الباب السابع:

    في الحجّ‏

    وهو يشتمل على خمسة عشر عنواناً:

      أ - وجوب الحجّ وشرائطه‏

 ويشتمل هذا العنوان على ثلاثة موضوعات:

 الأوّل  في حكم حجّ المخالف إذا استبصر:

 (٦٥٦) الشيخ الصدوق رحمه الله: روي عن أبي عبد اللّه الخراساني، عن أبي جعفر الثاني عليه السلام، قال: قلت له: إنّي حججت وأنا مخالف، وحججت حجّتي هذه، وقد منّ اللّه عزّ وجلّ عليّ بمعرفتكم، وعلمت أنّ الذي كنت فيه كان باطلا، فما ترى في حجّتي؟

 قال: اجعل هذه حجّة الإسلام، وتلك نافلة(١٩١).

  -٢ محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: ... كتب إبراهيم بن محمد بن عمران الهمداني إلى أبي جعفر عليه السلام: إنّي حججت وأنا مخالف، وكنت صرورة، فدخلت متمتّعاً بالعمرة إلى الحجّ؟

 فكتب ‏عليه السلام : أعد حجّك(١٩٢).

 

 الثاني في حكم حجّ السكران:

  -١ الشيخ الطوسي رحمه الله: ... عن أبي علي بن راشد، قال: كتبت إليه أسأله عن رجل محرم سكر، وشهد المناسك وهو سكران، أيتمّ حجّه على سكره؟

 فكتب عليه السلام: لايتمّ حجّه(١٩٣).

 

 الثاني في حكم حجّ العبد:

  -١ أبو عمرو الكشّي ‏رحمه الله: ... عبد الجبّار بن المبارك النهاوندي، قال: أتيت سيّدي، سنة سبع ومائتين، فقلت له: ... جعلت فداك! فإنّه أتوا بي، من بعض الفتوح التي فتحت على الضلال، وقد تخلّصت من الذين ملكوني، بسبب من الأسباب، وقد أتيتك مسترقّاً، مستعبداً.

 فقال عليه السلام: قد قبلت.

 قال: فلمّا حضر خروجي إلى مكّة، قلت له: جعلت فداك! إنّي قد حججت ... فمرني بأمرك؟

 فقال لي: انصرف إلى بلادك، وأنت من حجّك ... في حلّ ...(١٩٤).

   

    ب - النيابة في الحجّ‏

   ويشتمل هذا العنوان على أربعة موضوعات:

 الأوّل في حكم استنابة الصرورة(١٩٥) مع وجوب الحجّ عليه:

  -١ الشيخ الطوسي رحمه الله: ... بكر بن صالح، قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السلام: إنّ ابني معي، وقد أمرته أن يحجّ عن أُمّي، أيجزي عنها حجّة الإسلام؟

 فكتب عليه السلام: لا!

 وكان ابنه صرورة، وكانت أُمّه صرورة(١٩٦).

  -٢ الشيخ الطوسي رحمه الله: ... إبراهيم بن عقبة، قال: كتبت إليه أسأله عن رجل حجّ عن صرورة لم يحجّ قطّ، أيجزي كلّ واحد منهما تلك الحجّة عن حجّة الإسلام أم لا؟ ... .

 فكتب عليه السلام: لايجزي ذلك(١٩۷).

 

 الثاني في حكم النيابة في الحجّ عن المخالف :

  -١ محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: ... علي بن مهزيار، قال: كتبت إليه: الرجل يحجّ عن الناصب، هل عليه إثم إذا حجّ عن الناصب؟ وهل ينفع ذلك الناصب أم لا؟

 فكتب عليه السلام: لايحجّ عن الناصب ولا يحجّ به(١٩٨).

 

 الثالث في حكم من أوصى أن يحجّ عنه:

 (٦٥۷) الشيخ الطوسي رحمه الله: محمد بن علي بن محبوب، عن العبّاس، عن محمد بن الحسين بن أبي خالد، قال: سألت أبا جعفر عليه السلام: عن رجل أوصى أن يحجّ عنه مبهماً؟

 فقال عليه السلام: يحجّ عنه ما بقي من ثلثه شي‏ء(١٩٩).

 (٦٥٨) الشيخ الصدوق رحمه الله: كتب عمرو بن سعيد الساباطي إلى أبي جعفرعليه السلام يسأله عن رجل أوصى إليه رجل أن يحجّ عنه ثلاثة رجال، فيحلّ له أن يأخذ لنفسه حجّة منها؟

 فوقّع ‏عليه السلام بخطّه وقرأته: حجّ عنه إن‏شاءاللّه ... (٢٠٠).

 (٦٥٩) الشيخ الطوسي رحمه الله: موسى بن القاسم، عن عبد الرحمان بن أبي نجران، عن محمد بن الحسن(٢٠١)      أنّه قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: جعلت فداك! قد اضطررت إلى مسألتك؟

 فقال عليه السلام: هات.

 فقلت: سعد بن سعد، قد أوصى: حجّوا عنّي مبهماً، ولم يسمّ شيئاً، ولا ندري كيف ذلك؟

 فقال عليه السلام: يحجّ عنه ما دام له مال(٢٠٢).

 

 الرابع في حكم الطواف عن الأئمّة والنبيّ وفاطمة عليهم السلام:

  -١ محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: ... عن علي بن مهزيار، عن موسى بن القاسم، قال: قلت لأبي جعفر الثاني عليه السلام: قد أردت أن أطوف عنك وعن أبيك، فقيل لي: إنّ الأوصياء لايطاف عنهم.

 فقال لي: بل طف ما أمكنك، فإنّه جائز.

 ثمّ قلت له بعد ذلك بثلاث سنين: إنّي كنت استأذنتك في الطواف عنك، وعن أبيك، فأذنت لي في ذلك، فطفت عنكما ماشاءاللّه، ثمّ وقع في قلبي شي‏ء فعملت به.

 قال: وما هو؟

 قلت: طفت يوماً عن رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم.

 فقال ثلاث مرّات : صلّى اللّه على رسول اللّه!

