الباب السابع: المواعظ والأشعار والطبّ
وفيه فصول
الفصل الأوّل: مواعظه وحكمه(عليه السلام)
الفصل الثاني: أشعاره(عليه السلام)
الفصل الثالث: الطبّ
الباب السابع - المواعظ والأشعار والطبّ
وهو يشتمل علي ثلاثة فصول

الفصل الأوّل: مواعظه وحكمه(عليه السلام)
وفيه تسعة موضوعات
إنّ من أهمّ الأساليب التربويّة التي تبنّتها الشرائع السماويّة وأكّدتها، هي الموعظة، فالإنسان يتعلّم من الموعظة ما لا يتعلّمه من غيرها، ويستفيد منها أشياء كثيرة، تنفعه في حياته الدنيا، وتبقي رصيداً له في الآخرة.
ولأهمّيّة الموعظة في حياتنا الإيمانيّة راحت آيات من القرآن الكريم تبيّن لنا ضرورتها ومنافعها، وأقسامها، فكما تكون هناك موعظة حسنة محمودة، هناك موعظة سيّئة، ومع ذاك فإنّ الإنسان كما ينتفع بالأولي، يعتبر بالموعظة الأخري، ويبتعد عن أسبابها وما آلت إليه، فكلاهما إذن نافعتان، وبهما يستطيع الإنسان أن يحقّق هذا، وأنّ دعوة الأنبياء والرسل والصالحين جميعاً كانت قائمة علي الموعظة الحسنة، كأهمّ وأفضل وسيلة اتّبعوها لتعبيد الناس للّه تعالي وحده، ونبذ عبادة غيره، وللالتزام بشرائعه من أوامر ونواهٍ، وحتّي التبشير والإنذار (وَمَآ أَرْسَلْنَكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا)، وهما أُسلوبا الدعوة إلي توحيد اللّه، وعدم الشرك به، ( () الإسراء: 105/17، وآيات أُخري. )
لايتحقّقان ولايتركان أثرهما علي قلوب الناس ونفوسهم إلّا إذا كانا مقترنين بالموعظة، وهذا ما نجده واضحاً جليّاً في آيات كثيرة منبثّة في كتاب اللّه الكريم، ففيما يتعلّق الأمر بنبيّ اللّه موسي ودعوته، تأتي الآية لتقول (وَكَتَبْنَا لَهُ و فِي الأَْلْوَاحِ مِن كُلِ ّ شَيْ ءٍ مَّوْعِظَةً)، وكذلك بالنسبة ( () الأعراف: 145/7. )
لعيسي(عليه السلام) (وَءَاتَيْنَهُ الْإِنجِيلَ فِيهِ هُديً ... وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ)، وفيما ( () المائدة: 46/5. )
يخصّ رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم) نجد أنّ اللّه سبحانه وتعالي يأمره بأن يجعل الموعظة الحسنة إحدي الطرق التي عليه إتّباعها للدعوة إلي الإيمان باللّه، فجاءت الآية الكريمة لتقول له: (ادْعُ إِلَي سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ... ).
( () النحل: 125/16. )
فبعد هذه الإطلاقات القرآنيّة، بقي علينا أن نتعرّض لبعض معاني الموعظة لغةً:
يقول الراغب: الوعظ زجر مقترن بتخويف، وقد تأتي بمعني التذكير بالخير فيما يرقّ له القلب.
( مفردات ألفاظ القرآن: 876. )
والموعظة: بمعني الوصيّة بالتقوي، والحثّ علي الطاعات، والتحذير عن المعاصيّ، والإغترار بالدنيا وزخارفها، أو هي النصح والتذكير بالعواقب.
( انظر مجمع البحرين: 292/4، ولسان العرب: 466/7. )
وقال بعض المتقدّمين: الوعظ: تذكير مشتمل علي زجر وتخويف، وحمل علي طاعة اللّه بلفظ يرقّ له القلب، والاسم الموعظة.
( البحار: 275/70 ح 26. )
وبعد هذا الاستعراض المختصر، نأتي لنضع بين يديك أيّها القاري ء الكريم ما عثرنا عليه من التراث القيّم الذي تركه لنا الإمام الهادي(عليه السلام) في الوعظ والموعظة.

(أ) - مواعظه(عليه السلام) في التوجّه إلي اللّه
وفيه واحد وعشرون موعظة

الأولي - العقل:
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(رحمه الله):... قال ابن السكّيت لأبي الحسن(عليه السلام):... فما الحجّة علي الخلق اليوم؟ ... فقال(عليه السلام): العقل يعرف به الصادق علي اللّه فيصدّقه، والكاذب علي اللّه فيكذّبه،....
( الكافي: 2 4/1، ح 20.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 545. )


الثانية - التقوي:
1 - المسعوديّ(رحمه الله):... الفتح بن يزيد الجرجانيّ قال: ضمّني وأباالحسن(عليه السلام) الطريق لمّا قدم به المدينة، فسمعته في بعض الطريق يقول: من اتّقي اللّه يتّقي، ومن أطاع اللّه يطاع....
( إثبات الوصيّة: 235، س 3.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 535. )

2 - الشيخ الصدوق(رحمه الله):... الفتح بن يزيد الجرجانيّ قال:... فسمعته [أي أبا الحسن الهادي(عليه السلام)] يقول: من اتّقي اللّه يتّقي، ومن أطاع اللّه يطاع....
( التوحيد: 60، ح 18.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 536. )


الثالثة - طاعة اللّه وطاعة المخلوق:
1 - المسعوديّ(رحمه الله):... الفتح بن يزيد الجرجانيّ قال: ضمّني وأباالحسن(عليه السلام) الطريق ... قال لي: يا فتح! من أطاع الخالق لم يبال بسخط المخلوقين، ومن أسخط الخالق فليوقن أن يحلّ به سخط المخلوقين....
( إثبات الوصيّة: 235، س 3.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 535. )

2 - الشيخ الصدوق(رحمه الله):... الفتح بن يزيد الجرجانيّ قال:... فسمعته يقول:... يا فتح! من أرضي الخالق لم يبال بسخط المخلوق، ومن أسخط الخالق فَقَمِنٌ أن يسلّط عليه سخط المخلوق،....
( التوحيد: 60، ح 18.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 536. )


الرابعة - النهي عن التكلّم في ذات اللّه عزّ وجلّ:
1 - الشيخ الصدوق(رحمه الله):... محمّد بن عيسي قال: قرأت في كتاب عليّ بن بلال، أنّه سأل الرجل يعني أبا الحسن(عليه السلام)... فكتب(عليه السلام): المحسن وغيرالمحسن لا يتكلّم فيه [أي ذات اللّه عزّ وجلّ ]، فإنّ إثمه أكثر من نفعه.
( التوحيد: 459، ح 26.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 898. )


الخامسة - قراءة القرآن:
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(رحمه الله):... [عن ] أبي عمرو الحذّاء قال: وكتبت من البصرة... إلي أبي الحسن(عليه السلام):... كيف أصنع في قراءة (إِنَّآ أَنزَلْنَهُ)....
فوقّع(عليه السلام):... لا تدع من القرآن قصيره وطويله، ويجزؤك من قراءة (إِنَّآ أَنزَلْنَهُ) يومك وليلتك مائة مرّة.
( الكافي: 316/5، ح 50.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 822. )


السادسة - أوّل نعمة اللّه علي الإنسان:
1 - ابن شعبة الحرّانيّ(رحمه الله): من عليّ بن محمّد(عليهاالسلام):... فأوّل نعمة اللّه علي الإنسان صحّة عقله، وتفضيله علي كثير من خلقه بكمال العقل وتمييز البيان، وذلك أنّ كلّ ذي حركة علي بسيط الأرض هو قائم بنفسه بحواسّه، مستكمل في ذاته، ففضّل بني آدم بالنطق الذي ليس في غيره من الخلق المدرك بالحواسّ....
( تحف العقول: 458، س 5.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 1019. )


السابعة - شكر النعمة:
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(رحمه الله):... عليّ بن جعفر قال: كنت حاضراً أباالحسن(عليه السلام) لمّا توفّي ابنه محمّد، فقال للحسن: يا بنيّ! أحدث للّه شكراً، فقدأحدث فيك اًمراً.
( الكافي: 326/1، ح 4.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 2، رقم 577. )

2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(رحمه الله):... جماعة من بني هاشم، منهم الحسن ابن الحسن الأفطس، أنّهم حضروا - يوم توفّي محمّد بن عليّ بن محمّد - باب أبي الحسن(عليه السلام) يعزّونه وقد بسط له في صحن داره والناس جلوس حوله... إذ نظر إلي الحسن بن عليّ،... فقال: يا بنيّ! أحدث للّه عزّ وجلّ شكراً، فقدأحدث فيك أمراً،....
( الكافي: 326/1، ح 8.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 2، رقم 581. )

3 - ابن شعبة الحرّانيّ(رحمه الله): وقال [أبو الحسن الهادي ](عليه السلام): الشاكر أسعد بالشكر منه بالنعمة التي أوجبت الشكر، لأنّ النعم متاع، والشكر نعم وعقبي.
( تحف العقول: 483، س 15. عنه البحار: 365/75، ضمن ح 1، وأعيان الشيعة: 39/2، س 21. )
4 - الشيخ الصدوق(رحمه الله): روي عن أبي هاشم الجعفريّ، أنّه قال: أصابتني ضيقة شديدة، فصرت إلي أبي الحسن عليّ بن محمّد(عليهاالسلام)....
قال(عليه السلام): يا أبا هاشم! أيّ نعم اللّه عليك تريد أن تؤدّي شكرها؟... إنّ اللّه عزّ وجلّ رزقك الإيمان فحرّم به بدنك علي النار، ورزقك العافية فأعانك علي الطاعة، ورزقك القنوع فصانك عن التبذّل،....
( من لا يحضره الفقيه: 286/4، ح 859.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 329. )


الثامنة - صدق النيّة:
1 - ابن شعبة الحرّانيّ(رحمه الله): من عليّ بن محمّد(عليهاالسلام):... فمن فعل فعلاً وكان بدين لم يعقد قلبه علي ذلك لم يقبل اللّه منه عملاً إلاّ بصدق النيّة....
( تحف العقول: 458، س 5.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 1019. )


التاسعة - إكثار ذكر اللّه:
1 - الحضينيّ(رحمه الله):... أحمد بن محمّد الحجليّ قال: دخلنا علي سيّدنا أبي الحسن(عليه السلام) في جماعة من أوليائه... وصاح بنا: فأكثروا من ذكر اللّه وحمده علي ما هداكم....
( الهداية الكبري: 320، س 2.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 388. )


العاشرة - الإبتداء ببسم اللّه الرحمن الرحيم:
1 - الراونديّ(رحمه الله):...عن أبي العباس خال شبل كاتب إبراهيم بن محمّد قال: كنّا أجرينا ذكر أبي الحسن(عليه السلام) فقال لي: ياأبامحمّد! لم أكن في شي ء من هذا الأمر... إلي أن كنت في الوفد الذين أوفد المتوكّل إلي المدينة في إحضار أبي الحسن(عليه السلام)، فخرجنا إلي المدينة. فلمّا خرج وصرنا في بعض الطريق طوينا المنزل،.... فقال أبوالحسن: استرحتم؟
قلنا: نعم! قال: فارتحلوا علي اسم اللّه. فارتحلنا،....
( الخرائج والجرائح: 415/1، ح 20.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 397. )


الحادية عشرة - الحفظ:
1 - ابن شعبة الحرّانيّ(رحمه الله): قال داود الصرميّ: أمرني سيّدي بحوائج كثيرة، فقال(عليه السلام) لي: قل كيف تقول؟
فلم أحفظ مثل ما قال لي، فمدّ الدواة وكتب: بسم اللّه الرحمن الرحيم، أذكره إن شاءاللّه والأمر بيد اللّه،....
( تحف العقول: 483، س 6.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 485. )


الثانية عشرة - شرائط استجابة الدعاء:
1 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله):... أبو الحسن محمّد بن أحمد قال: حدّثني عمّ أبي قال: قصدت الإمام [عليّ بن محمّد(عليهاالسلام)] يوماً،... قال(عليه السلام):... الدُعاء لمن يدعو به إذا أخلصت في طاعة اللّه، واعترفت برسول اللّه((صلي الله وآله وسلم)) وبحقّنا أهل البيت، وسألت اللّه (تبارك وتعالي) شيئاً لم يحرمك....
( الأمالي: 285، ح 555.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 330. )



الثالثة عشرة - الاستغفار:
1 - المحدّث القمّيّ(رحمه الله): عن سهل بن زياد قال: كتب إليه [أي أبي الحسن الهادي(عليه السلام)] بعض أصحابنا يسأله أن يعلّمه دعوةً جامعة للدنيا والآخرة.
فكتب(عليه السلام) إليه: أكثر من الاستغفار والحمد، فإنّك تدرك بذلك الخير كلّه.
( الأنوار البهيّة: 287، س 8.
يأتي الحديث أيضاً في رقم 1027. )


الرابعة عشرة - الاستغفار لدفع الشدائد:
1 - الراونديّ(رحمه الله): عن محمّد بن الريّان قال: كتبت إلي أبي الحسن الثالث(عليه السلام): أسأله أن يعلّمني دعاء [للشدائد] والنوازل، والمهمّات، وقضاء حوائج الدنيا والآخرة،... . فكتب(عليه السلام) إليّ: الزم الاستغفار.
( الدعوات: 49، ح 120.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 976. )


الخامسة عشرة - القيام بالليل:
1 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله):... عليّ بن محمّد النوفليّ قال: سمعته يقول: إنّ العبد ليقوم في الليل فيميل به النعاس يميناً وشمالاً، وقد وقع ذقنه علي صدره فيأمر اللّه تعالي أبواب السماء، فتنفتح ثمّ يقول للملائكة: اُنظروا إلي عبدي مايصيبه في التقرّب إليّ بما لم أفترض عليه راجياً منّي لثلاث خصال، ذنباً أغفره له، أو توبة أُجدّدها له، أو رزقاً أزيده فيه، اشهدوا ملائكتي أنّي قد جمعتهنّ له.
( تهذيب الأحكام: 121/2، ح 460.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 2، رقم 634. )


السادسة عشرة - التوبة النصوح:
1 - الشيخ الصدوق(رحمه الله):... أحمد بن هلال قال: سألت أبا الحسن الأخير(عليه السلام) عن التوبة النصوح ما هي؟
فكتب(عليه السلام): أن يكون الباطن كالظاهر وأفضل من ذلك.
( معاني الأخبار: 174، ح 1.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 837. )


السابعة عشرة - تنزيه النفس:
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(رحمه الله): سهل بن زياد، عن ياسر الخادم، عن أبي الحسن(عليه السلام) قال: من نزّه نفسه عن الغناء فإنّ في الجنّة ( تقدّمت ترجمته في ج 2، رقم 622. )
شجرة يأمر اللّه عزّ وجلّ الرياح أن تحرّكها، فيسمع لها صوتاً لم يسمع بمثله، ومن لم يتنزّه عنه لم يسمعه.
( الكافي: 434/6، ح 19. عنه وسائل الشيعة: 317/17، ح 22643. )

الثامنة عشرة - التحميد عند العطاس:
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(رحمه الله): عليّ بن محمّد، عن صالح بن أبي حمّاد قال: سألت العالم(عليه السلام) عن العطسة، وما العلّة في الحمد للّه ( هو صالح بن أبي حمّاد، أبو الخير الرازي الذي روي عن الجواد والهادي والعسكريّ(عليهم السلام). معجم رجال الحديث: 53/9 رقم 5793.
فالظاهر أنّ المراد من العالم هو الهادي(عليه السلام) لإطلاقه عليه. )

عليها؟
فقال(عليه السلام): إنّ للّه نعماً علي عبده في صحّة بدنه، وسلامة جوارحه، وإنّ العبد ينسي ذكر اللّه عزّ وجلّ علي ذلك، وإذا نسي أمر اللّه الريح فتجاوز في بدنه، ثمّ يخرجها من أنفه، فيحمد اللّه علي ذلك، فيكون حمده عند ذلك شكراً لما نسي.
( الكافي: 654/2، ح 6. عنه وسائل الشيعة: 92/12، ح 15725. )

