الباب الثامن:

    الجهاد، والأمر بالمعروف والنهي‏ عن المنكر، والتقيّة

  وهو يشتمل على ثلاثة عناوين:

   أ - الجهاد:

 ويشتمل هذا العنوان على ثلاثة موضوعات:

   الأوّل في حكم من نذر مالاً للمرابطة

  -١ الشيخ الطوسي رحمه الله: ... كتب رجل من بني هاشم إلى أبي جعفر الثاني ‏عليه السلام: إنّي كنت نذرت نذراً منذ سنتين أن أخرج إلى ساحل من سواحل البحر إلى ناحيتنا ممّا يرابط فيه المتطوّعة نحو مرابطهم بجدّة وغيرها من سواحل البحر، أفترى جعلت فداك! أنّه يلزمني الوفاء به، أو لايلزمني؟ ... .

 فكتب عليه السلام إليه بخطّه، وقرأته: إن كان سمع منك نذرك أحد من المخالفين، فالوفاء به إن كنت تخاف شنعته، وإلّا فاصرف ما نويت من ذلك في أبواب البرّ ...(٢٨٤).

   

 الثاني في حقن دماء المسلمين:

  -١ أبو عمرو الكشّي رحمه الله: ... إسحاق الأنباري، قال: قال لي أبو جعفر الثاني عليه السلام: ما فعل أبو السمهري لعنه اللّه؟ يكذب علينا، ويزعم أنّه وابن أبي الزرقاء دعاة إلينا ! أُشهدكم أنّي أتبرّء إلى اللّه عزّوجلّ منهما، إنّهما فتّانان ملعونان، يا إسحاق! أرحني منهما يرح اللّه عزّوجلّ بعيشك في الجنّة.

 فقلت له: جعلت فداك! يحلّ لي قتلهما؟

 فقال: إنّهما فتّانان يفتنان الناس، ويعملان في خيط رقبتي ورقبة مواليّ، فدماؤهما هدر للمسلمين، وإيّاك والفتك!

 فإنّ الإسلام قد قيّد الفتك، وأشفق إن قتلته ظاهراً أن تُسأل لم قتلته؟

 ولاتجد السبيل إلى تثبيت حجّة، ولايمكنك إدلاء الحجّة فتدفع ذلك عن نفسك، فيسفك دم مؤمن من أوليائنا بدم كافر، عليكم بالاغتيال! ...(٢٨٥).

 

 الثالث في حكم الغنائم والأنفال:

  -١ أبو عمرو الكشّي ‏رحمه الله: ... عن عبد الجبّار المبارك النهاوندي، قال: أتيت سيّدي، سنة سبع ومائتين، فقلت له: جعلت فداك! إنّي رويت عن آبائك عليهم السلام، أنّ كلّ فتح فتح بضلال فهو للإمام؟

 فقال: نعم!

 قلت: جعلت فداك! فإنّه أتوا بي من بعض الفتوح، التي فتحت على الضلال وقد تخلّصت من الذين ملكوني، وقد أتيتك مسترقّاً، مستعبداً.

 فقال: قد قبلت ...(٢٨٦).

 

    ب - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

   الاهتمام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

 (۷٠٤) ابن شعبة الحرّاني رحمه الله: وقال [أبو جعفر محمد الجواد] عليه السلام: من شهد أمراً فكرهه كان كمن غاب عنه.

 ومن غاب عن أمر فرضيه كان كمن شهده(٢٨۷).

 

    ج - التقيّة

 ويشتمل هذا العنوان على موضوعين:

   الأوّل في الاعتناء والاهتمام بالتقيّة:

 (۷٠٥) الإمام الحسن العسكري عليه السلام: وقيل لمحمد بن علي عليهما السلام: إنّ فلاناً نقب في جواره على قوم، فأخذوه بالتهمة، وضربوه خمسمائة سوط.

 قال محمد بن علي عليهما السلام: ذلك أسهل من مائة ألف ألف سوط في النار، [نبّه ]على التوبة حتّى يكفّر ذلك.