 ثمّ اليوم الثاني عن أمير المؤمنين عليه السلام، ثمّ طفت اليوم الثالث عن الحسن‏ عليه السلام، والرابع عن الحسين عليه السلام، والخامس عن علي بن الحسين‏ عليهما السلام، والسادس عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام؛ واليوم السابع عن جعفر بن محمد عليهما السلام؛ واليوم الثامن عن أبيك موسى عليه السلام؛ واليوم التاسع عن أبيك علي‏ عليه السلام؛ واليوم العاشر عنك يا سيّدي، وهؤلاء الذين أدين اللّه بولايتهم.

 فقال: إذن واللّه! تدين اللّه بالدين الذي لايقبل من العباد غيره.

 قلت: وربما طفت عن أُمّك فاطمة عليها السلام، وربما لم أطف.

 فقال: استكثر من هذا، فإنّه أفضل ما أنت عامله إن‏شاءاللّه(٢٠٣).

 

    ج - أقسام الحجّ وأحكامه‏

 ويشتمل هذا العنوان على موضوعين:

   الأوّل في اختيار حجّ التمتّع على القران والإفراد:

 (٦٦٠) محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن موسى بن القاسم البجلي، قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: يا سيّدي! إنّي أرجو أن أصوم في المدينة شهر رمضان.

 فقال: تصوم بها إن‏شاءاللّه.

 قلت: وأرجو أن يكون خروجنا في عشر من شوّال، وقد عوّد اللّه زيارة رسول اللّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته وزيارتك، فربما حججت عن أبيك، وربما حججت عن أبي، وربما حججت عن الرجل من إخواني، وربما حججت عن نفسي؛ فكيف أصنع؟

 فقال: تمتّع.

 فقلت: إنّي مقيم بمكّة منذ عشر سنين؟

 فقال: تمتّع(٢٠٤).

 (٦٦١) محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، قال: سألت أبا جعفرعليه السلام في السنة التي حجّ فيها، وذلك في سنة اثنتي عشرة ومائتين، فقلت: جعلت فداك! بأيّ شي‏ء دخلت مكّة، مفرداً، أو متمتّعاً؟

 فقال: متمتّعاً.

 فقلت له: أيُّما أفضل: المتمتّع بالعمرة إلى الحجّ، أو من أفرد وساق الهدي؟

 فقال: كان أبو جعفر عليه السلام يقول: المتمتّع(٢٠٥) بالعمرة إلى الحجّ أفضل من المفرد السائق للهدي، وكان يقول: ليس يدخل الحاجّ بشي‏ء أفضل من المتعة(٢٠٦).

 

 الثاني في الإتيان بعمرة المفردة وحجّة في عام واحد:

 (٦٦٢) الشيخ الطوسي رحمه الله: موسى بن القاسم، قال: أخبرني بعض أصحابنا أنّه سأل أبا جعفر عليه السلام في عشر من شوّال، فقال: إنّي أُريد أن أُفرد عمرة هذا الشهر؟

 فقال له: أنت مرتهن بالحجّ.

 فقال له الرجل: إنّ المدينة منزلي، ومكّة منزلي، ولي بينهما أهل، وبينهما أموال.

 فقال له: أنت مرتهن بالحجّ.

 فقال له الرجل: فإنّ لي ضياعاً حول مكّة، وأحتاج إلى الخروج إليها.

 فقال: تخرج حلالاً، وترجع حلالاً إلى الحجّ(٢٠۷).

 (٦٦٣) الشيخ الصدوق رحمه الله: وكتب علي بن ميسّر إلى أبي جعفر الثاني عليه السلام يسأله عن رجل اعتمر في شهر رمضان ثمّ حضر الموسم، أيحجّ مفرداً للحجّ، أو يتمتّع؟ أيّهما أفضل؟

 فكتب‏ عليه السلام إليه: يتمتّع(٢٠٨).

 

    د - الإحرام‏

   حكم إحرام الصبيّ:

 (٦٦٤) محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، وعدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد جميعاً، عن علي بن مهزيار، عن محمد بن الفضيل، قال: سألت أبا جعفر الثاني عليه السلام عن الصبيّ متى يحرم به؟

 قال ‏عليه السلام: إذا أثغر(٢٠٩)(٢١٠).

 

    ه  - تروك الإحرام‏

 ويشتمل هذا العنوان على خمسة موضوعات:

   الأوّل في تظليل الرجل المحرم على نفسه:

 (٦٦٥) محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن علي بن الريّان، عن القاسم الصيقل، قال: ما رأيت أحداً كان أشدّ تشديداً في الظلّ من أبي جعفرعليه السلام. كان يأمر بقلع القبّة والحاجبين إذا أحرم     (٢١١).

 

 الثاني في تظليل الرجل المحرم، في المحمل:

 (٦٦٦) الشيخ الصدوق رحمه الله: روي عن الحسين بن مسلم، عن أبي جعفر الثاني‏ عليه السلام أنّه سئل ما فرق ما بين الفسطاط وبين ظلّ المحمل؟

 قال‏ عليه السلام: لاينبغي أن يستظلّ في المحمل، والفرق بينهما أنّ المرأة تطمث في شهر رمضان، فتقضي الصيام، ولاتقضي الصلاة.

 قال: صدقت جعلت فداك(٢١٢).

 

 الثالث في المحرم إذا زامل امرأة جاز التظليل لها دونه:

 (٦٦۷) محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: عدّة من أصحابنا، ... بكر بن صالح، قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السلام: أنّ عمّتي معي وهي زميلتي، والحرّ تشتدّ عليها إذا أحرمت، فترى لي أن أُظلّل عليّ وعليها؟

 فكتب عليه السلام: ظلّل عليها وحدها(٢١٣).

 

 الرابع في حكم شرب المحرم من قربة اتّخذت من جلود الصيد:

 (٦٦٨) محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن مهزيار، قال: سألت الرجل(٢١٤) عن المحرم يشرب الماء من قربة أو سقاء اتّحذ من جلود الصيد، هل يجوز ذلك أم لا؟

 فقال‏ عليه السلام: يشرب من جلودها(٢١٥).

