ّ(و) - كفّارات الإحرام
وفيه ثلاث مسائل

الأولي - كفّارة حمل لحم الصيد للمحرم:
1 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله): محمّد بن أحمد بن يحيي عن إبراهيم بن مهزيار، عن عليّ بن مهزيار قال: سألته عن المحرم معه لحم من ( تأتي ترجمته في ج 3، رقم 927. )
لحوم الصيد في زاده، هل يجوز أن يكون معه ولا يأكله، ويدخله مكّة وهو محرم، فإذا أحلّ أكله؟
فقال(عليه السلام): نعم! إذا لم يكن صاده.
( تهذيب الأحكام: 385/5، ح 1345. عنه وسائل الشيعة: 74/13، ح 17265. )

الثانية - كفّارة التظليل:
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(رحمه الله): محمّد بن يحيي، عمّن ذكره، عن أبي عليّ بن راشد قال: سألته عن محرم ظلّل في عمرته.
( تقدّمت ترجمته في رقم 650. )
قال(عليه السلام): يجب عليه دم. قال: وإن خرج إلي مكّة وظلّل وجب عليه أيضاً دم لعمرته ودم لحجّته.
( الكافي: 352/4، ح 14.عنه وسائل الشيعة: 157/13، ح 17471 والوافي: 607/12، ح 12712.
2 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله): محمّد بن الحسن الصفّار، عن محمّد ابن عيسي، عن أبي عليّ بن راشد قال: قلت له(عليه السلام): جعلت فداك، إنّه ( تقدّمت ترجمته في رقم 650. )
يشتدّ عليّ كشف الظلال في الإحرام؛ لأنّي محرور تشتدّ عليّ ( الحرّة والحرارة: العطش، و قيل: شدّته. لسان العرب: 178/4. (حرر). )
الشمس.
فقال(عليه السلام): ظلّل وأرق دماً. فقلت له: دماً أو دمين؟ قال(عليه السلام): للعمرة. قلت: إنّا نحرم بالعمرة وندخل مكّة، فنحلّ فنحرم بالحجّ؟ قال(عليه السلام): فأرق دمين.
( تهذيب الأحكام: 311/5، ح 1067. عنه وسائل الشيعة: 156/13، ح 17470، والوافي: 607/12، ح 12713. )

الثالثة - كفّارة التظليل للمحرم المضطرّ:
1 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله):... عليّ بن محمّد قال: كتبت إليه: المحرم هل يظلّل علي نفسه إذا آذته الشمس أو المطر، أو كان مريضاً أم لا؟ فإن ظلّل هل عليه الفداء أم لا؟ فكتب(عليه السلام): يظلّل علي نفسه ويهريق الدم إن شاءاللّه.
( الاستبصار: 186/2، ح 623.
يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 931. )


(ز) - فضل المقام عند بيت اللّه
1 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله): عليّ بن مهزيار قال: سألت أبا الحسن(عليه السلام): المقام أفضل بمكّة؟ أو الخروج إلي بعض الأمصار؟
فكتب(عليه السلام): المقام عند بيت اللّه أفضل.
( تهذيب الأحكام: 5/ 476، ح 1681.
يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 946. )


(ح) - الطواف
وفيه ثلاث مسائل

الأولي - حكم طواف البيت:
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(رحمه الله):... أحمد بن محمّد قال: قال أبوالحسن(عليه السلام) في قول اللّه عزّ وجلّ: (وَلْيَطَّوَّفُواْ بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ).
قال(عليه السلام): طواف الفريضة، طواف النساء.
( الكافي: 512/4، ح 1.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 711. )


الثانية - حكم طواف النساء وصلاته في الحجّ:
1 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله): محمّد بن الحسن الصفّار، عن محمّد بن عيسي، عن سليمان بن حفص المروزيّ، عن الفقيه(عليه السلام) قال: إذا حجّ الرجل فدخل مكّة3مكان مكّة، 4 متمتّعاً، وطاف بالبيت، وصلّي ركعتين خلف مقام إبراهيم(عليه السلام)، وسعي بين الصفا والمروة، فقد حلّ له كلّ شي ء ما خلإ؛للَّه" غ النساء، لأنّ عليه لتحلّة النساء طوافاً وصلاة.
( الاستبصار: 244/2، ح 853.
تهذيب الأحكام: 162/5، ح 544.
عنه وعن الاستبصار، وسائل الشيعة: 444/13، ح 18176. )


الثالثة - حكم طواف النساء في العمرة المبتولة:
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(رحمه الله):... محمّد بن عيسي قال: كتب أبوالقاسم مخلّد بن موسي الرازيّ إلي الرجل(عليه السلام) يسأله عن العمرة المبتولة، هل علي صاحبها طواف النساء، والعمرة التي يتمتّع بها إلي الحجّ؟
فكتب(عليه السلام): أمّا العمرة المبتولة فعلي صاحبها طواف النساء، وأمّا التي يتمتّع بها إلي الحجّ فليس علي صاحبها طواف النساء.
( الكافي: 538/4، ح 9.
يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 1004. )


(ط) - النفر

حكم النفر من مكّة:
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(رحمه الله):... أيّوب بن نوح قال: كتبت إليه: إنّ أصحابنا قد اختلفوا علينا، فقال بعضهم: إنّ النفر يوم الأخير بعد الزوال....
فكتب(عليه السلام): أما علمت أنّ رسول اللّه(صلي الله عليه وآله)، صلّي الظهر والعصر بمكّة، ولا يكون ذلك إلّا وقد نفر قبل الزوال.
( الكافي: 521/4، ح 8.
يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 847. )


(ي) - حكم من مات بعرفات أو مني
1 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله):... عليّ بن سليمان قال: كتبت إلي أبي الحسن(عليه السلام) أسأله عن الميّت يموت بمني أو بعرفات - الوهم منّي- يدفن بعرفات أو ينقل إلي الحرم وأيّهما أفضل؟ فكتب(عليه السلام): يحمل إلي الحرم فيدفن فهو أفضل.
( تهذيب الأحكام: 465/5، ح 1624.
يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 917. )


(ك) - الهَدي

حكم التضحية بالجاموس:
1 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله):... عليّ بن الريّان بن الصلت، عن أبي الحسن الثالث(عليه السلام) قال: كتبت إليه أسأله عن الجاموس، عن كم يجزي في الأضحية؟
فجاء الجواب: إن كان ذكراً فعن واحد، وإن كانت أُنثي، فعن سبعة.
( الاستبصار: 267/2، ح 946.
يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 913. )


(ل) - المزار
وفيه تسع زيارات

الأولي - الزيارة الجامعة:
1 - الشيخ الصدوق(رحمه الله): روي محمّد بن إسماعيل البرمكيّ قال: حدّثنا موسي بن عبد اللّه النخعيّ قال: قلت لعليّ بن محمّد بن عليّ بن موسي بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب(عليهم السلام)، علّمني يا ابن رسول اللّه! قولاً أقوله بليغاً كاملاً إذا زرت واحداً منكم.
فقال(عليه السلام): إذا صرت إلي الباب فقف واشهد الشهادتين وأنت علي غسل، فإذا دخلت ورأيت القبر فقف وقل: اللّه أكبر، اللّه أكبر، ثلاثين مرّة، ثمّ امش قليلاً وعليك السكينة والوقار، وقارب بين خطاك، ثمّ قف وكبّر اللّه عزّ وجلّ ثلاثين مرّة، ثمّ أدن من القبر وكبّر اللّه أربعين مرّة تمام مائة تكبيرة، ثمّ قل:
«السلام عليكم يا أهل بيت النبوّة، وموضع الرسالة، ومختلف الملائكة، ومهبط الوحي، ومعدن الرحمة، وخزّان العلم، ومنتهي الحلم، وأُصول الكرم، وقادة الأمم، وأولياء النعم، وعناصر الأبرار، ودعائم الأخيار، وساسة العباد، وأركان البلاد، وأبواب الإيمان، وأمناء الرحمن، وسلالة النبيّين، وصفوة المرسلين، وعترة خيرة ربّ العالمين، ورحمة اللّه وبركاته.
السلام علي أئمّة الهدي، ومصابيح الدجي، وأعلام التقي، وذوي النهي، وأُولي الحجي، وكهف الوري، وورثة الأنبياء، والمثل الأعلي، والدعوة الحسني، وحجج اللّه علي أهل الدنيا والآخرة والأولي، ورحمة اللّه وبركاته.
السلام علي محالّ معرفة اللّه، ومساكن بركة اللّه، ومعادن حكمة اللّه، وحفظة سرّ اللّه، وحملة كتاب اللّه، وأوصياء نبيّ اللّه، وذريّة رسول اللّه صلّي اللّه عليه وآله ورحمة اللّه وبركاته.
السلام علي الدعاة إلي اللّه، والأدلّاء علي مرضات اللّه، والمستقرّين في أمر اللّه، والتامّين في محبّة اللّه، والمخلصين في توحيد اللّه، والمظهرين لأمراللّه ونهيه، وعباده المكرمين الذين لا يسبقونه بالقول، وهم بأمره يعملون، ورحمة اللّه وبركاته.
السلام علي الأئمّة الدعاة، والقادة الهداة، والسادة الولاة، والذادة الحماة، وأهل الذكر، وأُولي الأمر، وبقيّة اللّه وخيرته، وحزبه وعيبة علمه، وحجّته وصراطه ونوره، ورحمة اللّه وبركاته.
أشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له كما شهد لنفسه، وشهدت له ملائكته وأولوا العلم من خلقه، لا إله إلّا هو العزيز الحكيم.
وأشهد أنّ محمّداً عبده المنتجب، ورسوله المرتضي، أرسله بالهدي ودين الحق، ليظهره علي الدين كلّه ولو كره المشركون.
وأشهد أنّكم الأئمّة الراشدون، المهديّون، المعصومون، المكرّمون، المقرّبون، المتّقون، الصادقون، المصطفون، المطيعون للّه، القوّامون بأمره، العاملون بإرادته، الفائزون بكرامته، اصطفاكم بعلمه، وارتضاكم لغيبه، واختاركم لسرّه، واجتباكم بقدرته، وأعزّكم بهداه، وخصّكم ببرهانه، وانتجبكم بنوره، وأيّدكم بروحه، ورضيكم خلفاء في أرضه، وحججاً علي بريّته، وأنصاراً لدينه، وحفظة لسرّه، وخزنة لعلمه، ومستودعاً لحكمته، وتراجمة لوحيه، وأركاناً لتوحيده،
وشهداء علي خلقه، وأعلاماً لعباده، ومناراً في بلاده، وأدلاّء علي صراطه، عصمكم اللّه من الزلل، وآمنكم من الفتن، وطهّركم من الدنس، وأذهب عنكم الرجس وطهّركم تطهيراً.
فعظّمتم جلاله، وأكبرتم شأنه، ومجّدتم كرمه، وأدمنتم ذكره، ووكّدتم ميثاقه، وأحكمتم عقد طاعته، ونصحتم له في السرّ والعلانية، ودعوتم إلي سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة، وبذلتم أنفسكم في مرضاته، وصبرتم علي ما أصابكم في حبّه، وأقمتم الصلاة، وآتيتم الزكاة، وأمرتم بالمعروف، ونهيتم عن المنكر، وجاهدتم في اللّه حقّ جهاده، حتّي أعلنتم دعوته، وبيّنتم فرائضه، وأقمتم حدوده، ونشرتم شرائع أحكامه، وسننتم سنّته، وصرتم في ذلك منه إلي الرضا، وسلّمتم له القضاء، وصدّقتم من رسله من مضي.
فالراغب عنكم مارق، واللازم لكم لاحق، والمقصّر في حقّكم زاهق، والحقّ معكم وفيكم ومنكم وإليكم، وأنتم أهله ومعدنه، وميراث النبوّة عندكم، وإياب الخلق إليكم، وحسابهم عليكم، وفصل الخطاب عندكم، وآيات اللّه لديكم، وعزائمه فيكم، ونوره وبرهانه عندكم، وأمره إليكم.
من والاكم فقد والي [اللّه ]، ومن عاداكم فقد عادي اللّه، ومن أحبّكم فقد أحبّ اللّه، ومن أبغضكم فقد أبغض اللّه، ومن اعتصم بكم فقد اعتصم باللّه.
أنتم الصراط الأقوم، وشهداء دار الفناء، وشفعاء دار البقاء، والرحمة الموصولة، والآية المخزونة، والأمانة المحفوظة، والباب المبتلي به الناس.
من أتاكم نجي، ومن لم يأتكم هلك، إلي اللّه تدعون، وعليه تدلّون، وبه تؤمنون، وله تسلّمون، وبأمره تعملون، وإلي سبيله ترشدون، وبقوله تحكمون، سعد من والاكم، وهلك من عاداكم، وخاب من جحدكم، وضلّ من فارقكم، وفاز من تمسّك بكم، وأمن من لجأ إليكم، وسلم من صدّقكم، وهدي من اعتصم بكم، من اتبعكم فالجنّة مأواه، ومن خالفكم فالنار مثواه، ومن جحدكم كافر، ومن حاربكم مشرك، ومن ردّ عليكم في أسفل درك من الجحيم.
أشهد أنّ هذا سابق لكم فيما مضي، وجار لكم فيما بقي، وإنّ أرواحكم ونوركم وطينتكم واحدة، طابت وطهرت بعضها من بعض، خلقكم اللّه أنواراً، فجعلكم بعرشه محدقين، حتّي منّ علينا بكم، فجعلكم في بيوت أذن اللّه أن ترفع ويذكر فيها اسمه، وجعل صلواتنا عليكم، وما خصّنا به من ولايتكم طيباً لخلقنا، وطهارة لأنفسنا، وتزكية لنا، وكفّارة لذنوبنا، فكنّا عنده مسلمين بفضلكم، ومعروفين بتصديقنا إيّاكم، فبلغ اللّه بكم أشرف محلّ المكرمين، وأعلي منازل المقرّبين، وأرفع درجات المرسلين، حيث لا يلحقه لاحق، ولا يفوقه فائق، ولايسبقه سابق، ولا يطمع في إدراكه طامع، حتّي لا يبقي ملك مقرّب، ولا نبيّ مرسل، ولا صدّيق ولاشهيد، ولا عالم ولا جاهل، ولا دنيّ ولا فاضل، ولامؤمن صالح ولافاجر طالح، ولا جبّار عنيد ولا شيطان مريد، ولا خلق فيما بين ذلك شهيد إلّا عرّفهم جلالة أمركم، وعظّم خطركم، وكبّر شأنكم، وتمام نوركم، وصدق مقاعدكم، وثبات مقامكم، وشرف محلّكم ومنزلتكم عنده، وكرامتكم عليه، وخاصّتكم لديه، وقرب منزلتكم منه، بأبي أنتم وأُمّي وأهلي ومالي وأُسرتي، أشهد اللّه وأشهدكم أنّي مؤمن بكم وبما آمنتم به، كافر بعدوّكم وبما كفرتم به، مستبصر بشأنكم وبضلالة من خالفكم، موالٍ لكم ولأوليائكم، مبغض لأعدائكم ومعاد لهم، سلم لمن سالمكم، حرب لمن حاربكم، محقّق لما حقّقتم، مبطل لما أبطلتم، مطيع لكم، عارف بحقّكم، مقرّ بفضلكم، محتمل لعلمكم، محتجب بذمّتكم، معترف بكم، مؤمن بإيابكم، مصدّق برجعتكم، منتظر لأمركم، مرتقب لدولتكم، آخذ بقولكم، عامل بأمركم، مستجير بكم، زائر لكم، لائذ عائذ بقبوركم، مستشفع إلي اللّه عزّ وجلّ بكم، ومتقرّب بكم إليه، ومقدّمكم أمام طلبتي وحوائجي وإرادتي في كلّ أحوالي وأموري، مؤمن بسرّكم وعلانيتكم، وشاهدكم وغائبكم، وأوّلكم وآخركم، ومفوّض في ذلك كلّه إليكم، ومسلّم فيه معكم، وقلبي لكم مسلم، ورأيي لكم تبع، ونصرتي لكم معدّة، حتّي يحيي اللّه دينه بكم، ويردّكم في أيّامه، ويظهركم لعدله، ويمكّنكم في أرضه، فمعكم معكم لا مع عدوّكم.
آمنت بكم، وتولّيت آخركم بما تولّيت به أوّلكم، وبرئت إلي اللّه عزّوجلّ من أعدائكم، ومن الجبت والطاغوت والشياطين وحزبهم الظالمين لكم، الجاحدين لحقّكم، والمارقين من ولايتكم، والغاصبين لإرثكم، الشاكّين فيكم، المنحرفين عنكم، ومن كلّ وليجة دونكم، وكلّ مطاع سواكم، ومن الأئمّة الذين يدعون إلي النار، فثبّتني اللّه أبداً ما حيّيت علي موالاتكم ومحبّتكم ودينكم، ووفّقني لطاعتكم، ورزقني شفاعتكم، وجعلني من خيار مواليكم، التابعين لما دعوتم إليه، وجعلني ممّن يقتصّ آثاركم، ويسلك سبيلكم، ويهتدي بهداكم، ويحشر في زمرتكم، ويكرّ في رجعتكم، ويملك في دولتكم، ويشرف في عافيتكم، ويمكن في إيابكم، وتقرّ عينه غداً برؤيتكم.
بأبي أنتم وأُمّي ونفسي وأهلي ومالي، من أراد اللّه بدأ بكم، ومن وحّده قبل عنكم، ومن قصده توجّه بكم.
مواليّ لا أحصي ثناءكم، ولا أبلغ من المدح كنهكم، ومن الوصف قدركم، وأنتم نور الأخيار، وهداة الأبرار، وحجج الجبّار.
بكم فتح اللّه وبكم يختم، وبكم ينزّل الغيث، وبكم يمسك السماء أن تقع علي الأرض إلّا بإذنه، وبكم ينفّس الهمّ، ويكشف الضرّ، وعندكم ما نزلت به رسله، وهبطت به ملائكتة، وإلي جدّكم بعث الروح الأمين. (وإن كانت الزيارة لأميرالمؤمنين عليه السلام، فقل: وإلي أخيك بعث الروح الأمين).
آتاكم اللّه مالم يؤت أحداً من العالمين، طأطأ كلّ شريف لشرفكم، وبخع كلّ متكبّر لطاعتكم، وخضع كلّ جبّار لفضلكم، وذلّ كلّ شي ء لكم، وأشرقت الأرض بنوركم، وفاز الفائزون بولايتكم، بكم يسلك إلي الرضوان، وعلي من جحد ولايتكم غضب الرحمن.
بأبي أنتم وأُمّي ونفسي وأهلي ومالي، ذكركم في الذاكرين، وأسماؤكم في الأسماء، وأجسادكم في الأجساد، وأرواحكم في الأرواح وأنفسكم في النفوس، وآثاركم في الآثار، وقبوركم في القبور، فما أحلي أسماءكم، وأكرم أنفسكم، وأعظم شأنكم، وأجلّ خطركم، وأوفي عهدكم.
( في التهذيب زيادة: وأصدق وعدكم. )
كلامكم نور، وأمركم رشد، ووصيّتكم التقوي، وفعلكم الخير، وعادتكم الإحسان، وسجيّتكم الكرم، وشأنكم الحقّ والصدق والرفق، وقولكم حكم وحتم، ورأيكم علم وحلم وحزم، إن ذكر الخير كنتم أوّله وأصله، وفرعه ومعدنه، ومأواه ومنتهاه.
بأبي أنتم وأُمّي ونفسي، كيف أصف حسن ثنائكم، وأحصي جميل بلائكم، وبكم أخرجنا اللّه من الذلّ، وفرّج عنّا غمرات الكروب، وأنقذنا من شفا جرف الهلكات ومن النار.
بأبي أنتم وأُمّي ونفسي، بموالاتكم علّمنا اللّه معالم ديننا، وأصلح ما كان فسد من دنيانا، وبموالاتكم تمّت الكلمة، وعظمت النعمة، وائتلفت الفرقة، وبموالاتكم تقبل الطاعة المفترضة، ولكم المودّة الواجبة، والدرجات الرفيعة، والمقام المحمود، والمقام المعلوم عند اللّه عزّ وجلّ، والجاه العظيم، والشأن الكبير، والشفاعة المقبولة (رَبَّنَآ ءَامَنَّا بِمَآ أَنزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّهِدِينَ) 5الآية(ربّنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا8/3، 4(رَبَّنَا ( آل عمران: 53/3. )
لَاتُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ) ( آل عمران: 8/3. )
(سُبْحَنَ رَبِّنَآ إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا) .
( الإسراء: 108/17. )
يا وليّ اللّه! إنّ بيني وبين اللّه عزّ وجلّ ذنوباً لا يأتي عليها إلّا رضاكم، فبحقّ من ائتمنكم علي سرّه، واسترعاكم أمر خلقه، وقرن طاعتكم بطاعته، لمااستوهبتم ذنوبي، وكنتم شفعائي، فإنّي لكم مطيع.
من أطاعكم فقد أطاع اللّه، ومن عصاكم فقد عصي اللّه، ومن أحبّكم فقدأحبّ اللّه، ومن أبغضكم فقد أبغض اللّه.
اللّهمّ! إنّي لو وجدت شفعاء أقرب إليك من محمّد وأهل بيته الأخيار الأئمّة الأبرار، لجعلتهم شفعائي، فبحقّهم الذي أوجبت لهم عليك، أسألك أن تدخلني في جملة العارفين بهم وبحقّهم، وفي زمرة المرحومين بشفاعتهم، إنّك أرحم الراحمين، وصلّي اللّه علي محمّد وآله، وسلّم تسليماً كثيراً، وحسبنا اللّه ونعم الوكيل.»
الوداع:
إذا أردت الانصراف فقل:
«السلام عليكم سلام مودّع لا سئم ولا قال ولا مالّ ورحمة اللّه وبركاته عليكم. يا أهل بيت النبوّة! إنّه حميد مجيد، سلام وليّ لكم، غيرراغب عنكم، ولامستبدل بكم، ولا مؤثّر عليكم، ولا منحرف عنكم، ولا زاهد في قربكم، لا جعله اللّه آخر العهد من زيارة قبوركم، وإتيان مشاهدكم، والسلام عليكم، وحشرني اللّه في زمرتكم، وأوردني حوضكم، وجعلني في حزبكم، وأرضاكم عنّي، ومكّنني في دولتكم، وأحياني في رجعتكم، وملّكني في أيّامكم، وشكر سعيي بكم، وغفر ذنبي بشفاعتكم، وأقال عثرتي بمحبّتكم، وأعلي كعبي بموالاتكم، وشرّفني بطاعتكم، وأعزّني بهداكم، وجعلني ممّن انقلب مفلحاً منجحاً، غانماً سالماً، معافاً غنيّاً، فائزاً برضوان اللّه وفضله وكفايته، بأفضل ما ينقلب به أحد من زوّاركم ومواليكم، ومحبّيكم وشيعتكم، ورزقني اللّه العود، ثمّ العود أبداً ما أبقاني ربّي بنيّة صادقة، وإيمان وتقوي، وإخبات ورزق واسع حلال طيّب.
اللّهمّ! لا تجعله آخر العهد من زيارتهم وذكرهم، والصلاة عليهم، وأوجب لي المغفرة والرحمة، والخير والبركة، والفوز والنور، والإيمان وحسن الإجابة، كما أوجبت لأوليائك العارفين بحقّهم، الموجبين طاعتهم، الراغبين في زيارتهم، المتقرّبين إليك وإليهم.
بأبي أنتم وأمّي ونفسي وأهلي ومالي، اجعلوني في همّكم، وصيّروني في حزبكم، وادخلوني في شفاعتكم، واذكروني عند ربّكم.
اللّهمّ! صلّ علي محمّد وآل محمّد، وأبلغ أرواحهم وأجسادهم منّي السلام، والسلام عليه وعليهم ورحمة اللّه وبركاته، وصلّي اللّه علي محمّد وآله وسلّم كثيراً، وحسبنا اللّه ونعم الوكيل.
( من لا يحضره الفقيه: 370/2، ح 1625. عنه البحار: 92/53، ح 99، قطعة منه.
تهذيب الأحكام: 95/6، ح 177، وفيه: محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه قال: حدّثنا عليّ ابن أحمد بن موسي، والحسين بن إبراهيم بن أحمد الكاتب، قالا: حدّثنا محمّد بن أبي عبداللّه الكوفي، عن محمّد بن إسماعيل البرمكيّ. عنه البرهان: 456/4، ح 8، قطعة منه.
عنه وعن التهذيب والفقيه، وسائل الشيعة: 390/14، ح 19445، قطعة منه، والبحار: 127/99، ح 4.
عيون أخبار الرضا(عليه السلام): 272/2، ح 1. عنه نور الثقلين: 421/3، ح 41، وفيه: عن الجواد(عليه السلام).
البلد الأمين: 297، س 13، بتفاوت عنه مستدرك الوسائل: 416/10، ح 12274.
تأويل الآيات الظاهرة: 763، س 14، و777، س 20، قطعة منه.
مختصر بصائر الدرجات: 35، س 17، قطعة منه.
مقدّمة البرهان: 153، س 16، و158، س 22، و165، س 26، و176، س 33، و221 س 14، و240، س 30، و242، س 20، و293، س 23، و308، س 21، قطعة منه.
قطعة منه في (اسمه ونسبه(عليه السلام)) و(عصمة الأئمّة(عليهم السلام)) و(أرواح الأئمّة وطينتهم(عليهم السلام)) و(رجعة الأئمّة(عليهم السلام)) و(شفاعة الأئمّة(عليهم السلام)) و(الأغسال المندوبة) و(الآيات والسور التي قرأها(عليه السلام) في الزيارات). )

