ اللّه، غمضّ طرفك.
فغمضته، ثمّ قال: افتح عينيك ففتحتهما، فإذا أنا علي باب منزلي بالبصرة! ولم أر الرضا ( عليه السلام ) ....
قال محمّد بن الفضل: كان فيما أوصاني به الرضا ( عليه السلام ) في وقت منصرفه من البصرة، أن قال لي: صر إلي الكوفة، فاجمع الشيعة هناك، وأعلمهم أنّي قادم عليهم، وأمرني أن أنزل في دار حفص بن عمير اليشكريّ.
فصرت إلي الكوفة فأعلمت الشيعة: أنّ الرضا ( عليه السلام ) قادم عليهم.
فأنا يوماً عند نصر بن مزاحم إذ مرّ بي سلام خادم الرضا ( عليه السلام ) ، فعلمت أنّ الرضا ( عليه السلام ) قد قدم، فبادرت إلي دار حفص بن عمير، فإذا هو في الدار، فسلّمت عليه....
( الخرائج والجرائح: 341/1 ح 6.
يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2389. )


- علمه ( عليه السلام ) بالأماكن وما تحت الأرض:
1 - المسعوديّ: الحميريّ، عن محمّد بن عيسي، عن أحمد بن عمر الحلاّل، قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : إنّي أخاف عليك من هارون.
فقال ( عليه السلام ) : ليس عليّ بأس منه، إنّ اللّه عزّ وجلّ، خلق بلاداً تنبت بالذهب، وقد حماها بأضعف خلقه بالنمل، فلو أرادتها الفيلة، ما وصلت إليها.
وقال الوشّاء: سألته عن هذه البلاد، فأخبرني: أنّها بين نهر بلخ والتبّت، وأنّها تنبت الذهب، وفيها نمل كبار أشباه الكلاب، ليس يمرّ بها الطير فضلاً عن غيره، تكمن بالليل في الأحجرة، وتظهر بالنهار، فربما أغاروا علي هذه البلاد علي الدوابّ التي تقطع في الليلة ثلاثين فرسخاً، لايصبر شي ء من الدوابّ صبرها فيوقّرونها، ثمّ يرجعون من وقتهم، فإذا أصبحت النمل خرجت في الطلب، فلاتلحق منهم أحداً إلّا قطّعته، وهي الربح لسرعتها، فإذا لحقتهم، قذفوا لها قطع اللحم، فاشتغلت بها، ولولا ذلك للحقتهم وقطّعتهم ودوابّهم.
( إثبات الوصيّة: 206 س 16.
الخرائج والجرائح: 369/1 ح 27، بتفاوت. عنه إثبات الهداة: 302/3 ح 144، قطعة منه، والبحار: 54/49 ح 65، و185/57 ح 16، ومدينة المعاجز: 219/7 ح 2269.
الصراط المستقيم: 197/2 ح 16، مرسلاً بتفاوت واختصار. )



- إخباره ( عليه السلام ) بوجود قَصَب السكّر في الصيف:
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا عليّ بن عبد اللّه الورّاق قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال: حدّثنا يعقوب بن يزيد قال: حدّثنا محمّد بن حسّان وأبومحمّد النيليّ، عن الحسين بن عبد اللّه قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن شاهويه بن عبد اللّه، عن أبي الحسن الصائغ، عن عمّه قال: خرجت مع الرضا ( عليه السلام ) إلي خراسان أؤامره في قتل رجاء بن أبي الضحّاك الذي حمله إلي خراسان، فنهاني عن ذلك وقال: أتريد أن تقتل نفساً مؤمنة بنفس كافرة؟
قال: فلمّا صار إلي الأهواز قال لأهل الأهواز: اطلبوا لي قَصَب سُكَّر.
فقال بعض أهل الأهواز ممّن لايعقل: أعرابيّ لايعلم أنّ القصب لايوجد في الصيف، فقالوا: يا سيّدنا! إنّ القصب لايوجد في هذا الوقت، إنّما يكون في الشتّاء.
فقال ( عليه السلام ) : بلي، اطلبوه فإنّكم ستجدونه.
فقال إسحاق بن إبراهيم: واللّه! ما طلب سيّدي إلّا موجوداً، فأرسلوا إلي جميع النواحي فجاء أَكَرَة إسحاق فقالوا: عندنا شي ء ادّخرناه للبذرة نزرعه، فكانت ( أَكَرَة: الحرّاث. المعجم الوسيط: 22. )
هذه احدي براهينه.
فلمّا صار إلي قرية، سمعته يقول في سجوده: «لك الحمد إن أطعتك، ولاحجّة لي إن عصيتك، ولاصنع لي ولالغيري في إحسانك، ولاعذر لي إن أسأت، ما أصابني من حسنة فمنك، يا كريم! إغفر لمن في مشارق الأرض ومغاربها من المؤمنين والمؤمنات».
قال: فصلّينا خلفه أشهراً فما زاد في الفرائض علي الحمد وإنّا أنزلناه في الأولي، وعلي الحمد وقل هو الله أحد في الثانية.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 205/2 ح 5. عنه مدينة المعاجز: 53/7 ح 2154، والبحار: 116/49 ح 1، و34/82 ح 24، قطعة منه، و228/83 ح 49، قطعة منه، وإثبات الهداة: 263/3 ح 43، قطعة منه، ومستدرك الوسائل 451/4 ح 5134، قطعة منه، و391/16 ح 20285.
قطعة منه في (دعاؤه ( عليه السلام ) في سجوده)، و(السور التي قرأها في الصلاة)، و(نهيه ( عليه السلام ) عن قتل رجاء بن أبي الضحّاك الذي حمله إلي خراسان)، و(وروده ( عليه السلام ) بمدينة أهواز في طريقه إلي خراسان). )

2 - الراونديّ : قال أبو هاشم: إنّه لمّا بعث المأمون رجاء بن أبي الضحّاك لحمل أبي الحسن عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) علي طريق الأهواز، ولم يمرّ به علي طريق الكوفة فيفتتن به أهلها
وكنت بالشرق من إيذج، فلمّا سمعت به سرت إليه بالأهواز، وانتسبت له، وكان أوّل لقائي له، وكان مريضاً، وكان زمن القيظ
( القيظ: شدّة الحرّ. المصباح المنير: 521. )
فقال ( عليه السلام ) لي: ابغ لي طبيباً، فأتيته بطبيب، فنعت له بقلة، فقال الطبيب: لاأعرف علي وجه الأرض أحداً يعرف اسمها غيرك، فمن أين عرفتها، إلّا أنّها ليست في هذا الأوان، ولاهذا الزمان؟.
قال له: فابغ لي قصب السكّر.
قال الطبيب: وهذه أدهي من الأُولي، ما هذا بزمان قصب السكّر، ولايكون إلّا في الشتاء.
فقال الرضا ( عليه السلام ) : بل هما في أرضكم هذه، وزمانكم هذا، وهذا معك، فامضيا إلي شاذروان الماء فاعبراه، فسيرفع لكم جوخان - أي بيدر - فاقصداه، فستجدان رجلاً هناك أسود في جوخانه، فقولا له: أين منابت قصب السكّر؟ وأين منابت الحشيشة الفلانية؟ - ذهب علي أبي هاشم اسمها - فقال: ياأباهاشم! دونك القوم.
فقمت معهما فإذا الجوخان، والرجل الأسود.
قال: فسألناه، فأومأ إلي ظهره، فإذا قصب السكّر والحشيشة، فأخذنا منه حاجتنا، ورجعنا إلي الجوخان، فلم نر صاحبه فيه، ورجعنا إلي الرضا ( عليه السلام ) فحمد اللّه.
فقال لي المتطبّب: ابن من هذا؟
قلت: ابن سيّد الأنبياء.
قال: فعنده من أقاليد النبوّة شي ء؟
قلت: نعم، وقد شهدت بعضها، وليس بنبيّ.
قال: فهذا وصيّ نبيّ؟
قلت: أمّا هذا فنعم.
فبلغ ذلك رجاء بن أبي الضحّاك فقال لأصحابه: لئن أقام بعد هذا لتمدّنّ إليه الرقاب، فارتحل به.
( الخرائج والجرائح: 661/2 ح 4. عنه إثبات الهداة: 302/3 ح 145، بتفاوت واختصار، والبحار: 117/49 ح 4، ومدينة المعاجز: 220/7 ح 2270.
الثاقب في المناقب: 488 ح 416، بتفاوت.
قطعة منه في (إصابة المرض به ( عليه السلام ) حين وروده بأهواز) و(وروده ( عليه السلام ) بمدينة أهواز في طريقه إلي خراسان) و(تعليمه الطبيب بمعالجته بالأدوية في الأهواز). )


- إعجازه ( عليه السلام ) عند خروجه لصلاة العيد:
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عليّ بن إبراهيم، عن ياسر الخادم، والريّان بن الصلت جميعاً قال: لما انقضي أمر المخلوع، واستوي الأمر للمأمون، كتب إلي الرضا ( عليه السلام ) يستقدمه إلي خراسان، فاعتلّ عليه أبو الحسن ( عليه السلام ) بعلل، ...فعرض عليه المأمون أن يتقلّد الأمر والخلافة، فأبي أبو الحسن ( عليه السلام ) قال: فولاية العهد؟
فقال ( عليه السلام ) : علي شروط أسألكها....
فلمّا حضر العيد، بعث المأمون إلي الرضا ( عليه السلام ) ، يسأله أن يركب، ويحضر العيد، ويصلّي ويخطب،...
قال: فحدّثني ياسر الخادم:...ثمّ خرج ونحن بين يديه، وهو حاف قد شمّر سراويله إلي نصف الساق، وعليه ثياب مشمّرة، فلمّا مشي ومشينا بين يديه، رفع رأسه إلي السماء وكبّر أربع تكبيرات، فخيّل إلينا أنّ السماء والحيطان تجاوبه، والقوّاد والناس علي الباب قد تهيّؤوا، ولبسوا السلاح، وتزيّنوا بأحسن الزينة، فلمّا طلعنا عليهم بهذه الصورة، وطلع الرضا ( عليه السلام ) ، وقف علي الباب وقفة، ثمّ قال: اللّه أكبر، اللّه أكبر، اللّه أكبر، اللّه أكبر علي ما هدانا، اللّه أكبر علي ما رزقنا من بهيمة الأنعام، والحمد للّه علي ما أبلانا - نرفع بها أصواتنا -.
قال ياسر: فتزعزعت مرو بالبكاء والضجيج والصياح، لمّا نظروا إلي أبي الحسن ( عليه السلام ) ، وسقط القوّاد عن دوابّهم، ورموا بخفافهم لمّا رأوا أباالحسن ( عليه السلام ) حافياً، وكان يمشي ويقف في كلّ عشر خطوات، ويكبّر ثلاث مرّات.
قال ياسر: فتخيّل إلينا أنّ السماء والأرض والجبال تجاوبه، وصارت مرو ضجّة واحدة من البكاء، وبلغ المأمون ذلك....
( الكافي: 488/1 ح 7.
يأتي الحديث بتمامه في ج 2 رقم 781. )


- معجزته ( عليه السلام ) في إعادة شيبوبة حبابة الوالبيّة وصيرورتها بكراً:
1 الحضينيّ :...رُشيد الهجريّ ( رضي الله عنه ) قال: كنت وأبو عبد اللّه سلمان، وأبوعبد الرحمن قيس بن ورقا، وأبو الهيثم مالك بن التيهان، وسهل بن حنيف، بين يدي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بالمدينة، إذ دخلت حُبابة الوالبيّة...
فقال لها:...يا حبابة! لتلقينّ بهذه الحصاة ابنيّ...، وعليّ بن موسي، وكلاًّ إذا أتيته استدعي بالحصاة منك، وطبعها بهذا الخاتم لك، فبعهد عليّ بن موسي ترين في نفسك برهاناً عظيماً تعجبين منه...
فلمّا صرت إلي عليّ الرضا ابن موسي صلوات اللّه عليهما...
قال: يا حبابة! ترين بياض شعرك؟
قلت: بلي، يا مولاي!
قال: يا حبابة! أفتحبّين أن تريه أسود حالكاً، كما كان في عنفوان شبابك؟ قلت: نعم، يا مولاي!
قال: يا حبابة! ويجزيك ذلك أو نزيدك؟
فقلت: يا مولاي! زدني من فضلك عليّ.
قال: أتحبّين أن تكوني مع سواد شعرك شابّة؟
فقلت: يا مولاي! هذا البرهان عظيم.
قال: وهذا أعظم منه ما تجدينه، ممّا لايعلم الناس به.
فقلت: يا مولاي! اجعلني لفضلك أهلاً، فدعا بدعوات خفيّة حرّك بها شفتيه، فعدت واللّه شابّة طريّة غضّة، سوداء الشعر حالكاً، ثمّ دخلت خلوة في جانب الدار ففتّشت نفسي فوجدتها بكراً، فرجعت وخررت بين يديه ساجدة....
( الهداية الكبري: 167 س 11.
تقدّم الحديث بتمامه في رقم 379. )


- إخباره ( عليه السلام ) بمحلّ دفنه:
1 - الشيخ الصدوق :...عبد السلام بن صالح الهرويّ قال: لمّا خرج عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) إلي المأمون...ثمّ دخل دار حميد بن قحطبة الطائيّ، ودخل القبّة التي فيها قبر هارون الرشيد، ثمّ خطّ بيده إلي جانبه، ثمّ قال: هذه تربتي، وفيها أُدفن، وسيجعل اللّه هذا المكان مختلف شيعتي وأهل محبّتي....
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 136/2 ح 1.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 481. )



- علمه ( عليه السلام ) بتعبير الرؤيا:
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : الحسين بن أحمد بن هلال، عن ياسر الخادم، قال: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : رأيت في النوم كأنّ قفصاً فيه سبعة عشر قارورة إذ وقع القفص فتكسّرت القوارير.
فقال ( عليه السلام ) : إن صدقت رؤياك يخرج رجل من أهل بيتي يملك سبعة عشر يوماً ثمّ يموت، فخرج محمّد بن إبراهيم بالكوفة مع أبي السرايا فمكث سبعة عشر يوماً ثمّ مات.
( الكافي: 214/8 ح 370. عنه البحار: 223/49 ح 16، ومدينة المعاجز: 256/7 ح 2307، ونور الثقلين: 430/2 ح 91، والوافي: 177/2 ح 630.
المناقب لابن شهرآشوب: 352/4 س 3. عنه البحار: 99/49 ضمن ح 15. عنه وعن الكافي، البحار: 160/58 ح 7. )


- إخباره ( عليه السلام ) باسم آباء رجل وأبناءه:
1 - أبو عمرو الكشّيّ :...قال إبراهيم بن شعيب: كنت جالساً في مسجد رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وإلي جانبي رجل من أهل المدينة، فحادثته مليّاً، وسألني: من أنت؟
فأخبرته: أنّي رجل من أهل العراق.
قلت له: ممّن أنت؟
قال: مولي لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) .
فقلت له: لي إليك حاجة
قال: وماهي؟
قلت: توصل لي إليه رقعة
قال: نعم، إذا شئت.
فخرجت وأخذت قرطاساً، وكتبت فيه:
بسم اللّه الرحمن الرحيم، إنّ من كان قبلك من آبائك يخبرنا بأشياء فيها دلالات وبراهين، وقد أحببت أن تخبرني باسمي واسم أبي وولدي.
قال: ثمّ ختمت الكتاب ودفعته إليه، فلمّا كان من الغد أتاني بكتاب مختوم، ففضضته وقرأته، فإذا أسفل من الكتاب بخطّ رديّ:
بسم اللّه الرحمن الرحيم، يا إبراهيم! إنّ من آبائك شعيباً وصالحاً، وإنّ من أبنائك محمّداً وعليّاً، وفلانة وفلانة، غير أنّه زاد اسماً لانعرفها.
قال: فقال له بعض أهل المجلس: اعلم أنّه كما صدّقك في غيرها، فقد صدّقك فيها فابحث عنها.
( رجال الكشّيّ: 470 رقم 896.
يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2402. )


- إرشاد الرجل الواقفيّ علي يديه:
1 - حسين بن عبد الوهّاب : روي عن الحسن بن عليّ الوشّاء المعروف بابن ابنة إلياس، قال: شخصت إلي خراسان ومعي حلل وشي ء للتجارة، فوردت مدينة مرو ليلاً وكنت أقول بالوقف علي موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) ، فوافق موضع نزولي غلام أسود كأنّه من أهل المدينة فقال لي: يقول لك سيّدي: وجّه إليّ بالحَبِرَة التي معك لأكفّن بها مولي لنا قد توفّي.
فقلت له: ومن سيّدك؟
قال ( عليه السلام ) : عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) .
فقلت: ما معي حبرة ولاحلّة إلّا وقد بعتها في الطريق، فمضي ثمّ عاد إليّ فقال لي: بلي، قد بقيت الحبرة قبلك.
فقلت له: إنّي ما أعلمها معي.
فمضي وعاد الثالثة فقال: هي في عرض السفط الفلاني.
فقلت في نفسي: إن صحّ قوله فهي دلالة...
فعجبت ممّا ورد عليّ وقلت: واللّه لأكتبنّ له مسائل أنا شاكّ فيها، ولأمتحننّه بمسائل سئل أبوه ( عليه السلام ) عنها، وأثبتّ تلك المسائل في درج، وعدت إلي بابه، والمسائل في كمّي...إذ خرج خادم يتصفّح الوجوه ويقول: أين ابن ابنة إلياس الفسويّ؟
فقلت: ها أنا ذا، فأخرج من كمّه درجاً وقال: هذا جواب مسائلك وتفسيرها، ففتحته وإذا فيها المسائل التي في كمّي وجوابها وتفسيرها.
فقلت: أُشهد اللّه ورسوله علي نفسي أنّك حجّة اللّه، وأستغفر اللّه وأتوب إليه وقمت....
( عيون المعجزات: 111 س 15.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 408. )