 

 الخامس في حكم المحرم إذا كان معه لحم الصيد:

 (٦٦٩) الشيخ الطوسي رحمه الله: محمد بن أحمد بن يحيى، عن إبراهيم بن مهزيار، عن علي بن مهزيار، قال: سألته عن المحرم معه لحم من لحوم الصيد في زاده، هل يجوز أن يكون معه، ولايأكله، ويدخله مكّة وهو محرم، فإذا أحلّ أكله؟

 فقال‏ عليه السلام: نعم! إذا لم يكن صاده(٢١٦).

 

    و - كفّارات الإحرام‏

 ويشتمل هذا العنوان على موضوعين:

   الأوّل في كفّارات الصيد في الحلّ والحرم:

  -١ الشيخ المفيد رحمه الله: ... عن الريّان بن شبيب، قال: ... قال المأمون لأبي جعفر عليه السلام: إن رأيت جعلت فداك أن تذكر الفقه فيما فصّلته من وجوه قتل المحرم الصيد، لنعلمه ونستفيده.

 فقال أبو جعفر عليه السلام: نعم! إنّ المحرم إذا قتل صيداً في الحلّ، وكان الصيد من ذوات الطير، وكان من كبارها، فعليه شاة.

 فإن أصابه في الحرم، فعليه الجزاء مضاعفاً.

 فإذا قتل فرخاً في الحلّ، فعليه حمل قد فطم من اللبن.

 وإذا قتله في الحرم، فعليه الحمل، وقيمة الفرخ.

 وإن كان من الوحش، وكان حمار وحش، فعليه بقرة.

 وإن كان نعامة، فعليه بدنة.

 وإن كان ظبياً، فعليه شاة.

 فإن قتل شيئاً من ذلك في الحرم، فعليه الجزاء مضاعفاً، هدياً بالغ الكعبة.

 وإذا أصاب المحرم ما يجب عليه الهدي فيه، وكان إحرامه بالحجّ نحره بمنى.

 وإن كان إحرامه بالعمرة، نحره بمكّة.

 وجزاء الصيد على العالم والجاهل سواء، وفي العمد له المأثم، وهو موضوع عنه في الخطأ.

 والكفّارة على الحرّ في نفسه، وعلى السيّد في عبده، والصغير لاكفّارة عليه، وهي على الكبير واجبة.

 والنادم يسقط بندمه عنه عقاب الآخرة، والمصرّ يجب عليه العقاب في الآخرة ...(٢١۷).

 

 الثاني في حكم كفّارة الظلال:

 (٦۷٠) محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: محمد بن يحيى، عمّن ذكره، عن أبي علي بن راشد(٢١٨) قال: سألته عن محرم ظلّل في عمرته؟

 قال‏ عليه السلام: يجب عليه دم، قال: وإن خرج إلى مكّة وظلّل وجب عليه أيضاً دم لعمرته ودم لحجّته(٢١٩).

 (٦۷١) الشيخ الطوسي رحمه الله: محمد بن الحسن الصفّار، عن محمد بن عيسى، عن أبي علي بن راشد(٢٢٠)، قال: قلت له ‏عليه السلام: جعلت فداك! إنّه يشتدّ عليّ كشف الظلال في الإحرام. لأ نّي محرور(٢٢١) تشتدّ عليّ الشمس؟

 فقال: ظلّل وأرق دماً.

 فقلت له: دماً أو دمين؟

 قال: للعمرة.

 قلت: إنّا نحرم بالعمرة وندخل مكّة، فنحلّ فنحرم بالحجّ؟

 قال: فأرق دمين(٢٢٢).

 

    ز - الطواف‏

 ويشتمل هذا العنوان على أربعة موضوعات:

   الأوّل في حكم قطع السعي لصلاة الفريضة، واستحباب الذكر وقرائة القرآن في الطواف:

 (٦۷٢) الشيخ الطوسي رحمه الله: محمد بن أحمد بن يحيى، عن عمران، عن محمد بن عبد الحميد، عن محمد بن الفضيل، قال: إنّه سأل محمد بن علي الرضا عليهما السلام، فقال له: سعيت شوطاً، ثمّ طلع الفجر؟

 قال‏ عليه السلام: صلّ، ثمّ عد فأتمّ سعيك؛ وطواف الفريضة لاينبغي أن يتكلّم فيه إلّا بالدعاء، وذكر اللّه، وقرائة القرآن.

 قال: والنافلة يلقي الرجل أخاه، فيسلّم عليه، ويحدّثه بالشي‏ء من أمر الآخرة والدنيا؟

 قال: لابأس به(٢٢٣).

 

 الثاني في حكم طواف الطفل بالمطوّف:

  -١ الإربلي رحمه الله : ... عن أُميّة بن علي، قال: كنت مع أبي الحسن ‏عليه السلام بمكّة في السنة التي حجّ فيها ... فصار أبو جعفرعليه السلام على عنق موفّق، يطوف به.

 فصار أبو جعفرعليه السلام إلى الحجر، فجلس فيه ...(٢٢٤).

 

 الثالث في حكم طواف النساء:

 (٦۷٣) الشيخ الطوسي ‏رحمه الله: محمد بن الحسن الصفّار، عن محمد بن عبد الجبّار، عن العبّاس، عن صفوان بن يحيى، قال: سأله أبو حارث(٢٢٥)، عن رجل تمتّع بالعمرة إلى الحجّ، فطاف وسعى وقصّر، هل عليه طواف النساء؟

 قال ‏عليه السلام: لا! إنّما طواف النساء بعد الرجوع من منى(٢٢٦).

 (٦۷٤) محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن مهزيار، قال: رأيت أبا جعفر الثاني ‏عليه السلام ليلة الزيارة، طاف طواف النساء، وصلّى خلف المقام. ثمّ دخل زمزم فاستقى منها بيده بالدلو الذي يلي الحجر، وشرب منه، وصبّ على بعض جسده، ثمّ اطلع (٢٢۷) في زمزم مرّتين.

 أخبرني بعض أصحابنا: أنّه رآه بعد ذلك بسنة فعل مثل ذلك(٢٢٨).

 

 الرابع في حكم من شكّ في أشواط الطواف:

 (٦۷٥)محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن صفوان(٢٢٩)، قال: سألته عن ثلاثة دخلوا في الطواف، فقال واحد منهم لصاحبه: تحفظوا الطواف، فلمّا ظنّوا أ نّهم قد فرغوا قال واحد: معي ستّة أشواط؟

 قال عليه السلام: إن شكّوا كلّهم فليستأنفوا، وإن لم يشكّوا وعلم كلّ واحد منهم ما في يده فليبنوا(٢٣٠).