2 - العلّامة المجلسيّ(رحمه الله): ثمّ اعلم أنّي لمّا رأيت تلك الزيارة3الفقه الزيارة، 4 أيضاً في أصل مصحّح قديم من تأليفات قدماء أصحابنا سمّيناه في أوّل كتابنا بالكتاب العتيق أبسط ممّا أوردنا، مع اختلافات في ألفاظها، فأحببت إيرادها وجعلتها.
(الزيارة الثالثة):
قال: إذا وصلت إليهم فقل:
«الحمد للّه ربّ العالمين، الرحمن الرحيم، الذي ليس كمثله شي ء وهو السميع العليم، ولا إله إلّا اللّه الملك الحقّ المبين، وسبحان اللّه ربّ العرش العظيم، صلوات اللّه وتحيّاته ورأفته ومغفرته ورضوانه وفضله وكرامته ورحمته وبركاته وصلوات ملائكته المقرّبين، وأنبيائه المرسلين، والشهداء والصدّيقين، وعباده الصالحين، ومن سبّح لربّ العالمين من الأوّلين والآخرين، مل ء السموات والأرضين، ومل ء كلّ شي ء، وعدد كلّ شي ء، وَزِنة كلّ شي ء أبداً، ومثل الأبد، وبعد الأبد مثل الأبد، وأضعاف ذلك كلّه، في مثل ذلك كلّه سرمداً دائماً مع دوام ملك اللّه وبقاء وجهه الكريم، علي سيّد المرسلين، وخاتم النبيّين، وإمام المتّقين، ووليّ المؤمنين، وملاذ العالمين، وسراج الناظرين، وأمان الخائفين، وتالي الإيمان، وصاحب القرآن، ونور الأنوار، وهادي الأبرار، ودعامة الجبّار، وحجّته علي العالمين، وخيرته من الأوّلين والآخرين، محمّد بن عبد اللّه نبيّه ورسوله، وحبيبه وصفيّه، وخاصّته وخالصته، ورحمته ونوره، وسفيره وأمينه، وحجابه وعينه، وذكره ووليّه، وجنبه وصراطه، وعروته الوثقي، وحبله المتين، وبرهانه المبين، ومثله الأعلي، ودعوته الحسني، وآيته الكبري، وحجّته العظمي، ورسوله الكريم، الرؤف الرحيم، القويّ العزيز، الشفيع المطاع، وعلي الأئمّة عليهم جميعاً السلام: أمير المؤمنين عليّ، والحسن والحسين وعليّ ومحمّد وجعفر وموسي وعليّ ومحمّد وعليّ والحسن، والخلف المهدي عليه وعليهم جميعاً السلام والرحمة، الطيّبين الطاهرين، المطيعين المقرّبين، وعليه وعليهم أفضل سلام اللّه، وأوفر رحمته، وأزكي تحيّاته، وأشرف صلواته، وأعظم بركاته أبداً من جميع المؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، ومنّي ومن والديّ، وأهلي وولدي، وإخوتي وأخواتي، وأهلي وقراباتي، في حياتي ما بقيت، وبعد وفاتي، وماطلعت شمس أو غربت، عليهم سلام اللّه في الأوّلين، وعليهم سلام اللّه في الآخرين، وعليهم سلام اللّه، يوم يقوم الناس لربّ العالمين.
السلام عليك أيّها النبيّ ورحمة اللّه وبركاته، السلام عليك يارسول اللّه السلام عليك يا خيرة اللّه من خلقه، وصفوته من بريّته، السلام عليك يا أمين اللّه علي رسالته، وعزائم أمره، الخاتم لما سبق، والفاتح لما غلق، والمهيمن علي ذلك كلّه، ورحمة اللّه وبركاته.
السلام عليك يا سيّد المرسلين، السلام عليك يا خاتم النبيّين، السلام عليك يا إمام المتّقين، السلام عليك يا وليّ المؤمنين، السلام عليك يا مولي المسلمين، السلام عليك يا حجّة اللّه علي العالمين، السلام عليك ياخالصةاللّه وخليله وحبيبه وصفيّه من الأوّلين والآخرين، السلام عليك يا أيّها البشير النذير، السلام عليك يا محمّد بن عبد اللّه، السلام عليك ياأبا القاسم وعلي آلك ورحمة اللّه وبركاته.
السلام عليكم يا أهل بيت النبوّة، وموضع الرسالة، ومختلف الملائكة، ومهبط الوحي، ومعدن الرحمة، ومأوي السكينة، وخزائن العلم، ومنتهي الحلم، وأُصول الكرم، وقادة الأُمم، وأولياء النعم، وعناصر الأبرار، ودعائم الجبّار، وساسة العباد، وأركان البلاد، وأبواب الإيمان، وأُمناء الرحمن، وسلالة النبيّين، وصفوة المرسلين، وآل يس، وعترة خيرة ربّ العالمين، ورحمة اللّه وبركاته.
السلام عليكم أئمّة الهدي، ومصابيح الدجي، وأهل التقوي، وأعلام التقي، وذوي النهي، وأُولي الحجي، وسادة الوري، وبدور الدنيا، وورثة الأنبياء، والمثل الأعلي، والدعوة الحسني، والحجّة علي من في الأرض والسماء، والآخرة والأُولي، ورحمة اللّه وبركاته.
السلام علي محالّ معرفة اللّه، ومساكن بركة اللّه، ومعادن حكمة اللّه، وخزنة علم اللّه، وحفظة سرّ اللّه، وحملة كتاب اللّه، وورثة رسول اللّه، ورحمة اللّه وبركاته، السلام علي الدعاة إلي اللّه، والأدلّاء علي اللّه، والمؤذنين عن اللّه، والقائمين بحقّ اللّه، والناطقين عن اللّه، والمستوفرين في أمر اللّه، والمخلصين في طاعة اللّه، والصادعين بدين اللّه، والتامّين في محبّة اللّه، وعباده المكرمين، الذين لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون، ورحمة اللّه وبركاته.
السلام علي الأئمّة الدعاة، والقادة الهداة، والسادة الولاة، والذادة الحماة، والآساد السقاة، وأهل الذكر، وأُولي الأمر، وبقيّة اللّه وخيرته، وصفوته وحزبه، وعينه وحجّته، وجنبه وصراطه ونوره، ورحمة اللّه وبركاته.
أشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له كما شهد اللّه لنفسه، وشهدت له ملائكته، وأُولو العلم من خلقه، لا إله إلّا اللّه العزيز الحكيم، وأنّ محمّداً صلّي اللّه عليه وآله عبده ورسوله المجتبي، ونبيّه المرتجي، وحبيبه المصطفي، وأمينه المرتضي، أرسله نذيراً في الأوّلين، ورسولاً في الآخرين بالهدي ودين الحقّ، ليظهره علي الدين كلّه ولو كره المشركون، فصدع صلّي اللّه عليه وآله بما اُمر به، وبلّغ ما حمّل، ونصح لاُمّته، وجاهد في سبيل ربّه، ودعا إليه بالحكمة والموعظة الحسنة، وصبر علي ما أصابه في جنبه، وعبده صادقاً مصدّقاً، صابراً محتسباً، لا وانياً ولا مقصّراً، حتّي أتاه اليقين.
وأشهد أنّ الدين كما شرع، والكتاب كما تلا، والحلال ما أحلّ، والحرام ماحرّم، والفصل ما قضي، والحقّ ما قال، والرشد ماأمر، وأنّ الذين كذّبوه وخالفوه، وكذبوا عليه، وجحدوا حقّه، وأنكروا فضله واتهموه، وظلموا وصيّه واعتدوا عليه، وغصبوه خلافته، ونقضوا عهده فيه، وحلّوا عقده له، وأسّسوا الجور والظلم والعدوان علي آله، وقتلوهم، وتولّوا غيرهم، ذائقوا العذاب الأليم في أسفل درك من الجحيم، لا يخفّف عنهم من عذابها وهم فيه مبلسون، ملعونون ناكسوا رؤسهم. فعاينوا الندامة والخزي الطويل، مع الأرذلين الأشرار، قد كبّوا علي وجوههم في النار، وأنّ الذين آمنوا به و صدّقوه، ونصروه ووقرّوه، وأجابوه وعزّروه واتّبعوه، واتبعوا النور الذي أُنزل معه، أُولئك هم المفلحون، في جنّات النعيم، والفوز العظيم، والغبطة والسرور، والمُلك الكبير، والثواب المقيم في المقام الكريم.
فجزاه عنّا أحسن الجزاء، وخير ما جزي نبيّاً عن أُمّته، ورسولاً عمّن أُرسل إليه، وخصّه بأفضل قسم الفضائل، وبلّغه أعلي شرف المكرمين، من الدرجات العلي في أعلي علّيّين، في جنّات ونهر، في مقعد صدق عند مليك مقتدر، وأعطاه حتّي يرضي، وزاده بعد الرضا، وجعله أقرب الخلق منه مجلساً، وأدناهم إليه منزلاً، وأعظمهم عنده جاهاً، وأعلاهم لديه كعباً، وأحسنهم عليه ثنآءً، وأوّل المتكلّمين كلاماً، وأكثر النبيّين أتباعاً، وأوفر الخلق نصيباً، وأجزلهم حظاً في كلّ خير هو قاسمه بينهم، وأحسن جزاءه عن جميع المؤمنين من الأوّلين والآخرين.
وأشهد أنّكم الأئمّة الراشدون، المهديّون، المعصومون، المكرمون، المقرّبون، المتّقون، المصطفون، المطيعون للّه، القوّامون بأمره، العاملون بإرادته، الفائزون بكرامته.
اصطفاكم بعلمه، واصطنعكم لنفسه، وارتضاكم لغيبه، واختاركم لسرّه، واجتباكم بقدرته، وأعزّكم بهداه، وخصّكم ببراهينه، وانتجبكم لنوره، وأيّدكم بروحه، ورضيكم خلفاء في أرضه، وجعلكم حججاً علي بريّته، وأنصاراً لدينه، وحفظة لحكمه، وخزنة لعلمه، ومستودعاً لحكمته، وتراجمة لوحيه، وأركاناً لتوحيده، وسفراء عنه، وشهداء علي خلقه، وأسباباً إليه، وأعلاماً لعباده، ومناراً في بلاده، وسبلاً إلي جنّته، وأدلّاء علي صراطه.
عصمكم اللّه من الذنوب، وبرأكم من العيوب، وائتمنكم علي الغيوب، وجنّبكم الآفات، ووقاكم السيّئات، وطهّركم من الدنس والزيغ، ونزّهكم من الزلل والخطاء، وأذهب عنكم الرجس، وآمنكم من الفتن، واسترعاكم الأنام، وفوّض إليكم الأُمور، وجعل لكم التدبير، وعرّفكم الأسباب، وأورثكم الكتاب، وأعطاكم المقاليد، سخّر لكم ما خلق، فعظّمتم جلاله، وأكبرتم شأنه، ووهبتم عظمته، ومجّدتم كرمه، وأدمنتم ذكره، ووكّدتم ميثاقه، وأحكمتم عقد عري طاعته، ونصحتم له في السرّ والعلانية، ودعوتم إلي سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة، وبذلتم أنفسكم في مرضاته، وصبرتم علي ما أصابكم في جنبه، وصدعتم بأمره، وتلوتم كتابه، وحذّرتم بأسه، وذكرتم أيّامه، ووفيتم بعهده، وأقمتم الصلاة، وآتيتم الزكاة، وأمرتم بالمعروف، ونهيتم عن المنكر، وجاهدتم في اللّه حقّ جهاده، وجادلتم بالتي هي أحسن، حتّي أعلنتم دعوته، وقمعتم عدوّه، وأظهرتم دينه، وبيّنتم فرايضه، وأقمتم حدوده، وشرعتم أحكامه، وسننتم سنّته، وصرتم في ذلك منه إلي الرضا، وسلّمتم له القضاء، وصدّقتم من رسله من مضي.
الراغب عنكم مارق، واللازم لكم لاحق، والمقصّر عنكم زاهق، والحقّ معكم وفيكم ومنكم وإليكم، وأنتم أهله ومعدنه، وميراث النبوّة عندكم، وإياب الخلق إليكم، وحسابهم عليكم، وفصل الخطاب عندكم، وآياته لديكم، وعزائمه فيكم، ونوره معكم، وبرهانه منكم، وأمره إليكم.
من والاكم فقد والي اللّه، ومن أطاعكم فقد أطاع اللّه، ومن أحبّكم فقد أحبّ اللّه، ومن اعتصم بكم فقد اعتصم باللّه.
أنتم يا مواليّ ونعم الموالي السبيل الأعظم، والصراط الأقوم، وشهداء دار الفناء، وشفعاء دار البقاء، والرحمة الموصولة، والآية المخزونة، والأمانة المحفوظة، والباب المبتلي به الناس، من أتاكم نجا، ومن أباكم هوي، إلي اللّه تدعون، وبه تؤمنون، وله تسلّمون، وبأمره تعملون، وإلي سبيله ترشدون وبقوله تحكمون، وإليه تنيبون، وإيّاه تعظّمون، سعد من والاكم، وهلك من عاداكم، وخاب من جهلكم، وضلّ من فارقكم، وفاز من تمسّك بكم، وأمن من لجأ إليكم، وسلم من صدّقكم، وهدي من اعتصم بكم، من اتبعكم فالجنّة مأواه، ومن خالفكم فالنار مثواه، ومن جحدكم كافر، ومن حاربكم مشرك، ومن ردّ عليكم ففي أسفل درك الجحيم.
أشهد أنّ هذا سابق لكم فيما مضي، وجارلكم فيما بقي، وأنّ أنواركم، وأجسادكم، وأشباحكم، وظلالكم، وأرواحكم، وطينتكم واحدة، جلّت وعظمت وبوركت وقدّست وطابت وطهرت بعضاً من بعض، لم تزالوا بعين اللّه وعنده، وفي ملكوته تأمرون، وله تخلفون، وإيّاه تسبّحون، وبعرشه محدقون، وبه حافّون، حتّي مرّ بكم علينا، فجعلكم في بيوت أذن اللّه أن ترفع ويذكر فيها اسمه، يسبّح له فيها بالغدوّ والآصال، رجال تولّي عزّ ذكره تطهيرها، وأمر خلقه بتعظيمها، فرفعها علي كلّ بيت قدّسه في الأرض، وأعلاها علي كلّ بيت طهّره في السماء، لا يوازيها خطر، ولايسمو إلي سمكها البصر، ولا يطمع إلي أرضها النظر، ولا يقع علي كنهها الفكر، ولا يعادل سكّانها البشر، يتمنّيّ كلّ أحد أّنه منكم، ولاتتمنّون أنّكم من غيركم، إليكم انتهت المكارم والشرف، ومنكم استقرّت الأنوار والعزّة والمجد والسودد، فما فوقكم أحد إلّا اللّه الكبير المتعال، ولا أقرب إليه ولا أخصّ لديه ولا أكرم عليه منكم.
أنتم سكن البلاد، ونور العباد، وعليكم الاعتماد يوم التناد، كلّ ما غاب منكم حجّة أو أفل منكم نجم، أطلع اللّه لخلقه عقبه خلفاً، إماماً هادياً، وبرهاناً مبيناً، وعلماً نيّراً، واع عن واع، وهاد بعد هاد، حزنة حفظة، لايغيض عنكم غزره، ولا ينقطع موادّه، ولا يسلب منكم إرثه، سبباً موصولاً من اللّه إليكم، ورحمة منه علينا، ونوراً منه لنا، وحجّة منه علينا، ترشدوننا إليه، وتقرّبوننا منه، وتزلفوننا لديه، وجعل صلواتنا عليكم، وذكرنا لكم، وما خصّنا به من ولايتكم، وعرّفنا من فضلكم، طيباً لخلقنا، وطهارةً لأنفسنا، وبركة فينا، إذ كنّا عنده موسومين [فيكم ]، معترفين بفضلكم، معروفين بتصديقنا إيّاكم، مذكورين بطاعتنا لكم، ومشهورين بإيماننا بكم، فبلغ اللّه بكم أفضل شرف محلّ المكرمين، وأعلي منازل المقرّبين، وأرفع درجات المرسلين، حيث لا يلحقه لاحق، ولا يفوقه فائق، ولا يسبقه سابق، ولا يطمع في إدراكه طامع، حتّي لا يبقي ملك مقرّب، ولانبيّ مرسل، ولا صدّيق ولا شهيد، ولا عالم ولا جاهل، ولا دنيّ ولافاضل، ولا مؤمن صالح ولا فاجر طالح، ولا جبّار عنيد، ولا شيطان مريد، ولا خلق فيما بين ذلك شاهد ما هنالك، إلّا عرّفه جلالة أمركم وعظم خطركم، وكبير شأنكم، وجلالة قدركم، وتمام نوركم، وصدق مقعدكم، وثبات مقامكم، وشرف محلّكم، ومنزلتكم عنده، وكرامتكم عليه، وخاصّتكم لديه، وقرب مجلسكم منه.
ثمّ جعل خاصّة الصلوات وأفضلها، ونامي البركات وأشرفها، وزاكي التحيّات وأتمّها، منه ومن ملائكته المقرّبين، ورسله وأنبيائه المنتجبين، والشهداء والصالحين، من عباده المخلصين، كما هو أهله، وأنتم أهله أبداً عليكم أجمعين.
أُشهد اللّه وأُشهدكم يا مواليّ! بأبي أنتم وأُمّي ونفسي أنّي عبدكم، وطوبي لي إن قبلتموني عبداً، وأنّي مؤمن بكم وبما آمنتم به، كافر بعدوّكم وبما كفرتم به، مستبصر بشأنكم وبضلالة من خالفكم، موال لكم، محبّ لأوليائكم، ومعاد لأعدائكم، لاعن لهم، متبرّي ء منهم، مبغض لهم، سلم لمن سالمكم، حرب لمن حاربكم، محقّق لما حقّقتم، مبطل لما أبطلتم، مطيع لكم، عارف بحقّكم، مقرّ بفضلكم، مقتد بكم، مسلّم لقولكم، محتمل لعلمكم، محتجب بذمّتكم، موقن بإيابكم، مصدّق برجعتكم، منتظر لأيّامكم، مرتقب لدولتكم؛ آخذ بقولكم، عامل بأمركم، مستجير بكم، معتصم بحبلكم، محترس بكم، زائر لكم، لائذ بقبوركم، عائذ بكم، مستشفع إلي اللّه بكم، ومتوسّل بكم إليه.
وأنتم عدّتي للقائه، وحسبي بكم، ومتقرّب بكم إليه، ومقدّمكم أمام طلبتي وحوائجي، وإرادتي في كلّ أحوالي وأُموري، في دنياي وديني وآخرتي، ومنقلبي ومثواي، ومؤمن بسرّكم وعلانيتكم، وشاهدكم وغائبكم، وأوّلكم وآخركم، ومفوّض في ذلك كلّه إليكم، ومسلّم فيه لكم، ورأيي لكم متّبع، ونصرتي لكم معدّة حتّي يحيي اللّه دينه بكم، ويظهركم لعدله، فيردّكم في أيّامه، ويقيمكم لخلقه، ثمّ يملّككم في أرضه، فمعكم معكم لا مع غيركم، وإليكم إليكم لا إلي عدوّكم، آمنت بكم، وتولّيت آخركم بما تولّيت به أوّلكم، وبرئت إلي اللّه من أعدائكم، الجبت والطاغوت، والأبالسة والشياطين، ومن حزبهم وأتباعهم، ومحبّيهم وذويهم، والراضين بهم وبفعلهم، الصادّين عنكم، الظالمين لكم، الجاحدين حقّكم، المفارقين لكم، الغاصبين إرثكم، والشاقّين فيكم، والمنحرفين عنكم، ومن كلّ وليجة دونكم، وثبّتني اللّه أبداً ما حييت وبعد وفاتي علي موالاتكم، ومحبّتكم ودينكم ووفّقني لطاعتكم، ورزقني شفاعتكم، وجعلني من خيار مواليكم، التابعين ما دعوتم إليه، ممّن يقفو آثاركم، ويسلك سبيلكم، ويقتدي بهداكم، ويقتصّ منهاجكم، ويكون من حزبكم، ويتعلّق بحجزتكم، ويحشر في زمرتكم، ويكرّر في رجعتكم، ويملّك في دولتكم، ويشرّف في عافيتكم، ويمكّن في أيّامكم، وتقرّ عينه غداً برؤيتكم.
بأبي أنتم وأُمّي ونفسي وأهلي ومالي، من أراد اللّه بدأ بكم، ومن أحبّه اتّبعكم، ومن وحّده قبل عنكم، ومن قصده توجّه بكم، لا أُحصي يا مواليّ فضلكم، ولا أعدّ ثناءكم، ولا أبلغ من المدح كنهكم، ومن الوصف قدركم، أنتم نور الأنوار، وهداة الأبرار، وأئمّة الأخيار، وأصفياء الجبّار، بكم فتح اللّه، وبكم يختم، وبكم يمسك السمآء أن تقع علي الأرض إلّا بإذنه، وبكم ينزّل الغيث، وينفّس الهمّ، ويكشف السوء، ويدفع الضرّ، ويغني العديم، ويشفي السقيم، بمنطقكم نطق كلّ لسان، وبكم سبّح السبّوح القدوس، وبتسبيحكم جرت الألسن بالتسبيح، فيكم نزلت رسله، وعليكم هبطت ملائكته، وإليكم بعث الروح الأمين، وآتاكم اللّه مالم يؤت أحداً من العالمين، طأطأ كلّ شريف لشرفكم، وبخع كلّ متكبّر لطاعتكم، وخضع كلّ جبّار لفضلكم، وذلّ كلّ شي ء لكم، وأشرقت الأرض بنوركم، ففاز الفائزون بكم، وبكم يسلك إلي الرضوان، وعلي من يجحد ولايتكم يغضب الرحمن.
بأبي أنتم وأُمّي ونفسي وأهلي ومالي، ذكركم في الذاكرين، وأسماؤكم في الأسماء، وأجسادكم في الأجساد، وأرواحكم في الأرواح، وأنفسكم في النفوس، فما أحلي أسماءكم، وأكرم نفوسكم، وأعظم شأنكم، وأجلّ أخطاركم، وأعلي أقداركم، وأوفي عهدكم، وأصدق وعدكم، كلامكم نور، وأمركم رشد، ووصيّتكم تقوي، وفعلكم الخير، وعادتكم الإحسان، وسجيّتكم الكرم، وشأنكم الحقّ، ورأيكم علم وحزم، إن ذكر الخير كنتم أولّه وأصله، وفرعه ومعدنه، ومأواه ومنتهاه.
بأبي أنتم وأُمّي ونفسي، كيف أصف حسن ثنائكم، وأُحصي جميل بلائكم، وبكم أخرجنا اللّه من الذلّ، وأطلق عنّا رهائن الغلّ، ووضع عنّا الآصار، وفرّج عنّا غمرات الكروب، وأنقذنا من شفا حفرة من النار، بموالاتكم أظهر اللّه معالم ديننا، وأصلح ما كان فسد من دنيانا، وبموالاتكم تمّت الكلمة، وعظمت النعمة، وائتلفت الفرقة، وبموالاتكم تقبل الطاعة المفترضة، وأعظم بها طاعة، ولكم المودّة الواجبة، وأكرم بها مودّة، لكم الدرجات الرفيعة، والأنوار الزاهرة، والمقام المعلوم عند اللّه، والجاه العظيم، والقدر الجليل، والشأن الكبير، والشفاعة المقبولة، (رَبَّنَآ ءَامَنَّا بِمَآ أَنزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّهِدِينَ)، (رَبَّنَا لَاتُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ ( آل عمران: 53/3. )
لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ)، (رَّبَّنَآ إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي ( آل عمران: 8/3. )
لِلْإِيمَنِ أَنْ ءَامِنُواْ بِرَبِّكُمْ فََامَنَّا)، لبّيك، اللّهمّ لبّيك مجاباً، ومسمعاً ( آل عمران: 193/3. )
جليلاً، ومنادياً عظيماً.
لبّيك وسعديك تباركت وتعاليت، وتجاللت وتكبّرت، وتعظّمت وتقدّست.
لبّيك ربّنا وسعديك، إقراراً بربوبيّتك، وإيقاناً بك، وتصديقاً بكتابك، ووفاءً بعهدك، ها أنا ذا عبدك بين يديك.
لبّيك اللّهمّ لبّيك، تلبية الخائف منك، الراجي لك، المستجير بك، رضينا وأحببنا وسمعنا وأطعنا غفرانك ربّنا وإليك المصير، وأنت إلهنا ومولانا.
لبّيك داعي اللّه إن كان لم يجبك بدني ولم أدرك نصرتك، فها أنا ذا عبدك وزائرك، وزائر آلك وعترتك، والمحلّ بساحتكم، قد أجابكم قلبي ونفسي وروحي وسمعي وبصري بالتسليم والإيمان بك، وبأخيك ووصيّك أمير المؤمنين، وسيّد الوصيّين، وابنتك فاطمة سيّدة نساء العالمين، وسبطيك الحسن والحسين سيّدي شباب أهل الجنان، وبالأدلّاء علي اللّه، الأئمّة من عترتك، وذرّيّتك الطاهرين ونصرتي لكم معدّة، حتّي يحكم اللّه بإذنه، وهو خير الحاكمين.
لبّيك يا رسول اللّه! سعياً إليك وإقبالاً، لبّيك يا نبيّ اللّه تعلّقاً بحبلك واعتصاماً، لبّيك يا حبيب اللّه تعوّذاً بك ولواذاً، لبّيك يا نور اللّه، يا محمّد ابن عبد اللّه، يا خيرة اللّه، يا أبا القاسم، تذلّلاً لعزّتك، وطاعة لأمرك، وقبولاً لقولك ودخولاً في نورك، وإيماناً بك وبأخيك ووصيّك أميرالمؤمنين وآلك وعترتك الطاهرين، وتصديقاً بما جئتنا به من عند ربّك، (رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيَِّاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ * رَبَّنَا وَءَاتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَي رُسُلِكَ وَلَاتُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَمَةِ إِنَّكَ لَاتُخْلِفُ الْمِيعَادَ) ربّنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا ( آل عمران: 193/3 - 194. )
برحمتك عذاب النار،(سُبْحَنَ رَبِّنَآ إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا)، ( ( الإسراء: 108/17. )
سُبْحَنَ رَبِّكَ رَبِ ّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَمٌ عَلَي الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِ ّ الْعَلَمِينَ).
( الصافّات: 37/ 180 - 182. )
اللّهمّ! إنّي أُشهدك أنّ هذه قبور أوليائك ومشاهدهم وآثارهم، ومغيّبهم ومعارجهم، الفائزين بكرامتك، المفضّلين علي خلقك، الذين عرّفتهم تبيان كلّ شي ء، وحبوتهم بمواريث الأنبياء، وجعلتهم حججك علي بريّتك وأُمناءك علي وحيك، وخزّانك علي وحيك.
اللّهمّ! فبلّغ أرواحهم وأجسادهم في هذه الساعة، وفي كلّ وقت وأوان وحين وزمان منّا السلام، واردد علينا منهم السلام، والسلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته، أشهد أنّكم تسمعون الكلام، وتردّون السلام.
اللّهمّ! إنّك قلت علي لسان نبيّك صلواتك عليه وعلي آله، وقولك الحقّ، فبشّر الذين آمنوا أنّ لهم قدم صدق عند ربهم.
اللّهمّ! إنّي قد آمنت بك وبهم، وصدّقت وسمعت، وأطعت وأسلمت، فلا توقفني أبداً مواقف الخزي في الدنيا والآخرة، وأعطني سؤلي، واجعل صلواتي بهم مقبولة، ودعائي بهم مستجاباً، وسعيي بهم مشكوراً، وذنبي بهم مغفوراً، وذكري بهم رفيعاً، وكعبي بهم عالياً، ويقيني بهم ثابتاً، وروحي بهم سليمة، وجسمي بهم معافاً مرزوقاً، سعيداً رشيداً، تقيّاً عالماً، زاهداً متواضعاً، حافظاً زكيّاً، فقيهاً موفّقاً، معصوماً مؤيّداً، قويّاً عزيزاً، ولا تقطع بي عنهم، ولا تفرّق بيني وبينهم، في الدنيا والآخرة، آمين ربّ العالمين.»
الوداع:
فإذا أردت وداعهم فقل:
«سلام اللّه وتحيّاته ورحمته وبركاته علي خيرة اللّه، وأصفيائه وأحبّائه، وحججه وأوليائه، محمّد رسوله وآله، أمير المؤمنين عليّ، الحسن، الحسين، عليّ، محمّد، جعفر، موسي، عليّ، محمّد، عليّ، الحسن، الخلف الصالح عليه وعليهم جميعاً السلام والرحمة، السلام علي خالصة اللّه من خلقه، وصفوته من بريّته، وأُمنائه علي وحيه، وحججه علي عباده، وخزّانه علي علمه، وعليهم من اللّه دائم الصلوات، وزاكي البركات، ونامي التحيّات، السلام عليكم موالي أئمّتي وقادتي، ونعم الموالي والأئمّة والقادة أنتم، والسلام عليكم والسلام لكم منّي قليل، السلام عليكم آل ياسين، سلاماً كثيراً، طيّباً مباركاً، متتابعاً سرمداً، دائماً أبداً، كما أنتم أهله، منّي ومن والديّ، وأهلي وولدي، وإخوتي وأخواتي، ومن جميع المؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، ورحمة اللّه وبركاته.
السلام عليكم سلام مودّع، لا سئم ولا قال، ولا غال ورحمة اللّه وبركاته، عليكم أهل البيت إنّه حميد مجيد، غير راغب عنكم، ولا منحرف عنكم، ولا مؤثر عليكم، ولا زاهد في قربكم، ولا أبتغي بكم بدلاً، ولاعنكم حولاً، ولا أتّخذ بينكم سبلاً، ولا أشتري بكم ثمناً، لا جعله اللّه آخر العهد من زيارتكم، وتعظيم ذكركم، وتفخيم أسمائكم، وإتيان مشاهدكم وآثاركم، والصلاة لكم والتسليم عليكم، بل جعله اللّه مثابة لنا، وأمناً في دنيانا وآخرتنا، وذكراً ونوراً لمعادنا، وأماناً وإيماناً لمنقلبنا ومثوانا.
جعلني اللّه ممّن انقلب عن زيارتكم وذكركم، والصلاة لكم، والتسليم عليكم، مفلحاً منجحاً، غانماً سالماً، معافاً غنيّاً، فائزاً برضوان اللّه ورحمته، وفضله وكفايته، ونصره وأمنه، ومغفرته ونوره، وهداه وحفظه، وكلاءته وتوفيقه وعصمته، ورزقني العود ثمّ العود أبداً ما أبقاني ربّي إليكم، بنيّة وإيمان، وتقوي وإخبات، ونور وإيقان، وأرزاق من فضله واسعة، طيّبة دارّة، هنيئة مريئة، سليمة من غير كدّ ولا منّ من أحد، ونعمة سابغة، وعافية سالمة، وأوجب لي من الحياة والكرامة والبركة، والصلاح والإيمان، والمغفرة والرضوان، مثل ما أوجب لأوليائه، وصالحي عباده، من زوّارهم ووافديهم، ومواليهم ومحبّيهم، وحزبهم وشيعتهم، العارفين حقّهم، الموجبين طاعتهم، المدمنين ذكرهم، الراغبين في زيارتهم، المنتظرين أيّامهم، المطيعين لهم، المتقرّبين بذلك إليك وإليهم.
اللّهمّ! أنت خير من وفدت إليه الرجال، وشدّت إليه الرحال، وصرفت نحوه الآمال، وارتجي للرغائب والافضال، وأنت يا سيّدي أكرم مأتي وأكرم مزور، وقد جعلت لكلّ زائر كرامة، ولكلّ وافد تحفة، ولكلّ سائل عطيّة، ولكلّ راج ثواباً، ولكلّ ملتمس ما عندك جزاءً، ولكلّ راغب إليك هبة، ولكلّ من فزع إليك رحمة، ولكلّ متضرّع إليك إجابة، ولكلّ متوسّل إليك عفواً، وقد جئتك زائراً لقبور أحبّائك وأوليائك، وخيرتك من عبادك، وافداً إليهم، نازلاً بفنائهم، قاصداً لحرمهم، راغباً في شفاعتهم، ملتمساً ما عندهم، راجياً لهم، متوسّلاً إليك بهم، وحقّ عليك ألّا تخيّب سائلهم ووافدهم، والنازل بفنائهم، والمنيخ بساحتهم من حزبهم وأشياعهم، ووقفت بهذا المقام الشريف، رجاء ما عندك لزوّارهم، والمطيعين لهم، من الرحمة والمغفرة، والفضل والإنعام، فلا تجعلني من أخيب وفدك ووفدهم، وأكرمني بالجنّة، ومنّ عليّ بالمغفرة، وجمّلني بالعافية، وأجرني بالعتق من النار، أوسع عليّ رزقك الحلال، وفضلك الواسع الجزيل، وادرأ عنّي أبداً شرّ كلّ ذي شرّ من الجنّ والإنس.
بأبي أنتم وأُمّي يا سادتي، أتقرّب بكم إلي اللّه، وأتوجّه بكم إلي اللّه، وأطلب بكم حاجتي من اللّه، جعلني اللّه بكم وجيهاً في الدنيا والآخرة، ومن المقرّبين.
بأبي أنتم وأُمّي ونفسي، تحنّنوا عليّ وارحموني، واجعلوني من همّكم، واذكروني عند ربّكم، وكونوا عصمتي، وصيّروني من حزبكم، وشرّفوني بشفاعتكم، ومكّنوني في دولتكم، واحشروني في زمرتكم، وأوردوني حوضكم، وأكرموني برضاكم، وأسعدوني بطاعتكم، وخصّوني بفضلكم، واحفظوني من مكاره الدنيا والآخرة، وشرّ الإنس والجنّ، وكلّ ذي شرّ بقدرتكم.
فبذمّة اللّه وذمّتكم، وجلال اللّه، وكبرياء اللّه، وملك اللّه، وسلطان اللّه، وعظمة اللّه، وعزّ اللّه، وكلماته المباركات، أمتنع وأحترس وأستجير وأستغيث وأحترز، وأهلي وولدي ومالي وإخواني المؤمنين أبداً في الدنيا والآخرة، من كلّ سوء، وبكم أرجو النجاة، وأطلب الصلاح، وآمل النجاح، وأستشفي من كلّ داء وسقم، وإليكم مفرّي من كلّ خوف، وعليكم معوّلي عند كلّ شدّة ورخاء.
اللّهمّ! صلّ علي محمّد وعلي آل محمّد، كما أنت وهم أهله، وأدخلني في كل غّ خير دعوا إليه، ودلّوا عليه، وأمروا به، ورضوا به، قولاً وفعلاً، ونجّني بهم من كلّ مكروه، وأخرجني من كلّ سوء، وأعصمني من كلّ ما نهوا عنه وأنكروه، وخوّفوا منه وحذّروه، وعجّل فرجهم وفرجنا بهم، وأهلك عدوّهم من الإنس والجنّ، وبلّغ أرواحهم وأجسادهم أبداً منّي السلام، واردد علينا منهم السلام، والسلام عليهم ورحمة اللّه وبركاته.»
( البحار: 146/99، ح 5، عن الكتاب العتيق للغرويّ.
قطعة منه في (النصّ علي الأئمّة(عليهم السلام)) (عصمة الأئمّة(عليهم السلام)) و(علم الأئمّة(عليهم السلام) بالغيب) و(رجعة الأئمّة(عليهم السلام)) و(أرواح الأئمّة(عليهم السلام) وطينتهم) و(الآيات والسور التي قرأها(عليه السلام) في الزيارات). )