2 - الحضينيّ :...جعفر بن محمّد بن يونس قال: جاء قوم إلي باب أبي الحسن الرضا صلوات اللّه عليه برقاع فيها مسائل، وفي القوم رجل واقفيّ واقف علي باب أبي الحسن بن موسي، فوصلت الرقاع إليه، فخرجت الأجوبة في جميعها، وخرجت رقعة الواقفيّ بلا جواب، فسألته: لِمَ خرجت رقعته بلا جواب؟
فقال لي الرجل: ما عرفني الرضا ولا رآني، فيعلم أنّي واقفيّ، ولافي القوم الذين جئت معهم من يعرفني، اللّهمّ! إنّي تائب من الوقف، مقرّ بإمامة الرضا ( عليه السلام ) ، فما استتمّ كلامه حتّي خرج الخادم، فأخذ رقعته من يده، ودخل بها وعاد الجواب فيها إلي الرجل.
فقال: الحمد للّه، هذان برهانان في وقت واحد.
( الهداية الكبري: 288 س 6.
يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2546. )


- تكلّم الرجل السنديّ باللغة العربيّة بمسح يد الإمام:
1 - الراونديّ : قال أبو إسماعيل السنديّ: سمعت بالسند: أنّ للّه في العرب حجّة، فخرجت منها في الطلب، فدللت علي الرضا ( عليه السلام ) فقصدته، فدخلت عليه وأنا لاأُحسن من العربيّة كلمة، فسلّمت بالسنديّة، فردّ عليّ بلغتي،... قلت: إنّي لاأُحسن من العربيّة شيئاً، فادع اللّه أن يلهمنيها لأتكلّم بها مع أهلها، فمسح يده علي شفتي فتكلّمت بالعربيّة من وقتي.
( الخرائج والجرائح: 340/1 ح 5.
تقدّم الحديث بتمامه في رقم 289. )


- تسميته ( عليه السلام ) الصبييان في الأرحام:
1 - الراونديّ : روي عن أحمد بن عمر، قال: خرجت إلي الرضا ( عليه السلام ) وامرأتي حبلي، فقلت له: إنّي خلّفت أهلي وهي حامل، فادع اللّه أن يجعله ذكراً؟
فقال ( عليه السلام ) لي: هو ذكر فسمّه عمر.
فقلت: نويت أن أُسمّيه عليّاً وأمرت الأهل به!
قال ( عليه السلام ) : سمّه عمر.
فوردت الكوفه وقد ولد ابن لي وسمّي عليّاً، فسمّيته عمر.
فقال لي جيراني: لانصدّق بعدها بشي ء ممّا كان يحكي عنك.
فعلمت أنّه كان أنظر لي من نفسي.
( الخرائج والجرائح: 361/1 ح 16.
تقدّم الحديث أيضاً في رقم 402. )

2 - ابن حمزة الطوسيّ : عن بكر بن صالح، قال: قلت للرضا صلوات اللّه عليه: امرأتي أُخت محمّد بن سنان بها حبل، فادع اللّه تعالي أن يجعله ذكراً.
قال ( عليه السلام ) : هما اثنان.
فقلت في نفسي: محمّد وعليّ، فدعاني بعد انصرافي فقال: سمّ واحداً عليّاً، والأخري أُمّ عمرو ....
( الثاقب في المناقب: 214 ح 188.
تقدّم الحديث بتمامه في رقم 414. )



- إخباره ( عليه السلام ) بأنّ كيد أعدائهم لا يضرّهم:
1 - الشيخ الصدوق :...هرثمة بن أعين قال: دخلت علي سيّدي ومولاي - يعني الرضا ( عليه السلام ) - في دار المأمون وكان قد ظهر في دار المأمون أنّ الرضا ( عليه السلام ) قد توفّي، ولم يصحّ هذا القول، فدخلت أريد الإذن عليه قال: وكان في بعض ثقات خدم المأمون غلام يقال له: صبيح الديلميّ وكان يتوالي سيّدي حقّ ولايته، وإذا صبيح قد خرج فلمّا رآني قال لي: يا هرثمة! ألست تعلم أنّي ثقة المأمون علي سرّه وعلانيته؟ قلت: بلي.
قال: اعلم يا هرثمة! أنّ المأمون دعاني وثلاثين غلاماً من ثقاته علي سرّه وعلانيته في الثلث الأوّل من الليل...فقال: يأخذ كلّ واحد منكم سيفاً بيده وامضوا حتّي تدخلوا علي عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) في حجرته، فإن وجدتموه قائماً أو قاعداً أو نائماً فلا تكلّموه، وضِعوا أسيافكم عليه، واخلطوا لحمه ودمه وشعره وعظمه ومخّه، ثمّ أقلبوا عليه بساطه، وامسحوا أسيافكم به، وصيّروا إليّ، وقد جعلت لكلّ واحد منكم علي هذا الفعل وكتمانه عشر بدر دراهم، وعشر ضياع منتخبة، والحظوظ عندي ما حيّيت وبقيت...قال: فبادر الغلمان إليه بالسيوف ووضعت سيفي وأنا قائم أنظر إليه، وكأنّه قد كان علم مصيرنا إليه، فلبس علي بدنه ما لا تعمل فيه السيوف، فطووا علي بساطه، وخرجوا حتّي دخلوا علي المأمون فقال: ما صنعتم؟
قالوا: فعلنا ما أمرتنا به يا أمير المؤمنين!
قال: لا تعيدوا شيئاً ممّا كان، فلمّا كان عند تبلّج الفجر خرج المأمون فجلس مجلسه مكشوف الرأس، محلّل الأزرار، وأظهر وفاته وقعد للتعزية، ثمّ قام حافياً حاسراً، فمشي لينظر إليه وأنا بين يديه، فلمّا دخل عليه حجرته سمع همهمته، فأرعد ثمّ قال: من عنده؟
قلت: لا علم لنا يا أمير المؤمنين! فقال: اسرعوا وانظروا.
قال صبيح: فأسرعنا إلي البيت فإذا سيّدي ( عليه السلام ) جالس في محرابه يصلّي ويسبّح...قال هرثمة: فأكثرت للّه عزّ وجلّ شكراً وحمداً، ثمّ دخلت علي سيّدي الرضا ( عليه السلام ) فلمّا رآني قال: يا هرثمة!...واللّه! لا يضرّنا كيدهم شيئاً حتّي يبلغ الكتاب أجله.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 214/2 ح 22.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 470. )


- جوابه ( عليه السلام ) بمثل جواب أبيه في المسائل الستّ :
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد أوغيره، عن عليّ بن الحكم، عن الحسين بن عمر بن يزيد، قال: دخلت علي الرضا ( عليه السلام ) وأنا يومئذ واقف، وقد كان أبي سأل أباه عن سبع مسائل فأجابه في ستّ وأمسك عن السابعة.
فقلت: واللّه! لأسألنّه عمّا سأل أبي أباه، فإن أجاب بمثل جواب أبيه كانت دلالة، فسألته فأجاب بمثل جواب أبيه في المسائل الستّ، فلم يزد في الجواب واواً ولاياءً، وأمسك عن السابعة.
وقد كان أبي قال لأبيه: إنّي أحتجّ عليك عنداللّه يوم القيامة أنّك زعمت أنّ عبد اللّه لم يكن إماماً، فوضع يده علي عنقه ثمّ قال له: نعم، احتجّ عليّ بذلك عند اللّه عزّ وجلّ، فما كان فيه من إثم فهو في رقبتي.
فلمّا ودّعته قال: إنّه ليس أحد من شيعتنا يبتلي ببليّة أو يشتكي فيصبر علي ذلك إلّا كتب اللّه له أجر ألف شهيد.
فقلت في نفسي: واللّه! ما كان لهذا ذكر، فلمّا مضيت وكنت في بعض الطريق خرج بي عرق المدينيّ، فلقيت منه شدّة، فلمّا كان من قابل حججت فدخلت ( عرق المدينيّ: مركّب إضافيّ، وهو خَيْطٌ يخرج من الرِجل تدريجاً ويشتدّ وجعه. مرآة العقول: 101/4. )
عليه وقد بقي من وجعي بقيّة، فشكوت إليه وقلت له: جعلت فداك، عوّذ رجلي، وبسطتها بين يديه، فقال لي: ليس علي رجلك هذه بأس، ولكن أرني رجلك الصحيحة، فبسطتها بين يديه فعوّذها، فلمّا خرجت لم ألبث إلّا يسيراً حتّي خرج بي العرق، وكان وجعه يسيراً.
( الكافي: 353/1 ح 10. عنه البحار: 67/49 ح 88، ومدينة المعاجز: 29/7 ح 2127، وإثبات الهداة: 248/3 ح 7، والوافي: 175/2 ح 626.
قطعة منه في (شفاء من في رجله العرق المديني بتعويذه ( عليه السلام ) ) و(موعظته ( عليه السلام ) في الصبر علي البلايا). )


- علمه بما يكون:
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا عليّ بن عبد اللّه الورّاق قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن الهيثم بن أبي المسروق النهديّ، عن محمّد بن الفضيل قال: نزلت ببطن مُرّ فأصابني العرق المدينيّ في جنبي وفي رجلي، فدخلت علي الرضا ( عليه السلام ) بالمدينة فقال: ما لي أراك متوجّعاً؟
فقلت: إنّي لمّا أتيت بطن مُرّ أصابني العرق المدينيّ في جنبي وفي رجلي،فأشار ( عليه السلام ) إلي الذي في جنبي تحت الإبط، وتكلّم بكلام وتفل عليه،ثمّ قال ( عليه السلام ) : ليس عليك بأس من هذا، ونظر إلي الذي في رجلي فقال:قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : من بلي من شيعتنا ببلاء فصبر، كتب اللّه عزّ وجلّ له مثل أجر ألف شهيد.
فقلت في نفسي: لا أبرأ واللّه! من رجلي أبداً.
قال الهيثم: فما زال يعرج منها حتّي مات.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 221/2 ح 39. عنه مدينة المعاجز: 88/7 ح 2191، والبحار: 42/49 ح 31، و129/79 ح 5، قطعة منه، وإثبات الهداة: 275/3 ح 76، ووسائل الشيعة: 260/3 ح 3580، قطعة منه.
قطعة منه في (ما رواه عن الباقر ( عليهماالسلام ) ). )


- معجزته ( عليه السلام ) في استضاءة يده كعشرة مصابيح:
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : أحمد بن مهران ، عن محمّد بن عليّ، عن الحسن بن منصور، عن أخيه، قال: دخلت علي الرضا ( عليه السلام ) في بيت داخل في جوف بيت ليلاً، فرفع يده فكانت كأنّ في البيت عشرة مصابيح، واستأذن عليه رجل فخلّي يده، ثمّ أذن له.
( الكافي: 487/1 ح 3. عنه مدينة المعاجز: 13/7 ح 2109، وإثبات الهداة: 250/3 ح 13، ونور الثقلين: 51/4 ح 23، والوافي: 816/3 ح 1424.
المناقب لابن شهرآشوب: 348/4 س 21.
كشف الغمّة: 304/2 س 4، عن كتاب الدلائل. عنه إثبات الهداة: 306/3 ح 159. عنه وعن المناقب، البحار: 60/49 ضمن ح 76.
الثاقب في المناقب: 498 ح 428، و153 ح 140. )


- عدم تأثير السيف علي جسده الشريف:
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن أحمد السنانيّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفيّ قال: حدّثنا محمّد بن خلف قال: حدّثني هرثمة بن أعين قال: دخلت علي سيّدي ومولاي - يعني الرضا ( عليه السلام ) - في دار المأمون وكان قد ظهر في دار المأمون أنّ الرضا ( عليه السلام ) قد توفّي، ولم يصحّ هذا القول، فدخلت أريد الإذن عليه قال: وكان في بعض ثقات خدم المأمون غلام يقال له: صبيح الديلميّ وكان يتوالي سيّدي حقّ ولايته، وإذا صبيح قد خرج فلمّا رآني قال لي: يا هرثمة! ألست تعلم أنّي ثقة المأمون علي سرّه وعلانيته؟ قلت: بلي.
قال: اعلم يا هرثمة! أنّ المأمون دعاني وثلاثين غلاماً من ثقاته علي سرّه وعلانيته في الثلث الأوّل من الليل، فدخلت عليه وقد صار ليله نهاراً من كثرة الشموع وبين يديه سيوف مسلولة مشحوذة مسمومة، فدعا بنا غلاماً غلاماً وأخذ علينا العهد والميثاق بلسانه وليس بحضرتنا أحد من خلق اللّه غيرنا، فقال لنا: هذا العهد لازم لكم، إنّكم تفعلون ما آمركم به ولاتخالفوا فيه شيئاً، قال: فحلفنا له، فقال: يأخذ كلّ واحد منكم سيفاً بيده وامضوا حتّي تدخلوا علي عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) في حجرته، فإن وجدتموه قائماً أو قاعداً أو نائماً فلا تكلّموه، وضِعوا أسيافكم عليه، واخلطوا لحمه ودمه وشعره وعظمه ومخّه، ثمّ أقلبوا عليه بساطه، وامسحوا أسيافكم به، وصيّروا إليّ، وقد جعلت لكلّ واحد منكم علي هذا الفعل وكتمانه عشر بدر دراهم، وعشر ضياع منتخبة، والحظوظ عندي ما حيّيت وبقيت، قال: فأخذنا الأسياف بأيدينا ودخلنا عليه في حجرته فوجدناه مضطجعاً يقلّب طرف يديه ويكلّم بكلام لانعرفه، قال: فبادر الغلمان إليه بالسيوف ووضعت سيفي وأنا قائم أنظر إليه، وكأنّه قد كان علم مصيرنا إليه، فلبس علي بدنه ما لا تعمل فيه السيوف، فطووا علي بساطه، وخرجوا حتّي دخلوا علي المأمون فقال: ما صنعتم؟
قالوا: فعلنا ما أمرتنا به يا أمير المؤمنين!
قال: لا تعيدوا شيئاً ممّا كان، فلمّا كان عند تبلّج الفجر خرج المأمون فجلس مجلسه مكشوف الرأس، محلّل الأزرار، وأظهر وفاته وقعد للتعزية، ثمّ قام حافياً حاسراً، فمشي لينظر إليه وأنا بين يديه، فلمّا دخل عليه حجرته سمع همهمته، فأرعد ثمّ قال: من عنده؟
قلت: لا علم لنا يا أمير المؤمنين! فقال: اسرعوا وانظروا.
قال صبيح: فأسرعنا إلي البيت فإذا سيّدي ( عليه السلام ) جالس في محرابه يصلّي ويسبّح، فقلت: يا أمير المؤمنين! هو ذا نري شخصاً في محرابه يصلّي ويسبّح، فانتفض المأمون وارتعد، ثمّ قال: غدرتموني لعنكم اللّه! ثمّ التفت إلي من بين الجماعة فقال لي: أنت تعرفه، فانظر من المصلّي عنده؟ قال صبيح: فدخلت وتولّي المأمون راجعاً، ثمّ صرت إليه عند عتبة الباب، قال ( عليه السلام ) لي: يا صبيح! قلت: لبّيك، يا مولاي! وقد سقطت لوجهي فقال: قم، يرحمك اللّه، ( يُرِيدُونَ لِيُطْفُِواْ نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ ي وَلَوْ كَرِهَ الْكَفِرُونَ )
( الصفّ: 8/61. )
قال: فرجعت إلي المأمون فوجدت وجهه كقطع الليل المظلم فقال لي: ياصبيح! ما وراءك؟
فقلت له: يا أمير المؤمنين! هو واللّه جالس في حجرته، وقد ناداني وقال لي كيت وكيت، قال: فشدّ أزراره وأمر بردّ أثوابه وقال: قولوا: إنّه كان غشي عليه، وإنّه قد أفاق.
قال هرثمة: فأكثرت للّه عزّ وجلّ شكراً وحمداً، ثمّ دخلت علي سيّدي الرضا ( عليه السلام ) فلمّا رآني قال: يا هرثمة! لاتحدّث أحداً بما حدّثك به صبيح إلاّ من امتحن اللّه قلبه للإيمان بمحبّتنا وولايتنا، فقلت: نعم، يا سيّدي، ثمّ قال: يا هرثمة! واللّه! لا يضرّنا كيدهم شيئاً حتّي يبلغ الكتاب أجله.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 214/2 ح 22. عنه مدينة المعاجز: 72/7 ح 2173، وحلية الأبرار: 446/4 ح 3، والبحار: 186/49 ح 18، وإثبات الهداة: 269/3 ح 60.
دلائل الإمامة: 360 ح 307، وفيه: عن أبي علي محمّد بن زيد القمّيّ، عن محمّد بن منير، عن محمّد بن خلف الطوسيّ، عن هرثمة بن أعين، بتفاوت. عنه مدينة المعاجز: 75/7 س 9.
عيون المعجزات: 113 س 1، بتفاوت. عنه مدينة المعاجز: 76/7 س 7، مثله.
الهداية الكبري: 280 س 22، بتفاوت.
المناقب لابن شهرآشوب: 349/4 س 3، بتفاوت.
قطعة منه في (أمره ( عليه السلام ) بكتمان أسرارهم إلاّ عن أهله) و(إخباره ( عليه السلام ) بأنّ كيد أعدائهم لا يضرّهم) و(أحواله ( عليه السلام ) مع المأمون) و(سورة الصفّ: 8/61) و(دعاؤه ( عليه السلام ) لصبيح الديلمي). )