 قيل: وكيف ذلك يا ابن رسول اللّه [صلّى اللّه عليك وعلى آلك‏]!؟

 قال: إنّه في غداة يومه الذي أصابه ما أصابه، ضيّع حقّ أخ مؤمن، وجهر بشتم أبي الفصيل، وأبي الدواهي وأبي الشرور، وأبي الملاهي، وترك التقيّة، ولم يستر على إخوانه ومخالطيه، فاتّهمهم عند المخالفين، وعرّضهم للعنهم، وسبّهم، ومكروههم، وتعرّض هو أيضاً، فهم الذين سوّوا عليه البليّة، وقذفوه بهذه التهمة.

 فوجّهوا إليه وعرّفوه ذنبه ليتوب، ويتلافى ما فرّط منه، فإن لم يفعل، فليوطّن نفسه على ضرب خمسمائة سوط، [وحبس‏] في مطبق لايفرّق [ فيه ] بين الليل والنهار.

 فوجّه إليه، فتاب وقضى حقّ الأخ الذي كان قد قصّر فيه، فما فرغ من ذلك حتّى عثر باللصّ، وأُخذ منه المال، وخلّى عنه، وجاءه الوشاة يعتذرون إليه(٢٨٨).

 

 الثاني في حكم التقيّة في النذر:

  -١ الشيخ الطوسي رحمه الله: ... قال: كتب رجل من بني هاشم إلى أبي جعفر الثاني ‏عليه السلام: إنّي كنت نذرت نذراً منذ سنتين أن أخرج إلى ساحل من سواحل البحر إلى ناحيتنا ممّا يرابط فيه المتطوّعة نحو مرابطهم بجدّة، وغيرها من سواحل البحر، أفترى جعلت فداك، أنّه يلزمني الوفاء به، أو لايلزمني؟ أو أفتدي الخروج إلى ذلك الموضع بشي‏ء من أبواب البرّ، لأصير إليه إن‏شاءاللّه تعالى؟

 فكتب‏ عليه السلام إليه بخطّه، وقرأته: إن كان سمع منك نذرك أحد من المخالفين، فالوفاء به إن كنت تخاف شنعته، وإلّا فاصرف ما نويت من ذلك في أبواب البرّ، وفّقنا اللّه وإيّاك لما يحبّ ويرضى(٢٨٩).

  

    الباب التاسع:

    النكاح والأولاد

وهو يشتمل على تسعة عناوين:

      أ - مقدّمات النكاح وآدابه‏

 ويشتمل هذا العنوان على أربعة موضوعات:

   الأوّل في صفات الزوج:

  -١ محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: ... الحسين بن بشّار الواسطي، قال: كتبت إلى أبي جعفرعليه السلام: أسأله عن النكاح؟

 فكتب إليّ: من خطب إليكم فرضيتم دينه وأمانته، فزوّجوه «إلّا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير»(٢٩٠) (٢٩١).

 

 الثاني في حكم تزويج الصغار:

  -١ محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله:... محمد بن الحسن الأشعري، قال: كتب بعض بني عمّي إلى أبي جعفر الثاني عليه السلام: ما تقول في صبيّة زوّجها عمّها، فلمّا كبرت أبت التزويج؟

 فكتب‏ عليه السلام بخطّه: لاتكره على ذلك، والأمر أمرها(٢٩٢).

 (۷٠٦) محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع(٢٩٣)، قال: سأله رجل عن رجل، مات وترك أخوين والبنت والابنة صغيرة، فعمد أحد الأخوين الوصي، فزوّج الابنة من ابنه. ثمّ مات أبو الابن المزوّج، فلمّا أن مات قال الآخر: أخي لم يزوّج ابنه، فزوّج الجارية من ابنه.

 فقيل للجارية: أيّ الزوجين أحبّ إليك، الأوّل أو الآخر؟

 قالت: الآخر. ثمّ إنّ الأخ الثاني مات وللاخ الأوّل ابن أكبر من الابن المزوّج.

 فقال للجارية: اختاري أيّهما أحبّ إليك، الزوج الأوّل أو الآخر؟

 فقال: الرواية فيها أنّها للزوج الأخير، وذلك أنّها [تكون‏] قد كانت أدركت حين زوّجها، وليس لها أن تنقض ما عقدته بعد إدراكها(٢٩٤).