التاسعة عشرة - السهر والجوع:
1 - الحلوانيّ(رحمه الله): وقال [أبو الحسن الهادي ](عليه السلام) في موعظة لبعض أصحابه: السهر ألذّ للمنام، والجوع يزيد في طيب الطعام. (يحثّه علي قيام الليل، وصيام النهار).
( نزهة الناظر وتنبيه الخاطر: 141، ح 18.
أعلام الدين: 311، س 14. عنه البحار: 369/75، ح 4، و172/84، ضمن ح 5، والأنوارالبهيّة: 286، س 11، وأعيان الشيعة: 39/2، س 41، و42، س 27، بتفاوت، أورده في ضمن كلمات الإمام الحسن العسكريّ(عليه السلام).
الدرّة الباهرة: 42، س 7. )


العشرون - الاستعداد للموت:
1 - الشيخ الصدوق(رحمه الله): محمّد بن القاسم المفسّر قال: حدّثنإ؛
ٍ ژ أحمد ابن الحسن الحسينيّ، عن الحسن بن عليّ(عليهاالسلام) قال: دخل عليّ بن محمّد(عليهاالسلام) علي مريض من أصحابه وهو يبكي، ويجزع من الموت.
فقال له: يا عبد اللّه! تخاف من الموت لأنّك لا تعرفه، أرأيتك إذا اتّسخت وتقذّرت وتأذّيت من كثرة القذر والوسخ عليك و أصابك قروح وجرب، وعلمت أنّ الغسل في حمّام يزيل ذلك كلّه، أما تريد أن تدخله فتغسل ذلك عنك؟ أو ما تكره أن لا تدخله فيبقي ذلك عليك؟
قال: بلي، ياابن رسول اللّه!
قال: فذاك الموت هو ذلك الحمّام، وهو آخر ما بقي عليك من تمحيص ذنوبك، وتنقيتك من سيّئاتك، فإذا أنت وردت عليه ( محّص اللّه العبد من الذنب: طهّره. مجمع البحرين: 183/4 (محص). )
وجاوزته فقد نجوت من كلّ غمّ وهمّ وأذي، ووصلت إلي كلّ سرور وفرح. فسكن الرجل، واستسلم ونشط، وغمض عين نفسه ومضي لسبيله.
( معاني الأخبار: 290، ح 9. عنه البحار: 156/6، ح 13.
الإعتقادات للصدوق: 56، س 3، بتفاوت.
قطعة منه في (عيادته(عليه السلام) المريض) و(حقيقة الموت). )

2 - الحلوانيّ(رحمه الله): وقال(عليه السلام): اذكر مصرعك بين يدي أهلك، ( الصرع: الطرح بالأرض. لسان العرب: 197/8 (صرع). )
لاطبيب يمنعك، ولا حبيب ينفعك.
( نزهة الناظر وتنبيه الخاطر: 141، ح 19.
أعلام الدين: 311، س 16.
عنه البحار: 369/75، ح 4، والأنوار البهيّة: 286، س 13، وأعيان الشيعة: 39/2، س 1. )


الحادية والعشرون - تحصيل الفرج:
1 - المسعوديّ(رحمه الله): حدّثني بعض الثقات قال: كان بين المتوكّل وبين بعض عمّاله من الشيعة معاملة، فعملت له مؤامرة ألزم فيها ثمانون ألف درهم... فخرج التوقيع أن يقيّد بخمسين رطلاً ويغلّ بخمسين ويوضع في أضيق الحبوس... وكتبت بعد ذلك بخبري إلي أبي الحسن(عليه السلام).
فوقّع إليّ: لا واللّه! لا يكون الفرج حتّي تعلم أنّ الأمر للّه وحده....
( إثبات الوصيّة: 241، س 3. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 355. )

(ب) - مواعظه(عليه السلام) في النهي عن الأخلاق الذميمة
وفيه إحدي عشرة موعظة
الأولي - ذمّ اتّباع الهوي:
1 - ابن شعبة الحرّانيّ(رحمه الله): وقال [أبو الحسن الهادي ](عليه السلام): من هانت عليه نفسه، فلاتأمن شرّه.
( تحف العقول: 483، س 22.
عنه البحار: 365/75، ضمن ح 1، و300، ح 11، وأعيان الشيعة: 39/2، س 25. )

2 - الحلوانيّ(رحمه الله): وقال(عليه السلام): راكب الحرون أسير نفسه، ( حرنت الدابّة تحرن حِراناً وحُراناً وحَرُنَت، لغتان وهي حَرون: وهي التي إذا استُدِرَّ جريُها وقفت. لسان العرب: 110/13 (حرن). )
والجاهل أسير لسانه.
( نزهة الناظر وتنبيه الخاطر: 139، ح 9.
الدرّة الباهرة: 41، س 6. عنه البحار: 368/75، ح 3 .
أعلام الدين: 311، س 5. عنه البحار: 369/75، ح 4، والأنوار البهيّة: 286، س 7. )

3 - الحلوانيّ(رحمه الله): قال(عليه السلام): من رضي عن نفسه كثر الساخطون عليه.
( نزهة الناظر وتنبيه الخاطر: 138، ح 1.
الدرّة الباهرة: 41، س 2. عنه البحار: 316/69، ح 24، و 368/75، ح 3.
أعلام الدين: 311، س 2. عنه البحار: 369/75، ح 4، والأنوار البهيّة: 286، س 6. )


الثانية - الحسد:
1 - الحلوانيّ(رحمه الله): وقال [أبو الحسن الهادي ](عليه السلام): إيّاك والحسد، فإنّه يبيّن فيك، ولا يبيّن في عدوّك.
( نزهة الناظر وتنبيه الخاطر: 142، ح 27.
أعلام الدين: 311، س 23. عنه البحار: 369/75، ضمن ح 4، ومستدرك الوسائل: 20/12، ح 13398، وأعيان الشيعة: 39/2، س 4. )


الثالثة - الحرص:
1 - الحلوانيّ(رحمه الله): وقال [أبو الحسن الهادي ](عليه السلام): ما استراح ذوالحرص.
( نزهة الناظر وتنبيه الخاطر: 141، ح 21. عنه مستدرك الوسائل: 61/12، ح 13511. )

الرابعة - التفريط:
1 - الحلوانيّ(رحمه الله): وقال [أبو الحسن الهادي ](عليه السلام): اذكر حسرات التفريط تلذّ بتقديم الحزم.
( نزهة الناظر وتنبيه الخاطر: 141، ح 20، وأعلام الدين: 311، س 18. عنه البحار: 370/75، ح 4. )

الخامسة - البغض:
1 - الحلوانيّ(رحمه الله): وقال [أبو الحسن الهادي ](عليه السلام): العتاب مفتاح التقالي، والعتاب خير من الحقد.
( في البحار: الثقال، وفي أعلام الدين: المقال. والقلي بمعني البغض. لسان العرب: 198/15 (قلا). )
( نزهة الناظر وتنبيه الخاطر: 139، ح 12.
أعلام الدين: 311، س 9. عنه البحار: 369/75، ح 4، وأعيان الشيعة: 39/2، س 39. )


السادسة - الغضب:
1 - الحلوانيّ(رحمه الله): وقال [أبو الحسن الهادي(عليه السلام)]: الغضب علي من لم تملك عجز، وعلي من تملك لوم.
( نزهة الناظر وتنبيه الخاطر: 141، ح 22. عنه مستدرك الوسائل: 11/12، ح 13375.
أعلام الدين: 311، س 19. عنه أعيان الشيعة: 39/2، س 2. )


السابعة - العقوق:
1 - الحلوانيّ(رحمه الله): قال يحيي بن عبد الحميد الحمانيّ: سمعت أباالحسن(عليه السلام) يقول لرجل ذمّ إليه ولداً له، فقال له: العقوق (ثكل من ( الثكل: الموت والهلاك، والثَكل، والثَكَلْ بالتحريك: فقدان الحبيب. لسان العرب: 88/11 (ثكل). )
لم يثكل).
( نزهة الناظر وتنبيه الخاطر: 140، ح 14.
أعلام الدين: 311، س 11. عنه أعيان الشيعة: 39/2، س 40، والبحار: 369/75، ح 4.
الدرّة الباهرة: 41، س 12، قطعة منه. عنه البحار: 84/71 ح 95، و368/75، ح 3، ومستدرك الوسائل: 194/15، ح 17987. )


الثامنة - المراء:
1 - الحلوانيّ(رحمه الله): وقال [أبو الحسن الهادي ](عليه السلام): المراء يفسد الصداقة القديمة، ويحلّ العقدة الوثيقة، وأقلّ ما فيه أن تكون (المغالبة، والمغالبة) أمتن أسباب القطيعة.
( نزهة الناظر وتنبيه الخاطر: 139، ح 11.
أعلام الدين: 311، س 7. عنه البحار: 369/75، ح 4، وأعيان الشيعة: 39/2، س 38. )


التاسعة - الجهل والبخل:
1 - العلّامة المجلسيّ(رحمه الله): قال أبو الحسن الثالث(عليه السلام): الجهل والبخل أذمّ الأخلاق.
( البحار: 94/1، ح 26. )

العاشرة - الأمن من مكر اللّه:
1 - ابن شعبة الحرّانيّ(رحمه الله): وقال [أبو الحسن الهادي ](عليه السلام): من أمن مكر اللّه وأليم أخذه تكبّر حتّي يحلّ به قضاؤه، ونافذ أمره.
ومن كان علي بيّنة من ربّه، هانت عليه مصائب الدنيا ولو قرض ونشر.
( تحف العقول: 483، س 4. عنه أعيان الشيعة: 39/2، س 19. )

الحادية عشرة - عقوبة الخلاف:
1 - ابن شعبة الحرّانيّ(رحمه الله): قال [أبو الحسن الهادي ](عليه السلام) يوماً:... إذا خالف المؤمن ما أمر به ممّن آمنه لم يأمن أن تصيبه عقوبة الخلاف.
( تحف العقول: 483، س 12.
يأتي الحديث بتمامه في ج 1، رقم 792. )


(ج) - مواعظه(عليه السلام) في العلم
وفيه ثلاث مواعظ

الأولي - أخذ معالم الدين:
1 - أبو عمرو الكشّيّ(رحمه الله):... أبو الحسن أحمد بن حاتم بن ماهويه قال: كتبت إليه يعني أبا الحسن الثالث(عليه السلام): أسأله عمّن آخذ معالم ديني؟ وكتب أخوه أيضاً بذلك. فكتب(عليه السلام) إليهما: فهمت ما ذكرتما، فاصمدا في دينكما علي مسنّ في حبّنا، وكلّ كبير التقدّم في أمرنا، فإنّهم كافوكما إن شاءاللّه تعالي.
( رجال الكشّيّ: 4، رقم 7.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 829. )


الثانية - السؤال وأجر العالم والمتعلّم:
1 - المسعوديّ(رحمه الله):... الفتح بن يزيد الجرجانيّ قال: ضمّني وأباالحسن(عليه السلام) الطريق ... فقلت: يابن رسول اللّه تأذن لي في كلمة اختلجت في صدري ليلتي الماضية؟ فقال لي: سل واصخ إلي جوابها سمعك، فإنّ العالم والمتعلّم شريكان في الرشد، مأموران بالنصيحة،....
( إثبات الوصيّة: 235، س 3.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 535. )

2 - الإربليّ(رحمه الله): حدّث محمّد بن شرف قال: كنت مع أبي الحسن(عليه السلام) أمشي بالمدينة،... فأردت أن أسأله عن مسألة، فابتدأني من غير أن أسأله، فقال: نحن علي قارعة الطريق وليس هذا موضع مسألة.
( كشف الغمّة: 385/2، س 12.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 338. )


الثالثة - النهي عن كثرة السؤال:
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(رحمه الله):... أيّوب بن نوح قال: كتبت إلي أبي الحسن الثالث(عليه السلام): إنّ قوماً سألوني عن الفطرة،... . فكتب(عليه السلام): الفطرة قد كثر السؤال عنها، وأنا أكره كلّ ما أدّي إلي الشهرة، فاقطعوا ذكر ذلك،....
( الكافي:174/4، ح 24.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 846. )


(د) - مواعظه(عليه السلام) في الشئون الأُسرة
وفيه أربع مواعظ

الأولي - العناية بشئون الأزواج:
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(رحمه الله):... محمّد بن الحسن بن شمّون قال: كتب أبو الحسن(عليه السلام) إلي بعض مواليه: لا تلحّوا علي المتعة، إنّما عليكم إقامة السنّة، فلا تشتغلوا بها عن فرشكم وحرائركم فيكفُرن ويتبرَّين ويدعُون علي الآمر بذلك ويلعنونا.
( الكافي: 453/5، ح 3. يأتي الحديث بتمامه في رقم 1014. )

الثانية - طلب الولد:
1 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله): أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد قال: حدّثنا أبو الطيّب الحسن بن عليّ النحويّ قال: حدّثنا محمّد بن القاسم الأنباريّ قال: حدّثني أبو نصر محمّد بن أحمد الطائيّ قال: حدّثنا عليّ بن محمّد الصيمريّ الكاتب قال: تزوّجت ابنة جعفر بن ( قال ابن طاووس: وكان «عليّ بن محمّد بن زياد الصيمريّ(رضي الله عنه)» قد لحق مولانا الهادي ومولانا العسكري(عليهاالسلام) وخدمهما وكاتبا ورفعا إليه توقيعات كثيرة. مهج الدعوات: 327 س 16.
وقال في موضع آخر: كانت له مكاتبات إلي الهادي والعسكري(عليهاالسلام) وجوابهما إليه. فرج المهموم: 36 س 19.
وفي إثبات الوصيّة - في أحوال العسكري(عليه السلام) - وحدّث محمد بن عمر الكاتب، عن علي بن محمد بن زياد الصيمريّ، صهر جعفر بن محمود الوزير. إثبات الوصيّة: 248. )

محمود الكاتب فأحببتها حبّاً لم يحبّ أحدٌ مثله، وأبطأ عليّ الولد. ( هو جعفر بن محمود الإسكافيّ الكاتب الوزير، أحد كتّاب المتوكّل، المتوفّي سنة 268. تاريخ الإسلام: 74/20 رقم 47. فعلي هذا، ما ورد في نور الثقلين (جعفر بن محمّد) فهو غير صحيح. )
فصرت إلي أبي الحسن علي بن محمّد بن الرضا(عليهاالسلام) فذكرت ذلك له ( في المصدر: أبي الحسن علي بن موسي الرضا(عليهم السلام) والصحيح ما أثبتناه من نور الثقلين والبحار ووسائل الشيعة، حيث أنّ الشيخ 1 عدّ «عليّ بن محمّد الصيمريّ الكاتب» في أصحاب الهادي والعسكريّ(عليهاالسلام). )
فتبسّم وقال: اتّخذ خاتماً فصّه فيروزج واكتب عليه (رَبِ ّ لَاتَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَرِثِينَ).
( الأنبياء: 89/21. )
قال: ففعلت ذلك فما أتي عليّ حول حتّي رُزِقتُ منها ولداً ذكراً.
( الأمالي: 48 ح 62. عنه نور الثقلين: 456/3 ح 153، ووسائل الشيعة: 95/5 ح 6023، والبحار: 343/92 ح 1، و78/101 ح 3.
قطعة منه في (ضحكه وتبسّمه) و(الخاتم الفيروزج) و(سورة الأنبياء: 89/21). )


الثالثة - تسمية الولد:
1 - المسعوديّ(رحمه الله):... أيّوب بن نوح قال: كتبت إلي أبي الحسن(عليه السلام): إنّ لي حملاً وأسأله أن يدعو اللّه يجعله لي ذكراً، فوقّع(عليه السلام) لي: سمّه محمّداً....
( إثبات الوصيّة: 237، س 12.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 848. )