(ط) - شفاء الأمراض
وفيه خمسة عناوين

الأوّل - شفاء المصروع علي يده ( عليه السلام ) :
1 - ابنا بسطام النيسابوريّان » : عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، أنّه رأي مصروعاً فدعا له بقدح فيه ماء، ثمّ قرأ عليه ( الحمد) و( المعوّذتين ) ، ونفث في القدح، ثمّ أمر بصبّ الماء علي رأسه ووجهه فأفاق، وقال له: لا يعود إليك أبداً.
( كامل الزيارات: 513، ب 102، ح 800. عنه البحار: 50/99، ح 7. ومستدرك الوسائل: 410/10، ح 12269. المصباح الكفعمي: 207 س 12، قطعة منه.
البلد الأمين: 283 س 10. عنه البحار: 50/99 ح 50. )


الثاني - شفاء من في رجله العرق المديني بتعويذه ( عليه السلام ) :
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...الحسين بن عمر بن يزيد، قال: دخلت علي الرضا ( عليه السلام ) وأنا يومئذ واقف...فلمّا ودّعته...مضيت وكنت في بعض الطريق خرج بي عرق المدينيّ، فلقيت منه شدّة، فلمّا كان من قابل حججت فدخلت عليه وقد بقي من وجعي بقيّة، فشكوت إليه وقلت له: جعلت فداك، عوّذ رجلي، وبسطتها بين يديه، فقال لي: ليس علي رجلك هذه بأس، ولكن أرني رجلك الصحيحة، فبسطتها بين يديه فعوّذها، فلمّا خرجت لم ألبث إلّا يسيراً حتّي خرج بي العرق، وكان وجعه يسيراً.
( الكافي: 353/1 ح 10.
تقدّم الحديث بتمامه في رقم 467. )


الثالث - شفاء عين الجارية بمسح جبّته ( عليه السلام ) :
1 - الشيخ الصدوق :...عبد السلام بن صالح الهرويّ قال: دخل دعبل بن عليّ الخزاعيّ ( قدس سره ) [علي ] عليّ موسي الرضا ( عليهماالسلام ) بمرو فقال له: ( أثبتناه من حلية الأبرار ومدينة المعاجز. )
يا ابن رسول اللّه! إنّي قد قلت فيك قصيدة، وآليت علي نفسي أن لاأُنشدها أحداً قبلك
فقال ( عليه السلام ) : هاتها، فأنشده:...
فأنفذ إليه الرضا ( عليه السلام ) جبّة خزّ مع الصرّة وقال للخادم: قل له: خذ هذه الصرّة فإنّك ستحتاج إليها...وكانت له جارية لها من قلبه محلّ، فرمدت عينها رمداً عظيماً، فأدخل أهل الطبّ عليها، فنظروا إليها فقالوا: أمّا العين اليمني فليس لنا فيها حيلة، وقد ذهبت، وأمّا اليسري فنحن نعالجها ونجتهد، ونرجو أن تسلم
فاغتمّ لذلك دعبل غمّاً شديداً، وجزع عليها جزعاً عظيماً، ثمّ إنّه ذكر ما كان معه من وصلة الجبّة، فمسحها علي عيني الجارية، وعصّبها بعصابة منها أوّل الليل، فأصبحت وعيناها أصحّ ما كانتا قبل ببركة أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) .
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 263/2 ح 34.
يأتي الحديث بتمامه في ف 3 رقم 709. )


الرابع - الاستشفاء بلوز الشجرة التي غرسها الرضا ( عليه السلام ) :
1 - الشيخ الصدوق : ... خديجة بنت حمدان بن بسندة، قالت: لمّا دخل الرضا ( عليه السلام ) بنيسابور...فلمّا نزل ( عليه السلام ) دارنا، زرع لوزة في جانب من جوانب الدار، فنبتت وصارت شجرة، وأثمرت في سنة، فعلم الناس بذلك، فكانوا يستشفون بلوز تلك الشجرة، فمن أصابته علّة تبرّك بالتناول من ذلك اللوز مستشفياً، فعوفي به، ومن أصابه رمد جعل ذلك اللوز علي عينيه فعوفي، وكانت الحامل إذا عسر عليها ولادتها، تناولت من ذلك اللوز، فتخفّ عليها الولادة، وتضع من ساعتها.
وكان إذا أخذ دابّة من دوابّ القولنج أخذ من قضبان تلك الشجرة، فأمرّ علي بطنها فتعافي، ويذهب عنها ريح القولنج ببركة الرضا ( عليه السلام ) ....
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 132/2 ح 1.
تقدّم الحديث بتمامه في رقم 441. )


الخامس - قراءته ( عليه السلام ) القرآن لشفاء المريض:
1 - ابنا بسطام النيسابوريّان » : عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، أنّه رأي مصروعاً فدعا له بقدح فيه ماء، ثمّ قرأ عليه ( الحمد) و( المعوّذتين ) ، ونفث في القدح، ثمّ أمر بصبّ الماء علي رأسه ووجهه فأفاق، وقال له: لا يعود إليك أبداً.
( كامل الزيارات: 513، ب 102، ح 800.
تقدّم الحديث أيضاً في رقم 474. )


(ي) - معجزاته ( عليه السلام ) في الحيوانات
وفيه أربعة عناوين

الأوّل - إحياؤه ( عليه السلام ) أسدين مصوّرين وأمرهما بافتراس حميد بن مهران:
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبو الحسن محمّد بن القاسم المفسّر ( رضي الله عنه ) ، قال: حدّثنا يوسف بن محمّد بن زياد، وعليّ بن محمّد بن سيّار، عن أبويهما، عن الحسن بن عليّ العسكري، عن أبيه عليّ بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ ( عليهم السلام ) : : إنّ الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) لمّا جعله المأمون وليّ عهده، احتبس المطر، فجعل بعض حاشية المأمون والمتعصّبين علي الرضا يقولون: انظروا لمّا جاءنا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) وصار وليّ عهدنا، فحبس اللّه عنّا المطر، واتّصل ذلك بالمأمون، فاشتدّ عليه، فقال للرضا ( عليه السلام ) : قد احتبس المطر، فلو دعوت اللّه عزّ وجلّ أن يمطر الناس.
فقال الرضا ( عليه السلام ) : نعم!
قال: فمتي تفعل ذلك؟ وكان ذلك يوم الجمعة.
قال: يوم الاثنين، فإنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أتاني البارحة في منامي ومعه أميرالمؤمنين عليّ ( عليه السلام ) ، وقال: يابنيّ! انتظر يوم الاثنين فأبرز إلي الصحراء واستسق، فإنّ اللّه تعالي سيسقيهم، وأخبرهم بمايريك اللّه ممّا لايعلمون من حالهم، ليزداد علمهم بفضلك، ومكانك من ربّك عزّ وجلّ.
فلمّا كان يوم الاثنين غدا إلي الصحراء، وخرج الخلائق ينظرون، فصعد المنبر، فحمد اللّه وأثني عليه، ثمّ قال: «اللّهمّ يا ربّ! أنت عظّمت حقّنا أهل البيت، فتوسّلوا بنا كما أمرت، وأمّلوا فضلك ورحمتك، وتوقّعوا إحسانك ونعمتك، فاسقهم سقياً نافعاً عامّاً غيررائث ولاضائر، وليكن ابتداء مطرهم بعد ( راث يريث ريثاً: أبطأ،... غير رائث أي غير بطي ء: لسان العرب: 157/2. )
( ضاره الأمر يضوره كيضيره ضيراً وضوراً، أي ضرّه: لسان العرب: 494/4. )
انصرافهم من مشهدهم هذا إلي منازلهم ومقارّهم».
قال: فوالذي بعث محمّداً بالحقّ نبيّاً! لقد نسجت الرياح في الهواء الغيوم، وأرعدت وأبرقت، وتحرّك الناس كأنّهم يريدون التنحّي عن المطر.
فقال الرضا ( عليه السلام ) : علي رِسلكم أيّها الناس! فليس هذا الغيم لكم، إنّما هولأهل بلد ( الرسل بالكسر: الرفق والتؤْدَةُ، والاسترسال: الاستيناس والطمأنيتة إلي الإنسان والثقة به فيما يحدّثه، وأصله السكون والثبات: مجمع البحرين: 383/5. )
كذا.
فمضت السحابة وعبرت، ثمّ جاءت سحابة أخري تشتمل علي رعد وبرق، فتحرّكوا.
فقال: علي رِسلكم، فما هذه لكم، إنّما هي لأهل بلد كذا، فما زالت حتّي جاءت عشر سحابة وعبرت، ويقول عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) في كلّ واحدة: علي رِسلكم ليست هذه لكم، إنّما هي لأهل بلد كذا.
ثمّ أقبلت سحابة حادية عشر، فقال: أيّها الناس! هذه سحابة بعثها اللّه عزّوجلّ لكم، فاشكروا اللّه علي تفضّله عليكم، وقوموا إلي مقارّكم ومنازلكم فإنّها مسامتة لكم، ولرؤوسكم ممسكة عنكم إلي أن تدخلوا إلي مقارّكم، ثمّ يأتيكم ( في المصدر: مسامة، والظاهر أنّه غير صحيح، يدّل عليه ما في البحار ومدينة المعاجز.
سامته: قابله ووازاه، المنجد: 365. )

من الخير ما يليق بكرم اللّه تعالي وجلاله.
ونزل من المنبر، وانصرف الناس، فما زالت السحابة ممسكة إلي أن قربوا ( في المصدر: علي المنبر، والظاهر أنّه غير صحيح كما يدّل عليه البحار ومدينة المعاجز. )
من منازلهم، ثمّ جاءت بوابل المطر، فملئت الأودية، والحياض، والغدران، ( الوَبْل والوابل: المطر الشديد، الضّخم القطْر، لسان العرب: 720/11. )
والفلوات.
فجعل الناس يقولون: هنيئاً لولد رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) كرامات اللّه عزّ وجلّ.
ثمّ برز إليهم الرضا ( عليه السلام ) وحضرت الجماعة الكثيرة منهم، فقال: ياأيّهاالناس! اتّقوا اللّه في نعم اللّه عليكم، فلاتنفروها عنكم بمعاصيه، بل استديموها بطاعته وشكره علي نعمه وأياديه.
واعلموا أنّكم لاتشكرون اللّه تعالي بشي ء بعد الإيمان باللّه، وبعدالاعتراف بحقوق أولياء اللّه من آل محمّد رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أحبّ إليه من معاونتكم لإخوانكم المؤمنين علي دنياهم التي هي معبر لهم إلي جنان ربّهم، فإنّ من فعل ذلك كان من خاصّة اللّه تبارك وتعالي.
وقد قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في ذلك قولاً ما ينبغي لقائل أن يزهد في فضل اللّه عليه فيه إن تأمّله وعمل عليه، قيل: يا رسول اللّه! هلك فلان يعمل من الذنوب كيت وكيت؟!
فقال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : بل قد نجي، ولايختم اللّه عمله إلّا بالحسني، وسيمحوا اللّه عنه السيّئات، ويبدّلها من حسنات، إنّه كان يمرّ مرّة في طريق ( في البحار: ويبدّلها له حسنا، وكذا في مدينة المعاجز. )
عرض له مؤمن قد انكشف عورته وهو لايشعر، فسترها عليه، ولم يخبره بها مخافة أن يخجل، ثمّ إنّ ذلك المؤمن عرفه في مهواه، فقال له: أجزل اللّه لك ( المهواة: موضع في الهواء مشرف مادونه من جبل وغيره،... ورأيتم يتهاوون في المهواة: إذا سقط بعضهم في إثر بعض. لسان العرب: 370/15. )
الثواب، وأكرم لك المآب، ولاناقشك في الحساب، فاستجاب اللّه له فيه، فهذا العبد لايختم اللّه له إلّا بخير، بدعاء ذلك المؤمن.
وقد قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في ذلك قولاً ما ينبغي لقائل أن يزهد في فضل اللّه عليه فيه إن تأمّله وعمل عليه، قيل: يا رسول اللّه! هلك فلان يعمل من الذنوب كيت وكيت؟!
فقال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : بل قد نجي، ولايختم اللّه عمله إلّا بالحسني، وسيمحوا اللّه عنه السيّئات، ويبدّلها من حسنات، إنّه كان يمرّ مرّة في طريق ( في البحار: ويبدّلها له حسنا، وكذا في مدينة المعاجز. )
عرض له مؤمن قد انكشف عورته وهو لايشعر، فسترها عليه، ولم يخبره بها مخافة أن يخجل، ثمّ إنّ ذلك المؤمن عرفه في مهواه، فقال له: أجزل اللّه لك الثواب، وأكرم لك المآب، ولاناقشك في الحساب، فاستجاب اللّه له فيه، فهذا العبد لايختم اللّه له إلّا بخير، بدعاء ذلك المؤمن.
فاتّصل قول رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) بهذا الرجل، فتاب وأناب، وأقبل علي طاعة اللّه عزّ وجلّ، فلم يأت عليه سبعة أيّام حتّي أُغير علي سرح المدينة، ( السرح : الماشية جفناء الدارج، المنجد: 329. )
فوجّه رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في إثرهم جماعة ذلك الرجل أحدهم، فاستشهد فيهم.
قال الإمام محمّد بن عليّ بن موسي ( عليهم السلام ) : : وعظّم اللّه تبارك وتعالي البركة في البلاد بدعاء الرضا ( عليه السلام ) .
وقد كان للمأمون من يريد أن يكون هو وليّ عهده من دون الرضا ( عليه السلام ) ، وحسّاد كانوا بحضرة المأمون للرضا ( عليه السلام ) .
فقال للمأمون بعض أولئك: يا أمير المؤمنين! أُعيذك باللّه أن تكون تاريخ الخلفاء في إخراجك هذا الشرف العميم، والفخر العظيم من بيت ولد العبّاس إلي بيت ولد عليّ، لقد أعنت علي نفسك وأهلك، جئت بهذا الساحر ولد السحرة، وقد كان خاملاً فأظهرته، ومتّضعاً فرفعته، ومنسيّاً فذكّرت به، ومستخفّا فنوّهت ( خمل ذكره وصوته، خمُولا: خَفِي، أقرب الموارد: 303/1. )
( نوه: نهت بالشي ء نوهاً: رفعته، أقرب الموارد: 570/5. )
به، قد ملأ الدنيا مخرقة وتشوّقاً بهذا المطر الوارد عند دعائه، ماأخوفني أن يخرج هذا الرجل هذا الأمر عن ولد العبّاس إلي ولد عليّ؟!
بل ما أخوفني أن يتوصّل بسحره إلي إزالة نعمتك، والتواثب علي مملكتك، ( توثّب: استولي، أقرب الموارد: 716/5. )
هل جني أحد علي نفسه وملكه مثل جنايتك؟!
فقال المأمون: قد كان هذا الرجل مستتراً عنّا، يدعو إلي نفسه، فأردنا أن نجعله وليّ عهدنا ليكون دعاؤه لنا، وليعترف بالملك والخلافه لنا، وليعتقد فيه المفتونون به أنّه ليس ممّا ادّعي في قليل ولاكثير، وإنّ هذا الأمر لنا من دونه،
وقد خشينا إن تركناه علي تلك الحالة أن ينفتق علينا منه مالانسدّه، ويأتي علينا منه مالانطيقه، والآن فإذ قد فعلنا به مافعلناه، وأخطأنا في أمره بماأخطأنا، وأشرفنا من الهلاك بالتنويه به علي ما أشرفنا، فليس يجوز التهاون في أمره.
ولكنّا نحتاج أن نضع منه قليلاً قليلاً حتّي نصوّره عند الرعايا بصورة من لايستحقّ لهذا الأمر ثمّ ندبّر فيه بمايحسّم عنّا موادّ بلائه.
( حسمه حسماً: بمعني قطعه. المصباح المنير: 136. )
قال الرجل: يا أمير المؤمنين! فولّني مجادلته، فإنّي أفحمه وأصحابه، وأضع من قدره، فلولا هيبتك في نفسي لأنزلته منزلته، وبيّنت للناس قصوره عمّا رشحته له.
قال المأمون: ما شي ء أحبّ إليّ من هذا.
قال: فأجمع جماعة وجوه أهل مملكتك من القوّاد، والقضاة، وخيار الفقهاء لأُبيّن نقصه بحضرتهم، فيكون أخذاً له عن محلّه الذي أحللته فيه علي علم منهم بصواب فعلك.
قال: فجمع الخلق الفاضلين من رعيّته في مجلس واسع، قعد فيه لهم، وأقعد الرضا ( عليه السلام ) بين يديه في مرتبته التي جعلها له، فابتدء هذا الحاجب المتضمّن للوضع من الرضا ( عليه السلام ) .
وقال له: إنّ الناس قد أكثروا عنك الحكايات، وأسرفوا في وصفك، بما أري أنّك إن وقفت عليه برئت إليهم منه.
قال: وذلك إنّك قد دعوت اللّه في المطر المعتاد مجيئه فجاء، فجعلوه آية معجزة لك، أوجبوا لك بها أن لانظير لك في الدنيا، وهذا أمير المؤمنين أدام اللّه ملكه وبقاءه لايوازي بأحد إلّا رجّح به، وقد أحلّك المحلّ الذي قد عرفت، فليس من حقّه عليك أن تسوّغ الكاذبين لك وعليه ما يتكذّبونه.
فقال الرضا ( عليه السلام ) : ما أدفع عباد اللّه عن التحدّث بنعم اللّه عليّ، وإن كنت لاأبغي أشراً و لابطراً، وأمّا ماذكرك صاحبك الذي أحلّني ما أحلّني، ( اَشِرَ، أَشَراً: بَطِرَ ومَرِح ، المنجد: 12. )
( بَطِراً: أخذته دهشة، أقرب الموارد: 47/1. )
فماأحلّني إلّا المحلّ الذي أحلّه ملك مصر يوسف الصديق ( عليه السلام ) ، وكانت حالهما ما قد علمت.
فغضب الحاجب عند ذلك، وقال: يا ابن موسي! لقد عدوت طورك، ( الطَور: القَدْر. القاموس المحيط: 112/2. )
وتجاوزت قدرك أن بعث اللّه بمطر مقدّر وقته لايتقدّم ولايتأخّر، جعلته آية ( في المصدر: تجاوزك والظاهر أنّه غير صحيح، كما دلّ عليه البحار ومدينة المعاجز. )
تستطيل بها، وصولة تصول بها، كأنّك جئت بمثل آية الخليل إبراهيم ( عليه السلام ) لمّا أخذ رؤوس الطير بيده، ودعا أعضاءها التي كان فرّقها علي الجبال فأتينه سعياً، وتركّبن علي الرؤوس، وخفقن وطرن بإذن اللّه تعالي.
( خفقه، خفقاً: ضربه بشي ء، أقرب الموارد: 290/1. )
فإن كنت صادقاً فيما توهّم فأحي هذين وسلّطهما عليّ، فإنّ ذلك يكون حينئذ آية معجزة، فأمّا المطر المعتاد مجيئه، فلست أنت أحقّ بأن يكون جاء بدعائك من غيرك الذي دعا كما دعوت.
وكان الحاجب أشار إلي أسدين مصوّرين علي مسند المأمون الذي كان مستنداً إليه، وكانا متقابلين علي المسند.
فغضب عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) ، وصاح بالصورتين: دونكما الفاجر، فافترساه ولاتبقيا له عيناً ولاأثراً، فوثبت الصورتان، وقد عادتا أسدين، فتناولا الحاجب، ورضّاه، وهشماه وأكلاه، ولحسا دمه.
( رَضّه: دقّه وجرشه، أقرب الموارد: 409/1. )
( هشمه، هشماً: كسره، أقرب الموارد: 1391/2. )
( لَحَسَ: لعِقَها وأخذ ما علق بجوانبها بالإصبع أو باللّسان، أقرب الموارد: 1132/2. )
والقوم ينظرون متحيّرين ممّا يبصرون، فلمّا فرغا منه أقبلا علي الرضا ( عليه السلام ) وقالا: يا وليّ اللّه في أرضه، ماذا تأمرنا نفعل بهذا؟ أنفعل به ما فعلنا بهذا؟، يشيران إلي المأمون.
فغشي علي المأمون ممّا سمع منهما.
فقال الرضا ( عليه السلام ) : قفا، فوقفا.
قال الرضا ( عليه السلام ) : صبّوا عليه ماء ورد وطيّبوه، ففعل ذلك به، وعاد الأسدان يقولان: أتاذن لنا أن نلحقه بصاحبه الذي أفنيناه؟
قال: لا، فإنّ للّه عزّ وجلّ فيه تدبيراً هو ممضيه، فقالا: ماذا تأمرنا؟
( في المصدر: فإنّ اللّه، وهو غير صحيح ويدلّ عليه ما في البحار ومدينة المعاجز. )
قال: عودا إلي مقرّكما كما كنتما فصارا إلي المسند وصارا صورتين كماكانتا.
فقال المأمون: الحمد للّه الذي كفاني شرّ حميد بن مهران، يعني الرجل المفترس.
ثمّ قال للرضا ( عليه السلام ) : يا ابن رسول اللّه! هذا الأمر لجدّكم رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ثمّ لكم، فلو شئت لنزلت عنه لك؟
فقال الرضا ( عليه السلام ) : لو شئت لما ناظرتك ولم أسألك، فإنّ اللّه تعالي قدأعطاني من طاعة سائر خلقه مثل ما رأيت من طاعة هاتين الصورتين إلّاجهّال بني آدم، فإنّهم وإن خسروا حظوظهم، فللّه عزّ وجلّ فيه تدبير، وقد ( في البحار: فيهم، وكذا في مدينة المعاجز. )
أمرني بترك الاعتراض عليك، وإظهار ما أظهرته من العمل من تحت يدك، كما أمر يوسف بالعمل من تحت يد فرعون مصر.
قال: فمازال المأمون ضئيلا في نفسه إلي أن قضي في عليّ بن موسي ( الضئيل: الصغير الدقيق الحقير والنحيف: أقرب الموارد: 674/1. )
الرضا ( عليهماالسلام ) ما قضي.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 167/2، ح 1. عنه البحار: 180/49، ح 16، بتفاوت، آخر لم نذكره، ومدينة المعاجز: 137/7، ح 2240، بتفاوت، آخر لم نذكره، وإثبات الهداة: 259/3، ح 35، قطعة منه.
الثاقب في المناقب: 467، ح 394، قطعة منه، و469، ح 395، قطعة منه، وبتفاوت.
دلائل الإمامة: 376، ح 340، بتفاوت.
قطعة منه في (استجابة دعائه ( عليه السلام ) لمجي ء المطر) و(علمه ( عليه السلام ) بحركة السحاب والغيوم) و(أحواله ( عليه السلام ) مع المأمون) و(دعاؤه ( عليه السلام ) ) و(موعظته ( عليه السلام ) في الشكر علي النعمة) و(احتجاجه ( عليه السلام ) مع حاجب المتوكّل بحضرته) و(ما رواه عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ). )


