الباب الثاني في الأدعية والأذكار

وهو يشتمل على تسعة عناوين:

    أ - تعليمه عليه السلام الدعاء في موارد خاصّة

 ويشتمل هذا العنوان على ستّة موضوعات:

   الأوّل الدعاء عند رجاء الفرج:

  محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: ... عن علي بن مهزيار، قال: كتب محمد ابن حمزة الغنوي إليّ يسألني أن أكتب إلى أبي جعفر عليه السلام ... .

 فكتب عليه السلام إليّ: أمّا ما سأل محمد بن حمزة من تعليمه دعاء يرجو به الفرج، فقل له:

 يلزم: «يامن يكفي من كلّ شي‏ء ولايكفي منه شي‏ء، اكفني ما أهمّني ممّا أنا فيه، فإنّي أرجو أن يكفي ما هو فيه من الغمّ إن‏شاءاللّه»...(١٣٦).

 

 الثاني الدعاء عند الصباح والمساء:

 ١- محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: ... محمد بن الفضيل قال: كتبت إلى أبي جعفر الثاني عليه السلام... .

 فكتب عليه السلام إلىّ: تقول إذا أصبحت وأمسيت:

« اللّه، اللّه، اللّه، ربّي الرحمن الرحيم، لا أُشرك به شيئاً» وإن زدت على ذلك فهو خير، ثمّ تدعوا بما بدا لك في حاجتك، فهو لكلّ شي‏ء بإذن اللّه تعالى، يفعل ما يشاء... (١٣٧).

 

 الثالث الدعاء في تمجيد اللّه تعالى:

 ١- الشيخ الصدوق ‏رحمه الله: ... علي بن مهزيار، قال: كتب أبو جعفر عليه السلام إلى رجل بخطّه، وقرأته في دعاء كتب به أن يقول:

 « يا ذا الذي كان قبل كلّ شي‏ء، ثمّ خلق كلّ شي‏ء، ثمّ يبقى ويفنى كلّ شي‏ء؛ ويا ذا الذي ليس في السماوات العلى، ولا في الأرضين السفلى، ولا فوقهنّ، ولا بينهنّ، ولا تحتهنّ، إله يعبد غيره»(١٣٨).

 

 الرابع الدعاء لتعقيب صلاة مكتوبة:

 ١- الشيخ الصدوق ‏رحمه الله: روي عن محمد بن الفرج أنّه قال: كتب إليّ أبو جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السلام ... إذا انصرفت من صلاة مكتوبة فقل:

« رضيت باللّه ربّاً، وبالإسلام ديناً، وبالقرآن كتاباً، وبالكعبة قبلة، وبمحمد نبيّاً، وبعلي وليّاً، والحسن، والحسين، وعلي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، وموسى بن جعفر، وعلي بن موسى، ومحمد بن علي، وعلي ابن محمد، والحسن بن علي، والحجّة بن الحسن بن علي عليهم السلام أئمّة.

 اللهمّ وليّك الحجّة، فاحفظه من بين يديه، ومن خلفه، وعن يمينه، وعن شماله، ومن فوقه، ومن تحته، وامدد له في عمره، واجعله القائم بأمرك، المنتصر لدينك، وأره ما يحبّ وتقرّ به عينه في نفسه، وفي ذرّيّته وأهله وماله، وفي شيعته، وفي عدوّه، وأرهم منه ما يحذرون، وأره فيهم ما تحبّ وتقرّ به عينه، واشف به صدورنا وصدور قوم مؤمنين».

 قال عليه السلام: وكان النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يقول إذا فرغ من صلاته: «اللهمّ اغفر لي ما قدّمت وما أخرّت، وما أسررت وما أعلنت، وإسرافي على نفسي، وما أنت أعلم به منّي.

 اللهمّ أنت المقدّم وأنت المؤخّر، لا إله إلّا أنت بعلمك الغيب، وبقدرتك على الخلق أجمعين، ما علمت الحياة خيراً لي فأحينى، وتوفّني إذا علمت الوفاة خيراً لي.

 اللهمّ إنّي أسألك خشيتك في السرّ والعلانية، وكلمة الحقّ في الغضب والرضا، والقصد في الفقر والغنى، وأسألك نعيماً لا ينفد، وقرّة عين لا تنقطع.

 وأسألك الرضا بالقضاء، وبرد العيش بعد الموت، ولذّة النظر إلى وجهك، وشوقاً إلى لقائك من غير ضرٍّ أو مضرّة، ولا فتنة مظلمة.

 اللهمّ زيّنّا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهديّين.

 اللهمّ اهدنا فيمن هديت.

 اللهمّ إنّي أسألك عزيمة الرشاد، والثبات في الأمر والرشد.

 وأسألك شكر نعمتك، وحسن عافيتك، وأداء حقّك.

 وأسألك يا ربّ قلباً سليماً، ولساناً صادقاً، وأستغفرك لما تعلم.

 وأسألك خير ما تعلم، وأعوذ بك من شرّ ما تعلم، وما لا نعلم، فإنّك تعلم ولا نعلم، وأنت علّام الغيوب»(١٣٩).

 

 الخامس الدعاء لتعقيب صلاة الفجر:

 ١- الشيخ الصدوق ‏رحمه الله: روي عن محمد بن الفرج، أنّه قال: كتب إلىّ أبو جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السلام بهذا الدعاء، وعلّمنيه، وقال: من دعا به في دبر صلاة الفجر لم يلتمس حاجة إلّا يسّرت له، وكفاه اللّه ما أهمّه:

 «بسم اللّه وباللّه وصلّى اللّه على محمد وآله، «وَأُفوّضُ أمري إلى اللّه إنّ اللّهَ بصيرٌ بالعِبادِ* فوقاهُ اللّهُ سيّئاتِ ما مكروا»، «لا إلهَ إلّا أنتَ سُبحانكَ إنّي كُنتُ مِنَ الظالمينَ * فاستَجَبنا لَهُ وَ نَجَّيناهُ مِنَ الغَمِّ وَ كَذلكَ نُنجي المُؤمنينَ»، «حسبُنا اللّهُ وَ نِعمَ الوكيلُ* فَانقَلَبوا بِنعمَة مِنَ اللّهِ وفَضلٍ لَمْ يَمسَسهُم سوء».  ما شاء اللّه لا حَول ولا قوّة إلّا باللّه، ما شاء اللّه لا ما شاء الناس، ما شاء اللّه وإن كره الناس، حسبي الربّ من المربوبين، حسبى الخالق من المخلوقين، حسبى الرازق من المرزوقين، حسبي الذي لم يزل حسبي، حسبي من كان منذ كنت (حسبي) لم يزل حسبي، حسبي اللّه لا إله إلّا هو، عليه توكّلت، وهو ربّ العرش العظيم» ... (١٤٠).

 

 السادس الدعاء في إحضار الميّت:

 ١- ابن حمزة الطوسي ‏رحمه الله: عن الحسن بن علي، عن أبيه عليهما السلام، قال: جاء رجل الى محمد بن علي بن موسى عليهم السلام ... .

 فقال أبو جعفر عليه السلام: إذا صلّيت العشاء الآخرة، فصلّ على محمد وآل محمد، مائة مرّة، فانّ أباك يأتيك ويخبرك بأمر المال ...(١٤١).

 

    ب - دعاؤه عليه السلام في موارد خاصّة

 ويشتمل هذا العنوان على ثمانية موضوعات:

   الأوّل دعاؤه عليه السلام عند الاستخاره:

 ١- البرقي رحمه الله: ... علي بن أسباط، قال حدّثني من قاله أبو جعفر عليه السلام: إنّي إذا أردت الاستخارة في الأمر العظيم ... أقول:

«اللهمّ إنّي أسألك بأنّك عالم الغيب والشهادة، إن كنت تعلم أنّ كذا وكذا خير لى فخره لي ويسّره، وإن كنت تعلم أنّه شرّ لي في ديني ودنياي وآخرتي فاصرفه عنّي إلى ما هو خير لي، ورضّني في ذلك بقضائك، فإنّك تعلم ولا أعلم، وتقدر ولا أقدر، وتقضي ولا أقضي، إنّك علّام الغيوب»(١٤٢).

 

 الثاني دعاؤه عليه السلام عند مشاهدة الجنازة:

 ١- محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: محمد بن يحيى، عن موسى بن الحسن، عن أبي الحسن النهدي، رفعه، قال: كان أبو جعفر(١٤٣) عليه السلام إذا رأى جنازة، قال: «الحمد للّه الذي لم يجعلني من السواد المخترم»(١٤٤).

 

 الثالث دعاؤه عليه السلام عند مسح رأسه ووجهه:

 ١- البرقي رحمه الله: عن بعض من رواه، عمّن شهد أبا جعفر الثاني عليه السلام ... فلمّا غسل يديه من الغمر، مسح بهما رأسه ووجهه قبل أن يمسحهما بالمنديل، وقال: «اللهمّ اجعلني ممّن لا يرهق وجهه قتر ولا ذلّة»(١٤٥).

 

 الرابع دعاؤه عليه السلام في القنوت:

 - ١(٧٦٥) السيّد بن طاووس رحمه الله: وجدت في الأصل الذي نقلت منه هذه القنوتات، ما هذا لفظه: ممّا يأتى ذكره بغير إسناد، ثمّ وجدت بعد سطر: هذه القنوتات إسنادها في كتاب «عمل رجب وشعبان وشهر رمضان»، تأليف أحمد بن محمد بن عبد اللّه بن عبّاس ‏رحمه الله(١٤٦) فقال: حدّثني أبو الطيّب الحسن ابن أحمد بن محمد بن عمر بن الصباح القزويني، وأبو الصباح محمد بن أحمد ابن محمد بن عبد الرحمان البغدادي الكاتبان، قالا: ... وكان في المدرج قنوت موالينا الأئمّة عليهم السلام ... .