الرابعة - الخلف السوء:
1 - الحلوانيّ(رحمه الله): وقال [أبو الحسن الهادي ](عليه السلام): شرّ من المرء رزيّة سوء الخلف.
( الرزء بالضمّ: المصيبة بفقد الأعزّة. مجمع البحرين: 183/1 (رزا). )
( نزهة الناظر وتنبيه الخاطر: 138، ح 4. )

(ه') - مواعظه(عليه السلام) في آداب الأكل والضيافة
وفيه موعظتان

الأولي - النهي عن التبذير:
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(رحمه الله):... ياسر الخادم قال: أكل الغلمان يوماً فاكهةً، ولم يستقصوا أكلها، ورموا بها.
فقال لهم أبو الحسن(عليه السلام): سبحان اللّه! إن كنتم استغنيتم، فإنّ أُناساً لم يستغنوا، أطعموه من يحتاج إليه.
( الكافي: 297/6، ح 8.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 2، رقم 688. )


الثانية - إكرام الضيف:
1 - السيّد ابن طاووس(رحمه الله):... عن الرجل(عليه السلام) قال: كل تمرات يوم الفطر، فإن حضرك قوم من المؤمنين فأطعمهم مثل ذلك.
( إقبال الأعمال: 586، س 17.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 2، رقم 632. )



(و) - مواعظه(عليه السلام) في الشئون الاجتماعيّة
وفيه سبع وعشرون موعظة

الأولي - المجالسة والمصاحبة:
1 - الإمام العسكريّ(عليه السلام): قال عليّ بن محمّد(عليهاالسلام): لو سلك الناس وادياً وشعباً لسلكت وادي رجل عبد اللّه وحده خالصاً مخلصاً.
( تفسير الإمام العسكريّ(عليه السلام): 329، ح 187. عنه البحار: 245/67، ضمن ح 19.
عدّة الداعي: 233، س 16. عنه البحار: 111/67، ضمن ح 14.
تنبيه الخواطر ونزهة النواظر: 428، س 6. )

2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(رحمه الله): عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن بكر بن محمّد، عن الجعفريّ، قال: سمعت أبا ( مشترك بين داود بن القاسم أبي هاشم الجعفريّ وسليمان بن جعفر الجعفريّ إلّا أنّ المفيد1 رواها مع اختلاف في الألفاظ، عن سليمان بن جعفر الجعفريّ. أمالي المفيد: 112 ح 3.
وقال التستريّ 1 : الظاهر أنّ المراد بالجعفريّ [في رواية الكافي ] هو سليمان بن جعفر الجعفريّ. قاموس الرجال: 276/10.
فعلي هذا الظاهر أنّ المراد من أبي الحسن في الرواية هو الكاظم أو الرضا(عليهاالسلام)، حيث أنّ سليمان ابن جعفر الجعفريّ كان من أصحابهما وروي عنهما(عليهاالسلام).
معجم رجال الحديث: 238/8 - 239 رقم 5417. )

( قال المجلسيّ (ره): الجعفريّ هو أبو هاشم داود بن القاسم الجعفريّ، وهو من أجلّة أصحابنا ويقال: إنّه لقي الرضا إلي آخر الأئمّة(عليهم السلام) وأبو الحسن يحتمل الرضا والهادي(عليهاالسلام) ويحتمل أن يكون سليمان بن جعفر الجعفريّ كما صرّح به في مجالس المفيد. مرآة العقول: 75/11. )
الحسن(عليه السلام) يقول: مالي رأيتك عند عبد الرحمن بن يعقوب؟
فقال: إنّه خالي.
فقال: إنّه يقول في اللّه قولاً عظيماً، يصف اللّه ولا يوصف، فإمّا جلست معه وتركتنا، وإمّا جلست معنا وتركته؟
فقلت: هو يقول: ما شاء أيّ شي ء عليّ منه إذا لم أقل ما يقول؟
فقال أبو الحسن(عليه السلام): أما تخاف أن تنزل به نقمة فتصيبكم جميعاً، أما علمت بالذي كان من أصحاب موسي(عليه السلام)، وكان أبوه من أصحاب فرعون، فلمّا لحقت خيل فرعون، موسي، تخلّف عنه ليعظ أباه، ( في الوسائل: بموسي. )
فيلحقه بموسي، فمضي أبوه، وهو يراغمه حتّي بلغا طرفا من البحر ( المراغمة: الهجران والتباعد والمغاضَبَة، ومنه الحديث: «من كان من أصحاب موسي(عليه السلام) مع أبيه الذي هو من أصحاب فرعون فمضي أبوه وهو يراغمه»: أي يغاضبه. مجمع البحرين: 74/6 (رغم). )
فغرقا جميعاً، فأتي موسي(عليه السلام) الخبر.
فقال(عليه السلام): هو في رحمة اللّه، ولكنّ النقمة إذا نزلت لم يكن لها عمّن قارب المذنب دفاع.
( الكافي: 374/2، ح 2. عنه وسائل الشيعة: 260/16، ح 21513، والبحار: 200/71، ح 39، و127/13 ح 27، قطعة منه.
أمالي المفيد: 112، ح 3، بتفاوت.
عنه البحار: 195/71، ح 25، ومستدرك الوسائل: 310/12، ح 14169.
تنبيه الخواطر ونزهة النواظر: 481، س 2.
قطعة منه في (ذمّ عبد الرحمن بن يعقوب) و(ما رواه عن موسي(عليهاالسلام)). )

3 - ابن شعبة الحرّانيّ(رحمه الله): وقال(عليه السلام): من جمع لك ودّه ورأيه، فاجمع له طاعتك.
( تحف العقول: 483، س 21.
عنه البحار: 365/75، ضمن ح 1، وأعيان الشيعة: 39/2، س 25. )

4 - الحلوانيّ(رحمه الله): وقال [أبو الحسن الهادي(عليه السلام)]: الأخلاق تتصفّحها المجالسة.
( الصفح: أن تنحرف عن الشي ء فتولّيه صفحة وجهك. مجمع البحرين: 385/2 (صفح). )
( نزهة الناظر وتنبيه الخاطر: 141، ح 24. عنه مستدرك الوسائل: 168/12، ح 13797. )

الثانية - الأخوّة وكسب الحلال:
1 - السيّد ابن طاووس(رحمه الله): روينا من كتاب مسائل الرجال لمولانا أبي الحسن عليّ بن محمّد الهادي(عليه السلام) قال محمّد بن الحسن قال محمّد بن هارون الجلّاب، قلت له: روينا عن آبائك: أنّه يأتي علي الناس زمان لايكون شي ء أعزّ من أخ أنيس أو كسب درهم من حلال.
فقال لي: يا أبا محمّد! إنّ العزيز موجود ولكنّك في زمان ليس فيه شي ء أعسر من درهم حلال، أو أخ في اللّه عزّ وجلّ.
( إقبال الأعمال: 256، س 22. عنه مستدرك الوسائل: 266/12، ح 14069.
الأمان من أخطار الأسفار والأزمان: 58، س 18. عنه البحار: 10/100، ح 43. )


الثالثة - حسن الظنّ وسوء الظنّ:
1 - الحلوانيّ(رحمه الله): وقال [أبو الحسن الهادي ](عليه السلام): إذا كان زمانٌ، العدل فيه أغلب [من الجور]، فحرام أن تظنّ بأحد سوءاً حتّي تعلم ذلك منه.
وإذا كان زمان، الجور فيه أغلب من العدل، فليس لأحد أن يظنّ بأحد خيراً حتّي يبدو ذلك منه.
( نزهة الناظر وتنبيه الخاطر: 142، ح 28.
أعلام الدين: 312، س 1.
عنه الأنوار البهيّة: 287، س 4، وأعيان الشيعة: 39/2، س 5، والبحار:370/75، ضمن ح 4.
الدرّة الباهرة: 42، س 9.
عنه البحار: 197/72، ح 17، و92/85، ح 56، ومستدرك الوسائل: 145/9، ح 10504.
الكافي: 298/5، ح 2، وفيه: سهل بن زياد، عن محمّد بن الحسن بن شمّون، عن محمّد بن هارون الجلّاب، قطعة منه. عنه وسائل الشيعة: 87/19، ح 24216. )


الرابعة - قبول نصح الغير:
1 - ابن إدريس الحلّي(رحمه الله):... أيّوب بن نوح قال: كتب [يعني عليّ بن محمّد(عليهاالسلام)] إلي بعض أصحابنا: عاتب فلاناً وقل له: إنّ اللّه إذا أراد بعبد خيراً إذا عوتب قبل.
( السرائر: 581/3، س 8.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 1026. )


الخامسة - اغتنام الفرصة:
1 - الحلوانيّ(رحمه الله): قال: وسألته عن الحزم، فقال [أبوالحسن الهادي ](عليه السلام): هو أن تنتظر فرصتك، وتعاجل ماأمكنك.
( في الوسائل: هو أن تنهز. )
( نزهة الناظر وتنبيه الخاطر: 138، ح 6.
عنه مستدرك الوسائل: 140/12، ح 13728. )


السادسة - الحلم والسفه:
1 - ابن شعبة الحرّانيّ(رحمه الله): وقال [أبو الحسن الهادي ](عليه السلام) إنّ الظالم الحالم يكاد أن يعفي علي ظلمه بحلمه؛ وإنّ المحقّ السفيه يكاد أن يطفي نور حقّه بسفهه.
( تحف العقول: 483، س 19. عنه البحار: 365/75، ضمن ح 1، وأعيان الشيعة: 39/2، س 23. )
2 - الحلوانيّ(رحمه الله): وقال الغلابيّ: وسألته عن الحلم؟
فقال(عليه السلام): هو أن تملك نفسك، وتكظم غيظك، ولا يكون ذلك إلّا مع القدرة.
( نزهة الناظر وتنبيه الخاطر: 138، ح 5.
عنه مستدرك الوسائل: 291/11، ح 13056. )


السابعة - حسن التدبير في المنع والعطاء:
1 - الحلوانيّ(رحمه الله): وقال [أبو الحسن الهادي ](عليه السلام): من لم يحسن أن يمنع، لم يحسن أن يعطي.
( نزهة الناظر وتنبيه الخاطر: 142، ح 25. )

الثامنة - الثناء:
1 - الحلوانيّ(رحمه الله): وقال [أبو الحسن الهادي ](عليه السلام) - ممّا رواه الغلابيّ -: الثناء الغلبة علي الأدب، ورعاية الحسب.
( نزهة الناظر وتنبيه الخاطر: 138، ح 3. )

التاسعة - التملّق:
1 - الحلوانيّ(رحمه الله): وقال [أبو الحسن الهادي ](عليه السلام) لبعض الثقات عنده -وقد أكثر من تقريظه -: أوك علي ما في شفتك، فإنّ ( الوكاء: رباط القربة وغيرها الذي يشدّ به رأسها. لسان العرب: 405/15 (وكي). )
( في الأنوار البهيّة: أقبل علي ما شأنك. )
كثرةالملق تهجم علي الظنة، وإذا حللت من أخيك في [محلّ ] الثقة، ( الملق: الودّ واللطف الشديد. لسان العرب: 347/10 (ملق). )
فاعدل عن الملق إلي حسن النيّة.
( نزهة الناظر وتنبيه الخاطر: 139، ح 13.
الدرّة الباهرة: 41، س 8، بتفاوت. عنه البحار: 395/70، ح 4، و368/75، ح 3.
الأنوار البهيّة: 287، س 1.
أعيان الشيعة: 39/2، س 30، عن الدرّة الباهرة، بتفاوت. )


العاشرة - الغلوّ والخوض فيه:
1 - أبو عمرو الكشّيّ(رحمه الله):... موسي قال: كتب عروة إلي أبي الحسن(عليه السلام) في أمر فارس بن حاتم. فكتب(عليه السلام): كذّبوه وهتّكوه!... فهو كاذب في جميع ما يدّعي ويصف، ولكن صونوا أنفسكم عن الخوض والكلام في ذلك، وتوقّوا مشاورته....
( رجال الكشّيّ: 522، رقم 1004، و527، رقم 1010.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 894. )


الحادية عشرة - طلب الحقّ:
1 - ابن شعبة الحرّانيّ(رحمه الله): من عليّ بن محمّد(عليهاالسلام):... فمن مات علي طلب الحقّ ولم يدرك كما له فهو علي خير....
( تحف العقول: 458، س 5. يأتي الحديث بتمامه في رقم 1019. )

الثانية عشرة - التقيّة وقضاء حقوق الإخوان:
1 - الإمام العسكريّ(عليه السلام): قيل لعليّ بن محمّد(عليهاالسلام) من أكمل الناس [في ] خصال الخير؟
قال: أعملهم بالتقيّة، وأقضاهم لحقوق إخوانه.
( تفسير الإمام العسكريّ(عليه السلام): 324، ح 172.
عنه البحار: 414/72، ضمن ح 68، ووسائل الشيعة: 224/16، ضمن ح 21420.
قطعة منه في (الإهتمام بالتقيّة). )


الثالثة عشرة - كفّارة عمل السلطان:
1 - أبو الفضل عليّ الطبرسيّ(رحمه الله): عن عليّ بن زيد، عن أبي الحسن صاحب العسكر [(عليه السلام)] قال: كفّارة عمل السلطان قضاء حوائج الإخوان.
( مشكاة الأنوار: 101، س 21. )

الرابعة عشرة - موعظته(عليه السلام) لوكلائه في المعاشرة بينهم وبين الناس:
1 - أبو عمرو الكشّيّ(رحمه الله): وفي كتاب آخر [لأبي الحسن الهادي(عليه السلام)]: وأنا آمرك يا أيّوب بن نوح! أن تقطع الإكثار بينك وبين أبي عليّ، وأن يلزم كلّ واحد منكما ما وكّل به، وأمر بالقيام فيه بأمر ناحيته، فإنّكم إذا انتهيتم إلي كلّ ما أمرتم به استغنيتم بذلك عن معاودتي.
وآمرك يا أبا علي بمثل ما آمرك يا أيّوب! أن لاتقبل من أحد من أهل بغداد والمدائن شيئاً يحملونه، ولاتلي لهم استيذاناً عليّ، ومر من أتاك بشي ء من غير أهل ناحيتك أن يصيّره إلي الموكّل بناحيته....
( رجال الكشّيّ: 513، ضمن ح 992.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 851. )


الخامسة عشرة - إشهار من خان الإمام(عليه السلام):
1 - أبو عمرو الكشّيّ(رحمه الله):... محمّد بن عيسي بن عبيد، أنّه كتب إلي أيّوب بن نوح يسأله عمّا خرج إليه في الملعون فارس بن حاتم في جواب كتاب الجبليّ عليّ بن عبيد اللّه الدينوريّ.
فكتب إليه أيّوب:... ووجّه بتوقيع... فما أعظم ما اجتري علي اللّه عزّوجلّ وعلينا في الكذب علينا، واختيان أموال موالينا، وكفي به معاقباً ومنتقماً، فأشهر فعل فارس في أصحابنا الجبلّيين وغيرهم من موالينا، ولاتتجاوز بذلك إلي غيرهم من المخالفين....
( رجال الكشّيّ: 525، ح 1007.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 922. )


السادسة عشرة - الصدقة:
1 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله): روي يعقوب بن يزيد الكاتب الأنباريّ، عن أبي الحسن الثالث(عليه السلام) قال: إذا كانت لك حاجة مهمّة،... تصدّق علي مسكين بما أمكن،....
( مصباح المتهجّد: 342، س 12.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 2، رقم 718. )


السابعة عشرة - التعجيل في الأمور:
1 - الحلوانيّ(رحمه الله): وقال [أبو الحسن الهادي ](عليه السلام): من أقبل مع أمر، ولّي مع انقضائه.
( نزهة الناظر وتنبيه الخاطر: 139، ح 8.
أعلام الدين: 311، س 4.
البحار: 369/75، ح 4، عن الدرّة الباهرة. )