الثاني - تكلّمه مع الحيوانات:
1 - الراونديّ : روي عن عبد اللّه بن سوقة قال: مرّ بنا ( في البحار: شبرمة، وإثبات الهداة: سمرة. )
الرضا ( عليه السلام ) ، فاختصمنا في إمامته، فلمّا خرج خرجت أنا، وتميم بن يعقوب السرّاج - من أهل برقة -، ونحن مخالفون له، نري رأي الزيديّة - فلمّا صرنا في الصحراء، فإذا نحن بظباء، فأومي ء أبو الحسن ( عليه السلام ) إلي خِشْف منها، فإذا هو ( الخِشف: ولد الغَزال، يُطلق علي الذكر والأنثي. المصباح المنير: 170. )
قد جاء، حتّي وقف بين يديه، فأخذ أبو الحسن يمسح رأسه، ودفعه إلي غلامه، فجعل الخِشْف يضطرب لكي يرجع إلي مرعاه، فكلّمه الرضا بكلام لانفهمه، فسكن، ثمّ قال: يا عبد اللّه! أو لم تؤمن؟
قلت: بلي، يا سيّدي! أنت حجّة اللّه علي خلقه، وأنا تائب إلي اللّه.
ثمّ قال للظبي: اذهب (إلي مرعاك).
فجاء الظبي وعيناه تدمعان، فتمسّح بأبي الحسن ( عليه السلام ) ورغي.
فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : تدري ما يقول؟
قلنا: اللّه ورسوله وابن رسوله أعلم.
قال: يقول: دعوتني فرجوت أن تأكل من لحمي فأجبتك، وحزّنتني حين أمرتني بالذهاب.
( الخرائج والجرائح: 364/1 ح 21. عنه إثبات الهداة: 301/3 ح 140، والبحار: 52/49 ح 60. عنه وعن الثاقب، مدينة المعاجز: 216/7 ح 2267.
الثاقب في المناقب: 176 ح 161. )

2 - الصفّار : حدّثنا أحمد بن موسي، عن محمّد بن أحمد المعروف بغزال، عن محمّد بن الحسين، عن سليمان من ولد جعفر بن أبي طالب، قال: كنت مع أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) في حائط له، إذ جاء عصفور فوقع بين يديه وأخذ يصيح ويكثر الصياح ويضطرب، فقال لي: يا فلان! أتدري ما تقول هذا العصفور؟
قلت: اللّه ورسوله وابن رسوله أعلم.
قال ( عليه السلام ) : إنّها تقول: إنّ حيّة تريد أكل فراخي في البيت، فقم فخذ تيك النبعة وادخل البيت واقتل الحيّة.
قال: فأخذت النبعة وهي العصا، ودخلت البيت وإذا حيّة تحول في البيت فقتلتها.
( بصائر الدرجات، الجزء السابع: 365 ح 19. عنه نور الثقلين: 79/4 ح 30، وإثبات الهداة: 296/3 ح 126، ومدينة المعاجز: 100/7 ح 2203. عنه وعن المناقب والخرائج، البحار: 88/49 ح 8.
الخرائج والجرائح: 359/1 ح 12، مرسلاً عن سليمان بن جعفر الجعفري. عنه البحار: 273/61 ح 40، ووسائل الشيعة: 536/11 ح 15477.
كشف الغمّة: 305/2 س 5، مرسلاً عن سليمان الجعفري.
الصراط المستقيم: 197/2 ح 10، مرسلاً وباختصار.
المناقب لابن شهرآشوب: 334/4 س 16، عن سليمان بن جعفر الجعفري.
مستدرك الوسائل: 124/16 ح 19349، عن كتاب لبّ اللباب.
الثاقب في المناقب: 177 ح 163.
قطعة منه في (أمره ( عليه السلام ) بقتل الحيّة). )


الثالث - قصّة زينب الكذّابة وإعجازه ( عليه السلام ) في بركة السباع:
1 - ابن حمزة الطوسيّ : ذكر الحديث أبو عبد اللّه الحافظ النيسابوريّ في كتابه الموسوم بالمفاخر، ونسبه إلي جدّه الرضا ( عليه السلام ) وهو: أنّه قد دخل علي المأمون وعنده زينب الكذّابة، وكانت تزعم أنّها زينب بنت عليّ بن أبي طالب، وأنّ عليّاً قد دعا لها بالبقاء إلي يوم القيامة.
فقال المأمون للرضا ( عليه السلام ) : سلّم علي أُختك.
فقال ( عليه السلام ) : واللّه! ما هي بأختي، ولاولّدها عليّ بن أبي طالب.
فقالت زينب: ماهو أخي، ولاولّده عليّ بن أبي طالب.
فقال المأمون للرضا ( عليه السلام ) : ما مصداق قولك هذا؟
فقال ( عليه السلام ) : إنّا أهل بيت لحومنا محرّمة علي السباع، فاطرحها إلي السباع، فإن تك صادقة، فإنّ السباع تعفي لحمها.
قالت زينب: ابتدي ء بالشيخ.
قال المأمون: لقد أنصفت.
فقال ( عليه السلام ) له: أجل.
ففتحت بركة السباع فنزل الرضا ( عليه السلام ) إليها، فلمّا رأته بصبصت، وأومأت ( بَصبَص الكلب: حرّك ذنبه طمعاً أوملقاً. المعجم الوسيط: 59. )
إليه بالسجود، فصلّي فيما بينها ركعتين وخرج منها.
فأمر المأمون زينب أن تنزل فأبت، وطرحت للسباع فأكلتها.
قال المصنّف رحمه اللّه ورضي عنه: إنّي وجدت في تمام هذه الرواية: إنّ بين السباع كان سبعاً ضعيفاً ومريضاً، فهمهم شيئاً في أُذنه، فأشار ( عليه السلام ) إلي أعظم السباع بشي ء، فوضع رأسه له، فلمّا خرج قيل له: ما قلت لذلك السبع الضعيف؟ وما قلت للآخر؟
قال ( عليه السلام ) : إنّه شكا إليّ وقال: إنّي ضعيف، فإذا طرح علينا فريسة لم أقدر علي مؤاكلتها، فأشر إلي الكبير بأمري، فأشرت إليه فقبل.
قال: فذبحت بقرة وألقيت إلي السباع، فجاء الأسد ووقف عليها ومنع السباع أن تأكلها حتّي شبع الضعيف، ثمّ ترك السباع حتّي أكلوها.
( الثاقب في المناقب: 546 ح 488. عنه مدينة المعاجز: 240/7 ح 2295.
كشف الغمّة: 260/2 س 23، بتفاوت. عنه البحار: 61/49 ضمن ح 79.
حلية الأبرار: 458/4 ح 4، وإثبات الهداة: 311/1 ح 192، باختصار. و313 س 16، عن كتاب مطالب السئول.
الفرج بعد الشدّة: 170/4 رقم 423.
قطعة منه في (علمه ( عليه السلام ) بلسان الحيوانات) و(أحواله مع المأمون) و(حرمة لحوم أهل البيت ( عليهم السلام ) : علي السباع). )


الرابع - تكلّمه مع الجنّ:
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عليّ بن محمّد، ومحمّد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عمّن ذكره، عن محمّد بن جحرش قال: حدثتني حكيمة بنت موسي قالت: رأيت الرضا ( عليه السلام ) واقفاً علي باب بيت الحطب وهو يناجي، ولست أري أحداً فقلت: يا سيّدي! لمن تناجي؟
فقال ( عليه السلام ) : هذا عامر الزهرائيّ، أتاني يسألني ويشكو إليّ.
فقلت: يا سيّدي! أُحبّ أن أسمع كلامه.
فقال لي: إنّك إن سمعت به حممت سنة.
فقلت: يا سيّدي! أُحبّ أن أسمعه.
فقال لي: اسمعي، فاستمعت فسمعت شبه الصفير، وركبتني الحمّي، فحممت سنة.
( الكافي: 395/1 ح 5. عنه البحار: 24/27 ح 16، و69/49 ح 91، و67/60 ح 6، ومدينة المعاجز: 35/7 ح 2133، ونور الثقلين: 432/5 ح 10، وإثبات الهداة: 249/3 ح 11، والوافي: 640/3 ح 1232.
المناقب لابن شهرآشوب: 344/4 س 20، مرسلاً بتفاوت، وفيه: عامر الدهواني بدل عامر الزهرائي. عنه البحار: 69/49 ح 92، مثله. )


(ك) - معجزاته ( عليه السلام ) في الجمادات
وفيه ستّة عناوين

الأوّل - إشالة الستور بين يديه ( عليه السلام ) :
1 - الإربليّ : لمّا جعله الخليفة المأمون وليّ عهده وأقامه خليفة من بعده، وكان في حاشية المأمون أناس كرهوا ذلك، وخافوا خروج الخلافة عن بني العبّاس، وعودها إلي بني فاطمة علي الجميع السلام، فحصل عندهم من ال رضا ( عليه السلام ) نفور، وكان عادة الرضا ( عليه السلام ) إذا جاء إلي دار المأمون ليدخل عليه، يبادر من الدهليز من الحاشية إلي السلام عليه، ورفع الستر بين يديه ليدخل.
فلمّا حصلت لهما النفرة عنه تواصوا فيما بينهم، وقالوا: إذا جاء ليدخل علي الخليفة أعرضوا عنه، ولاترفعوا الستر له، فاتّفقوا علي ذلك، فبينا هم قعود إذ جاء الرضا ( عليه السلام ) علي عادته، فلم يملكوا أنفسهم أن سلّموا عليه، ورفعوا الستر علي عادتهم، فلمّا دخل أقبل بعضهم علي بعض يتلاومون، كونهم ما وقفوا علي ما اتّفقوا عليه، وقالوا: النوبة الآتية إذا جاء لانرفعه له.
فلمّا كان في ذلك اليوم جاء فقاموا وسلّموا عليه، ووقفوا ولم يبتدروا إلي رفع الستر، فأرسل اللّه ريحاً شديدة دخلت في الستر، فرفعته أكثر ممّا كانوا يرفعونه، فدخل فسكنت الريح، فعاد إلي ما كان، فلمّا خرج عادت الريح، ودخلت في الستر، فرفعته حتّي خرج، ثمّ سكنت فعاد الستر، فلمّا ذهب أقبل بعضهم علي بعض وقالوا: هل رأيتم؟
قالوا: نعم.
فقال بعضهم لبعض: يا قوم! هذا رجل، له عند اللّه منزلة وللّه به عناية، ألم تروا أنّكم لمّا لم ترفعوا له الستر، أرسل اللّه الريح، وسخّرها له لرفع الستر، كما سخّرها لسليمان، فارجعوا إلي خدمته، فهو خير لكم، فعادوا إلي ما كانوا عليه، وزادت عقيدتهم فيه.
( كشف الغمّة: 260/2 س 5. عنه البحار: 60/49 ح 79.
نور الأبصار: 321 س 15، بتفاوت. عنه إثبات الهداة: 314/3 س 17.
الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: 244 س 19، بتفاوت.
إثبات الهداة: 311/3 ح 191، مختصراً عن مطالب السئول. )


