(د) - علمه ( عليه السلام ) باللغات
وفيه أربعة أمور

الأوّل - علمه ( عليه السلام ) بألسنة مختلفة:
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر ال همدانيّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبي الصلت الهرويّ قال: كان الرضا ( عليه السلام ) يكلّم الناس بلغاتهم، وكان واللّه! أفصح الناس وأعلمهم بكلّ لسان ولغة، فقلت له يوماً: يا ابن رسول اللّه! إنّي لأعجب من معرفتك بهذه اللغات علي اختلافها.
فقال ( عليه السلام ) : يا أبا الصلت! أنا حجّة اللّه علي خلقه، وما كان اللّه ليتّخذ حجّة علي قوم وهو لايعرف لغاتهم، أو ما بلغك قول أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : أوتينا فصل الخطاب! فهل فصل الخطاب إلّا معرفة اللغات.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 228/2 ح 3. عنه نور الثقلين: 444/4 ح 11، ومدينة المعاجز: 124/7 ح 2228، والبرهان: 43/4 ح 2، والبحار: 190/26 ح 1. عنه وعن الإعلام، إثبات الهداة: 279/3 ح 91.
إعلام الوري: 70/2 س 14.
المناقب لابن شهرآشوب: 333/4 س 18، مختصراً. عنه وعن العيون، البحار: 87/49 ح 3.
كشف الغمّة: 329/2 س 11.
قطعة منه في (معرفة الحجّة بجميع اللغات)، و(ما رواه عن عليّ ( عليه السلام ) ). )

2 - الشيخ الصدوق :...ياسر الخادم قال: كان غلمان لأبي الحسن ( عليه السلام ) في البيت الصقالبة وروميّة، وكان أبو الحسن ( عليه السلام ) قريباً منهم، فسمعهم بالليل يتراطنون بالصقلبيّة والروميّة ويقولون: إنّا كنّا نفتصد في كلّ سنة في بلادنا، ثمّ ليس نفتصد هيهنا، فلمّا كان من الغد وجّه أبو الحسن إلي بعض الأطبّاء فقال له: أفصد فلاناً عرق كذا، وأفصد فلاناً عرق كذا، وأفصد فلاناً عرق كذا، وأفصد هذا عرق كذا....
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 227/2 ح 1.
يأتي الحديث بتمامه في ف 7 رقم 2351. )


الثاني - علمه ( عليه السلام ) بلسان الحيوانات:
1 - الإمام العسكريّ ( عليه السلام ) : كان عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) بين يديه فرس صعب، وهناك راضة لا يجسر أحد منهم أن يركبه، وإن ركبه لم يجسر أن ( راض روضاً ورياضة ورياضاً المُهر: ذلّله وطوّعه وعلّمه السير، فهو رائض (ج) راضة. المنجد: 287. )
يسيّره مخافة أن يشبّ به، فيرميه ويدوسه بحافره.
وكان هناك صبيّ ابن سبع سنين، فقال: ياابن رسول اللّه! أتأذن لي أن أركبه وأسيّره وأذلّله؟
قال: أنت؟ قال: نعم.
قال: لما ذا؟
قال: لأنّي قد استوثقت منه قبل أن أركبه بأن صلّيت علي محمّد وآله الطيّبين الطاهرين مائة [مرّة]، وجدّدت علي نفسي الولاية لكم أهل البيت.
قال: اركبه، فركبه.
فقال: سيّره.
فسيّره وما زال يسيّره ويعدّيه حتّي أتعبه وكدّه، فنادي الفرس: ياابن رسول اللّه! قد آلمني منذ اليوم فاعفني منه وإلّا فصبّرني تحته.
[ف']قال الصبيّ: سل ما هو خير لك أن يصبّرك تحت مؤمن؟
قال الرضا ( عليه السلام ) : صدق، [فقال ]: «الّلهمّ صبّره». فَلان الفرس وسار.
فلمّا نزل الصبيّ قال ( عليه السلام ) : سل من دوابّ داري وعبيدها وجواريها، ومن أموال خزائني ما شئت، فإنّك مؤمن قد شهرك اللّه تعالي بالإيمان في الدنيا.
قال الصبيّ: يا ابن رسول اللّه! [صلّي اللّه عليك وآلك ] وأسأل ما اقترح؟ قال: يا فتي! اقترح فإنّ اللّه تعالي يوفّقك لاقتراح الصواب.
فقال: سل لي ربّك التقيّة الحسنة، والمعرفة بحقوق الإخوان، والعمل بما أعرف من ذلك.
قال الرضا ( عليه السلام ) : قد أعطاك اللّه ذلك، لقد سألت أفضل شعار الصالحين ودثارهم.
( التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ : 323 رقم 170. عنه وسائل الشيعة: 223/16 ح 21418، قطعة منه، والبحار: 416/72 س 3، ضمن ح 68، ومدينة المعاجز: 100/7 ح 2204، بتفاوت يسير.
قطعة منه في (مركبه) و(دعاؤه ( عليه السلام ) للفرس). )

2 - ابن حمزة الطوسيّ :...أبو عبد اللّه الحافظ النيسابوريّ في كتابه الموسوم بالمفاخر، ونسبه إلي جدّه الرضا ( عليه السلام ) وهو: أنّه قد دخل علي المأمون وعنده زينب الكذّابة، وكانت تزعم أنّها زينب بنت عليّ بن أبي طالب، وأنّ عليّاً قد دعا لها بالبقاء إلي يوم القيامة...فقال ( عليه السلام ) : إنّا أهل بيت لحومنا محرّمة علي السباع، فاطرحها إلي السباع، فإن تك صادقة، فإنّ السباع تعفي لحمها... ففتحت بركة السباع فنزل الرضا ( عليه السلام ) إليها، فلمّا رأته بصبصت، و أومأت إليه بالسجود، فصلّي فيما بينها ركعتين وخرج منها...
إنّ بين السباع كان سبعاً ضعيفاً ومريضاً، فهمهم شيئاً في أُذنه، فأشار ( عليه السلام ) إلي أعظم السباع بشي ء، فوضع رأسه له، فلمّا خرج قيل له: ما قلت لذلك السبع الضعيف؟ وما قلت للآخر؟
قال ( عليه السلام ) : إنّه شكا إليّ وقال: إنّي ضعيف، فإذا طرح علينا فريسة لم أقدر علي مؤاكلتها، فأشر إلي الكبير بأمري، فأشرت إليه فقبل.
قال: فذبحت بقرة وألقيت إلي السباع، فجاء الأسد ووقف عليها ومنع السباع أن تأكلها حتّي شبع الضعيف، ثمّ ترك السباع حتّي أكلوها.
( الثاقب في المناقب: 546 ح 488.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 478. )


الثالث - علمه ( عليه السلام ) بلسان الفرس:
1 - ابن شهرآشوب : هارون بن موسي في خبر قال: كنت مع أبي الحسن ( عليه السلام ) في مفازة، فحمحم فرسه فخلّي عنه عنانه، فمرّ الفرس يتخطّي إلي أن بال وراث ورجع، فنظر إليّ أبوالحسن وقال: إنّه لم يعط داود شيئاً، إلّا وأُعطي محمّداً وآل محمّ ( عليهم السلام ) : أكثر منه.
( المناقب: 334/4 س 13.
يأتي الحديث أيضاً في ف 2 - 4 رقم 970. )


الرابع - معرفته ( عليه السلام ) بلسان الطيور:
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...سليمان الجعفريّ قال: سمعت أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) يقول: لاتقتلوا القنبرة...فإنّها كثيرة التسبيح تقول في آخر تسبيحها: لعن اللّه مبغضي آل محمّ ( عليهم السلام ) : .
( الكافي: 225/6 ح 3.
يأتي الحديث بتمامه في ف 2 - 5 رقم 1776. )


(ه') - تكلّمه ( عليه السلام ) بألسنة مختلفة
وفيه ثلاثة أمور

الأوّل - تكلّمه ( عليه السلام ) بالفارسيّة:
1 - الصفّار : حدّثنا عبد اللّه بن جعفر، عن أبي هاشم الجعفريّ، ( هو داود بن القاسم كما صرّح به الأردبيلي، جامع الرواة: 422/2، والسيّد الخوئي، معجم رجال الحديث: 76/22، رقم 14897.
قال الشيخ: داود بن القاسم الجعفريّ...وقد شاهد الرضا، والجواد، والهادي، والعسكريّ، وصاحب الأم ( عليهم السلام ) : ، الفهرست: 67، رقم 266.
فالظاهر أنّ المراد من أبي الحسن إمّا الرضا ( عليه السلام ) كما أورده المجلسي في تاريخ أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، وإمّا الهادي ( عليهماالسلام ) كما صرّح به في الخرائج. )

قال: دخلت علي أبي الحسن ( عليه السلام ) ، فقال: يا أبا هاشم! كلّم هذا الخادم بالفارسيّة، فإنّه يزعم أنّه يحسنها، فقلت للخادم: «زانويت چيست»؟ فلم يجبني.
فقال ( عليه السلام ) : يقول: ركبتك، ثمّ قلت: «نافت چيست»؟ فلم يجبني.
فقال ( عليه السلام ) : يقول: سرّتك.
( بصائر الدرجات الجزء السابع: 358 س 2. عنه البحار: 88/49 ح 7، أورده في تاريخ الإمام أبي الحس الرضا ( عليه السلام ) ، والفصول المهمّة للحرّ العامليّ: 417/1 ح 570، أشار إلي مضمونه.
الخرائج والجرائح: 760/2 ح 79، وفيه: داود بن القاسم عن أبي الحسن صاحب العسكر ( عليه السلام ) ، قطعة منه، و675 ح 6، قطعة منه. عنه البحار: 157/50 ح 46، و137 ح 19. )


الثاني - تكلّمه ( عليه السلام ) بالسنديّة:
1 - الحضينيّ : عن محمّد بن موسي القمّيّ، عن الحسن بن عليّ الوشّاء قال: دخلت يوماً علي عليّ الرضا بن موسي ( عليهماالسلام ) ، فرأيت عنده قوماً لم أرهم ولم أعرفهم، وهو يخاطبهم بالسنديّة، مثل زقزقة الزرازير.
( في الحديث «دجاج سنديّ، ونعل سنديّة، كأنّهما نسبة إلي السِّند بلاد، أو السند نهر بالهند غير بلاد السند، أو إلي السنديّة قرية معروفة من قري بغداد. مجمع البحرين: 71/3. )
( الزقزقة: الضحكُ الضعيف والخفّة، وصوت طائر عند الصبح. القاموس المحيط: 352/3. )
( الزُرزور بالضمّ: نوع من العصافير، مجمع البحرين: 316/3. )
ثمّ لقيت بعده صاحبنا أباالحسن عليّ بن محمّد ( عليهماالسلام ) بسامرّاء، وعنده نجّار يصلح عتبة بابه، وهو يخاطبه بالسنديّة كخطاب الزرازير، فقلت في نفسي: لا إله إلّا اللّه، هكذا كان جدّه الرضا ( عليه السلام ) يخاطب بهذا اللسان.
فقال أبو الحسن: من فرق بيني وبين جدّي؟ أنا هو، وهو أنا، وإلينا فصل الخطاب.
فقلت: جعلت فداك وما معني فصل الخطاب؟
قال ( عليه السلام ) : إجابة كلّ عن لغته لغة مثلها، وجميع ما خلق اللّه تعالي.
( الهداية الكبري: 315 س 19. )
2 - الراونديّ : قال أبو إسماعيل السنديّ: سمعت بالسند: أنّ للّه في العرب حجّة، فخرجت منها في الطلب، فدللت علي الرضا ( عليه السلام ) فقصدته، فدخلت عليه وأنا لاأُحسن من العربيّة كلمة، فسلّمت بالسنديّة، فردّ عليّ بلغتي، فجعلت أُكلّمه بالسنديّة وهو يجيبني بالسنديّة....
( الخرائج والجرائح: 340/1 ح 5. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 289. )
3 - الراونديّ : روي عن محمّد بن الفضل الهاشميّ قال:...فلمّا كان في اليوم الثالث من دخولي البصرة، إذا الرضا ( عليه السلام ) قد وافي فقصد منزل الحسن بن محمّد، وأخلي له داره، وقام بين يديه يتصرّف بين أمره ونهيه فقال: يا حسن بن محمّد! أحضر جميع القوم الذين حضروا عند محمّد بن الفضل، وغيرهم من شيعتنا، وأحضر جاثليق النصاري، ورأس الجالوت، ومُر القوم أن يسألوا عمّا بدا لهم...فابتدر عمرو بن هذّاب فقال: إنّ محمّد بن الفضل الهاشميّ ذكر عنك أشياء لاتقبلها القلوب.
فقال الرضا ( عليه السلام ) : وما تلك؟
قال: أخبرنا عنك أنّك تعرف كلّ ما أنزله اللّه، وأنّك تعرف كلّ لسان ولغة!
فقال الرضا ( عليه السلام ) : صدق محمّد بن الفضل، فأنا أخبرته بذلك، فهلمّوا فاسألوا.
قال: فإنّا نختبرك قبل كلّ شي ء بالألسن واللغات، وهذا روميّ، وهذا هنديّ، و هذا فارسيّ، و هذا تركيّ، فأحضرناهم.
فقال ( عليه السلام ) : فليتكلّموا بما أحبّوا، أُجيب كلّ واحد منهم بلسانه، إن شاء اللّه.
فسأل كلّ واحد منهم مسألة بلسانه ولغته، فأجابهم عمّا سألوا بألسنتهم ولغاتهم، فتحيّر الناس وتعجّبوا، وأقرّوا جميعاً بأنّه أفصح منهم بلغاتهم....
ثمّ قال الجاثليق: يا ابن محمّد! ههنا رجل سنديّ، وهو نصرانيّ، صاحب احتجاج وكلام بالسنديّة
فقال له ( عليه السلام ) : أحضرنيه، فأحضره، فتكلّم معه بالسنديّة، ثمّ أقبل يحاجّه، وينقله من شي ء إلي شي ء - بالسنديّة - في النصرانيّة، فسمعنا السنديّ يقول بالسنديّة: بثطي بثطي بثطلة.
فقال الرضا ( عليه السلام ) : قد وحّد اللّه بالسنديّة.
ثمّ كلّمه في عيسي ومريم ( عليهماالسلام ) ، فلم يزل يدرجه من حال إلي حال، إلي أن قال بالسنديّة: أشهد أن لا إله إلّا اللّه، وأنّ محمّداً رسول اللّه، ثمّ رفع منطقة كانت عليه، فظهر من تحتها زنّار في وسطه فقال: اقطعه أنت بيدك يا ابن رسول اللّه! فدعا الرضا ( عليه السلام ) بسكّين فقطعه.
ثمّ قال لمحمّد بن الفضل الهاشميّ: خذ السنديّ إلي الحمّام فطهّره، واكسه وعياله، واحملهم جميعاً إلي المدينة.
فلمّا فرغ من مخاطبة القوم قال: قد صحّ عندكم صدق ما كان محمّد بن الفضل يلقي عليكم عنّي؟....
( الخرائج والجرائح: 341/1 ح 6.
يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2389. )


الثالث - تكلّمه ( عليه السلام ) بالصقلبيّة والفارسيّة:
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبي ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال: حدّثنا أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ قال: حدّثنا أبو هاشم داود بن القاسم الجعفريّ قال: كنت أتغدّي مع أبي الحسن ( عليه السلام ) فيدعو بعض غلمانه ( تقدّمت ترجمته في رقم... )
بالصقلبيّة والفارسيّة، وربما بعثت غلامي هذا بشي ء من الفارسيّة فيعلمه، وربما ( الصقالِبَة: جِيل من الناس كانت مساكنهم إلي الشمال من بلاد البُلغار وانتشروا الآن في كثير من شرق أوربة وهم المسمّون الآن بالسلاف. المعجم الوسيط: 519. )
كان ينغلق الكلام علي غلامه بالفارسيّة فيفتح هو علي غلامه.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 228/2 ح 2. عنه إثبات الهداة: 278/3 ح 90، والبحار: 87/49 ح 2، ومدينة المعاجز: 124/7 ح 2229.
بصائر الدرجات: 356 ح 13، مضمراً وبتفاوت. عنه البحار: 87/49 ح 6.
قطعة منه في (غلمانه ( عليه السلام ) ) و(تغدّيه ( عليه السلام ) مع الناس). )



الفصل الرابع: معجزاته ( عليه السلام )
وفيه اثنا عشر موضوعاً

(أ) - الأمر بكتمان المعجزات:
1 - أبو عمرو الكشّيّ :...محمّد بن سنان، قال: شكوت إلي الرضا ( عليه السلام ) وجع العين! فأخذ قرطاساً فكتب إلي أبي جعفر ( عليه السلام ) ، وهو أقلّ من نيّتي.
فدفع الكتاب إلي الخادم، وأمرني أن أذهب معه، وقال: اكتم!
فأتيناه وخادم قد حمله.
قال: ففتح الخادم الكتاب بين يدي أبي جعفر ( عليه السلام ) .
فجعل أبو جعفر ( عليه السلام ) ينظر في الكتاب ويرفع رأسه إلي السماء، ويقول ناج، ففعل ذلك مراراً.
فذهب كلّ وجع في عيني، وأبصرت بصراً، لايبصره أحد...
فما زلت صحيح البصر حتّي أذعت ما كان من أبي جعفر ( عليه السلام ) في أمر عيني، فعاودني الوجع....
( رجال الكشّيّ: 582، ح 1092.
يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2394. )


(ب) - علمه ( عليه السلام ) بالمغيبات
وفيه خمسة أمور

الأوّل - علمه ( عليه السلام ) بما في الضمائر:
1 - الصفّار : حدّثنا أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال: استقبلت الرضا ( عليه السلام ) إلي القادسيّة فسلّمت عليه فقال لي: اكتر لي حجرة لها بابان، باب إلي الخان، وباب إلي خارج، فإنّه أستر عليك.
قال: وبعث إليّ بزنفيلجة فيها دنانير صالحة ومصحف، وكان يأتيه رسوله في ( الزنفيلجة: بكسر الزاي والفتح، وفتح اللام، شبيه بالكِتْف، قال: وهو معرّب، وأصله بالفارسيّة: زين بيله. لسان العرب: 291/2. )
حوائجه فأشتري له، وكنت يوماً وحدي ففتحت المصحف لأقرأ فيه، فلمّا نشرته نظرت في (سورة) ( لَمْ يَكُنِ ) فإذا فيها أكثر ممّا في أيدينا أضعافه، ( ما بين المعقوفتين أثبتناه من مدينة المعاجز. )
( البيّنة: 1/98. )
فقدمت علي قرائتها فلم أعرف منها شيئاً، فأخذت الدواة والقرطاس فأردت أن أكتبها لكي أسأل عنها، فأتاني مسافر قبل أن أكتب منها بشي ء ومنديل، وخيط، وخاتمه، فقال: مولاي يأمرك أن تضع المصحف في منديل وتختمه وتبعث إليه بالخاتم، قال: ففعلت ذلك.
( بصائر الدرجات، الجزء الخامس : 266 ح 8. عنه مدينة المعاجز: 47/7 ح 2147، والبحار: 46/49 ح 41، و50/89 ح 16، وإثبات الهداة: 295/3 ح 123.
الخرائج والجرائح: 719/2 ح 23.
رجال الكشّيّ: 588 رقم 1101، وفيه: محمّد بن الحسن قال: حدّثنا محمّد بن يزداد قال: حدّثني أبو زكريّا يحيي بن محمّد الرازيّ، عن محمّد بن الحسين، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: لمّا أتي بأبي الحسن ( عليه السلام ) أخذ به علي القادسيّة ولم يدخل الكوفة، وأخذ به علي البرّ إلي البصرة قال: فبعث إليّ مصحفاً و... . عنه البحار: 54/89 ح 22، وإثبات الهداة: 307/3 ح 167.
دلائل الإمامة: 369 ح 325. عنه مدينة المعاجز: 48/7 ح 2148.
قطعة منه في (سفره ( عليه السلام ) إلي القادسيّة) و(إعطاؤه ( عليه السلام ) المنديل والخاتم). )