 

     ح - السعي‏

   السعي أحبّ إلى اللّه:

 (٦۷٦) محمد بن يعقوب الكليني ‏رحمه الله: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد(٢٣١)، رفعه، قال: ليس للّه منسك أحبّ إليه من السعي، وذلك أنّه يذلّ فيه الجبّارين(٢٣٢).

 

    ط - الصلاة يوم التروية

   صلاة يوم التروية عند زوال الشمس:

  -١ الشيخ الطوسي رحمه الله: ... عن علي بن مهزيار، قال: رأيت أبا جعفرعليه السلام صلّى حين زالت الشمس يوم التروية ستّ ركعات خلف المقام ...(٢٣٣).

 

    ى - المقيم بمكّة

   صوم سبعة الأيّام بدل الهدي لمن يجاور بمكّة:

 (٦۷۷) الشيخ الطوسي رحمه الله: محمد بن أحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر(٢٣٤): في المقيم إذا صام الثلاثة الأيّام، ثمّ يجاور ينظر مقدم أهل بلده.

 فإذا ظنّ أنّهم قد دخلوا، فليصم السبعة الأيّام(٢٣٥).

   

    ك - النفر

   حكم النفر من مكّة:

  -١ محمد بن يعقوب الكليني ‏رحمه الله: ... عن أيّوب بن نوح، قال: كتبت إليه: إنّ أصحابنا قد اختلفوا علينا، فقال بعضهم: إنّ النفر يوم الأخير بعد الزوال ... .

 فكتب ‏عليه السلام: أما علمت أنّ رسول اللّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم صلّى الظهر والعصر بمكّة، ولايكون ذلك إلّا وقد نفر قبل الزوال(٢٣٦).

 

    ل - رمي الجمار

   حكم رمي الجمار:

 (٦۷٨) الشيخ الطوسي رحمه الله: سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمد بن عيسى: أنّه رأى أبا جعفر الثاني عليه السلام رمى الجمار راكباً(٢٣۷).

  -٢ محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: أحمد بن محمد، عن علي بن مهزيار، قال: رأيت أبا جعفرعليه السلام يمشي بعد يوم النحر حتّى يرمي الجمرة، ثمّ ينصرف راكباً. وكنت أراه ماشياً بعد مايحاذي المسجد بمنى(٢٣٨).

 

    م - الهدي‏

   حكم أُضحية الخصي‏

 (٦۷٩) الشيخ الطوسي رحمه الله: وروى محمد بن أحمد بن يحيى، عن أحمد ابن محمد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر(٢٣٩)، قال: سأل عن الخصي، أيضحى به؟

 قال عليه السلام: إن كنتم تريدون اللحم فدونكم.

 وقال: لايضّحي إلّا بما قد عرّف به(٢٤٠).

 

    ن - الحلق والتقصير

 ويشتمل هذا العنوان على موضوعين:

   الأوّل في حكم تولّي الغير التقصير واستحباب الابتداء بالناصية:

 (٦٨٠) ١ - محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن أسلم، قال: لمّا أراد أبو جعفر(٢٤١) - يعني ابن الرضا عليهما السلام - أن يقصّر من شعره للعمرة، أراد الحجّام أن يأخذ من جوانب الرأس. فقال له: ابدء بالناصية.

 فبدء بها(٢٤٢).

 

 الثاني فيما حلق به آدم‏ عليه السلام رأسه:

  -١ محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: ... علي بن محمد العلوي، قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن آدم حيث حجّ: بما حلق رأسه؟

 فقال عليه السلام: نزل عليه جبرئيل عليه السلام بياقوتة من الجنّة، فأمرّها على رأسه، فتناثر شعره(٢٤٣).

 

    س - وداع الكعبة

 ويشتمل هذا العنوان على موضوعين:

  الأوّل  - حكم وداع الكعبة وطوافها:

 (٦٨١) محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، وأبو علي الأشعري، عن الحسن بن علي الكوفي، عن علي بن مهزيار، قال: رأيت أبا جعفر الثاني عليه السلام في سنة خمس وعشرين ومائتين(٢٤٤)، ودّع البيت بعد ارتفاع الشمس، وطاف بالبيت، يستلم الركن اليماني في كلّ شوط، فلمّا كان في الشوط السابع استلمه.

 واستلم الحجر، ومسح بيده، ثمّ مسح وجهه بيده. ثمّ أتى المقام، فصلّى خلفه ركعتين، ثمّ خرج إلى دبر الكعبة إلى الملتزم، فالتزم البيت، وكشف الثوب عن بطنه، ثمّ وقف عليه طويلاً يدعو، ثمّ خرج من باب الحنّاطين وتوجّه.

 قال: فرأيته في سنة سبع عشرة ومائتين(٢٤٥) ودّع البيت ليلاً، يستلم الركن اليماني والحجر الأسود في كلّ شوط؛ فلمّا كان في الشوط السابع التزم البيت في دبر الكعبة قريباً من الركن اليماني وفوق الحجر المستطيل، وكشف الثوب عن بطنه، ثمّ أتى الحجر فقبّله ومسحه.

 وخرج إلى المقام فصلّى خلفه، ثمّ مضى ولم يعد إلى البيت، وكان وقوفه على الملتزم بقدر ما طاف بعض أصحابنا سبعة أشواط، وبعضهم ثمانية(٢٤٦).

 

   الثاني -  حكم الخروج من الحرمين قبل أن يصلّي الظهرين:

 (٦٨٢) محمد بن يعقوب الكيني رحمه الله: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن حمّاد، عن إبراهيم بن عبد الحميد(٢٤۷) قال: سمعته يقول: من خرج من الحرمين بعد ارتفاع النهار قبل أن يصلّي الظهر والعصر، نودي من خلفه لاصحبك اللّه(٢٤٨).

 

    ع - العمرة

 فضل عمرة شهر رمضان:

  -١ محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: ... علي بن حديد، قال: كنت مقيماً بالمدينة في شهر رمضان، سنة ثلاث وعشرة ومائتين.