الثاني - نبع الماء علي يده الشريفة ( عليه السلام ) وبقاء أثره:
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا تميم بن عبد اللّه بن تميم القرشيّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا أحمد بن عليّ الأنصاريّ قال: حدّثنا عبد السلام بن صالح الهرويّ قال: لمّا خرج عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) إلي ( في بعض المصادر: من نيسابور. )
المأمون فبلغ (قرب) قرية الحمراء قيل له: يا ابن رسول اللّه! قد زالت الشمس أفلا تصلّي؟
فنزل ( عليه السلام ) فقال: ائتوني بماء.
فقيل: ما معنا ماء، فبحث ( عليه السلام ) بيده الأرض فنبع من الماء، ماء توضّأ به هو ومن معه، وأثره باق إلي اليوم.
( في الثاقب في المناقب زيادة: والماء باق إلي يومنا هذا، ويقال للمنبع: عين الرضا ( عليه السلام ) ، وإنّ إنساناً حفر المنبع ليجري الماء ويتّخذ عليه مزرعة، فذهب الماء وانقطع مدّة، ثمّ أهيل التراب فيه فعاد الماء، والموضع مشهور. )
فلمّا دخل سناباد استند إلي الجبل الذي تنحت منه القدور فقال: «اللّهمّ ( نَحَتَ نَحْتاً الشي ء: قشره وبراه. المعجم الوسيط: 906. )
( القِدر: إناء يطبخ فيه، المعجم الوسيط: 718. )
أنفع به، وبارك فيما يجعل فيه، وفيما ينحت منه».
ثمّ أمر ( عليه السلام ) فنحت له قدور من الجبل وقال: لايطبخ ما آكله إلّا فيها. وكان ( عليه السلام ) خفيف الأكل، قليل الطعم، فاهتدي الناس إليه من ذلك اليوم فظهرت بركة دعائه فيه.
ثمّ دخل دار حميد بن قحطبة الطائيّ، ودخل القبّة التي فيها قبر هارون الرشيد، ثمّ خطّ بيده إلي جانبه ثمّ قال: هذه تربتي وفيها أُدفن، وسيجعل اللّه هذا المكان مختلف شيعتي وأهل محبّتي، واللّه! ما يزورني منهم زائر، ولايسلّم عليّ منهم مسلم إلّا وجب له غفران اللّه ورحمته بشفاعتنا أهل البيت.
ثمّ استقبل القبلة فصلّي ركعات ودعا بدعوات، فلمّا فرغ سجد سجدة طال مكثه فيها، فأحصيت له فيها خمسمائة تسبيحة، ثمّ انصرف.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 136/2 ح 1. عنه مدينة المعاجز: 132/7 ح 2238، وقِطَع منه في إثبات الهداة: 258/3 ح 34، والبحار: 125/49 ح 1، و331/63 ح 6، و404 ح 3، و198/83 ح 6، و36/99 ح 22، ووسائل الشيعة: 515/3 ح 4332، و9/7 ح 8570، و559/14 ح 19821، و244/24 ح 30448، وحلية الأبرار: 485/4 ح 7، والأنوار البهيّة: 226 س 6.
المناقب لابن شهرآشوب: 343/4 س 19، مختصراً بتفاوت. عنه إثبات الهداة: 312/3 ح 196، قطعة منه.
الخرائج والجرائح: 915/2 س 16، أشار إلي مضمونه. عنه إثبات الهداة: 304/3 ح 151، قطعة منه.
الثاقب في المناقب: 145 ح 137، و198 ح 174، مختصراً بتفاوت.
كتاب ألقاب الرسول وعترته ( عليهم السلام ) : ضمن مجموعة نفيسة: 223 س 12، أورد مضمونه.
قطعة منه في (إخباره ( عليه السلام ) بمحلّ دفنه) و(أكله ( عليه السلام ) ) و(تسبيحه ( عليه السلام ) في سجوده) و(ثواب زيارته ( عليه السلام ) ) و(شفاعة أهل البيت ( عليهم السلام ) : لمن زار قبره ( عليه السلام ) ) و(دعاؤه ( عليه السلام ) ) و(مسيره من المدينة إلي خراسان والحوادث الواقعة فيه). )


الثالث - ظهور عين ماء في الفلاة:
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبو محمّد جعفر بن نعيم بن شا ذان ( رضي الله عنه ) قال: أخبرنا أحمد بن إدريس، عن إبراهيم بن هاشم، عن محمّد بن حفص قال: حدّثني مولي العبد الصالح أبي الحسن موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) قال: كنت وجماعة مع الرضا ( عليه السلام ) في مفازة، فأصابنا عطش شديد، ودوابّنا ( المفاز: البريّة القفر. المعجم الوسيط: 706. )
حتّي خفنا علي أنفسنا، فقال لنا الرضا ( عليه السلام ) : ائتوا موضعاً - وصفه لنا - فإنّكم تصيبون الماء فيه.
قال: فأتينا الموضع فأصبنا الماء وسقينا دوابّنا حتّي رويت وروينا ومن معنا من القافلة، ثمّ رحلنا فأمرنا ( عليه السلام ) بطلب العين، فطلبناها فما أصبنا إلّا بعر الإبل ولم نجد للعين أثراً فذكر ذلك لرجل من ولد قنبر كان يزعم أنّ له مائة وعشرون سنة، فأخبرني القنبر بمثل هذا الحديث سواء قال: كنت أنا أيضاً معه في خدمته، وأخبرني القنبريّ أنّه كان في ذلك مصعداً إلي خراسان.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 216/2 ح 25. عنه مدينة المعاجز: 78/7 ح 2176، والبحار: 37/49 ح 20، وإثبات الهداة: 271/3 ح 63. )


الرابع - صيرورة التراب إلي الدراهم والدنانير بضرب يده ( عليه السلام ) :
1 - أبو جعفر الطبريّ :...إبراهيم بن سعد، قال: رأيت محمّد ( في إثبات الهداة، ومدينة المعاجز، ونوادر المعجزات: إبراهيم بن سعيد، والظاهر أنّهما متّحد، راجع: مستدركات علم الرجال: 150/1 رقم 239. )
بن عليّ الرضا ( عليهماالسلام ) ...فقلت: رأيت أباك ( عليه السلام ) يضرب بيده إلي التراب، فيجعله دنانير ودراهم.
فقال: في مصرك قوم يزعمون: أنّ الإمام يحتاج إلي مال، فضرب بيده لهم ليبلّغهم: أنّ كنوز الأرض بيد الإمام.
( في نوادر المعجزات: في مصرك يزعمون أنّ الإمام يحتاج إلي مال، فَبَلّغهم أنّ كنوز الأرض بيد الإمام. )
( دلائل الإمامة: 397، ح 346. عنه إثبات الهداة: 345/3، ح 54، أشار إلي مضمونه، ومدينة المعاجز: 317/7، ح 2351.
نوادر المعجزات: 179، ح 2. )

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

الخامس - إخراجه ( عليه السلام ) سبيكة الذهب من الأرض:
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : أحمد بن محمّد، عن محمّد بن الحسن، عن محمّد بن عيسي، عن محمّد بن حمزة بن القاسم، عن إبراهيم بن موسي، قال: ألححت علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) في شي ء أطلبه منه فكان يعدني، فخرج ذات يوم ليستقبل والي المدينة وكنت معه، فجاء إلي قرب قصر فلان، فنزل تحت شجرات، ونزلت معه أنا وليس معنا ثالث.
فقلت: جعلت فداك! هذا العيد قد أظلّنا، ولا واللّه! ما أملك درهماً فما سواه، فحكّ بسوطه الأرض حكّاً شديداً ثمّ ضرب بيده، فتناول منه سبيكة ذهب، ثمّ قال: انتفع بها، واكتم ما رأيت.
( الكافي: 488/1 ح 6. عنه وعن البصائر وإعلام الوري، إثبات الهداة: 251/3 ح 16، والوافي: 818/3 ح 8427.
إرشاد المفيد: 309 س 11.
الإختصاص: 270 س 13. عنه وعن الكافي والدلائل، مدينة المعاجز: 16/7 ح 2112.
بصائر الدرجات: الجزء الثامن 394 ح 2. عنه مدينة المعاجز: 289/6 ح 2018. عنه وعن الإختصاص والإرشاد، البحار: 47/49 ح 45.
الخرائج والجرائح: 337/2 ح 2، بتفاوت. عنه البحار: 49/49 ح 49، و21/80 ح 38، قطعة منه، ومستدرك الوسائل: 101/3 ح 3123، بإختصار.
دلائل الإمامة: 368 ح 323، وفيه: أبو الحسن عليّ بن هبة اللّه الموصليّ قال: أخبرنا أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسي بن بابويه القمّيّ، عن أبيه، عن سعد بن عبد اللّه، عن أبي عبد اللّه محمّد بن خالد البرقيّ، عن محمّد بن حمزة الهاشميّ، عن إبراهيم بن موسي....
روضة الواعظين: 245 س 5، مرسلاً.
إعلام الوري: 61/2 س 13.
كشف الغمّة: 274/2 س 21.
الصراط المستقيم: 194/2 ح 1، بتفاوت واختصار.
المناقب لابن شهرآشوب: 344/4 س 25، باختصار.
الثاقب في المناقب: 183 ح 169، و473 ح 397.. عنه مدينة المعاجز: 238/7 ح 2293.
إثبات الوصيّة: 209 س 9، بتفاوت. )

2 - الراونديّ : روي إسماعيل بن أبي الحسن قال: كنت مع الرضا ( عليه السلام ) وقد مال بيده علي الأرض كأنّه يكشف شيئاً، فظهرت ( في المصدر: قال، والصحيح ما أثبتناه من الثاقب والبحار. )
سبائك ذهب، ثمّ مسح بيده عليها فغابت.
فقلت في نفسي: لو أعطاني واحدة منها.
قال ( عليه السلام ) : لا، إنّ هذا الأمر لم يأت وقته .
( في الكشف: لم يأن، والمشارق: ما آن. )
( الخرائج والجرائح: 340/1 ح 4، عنه البحار: 50/49 ح 50.
كشف الغمّة: 304/2 س 10.
الصراط المستقيم: 195/2 ح 3، بتفاوت.
مشارق أنوار اليقين: 96 س 20. عنه مدينة المعاجز: 233/7 ح 2286.
الثاقب في المناقب: 183 ح 170. عنه مدينة المعاجز: 240/7 ح 2294.
تقدّم الحديث أيضاً في (علمه ( عليه السلام ) بما في الضمير). )

3 - ابن حمزة الطوسيّ : عن عليّ بن أسباط، قال: ذهبت إلي ال رضا ( عليه السلام ) في يوم عرفة...قلت: يا سيّدي! إنّي معدم وليس عندي ما أنفقه في عيدي هذا.
فحكّ الأرض بسوطه، ثمّ ضرب بيده، فتناول سبيكة ذهب فيها مائة دينار، فقال لي: خذها، فأخذتها فأنفقتها في أُموري.
( الثاقب في المناقب: 473 ح 396.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 666. )

السادس - سيلا ن الذهب من بين أصابعه:
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عليّ بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن عليّ بن محمّد القاسانيّ قال: أخبرني بعض أصحابنا أنّه حمل إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) مالاً له خطر فلم أره سرّ به.
قال: فاغتممت لذلك وقلت في نفسي: قد حملت هذا المال ولم يسرّ به.
( مثل هذا. )
فقال: يا غلام! الطست والماء.
قال: فقعد علي كرسيّ، وقال بيده (وقال) للغلام: صبّ عليّ الماء.
قال: فجعل يسيل من بين أصابعه في الطست ذهب، ثمّ التفت إليّ فقال لي: من كان هكذا، لايبالي بالذي حملته إليه.
( في الكشف: حمل، وفي المناقب: حملت. )
( الكافي: 491/1 ح 10. عنه الوافي: 818/3 ح 1428، ومدينة المعاجز: 21/7 ح 2116. عنه وعن كشف الغمّة، إثبات الهداة: 252/3 ح 20.
كشف الغمّة: 303/2 س 7، بتفاوت. عنه البحار: 63/49 ضمن ح 80.
المناقب لابن شهرآشوب: 348/4 س 24.
الثاقب في المناقب: 497 ح 427، بتفاوت.
قطعة منه في (إخباره ( عليه السلام ) عمّا في الضمير). )


(ل) - معجزات قبره الشريف ( عليه السلام )
وفيه سبعة عشر عنواناً

الأوّل - استبصار الرجل المخالف:
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبو طالب الحسين بن عبد اللّه بن بنان الطائيّ قال: سمعت محمّد بن عمر النوقانيّ يقول: بينما أنا نائم بنوقان في عُلِيَّة لنا، في ليلة ظلماء، إذ انتبهت فنظرت إلي الناحية التي فيها مشهد عليّ بن ( العُلِيَّة: الغرفة. القاموس المحيط: 530/4. )
موسي ال رضا ( عليهماالسلام ) بسناباد، فرأيت نوراً قد علا حتّي امتلأ منه المشهد، وصار مضيئاً كأنّه نهار، وكنت شاكّاً في أمر الرضا ( عليه السلام ) ولم أكن علمت أنّه حقّ فقالت لي أمّي وكانت مخالفة: ما لك يا بنيّ؟
فقلت لها: رأيت نوراً ساطعاً قد امتلأ منه المشهد، فأعلمت أُمّي ذلك، وجئت بها إلي المكان الذي كنت فيه، حتّي رأت ما رأيت من النور، وامتلأ المشهد منه، فاستعظمت ذلك، فأخذت في الحمد للّه، إلّا أنّها لم تؤمن بها كإيماني، فقصدت المشهد، فوجدت الباب مغلقاً، فقلت: اللّهمّ إن كان أمر الرضا ( عليه السلام ) حقّاً، فافتح هذا الباب.
ثمّ دفعته بيدي فانفتح، فقلت في نفسي: لعلّه لم يكن مغلقاً علي ما وجب، فغلّقته حتّي علمت أنّه لم يمكن فتحه إلّا بمفاتح، ثمّ قلت: اللّهمّ إن كان أمر الرضا ( عليه السلام ) حقّاً فافتح لي هذا الباب.
ثمّ دفعته بيدي فانفتح، فدخلت وزرت وصلّيت، واستبصرت في أمر الرضا ( عليه السلام ) ، فكنت أقصده بعد ذلك في كلّ ليلة جمعة زائراً من نوقان، وأُصلّي عنده إلي وقتي هذا.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 278/2 ح 1. عنه البحار: 326/49 ح 1، وإثبات الهداة: 285/3 ح 103. )

الثاني - استجابة الدعاء عنده:
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبو طالب الحسين بن عبد اللّه بن بنان الطائيّ قال: سمعت أبا منصور بن عبد الرزّاق، يقول للحاكم بطوس المعروف بالبيورديّ: هل لك ولد؟ فقال: لا.
فقال له أبو منصور: لِمَ لاتقصد مشهد الرضا ( عليه السلام ) وتدعو اللّه عنده، حتّي يرزقك ولداً، فإنّي سألت اللّه تعالي هناك في حوائج فقضيت لي.
قال الحاكم: فقصدت المشهد علي ساكنه السلام، ودعوت اللّه عزّ وجلّ عند الرضا ( عليه السلام ) أن يرزقني ولداً، فرزقني اللّه عزّ وجلّ ولداً ذكراً، فجئت إلي أبي منصور بن عبد الرزّاق وأخبرته باستجابة اللّه تعالي في هذا المشهد
فوهب لي وأعطاني، وأكرمني علي ذلك.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 279/2 ح 2. عنه البحار: 327/49 ح 2، وإثبات الهداة: 285/3 ح 104. )

الثالث - إرشاد صاحب الوديعة:
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبو نصر أحمد بن الحسين الضبي، ومالقيت أنصب منه، وبلغ من نصبه أنّه كان يقول: اللّهمّ صلّ علي محمّد، فرداً ويمتنع من الصلاة علي آله، قال: سمعت أبا بكر الحمّاميّ الفرّاء، في سكّة حرب نيسابور، وكان من أصحاب الحديث يقول: أودعني بعض الناس وديعة، فدفنتها ونسيت موضعها فتحيّرت، فلمّا أتي علي ذلك مدّة، جاءني صاحب الوديعة يطالبني بها، فلم أعرف موضعها وتحيّرت، واتّهمني صاحب الوديعة، فخرجت من بيتي مغموماً متحيّراً، ورأيت جماعة من الناس يتوجّهون إلي مشهد الرضا ( عليه السلام ) ، فخرجت معهم إلي المشهد، وزرت ودعوت اللّه عزّ وجلّ أن يبيّن لي موضع الوديعة، فرأيت هناك فيما يري النائم، كأنّ آت أتاني فقال لي: دفنت الوديعة في موضع كذا وكذا، فرجعت إلي صاحب الوديعة فأرشدته إلي ذلك الموضع الذي رأيته في المنام، وأنا غير مصدّق بما رأيت، فقصد صاحب الوديعة ذلك المكان، فحفره واستخرج منه الوديعة بختم صاحبها، فكان الرجل بعد ذلك يحدّث الناس بهذا الحديث، ويحثّهم علي زيارة هذا المشهد، علي ساكنه التحيّة والسلام.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 279/2 ح 3. عنه البحار: 327/49 ح 3، وإثبات الهداة: 286/3 ح 106. )

الرابع - قضاء حاجة المملوك:
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبو عليّ محمّد بن أحمد بن محمّد بن يحيي المعاذيّ قال: حدّثنا أبو الحسن محمّد بن أبي عبد اللّه الهرويّ قال: حضر المشهد رجل من أهل بلخ ومعه مملوك له، فزار هو ومملوكه الرضا ( عليه السلام ) ، وقام الرجل عند رأسه يصلّي ومملوكه يصلّي عند رجليه، فلمّا فرغا من صلاتهما سجدا فأطالا سجودهما، فرفع الرجل رأسه من السجود قبل المملوك ودعا بالمملوك، فرفع رأسه من السجود وقال: لبّيك يا مولاي!
فقال له: تريد الحرّيّة؟ فقال: نعم.
فقال: أنت حرّ لوجه اللّه، ومملوكتي فلانة ببلخ حرّة لوجه اللّه تعالي، وقد زوّجتها منك بكذا وكذا من الصداق، وضمنت لها ذلك عنك، وضيعتي الفلانة وقف عليكما وعلي أولادكما وأولاد أولادكما ما تناسلوا بشهادة هذا الإمام ( عليه السلام ) .
فبكي الغلام، وحلف باللّه تعالي وبالإمام ( عليه السلام ) ، أنّه ما كان يسأل في سجوده إلّا هذه الحاجة بعينها، وقد تعرّفت الإجابة من اللّه تعالي بهذه السرعة.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 282/2 ح 7. عنه البحار: 330/49 ح 7، وإثبات الهداة: 288/3 ح 110. )

الخامس - حلّ عقدة اللسان:
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبو عليّ محمّد بن أحمد بن محمّد بن يحيي العطّار المعاذيّ قال: حدّثنا أبو النصر المؤذّن النيسابوريّ قال: أصابتني علّة شديدة ثقل منها لساني، فلم أقدر علي الكلام، فخطر ببالي أن أزور الرضا ( عليه السلام ) وأدعو اللّه تعالي عنده، وأجعله شفيعي إليه حتّي يعافيني من علّتي، ويطلق لساني، فركبت حماراً، وقصدت المشهد، وزرت الرضا ( عليه السلام ) ، وقمت عند رأسه، وصلّيت ركعتين وسجدت، وكنت في الدعاء والتضرّع مستشفعاً بصاحب هذا القبر إلي اللّه تعالي أن يعافيني من علّتي، ويحلّ عقدة لساني، فذهبت في النوم في سجودي، فرأيت في المنام كأنّ القبر قد انفرج، وخرج منه رجل كهل أدم شديد الأدمة، فدنا منّي وقال لي: يا أبا نصر! قل: لا إله إلّا اللّه.
قال: فأومأت إليه، كيف أقول ولساني مغلق؟
قال: فصاح عليّ صيحة فقال: تنكر للّه قدرة؟ قل: لا إله إلّا اللّه.
قال: فانطلق لساني فقلت: لا إله إلّا اللّه، ورجعت إلي منزلي راجلاً، وكنت أقول: لا إله إلّا اللّه، وانطلق لساني ولم ينغلق بعد ذلك.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 283/2 ح 8. عنه البحار: 331/49 ح 8، وإثبات الهداة: 289/3 ح 111. )