 قنوت الإمام محمد بن علي بن موسى عليهم السلام:

«[اللهمّ‏] منائحك متتابعة، وأياديك متوالية، ونعمك سابغة، وشكرنا قصير، وحمدنا يسير، وأنت بالتعطّف على من اعترف جدير.

 اللهمّ وقد غصّ أهل الحقّ بالريق، وارتبك أهل الصدق في المضيق، وأنت اللهمّ بعبادك وذوي الرغبة إليك شفيق، وبإجابة دعائهم وتعجيل الفرج عنهم حقيق.

 اللهمّ فصلّ على محمد وآل محمد، وبادرنا منك بالعون الذي لا خذلان بعده، والنصر الذي لا باطل يتكأّده، وأتح لنا من لدنك متاحاً فيّاحاً، يأمن فيه وليّك، ويخيب فيه عدوّك، ويقام فيه معالمك، ويظهر فيه أوامرك، وتنكّف فيه عوادي عداتك.

 اللهمّ بادرنا منك بدار الرحمة، وبادر أعدائك من بأسك بدار النقمة.

 اللهمّ أعنّا وأغثنا، وارفع نقمتك عنّا، وأحلّها بالقوم الظالمين».

 

 ودعا عليه السلام في قنوته:

« اللهمّ أنت الأوّل بلا أوّليّة معدودة، والآخر بلا آخريّة محدودة، أنشأتنا لا لعلّة اقتساراً، واخترعتنا لا لحاجة اقتداراً، وابتدعتنا بحكمتك اختياراً، وبلوتنا بأمرك ونهيك اختباراً، وأيّدتنا بالآلآت، ومنحتنا بالأدوات، وكلّفتنا الطاقة، وجشّمتنا الطاعة، فأمرت تخييراً، ونهيت تحذيراً، وخوّلت كثيراً، وسألت يسيراً، فعصي أمرك فحلُمت، وجهل قدرك فتكرّمت.

 فأنت ربّ العزّة والبهاء، والعظمة والكبرياء، والإحسان والنعماء، والمنّ والآلآء،و المنح والعطاء، والإنجاز والوفاء، لا تحيط القلوب لك بكنه، ولا تدرك الأوهام لك صفة، ولا يشبهك شي‏ء من خلقك، ولا يمثّل بك شي‏ء من صنعتك، تباركت أن تحسّ أو تمسّ، أو تدركك الحواسّ الخمس، وأ نّى يدرك مخلوق خالقه، وتعاليت يا إلهى عمّا يقول الظالمون علوّاً كبيراً.

 اللهمّ أدل لأوليائك من أعدائك الظالمين الباغين الناكثين القاسطين المارقين، الذين أضلّوا عبادك، وحرّفوا كتابك، وبدّلوا أحكامك، وجحدوا حقّك، وجلسوا مجالس أوليائك، جرأة منهم عليك، وظلماً منهم لأهل بيت نبيّك عليهم سلامك وصلواتك ورحمتك وبركاتك، فضلّوا وأضلّوا خلقك، وهتكوا حجاب سترك عن عبادك، واتّخذوا اللهمّ مالك دُولاً، وعبادك خولاً، وتركوا اللهمّ عالم أرضك في بكماء عمياء ظلماء مدلهمّة، فأعينهم مفتوحة، وقلوبهم عمية.

 ولم تبق لهم اللهمّ عليك من حجّة، لقد حذّرت اللهمّ عذابك، وبيّنت نكالك، ووعدت المطيعين إحسانك، وقدّمت إليهم بالنُذُر، فآمنت طائفة.

 وأيّد اللهمّ الذين آمنوا على عدوّك، وعدوّ أوليائك، فأصبحوا ظاهرين، وإلى الحقّ داعين، وللإمام المنتظر القائم بالقسط تابعين، وجدّد اللهمّ على أعدائك وأعدائهم نارك، وعذابك الذي لا تدفعه عن القوم الظالمين.

 اللهمّ صلّ على محمد وآل محمد، وقوّ ضعف المخلصين لك بالمحبّة، المشايعين لنا بالموالات، المتّبعين لنا بالتصديق والعمل، المؤازرين لنا بالمواساة فينا، المحبّين ذكرنا عند اجتماعهم.

 وشدّ اللهمّ ركنهم، وسدّد لهم اللهمّ دينهم الذي ارتضيته لهم، وأتمم عليهم نعمتك، وخلّصهم واستخلصهم، وسدّ اللهمّ فقرهم، والمم اللهمّ شعث فاقتهم، واغفر اللهمّ ذنوبهم وخطاياهم، ولا تزغ قلوبهم بعد إذ هديتهم، ولا تخلّهم أى ربّ بمعصيتهم، واحفظ لهم ما منحتهم به من الطهارة بولاية أوليائك، والبراءة من أعدائك، إنّك سميع مجيب.

 وصلّى اللّه على محمد وآله الطيّبين الطاهرين»(١٤٧).

 

 الخامس دعاؤه عليه السلام لأوّل ليلة من رجب:

 - ١(٧٦٦)الشيخ الطوسي رحمه الله: وروي عن أبي جعفر الثاني عليه السلام أنّه قال(١٤٨): يُستحبّ أن يدعو الإنسان بهذا الدعاء أوّل ليلة من رجب:

 « اللهمّ إنّي أسألك بأنّك مليك، وأ نّك على كلّ شي‏ء مقتدر، وأ نّك ما تشاء من أمر يكن، اللهمّ إنّي أتوجّه إليك بنبيّك محمد نبيّ الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم.

 يا محمد! يا رسول اللّه! إنّي أتوجّه بك إلى اللّه ربّك وربّي(١٤٩) لينجح لي بك طلبتي.

 اللهمّ بنبيّك محمد، والأئمّة من أهل بيته، صلّى اللّه عليه وعليهم، أنجح طلبتي».

 ثمّ سل(١٥٠) حاجتك(١٥١).

 

 السادس دعاؤه ‏عليه السلام في يوم النصف والسابع والعشرين من رجب:

 - ١(٧٦٧) السيّد بن طاووس رحمه الله: بإسنادنا إلى جدّي أبي جعفر الطوسي رضى الله عنه، بإسناده إلى الريّان بن الصلت، قال: صام أبو جعفر الثاني ‏عليه السلام لمّا كان ببغداد يوم النصف من رجب، ويوم سبع وعشرين منه، وصام جميع حشمه؛ وأمرنا أن نصلّي الصلاة التي هي اثنتا عشرة ركعة:

 يقرأ في كلّ ركعة بالحمد وسورة، فإذا فرغت قرأت «الحمد» أربعاً، و«قل هو اللّه أحد» أربعاً، و«المعوّذتين» أربعاً، وقلت:

 « لا إله إلّا اللّه، واللّه أكبر، وسبحان اللّه، والحمد اللّه، ولا حول ولا قوّة إلّا باللّه، لا إله إلّا اللّه، واللّه أكبر، وسبحان اللّه، والحمد للّه، ولا حول ولا قوّة إلّا باللّه العلي العظيم» أربعاً؛ «اللّه، اللّه ربّي لا اُشرك به شيئاً» أربعاً، «لا اُشرك بربّي أحداً» أربعاً(١٥٢).

 

 السابع دعاؤه عليه السلام في ليلة السابع والعشرين من رجب:

 - ١(٧٦٨) السيّد بن طاووس رحمه الله: محمد بن علي الطرازي، فقال في كتابه، ما هذا لفظه: عدّة من أصحابنا، قالوا: حدّثنا القاضي عبد الباقي بن قانع بن مروان، قال: حدّثني مروان، قال: حدّثني محمد بن زكريّا الغلابي، قال: حدّثنا محمد بن عفير الضبي، عن أبي جعفر الثاني عليه السلام.

 وحدّثنا أبو المفضّل محمد بن عبد اللّه رحمه الله إملاءً ببغداد، قال: حدّثنا جعفر ابن علي بن سهل بن فروخ أبو الفضل الدقّاق، قال: حدّثنا جعفر بن محمد بن زكريّا الغلابي، عن العبّاس بن بكّار، عن محمد بن عفير الضبي، عمّن حدّثه، عن أبي جعفر الثاني عليه السلام.

 وأخبرنا محمد بن وهبان، قال: حدّثنا محمد بن عفير الضبي، عن أبي جعفر الثاني، قال: قال: إنّ في رجب، ليلة هي خير للناس ممّا طلعت عليه الشمس، وهي ليلة سبع وعشرين منه، نبّى‏ء رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم في صبيحتها، وإنّ للعامل فيها أصلحك اللّه من شيعتنا مثل أجر عمل ستّين سنة.

 قيل: وما العمل فيها؟

 قال: إذا صلّيت العشاء الآخرة وأخذت مضجعك، ثمّ استيقظت أي ساعة من ساعات الليل كانت قبل زواله أو بعده صلّيت اثنتي عشرة ركعة بإثنتي عشرة سورة من خفاف المفصّل من بعد يس إلى الجحد(١٥٣) .