 

   الثالث في تزويج الرجل أكثر من امرأة واحدة:

  -١ المسعودي: ثمّ خرج [أبو جعفر] عليه السلام في السنة التي خرج فيها المأمون إلى البليدون من بلاد الروم بأُمّ الفضل حاجّاً إلى مكّة ... .

 فلمّا انصرف أبو جعفر عليه السلام إلى العراق، لم يزل المعتصم وجعفر بن المأمون يدبّرون ويعملون في الحيلة في قتله، فقال جعفر لأُخته أُمّ الفضل وكانت لأُمّه وأبيه في ذلك: لأنّه وقف على انحرافها عنه وغيرتها عليه، لتفضيله أُمّ أبي الحسن ابنه عليها ...(٢٩٥).

  -٢ السيّد بن طاووس‏ رحمه الله: ... أبو نصر الهمداني قال: حدّثتني حكيمة بنت محمد بن علي بن موسى بن جعفر، عمّة أبي محمد الحسن بن علي‏ عليهما السلام قالت: لمّا مات محمد بن علي الرضاعليهما السلام، أتيت زوجته أُمّ عيسى، بنت المأمون ... [فقالت أُمّ عيسى‏]: فبينما أنا جالسة ذات يوم، إذ دخلت عليّ جارية فسلّمت، فقلت: من أنت؟

 فقالت: أنا جارية من ولد عمّار بن ياسر، وأنا زوجة أبي جعفر محمد بن علي الرضاعليهما السلام ...(٢٩٦).

 

 الرابع في تهنئة التزويج:

 (۷٠۷) ابن شعبة الحرّاني رحمه الله: فقال له [أي لأبي جعفر محمد بن الرضاعليهما السلام‏] أبو هاشم الجعفري في يوم تزوّج أُمّ الفضل ابنة المأمون: يا مولاي! لقد عظمت علينا بركة هذا اليوم.

 فقال عليه السلام: يا أبا هاشم! عظمت بركات اللّه علينا فيه.

 قلت: نعم يا مولاي! فما أقول في اليوم؟

 فقال: قل فيه خيراً فإنّه يصيبك.

 قلت: يا مولاي! أفعل هذا ولا أُخالفه.

 قال عليه السلام: إذاً ترشد ولاترى إلّا خيراً(٢٩۷).

  -٢ الحضيني ‏رحمه الله: ... علي بن محمد بن علي بن أحمد بن أبي الحسن، قال: دخلت على أبي جعفرعليه السلام في صبيحة عرسه بأُمّ الفضل بنت المأمون، وكنت أوّل من دخل عليه في ذلك اليوم ...(٢٩٨).

 

    ب - عقد النكاح وأولياء العقد

 ويشتمل هذا العنوان على موضوعين:

   الأوّل في كيفيّة إجراء العقد:

  -١ الشيخ المفيد رحمه الله: ... الريّان بن شبيب، قال: ... ثمّ أقبل على أبي جعفر عليه السلام، فقال له: أتخطب يا أبا جعفر!؟

 قال: نعم يا أمير المؤمنين!

 فقال له المأمون: اخطب جعلت فداك لنفسك، فقد رضيتك لنفسي، وأنا مزوّجك أُمّ الفضل ابنتي، وإن رغم قوم لذلك.

 فقال أبو جعفر عليه السلام: الحمد للّه إقراراً بنعمته، ولا إله إلّا اللّه إخلاصاً لوحدانيّته، وصلّى اللّه على محمد سيّد بريّته، والأصفياء من عترته.

 أمّا بعد: فقد كان من فضل اللّه على الأنام أن أغناهم بالحلال عن الحرام، فقال سبحانه: «وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم اللّه من فضله واللّه واسع عليم»(٢٩٩).