السادس - وقوع السيل في سناباد وسلامة المشهد منه:
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبو عليّ محمّد بن أحمد المعاذيّ قال: سمعت أباالنصر المؤدّب يقول: امتلأ السيل يوماً بسناباد، وكان الوادي أعلي من المشهد، فأقبل السيل حتّي إذا قرب من المشهد خفنا علي المشهد منه، فارتفع بإذن اللّه ووقع في قناة أعلي من الوادي، ولم يقع في المشهد منه شي ء.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 283/2 ح 9. عنه البحار: 331/49 ح 10، وإثبات الهداة: 289/3 ح 112. )

السابع - إرشاد الرجل إلي الكيس المفقود:
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن إسماعيل السليطيّ النيسابوريّ قال: حدّثني محمّد بن أحمد السنانيّ النيسابوريّ قال: كنت في خدمة الأمير أبي نصر بن أبي عليّ الصغانيّ صاحب الجيش، وكان محسناً إليّ، فصحبته إلي صغانيان، وكان أصحابه يحسدونني علي ميله إليّ وإكرامه لي، فسلّم إليّ في بعض الأوقات كيساً فيه ثلاثة آلاف درهم وبختمه، وأمرني أن أُسلّمه في خزانته، فخرجت من عنده فجلست في المكان الذي يجلس فيه الحاجب، ووضعت الكيس عندي، وجعلت أُحدّث الناس في شغل لي، فسرق ذلك الكيس فلم أشعر به.
وكان للأمير أبي النصر غلام يقال له: خطلخ تاش، وكان حاضراً، فلمّا نظرت لم أر الكيس، فأنكر جميعهم أن يعرفوا له خبراً، وقالوا لي: ما وضعت هيهنا شيئاً، فما وضعت هذا إلّا افتعالاً، وكنت عارفاً بحسدهم لي، فكرهت علي تعريف الأمير أبي نصر الصغانيّ لذلك خشية أن يتّهمني، فبقيت متحيّراً متفكّراً، لا أدري مَن أخذ الكيس.
وكان أبي إذا وقع له أمر يحزنه، فزع إلي مشهد الرضا ( عليه السلام ) فزاره ودعا اللّه تعالي عنده، وكان يكفي ذلك عنده، ويفرّج عنه، فدخلت إلي الأمير أبي نصر من الغد فقلت له: أيّها الأمير! تأذن لي في الخروج إلي طوس، فلي بها شغل؟
فقال لي: وما هو؟
قلت: لي غلام طوسيّ فهرب منّي، وقد فقدت الكيس وأنا أتّهمه به.
فقال لي: انظر أن لا تفسد حالك عندنا.
فقلت: أعوذ باللّه من ذلك.
فقال لي: ومن تضمن لي الكيس إن تأخّرت؟
فقلت له: إن لم أعد بعد أربعين يوماً فمنزلي وملكي بين يديك.
فكتب إلي أبي الحسن الخزاعيّ بالقبض علي جميع أسبابي بطوس، فأذن لي فخرجت، وكنت أكتري من منزل إلي منزل حتّي وافيت المشهد علي ساكنه السلام، فزرت ودعوت اللّه تعالي عند رأس القبر أن يطّلعني علي موضع الكيس، فذهب بي النوم هناك، فرأيت رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في المنام يقول لي: قم! فقد قضي اللّه حاجتك.
فقمت وجدّدت الوضوء وصلّيت ما شاء اللّه تعالي ودعوت، فذهب بي النوم فرأيت رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في المنام فقال لي: الكيس سرقه خطلخ تاش، ودفنه تحت الكانون في بيته، وهو هناك بختم أبي نصر الصغانيّ.
قال: فانصرفت إلي الأمير أبي نصر قبل الميعاد بثلاثة أيّام، فلمّا دخلت عليه فقلت له: قد قضيت لي حاجتي.
فقال: الحمد للّه.
فخرجت وغيّرت ثيابي وعدت إليه فقال: أين الكيس؟
فقلت له: الكيس مع خطلخ تاش.
فقال: من أين علمت؟
فقلت: أخبرني به رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في منامي عند قبر الرضا ( عليه السلام ) .
قال: فاقشعرّ بدنه لذلك، وأمر بإحضار خطلخ تاش، فقال له: أين الكيس الذي أخذته من بين يديه؟
فأنكر وكان من أعزّ غلمانه، فأمر أن يهدّد بالضرب.
فقلت: أيّها الأمير! لا تأمر بضربه، فإنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قد أخبرني بالموضع الذي وضعه فيه.
قال: وأين هو؟
قلت: هو في بيته مدفون تحت الكانون بختم الأمير، فبعث إلي منزله بثقة، وأمر بحفر موضع الكانون، فتوجّه إلي منزله وحفر وأخرج الكيس مختوماً، فوضعه بين يديه.
فلمّا نظر الأمير إلي الكيس وختمه عليه قال لي: يا أبا نصر! لم أكن عرفت فضلك قبل الوقت، وسأزيد في برّك وإكرامك وتقديمك، ولو عرّفتني أنّك تريد قصد المشهد، لحملتك علي دابّة من دوابّي.
قال أبو نصر: فخشيت أولئك الأتراك أن يحقدوا علي ما جري، فيوقعوني في بليّة، فاستأذنت الأمير وجئت نيسابور، وجلست في الحانوت أبيع التبن إلي وقتي هذا، ولا قوّة إلّا باللّه.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 284/2 ح 10. عنه البحار: 331/49 ح 11، وإثبات الهداة: 289/3 ح 113. )

الثامن - استجابة الدعاء لمن طلب الولد:
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن إسماعيل السليطيّ ( رضي الله عنه ) قال: سمعت الحاكم الرازيّ صاحب أبي جعفر العتبيّ يقول: بعثني أبو جعفر العتبيّ رسولاً إلي أبي منصور بن عبد الرزّاق، فلمّا كان يوم الخميس استأذنته في زيارة الرضا ( عليه السلام ) ؟
فقال: اسمع منّي ما أُحدّثك به في أمر هذا المشهد، كنت في أيّام شبابي أتصعّب علي أهل هذا المشهد، وأتعرّض الزوّار في الطريق، وأسلب ثيابهم ونفقاتهم، ومرقعاتهم، فخرجت متصيّداً ذات يوم وأرسلت فهداً علي غزال، فما زال يتّبعه حتّي ألجأه إلي حائط المشهد فوقف الغزال، ووقف الفهد مقابله لا يدنو منه، فجهدنا كلّ الجهد بالفهد أن يدنو منه فلم ينبعث، وكان متي فارق الغزال موضعه يتّبعه الفهد، فإذا التجأ إلي الحائط رجع عنه فدخل الغزال حجراً في حائط المشهد فدخلت الرباط، فقلت لأبي النصر المقري: أين الغزال الذي دخل هيهنا الآن؟
فقال: لم أره، فدخلت المكان الذي دخله فرأيت بعر الغزال وأثر البول، ولم أر الغزال وفقدته، فنذرت اللّه تعالي أن لا أوذي الزوّار بعد ذلك، ولا أتعرّض لهم إلّا بسبيل الخير، وكنت متي ما دهمني أمر فزعت إلي هذا المشهد، فزرته وسألت اللّه تعالي فيه حاجتي فيقضيها لي، ولقد سألت اللّه تعالي أن يرزقني ولداً ذكراً، فرزقني ابناً حتّي إذا بلغ وقتل، عدت إلي مكاني من المشهد، وسألت اللّه تعالي أن يرزقني ولداً ذكراً، فرزقني ابناً آخر، ولم أسأل اللّه تعالي هناك حاجة إلّا قضاها لي، فهذا ما ظهر لي من بركة هذا المشهد علي ساكنه السلام.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 285/2 ح 11. عنه البحار: 333/49 ح 12، وإثبات الهداة: 291/3 ح 114. )

التاسع: استجابة دعوات أمير من أمراء خراسان:
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن إسماعيل السليطيّ قال: حدّثنا أبو الطيّب محمّد بن أبي الفضل السليطيّ قال: خرج حمويه صاحب جيش خراسان ذات يوم بنيسابور علي ميدان الحسين بن يزيد لينظر إلي من كان معه من القوّاد باب عقيل، وكان قد أمر أن يبني ويجعل بيمارستان - المستشفي -، فمرّ به رجل فقال لغلام له: اتّبع هذا الرجل وردّه إلي داري حتّي أعود، فلمّا عاد الأمير حمويه إلي الدار أجلس من كان معه من القوّاد علي الطعام، فلمّا جلسوا علي المائدة فقال للغلام: أين الرجل؟
قال: هو علي الباب، قال: أدخله.
فلمّا دخل أمر أن يصبّ علي يده الماء وأن يجلس علي المائدة، فلمّا فرغ قال له: أمعك حمار؟ قال: لا.
فأمر له بحمار، ثمّ قال له: أمعك دراهم للنفقة؟
فقال: لا فأمر له بألف درهم، وبزوج جوالق خوزيّة وبسفرة، وبآلات ذكرها، فأتي بجميع ذلك، ثمّ التفت حمويه إلي القوّاد فقال لهم: أتدرون من هذا؟
قالوا: لا.
قال: اعلموا أنّي كنت في شبابي زرت الرضا ( عليه السلام ) ، وعليّ أطمار رثّة، ( الطِمر: الثوب الخلق الباليّ. المعجم الوسيط: 565. )
( رثّ الثوب: بَلِيَ. المعجم الوسيط: 328. )
ورأيت هذا الرجل هناك، وكنت أدعو اللّه تعالي عند القبر أن يرزقني ولاية خراسان، وسمعت هذا الرجل يدعو اللّه تعالي ويسأله ما قد أمرت له به، فرأيت حسن إجابة اللّه تعالي لي فيما دعوته فيه ببركة هذا المشهد، فأحببت أن أري حسن إجابة اللّه تعالي لهذا الرجل علي يدي، ولكن بيني وبينه قصاص في شي ء.
قالوا: ما هو؟
قال: إنّ هذا الرجل لمّا رآني وعليّ تلك الأطمار الرثّة، وسمع طلبتي بشي ء عظيم، فصغر عنده محلّي في الوقت، وركلني برجله وقال لي: مثلك بهذا الحال ( ركله: ضربه برجل واحدة. المنجد: 277. )
يطمع في ولاية خراسان وقود الجيش!
فقال له القوّاد: أيّها الأمير! أعف عنه واجعله في حلّ حتّي تكون قد أكملت الصنيعة إليه.
قال: قد فعلت، وكان حمويه بعد ذلك يزور هذا المشهد، وزوّج ابنته من زيد بن محمّد بن زيد العلويّ بعد قتل أبيه ( رضي الله عنه ) بجرجان، وحوّله إلي قصره، وسلّم إليه ما سلّم من النعمة، كلّ ذلك لما كان يعرفه من بركة هذا المشهد.
ولمّا خرج أبو الحسين محمّد بن أحمد بن زياد العلويّ وبايع له عشرون ألف رجل بنيسابور أخذه الخليفة بها، وأنفذه إلي بخارا، فدخل حمويه ورفع قيده وقال لأمير خراسان: هؤلاء أولاد رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وهم جياع، فيجب أن تكفيهم حتّي لا يخرجوا إلي طلب المعاش.
فأخرج له رسماً في كلّ شهر وأطلق عنه، وردّه إلي نيسابور، فصار ذلك سبباً لما جعل لأهل الشرف ببخارا من الرسم، وذلك ببركة هذا المشهد علي ساكنه السلام.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 286/2 ح 12. عنه البحار: 334/49 ح 13، وإثبات الهداة: 291/3 ح 115. )

العاشر - معرفة الرجل التركيّ بابنه المفقود :
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن أحمد بن الحسين الحاكم ( رضي الله عنه ) قال: سمعت أبا عليّ عامر بن عبد اللّه البيورديّ الحاكم بمرو الرود، وكان من أصحاب الحديث يقول: حضرت مشهد الرضا ( عليه السلام ) بطوس فرأيت رجلاً تركيّاً قد دخل القبّة، ووقف عند الرأس، وجعل يبكي ويدعو بالتركيّة ويقول: يا ربّ! إن كان ابني حيّاً فاجمع بيني وبينه، وإن كان ميّتاً فاجعلني من خبره علي علم ومعرفة، قال: وكنت أعرف اللغة التركيّة فقلت له: أيّها الرجل ما لك؟
فقال: كان لي ولد وكان معي في حرب إسحاق آباد، ففقدته ولا أعرف خبره، وله أُمّ تديم البكاء عليه، فأنا أدعو اللّه تعالي هيهنا في ذلك، لأنّي سمعت أنّ الدعاء في هذا المشهد مستجاب.
قال: فرحمته وأخذته بيده، وأخرجته لأُضيفه ذلك اليوم، فلمّا خرجنا من المسجد لقينا رجل شابّ طوال مختّط عليه مرقّعة، فلمّا أبصر بذلك التركيّ وثب ( الرُقعة: ما يُرقَعُ به الثوب. القاموس المحيط: 43/3. )
إليه فعانقه وبكي، وعرف كلّ واحد منهما صاحبه، فإذا هو ابنه الذي كان يدعو اللّه تعالي أن يجمع بيننا وبينه، أو يجعله من خبره علي علم عند قبر الرضا ( عليه السلام ) .
قال: فسألته كيف وقعت إلي هذا الموضع؟
فقال: وقعت إلي طبرستان بعد حرب إسحاق آباد، وربّاني ديلميّ هناك، فالآن لمّا كبرت خرجت في طلب أبي وأُمّي، وقد كان خفي عليّ خبرهما، وكنت مع قوم أخذوا الطريق إلي هيهنا، فجئت معهم، فقال ذلك التركيّ: قد ظهر لي من أمر هذا المشهد ما صحّ لي به يقيني، وقد آليت علي نفسي أن لا أُفارق هذا المشهد ما بقيت.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 287/2 ح 13. عنه البحار: 336/49 ح 14، وإثبات الهداة: 292/3 ح 116. )

الحادي عشر - إرشاد الرجل الرازيّ بكيفيّة قراءة آية من القرآن:
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبو عليّ محمّد بن أحمد بن محمّد بن يحيي المعاذيّ قال: حدّثنا أبو عمرو ومحمّد بن عبداللّه الحكميّ، الحاكم بنوقان قال: خرج علينا رجلان من الريّ برسالة بعض السلاطين بها إلي الأمير نصر بن أحمد ببخارا، وكان أحدهما من أهل الريّ، والآخر من أهل قمّ، وكان القمّيّ علي المذهب الذي كان قديماً بقمّ في النصب، وكان الرازيّ متشيّعاً، فلمّا بلغا بنيسابور قال الرازيّ للقمّيّ: ألا تبدأ بزيارة الرضا ( عليه السلام ) ، ثمّ نتوجّه إلي بخارا؟
فقال القمّيّ: قد بعثنا سلطاننا برسالة إلي الحضرة ببخارا، فلايجوز لنا أن نشتغل بغيرها حتّي نفرغ منها، فقصدا البخارا وأدّيا الرسالة، ورجعا حتّي إذا حاذيا طوس، فقال الرازيّ للقمّيّ: ألاتزور الرضا ( عليه السلام ) ؟
فقال: خرجت من قمّ مرجئاً، لاأرجع إليها رافضيّاً.
( في المصدر: الريّ، وهو تصحيف. )
قال: فسلّم الرازيّ أمتعته ودوابّه إليه، وركب حماراً وقصد مشهد الرضا ( عليه السلام ) ، وقال لخدّام المشهد: خلّوا لي المشهد هذه الليلة، وادفعوا إليّ مفتاحه، ففعلوا ذلك.
قال: فدخلت المشهد، وغلّقت الباب وزرت الرضا ( عليه السلام ) ، ثمّ قمت عند رأسه وصلّيت ما شاء اللّه تعالي، وابتدأت في قراءة القرآن من أوّله، قال: فكنت أسمع صوتاً بالقرآن كما أقرأ، فقطعت صوتي، وزرت المشهد كلّه، وطلبت نواحيه، فلم أر أحداً، فعدت إلي مكاني، وأخذت في القراءة من أوّل القرآن، فكنت أسمع الصوت كما أقرأ لاينقطع، فسكتّ هنيئة، وأصغيت بأُذنيّ، فإذا الصوت من القبر، فكنت أسمع مثل ما أقرأ، حتّي بلغت آخر سورة مريم ( عليها السلام ) ، فقرأت: ( يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَي الرَّحْمَنِ وَفْدًا * وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَي جَهَنَّمَ وِرْدًا) ، فسمعت الصوت من القبر: (يوم يحشر المتّقون إلي الرحمن وفداً ( مريم: 85/19 - 86. )
ويساق المجرمون إلي جهنّم ورداً) حتّي ختمت القرآن وختم.
فلمّا أصبحت رجعت إلي نوقان، فسألت من بها من المقرئين عن هذه القراءة؟
فقالوا: هذا في اللفظ والمعني مستقيم، لكنّا لانعرفه في قراءة أحد.
قال: فرجعت إلي نيسابور فسألت من بها من المقرئين عن هذه القراءة، فلم يعرفها أحد منهم حتّي رجعت إلي الريّ، فسألت بعض المقرئين عن هذه القراءة، فقلت: من قرأ (يوم يحشر المتّقون إلي الرحمن وفداً ويساق المجرمون إلي جهنّم ورداً)؟
فقال لي: من أين جئت بهذا؟
فقلت: وقع لي احتياج إلي معرفتها في أمر حدث لي.
فقال: هذه قراءة رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) من رواية أهل البيت ( عليهم السلام ) : ، ثمّ استحكاني السبب الذي من أجله سألت عن هذه القراءة، فقصصت عليه القصّة ( أي طلب حكاية السبب. )
صحّت لي القراءة.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 281/2 ح 6. عنه البحار: 329/49 ح 6، ونور الثقلين: 358/3 ح 151، وإثبات الهداة: 287/3 ح 109.
تحفة العالم: 57/2 س 22 بتفاوت.
كشف الغمّة: 267/2 س 23، وفيه: قال الحافظ عبد العزيز بن الأخضر الجنابذيّ، في كتابه: قال عبد اللّه بن محمّد الجمّال الرازيّ، قال: كنت أنا وعليّ بن موسي بن بابويه القمّيّ وفد أهل الريّ فلمّا بلغنا نيسابور قلت لعليّ بن موسي القمّيّ: هل لك في زيارة قبر الرضا ( عليه السلام ) بطوس؟.... عنه البحار: 337/49 ح 16. )