الثانية - زيارة أحد الأئمّة(عليهم السلام):
1 - السيّد ابن طاووس(رحمه الله): الزيارة الثالثة مرويّة عن أبي الحسن الثالث صلوات اللّه عليه: تدخل مقدّماً رجلك اليمني علي اليسري وتقول:
بسم اللّه وباللّه، وعلي ملّة رسول اللّه صلّي اللّه عليه وآله. أشهد أن لاإله إلّا اللّه وحده لاشريك له، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله صلّي اللّه عليه وآله وسلّم تسليماً.
ثمّ تستقبل الضريح بوجهك، وتجعل القبلة خلفك، وتكبّر اللّه (مائةتكبيرة) وتقول: بسم اللّه الرحمن الرحيم
«أشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لاشريك له، كما شهد اللّه لنفسه، وشهدت له ملائكته، وأولوا العلم من خلقه، لا إله إلّا هو العزيز الحكيم.
وأشهد أنّ محمّداً عبده المنتجب، ورسوله المرتضي، أرسله بالهدي ودين الحقّ، ليظهره علي الدين كلّه، ولو كره المشركون.
اللّهمّ! اجعل أفضل صلواتك وأكملها، وأنمي بركاتك وأعمّها، وأزكي تحيّاتك وأتمّها، علي سيّدنا محمّد عبدك ورسولك، ونبيّك ونجيّك، ووليّك ورضيّك، وصفيّك وخيرتك، وخاصّتك وخالصتك، وأمينك الشاهد لك، والدالّ عليك، والصادق بأمرك، والناصح لك، والمجاهد في سبيلك، والذابّ عن دينك، والموضّح لبراهينك، والمهدي إلي طاعتك، والمرشد إلي مرضاتك، والواعي لوحيك، والحافظ لعهدك، والماضي علي إنفاذ أمرك، المؤيّد بالنور المضي ء، والمسدّد بالأمر المرضي، المعصوم من كلّ خطأ وزلل، المنزّه عن كلّ دنس وخطل، والمبعوث بخير الأديان والملل، مقوّم الميل والعوج، ومقيم البيّنات والحجج، المخصوص بظهور الفلج، وإيضاح المنهج، المظهر من توحيدك ما استتر، والمحيي من عبادتك ما دثر، والخاتم لما سبق، والفاتح لما انغلق، المجتبي من خلائقك، والمعتام لكشف حقائقك، والموضحة به أشراط الهدي، والمجلو به غُربيبُ العمي، دافع جيشان الأباطيل، ودامغ صولات الأضاليل، المختار من طينة الكرم، وسلالة المجد الأقدم، ومغرس الفخار المعرق، وفرع العلا المثمر المورق، المتجب من شجرة الأصفياء، ومشكاة الضياء، وذؤابة العلياء، وسرّه البطحاء، بعيثك بالحقّ، وبرهانك علي جميع الخلق، خاتم أنبيائك، وحجّتك البالغة في أرضك وسمائك.
اللّهمّ! صلّ عليه صلاة ينغمر في جنب انتفاعه بها قدر الانتفاع، ويجوز من بركة التعلّق بسببها ما يفوق قدر المتعلّقين بسببه، وزده بعد ذلك من الإكرام والإجلال ما يتقاصر عنه فسيح الآمال، حتّي يعلو من كرمك علي محالّ المراتب، ويرقي من نعمك أسني منازل المواهب، وخذ له - اللّهمّ - بحقّه وواجبه من ظالميه وظالمي الصفوة من أقاربه.
اللّهمّ! وصلّ علي وليّك وديّان دينك، والقائم بالقسط من بعد نبيّك، عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين، وإمام المتقين، وسيّد الوصيين، ويعسوب الدين، وقائد الغرّ المحجّلين، قبلة العارفين، وعلم المهتدين، وعروتك الوثقي، وحبلك المتين، وخليفة رسولك علي الناس أجمعين، ووصيّه في الدنيا والدين، الصدّيق الأكبر في الأنام، والفاروق الأزهر بين الحلال والحرام، ناصر الإسلام، ومكسّر الأصنام، معزّ الدين وحاميه، وواقي الرسول وكافيه، المخصوص بمؤاخاته يوم الإخاء، ومن هو منه بمنزلة هارون من موسي، خامس أصحاب الكساء، وبعل سيّدة النساء، المؤثر بالقوت بعد ضرّ الطوي، والمشكور سعيه في هل أتي، مصباح الهدي، ومأوي التقي، ومحل الحجي، وطود النهي، الداعي إلي المحجّة العظمي، والضاعن إلي الغاية القصوي، والسامي إلي المجد والعلي، والعالم بالتأويل والذكري، الذي أخدمته خواصّ ملائكتك بالطاس والمنديل حتّي توضّأ، ورددت عليه الشمس بعد دنوّ غروبها حتّي أدّي في أوّل الوقت لك فرضاً، وأطعمته من طعام أهل الجنّة حين منح المقداد قرضاً، وباهيت به خواصّ ملائكتك إذ شري نفسه ابتغاء مرضاتك لترضي، وجعلت ولايته إحدي فرائضك، فالشقيّ من أقرّ ببعض وأنكر بعضاً، عنصر الأبرار، ومعدن الفخار، وقسيم الجنّة والنار، صاحب الأعراف، وأبو الأئمّة الأشراف، المظلوم المغتصب، والصابر المحتسب، الموتور في نفسه وعترته، والمقصود في رهطه وأعزّته، صلاة لا انقطاع لمزيدها، ولا اتّضاع لمشيدها.
اللّهمّ! ألبسه حلل الإنعام، وتوجّه تاج الإكرام، وارفعه إلي أعلي مرتبة ومقام، حتّي يحلق نبيّك عليه وآله السلام، واحكم له اللّهمّ علي ظالميه، إنّك العدل فيما تقضيه.
اللّهمّ! وصلّ علي الطاهرة البتول، الزهراء ابنة الرسول، أُمّ الأئمّة الهادين، وسيّدة نساء العالمين، وارثة خير الأنبياء، وقرينة خير الأوصياء، القادمة عليك متألّمة من مصابها بأبيها، متظلّمة ممّا حلّ بها من غاصبيها، ساخطة علي أمّة لم ترع حقّك في نصرتها، بدليل دفنها ليلاً في حفرتها، المغتصبة حقّها، والمغصّصة بريقها، صلاةً لا غاية لأمدها، ولا نهاية لمددها، ولا انقضاء لعددها.
اللّهمّ! فتكفّل لها عن مكان دار الفناء في دار البقاء بأنفس الأعواض، وأنلها ممّن عاندها نهاية الآمال وغاية الأغراض، حتّي لايبقي لها وليّ ساخط لسخطها إلّا وهو راضٍ، إنّك أعزّ من أجاب المظلومين وأعدل قاضٍ.
اللّهمّ! ألحقها في الإكرام ببعلها وأبيها، وخذ لها الحقّ من ظالميها.
اللّهمّ! وصلّ علي الأئمّة الراشدين، والقادة الهادين، والسادة المعصومين، الأتقياء الأبرار، مأوي السكينة والوقار، خزّان العلم، ومنتهي الحلم والفخار، وساسة العباد، وأركان البلاد، وأدلّة الرشاد، الألبّاء الأمجاد، العلماء بشرعك الزهّاد، مصابيح الظلم، وينابيع الحكم، وأولياء النعم، وعصم الأمم، قرناء التنزيل وآياته، وأمناء التأويل وولاته، وتراجمة الوحي ودلالاته، أئمة الهدي، ومنار الدجي، وأعلام التقي، وكهوف الوري، وحفظة الإسلام، وحججك علي جميع الأنام، الحسن والحسين سيّدي شباب أهل الجنّة وسبطي نبيّ الرحمة، وعليّ ابن الحسين السجّاد زين العابدين، ومحمّد بن عليّ باقر علم الدين، وجعفر بن محمّد الصادق الأمين، وموسي ابن جعفر الكاظم الحليم، وعليّ بن موسي الرضا الوفي، ومحمّد بن عليّ البرّ التقي، وعليّ بن محمّد المنتجب الزكيّ، والحسن بن عليّ الهادي الرضي، والحجّة بن الحسن صاحب العصر والزمن، وصيّ الأوصياء، وبقيّة الأنبياء، المستتر عن خلقك، والمؤمّل لإظهار حقّك، المهدي المنتظر، والقائم الذي به تنتصر.
اللّهمّ! صلّ عليهم أجمعين صلاةً باقيةً في العالمين، تبلغ بها أفضل محلّ المكرمين.
اللّهمّ! ألحقهم في الإكرام بجدّهم وأبيهم، وخذ لهم الحقّ من ظالميهم.
أشهد يا مولاي أنّكم المطيعون للّه، القوّامون بأمره، العاملون بإرادته، الفائزون بكرامته، اصطفاكم بعلمه، واجتباكم لغيبه، واختاركم لسرّه، وأعزّكم بهداه، وخصّكم ببراهينه، وأيّدكم بروحه، ورضيكم خلفاء في أرضه، ودعاةً إلي حقّه، وشهداء علي خلقه، وأنصاراً لدينه، وحججاً علي بريّته، وتراجمةً لوحيه، وخزنةً لعلمه، ومستودعاً لحكمته. عصمكم اللّه من الذنوب، وبرّأكم من العيوب، وائتمنكم علي الغيوب، زرتكم - يا مواليّ - عارفاً بحقّكم، مستبصراً بشأنكم، مهتدياً بهداكم، مقتفياً لأثركم، متّبعاً لسنّتكم، متمسّكاً بولايتكم، معتصماً بحبلكم، مطيعاً لأمركم، موالياً لأوليائكم، معادياً لأعدائكم، عالماً بأنّ الحقّ فيكم ومعكم، متوسّلاً إلي اللّه بكم، مستشفعاً إليه بجاهكم، وحقّ عليه أن لا يخيّب سائله الراجي ما عنده لزوّاركم المطيعين لكم.
اللّهمّ! فكما وفّقتني للإيمان بنبيّك، والتصديق لدعوته، ومننت عليّ بطاعته، واتّباع ملّته، وهديتني إلي معرفته، ومعرفة الأئمّة من ذريّته، وأكملت بمعرفتهم الإيمان، وقبلت بولايتهم وطاعتهم الأعمال، واستعبدت بالصلاة عليهم عبادك، وجعلتهم مفتاحاً للدعاء، وسبباً للإجابة، فصلّ عليهم أجمعين، واجعلني بهم عندك وجيهاً في الدنيا والآخرة ومن المقرّبين.
اللّهمّ! اجعل ذنوبنا بهم مغفورة، وعيوننا مستورة، وفرائضنا مشكورة، ونوافلنا مبرورة، وقلوبنا بذكرك معمورة، وأنفسنا بطاعتك مسرورة، وجوارحنا علي خدمتك مقهورة، وأسماءنا في خواصّك مشهورة، وأرزاقنا من لدنك مدرورة، وحوائجنا لديك ميسورة، برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللّهمّ! أنجز لهم وعدك، وطهّر بسيف قائمهم أرضك، وأقم به حدودك المعطّلة، وأحكامك المهملة والمبدّلة، وأحي به القلوب الميتة، واجمع به الأهواء المتفرّقة، وأجل به صدي الجور عن طريقتك، حتّي يظهر الحقّ علي يديه في أحسن صورته، ويهلك الباطل وأهله بنور دولته، ولا يستخفي بشي ء من الحقّ مخافة أحد من الخلق.
اللّهمّ! عجّل فرجهم، وأظهر فلجهم، واسلك بنا منهجهم، وأمتنا علي ولايتهم، واحشرنا في زمرتهم وتحت لوائهم، وأوردنا حوضهم، واسقنا بكأسهم، ولا تفرّق بيننا وبينهم، ولا تحرمنا شفاعتهم، حتّي نظفر بعفوك وغفرانك، ونصير إلي رحمتك ورضوانك، إله الحقّ ربّ العالمين.
يا قريب الرحمة من المؤمنين، ونحن أوليائك حقّاً لا ارتياباً، يا من إذا أوحشنا التعرّض لغضبه آنسنا حسن الظنّ به، فنحن واثقون بين رغبة ورهبة ارتقاباً، قد أقبلنا لعفوك ومغفرتك طلاباً، فأذللنا لقدرتك وعزّتك رقاباً، وصلّ علي محمّد وآل محمّد الطاهرين، واجعل دعاءنا بهم مستجاباً، وولاءنا لهم من النار حجاباً.
اللّهمّ! بصّرنا قصد السبيل لنعتمده، ومورد الرشد لنرده، بدّل خطايانا صواباً، ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة، يا من تسمّي من جوده وكرمه وهّاباً، وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار إن حقّت علينا اكتساباً، برحمتك يا أرحم الراحمين.
ثمّ تصلّي صلاة الزيارة ثمّ تعود وتقف علي الضريح وتقول:
يا ولي اللّه! إنّ بيني وبين اللّه عزّ وجلّ ذنوباً لا يأتي عليها إلّا رضاه، فبحقّ من ائتمنك علي سرّه، واسترعاك أمر خلقه، وقرن طاعتك بطاعته، وموالاتك بموالاته، تولّ صلاح حالي مع اللّه عزّ وجلّ، واجعل حظّي من زيارتك تخليطي بخالصي زوّارك، الذين تسأل اللّه عزّ وجلّ في عتق رقابهم، وترغب إليه في حسن ثوابهم، وها أنا ذا اليوم بقبرك لائذ، وبحسن دفاعك عنّي عائذ، فتلافني يا مولاي وأدركني، واسأل اللّه عزّوجلّ في أمري، فإنّ لك عند اللّه عزّ وجلّ مقاماً كريماً، صلّي اللّه عليك وسلّم تسليماً».
ثمّ قبّل الضريح، وتوجّه إلي القبلة وارفع يديك وقل:
«اللّهمّ! إنّك لمّا فرضت عليّ طاعته، وأكرمتني بموالاته، علمت أنّ ذلك لجليل مرتبته عندك، ونفيس حظّه لديك، ولقرب منزلته منك، فلذلك لذت بقبره لواذ من يعلم أنّك لا تردّ له شفاعة، فبقديم علمك فيه، وحسن رضاك عنه، ارض عنّي وعن والديّ، ولا تجعل للنار عليّ سبيلاً ولاسلطاناً، برحمتك يا أرحم الراحمين».
ثمّ تتحوّل من موضعك وقف وراء القبر، واجعله بين يديك وارفع يديك وقل:
«اللّهمّ! لو وجدت شفيعاً أقرب إليك من محمّد وأهل بيته الأخيار الأتقياء الأبرار عليه وعليهم السلام لاستشفعت بهم إليك، وهذا قبر وليّ من أوليائك، وسيّد من أصفيائك، ومن فرضت علي الخلق طاعته، قد جعلته بين يدي أسألك يا ربّ بحرمته عندك وبحقّه عليك، لما نظرت إليّ نظرة رحيمة من نظراتك، تلمّ بها شعثي، وتصلح بها حالي في الدنيا والآخرة، فإنّك علي كلّ شي ء قدير.
اللّهمّ! إنّ ذنوبي لمّا فاتت العدد، وجاوزت الأمد، علمت أنّ شفاعة كلّ شافع دون أوليائك تقصر عنها، فوصلت المسير من بلدي قاصداً إلي وليّك بالبشري، ومتعلّقاً منه بالعروة الوثقي، وها أنا يا مولاي قد استشفعت به إليك، وأقسمت به عليك، فارحم غربتي، واقبل توبتي.
اللّهمّ! إنّي لا أُعوّل علي صالحة سلفت منّي، ولا أثق بحسنة تقوم بالحجّة عنّي، ولو أنّي قدّمت حسنات جميع خلقك، ثمّ خالفت طاعة أوليائك، لكانت تلك الحسنات مزعجة عن جوارك لي، غير حائلة بيني وبين نارك، فلذلك علمت أنّ أفضل طاعتك طاعة أوليائك.
اللّهمّ! ارحم توجّهي بمن توجّهت به إليك، فلقد علمت أنّ غير واجد أعظم مقداراً منهم لمكانهم منك، يا أرحم الراحمين.
اللّهمّ! إّنك بالإنعام موصوف، ووليّك بالشفاعة لمن أتاه معروف، فإذا شفع فيّ متفضّلاً كان وجهك عليّ مقبلاً، وإذا كان وجهك عليّ مقبلاً أصبت من الجنّة منزلاً.
اللّهمّ! فكما أتوسّل به إليك أن تمنّ عليّ بالرضا والنعم، اللّهمّ ارضه عنّا، ولا تسخطه علينا، واهدنا به ولا تضلّنا فيه، واجعلنا فيه علي السبيل الذي تختاره، وأضف طاعتي إلي خالص نيّتي في تحيّتي يا أرحم الراحمين.
اللّهمّ! صلّ علي خيار خلقك محمّد وآله كما انتجبتهم علي العالمين، واخترتهم علي علم من الأوّلين.
اللّهمّ! وصلّ علي حجّتك وصفوتك من بريّتك، التالي لنبيّك، القيّم بأمرك، عليّ بن أبي طالب عليه السلام، وصلّ علي فاطمة الزهراء سيّدة نساء العالمين، وصلّ علي الحسن والحسين شنفي عرشك، ودليلي خلقك عليك، ودعاتهم إليك.
اللّهمّ! صلّ علي عليّ، ومحمّد، وجعفر، وموسي، وعليّ، ومحمّد، وعليّ، والحسن، والخلف الصالح الباقي، مصابيح الظلام، وحججك علي جميع الأنام، خزنة العلم أن يعدم، وحماة الدين أن يسقم، صلاة يكون الجزاء عليها أتمّ رضوانك، ونوامي بركاتك وإحسانك.
اللّهمّ! العن أعداءهم من الجنّ والإنس أجمعين، وضاعف عليهم العذاب الأليم».
ثمّ تدعو هاهنا بدعاء العهد المأمور به في حال الغيبة، وهو هذا:
( أوردناه عن مصباح الزائر: 455. )
«اللّهمّ! ربّ النور العظيم، والكرسي الرفيع، وربّ البحر المسجور، ومنزّل التوراة والإنجيل والزبور، وربّ الظلّ والحرور، ومنزّل القرآن العظيم، وربّ الملائكة المقرّبين، والأنبياء والمرسلين.
اللّهمّ! إنّي أسألك بوجهك الكريم، وبنور وجهك المنير، وملكك القديم، يا حيّ يا قيوم، أسألك باسمك الذي أشرقت به السماوات والأرضون، يا حيّ قبل كلّ حي، ويا حيّ بعد كلّ حي، لا إله إلّا أنت.
اللّهمّ! بلّغ مولانا الإمام الهادي المهدي، القائم بأمرك، صلوات اللّه عليه وعلي آبائه الطاهرين، عن المؤمنين والمؤمنات في مشارق الأرض ومغاربها، سهلها وجبلها، برّها وبحرها، وعنّي وعن والديّ من الصلوات زنة عرش اللّه، ومداد كلماته، وما أحصاه علمه، وأحاط به كتابه.
اللّهمّ! إنّي أجدّد له في صبيحة يومي هذا، وما عشت من أيّامي عهداً وعقداً وبيعة له في عنقي، لا أحول عنها ولا أزول أبداً.
اللّهمّ! اجعلني من أنصاره وأعوانه، والذابّين عنه، والمسارعين إليه في قضاء حوائجه، والمحامين عنه، والسابقين إلي إرادته، والمستشهدين بين يديه.
اللّهمّ! إن حال بيني وبينه الموت الذي جعلته علي عبادك حتماً، فأخرجني من قبري، مؤتزراً كفني، شاهراً سيفي، مجرّداً قناتي، ملبّياً دعوة الداعي في الحاضر والباد.
اللّهمّ! أرني الطلعة الرشيدة، والغرّة الحميدة، واكحل ناظري بنظرة منّي إليه، وعجّل فرجه، وسهّل مخرجه، وأوسع منهجه، واسلك بي محجّته، وأنفذ أمره، واشدد أزره، واعمر اللّهمّ به بلادك، وأحيي به عبادك، فإنّك قلت وقولك الحقّ: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ) فاظهر اللّهمّ! لنا وليّك وابن بنت نبيّك، ( الروم: 41/30. )
المسمّي باسم رسولك، حتّي لايظفر بشي ء من الباطل إلّا مزّقه، ويحقّ الحقّ ويحقّقه.
واجعله اللّهمّ! مفزعاً لمظلوم عبادك، وناصراً لمن لا يجد له ناصراً غيرك، ومجدّداً لما عطّل من أحكام كتابك، ومشيّداً لما ورد من أعلام دينك، وسنن نبيّك صلّي اللّه عليه وآله، واجعله ممّن حصّنته من بأس المعتدين.
اللّهمّ! وسرّ نبيّك محمّداً صلّي اللّه عليه وآله برؤيته، ومن تبعه علي دعوته، وارحم استكانتنا بعده.
اللّهمّ! واكشف هذه الغُمّة عن هذه الأُمّة بحضوره، وعجّل لنا (فرجه و) ظهوره، إنّهم يرونه بعيداً ونراه قريباً، برحمتك يا أرحم الراحمين».
ثمّ تضرب علي فخذك الأيمن بيدك ثلاث مرّات وتقول:
العجل، العجل، العجل، يا مولاي يا صاحب الزمان.
فإذا أردت الانصراف من حرمه الشريف فعد إلي السرداب المنيف، وصلّ فيه ما شئت، ثمّ قم مستقبل القبلة وقل:
«اللّهمّ! ادفع عن وليّك وخليفتك، وحجّتك علي خلقك، ولسانك المعبّر عنك، والناطق بحكمتك، وعينك الناظرة بإذنك، وشاهدك علي عبادك، الجحجاح المجاهد، العائذ بك، العائد عندك، وأعذه ( الجَحْجَحُ: السيّد، القاموس المحيط، 446/1 (الجَحّ). )
من جميع ما خلقت وبرأت، وأنشأت وصوّرت، واحفظه من بين يديه ومن خلفه، وعن يمينه وعن شماله، ومن فوقه ومن تحته، بحفظك الذي لا يضيع من حفظته به، واحفظ فيه رسولك وآباءه السادة، أئمّتك ودعائم دينك، واجعله في وديعتك التي لا تضيع، وفي جوارك الذي لا يخفر، وفي منعك وعزّك الذي لا يقهر، وآمنه ( خفره: نقض عهده وغدره، القاموس المحيط: 33/2 (الخفر). )
بأمانك الوثيق الذي لا يخذل من آمنته به، واجعله في كنفك الذي لا يرام من كان فيه، وانصره بنصرك العزيز، وأيّده بجندك الغالب، وقوّه بقوتك، وأردفه بملائكتك، ووال من والاه، وعاد من عاداه، وألبسه درعك الحصينة، وحفّه بالملائكة حفّاً.
اللّهمّ! اشعب به الصدع، وارتق به الفتق، وأمت به الجور، وأظهر به العدل، وزيّن بطول بقائه الأرض، وأيّده بالنصر، وانصره بالرعب، وقوّ ناصريه، واخذل خاذليه، ودمدم علي من نصب له، ودمّر علي من غشّه، واقتل به جبابرة الكفر وعمده ودعائمه، واقصم به رؤوس الضلالة، وشارعة البدع، ومميتة السنّة، ومقوّية الباطل، وذلّل به الجبّارين، وأبر به الكافرين وجميع الملحدين في مشارق الأرض ومغاربها، وبرّها وبحرها، وسهلها وجبلها، حتّي لا تدع منهم ديّاراً، ولا تبق لهم آثاراً.
اللّهمّ! طهّر منهم بلادك، واشف منهم عبادك، وأعز به المؤمنين، وأحيي به سنن المرسلين، ودارس حكم النبيّين، وجدّد به ما امتحي من دينك، وبدّل من حكمك، حتّي تعيد دينك به وعلي يديه جديداً، غضّاً محضاً، صحيحاً لا عوج فيه، ولا بدعة معه، وحتّي تنير بعدله ظلم الجور، وتطفي ء به نيران الكفر، وتوضح به معاقد الحقّ، ومجهول العدل، فإنّه عبدك الذي استخلصته لنفسك، واصطفيته علي غيبك، وعصمته من الذنوب، وبرّأته من العيوب، وطهّرته من الرجس، وسلّمته من الدنس.
اللّهمّ! فإنّا نشهد له يوم القيامة، ويوم حلول الطامّة، أنّه لم يذنب ذنباً، ولا أتي حوباً، ولم يرتكب معصية، ولم يضيّع لك طاعة، ولم يهتك لك حرمة، ولم يبدّل لك فريضة، ولم يغيّر لك شريعة، وأنّه الهادي المهتدي، الطاهر التقيّ النقيّ، الرضيّ المرضيّ الزكيّ.
اللّهمّ! أعطه في نفسه وأهله وذرّيّته وأُمّته وجميع رعيّته ما تقرّ به عينه، وتسرّ به نفسه، وتجمع له ملك الممالك، قريبها وبعيدها، وعزيزها وذليلها، حتّي يجري حكمه علي كلّ حكم، ويغلب بحقّه علي كلّ باطل.
اللّهمّ! اسلك بنا علي يديه منهاج الهدي، والمحجّة العظمي، والطريقة الوسطي، التي يرجع إليها الغالي، ويلحق بها التالي، وقوّنا علي طاعته، وثبّتنا علي متابعته، وامنن علينا بمبايعته، واجعلنا في حزبه، القوّامين بأمره، الصابرين معه، الطالبين رضاك بمناصحته، حتّي تحشرنا يوم القيامة في أنصاره وأعوانه ومقوّية سلطانه، واجعل ذلك لنا خالصاً من كلّ شكّ وشبهة، ورياء وسمعة، حتّي لا نعتمد به غيرك، ولا نطلب به إلّا وجهك، وحتّي تحلّنا محلّه، وتجعلنا في الجنّة معه، وأعذنا من السَآمة والكسل والفترة، واجعلنا ممّن تنتصر به لدينك، وتعزّ به نصر وليّك، ولا تستبدل بنا غيرنا، فإنّ استبدالك بنا غيرنا عليك يسير، وهو علينا كبير.
اللّهمّ! نوّر به كلّ ظلمة، وهدّ بركنه كلّ بدعة، واهدم بعزّه كلّ ضلالة، واقصم به كلّ جبّار، وأخمد بسيفه كلّ نار، وأهلك بعدله جور كلّ جائر، وأجر حكمه علي كلّ حاكم، وأذل بسلطانه كلّ سلطان.
اللّهمّ! أذلّ كلّ من ناوأه، وأهلك كلّ من عاداه، وامكر بمن كاده، واستأصل من جحد حقّه، واستهان بأمره، وسعي في إطفاء نوره، وأراد إخماد ذكره.
اللّهمّ! صلّ علي محمّد المصطفي، وعليّ المرتضي، وفاطمة الزهراء، والحسن الرضا، والحسين المصفّي، وجميع الأوصياء، مصابيح الدجي، وأعلام الهدي، ومنار التقي، والعروة الوثقي، والحبل المتين، والصراط المستقيم؛ وصلّ علي وليّك، وولاة عهدك، والأئمّة من ولده، ومدّ في أعمارهم، وزد في آجالهم، وبلّغهم أقصي آمالهم، ديناً ودنياً وآخرة، إنّك علي كلّ شي ء قدير».
ثمّ تقول:
«اللّهمّ! اجعل نفسي مطمئنّة بقدرك، راضية بقضائك، مولعة بذكرك ودعائك، محبّة لصفوة أوليائك، محبوبة في أرضك وسمائك، صابرة علي نزول بلائك، مشتاقة إلي فرحة لقائك، متزوّدة التقوي ليوم جزائك، مستنّة بسنن أوليائك، مفارقة لأخلاق أعدائك، مشغولة عن الدنيا بحمدك وثنائك».
( مصباح الزائر: 476، س 3. عنه البحار: 178/99، س 2. )