 فلمّا قرب الفطر، كتبت إلى أبي جعفر عليه السلام أسأله عن الخروج في عمرة شهر رمضان أفضل، أو أُقيم حتّى ينقضي الشهر وأُتمّ صومي؟

 فكتب إليّ كتاباً قرأته بخطّه: سألت رحمك اللّه عن أيّ العمرة أفضل؟ عمرة شهر رمضان أفضل، يرحمك اللّه(٢٤٩).

   

    ف - المزار

 ويشتمل هذا العنوان على سبعة موضوعات:

   الأوّل في‏بداية الحاجّ بمكّة ثمّ بالمدينة:

 (٦٨٣) محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: علي بن محمد بن عبد اللّه عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن أبيه، قال: سألت أبا جعفر عليه السلام: أبدء بالمدينة أو بمكّة؟

 قال: ابدء بمكّة، واختم بالمدينة، فإنّه أفضل(٢٥٠).

 

 الثاني في فضل زيارة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم:

 (٦٨٤) محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن أبي نجران، قال: قلت لأبي جعفرعليه السلام(٢٥١): جعلت فداك! ما لمن زار رسول اللّه‏ صلى الله عليه وآله وسلم متعمّداً(٢٥٢)؟

 فقال: له الجنّة(٢٥٣).

 (٦٨٥) ابن قولويه القميّ رحمه الله: حدّثني محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عبد الرحمان بن أبي نجران، قال: قلت لأبي جعفر الثاني عليه السلام: جعلت فداك! ما لمن زار قبر رسول اللّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم متعمّداً؟

 قال عليه السلام: يدخله اللّه الجنّة إن‏شاءاللّه(٢٥٤).

  -٣ محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله:... يحيى بن أكثم ... فقال: بينا أنا ذات يوم دخلت أطوف بقبر رسول اللّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم، فرأيت محمد بن علي الرضاعليهما السلام يطوف به ...(٢٥٥).

 

 الثالث زيارة الإمام الحسين عليه السلام في ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان:

 (٦٨٦) السيّد بن طاووس رحمه الله: رويناه بإسنادنا إلى أبي المفضّل محمد بن عبد اللّه الشيباني، قال: حدّثني علي بن نصر السبنديخي، قال: حدّثني عبد اللّه ابن موسى، عن عبد العظيم الحسني، عن أبي جعفر الثاني عليه السلام في حديث قال: من زار الحسين عليه السلام ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان، وهي الليلة التي يرجى أن تكون ليلة القدر، و«فيها يفرق كلّ أمر حكيم»(٢٥٦).

 صافحه روح أربعة وعشرين ألف ملك ونبيّ، كلّهم يستأذن اللّه في زيارة الحسين عليه السلام في تلك الليلة(٢٥۷).

 

 الرابع في زيارة الإمامين الحسين والرضا عليهما السلام:

 (٦٨۷) الشيخ الصدوق رحمه الله: حدّثنا محمد بن موسى بن المتوكّل، قال: حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن العبّاس بن معروف، عن علي بن مهزيار، قال: قلت لأبي جعفر يعني محمد بن علي الرضا عليهما السلام: جعلت فداك! زيارة الرضاعليه السلام أفضل أم زيارة أبي عبد اللّه الحسين عليه السلام ؟

 فقال: زيارة أبي عليه السلام أفضل، وذلك: أنّ أبا عبد اللّه عليه السلام يزوره كلّ الناس، وأبي عليه السلام لايزوره إلّا الخواصّ من الشيعة(٢٥٨).

 (٦٨٨) الشيخ الصدوق رحمه الله: حدّثنا محمد بن علي ماجيلويه ‏رضى الله عنه، قال: حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني، قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: قد تحيّرت بين زيارة قبر أبي عبد اللّه عليه السلام وبين زيارة قبر أبيك عليه السلام بطوس، فما ترى؟

 فقال لي: مكانك؛ ثمّ دخل وخرج ودموعه تسيل على خدّيه، فقال: زوّار قبر أبي عبد اللّه عليه السلام كثيرون ، وزوّار قبر أبي عليه السلام بطوس قليلون(٢٥٩)(٢٦٠).

 

 الخامس في زيارة الإمام علي بن موسى الرضاعليهما السلام‏

   استحباب اختيار زيارته عليه السلام على الحجّ:

 (٦٨٩) الشيخ الصدوق رحمه الله: حدّثنا جعفر بن علي بن الحسين بن علي بن عبد اللّه بن المغيرة الكوفي ‏رضى الله عنه، قال: حدّثني جدّي الحسين بن علي، عن الحسين بن يوسف(٢٦١)، عن محمد بن أسلم، عن محمد بن سليمان، قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السلام، عن رجل حجّ حجّة الإسلام، فدخل متمتّعاً بالعمرة إلى الحجّ، فأعانه اللّه تعالى على حجّه وعمرته؛ ثمّ أتى المدينة، فسلّم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ ثمّ أتى أباك أمير المؤمنين‏ عليه السلام عارفاً بحقّه، يعلم أنّه(٢٦٢) حجّة اللّه على خلقه، وبابه الذي يؤتى منه، فسلّم عليه.

 ثمّ أتى أبا عبد اللّه الحسين بن علي عليهما السلام، فسلّم عليه، ثمّ أتى بغداد، وسلّم على أبي الحسن موسى عليه السلام، ثمّ انصرف إلى بلاده. فلمّا كان في هذا الوقت، رزقه اللّه تعالى ما يحجّ به، فأيّهما أفضل: أهذا الذي حجّ حجّة الإسلام يرجع أيضاً فيحجّ؟ أو يخرج إلى خراسان إلى أبيك علي بن موسى الرضاعليهما السلام فيسلّم عليه؟

 قال: بلى! يأتي إلى خراسان، فيسلّم على أبي عليه السلام أفضل، وليكن ذلك في رجب؛ ولاينبغي أن تفعلوا هذا اليوم، فإنّ علينا وعليكم من السلطان شنعة(٢٦٣).