 فإذا فرغت بعد كلّ شفع جلست بعد التسليم، وقرأت «الحمد» سبعاً و«المعوّذتين» سبعاً، و«قل هو اللّه أحد» سبعاً، و«قل يا أيّها الكافرون» سبعاً، و«إنّا أنزلناه» سبعاً، و«آية الكرسي» سبعاً، وقلت بعد ذلك من الدعاء:

« الحمد للّه الذي لم يتّخذ صاحبة ولا ولداً ولم يكن له شريك فى الملك ولم يكن له وليّ من الذلّ وكبّره تكبيراً»(١٥٤).

« اللهمّ إنّي أسألك بمعاقد عزّك على أركان عرشك، ومنتهى الرحمة من كتابك.

 وباسمك الأعظم الأعظم الأعظم، وبذكرك الأعلى الأعلى الأعلى، وبكلماتك التامّات التي تمّت صدقاً وعدلاً، أن تصلّي على محمد [وآل محمد ]وأن تفعل بي ما أنت أهله».

 وادع بما شئت، فإنّك لا تدعو بشي‏ء إلّا أجبت ما لم تدع بمأثم، أو قطيعة رحم، أو هلاك قوم مؤمنين، وتصبح صائما. وإنّه يستحبّ لك صومه، فإنّه يعادل صوم سنة(١٥٥).

 

   الثامن دعاؤه عليه السلام بعد رؤية هلال شهر رمضان:

 - ١(٧٦٩) السيّد بن طاووس رحمه الله: بإسنادنا إلى أبي المفضّل محمد بن عبد اللّه الشيباني فيما رواه بإسناده إلى عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني رحمه الله بالري، قال: صلّى أبو جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السلام صلاة المغرب في ليلة رأى فيها هلال شهر رمضان، فلمّا فرغ من الصلاة، ونوى الصيام، رفع يديه، فقال:

 « اللهمّ يا من يملك التدبير، وهو على كلّ شي‏ء قدير، يا من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، ويجّن الضمير، وهو اللطيف الخبير.

 اللهمّ اجعلنا ممّن نوى فعمل، ولا تجعلنا ممّن شقي فكسل، ولا ممّن هو على غير عمل يتّكل.

 اللهمّ صحّح أبداننا من العلل، وأعنّا على ما افترضت علينا من العمل، حتّى ينقضي عنّا شهرك هذا، وقد أدّينا مفروضك فيه علينا.

 اللهمّ أعنّا على صيامه، ووفّقنا لقيامه، ونشّطنا فيه للصلاة، ولا تحجبنا من القراءة، وسهّل لنا فيه إيتاء الزكاة.

 اللهمّ لا تسلّط علينا وصباً(١٥٦) ولا تبعاً، ولا سقماً، ولا عطباً (١٥٧).

 اللهمّ ارزقنا الإفطار من رزقك الحلال.

 اللهمّ سهّل لنا فيه ما قَسمتَه من رزقك، ويسّر ما قدّرته من أمرك، واجعله حلالاً طيّباً نقيّاً من الآثام، خالصاً من الآصار والأجرام.

 اللهمّ لا تطعمنا إلّا طيّباً، غير خبيثٍ ولا حرام، واجعل رزقك لنا حلالاً، لايشوبه دنس ولا أسقام.

 يا من علمُهُ بالسرّ كعلمه بالإعلان، يا متفضّلاً على عباده بالإحسان.

 يا من هو على كلّ شي‏ء قدير، وبكلّ شي‏ء خبير عليمٌ(١٥٨).

 ألهمنا ذكرك، وجنّبنا عُسرك، وأنلنا يُسرك، واهدنا للرشاد، ووفّقنا للسداد، واعصمنا من البلايا، وصُنّا من الأوزار والخطايا.

 يا من لا يغفر عظيم الذنوب غيرُه، ولا يكشف السوء إلّا هو.

 يا أرحم الراحمين، وأكرم الأكرمين، صلّ على محمد وأهل بيته الطيّبين.

 واجعل صيامنا مقبولاً، وبالبرّ والتقوى موصولاً.

 وكذلك فاجعل سعيَنا مشكوراً، وحَوبَنا(١٥٩) مغفوراً، وقيامنا مبروراً، وقرآننا مرفوعاً، ودعاءنا مسموعاً، واهدنا للحسنى، وجنّبنا العسرى، ويسّرنا لليسرى.

 وأعلِ لنا الدرجات، وضاعف لنا الحسنات، واقبل منّا الصوم والصلاة، واسمع منّا الدعوات، واغفر لنا الخطيئات، وتجاوز عنّا السيّئات.

 واجعلنا من العاملين الفائزين، ولا تجعلنا من المغضوب عليهم ولا الضّالّين، حتّى ينقضي شهر رمضان عنّا، وقد قبلت فيه صيامنا وقيامنا، وزكّيت فيه أعمالنا، وغفرت فيه ذنوبنا، وأجزلت فيه من كلّ خير نصيبنا.

 فإنّك الإله المجيب، الحبيب، والربّ القريب، وأنت بكلّ شي‏ء محيط»(١٦٠).

 

      ج - دعاؤه ‏عليه السلام في كلّ زمان ومكان‏

 ١- السيّد بن طاووس رحمه الله قال: صلاة الجواد عليه السلام ركعتان(١٦١)، كلّ ركعة بالفاتحة مرّة، والإخلاص سبعين مرّة، دعاءُ محمد بن علي عليهما السلام:

 « اللهمّ ربّ الأرواح الفانية، والأجساد البالية، أسألك بطاعة الأرواح الراجعة إلى أجسادها، وبطاعة الأجساد الملتئمة بعروقها، وبكلمتك النافذة بينهم، وأخذك الحقّ منهم.

 والخلائق بين يديك ينتظرون فصل قضائك، ويرجون رحمتك، ويخافون عقابك.

 صلّ على محمد وآل محمد، واجعل النور في بصري، واليقين في قلبي، وذكرك بالليل والنهار على لساني، وعملاً صالحاً فارزقني»(١٦٢).

  -٢ الشيخ الصدوق رحمه الله: ... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام قال: دخلت على رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم وعنده أُبي بن كعب، فقال لي رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: ... وإنّ اللّه عزّوجلّ، ركّب في صلبه [أي علي بن موسى الرضا عليهما السلام ]نطفة مباركة طيّبة زكيّة رضيّة مرضيّة.

 وسمّاها محمد بن علي، فهو شفيع شيعته ... ويقول: في دعائه:

 « يا من لا شبيه له ولا مثال، أنت اللّه الذي لا إله إلّا أنت، ولا خالق إلّا أنت، تفنى المخلوقين وتبقى أنت، حلمت عمّن عصاك، وفي المغفرة رضاك»

 من دعا بهذا الدعاء كان محمد بن علي شفيعه يوم القيامة(١٦٣).

 

    د - دعاؤه عليه السلام لبعض أصحابه‏

 ويشتمل هذا العنوان على أحد عشر مورداً:

   الأوّل دعاؤه عليه السلام لإبراهيم بن محمد الهمداني وجماعة:

 ١- أبو عمرو الكشّي رحمه الله: إبراهيم بن محمد الهمداني، قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السلام ... .

 فكتب عليه السلام بخطّه: «عجّل اللّه نصرتك ممّن ظلمك، وكفاك مؤنته» ... (١٦٤).

  -٢ أبو عمرو الكشّي رحمه الله: ... إبراهيم بن محمد الهمداني، قال: وكتب [أبو جعفر] عليه السلام إليّ: قد وصل الحساب، تقبّل اللّه منك، ورضي عنهم، وجعلهم معنا في الدنيا والآخرة، وقد بعثت إليك من الدنانير بكذا، ومن الكسوة كذا، فبارك لك فيه وفي جميع نعمة اللّه عليك ... (١٦٥).

  -٣ الشيخ الطوسي رحمه الله: ... إبراهيم بن محمد الهمداني، قال: كتبت إلى أبي جعفر الثاني ‏عليه السلام مع بعض أصحابنا، وأتاني الجواب بخطّه: فهمت ما ذكرت من أمر ابنتك وزوجها، فأصلح اللّه لك ما تحبّ صلاحه، ... فانظر رحمك اللّه، ...(١٦٦).

 

 الثاني دعاؤه عليه السلام لابن شاذويه:

 ١- الحضيني رحمه الله: ... مرفوعاً إلى أبي جعفر عليه السلام ... .

 فقال عليه السلام: «اللهمّ إنّك عالم بسرائر عبادك، فإنّ شاذويه قد أحبّ أن يرى فضلك عليه، فأحي له أنت الغلام».

 فانثنى أبو جعفر إليّ وقال: الحق بابنك، فقد أحياه اللّه لك ...(١٦٧).

 

 الثالث دعاؤه ‏عليه السلام لإسحاق الأنباري:

 ١- أبو عمرو الكشّي رحمه الله: ... إسحاق الأنباري قال: قال لي أبو جعفر الثاني عليه السلام: ... أرحني منهما [أي أبي السمهري وابن أبي الزرقاء] يرح اللّه عزّ وجلّ بعيشك في الجنّة ...(١٦٨).

 

 الرابع دعاؤه عليه السلام لزكريّا بن آدم:

 ١- الشيخ المفيد رحمه الله: ... محمد بن إسحاق والحسن بن محمد قالا: خرجنا بعد وفاة زكريّا بن آدم إلى الحجّ.

 فتلقّانا كتابه [أي أبي جعفر الثاني عليه السلام‏] في بعض الطريق: ما جرى من قضاء اللّه في الرجل المتوفّى في رحمة اللّه يوم ولد ويوم قبض ويوم يُبعث حيّاً ... ومضى رحمة اللّه عليه غير ناكث ولا مبدّل، فجزاه اللّه أجر نيّته، وأعطاه جزاء سعيه ... (١٦٩).