الثالثة - زيارة الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام):
كيفيّة زيارته(عليه السلام):
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(رحمه الله): عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن أُورمة، عمّن حدثه، عن الصادق أبي الحسن الثالث(عليه السلام) قال: يقول:
السلام عليك يا وليّ اللّه، أنت أوّل مظلوم، وأوّل من غصب حقّه، صبرت واحتسبت حتّي أتاك اليقين، فأشهد أنّك لقيت اللّه، وأنت شهيد عذّب اللّه قاتلك بأنواع العذاب، وجدّد عليه العذاب، جئتك عارفاً بحقّك، مستبصراً بشأنك، معادياً لأعدائك ومن ظلمك، أُلقي علي ذلك ربّي إن شاء اللّه، يا وليّ اللّه! إنّ لي ذنوباً كثيرة، فاشفع لي إلي ربّك، فإنّ لك عنداللّه مقاماً [محموداً] معلوماً، وإنّ لك عند اللّه جاهاً، وشفاعةً، وقد قال تعالي: (وَلَايَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَي )
( الأنبياء: 28/21. )
محمّد بن جعفر الرازيّ، عن محمّد بن عيسي بن عبيد، عن بعض أصحابنا، عن أبي الحسن الثالث(عليه السلام) مثله.
( الكافي: 569/4، ح 1.
تهذيب الأحكام: 28/6، ح 54، وفيه: عن الصادق وأبي الحسن الثالث(عليها السلام) قال: تقول عند قبر أمير المؤمنين(عليه السلام). عنه وعن الكافي، وسائل الشيعة: 394/14، ح 19450، والبحار: 265/97، ح 4، ونور الثقلين: 423/3، ح 47، قطعة منه.
من لايحضره الفقيه: 352/2، ح 1613.
كامل الزيارات: 96/103، ح 96، و104، ح 97.
فرحة الغري: 135، ح 77.
قطعة منه في (ألقابه(عليه السلام))، و(شفاعة أمير المؤمنين(عليه السلام))، و(الآيات والسور التي قرأها(عليه السلام) في الزيارات). )