2 - أبو عمرو الكشّيّ : وجدت بخطّ جبريل بن أحمد الفاريابيّ، حدّثني محمّد بن عبد اللّه بن مهران قال: أخبرني أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: دخلت علي أبي الحسن ( عليه السلام ) أنا وصفوان بن يحيي ومحمّد بن سنان، وأظنّه قال: عبد اللّه بن المغيرة، أو عبد اللّه بن جندب، وهو بصريّ قال: فجلسنا عنده ساعة، ثمّ قمنا، فقال لي: أمّا أنت يا أحمد! فاجلس، فجلست، فأقبل يحدّثني فأسأله فيجيبني، حتّي ذهب عامّة الليل، فلمّا أردت الانصراف قال لي: يا أحمد! تنصرف أو تبيت؟
قلت: جعلت فداك، ذاك إليك، إن أمرت بالانصراف انصرفت، وإن أمرت بالقيام أقمت.
قال: أقم، فهذا الحرّ، وقد هدأ الليل وناموا، فقام وانصرف.
فلمّا ظننت أنّه قد دخل، خررت اللّه ساجداً، فقلت: الحمد للّه، حجّة اللّه ووارث علم النبيّين، أنس بي من بين إخواني وحبّبني، فأنا في سجدتي وشكري، فما علمت إلّا وقد رفسني برجله، ثمّ قمت، فأخذ بيدي فغمزها، ثمّ قال: يا ( رفسه رفساً: ضربه برجله. المصباح المنير: 232. )
أحمد! إنّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، عاد صعصعة بن صوحان في مرضه، فلمّا قام من عنده، قال له: يا صعصعة! لاتفتخرنّ علي إخوانك بعيادتي إيّاك، واتّق اللّه، ثمّ انصرف عنّي.
( رجال الكشّيّ: 587 رقم 1099. عنه البحار: 269/49 ح 11، مثله، و292/70 ح 22، ومستدرك الوسائل: 89/12، ح 13599.
الهداية الكبري: 287، س 14.
قطعة منه في (ما رواه عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ). )

3 - أبو عمرو الكشّيّ : حدّثني حمدويه، قال: حدّثنا الحسن بن موسي، قال: حدّثنا عليّ بن خطّاب وكان واقفيّاً، قال: كنت في الموقف يوم عرفة فجاء أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) ومعه بعض بني عمّه، فوقف أمامي وكنت محموماً شديد الحمّي، وقد أصابني عطش شديد.
قال: فقال الرضا ( عليه السلام ) لغلام له شيئاً لم أعرفه، فنزل الغلام فجاء بماء في مشربة فتناوله، فشرب وصبّ الفضلة علي رأسه من الحرّ، ثمّ قال: املأ، فملأ المشربة، ثمّ قال: اذهب فاسق ذلك الشيخ، قال: فجائني بالماء فقال لي: أنت موعوك؟
( وعك يعك وعكاً، فهو موعوك: أصابه ألم من شدّة التعب. أقرب الموارد: 797/5. )
قلت: نعم، قال: اشرب، فشربت.
قال: فذهبت واللّه الحمّي، فقال لي يزيد بن إسحاق: ويحك، يا عليّ! فما تريد بعد هذا؟ ما تنتظر؟ قال: يا أخي! دعنا.
قال له يزيد: فحدّثت بحديث إبراهيم بن شعيب وكان واقفيّاً مثله، قال: كنت في مسجد رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وإلي جنبي إنسان ضخم أدم، فقلت له: ممّن الرجل؟
فقال: مولي لبني هاشم، قلت: فمَن أعلم بني هاشم؟
قال: الرضا ( عليه السلام ) ، قلت: فما باله لا يجي ء عنه، كما يجي ء عن آبائه؟
قال: فقال لي: ما أدري ما تقول، ونهض وتركني، فلم ألبث إلّا يسيراً حتّي جاءني بكتاب فدفعه إليّ، فقرأته فإذا خطّ ليس بجيّد، فإذا فيه: يا إبراهيم! إنّك نجل من آبائك، وإنّ لك من الولد كذا وكذا، من الذكور فلان وفلان، حتّي عدّهم ( في البحار: تحكي. )
بأسمائهم، ولك من البنات فلانة وفلانة، حتّي عدّ جميع البنات بأسمائهنّ.
قال: وكانت بنت تلقّب بالجعفريّة، قال: فخطّ علي اسمها، فلمّا قرأت الكتاب قال لي: هاته، قلت: دعه، قال: لا، أُمرت أن آخذه منك.
قال: فدفعته إليه، قال الحسن: وأجدهما ماتا علي شكّهما.
( رجال الكشّيّ: 469 رقم 895. عنه البحار: 63/49 ح 81، وإثبات الهداة: 307/3 ح 164، و165، و166، أشار إلي مضنونه، ومدينة المعاجز: 125/7 ح 2230، ملخّصاً.
قطعة منه في (علمه بعدد أولاد الرجل الواقفيّ ذكوراً وأناثاً) و(كتابه ( عليه السلام ) إلي إبراهيم بن شعيب). )

4 - أبو عمرو الكشّيّ :...الحسين بن بشّار، قال: لمّا مات موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) خرجت إلي عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) غير مؤمن بموت موسي ( عليه السلام ) ، ولامقرّ بإمامة عليّ ( عليه السلام ) إلّا أنّ في نفسي أن أسأله وأُصدّقه...وأردت أن أسأله عن أبيه ( عليه السلام ) ، فبادرني فقال ( عليه السلام ) : يا حسين! إن أردت أن ينظر اللّه إليك من غير حجاب، وتنظر إلي اللّه من غير حجاب، فوال آل محمّ ( عليهم السلام ) : ووال وليّ الأمر منهم...قال حسين: فعزمت علي موت أبيه وإمامته، ثمّ قال لي: ما أردت أن آذن لك لشدّة الأمر وضيقه، ولكنّي علمت الأمر الذي أنت عليه، ثمّ سكت قليلاً ثمّ قال: خُبّرتَ بأمرك؟
قلت له: أجل.
( رجال الكشّيّ: 449 رقم 847.
تقدّم الحديث بتمامه في رقم 283. )

5 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عليّ بن محمّد، عن ابن جمهور، عن إبراهيم بن عبد اللّه، عن أحمد بن عبداللّه، عن الغفّاريّ قال: كان لرجل من ( في الإرشاد: عبيد اللّه. )
آل أبي رافع مولي النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) - يقال له «طيس» - عليّ حقّ، فتقاضاني وألحّ عليّ، وأعانه الناس، فلمّا رأيت ذلك صلّيت الصبح في مسجد الرسول ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، ثمّ توجّهت نحو الرضا ( عليه السلام ) وهو يومئذ بالعُرَيْض، فلمّا قربت من بابه إذا هو ( في كتاب تاريخ قمّ عن بعض الرواة: أنّ «العُرَيض» من قري المدينة علي بعد فرسخ منها، وكانت القرية ملكاً للإمام الباقر ( عليه السلام ) ، وأوصي الإمام الصادق ( عليه السلام ) بهذه القرية إلي ولده عليّ العُرَيضيّ، وكان عند وفاة الصادق ( عليه السلام ) ابن سنتين، ولمّا نشأ انتقل إلي القرية وسكن بها. تاريخ قمّ: 224. )
قد طلع علي حمار وعليه قميص ورداء، فلمّا نظرت إليه استحييت منه، فلمّا لحقني وقف ونظر إليّ فسلّمت عليه - وكان شهر رمضان - فقلت: جعلني اللّه فداك، إنّ لمولاك طيس، عليّ حقّاً، وقد واللّه شهرني، وأنا أظنّ في نفسي أنّه يأمره بالكفّ عنّي، وواللّه ما قلت له كم له عليّ، ولا سمّيت له شيئاً، فأمرني بالجلوس إلي رجوعه، فلم أزل حتّي صلّيت المغرب وأنا صائم، فضاق صدري وأردت أن أنصرف فإذا هو قد طلع عليّ وحوله الناس، وقد قعد له السؤال وهو يتصدّق عليهم، فمضي ودخل بيته، ثمّ خرج ودعاني، فقمت إليه ودخلت معه، فجلس وجلست، فجعلت أُحدّثه عن ابن المسيّب وكان أميرالمدينة، وكان كثيراً ما أُحدّثه عنه، فلمّا فرغت، قال: لا أظنّك أفطرت بعد.
فقلت: لا، فدعا لي بطعام فوضع بين يديّ، وأمر الغلام أن يأكل معي، فأصبت والغلام من الطعام، فلمّا فرغنا قال لي: ارفع الوسادة، وخذ ما تحتها. فرفعتها وإذإ*ل ص ثگ دنانير، فأخذتها ووضعتها في كمّي، وأمر أربعة من عبيده أن يكونوا معي حتّي يبلغوني منزلي. فقلت: جعلت فداك، إنّ طائف ابن المسيّب يدور وأكره أن يلقاني ومعي عبيدك.
فقال لي: أصبت، أصاب اللّه بك الرشاد، وأمرهم أن ينصرفوا إذا رددتهم، فلمّا قربت من منزلي و آنست رددتهم، فصرت إلي منزلي ودعوت بالسراج، ونظرت إلي الدنانير وإذا هي ثمانية وأربعون ديناراً، وكان حقّ الرجل عليّ ثمانية وعشرين ديناراً، وكان فيها دينار يلوح فأعجبني حسنه، فأخذته وقرّبته من السراج فإذا عليه نقش واضح: حقّ الرجل ثمانية وعشرون ديناراً، وما بقي فهو لك. ولا واللّه! ما عرفت ما له عليّ، والحمد للّه ربّ العالمين الذي أعزّ وليّه.
( الكافي: 487/1 ح 4. عنه مدينة المعاجز: 13/7 ح 2110، وإثبات الهداة: 250/3 ح 14 أورد مضمونه، وحلية الأبرار: 373/4 ح 1، والوافي: 816/3 ح 1425.
إرشاد المفيد: 308 س 9. عنه البحار: 97/49 ح 12.
كشف الغمّة: 273/2 س 15.
المناقب لابن شهرآشوب: 345/4 س 4، باختصار. عنه وعن الكشف، البحار: 59/49 ح 76.
روضة الواعظين: 245 س 10.
المستجاد من الإرشاد: 215 س 4.
قطعة منه في (لباسه ( عليه السلام ) ) و(مركبه) و(إنفاقه ( عليه السلام ) علي الفقراء) و(إعطاؤه ( عليه السلام ) لمن كان عليه دين) و(إطعامه ( عليه السلام ) الصائم عند الإفطار). )

6 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : ابن فضّال، عن عبد اللّه بن المغيرة، قال: كنت واقفاً وحججت علي تلك الحال فلمّا صرت بمكّة خلج في صدري شي ء فتعلّقت بالملتزم، ثمّ قلت: اللّهمّ قد علمت طلبتي وإرادتي، فأرشدني إلي خير الأديان، فوقع في نفسي أن آتي الرضا ( عليه السلام ) ، فأتيت المدينة فوقفت ببابه وقلت للغلام: قل لمولاك: رجل من أهل العراق بالباب.
قال: فسمعت نداءه وهو يقول: ادخل يا عبد اللّه بن المغيرة! ادخل ياعبداللّه بن المغيرة! فدخلت، فلمّا نظر إليّ قال لي: قد أجاب اللّه دعاءك وهداك لدينه.
فقلت: أشهد أنّك حجّة اللّه وأمينه علي خلقه.
( الكافي: 355/1 ح 13. عنه الوافي: 177/2 ح 629. عنه وعن العيون، مدينة المعاجز: 31/7 ح 2129. عنه وعن العيون وعن الكشف، إثبات الهداة: 248/3 ح 9.
رجال الكشّيّ: 594 رقم 1110. عنه البحار: 272/48 ح 33.
عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 219/2، ح 31، وفيه: علي بن الحسين بن شاذويه المؤدّب قال: حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن محمّد بن عيسي، عن الحسن بن عليّ بن فضّال قال: قال لنا عبد اللّه بن المغيرة: ... .
كشف الغمّة: 302/2 س 6.
الإختصاص للمفيد: 84 س 18.
الصراط المستقيم: 197/2 ح 11، مرسلاً.
الخرائج والجرائح: 360/1 ح 15. عنه وعن العيون وكشف الغمّة والإختصاص، البحار: 39/49 ح 24.
الثاقب في المناقب: 475 ح 398.
المناقب لابن شهرآشوب: 371/4 س 4. )

7 - الحضينيّ :...جعفر بن محمّد بن يونس قال: جاء رجل من شيعة الرضا ( عليه السلام ) بكتاب منه إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، فسألني ان أنفذه إليه، فلمّا أنفذت الكتاب فقال: جعلت فداك، سهوت أن أذكر في الكتاب عن سلاح رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، أين هو؟ وعن الإحرام هل يجوز في الثوب الملحّم، أم لا؟...فورد جواب كتابه، وفي آخره: إن كنت نسيت أن تسألنا عن سلاح رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وأين هو؟ فنحن لا ننسي،....
( الهداية الكبري: 288 س 15.
يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2545. )

8 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبي ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطيّ قال: تمنّيت في نفسي إذا دخلت علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) أن أسأله: كم أتي عليك من السنّ، فلمّا دخلت عليه وجلست بين يديه جعل ينظر إليّ ويتفرّس في وجهي، ثمّ قال: كم أتي لك؟ فقلت: جعلت فداك، كذا وكذا.
قال ( عليه السلام ) : فأنا أكبر منك، وقد أتي عليّ إثنان وأربعون سنة، فقلت: جعلت فداك، قد واللّه! أردت أن أسألك عن هذا، فقال ( عليه السلام ) :
قد أخبرتك.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 220/2 ح 34. عنه مدينة المعاجز: 85/7 ح 2185، وإثبات الهداة: 273/3 ح 71، والبحار: 40/49 ح 26. )
9 - الشيخ الصدوق : ... عن عليّ بن جعفر، عن أبي الحسن ال طيّب ( عليه السلام ) قال: سمعته يقول: لمّا توفّي أبو الحسن موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) دخل أبوالحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) السوق، فاشتري كلباً وكبشاً وديكاً، فلمّا كتب صاحب الخبر إلي هارون بذلك قال: قد أمنّا جانبه.
وكتب الزبيريّ: إنّ عليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) قد فتح بابه ودعا إلي نفسه.
فقال هارون: واعجباً من هذا! يكتب أنّ عليّ بن موسي ( عليه السلام ) قد اشتري كلباً وكبشاً وديكاً، ويكتب فيه بما يكتب.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 205/2 ح 4.
يأتي الحديث بتمامه في ف 3 رقم 778. )

10 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن الحسن بن الوليد قال: ( في المدينة: محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد. )
حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسي قال: حدّثنا محمّد بن الحسن بن علان، عن محمّد بن عبد اللّه القمّيّ قال: كنت عند ( في المدينة: زعلان. )
( في المناقب والخرائج: محمّد بن عبيد اللّه الأشعري. )
الرضا ( عليه السلام ) وبي عطش شديد فكرهت أن أستسقي فدعا بماء وذاقه وناولني فقال: يا محمّد! اشرب فإنّه بارد فشربت.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 204/2 ح 3. عنه مدينة المعاجز: 46/7 ح 2145.
المناقب لابن شهرآشوب: 334/4 س 11، باختصار.
بصائر الدرجات: 259 ح 16. عنه وعن العيون، إثبات الهداة: 263/3 ح 41، والبحار: 31/49 ح 5.
الخرائج والجرائح: 732/2 ح 39.
دلائل الإمامة: 369 ح 324، وفيه: أبو الحسين محمّد بن هارون بن موسي، عن أبيه، عن محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد.... . عنه مدينة المعاجز: 46/7 ح 2146.
قطعة منه في (سقايته ( عليه السلام ) لمن كان به عطش شديد). )

11 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيّ قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم قال: حدّثني الريّان بن الصلت قال: لمّا أردت الخروج إلي العراق وعزمت علي توديع الرضا ( عليه السلام ) فقلت في نفسي: إذا ودّعته سألته قميصاً من ثياب جسده لأُكفّن به، ودراهم من ماله أُصوّغ بها لبناتي خواتيم، فلمّا ودّعته شغلني البكاء والأسف علي فراقه عن مسألة ذلك فلمّا خرجت من بين يديه صاح بي: يا ريّان! ارجع، فرجعت فقال لي: أما تحبّ أن أدفع إليك قميصاً من ثياب جسدي تكفّن فيه إذا فني أجلك، أو ماتحبّ أن أدفع إليك دراهم تصوّغ بها لبناتك خواتيم.
فقلت: يا سيّدي! قد كان في نفسي أن أسألك ذلك، فمنعني الغمّ بفراقك، فرفع ( عليه السلام ) الوسادة وأخرج قميصاً فدفعه إليّ، ورفع جانب المصلّي فأخرج دراهم فدفعها إليّ، وعدّدتها، فكانت ثلاثين درهماً.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 211/2 ح 17. عنه مدينة المعاجز: 64/7 ح 2166، والبحار: 35/49 ح 16، وإثبات الهداة: 267/3 ح 55.
إثبات الوصيّة: 213 س 5، بتفاوت.
الثاقب في المناقب: 476 ح 400. عنه مدينة المعاجز: 65/7 ح 2167.
قطعة منه في (إعطاؤه ( عليه السلام ) القميص والدراهم). )

12 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن أحمد السنانيّ ( زاد في البحار: وغير واحد من المشايخ. )
قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفيّ قال: حدّثني سعد بن مالك، عن أبي ( في إثبات الهداة: سعيد بن مالك. )
حمزة، عن ابن أبي كثير قال: لمّا توفّي موسي ( عليه السلام ) وقف الناس في أمره، فحججت تلك السنة فإذا أنا بالرضا ( عليه السلام ) فأضمرت في قلبي أمراً فقلت: ( أَبَشَرًا مِّنَّا وَحِدًا نَّتَّبِعُهُ ) الآية، فمرّ عليّ كالبرق الخاطف فقال: أنا واللّه ( القمر: 24/54. )
البشر الذي يجب عليك أن تتّبعني.
فقلت: معذرة إلي اللّه تعالي وإليك، فقال ( عليه السلام ) : مغفور لك.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 217/2 ح 27. عنه مدينة المعاجز: 80/7 ح 2178، والبحار: 38/49 ح 21، وإثبات الهداة: 272/3 ح 65.
الثاقب في المناقب: 477 ح 402، بتفاوت.
قطعة منه في (سورة القمر: 24/54). )

