الفصل السابع في المواعظ والطبّ‏

ويشتمل هذا الفصل على بابين، وعشرة عناوين :

     الباب الأوّل في مواعظه وحكمه ‏عليه السلام‏

 وهو يشتمل على ستّة عناوين:

    أ - مواعظه‏عليه السلام في التوجّه إلى اللّه‏

 ويشتمل هذا العنوان على تسعة موضوعات:

 الأوّل في التقوى:

     موسوعة الإِمام الجوادعليه السلام / ج ٢

 المواعظ والطبّ  

 (۷۷٦) الإربلي رحمه الله: وقال [الجواد]عليه السلام: من استغنى باللّه، افتقر الناس إليه، ومن اتّقى اللّه أحبّه الناس وإن كرهوا(۱).

 (۷۷۷) التستري رحمه الله: وقال عليه السلام في جواب رجل قال له: أوصني بوصيّة جامعة مختصرة؟

 فقال له: صُن نفسك عن عار العاجلة ونار الآجلة(٢).

  -۳ محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: ... محمد بن ريّان، قال احتال المأمون على أبي جعفرعليه السلام بكلّ حيلة ... وكان رجل يقال له: مخارق ... وجعل يضرب بعوده ويغنّي ... .

 وقال‏عليه السلام: اتّق اللّه يا ذا العثنون! ... (۳).

  -٤ الحلواني رحمه الله: وقال [أبو جعفر الجواد]عليه السلام: التحفّظ على قدر الخوف، والطمع على قدر السبيل(٤).

  -٥ ابن الصبّاغ رحمه الله: وعنه [أي الجوادعليه السلام‏] إنّه قال: لو كانت السموات والأرض رتقاً(٥) على عبد ثمّ اتّقى اللّه تعالى لجعل منها مخرجاً(٦).

 

 الثاني في الإخلاص:

 (۷۷٨) محمد بن يعقوب الكليني‏رحمه الله: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن أسباط(۷)، عن بعض أصحابه، عن أبي جعفرعليه السلام أ نّه قال: الإبقاء على العمل، أشدّ من العمل.

 قال: وما الإبقاء على العمل؟

 قال: يصل الرجل بصلة وينفق نفقة للّه وحده لاشريك له، فكتب له سرّاً، ثمّ يذكرها، فتمحى فتكتب له علانية، ثمّ يذكرها، فتمحى وتكتب له رياء(٨).

 (۷۷٩) الإمام الحسن العسكري‏عليه السلام: قال: قال محمد بن علي ‏عليهما السلام: أفضل العبادة، الإخلاص(٩).

 

 الثالث في الدعاء إلى اللّه:

 الدعاء للحبلى:

  -۱ محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: ... عن محمد بن إسماعيل، أو غيره قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: جعلت فداك! الرجل يدعو للحبلى أن يجعل اللّه ما في بطنها ذكراً سويّا؟

 قال: يدعو ما بينه وبين أربعة أشهر، فإنّه أربعين ليلة نطفة، وأربعين ليلة علقة، وأربعين ليلة مضغة، وذلك تمام أربعة أشهر.

 ثمّ يبعث اللّه ملكين خلّاقين، فيقولان: يا ربّ! ما نخلق؟ ذكراً أم أُنثى؟ شقيّاً أو سعيداً؟

 فيقال ذلك ... (۱٠).

 

 الدعاء لرجاء الفرج:

  -۱ محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: ... عن علي بن مهزيار، قال: كتب محمد ابن حمزة الغنوي إليّ، يسألني عن أكتب إلى أبي جعفر عليه السلام في دعاء ... .

 فكتب عليه السلام إليّ: أمّا ما سأل محمد بن حمزة من تعليمه دعاء يرجو به الفرج، فقل له: يلزم: يا من يكفي من كلّ شي‏ء، ولا يكفي، منه شي‏ء، اكفني ما أهمّني ممّا أنا فيه ... (۱۱).

 

 الدعاء لأوّل ليلة من رجب:

 (۷٨٠) الشيخ الطوسي رحمه الله: و روي عن أبي جعفر الثاني عليه السلام أ نّه قال: يستحبّ أن يدعو الإنسان بهذا الدعاء أوّل ليلة من رجب:

 « اللهمّ إنّي اسألك بأنّك مليك، وأنّك على كلّ شي‏ء مقتدر، وأ نّك ما تشاء من أمر، يكن.

 اللهمّ! إنّي أتوجّه إليك بنبيّك محمد نبيّ الرحمةصلى الله عليه وآله وسلم يا محمد، يا رسول‏اللّه! إنّي أتوجّه بك إلى اللّه ربّك وربّي لينجح لي بك طلبتي.

 اللهمّ! بنبيّك محمد، وبالأئمّة من أهل بيته صلّى اللّه عليه وعليهم ،أنجح طلبتي». ثمّ سل حاجتك(۱٢)

 

 الدعاء في شهر رجب:

  -۱ السيّد بن طاووس رحمه الله: ... عن أبي جعفر الثاني‏عليه السلام، قال: قال عليه السلام: إنّ في رجب ليلة هي خير للناس ممّا طلعت عليه الشمس، وهي ليلة سبع وعشرين منه ... وإنّ للعامل فيها - أصلحك اللّه - من شيعتنا مثل أجر عمل ستّين سنة ... وإنّه يستحبّ لك صومه، فإنّه يعادل صوم سنة(۱۳).

 

 ذكر اللّه بعد الفجر:

  -۱ العيّاشي رحمه الله: ... عن أبي جعفر عليه السلام، قال: ... وذكر اللّه بعد طلوع الفجر، أبلغ في طلب الرزق من الضرب في الأرض(۱٤).

 

 الدعاء في الصباح و المساء:

  -۱ محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: ... عن محمد بن الفضيل، قال: كتبت إلى أبي جعفر الثاني عليه السلام، أسأله أن يعلّمني دعاء؟ ... .

 فكتب عليه السلام إليّ: تقول إذا أصبحت وأمسيت: «اللّه، اللّه، اللّه، ربّي الرحمن الرحيم، لا اُشرك به شيئاً» وإن زدت على ذلك فهو خير. ثمّ تدعو بما بدا لك في حاجتك، فهو لكلّ شي‏ء بإذن اللّه تعالى، يفعل اللّه ما يشاء(۱٥٩)

 

 الرابع في التوكّل على اللّه:

 (۷٨۱) الديلمي رحمه الله: قال [أبو جعفر الثاني‏] عليه السلام: الثقة(۱٦) باللّه تعالى ثمن لكلّ غال، وسلّم إلى كلّ عال  (۱۷).

 (۷٨٢) الحلواني رحمه الله: وقال [أبو جعفر الثاني‏] عليه السلام: القصد إلى اللّه تعالى بالقلوب أبلغ من إتعاب الجوارح بالأعمال(۱٨).

 (۷٨۳) لديلمي رحمه الله: وقال [أبو جعفر الثاني‏]عليه السلام: كيف يضيع من اللّه كافله؟! وكيف ينجو من اللّه طالبه؟!

 ومن انقطع إلى غير اللّه وكله اللّه إليه، ومن عمل على غير علم، أفسد أكثر ممّا يصلح(۱٩).

 

 الخامس في الرضا بقضاء اللّه:

 (۷٨٤) الديلمي رحمه الله: وقال [أبو جعفر الثاني‏]عليه السلام: الأيّام تهتك لك الأمر عن الأسرار الكامنة(٢٠).

 (۷٨٥) الديلمي رحمه الله: وقال [أبو جعفر الثاني‏]عليه السلام: الحوائج تطلب بالرجاء، وهي تنزل بالقضاء، والعافية أحسن عطاء(٢۱).

 (۷٨٦) الديلمي رحمه الله: وقال [أبو جعفر الثاني‏]عليه السلام: إذا نزل القضاء ضاق الفضاء(٢٢).