 ثمّ إنّ محمد بن علي بن موسى يخطب أُمّ الفضل بنت عبد اللّه المأمون. وقد بذل لها من الصداق مهر جدّته فاطمة بنت محمد عليهما السلام وهو خمسمائة درهم جياداً، فهل زوّجتني يا أمير المؤمنين بها على هذا الصداق المذكور؟

 قال المأمون: نعم! قد زوّجتك يا أبا جعفر ابنتي على هذا الصداق المذكور، فهل قبلت النكاح؟

 فقال أبو جعفر عليه السلام: قد قبلت ذلك ورضيت به ... (٣٠٠).

 

 الثاني في عقد الفضولي:

  -١ محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: ... محمد بن الحسن الأشعري، قال: كتب بعض بني عمّي إلى أبي جعفر الثاني عليه السلام: ما تقول في صبيّة زوّجها عمّها، فلمّا كبرت أبت التزويج؟

 فكتب بخطّه عليه السلام: لاتكره على ذلك والأمر أمرها(٣٠١).

 

    ج - ما يحرم بالرضاع‏

 ويشتمل هذا العنوان على ثلاثة موضوعات:

   الأوّل في حكم اتّحاد الفحل في الرضاع:

 (۷٠٨)محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن مهزيار، قال: سأل عيسى بن جعفر بن عيسى أبا جعفر الثاني عليه السلام: إنّ امرأة أرضعت لي صبيّاً، فحصل يحلّ لي أن أتزوّج ابنة زوجها؟

 فقال لي: ما أجود ما سألت من ههنا يؤتى أن يقول الناس: حرمت عليه امرأته من قبل لبن الفحل. هذا هو لبن الفحل لاغيره.

 فقلت له: [ إنّ‏ ] الجارية ليست ابنة المرأة التي أرضعت لي، هي ابنة غيرها.

 فقال: لو كنّ عشراً متفرّقات، ما حلّ لك منهنّ شي‏ء، وكنّ في موضع بناتك(٣٠٢).

 

 الثاني في حكم من تزوّج رضيعة فأرضعتها إحدى زوجاته:

 (۷٠٩) محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: علي بن محمد، عن صالح بن أبي حمّاد، عن علي بن مهزيار، رواه عن أبي جعفر(٣٠٣) عليه السلام، قال: قيل له: إنّ رجلاً تزوّج بجارية صغيرة، فأرضعتها امرأته: ثمّ أرضعتها امرأة له أُخرى، فقال ابن شبرمة: حرمت عليه الجارية وامرأتاه.

 فقال أبو جعفر عليه السلام: أخطأ ابن شبرمة، حرمت عليه الجارية وامرأته التي أرضعتها أوّلاً، فأمّا الأخيرة فلم تحرم عليه كأنّها أرضعت ابنتها(٣٠٤).

 

 الثالث في حكم الرضاع بعد الفطام:

  -١ المسعودي: قال أبو خداش ... فقلت لأبي جعفرعليه السلام: جعلت فداك! أُمّ ولد لي أرضعت جارية بالغة بلبن ابني، أيحرم عليّ نكاحها؟

 فقال‏ عليه السلام: لارضاع بعد فطام ...(٣٠٥).

 

    د - مايحرم بالمصاهرة ونحوه‏

 ويشتمل هذا العنوان على موضوعين:

   الأوّل في حكم من نكح امرأة على زنا:

  -١ ابن شعبة الحرّاني رحمه الله: قال المأمون ليحيى بن أكثم: اطرح على أبي جعفر، محمد بن الرضا عليهما السلام مسألةً تقطعه فيها.

 فقال: يا أبا جعفر! ما تقول في رجل نكح امرأة على زنا، أيحلّ أن يتزوّجها؟

 فقال عليه السلام: يدعها حتّى يستبرئها من نطفته ونطفة غيره، إذ لايؤمن منها أن تكون قد أحدثت مع غيره حدثاً كما أحدثت معه؛ ثمّ يتزوّج بها إن أراد، فإنّما مثلها مثل نخلة أكل رجل منها حراماً، ثمّ اشتراها فأكل منها حلالاً...(٣٠٦).