 

 الخامس دعاؤه عليه السلام لصهر بكر بن صالح:

 الشيخ المفيد رحمه الله: ... عن بكر بن صالح، قال: كتب صهر لي إلى أبي جعفر الثاني صلوات اللّه عليه ... .

 فكتب عليه السلام: قد فهمت كتابك وما ذكرت من أمر أبيك، ولست أدع الدعاء لك إن‏شاءاللّه، والمداراة خير لك من المكاشفة، ومع العسر يسر، فاصبر فإنّ العاقبة للمتّقين، ثبّتك اللّه على ولاية من تولّيت ... (١٧٠).

 

 السادس دعاؤه‏ عليه السلام لعبد العزيز بن المهتدي الأشعري القميّ:

 ١- أبو عمرو الكشّي رحمه الله: ... عن عبد العزيز أو من رواه عنه، عن أبي جعفرعليه السلام ... .

 فكتب عليه السلام: ... «والحمد للّه، وغفر اللَّه ذنبك، ورحمنا وإيّاك، ورضي اللَّه عنك برضاى عنك»(١٧١).

  -٢ الشيخ الطوسي رحمه الله: خرج فيه (أي عبد العزيز بن المهتدي القميّ الأشعري)، عن أبي جعفر عليه السلام: ... غفر اللّه لك، ولهم الذنوب، ورحمنا وايّاكم (١٧٢).

 

 السابع دعاؤه‏ عليه السلام لعلي بن مهزيار:

 ١- الشيخ الطوسي رحمه الله: ... الحسن بن شمون، (قال) قرأت هذه الرسالة على علي بن مهزيار، عن أبى جعفر الثانى عليه السلام بخطّه:

 « بسم اللّه الرحمن الرحيم، يا علي! أحسن اللّه جزاك، وأسكنك جنّته، ومنعك من الخزي في الدنيا والآخرة، وحشرك اللّه معنا ... .

 فجزاك اللّه جنّات الفردوس نزلاً ... فأسأل اللّه - إذا جمع الخلائق للقيامة - أن يحبوك برحمة تغتبط بها، إنّه سميع الدعاء» (١٧٣).

  -٢ أبو عمرو الكشّي رحمه الله: ... علي بن مهزيار: في كتاب لأبى جعفر عليه السلام إليه ببغداد ... «فسرّك اللّه، وأنا أرجو من الكافي الدافع أن يكفي كيد كلّ كائد، إن شاءاللّه تعالى» (١٧٤).

  -٣ أبو عمرو الكشّي رحمه الله: ... علي بن مهزيار [في كتاب لأبي جعفر عليه السلام اليه‏] ... «سرّك اللّه بالجنّة، ورضي عنك برضائي عنك، وأنا أرجوا من اللّه حسن العون والرأفة، وأقول: حسبنا اللّه ونعم الوكيل»(١٧٥).

  -٤ أبو عمرو الكشّي رحمه الله: ... عن علي بن مهزيار: وفي كتاب آخر بالمدينة [لأبي جعفر عليه السلام إليه‏] ... «صيّرك اللّه إلى خير منزل في دنياك وآخرتك»(١٧٦).

  -٥ أبو عمرو الكشّي رحمه الله: ... عن علي بن مهزيار [في كتاب لأبي جعفر عليه السلام إليه‏]: «وأسأل اللّه أن يحفظك من بين يديك، ومن خلفك، وفي كلّ حالاتك، فأبشر، فإنّي أرجو أن يدفع اللّه عنك!

 وأسأل اللّه أن يجعل لك الخيرة فيما عزم لك به عليه من الشخوص في يوم الأحد، فأخّر ذلك إلى يوم الاثنين إن‏شاءاللّه.

 صحبك اللّه في سفرك، وخلفك في أهلك، وأدّى غيبتك، وسلمت بقدرته» (١٧٧).

  -٦ أبو عمرو الكشّي رحمه الله: ... عن علي بن مهزيار، ... فكتب [أبو جعفر عليه السلام‏]: «وسّع اللّه عليك، ولمن سألت به التوسعة من أهلك، ولأهل بيتك، ... وأنا أسأل اللّه أن يصحبك بالعافية، ويقدمك على العافية، ويسترك بالعافية، إنّه سميع الدعاء ... فأدام اللّه لك أفضل ما رزقك من ذلك، ورضي عنك برضائي عنك، وبلّغك أفضل نيّتك، وأنزلك الفردوس الأعلى برحمته، إنّه سميع الدعاء، حفظك اللّه وتولّاك، ودفع الشرّ عنك برحمته ...» (١٧٨).

 

 الثامن دعاؤه عليه السلام لمحمد بن أُورمة:

 ١- الرواندي رحمه الله: ... ابن أُورمة ... فخرج في التوقيع [من أبي جعفر الثاني عليه السلام‏]: ... «تقبّل اللّه منك، ورضي عنك، وجعلك معنا في الدنيا والآخرة» ... (١٧٩).

 

 التاسع دعاؤه عليه السلام لبني عمّ محمد بن الحسن الأشعري:

 -١  الشيخ الطوسي رحمه الله: ... محمد بن الحسن الأشعري، قال: وقع بين رجلين من بني عمّي منازعة في الميراث... فكتبا إليه ... فجرّد عليه السلام إليهما كتاباً: «بسم اللّه الرحمن الرحيم عافانا اللّه وإيّاكما، وأحسن عافيته» ...  (١٨٠).

 

 العاشر دعاؤه ‏عليه السلام لمن أحيى ذكر الأئمّةعليهم السلام:

 السيّد بن طاووس رحمه الله: وجدت في الأصل الذي نقلت منه هذه القنوتات ... [في‏] قنوت الإمام محمد بن علي بن موسى‏عليهم السلام ...:

 « اللهمّ صلّ على محمد وآل محمد، وقوّ ضعف المخلصين لك بالمحبّة، المشايعين لنا بالموالاة، المتّبعين لنا بالتصديق والعمل، المؤازرين لنا بالمواساة فينا، المحبّين ذكرنا عند اجتماعهم، وشدّ اللهمّ ركنهم، وسدّد لهم اللهمّ دينهم الذي ارتضيته لهم، وأتمم عليهم نعمتك، وخلّصهم واستخلصهم، وسدّ اللهمّ فقرهم، والمم اللهمّ شعث فاقتهم، واغفر اللهمّ ذنوبهم وخطاياهم، ولاتزغ قلوبهم بعد إذ هديتهم، ولاتخلّهم أي ربّ بمعصيتهم.

 واحفظ لهم ما منحتهم به من الطهارة بولاية أوليائك، والبرائة من أعدائك، إنّك سميع مجيب، وصلّى اللّه على محمد وآله الطيّبين الطاهرين»(١٨١).

 

 الحادي عشر دعاؤه‏ عليه السلام لرجل مصاب بابنه:

 محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: ... عن ابن مهران، قال: كتب أبو جعفر الثاني عليه السلام إلى رجل: ... «فأعظم اللّه أجرك، وأحسن عزاك، وربط على قلبك إنّه قدير، وعجّل عليك بالخلف، وأرجو أن يكون اللّه قد فعل إن‏شاءاللّه تعالى»    (١٨٢).

 

    ه  - دعاؤه عليه السلام على بعض مخالفيه‏

 ويشتمل هذا العنوان على سبعة موارد:

   الأوّل دعاؤه‏ عليه السلام على عمر بن الفرج الرخجي:

 محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: ... محمد بن سنان، قال: دخلت على أبي الحسن عليه السلام: فقال: يا محمد! حدث بآل فرج حدث؟

 فقلت: مات عمر }بن الفرج الرخجي‏{ ... .

 قال عليه السلام: يا محمد! أولا تدري ما قال لعنه اللّه لمحمد بن علي أبي؟!

 قال: قلت: لا!

 قال: خاطبه في شي‏ء، فقال: أظنّك سكران.

 فقال أبي: «اللهمّ إن كنت تعلم أ نّي أمسيت لك صائماً فأذقه طعم الحَرَب، وذلّ الأسر» ... (١٨٣).

 

 الثاني دعاؤه‏ عليه السلام على أُمّ الفضل عند شهادته:

 المسعودي: ... فلمّا انصرف أبو جعفر عليه السلام إلى العراق، لم يزل المعتصم وجعفر بن المأمون يدبّرون ويعملون في الحيلة في قتله.

 فقال أبو جعفر لأُخته أُمّ الفضل ... .

 فقال عليه السلام لها: ما بكاؤك، واللّه ليضربنّك اللّه بفقر لاينجي وبلاء لاينستر ...(١٨٤).

  -٢ ابن شهر آشوب رحمه الله: روي أنّ امرئته أُمّ الفضل ... سمّته ...

 فلمّا أحسّ [أبو جعفر عليه السلام‏] بذلك قال لها: أبلاك اللّه بداء لا دواء له ... (١٨٥).

 

 الثالث دعاؤه ‏عليه السلام على المعتصم ووزرائه:

 الراوندي رحمه الله: ... ابن أُورمة أ نّه قال: إنّ المعتصم دعابجماعة من وزرائه، فقال: إشهدوا لي، على محمد بن علي بن موسى زوراً ... وكان [المعتصم‏] جالساً في بهو، فرفع أبو جعفر عليه السلام يده، فقال: «اللهمّ إن كانوا كذبوا عليّ فخذهم».

 قال: فنظرنا إلى ذلك البهو كيف يزحف و يذهب و يجي‏ء، و كلّما قام واحد وقع.

 فقال المعتصم: يا ابن رسول اللّه! إنّي تائب ممّا فعلت، فادع ربّك أن يسكّنه.