  -٤ محمد بن يعقوب الكليني عليهم السلام: عن علي بن مهزيار، قال: كتب رجل إلى أبي جعفر عليه السلام، يشكو إليه لمماً يخطر على باله؟

 فأجابه ‏عليه السلام في بعض كلامه: إنّ اللّه عزّوجلّ إن شاء ثبّتك، فلايجعل لإبليس عليك طريقاً ...(٢۳).

 

 السادس في قراءة القرآن:

  -۱ محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: ... عن أبي عمرو الحذّاء، قال: ساءت حالي فكتبت إلى أبي جعفر عليه السلام: ...

 فكتب عليه السلام إليّ: أدم قراءة «إنّا أرسلنا نوحاً إلى قومه».

 قال: قرأتها حولاً فلم أر شيئاً، فكتب إليه ... .

 فكتب إلىّ: قد وفى لك الحول، فانتقل منها إلى قرائة «إنّا أنزلناه»...(٢٤).

  -٢ محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: ... إسماعيل بن سهل، قال: كتبت إلى أبي جعفر صلوات اللّه عليه: إنّي قد لزمني دين فادح!

 فكتب عليه السلام: أكثر من الاستغفار، ورطّب شفتيك بقراءة «إنّا أنزلناه»(٢٥).

  -۳ السيّد بن طاووس رحمه الله: ... عن أبي جعفر محمد بن علي بن موسى بن جعفر عليهم السلام قال: من قرأ «إنّا أنزلناه في ليلة القدر» بعد صلاة العصر، عشر مرّات، له على مثل أعمال الخلائق(٢٦).

  -٤ الشيخ الطوسي‏رحمه الله: ... عن الحسن بن علي، عن أبيه، قال: كتب رجل إلى أبي جعفر عليه السلام ... .

 فكتب عليه السلام إليه كتاباً قرأته بخطّه: ... وأكثر من قراءة «إنّا أنزلناه»(٢۷).

  -٥ العلاّمة المجلسي رحمه الله: ... عن الجواد عليه السلام: إنّه من قرأ سورة القدر في كلّ يوم وليلة ستّاً وسبعين مرّة، خلق اللّه له ألف ملك يكتبون ثوابها ستّة وثلاثين ألف عام. ويضاعف اللّه تعالى استغفارهم له ألفي سنة، ألف مرّة...      (٢٨).

 

 السابع في شكر النعمة:

  -۱ محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: ... دعبل بن علي: أ نّه دخل على أبي الحسن الرضا عليه السلام وأمر له بشي‏ء، فأخذه ولم يحمد اللّه.

 قال: فقال له: لِمَ لم تحمد اللّه؟!

 قال: ثمّ دخلت بعد على أبي جعفر عليه السلام وأمر لي بشي‏ء.

 فقلت: الحمد للّه!

 فقال لي: تأدّبت(٢٩).

 (۷٨۷) الإربلي رحمه الله: قال [الجواد]عليه السلام: كفر النعمة داعية المقت، ومن جازاك بالشكر فقد أعطاك أكثر ممّا أخذ منك(۳٠).

 (۷٨٨) ابن شعبة الحرّاني رحمه الله: وروي: أنّ جمّالاً حمله(۳۱) من المدينة إلى الكوفة، فكلّمه في صلته؟.

 وقد كان أبو جعفر عليه السلام وصله بأربعمائة دينار.

 فقال عليه السلام: سبحان اللّه! أما علمت أنّه لاينقطع المزيد من اللّه حتّى ينقطع الشكر من العباد(۳٢).

  -٤ الحلواني رحمه الله: ... وقال [أبو جعفر الثاني‏] عليه السلام: ما شكر اللّه أحد على نعمة أنعمها عليه إلّا استوجب بذلك المزيد قبل أن يظهر على لسانه(۳۳).

 (۷٨٩) الديلمي رحمه الله: وقال [أبو جعفر الثاني‏] عليه السلام: نعمة لاتشكر، كسيّئة لاتغفر(۳٤).

 (۷٩٠) الإربلي رحمه الله: وقال [الجواد]عليه السلام: ماعظمت نعمة اللّه على عبد إلّا عظمت عليه مؤونة الناس. فمن لم يحتمل تلك المؤونة فقد عرض النعمة للزوال(۳٥).

 (۷٩۱) الإربلي رحمه الله: وقال [الجواد]عليه السلام: إنّ للّه عباداً(۳٦) يخصّهم بالنعم، ويقرّها فيهم ما بذلوها، فإذا منعوها نزعها عنهم وحوّلها إلى غيرهم(۳۷).

 (۷٩٢) الإربلي رحمه الله: قال‏[الجوادعليه السلام‏]: استصلاح الأخيار بإكرامهم، والأشرار بتأديبهم، والمودّة قرابة مستفادة، وكفى بالأجل حرزاً.

 ولا يزال العقل والحمق يتغالبان على الرجل إلى ثمانية عشر سنة، فإذا بلغها غلب عليه أكثرهما فيه.

 وما أنعم اللّه عزّ وجلّ على عبد نعمة فعلم أنّها من اللّه إلّا كتب اللّه - جلّ اسمه - له، شكرها قبل أن يحمده عليها ولا أذنب ذنباً فعلم أنّ اللّه مطّلع عليه، إن شاء عذّبه وإن شاء غفر له، إلّا غفر اللّه له قبل أن يستغفره(۳٨).

 

 الثامن في التوبة:

  -۱ الشيخ الصدوق رحمه الله: ... عن علي بن مهزيار، قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السلام ... .

 فكتب عليه السلام : ... ومن كان منكم مذنب فيتوب إلى اللّه سبحانه وتعالى... (۳٩).

  -٢ الحرّ العاملي رحمه الله: ... إنّ رجلاً أربى دهراً من الدهر، فخرج قاصداً أبا جعفر الجوادعليه السلام.

 فقال عليه السلام له: مخرجك من كتاب اللّه، يقول اللّه: «فمن جائه موعظة من ربّه فانتهى فله ما سلف»(٤٠).

 والموعظة هي التوبة، فجهله بتحريمه، ثمّ معرفته به، فما مضى فحلال، وما بقي فليتحفّظ (٤۱).

 (۷٩۳) ابن شعبة الحرّاني‏رحمه الله: وقال [أبو جعفر الثاني‏] عليه السلام: تأخير التوبة اغترار، وطول التسويف حيرة، والاعتلال على اللّه هلكة، والإصرار على الذنب أمن لمكر اللّه، «ولايأمن مكر اللّه إلّا القوم الخاسرون»(٤٢)(٤۳).

 

 التاسع في الاستغفار:

 (۷٩٤) الشيخ الصدوق رحمه الله: أبي رحمه الله، قال: حدّثني سعد بن عبد اللّه، عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي، عن إسماعيل بن سهل، قال: كتبت إلى أبي جعفر الثاني عليه السلام: علّمني شيئاً إذا أنا قلته كنت معكم في الدنيا والآخرة؟

 قال: فكتب بخطّه أعرفه: أكثر من تلاوة(٤٤) «إنّا أنزلناه» ورطّب شفتيك بالاستغفار(٤٥).

  -٢ الحرّ العاملي رحمه الله: ... أحمد بن محمد بن عيسى في نوادره، عن أبي جعفر الثاني عليه السلام في رجل عاهد اللّه عند الحجر أن لايقرب محرّماً أبداً، فلمّا رجع عاد إلى المحرّم؟

 فقال أبو جعفر عليه السلام: ... يستغفر اللّه ويتوب إليه(٤٦).

 

    ب - مواعظه‏عليه السلام في العلم‏

 ويشتمل هذا العنوان على ثلاثة موضوعات:

   الأوّل في العلم والعلماء:

 (۷٩٥) الإربلي رحمه الله: وقال [الجواد]عليه السلام: عليكم بطلب العلم! فإنّ طلبه فريضة، والبحث عنه نافلة، وهو صلة بين الإخوان، ودليل على المروّة، وتحفة في المجالس، وصاحب في السفر، وأنس في الغربة(٤۷).

