تعريف الدراية والخبر المتواتر

 1 - ما هو تعريف علم الدراية؟

2 - ما الفرق بين علم الدراية وعلم الرجال؟

3 - ما هو موضوع علم الدراية ومسائله وغايته؟

4 - ما هو المراد من الخبر المتواتر؟

5 - هل يشترط في التواتر عدد خاصّ وما هي آراء المعتبرين؟

6 - ما هي شرائط تحقّق التواتر؟

1 - الدراية في اللغة:بمعنى مطلق العلم وعن بعض مشايخنا هي العلم بدقّةٍ وإمعان.(1)

وفي الاصطلاح: هو العلم الباحث عن الحالات العارضة على الحديث من جانب المتن والسند.

2 - علم الرجال يبحث فيه عن آحاد الرواة على وجه التفصيل جرحاً وتعديلاً، وفي الدراية يبحث فيها عن الأحوال الطارئة على الحديث باعتبار السند أو المتن.(2)

3 - إنّ موضوع علم الدراية: هو سند الحديث ومتنه.

ومسائله: هي الأحوال العارضة للحديث ومتنه من كونه صحيحاً أو غيرصحيح.

وغايته: هي تمييز الروايات المعتبرة عن غيرها.

 

4 - التواتر هو خبر جماعة يفيد بنفسه القطع ويؤمن تواطئهم وتعمدّهم على الكذب. ويحرز ذلك بكثرة المخبرين ووثاقتهم أو كون الموضوع مصروفاً عنه دواعي الكذب.(3)

 

5 - لا يشترط في التواتر عدد خاصّ في المخبرين والمعيار هو حصول العلم بسبب كثرة المخبرين؛ فربّ عدد يوجب العلم في مورد ولا يوجبه في مورد آخر.

وقال جمع من العامّة باشتراط العدد، ومنهم من اشترط كونهم زائدين على أربعة، ومنهم: من اشترط أن لا يكونوا أقلّ من عشرة؛ لأنّه أوّل جمع الكثرة ومنهم: قال باثني عشر، عدد النقباء، أو عشرين،(4)

لآية العشرين الصابرين، أو السبعين، لاختيار موسى لهم، أو ثلاثمائة وثلاثة عشر، عدد أهل بدر.(5)

قال الشهيد الثاني بعد نقل الأقوال: ولا يخفى ما في هذه الاختلافات من فنون الجزافات.(6)

6 - يشترط في تحقّق التواتر امور:

1 - امتناع تواطؤ المخبرين وتعمدّهم على الكذب.

2 - كون علمهم مستنداً إلى الحسّ.

3 - استواء الطرفين والواسطه، بمعنى أن يبلغ كلّ واحد من الطبقات حدّ الكثرة المذكورة.

4-كون إخبارهم عن علمٍ لاعن شكّ وظنّ.(7)

1 - التمارين:

إذا أخبر رجل ضرب زيد عمراً باليد وأخبر آخر بضربه بالدرّة وثالث بالعصا ورابع بالرجل، هل الحاصل من هذه الأخبار، التواتر اللفظي أو المعنوي؟ وما هو مفهومه؟

* الأخبار الدالّة على رأفة رسول اللّه(ص) تواتر لفظي أو معنوي؟

* حديث الغدير ونصب عليّ(عليه السلام) للخلافة متواتر أم لا؟ وهو من أيّ قسم من أقسام التواتر؟

روى الكليني عن محمد بن يحيى، عن سلمة بن الخطّاب، عن علي بن سيف ... عن أبي عبد اللّه(عليه السلام) قال: ولايتنا ولاية اللّه التي لم يبعث نبيّاً قطّ إلّا بها.(8)

* من هو محمد بن يحيى؟ وماذا قال النجاشي والشيخ في مكانته؟

* ما هو رأي السيّد الخوئي في سلمة بن الخطّاب؟

* ماذا قال النجاشي في مكانة علي بن سيف؟

الخبر المتواتر والواحد والمستفيض‏

7 - ما الفرق بين التواتر اللفظي والمعنوى؟

8 - ما هو المراد من التواتر الإجمالي؟

9 - ماهو المراد من الخبر الواحد؟ وكم هي أقسامه؟

10 - ما هو المراد من الخبر المستفيض؟

11 - ما هو المراد من الخبر العزيز؟

7 - التواتر اللفظي: هو اتّحاد ألفاظ المخبرين في خبرهم كقول النبي(ص): «من كنت مولاه فعليّ مولاه».(9)