 فقال عليه السلام: «اللهمّ سكّنهُ وإنّك تعلم أ نّهم أعداؤك و أعدائى»؛ فسكن(١٨٦).

 

 

 الرابع دعاؤه‏ عليه السلام على أبي السمهري وابن أبي الزرقاء:

 أبو عمرو الكشّي رحمه الله: ... إسحاق الأنباري، قال: قال لي أبو جعفر الثاني عليه السلام: ما فعل أبو السمهري، لعنه اللّه، يكذب علينا، ويزعم أ نّه وابن أبي الزرقاء دعاة إلينا.

 أُشهدكم أنّي أتبرّأ إلى اللّه عزّ وجلّ منهما، إنّهما فتّانان ملعونان ...(١٨٧).

 

 الخامس دعاؤه‏ عليه السلام على أبي الغمر وجعفر بن واقد وهاشم بن أبي هاشم:

 أبو عمرو الكشّي رحمه الله: ... عن علي بن مهزيار، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: هذا أبو الغمر، وجعفر بن واقد، وهاشم بن أبي هاشم استأكلوا بنا الناس وصاروا دعاةً يدعون الناس إلى ما دعا إليه أبو الخطّاب.

 لعنه اللّه ولعنهم معه ولعن من قبل ذلك منهم، ... (١٨٨).

 

 السادس دعاؤه‏ عليه السلام على أبي الخطّاب وأصحابه:

 أبو عمرو الكشّي رحمه الله: ... عن علي بن مهزيار، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول وقد ذكر عنده أبو الخطّاب: لعن اللّه أبا الخطّاب! ولعن أصحابه، ولعن الشاكّين في لعنه، ولعن من قدوقف في ذلك وشكّ فيه ... (١٨٩).

 

 السابع دعاؤه‏ عليه السلام على صفوان بن يحيى ومحمد بن سنان:

 أبو عمرو الكشّي رحمه الله: ... عن محمد بن إسماعيل بن بزيع.

 أنّ أبا جعفرعليه السلام كان لعن صفوان بن يحيى ومحمد بن سنان فقال: إنّهما خالفا أمري ... (١٩٠).

 

      و - تسبيحه عليه السلام في اليوم الثاني عشر

    والثالث عشر من كلّ شهر

 - ١(٧٧٠)الرواندي رحمه الله: تسبيح محمد بن علي عليهما السلام في اليوم الثاني عشر والثالث عشر }من كلّ شّهر{:

 « سبحان من لا يعتدي على أهل مملكته، سبحان من لا يؤاخذ أهل الأرض بألوان العذاب، سبحان اللّه وبحمده»  (١٩١).

 

    ز - أحرازه عليه السلام‏

 ويشتمل هذا العنوان على ثلاثة موارد:

   الأوّل حرزه للمأمون المعروف بحرز الجوادعليه السلام:

 - ١(٧٧١) السيّد بن طاووس رحمه الله: قال الشيخ علي بن عبد الصمد، قال: حدّثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن أبي الحسن رحمه الله عمّ والدي، قال: حدّثنا أبو عبد اللّه جعفر بن محمد بن أحمد بن عبّاس الدرويستي، قال: حدّثنا والدي، عن الفقيه أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القميّ.

 وأخبرني جدّي، قال: حدّثنا والدي الفقيه أبو الحسن رحمه الله، قال: حدّثنا جماعة من أصحابنا (رحمهم الله) منهم السيّد العالم أبو البركات، والشيخ أبو القاسم علي بن محمد المعاذي، وأبوبكر محمد بن علي المعمّري، وأبو جعفر محمد بن إبراهيم بن عبد اللّه المدائني.

 قالوا كلّهم: حدّثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القميّ - قدّس اللّه روحه - قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني علي بن إبراهيم بن هاشم، عن جدّه، قال: حدّثني أبو نصر الهمداني، قال: حدّثتني حكيمة بنت محمد بن علي بن موسى بن جعفر، عمّة أبي محمد الحسن بن علي عليهم السلام قالت: لمّا مات محمد بن علي الرضاعليهما السلام أتيت زوجته أُمّ عيسى بنت المأمون فعزّيتها، فوجدتها شديدة الحزن، والجزع عليه، تقتل نفسها بالبكاء والعويل، فخفت عليها أن تتصدّع مرارتها.

 فبينما نحن في حديثه وكرمه ووصف خلقه، وما أعطاه اللّه تعالى من الشرف والإخلاص، ومنحه من العزّ والكرامة، إذ قالت أُمّ عيسى: ألا أُخبرك عنه بشي‏ء عجيب، وأمر جليل، فوق الوصف والمقدار؟

 قلت: وما ذاك؟

 قالت: كنت أغار عليه كثيراً، و أُراقبه أبداً، وربّما يُسمعنى الكلام، فأشكو ذلك إلى أبي، فيقول: يا بنيّة! احتمليه، فإنّه بضعة من رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم.

 فبينما أنا جالسة ذات يوم إذ دخلت عليّ جارية، فسلّمت، فقلت: من أنت؟

 فقالت: أنا جارية من ولد عمّار بن ياسر، وأنا زوجة أبي جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السلام، زوجك.

 فدخلني من الغيرة ما لا أقدر على احتمال ذلك، فهممت أن أخرج وأسيح في البلاد، وكاد الشيطان أن يحملني على الإساءة إليها، فكظمت غيظي وأحسنت رفدها، وكسوتها.

 فلمّا خرجت من عندي المرأة، نهضت ودخلت على أبي، وأخبرته بالخبر، وكان سكراناً لا يعقل، فقال: يا غلام! عليّ بالسيف، فاتى به، فركب وقال: واللّه لأقتلنّه!

 فلمّا رأيت ذلك قلت: «إنّا للّه وإنّا إليه راجعون»، ماصنعت بنفسي وبزوجي، وجعلت ألطم حرّ وجهي. فدخل عليه والدي، ومازال يضربه بالسيف حتّى قطّعه.

 ثمّ خرج من عنده، وخرجت هاربةً من خلفه، فلم أرقد ليلتي. فلمّا ارتفع النهار أتيت أبي، فقلت: أتدري ما صنعت البارحة؟

 قال: وما صنعت؟

 قلت: قتلت ابن الرضا عليه السلام.

 فبرق عينه، وغشي عليه، ثمّ أفاق بعد حين وقال: ويلك! ما تقولين؟

 قلت: نعم - واللّه - يا أبت! دخلت عليه ولم تزل تضربه بالسيف حتّى قتلته.

 فاضطرب من ذلك اضطراباً شديداً، وقال: عليّ بياسر الخادم. فجاء ياسر، فنظر إليه المأمون، وقال: ويلك! ما هذا الذي تقول هذه ابنتي؟

 قال: صدقت يا أميرالمؤمنين! فضرب بيده على صدره وخدّه، وقال: «إنّا للّه وإنّا إليه راجعون»، هلكنا باللّه، وعطبنا، وافتضحنا إلى آخر الأبد.

 ويلك يا ياسر! فانظر ما الخبر والقصّة عنه عليه السلام؟ وعجّل عليّ بالخبر، فإنّ نفسي تكاد أن تخرج الساعة.

 فخرج ياسر، وأنا ألطم حرّ وجهي، فما كان بأسرع من أن رجع ياسر، فقال: البشرى يا أميرالمؤمنين!

 قال: لك البشرى، فما عندك؟

 قال ياسر: دخلت عليه، فإذاً هو جالس وعليه قميص ودوّاج(١٩٢) وهو يستاك.

 فسلّمت عليه وقلت: يا ابن رسول اللّه! أُحبّ أن تهب لي قميصك هذا أُصلّي فيه، وأتبرّك به، وإنّما أردت أن أنظر إليه وإلى جسده، هل به أثر السيف؟ فواللّه! كأنّه العاج الذي مسّه صُفرة، ما به أثر.

 فبكى المأمون طويلاً، وقال: ما بقي مع هذا شي‏ء، إنّ هذا لعبرة للأوّلين والآخرين. وقال: يا ياسر! أمّا ركوبي إليه، وأخذي السيف، ودخولي عليه فإنّي ذاكر له، وخروجي عنه فلست أذكر شيئاً غيره، ولا أذكر أيضاً انصرافي إلى مجلسي، فكيف كان أمري وذهابي إليه؟

 لعن اللّه هذه الابنة لعناً وبيلاً. تقدّم إليها وقل لها: يقول لك أبوك: واللّه! لئن جئتني بعد هذا اليوم شكوت، أو خرجت بغير إذنه، لأنتقمنّ له منك.

 ثمّ سر إلى ابن الرضا، وأبلغه عنّي السلام واحمل إليه عشرين ألف دينار، وقدّم إليه الشهري(١٩٣) الذي ركبته البارحة، ثمّ مر بعد ذلك الهاشميّين أن يدخلوا عليه بالسلام، ويسلموا عليه.

 قال ياسر: فأمرت لهم بذلك، ودخلت أنا أيضاً معهم، وسلّمت عليه، وأبلغت التسليم، ووضعت المال بين يديه، وعرضت الشهري عليه، فنظر إليه ساعة.

 ثمّ تبسّم فقال: يا ياسر! هكذا كان العهد بيننا، وبينه حتّى يهجم عليّ بالسيف، أما علم أنّ لي ناصراً وحاجزاً يحجز بيني وبينه؟

 فقلت: يا سيّدي! يا ابن رسول اللّه! دع عنك هذا العتاب، واصفح، واللّه! وحقّ جدّك رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم! ما كان يعقل شيئاً من أمره، وما علم أين هو من أرض اللّه؟

 وقد نذر اللّه نذراً صادقاً، وحلف أن لا يسكر بعد ذلك أبداً، فإنّ ذلك من حبائل الشيطان، فإذا أنت يا ابن رسول اللّه أتيته فلا تذكر له شيئاً، ولا تعاتبه على ما كان منه.