الثامنة عشرة - زينة المرء:
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(رحمه الله):... قال أبو الحسن(عليه السلام):... ثلاثة من المروؤة: فراهة الدابّة، وحسن وجه المملوك، والفرس السريّ.
( الكافي: 479/6، ح 9.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 2، رقم 695. )


التاسعة عشرة - الصبر والجزع علي المصيبة:
1 - الحلوانيّ(رحمه الله): وقال [أبو الحسن الهادي ](عليه السلام): المصيبة للصابر واحدة، وللجازع اثنتان.
( نزهة الناظر وتنبيه الخاطر: 140، ح 15.
أعلام الدين: 311، س 10.
عنه البحار: 369/75، ح 4، و144/79، ح 27، والأنوار البهيّة: 286، س 9.
الدرّة الباهرة: 41، س 11. عنه البحار: 88/79، ح 38.
تحف العقول: 414، س 5، أورده فيما روي عن الإمام موسي بن جعفر(عليه السلام) من الحكم والمواعظ. عنه مستدرك الوسائل: 445/2، ح 2420، وفيه: قال أبو الحسن الثالث(عليه السلام).
أعيان الشيعة: 39/2، س 32، عن الدرّة الباهرة. )


العشرون - ذمّ الأيّام:
1 - ابن شعبة الحرّانيّ(رحمه الله): قال الحسن بن مسعود، دخلت علي أبي الحسن عليّ بن محمّد(عليهاالسلام)، وقد نكبت إصبعي. وتلقّاني راكب وصدم كتفي، ودخلت في زحمة، فخرّقوا عليّ بعض ثيابي، فقلت: كفاني اللّه شرّك من يوم، فما أيشمك. فقال(عليه السلام) لي: يا حسن! هذا وأنت تغشانا ترمي بذنبك من لا ذنب له.
قال الحسن: فأثاب إليّ عقلي وتبيّنت خطائي. فقلت: يا مولاي! أستغفراللّه.
فقال: يا حسن! ما ذنب الأيّام حتّي صرتم تتشئّمون بها إذا جوزيتم بأعمالكم فيها. قال الحسن: أنا أستغفر اللّه أبداً وهي توبتي ياابن رسول اللّه!
قال(عليه السلام): واللّه! ما ينفعكم ولكن اللّه يعاقبكم بذمّها علي ما لاذمّ عليها فيه، أما علمت يا حسن إنّ اللّه هو المثيب والمعاقب، والمجازي بالأعمال عاجلاً وآجلاً؟
قلت: بلي، يا مولاي! قال(عليه السلام): لا تعد ولا تجعل للأيّام صنعاً في حكم اللّه. قال الحسن: بلي، يا مولاي!.
( تحف العقول: 482، س 9. عنه البحار: 2/56، ح 6، ووسائل الشيعة: 508/7، ح 9986.
قطعة منه في (يمينه(عليه السلام)) و(صفات اللّه عزّ وجلّ). )


الحادية والعشرون - اتّخاذ خاتم العقيق والفيروزج في السفر:
1 - السيّد ابن طاووس(رحمه الله): عن أبي محمّد القاسم بن العلاء المدائنيّ قال: حدّثني خادم لعليّ بن محمّد(عليهاالسلام) قال: استأذنته في الزيارة إلي طوس. فقال لي: يكون معك خاتم فصّه عقيق أصفر،... فإنّه أمان من القطع، وأتمّ للسلامة، وأصون لدينك....
( الأمان من أخطار الأسفار والأزمان: 48، س 2.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 353. )


الثانية والعشرون - السفر في يوم الاثنين:
1 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله): أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا جعفر ابن محمّد، عن أبيه، عن سعد بن عبد اللّه، عن عليّ بن عمر العطّار قال: دخلت علي أبي الحسن العسكريّ(عليه السلام) يوم الثلاثاء فقال: لم أرك أمس؟ قلت: كرهت الحركة في يوم الاثنين. قال: يا عليّ! من أحبّ أن يقيه اللّه شرّ يوم الاثنين فليقرأ في أوّل ركعة من صلاة الغداة (هَلْ أَتَي عَلَي الْإِنسَنِ) ثمّ قرأ أبو الحسن(عليه السلام): (فَوَقَل-هُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ ( الإنسان: 1/76. )
وَلَقَّل-هُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا).
( الإنسان: 11/76. )
( الأمالي: 224، ح 389. عنه مستدرك الوسائل: 210/4، ح 4512، والبحار: 39/56، ح 7، و30/82، ح 20، ووسائل الشيعة: 352/11، ح 14995، ونور الثقلين: 467/5، ح 4، و480، ح 4.
قطعة منه في (فضل قرائة سورة الإنسان). )


الثالثة والعشرون - السفر في يوم الجمعة:
1 - الشيخ الصدوق(رحمه الله): ويكره السفر والسعي في الحوائج يوم الجمعة بكرة من أجل الصلاة،... ورد ذلك في جواب السري عن أبي الحسن عليّ ابن محمّد(عليهاالسلام).
( من لا يحضره الفقيه: 273/1، ح 1251.
تقدّم الحديث بتمامه في رقم 883. )


الرابعة والعشرون - ثمرة مال الحرام:
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(رحمه الله): عليّ بن إبراهيم، عمّن ذكره، عن داود الصرميّ قال: قال أبو الحسن(عليه السلام): يا داود! إنّ الحرام لا ينمي، وإن نمي لايبارك له فيه، وما أنفقه لم يؤجر عليه، وما خلّفه كان ( في الوسائل: لم يبارك. )
زاده إلي النار.
( الكافي: 125/5، ح 7. عنه وسائل الشيعة: 82/17، ح 22045، والوافي: 64/17، ح 16865. )
2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(رحمه الله):... أبو هاشم الجعفريّ، عن أبي الحسن الثالث(عليه السلام) قال:... إنّ اللّه عزّ وجلّ جعل من أرضه بقاعاً تسمّي المنتقمات، فإذا كسب الرجل مالاً من غير حلّه، سلّط اللّه عليه بقعة منها فأنفقه فيها.
( الكافي: 532/6، ح 15.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 2، رقم 698. )


الخامسة والعشرون - آداب النوم:
1 - السيّد ابن طاووس(رحمه الله):... الحسن بن عليّ العلويّ، يقول: سمعت عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسي الرضا(عليهم السلام)، يقول: لنا أهل البيت عند نومنا عشر خصال، الطهارة،... فمن فعل ذلك فقد أخذ بحظّه من ليلته.
( فلاح السائل: 279، س 22.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 2، رقم 562. )


السادسة والعشرون - النوم بين صلاة الليل والفجر:
1 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله):... قال أبو الحسن الأخير(عليه السلام): إيّاك والنوم بين صلاة الليل والفجر! ولكن ضجعة بلا نوم، فإنّ صاحبه لا يحمد علي ما قدّم من الصلاة.
( الاستبصار: 349/1، ح 1319.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 2، رقم 626. )


السابعة والعشرون - ترك شرب النبيذ:
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(رحمه الله):... أبو الطيّب المثنّي يعقوب بن ياسر قال: كان المتوكّل يقول: ويحكم! قد أعياني أمر ابن الرضا؛ أبي أن يشرب معي،... . فقالوا له:... فهذا أخوه موسي قصّاف... قال: ابعثوا إليه... أقطعه قطيعة وبني له فيها، وحوّل الخمّارين والقيان إليه،... فلمّإ؛،)ُّ د وافي موسي، تلقّاه أبو الحسن(عليه السلام) في قنطرة وصيف... فسلّم عليه، ووفّاه حقّه، ثمّ قال له: إنّ هذا الرجل قدأحضرك ليهتكك، ويضع منك، فلا تقرّ له أنّك شربت نبيذاً قطّ.... قال(عليه السلام): فلا تضع من قدرك، ولا تفعل فإنّما أراد هتكك....
( الكافي: 502/1، ح 8. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 508. )

(و) - مواعظه(عليه السلام) في الدنيا والآخرة
وفيه ثلاث مواعظ

الأولي - إنّ الدنيا سوق:
1 - ابن شعبة الحرّانيّ(رحمه الله): وقال [أبو الحسن الهادي ](عليه السلام): الدنيا سوق 3مكان سوق، 4، ربح فيها قوم وخسر آخرون.
( تحف العقول: 483، س 23. عنه البحار: 365/75، ضمن ح 1، وأعيان الشيعة: 39/2، س 26. )

الثانية - بلوي الدنيا وثواب الآخرة:
1 - ابن شعبة الحرّانيّ(رحمه الله): وقال [أبو الحسن الهادي ](عليه السلام): إنّ اللّه جعل الدنيا3مكان الدنيا، 4 دار بلوي، والآخرة دار عقبي، وجعل بلوي الدنيا لثواب الآخرة سبباً، وثواب الآخرة من بلوي الدنيا عوضاً.
( تحف العقول: 483، س 17. عنه البحار: 365/75، ضمن ح 1، وأعيان الشيعة: 39/2، س 22. )

الثالثة - قيمة الإنسان في الدنيا والآخرة:
1 - الحلوانيّ(رحمه الله): وقال [أبو الحسن الهادي ](عليه السلام): الناس في الدنيا بالأموال، وفي الآخرة بالأعمال.
( نزهة الناظر وتنبيه الخاطر: 139، ح 10.
أعلام الدين: 311، س 6. عنه البحار: 369/75، ح 4، والأنوار البهيّة: 286، س 8.
أعيان الشيعة: 39/2، س 29.
الدرّة الباهرة: 41، س 5. )


(ز) - مواعظه(عليه السلام) في صفات المؤمن
وفيه موعظتان

الأولي - حرمة المؤمن:
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(رحمه الله):... عن أبي هاشم الجعفريّ قال: بعث إليّ أبو الحسن(عليه السلام) ... فدخلت عليه، فقال لي:... وحرمة النبيّ والمؤمن أعظم من حرمة البيت،....
( الكافي: 4/ 567، ح 3.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 571. )


الثانية - ضيافة المؤمن:
1 - أبو الفضل عليّ الطبرسيّ(رحمه الله): عن أحمد بن جعفر الدهقان قال: قال رجل لأبي الحسن العسكريّ(عليه السلام): كيف أبو دلف له أربعة آلاف قرية وقرية؟
فقال له(عليه السلام): إنّه ضاف به مؤمن ليلة، فزوّده جلّة من تمر كان فيها أربعة آلاف تمرة وتمرة، فأعطاه اللّه بكلّ تمرة قرية.
( مشكاة الأنوار: 102، س 3.
تقدّم الحديث أيضاً في (جزاء الأعمال بمثل الأعمال). )


(ح) - فضائل الشيعة
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(رحمه الله):... الحسن بن راشد قال: سألت العسكريّ(عليه السلام) بالمدينة عن رجل أوصي بمال في سبيل اللّه.
فقال(عليه السلام): سبيل اللّه شيعتنا.
( الكافي: 15/7، ح 2.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 2، رقم 681. )

2 - الحسينيّ الإسترآباديّ(رحمه الله): روي مرفوعاً عن أبي الحسن الثالث(عليه السلام) أنّه سئل عن قول اللّه عزّ وجلّ (لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ...).
فقال(عليه السلام): وأيّ ذنب كان لرسول اللّه(صلي الله وآله وسلم) ... وإنّما حمله اللّه ذنوب شيعة عليّ(عليه السلام) ممّن مضي منهم وبقي، ثمّ غفرها اللّه له.
( تأويل الآيات: 575، س 14.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 2، رقم 716. )


(ط) - مواعظه في الشئون الأخري
1 - الحلوانيّ(رحمه الله): وقال: وسمعته [أي أبا الحسن الهادي ](عليه السلام) يقول: الغني قلّة تمنّيك والرضا بما يكفيك، والفقر شره النفس وشدّة القنوط، والدقّة اتّباع اليسير، والنظر في الحقير.
( الدقّ: كلّ شي ء دقّ وصغر، ودِقّ الشجر: صغاره، وقيل: خساسه. لسان العرب: 101/10 (دقّ). )
( نزهة الناظر وتنبيه الخاطر: 138، ح 7. عنه مستدرك الوسائل: 140/12، ح 13728.
الدرّة الباهرة: 41، س 3. عنه البحار: 368/75، ح 3، وأعيان الشيعة: 39/2، س 28. )

2 - الحلوانيّ(رحمه الله): وقال(عليه السلام): الحسد ما حق الحسنات، والزهو جالب المقت، والعجب صارف عن طلب العلم، داع إلي ( الزهو: الكبر والتيه والفخر والعظمة. لسان العرب: 360/14 (زها). )
التخبّط في الجهل، والبخل أذمّ الأخلاق، والطمع سجيّة سيّئة.
( الخبط: المشي علي غير الطريق. مجمع البحرين: 244/4 (خبط). )
( نزهة الناظر وتنبيه الخاطر: 140، ح 16.
الدرّة الباهرة: 41، س 13. عنه البحار: 198/69، ح 27.
أعيان الشيعة: 39/2، س 33. )

3 - الحلوانيّ(رحمه الله): وقال(عليه السلام): مخالطة الأشرار تدلّ علي شرار من يخالطهم، والكفر للنعم إمارة البطر، وسبب للغير، واللجاجة مسلبة ( بَطِرَ بطراً الحقّ: تكبّر عنه ولم يقبله. المنجد: 41 (بطر). )
للسلامة، ومؤدّية إلي الندامة، والهزوؤة فكاهة السفهاء وصناعة ( في أعلام الدين: الهزل. )
( الهزء والهزوؤ: السخريّة، والاستخفاف. مجمع البحرين: 477/1 (هزا). )
الجهّال، والتسوّف مغضبة للإخوان ومورث الشنآن، والعقب ( في الحديث: «من سوّف الحجّ حتّي يموت بعثه اللّه يهوديّاً أو نصرانيّاً.» التسويف في الأمر: المطل وتأخيره. مجمع البحرين: 73/5 (سوّف). )
( الشناءة مثل الشناعة: البغض. لسان العرب: 101/1 (شنا). )
( العقبة ج عُقَب: يقال: (تمّت عقبتك) أي نوبتك البدل. المنجد: 518 (عقب). )
يعقّب القلّة، ويؤدّي إلي الذلّة.
( نزهة الناظر وتنبيه الخاطر: 140، ح 17. عنه مستدرك الوسائل: 308/12، ح 14162.
أعلام الدين: 311، س 13، قطعة منه. عنه البحار: 369/75، ضمن ح 4.
الدرّة الباهرة: 42، س 5، قطعة منه بتفاوت. عنه البحار: 369/75، ضمن ح 3. )

4 - الحلوانيّ(رحمه الله): وقال(عليه السلام): صناعة الأيّام السلب، وشرط الزمان الإفاتة، والحكمة لا تنجع في الطبائع الفاسدة.
( نزهة الناظر وتنبيه الخاطر: 141، ح 23.
أعلام الدين: 311، س 20، قطعة منه. عنه الأنوار البهيّة: 287، س 3. )

5 - الحلوانيّ(رحمه الله): وقال(عليه السلام): خير من الخير فاعله، وأجمل من الجميل قائله، وأرجح من العلم حامله، وشرّ من الشرّ جالبه، وأهول من الهول راكبه.
( نزهة الناظر وتنبيه الخاطر: 142، ح 26.
أعلام الدين: 311، س 21. عنه البحار: 369/75، ح 4، وأعيان الشيعة: 39/2، س 3. )

6 - الحلوانيّ(رحمه الله): قال(عليه السلام) للمتوكّل في جواب كلام بينهما: لا تطلب الصفا ممّن كدّرت عليه، [ولا الوفاء ممّن غدرت به ]، ولا النصح ممّن صرفت سوء ظنّك إليه، فإنّما قلب غيرك لك كقلبك له.
( نزهة الناظر وتنبيه الخاطر: 142، ح 29.
أعلام الدين: 312، س 14. عنه الأنوار البهيّة: 287، س 11، والبحار: 369/75، ضمن ح 4.
البحار: 180/71، ح 28، و182، ح 8، وأعيان الشيعة: 39/2، س 7، عن الدرّة الباهرة.
إرشاد القلوب: 135، س 3، بتفاوت.
قطعة منه في (أحواله(عليه السلام) مع المتوكّل). )