13 - الشيخ الصدوق : حدّثنا علي بن عبد اللّه الورّاق قال: حدّثني محمّد بن جعفر بن بطّة قال: حدّثني محمّد بن الحسن الصفّار، عن محمّد بن عبدالرحمن الهمدانيّ قال: حدّثني أبو محمّد الغفّاريّ قال: لزمني دين ثقيل فقلت: ما لقضاء ديني غير سيّدي ومولاي أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) فلمّا أصبحت أتيت منزله، فاستأذنت فأذن لي، فلمّا دخلت قال لي ابتداءاً: ياأبامحمّد! قد عرفنا حاجتك وعلينا قضاء دينك، فلمّا أمسينا أتي بطعام للإفطار فأكلنا، فقال: يا أبا محمّد! تبيت أو تنصرف؟
فقلت: يا سيّدي! إن قضيت حاجتي فالإنصراف أحبّ إليّ.
قال: فتناول ( عليه السلام ) من تحت البساط قبضة فدفعها إليّ، فخرجت ودنوت من السراج فإذا هي دنانير حمر وصفر، فأوّل دينار وقع بيدي ورأيت نقشه كان عليه: يا أبا محمّد! الدنانير خمسون، ستّة وعشرون منها لقضاء دينك، وأربعة وعشرون لنفقة عيالك.
( في الخرائج: خمسمائة دينار نصفها لدينك، والنصف الآخر لنفقتك. )
فلمّا أصبحت فتّشت الدنانير فلم أجد ذلك الدينار، وإذا هي لا تنقص شيئاً.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 218/2 ح 29. عنه مدينة المعاجز: 80/7 ح 2179، وإثبات الهداة: 272/3 ح 67، وحلية الأبرار: 377/4 ح 4. عنه وعن الخرائج، البحار: 38/49 ح 22.
الثاقب في المناقب: 477 ح 403.
الخرائج والجرائح: 339/1 ح 3، بتفاوت. عنه مدينة المعاجز: 198/7 ح 2264، وإثبات الهداة: 299/3 ح 136، مختصراً.
قطعة منه في (إعطاؤه ( عليه السلام ) الدنانير لأداء الدين والنفقة)، و(إطعامه ( عليه السلام ) ضيفه الصائم). )

14 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن محمّد بن عيسي بن عبيد قال: حدّثني فيض بن مالك المدائنيّ قال: حدثني زروان المدائنيّ بأنّه ( في المدينة: زرقان. )
دخل علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) يريد أن يسأله عن عبد اللّه بن جعفر ال صادق ( عليه السلام ) ؟
قال: فأخذ بيدي فوضعها علي صدري قبل أن أذكر له شيئاً ممّا أردت، ثمّ قال لي: يا محمّد بن آدم! إنّ عبد اللّه لم يكن إماماً.
فأخبرني بما أردت أن أسأله عنه قبل أن أسأله.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 220/2 ح 35. عنه مدينة المعاجز: 85/7 ح 2186.
كشف الغمّة: 302/2 س 23، بتفاوت. عنه وعن العيون، البحار: 40/49 ح 27، وإثبات الهداة: 274/3 ح 72. )

15 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن محمّد بن عيسي اليقطينيّ قال: سمعت الهشام العبّاسيّ يقول: دخلت علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) وأنا أريد أن أسأله أن يعوّذني لصداع أصابني، وأن يهب لي ثوبين من ثيابه أحرم فيهما، فلمّا دخلت سألت عن مسائلي فأجابني ونسيت حوائجي فلمّا قمت لأخرج وأردت أن أودّعه قال لي: اجلس، فجلست بين يديه، فوضع يده علي رأسي وعوّذني، ثمّ دعا لي بثوبين من ثيابه، فدفعهما إليّ وقال لي: أحرم فيهما.
قال العبّاسيّ: وطلبت بمكّة ثوبين سعيديّين، إحديهما لابني فلم أصب بمكّة منهما شيئاً علي نحو ما أردت، فمررت بالمدينة في منصرفي فدخلت علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، فلمّا ودّعته وأردت الخروج دعا بثوبين سعيديّين علي عمل الموشيّ الذي كنت طلبته، فدفعهما إليّ [اقطعهما لابنك ]،.
( وشيت الثوب وشياً: رقمته ونقشته. المصباح المنير: 661. )
( ما بين المعقوفتين عن الخرائج. )
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 220/2 ح 36. عنه مدينة المعاجز: 86/7 ح 2187. عنه وعن كشف الغمّة والخرائج، البحار: 40/49 ح 28.
كشف الغمّة: 303/2 س 19، أورد مضمونه. عنه وعن العيون، إثبات الهداة: 274/3 ح 73.
الثاقب في المناقب: 478 ح 404.
الخرائج والجرائح: 356/1 ح 9.
قطعة منه في (إهداء ثيابه ( عليه السلام ) لمن أراد أن يحرم فيه). )

16 - الشيخ الصدوق : حدّثنا الحاكم أبو عليّ الحسين بن أحمد البيهقيّ قال: حدّثنا محمّد بن يحيي الصوليّ قال: حدّثنا عون بن محمّد قال: حدّثنا أبوالحسين محمّد بن أبي عبّاد قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول يوماً: ياغلام! آتني الغداء، فكأنّي أنكرت ذلك، فتبيّن الإنكار فيّ، فقرأ: ( قَالَ لِفَتَل-هُ ءَاتِنَا غَدَآءَنَا) .
( الكهف: 62/18. )
فقلت: الأمير أعلم الناس وأفضلهم.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 128/2 ح 7. عنه مدينة المعاجز: 130/7 ح 2236، والبحار: 271/49 ح 15، ونور الثقلين: 276/3 ح 150.
قطعة منه في (سورة الكهف: 62/18). )

17 - الشيخ الطوسيّ :...أحمد بن محمّد بن أبي نصر...فكاتب أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) وتعنّت في المسائل.
فقال: كتبت إليه كتاباً، وأضمرت في نفسي، أنّي متي دخلت عليه، أسأله عن ثلاث مسائل من القرآن، وهي قوله تعالي: ( أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ ) وقوله: ( فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ و يَشْرَحْ صَدْرَهُ و لِلْإِسْلَمِ ) وقوله: ( إِنَّكَ لَاتَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَآءُ) .
قال أحمد: فأجابني عن كتابي، وكتب في آخره الآيات التي أضمرتها في نفسي أن أسأله عنها، ولم أذكرها في كتابي إليه....
( الغيبة: 71 ح 76.
يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2423. )

18 - أبو جعفر الطبريّ : أخبرني أبو الحسين محمّد بن هارون بن موسي، عن أبيه، عن أبي جعفر بن الوليد، عن عليّ بن حديد، عن مرازم، قال: أرسلني أبوالحسن الأوّل ( عليه السلام ) وأمرني بأشياء، فأتيت المكان الذي بعثني إليه، فاذا أبوالحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: فقال لي: فيم قدمت؟
قال: فكبر عليّ أن لا أخبره حين سألني، لمعرفتي بحاله عند أبيه ( عليه السلام ) ، ثمّ قلت له: ما أمرني أن أخبره، وأنا مردّد ذلك في نفسي.
فقال: قدمت يا مرازم! في كذا وكذا، قال: فقصّ ما قدمت له.
( دلائل الإمامة: 371، ح 330. عنه مدينة المعاجز: 102/7، ح 2205، وإثبات الهداة: 310/3، ح 183 أشار إليه. )
19 - أبو جعفر الطبريّ : أخبرني أبو الحسين محمّد بن هارون بن موسي، عن أبيه، قال: أخبرني أبو جعفر محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن معمّر بن خلاّد، قال: سألني ريّان بن الصلت أن أستأذن له علي أبي الحسن ( عليه السلام ) بخراسان، - حين أراد أن يخرج إلي نُعيم بن حازم، لمّا ألت علي الخليفة - إن وجدتُ إلي ذلك سبيلاً، وأن أسأله أن يكسوه قميصاً يكون في أكفانه إن حدث به حدث، ويهب له من الدراهم التي ضُربت باسمه.
فلمّا صرت إلي المنزل جائني رسول أبي الحسن ( عليه السلام ) ، فلمّا أتيته قال لي: أين كنت؟ قلت: كنت عند ريّان، فقال: متي يخرج؟
فقلت له: زعم أنّ ذا الرئاستين أمره بأن يخرج غداً مع زوال الشمس.
فقال أبو الحسن: أشتهي أن يلقاني، قلت: نعم، جعلت فداك.
قال: أشتهي أن أكسوه، فسبّحتُ، فقال: ما لك تُسبّح؟
فقلت: جعلت فداك، ما كنّا إلّا في هذا.
فقال: يا معمّر! إنّ المؤمن موفّق إن شاء اللّه، قل له: يأتيني الليلة.
فلمّا خرجت أتيته فوعدته حتّي يلقاه بالليل، فلمّا دخل عليه جلس قُدّامه، وتنحّيت أنا ناحية، فدعاني فأجلسني معه، ثمّ أقبل علي ريّان بوجهه، فدعا له بقميص، فلمّا أراد أن يخرج وضع في يده شيئاً، فلمّا خرج نظرت فإذا ثلاثون درهماً من دراهمه، فاجتمع له جميع ما أراد من غير طلبه.
( دلائل الإمامة: 370، ح 329. عنه مدينة المعاجز: 59/7، ح 329، باختصار.
قرب الإسناد: 342 ح 1251، مختصراً وبتفاوت. عنه مدينة المعاجز: 60/7 ح 2161، وإثبات الهداة: 296/3 ح 127.
عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 208/2 ح 10، بتفاوت. عنه مدينة المعاجز: 59/7 ح 2159، وحلية الأبرار: 378/4 ح 5. عنه وعن المناقب والكشّيّ، البحار: 33/49 ح 9، و10. عنه وعن كشف الغمّة، إثبات الهداة: 265/3 ح 48.
المناقب لابن شهرآشوب: 340/4 س 9، مختصراً وبتفاوت.
إعلام الوري: 55/2 س 12، بتفاوت.
رجال الكشّيّ: 547 رقم 1036، بتفاوت يسير. عنه إثبات الهداة: 308/3 ح 169، . عنه وعن كشف الغمّة وقرب الإسناد، البحار: 29/49 ح 1.
كشف الغمّة: 299/2 س 11، بتفاوت.
الثاقب في المناقب: 476، ح 399، كما في العيون.
قطعة منه في (انفاقه ( عليه السلام ) القميص والدراهم). )

20 - ابن حمزة الطوسيّ : عن إبراهيم بن أبي البلاد، قال: كان لي جار يشرب المسكر، وينتهك ما اللّه به أعلم.
قال: فذكرته للرضا ( عليه السلام ) وكان له محبّاً فقال: يا أبا إسحاق! أما علمت أنّ وليّ عليّ ( عليه السلام ) لم تزلّ له قدم إلّا وتثبت له أخري؟
قال: فانصرفت، فإذا أنا بكتاب منه قد أتاني فيه حوائج له، فأمرني أن أشتريها بستّين ديناراً، فقلت في نفسي: واللّه! ما عوّدني أن يكتب إليّ، إذ لم يكن عندي شي ء، ولاأعلم له عندي شيئاً.
فلمّا كان من الليل إذا أنا برجل جاءني سكران، فدعاني من خلف الباب، فنزلت إليه فقال لي: اخرج.
فقلت: لاأفعل في هذه الساعة، ما حاجتك إذ أتيت؟
قال: فأخرج يدك وخذ هذه الصرّة، وابعث بها إلي مولاي لينفقها في الحاجة، وما يقدر أن يتكلّم من السكر، فأخذت ما أعطاني وانصرفت، فنظرت وزنها، فإذا هي ستّون ديناراً.
فقلت: وهذا واللّه! مصداق ما قال لي في وليّ عليّ ( عليه السلام ) ، وفي كتابه بحاجته. فاشتريت حوائجه، وكتبت إليه بفعل الرجل فكتب: هذا من ذلك.
( الثاقب في المناقب: 493 ح 422.
قطعة منه في (كتابه إلي إبراهيم بن أبي البلاد). )

21 - الإربليّ : عن سليمان بن جعفر الجعفريّ، قال: قال لي الرضا ( عليه السلام ) : اشتر لي جارية من صفتها كذا وكذا.
فأصبت له جارية عند رجل من أهل المدينة كما وصف، فاشتريتها ودفعت الثمن إلي مولاها، وجئت بها إليه فأعجبته ووقعت منه، فمكثت أيّاماً، ثمّ لقيني مولاها وهو يبكي، فقال: اللّه، اللّه فيّ، لست أتهنّأ العيش، وليس لي قرار ولانوم، فكلّم أبا الحسن يردّ عليّ الجارية ويأخذ الثمن.
فقلت: أمجنون أنت، أنا أجتري ء أن أقول له يردّها عليك؟ فدخلت علي أبي الحسن ( عليه السلام ) فقال لي مبتدئاً: يا سليمان! صاحب الجارية يريد أن أردّها عليه؟ قلت: إي واللّه! قد سألني أن أسألك.
قال: فردّها عليه وخذ الثمن، ففعلت ومكثت أيّاماً، ثمّ لقيني مولاها فقال: جعلت فداك! سل أبا الحسن ( عليه السلام ) يقبل الجارية، فإنّي لاأنتفع بها، ولاأقدر أدنو منها، قلت: إنّي لاأقدر أن أبتدءه بهذا.
قال: فدخلت علي أبي الحسن ( عليه السلام ) فقال: يا سليمان! صاحب الجارية يريد أن أقبضها منه، وأردّ عليه الثمن؟
قلت: قد سألني ذلك، قال: فردّ عليّ الجارية وخذ الثمن.
( كشف الغمّة: 299/2 س 19. عنه البحار: 62/49 ح 80.
قطعة منه في (إشتراؤه الجارية). )

22 - الراونديّ : روي إسماعيل بن مهران قال: أتيت الرضا ( عليه السلام ) يوماً أنا وأحمد البزنطيّ بصريا وكنّا تشاجرنا في سنّه.
فقال أحمد: إذا دخلنا عليه فذكّرني حتّي أسأله عن سنّه، فإنّي قد أردت ذلك غير مرّة فأنسي.
فلمّا دخلنا عليه، وسلّمنا وجلسنا، أقبل علي أحمد، وكان أوّل ما تكلّم به أن قال ( عليه السلام ) : يا أحمد! كم أتي عليك من السنين؟ فقال: تسع وثلاثون.
فقال: ولكن أنا قد أتت عليّ ثلاث وأربعون سنة.
( الخرائج والجرائح: 365/1 ح 22. عنه إثبات الهداة: 302/3 ح 141، والبحار: 53/49 ح 61. )
23 - الراونديّ : روي عن أبي هاشم الجعفريّ قال: كنت في مجلس الرضا ( عليه السلام ) فعطشت عطشاً شديداً، وتهيّبته أن أستسقي في مجلسه.
فدعا بماء، فشرب منه جرعة ثمّ قال: يا أبا هاشم! اشرب فإنّه بارد طيّب، فشربت، ثمّ عطشت عطشة أُخري، فنظر إلي الخادم وقال: شربة من ماء وسويق وسكّر، ثمّ قال له: بل السويق، وانثر عليه السكّر بعد بلّه، وقال: اشرب ياأباهاشم! فإنّه يقطع العطش.
( الخرائج والجرائح: 660/2 ح 3. عنه البحار: 48/49 ح 47.
يأتي الحديث أيضاً في (ما ينفع للعطاش)، و(سقايته ( عليه السلام ) لمن كان به عطش). )

24 - الراونديّ : روي عن الريّان بن الصلت، قال: دخلت علي الرضا ( عليه السلام ) بخراسان وقلت في نفسي: أسأله عن هذه الدراهم المضروبة باسمه، فلمّا دخلت عليه قال لغلامه: إنّ أبا محمّد يشتهي من هذه الدنانير التي عليها اسمي فهلمّ بثلاثين درهماً منها.
فجاء بها الغلام فأخذتها، ثمّ قلت في نفسي: ليته كساني من بعض ما عليه.
فالتفت إلي غلامه فقال: وقل لهم: لا يغسلون ثيابي وتأتي بها كما هي، فأتيت بقميص وسروال ونعل.
( الخرائج والجرائح: 768/2 ح 88. عنه إثبات الهداة: 304/3 ح 150، والبحار: 56/49 ح 68.
قطعة منه في (إعطاؤه ( عليه السلام ) الثياب والدراهم). )

25 - الراونديّ : روي عن محمّد بن زيد الرزاميّ، قال: كنت ( في نور الثقلين وإثبات الهداة: الرازيّ. )
في خدمة الرضا ( عليه السلام ) لمّا جعله المأمون وليّ عهده، فأتاه رجل من الخوارج وفي كمّه مُدية مسمومة، وقد قال لأصحابه: واللّه! لآتينّ هذا الذي زعم أنّه ابن ( المُدية: الشفرة الكبيرة. المعجم الوسيط: 859. )
رسول اللّه - وقد دخل لهذا الطاغية فيما دخل -، فأسأله عن حجّته، فإن كانت له حجّة، وإلّا أرحت الناس منه، فأتاه واستأذن عليه فأذن له.
فقال له أبو الحسن ( عليه السلام ) : أُجيبك عن مسألتك علي شريطة تفي لي بها، فقال له: وما هذه الشريطة؟
فقال ( عليه السلام ) : إن أجبتك بجواب يقنعك وترضاه، تكسر التي في كمّك وترمي بها فبقي الخارجيّ متحيّراً وأخرج المُدية وكسرها، ثمّ قال له: أخبرني عن دخولك لهذا الطاغية فيما دخلت له وهم عندك كفّار! وأنت ابن رسول اللّه ماحملك علي هذا؟ فقال له أبو الحسن ( عليه السلام ) : أرأيت هؤلاء أكفر عندك أم عزيز مصر وأهل مملكته؟ أليس هؤلاء علي حال يزعمون أنّهم موحّدون وأولئك لم يوحّدوا اللّه ولم يعرفوه؟ ويوسف بن يعقوب نبيّ ابن نبيّ، ابن نبيّ يسأل العزيز وهو كافر فقال: ( قَالَ اجْعَلْنِي عَلَي خَزَآلِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ) ، وكان يجلس مجالس الفراعنة، وإنّما أنا رجل من ولد رسول اللّه ) ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يوسف: 55/12. )
أجبرني علي هذا الأمر وأكرهني عليه ما الذي أنكرت ونقمت عليّ.
فقال: لا عتب عليك، إنّي أشهد أنّك ابن نبيّ اللّه وأنّك صادق.
( الخرائج والجرائح: 766/2 ح 86. عنه البحار: 55/49 ح 67، ووسائل الشيعة: 206/17 ح 22353، مختصراً، ونور الثقلين: 433/2 ح 101، وإثبات الهداة: 303/3 ح 149، مختصراً.
الصراط المستقيم: 198/2 ح 20، مختصراً وبتفاوت.
قطعة منه في (سورة يوسف: 55/12). )