 فقال عليه السلام: هكذا كان عزمي ورأيي، واللّه!

 ثمّ دعا بثيابه، ولبس ونهض، وقام معه الناس أجمعون حتّى دخل على المأمون. فلمّا رآه قام إليه وضمّه إلى صدره، ورحّب به، ولم يأذن لأحد في الدخول عليه، ولم يزل يحدّثه ويستأمره.

 فلمّا انقضى ذلك، قال أبو جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السلام: يا أميرالمؤمنين!

 قال: لبّيك وسعديك!

 قال: لك عندي نصيحة، فاقبلها !

 قال المأمون: بالحمد والشكر، فما ذاك يا ابن رسول اللّه!؟

 قال: أُحبّ لك أن لا تخرج باللّيل، فإنّي لا آمن عليك من هذا الخلق المنكوس، وعندي عقد تحصّن به نفسك، وتحرز به من الشرور والبلايا والمكاره والآفات والعاهات، كما أنقذني اللّه منك البارحة.

 ولو لقيتَ به جيوش الروم والترك، واجتمع عليك، وعلى غَلَبَتِكَ أهل الأرض جميعاً ما تهيّأ لهم منك شي بإذن اللّه الجبّار، وإن أحببت بعثت به إليك تحترز به من جميع ما ذكرت لك.

 قال: نعم! فاكتب ذلك بخطّك وابعثه إليّ.

 قال: نعم!

 قال ياسر: فلمّا أصبح أبو جعفر عليه السلام بعث إليّ فدعاني، فلمّا صرت إليه وجلست بين يديه، دعا برقّ ظبي من أرض تهامة(١٩٤)، ثمّ كتب بخطّه هذا العقد.

 ثمّ قال: يا ياسر! احمل هذا إلى أميرالمؤمنين وقل له: حتّى يصاغ له قصبة من فضّة منقوش عليها ما أذكره بعده.

 فإذا أراد شدّه على عضده، فليشدّه على عضده الأيمن. وليتوضّأ وضوءً حسناً سابغاً، وليصلّ أربع ركعات، يقرأ في كلّ ركعة «فاتحة الكتاب» مرّة، وسبع مرّات آية «الكرسي»، وسبع مرّات «شهد اللّه»(١٩٥)، وسبع مرّات «والشمس وضحها» ، وسبع مرّات «واللّيل إذا يغشى»، وسبع مرّات «قل هو اللّه أحد».

 فإذا فرغ منها فليشدّه على عضده الأيمن عند الشدائد و النوائب، يسلم بحول اللّه وقوّته من كلّ شي‏ء يخافه ويحذره، وينبغي أن لا يكون طلوع القمر فى برج العقرب، ولو أ نّه غزا أهل الروم وملكهم، لغلبهم بإذن اللّه، وبركة هذا الحرز.

 وروي: أ نّه لمّا سمع المأمون من أبي جعفر عليه السلام في أمر هذا الحرز وهذه الصفات كلّها، غزا أهل الروم فنصره اللّه تعالى عليهم، ومنح منهم من المغنم ما شاء اللّه، ولم يفارق هذا الحرز عند كلّ غزاة ومحاربة، وكان ينصره اللّه عزّ وجلّ بفضله، ويرزقه الفتح بمشيئته، إنّه وليّ ذلك بحوله وقوّته.

 

  [الحرز‏]:

   « بسم اللّه الرحمن الرحيم، الحمد اللّه ربّ العالمين » إلى آخرها.

 « ألَمْ تَرَ أنَّ اللّهَ سخّر لَكُم مَا في الأرضِ وَالفُلكَ تَجرِي في البَحرِ بِأمرِهِ وَيُمْسِكُ السماءَ أنْ تَقَعَ عَلَى الأرضِ إلّا بِإذْنِهِ، إنَّ اللّهَ بِالنّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ »(١٩٦).

 أنت الواحد الملك الديّان يوم الدين، تفعل ما تشاء بلا مغالبة، وتعطي من تشاء بلا منّ، وتفعل ما تشاء وتحكم ما تريد، وتداول الأيّام بين الناس، وتُركّبهم طبقاً عن طبق، أسألك باسمك المكتوب على سُرادق(١٩٧) المجد.

 وأسألك باسمك المكتوب على سُرادق السرائر، السابق الفائق الحسن الجميل النصير، ربّ الملائكة الثمانية، والعرش الذي لا يتحرّك؛ وأسألك بالعين التي لا تنام، وبالحياة التي لا تموت، وبنور وجهك الذي لا يطفأ.

 وبالاسم الأكبر، الأكبر، الأكبر، وبالاسم الأعظم، الأعظم، الأعظم، الذي هو محيط بملكوت السماوات والأرض.

 وبالاسم الذي أشرقت به الشمس، وأضاء به القمر، وسجّرت به البحور، ونصبت به الجبال، وبالاسم الذي قام به العرش والكرسي، وباسمك المكتوب على سُرادق العرش، وبالاسم المكتوب على سُرادق العزّة.

 وباسمك المكتوب على سُرادق العظمة، وباسمك المكتوب على سُرادق البهاء.

 وباسمك المكتوب على سُرادق القدرة، وباسمك العزيز.

 وبأسمائك المقدّسات المُكرّمات المخزونات في علم الغيب عندك.

 وأسألك من خيرك خيراً ممّا أرجو.

 وأعوذ بعزّتك وقدرتك من شرّ ما أخاف وأحذر، وما لا أحذر.

 يا صاحب محمد يوم حُنين، ويا صاحب علي يوم صفّين، أنت يا ربِّ مبير الجبّارين، وقاصم المتكبّرين، أسألك بحقّ طه، و يس، والقرآن العظيم، والفرقان الحكيم، أن تصلّي على محمد و آل محمد، و أن تشدّ به عضد صاحب هذا العقد.

 وأدرء بك في نحر كلّ جبّار عنيد، وكلّ شيطان مريد، وعدوّ شديد، وعدوّ منكر الأخلاق، واجعله ممّن أسلم إليك نفسه، وفوّض إليك أمره، وألجأ إليك ظهره.

 اللهمّ بحقّ هذه الأسماء التى ذكرتها وقرأتها، وأنت أعرفُ بحقّها منّي، وأسألك ياذا المنّ العظيم، والجود الكريم، وليّ الدعوات المستجابات، والكلمات التامّات، والأسماء النافذات.

 وأسألك يا نور النهار، ويا نور الليل، ويا نور السماء والأرض، ونور النور، ونوراً يُضي‏ء به كلُّ نور، يا عالم الخفيّات كلّها، في البرّ والبحر، والأرض، والسماء، والجبال.

 وأسألك يا من لا يفنى، ولا يبيد ولا يزول، ولا له شي‏ء موصوف، ولا إليه حدّ منسوب، ولا معه إله، ولا إله سواه، ولا له في ملكه شريك، ولا تُضاف العزّة إلّا إليه.

 لم يزل بالعلوم عالماً، وعلى العلوم واقفاً، وللأُمور ناظماً، وبالكينونيّة(١٩٨) عالماً، وللتدبير مُحكماً، وبالخلق بصيراً، وبالأُمور خبيراً.

 أنت الذي خشعت لك الأصوات، وضلّت فيك الأحلام، وضاقت دونك الأسباب، وملأ كلّ شي‏ء نورك، ووجل كلّ شي‏ء منك، وهرب كلّ شي‏ء إليك، وتوكلّ كلّ شي‏ء عليك.

 وأنت الرفيع في جلالك، وأنت البهي في جمالك، وأنت العظيم في قدرتك.

 وأنت الذي لا يدركك شي‏ء، وأنت العلي الكبير العظيم، مجيب الدعوات، قاضي الحاجات، مفرّج الكربات، وليّ النعمات.

 يا من هو في علوّه دان، وفي دنوّه عال، وفي إشراقه منير، وفي سلطانه قويّ، وفي مُلكه عزيز.

 صلّ على محمد وآل محمد، واحرس صاحب هذا العقد، وهذا الحرز، وهذا الكتاب، بعينك التي لا تنام، واكنفه بركنك الذي لا يُرام، وارحمه بقدرتك عليه، فإنّه مرزوقك.

 بسم اللّه الرحمن الرحيم، بسم اللّه وباللّه، لا صاحبة له ولا ولد، بسم اللّه قويّ الشأن، عظيم البرهان، شديد السُلطان، ما شاء اللّه كان، وما لم يشأ لم‏ يكن.

 أشهد أنّ نوحاً رسول اللّه، وأنّ إبراهيم خليل اللّه، وأنّ موسى كليم اللّه ونجّيه.

 وأنّ عيسى بن مريم صلوات اللّه عليه و عليهم أجمعين كلمته وروحه.

 وأنّ محمداً صلى اللّه عليه وآله وسلّم خاتم النبيّين، لا نبيّ بعده.

 وأسألك بحقّ الساعة التي يؤتى فيها بإبليس اللعين يوم القيامة، ويقول اللعين في تلك الساعة: واللّه ما أنا إلّا مهيّج مردَة.

 اللّه نور السماوات والأرض، وهو القاهر، وهو الغالب، لهُ القدرة السابقة، وهو الحكيم الخبير.