7 - الحلوانيّ(رحمه الله): وقال(عليه السلام): ألقوا النعم بحسن مجاورتها، والتمسوا الزيادة منها بالشكر عليها، واعلموا أنّ النفس أقبل شي ء لما أعطيت، أمنع شي ء لما سئلت، فاحملوها علي مطيّة لا تبطي إذا ركبت، ( المطيّة ج مطايا ومطيّ: الدابّة التي تركب. المنجد: 767 (مطو). )
ولا تسبق إذا تقدّمت، أدرك من سبق إلي الجنّة، ونجا من هرب إلي النار.
( نزهة الناظر وتنبيه الخاطر: 143، ح 31.
أعلام الدين: 312، س 9. عنه البحار: 369/75، ضمن ح 4، وأعيان الشيعة: 39/2، س 9، ومستدرك الوسائل: 369/12، ح 14323. )


الفصل الثاني: أشعاره(عليه السلام)
وفيه موضوعان

(أ) - إنشاؤه(عليه السلام) الشعر
1 - ابن شهر آشوب (رحمه الله):... المنصوريّ، عن عمّ أبيه قال: قال يوماً الإمام عليّ بن محمّد(عليهاالسلام): يا أبا موسي! أُخرجت إلي سرّ من رأي كرهاً، ولو أُخرجت عنها، أُخرجت كرهاً... .
دخلنا كارهين لها فلمّا
ألفناها خرجنا مكرهينا
( المناقب: 417/4، س 17.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 350. )

2 - ابن خلّكان: أبو الحسن عليّ الهادي ابن محمّد الجواد ابن عليّ الرضا(عليهم السلام)،... قد سعي به إلي المتوكّل... وحمل إلي المتوكّل في جوف الليل، فمثل بين يديه، والمتوكّل يستعمل الشراب وفي يده كأس، فلمّا رآه أعظمه وأجلسه إلي جنبه.... قال: أنشدني شعراً أستحسنه. فقال(عليه السلام): إنّي لقليل الرواية للشعر. قال: لابدّ أن تنشدني فأنشده:
باتوا علي قُلَلِ الأجبال تحرسهم
غُلب الرجال فما أغنتهم القلل
واستنزلوا بعد عزّ من معاقلهم
فأودعوا حفراً يا بئس ما نزلوا
ناداهم صارخ من بعد ما قبروا
أين الأسرّة والتيجان والحلل
أين الوجوه التي كانت منعّمةً
من دونها تضرب الأستار والكلل
فأفصح القبر عنهم حين ساءلهم
تلك الوجوه عليها الدود يقتتل
قد طال ما أكلوا دهراً وما شربوا
فأصبحوا بعد طول الأكل قد أُكلوا....
( وفيات الأعيان: 272/3، س 1.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 529. )


(ب) - إنشاده(عليه السلام) الشعر

إنشاده(عليه السلام) أشعار الجماني(الحمّاني):
1 - ابن شهر آشوب (رحمه الله): أبو محمّد الفحّام قال: سأل المتوكّل ابن الجهم: من أشعر الناس؟ فذكر شعراء الجاهليّة والإسلام؛ ثمّ إنّه سأل أباالحسن(عليه السلام) فقال: الجماني حيث يقول:
( في الأمالي: الحمّاني.)
لقد فاخرتنا من قريش عصابة
بمدّ خدود وامتداد أصابع
فلمّا تنازعنا المقال قضي لنا
عليهم بما نهوي نداء الصوامع
ترانا سكوتاً والشهيد بفضلنا
عليهم جهير الصوت في كلّ جامع
فإنّ رسول اللّه أحمد جدّنا
ونحن بنوه كالنجوم الطوالع....
( المناقب: 406/4، س 8.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 522. )


2 - العلّامة المجلسيّ(رحمه الله): قال السيّد المرتضي(رضي الله عنه): أخبرني الشيخ أدام اللّه عزّه مرسلاً، عن محمّد بن عيسي بن عبيد اليقطينيّ، عن سعيد بن جناح، عن سليمان بن جعفر قال: قال لي أبو الحسن العسكريّ(عليه السلام): نمت وأنا أفكّر في بيت ابن أبي حفصة:
أنّي يكون وليس ذاك بكائن
لبني البنات وراثة الأعمام فإذا إنسان يقول لي:
قد كان إذ نزل القرآن بفضله
ومضي القضاء به من الحكّام إنّ ابن فاطمة المنوّه باسمه
حاز الوراثة عن بني الأعمام
وبقي ابن نثلة واقفاً متحيّراً
يبكي ويسعده ذوو الأرحام.
( قال العلّامة المجلسيّ(رحمه الله): نثلة اسم أُمّ العبّاس، ويقال: نثيلة، ولعلّ المراد بابن فاطمة أمير المؤمنين(عليه السلام)، ويحتمل أن يكون المراد بفاطمة البتول(عليهاالسلام)، وبابنها جنس الابن، أو القائم(عليه السلام)،والأوّل أظهر. )
( البحار: 391/10، ح 3، عن الفصول المختارة، للسيّد المرتضي(رحمه الله).
قطعة منه في (تفكرّه(عليه السلام) عند النوم). )


(ج) - نبذة ممّا قيل فيه من الشعر
- الإريلي(رحمه الله): قد مدحت مولانا أبا الحسن(عليه السلام) بما أرجو ثوابه في العاجل والآجل، وأنا معترف بالتقصير، واللّه عند لسان كلّ قائل وهو:
يا أيّهذا الرايح الغادي
عرّج علي سيّدنا الهادي
واخلع إذا شارفت ذاك الثري
فعل كليم اللّه في الوادي
وقبّل الأرض وسف تربة
فيها العلي والشرف العادي
وقل سلام اللّه وقف علي
مستخرج من صلب أجواد
مؤيّد الأفعال ذو نائل
في المحل يروي غلّة الصادي
يفوق في المعروف صَوب الحيا
الساري بأبراق واردعاد
في البأس يردي شافه المعتدي
بصولة كالأسد العادي
وفي الندي يجري إلي غاية
بنفس مولي العرف معتاد
يعفو عن الجاني ويعطي المني
في حالتي وعد وإيعاد
كأنّ ما يحويه من ماله
دراهم في كفّ نقّاد
مبارك الطلعة ميمونها
وماجد من نسل أمجاد
من معشر شادوا بناء العلي
كبيرهم والناشي ء الشادي
كأنّما جودهم واقف
لمبتغي الجود بمرصاد
عمت عطاياهم وإحسانهم
طلاع أغوار وأنجاد
في السلم أقمار وإن حاربوا
كانت لهم نجدة آساد
ولاؤهم من خير ما نلته
وخير ما قدّمت من زاد
إليهم سعيي وفي حبّهم
ومدحهم نصّي وإسنادي
يا آل طه أنتم عدّتي
ووصفكم بين الوري عادي
وشكركم دأبي وذكري لكم
همّي وتسبيحي وأورادي
ويعجب الشيعة ما قلته
فيكم ويستحلّون إيرادي
بدأتم بالفضل وارتحتم
إلي العلي والفضل للبادي
ولي أمان فيكم جمّة
تقضي بإقبالي وإسعادي
وواجب في شرع إحسانكم
أنالني الخير وإمدادي
لازال قلبي لكم مسكناً
في حالتي قرب وإبعادي
( كشف الغمّة: 400/2. )
- أبوعليّ الطبرسيّ(رحمه الله): روي عبد اللّه بن عيّاش بإسناده عن أبي هاشم الجعفريّ فيه وقد اعتلّ(عليه السلام):
مادت الأرض بي وأدّت فؤادي
واعترتني موارد العرواء
حين قيل الإمام نضو عليل
قلت نفسي فدته كلّ الفداء
مرض الدين لاعتلالك واعت'
'لّ وغارت له نجوم السماء
عجباً أن منيت بالداء والسق'
'م وأنت الإمام حسم الداء
أنت آسي الأدواء في الدين و
الدنيا ومحيي الأموات والأحياء
( إعلام الوري: 126/2. عنه البحار: 222/50 ح 9. )
- ابن شهر آشوب(رحمه الله): وأنشد فيه(عليه السلام) أبو بديل التميميّ:
أنت من هاشم بن مناف ب'
'ن قصيّ في سرّها المختار
في الباب والأرفع الأر
فع منهم وفي النضار النضار
( المناقب: 418/4. )
- العلاّمة المجلسيّ(رحمه الله): كتاب المقتضب لابن عيّاش(رحمه الله) قال: لمحمّد بن إسماعيل بن صالح الصيمريّ(رحمه الله) قصيدة يرثي بها مولانا أبا الحسن الثالث(عليه السلام)، ويعزّي ابنه أبا محمّد(عليه السلام)، أوّلها:
الأرض خوفاً زلزلت زلزالها
وأخرجت من جزع أثقالها
إلي أن قال:
عشر نجوم أفلت في فلكها
ويطلع اللّه لنا أمثالها
بالحسن الهادي أبي محمّد
تدرك أشياع الهدي أمالها
وبعده من يرتجي طلوعه
يظلّ جوّاب العلا أجزالها
ذوالغيبتين الطول الحقّ التي
لايقبل اللّه من استطالها
يا حجج الرحمان إحدي عشرة
آلت بثاني عشرها مآلها
( البحار: 214/50 ضمن ح 26. إثبات الهداة: 753/1. )
- العلاّمة المجلسيّ(رحمه الله): كتاب المقتضب لأحمد بن محمّد بن عيّاش، عن عبد المنعم بن النعمان العباديّ قال: أنشدني الحسن بن مسلم: أنّ أباالغوث المنبجيّ شاعر آل محمّد(عليهم السلام) أنشده بعسكر سرّ من رأي قال الحسن: واسم أبي الغوث أسلم بن محرز، من أهل منبج، وكان البُحتريّ يمدح الملوك، وهذا يمدح آل محمد(عليهم السلام)، وكان البحتريّ أبو عباد ينشد هذه القصيدة لأبي الغوث:
ولهت إلي رؤياكم وله الصادي
يذاد عن الورد الروّي بذوّاد
محلّي عن الورد الذيذ مساغه
إذا طاف ورّاد به بعد ورّاد
فأعلمت فيكم كلّ هوجاء جسرة
ذمول السري يقتاد في كلّ مقتاد
أجوب بها بيد الفلا وتجوب بي
إليك وما لي غير ذكرك من زاد
فلمّا تراءت سرّ من رأي تجشّمت
إليك فعوم الماء في مفعم الوادي
فآدت إليّ تشتكي ألم السري
فقلت اقصري، فالعزم ليس بميّاد
إذا ما بلغت الصادقين بني الرضا
فحسبك من هاد يشير إلي هاد
مقاويل إن قالوا بها ليل إن دعوا
وفات بميعاد كفاة بمرتاد
إذا أوعدوا أعفوا، وإن وعدوا وفوا
فهم أهل فضل عند وعد وإيعاد
كرام إذا ما أنفقوا المال أنفدوا
وليس لعلم أنفقوه من انفاد
ينابيع علم اللّه أطواد دينه
فهل من نفاد إن علمت لأطواد
نجوم متي نجم خبا مثله بدا
فصلّي علي الخابي المهيمن والبادي
عباد لمولاهم موالي عباده
شهود عليهم يوم حشر وإشهاد
هم حجج اللّه إثنتا عشرة متي
عددت فثاني عشرهم خلف الهادي
بميلاده الأنباء جاءت شهيرة
فأعظم بمولود وأكرم بميلاد
( البحار: 216/50، ح 4. إثبات الهداة: 752/1، وفيه: ثلاثة أبيات من القصيدة.)

- الحرّ العامليّ(رحمه الله): الشيخ بهاء الدين العامليّ(رحمه الله):
في يثرب والغريّ والزوراء
في طوس وكربلاء وسامرّاء
لي أربعة وعشرة هم ثقتي
في الحشر وهم حصني من أعدائي
( إثبات الهداة: 754/1. )
- السيّد العبّاس المكّيّ الحسينيّ(رحمه الله): ذكر بعض فضائله (أي الهادي(عليه السلام)) ومعجزاته، الشيخ العالم، العلّامة القدوة الفهّامة، الشيخ محمد بن الحسن الحرّ(رحمه الله) في ديوانه في أُرجوزة طويلة اختصرنا منها قوله:
بعد أبيه كان حلّ مدفنه
بعد ثلاث وثلاثين سنة
في هذه المدّة كان قاما
بالأمر بعده لنا إماما
بسمّ متوكّل قد قتلا
راح شهيداً مستضاماً مبتلي
أولاده الحسين بعد الحسن
محمّد وجعفر ذوالفتن
وابنته عائشة بنيه
من قد عرفت الكامل النبيه
وأُمّه جارية سريّة
ثمامة كريمة سريّة
كنيته كما رووا أبو الحسن
فاسم وكنية كلاهما حسن
ألقابه الهادي التقيّ الناصح
القانع الفتّاح نقل واضح
العالم الأمين والفقيه
وطيّب يعرفه الفقيه
ومرتضي متوكّل والنصّ
دلّ علي فضل به يختصّ
تواتراً والمعجزات تؤثر
دلّت علي إمامة لاتنكر
أخبر بالغيوب غير مرّة
كان لجبهة الكمال غرّة
كنقله في الحال موت الواثق
وملك جعفر لشخص واثق
أخبر شخصاً أنّه سيوثق
فكان ثمّ إنّه سيطلق
أخبر قوماً بحضور الموت في
وقت معيّن فكان فاعرف
وكم وكم قد أرسل الأكفانا
فكان من موتهم ما كانا
وكم دعا علي عدوّ فهلك
وكان قد عزّ وبزّ وملك
وداخل خان الصعاليك علي
صورة منكر لما قد فعلا
أراه روضات وجنّات بها
أنهار ماء عجب فانتبها
في عسكر المكرم مات الوالد
فأخبر الأهلين ذاك الماجد
في ذلك اليوم بيثرب وقد
حكي فعال جعفر حين ولد
إنّ كثيراً سيضلّون به
وكم لقد أوضح عن مشتبه
وكم أجاب سائلاًمن قبل ما
سأله عن مشكل قد أبهما
وكم لقد نبّأ إنساناً بما
أضمره فراح عنه معجبا
وكم شفا المريض بالدعاء
فقد حبا القلوب بالشفاء
وأخذه في الصيف أسباب المطر
مسافراً أعجب ما منه ظهر
فجاءهم في الصيف غيث هاطل
وبرد مثل الصخور وابل
فصحبه قد سلموا إذ نقلوا
وكلّ من سواهم قد قتلوا
وأخبر القوم بما كان السبب
حتّي قضوا من ذاك أعجب العجب
مات ثمانون من الأعداء
ودفن الجميع في البيداء
مصداق ما قال الإمام الطهر
في كلّ بقعة تكون قبر
وما جري له مع النصرانيّ
من أوضح الإعجاز والبرهان
أظهر ما كان وما يكون
مكرّراً فحارت الظنون
رأي الإمام صوراً منقوشة
في فرش في مجلس مفروشة
وكان من ذلك صورة الأسد
وثمّ هنديّ علي القول الأسد
مشعبذ محاول أن يخجله
فضحك الحضّار ممّا فعله
فأمر الإمام ذاك الأسدا
بأكله فقام حيّاً واعتدي
فأكل المشعبذ الهنديّا
لمّا رأي فعاله الرديّا
فدهشوا ودهش الخليفة
ولم يروا آثار تلك الجيفة
وهابه الأطيار حتّي سكتت
من بعد ما قد نطقت وصوّتت
أري الخليفة الجليل عسكره
في الخافقين بصفات منكره
وكلّهم كانوا من الملائكة
في صورة الخلائق المباركة
فأنكر الخليفة الذي يري
وخاف من كثرتهم وذعرا
وطبع الحصاة فأعجب واسمع
وكم طوي الأرض فأين من يعي
وفي إجابة الدعاء منه
معجزة كم نقلوها عنه
ورفع الريح له الأستارا
فحار من شاهدها وخارا
ذلّت له السباع لمّا نزلا
يوماً إليهاوبكت تذلّلاً
كتابه الكتاب في الظلماء
وختمه من أعجب الأشياء
وأخرج الفواكه العجيبة
من حائط وأنّها غريبة
وارتفع الإمام في الهواء
وعاد بغرائب السماء
أخرج من تحت التراب برّاً
لقوت قوم يشتكون الضراء
أنبع من تحت التراب ماء
أروي به جماعة ظمّاء
لبسن في الصيف ثياباً للمطر
فنزل الغيث وكانوا في السفر
وعلمه بالألسن الكثيرة
جري من الفضائل الغزيرة
بل معجز له ونقل الجعفريّ
أعجب نقل ثابت مشتهر
سأله أن يعلم الهنديّة
مصّ حصاة مصّة قويّة
ثمّ رمي بها إليه فوضع
في فمه تلك الحصاة فانتفع
فعلم الألسن سبعين أتت
ثلاثة من بعدها لها تلت
أوّلها الهنديّة المطلوبة
ونال ممّا رامه مطلوبة
ولمس الحصي فصار ذهبا
فوهب العافين ما قد وهبا
وسقيه المعتزّ سمّاً يؤثر
وعلمه وفضله لا يحصر.
( نزهة الجليس:132/2. )