الثاني عشر - إرشاد الرجل الواقفيّ علي يديه:
1 - أبو عمرو الكشّيّ : حدّثني خلف بن حمّاد، قال: حدّثني أبوسعيد قال: حدّثني الحسن بن محمّد بن أبي طلحة، عن داود الرقّيّ، قال: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : جعلت فداك، إنّه واللّه! ما يلج في صدري من أمرك شي ء، إلّا حديثاً سمعته من ذريح يرويه عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال ( عليه السلام ) لي: وما هو؟ قال: سمعته يقول: سابعنا قائمنا إن شاء اللّه.
قال ( عليه السلام ) : صدقت، وصدق ذريح، وصدق أبو جعفر ( عليه السلام ) .
فازددت واللّه شكّاً، ثمّ قال: يا داود بن أبي خالد! أما واللّه! لولا أنّ موسي ( في البحار: يا داود بن أبي كلدة. )
قال للعالم: ( سَتَجِدُنِي إِن شَآءَ اللَّهُ صَابِرًا) ، ما سأله عن شي ء، ( الكهف: 69/18. )
وكذلك أبوجعفر ( عليه السلام ) لو لا أن قال: إن شاء اللّه، لكان كما قال.
قال: فقطعت عليه.
( رجال الكشّيّ: 373 رقم 700. عنه البحار: 260/48 ح 13، وإثبات الهداة: 561/3 ح 631.
قطعة منه في (سورة الكهف: 69/18) و(مارواه عن الباقر ( عليه السلام ) ). )


الثالث عشر - إرشاد الرجل الواقفيّ في النوم:
1 - الراونديّ : روي عن الحسن بن عليّ الوشّاء قال: كنّا عند رجل بمرو، وكان معنا رجل واقفيّ، فقلت له: اتّق اللّه، قد كنت مثلك، ثمّ نوّر اللّه قلبي، فصم الأربعاء، والخميس، والجمعة، واغتسل وصلّ ركعتين، وسل اللّه أن يريك في منامك ما تستدلّ به علي هذا الأمر...
فأتاني يوم السبت في السحر فقال لي: أشهد أنّه الإمام المفترض الطاعة.
فقلت: وكيف ذلك؟
قال: أتاني أبو الحسن البارحة في النوم فقال: يا إبراهيم - واللّه - لترجعنّ إلي الحقّ....
( الخرائج والجرائح: 366/1 ح 23.
يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2450. )


الرابع عشر - شفاء البرص:
1 - ابن حمزة الطوسيّ : إنّ أنو شروان المجوسيّ الإصفهانيّ كان بمنزلةٍ عند خوارزمشاه، فأرسله رسولاً إلي حضرة السلطان سنجر بن ( أَتْسِز بن محمّد بن أنوشتكين الملك خوارزم شاه: كان عادلاً كافّاً عن أموال الرعيّة، محبّاً إليهم، وكان تحت طاعته السلطان سنجر شاه، أصابه فالجاً فعالجوه بكلّ ما أمكن فلم يبرأ، فأعطوه حرارات عظيمة بغير علم الطبّ، فاشتدّ مرضه وخارت قُواه، ومات سنة إحدي وخمسين وخمسمائة، وكان يقول عند الموت: (ما أغني عنّي ماليه، هلك عنّي سلطانيه) الحاقّة: 28 - 29) وملك بعده ابنه أرسلان. الوافي بالوفيات: 156/6. )
ملكشاه، وكان به برص فاحش وكان يهاب أن يدخل علي السلطان لما قد ( أبو الحارث سنجر بن ملكشاه بن ألب أرسلان بن داود بن ميكائيل بن سلجوق بن دُقاق، سلطان خراسان، وغَزنة، وماوراءالنهر، وخُطب له بالعراقين وأذربيجان، وأران، وأرمينيّة، والشام، والموصل، وديار بكر، وربيعة، والحرمين، وضُربت السكّة باسمه في الخافقين، وتلقّب بالسلطان الأعظم معزّ الدين. وفيات الأعيان: 427/2، رقم 280. وقال الذهبيّ: ولد بسِنجار من الجزيرة. سير أعلام النبلاء: 362/20، رقم 252. )
عرف من نفور الطبائع منه، فلمّا وصل إلي حضرة الرضا صلوات اللّه عليه بطوس قال له بعض الناس: لو دخلت قبّته وزرته، وتضرّعت حول قبره، وتشفّعت به إلي اللّه سبحانه وتعالي لأجابك إليه، وأزال عنك ذلك.
فقال: إنّي رجل ذمّيّ ولعلّ خدم المشهد يمنعوني من الدخول في حضرته. فقيل له: غيّر زيّك وادخلها من حيث لايطّلع علي حالك أحد.
ففعل واستجار بقبره، وتضرّع بالدعاء وابتهل، وجعله وسيلة إلي اللّه سبحانه وتعالي، فلمّا خرج نظر إلي يده فلم ير فيها أثر البرص، ثمّ نزع ثوبه وتفقّد بدنه فلم يجد به أثراً، فغشي عليه، وأسلم وحسن إسلامه، وقد جعل للقبر شبه صندوق من الفضّة، وأنفق عليه مالاً، وهذا مشهور شائع رآه خلق كثير من أهل خراسان.
( الثاقب في المناقب: 205 س 21. )

الخامس عشر - شفاء المكفوف:
1 - ابن حمزة الطوسيّ : وممّا شاهدناه أيضاً: أنّ محمّد بن عليّ النيسابوريّ قد كفّ بصره منذ سبع عشرة سنة، لايبصر عيناً ولاأثراً، فورد حضرته صلوات اللّه عليه من نيسابور زائراً، إذ دخلها متضرّعاً وزار، فوضع وجهه علي قبره باكياً، ورفع رأسه بصيراً، وسمّي بالمعجزيّ، وبقي بعد ذلك مدّة مديدة، وأقام بالمشهد الشريف بقيّة عمره، وقد تزوّج به، ورزق أولاداً، ولم توجعه عينه بعد ذلك، ولم يُعرف إلّا بالمعجزيّ، وقد عرفه بذلك السلطان والرعيّة
فيا لها من فضيلة! قد فاق فضلها، وراق خبرها.
( الثاقب في المناقب: 206 س 15. )

السادس عشر - شفاء الأخرس:
1 - الحرّ العامليّ : إنّ بنتاً من جيراننا كانت خَرِساً، ثمّ زارت ( خَرِس الرجل خَرَساً: انعقد لسانه عن الكلام، فهو أخرس. أقرب الموارد: 36/2. )
قبر الرضا ( عليه السلام ) يوماً فرأت عند القبر رجلاً حسن الهيئة، ظنّت أنّه الرضا ( عليه السلام ) ، فقال لها: مالك لا تتكلّمين؟ تكلّمي!
فنطقت في الحال، وزال عنها الخُرس بالكليّة فقلت فيها هذه الأبيات:
يا كليم الرضا عليه السلام
وعليك السلام والإكرام
كلّميني عسي أن يكون كليماً
لكليم الرضا عليه السلام
( في الأنوار البهيّة: كلّميني عسي أكون كليماً. )
أصباك أصطباه أم حسنك
البارع ممّا يصبو إليه الإمام
أم أرانا الإعجاز فيك وهذا
الوجه أقوي من غيره والسلام.
( إثبات الهداة: 298/3 ح 133. عنه الأنوار البهيّة: 245 س 8. )

السابع عشر - شفاء ولد السلطان سنجر:
1 - السيّد جعفر آل بحر العلوم : في فردوس التواريخ نقلاً عن بعض التواريخ، أنّه كان للسلطان سنجر، أو أحد وزرائه ولد أُصيب بالدقّ، ( حُمّي الدِقّ: داء تعرفه العامّة بالسخونة الرفيعة. المنجد: 219. )
فحكم الأطبّاء عليه بالتفرّج، والإشتغال بالصيد، فكان من أمره أن خرج يوماً مع بعض غلمانه وحاشيته في طلب الصيد، فبينما هو كذلك، فإذا هو بغزال مارق من بين يديه، فأرسل فرسه في طلبه وجدّ في العَدو، فالتجأ الغزال إلي قبر الإمام عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ، فوصل ابن الملك إلي ذلك المقام المنيع، والمأمن الرفيع الذي من دخله كان آمناً، وحاول صيد الغزال، فلم تجسر خيله علي الإقدام عليه، فتحيّروا من ذلك، فأمر ابن الملك غلمانه وحاشيته بالنزول من خيولهم، ونزل هو معهم ومشي حافياً، مع كمال الأدب نحو المرقد الشريف، وألقي نفسه علي المرقد، وأخذ في الابتهال إلي حضرة ذي الجلال، ويسئل شفاء علّته من صاحب المرقد فعوفي، فأخذوا جميعاً في الفرح والسرور، وبشّروا الملك بما لاقاه ولده من الصحّة، ببركة صاحب المرقد.
وقالوا له: إنّه مقيم عليه، ولايتحوّل منه حتّي يصل البنّائون إليه، فيبني عليه قبّة، ويستحدث هناك بلداً ويشيّده، ليبقي بعده تذكاراً، ولمّا بلغ السلطان ذلك، سجد للّه شكراً، ومن حينه وجّه نحو المعمارين، وبنوا علي مشهده بقعة، وقبّة وسوراً يدور علي البلد.
( تحفة العالم: 59/2 س 11. )