26 - الراونديّ : روي عن أحمد بن عمر، قال: خرجت إلي الرضا ( عليه السلام ) وامرأتي حبلي، فقلت له: إنّي خلّفت أهلي وهي حامل، فادع اللّه أن يجعله ذكراً؟
فقال ( عليه السلام ) لي: هو ذكر فسمّه عمر.
فقلت: نويت أن أُسمّيه عليّاً وأمرت الأهل به!
قال ( عليه السلام ) : سمّه عمر.
فوردت الكوفه وقد ولد ابن لي وسمّي عليّاً، فسمّيته عمر.
فقال لي جيراني: لانصدّق بعدها بشي ء ممّا كان يحكي عنك.
فعلمت أنّه كان أنظر لي من نفسي.
( الخرائج والجرائح: 361/1 ح 16. عنه البحار: 52/49 ح 55.
الثاقب في المناقب: 214 ح 187. عنه مدينة المعاجز: 237/7 ح 2291.
الصراط المستقيم: 197/2 ح 12، بتفاوت واختصار.
يأتي الحديث أيضاً في (تسميته ( عليه السلام ) الصبيان في الأرحام). )

27 - الراونديّ : روي إسماعيل بن أبي الحسن قال: كنت مع ال رضا ( عليه السلام ) وقد مال بيده علي الأرض كأنّه يكشف شيئاً، فظهرت سبائك ذهب، ثمّ مسح بيده عليها فغابت.
فقلت في نفسي: لو أعطاني واحدة منها.
قال ( عليه السلام ) : لا، إنّ هذا الأمر لم يأت وقته.
( الخرائج والجرائح: 340/1 ح 4.
يأتي الحديث أيضاً في رقم 485. )

28 - الحافظ رجب البرسي: إنّ الرضا ( عليه السلام ) قال يوماً في مجلسه: لا إله إلّااللّه مات فلان، ثمّ صبر هنيئة، وقال: لا إله إلّا اللّه غلّ وكفّر، وحمل إلي حفرته، ثمّ صبر هنيئة وقال: لا إله إلاّ اللّه، وضع في قبره، وسئل عن ربّه فأجاب، ثمّ سئل عن نبيّه فأقرّ، ثمّ سئل عن إمامه فأخبر، وعن العترة فعدّهم، ثمّ وقف عندي فما باله وقف، وكان الرجل واقفيّاً.
( مشارق أنوار اليقين: 96 س 16. عنه إثبات الهداة: 305/3 ح 154، ومدينة المعاجز: 232/7 ح 2285، والبحار: 71/49 ضمن ح 95.
يأتي الحديث أيضاً في (السؤال في القبر) و(عذاب الواقفة في القبر). )

29 - ابن شهرآشوب : في الروضة قال عبد اللّه بن إبراهيم الغفّاريّ في خبر طويل: إنّه ألحّ عليّ غريم لي وآذاني، فلمّا مضي عنّي مررت ( استظهر السيّد الخوئيّ باتّحاده مع عبد اللّه بن إبراهيم الأنصاريّ، معجم رجال الحديث: 80/10 رقم 6644.
وعدّه الكشّيّ في رجاله من أصحاب الرضا7، قائلاً: ما روي في أبي محمّد الأنصاريّ من أصحاب الرضا7، رجال الكشّيّ: 612، رقم 1140. )

من وجهي إلي صريا ليكلّمه أبو الحسن ( عليه السلام ) في أمري فدخلت عليه فإذا المائدة بين يديه فقال لي: كل، فأكلت فلمّا رفعت المائدة أقبل يحادثني، ثمّ قال: ارفع ما تحت ذاك المصلّي فإذا هي ثلاثمائة دينار وتزيد فإذا فيها دينار مكتوب عليه ثابت فيه: «لا إله إلّا اللّه، محمّد رسول اللّه، صلّي اللّه عليه وآله وعلي أهل بيته» من جانب، وفي الجانب الآخر: إنّا لم ننساك فخذ هذه الدنانير فاقض بها ( في البحار: لم ننسك. )
دينك، وأنفق ما بقي علي عيالك.
( المناقب لابن شهرآشوب: 337/4 س 21. عنه البحار: 58/49 ضمن ح 74، ومدينة المعاجز: 226/7 ح 2279.
قطعة منه في (أداء دين المديون). )


الثاني - علمه ( عليه السلام ) بما في الأرحام:
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...الحسين بن سعيد قال: كنت أنا وابن غيلان المدائني، دخلنا علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) فقال له ابن غيلان:...أصلحك اللّه، إنّي خلّفت امرأتي وبها حبل، فادع اللّه أن يجعله غلاماً.
فأطرق إلي الأرض طويلاً، ثمّ رفع رأسه فقال له: سمّه عليّاً، فإنّه أطول لعمره.
فدخلنا مكّة فوافانا كتاب من المدائن: إنّه قد ولد له غلام.
( الكافي: 11/6 ح 2.
يأتي الحديث بتمامه في ف 1 - 5 رقم 1647. )

2 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر ال همدانيّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عبد اللّه بن محمّد الهاشميّ قال: دخلت علي المأمون يوماً فأجلسني وأخرج من كان عنده ثمّ دعا بالطعام، فطعمنا ثمّ طيّبنا، ثمّ أمر بستارة فضربت، ثمّ أقبل علي بعض من ( الستارة: ما يُستر به. القاموس المحيط: 65/2. )
كان في الستارة فقال: باللّه! لمّا رثيت لنا مَن بطوس،
فأخذت أقول:
( في المصدر: يقول، والصحيج ما أثبتناه. )
سقيا بطوس ومن أضحي بها قطنا
من عترة المصطفي أبقي لنا حزنا
( في البحار والمدينة: لطوس. )
قال: ثمّ بكي وقال لي: يا عبد اللّه! أيلومني أهل بيتي وأهل بيتك إن نصبت أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) علماً، فواللّه! لأُحدّثك بحديث تتعجّب منه، جئته يوماً فقلت له: جعلت فداك! إنّ آبائك موسي بن حعفر، وجعفر بن محمّد، ومحمّد بن عليّ، وعليّ بن الحسين ( عليهم السلام ) : ، كان عندهم علم ما كان وما هو كائن إلي يوم القيامة، وأنت وصيّ القوم ووارثهم، وعندك علمهم، وقد بدت لي إليك حاجة.
قال: هاتها، فقلت: هذه الزاهريّة خطّتني، ولا أقدم عليها من جواريّ قد ( في البحار والمدينة، وإثبات الهداة: حظيّتي. )
حملت غير مرّة وأسقطت، وهي الآن حامل، فدلّني علي ما نتعالج به فتسلم.
فقال: لاتخف من إسقاطها، فإنّها تسلم وتلد غلاماً أشبه الناس بأُمّه، ويكون له خنصر زائدة في يده اليمني ليست بالمدلاة، وفي رجله اليسري خنصر زائدة ( الخِنْصَِرْ: الاصبع الصغري. المعجم الوسيط: 259. )
( في هامش العيون: أي غير مرسلة بل مستقيمة. )
ليست بالمدلاة.
فقلت في نفسي: أشهد أنّ اللّه علي كلّ شي ء قدير، فولدت الزاهريّة غلاماً أشبه الناس بأُمّه، في يده اليمني خنصر زائدة ليست بالمدلاة، وفي رجله اليسري خنصر زائدة ليست بالمدلاة علي ما كان وصفه لي الرضا ( عليه السلام ) ، فمن يلومني علي نصبي إيّاه علماً!
والحديث فيه زيادة حذفناها، ولا حول ولا قوّه إلّا باللّه العليّ العظيم.
( لعلّ الزيادة التي حذفها الصدوق ما أوره الشيخ في الغيبة بأنّه لمّا قال له الرضا ( عليه السلام ) : لاتخش من سقطها...فقال المأمون في نفسه: هذه واللّه فرصة إن لم يكن الأمر علي ما ذكر خلعته، فلم أزل أتوقّع أمرها حتّي أدركها المخاض، فقلت للقيّمة: إذا وضعت فجيئيني بولدها ذكراً كان أو أنثي، فما شعرت إلّا بالقيّمة وقد أتتني (بالغلام) كما وصفه زائد اليد والرجل، كأنّه كوكب درّيّ، فأردت أن أخرج من الأمر يومئذ، وأسلّم ما في يدي إليه، فلم تطاوعني نفسي، لكنّي دفعت إليه الخاتم.
فقلت: دبّر الأمر فليس عليك منّي خلاف، وأنت المقدّم، وباللّه أن لو فعل لفعلت. )

( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 223/2 ح 44. عنه مدينة المعاجز: 93/7 ح 2197، والبحار: 29/49 ح 2، وحلية الأبرار: 215/4 ح 7، قطعة منه، و344 ح 2، قطعة منه. عنه وعن الغيبة، إثبات الهداة: 276/3 ح 81.
غيبة الطوسيّ: 74 ح 81، بتفاوت وزيادة التي حذفها الصدوق. عنه وعن المناقب، البحار: 306/49 ح 16.
الثاقب في المناقب: 486 ح 415، كما في الغيبة. عنه مدينة المعاجز: 95/7 ح 2198.
المناقب لابن شهرآشوب: 333/4 س 9، عن كتاب الجلاء والشفاء، قطعة منه وبتفاوت. عنه مدينة المعاجز: 97/7 ح 2199.
الخرائج والجرائح: 660/2 ح 2، مختصراً.
الصراط المستقيم: 198/2 ح 18، قطعة منه مرسلاً.
قطعة منه في (أحواله ( عليه السلام ) مع المأمون) و(ولاية عهده ( عليه السلام ) للمأمون). )


الثالث - علمه ( عليه السلام ) بالوقائع الحاليّة:
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبي قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن محمّد بن عيسي بن عبيد، عن أبي علي الحسن بن راشد قال: قدمت علي أحمال وأتاني رسول الرضا ( عليه السلام ) قبل أن أنظر في الكتب، أو أوجّه بها إليه، فقال لي: يقول الرضا ( عليه السلام ) : سرّح إليّ بدفتر، ولم يكن لي في منزلي دفتر أصلاً.
قال: فقلت: فأطلب ما لا أعرف بالتصديق له، فلم أجد شيئاً ولم أقع علي شي ء، فلمّا ولّي الرسول قلت: مكانك، فحللت بعض الأحمال فتلقّاني دفتر لم أكن علمت به إلّا أنّي علمت أنّه لم يطلب إلّا الحقّ، فوجّهت به إليه.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 221/2 ح 40. عنه مدينة المعاجز: 89/7 ح 2192، والبحار: 42/49 ح 32، وإثبات الهداة: 275/3 ح 77.
بصائر الدرجات: الجزء الخامس 269 ح 15.
الخرائج والجرائح: 720/2 ح 24. )

2 - الحضينيّ : عن محمّد بن موسي القمّيّ، عن إبراهيم بن زيد السامريّ، عن جعفر بن محمّد بن يونس، قال: دفع سيّدنا أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) إلي مولي له حماراً بالمدينة وقال: تبيعه بعشرة دنانير، ولاتنقصها شيئاً، فعرضه المولي، فأتاه رجل من أهل خراسان من الحاجّ فقال له: معي ثمانية دنانير، ما أملك غيرها، (فبعني هذا الحمار، فقال: إنّي أمرت أن لاأنقصه من العشرة دنانير شيئاً) فقال له: ارجع لمولاك إن شئت، لعلّه يأذن لك في بيعه بهذه ( ما بين المعقوفتين أثبتناه من المدينة. )
الثمانية الدنانير، فرجع المولي إليه، فأخبره بخبر الخراسانيّ فقال له: قل له إن قبلت منّا الدينارين صلة، أخذنا منك الثمانية.
فقلت له، فقال: قد قبلت، فسلّمت إليه، وحجّ أبو الحسن معه، فلمّا كنّا في بعض المنازل في المنصرف، وإذا أنا بصاحب الحمار يبكي.
فقلت له: ما لك؟!
قال: سرق حماري، وعليه الخرج، وفيه نفقتي وثيابي، وليس معي شي ء إلّا ماتري.
فأخبرت أبا الحسن ( عليه السلام ) : أنّ هذا صاحب الحمار الذي اشتراه، ذكر من قصّته كذا وكذا.
فقال أبو الحسن: أعطه عشرين درهماً وقل له: إذا قدمت المدينة فالقنا.
قال: فمضينا، فلمّا كنّا في أوائل المدينة بعد رجوعنا من مكّة، نظر أبو الحسن إلي قوم متنكّبين عن الطريق، فأشار إليهم وقال: سارق الحمار معهم، والحمار معه، والرجل ما أحدث فيه حدثاً، فامض إليه وقل له: يقول لك عليّ بن موسي: إمّا أن تردّ الحمار وما كان عليه، وإلّا رفعت أمرك إلي السلطان، فأتيته فقلت له ما قال.
قال سارق الحمار: يجعل عهداً وذمّة أن لا يدلّ عليّ، وأردّ الحمار، وما عليه الخرج، وقدم صاحب الحمار فقال: هذا حمارك وما عليه، فانظر فإنّك لاتفقد منه شيئاً من متاعك، فنظر وقال: جعلني اللّه فداك، ما فقدت من متاعي قليلاً ولاكثيراً.
( الهداية الكبري: 289 س 23. عنه مدينة المعاجز: 253/7 ح 2305.
قطعة منه في (إعطاؤه ( عليه السلام ) النفقه لمن سرق نفقته في المنصرف من الحجّ)، (حجّه ( عليه السلام ) ) و(مركبه ( عليه السلام ) ). )

3 - حسين بن عبد الوهّاب : روي عن الحسن بن عليّ الوشّاء المعروف بابن ابنة إلياس، قال: شخصت إلي خراسان ومعي حلل وشي ء ( الحُلّة ج حُلل: الثوب الجَيّد الجديد غليظاً أورقيقاً. المعجم الوسيط: 194. )
( في دلائل الإمامة: حُلّة وَشي، وفي مدينة المعاجز: حُلّة وهي حَبَرَة، )
للتجارة، فوردت مدينة مرو ليلاً وكنت أقول بالوقف علي موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) ، فوافق موضع نزولي غلام أسود كأنّه من أهل المدينة فقال لي: يقول لك سيّدي: وجّه إليّ بالحَبِرَة التي معك لأكفّن بها مولي لنا قد توفّي.
( الحَِبرَة: ثوب من قطن أو كتّان مخطّط، كان يُصنع باليمن. المعجم الوسيط: 151. )
فقلت له: ومن سيّدك؟
قال ( عليه السلام ) : عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) .
فقلت: ما معي حبرة ولاحلّة إلّا وقد بعتها في الطريق، فمضي ثمّ عاد إليّ فقال لي: بلي، قد بقيت الحبرة قبلك.
فقلت له: إنّي ما أعلمها معي.
فمضي وعاد الثالثة فقال: هي في عرض السفط الفلاني.
فقلت في نفسي: إن صحّ قوله فهي دلالة، وكانت ابنتي قد دفعت لي حبرة وقالت: ابتع لي بثمنها شيئاً من الفيروزج والسبح من خراسان، ونسيتها.
فقلت لغلامي: هات هذا السفط الذي ذكره، فأخرجه إليّ وفتحته فوجدت الحبرة في عرض ثياب فيه، فدفعتها إليه وقلت: لا آخذ لها ثمناً، فعاد إليّ وقال: تهدي ما ليس لك، دفعتها إليك ابنتك فلانة، وسألتك بيعها وأن تبتاع لها بثمنها فيروزجاً وسبحاً، فابتع لها بهذا ما سألت، ووجّه مع الغلام الثمن الذي يساوي الحبرة بخراسان.
فعجبت ممّا ورد عليّ وقلت: واللّه لأكتبنّ له مسائل أنا شاكّ فيها، ولأمتحننّه بمسائل سئل أبوه ( عليه السلام ) عنها، وأثبتّ تلك المسائل في درج، وعدت إلي بابه، والمسائل في كمّي ومعي صديق لي مخالف لايعلم شرح هذا الأمر، فلمّا وافيت بابه رأيت العرب والقوّاد والجند يدخلون إليه، فجلست ناحية داره وقلت في نفسي: متي أنا أصل إلي هذا، وأنا متفكّر وقد طال قعودي وهممت بالانصراف، إذ خرج خادم يتصفّح الوجوه ويقول: أين ابن ابنة إلياس الفسويّ؟
فقلت: ها أنا ذا، فأخرج من كمّه درجاً وقال: هذا جواب مسائلك وتفسيرها، ففتحته وإذا فيها المسائل التي في كمّي وجوابها وتفسيرها.
( في المصدر: في كمّه، وهو غلط. )
فقلت: أُشهد اللّه ورسوله علي نفسي أنّك حجّة اللّه، وأستغفر اللّه وأتوب إليه وقمت.
فقال لي رفيقي: إلي أين تسرع؟
فقلت: قد قضيت حاجتي في هذا الوقت وأنا أعود للقائه بعد هذا.
( عيون المعجزات: 111 س 15. عنه وعن المناقب، البحار: 69/49 ح 93.
غيبة الطوسي: 72 ح 77، مختصراً وبتفاوت. عنه إثبات الهداة: 294/3 ح 119.
إثبات الوصيّة: 213 س 15، بتفاوت.
إعلام الوري: 53/2 س 5، قطعة منه، وفيه: الحاكم الموفّق بن عبد اللّه العارف النوقاني، قال: أخبرنا الحسن بن أحمد بن محمّد السمرقنديّ المحدّث، قال: أخبرنا محمّد بن أبي عليّ الصفّار، قال: أخبرنا أبو سعد الزاهد، قال: أخبرنا عبد العزيز بن محمّد عبد ربّه الشيرازي بمصر، قال: حدّثنا عمر بن محمّد بن عراك، قال: حدّثنا عليّ بن محمّد الشيرواني، قال: حدّثنا عليّ بن أحمد الوشّاء الكوفيّ قال: خرجت ... . عنه مدينة المعاجز: 115/7، ح 2219. إثبات الهداة: 297/3 ح 132. عنه وعن المناقب، البحار: 70/49 س 16، مثله.
كشف الغمّة: 301/2 س 3، مختصراً وبتفاوت، و312 س 23، قطعة منه.
المناقب لابن شهرآشوب: 336/4 س 20، مختصراً بتفاوت، و341 س 23 قطعة منه. عنه مدينة المعاجز: 117/7 ح 2221.
مجمع البيان: 205/3 س 19، أشار إلي مضمونه. عنه نور الثقلين: 407/2 س 7، وإثبات الهداة: 297/3 ح 131.
دلائل الإمامة: 374 ح 337. عنه مدينة المعاجز: 117/7 ح 2222.
الثاقب في المناقب: 479/2 ح 406. عنه مدينة المعاجز: 119/7 ح 2223.
الهداية الكبري: 291 س 1، قطعة منه. عنه مدينة المعاجز: 255/7 ح 2306.
قطعة منه في (غلامه ( عليه السلام ) ) و(إرشاد الرجل الواقفيّ علي يديه) و(كتابه ( عليه السلام ) إلي الحسن بن عليّ الوشّاء). )