 

 إنّ زيارته عليه السلام تعدل ألف ألف حجّة:

 (٦٩٠) الشيخ الصدوق رحمه الله: حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليدرضى الله عنه، قال: حدّثنا محمد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، قال: قرأت كتاب أبي الحسن الرضا عليه السلام: أبلغ شيعتنا

(٢٦٤) أنّ زيارتي تعدل عند اللّه ألف حجّة.

 قال: فقلت لأبي جعفر عليه السلام: ألف حجّة؟!

 قال: إي واللّه! ألف ألف حجّة لمن زاره عارفاً بحقّه(٢٦٥).

 

 من زاره عليه السلام دخل الجنّة:

 (٦٩١) الشيخ الصدوق رحمه الله: حدّثنا محمد بن علي ماجيلويه ‏رضى الله عنه، قال: حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني، عن أبي جعفر محمد بن علي الرضاعليهما السلام، قال: ضمنت(٢٦٦) لمن زار أبي(٢٦۷) عليه السلام بطوس، عارفاً بحقّه، الجنّة على اللّه تعالى(٢٦٨).

 (٦٩٢) الشيخ الصدوق رحمه الله:حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليدرضى الله عنه، قال: حدّثنا محمد بن الحسن الصفّار، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن علي بن أسباط، قال: سألت أبا جعفر عليه السلام: ما لمن زار والدك عليه السلام بخراسان؟

 قال عليه السلام: الجنّة واللّه! الجنّة واللّه(٢٦٩).

 (٦٩٣) الشيخ الصدوق رحمه الله: حدّثنا أبي‏رضى الله عنه، قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عبد الرحمان بن أبي نجران، قال: سألت أبا جعفر عليه السلام: ما تقول لمن زار أباك؟

 قال: الجنّة واللّه(٢۷٠).

 (٦٩٤) ابن قولويه القميّ رحمه الله: حدّثني جماعة مشايخي، عن سعد، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن داود الصرمي، عن أبي جعفر الثاني‏ عليه السلام، قال: سمعته يقول: من زار قبر أبي، فله الجنّة(٢۷١).

 (٦٩٥)ابن قولويه القميّ رحمه الله: حدّثني محمد بن الحسن بن أحمد، عن محمد بن الحسن الصفّار، عن العبّاس بن معروف، عن علي بن مهزيار، قال: قلت لأبي جعفر الثاني عليه السلام: مالمن زار قبر الرضا عليه السلام؟

 قال عليه السلام: فله الجنّة، واللّه(٢۷٢).

 

 من زاره عليه السلام غفر اللّه له ذنوبه:

 (٦٩٦) محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: محمد بن يحيى، عن علي بن إبراهيم الجعفري، عن حمدان بن إسحاق، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام - أو حكي لي، عن رجل، عن أبي جعفر عليه السلام، الشك من علي بن إبراهيم، قال: قال أبو جعفر عليه السلام - : من زار قبر أبي بطوس، غفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر.

 قال: فحججت بعد الزيارة، فلقيت أيّوب بن نوح، فقال لي: قال أبو جعفر الثاني عليه السلام: من زار قبر أبي بطوس، غفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، وبنى اللّه له منبراً في حذاء منبر محمد وعلي ‏عليهما السلام حتّى يفرغ اللّه من حساب الخلائق.

 فرأيته وقد زار، فقال: جئت أطلب المنبر(٢۷٣).

 (٦٩۷) ابن قولويه القميّ رحمه الله: حدّثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد اللّه قال: حدّثني علي بن إبراهيم الجعفري، عن حمدان الدسوائي، قال: دخلت على أبي جعفر الثاني عليه السلام، فقلت: ما لمن زار أباك بطوس؟

 فقال عليه السلام: من زار قبر أبي بطوس غفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر.

 قال حمدان: فلقيت بعد ذلك أيّوب بن نوح بن درّاج، فقلت له: يا أبا الحسين! إنّي سمعت مولاي أبا جعفرعليه السلام، يقول:

 من زار قبر أبي بطوس غفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر.

 فقال أيّوب: وأزيدك فيه؟

 قلت: نعم!

 قال: سمعته يقول ذلك يعني أبا جعفر عليه السلام  و إنّه إذا كان يوم القيامة نصب له منبر بحذاء منبر رسول اللّه‏ صلى الله عليه وآله وسلم حتّى يفرغ الناس من الحساب(٢۷٤).

 (٦٩٨) الشيخ الصدوق رحمه الله: حدّثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطّار، قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن أيّوب بن نوح، قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي بن موسى عليهم السلام، يقول: من زار قبر أبي عليه السلام بطوس، غفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، فإذا كان يوم القيامة نصب له منبر بحذاء منبر رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم حتّى يفرغ اللّه تعالى من حساب العباد(٢۷٥)(٢۷٦).

 (٦٩٩) الشيخ المفيد رحمه الله: أخبرني أبو القاسم، عن محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى العطّار، عن علي بن إبراهيم الجعفري، عن حمدان بن إسحاق النيسابوري، قال: دخلت على أبي جعفر الثاني عليه السلام فقلت له: ما لمن زار قبر أبيك بطوس؟

 فقال عليه السلام: من زار قبر أبي بطوس، غفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر(٢۷۷).

 

 من زاره كان آمناً يوم القيامة:

 (۷٠٠) الشيخ الصدوق رحمه الله: حدّثنا محمد بن موسى بن المتوكّل ‏رضى الله عنه، قال حدّثنا: علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري، قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السلام، يقول: إنّ بين جبلي طوس قبضة، قبضت من الجنّة، من دخلها كان آمناً يوم القيامة من النار(٢۷٨).

 (۷٠١)الشيخ الصدوق رحمه الله: قال: حدّثنا علي بن أحمد بن موسى الدقّاق، قال: حدّثنا محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي، قال: حدّثنا أبو سعيد الحسن بن أبي زياد الآدمي الرازي، قال: حدّثنا عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني، قال: سمعت محمد بن علي بن موسى الرضاعليهم السلام، يقول:

 مازار أبي‏ عليه السلام أحد فأصابه أذىً من مطر، أو برد، أو حرّ؛ إلّا حرّم اللّه جسده على النار(٢۷٩).