والمعنوي: هو اشتمال أخبارهم على معنى مشترك بالتضمّن أو الالتزام ولو تعدّدت ألفاظ المخبرين كما في الأخبار الواردة في بطولة عليّ (عليه السلام) في غزوات النبي(ص) التي تدلّ بالدلالة الالتزاميّة على شجاعته.

8 - التواتر الإجمالي: هو تواتر أخبار في موضوع واحد تختلف سعةً وضيقاً، ويوجد بينها قدر مشترك يتّفق الجميع عليه، كما في الأخبار الواردة حول حجيّة خبر الواحد المختلفة مضامينها من حيث كثرة الشرائط وقلّتها، فيؤخذ بالأخصّ دلالة؛ لكونه المتّفق عليه، وهو خبر العدل الإمامي الضابط الذي عدّله إثنان وليس مخالفاً للكتاب والسنّة.(10)

 

 

9 - الخبر الواحد: هو ما لا ينتهي إلى حدّ التواتر سواء كان الراوي له واحداً أو أكثر، فلا يفيد بنفسه - مع‏(11)

قطع النظر عن القرائن الحاليّة واللفظيّة - إلّا الظنّ، فعلى هذا التعريف، يكون المستفيض والمشهور والعزيز و... من أقسامه(12)

 

وللخبر الواحد أقسام:

* ما يفيد القطع من جهة القرائن الداخليّة.

* ما يفيد القطع من جهة القرائن الخارجيّة.

* ما يفيد الظنّ.

* ما لا يفيد الظنّ أيضاً.(13)

10 - المستفيض: هو الخبر الذي تكثّرت رواته في كلّ مرتبة والأكثر على اعتبار زيادتهم في كلّ طبقة عن ثلاثة.(14)

11 - الخبر العزيز: ما لايرويه أقلّ من إثنين عن إثنين وسمّي عزيزاً؛ لقلّة وجوده، أو لكونه قويّاً.(15)

2 - التمارين:

روى الكليني عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم، عن المنقري، عن حفص بن غياث، عن أبي عبد اللّه(عليه السلام)، قال: إذا رأيتم العالم محبّاً لدنياه فاتّهموه على دينكم؛ فإنّ كلّ محبّ لشى‏ء يحوط ما أحبّ وقال(ص): أوحى اللّه إلى داود(عليه السلام) لا تجعل بيني وبينك عالماً مفتوناً بالدنيا فيصدّك عن طريق محبّتي، فإنّ اُولئك قطّاع طريق عبادي المريدين؛ إنّ أدنى ما أنا صانع بهم أن أنزع حلاوة مناجاتي عن قلوبهم.(16)

* من هو القاسم؟ وما هو مذهبه؟

* من هو المراد من المِنْقَري؟

* ماذا قال النجاشي في مكانة المنقري؟

* بماذا استدلّ السيّد الخوئي على وثاقة حفص بن غياث؟

تعريف الدراية وتقسيم الخبر من حيث العدد

12 - ماهو المراد من الغريب بقول مطلق؟

13 - ماهو المراد من الغريب لفظاً؟

14 - ماالفرق بين الغريب والمشكل ؟

 12 - الخبر الغريب: ماتفرّد بروايته واحد من الرواة وإن تعدّدت الطرق إليه، وقد عدّ العامّة من هذا الباب، حديث «إنّما الأعمال بالنيّات»؛ لأنّه ممّا تفرّد بروايته بعض الصحابة عن النبي(ص) وروى عنه علقمة، وروى عن علقمة، محمد بن إبراهيم، ثمّ تفرّد به يحيى بن سعيد، وحُكي عن إسماعيل الهروي أنّه كتبه عن سبعمائة طريق عن يحيى بن سعيد.(17)

13 - الغريب لفظاً: كلّ حديث يشتمل متنه على لفظ خاصّ غامض بعيد عن الفهم لقلّة استعماله في الشايع من اللغة.