  -٢ محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: ... محمد بن الحسن الأشعري، قال: كتب بعض أصحابنا كتاباً إلى أبي جعفر الثاني عليه السلام ... رجل فجر بامرأة، ثمّ إنّه تزوّجها بعد الحمل، فجاءت بولد، وهو أشبه خلق اللّه به؟

 فكتب عليه السلام بخطّه وخاتمه: الولد لغيّة، لايورّث(٣٠۷).

 

 الثاني في حكم تزويج المطلّقة:

  -١ محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: ... محمد بن الحسن الأشعري، قال: كتب بعض موالينا إلى أبي جعفر عليه السلام:

 إنّ معي امرأة عارفة أحدث زوجها، فهرب عن البلاد، فتبع الزوج بعض أهل المرأة، فقال: إمّا طلّقت، وإمّا رددتك فطلّقها، ومضى الرجل على وجهه فما ترى للمرأة؟

 فكتب بخطّه: تزوجّي، يرحمك اللّه(٣٠٨).

 

    ه - ما يحرم بالكفر ونحوه‏

   حكم نكاح من ارتدّ عن الإسلام ثمّ تاب:

  -١ ابن شعبة الحرّاني رحمه الله: ... فقال له أبو جعفر عليه السلام: يا أبا محمد! [يحيى ابن أكثم‏] ما تقول في رجل حرمت عليه امرأة ... ارتفاع النهار، ثمّ حلّت له نصف النهار فبقي يحيى والفقهاء بلساً، خرساً ... .

 قال [عليه السلام‏]: ... فارتدّ [الزوج‏] عن الإسلام، فحرمت عليه [زوجته‏]. فتاب ورجع إلى الإسلام، فحلّت له بالنكاح الأوّل.

 كما أقرّ رسول اللّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم نكاح زينب مع أبي العاص بن الربيع، حيث أسلم على النكاح الأوّل(٣٠٩).

 

    و - نكاح العبيد والإماء

 ويشتمل هذا العنوان على موضوعين:

   الأوّل في حكم من اشترى أمة ثمّ أعتقها:

  -١ الشيخ المفيد رحمه الله: ... عن الريّان بن شبيب، قال: ... فقال أبو جعفر عليه السلام: هذه أمة لرجل من الناس، نظر إليها أجنبي في أوّل النهار، فكان نظره إليها حراماً عليه، فلمّا ارتفع النهار ابتاعها من مولاها، فحلّت له، فلمّا كان عند الظهر أعتقها، فحرمت عليه...(٣١٠).

  -٢ ابن شعبة الحرّاني رحمه الله:... فقال له [أي ليحيى بن أكثم‏]أبو جعفر عليه السلام: يا أبا محمد! ما تقول في رجل حرمت عليه امرأة بالغداة، وحلّت له ارتفاع النهار؟ ... فبقي يحيى والفقهاء بلسا، خرساً ... .

 قال عليه السلام: هذا رجل نظر الى مملوكة لاتحلّ له، اشتراها فحلّت له، ثمّ أعتقها فحرمت عليه ... (٣١١).

   

 الثاني في حكم تزويج العبد:

  -١ أبو عمرو الكشّي‏ رحمه الله: ... عبد الجبّار بن المبارك النهاوندي، قال: أتيت سيّدي سنة سبع ومائتين، فقلت له: ... جعلت فداك! فإنّه أتوا بي من بعض الفتوح التي فتحت على الضلال، وقد تخلّصت من الذين ملكوني بسبب من الأسباب، وقد أتيتك مسترقّاً، مستعبداً.

 فقال: قد قبلت.

 قال: فلمّا حضر خروجي إلى مكّة، قلت له: ... إنّي قد حججت وتزوّجت؟ ... .

 فقال لي: انصرف إلى بلادك وأنت من حجّك وتزويجك ... في حلّ ...(٣١٢).

 

    ز - معاشرة المرأة الأجنبية

 ويشتمل هذا العنوان على موضوعين:

   الأوّل في كيفيّة ملامسة المرأة الأجنبيّة:

  -١ أبو جعفر الطبري رحمه الله:... عن بكر، قال: قلت له [أي لأبي جعفر الجوادعليه السلام‏]: إنّ عمّتي تشتكي من ريح بها ... .