 (۷٩٦) الإربلي رحمه الله: وقال [الجواد]عليه السلام: العلم علمان: مطبوع ومسموع، ولا ينفع مسموع إذا لم يكن مطبوع، ومن عرف الحكمة لم يصبر على الازدياد منها، الجمال في اللسان، والكمال في العقل(٤٨).

 (۷٩۷) الإربلي رحمه الله: قال [الجواد]عليه السلام: العلماء غرباء، لكثرة الجهّال بينهم(٤٩).

 (۷٩٨) الإربلي رحمه الله: قال [الجواد]عليه السلام: اقصد العلماء للمحجّة الممسك عند الشبهة، والجدل يورث الرياء، ومن أخطأ وجوه المطالب خذلته الحيل، والطامع في وثاق الذل، ومن أحبّ البقاء فليعد للبلاء(٥٠)، قلباً صبوراً(٥۱).

 (۷٩٩) الإربلي رحمه الله: قال [الجواد]عليه السلام: الشريف كلّ الشريف من شرّفه علمه، والسؤدد(٥٢) حقّ السؤدد لمن اتّقى اللّه ربّه، والكريم (كلّ الكريم - ظ - ) من أكرم عن ذلّ النار وجهه(٥۳).

 

 الثاني في النهي عن القول بما لاتعلم:

  -۱ حسين بن عبد الوهّاب رحمه الله:... فقال [أبو جعفرعليه السلام لعمّه عبد اللّه بن موسى‏]: ... يا عمّ! إنّه عظيم عند اللّه أن تقف غداً بين يديه، فيقول لك: لم تفتي عبادي بما لم تعلم، وفي الأُمّة من هو أعلم منك(٥٤).

  -٢ أبو جعفر الطبري رحمه الله: ... محمد بن المحمودي، عن أبيه، قال: ... فقال [أبو جعفر الثاني ‏عليه السلام‏] له [أي عبد اللّه بن موسى‏]:

 يا عمّ! اتّق اللّه، ولا تفت ... .

 يا عبد اللّه! إنّه عظيم عند اللّه أن تقف غداً بين يدي اللّه، فيقول لك: لم أفتيت عبادي بما لاتعلم؟ ... (٥٥).

  -۳ الشيخ المفيد رحمه الله: ... فقال [أبو جعفر الثاني‏عليه السلام لعمّه عبد اللّه بن موسى‏]: ... يا عمّ! اتّق اللّه! اتّق اللّه! إنّه لعظيم أن تقف يوم القيامة بين يدي اللّه عزّ وجلّ، فيقول لك: لم أفتيت الناس بما لاتعلم؟ ... (٥٦) .

 

 الثالث في التدبّر والتأنّي:

 (٨٠٠) ابن شعبة الحرّاني رحمه الله: وقال [أبو جعفر الثاني‏]عليه السلام: إظهار الشي‏ء قبل أن يستحكم، مفسدة له (٥۷)

 (٨٠۱) الإربلي رحمه الله: قال [الجواد]عليه السلام: مقتل الرجل بين لحييه(٥٨)، والرأي مع الإناة(٥٩)، وبئس الظهير الرأي الفطير(٦٠) (٦۱).

 (٨٠٢) التستري رحمه الله: سئل محمد بن علي بن موسى‏عليهم السلام: عن الحزم؟

 فقال‏ عليه السلام : هو أن تنتظر فرصتك، وتعاجل ما أمكنك(٦٢).

 

    ج - مواعظه عليه السلام في الاجتناب عن المعاصي‏

 ويشتمل هذا العنوان على تسعة موضوعات:

   الأوّل في ذمّ اتّباع الهوى:

 (٨٠۳) الإربلي ‏رحمه الله: قال [الجواد]عليه السلام: لن يستكمل العبد حقيقة الإيمان حتّى يؤثر دينه على شهوته، ولن يهلك حتّى يؤثر شهوته على دينه(٦۳).

 (٨٠٤) ابن شعبة الحرّاني رحمه الله: قال له(٦٤) رجل: أوصني؟

 قال عليه السلام: وتقبل؟

 قال: نعم!

 قال: توسّد الصبر، واعتنق الفقر، وارفض الشهوات، وخالف الهوى، واعلم أنّك لن تخلو من عين اللّه، فانظر كيف تكون   (٦٥).

 (٨٠٥) الديلمي رحمه الله: وقال [أبو جعفر الثاني‏] عليه السلام: راكب الشهوات لا تقال عثرته(٦٦) (٦۷).

 (٨٠٦) الديلمي رحمه الله: وقال [أبو جعفر الثاني‏] عليه السلام: من أطاع هواه، أعطى عدّوه مناه(٦٨).

 

 الثاني في من استحسن قبيحاً:

 (٨٠۷) ابن شعبة الحرّاني رحمه الله: وقال [الجواد]عليه السلام: من شهد أمراً فكرهه كان كمن غاب عنه. ومن غاب عن أمر، فرضيه كان كمن شهده(٦٩).

 (٨٠٨) الإربلي ‏رحمه الله: قال [الجواد]عليه السلام: من استحسن قبيحاً كان شريكاً فيه(۷٠).

 

 الثالث في عقوبة من أمّل فاجراً:

 (٨٠٩) الإربلي ‏رحمه الله: قال [الجواد]عليه السلام: من أمّل فاجراً كان أدنى عقوبته الحرمان(۷۱).

 

 الرابع في الظلم و الظالم:

 (٨۱٠) الإربلي رحمه الله: قال [الجواد]عليه السلام: العامل بالظلم، والمعين له، والراضي به شركاء(۷٢).

 (٨۱۱) الإربلي رحمه الله: قال [الجواد]عليه السلام: يوم العدل على الظالم أشدّ من يوم الجور على المظلوم(۷۳).

 

  -۳ ابن حمزة الطوسي رحمه الله:... فقال أبو جعفر عليه السلام: أيّها الراعي، إنّ هذه الشاة تشكوك وتزعم أنّ لها رجلين، وأنّك تحيف عليها بالحلب، فإذا رجعت إلى صاحبها بالعشي لم يجد معها لبناً، فإن كففت من ظلمها، وإلّا دعوت اللّه تعالى أن يبتر عمرك ...(۷٤).

  -٤ أبو عمرو الكشّي رحمه الله:... عن إبراهيم بن محمد الهمداني، قال: كتبت إلى أبي جعفرعليه السلام: أصف له صنع السميع في.

 فكتب عليه السلام بخطّه: عجّل اللّه نصرتك ممّن ظلمك، وكفاك مؤنته، وأبشر بنصر اللّه عاجلاً، وبالأجر آجلاً، وأكثر من حمد اللّه(۷٥).

 

   الخامس في الذنوب:

 (٨۱٢) الإربلي رحمه الله: قال [الجواد]عليه السلام: اثنان عليلان أبداً: صحيح محتم وعليل مخلط.

 موت الإنسان بالذنوب أكثر من موته بالأجل، وحياته بالبّر أكثر من حياته بالعمر (۷٦) .

 

 السادس في النفاق:

 (٨۱۳) الديلمي رحمه الله: وقال [أبو جعفر الثاني‏]عليه السلام: لاتكن وليّاً للّه تعالى في العلانية، عدوّاً له في السرّ (۷۷)

 

 السابع في العُجب:

 (٨۱٤) الحلواني رحمه الله: وقال [أبو جعفر الثاني‏]عليه السلام: أحسن من العجب بالقول، أن لا يقول (۷٨)

 

 الثامن في سوء العادة:

 (٨۱٥) الحلواني رحمه الله: وقال [أبو جعفر الثاني‏] عليه السلام: سوء العادة كمين لايؤمن(۷٩)

 

 التاسع في الفتك والاغتيال:

  -۱ أبو عمرو الكشّي رحمه الله:... إسحاق الأنباري، قال: قال لي أبو جعفر الثاني عليه السلام: ... وإيّاك والفتك!