وقالوا: إنّ فهم الحديث الغريب لفظاً، فنّ مهمّ من علوم الحديث يجب أن يتثبّت فيه أشدّ تثبّت.(18)

 

كما ورد عن زيد بن ثابت قال: قال لي رسول اللّه (ص): «... لا تزوجّن شهبرة، ولا لهبرة، ولا نهبرة، ولا هيدرة، ولا لفوتاً، قال زيد: ما عرفت ممّا قلت! قال: ألستم عرباً؟!

أمّا الشهبرة: فالزرقاء البذيّة. وأمّا اللهبرة: فالطويلة المهزولة. وأمّا النهبرة: فالقصيرة الذميمة. أمّا الهيدرة: فالعجوز المدبرة. أمّا اللفوت: فذات ولد من غيرك».(19)

 

وكذا ما روي عن النبي (ص): «لو دعيت بكُراع إلى كُراع لكُراع لأجبت». أي لودعاني العبد إلى بلدة بعيدة لأكل ساق شاة لأجبت.

أحسن كتب اُلّفت في غريب الحديث وأجمعها عند العامّة كتاب «النهاية في غريب الحديث» لابن الأثير المتوفّي سنة 603، وعند الخاصّة كتاب «مجمع البحرين» لفخر الدين الطريحي المتوفّي سنة 1087.

14 - الغريب: - كما مرّ - هو كلّ حديث يشتمل متنه على لفظ خاصّ غامض بعيد عن الفهم.

والحديث المشكل: هو ما يشتمل على مطالب غامضة لايفهمها إلّا العارفون، كما في قول النبي (ص) قال اللّه تعالى: «ما تردّدت في شي‏ء أنا فاعله كتردّدي في موت المؤمن، يكره الموت وأنا أكره مساءته».(20)

قال العلّامة المجلسى(ره) في ذيل هذا الحديث: فلابدّ فيه من تأويل، وفيه: وجوه عند الخاصّة والعامّة، أمّا عند الخاصّة، فثلاثة:

الأوّل: إنّ في الكلام إضماراً، والتقدير: لو جاز عليّ التردّد، ما تردّدت في شي‏ء كتردّدي في وفاة المؤمن.

الثانى: إنّه لمّا جرت العادة بأن يتردّد الشخص في مساءة من يحترمه ويوقّره كالصديق، وأن لا يتردّد فى مساءة من ليس له عنده قدر ولا حرمة كالعدوّ؛ بل يوقعها من غير تردّد وتأمّل، صحّ أن يعبّر عن توقير الشخص واحترامه بالتردّد، وعن إذلاله واحتقاره بعدمه.

فالمعنى: ليس لشي‏ء من مخلوقاتي عندي قدر وحرمة كقدر عبدي المؤمن وحرمته، فالكلام من قبيل الاستعارة التمثيليّة.

الثالث: إنّه ورد من طريق الخاصّة والعامّة، أنّ اللّه سبحانه يظهر للعبد المؤمن عند الاحتضار من اللطف والكرامة والبشارة بالجنّة ما يزيل عنه كراهة الموت، ويوجب رغبته في الانتقال إلى دار القرار، فيقلّ تأذّيه به، ويصير راضياً بنزوله، وراغباً في حصوله، فأشبهت هذه المعاملة معاملة من يريد أن يؤلم حبيبه ألماً يتعقّبه نفع عظيم، فهو يتردّد في أنّه كيف يوصل هذا الألم إليه على وجه يقلّ تأذّيه، فلا يزال يظهر له ما يرغبه فيما يتعقّبه من اللذّة الجسميّة والراحة العظيمة، إلى أن يتلقّاه بالقبول، ويعدّه من الغنائم المؤدّية إلى إدراك المأمول، فيكون فى الكلام استعارة تمثيليّة..(21)

 

3 - التمارين:

في الكافي: عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن ابن مسكان، عن منصور الصيقل، والمعلّى بن خُنيس، قالا: سمعنا أبا عبد اللّه(عليه السلام) يقول: قال رسول اللّه(ص): قال اللّه عزّ وجلّ: ما تردّدت فى شي‏ء أنا فاعله كتردّدي في موت عبدى المؤمن، إنّني لاُحبّ لقاءه و كره الموت فأصرفه عنه، وأنّه ليدعوني فأُجيبه، وأنّه ليسألنى فأعطيه، و لو لم يكن فى الدنيا إلّا واحد من عبيدي مؤمن لاستغنيت به عن جميع خلقى، ولجعلت له من إيمانه أُنساً، لا يستوحش إلى أحد.(22)

 

من هو المراد من أحمد بن محمد في السند؟

من هو المراد من ابن مسكان؟ وماذا قيل في مكانته؟

ماذا قيل في مكانة المعلّى بن خنيس ؟


(1) راجع مصباح المنير: 194,1 والقاموس المحيط: 329,4.

(2) كتقسيمه إلى الصحيح والموثّق والحسن والضعيف والمرسل والمرفوع و... .

كتقسيمه إلى النصّ والظاهر أو المجمل والمبيّن أو المضطرب و... .

(3) أصول الحديث وأحكامه: 26، راجع أيضاً اصول الحديث للدكتور محمد عجّاج الخطيب: 301، الإحكام لابن حزم: 93,1، بتحقيق أحمد شاكر.، المستصفى للغزالي: 105.

(4) ,مقباس الهداية: 111,1.

(5) راجع الإحكام لابن حزم: 94,1، بتحقيق أحمد شاكر، المستصفى للغزالي: 107.

(6) الرعاية: 63.

(7) أصول الحديث وأحكامه: 30، الرعاية في علم الدراية: 62، مقباس الهداية: 105,1.

(8) الكافي: 437,1.

(9) قد نقل العلامة الاميني في كتابه القيّم الغدير (543,1)، 43 نفر من العلماء الذين صرّحوا بصحّة حديث الغدير أو تواتره. كما قال الذهبي الحديث متواتر، أتيّقن أنّ رسول اللّه قاله. (البداية والنهاية: 233,5، حوادث سنة 10) وقال ابن الجزري المتوفّى سنة 833: وهو متواتر أيضا عن النبي، رواه الجمّ الغفير عن الجمّ الغفير، ولا عبرة بمن حاول تضعيفه ممّن لا اطلاع له في هذا العلم وصحّ عن جماعة ممن يحصل القطع بخبرهم. (أسنى المطالب: 48).

وقد ذكر حديث الغدير في الكتب المختصة بجمع الأحاديث المتواترة كالسيوطي ت 911، في «الفوائد المتكاثرة في الأخبار المتواترة»، و«الأزهار المتناثرة في الأحاديث المتواترة»، وهكذا الزبيدي صاحب تاج العروس المتوفى 1205، والكتاني محمد بن جعفر المتوفى 1345، كتابه «نظم المتناثر في الحديث المتواتر»، والمتقي الهندي المتوفى 975 والشيخ علي القاري الهروي.

(10) راجع أصول الحديث وأحكامه: 37.

(11) الرعاية في علم الدراية: 69 ومقباس الهداية: 125,1.

(12) كما صرّح به الشهيد(ره). راجع الرعاية في علم الدراية: 69 -70.

(13) راجع قوانين الاُصول للمحقّق القمّي: 429 ومقباس الهداية: 132,1.

(14) مقباس الهداية: 128,1. راجع الرعاية: 69، الوجيزة: 4، توضيح المقال: 56.

(15) راجع مقباس الهداية: 134,1.

(16) الكافي: 46,1 ح‏4.

(17) مقباس الهداية: 227,1، الرعاية في علم الدراية: 107 وأصول الحديث وأحكامه: 74.

(18) كما في مقباس الهداية: 232,1.

(19) وسائل الشيعة: 35,20 ح 24964.

(20) بحار الأنوار: 22,70.

(21) بحار الأنوار: 155,66.

(22) الكافي: 246,2 ح‏6.

 ابتداى ليست