 

 كيفيّة زيارته عليه السلام:

 (۷٠٢)العلّامة المجلسي رحمه الله: أقول: وجدت في بعض مؤلّفات قدماء أصحابنا، زيارةً له ‏عليه السلام، وكانت النسخة قديمة، كان تاريخ كتابتها سنة ستّ وأربعين وسبعمائة، فأوردتها كما وجدتها.

 قال: زيارة مولانا وسيّدنا أبي الحسن الرضا عليه وعلى آبائه وأبنائه الصلوة والسلام، كلّ الأوقات صالحة لزيارته، وأفضلها في شهر رجب.

 روي ذلك عن ولده أبي جعفر الجواد صلوات اللّه عليه وسلامه، وهي:

«السلام عليك يا وليّ اللّه! السلام عليك يا حجّة اللّه! السلام عليك يا نور اللّه في ظلمات الأرض! السلام عليك يا عمود الدين! السلام عليك يا وارث آدم صفوة اللّه! السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل اللّه! السلام عليك ياوارث موسى كليم اللّه! السلام عليك يا وارث عيسى روح اللّه!

 السلام عليك يا وارث محمد رسول اللّه! السلام عليك يا وارث أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب! السلام عليك يا وارث الحسن والحسين سيّدي شباب أهل الجنّة! السلام عليك يا وارث علي بن الحسين سيّد العابدين! السلام عليك يا وارث محمد بن علي، باقر علم الأوّلين والآخرين! السلام عليك يا وارث جعفر بن محمد الصادق البرّ التّقي! السلام عليك يا وارث موسى بن جعفر العالم الحفيّ!

 السلام عليك أيّها الصدّيق الشهيد! السلام عليك أيّها الوصيّ البرّ التّقي! أشهد أنّك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر، وعبدت اللّه حتّى أتاك اليقين.

 السلام عليك من إمام عصيب، وإمام نجيب، وبعيد قريب، ومسموم غريب!

 السلام عليك أيّها العالم النبيه، والقدر الوجيه، النازح عن تربة جدّه، وأبيه! السلام على من أمر أولاده وعياله بالنياحة عليه قبل وصول القتل إليه!

 السلام على دياركم الموحشات، كما استوحشت منكم منى وعرفات.

 السلام على سادات العبيد، وعدّة الوعيد، والبئر المعطّلة، والقصر المشيد.

 السلام على غوث اللّهفان، ومن صارت به أرض خراسان، خراسان.

 السلام على قليل الزائرين، وقرّة عين فاطمة سيّدة نساء العالمين.

 السلام على البهجة الرضويّة، والأخلاق الرضيّة، والغصون المتفرّعة عن الشجرة الأحمديّة.

 السلام على من انتهى إليه رياسة الملك الأعظم، وعلم كلّ شي‏ء لتمام الأمر المحكم.

 السلام على من أسماؤهم وسيلة السائلين، وهياكلهم أمان المخلوقين، وحججهم إبطال شبه الملحدين.

 السلام على من كسرت له وسادة والده أمير المؤمنين حتّى خصم أهل الكتب، وثبّت قواعد الدين.

 السلام على عَلَم الأعلام، ومن كُسِر قلوب شيعته بغربته إلى يوم القيام.

 السلام على السراج الوهّاج، والبحر العجّاج، الذي صارت تربته مهبط الأملاك والمعراج.

 السلام على أُمراء الإسلام، وملوك الأديان، وطاهري الولادة، ومن اطّلعهم اللّه على علم الغيب والشهادة، وجعلهم أهل السادة [السعادة].

 السلام على كهوف الكائنات وظلّها، ومن ابتهجت به معالم طوس حيث حلّ بربعها.

 يا قبر طوس سقاك اللّه رحمته‏

ماذا ضمنت من الخيرات يا طوس‏

 طابت بقاعك في الدنيا وطاب بها

شخص ثوى بسنا آباد مرموس‏

 شخص عزيز على الإسلام مصرعه‏

في رحمة اللّه مغمور ومغموس‏

 يا قبره أنت قبر قد تضمّنه‏

حلم وعلم وتطهير وتقديس‏

 فخراً بأنّك مغبوط بجثّته‏

وبالملائكة الأطهار محروس‏

 في كلّ عصر لنا منكم إمام هدى‏

فربعه آهل منكم ومأنوس‏

 أمست نجوم سماء الدين آفلة

وظلّ اُسد الثرى قد ضمّها الخيس‏

 غابت ثمانية منكم وأربعة

ترجى مطالعها ما حنّت العيس‏

 حتّى متى يزهر الحقّ المنير بكم‏

فالحقّ في غيركم داج ومطموس‏

 «السلام على مفتخر الأبرار، ونائي المزار، وشرط دخول الجنّة والنار.

 السلام على من لم يقطع اللّه عنهم صلواته في آناء الساعات، وبهم سكنت السواكن، وتحرّكت المتحرّكات.

 السلام على من جعل اللّه إمامتهم مميّزة بين الفريقين، كما تعبّد بولايتهم أهل الخافقين.

 السلام على من أحيى اللّه به دارس حكم النبيّين، وتعبّدهم بولايته لتمام كلمة اللّه ربّ العالمين.

 السلام على شهور الحول وعدّ الساعات، وحروف لا إله إلَّا اللّه في الرقوم المسطّرات.

 السلام على إقبال الدنيا وسعودها، ومن سئلوا عن كلمة التو حيد فقالوا: نحن واللّه من شروطها.

 السلام على من يعلّل وجود كلّ مخلوق بلولاهم، ومن خطبت لهم الخطباء:

 بسبعة آبائهم ماهم‏

هم أفضل من يشرب صوب ‏الغمام‏

 السلام على علي مجدهم وبنائهم، ومن أنشد في فخرهم، وعلائهم بوجوب الصلوة عليهم، وطهارة ثيابهم.

 السلام على قمر الأقمار، المتكلّم مع كلّ لغة بلسانهم، القائل لشيعته ما كان اللّه ليولّي إماماً على أُمّة حتّى يعرّفه بلغاتهم.