الفصل الثالث: الطبّ
وفيه ثلاثة موضوعات

«وإذا مرضت فهو يشفين»
( الشعراء: 80/26. )
حقّاً ما قاله الإمام علي(عليه السلام) في وصفه لهذه الدنيا: «دار بالبلاء، محفوفة وبالغدر معروفة، لاتدوم أحوالها ولايسلم نزّالها، أحوال مختلفة... ».
( نهج البلاغة: 348، الخطبة 226. )
وهكذا الإنسان في دنياه هذه تراه يوماً عزيزاً قويّاً، ويوماً ذليلاً ضعيفاً، وتراه يوماً وقد ساءت صحّته، واضطربت أحواله، بعد أن غدرته الدنيا، وصيّره الزمن مريضاً بعد صحّة، وسقيماً بعد اعتدال، فهو في دنياه بين صفاء وكدر.
ولهذا راح يبحث عن وسائل تنقذه من فاقة حلّت به، ومن مرض ألمّ به، ومن داء أصابه، ولتشخيص مشاكله وعلله وأمراضه، ودفع أسقامه ورفع آلامه، وحفظ حياته، فكان الطبّ بكلّ علومه وصنوفه من أهمّ ما توصل إليه، وجناه في كدحه المتواصل، وبحثه الدؤوب، ولكن ومع وجود الطبّ الذي راح ينمو بنموّ ذهن الإنسان، ويتطوّر بتطوّر قدراته وملكاته، حتّي بلغ مرحلة عظيمة، هذه التي نعيشها اليوم، وقد يتجاوزها مستقبلاً إلي ماهو أكثر رُقيّاً، فإنّ الإنسان لايستغني عن الغيب بالدواء وحده أبداً، بل يتّخذ من الدواء، بل ومن الطبّ كلّه وسيلة للشفاء، الذي يبقي بيد اللّه تعالي، الذي يفتقر الإنسان في نشأته وبقائه إليه، وهو أمر لاريب فيه.
ولهذا تري المؤمن دائماً يذكر اللّه سبحانه، ويشتدّ ذكره له، وتوسّله به، إذا ما أُصيب بشي ء مكروه كالمرض مثلاً فهو ينتظر من اللّه الشفاء لا من غيره، لأنه هو الطبيب، فقد ورد عن النبيّ(صلي الله وآله وسلم) أنّه قال: «يا عباد اللّه! أنتم كالمرضي واللّه ربّ العالمين كالطبيب»، ولهذا وردت أدعية ( الاحتجاج: 85/1، ضمن ح 25. التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): 492، ح 312. )
خاصّة وأذكار معيّنة، عن النبيّ(صلي الله وآله وسلم) وأهل بيته(عليهم السلام)، إذا ما التزمها المريض فإنّها ستترك آثارها الوضعيّة والنفسيّة عليه، إضافة إلي الأجر المترتّب عليها، هذا من ناحية، ومن ناحية أخري: فإنّ للنبات - الذي عرفه الإنسان قوام الغذاء والدواء، فاشتدّت عنايته به، واستفادته منه لمداواة أسقامه وحفظ كيانه - فوائد جمّة، حتّي غدا كثير من الأطبّاء وأصحاب الخُبرة يحثّون مرضاهم، ويوصونهم باستعمال العقاقير المتّخذة من النباتات، ولهذه الفوائد راح رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم) والأئمّة يوصون بالاستفادة من بعض النباتات لعلاج أمراض معيّنة؛ حتّي وردت عن الإمام الرضا(عليه السلام)، رسالة مستقلّة بعثها للمأمون، سمّيت بالرسالة الذهبيّة، تحمل إرشادات ووصايإ؛أاُّ ض بهذا الخصوص، كما أفرد بعض العلماء كتباً مستقلّة هي الأخري، جمعوا فيها مايخصّ هذاالأمر من روايات وأقوال ونصائح. وخلاصة القول: أنّ هناك أمرين مهمّين:
الأوّل: مانستطيع أن نسمّيه «التراث الطبّيّ» للنبيّ(صلي الله وآله وسلم) وأئمّة أهل البيت(عليهم السلام)، وتأكيدهم فيه علي الجانب الغيبيّ، وشدّ الناس إليه بالدعاء والأذكار.
الثاني: التأكيد علي أهمّيّة النباتات كعلاج لكثير من الأمراض.
وها نحن نفرد لكم فصلاً خاصّاً بما جاء عن الإمام الهادي(عليه السلام) بهذا الخصوص.

(أ) - التداوي بالأدوية
وفيه ثمانية عشر مورداً

الأوّل - الحجامة:
1 - الشيخ الصدوق(رحمه الله): حدّثني أبي(رضي الله عنه) قال: حدّثنا سعد بن عبداللّه، عن يعقوب بن يزيد، عن بعض أصحابنا قال: دخلت علي أبي الحسن عليّ بن محمّد العسكريّ(عليهاالسلام) يوم الأربعاء وهو يحتجم، فقلت له: إنّ أهل الحرمين يروون عن رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم) أنّه قال: من احتجم يوم الأربعاء9وقايع يوم الأربعاء، 4 فأصابه بياض فلا يلومنّ إلّا نفسه.
فقال: كذبوا إنّما يصيب ذلك من حملته أُمّه في طمث.
( الخصال: 386، ح 70. عنه نور الثقلين: 214/1، ح 812، ووسائل الشيعة: 115/17، ح 22127، والبحار: 43/56، ح 2، و110/59، ح 8.
البحار: 46/56، ح 17، عن المكارم.
قطعة منه في (حجامته(عليه السلام) يوم الأربعاء). )


الثاني - أكل الرمّان بعد الحجامة:
1 - ابنا بسطام النيسابوريّان»: وعن أبي الحسن العسكريّ(عليه السلام): كل الرمّان بعد الحجامة رمّاناً حلواً فإنّه يسكّن الدم، ويصفّي الدم في الجوف.
( طبّ الأئمّة: 59، س 4.
تقدّم الحديث أيضاً في ج 2، رقم 693. )


الثالث - علاج وجع الرأس:
1 - ابنا بسطام النيسابوريّان»: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم، عن أبي الحسن العسكريّ(عليه السلام) قال: حضرته يوماً وقد شكا إليه بعض إخواننا، فقال: يا ابن رسول اللّه! إنّ أهلي يصيبهم كثيراً هذا الوجع الملعون. قال(عليه السلام): وما هو؟ قال: وجع الرأس قال: خذ قدحاً من ماء واقرأ عليه (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّ السَّمَوَتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَآءِ كُلَّ شَيْ ءٍ حَيٍّ أَفَلَايُؤْمِنُونَ) ثمّ أشر به فإنّه لايضرّه إن شاء اللّه ( الأنبياء: 30/21. )
تعالي.
( طبّ الأئمّة(عليهم السلام): 19، س 3. عنه البحار: 51/92، ح 7، وطب الأئمّة(عليهم السلام) للشبّر: 346، س 4، ونور الثقلين: 427/3 ح 57.
مصباح الكفعمي: 202، س 9، قطعة منه. عنه طب الأئمّة(عليهم السلام) للشبّر: 340، س 4.
قطعة منه في (سورة الأنبياء: 30/21). )


الرابع - علاج الجذام والبرص:
1 - ابن شعبة الحرّانيّ(رحمه الله): قال [أبو الحسن الهادي ](عليه السلام) يوماً: إنّ أكل البطّيخ 7الطعام البطّيخ، 4 يورث الجذام.
فقيل له: أليس قد أمن المؤمن إذا أتي عليه أربعون سنة من الجنون، والجذام، والبرص؟ قال(عليه السلام): نعم! ولكن إذا خالف المؤمن ما أمر به ممّن آمنه لم يأمن أن تصيبه عقوبة الخلاف.
( تحف العقول: 483، س 12. عنه البحار: 119/6، ح 6، و196/63، ح 15، ووسائل الشيعة: 176/25، ح 31577.
قطعة منه في (موعظته(عليه السلام) في عقوبة الخلاف)، و(أكل البطّيخ). )


الخامس - علاج الحمّي الغبّ الغالبة:
1 - ابنا بسطام النيسابوريّان»: الحسن بن شاذان قال: حدّثنا أبوجعفر، عن أبي الحسن(عليه السلام) وسئل عن الحمّي الغبّ الغالبة؟
( لم يعرف وأما «الحسن بن شاذان» هو الحسن بن خلف بن شاذان بن زياد الواسطيّ أبو عليّ البزّاز، وقد ينسب إلي جدّه، مات سنة 246. تهذيب الكمال: 138/6 رقم 1226.
له مكاتبة إلي الرضا(عليه السلام). الكافي: 247/8، ح 346.
ولكن جاء هذا السند بعينه بعد هذه الرواية وفيه: عن أبي الحسن الثالث(عليه السلام). طبّ الأئمّة(عليهم السلام): 51.
فالظاهر أنّ المراد من أبي الحسن هو الهادي(عليه السلام) واللّه العالم. )

( الحمّي الغِبّ: أخذته يوماً وتركته آخر. المنجد: 543 (غبّ). )
فقال(عليه السلام): يؤخذ العسل والشونيز7الطعام الشونيز، 4 ويلعق منه ثلاث لعقات، فإنّها تنقلع وهما المباركان قال اللّه تعالي في العسل: (يَخْرُجُ مِن م بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَنُهُ و فِيهِ شِفَآءٌ لِّلنَّاسِ ).
( النحل: 69/16. )
قال رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم): في الحبّة السوداء شفاء من كلّ داء إلّا السام.
قيل: يا رسول اللّه! وما السام؟ قال(صلي الله وآله وسلم): الموت. قال وهذان لا يميلان إلي الحرارة والبرودة ولا إلي الطبايع، إنّما هما شفاء حيث وقعا.
( طبّ الأئمّة(عليهم السلام): 51، س 13.
عنه وسائل الشيعة: 101/25، ح 31322، والبحار: 100/59، ح 23، و227، ح 3.
قطعة منه في (سورة النحل: 69/16)، و(مارواه عن رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم)). )


السادس - علاج الحمّي الربع:
1 - ابنا بسطام النيسابوريّان»: الحسن بن شاذان قال: حدّثنا أبوجعفر، عن أبي الحسن الثالث(عليه السلام) قال: خير الأشياء الحمّي الربع 5المرض حمّي الربع، 4 أن ( الربع في الحمّي: أن تأخذ يوماً وتدع يوماً وتجيي ء في اليوم الرابع. مجمع البحرين: 331/4 (ربع). )
يؤكل في يومها الفالوذج المعمول بالعسل، ويكثر زعفرانه، ولا يؤكل في يومها غيره.
( طبّ الأئمّة(عليهم السلام): 51، س 19.
عنه البحار: 100/59، ح 24، والفصول المهمّة للحرّ العامليّ: 161/3، ح 2782.
قطعة منه في (أكل الفالوزج). )


السابع - علاج لدغة العقرب:
1 - ابنا بسطام النيسابوريّان»: أحمد بن العبّاس بن المفضّل قال: حدّثني أخي عبد اللّه بن العبّاس بن المفضّل قال: لدغتني عقرب فكادت شوكته حين ضربتني تبلغ بطني من شدّة ما ضربتني، وكان أبوالحسن العسكريّ(عليه السلام) جارنا فصرت إليه، فقلت: ابني عبد اللّه ( في المصدر: فقال، والظاهر أنّه غير صحيح. )
لدغته وهو ذا يتخوّف عليه. فقال(عليه السلام): اسقوه من دواء الجامع فإنّه دواء الرضا(عليه السلام).
فقلت: وما هو؟ قال: دواء معروف، قلت: مولاي! فإنّي لا أعرفه.
قال: خذ سنبل، وزعفران، وقاقلة، وعاقر قرحاً، وخربق أبيض، ( العقار ج عقاقير: ما يتداوي به من النبات. المنجد: 519 (تعقّر). )
( الخربق: جنس زهر من فصيلة الشُقّاريّات، ورقه كلسان الحَمَل أبيض وأسود، وهو سمّ للكلاب والخنازير، وأمّا للناس فالأبيض منه يقيّ ء، والأسود يسهّل المعدة. المنجد: 172 (الخربق). )
وبنج وفلفل أبيض، أجزاء سواء بالسويّة، وأبرفيون جزءين، يدقّ دقّاً ( البنج: نبات سامّ من فصيلة الباذنجانيّات أوراقه كبيرة لزجة. المنجد: 49 (بنج). )
ناعماً، وينخل بحريرة، ويعجن بعسل منزوع الرغوة، ويسقي منه ( الرغوة: الزبد يعلو الشي ء عند غليانه. المصباح المنير: 232 (الرغوة). )
للسعة الحيّة والعقرب حبّة بماء الحلتيت، فإنّه يبرأ من ساعته.
( الحلتيت: عقير معروف قال ابن سيدة، وقال أبو حنيفة: الحلتيت عربيّ، أو معرّب قال: ولم يبلغني أنّه ينبت ببلاد العرب، ولكن ينبت بين بُست وبين بلاد القيقان. لسان العرب: 25/2 (حلت). )
قال: فعالجناه به وسقيناه، فبري ء من ساعته ونحن نتّخذه ونعطيه للناس إلي يومنا هذا.
( طبّ الأئمّة(عليهم السلام): 88، س 17. عنه مستدرك الوسائل: 463/16، ح 20551، والفصول المهمّة للحرّ العاملي: 198/3 ح 2844، والبحار: 245/59، ح 4.
قطعة منه في (دواء الجامع للرضا(عليه السلام)). )


الثامن - علاج عقر الخفّ والبغل:
1 - أبو نصر الطبرسيّ(رحمه الله): عن أبي الحسن العسكريّ(عليه السلام)، فيمن أصابه عقر الخفّ والنعل.
( العقر: الجرح وأثر كالحزّ في قوائم الفرس. القاموس المحيط: 132/2 (العقرة). )
قال(عليه السلام): تأخذ طيناً من حائط بلبن، ثمّ تحكّه بريقك علي صخرة، أو علي حجر، ثمّ تضعه علي العقر فيذهب إن شاءاللّه.
( مكارم الأخلاق: 116، س 22. عنه طبّ الإئمّة للشبّر: 502، س 7. )