 اللهمّ وأسألك بحقّ هذه الأسماء كلّها وصفاتها وصورها، وهي:

 

 و في بعض النسخ المعتبرة تكون بهذه الصورة :

 سبحان الذي خلق العرش والكرسي واستوى عليه، أسألك أن تصرف عن صاحب كتابي هذا كلّ سوء ومحذور، فهو عبدك وابن عبدك، وابن أمتك، وأنت مولاه، فَقه اللهمّ يا ربّ الأسواء كلّها، واقمع عنه أبصار الظالمين و ألسنة المعاندين والمريدين له السوء والضرّ، وادفع عنه كلّ محذور ومخوف؛

 و أيّ عبد من عبيدك، أو أمة من إمائك، أو سلطان مارد، أو شيطان أو شيطانة، أو جنّي أو جنّيّة، أو غول(١٩٩) أو غولة، أراد صاحب كتابي هذا بظلم أو ضرّ أو مكر أو مكروه أو كيد أو خديعة أو نكاية

(٢٠٠) أو سعاية أو فساد أو غرق أو اصطلام(٢٠١) أو عطب(٢٠٢) أو مغالبة أو غدر أو قهر أو هتك ستر أو اقتدار أو آفةٍ أو عاهة(٢٠٣) أو قتل أو حرق أو انتقام أو قطع أو سحر أو مسخ أو مرض أو سقم أو برص أو جذام أو بؤس أو آفة أو فاقة أو سغب(٢٠٤) أو عطش أو وسوسة أو نقص في دين أو معيشة.

 فاكفنيه بما شئت، وكيف شئت، وأ نّى شئت، إنّك على كلّ شي‏ء قدير، وصلّى اللّه على سيّدنا محمد وآله أجمعين وسلّم تسليماً كثيراً، ولا حول ولا قوّة إلّا باللّه العلي العظيم، والحمد للّه ربّ العالمين.

 فأمّا ما ينقش على هذه القصبة، من فضّة غير مغشوشة:

« يا مشهوراً في السموات، يا مشهوراً في الأرضين، يا مشهوراً في الدنيا والآخرة، جهدت الجبابرة والملوك على إطفاء نورك، وإخماد ذكرك، فأبى اللّه إلّا أن يتمّ نورك، ويبوح بذكرك، ولو كره المشركون».

 ورأيت في نسخة:

 وأبيتَ إلاَّ أن يتمّ نُورك(٢٠٥).

 

 الثاني حرز آخر له ‏عليه السلام:

 - ١(٧٧٢) السيّد بن طاووس رحمه الله: حرز آخر للتقي عليه السلام، بغير تلك الرواية:

 « يا نور يا بُرهان، يا مُبين يا منير، يا ربّ اكفني الشرور، وآفات الدهور، وأسألك النجاة يوم ينفخ في الصور» (٢٠٦).

 

   الثالث حرزه لابنه الهادي عليهما السلام:

  - ١(٧٧٣) السيّد بن طاووس رحمه الله: قال الشيخ علي بن عبد الصمد: أخبرني جماعة من أصحابنا كثّرهم اللّه تعالى، منهم الشيخ جدّي، قال: حدّثني أبي الفقيه أبو الحسن رحمه الله قال: حدّثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي‏رحمه الله، وأخبرني الشيخ أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن طحّال المقدادي، قال: حدّثنا أبو محمد الحسين بن الحسين بن بابويه، عن الشيخ السعيد أبي جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي رحمه الله، قال: أخبرني جماعة من أصحابنا، عن أبي المفضّل محمد بن عبد اللّه الشيباني، قال: حدّثني أبو أحمد عبد اللّه بن الحسين بن إبراهيم العلوي، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثنا عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني:

 إنّ أبا جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السلام كتب هذه العوذة لابنه أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام، وهو صبيّ في المهد، وكان يعوّذه بها ويأمر أصحابه به.

 

 الحرز:

 « بسم اللّه الرحمن الرحيم، لاحول ولا قوّة إلّا باللّه العلي العظيم.

 اللهمّ ربّ الملائكة والروح، والنبيّين والمرسلين، وقاهر من في السماوات والأرضين، وخالق كلّ شي‏ء ومالكه، كفّ عنّا بأس أعدائنا، ومن أراد بنا سوء من الجنّ والإنس، وأعم أبصارهم وقلوبهم، واجعل بيننا وبينهم حجاباً وحرساً ومدفعاً، إنّك ربّنا.

 لاحول ولا قوّة لنا إلّا باللّه، عليه توكّلنا، وإليه أنبنا، وإليه المصير.

 « ربّنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا ربّنا، إنّك أنت العزيز الحكيم»(٢٠٧). ربّنا عافنا من كلّ سوء، ومن شرّ كلّ دابّة أنت آخذ بناصيتها، ومن شرّ ما يسكن في اللّيل و النهار، ومن شرّ كلّ سوء، ومن شرّ كلّ ذي شرّ.

 ربّ العالمين، وإله المرسلين، صلّ على محمد وآله أجمعين، وأوليائك، وخصّ محمداً وآله أجمعين، بأتمّ ذلك؛ ولا حول ولا قوّة إلّا باللّه العلي العظيم.

 بسم اللّه وباللّه، أُؤمن باللّه، وباللّه أعوذ، وباللّه أعتصم، وباللّه أستجير، وبعزّة اللّه ومنعته أمتنع من شياطين الإنس والجنّ، ومن رجلهم وخيلهم وركضهم وعطفهم ورجعتهم وكيدهم وشرّهم وشرّ ما يأتون به تحت الليل وتحت النهار، من البعد والقرب.

 ومن شرّ الغائب والحاضر، والشاهد والزائر، أحياءً و أمواتاً، أعمى وبصيراً.

 ومن شرّ العامّة والخاصّة، ومن شرّ نفس ووسوستها، ومن شرّ الدناهش، والحسّ، واللمس، واللبس، ومن عين الجنّ‏ّ والإنس، وبالاسم الذي اهتزّ به عرش بلقيس.

 وأُعيذ ديني ونفسي وجميع ما تحوطه عنايتي، من شرّ كلّ صورة، وخيال، أو بياض، أو سواد، أو تمثال، أو معاهد، أو غير معاهد، ممّن يسكن الهواء والسحاب، والظلمات والنور، والظلّ والحرور، والبرّ والبحور، والسهل والوعور، والخراب والعمران، والآكام والآجام، والغياض، والكنائس والنواويس، والفلوات والجبّانات.

 ومن شرّ الصادرين والواردين ممّن يبدو بالليل، وينتشر بالنهار، وبالعشىّ والإبكار، والغدوّ والآصال، والمريبين، والأسامرة والأفاثرة (ترة) والفراعنة والأبالسة، ومن جنودهم وأزواجهم، وعشائرهم وقبائلهم، ومن همزهم ولمزهم، ونفثهم، ووقاعهم، وأخذهم، وسحرهم وضربهم وعبثهم ولمحهم واحتيالهم واختلافهم.

 ومن شرّ كلّ ذي شرّ، من السحرة والغيلان، وأُمّ الصبيان، وما ولدوا، وماوردوا.

 ومن شرّ كلّ ذى شرّ، داخل وخارج، وعارض ومتعرّض، وساكن ومتحرّك، وضربان عرق وصُداع، وشقيقة، وأُمّ ملدم، والحمى، والمثلّثة، والربع، والغبّ، والنافضة، والصالبة، والداخلة، والخارجة.

 ومن شرّ كلّ دابّة أنت آخذ بناصيتها، إنّك على صراط مستقيم، وصلّى اللّه على نبيّه محمد وآله الطاهرين»(٢٠٨).

 

      ح - تعويذاته عليه السلام‏

   عوذات أيّام الأُسبوع:

 - ١(٧٧٤) الرواندي رحمه الله:

 عوذة يوم السبت:

 « بسم اللّه الرحم الرحيم، لا حول ولا قوّة إلّا باللّه العلي العظيم، اللهمّ ربّ الملائكة والروح، والنبيّين والمرسلين، وقاهر من في السموات والأرضين.

 كفّ عنّي بأس الأشرار، وأعم أبصارهم وقلوبهم، واجعل بيني وبينهم حجاباً، إنّك [أنت‏] ربّنا، ولا قوّة إلّا باللّه، توكّلت على اللّه، توكّل عائذ به من شرّ كلّ دابّة، ربّي آخذ بناصيتها، ومن شرّ ما سكن في الليل والنهار، ومن شرّ كلّ سوء. وصلّى اللّه على محمد وآله وسلّم».

 

 عوذة يوم الأحد:

 « بسم اللّه الرحمن الرحيم، اللّه أكبر، اللّه أكبر، استوى الربّ على العرش، وقامت السماوات والأرض بحكمته، وزهرت النجوم بأمره، ورست الجبال بإذنه، لا يجاوز اسمه من في السماوات والأرض، الذي دانت له الجبال وهي طائعة، وانبعثت له الأجساد وهي بالية.

 وبه أحتجب عن كلّ باغ، وطاغ(٢٠٩)، وعاد، وجبّار، وحاسد؛ وبسم اللّه الذي جعل بين البحرين حاجزاً، وأحتجب باللّه الذي جعل في السماء بروجاً، وجعل فيها سراجاً، وقمراً منيراً، وزيّناها للناظرين، وحفظاً(٢١٠) من كلّ شيطان رجيم؛ وجعل في الأرض رواسي جبالاً أوتاداً، أن يوصل إليّ سوء، أو فاحشة أو بليّة «حم، حم، حم، تنزيل من الرحمن [الرحيم»(٢١١) «حم، حم، حم»]، «عسق، كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك اللّه العزيز الحكيم» (٢١٢).