 السلام على فرحة القلوب، وفرج المكروب، وشريف الأشراف، ومفخر عبد مناف، يا ليتني من الطائفين بعرصته وحضرته، مستشهداً لبهجة مؤانسته:

 أطوف ببابكم في‏كلّ حين‏

كأنّ ببابكم جعل الطواف‏

 السلام على الإمام الرؤوف، الذي هيّج أحزان يوم الطفوف، باللّه أُقسم وبآبائك الأطهار وبأبنائك المنتجبين الأبرار، لولا بعد الشقّة حيث شطّت بكم الدار لقضيت بعض واجبكم بتكرار المزار. والسلام عليكم يا حماة الدين، وأولاد النبيّين، وسادة المخلوقين، ورحمة اللّه وبركاته».

 ثمّ صلّ صلاة الزيارة، وسبّح واهدها إليه صلوات اللّه عليه، ثمّ قل:

«اللهمّ! إنّي أسئلك يا اللّه الدائم في ملكه، القائم في عزّه، المطاع في سلطانه، المتفرّد في كبريائه، المتوحّد في ديموميّة بقائه، العادل في بريّته، العالم في قضيّته، الكريم في تأخير عقوبته.

 إلهي! حاجاتي مصروفة إليك، وآمالي موقوفة لديك وكلّما وفّقتني بخير فأنت دليلي عليه، وطريقي إليه، يا قديراً لاتؤوده المطالب، يا مليّاً يلجأ إليه كلّ راغب، مازلت مصحوباً منك بالنعم، جارياً على عادات الإحسان والكرم.

 أسئلك بالقدرة النافذة في جميع الأشياء، وقضائك المبرم الذي تحجبه بأيسر الدعاء، وبالنظرة التي نظرت بها إلى الجبال فتشامخت، وإلى الأرضين فتسطحّت، وإلى السماوات فارتفعت، وإلى البحار فتفجّرت، يا من جلّ عن أدوات لحظات البشر، ولطف عن دقائق خطرات الفكر، لاتحمد يا سيّدي إلَّا بتوفيق منك يقتضي حمداً، ولاتشكر على أصغر منّة إلّا استوجبت بها شكراً.

 فمتى تحصى نعماؤك يا إلهي! وتجازى آلاؤك يا مولاي، وتكافى‏ء صنايعك يا سيّدي! ومن نعمك يحمد الحامدون، ومن شكرك يشكر الشاكرون، وأنت المعتمد للذّنوب في عفوك، والناشر على الخاطئين جناح سترك، وأنت الكاشف للضرّ بيدك.

 فكم من سيّئة أخفاها حلمك حتّى دخلت، وحسنة ضاعفها فضلك حتّى عظمت عليها مجازاتك، جللت أن يخاف منك إلّا العدل، وأن يرجى منك إلّا الإحسان والفضل، فامنن عليّ بما أوجبه فضلك، ولاتخذلني بما يحكم به عدلك.

 سيّدي! لو علمت الأرض بذنوبي لساخت بي، أو الجبال لهدّتني، أو السماوات لاختطفتني، أو البحار لأغرقتني، سيّدي! سيّدي! سيّدي! مولاي! مولاي! مولاي! قد تكرّر وقوفي لضيافتك، فلا تحرمني ما وعدت المتعرّضين لمسئلتك.

 يا معروف العارفين! يا معبود العابدين! يا مشكور الشاكرين! يا جليس الذاكرين! يا محمود من حمده! يا موجود من طلبه! يا موصوف من وحّده! يامحبوب من أحبّه! يا غوث من أراده! يا مقصود من أناب إليه! يا من لايعلم الغيب إلّا هو! يا من لايصرف السوء إلّا هو! يا من لايدبّر الأمر إلّا هو! يا من لايغفر الذنب إلّا هو! يا من لايخلق الخلق إلّا هو! يا من لاينزل الغيث إلّا هو! صلّ على محمد وآل محمد، واغفر لي يا خير الغافرين!

 ربِّ إنّي أستغفرك استغفار حياء، وأستغفرك استغفار رجاء، وأستغفرك استغفار إنابة، وأستغفرك استغفار رغبة، وأستغفرك استغفار رهبة، وأستغفرك استغفار طاعة، وأستغفرك استغفار إيمان، وأستغفرك استغفار إقرار، وأستغفرك استغفار إخلاص، وأستغفرك استغفار تقوى، وأستغفرك استغفار توكّل، وأستغفرك استغفار ذلّة، وأستغفرك استغفارعامل لك، هارب منك إليك.

 فصلّ على محمد وآل محمد، وتب عليّ وعلى والدي، بما تبت وتتوب على جميع خلقك، يا أرحم الراحمين.

 يا من تسمّى بالغفور الرحيم! يا من تسمّى بالغفور الرحيم! يا من تسمّى بالغفور الرحيم! صلّ على محمد وآل محمد، واقبل توبتي، وزكّ عملي، واشكر سعيي، وارحم ضراعتي، ولاتحجب صوتي، ولاتخيّب مسئلتي، يا غوث المستغيثين، وأبلغ أئمّتي سلامي ودعائي، وشفّعهم في جميع ما سألتك، وأوصل هديّتي إليهم كما ينبغي لهم، وزدهم من ذلك ما ينبغي لك، بأضعاف لايحصيها غيرك.

 ولا حول ولا قوّة إلّا باللّه العلي العظيم، وصلّى اللّه على طيّب المرسلين محمد وآله الطاهرين»(٢٨٠).

 

 السادس في ‏زيارة فاطمة المعصومة عليها السلام:

 (۷٠٣) ابن قولويه القميّ رحمه الله: حدّثني أبي وأخي والجماعة، عن أحمد بن إدريس وغيره، عن العمركي بن علي البوفكي، عمّن ذكره(٢٨١)، عن ابن الرضاعليه السلام، قال: من زار قبر عمّتي بقمّ، فله الجنّة(٢٨٢).

 

 السابع في زيارة قبور المؤمنين:

  -١ أبو عمرو الكشّي رحمه الله: ... محمد بن إسماعيل بن بزيع، أ نّه سمع أبا جعفر عليه السلام وهو يقول:

 من زار قبر أخيه المؤمن، فجلس عند قبره، واستقبل القبلة، ووضع يده على القبر، وقرأ «إنّا أنزلناه في ليلة القدر» سبع مرّات، أمن من الفزع الأكبر(٢٨٣).