 فإنّ الإسلام قد قيّد الفتك، وأشفق إن قتلته [أي أبا السمهري‏] ظاهراً أن تسأل لم قتلته. ولا تجد السبيل إلى تثبيت حجّة، ولا يمكنك إدلاء الحجّة، فتدفع ذلك عن نفسك، فيسفك دم مؤمن من أوليائنا بدم كافر، عليكم بالاغتيال ... (٨٠)

 

    د - مواعظه عليه السلام في الشئون الاجتماعيّة

 ويشتمل هذا العنوان على ستّة وعشرين موضوعاً:

   الأوّل في المشورة:

  -۱ العيّاشي رحمه الله: ... علي بن مهزيار، قال: كتب إليّ أبو جعفر عليه السلام: أن سل فلاناً أن يشير عليّ، و يتخيّر لنفسه، فهو يعلم ما يجوز في بلده، وكيف يعامل السلاطين. فإنّ المشورة مباركة... (٨۱)

 (٨۱٦) الديلمي رحمه الله: وقال [أبو جعفر الثاني‏] عليه السلام: من هجر المداراة قارنه(٨٢) المكروه.

 ومن لم يعرف الموارد أعيته المصادر.

 ومن انقاد إلى الطمأنينة قبل الخبرة فقد عرض نفسه للهلكة، وللعاقبة المتعبة(٨۳).

 

 الثاني في الاستخارة:

  -۱ العلّامة المجلسي رحمه الله: ... ومن كتاب [محمد الجواد عليه السلام‏] إلى علي بن أسباط : ... فهمت ما استأمرت فيه من أمر ضيعتيك اللتين، تعرّض لك السلطان فيهما، فاستخر اللّه مائة مرّة، خيرة في عافية ... ولتكن الاستخارة بعد صلاتك ركعتين. ولاتكلّم أحداً بين أضعاف الاستخارة... (٨٤).

  -٢ العلّامة المجلسي رحمه الله:... عن علي بن مهزيار، قال: كتب أبو جعفر الثاني عليه السلام إلى إبراهيم بن شيبة: فهمت ما استأمرت فيه من ضيعتك التي تعرّض لك السلطان فيها. فاستخر اللّه مائة مرّة... ولاتتكلّم بين أضعاف الاستخارة حتّى تتمّ المائة إن شاء اللّه(٨٥).

 

 الثالث في الاُخوّة:

 (٨۱۷) الإربلي رحمه الله: قال [الجواد]عليه السلام: فساد الأخلاق بمعاشرة السفهاء، وصلاح الأخلاق بمنافسة العقلاء.

 والخلق أشكال، فكلٌّ يعمل على شاكلته، والناس إخوان.

 فمن كانت أُخوّته في غير ذات اللّه فإنّها تحوز عداوة، وذلك قوله تعالى: «الأخلّاء يومئذ بعضهم لبعض عدوّ إلّا المتّقين»(٨٦)(٨۷).

 (٨۱٨) الخطيب البغدادي رحمه الله: أخبرني محمد بن الحسين القطّان، أخبرنا الحسن بن محمد بن يحيى العلوي، حدّثنا أبو جعفر الحسن بن علي بن جعفر القميّ، حدّثنا جعفر بن محمد بن مالك الكوفي الأسدي، عن عبد الرحمن بن أبي عران، عن الحسن بن علي بن جعفر القميّ، حدّثنا جعفر بن محمد بن مالك الكوفي الأسدي، عن عبد الرحمن، عن محمد بن زيد الشبيه، قال: سمعت ابن الرضا محمد بن علي بن موسى [عليهم السلام‏]، يقول: من استفاد أخاً في اللّه فقد استفاد بيتاً في الجنّة(٨٨).

 (٨۱٩) الإربلي رحمه الله: قال [الجواد]عليه السلام: لايفسدك الظنّ(٨٩) على صديق وقد أصلحك اليقين له، ومن وعظ أخاه سرّاً فقد زانه، ومن وعظ علانية فقد شانه(٩٠)

 (٨٢٠) الديلمي رحمه الله: وقال [أبو جعفر الثاني‏] عليه السلام: من لم يرض من أخيه بحسن النيّة لم يرض منه بالعطيّة(٩۱).

 (٨٢۱) الشيخ المفيد رحمه الله: حدّثني الشريف الصالح أبو محمد الحسن بن حمزة رحمه الله: قال: حدّثني أبو الحسن علي بن الفضل(٩٢)، قال: حدّثني أبو تراب عبيد اللّه بن موسى، قال: حدّثني أبو القاسم عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني رحمه الله: قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي بن موسى عليهم السلام، يقول: ملاقاة الإخوان نشرة(٩۳) وتلقيح للعقل(٩٤)، وإن كان نزراً قليلاً(٩٥)

 

 الرابع في المصاحبة:

 (٨٢٢) الديلمي رحمه الله: وقال [أبو جعفر الثاني‏] عليه السلام: إيّاك ومصاحبة الشرير! فإنّه كالسيف، يحسن منظره، ويقبح أثره(٩٦).

 (٨٢۳) التستري رحمه الله: قال محمد بن علي بن موسى بن جعفر عليهم السلام للمتوكّل في كلام دار بينهما: لاتطلب الصفا ممّن كدرت عليه، ولا النصح ممّن صرفت بسوء ظنّك إليه. وإنّما قلب غيرك لك كقلبك له (٩۷).

 (٨٢٤) محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: الحسين بن محمد، عن معلّى بن محمد، عن احمد بن محمد بن إبراهيم الأرمني، عن الحسن بن علي بن يقطين، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: من أصغى إلى ناطق فقد عبده، فإن كان الناطق يؤدّي عن اللّه عزّ وجلّ فقد عبد اللّه، وإن كان الناطق يؤدّي عن الشيطان فقد عبد الشيطان(٩٨).

 (٨٢٥) الديلمي رحمه الله: وقال [أبو جعفر الثاني‏] عليه السلام: قد عاداك من ستر عنك الرشد؛ اتّباعاً لما تهواه(٩٩).

 (٨٢٦) الحلواني رحمه الله: وقال [أبو جعفر الثاني‏] عليه السلام: كفى بالمرء، خيانة أن يكون أميناً للخونة(۱٠٠).

 (٨٢۷) الديلمي رحمه الله: وقال [أبو جعفر الثاني‏] عليه السلام: لاتعاد(۱٠۱) أحداً حتّى تعرف الذي بينه وبين اللّه تعالى، فإنّ كان محسناً لايسلّمه إليك، وإن كان مسيئاً فإنّ علمك به يكفيكه فلاتعاده(۱٠٢).

 (٨٢٨) الديلمي رحمه الله: وقال [أبو جعفر الثاني‏] عليه السلام: لا يضرّك سخط من رضاه الجور(۱٠۳).

  -٨ أبو عمرو الكشّي رحمه الله: ... أبو علي المحمودي محمد بن أحمد بن حمّاد المروزي، قال: كتب أبو جعفر عليه السلام : ... أمّا الدنيا فنحن فيها متفرّجون في البلاد ولكن، من هوى، هوى صاحبه فإن [دان‏] بدينه، فهو معه وإن كان نائياً عنه، وأمّا الآخرة فهي دار القرار(۱٠٤).

  -٩ ابن شعبة الحرّاني رحمه الله: وكتب [أبو جعفر الثاني عليه السلام‏] ... أمّا هذه الدنيا فإنّا فيها مغترفون، ولكن من كان هواه هوى صاحبه ودان بدينه، فهو معه حيث كان، والآخرة هي دار القرار(۱٠٥).