الرابع - علمه ( عليه السلام ) بالوقائع الآتية:
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس النيسابوريّ العطّار بنيسابور سنة إثنين وخمسين وثلاثمائة قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن قتيبة، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن يحيي، عن محمّد بن يعفور البلخيّ، عن موسي بن مهران قال: سمعت جعفر بن يحيي يقول: سمعت عيسي ( في البحار والمدينة وإثبات الهداة: محمّد بن أبي يعقوب البلخي. )
بن جعفر يقول لهارون حيث توجّه من الرقّة إلي مكّة: اذكر يمينك التي حلفت بها في آل أبي طالب، فإنّك حلفت إن ادّعي أحد بعد موسي الإمامة ضربت عنقه صبراً، وهذا عليّ ابنه يدّعي هذا الأمر، ويقال فيه ما يقال في أبيه، فنظر إليه مغضباً فقال: وماتري؟ تريد أن أقتلهم كلّهم.
قال موسي بن مهران: فلمّا سمعت ذلك صرت إليه فأخبرته، فقال ( عليه السلام ) : مإايف ز لي ولهم! لا يقدرون إليّ علي شي ء.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 225/2 ح 3. عنه مدينة المعاجز: 105/7 ح 2209، والبحار: 113/49 ح 1، وإثبات الهداة: 277/3 ح 85، قطعة منه. )
2 - الشيخ الصدوق : حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس، عن أبيه، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن الحسين بن موسي قال: خرجنا مع ( في الخرائج: الحسن. )
أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) إلي بعض أملاكه في يوم لا سحاب فيه، فلمّا برزنا قال: حملتم معكم المماطر؟
( المِمطَر والمِمطَرة: ثوب صوف يُتوقّي من المطر. القاموس المحيط: 190/2. )
قلنا: لا، وما حاجتنا إلي المماطر، وليس سحاب ولا نتخوّف المطر. فقال ( عليه السلام ) : لكنّي حملته وستمطرون.
( في كشف الغمّة: لكنّي قد حملته. )
قال: فما مضينا إلّا يسيراً حتّي ارتفعت سحابة ومطرنا حتّي أهمّتنا أنفسنا، فما بقي منّا أحد إلّا ابتلّ.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 221/2 ح 37. عنه مدينة المعاجز: 87/7 ح 2188. عنه وعن الخرائج وكشف الغمّة، البحار: 41/49 ح 29.
إعلام الوري: 61/2 س 4.
المناقب لابن شهرآشوب: 341/4 س 12، أورد مضمونه.
كشف الغمّة: 303/2 س 23. عنه وعن العيون، إثبات الهداة: 274/3 ح 74.
الصراط المستقيم: 196/2 ح 7، أورد مضمونه.
الخرائج والجرائح: 357/1 ح 10. )

3 - الحضينيّ : الحسن بن إبراهيم، عن جابر بن خالد البزّاز الكوفيّ، قال: سألت الحسين بن الحسن بن موسي، هل تروي عن أخيك الرضإايق شيئاً؟
قال: أُحدّثك عنه بثلاثة أشياء رأيتها منه: خرجنا معه في يوم صائف شديد الحرّ، إلي بعض الأماكن فقال لنا في الطريق: حملتم مماطر؟
فقلت: جعلت فداك، وما حاجتنا إليها في هذا القيظ الشديد؟ والناس قد ( القيظ: شدّة الحرّ. المصباح المنير: 521. )
ماتوا بالحرّ.
فقال ( عليه السلام ) : لكنّني حملت ممطري، فما سرنا إلّا يسيراً حتّي نشأت سحابة، فجاء منها من المطر شي ء عظيم، فما بقي منّا أحد إلّا تبلّلت ثيابه.
وإنّا خلونا معه، وعنده جماعة من سماتنا أهل البيت بالمدينة، فمرّ علينا جعفر بن عمر الذي غلب علي المدينة، فرأيناه رثّ البزّة جدّاً، فضحكنا منه.
( البَزّة: نوع من الثياب. المصباح المنير: 47. )
فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : تضحكون من رثاثة بزّة جعفر؟!
فقلنا: نعم، يا سيّدنا!
فقال: عن قريب ترونه عظيم الموكب، جليل البزّة.
قال الحسين: فما مضي لذلك إلّا أيّام يسيرة، حتّي غلب جعفر علي المدينة، فكان يمرّ بنا في موكب عظيم، وبزّة جليلة كما قال أخي.
وأتي أقوام من أهل مصر، فاستأذنوه في الزراعة في عامهم ذلك.
فقال: لاتزرعوا في عامكم هذا فتدمّروا، وأخبروا أهل مصر فزرع قوم وأمسك آخرون، فأصابتهم الآفة فذهب زرعهم.
فقال لهم: ألم أنهكم عن الزراعة في عامكم هذا؟
فكان هذا ممّا رأيت وسمعت.
( الهداية الكبري: 289 س 6.
قطعة منه في (إخباره بالوقائع الآتية). )

4 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسي، عن يونس، عمّن ذكره قال: قيل للرضا ( عليه السلام ) : إنّك تتكلّم بهذا الكلام، والسيف يقطر دماً؟
فقال ( عليه السلام ) : إنّ للّه وادياً من ذهب حماه بأضعف خلقه النمل، فلو رامه البخاتيّ لم تصل إليه.
( البُخت: الإبل الخراسانيّة، واحدها بُختيّ (ج) بَخاتيّ. المعجم الوسيط: 41. )
( الكافي: 59/2 ح 11. عنه البحار: 116/49 ح 8، و186/57 ح 17، و158/67 ح 16، ووسائل الشيعة: 203/15 ح 20284، وإثبات الهداة: 252/3 ح 21، والوافي: 272/4 ح 1930.
قطعة منه في (أحواله مع هارون). )

5 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...الحسين بن بشّار، قال: كتب ابن قياما إلي أبي الحسن ( عليه السلام ) كتاباً يقول فيه: كيف تكون إماماً، وليس لك ولد؟
فأجابه أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) شبه المغضب: وما علمك أنّه لا يكون لي ولد؟ واللّه! لا تمضي الأيّام واللياليّ حتّي يرزقني اللّه ولداً ذكراً، يفرّق به بين الحقّ والباطل.
( الكافي: 320/1، ح 4.
يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2460. )

6 - الحميريّ : حدّثني محمّد بن عيسي قال: أتيت - أنا ويونس بن عبد الرحمن - باب الرضا ( عليه السلام ) ...فقال له يونس: يا سيّدي إنّ عمّك زيداً قد خرج بالبصرة وهو يطلبني، ولاآمنه علي نفسي، فماتري لي، اخرج إلي البصرة، أو اخرج إلي الكوفة؟
قال ( عليه السلام ) : بل اخرج إلي الكوفة، فإذاً فصر إلي البصرة.
قال: فخرجنا من عنده ولم نعلم معني «فإذا» حتّي وافينا القادسيّة، حتّي جاء الناس منهزمين يطلبون يدخلون البدو، وهزم أبو السرايا ودخل برقة الكوفة، واستقبلنا جماعة من الطالبيّين بالقادسيّة متوجّهين نحو الحجاز، فقال لي يونس: «فإذا» هذا معناه، فصار من الكوفة إلي البصرة ولم يبدأه بسوء.
( قرب الإسناد: 345 ح 1253.
يأتي الحديث بتمامه في ف 1 - 5 رقم 1559. )

7 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر ال همدانيّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن صفوان بن يحيي قال: كنت عند الرضا ( عليه السلام ) فدخل عليه الحسين بن خالد الصيرفيّ فقال له: جعلت فداك، إنّي أُريد الخروج إلي الأعوض.
( الأعوَض: موضع بالمدينة. هامش العيون. )
فقال ( عليه السلام ) : حيث ما ظفرت بالعافية فالزمه فلم يقنعه ذلك، فخرج يريد الأعوض فقطع عليه الطريق، وأخذ كلّ شي ء كان معه من المال.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 229/2 ح 1. عنه مدينة المعاجز: 122/7 ح 2226، والبحار: 45/49 ح 39، وإثبات الهداة: 280/3 ح 94. )
8 - ابن حمزة الطوسيّ : عن بكر بن صالح، قال: قلت للرضا صلوات اللّه عليه: امرأتي أُخت محمّد بن سنان بها حبل، فادع اللّه تعالي أن يجعله ذكراً.
قال ( عليه السلام ) : هما اثنان.
فقلت في نفسي: محمّد وعليّ، فدعاني بعد انصرافي فقال: سمّ واحداً عليّاً، والأخري أُمّ عمرو.
فقدمت الكوفة وقد ولد لي غلام وجارية في بطن واحد، فسمّيت كما أمرني، فقلت لأُمّي: ما معني أُمّ عمرو؟
فقالت: إنّ أُمّي كانت تُدعي أُمّ عمرو.
( الثاقب في المناقب: 214 ح 188. عنه مدينة المعاجز: 238/7 ح 2292.
الخرائج والجرائح: 362/1 ح 17. عنه البحار: 52/49 ح 56.
الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: 246 س 8، بتفاوت. عنه إثبات الهداة: 316/3 س 22، وإحقاق الحقّ: 366/12 س 1.
نور الأبصار: 323 س 11، وفيه: عن جعفر بن صالح.
كشف الغمّة: 305/2 س 10. عنه إثبات الهداة: 306/3 ح 161.
الصراط المستقيم: 197/2 ح 13، مختصراً.
قطعة منه في (تسميته 7 تسميته ( عليه السلام ) الصبييان في الأرحام). )

9 - الراونديّ : روي الحسن بن سعيد، عن الفضل بن يونس قال: خرجنا نريد مكّة، فنزلنا المدينة وبها هارون الرشيد يريد الحجّ، فأتاني ال رضا ( عليه السلام ) - وقد حضر غدائي وعندي قوم من أصحابنا - فدخل الغلام فقال: بالباب رجل يكنّي أباالحسن يستأذن عليك.
فقلت: إن كان الذي أعرف، فأنت حرّ، فخرجت فإذا أنا بالرضا ( عليه السلام ) ، فقلت: انزل، فنزل حتّي دخل.
ثمّ قال ( عليه السلام ) لي بعد الطعام: يا فضل! إنّ أميرالمؤمنين كتب للحسين بن زيد بعشرة آلاف دينار، وكتب بها إليك، فادفعها إلي الحسين.
قال: قلت: واللّه! ما لهم عندي قليل ولا كثير، فإن أخرجتها من عندي ذهبت، فإن كان لك في ذلك رأي فعلت.
فقال: يا فضل! ادفعها إليه، فإنّه سيرجع إليك قبل أن تصير إلي منزلك. (فدفعتهإألاًك ظلاً إليه، قال: فرجعت إليّ) كما قال.
( الخرائج والجرائح: 368/1 ح 26. عنه إثبات الهداة: 302/3 ح 143، والبحار: 54/49 ح 64، ومدينة المعاجز: 217/7 ح 2268. )
10 - الراونديّ : روي صفوان بن يحيي قال: كنت مع الرضا ( عليه السلام ) بالمدينة فمرّ مع قوم بقاعد فقال: هذا إمام الرافضة.
فقلت له ( عليه السلام ) : أما سمعت ما قال هذا القاعد؟
قال ( عليه السلام ) : نعم، أما إنّه مؤمن مستكمل الإيمان.
فلمّا كان بالليل دعا عليه فاحترق دكّانه، ونهب السرّاق ما بقي من متاعه، فرأيته من الغد بين يدي أبي الحسن ( عليه السلام ) خاضعاً مستكيناً، فأمر له بشي ء.
ثمّ قال: يا صفوان! أما إنّه مؤمن مستكمل الإيمان، وما يصلحه غير مارأيت.
( الخرائج والجرائح: 370/1 ح 28. عنه البحار: 55/49 ح 66.
يأتي الحديث أيضاً في (استجابة دعائه) و(إنفاقه ( عليه السلام ) ). )

11 - السيّد ابن طاووس : روينا بإسنادنا إلي عبد اللّه بن جعفر الحميريّ، في كتاب دلائل الرضا ( عليه السلام ) ، بإسناد الحميريّ إلي سليمان الجعفريّ، إلي أبي الحسن الرضا صلوات اللّه عليه قال: كنت معه وهو يريد بعض أمواله، فأمر غلاماً له يحمل له قباءً، فعجبت من ذلك وقلت: ما يصنع به!
فلمّا صرنا في بعض الطريق، نزلنا إلي الصلاة، وأقبلت السماء، فألقوا القباء عليّ وعليه، وخرّ ساجداً فسجدت معه، ثمّ رفعت رأسي، وبقي ساجداً، فسمعته يقول: يا رسول اللّه! يا رسول اللّه! فكفّ المطر.
( الأمان من أخطار الأسفار والأزمان: 128 س 21. عنه البحار: 259/73 ح 53.
قطعة منه في (صلاته ( عليه السلام ) ) و(توسّله برسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) لكفّ المطر). )


الخامس - علمه ( عليه السلام ) بالوقائع العامّة:
1 - الشيخ الصدوق :...أبو أحمد عبد اللّه بن عبد الرحمن المعروف بالصفوانيّ قال: قد خرجت قافلة من خراسان إلي كرمان فقطع اللصوص عليهم الطريق وأخذوا منهم رجلاً اتّهموه بكثرة المال فبقي في أيديهم مدّة يعذّبونه ليفتدي منهم نفسه، وأقاموه في الثلج وملؤوا فاه من ذلك الثلج، فشدّوه فرحمته امرأة من نسائهم فأطلقته وهرب، فانفسد فمه ولسانه حتّي لم يقدر علي الكلام، ثمّ انصرف إلي خراسان وسمع بخبر عليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) وأنّه بنيسابور، فرأي فيما يري النائم كأنّ قائلاً يقول له: إنّ ابن رسول ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قد ورد خراسان فسله عن علّتك فربما يعلمك دواء تنتفع به.
قال: فرأيت كأنّي قد قصدته ( عليه السلام ) وشكوت إليه ما كنت دفعت إليه، وأخبرته بعلّتي فقال لي: خذ من الكمون والسعتر والملح، ودقّه وخذ منه في فمك مرّتين أو ثلاثاً، فإنّك تعافي.
فانتبه الرجل من منامه ولم يفكّر فيما كان رأي في منامه ولا أعتدّ به حتّي ورد باب نيسابور، فقيل له: إنّ عليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) قدارتحل من نيسابور وهو برباط سعد فوقع في نفس الرجل أن يقصده ويصف له أمره ليصف له ما ينتفع به من الدواء، فقصده إلي رباط سعد فدخل إليه فقال له: يا ابن رسول اللّه! كان من أمري كيت وكيت، وقد انفسد عليّ فمي ولساني حتّي لا أقدر علي الكلام إلّا بجهد فعلّمني دواء أنتفع به.
فقال الرضا ( عليه السلام ) : ألم أعلّمك؟ اذهب فاستعمل ما وصفته لك في منامك.
فقال له الرجل: يا ابن رسول اللّه! إن رأيت أن تعيده عليّ.
فقال ( عليه السلام ) لي: خذ من الكمّون والسعتر والملح فدقّه وخذ منه في فمك مرّتين أو ثلاثاً فإنّك ستعافي.
قال الرجل: فاستعملت ما وصف لي فعوفيت....
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 211/2 ح 16.
يأتي الحديث بتمامه في ف 7 رقم 2329. )


(ج) - إخباره ( عليه السلام ) بالمغيبات
وفيه سبعة أمور

الأوّل - إخباره بما في الضمائر:
1 - الصفّار :...أحمد بن الحلال قال: سمعت الأخرس بمكّة يذكر الرضا ( عليه السلام ) فنال منه، قال: فدخلت مكّة، فاشتريت سكّيناً فرأيته فقلت: واللّه لأقتلنّه إذا خرج من المسجد
فأقمت علي ذلك فما شعرت إلّا برقعة أبي الحسن ( عليه السلام ) :
بسم اللّه الرحمن الرحيم، بحقّي عليك لمّا كففت عن الأخرس، فإنّ اللّه ثقتي، وهو حسبي.
( بصائر الدرجات، الجزء الخامس: 272 ح 6.
يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2413. )

2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : ... عليّ بن محمّد القاسانيّ قال: أخبرني بعض أصحابنا أنّه حمل إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) مالاً له خطر فلم أره سرّ به.
قال: فاغتممت لذلك وقلت في نفسي: قد حملت هذا المال ولم يسرّ به.
فقال: يا غلام! الطست والماء.
قال: فقعد علي كرسيّ، وقال بيده (وقال) للغلام: صبّ عليّ الماء.
قال: فجعل يسيل من بين أصابعه في الطست ذهب، ثمّ التفت إليّ فقال لي: من كان هكذا، لايبالي بالذي حملته إليه.
( الكافي: 491/1 ح 10.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 486. )

3 - الشيخ الصدوق :...الحسن بن عليّ الوشّاء قال: كنت كتبت معي مسائل كثيرة قبل أن أقطع علي أبي الحسن ( عليه السلام ) ، وجمعتها في كتاب ممّا روي عن آبائه ( عليهم السلام ) : وغير ذلك، وأحببت أن أثبت في أمره وأختبره، فحملت الكتاب في كمّي وصرت إلي منزله، وأردت أن آخذ منه خلوة فأناوله الكتاب، فجلست ناحية وأنا متفكّر في طلب الإذن عليه، وبالباب جماعة جلوس يتحدّثون، فبينا أنا كذلك في الفكرة في الاحتيال للدخول عليه، إذ أنا بغلام قد خرج من الدار، في يده كتاب، فنادي أيّكم الحسن بن عليّ الوشّاء ابن بنت إلياس البغداديّ؟
فقمت إليه فقلت: أنا الحسن بن عليّ، فما حاجتك؟
فقال: هذا الكتاب أُمرت بدفعه إليك، فهاك خذه، فأخذته، وتنحّيت ناحية فقرأته، فإذاً واللّه فيه جواب مسألة مسألة، فعند ذلك قطعت عليه، وتركت الوقف.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 228/2 ح 1.
يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2448. )

4 - الشيخ الصدوق :...الحسن بن عليّ الوشّاء قال: بعث إليّ أبوالحسن الرضا ( عليه السلام ) غلامه ومعه رقعة فيها: إبعث إليّ بثوب من ثياب موضع كذا، وكذا، من ضرب كذا.
فكتبت إليه وقلت للرسول: ليس عندي ثوب بهذه الصفة، وما أعرف هذإب ؤك ش الضرب من الثياب، فأعاد الرسول إليّ وقال: فاطلبه.
فأعدت إليه الرسول وقلت: ليس عندي من هذا الضرب شي ء، فأعاد إليّ الرسول: اطلبه، فإنّه عندك منه...فوجدته في سفط تحت الثياب كلّها فحملته إليه.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 229/2 ح 1.
يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2449. )

5 - الشيخ الصدوق :...عمير بن يزيد قال: كنت عند أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) فذكر محمّد بن جعفر بن محمّد ( عليهماالسلام ) فقال: إنّي جعلت علي نفسي، أن لا يظلّني وإيّاه سقف بيت.
فقلت في نفسي: هذا يأمرنا بالبرّ والصلة، ويقول هذا لعمّه، فنظر إليّ فقال: هذا من البرّ والصلة،....
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 204/2 ح 1.
تقدّم الحديث بتمامه في رقم 130. )