 وصلّى اللّه على محمد وآله(٢١٣).

 

 عوذة يوم الاثنين:

 « بسم اللّه الرحمن الرحيم، أُعيذ نفسي بربّي الأكبر، مما يخفى و [ما(٢١٤) يظهر، ومن شرّ كلّ أُنثى وذكر، ومن شرّ ماوارت الشمس [والقمر]، قدّوس، قدّوس، ربّ الملائكة والروح، أدعوكم أيّها الجنّ، إن كنتم سامعين مطيعين، وأدعوكم أيّها الإنس إلى اللطيف الخبير، وأدعوكم أيّها الجنّ والإنس، إلى الذي ختمته بخاتم ربّ العالمين، وخاتم جبرئيل وميكائيل واسرافيل، وخاتم سليمان بن داود، وخاتم محمد سيّد المرسلين النبيّين - صلّى اللّه على محمد وآله وعليهم - [أخّر(٢١٥)] عن فلان بن فلان كلّ مايغدو ويروح من ذي حىّ أو عقرب، أو ساحر، أو شيطان رجيم، أو [شيطان(٢١٦)] عنيد، أخذت عنه ما يرى وما لايرى، وما رأت عين نائم، أو يقظان بإذن اللّه اللطيف الخبير، لا سلطان لكم على اللّه، لا شريك له.

 وصلّى اللّه على رسوله سيّدنا [محمد] النبيّ وآله الطاهرين وسلّم تسليماً».

 

 عوذة يوم الثلاثاء:

 « بسم اللّه الرحمن الرحيم، أُعيذ نفسى باللّه الأكبر، ربّ السماوات القائمات، بلا عمد، وبالذى خلقها في يومين، وقضى في كلّ سماء أمرها، وخلق الأرض في يومين(٢١٧)، وقدّر فيها أقواتها (٢١٨)، وجعل فيها جبالاً أوتاداً، وجعلها فجاجاً سبلاً، و أنشأ السحاب و سخّره، وأجرى الفلك و سخّر البحر، وجعل في الأرض رواسي وأنهاراً، [في أربعة أيّام سواء للسائلين(٢١٩) و] من شرّ مايكون في الليل والنهار، وتعقد عليه القلوب، وتراه العيون من الجنّ والإنس، كفانا اللّه، كفانا اللّه، كفانا اللّه، لا إله إلّا اللّه، محمد رسول اللّه؛  صلّى اللّه على محمد وآله الطاهرين، وسلّم تسليماً».

 

 عوذة يوم الأربعاء:

 « بسم اللّه الرحمن الرحيم، أُعيذ نفسي باللّه الأحد الصمد، «من شرّ النفّاثات في العقد»(٢٢٠)، ومن شرّ ابن قترة وما ولد، (أستعيذ) باللّه الواحد الفرد(٢٢١) الكبير الأعلى [من شرّ ما رأت عيني وما لم تر، أستعيذ باللّه الواحد الفرد(٢٢٢)] من شرّ من أرادنى بأمر عسير؛ اللهمّ صلّ على محمد وآل محمد، واجعلني في جوارك وحصنك الحصين العزيز الجبّار الملك القدّوس، [القهّار ]السلام المؤمن المهيمن الغفّار، عالم الغيب والشهادة، الكبير المتعال، هو اللّه، هو اللّه، هو اللّه، لا شريك له، محمد رسول اللّه؛ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم، كثيراً دائماً».

 

 عوذة يوم الخميس:

 « بسم اللّه الرحمن الرحيم، أُعيذ نفسي بربّ المشارق والمغارب، من كلّ شيطان مارد، وقائم وقاعد، وعدوّ حاسد، ومعاند، «وينزّل عليكم من السماء ماءاً ليطهّركم به و يذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبّت به الأقدام»(٢٢٣)، «اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب» (٢٢٤)، «وأنزلنا من السماء ماءاً طهوراً لنحيي به بلدة ميتاً ونسقيه ممّا خلقنا أنعاماً وأناسي كثيراً»(٢٢٥)، «ألآن خفّف اللّه عنكم ...»(٢٢٦)، «ذلك تخفيف من ربّكم ورحمة»(٢٢٧)، «يريد اللّه أن يخفّف عنكم ...»(٢٢٨)، «فسيكفيكهم اللّه وهو السميع العليم»(٢٢٩) لا إله إلّا اللّه، ولا غالب (٢٣٠) إلّا اللّه، لا إله إلّا اللّه، محمد رسول اللّه؛ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم تسليماً»(٢٣١).

 

   عوذة يوم الجمعة:

 « بسم اللّه الرحمن الرحيم، لا حول ولا قوّة إلّا باللّه العلي العظيم، اللهمّ ربّ الملائكة [والروح‏]، والنبيّين والمرسلين، وقاهر من في السماوات والأرضين، وخالق كلّ شي‏ء ومالكه، كفّ عنّا بأس أعدائنا، ومن أرادنا بسوء من الجنّ والإنس، وأعم أبصارهم وقلوبهم، واجعل بيننا وبينهم حجاباً وحرساً ومدفعاً، انّك ربّنا، لا حول ولا قوّة [لنا] إلّا باللّه، عليه توكّلنا و[إليه‏] أنبنا، وهو العزيز الحكيم.

 ربّنا عافنا من [شرّ] كلّ سوء، ومن شرّ كلّ دابّة، أنت آخذ بناصيتها، ومن شرّ ما يكن(٢٣٢) في الليل والنهار، ومن [شرّ] كلّ سوء، ومن شرّ كلّ ذي شرّ، ربّ العالمين، وإله المرسلين وصلّى(٢٣٣) اللّه على محمد وآله أجمعين، و[صلّ على ]أوليائك، وخصّ محمداً وآله بأتمّ ذلك، ولا حول ولا قوّة إلّا باللّه العلي العظيم.

 بسم اللّه وباللّه، أؤمن باللّه، وباللّه أعوذ، وباللّه أعتصم، وباللّه أستجير، وبعزّة اللّه ومنعة اللّه(٢٣٤) أمتنع من شياطين الإنس والجنّ، رجلهم وخيلهم، وركضهم وعطفهم [ورجعهم(٢٣٥)]، وكيدهم، وشرّهم، وشرّ ما يأتون به، تحت الليل وتحت النهار، من القرب والبعد، ومن شرّ الغائب والحاضر، والشاهد والزائر، أحياءاً وأمواتاً، [و ]أعمى وبصيراً، ومن شرّ العامّة والخاصّة، ومن نفسي ووسوستها، ومن شرّ الدناهش والحسّ واللمس واللبس، ومن عين الجنّ والإنس وبالاسم الذي اهتزّ له(٢٣٦) عرش بلقيس.

 وأُعيذ ديني ونفسي، وجميع ما تحوطه عنايتي، ومن شرّ كلّ صورة وخيال وبياض أو سواد أو مثال، أو معاهد أو غير معاهد، ممّن يسكن الهواء والسحاب، والظلمات والنور، والظلّ والحرور، والبرّ والبحور، والسهل والوعور، والخراب والعمران، والآكام والآجام، والمغائض والكنائس، والنواويس والفلوات، والجبّانات من الصادرين، والواردين، ممّن يبدو بالليل وينتشر بالنهار وبالعشي والإبكار، والغدوّ والآصال، والمريبين والأسامرة والأفاتنة والفراعنة والأبالسة.

 ومن جنودهم وأزواجهم وعشائرهم وقبائلهم، و[من‏] همزهم ولمزهم ونفثهم ووقاعهم، وأخذهم وسحرهم وضربهم [وعبثهم(٢٣٧)]، ولمحهم واحتيالهم، [واختلافهم‏] وأخلاقهم، ومن شرّ كلّ ذي شرّ من السحرة، والغيلان، وأُمّ الصبيان }وما ولد وما وردنا{(٢٣٨).

 ومن شرّ كلّ ذي شرّ داخل وخارج، وعارض ومعترض، وساكن ومتحرّك، وضربان عرق وصداع، وشقيقة وأُمّ ملدم والحمىّ والمثلّثة والربع والغبّ والنافضة والصالبة والداخلة والخارجة، ومن شرّ كلّ دابّة أنت «آخذ بناصيتها، إنّ ربّي(٢٣٩) على صراط مستقيم»(٢٤٠) وصلّى اللّه على محمد وآله وسلّم تسليماً» (٢٤١).

 رواها عبد العظيم الحسني ‏عليه السلام، عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام، قال: وقد كتب العوذة الأخيرة لابنه أبي الحسن عليه السلام وهو صبيّ في المهد وكان يعوّذه بها(٢٤٢).

 

      ط - حجابه عليه السلام‏

 - ١(٧٧٥) السيّد بن طاووس رحمه الله:

 حجاب محمد بن علي عليهما السلام:

 « الخالق أعظم من المخلوقين، والرازق أبسط يداً من المرزوقين، ونار اللّه المؤصدة، في عمد ممدّدة، تكيد أفئدة المردة، وتردّ كيد الحسدة بالأقسام بالأحكام، باللّوح المحفوظ، والحجاب المضروب، بعرش ربّنا العظيم.

 احتجبت واستترت واستجرت واعتصمت وتحصّنت ب«الم»، وب«كهيعص» وب«طه» وب«طسم»، وب«حم»، وب«حم عسق»، و«ن»، وب«طس»، وب«ق والقرآن المجيد»، «وإنّه لقسم لو تعلمون عظيم»(٢٤٣) ، واللّه وليّي ونعم الوكيل»     (٢٤٤).