 

 الخامس في منشأ اختلاف الناس:

 (٨٢٩) الإربلي رحمه الله: وقال [الجواد]عليه السلام: لو سكت الجاهل، ما اختلف الناس(۱٠٦)

 

 السادس في ملامة الناس:

 (٨۳٠) الحلواني رحمه الله: وقال [أبو جعفر الثاني‏] عليه السلام: من عتب من غير ارتياب، أعتب من غير استعتاب   (۱٠۷)

 

 السابع في المداراة:

  -۱ الشيخ المفيد رحمه الله: ... عن بكر بن صالح، قال: كتب صهر لي إلى أبي جعفر الثاني عليه السلام: إنّ أبي ناصب، خبيث الرأي ... أفترى أن أكُاشفه أم اُداريه؟

 فكتب عليه السلام: ... والمداراة خير لك من المكاشفة ومع العسر يسراً، فاصبر فإنّ العاقبة للمتّقين... (۱٠٨)

  -٢ الراوندي رحمه الله: عن علي بن جرير [قال‏]: كنت عند أبي جعفر بن الرضا عليهما السلام جالساً، وقد ذهبت شاة لمولاة له، فأخذوا بعض الجيران يجرّونهم إليه ... .

 فقال أبو جعفر عليه السلام: خلّوا عن جيراننا فلم يسرقوا شاتكم، الشاة في دار فلان، فاذهبوا فأخرجوها من داره ... .

 ويحكم! ظلمتم هذا الرجل، فإنّ الشاة دخلت داره وهو لايعلم بها.

 فدعاه، فوهب له شيئاً بدل ما خرق من ثيابه وضربه ... (۱٠٩).  

 

 الثامن في الصبر:

 (٨۳۱) الإربلي رحمه الله: قال [الجواد]عليه السلام: الصبر على المصيبة، مصيبة على الشامت بها(۱۱٠).

  -٢ محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: ... عن علي بن مهزيار كتب إلى أبي جعفر عليه السلام رجل ... .

 وكتب عليه السلام إليه: أما علمت أنّ اللّه عزّ وجلّ يختار من مال المؤمن ومن ولده أنفسه، ليأجره على ذلك(۱۱۱).

  -۳ محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: ... عن ابن مهران، قال: كتب أبو جعفر الثاني عليه السلام إلى رجل: ذكّرت مصيبتك بعلي ابنك، وذكّرت أنّه كان أحبّ ولدك إليك.

 وكذلك اللّه عزّ وجلّ إنّما يأخذ من الوالد وغيره أزكى ما عند أهله، ليعظّم به أجر المصاب بالمصيبة ... (۱۱٢).

  -٤ ابن شعبة الحرّاني رحمه الله: ... فوقّع [أبو جعفر الجواد عليه السلام‏] بخطّه: إنّ أنفسنا وأموالنا من مواهب اللّه الهنيئة، وعواريه المستودعة، يمتّع بما متّع منها في سرور وغبطة، ويأخذ ما أخذ منها في أجر وحسبة.

 فمن غلب جزعه على صبره حبط أجره، ونعوذ باللّه من ذلك(۱۱۳).  

  -٥ الراوندي رحمه الله: عن محمد بن فضيل الصيرفي، قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السلام ... .

 فلمّا صرت إلى المدينة ودخلت عليه نظرعليه السلام إليّ فقال: ... إنّه ستصيب وجعاً، فاصبر، فأيّما رجل من شيعتنا اشتكى فصبر واحتسب، كتب اللّه له أجر ألف شهيد ... (۱۱٤).

 (٨۳٢) المحدّث القميّ رحمه الله: وقال [الجواد] عليه السلام: اصبر على ما تكره فيما يلزمك الحقّ. واصبر عمّا تحبّ فيما يدعوك إلى الهوى(۱۱٥).

 (٨۳۳) الحلواني رحمه الله: قال [أبو جعفر الثاني‏] عليه السلام: اتّئد(۱۱٦) تصب، أو تكد(۱۱۷) (۱۱٨).

 

 التاسع في الأدب:

 (٨۳٤)الديلمي رحمه الله: وقال الجواد عليه السلام: ما اجتمع رجلان إلّا كان أفضلهما عند اللّه، آدبهما.

 فقيل: يا ابن رسول اللّه! قد عرفنا فضله عند الناس، فما فضله عند اللّه؟

 فقال: بقرائة القرآن كما أُنزل، ويروي حديثنا كما قلنا، ويدعو اللّه مغرماً بدعائه.

 وحقيقة الأدب: اجتمال خصال الخير، وتجافي خصال الشرّ، وبالأدب يبلغ الرجل مكارم الأخلاق في الدنيا والآخرة، ويصل به إلى الجنّة.

 والأدب عند الناس النطق بالمستحسنات لا غير، وهذا لايعتدّ به ما لم يوصل بها إلى رضاء اللّه سبحانه والجنّة.

 والأدب هو أدب الشريعة، فتأدّبوا بها، تكونوا أُدباء حقّاً.  

 ومن صاحب الملوك بغير أدب، أسلمه ذلك إلى الهلكة، فكيف بمن يصاحب ملك الملوك وسيّد السادات(۱۱٩).  

 

 العاشر في ردّ السلام:

  -۱ الحرّ العاملي رحمه الله: ... حكى أبو يزيد البسطامي: ... فقلت في نفسي: هذا صبيّ إن سلّمت عليه لما يعرف السلام، وإن تركت السلام، اخللت بالواجب، فأجمعت رأيي على أن اسلّم عليه، فسلّمت عليه.

 فرفع [أبو جعفر الجواد عليه السلام‏] رأسه إليّ وقال: والذي رفع السماء وبسط الأرض، لولا ما أمر اللّه به من ردّ السلام لما رددت عليك. استصغرت أمري، واستحقرتني لصغر سنّي!؟

 عليك السلام ورحمة اللّه وبركاته، وتحيّاته ورضوانه ... (۱٢٠).  

 

   الحادي عشر في جلب المحبّة:

 (٨۳٥) الإربلي رحمه الله: وقال: [الجواد]عليه السلام: ثلاث خصال تجتلب بهنّ المحبّة(۱٢۱)، الانصاف في المعاشرة، والمواساة في الشدّة، والانطواع والرجوع إلى قلب سليم(۱٢٢).

 

 الثاني عشر في أنّ الغنى توجب الكرامة:

 (٨۳٦) الحلواني رحمه الله: وقال [الجواد]عليه السلام: من استغنى كرم على أهله.

 فقيل له: وعلى غير أهله؟

 فقال: لا! إلّا أن يكون يجدي عليهم نفعاً.

 ثمّ قال عليه السلام للذي قال له: من أين قلت؟

 قال: لأنّ رجلاً قال في مجلس بعض الصادقين ‏عليهم السلام : إنّ الناس يكرمون الغنيّ وإن كانوا لاينتفعون بغناه.

 فقال: ذلك لأنّ معشوقهم عنده(۱٢۳).

 

 

 الثالث عشر في الصدقة:

  -۱ الراوندي رحمه الله: عن القاسم بن المحسن [قال‏]: كنت فيما بين مكّة والمدينة، فمرّ بي أعرابي ضعيف الحال، فسألني شيئاً، فرحمته فأخرجت له رغيفاً فناولته إيّاه، فلمّا مضى عنّي، هبّت ريح زوبعة فذهب بعمامتي من رأسي ... .