زيارته(عليه السلام) يوم الغدير:
1 - العلّامة المجلسيّ(رحمه الله): قال المفيد(رحمه الله): روي عن أبي محمّد الحسن ابن العسكريّ، عن أبيه صلوات اللّه عليهما وذكر أنّه(عليه السلام) زار بها في يوم الغدير في السنة التي أشخصه المعتصم، فإذا أردت ذلك فقف علي باب القبّة الشريفة، واستأذن وادخل مقدّماً رجلك اليمني علي اليسري، وامش حتّي تقف علي الضريح واستقبله واجعل القبلة بين كتفيك وقل:
«السلام علي محمّد رسول اللّه خاتم النبيّين، وسيّد المرسلين، وصفوة ربّ العالمين، أمين اللّه علي وحيه وعزائم أمره، والخاتم لما سبق، والفاتح لما استقبل، والمهيمن علي ذلك كلّه، ورحمة اللّه وبركاته وصلواته وتحيّاته، والسلام علي أنبياء اللّه ورسله، وملائكته المقرّبين، وعباده الصالحين.
السلام عليك يا أمير المؤمنين، وسيّد الوصيّين، ووارث علم النبيّين، ووليّ ربّ العالمين، ومولاي ومولي المؤمنين، ورحمة اللّه وبركاته.
السلام عليك يا مولاي يا أمير المؤمنين، يا أمين اللّه في أرضه،وسفيره في خلقه، وحجّته البالغة علي عباده، السلام عليك يادين اللّه القويم، وصراطه المستقيم.
السلام عليك أيّها النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون، وعنه يسألون، السلام عليك يا أمير المومنين ،آمنت باللّه وهم مشركون، وصدّقت بالحقّ وهم مكذّبون، وجاهدت وهم محجمون، وعبدت اللّه مخلصاً له الدين صابراً محتسباً حتّي أتاك اليقين، ألا لعنة اللّه علي الظالمين.
السلام عليك يا سيّد المسلمين، ويعسوب المؤمنين، وإمام المتّقين، وقائد الغرّ المحجّلين، ورحمة اللّه وبركاته، أشهد أنّك أخو رسول اللّه، ووصيّه ووارث علمه، وأمينه علي شرعه، وخليفته في أُمّته، وأوّل من آمن باللّه، وصدّق بما أنزل علي نبيّه، وأشهد أنّه قد بلّغ عن اللّه ما أنزله فيك، فصدع بأمره، وأوجب علي أُمّته فرض ( صدعت الشي ء: بيّنته وأظهرته. مجمع البحرين: 358/4، (صدع). )
طاعتك وولايتك، وعقد عليهم البيعة لك، وجعلك أولي بالمؤمنين من أنفسهم كما جعله اللّه كذلك، ثمّ أشهد اللّه تعالي عليهم، فقال: ألست قد بلّغت؟ فقالوا: اللّهمّ! بلي! فقال: اللّهمّ! اشهد وكفي بك شهيداً وحاكماً بين العباد، فلعن اللّه جاحد ولايتك بعد الإقرار، وناكث عهدك بعد الميثاق، وأشهد أنّك وفيت بعهد اللّه تعالي، وأّن اللّه تعالي موف لك بعهده (وَمَنْ أَوْفَي بِمَا عَهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًإ؛تپ ف ُّ عَظِيمًا)، وأشهد أنّك أمير المؤمنين الحقّ الذي نطق بولايتك ( الفتح: 10/48. )
التنزيل، وأخذ لك العهد علي الأُمّة بذلك الرسول، وأشهد أنّك وعمّك وأخاك الذين تاجرتم اللّه بنفوسكم، فأنزل اللّه فيكم (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَي مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَلَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَلةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْءَانِ وَمَنْ أَوْفَي بِعَهْدِهِ ي مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ي وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * التَّل-ِبُونَ الْعَبِدُونَ الْحَمِدُونَ السَّل-ِحُونَ الرَّكِعُونَ السَّجِدُونَ الْأَمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَفِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ).
( التوبة: 111/9 - 112. )
أشهد يا أمير المؤمنين أنّ الشاكّ فيك ما آمن بالرسول الأمين، وأنّ العادل بك غيرك عاند عن الدين القويم الذي ارتضاه لنا ربّ العالمين، وأكمله بولايتك يوم الغدير، وأشهد أنّك المعنيّ بقول العزيز الرحيم: (وَأَنَّ هَذَا صِرَطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَاتَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ي) ضلّ واللّه وأضلّ من اتّبع سواك، وعند عن ( الأنعام: 153/6. )
الحقّ من عاداك.
اللّهمّ! سمعنا لأمرك، وأطعنا واتّبعنا صراطك المستقيم، فاهدنا ربّنا ولاتزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا إلي طاعتك، واجعلنا من الشاكرين لأنعمك، وأشهد أنّك لم تزل للهوي مخالفاً، وللتقي محالفاً، وعلي كظم الغيظ قادراً، و عن الناس عافياً غافراً، وإذا عصي اللّه ساخطاً، وإذا أُطيع اللّه راضياً، وبما عهد إليك عاملاً، راعياً لما استحفظت، حافظاً لما استودعت، مبلّغاً ما حمّلت، منتظراً ما وعدت، وأشهد أنّك ما اتّقيت ضارعاً، ولا أمسكت عن حقّك جازعاً، ولا أحجمت عن مجاهدة عاصيك ناكلاً، ولا أظهرت الرضا بخلاف ما يرضي اللّه مداهناً، ولا وهنت لما أصابك في سبيل اللّه، ولاضعفت ولا استكنت عن طلب حقّك، مراقباً معاذ اللّه أن تكون كذلك، بل إذ ظلمت احتسبت ربّك، وفوّضت إليه أمرك، وذكّرتهم فما ادّكروا، ووعظتهم فما اتّعظوا، وخوّفتهم اللّه فما تخوّفوا، وأشهد أنّك ياأميرالمؤمنين جاهدت في اللّه حقّ جهاده، حتّي دعاك اللّه إلي جواره، وقبضك إليه بإختياره، وألزم أعداءك الحجّة بقتلهم إيّاك، لتكون الحجّة لك عليهم مع مالك من الحجج البالغة علي جميع خلقه.
السلام عليك يا أمير المؤمنين عبدت اللّه مخلصاً، وجاهدت في اللّه صابراً، وجدت بنفسك محتسباً، وعملت بكتابه، واتّبعت سنّة نبيّه، وأقمت الصلاة وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر ما استطعت، مبتغياً ما عند اللّه، راغباً فيما وعد اللّه، لا تحفل بالنوائب، ولا تهن عند الشدائد، ولا تحجم عن محارب، أفك من نسب غير ذلك إليك، وافتري باطلاً عليك، وأولي لمن عند عنك، لقد جاهدت في اللّه حقّ الجهاد، وصبرت علي الأذي صبر احتساب، وأنت أوّل من آمن باللّه، وصلّي له وجاهد، وأبدي صفحته في دار الشرك، والأرض مشحونة ضلالة، والشيطان يعبد ( صفحة الرجل: عرض صدره، يقال: (أبدي له صفحته) أي كاشفه. المنجد: 427 (صفح). )
جهرة، وأنت القائل: لا تزيدني كثرة الناس حولي عزّة، ولاتفرّقهم عنّي وحشة، ولو أسلمني الناس جميعاً لم أكن متضرّعاً، اعتصمت باللّه فعززت، وآثرت الآخرة علي الأُولي فزهدت، وأيّدك اللّه وهداك، وأخلصك واجتباك، فما تناقضت أفعالك، ولا اختلفت أقوالك، ولاتقلّبت أحوالك، ولا ادّعيت ولا افتريت علي اللّه كذباً، ولا شرهت إلي الحطام، ولادنّسك الآثام، ولم تزل علي بيّنة من ( شره: كفرح غلب حرصه، قاموس المحيط: 410/4 (شره). )
ربّك ويقين من أمرك، تهدي إلي الحقّ وإلي طريق مستقيم، أشهد شهادة حقّ وأُقسم باللّه قسم صدق أنّ محمّداً و آله صلوات اللّه عليهم سادات الخلق، وأنّك مولاي ومولي المؤمنين، وأنّك عبد اللّه ووليّه وأخو الرسول ووصيّه ووارثه، وأنّه القائل لك: والذي بعثني بالحقّ ما آمن بي من كفر بك، ولا أقرّ باللّه من جحدك، وقد ضلّ من صدّ عنك، ولم يهتد إلي اللّه ولا إليّ من لايهتدي بك، وهو قول ربّي عزّ وجلّ: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَلِحًا ثُمَّ اهْتَدَي ) ( طه: 82/20. )
إلي ولايتك، مولاي فضلك لا يخفي، ونورك لا يطفي، وأنّ من جحدك الظلوم الأشقي، مولاي أنت الحجّة علي العباد، والهادي إلي الرشاد، والعدّة للمعاد، مولاي لقد رفع اللّه في الأُولي منزلتك، وأعلي في الآخرة درجتك، وبصرّك ما عمي علي من خالفك، وحال بينك وبين مواهب اللّه لك، فلعن اللّه مستحلّي الحرمة منك، وذائد الحقّ عنك، وأشهد أنّهم الأخسرون الذين تلفح وجوههم النار ( لفحه كمنعه ضربه والنار بحرّها: أحرقت، قاموس المحيط: 491/1 (لفحه). )
وهم فيها كالحون وأشهد أنّك ما أقدمت ولا أحجمت ولا نطقت ( الكالح: الذي قد انكشفت شفته عن أسنانه، يقال: (دهرٌ أو شقاءٌ كالح، أي شديد ضيّق). المنجد: 694 (كلح). )
ولاأمسكت إلّا بأمر من اللّه ورسوله، قلت: والذي نفسي بيده لقد نظر إليّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه وآله أضرب بالسيف قدماً، فقال: يا عليّ! أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلّا أنّه لا نبيّ بعدي، وأُعلمك أنّ موتك وحياتك معي وعلي سنّتي، فو اللّه! ما كذبت ولا كُذّبت، ولا ضللت ولا ضلّ بي، ولا نسيت ما عهد إليّ ربّي، وإنّي لعلي بيّنة من ربّي بيّنها لنبيّه، وبيّنها النبيّ لي، وإنّي لعلي الطريق الواضح، ألفظه لفظاً.
صدقت واللّه وقلت الحقّ، فلعن اللّه من ساواك بمن ناواك، واللّه جلّ اسمه يقول: (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَايَعْلَمُونَ) فلعن ( الزمر: 9/39. )
اللّه من عدل بك، مَن فرض اللّه عليه ولايتك، وأنت وليّ اللّه و أخو رسوله، والذابّ عن دينه، والذي نطق القرآن بتفضيله قال اللّه تعالي: (وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَهِدِينَ عَلَي الْقَعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا * دَرَجَتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا). وقال اللّه تعالي: (أَجَعَلْتُمْ ( النساء: 95/4 - 96. )
سِقَايَةَ الْحَآجِ ّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ ءَامَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الأَْخِرِ وَجَهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَايَسْتَوُونَ عِندَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَايَهْدِي الْقَوْمَ الظَّلِمِينَ * الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَلِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللَّهِ وَأُوْلَل-ِكَ هُمُ الْفَآلِزُونَ * يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَنٍ وَجَنَّتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ * خَلِدِينَ فِيهَآ أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ و أَجْرٌ عَظِيمٌ).
( التوبة: 19/9 - 22. )
أشهد أنّك المخصوص بمدحة اللّه، المخلص لطاعة اللّه، لم تبغ بالهدي بدلاً، ولم تشرك بعبادة ربّك أحداً، وأنّ اللّه تعالي استجاب لنبيّه صلّي اللّه عليه وآله فيك دعوته، ثمّ أمره باظهار ما أولاك لأُمّته إعلاءً لشأنك، وإعلاناً لبرهانك، ودحضاً للأباطيل، وقطعاً للمعاذير، فلمّا أشفق من فتنة الفاسقين واتّقي فيك المنافقين، أوحي إليه ربّ العالمين: (يَأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ و وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ).
( المائدة: 67/5. )
فوضع علي نفسه أوزار المسير، ونهض في رمضاء الهجير، ( الرمض محرّكة: شدّة وقع الشمس علي الرمل، القاموس المحيط: 490/2 (الرمض). )
( الهاجرة: نصف النهار عند زوال الشمس مع الظهر أو من عند زوالها إلي العصر،
القاموس المحيط: 223/2 (هجره). )