6 - الشيخ الصدوق : روي أنّه قصد الفضل بن سهل مع هشام بن إبراهيم، الرضا ( عليه السلام ) فقال له: ياابن رسول اللّه! جئتك في سرّ، فاخل لي المجلس، فأخرج الفضل يميناً مكتوبة بالعتق والطلاق، وما لا كفّارة له، وقالا له: إنّما جئناك لنقول كلمة حقّ وصدق، وقد علمنا أنّ الإمرة إمرتكم، والحقّ حقّكم يا ابن رسول اللّه! والذي نقوله بألسنتنا عليه ضمائرنا، وإلّا ينعتق ما نملك، والنساء طوالق، وعليّ ثلاثون حجّة راجلاً أنا، علي أن نقتل المأمون، ونخلّص لك الأمر، حتّي يرجع الحقّ إليك.
فلم يسمع منهما، وشتمهما ولعنهما، وقال لهما: كفرتما النعمة! فلا تكون لكما السلامة، ولا لي إن رضيت بما قلتما.
فلمّا سمع الفضل ذلك منه مع هشام، علما أنّهما أخطئا، فقصدا المأمون بعد أن قالا للرضا ( عليه السلام ) : أردنا بما فعلنا أن نجرّبك.
فقال لهما الرضا ( عليه السلام ) : كذبتما، فإنّ قلوبكما علي ما أخبرتماني به، إلّا أنّكما لم تجداني كما أردتما.
فلمّا دخلا علي المأمون قالا: يا أميرالمؤمنين! إنّا قصدنا الرضا ( عليه السلام ) وجرّبناه، وأردنا أن نقف ما يضمره لك ....
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 167/2 ح 30.
يأتي الحديث بتمامه في ف 3 رقم 767. )

7 - الشيخ الصدوق :...الحسن بن عليّ الوشّاء قال: سألني العبّاس بن جعفر بن محمّد بن الأشعث، أن أسأل الرضا ( عليه السلام ) أن يحرق كتبه إذا قرأها، مخافة أن تقع في يد غيره!
قال الوشّاء: فابتدأني ( عليه السلام ) بكتاب قبل أن أسأله أن يحرق كتبه، فيه: أعلم صاحبك، أنّي إذا قرأت كتبه إليّ حرّقتها.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 219/2 ح 33.
يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2473. )

8 - الراونديّ : روي عن محمّد بن الفضيل الصيرفيّ قال: دخلت علي الرضا ( عليه السلام ) فسألته عن أشياء، وأردت أن أسأله عن سلاح رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فأغفلته...فإذا رسول للرضا ( عليه السلام ) أتي، وكان معه رقعة فيها:
بسم اللّه الرحمن الرحيم...سلاح رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) عندي.
( الخرائج والجرائح: 663/2 ح 6.
يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2522. )

9 - الراونديّ :...الحسن بن عليّ بن يحيي قال: زوّدتني جارية لي ثوبين ملحّمين وسألتني أن أُحرم فيهما...فلمّا صرت بمكّة كتبت كتاباً إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، وبعثت إليه بأشياء كانت معي، ونسيت أن أكتب إليه أسأله عن المحرم هل يلبس الملحّم؟
فلم ألبث أن جاءني الجواب بكلّ ما سألته عنه....
( الخرائج والجرائح: 357/1 ح 11.
يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2446. )

10 - الراونديّ : إنّ أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطيّ قال: إنّي كنت من الواقفة علي موسي بن جعفر ( عليه السلام ) ، وأشكّ في الرضا ( عليه السلام ) ، فكتبت إليه أسأله عن مسائل ونسيت ما كان أهمّ (المسائل) إليّ، فجاء الجواب عن جميعها ثمّ قال ( عليه السلام ) : وقد نسيت ما كان أهمّ المسائل عندك.
فاستبصرت...ثمّ بعث إليّ مركوباً في آخر يوم، فخرجت إليه وصلّيت معه العشائين، وقعد يملي عليّ من العلوم إبتداءاً وأسأله فيجيبني إلي أن مضي كثير من الليل ثمّ قال للغلام: هات الثياب التي أنام فيها لينام أحمد البزنطيّ فيها.
قال: فخطر ببالي أن ليس في الدنيا من هو أحسن حالاً منّي، بعث الإمام بمركوبه إليّ، وقعد إليّ، ثمّ أمر لي بهذا الإكرام!
وكان ( عليه السلام ) قد اتّكأ علي يديه لينهض، فجلس وقال: يا أحمد! لاتفخر علي أصحابك بذلك....
( الخرائج والجرائح: 662/2 ح 5.
يأتي الحديث بتمامه في ف 3 رقم 644. )

11 - ابن شهرآشوب : سليمان الجعفريّ قال: كنت عند أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ...فقلت في نفسي: ينبغي أن يكونوا أنبياء، فترك الناس ثمّ التفت إليّ فقال: ياسليمان! إنّ الأئمّة حلماء، علماء، يحسبهم الجاهل أنبياء، وليسوا أنبياء.
( المناقب: 334/4 س 22.
يأتي الحديث بتمامه في ف 2 - 4 رقم 995. )

12 - الحافظ رجب البرسيّ: إنّ رجلاً من الواقفة جمع مسايل مشكلة في طومار، وقال في نفسه: إن عرف معناه فهو وليّ الأمر، فلمّا أتي الباب، وقف ليخفّ الناس من المجلس، فخرج إليه خادم وبيده رقعة فيها جواب مسألة بخطّ الإمام ( عليه السلام ) فقال له الخادم: أين الطومار؟ فأخرجه فقال له: يقول لك وليّ اللّه: هذا جواب ما فيه، فأخذه ومضي.
( مشارق أنوار اليقين: 96 س 11.
يأتي الحديث أيضاً في ف 8 رقم 2547. )

13 - المسعوديّ :...الفتح بن يزيد الجرجانيّ قال: ضمّني وأباالحسن ( عليه السلام ) الطريق... فلمّا كان في المنزل الآخر دخلت عليه وهو متّكي ء، وبين يديه حنطة مقلوّة يعبث بها، وقد كان أوقع الشيطان(لعنه اللّه) في خلدي أنّه لا ينبغي أن يأكلوا ولا يشربوا.
فقال ( عليه السلام ) : اجلس يا فتح! فإنّ لنا بالرسل أُسوة، كانوا يأكلون ويشربون ويمشون في الأسواق، وكلّ جسم متغذٍّ إلّا خالق الأجسام الواحد الأحد....
( إثبات الوصيّة: 235، س 3.
يأتي الحديث بتمامه في ف 1 - 4 رقم 805. )


الثاني - إخباره بالوقائع الماضية:
1 - الصفّار : حدّثنا معاوية بن حكم، عن سيلمان بن جعفر الجعفريّ قال: كنت عند أبي الحسن ( عليه السلام ) بالحمراء في مشربة مشرفة علي ( تأتي ترجمته في (وضوء الرضا7). )
البردة، والمائده بين أيدينا، إذا رفع رأسه فرأي رجلاً مسرعاً فرفع يده من ( في المدينة: «علي الأرض». )
الطعام، فما لبث أن جاء فصعد إليه، فقال: البشري! جعلت فداك، مات الزبيريّ، فأطرق إلي الأرض وتغيّر لونه، واصفرّ وجهه، ثمّ رفع رأسه فقال: إنّي أصبته قد ارتكب في ليلته هذه ذنباً ليس بأكبر ذنوبه!
قال: واللّه ( مِّمَّا خَطِيَتِهِمْ أُغْرِقُواْ فَأُدْخِلُواْ نَارًا) ثمّ مدّ يده ( في الخرائج: قال اللّه تعالي:. )
( نوح: 25/71. )
فأكل، فلم يلبث أن جاء رجل مولي له: [فقال له:] جعلت فداك، مات الزبيريّ.
فقال: وما كان سبب موته؟
فقال: شرب الخمر البارحة، فغرق فيه فمات.
( بصائر الدرجات، الجزء الخامس: 267 ح 12. عنه البحار: 46/49 ح 42، ومدينة المعاجز: 36/7 ح 2134.
الخرائج والجرائح: 727/2 ح 31، بتفاوت يسير. عنه إثبات الهداة: 303/3 ح 148، ونور الثقلين: 427/5 ح 26.
قطعة منه في (سورة نوح: 25/71). )

2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : الحسين بن أحمد بن هلال، عن أحمد بن هلال، عن محمّد بن سنان، قال: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) في أيّام هارون: إنّك قد شهرت نفسك بهذا الأمر، وجلست مجلس أبيك، وسيف هارون يقطر الدم.
فقال ( عليه السلام ) : جرّأني علي هذا ما قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إن أخذ أبو جهل من رأسي شعرة، فاشهدوا أنّي لست بنبيّ، وأنا أقول لكم: إن أخذ هارون من رأسي شعرة، فاشهدوا أنّي لست بإمام.
( الكافي: 214/8 ح 371. عنه البحار: 115/49 ح 7، ومدينة المعاجز: 257/7 ح 2308، وإثبات الهداة: 240/1 ح 51، قطعة منه، و253/3 ح 23، والوافي: 178/2 ح 631، و816/3 ح 1423.
المناقب لابن شهرآشوب: 339/4 س 23. عنه البحار: 59/49 ضمن ح 74، ومدينة
المعاجز: 227/7 ح 2280.
الأنوار البهيّة: 217 س 10،
قطعة منه في (ما رواه عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ). )

3 - ابن حمزة الطوسيّ : عن الحسين بن عمر بن يزيد، قال: خرجت بعد مضيّ أبي الحسن موسي ( عليه السلام ) ، فلمّا صرت قرب المدينة قلت لمقاتل بن مقاتل: غداً تدخل علي هذا الرجل؟
قال: وأيّ رجل؟ قلت: عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) .
قال: واللّه لاتفلح أبداً، لِمَ لاتقول هو حجّة اللّه؟...
قال الحسين بن عمر: فلمّا كان من الغد مضيت فدخلت علي الرضا ( عليه السلام ) بالغداة فقال: مرحباً بك يا حسين!...ثمّ قال: يا حسين! - بعد ما سكت هنيئة - رجل معك يقال له: مقاتل بن مقاتل؟
قلت: جعلت فداك هو من مواليك.
فقال لي: قل له أصبت فالزم....
( الثاقب في المناقب: 493 ح 423.
يأتي الحديث بتمامه في ف 2 - 4 رقم 1072. )

4 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيّ قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن محمّد بن عيسي، عن أبي حبيب البناجيّ أنّه قال: رأيت رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في المنام وقد وافي البناج، ( في بعض المصادر: النباجي. )
( في بعض المصادر: النباج، - وهو الصحيح - منزل لحجّاج البصرة، معجم البلدان: 255/5. )
ونزل بها في المسجد الذي ينزله الحاجّ في كلّ سنة، وكأنّي مضيت إليه وسلّمت عليه ووقفت بين يديه، ووجدت عنده طبقاً من خَوص نخل المدينة فيه تمر ( الخَوص: ورق النخل. المنجد: 199. )
صيحانيّ فكأنّه قبض قبضة من ذلك التمر فناولني منه، فعدّدته فكان ثمانية عشرة تمرة، فتأوّلت أنّي أعيش بعدد كلّ تمرة سنة، فلمّا كان بعد عشرين يوماً كنت في أرض تعمر بين يدي للزراعة حتّي جاءني من أخبرني بقدوم أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) من المدينة ونزوله ذلك المسجد، ورأيت الناس يسعون إليه فمضيت نحوه فإذا هو جالس في الموضع الذي كنت رأيت فيه النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وتحته حصير مثل ما كان تحته، وبين يديه طبق خوص فيه تمر صيحانيّ، فسلّمت عليه فردّ السلام عليّ واستدناني فناولني قبضة من ذلك التمر، فعدّدته فإذا عدده مثل ذلك التمر الذي ناولني رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، فقلت له: زدني منه يا ابن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فقال ( عليه السلام ) : لو زادك رسول ال لّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) لزدناك.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 210/2 ح 15. عنه مدينة المعاجز: 43/7 ح 2143.
عنه وعن الإعلام، البحار: 35/49 ح 15، وإثبات الهداة: 266/3 ح 53.
كشف الغمّة: 313/2 س 9.
مجمع البيان: 205/3 س 18، أشار إلي مضمونه. عنه نور الثقلين: 407/2 س 5، وإثبات الهداة: 297/3 ح 130، أشار إلي مضمونه.
إثبات الوصيّة: 211 س 15، بتفاوت وزيادة في ذيل الحديث: وأقام يومه ورحل يراد به خراسان علي طريق البصرة والأهواز وفارس وكرمان.
إعلام الوري: 54/2 س 1.
نور الأبصار: 322 س 5.
الثاقب في المناقب: 483 ح 412، بتفاوت.
دلائل الإمامة: 367 ح 321، بتفاوت. عنه وعن الاعلام، مدينة المعاجز: 45/7 ح 2144.
الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: 246 س 14.
ينابيع المودّة: 121/3 س 7، بتفاوت يسير.
الصواعق المحرقة: 204 س 27. عنه مناقب أهل البيت ( عليهم السلام ) : : 281 س 5، وإثبات الهداة: 316/3 س 1.
المناقب لابن شهر آشوب: 342/4، س 2. عنه مستدرك الوسائل: 374/12 ح 14334، والبحار: 118/49 ح 5. )

5 - الشيخ الصدوق : حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن ( في المصدر: الحسين بن أحمد بن إبراهيم. ولكن الصحيح ما أثبتناه من معجم رجال الحديث: 174/5، رقم 3242. )
هشام المكتّب ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن يحيي بن بشّار قال: دخلت علي الرضا ( عليه السلام ) بعد مضيّ أبيه ( عليه السلام ) فجعلت أستفهمه بعض ما كلّمني به فقال لي: نعم! يا سماع، فقلت: جعلت فداك، كنت واللّه أُلقّب بهذا في صباي وأنا في الكتّاب، قال: فتبسّم في وجهي.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 214/2 ح 21. عنه مدينة المعاجز: 71/7 ح 2172، والبحار: 37/49 ح 19. )
6 - الراونديّ : روي عن الوشّاء قال: لدغتني عقرب، فأقبلت أقول: يا رسول اللّه! يا رسول اللّه! فأنكر السامع وتعجّب من ذلك.
فقال له الرضا ( عليه السلام ) : مه، فواللّه! لقد رأي رسول اللّه.
قال: وقد كنت رأيت في النوم رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، ولا، واللّه! ما كنت أخبرت به أحداً.
( الخرائج والجرائح: 364/1 ح 20. عنه البحار: 52/49 ح 59.
كشف الغمّة: 305/2 س 18. عنه إثبات الهداة: 306/3 ح 162.
الصراط المستقيم: 197/2 ح 14، بتفاوت. )

7 - أبو نصر الطبرسيّ : عن إبراهيم بن نظّام قال: أخذني اللصوص وجعلوا في فمي الفالوذج الحارّ حتّي نضج، ثمّ حشوه بالثلج بعد ذلك، فتخلخلت أسناني وأضراسي، فرأيت الرضا ( عليه السلام ) في النوم فشكوت إليه ذلك.
فقال ( عليه السلام ) : استعمل السُعد فإنّ أسنانك تثبت، فلمّا حمل إلي خراسان...ذكرت له حالي...فقال ( عليه السلام ) : وأنا آمرك به في اليقظة، فاستعملته فقويت أسناني وأضراسي كما كانت.
( مكارم الأخلاق: 181 س 16.
يأتي الحديث بتمامه في ف 7 رقم 2365. )

8 - الإربليّ : عن الحسن بن عليّ الوشّاء، قال: قال فلان بن ( تأتي ترجمته بعنوان حسن بن عليّ بن بنت إلياس في (تلاوة الرضا ( عليه السلام ) القرآن عند وفاته). )
محرز: بلغنا أنّ أبا عبد اللّه ( عليه السلام ) ، كان إذا أراد أن يعاود أهله للجماع توضّأ وضوء الصلاة وأحبّ أن تسأل أبا الحسن الثاني عن ذلك قال الوشّاء: فدخلت عليه فابتدأني من غير أن أسأله فقال: كان أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) إذا جامع وأراد أن يعاود، توضّأ وضوء الصلاة، وإذا أراد أيضاً توضّأ للصلاة.
فخرجت إلي الرجل فقلت: قد أجابني عن مسألتك من غير أن أسأله.
( كشف الغمّة: 302/2 س 12. عنه البحار: 63/49 ضمن ح 80، و305/77 ح 13، و295/100 ح 50، ووسائل الشيعة: 385/1 ح 1018، وإثبات الهداة: 306/3 ح 157.
قطعة منه في (وضوء الصادق ( عليه السلام ) عند العود إلي أهله). )

9 - الحافظ رجب البرسيّ: من كرامته ( عليه السلام ) أنّ أبا نواس مدحه بأبيات، فأخرج له رقعة فيها تلك الأبيات، فتحيّر أبو نواس وقال: واللّه! يا وليّ اللّه! ماقالها أحد غيري، ولا سمعها أحد سواك.
فقال ( عليه السلام ) : صدقت، ولكن عندي في الجفر والجامعة، أنّك تمدحني بها.
( مشارق أنوار اليقين: 96 س 26.
تقدّم الحديث أيضاً في (عنده ( عليه السلام ) الجفر والجامعة). )


الثالث - إخباره ( عليه السلام ) بالوقائع الحاليّة:
1 - أبو عمرو الكشّيّ :...حسين بن عمر بن يزيد، قال:
دخلت علي الرضا ( عليه السلام ) وأنا شاكّ في إمامته، وكان زميلي في طريقي رجل يقال له: مقاتل بن مقاتل، وكان قد مضي علي إمامته بالكوفة.
فقلت له: عجّلت! فقال: عندي في ذلك برهان وعلم...
ثمّ قال (الرضا ( عليه السلام ) ): ما فعل صاحبك؟
فقلت: من؟ قال: مقاتل بن مقاتل المسنون الوجه، الطويل اللحية، الأقني الأنف؟ وقال: أما إنّي ما رأيته، ولادخل عليّ، ولكنّه آمن وصدّق، فاستوص به....
( رجال الكشّيّ: 614 رقم 1146.
تقدّم الحديث بتمامه في رقم 285. )

2 - الشيخ الصدوق : ... عن عبد السلام بن صالح الهروي قال: رفع إلي المأمون أنّ أباالحسن عليّ بن موسي ( عليه السلام ) يعقد مجالس الكلام والناس يفتتنون بعلمه، فأمر محمّد بن عمرو الطوسيّ حاجب المأمون، فطرد الناس عن مجلسه وأحضره، فلمّا نظر إليه المأمون زبره واستخفّ به. فخرج أبوالحسن ( عليه السلام ) من عنده مغضباً وهو يدمدم بشفتيه ويقول: وحقّ المصطفي والمرتضي وسيّدة النساء، لأستنزلنّ من حول اللّه عزّ وجلّ بدعائي عليه، ما يكون سبباً لطرد كلاب أهل هذه الكورة إيّاه، واستخفافهم به، وبخاصّته وعامّته.
ثمّ أنّه ( عليه السلام ) انصرف إلي مركزه، واستحضر الميضاة وتوضّأ وصلّي ركعتين وقنت في الثانية فقال: «اللّهمّ يا ذا القدرة الجامعة، والرحمة الواسعة، والمنن المتتابعة، والآلاء المتوالية ...»
قال أبو الصلت عبد السلام صالح الهروي: فما استتمّ مولاي دعاءه حتّي وقعت الرجفة في المدينة، وارتجّ البلد، وارتفعت الزعقة والصيحة، واستفحلت النعرة، وثارت الغبرة، وهاجت القاعة، فلم أزائل مكاني إلي أن سلّم مولاي ( عليه السلام ) ، فقال لي: يا أبا الصلت! اصعد السطح فإنّك ستري امرأة بغيّة غثّة رثّة، مهيّجة الأشرار، متّسخة الأطمار، يسمّيها أهل هذه الكورة سمانة، لغباوتها وتهتّكها، وقد أسندت مكان الرمح إلي نحرها قصباً، وقد شدّت وقاية لها حمراء إلي طرفه مكان اللواء، فهي تقود جيوش القاعة، وتسوق عساكر الطغام إلي قصر المأمون، ومنازل قوّاده، فصعدت السطح فلم أر إلّا نفوساً تزعزع بالعصي، وهامات ترضخ بالأحجار.
ولقد رأيت المأمون متدرّعاً، قد برز من قصر شاهجان متوجّهاً للهرب، فما شعرت إلّا بشاجرد الحجّام قد رمي من بعض أعالي السطوح بلبنة ثقيلة، فضرب بها رأس المأمون فأسقطت بيضته بعد أن شقّت جلد هامّته
فقال لقاذف اللبنة بعض من عرف المأمون: ويلك! هذا أميرالمؤمنين!
فسمعت سمانة تقول: اسكت، لا أُمّ لك! ليس هذا يوم التميّز والمحابات، ولايوم إنزال الناس علي طبقاتهم، فلو كان هذا أميرالمؤمنين لما سلّط ذكور الفجّار علي فروج الأبكار ....
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 172/2 ح 1.
يأتي الحديث بتمامه في ف 3 رقم 795. )