 فلمّا دخلت المدينة صرت إلى أبي جعفر ابن الرضا عليهما السلام، فقال لي: ... تصدّقت على الأعرابي، فشكره اللّه لك، وردّ إليك عمامتك، و: «إنّ اللّه لايضيع أجر المحسنين»(۱٢٤)(۱٢٥)

 (٨۳۷) الإمام الحسن العسكري عليه السلام : قال: ودخل رجل على محمد ابن علي ابن موسى الرضا عليهم السلام وهو مسرور، فقال: مالي أراك مسروراً؟

 قال: يا ابن رسول اللّه! سمعت أباك يقول: أحقّ يوم بأن يسرّ العبد فيه يوم يرزقه اللّه صدقات ومبرّات وسدّ خلّات من إخوان له مؤمنين، وإنّه قصدني اليوم عشرة من إخواني المؤمنين الفقراء، لهم عيالات، فقصدوني من بلد كذا وكذا، فأعطيت كلّ واحد منهم، فلهذا سروري.

 فقال محمد بن علي عليهما السلام: لعمري! إنّك حقيق بأن تسرّ إن لم تكن أحبطته، أولم تحبطه فيما بعد.

 فقال الرجل: وكيف أحبطته وأنا من شيعتكم الخلّص!؟

 قال: هاه، قد أبطلت برّك بإخوانك وصدقاتك.

 قال: وكيف ذاك يا ابن رسول اللّه!؟  

 قال له محمد بن علي عليهما السلام: إقرأ قول اللّه عزّ وجلّ: «يا أيّها الذين آمنوا لاتبطلوا صدقاتكم بالمنّ والأذى»(۱٢٦).

 قال الرجل: يا ابن رسول اللّه! ما مننت على القوم الذين تصدّقت عليهم ولا آذيتهم.

 قال له محمد بن علي عليهما السلام: إنّ اللّه عزّ وجلّ إنّما قال: «لاتبطلوا صدقاتكم بالمنّ والأذى» ولم يقل: لاتبطلوا بالمنّ على من تتصدّقون عليه، [وبالأذى لمن تتصدّقون عليه‏] وهو كلّ أذى.

 أفترى أذاك للقوم الذين تصدّقت عليهم أعظم، أم أذاك لحفظتك وملائكة اللّه المقرّبين حواليك، أم أذاك لنا؟

 فقال الرجل: بل هذا يا ابن رسول اللّه!

 فقال: فقد آذيتني وآذيتهم، وأبطلت صدقتك.

 قال: لماذا؟!

 قال: لقولك: وكيف أحبطته وأنا من شيعتكم الخلّص؟  

 ويحك! أتدري من شيعتنا الخلّص؟ [قال: لا! قال: شيعتنا الخلّص‏] حزقيل المؤمن، مؤمن آل فرعون، وصاحب يس، الذي قال اللّه تعالى: [فيه ]«وجاء من أقصا المدينة رجل يسعى»(۱٢۷).

 وسلمان وأبوذرّ والمقداد وعمّار، أسوّيت نفسك بهؤلاء، أما آذيت بهذا الملائكة، وآذيتنا؟

 فقال الرجل: أستغفر اللّه وأتوب إليه، فكيف أقول؟

 قال: قل: أنا من مواليكم ومحبّيكم ومعادي أعدائكم، وموالي أوليائكم.   

 فقال: كذلك أقول، وكذلك أنا يا ابن رسول اللّه! وقد تبت من القول الذي أنكرته، وأنكرته الملائكة، فما أنكرتم ذلك إلّا لإنكار اللّه عزّ وجلّ.   

 فقال محمد بن علي بن موسى الرضا عليهم السلام: الآن قد عادت إليك مثوبات صدقاتك، وزال عنها الإحباط(۱٢٨).

 

 الرابع عشر في أداء الدين:

  -۱ محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: ... عن أبي تمامة، قال: قلت لأبي جعفر الثاني عليه السلام: إنّي أُريد أن ألزم مكّة أو المدينة ... .

 فقال عليه السلام: ... وانظر أن تلقى اللّه تعالى وليس عليك دين، إنّ المؤمن لايخون(۱٢٩).

  -٢ محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: ... إسماعيل بن سهل، قال: كتبت إلى أبي جعفر صلوات اللّه عليه إنّي قد لزمني دين فادح.

 فكتب صلوات اللّه عليه عليه السلام: أكثر من الاستغفار، ورطّب لسانك بقرائة «إنّا أنزلناه»(۱۳٠)

 

 الخامس عشر في ثمرة قبول نصيحة الإمام عليه السلام:

  -۱ الراوندي رحمه الله: ... أُميّة بن علي القيسي، قال: دخلت أنا وحمّاد بن عيسى على أبي جعفر عليه السلام بالمدينة لنودّعه.

 فقال لنا: لاتخرجا إلى غد.

 قال: فلمّا خرجنا من عنده، قال حمّاد: أنا أخرج. فقد خرج ثقلي، قلت: أمّا أنا فأُقيم.

 قال: فخرج حمّاد، فجرى الوادي تلك الليلة فغرق فيه، وقبره بسيالة(۱۳۱) .

  -٢ السيّد بن طاووس رحمه الله: ... قال أبو جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السلام: يا أمير المؤمنين!

 قال: لبّيك وسعديك!

 قال: لك عندي نصيحة فاقبلها.

 قال المأمون: بالحمد والشكر فما ذاك يا ابن رسول اللّه!؟

 قال: أُحبّ لك أن لاتخرج بالليل، فإنّي لا آمن عليك من هذا الخلق المنكوس. وعندي عقد تحصّن به نفسك، وتحرز به من الشرور والبلايا والمكاره والآفات والعاهات، كما أنقذني اللّه منك البارحة.

 ولو لقيت به جيوش الروم والترك واجتمع عليك وعلى غلبتك أهل الأرض جميعاً ما تهيّأ لهم منك شي‏ء بإذن اللّه الجبّار ... .

 ولم يفارق [المأمون‏] الحرز عند كلّ غزاة ومحاربة وكان ينصره اللّه عزّ وجلّ بفضله، ويرزقه الفتح بمشيئته ... (۱۳٢) .

 

 السادس عشر في ثمرة هداية أيتام آل محمد صلوات اللّه عليهم:

  -۱ الإمام الحسن العسكري عليه السلام: وقال محمد بن علي عليه السلام: إنّ من تكفّل بأيتام آل محمد المنقطعين عن إمامهم، المتحيّرين في جهلهم، الأسراء في أيدي شياطينهم، وفي أيدي النواصب من أعدائنا.

 فاستنقذهم منهم، وأخرجهم من حيرتهم، وقهر الشياطين بردّ وساوسهم، وقهر الناصبين بحجج ربّهم، ودليل أئمّتهم.

 ليفضّلون عند اللّه تعالى على العابد بأفضل المواقع بأكثر من فضل السماء على الأرض، والعرش، والكرسي، والحجب [على السماء].

 وفضلهم على هذا العابد كفضل القمر ليلة البدر على أخفى كوكب في السماء(۱۳۳)

   

 السابع عشر في ثمرة فعل المعروف:

 (٨۳٨) الشيخ الصدوق رحمه الله: حدّثنا أبي رضي اللّه عنه، قال: حدّثنا محمد ابن يحيى العطّار، عن محمد بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد(۱۳٤) بإسناده، رفعه إلى أبي جعفر عليه السلام أنّه قال: الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر خلقان من خلق اللّه عزّوجلّ، فمن نصرهما أعزّه اللّه، ومن خذلهما خذله اللّه عزّوجلّ(۱۳٥) .

 (٨۳٩) الإربلي رحمه الله: وقال الجواد عليه السلام: أهل المعروف إلى اصطناعه أحوج من أهل الحاجة إليه، لأنّ لهم أجره(۱۳٦) وفخره وذكره، فمهما اصطنع الرجل من معروف فإنّما يبدأ فيه بنفسه، فلايطلبنّ شكر ما صنع إلى نفسه من غيره(۱۳۷) .  

 

 الثامن عشر في قبول هديّة غير المسلم:

  -۱ أبو عمرو الكشّي رحمه الله: ... عن إبراهيم بن مهزيار: ... أُهديت إليّ من طرسوس، ... .