فخطب فأسمع ونادي فأبلغ ثمّ سألهم أجمع، فقال: هل بلّغت؟
فقالوا: اللّهمّ! بلي! فقال: اللّهمّ! اشهد، ثمّ قال: ألست أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟ فقالوا: بلي! فأخذ بيدك، وقال: من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه، اللّهمّ وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، فما آمن بما أنزل اللّه فيك علي نبيّه إلّإ؛ثت ف قليل، ولا زاد أكثرهم غير تخسير، ولقد أنزل اللّه تعالي فيك من قبل وهم كارهون (يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ ي فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ و أَذِلَّةٍ عَلَي الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَي الْكَفِرِينَ يُجَهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَايَخَافُونَ لَوْمَةَ لَآلِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ وَاللَّهُ وَسِعٌ عَلِيمٌ * إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ و وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَوةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَوةَ وَهُمْ رَكِعُونَ * وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ و وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَلِبُونَ ، 4)، (رَبَّنَآ ءَامَنَّا بِمَآ أَنزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا ( المائدة: 54/5 - 56. )
مَعَ الشَّهِدِينَ)، (رَبَّنَا لَاتُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ( آل عمران: 53/3. )
إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ).
( آل عمران: 8/3. )
اللّهمّ! إنّا نعلم أنّ هذا هو الحقّ من عندك، فالعن من عارضه واستكبر وكذّب به وكفر، (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ).
( الشعراء: 227/26. )
السلام عليك يا أمير المؤمنين، وسيّد الوصيّين، وأوّل العابدين، وأزهد الزاهدين، ورحمة اللّه وبركاته وصلواته وتحيّاته.
أنت مطعم الطعام علي حبّه مسكيناً ويتيماً وأسيراً لوجه اللّه، لا تريد منهم جزاء ولا شكوراً، وفيك أنزل اللّه تعالي: (وَيُؤْثِرُونَ عَلَي أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ ي فَأُوْلَل-ِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)، وأنت الكاظم للغيظ، والعافي عن الناس، واللّه يحبّ ( الحشر: 9/59.)
المحسنين، وأنت الصابر في البأسآء والضرّاء وحين البأس، وأنت القاسم بالسويّة، والعادل في الرعيّة، والعالم بحدود اللّه من جميع البريّة، واللّه تعالي أخبر عمّا أولاك من فضله بقوله: (أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّايَسْتَوُونَ * أَمَّا الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّلِحَتِ فَلَهُمْ جَنَّتُ الْمَأْوَي نُزُلَام بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ)، وأنت المخصوص بعلم التنزيل، ( السجدة: 18/32 - 19. )
وحكم التأويل، ونصّ الرسول، ولك المواقف المشهودة والمقامات المشهورة والأيّام المذكورة، يوم بدر ويوم الأحزاب (إِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَرُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُواْ زِلْزَالًا شَدِيدًا * وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَفِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ و إِلَّا غُرُورًا * وَإِذْ قَالَت طَّآلِفَةٌ مِّنْهُمْ يَأَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُواْ وَيَسْتَْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا) وقال اللّه تعالي: (وَلَمَّا رَءَا الْمُؤْمِنُونَ ( الأحزاب: 10/33 - 13. )
الْأَحْزَابَ قَالُواْ هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ و وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ و وَمَا زَادَهُمْ إِلَّآ إِيمَنًا وَتَسْلِيمًا)، فقتلت عمروهم، وهزمت جمعهم؛ (وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ ( الأحزاب: 22/33. )
كَفَرُواْ بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُواْ خَيْرًا وَكَفَي اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا).
( الأحزاب: 25/33. )
ويوم أُحد إذ يصعدون ولا يلون علي أحد والرسول يدعوهم في أُخراهم وأنت تذود بهم المشركين عن النبيّ ذات اليمين وذات ( الذود: السوق والطرد والدفع، القاموس المحيط: 568/1 (الذود). )
الشمال حتّي ردّهم اللّه عنكما خائفين، ونصر بك الخاذلين. ويوم حنين علي ما نطق به التنزيل: (إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيًْا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَْرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ * ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ و عَلَي رَسُولِهِ ي وَعَلَي الْمُؤْمِنِينَ) والمؤمنون أنت ومن يليك وعمّك ( التوبة: 25/9 - 26. )
العبّاس ينادي المنهزمين: يا أصحاب سورة البقرة، يا أهل بيعة الشجرة حتّي استجاب له قوم قد كفيتهم المؤونة، وتكفّلت دونهم المعونة، فعادوا آيسين من المثوبة، راجين وعد اللّه تعالي بالتوبة، وذلك قول اللّه جلّ ذكره: (ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِن م بَعْدِ ذَلِكَ عَلَي مَن يَشَآءُ) ( التوبة: 27/9. )
وأنت حائز درجة الصبر، فائز بعظيم الأجر، ويوم خيبر إذ أظهر اللّه خور المنافقين، وقطع دابر الكافرين، والحمد للّه ربّ العالمين؛ (وَلَقَدْ كَانُواْ عَهَدُواْ اللَّهَ مِن قَبْلُ لَايُوَلُّونَ الْأَدْبَرَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسُْولًا).
( الأحزاب: 15/33. )
مولاي! أنت الحجّة البالغة، والمحجّة الواضحة، والنعمة السابغة، والبرهان المنير، فهنيئاً لك بما آتاك اللّه من فضل وتبّاً لشانئك ذي الجهل، شهدت مع النبيّ صلّي اللّه عليه وآله جميع حروبه ومغازيه تحمل الراية أمامه، وتضرب بالسيف قدّامه، ثمّ لحزمك المشهور وبصيرتك في الأُمور، أمّرك في المواطن ولم تكن عليك أمير، وكم من أمر صدّك عن إمضاء عزمك فيه التقي، واتّبع غيرك في مثله الهوي، فظنّ الجاهلون أنّك عجزت عمّا إليه انتهي، ضلّ واللّه الظانّ لذلك وما اهتدي، ولقد أوضحت ما أشكل من ذلك لمن توهّم وامتري بقولك صلّي اللّه عليك: قد يري الحوّل القلّب وجه ( امتري فيه وتماري: شكّ، القاموس المحيط: 565/4 (مري). )
الحيلة، ودونها حاجز من تقوي اللّه، فيدعها رأي العين، وينتهز فرصتها من لا حريجة له في الدين؛ صدقت وخسر المبطلون وإذ ماكرك الناكثان فقالا: نريد العمرة، فقلت لهما: لعمر كما ما تريدان العمرة ولكن تريدان الغدرة، فأخذت البيعة عليهما، وجدّدت الميثاق فجدّا في النفاق، فلمّا نبّهتهما علي فعلهما أغفلا وعادا وماانتفعا وكان عاقبة أمرهما خسراً، ثمّ تلاهما أهل الشام، فسرت إليهم بعد الإعذار وهم لا يدينون دين الحقّ، ولا يتدبّرون القرآن، همج رعاع ضالّون، وبالذي أُنزل علي محمّد فيك كافرون، ولأهل الخلاف عليك ناصرون، وقد أمر اللّه تعالي باتّباعك وندب المؤمنين إلي نصرك، وقال عزّ وجلّ: (يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّدِقِينَ) مولاي بك ظهر الحقّ وقد نبذه الخلق، ( التوبة: 119/9. )
وأوضحت السنن بعد الدروس والطمس، فلك سابقة الجهاد علي تصديق التنزيل، ولك فضيلة الجهاد علي تحقيق التأويل، وعدوّك عدوّ اللّه، جاحد لرسول اللّه، يدعو باطلاً ويحكم جائراً، ويتأمّر غاصباً ويدعو حزبه إلي النار، وعمّار يجاهد وينادي بين الصفّين: الرواح، الرواح إلي الجنّة، ولمّا استسقي فسقي اللبن كبّر وقال: ( راح، رواحاً: جاء أو ذهب في الرواح أي العشيّ. المنجد: 285 (راح). )
قال لي رسول اللّه صلّي اللّه عليه وآله: آخر شرابك من الدنيا ضياح من لبن، وتقتلك الفئة الباغية، فاعترضه أبوالعادية الفزاري فقتله، فعلي أبي العادية لعنة اللّه، ولعنة ملائكته ورسله أجمعين، وعلي من سلّ سيفه عليك، وسللت سيفك عليه ياأميرالمؤمنين من المشركين والمنافقين إلي يوم الدين، وعلي من رضي بما ساءك ولم يكرهه، وأغمض عينه ولم ينكر، أو أعان عليك بيد، أو لسان، أو قعد عن نصرك، أو خذل عن الجهاد معك، أو غمط فضلك وجحد حقّك، ( غمط الحقّ: جحده. المنجد: 560 (غمط). )
أو عدل بك من جعلك اللّه أولي به من نفسه، وصلوات اللّه عليك ورحمة اللّه وبركاته وسلامه وتحيّاته، وعلي الأئمّة من آلك الطاهرين إنّه حميد مجيد.
والأمر الأعجب، والخطب الأفظع بعد جحدك حقّك، غصب الصديقة الطاهرة الزهراء سيّدة النساء فدكاً، وردّ شهادتك وشهادة السيّدين سلالتك وعترة المصطفي صلّي اللّه عليكم، وقد أعلي اللّه تعالي علي الأُمّة درجتكم، ورفع منزلتكم، وأبان فضلكم، وشرّفكم علي العالمين، فأذهب عنكم الرجس وطهّركم تطهيراً؛ قال اللّه عزّ وجلّ: (إِنَّ الْإِنسَنَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا * إِلَّا الْمُصَلِّينَ).
( المعارج: 20/70. )
فاستثني اللّه تعالي نبيّه المصطفي وأنت يا سيّد الأوصياء من جميع الخلق، فما أعمه من ظلمك عن الحقّ، ثمّ أقرضوك سهم ذوي القربي مكراً، أو حادوه عن أهله جوراً، فلمّا آل الأمر إليك أجريتهم علي ما أجريا رغبة عنهما بما عند اللّه لك، فأشبهت محنتك بهما محن الأنبياء عند الوحدة، وعدم الأنصار، وأشبهت في البيات علي الفراش الذبيح عليه السلام إذ أجبت كما أجاب، وأطعت كما أطاع إسماعيل صابراً محتسباً، إذ قال له: (يَبُنَيَّ إِنِّي أَرَي فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَي قَالَ يَأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَآءَ اللَّهُ مِنَ الصَّبِرِينَ)، وكذلك أنت لمّا أباتك النبيّ صلّي اللّه عليه وآله ( الصافّات: 102/37. )
وأمرك أن تضجع في مرقده واقياً له بنفسك، أسرعت إلي إجابته مطيعاً، ولنفسك علي القتل موطّناً، فشكر اللّه تعالي طاعتك، وأبان عن جميل فعلك بقوله جلّ ذكره: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَآءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ)، ثمّ محنتك يوم صفّين وقد رفعت المصاحف حيلة ( البقرة: 207/2. )
ومكراً فأعرض الشكّ، وعرف الحقّ، واتّبع الظنّ، أشبهت محنة هارون إذ أمّره موسي علي قومه فتفرّقوا عنه، وهارون ينادي بهم ويقول: (يَقَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُم بِهِ ي وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُواْ أَمْرِي * قَالُواْ لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَكِفِينَ حَتَّي يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَي )، وكذلك أنت لمّا ( طه: 90/20 - 91. )
رفعت المصاحف قلت: يا قوم! إنّما فتنتم بها وخدعتم، فعصوك وخالفوا عليك واستدعوا نصب الحكمين، فأبيت عليهم وتبرّأت إلي اللّه من فعلهم وفوّضته إليهم، فلمّا أسفر الحقّ وسفه المنكر، واعترفوا بالزلل والجور عن القصد، واختلفوا من بعده، وألزموك علي سفه التحكيم الذي أبيته، وأحبّوه و حظرته وأباحوا ذنبهم الذي اقترفوه، وأنت علي نهج بصيرة وهدي، وهم علي سنن ضلالة وعمي، فما زالوا علي النفاق مصرّين، وفي الغيّ متردّدين حتّي أذاقهم اللّه وبال أمرهم فأمات بسيفك، من عاندك فشقي وهوي، وأحيا بحجّتك من سعد فهدي، صلوات اللّه عليك غادية ورائحة وعاكفة وذاهبة، فما يحيط المادح وصفك، ولا يحبط الطاعن فضلك، أنت أحسن الخلق عبادة، وأخلصهم زهادة، وأذبّهم عن الدين، أقمت حدود اللّه بجهدك، وفللت عساكر المارقين بسيفك، تخمد لهب الحروب ببنانك، وتهتك ستور الشبه ببيانك، وتكشف لبس الباطل عن صريح الحقّ، لا تأخذك في اللّه لومةُ لائم، وفي مدح اللّه تعالي لك غني عن مدح المادحين، وتقريظ الواصفين قال اللّه تعالي: (مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَهَدُواْ اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَي نَحْبَهُ و وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً) ولمّا رأيت أن قتلت الناكثين ( الأحزاب: 23/33. )
والقاسطين والمارقين، وصدّقك رسول اللّه صلّي اللّه عليه وآله وعده فأوفيت بعهده، قلت: أما آن أن تخضب هذه من هذه؟ أم متي يبعث أشقاها؟ واثقاً بأنّك علي بيّنة من ربّك وبصيرة من أمرك، قادم علي اللّه، مستبشر ببيعك الذي بايعته به، وذلك هو الفوز العظيم. اللّهمّ! العن قتلة أنبيائك وأوصياء أنبيائك، بجميع لعناتك وأصلهم حرّ نارك، والعن من غصب وليّك حقّه، وأنكر عهده، وجحده بعد اليقين، والإقرار بالولاية له يوم أكملت له الدين. اللّهمّ! العن قتلة أمير المؤمنين ومن ظلمه وأشياعهم وأنصارهم، اللّهمّ العن ظالمي الحسين وقاتليه، والمتابعين عدوّه وناصريه، والراضين بقتله وخاذليه لعناً وبيلا. اللّهمّ! العن أوّل ظالم ظلم آل محمّد ومانعيهم حقوقهم، اللّهمّ خصّ أوّل ظالم وغاصب لآل محمّد باللعن وكلّ مستنّ بما سنّ إلي يوم القيامة. اللّهمّ! صلّ علي محمّد وآل محمّد خاتم النبيّين وعلي عليّ سيّد الوصيّين وآله الطاهرين واجعلنا بهم متمسّكين، وبولايتهم من الفائزين الآمنين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون».
( البحار: 359/97، ح 6.
مقدّمة البرهان: 179، س 6، قطعة منه.
فرحة الغريّ: 136، ح 78، أشار إلي مضمونه.
قطعة منه في (يمينه(عليه السلام)) و(أحواله(عليه السلام) مع المعتصم) و(إنّ محمّداً(صلي الله عليه وآله) سيّد الخلق) و(إنّ آل محمّد(عليهم السلام) سادات الخلق) و(إعلاء درجة الأئمّة(عليهم السلام) علي الأُمّة) و(إنّ عليّاً(عليه السلام) كاشف لبس الباطل عن الحقّ) و(مشابهة مِحَن عليّ(عليه السلام) بمحن الأنبياء(عليهم السلام)) و(إنّ عليّاً(عليه السلام) أوّل من آمن باللّه عزّ وجلّ وصلّي له) و(منزلة عليّ(عليه السلام) يوم أُحد وحنين وخيبر) و(إنّ عليّاً(عليه السلام) الحجّة البالغة والنعمة السابقة) و(إنّ عدّو عليّ(عليه السلام) عدوّ اللّه) (غصب فدك الزهراء(عليها السلام)) و(حكم اليمين باللّه) و(الآيات والسور التي قرأها(عليه السلام) في الزيارات) و(دعاؤه(عليه السلام) علي من جحد ولاية عليّ(عليه السلام)) و(دعاؤه(عليه السلام) علي قتلة الأنبياء والأوصياء من آل محمّد(عليهم السلام) وغاصبي حقوقهم) و(دعاؤه(عليه السلام) علي أبي العادية وغيره من مخالفي عليّ(عليه السلام)) (دعاؤه(عليه السلام) علي مستحلّي حرمة عليّ(عليه السلام)) (دعاؤه(عليه السلام) علي من عدل عن عليّ(عليه السلام)) و(ما رواه عن رسول اللّه(صلي الله عليه وآله)) و(ما رواه عن عليّ(عليه السلام)) و(ذمّ أبي العادية قاتل عمّار). )