الرابع - إخباره ( عليه السلام ) بالوقائع الآتية:
1 - أبو عمر الكشّيّ :...عبد اللّه بن طاووس في سنة ثمان وثلاثين ومائتين قال: سألت أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، وقلت له:...إنّ يحيي بن خالد سمّ أباك موسي بن جعفر صلوات اللّه عليهما؟
قال: نعم، سمّه في ثلاثين رطبة ... وليس كلّ ما طلب وجد، ثمّ قال: إنّك ستعمر، فعاش مائة سنة.
( رجال الكشّيّ: 604 رقم 1123.
يأتي الحديث بتمامه في ف 1 - 5 رقم 1668. )

2 - الشيخ الصدوق :...أبي محمّد المصريّ قال: قدم أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) فكتبت إليه أسأله الإذن في الخروج إلي مصر أتّجر إليها؟
فكتب ( عليه السلام ) إليّ: أقم ما شاء اللّه.
قال: فأقمت سنتين، ثمّ قدم الثالثة، فكتبت إليه أستأذنه؟
فكتب ( عليه السلام ) إليّ: اخرج مباركاً لك، صنع اللّه لك، فإنّ الأمر يتغيّر.
قال: فخرجت فأصبت بها خيراً، ووقع الهرج ببغداد، فسلمت من تلك الفتنة.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 222/2 ح 41.
يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2412. )

3 - الشيخ الصدوق :...موسي بن عمر بن بزيع قال: كان عندي جاريتان حاملتان، فكتبت إلي الرضا ( عليه السلام ) ، أُعلمه ذلك، وأسأله أن يدعو اللّه تعالي أن يجعل ما في بطونهما ذكرين، وأن يهب لي ذلك.
قال: فوقّع ( عليه السلام ) : أفعل إن شاء اللّه تعالي، ثمّ ابتدأني ( عليه السلام ) بكتاب مفرد نسخته: بسم اللّه الرحمن الرحيم، عافانا اللّه وإيّاك بأحسن عافية في الدنيا والآخرةبرحمته، الأُمور بيد اللّه عزّوجلّ، يمضي فيها مقاديره علي ما يحبّ، يولد لك غلام وجارية إن شاء اللّه تعالي، فسمّ الغلام محمّداً، والجارية فاطمة، علي بركة اللّه تعالي.
قال: فولد لي غلام وجارية، علي ما قاله ( عليه السلام ) .
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 218/2 ح 30.
يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2526. )

4 - الراونديّ : روي عن محمّد بن الفضل الهاشميّ قال: لمّا توفّي الإمام موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) أتيت المدينة، فدخلت علي الرضا ( عليه السلام ) فسلّمت عليه بالأمر، وأوصلت إليه ما كان معي وقلت: إنّي صائر إلي البصرة...فقال ال رضا ( عليه السلام ) : لم يخف عليّ هذا، فأبلغ أولياءنا بالبصرة وغيرها، أنّي قادم عليهم، ولا قوّة إلّا باللّه...فقلت: ومتي تقدم عليهم؟
قال ( عليه السلام ) : بعد ثلاثة أيّام من وصولك، ودخولك البصرة....
فلمّا كان في اليوم الثالث من دخولي البصرة، إذا الرضا ( عليه السلام ) قد وافي فقصد منزل الحسن بن محمّد، وأخلي له داره، وقام بين يديه يتصرّف بين أمره ونهيه...
ثمّ نظر الرضا ( عليه السلام ) إلي ابن هذّاب فقال: إن أنا أخبرتك أنّك ستبتلي في هذه الأيّام بدم ذي رحم لك، أكنت مصدّقاً لي؟
قال: لا، فإنّ الغيب لا يعلمه إلّا اللّه تعالي.
قال ( عليه السلام ) : أوليس اللّه يقول: ( عَلِمُ الْغَيْبِ فَلَايُظْهِرُ عَلَي غَيْبِهِ ي أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَي مِن رَّسُولٍ ) فرسول اللّه عند اللّه مرتضي، ونحن ورثة ( الجنّ: 26/72 و 27. )
ذلك الرسول الذي اطّلعه اللّه علي ما شاء من غيبه، فعلمنا ما كان وما يكون إلي يوم القيامة، وإنّ الذي أخبرتك به ياابن هذّاب! لكائن إلي خمسة أيّام، فإن لم يصحّ ما قلت لك في هذه المدّة فإنّي كذّاب مفتر، وإن صحّ فتعلم أنّك الرادّ علي اللّه وعلي رسوله.
ولك دلالة أُخري أما إنّك ستصاب ببصرك، وتصير مكفوفاً فلا تبصر سهلاً ولا جبلاً، وهذا كائن بعد أيّام.
ولك عندي دلالة أُخري: إنّك ستحلف يميناً كاذبة فتضرب بالبرص.
قال محمّد بن الفضل: فواللّه لقد نزل ذلك كلّه بابن هذّاب....
قال محمّد بن الفضل: كان فيما أوصاني به الرضا ( عليه السلام ) في وقت منصرفه من البصرة، أن قال لي: صر إلي الكوفة، فاجمع الشيعة هناك، وأعلمهم أنّي قادم عليهم، وأمرني أن أنزل في دار حفص بن عمير اليشكريّ.
فصرت إلي الكوفة فأعلمت الشيعة: أنّ الرضا ( عليه السلام ) قادم عليهم.
فأنا يوماً عند نصر بن مزاحم إذ مرّ بي سلام خادم الرضا ( عليه السلام ) ، فعلمت أنّ الرضا ( عليه السلام ) قد قدم، فبادرت إلي دار حفص بن عمير، فإذا هو في الدار، فسلّمت عليه....
( الخرائج والجرائح: 341/1 ح 6.
يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2389. )

5 - الراونديّ : قال عليّ بن الحسين بن يحيي: كان لنا أخ يري رأي الإرجاء يقال له: عبد اللّه، وكان يطعن علينا، فكتبت إلي أبي الحسن ( عليه السلام ) أشكوا إليه وأسأله الدعاء، فكتب ( عليه السلام ) إليّ: ستري حاله إلي ما تحبّ، وأنّه لن يموت إلّا علي دين اللّه، وسيولد له من أُمّ ولد له - فلانة - غلام.
قال عليّ بن الحسين بن يحيي: فما مكثنا إلّا أقلّ من سنة حتّي رجع إلي الحقّ،فهو اليوم خير أهل بيتي، وولد له بعد - كتاب أبي الحسن ( عليه السلام ) - من أُمّ ولده تلك غلام.
( الخرائج والجرائح: 358/1 ح 12.
يأتي الحديث أيضاً في ف 8 رقم 2482. )

6 - الحميريّ :...الحسن بن الجهم قال: وكتب إليّ بعد ما انصرفت من مكّة في صفر: يحدث إلي أربعة أشهر قبلكم حدث.
فكان من أمر محمّد بن إبراهيم، وأمر أهل بغداد، وقتل أصحاب زُهَير وهزيمتهم.
( قرب الإسناد: 393 ح 1375.
يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2437. )

7 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن بعض أصحابه، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) أنّه خرج من المدينة في السنة التي حجّ فيها هارون يريد الحجّ، فانتهي إلي جبل عن يسار الطريق - وأنت ذاهب إلي مكّة - يقال له: فارع، فنظر إليه أبو الحسن ( عليه السلام ) ثمّ قال: باني فارع وهادمه يقطع إرباً إرباً، فلم ندر ما معني ذلك فلمّا ولّي، وافي هارون ونزل بذلك الموضع، صعد جعفر بن يحيي ذلك الجبل، وأمر أن يبني له ثَمَّ مجلسٌ، فلمّا رجع من مكّة، صعد إليه فأمر بهدمه، فلمّا انصرف إلي العراق، قطع إرباً إرباً.
( الكافي: 488/1 ح 5. عنه مدينة المعاجز: 15/7 ح 2111، واثبات الهداة: 250/3 ح 15، والوافي: 818/3 ح 1426.
إرشاد المفيد: 309 س 5. عنه البحار: 56/49 ح 70.
كشف الغمّة: 274/2 س 15.
الثاقب في المناقب: 498 ح 430.
المناقب لابن شهرآشوب: 340/4 س 14، بتفاوت. )

8 - الشيخ الصدوق : حدّثنا عليّ بن عبد اللّه الورّاق قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب قال: حدّثني إسحاق بن موسي قال: لمّا خرج عمّي محمّد بن جعفر بمكّة ودعا إلي نفسه، ودعي بأمير المؤمنين وبويع له بالخلافة، ودخل عليه الرضا ( عليه السلام ) وأنا معه فقال له: ياعمّ! لاتكذّب أباك ولاأخاك، فإنّ هذا أمر لايتمّ.
ثمّ خرج وخرجت معه إلي المدينة، فلم يلبث إلّا قليلاً حتّي أتي الجلوديّ فلقيه فهزمه، ثمّ استأمن إليه، فلبس السواد وصعد المنبر، فخلع نفسه وقال: إنّ هذا الأمر للمأمون، وليس لي فيه حقّ ثمّ أخرج إلي خراسان فمات بجرجان،.
( في كشف الغمّة فمات بمرو. )
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 207/2 ح 8. عنه مدينة المعاجز: 56/7 ح 2157، والبحار: 246/47 ح 5. عنه وعن كشف الغمّة، البحار: 32/49 ح 8، وإثبات الهداة: 264/3 ح 46.
كشف الغمّة: 300/2 س 16، مرسلاً وبتفاوت يسير.
قطعة منه في (أحوال عمّه محمّد بن جعفر). )

9 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر ال همدانيّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن محمّد بن عيسي بن عبيد، عن صفوان بن يحيي قال: لمّا مضي أبو الحسن موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) وتكلّم الرضا ( عليه السلام ) خفنا عليه من ذلك فقلت له: إنّك قد أظهرت أمراً عظيماً، وإنّا نخاف من هذا الطاغي!
فقال ( عليه السلام ) : ليجهد جهده فلا سبيل له عليّ.
قال صفوان: فأخبرنا الثقة أنّ يحيي بن خالد قال للطاغي: هذا عليّ ابنه قد قعد وادّعي الأمر لنفسه.
فقال: ما يكفينا ما صنعنا بأبيه! تريد أن نقتلهم جميعاً، ولقد كانت البرامكة مبغضين علي بيت رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، مظهرين لهم العداوة.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 226/2 ح 4. عنه مدينة المعاجز: 106/7 ح 2210.
الكافي: 487/1 ح 2، مختصراً. عنه مدينة المعاجز: 12/7 ح 2108، والوافي: 816/3 ح 1422. عنه وعن العيون، إثبات الهداة: 250/3 ح 12.
إرشاد المفيد: 308 س 5، مختصراً. عنه وعن العيون، البحار: 113/49 ح 2.
الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: 245 س 15.
كشف الغمّة: 273/2 س 12، و315 س 8.
إعلام الوري: 60/2 س 8.
إثبات الوصيّة: 207 س 3، بتفاوت.
المناقب لابن شهرآشوب: 340/4 س 19، مختصراً، و369 س 17، قطعة منه.
نور الأبصار: 322 س 20، بتفاوت. عنه إثبات الهداة: 313/3 س 6.
عيون المعجزات: 110 س 17، بتفاوت. )

10 - الشيخ الصدوق : حدّثنا الحسن بن أحمد بن إدريس، عن أبيه، عن إبراهيم بن هاشم، عن محمّد بن حفص، عن حمزة بن جعفر الأرجانيّ قال: خرج هارون من المسجد الحرام من باب، وخرج الرضا ( عليه السلام ) من باب.
فقال الرضا ( عليه السلام ) وهو يعتبر لهارون: ما أبعد الدار وأقرب اللقاء بطوس، ياطوس! يا طوس! ستجمعني وإيّاه.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 216/2 ح 24. عنه مدينة المعاجز: 77/7 ح 2175، وإثبات الهداة: 271/3 ح 62، بتفاوت.
المناقب لابن شهرآشوب: 340/4 س 25، بتفاوت. عنه البحار: 115/49 ضمن ح 6.
كشف الغمّة: 315/2 س 6.
إعلام الوري: 59/2 س 11.
الثاقب في المناقب: 492 ح 420.
الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: 246 س 5، بتفاوت.
نور الأبصار: 323 س 16، بتفاوت. عنه إثبات الهداة: 318/3 س 15.
قطعة منه في (مدفنه). )

11 - الشيخ الصدوق :...عن أبي مسروق قال: دخل علي الرضا جماعة من الواقفة، فيهم عليّ بن أبي حمزة البطائنيّ، ومحمّد بن إسحاق بن عمّار، والحسين بن مهران، والحسن بن أبي سعيد المكاريّ، فقال له عليّ بن أبي ( في البحار ومدينة المعاجز: الحسين. )
حمزة: جعلت فداك، أخبرنا عن أبيك ( عليه السلام ) ما حاله؟ فقال ( عليه السلام ) له: إنّه قد مضي.
فقال له: فإلي من عهد؟ فقال ( عليه السلام ) : إليّ....
فقال له: أما تخاف هؤلاء علي نفسك؟ فقال: لو خفت عليها كنت عليها معيناً، إنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أتاه أبو لهب فتهدّده، فقال له رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إن خدشت من قبلك خدشة فأنا كذّاب. فكانت أوّل آية نزع بها رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وهي أوّل آية أنزع لكم إن خدشت خدشة من قبل هارون فأنا كذّاب....
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 213/2 ح 20.
يأتي الحديث بتمامه في ف 3 رقم 734. )

12 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيّ قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه قال: حدّثني محول السجستانيّ قال: لمّا ورد البريد بإشخاص الرضا ( عليه السلام ) إلي خراسان ( في البحار وإثبات الهداة: مخول. )
كنت أنا بالمدينة، فدخل المسجد ليودّع رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فودّعه مراراً، كلّ ذلك يرجع إلي القبر ويعلو صوته بالبكاء والنحيب، فتقدّمت إليه وسلّمت عليه، فردّ السلام وهنّأته فقال ( عليه السلام ) : زرني فإنّي أخرج من جوار جدّي ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وأموت في غربة، وأدفن في جنب هارون.
قال: فخرجت متّبعاً لطريقه حتّي مات بطوس ودفن إلي جنب هارون.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 217/2 ح 26. عنه مدينة المعاجز: 79/7 ح 2177، والبحار: 117/49 ح 2، وإثبات الهداة: 272/3 ح 64، والأنوار البهيّة: 222 س 12.
قطعة منه في (مدفنه) و(وداعه قبر رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قبل خروجه من المدينة إلي خراسان). )

13 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيّ قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن موسي بن مهران قال: رأيت ( في الفصول المهمّة ونور الأبصار: موسي بن عمران. )
عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) في مسجد المدينة وهارون يخطب فقال: أترونني وإيّاه؟ ندفن في بيت واحد.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 226/2 ح 1. عنه مدينة المعاجز: 157/7 ح 2247، والبحار: 286/49 ح 8. عنه وعن كشف الغمّة، إثبات الهداة: 278/3 ح 86.
كشف الغمّة: 303/2 س 17. عنه البحار: 63/49 ضمن ح 80.
إثبات الوصيّة: 209 س 6، وفيه: عن محمّد بن أبي يعقوب، عن موسيبن مهران قال: رأيت علي بن موسي ( عليهماالسلام ) ، ... فقال: تروني أنّي وإيّاه ندفن في بيت واحد، وأنّه لا يحجّ بعده أحد من هذا البيت.
الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: 246 س 3، بتفاوت يسير.
نور الأبصار: 323 س 19. عنه إثبات الهداة: 318/3 س 9.
عيون المعجزات: 111 س 11، عن محمّد بن عيسي، مرفوعاً إلي محمّد بن مهران، كما أورده المسعودي في إثبات الوصيّة. )

14 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه ( رضي الله عنه ) عن عمّه محمّد بن أبي القاسم قال: حدّثني محمّد بن عليّ القرشيّ، عن محمّد بن الفضيل قال: أخبرني من سمع الرضا ( عليه السلام ) وهو ينظر إلي هارون بمني أو بعرفات فقال: أنا وهارون هكذا، وضمّ بين إصبعيه فكنّا لا ندري ما يعني بذلك حتّي كان من أمره بطوس ما كان، فأمر المأمون بدفن الرضا ( عليه السلام ) إلي جنب هارون.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 226/2 ح 2. عنه مدينة المعاجز: 156/7 ح 2245، والبحار: 286/49 ح 9، وإثبات الهداة: 278/3 ح 87.
قطعة منه في (مدفنه) و(أحواله ( عليه السلام ) مع هارون). )

15 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيي العطّار قال: حدّثني أبي، وسعد بن عبد اللّه جميعاً عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطيّ، عن عبد الصمد بن عبيد اللّه، عن محمّد بن الأثرم، وكان علي شرطة محمّد بن سليمان العلويّ بالمدينة أيّام أبي السرايا، قال: اجتمع عليه أهل بيته وغيرهم من قريش، فبايعوه وقالوا له: لو بعثت إلي أبي الحسن ال رضا ( عليه السلام ) كان معنا، وكان أمرنا واحداً.
فقال محمّد بن سليمان: اذهب إليه فاقرأه السلام، وقل له: إنّ أهل بيتك اجتمعوا وأحبّوا أن تكون معهم، فإن رأيت أن تأتينا فافعل.
قال: فأتيته وهو بالحمراء، فأدّيت ما أرسلني به إليه، فقال: اقرأه منّي السلام وقل له: إذا مضي عشرون يوماً أتيتك.
قال: فجئته فأبلغته ما أرسلني به، فمكثنا أيّاماً، فلمّا كان يوم ثمانية عشر جاءنا ورقاء قائد الجلوديّ فقاتلنا وهزمنا، وخرجت هارباً نحو الصورين، فإذا ( الصوران: موضع بقرب المدينة. )
هاتف يهتف بي: يا أثرم! فالتفتّ إليه، فإذا أبو الحسن ( عليه السلام ) وهو يقول: مضت العشرون، أم لا؟
وهو محمّد بن سليمان بن داود بن حسن بن حسن بن عليّ بن أبي ( أي هذا المبائع المنهزم من قائد الجلوديّ. )
طالب ( عليهم السلام ) : .
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 207/2 ح 9. عنه مدينة المعاجز: 57/7 ح 2158، والبحار: 220/49 ح 7، وإثبات الهداة: 264/3 ح 47. )
16 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبو القاسم عليّ بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ رحمه اللّه قال: حدّثني أبي، وعليّ بن محمّد بن ماجيلويه جميعاً، عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ، عن أبيه، عن الحسين بن موسي بن جعفر بن محمّد العلويّ قال: كنّا حول أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ونحن شبّان من بني هاشم، إذ مرّ علينا جعفر بن عمر العلويّ، وهو رثّ الهيئة، فنظر بعضنا إلي بعض وضحكنا من هيئة جعفر بن عمر، فقال الرضا ( عليه السلام ) : لترونه عن قريب كثير المال، كثير التبع.
( في الفصول المهمّة: سترونه عن قريب كثير المال، كثير الخدم. )
فما مضي إلّا شهر أو نحوه، حتّي ولّي المدينة وحسنت حاله، فكان يمرّ بنا ومعه الخصيان والحشم.
وجعفر هذا هو جعفر بن عمر بن الحسن بن عليّ بن عمر بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : .
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 208/2 ح 11. عنه مدينة المعاجز: 61/7 ح 2162، والبحار: 220/49 ح 8، وإثبات الهداة: 265/3 ح 49.
المناقب لابن شهرآشوب: 335/4 س 2، باختصار. عنه وعن العيون، البحار: 33/49 ح 11.
إعلام الوري: 56/2 س 4.
الثاقب في المناقب: 486 ح 414.
كشف الغمّة: 314/2 س 4.
الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: 247 س 8، بتفاوت.
نور الأبصار: 323، س 6، بتفاوت. عنه وعن كتاب مفتاح النجا وكتاب أخبار الدول وآثار الأول، إثبات الهداة: 315/3 س 15. )