 فكتب [أبو جعفر عليه السلام ]وقرأته: إقبل منهم إذا أُهدي إليك دراهم أو غيرها، فإنّ رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم لم يردّ هديّة على يهودي ولانصراني(۱۳٨).

 

 التاسع عشر في التورية:

  -۱ الإمام الحسن العسكري عليه السلام: قال: وقال رجل لمحمد بن علي عليهما السلام: يا ابن رسول اللّه! مررت اليوم، بالكرخ فقالوا: هذا نديم محمد بن علي إمام الرافضة، فاسألوه من خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟

 فإن قال: علي، فاقتلوه، وإن قال: أبو بكر، فدعوه.

 فانثال عليّ منهم خلق عظيم، وقالوا لي: من خير الناس بعد رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم؟

 فقلت مجيباً لهم: خير الناس بعد رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم أبو بكر، وعمر، وعثمان، وسكتّ ولم أذكر عليّاً... وإنّما أردت أخير [الناس‏]؟! أي أهو خير؟ - استفهاماً لا إخباراً - فهل عليّ يا ابن رسول اللّه في هذا حرج؟

 فقال محمد بن علي عليهما السلام: قد شكر اللّه لك بجوابك هذا، وكتب لك أجره ... (۱۳٩).

 

 العشرون في كنس البيت:

 (٨٤٠) محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: عدّة من أصحابنا، عن احمد بن أبي عبد اللّه(۱٤٠)، عن بعض أصحابه، رفعه إلى أبي جعفر عليه السلام قال: كنس البيت ينفي الفقر(۱٤۱)

 

 الحادي والعشرون في إقامة العزاء:

  -۱ أبو عمرو الكشّي رحمه الله:... أبو طالب القميّ، قال: كتبت إلى أبي جعفر ابن الرضا عليهما السلام: فأذن لي أن أرثي أبا الحسن‏عليه السلام أعني أباه.

 قال: فكتب عليه السلام إليّ: اُندبني، واندب أبي(۱٤٢) .

  -٢ أبو جعفر الطبري رحمه الله: قال أُميّة بن علي: كنت بالمدينة، وكنت أختلف إلى أبي جعفر عليه السلام... فدعا جاريته يوماً، فقال لها: قولي لهم يتهيّأون للمأتم، ... (۱٤۳) .

 

   الثاني والعشرون في أوصاف الزينة:

 (٨٤۱) الإربلي رحمه الله: وقال [الجواد]عليه السلام: العفاف زينة الفقر، والشكر زينة الغنى، والصبر زينة البلاء.

 والتواضع زينة الحسب، والفصاحة زينة الكلام، والعدل زينة الإيمان، والسكينة زينة العبادة، والحفظ  زينة الرواية،

 وخفض الجناح زينة العلم، وحسن الأدب زينة العقل، وبسط الوجه زينة الحلم(۱٤٤) .

 والإيثار زينة الزهد، وبذل المجهود زينة النفس، وكثرة البكاء زينة الخوف، والتقلّل(۱٤٥) زينة القناعة، وترك المنّ زينة المعروف.

 والخشوع زينة الصلاة، وترك ما لا يعني زينة الورع(۱٤٦)

 

 الثالث والعشرون في آداب المائدة وما يسقط من الخوان:

  -۱ الحضيني رحمه الله: ... محمد بن الوليد بن يزيد، أتيت أبا جعفر عليه السلام فوجدت في داره ... إذ أقبل نحوي غلام قد حمل إليّ خواناً فيه طعام الواناً وغلام آخر معه طست وإبريق، فوضعه بين يدي.

 وقال لي: مولاي يأمرك أن تغسل يديك وتأكل.

 فغسلت يدي وأكلت، فإذاً بأبي جعفرعليه السلام قد أقبل، فقمت إليه، فأمرني بالجلوس.

 فجلست وأكلت، فنظر إلى الغلام: ارفع ما سقط من الخوان على الأرض.

 فقال له: ما كان معك في الصحراء فدعه، ولو كان فخذ شاة.

 وما كان معك في البيت فالقطه وكله، فإنّ فيه رضى الربّ ومجلبة الرزق ... (۱٤۷) .

 

 الرابع والعشرون في النكاح:

  -۱ محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله:... الحسين بن بشّار الواسطي، قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السلام ... فكتب إليّ: من خطب إليكم فرضيتم دينه، وأمانته فزوّجوه، ... (۱٤٨).

  -٢ السيّد بن طاووس رحمه الله: ... لمّا زوّج المأمون أبا جعفر محمد بن علي بن موسى‏عليهم السلام ابنته، كتب [عليه السلام‏] إليه: إنّ لكلّ زوجة صداقاً من مال زوجها... (۱٤٩) .

 (٨٤٢) ابن شعبة الحرّاني رحمه الله: فقال له [أي لأبي جعفر محمد بن الرضا عليهما السلام‏] أبو هاشم الجعفري في يوم تزوّج أُمّ الفضل ابنة المأمون: يا مولاي! لقد عظمت علينا بركة هذا اليوم.

 فقال عليه السلام: يا أبا هاشم! عظمت بركات اللّه علينا فيه.

 قلت: نعم يا مولاي! فما أقول في اليوم؟

 فقال: قل(۱٥٠) فيه خيراً، فإنّه يصيبك.

 قلت: يا مولاي! أفعل هذا ولا اُخالفه.

 قال عليه السلام: إذاً ترشد ولاترى إلّا خيراً(۱٥۱) .

 

 الخامس والعشرون في تسمية الولد:

  -۱ أبو جعفر الطبري رحمه الله: ... أبو جعفر محمد بن علي الشلمغاني، قال: حجّ إسحاق بن إسماعيل في السنة التي خرجت الجماعة إلى أبي جعفرعليه السلام، قال إسحاق: فأعددت له في رقعة عشر مسائل لأسأله عنها، وكان لي حمل ... .

 قال ‏عليه السلام لي: يا أبا يعقوب! سمّه أحمد ... (۱٥٢) .

 

    ه - مواعظه عليه السلام في صفات المؤمن‏

 ويشتمل هذا العنوان على ستّة موضوعات:

  الأوّل في نيّة المؤمن:

  -۱ الشيخ الطوسي رحمه الله: ... علي بن مهزيار، قال: كتب إليه أبو جعفرعليه السلام : ... فإنّ نيّة المؤمن خير من عمله ...(۱٥۳) .

 

 الثاني في ما يحتاج إليه المؤمن:

 (٨٤۳) ابن شعبة الحرّاني رحمه الله: وقال [أبو جعفر الثاني‏] عليه السلام: المؤمن يحتاج(۱٥٤) إلى توفيق من اللّه، وواعظ من نفسه، وقبول ممّن ينصحه(۱٥٥) .

 

 الثالث في عنوان صحيفة المؤمن:

 (٨٤٤) الإربلي رحمه الله: وقال [الجواد]عليه السلام: من أمّل إنساناً فقد هابه، ومن جهل شيئاً عابه، والفرصة خلسة، ومن كثر همّه سقم جسده، والمؤمن لايشتفي غيظه، وعنوان صحيفة المؤمن حسن خلقه.

 وقال في موضع آخر: عنوان صحيفة السعيد حسن الثناء عليه(۱٥٦) .

   

 الرابع في عزّ المؤمن:

  -۱ الديلمي رحمه الله: وقال [أبو جعفر الثاني‏] عليه السلام: عزّ المؤمن(۱٥۷) في غناه عن الناس(۱٥٨)

 

 الخامس في الاستعداد للموت:

 (٨٤٥)الشيخ الصدوق رحمه الله: حدّثنا محمد بن القاسم المفسّر، قال: حدّثنا أحمد بن الحسن الحسيني، عن الحسن بن علي، عن أبيه، عن علي بن محمدعليهما السلام، قال: قيل لمحمد بن علي بن موسى صلوات اللّه عليهم: ما بال هؤلاء المسلمين يكرهون الموت؟

 قال: لأنّهم جهلوه، فكرهوه، ولو عرفوه وكانوا من أولياء اللّه عزّوجلّ لأحبّوه، ولعلموا أنّ الآخرة خير لهم من الدنيا.