الرابعة - زيارة الإمام الحسين(عليه السلام):
فضل زيارته(عليه السلام):
1 - ابن قولويه القمّيّ(رحمه الله): حدّثني أبو محمّد هارون بن موسي التلعكبري، عن أبي عليّ محمّد بن همّام بن سهيل، عن أحمد بن مابنداد، عن أحمد بن المعافا الثعلبي من أهل رأس العين، عن عليّ بن جعفر الهمانيّ قال: سمعت عليّ بن محمّد العسكريّ(عليها السلام) يقول: من ( في البحار: الهمدانيّ. )
خرج من بيته يريد زيارة3الفقه الزيارة، 4 الحسين(عليه السلام) فصار إلي الفرات فاغتسل منه كتب من المفلحين، فإذا سلّم علي أبي عبد اللّه كتب من الفائزين، فإذا فرغ من صلاته أتاه ملك فقال: إنّ رسول اللّه(صلي الله عليه وآله) يقرؤك السلام ويقول لك: أمّا ذنوبك فقد غفرك لك، استأنف العمل.
( كامل الزيارات: 344، ح 582. عنه وسائل الشيعة: 486/14، ح 19662، والبحار: 143/98، ح 16.
قطعة منه في (غسل الزيارة) و(فضل زيارته) و(ما رواه عن النبيّ(صلي الله عليه وآله)). )