17 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيي ال عطّار ( رضي الله عنه ) قال: حدّثني أبي، عن محمّد بن إسحاق الكوفيّ، عن عمّه أحمد بن عبد اللّه بن حارثة الكرخيّ قال: كان لايعيش لي ولد، وتوفّي لي بضعة عشر من الولد، فحججت ودخلت علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، فخرج إليّ وهو متّزر بإزار مورّد، فسلّمت عليه وقبّلت يده وسألته عن مسائل، ثمّ شكوت إليه بعد ذلك ما ألقي من قلّة بقاء الولد فأطرق طويلاً ودعا مليّاً ثمّ قال لي: إنّي لأرجو أن تنصرف، ولك حمل وأن يولد لك ولد بعد ولد، وتمتّع بهم أيّام حياتك، فإنّ اللّه تعالي إذا أراد أن يستجيب الدعاء فعل، وهو علي كلّ شي ء قدير.
قال: فانصرفت من الحجّ إلي منزلي فأصبت أهلي ابنة خالي حاملاً، فولدت لي غلاماً سمّيته إبراهيم، ثمّ حملت بعد ذلك فولدت لي غلاماً سمّيته محمّداً وكنّيته بأبي الحسن، فعاش إبراهيم نيّفاً وثلاثين سنة، وعاش أبو الحسن أربع وعشرين سنة ثمّ إنّهما اعتلّا جميعاً وخرجت حاجّاً وانصرفت وهما عليلان، فمكثا بعد قدومي شهرين، ثمّ توفّي إبراهيم في أوّل الشهر، وتوفّي محمّد في آخر الشهر، ثمّ مات بعدهما بسنة ونصف، ولم يكن يعيش له قبل ذلك ولد إلّا أشهر.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 222/2 ح 42. عنه مدينة المعاجز: 92/7 ح 2196، والبحار: 43/49 ح 34، وإثبات الهداة: 276/3 ح 79، ووسائل الشيعة: 32/5 ح 5819، قطعة منه.
قطعة منه في (استجابة دعائه ( عليه السلام ) ). )

18 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبو عليّ الحسين بن أحمد البيهقيّ قال: حدّثني محمّد بن يحيي الصوليّ قال: حدّثنا عون بن محمّد قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبّاد قال: قال المأمون يوماً للرضا ( عليه السلام ) : ندخل بغداد إن شاء اللّه تعالي، فنفعل كذا وكذا.
فقال ( عليه السلام ) له: تدخل أنت بغداد يا أميرالمؤمنين! فلمّا خلوت به قلت له: إنّي سمعت شيئاً غمّني وذكرته له فقال: يا حسين! وما أنا وبغداد! لا أري بغداد ولاتراني.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 224/2 ح 1. عنه إثبات الهداة: 277/3 ح 83، مختصراً، والبحار: 285/49 ح 7.
قطعة منه في (أحواله ( عليه السلام ) مع المامون). )

19 - الشيخ المفيد : ذكر المدائنيّ عن رجاله، قال: لمّا جلس الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) في الخلع بولاية العهد...فذكر عن بعض من حضر ممّن كان يختصّ بالرضا ( عليه السلام ) ، أنّه قال: كنت بين يديه في ذلك اليوم، فنظر إليّ وأنا مستبشر بما جري، فأومأ إليّ أن ادن، فدنوت منه فقال لي من حيث لايسمعه غيري: لاتشغل قلبك بهذا الأمر، ولاتستبشر له، فإنّه شي ء لايتمّ.
( الإرشاد: 312 س 4.
يأتي الحديث بتمامه في ف 3 رقم 752. )

20 - الشيخ المفيد :...ابن أبي نصر البزنطيّ قال: قال لي النجّاشيّ: من الإمام بعد صاحبك؟... فدخلت علي الرضا ( عليه السلام ) فأخبرته قال: فقال لي: الإمام ابني ثمّ قال: هل يجتري ء أحد أن يقول ابني وليس له ولد؟
ولم يكن ولد أبو جعفر ( عليه السلام ) ، فلم تمض الأيّام حتّي ولد ( عليه السلام ) .
( الإرشاد: 318 س 10.
يأتي الحديث بتمامه في ف 2 - 4 رقم 1103. )

21 - ابنا بسطام النيسابوريّان » : عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، أنّه رأي مصروعاً فدعا له بقدح فيه ماء، ثمّ قرأ عليه ( الحمد) و( المعوّذتين ) ، ونفث في القدح، ثمّ أمر بصبّ الماء علي رأسه ووجهه فأفاق، وقال له: لا يعود إليك أبداً.
( كامل الزيارات: 513، ب 102، ح 800.
يأتي الحديث أيضاً في رقم 474. )


الخامس - إخباره ( عليه السلام ) بالوقائع العامّة:
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : الحسين بن محمّد، عن معلّي بن محمّد، عن الوشّاء، قال: أتيت خراسان - وأنا واقف - فحملت معي متاعاً وكان معي ثوب وَشْي في بعض الرزم ولم أشعر به ولم أعرف مكانه، فلمّا قدمت ( الوشي: نقش الثوب، ويكون من كلّ لون. المعجم الوسيط: 1036. )
( الرِزْم، الرِزمة: ما جمع في شي ء واحد. يقال: رِزْمة ثياب، ورزمة ورق. المعجم الوسيط: 342. )
مرو ونزلت في بعض منازلها لم أشعر إلّا ورجل مدنيّ من بعض مولّديها، فقال لي: إنّ أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) يقول لك: ابعث إليّ الثوب الوشي الذي عندك؟
قال: فقلت: ومن أخبر أبا الحسن بقدومي وأنا قدمت آنفاً وما عندي ثوب وَشْي! فرجع إليه وعاد إليّ فقال: يقول لك: بلي، هو في موضع كذا و كذا، ورزمته كذا وكذا، فطلبته حيث قال، فوجدته في أسفل الرِزمة، فبعثت به إليه.
( الكافي: 354/1 ح 12. عنه البحار: 68/49 ح 90، وإثبات الهداة: 248/3 ح 8، ومدينة المعاجز: 30/7 ح 2128، والوافي: 176/2 ح 628. )
2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...إسحاق صاحب الحيتان، قال: خرجنا بسمك نتلقّي به أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، وقد خرجنا من المدينة، وقد قدم هو من سفرله، فقال: ويحك يا فلان! لعلّ معك سمكاً!
( في التهذيب: قدم هو من سَبالة. (وهو موضع بقرب المدينة). )
فقلت: نعم، يا سيّدي! جعلت فداك.
فقال ( عليه السلام ) : انزلوا، ثمّ قال: ويحكم! لعلّه زهو؟
قال: قلت: نعم، فأريته. فقال: اركبوا لاحاجة لنا فيه....
( الكافي: 221/6 ح 10.
يأتي الحديث بتمامه في ف 2 - 5 رقم 1788. )

3 - الشيخ الصدوق :...موسي بن مهران أنّه كتب إلي الرضا ( عليه السلام ) يسأله أن يدعو اللّه لابن له!
فكتب ( عليه السلام ) إليه: وهب اللّه لك ذكراً صالحاً، فمات ابنه ذلك وولد له ابن.
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 221/2 ح 38.
يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2528. )

4 - الشيخ الطوسيّ : روي محمّد بن عبداللّه بن الأفطس، قال: دخلت علي المأمون فقرّبني وحيّاني، ثمّ قال: رحم اللّه الرضا ( عليه السلام ) ، ما كان أعلمه! لقد أخبرني بعجب سألته ليلة، وقد بايع له الناس.
فقلت: جعلت فداك! أري لك أن تمضي إلي العراق وأكون خليفتك بخراسان.
فتبسّم ثمّ قال: لا، لعمري! ولكن من دون خراسان بدرجات، إنّ لنا هنا مكثاً، ولست ببارح حتّي يأتيني الموت، ومنها المحشر لامحالة.
فقلت له: جعلت فداك! وما علمك بذلك؟
فقال ( عليه السلام ) : علمي بمكاني كعلمي بمكانك.
قلت: وأين مكاني أصلحك اللّه؟
فقال ( عليه السلام ) : لقد بعدت الشقّة بيني وبينك، أموت بالمشرق، وتموت بالمغرب....
( الغيبة: 73 ح 80.
يأتي الحديث بتمامه في ف 3 رقم 786. )


السادس - إخباره بمجيي ء ابنه الجواد ( عليهماالسلام ) للصلاة عليه:
1 - ابن الصبّاغ : قال هرثمة بن أعين...طلبني سيّدي أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) في يوم من الأيّام... فقال لي: اعلم يا هرثمة!...اعلم يا هرثمة! إنّه قد دنا رحيلي ولحوقي بجدّي وآبائي وقد بلغ الكتاب أجله، وإنّي أطعم عنباً ورمّاناً مفتوناً فأموت...فإنّه يأتيكم رجل عربيّ ملثم علي ناقة له مسرع من جهة الصحراء، عليه وعثاء السفر فينيخ راحلته وينزل عنها، فيصلّي عليّ وصلّوا معه عليّ....
( الفصول المهمّة: 261 س 18.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 454. )


السابع - إخباره ( عليه السلام ) عن محلّ دفنه وظهور الماء والحيتان فيه:
1 - الشيخ الصدوق :...أبي الصلت الهرويّ، قال: بينا أنا واقف بين يدي أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ، إذ قال لي: يا أبا الصلت! ادخل هذه القبّة التي فيها قبر هارون، وائتني بتراب من أربعة جوانبها، قال: فمضيت فأتيت به، فلمّا مثلت بين يديه.
فقال لي: ناولني هذا التراب، وهو من عند الباب فناولته، فأخذه وشمّه ثمّ رمي به.
ثمّ قال: سيحفر لي هيهنا، فتظهر صخرة لو جمع عليها كلّ معول بخراسان لم يتهيّأ قلعها ثمّ قال: في الذي عند الرجل، والذي عند الرأس مثل ذلك ثمّ قال: ناولني هذا التراب، فهو من تربتي.
ثمّ قال: سيحفر لي في هذا الموضع، فتظهر صخرة لو جمع عليها كلّ معول بخراسان لم يتهيّأ قلعها ثمّ قال: في الذي عند الرجل، والذي عند الرأس مثل ذلك ثمّ قال: ناولني هذا التراب، فهو من تربتي.
ثمّ قال: سيحفر لي في هذا الموضع، فتأمرهم أن يحفروا لي سبع مراقي إلي أسفل، وأن يشقّ لي ضريحة فإن أبوا إلّا أن يلحدوا، فتأمرهم أن يجعلوا اللحد ذراعين وشبراً، فإنّ اللّه سيوسّعه مايشاء فإذا فعلوا ذلك فإنّك تري عند رأسي نداوة، فتكلّم بالكلام الذي أُعلّمك، فإنّه ينبع الماء حتّي يمتلي اللحد، وتري فيه حيتاناً صغاراً ففتّ لها الخبز الذي أُعطيك فإنّها تلتقطه، فإذا لم يبق منه شي ء خرجت منه حوتة كبيرة، فالتقطت الحيتان الصغار حتّي لايبقي منها شي ء، ثمّ تغيب، فإذا غابت فضع يدك علي الماء، ثمّ تكلّم بالكلام الذي أُعلّمك، فإنّه ينضب الماء ولايبقي منه، ولاتفعل ذلك إلّا بحضرة المأمون....
( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : ج 2، ص 242، ح 1.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 455. )

2 - الشيخ المفيد : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد، عن محمّد بن يعقوب، عن معلّي بن محمّد، عن مسافر، قال: لمّا أراد هارون بن المسيّب أن يواقع محمّد بن جعفر قال لي أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) : اذهب إليه وقل له: لاتخرج غداً، فإنّك إن خرجت غداً هزمت وقتل أصحابك، فإن قال لك: من أين علمت هذا؟ فقل: رأيت في النوم.
قال: فأتيته فقلت له: لاتخرج غداً، فإنّك إن خرجت غداً هزمت وقتل أصحابك، فقال لي: من أين علمت هذا؟
قلت: رأيت في النوم.
فقال: نام العبد ولم يغسل إسته! ثمّ خرج فانهزم وقتل أصحابه.
( الإرشاد: 314 س 18. عنه البحار: 57/49 ح 71.
الكافي: 491 صدر ح 9. عنه الوافي: 822/3 ح 1431. عنه مدينة المعاجز: 19/7 ح 2114، وإثبات الهداة: 251/3 ح 18.
المناقب لابن شهرآشوب: 339/4 س 19.
كشف الغمّة: 280/2 س 10، مختصراً. )

3 - الراونديّ : روي الحسن بن عبّاد - وكان كاتب ال ( في الصراط المستقيم: الحسين بن عبّاد. )
رضا ( عليه السلام ) - قال: دخلت علي الرضا ( عليه السلام ) وقد عزم المأمون بالمسير إلي بغداد، فقال: ياابن عبّاد! ماندخل العراق، ولانراه.
قال: فبكيت وقلت: آيستني أن آتي أهلي وولدي.
قال ( عليه السلام ) : أمّا أنت فستدخلها، وإنّما عنيت نفسي.
فاعتلّ وتوفّي بقرية من قري طوس، وقد كان تقدّم في وصيّته أن يحفر قبره ممّا يلي الحائط، وبينه وبين قبر هارون ثلاثة أذرع، وقد كانوا حفروا ذلك الموضع لهارون، فكسرت المعاول والمساحي فتركوه، وحفروا حيث أمكن الحفر.
فقال ( عليه السلام ) : احفروا ذلك المكان، فإنّه سيلين عليكم، وستجدون صورة سمكة من نحاس، عليها كتابة بالعبرانيّة، فإذا حفرتم لحدي فعمّقوه، وردّوها فيه ممّا يلي رجلي.
فحفرنا ذلك المكان، فكانت المحافر تقع في الرمل الليّن بالموضع، ووجدنا السمكة مكتوباً عليها بالعبرانيّة: «هذه روضة عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) ، وتلك حفرة هارون الجبّار» فرددناها، ودفنّاها في لحده عند شقّه.
( الخرائج والجرائح: 367/1 ح 25. عنه البحار: 307/49 ح 17، و324/48
س 6، قطعة منه، والأنوار البهيّة: 233 س 7 قطعة منه وبتفاوت.
الصراط المستقيم: 199/2 ح 23، باختصار.
قطعة منه في (كاتبه ( عليه السلام ) ) و(مدفنه ( عليه السلام ) ). )

4 - ابن شهرآشوب : الحسين بن بشّار، قال الرضا ( عليه السلام ) : إنّ عبداللّه يقتل محمّداً، قلت: عبد اللّه بن هارون يقتل محمّد بن هارون!
قال: نعم، عبد اللّه الذي بخراسان يقتل محمّد بن زبيدة الذي هو ببغداد، ( في الفصول المهمّة: عبد اللّه المأمون. )
( في الفصول المهمّة: محمّد الأمين. )
فقتله، وكان ( عليه السلام ) يتمثّل:
وإنّ الضغن بعد الضغن يفشو
عليك ويخرج الداء الدفينا
( المناقب لابن شهرآشوب: 335/4 س 5.
عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 209/2 ح 12، وفيه: أبي رضي اللّه عنه، قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن محمّد بن عيسي بن عبيد، عن الحسين بن بشّار... بحذف الذيل، عنه مدينة المعاجز: 42/7 ح 2141، وإثبات الهداة: 266/3 ح 50. عنه وعن المناقب، البحار: 34/49 ح 12.
دلائل الإمامة: 367 ح 320، بتفاوت في المتن والسند. عنه مدينة المعاجز: 43/7 ح 2142.
كشف الغمّة: 314/2 س 9.
الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: 247 س 14. عنه وعن نور الأبصار، إثبات الهداة: 317/3 س 8.
إثبات الوصيّة: 209 س 17.
نور الأبصار: 323 س 4.
الثاقب في المناقب: 481 ح 409.
إعلام الوري: 56/2 س 11.
يأتي الحديث أيضاً في (إنشاده الشعر). )

5 - المسعوديّ: روي الحميريّ عبد اللّه بن جعفر، عن محمّد بن الحسين، قال: حدّثني سام بن نوح بن درّاج، قال: كنّا عند غسّان القاضي، فدخل إليه رجل من أهل خراسان، عظيم القدر، من أصحاب الحديث، فأعظمه ورفعه وحادثه.
فقال الرجل: سمعت هارون الرشيد يقول: لأخرجنّ العام إلي مكّة، ولآخذنّ عليّ بن موسي، ولأردّنّه حياض أبيه.
فقلت: ما شي ء أفضل من أن أتقرّب إلي اللّه عزّ وجلّ، وإلي رسوله، فأخرج إلي هذا الرجل فأنذره.
فخرجت إلي مكّة، ودخلت علي الرضا ( عليه السلام ) ، فأخبرته بما قال هارون، فجزّاني خيراً ثمّ قال: ليس عليّ منه بأس، أنا وهارون كهاتين، وأومأ بإصبعه.
( إثبات الوصيّة: 205 س 17.
قطعة منه في (أحواله ( عليه السلام ) مع هارون). )

6 - المسعوديّ: روي الحميريّ بإسناده قال: اجتمع عليّ بن أبي حمزة البطائنيّ، وزياد القنديّ، وابن أبي سعيد المكاريّ، فصاروا إلي الرضا ( عليه السلام ) ، فدخلوا إليه. فقالوا: أنت إمام؟ فقال: نعم.
فقالوا له: ما تخاف ممّا قد توعّدك به هارون، وما شهر نفسه أحد من آبائك بما شهرتها أنت؟...أقول: إن نالني من هارون سوء، فلست بإمام....
( إثبات الوصيّة: 206 س 1.
تقدّم الحديث بتمامه في رقم 291. )