 ثمّ قال عليه السلام: يا أبا عبد اللّه! ما بال الصبي والمجنون يمتنع من الدواء المنقي لبدنه والنافي للألم عنه؟

 قال: لجهلهم بنفع الدواء.

 قال: والذي بعث محمداً بالحقّ نبيّاً ! إنّ من استعدّ للموت حقّ الاستعداد فهو أنفع له من هذا الدواء لهذا المتعالج، أما إنّهم لو عرفوا ما يؤدّي إليه الموت من النعيم لاستدعوه وأحبّوه أشدّ ما يستدعي العاقل الحازم الدواء لدفع الآفات واجتلاب السلامات  (۱٥٩).

 

 السادس في زيارة قبر المؤمن:

 (٨٤٦) أبو عمرو الكشّي رحمه الله: وجدت في كتاب محمد بن الحسين بن بندار القميّ بخطّه: حدّثني محمد بن يحيى العطّار، عن محمد بن أحمد بن يحيى، قال: كنت بفيد(۱٦٠)، فقال لي محمد بن علي بن بلال: مر بنا إلى قبر محمد ابن إسماعيل بن بزيع لنزوره. فلمّا أتيناه جلس عند رأسه مستقبل القبلة، والقبر أمامه، ثمّ قال: أخبرني صاحب هذا القبر، يعني محمد بن إسماعيل بن بزيع، أنّه سمع أبا جعفر عليه السلام يقول: من زار قبر أخيه المؤمن، فجلس عند قبره، واستقبل القبلة، ووضع يده على القبر، وقرء «إنّا أنزلناه في‏ليلة القدر»(۱٦۱) سبع مرّات، أمن من الفزع الأكبر(۱٦٢).

 

    و - مواعظه عليه السلام في آداب الصلاة

 ويشتمل هذا العنوان على ثلاثة موضوعات:

   الأوّل في إتمام الركوع:

  -۱ محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: ... عن سعيد بن جناح، قال: كنت عند أبي جعفرعليه السلام في منزله بالمدينة.

 فقال مبتدئاً: من أتمّ ركوعه لم تدخله وحشة في القبر(۱٦۳).

 

 الثاني في صلاة الجماعة:

  -۱ محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: ... عن أبي علي بن راشد، قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: ... .

 فقال عليه السلام: لاتصلّ إلّا خلف من تثق بدينه... (۱٦٤).

 

 الثالث في إكثار الصلاة في الحرمين:

  -۱ الشيخ الطوسي رحمه الله:... علي بن مهزيار، قال: كتبت إلى أبي جعفر الثاني عليه السلام: ... فكتب بخطّه: ... فأنا أُحبّ لك إذ دخلتهما [أي الحرمين ]ألّا تقصّر، وتكثر فيهما من الصلاة... (۱٦٥).

 

    ز - مواعظه‏عليه السلام الشافية في موارد مختلفة

   (٨٤۷) الإربلي رحمه الله: وقال [الجواد]عليه السلام: التوبة على أربع دعائم: ندم بالقلب، واستغفار باللسان، وعمل بالجوارح، وعزم أن لايعود.

 وثلاث من عمل الأبرار: إقامة الفرائض، واجتناب المحارم، واحتراس من الغفلة في الدين.

 وثلاث يبلغن بالعبد رضوان اللهّ: كثرة الاستغفار، وخفض الجانب، وكثرة الصدقة.

 وأربع من كنّ فيه استكمل إيمانه: من أعطى للّه، ومنع في اللّه، وأحبّ للّه، وأبغض فيه.

 وثلاث من كنّ فيه لم يندم: ترك العجلة، والمشورة، والتوكّل عند العزم على اللّه عزّ وجلّ(۱٦٦)

 (٨٤٨) الديلمي رحمه الله: وقال [أبو جعفر الثاني‏] عليه السلام: تعزّ عن الشي‏ء إذا ضيّعته(۱٦۷) لقلّة صحبته إذا أعطيته(۱٦٨).

 (٨٤٩) الإربلي رحمه الله: وقال [الجواد]عليه السلام: لاتعالجوا(۱٦٩) الأمر قبل بلوغه فتندموا، ولا يطولنّ عليكم الأمد فتقسوا قلوبكم، وارحموا ضعفاءكم، واطلبوا الرحمة من اللّه بالرحمة لهم(۱۷٠) (۱۷۱) .

 (٨٥٠) الإربلي رحمه الله: قال [الجواد]عليه السلام: الفضائل أربعة أجناس: أحدها الحكمة وقوامها في الفكرة، والثاني العفّة وقوامها في الشهوة، والثالث القوّة وقوامها في الغضب، والرابع العدل وقوامه في اعتدال قوى النفس(۱۷٢)

 (٨٥۱) الإربلي رحمه الله: وقال [الجواد]عليه السلام: أربع خصال تعين المرء على العمل: الصحّة، والغنى، والعلم، والتوفيق(۱۷۳).

 (٨٥٢) الإربلي رحمه الله: وقال [الجواد]عليه السلام: حسب المرء من كمال المروّة وتركه ما لايحمل به.

 ومن حيائه أن لايلقى أحداً بما يكره، ومن عقله حسن رفقه.

 ومن أدبه أن لايترك ما لابدّ له منه، ومن عرفانه علمه بزمانه.

 ومن ورعه غضّ بصره وعفّة بطنه، ومن حسن خلقه كفّه أذاه.

 ومن سخائه برّه بمن يجب حقّه عليه وإخراجه حقّ اللّه من ماله.

 ومن إسلامه تركه مالايعنيه، وتجنّبه الجدال والمراء في دينه.

 ومن كرمه إيثاره على نفسه، ومن صبره قلّة شكواه.

 ومن عقله إنصافه من نفسه، ومن حلمه تركه الغضب عند مخالفته.

 ومن إنصافه قبوله الحقّ إذا بان له.

 ومن نصحه نهيه عمّا لايرضاه لنفسه.

 ومن حفظه جوارك تركه توبيخك عند إساءتك مع علمه بعيوبك.

 ومن رفقه تركه عذلك(۱۷٤) عند غضبك بحضرة من تكره.

 ومن حسن صحبته لك إسقاطه عنك مؤونة أذاك.

 ومن صداقته كثرة موافقته وقلّة مخالفته، ومن صلاحه شدّة خوفه من ذنوبه.

 ومن شكره معرفة إحسان من أحسن إليه، ومن تواضعه معرفته بقدره.

 ومن حكمته علمه بنفسه.

 ومن سلامته قلّة حفظه لعيوب غيره، وعنايته بإصلاح عيوبه(۱۷٥).

 

 (٨٥۳) الشبلنجي رحمه الله: وعنه [أي الجواد عليه السلام‏]: من وثق باللّه، وتوكّل على اللّه نجاه اللّه من كلّ سوء، وحرز من كلّ عدوّ.

 والدين عزّ، والعلم كنز، والصمت نور.

 وغاية الزهد الورع.

 ولاهدم للدين مثل البدع، ولاأفسد للرجل من الطمع.

 وبالراعى تصلح الرعيّة، وبالدعاء تصرف البليّة.

 ومن ركب مركب الصبر اهتدى إلى مضمار النصر.

 ومن غرس أشجار التقى اجتنى ثمار المنى(۱۷٦) .

 (٨٥٤) التستري رحمه الله: وقال محمد بن علي بن موسى‏عليهم السلام : خير من الخير فاعله، وأجمل من الجميل قائله، وأرجح من العلم حامله.

 وشرّ من الشرّ جالبه، وأهول من الهول راكبه(۱۷۷) .