 فمسح يده على ركبتها من وراء الثياب... (٣١٣).

  -٢ الراوندي رحمه الله:... أبي بكر بن إسماعيل، [قال‏]: قلت لأبي جعفر ابن الرضا عليهما السلام: إنّ لي جارية تشتكي من ريح بها ... .

 فقال لها: ما تشتكين يا جارية!؟

 قالت: ريحاً في ركبتي.

 فمسح يده على ركبتها من وراء الثياب(٣١٤).

 

 الثاني في حكم كشف المرأة رأسها عند الخادم:

  -١ الشيخ الطوسي ‏رحمه الله: ... عن القاسم الصيقل، قال: كتبت إليه أُمّ علي تسأل عن كشف الرأس بين يدي الخادم؟ ... .

 فكتب ‏عليه السلام: سألت عن كشف الرأس بين يدي الخادم، لاتكشفي، فإنّ ذلك مكروه (٣١٥).

 

  -٢ المسعودي: قال أبو خداش ... فقلت لأبي جعفرعليه السلام: ... الخصيّ يدخل على النساء؟

 فحوّل وجهه ثمّ استدناني وقال: ومانقص منه إلّا الخناثة الواقعة عليه(٣١٦).

   

    ح - المهر

 ويشتمل هذا العنوان على موضوعين:

   الأوّل في حكم جعل المهر من غير المال:

  -١ السيّد بن طاووس رحمه الله: ... إبراهيم بن محمد بن الحارث النوفلي، قال: حدّثنا أبي وكان خادماً لمحمد بن علي الجوادعليهما السلام: لمّا زوّج المأمون أبا جعفر محمد بن علي بن موسى‏عليهم السلام ابنته، كتب - عليه السلام - إليه: إنّ لكلّ زوجة صداقاً من مال زوجها، ... وقد أمهرت ابنتك: الوسائل إلى المسائل، وهي مناجاة دفعها إليّ أبي ... (٣١۷).

 

 الثاني في مهر السنّة:

  -١ الشيخ المفيد رحمه الله: ... عن الريّان بن شبيب، قال: ... إنّ محمد بن علي بن موسى يخطب أُمّ الفضل بنت عبد اللّه المأمون، وقد بذل لها من الصداق مهر جدّته فاطمة بنت محمدعليهما السلام، وهو خمسمائة درهم جياداً ... (٣١٨).

 

    ط - أحكام الأولاد

 ويشتمل هذا العنوان على ثلاثة موضوعات:

 الأوّل في الدعاء لجعل ولد الحبلى ذكراً سويّاً:

  -١ محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: ... محمد بن إسماعيل أو غيره قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: جعلت فداك! الرجل يدعو للحبلى أن يجعل اللّه ما في بطنها ذكراً سوّياً؟

 قال عليه السلام: يدعو ما بينه وبين أربعة أشهر، فإنّه أربعين ليلة نطفة، وأربعين ليلة علقة، وأربعين ليلة مضغة ...       (٣١٩).

 

 الثاني في تسمية الولد قبل الولادة:

  -١ أبو جعفر الطبري رحمه الله: ... أبو جعفر محمد بن علي الشلمغاني، قال: حجّ إسحاق بن إسماعيل في السنة التي خرجت الجماعة إلى أبي جعفر عليه السلام، قال إسحاق: فأعددت له في رقعة عشر مسائل لأسأله عنها، وكان لي حمل ... .

 قال لي: يا أبا يعقوب! سمّه أحمد ... (٣٢٠).

 

   الثالث في برّ الوالدين:

  -١ الشيخ المفيد رحمه الله: ... بكر بن صالح، قال: كتب صهر لي إلى أبي جعفر الثاني صلوات اللّه عليه: إنّ أبي ناصب خبيث الرأي ... .

 فكتب عليه السلام: قد فهمت كتابك وما ذكرت من أمر أبيك، ولست أدع الدعاء لك إن‏شاءاللّه، والمداراة خير لك من المكاشفة، ومع العسر يسر، فاصبر فإنّ العاقبة للمتّقين ...  (٣٢١).