التاسع - ازدياد العقل ووجع الأذن:
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(رحمه الله): محمّد بن يحيي، عن محمّد بن موسي، عن عليّ بن الحسن الهمدانيّ، عن محمّد بن عمرو بن إبراهيم، عن أبي جعفر، أو أبي الحسن(عليهاالسلام) - الوهم من محمّد بن موسي - قال: ذكر السداب.
( في الحديث: «السداب يزيد في العقل» هو بمهملتين بعدهما ألف ثمّ باء مفردة: نبت معروف ولم نجده في كثير من كتب اللغة. مجمع البحرين: 81/2 (سدب). )
فقال(عليه السلام): أما أنّ فيه منافع، زيادة في العقل، وتوفير في الدماغ، غير أنّه ينتن ماءالظهر.
وروي: أنّه جيّد لوجع الأُذن.
( الكافي: 368/6، ح 2.
عنه، طبّ الأئمّة(عليهم السلام) للشبّر: 259، س 6.
الفصول المهمّة للحرّ العاملي: 119/3، ح 2701.
قطعة منه في (أكل السداب). )


العاشر - علاج البخر:
1 - البرقيّ(رحمه الله): عن محمّد بن الحسن بن شمّون قال: كتبت إلي أبي الحسن(عليه السلام): إنّ بعض أصحابنا يشكو البخر.
فكتب(عليه السلام) إليه: كل التمر البرني....
( المحاسن: 533، ح 793.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 968. )


الحادي عشر - علاج اليُبس:
1 - البرقيّ(رحمه الله): عن محمّد بن الحسن بن شمّون قال:... وكتب إليه [أي أبي الحسن(عليه السلام)] آخر: يشكو يبساً.
فكتب(عليه السلام) إليه: كل التمر البرني علي الريق، واشرب عليه الماء. ففعل فسمن وغلبت عليه الرطوبة، فكتب إليه يشكو ذلك.
فكتب(عليه السلام) إليه: كل التمر البرني علي الريق، ولا تشرب عليه الماء، فاعتدل.
( المحاسن: 533، ح 793.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 968. )


الثاني عشر - علاج مرض المتوكّل بماء الورد:
1 - الشيخ المفيد(رحمه الله):... ابن النعيم بن محمّد الطاهريّ قال: مرض المتوكّل من خُراج خرج به، فأشرف منه علي الموت فلم يجسر أحد أن يمسّه بحديدة، فنذرت أُمّه إن عوفي أن تحمل إلي أبي الحسن عليّ بن محمّد(عليهاالسلام) مالاً جليلاً من مالها.
وقال له الفتح بن خاقان: لو بعثت إلي هذا الرجل يعني أبا الحسن(عليه السلام) فسألته فإنّه ربما كان عنده صفة شي ء يفرّج اللّه به عنك.
فقال: ابعثوا إليه: فمضي الرسول ورجع.
فقال(عليه السلام): خذوا كُسب الغنم، فديفوه بماء الورد، وَضِعوه علي ( الكُسب بالضمّ: عصارة الدهن. لسان العرب: 717/1 (كسب). )
الخُراج فإنّه نافع بإذن اللّه، فجعل من يحضر المتوكّل يهزأ من قوله.
فقال لهم الفتح: وما يضرّ من تجربة ما قال، فواللّه! إنّي لأرجو الصلاح به، فأُحضر الكُسب، وديف بماء الورد، ووضع علي الخُراج، فانفتح وخرج ما كان فيه، وبشّرت أُمّ المتوكّل بعافية....
( الإرشاد: 329، س 18.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 515. )


الثالث عشر - علاج بعض الأمراض الصعبة:
1 - ابنا بسطام النيسابوريّان»: أملي علينا أحمد بن رباح المطبّب، هذه الأدوية، وذكر أنّه عرضها للإمام فرضيها وقال: إنّها تنفع ( لم نجد له ترجمة في الكتب الرجاليّة إلّا أنّ الزنجاني قال: وأما (أحمد بن رباح المتطبّب) الذي أكثر عنه في (طبّ الأئمّة(عليهم السلام)) هو ابن إبراهيم بن رباح، لا بأس بما يرويه، والظاهر أنّه من الشيعة. الجامع في الرجال: 116/1.
نقول: روي أحمد بن إبراهيم بن رياح، عن أبي جعفر الثاني(عليه السلام) مع الواسطة كما في البحار: 186/59، ح 2، فالظاهر أنّ المراد من (العالم) هو الهادي(عليه السلام) واللّه العالم. )

بإذن اللّه تعالي من المرّة السوداء، والصفراء، والبلغم، ووجع المعدة، ( المُرّة: خلط من أخلاط البدن غير الدم. مجمع البحرين: 481/3 (مرر). )
والقي ء، والحمّي، والبرسام، وتشقّق اليدين والرجلين، والاسر، ( البِرسام بالكسر: علّة يُهذي فيها. القاموس المحيط: 108/4 (البرسام). )
والزحير، ووجع البطن، ووجع الكبد، والحرّ في الرأس، وينبغي أن ( الزحير: استطلاق البطن والتنفّس بشّدة. مجمع البحرين: 316/3 (زحر). )
يحتمي من التمر، والسمك، والخلّ، والبقل، وليكن طعام من يشربه زيرباجة بدهن سمسم، يشربه ثلاثة أيّام، كلّ يوم مثقالين، وكنت أسقيه مثقالاً. فقال العالم(عليه السلام): مثقالين. وذكر أنّه لبعض الأنبياء علي نبيّنا وآله وعليهم السلام: يؤخذ من الخيار شنبر رطل منقّي، وينقع في رطل من ماء يوماً وليلة، ثمّ يصفّي فيؤخذ صفوه، ويطرح ثفله، ويجعل مع صفوه رطل من عسل، ورطل من افشرج السفرجل، وأربعين مثقالاً من دهن ورد، ثمّ يطبخه بنار لينة حتّي يثخن، ثمّ ينزل عن النار ويتركه حتّي يبرد، فإذا برد جعلت فيه الفلفل، ودار فلفل، وقرفة القرنفل، وقرنفل، ( القَرَنْفُل: شجرة من فصيلة الآسيّات، مهدها الأصليّ جزر المولوك. المنجد: 625 (القَرَنفُل). )
وقاقلة، وزنجبيل، ودارصيني، وجوز بوا، من كلّ واحد ثلاثة مثاقيل ( القاقُلّة: نبات هنديّ من فصيلة القاقليّات، له رائحة عطريّة وطعم حرّيف. المنجد: 647 (ققل). )
مدقوق منخول، فإذا جعلت فيه هذه الأخلاط عجنت بعضه ببعض، ( نخلت الدقيق: غربلتُه، والمُنْخُل ما يُنخل به الدقيق. مجمع البحرين: 479/5 (نخل). )
وجعلته في جرة خضراء، أو في قارورة، والشربة منه مثقالان علي الريق نافع بإذن اللّه عزّ وجلّ، وهو نافع لما ذكر، ولليرقان، والحمّي الصلبة الشديدة التي يتخوّف علي صاحبها البرسام، والحرارة.
( طب الأئمّة(عليهم السلام): 75، س 4. قطعة منه في (ما رواه عن بعض الأنبياء(عليهم السلام)).

الرابع عشر - علاج المرض الشديد:
1 - الحضينيّ(رحمه الله):... زيد بن عليّ بن الحسين بن زيد قال: مرضت مرضاً شديداً...أتاني نصر غلام أبي الحسن عليّ((عليه السلام))... وقال لي: مولاي يقول لك: الطبيب استعمل لك دواء مدّة عشرة أيّام، نحن إنّما بعثنا لك هذا الدواء، فخذ منه مرّة واحدةً تبرأ بإذن اللّه تعالي من ساعتك. قال زيد:... فأخذت ذلك الدواء من الهاون مرّةً واحدةً فتعافيت من ساعتي....
( الهداية الكبري: 314، س 12.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 379. )


الخامس عشر - مضرّات أكل القديد:
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(رحمه الله):... عن أبي الحسن(عليه السلام) أنّه كان يقول: القديد لحم سوء لأنّه يسترخي في المعدة، ويهيّج كلّ داء، ولا ينفع من شي ء بل يضرّه.
( الكافي: 314/6، ح 4.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 2، رقم 689. )

2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(رحمه الله):... محمّد بن عيسي، عن أبي الحسن الثالث(عليه السلام) قال: كان يقول: ما أكلت طعاماً أبقي، ولا أهيج للداء، من اللحم اليابس - يعني القديد -.
( الكافي: 314/6، ح 3.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 2، رقم 690. )


السادس عشر - منافع العسل:
1 - البرقيّ(رحمه الله):... عن أبي عليّ بن راشد قال: سمعت أبا الحسن الثالث(عليه السلام) يقول: أكل العسل حكمة.
( المحاسن: 500، ح 630.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 2، رقم 691. )


السابع عشر - منافع الباذنجان:
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(رحمه الله):... قال أبو الحسن الثالث(عليه السلام) لبعض قهارمته: استكثروا لنا من الباذنجان، فإنّه حارّ في وقت الحرارة، وبارد في وقت البرودة، معتدل في الأوقات كلّها، جيّد علي كلّ حال.
( الكافي: 373/6، ح 2.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 2، رقم 692. )


الثامن عشر - منافع المشط بالعاج:
1 - أبو نصر الطبرسيّ(رحمه الله): روي عن أبي الحسن العسكريّ(عليه السلام)، أنّه قال: التسريح بمشط العاج ينبت الشعر في الرأس، ويطرد الدود من الدماغ، ويطفي ء المرار، وينقّي اللثة والعمور.
( مكارم الأخلاق: 67، س 1.
تقدّم الحديث أيضاً في ج 2، رقم 699. )


(ب) - شفاء الأمراض بالأدعية
وفيه موردان

الأوّل - شفاء البرص بالدعاء:
1 - الراونديّ(رحمه الله): قال أبوهاشم الجعفريّ: إنّه ظهر برجل من أهل سرّ من رأي، برص؛ فتنغّص عليه عيشه، فجلس يوماً إلي أبي عليّ الفهريّ، فشكا إليه حاله. فقال له: لو تعرّضت يوماً لأبي الحسن عليّ بن محمّد بن الرضا(عليهم السلام)... فقال [أبو الحسن(عليه السلام)] له: تنحّ عافاك اللّه، وأشار إليه بيده... - ثلاث مرّات-.... فانصرف الرجل إلي بيته فبات تلك الليلة، فلمّا أصبح لم ير علي بدنه شيئاً من ذلك.
( الخرائج والجرائح: 399/1، ح 5.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 2، رقم 372. )


الثاني - شفاء المبتلي بحصر البول بالدعاء:
1 - أبو نصر الطبرسيّ(رحمه الله): عن حمران قال: كتبت إلي أبي الحسن الثالث(عليه السلام):... رجل من مواليك به حصر البول....
فأجاب(عليه السلام): كشف اللّه ضرّك، ودفع عنك مكاره الدنيا والآخرة، وألحّ عليه بالقرآن، فإنّه يشفي إن شاءاللّه تعالي.
( مكارم الأخلاق: 365، س 18.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 876. )


(ج) - شفاء الأمراض بمسح يد الإمام(عليه السلام)
وفيه ثلاثة موارد

الأوّل - شفاء العين بمسح يد الإمام(عليه السلام):
1 - المسعوديّ(رحمه الله): قال يحيي [بن هرثمة]: وصارت إليه [أي أبي الحسن الهادي(عليه السلام)] في بعض المنازل امرأة معها ابن لها أرمد العين....
فوضع يده عليها لحظة يحرّك شفتيه، ثمّ نحّاها، فإذا عين الغلام مفتوحة صحيحة ما بها علّة.
( إثبات الوصيّة: 234، س 23.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 376. )


الثاني - شفاء البرص بمسح يد الإمام(عليه السلام):
1 - أبو جعفر الطبريّ(رحمه الله):... عيسي بن الحسن القمّيّ... أدخلني ابن عمّي أحمد بن إسحاق علي أبي الحسن(عليه السلام)... قال له: جعلني اللّه فداك! هذا ابن عمّي عيسي بن الحسن، وبه بياض في ذراعه، وشي ء قد تكتّل كأمثال الجَوْز.
قال: فقال لي: تقدّم يا عيسي. فتقدّمت. فقال: أخرج ذراعك. فأخرجت ذراعي، فمسح عليها... وليس في ذراعي قليل ولا كثير.
( دلائل الإمامة: 419، ح 383.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 378. )


الثالث - شفاء الأكمه:
1 - الحسين بن عبد الوهّاب(رحمه الله):... هاشم بن زيد قال: رأيت عليّ بن محمّد صاحب العسكر وقد أُتي بأكمه فأبرأه.
( عيون المعجزات: 134، س 10.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 377. )


الباب الثامن في الاحتجاجات والمكاتيب
وفيه فصلان


الفصل الأوّل: إحتجاجاته ومناظراته(عليه السلام)
الفصل الثاني: مكاتيبه ورسائله(عليه السلام)
الباب الثامن في الاحتجاجات والمكاتيب
وهو يشتمل علي فصلين

الفصل الأوّل: إحتجاجاته ومناظراته(عليه السلام)
وفيه موضوعان
إنّ الدعوة إلي توحيد اللّه سبحانه وتعالي، ومايترتّب عليها من نعم عظيمة، ونتائج والتزامات لم يحملها الأنبياء والمرسلون إلي أقوامهم، مجرّد دعوة خالية من الحجج والأدلّة والبراهين، فقد راحت السماء تمدّهم بما يحتجّون به علي أقوامهم، ولم تكتف بهذا، بل راحت هي نفسها تفنّد مايدّعون، وتفوّض مايزعمون، وهو مانجده عبر آيات قرآنيّة تحكي لنا تأريخ الرسالات وجهود كلّ نبيّ مع قومه، حين راح كلا الطرفين يتمسّك بحجّته، ويدلي بها دليلاٌ علي صحّة مايراه، حتّي استطاع أنبياء اللّه ورسله، وهم يحاجّون أقوامهم بما يملكونه من أقوال وآراء مبنيّة علي الحجّة والدليل أن يغلبوهم، وأن يدحضوا مايزعمون، بل مايفترون، ويثبتوا لهم الحقّ بأوضح دليل وأفضل بيان، فآمن جمع، وأنكرها آخرون استعلاءً وعناداً، وحفظاً علي مصالحهم، وقد وصفهم القرآن الكريم فقال: (وَجَحَدُواْ بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَآ أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا) ( النمل: 14/27. )
ومن هذه الإحتجاجات الكثيرة، قوله تعالي في إثبات وحدانيّته: (لَوْ كَانَ فِيهِمَآ ءَالِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا) وهكذا في تقديمه الدليل علي وجوده ( الأنبياء: 22/21. )
(أَوَلَمْ يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ السَّمَوَتِ وَالأَْرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْ ءٍ) ( الأعراف: 185/7. )
(أَفَلَايَنظُرُونَ إِلَي الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَي السَّمَآءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَي الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَي الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ) وتوالت الإحتجاجات من ( الغاشية: 17/88 - 20. )
قبل الأنبياء والمرسلين(عليهم السلام)، كإحتجاج إبراهيم الخليل(عليه السلام) علي نمرود بن كنعان حين تجبّر وادّعي الربوبيّة، وهو ماتبيّنه لنا الآية الكريمة إذ تقول: (أَلَمْ تَرَ إِلَي الَّذِي حَآجَّ إِبْرَهِيمَ فِي رَبِّهِ ي أَنْ ءَاتَل-هُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِ ي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِ ي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ) واحتجاج نبيّ الإسلام علي ( البقرة: 258/2. )
نصاري نجران في قوله تعالي: (فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن م بَعْدِ مَا جَآءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَآءَنَا وَأَبْنَآءَكُمْ وَنِسَآءَنَا وَنِسَآءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ) ( آل عمران: 61/3. )
فهذا وأشباهه يُعرِب عن مشروعيّة الجدال، وقد أمر اللّه نبيّه بالجدال الأحسن حيث قال: (وَجَدِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) وهو إقامة الحجّة القاطعة والبرهان الواضح في الكلام لتنوير فكر الخصم، وتعريفه علي الواقع، فيكون إيمانه عن علم وبصيرة.
ونضيف إلي مشروعيّته والاهتمام به، ما روي عن فاطمة(عليهاالسلام) وأميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) في احتجاجاتهما علي الخلافة بعد الرسول(صلي الله وآله وسلم) وعلي غصب فدك، وماروي عن أئمّة الهدي(عليهم السلام) في كتب الحديث والتأريخ والتفسير في الاحتجاج والمناظرة طيلة حياتهم مع رؤساء الديانات والعقائد، وليس هذا فقط، بل راحوا يعلّمون أتباعهم صنوف المحاورات العلمية، والاحتجاجات والمناظرات الدينيّة، ونهيهم من ليس له معرفة بشرائط المحاجّة، عن المناظرة، كما يقف عليه المتتبّع.
ثمّ انظر إلي حياة الإمام الصادق(عليه السلام) (مؤسّس الفقه الجعفريّ) ومناظراته(عليه السلام) الكثيرة مع الفرق المختلفة، وإلي حلقات المتربّين علي يديه في فنّ المناظرة، كهشام بن الحكم وحُمران بن أعين وغيرهما.
وهذا الإمام عليّ بن موسي الرضا(عليهاالسلام) في مجلس المأمون حيث اجتمع عليه كلّ من أصحاب المقالات مثل الجاثليق، ورأس الجالوت، ورؤساء الصابئين، فأدحض أقوالهم بالدليل والحجّة.
وهؤلاء علماء الإماميّة قديماً، كالعلاّمة الحلّيّ، ومن قبله الشيخ المفيد الذي كان يناظر أهل كلّ عقيدة في الدولة البويهيّة، وغيرهما من ( انظر: سير أعلام النبلاء: 344/17. )
السلف الصالح الذين ناظروا المخالفين في مجالات شتّي، وسدّوا عليهم أبواب الطعن والهجاء.
وللإمام الهادي(عليه السلام) مناظرات مع بعض المخالفين، ومع الخليفة المتوكّل، قد أتينا بما تيسّر لنا منها.