فهرس العناوين والموضوعات

الباب الأوّل - نسبه وأحواله ( عليه السلام ) ...19
ويشتمل هذا الباب علي ستّة فصول ...19
الفصل الأوّل: مولده ( عليه السلام ) ...19
وفيه خمسة موضوعات ...19
(أ) - البشارة بولادته ( عليه السلام ) ...19
(ب) - تهنئة أبيه الكاظم ( عليهماالسلام ) النجمة بولادته ...21
(ج) - تاريخ ولادته ( عليه السلام ) في الأحاديث ...21
(د) - تاريخ ولادته ( عليه السلام ) في الكتب والأقوال ...23
(ه') - كيفيّة حمله وولادته ( عليه السلام ) ...26
الفصل الثاني: أسماؤه وألقابه ( عليه السلام ) ...27
وفيه ثلاثة أمور ...27
(أ) - أسماؤه ( عليه السلام ) ...27
وفيه ستّة عناوين ...27
الأوّل - اسمه ( عليه السلام ) في التوراة: ...27
الثاني - اسمه ونسبه ( عليه السلام ) في الكتب والأقوال: ...29
الثالث - تسميته ( عليه السلام ) بالرضا: ...31
الرابع - تسمية اللّه تعالي إيّاه ( عليه السلام ) عليّاً: ...32
الخامس - تسميته ( عليه السلام ) بأمر من آبائه وأجداده ( عليهم السلام ) : : ...32
السادس - تسمية أبيه موسي إيّاه بالرضا ( عليهماالسلام ) : ...33
(ب) - كنيته ( عليه السلام ) ...34
(ج) - ألقابه ( عليه السلام ) ...35
الفصل الثالث: شمائله ( عليه السلام ) ...37
وفيه موضوعان ...37
الأوّل - لونه ( عليه السلام ) : ...37
الثاني - قامته ( عليه السلام ) : ...38
الفصل الرابع: أقاربه ( عليه السلام ) ...39
وفيه أربعة أمور ...39
(أ) - أحوال أمّه ( عليه السلام ) ...39
وفيه موضوعان ...39
الأوّل - اسم أمّه ( عليه السلام ) : ...39
الثاني - اشتراء أمّه ( عليه السلام ) : ...43
(ب) - أزواجه ( عليه السلام ) ...47
وفيه خمسة عناوين ...47
الأوّل - تزويج أبيه إيّاه ( عليهماالسلام ) : ...47
الثاني - تزويجه ( عليه السلام ) بابنة المأمون: ...48
الثالث - عدد أزواجه ( عليه السلام ) : ...48
الرابع - أسماء أزواجه ( عليه السلام ) : ...49
الخامس - أحوال أزواجه ( عليه السلام ) : ...54
(ج) - أولاده ( عليه السلام ) ...55
وفيه أمران ...55
الأوّل - أسماء أولاده ( عليه السلام ) : ...55
الثاني - أحوال أولاده ( عليه السلام ) : ...59
وفيه أربعة عناوين : ...59
بشارته بولادة ابنه الجواد ( عليهماالسلام ) : ...59
- كيفيّة ولادته وتكلّمه عند ولادته ( عليه السلام ) : ...60
- مجيئه إلي خراسان لزيارة أبيه ( عليهماالسلام ) : ...65
- أحوال ابنه إبراهيم: ...65
(د) - إخوته وأخواته وأعمامه ( عليه السلام ) ...66
وفيه ثلاثة أمور ...66
الأوّل - أسماء إخوته وأخواته ( عليه السلام ) : ...66
الثاني - أحوال إخوته وأخواته ( عليه السلام ) : ...68
وفيه خمسة موضوعات : ...68
- إبراهيم بن موسي ( عليه السلام ) : ...68
- الحسين بن موسي: ...68
- زيد بن موسي: ...69
- عبد اللّه بن موسي: ...74
- أخته حكيمة: ...78
الثالث - أحوال أعمامه : ...78
وفيه موضوعان : ...78
- عمّه محمّد بن جعفر: ...78
- عمّه عليّ بن جعفر: ...80
الفصل الخامس: سنّه ومدّة إمامته ( عليه السلام ) ...83
وفيه أربعة موضوعات ...83
(أ) - مدّة عمره مع أبيه ( عليهماالسلام ) : ...83
(ب) - سنّه حين إمامته ( عليه السلام ) : ...84
(ج) - مدّة إمامته ( عليه السلام ) : ...84
(د) - سنّه ( عليه السلام ) عند قبوله ولاية العهد: ...85
الفصل السادس - شهادته ومبلغ سنّه ومدفنه ( عليه السلام ) ...87
وفيه خمسة أمور ...87
(أ) - الإخبار بشهادته ( عليه السلام ) ...87
وفيه أربعة عناوين ...87
الأوّل - الإخبار بشهادته ( عليه السلام ) في لوح فاطمة ( عليها السلام ) : ...87
الثاني - الإخبار بشهادته عن الصادق ( عليهماالسلام ) : ...88
الثالث - الإخبار بشهادته عن أبيه الكاظم ( عليهماالسلام ) : ...88
الرابع - تاريخ شهادته ومبلغ سنّه ( عليه السلام ) : ...88
(ب) - قاتله وكيفيّة شهادته ( عليه السلام ) ...96
(ج) - عقاب قاتله ...112
(د) - تجهيزه ( عليه السلام ) ...112
وفيه خمسة عناوين ...112
الأوّل - مجي ء ابنه الجواد ( عليهماالسلام ) إلي خراسان عند شهادة أبيه لتجهيزه: ...112
الثاني - تغسيله وتكفينه وتدفينه ( عليه السلام ) : ...116
الثالث - الصلاة عليه ( عليه السلام ) : ...119
الرابع - مدفنه الشريف ( عليه السلام ) : ...120
الخامس - إقامة المأتم عليه ( عليه السلام ) : ...132
(ه') - الحوادث الواقعة بعد شهادته ( عليه السلام ) ...132
وفيه ثلاثة عناوين ...132
الأوّلي - إقامة المأتم والبكاء عليه ( عليه السلام ) : ...132
الثانية - تجديد بناء مشهده ( عليه السلام ) : ...133
الثالثة - هدم مشهده ( عليه السلام ) : ...133
الباب الثاني - فضائله ( عليه السلام ) ...137
ويشتمل هذا الباب علي ستّة فصول ...137
الفصل الأوّل: النصّ علي إمامته ( عليه السلام ) ...137
وفيه أربعة عشر موضوعاً ...137
(أ) - النصّ علي إمامته عن اللّه تبارك وتعالي في لوح فاطمة ( عليها السلام ) ...137
(ب) - النصّ علي إمامته عن الخضر ( عليه السلام ) : ...139
(ج) - النصّ علي إمامته عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ...140
(د) - النصّ علي إمامته عن الإمام عليّ بن أبي طالب ( عليهماالسلام ) : ...149
(ه') - النصّ علي إمامته عن الإمام الحسين بن عليّ ( عليهماالسلام ) : ...150
(و) - النصّ علي إمامته عن الإمام الباقر ( عليهماالسلام ) : ...151
(ز) - النصّ علي إمامته عن الإمام الصادق ( عليهماالسلام ) : ...152
(ح) - النصّ علي إمامته عن الإمام الكاظم ( عليهماالسلام ) : ...154
(ط) - نصّه علي نفسه ( عليه السلام ) : ...191
(ي) - النصّ علي إمامته عن الإمام الهادي ( عليهماالسلام ) : ...198
(ك) - النصّ علي إمامته ( عليه السلام ) عن ابن عبّاس: ...200
(ل) - النصّ علي إمامته ( عليه السلام ) عن زيد بن عليّ: ...200
(م) - النصّ علي إمامته ( عليه السلام ) عن ابن طلحة: ...200
(ن) - النصّ علي إمامته ( عليه السلام ) في اللوح الذي تحت صخرة في الكعبة: ...201
الفصل الثاني: النصّ علي إمامته ( عليه السلام ) ومناقبه ...203
وفيه سبعة موضوعات ...203
(أ) - النصّ عليه ومناقبه ( عليه السلام ) عن اللّه تعالي في لوح فاطمة ( عليها السلام ) ...203
وفيه أمران ...203
الأوّل - النصّ عليه ( عليه السلام ) وأنّ عليه أعباء النبوّة: ...203
الثاني - النصّ عليه وأنّ المكذّب به ( عليه السلام ) مكذّبٌ بكلّ أولياء اللّه: ...204
(ب) - النصّ عليه ومناقبه ( عليه السلام ) عن النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ...205
وفيه ثلاثة عشر أمراً ...205
الأوّل - النصّ عليه ووجود نوره ( عليه السلام ) في العرش: ...205
الثاني - النصّ عليه ( عليه السلام ) وأنّه موضع العلم ومعدن الحلم: ...210
الثالث - النصّ عليه وأنّه ( عليه السلام ) معدن علم اللّه وموضع حكمه: ...211
الرابع - النصّ عليه ( عليه السلام ) وأنّ لشيعته قصراً من ياقوت أحمر: ...212
الخامس - النصّ عليه وأنّ اسمه ( عليه السلام ) مكتوب علي العرش: ...212
السادس - النصّ عليه وأخذ العهد والميثاق عليه ( عليه السلام ) : ...214
السابع - النصّ عليه وأنّه ( عليه السلام ) الراضي باللّه، والداعي إليه: ...214
الثامن - النصّ عليه ( عليه السلام ) وأنّ من آذاه لا يناله الشفاعة: ...215
التاسع - النصّ عليه ( عليه السلام ) وأنّه معصوم مطهّر: ...215
العاشر - النصّ عليه ( عليه السلام ) وأنّه حجّة لشيعته: ...216
الحادي عشر - النصّ عليه وأنّه ( عليه السلام ) أولي بالمؤمنين من أنفسهم: ...217
الثاني عشر - النصّ عليه ( عليه السلام ) وأنّ الويل لمن كذّبه: ...218
الثالث عشر - النصّ عليه وأنّ عنده ( عليه السلام ) علم ما يحتاج إليه: ...218
(ج) - النصّ علي إمامته ومناقبه عن الإمام الباقر ( عليهماالسلام ) ...219
وفيه أمر واحد ...219
النصّ عليه وأنّه ( عليه السلام ) المراد من قوله تعالي (منها أربعة حرم): ...219
(د) - النصّ عليه ومناقبه عن الإمام الصادق ( عليهماالسلام ) ...220
وفيه ستّة أمور ...220
الأوّل - النصّ عليه وأنّه غوث الأمّة ويحقن به الدماء: ...220
الثاني - النصّ عليه وأنّ اسمه مكتوب قبل خلق آدم ( عليهماالسلام ) : ...221
الثالث - النصّ عليه ورؤية إبراهيم 8 نوره في جنب العرش: ...222
الرابع - النصّ عليه ( عليه السلام ) وأنّه اصطفاه اللّه وطهّره: ...223
الخامس - النصّ عليه وأنّه ( عليه السلام ) الناطق بالقرآن: ...224
السادس - النصّ عليه وأنّه ( عليه السلام ) رأس الحكمة: ...224
(ه') النصّ علي إمامته ومناقبه عن أبيه الكاظم ( عليهماالسلام ) ...225
وفيه أمر واحد ...225
- النصّ عليه ( عليه السلام ) وأنّه ينظر في الجفر: ...225
(و) - النصّ علي إمامته ومناقبه عن الإمام الحسن العسكري ( عليهماالسلام ) ...227
وفيه أمر واحد ...227
- النصّ عليه وأثر قدمه ( عليه السلام ) علي بساط المرسلين: ...227
(ز) - النصّ عليه وأنّ اسمه ( عليه السلام ) في التورات ...228
الفصل الثالث: مناقبه وعلائم إمامته ( عليه السلام ) ...229
وفيه خمسة موضوعات ...229
(أ) - مناقبه وعلائم إمامته ( عليه السلام ) ...229
وفيه خمسة وأربعون مورداً ...229
- وجود نوره ( عليه السلام ) في العرش: ...229
- إنّه ( عليه السلام ) ينظر بنور اللّه: ...230
- عنده سرّ الأنبيا ( عليهم السلام ) : : ...230
- عنده ( عليه السلام ) سلاح رسول اللّه: ...230
- عنده جميع ما كان للنّبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ...231
- عنده ( عليه السلام ) شعر رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وخشبة رحي فاطمة ( عليها السلام ) : ...232
- عنده خاتم أبيه ( عليهماالسلام ) : ...233
- عنده خاتم سليمان ( عليهماالسلام ) : ...233
- عنده ( عليه السلام ) الاسم الأعظم: ...233
- عنده ( عليه السلام ) الجفر والجامعة: ...234
- عنده ( عليه السلام ) مصحف فيه أسماء أعدائهم: ...234
- حضور الملائكة عنده ( عليه السلام ) : ...235
- إنّه ( عليه السلام ) زين المؤمنين: ...235
- ثمرة الأخذ بولايته ( عليه السلام ) : ...236
- مطالبته ودائع أبيه ( عليهماالسلام ) عن أمّ أحمد: ...236
- الطبع علي الحصاة : ...237
- شدّة حبّ أبيه إيّاه ( عليهماالسلام ) : ...242
- جزاء محو الآثار المتعلّقة بالرضا ( عليه السلام ) : ...242
- إنّه ( عليه السلام ) بضعة رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ...243
- إنّه ( عليه السلام ) هو المراد من (ولا غربيّة) في آية النور: ...244
- أنّه ( عليه السلام ) هو المراد من قوله تعالي: (شَجَرَةٍ مُّبَرَكَةٍ زَيْتُونَةٍ) ...244
- أنّه ( عليه السلام ) معبّر الأُمّة ومنجيها: ...245
- مرجعيّته ( عليه السلام ) للعلماء في المسائل العويصة: ...245
- أنّه ( عليه السلام ) ولد مختوناً: ...245
- أنّه مرضيّ أبيه ( عليهماالسلام ) : ...246
- أنّه وصيّ أبيه الكاظم ( عليهماالسلام ) : ...246
- إنّه ( عليه السلام ) خير أهل الأرض: ...249
- إنّ اللّه عزّوجلّ أظهر به العدل والرأفة والرحمة: ...250
- عنده ( عليه السلام ) علم رسول اللّه وكتبه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ...250
- عنده خواتيم آبائه ( عليهم السلام ) : : ...251
- أنّ طاعته ( عليه السلام ) مفترضة: ...251
- عرض الأعمال عليه ( عليه السلام ) : ...252
- رؤيته رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ...254
- شهادة الصبيّ بإمامته: ...254
- شهادة النخلة بإمامته ( عليه السلام ) : ...255
- إنّه ( عليه السلام ) خير من صلّي علي ظهر الأرض: ...256
- تسبيحه وتهليله في بطن أمّه ( عليه السلام ) : ...257
- زلزلة الأرض لغضبه ( عليه السلام ) : ...257
- اعتراف المأمون بفضل الإمام الرضا ( عليه السلام ) : ...258
- تحيّة المهدي له ( عليهماالسلام ) عند ولادته: ...258
- ميزانه ( عليه السلام ) في حساب الأبجد: ...259
- إنّ أبيه ( عليه السلام ) كان يأتيه ( عليه السلام ) في المنام: ...259
- جوابه ( عليه السلام ) عن خمس عشرة ألف مسألة: ...260
- كلامه ( عليه السلام ) العجيب حين ينظر إلي السماء: ...260
- عناية اللّه به ( عليه السلام ) في دفع الأفعي عنه: ...260
(ب) - اختصاص بعض الأيّام والأزمان به ( عليه السلام ) ...261
وفيه ثلاثة أمور ...261
الأوّل - اختصاص يوم الأربعاء به ( عليه السلام ) : ...261
الثاني - اختصاص يوم الخميس به ( عليه السلام ) : ...262
الثالث - اختصاص الساعة الثامنة به ( عليه السلام ) : ...263
(ج) - علمه ( عليه السلام ) بأمور مختلفة ...263
وفيه عشرة أمور ...263
الأوّل - علمه ( عليه السلام ) بكلّ شي ء وجوابه بالقرآن: ...263
الثاني - علمه ( عليه السلام ) بالصحف السماويّة: ...264
الثالث - علمه ( عليه السلام ) بالنجوم: ...270
الرابع - علمه ( عليه السلام ) بالكواكب والمسوخ: ...271
الخامس - علمه ( عليه السلام ) بالغائب: ...272
السادس - علمه ( عليه السلام ) بكيفيّة استشهاده وقاتله: ...273
السابع - علمه ( عليه السلام ) بأسامي شيعته: ...274
الثامن - تعبيره ( عليه السلام ) الرؤيا: ...275
التاسع - علمه ( عليه السلام ) بعدد أولاد الرجل الواقفيّ ذكوراً وأناثاً: ...276
العاشر - علمه ( عليه السلام ) بحركة السحاب والغيوم: ...276
(د) - علمه ( عليه السلام ) باللغات ...278
وفيه أربعة أمور ...278
الأوّل - علمه ( عليه السلام ) بألسنة مختلفة: ...278
الثاني - علمه ( عليه السلام ) بلسان الحيوانات: ...279
الثالث - علمه ( عليه السلام ) بلسان الفرس: ...281
الرابع - معرفته ( عليه السلام ) بلسان الطيور: ...281
(ه') - تكلّمه ( عليه السلام ) بألسنة مختلفة ...282
وفيه ثلاثة أمور ...282
الأوّل - تكلّمه ( عليه السلام ) بالفارسيّة: ...282
الثاني - تكلّمه ( عليه السلام ) بالسنديّة: ...282
الثالث - تكلّمه ( عليه السلام ) بالصقلبيّة والفارسيّة: ...285
الفصل الرابع: معجزاته ( عليه السلام ) ...287
وفيه اثنا عشر موضوعاً ...287
(أ) - الأمر بكتمان المعجزات: ...287
(ب) - علمه ( عليه السلام ) بالمغيبات ...288
وفيه خمسة أمور ...288
الأوّل - علمه ( عليه السلام ) بما في الضمائر: ...288
الثاني - علمه ( عليه السلام ) بما في الأرحام: ...308
الثالث - علمه ( عليه السلام ) بالوقائع الحاليّة: ...310
الرابع - علمه ( عليه السلام ) بالوقائع الآتية: ...314
الخامس - علمه ( عليه السلام ) بالوقائع العامّة: ...321
(ج) - إخباره ( عليه السلام ) بالمغيبات ...322
وفيه سبعة أمور ...322
الأوّل - إخباره بما في الضمائر: ...322
الثاني - إخباره بالوقائع الماضية: ...327
الثالث - إخباره ( عليه السلام ) بالوقائع الحاليّة: ...332
الرابع - إخباره ( عليه السلام ) بالوقائع الآتية: ...334
الخامس - إخباره ( عليه السلام ) بالوقائع العامّة: ...346
السادس - إخباره بمجيي ء ابنه الجواد ( عليهماالسلام ) للصلاة عليه: ...348
السابع - إخباره ( عليه السلام ) عن محلّ دفنه وظهور الماء والحيتان فيه: ...348
(د) - معجزاته ( عليه السلام ) في الأشجار والمياه ...353
وفيه أمر واحد ...353
- إنبات شجرة اللوز وإثماره علي يده الشريفة ( عليه السلام ) : ...353
(ه') - علمه ( عليه السلام ) بالآجال ...355
وفيه أمران ...355
الأوّل - علمه بشهادة أبيه ( عليهماالسلام ) : ...355
الثاني - علمه ( عليه السلام ) بأجل سائر الناس: ...357
(و) - إخباره ( عليه السلام ) بالآجال ...359
وفيه سبعة أمور ...359
الأوّل - إخباره بشهادت أبيه ( عليهماالسلام ) : ...359
الثاني - إخباره ( عليه السلام ) بشهادة نفسه: ...361
الثالث - إخباره ( عليه السلام ) بمحلّ شهادته: ...374
الرابع - إخباره ( عليه السلام ) بكيفيّة شهادته: ...375
الخامس - إخباره بشهادة ابنه الجواد ( عليهماالسلام ) : ...380
السادس - إخباره بأجل إسحاق بن جعفر: ...380
السابع - إخباره ( عليه السلام ) بأجل رجل: ...383
(ز) - استجابة دعائه ( عليه السلام ) ...385
وفيه عشرة أمور ...385
الأوّل - علي المأمون: ...385
الثاني - علي محمّد بن الفرات: ...386
الثالث - علي يونس بن ظبيان: ...386
الرابع - استجابة دعائه علي بكّار: ...387
الخامس - استجابة دعائه علي البرامكة: ...387
السادس - استجابة دعائه لمن يحبّ معرفة الإمام بعد الكاظم ( عليه السلام ) : ...388
السابع - استجابة دعائه علي الرجل المخالف: ...389
الثامن - استجابة دعائه ( عليه السلام ) لمن لايعيش له الولد: ...389
التاسع - استجابة دعائه لمجي ء المطر: ...390
العاشر - هداية رجل واقفيّ بدعائه: ...391
(ح) - معجزاته ( عليه السلام ) في أمور مختلفة ...392
وفيه ستّة عشر عنواناً ...392
- طيّ الارض له ( عليه السلام ) إلي البصرة والكوفة: ...392
- علمه ( عليه السلام ) بالأماكن وما تحت الأرض: ...393
- إخباره ( عليه السلام ) بوجود قَصَب السكّر في الصيف: ...394
- إعجازه ( عليه السلام ) عند خروجه لصلاة العيد: ...397
- معجزته ( عليه السلام ) في إعادة شيبوبة حبابة الوالبيّة وصيرورتها بكراً: ...398
- إخباره ( عليه السلام ) بمحلّ دفنه: ...399
- علمه ( عليه السلام ) بتعبير الرؤيا: ...400
- إخباره ( عليه السلام ) باسم آباء رجل وأبناءه: ...400
- إرشاد الرجل الواقفيّ علي يديه: ...401
- تكلّم الرجل السنديّ باللغة العربيّة بمسح يد الإمام: ...403
- تسميته ( عليه السلام ) الصبييان في الأرحام: ...403
- إخباره ( عليه السلام ) بأنّ كيد أعدائهم لا يضرّهم: ...404
- جوابه ( عليه السلام ) بمثل جواب أبيه في المسائل الستّ : ...406
- علمه بما يكون: ...407
- معجزته ( عليه السلام ) في استضاءة يده كعشرة مصابيح: ...408
- عدم تأثير السيف علي جسده الشريف: ...408
(ط) - شفاء الأمراض ...411
وفيه خمسة عناوين ...411
الأوّل - شفاء المصروع علي يده ( عليه السلام ) : ...411
الثاني - شفاء من في رجله العرق المديني بتعويذه ( عليه السلام ) : ...411
الثالث - شفاء عين الجارية بمسح جبّته ( عليه السلام ) : ...412
الرابع - الاستشفاء بلوز الشجرة التي غرسها الرضا ( عليه السلام ) : ...412
الخامس - قراءته ( عليه السلام ) القرآن لشفاء المريض: ...413
(ي) - معجزاته ( عليه السلام ) في الحيوانات ...413
وفيه أربعة عناوين ...413
الأوّل - إحياؤه ( عليه السلام ) أسدين مصوّرين وأمرهما بافتراس حميد بن مهران: ...413
الثاني - تكلّمه مع الحيوانات: ...421
الثالث - قصّة زينب الكذّابة وإعجازه ( عليه السلام ) في بركة السباع: ...423
الرابع - تكلّمه مع الجنّ: ...424
(ك) - معجزاته ( عليه السلام ) في الجمادات ...425
وفيه ستّة عناوين ...425
الأوّل - إشالة الستور بين يديه ( عليه السلام ) : ...425
الثاني - نبع الماء علي يده الشريفة ( عليه السلام ) وبقاء أثره: ...427
الثالث - ظهور عين ماء في الفلاة: ...428
الرابع - صيرورة التراب إلي الدراهم والدنانير بضرب يده ( عليه السلام ) : ...429
الخامس - إخراجه ( عليه السلام ) سبيكة الذهب من الأرض: ...430
السادس - سيلا ن الذهب من بين أصابعه: ...432
(ل) - معجزات قبره الشريف ( عليه السلام ) ...432
وفيه سبعة عشر عنواناً ...432
الأوّل - استبصار الرجل المخالف: ...432
الثاني - استجابة الدعاء عنده: ...433
الثالث - إرشاد صاحب الوديعة: ...434
الرابع - قضاء حاجة المملوك: ...435
الخامس - حلّ عقدة اللسان: ...436
السادس - وقوع السيل في سناباد وسلامة المشهد منه: ...436
السابع - إرشاد الرجل إلي الكيس المفقود: ...437
الثامن - استجابة الدعاء لمن طلب الولد: ...439
التاسع: استجابة دعوات أمير من أمراء خراسان: ...440
العاشر - معرفة الرجل التركيّ بابنه المفقود : ...442
الحادي عشر - إرشاد الرجل الرازيّ بكيفيّة قراءة آية من القرآن: ...444
الثاني عشر - إرشاد الرجل الواقفيّ علي يديه: ...446
الثالث عشر - إرشاد الرجل الواقفيّ في النوم: ...446
الرابع عشر - شفاء البرص: ...447
الخامس عشر - شفاء المكفوف: ...448
السادس عشر - شفاء الأخرس: ...448
السابع عشر - شفاء ولد السلطان سنجر: ...449