(أ) - احتجاجه(عليه السلام) بالقرآن لرفعة العلم والعالم
1 - الإمام العسكريّ(عليه السلام): واتّصل بأبي الحسن عليّ بن محمّد العسكريّ(عليهاالسلام): أنّ رجلاً من فقهاء شيعته كلّم بعض النصّاب، فأفحمه ( وكلّمته حتّي أفحمته: إذا أسكته في خصومة أو غيرها. مجمع البحرين: 130/6 (فحم). )
بحجّته حتّي أبان عن فضيحته، فدخل علي عليّ بن محمّد(عليهاالسلام) وفي صدر مجلسه دست عظيم منصوب، وهو قاعد خارج الدست، وبحضرته ( الدست جمع دسوت (فارسيّة): صدر البيت [المجلس ] الوسادة. المنجد: 214 (دست). )
خلق [كثير] من العلويّين وبني هاشم، فما زال يرفعه حتّي أجلسه في ذلك الدست، وأقبل عليه، فاشتدّ ذلك علي أولئك الأشراف.
فأمّا العلويّة فأجلّوه عن العتاب، وأمّا الهاشميّون فقال له شيخهم: يا ابن رسول اللّه! هكذا تؤثر عاميّاً علي سادات بني هاشم من الطالبيّين، والعبّاسيّين.
فقال(عليه السلام): إيّاكم وأن تكونوا من الذين قال اللّه تعالي فيهم (أَلَمْ تَرَ إِلَي الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَبِ يُدْعَوْنَ إِلَي كِتَبِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّي فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ). أترضون بكتاب اللّه عزّ وجلّ حكماً؟
( آل عمران: 23/3. )
قالوا: بلي!
قال: أليس اللّه تعالي يقول: (يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُواْ فِي الْمَجَلِسِ فَافْسَحُواْ يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُواْ فَانشُزُواْ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ دَرَجَتٍ ) فلم يرض للعالم المؤمن إلّا أن ( المجادلة: 11/58.
يرفع علي المؤمن غير العالم، كما لم يرض للمؤمن إلّا أن يرفع علي من ليس بمؤمن.
أخبروني عنه أقال يرفع اللّه الذي أوتوا العلم درجات؟ أو قال: يرفع اللّه الذين أوتوا شرف النسب درجات؟
أو ليس قال اللّه: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَايَعْلَمُونَ ) ( الزمر: 9/39. )
فكيف تنكرون رفعي لهذا؟ لمّا رفعه اللّه، إن كسر هذا لفلان الناصب بحجج اللّه التي علّمه إيّاها، لأفضل له من كلّ شرف في النسب.
فقال العبّاسي: يا ابن رسول اللّه! قد شرّفت علينا من هو ذو نسب يقصر بنا، ومن ليس له نسب كنسبنا، وما زال منذ أوّل الإسلام يقدّم الأفضل في الشرف علي من دونه. فقال(عليه السلام): سبحان اللّه! أليس العبّاس بايع لأبي بكر وهو تيمي، والعبّاس هاشميّ؟ أو ليس عبد اللّه بن العبّاس كان يخدم عمر بن الخطاب وهو هاشميّ، وأبوا لخلفاء وعمر عدوي؟ وما بال عمر أدخل البعداء من قريش في الشوري، ولم يدخل العبّاس؟ فإن كان رفعنا لمن ليس بهاشميّ علي هاشميّ منكراً فأنكروا علي العبّاس بيعته لأبي بكر، وعلي عبد اللّه بن العبّاس خدمته لعمر بعد بيعته له، فإن كان ذلك جائزاً فهذا جائز. فكأنّما ألقم هذا الهاشميّ حجراً.
( تفسير الإمام العسكريّ(عليه السلام): 351، ح 238. عنه مستدرك الوسائل: 52/9، ح 10177، قطعة منه.
الإحتجاج: 500/2، ح 332. عنه نور الثقلين: 479/4، ح 22. عنه وعن تفسير الإمام، البحار: 13/2، ح 25، وحلية الأبرار: 31/5، ح 1، والبرهان: 305/4، ح 1، ونور الثقلين: 263/5، ح 36، قطعة منه.
قطعة منه في (جلوسه(عليه السلام) بين الناس) و(سورة آل عمران: 23/3 والمجادلة: 11/58، والزمر: 9/39). )


(ب) - احتجاجه(عليه السلام) علي المتوكّل
1 - العلّامة المجلسيّ(رحمه الله) قال: كتاب الاستدراك بإسناده، أنّ المتوكّل قيل له: إنّ أبا الحسن - يعني عليّ بن محمّد بن عليّ الرضا(عليهم السلام) - يفسّر قول اللّه عزّ وجلّ: (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَي يَدَيْهِ...) الآيتين، في الأوّل والثاني.
قال: فكيف الوجه في أمره؟
قالوا: تجمع له الناس وتسأله بحضرتهم،... فوجّه إلي القضاة وبني هاشم والأولياء، وسئل(عليه السلام).
فقال(عليه السلام): هذان رجلان كني اللّه عنهما، ومنّ بالستر عليهما، أفيحبّ أميرالمؤمنين أن يكشف ما ستره اللّه؟
فقال: لا أُحبّ.
( البحار: 246/30، ح 113، و214/50، ح 26،عن كتاب الاستدراك لابن بطريق.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 2، رقم 713. )

2 - البحرانيّ(رحمه الله):... عليّ بن عبيد اللّه الحسينيّ قال: ركبنا مع سيّدنا أبي الحسن(عليه السلام) إلي دار المتوكّل في يوم السلام، فسلّم سيّدنا أبو الحسن(عليه السلام) وأراد أن ينهض، فقال له المتوكّل: اجلس يا أبا الحسن! إنّي أُريد أن أسألك.
فقال(عليه السلام) له: سل!
فقال له: ما في الآخرة شي ء غير الجنّة أو النار يحلون فيه الناس؟
فقال أبو الحسن(عليه السلام): ما يعلمه إلّا اللّه.
فقال له: فعن علم اللّه أسألك.
فقال(عليه السلام) له: ومن علم اللّه أُخبرك.
قال: يا أبا الحسن! ما رواه الناس أنّ أبا طالب يوقف إذ حوسب الخلائق بين الجنّة والنار، وفي رجله نعلان من نار يغلي منهما دماغه، لايدخل الجنّة لكفره ولا يدخل النار لكفالته رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم) وصدّه قريشاً عنه، والسرّ علي يده حتّي ظهر أمره؟
قال له أبو الحسن(عليه السلام): ويحك! لو وضع إيمان أبي طالب في كفّة ووضع إيمان الخلائق في الكفّة الأُخري، لرجّح إيمان أبي طالب علي إيمانهم جميعاً قال له المتوكّل: ومتي كان مؤمناً؟
قال(عليه السلام) له: دع ما لا تعلم واسمع ما لا تردّه المسلمون [جميعاً] ولايكذبون به....
فقال له المتوكّل: قد سمعت هذا الحديث: أنّ أبا طالب في ضحضاح من نار، أفتقدر يا أبا الحسن أن تريني أبا طالب بصفته حتّي أقول له ويقول لي؟
قال أبو الحسن(عليه السلام): إنّ اللّه سيريك أبا طالب في منامك الليلة وتقول له ويقول لك.
قال له المتوكّل: سيظهر صدق ما تقول، فإن كان حقّاً صدّقتك في كلّ ماتقول.
قال له أبو الحسن(عليه السلام): ما أقول لك إلّا حقّاً ولا تسمع منّي إلّا صدقاً.
قال له المتوكّل: أليس في هذه الليلة في منامي؟ قال له: بلي!
قال: فلمّا أقبل الليل قال المتوكّل: أُريد أن لا أري أبا طالب الليلة في منامي، فأقتل عليّ بن محمّد بادّعائه الغيب وكذبه، فماذا أصنع؟ فما لي إلّا أن أشرب الخمر، وآتي الذكور من الرجال والحرام من النساء فلعلّ أبا طالب لايأتيني،... فلمّا كان بعد ثلاثة [أيّام ] أحضره فقال له: يا أبا الحسن! قد حلّ لي دمك قال له: ولم؟ قال: في ادّعائك الغيب وكذبك علي اللّه، أليس قلت لي: إنّي أري أباطالب في منامي [تلك الليلة فأقول له ويقول لي؟ فتطهّرت وتصدّقت وصلّيت وعقّبت لكي أري أبا طالب في منامي ] فأسأله، فلم أره في ليلتي، وعملت هذه الأعمال الصالحة في الليلة الثانية والثالثة فلم أره، فقد حلّ لي قتلك وسفك دمك.
فقال له أبو الحسن(عليه السلام): يا سبحان اللّه! ويحك ما أجرأك علي اللّه؟ ويحك! سوّلت [لك ] نفسك اللوّامة حتّي أتيت الذكور من الغلمان، والمحرّمات من النساء، وشربت الخمر لئلّا تري أبا طالب في منامك فتقتلني، فأتاك وقال لك وقلت له، وقصّ عليه ما كان بينه وبين أبي طالب في منامه، حتّي لم يغادر منه حرفاً، فأطرق المتوكّل [ثمّ ] قال: كلّنا بنو هاشم! وسحركم يا آل [أبي ] طالب من دوننا عظيم،....
( مدينة المعاجز: 535/7، ح 2518.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 527. )


الفصل الثاني: مكاتيبه ورسائله(عليه السلام)
وفيه موضوعان:
ممّا لاريب فيه أنّ الكتابة أمر راجح يستقلّ به العقل، وانعقد علي أهمّيّته وفضيلته إجماع عقلاء البشر، لأنّها من أبرز معالم الحضارة البشريّة، وبها يتمّ نقل أفكار الأمم السابقة إلي الأجيال المتعاقبة، وتقرّرت أهمّيّتها من جانب الشارع بنصوص من القرآن الكريم والأحاديث ( قد ورد في القرآن الكريم لفظ «كتاب» في مائتين واثنين وستّين موضعاً، وكثيراً من مادّة «كتب» المستعملة في القرآن، كان المراد منها الكتابة بالقلم.
ولاريب في أنّ احتواء القرآن علي هذه الألفاظ بهذه الكثرة، يكشف عن منزلة رفيعة للكتابة عند اللّه عزّ وجلّ. )

المتظافرة عن النبيّ الكريم، وأئمّة أهل البيت(عليهم السلام) فيما يتعلّق بشؤونها، ولاسيّما إملاؤهم(عليهم السلام) الأحاديث علي الكتّاب، وأمرهم بكتابتها وما ( انظر: ما أورده أحمد في مسنده عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه قال: قلنا: يارسول اللّه! إنّا نسمع منك أحاديث لانحفظها، أفلانكتبها؟ قال: بلي، فاكتبوها، (مسندأحمد:215/2).
ثمّ انظر: ما رواه الكلينيّ عن الحسين بن محمد، عن المعلّي، عن عليّ بن أسباط، قال: سمعت الرضا(عليه السلام) يقول: كان في الكنز الذي قال اللّه: «وكان تحته كنز لهما»..... . فقلت له: جعلت فداك، أُريد أكتبه. قال: فضرب واللّه يده إلي الدواة، ليضعها بين يديّ، فتناولت يده فقبّلتها، وأخذت الدواة فكتبته. الكافي: 59/2. عنه البحار: 156/67، ح 14. وما رواه أبوبصير عن أبي عبد اللّه(عليه السلام) يقول: اكتبوا، فإنّكم لاتحفظون حتّي تكتبوا. وسائل الشيعة: 81/27، ح 33261، والبحار: 152/2، ح 38، و153، ح 46.
ولايخفي عليك أنّ كتابة الحديث قد وقع فيه اختلاف من جهتين: النفي والإثبات. ومن حيث أنّه لامجال هنا للبحث عنه، نتركه إلي الكتب المدوّنة في الموضوع.
راجع: جامع المسانيد والسنن. تنقيح المقال: الخاتمة: 104/3، المقام الثالث في كتابة الحديث. ومكاتيب الرسول للأحمديّ الميانجيّ. وتدوين السنّة للحسينيّ الجلاليّ. )

صدرت عنهم(عليهم السلام) مكاتبات في جواب أسألة الناس، حتّي أمروهم ( راجع: باب مكاتيب موسوعة الإمام الجواد، والهادي والعسكري(عليهم السلام) تأليف اللجنة العلميّة في مؤسّسة وليّ العصر(عجّ). )
بالعمل بظاهرها وعدم الشكّ في كيفيّة الخطّ.
( انظر: ما رواه الكلينيّ بإسناده عن أحمد بن إسحاق قال: دخلت علي أبي محمد(عليه السلام)، فسألته أن يكتب، لأنظر إلي خطّه، فأعرفه إذا ورد؟
فقال: نعم، ثمّ قال: ياأحمد! إنّ الخطّ سيختلف عليك من بين القلم الغليظ إلي القلم الدقيق، فلاتشكّنّ، ثمّ دعا بالدواة، فكتب، وجعل يستمدّ [القلم ] إلي مجري الدواة.
فقلت في نفسي وهو يكتب: أستوهبه القلم الذي كتب به، فلمّا فرغ من الكتابة، أقبل يحدّثني، وهو يمسح القلم بمنديل الدواة ساعة ... . الكافي: 513/1، ح 27. )

ونحن وارثون من بعضهم: ما كُتب بأيديهم أو بأمرهم، نحو ما كتبه رسول اللّه إلي ملوك العجم كقيصر وكسري والنجاشيّ، وعهد عليّ(عليه السلام) إلي مالك الأشتر، والصحيفة ورسالة الحقوق للإمام السجّاد، والرسالة الذهبيّة للإمام الرضا(عليهاالسلام)، و...، فعلي هذا جعلنا في موسوعتنا هذه باباً ( إنّ الكتب التي تنسب إليهم(عليه السلام) كثيرة، من أرادها فليراجع: تدوين السنّة الشريفة للسيّد محمد رضا الحسينيّ الجلاليّ (إجماع أهل البيت علي التدوين). )
خاصّاً لمكاتيب الإمام الهادي(عليه السلام)، وأوردنا فيها جميع ما عثرنا عليه حسب تتبّعنا.