كيفيّة زيارته(عليه السلام):
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(رحمه الله): عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن أُورمة، عن بعض أصحابنا، عن أبي الحسن صاحب العسكر(عليه السلام) قال: تقول عند [رأس ] الحسين 2الحسين الحسين، 4(عليه السلام):
«السلام عليك يا أبا عبد اللّه، السلام عليك يا حجّة اللّه في أرضه، وشاهده علي خلقه، السلام عليك يا ابن رسول اللّه، السلام عليك ياابن عليّ المرتضي، السلام عليك يا ابن فاطمة الزهراء، أشهد أنّك قد أقمت الصلاة، وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف، ونهيت عن المنكر، وجاهدت في سبيل اللّه حتّي أتاك اليقين، فصلّي اللّه عليك حيّاً وميّتاً.
ثمّ تضع خدّك الأيمن علي القبر، وقل:
أشهد أنّك علي بيّنة من ربّك، جئت مقرّاً بالذنوب لتشفع لي عند ربّك يا ابن رسول اللّه.
ثمّ اذكر الأئمّة(عليهم السلام) بأسمائهم واحداً واحداً، وقل:
أشهد أنّكم حجّة اللّه، ثمّ قل: اكتب لي عندك ميثاقاً وعهداً، إنّي أتيتك أُجدّد الميثاق، فاشهد لي عند ربّك إنّك أنت الشاهد».
( الكافي: 577/4، ح 3. عنه البحار: 173/98، ح 29.
تهذيب الأحكام: 114/6، ح 202.
مصباح الكفعميّ: 661، س 12.
كامل الزيارات: 380، ح 626 و379، ح 625، وفيه: حدّثني حكيم بن داود بن حكيم، عن سلمة بن الخطّاب، عن الحسين بن زكريّا، عن سليمان بن حفص المروزيّ، عن المبارك، والظاهر أنّ المراد من «المبارك» هو الهادي(عليه السلام). عنه البحار: 172/98، ح 26، و173، ح 27، مثله. )


كيفيّة زيارته وزيارة أولاده وأصحابه(عليهم السلام):
1 - السيّد ابن طاووس(رحمه الله):... الشيخ الصالح أبو منصور بن عبد المنعم ابن النعمان البغداديّ 4 قال: خرج من الناحية سنة اثنتين وخمسين ومائتين علي يد الشيخ محمّد بن غالب الإصفهاني... وكتبت أستأذن في زيارة مولاي أبي عبد اللّه(عليه السلام)، وزيارة الشهداء رضوان اللّه عليهم؛ فخرج إليّ منه:
بسم اللّه الرحمن الرحيم
إذا أردت زيارة الشهداء رضوان اللّه عليهم فقف عند رجلي الحسين وهو قبر عليّ بن الحسين(عليها السلام)، فاستقبل القبلة بوجهك، فإنّ هناك حُرمة الشهداء(عليهم السلام)، وأومي ء وأشر إلي عليّ بن الحسين(عليها السلام) وقل:
«السلام عليك يا أوّل قتيل من نسل خير سليل، من سلالة إبراهيم الخليل صلي اللّه عليك وعلي أبيك إذ قال فيك: قتل اللّه قوماً قتلوك يابنيّ! ما أجرأهم علي الرحمن، وعلي انتهاك حرمة الرسول(صلي الله عليه وآله)، علي الدنيا بعدك العفا، كأنّي بك بين يديه ماثلاً، وللكافرين قائلاً:
أنا عليّ بن الحسين بن عليّ
نحن وبيت اللّه أولي بالنبي
أطعنكم بالرمح حتّي ينثني
أضربكم بالسيف أحمي عن أبي
ضرب غلام هاشمي عربي
واللّه لا يحكم فينا ابن الدعي
حتّي قضيت نحبك ولقيت ربّك، أشهد أنّك أولي باللّه وبرسوله، وأنّك ابن رسوله وحجّته وأمينه، وابن حجّته وأمينه، حكم اللّه علي قاتلك مرّة ابن منقذ بن النعمان العبديّ لعنه اللّه وأخزاه، ومن شركه في قتلك، وكانوا عليك ظهيراً، أصلاهم اللّه جهنّم وساءت مصيراً، وجعلنا اللّه من ملاقيك ومرافقيك، ومرافقي جدّك وأبيك، وعمّك وأخيك، وأُمّك المظلومة، وأبرء إلي اللّه من أعدائك أُولي الجحود، وأبرء إلي اللّه من قاتليك، وأسأل اللّه مرافقتك في دار الخلود، والسلام عليك ورحمة اللّه وبركاته.
السلام علي عبد اللّه بن الحسين، الطفل الرضيع، المرمي الصريع، المتشحّط دماً، المصعّد دمه في السماء، المذبوح بالسهم في حجر أبيه، لعن اللّه راميه حرملة ابن كاهل الأسديّ وذويه.
السلام علي عبد اللّه بن أمير المؤمنين مبلي البلاء، والمنادي بالولاء في عرصة كربلاء، المضروب مقبلاً ومدبراً، لعن اللّه قاتله هاني بن ثُبيت الحضرمي.
السلام علي العبّاس بن أمير المؤمنين، المواسي أخاه بنفسه، الآخذ لغده من أمسه، الفادي له، الواقي الساعي إليه بمائه المقطوعة يداه، لعن اللّه قاتله يزيد ابن الرقاد الحيتي، وحكيم بن الطفيل الطائي.
السلام علي جعفر بن أمير المؤمنين الصابر بنفسه محتسباً، والنائي عن الأوطان مغترباً، المستسلم للقتال، المستقدم للنّزال، المكثور بالرجال، لعن اللّه قاتله هاني بن ثُبيت الحضرمي.
السلام علي عثمان بن أمير المؤمنين سمّي عثمان بن مظعون، لعن اللّه راميه بالسهم خولي بن يزيد الأصبحي الأيادي الأباني الدارمي.
السلام علي محمّد بن أمير المؤمنين، قتيل الأيادي الدارمي لعنه اللّه، وضاعف عليه العذاب الأليم، وصلّي اللّه عليك يا محمّد! وعلي أهل بيتك الصابرين.
السلام علي أبي بكر بن الحسن الزكيّ الوليّ، المرمي بالسهم الرديّ، لعن اللّه قاتله عبد اللّه بن عقبة الغنوي.
السلام علي عبد اللّه بن الحسن بن عليّ الزكي، لعن اللّه قاتله وراميه حرملة ابن كاهل الأسديّ.
السلام علي القاسم بن الحسن بن عليّ المضروب علي هامته، المسلوب لأمته، حين نادي الحسين عمّه، فجلّي عليه عمّه كالصقر، وهو يفحص برجليه التراب، والحسين يقول: بُعداً لقوم قتلوك، ومن خصمهم يوم القيامة جدّك وأبوك.
ثمّ قال: عزّ واللّه علي عمّك أن تدعوه فلا يجيبك، أو أن يجيبك وأنت قتيل جديل فلا ينفعك، هذا واللّه يوم كثر واتره، وقلّ ناصره، جعلني اللّه معكما يوم جمعكما، وبوّأني مبوّأكما، ولعن اللّه قاتلك عمر بن سعد بن عروة بن نفيل الأزدي، وأصلاه جحيماً، وأعدّ له عذاباً أليماً.
السلام علي عون بن عبد اللّه بن جعفر الطيّار في الجنان، حليف الإيمان، ومنازل الأقران، الناصح للرحمن، التالي للمثاني والقرآن، لعن اللّه قاتله عبد اللّه ابن قطبة النبهاني.
السلام علي محمّد بن عبد اللّه بن جعفر، الشاهد مكان أبيه، والتالي لأخيه، وواقيه ببدنه، لعن اللّه قاتله عامر بن نهشل التميمي.
السلام علي جعفر بن عقيل، لعن اللّه قاتله وراميه بشر بن خوط الهمدانيّ.
السلام علي عبد الرحمن بن عقيل، لعن اللّه قاتله وراميه عمر بن خالد ابن أسد الجهني.
السلام علي القتيل بن القتيل، عبد اللّه بن مسلم بن عقيل، ولعن اللّه قاتله عامر بن صعصعة، وقيل: أسد بن مالك.
السلام علي عبيد اللّه بن مسلم بن عقيل، ولعن اللّه قاتله وراميه عمرو بن صبيح الصيداوي.
السلام علي محمّد بن أبي سعيد بن عقيل، ولعن اللّه قاتله لقيط بن ناشر الجهني.
السلام علي سليمان مولي الحسين بن أمير المؤمنين، ولعن اللّه قاتله سليمان بن عوف الحضرمي.
السلام علي قارب مولي الحسين بن عليّ.
السلام علي منجح مولي الحسين بن عليّ.
السلام علي مسلم بن عوسجة الأسديّ، القائل للحسين وقد أذن له في الإنصراف: أنحن نخلّي عنك؟ وبم نعتذر عند اللّه من أداء حقّك، لا واللّه حتّي أكسر في صدورهم رمحي هذا، وأضربهم بسيفي ماثبت قائمه في يدي، ولا أُفارقك، ولو لم يكن معي سلاح أُقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة، ولم أُفارقك حتّي أموت معك.
وكنت أوّل من شري نفسه، وأوّل شهيد من شهداء اللّه وقضي نحبه، ففزت بربّ الكعبة، شكر اللّه استقدامك ومواساتك إمامك، إذ مشي إليك وأنت صريع، فقال: يرحمك اللّه يا مسلم بن عوسجة! وقرأ (فَمِنْهُم مَّن قَضَي نَحْبَهُ و وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً) لعن اللّه المشتركين في قتلك، عبد اللّه الضبابي، وعبد اللّه بن خشكارة البجليّ، ومسلم بن عبد اللّه الضبابي.
السلام علي سعد بن عبد اللّه الحنفي، القائل للحسين وقد أذن له في الإنصراف: لا واللّه؛ لا نخلّيك حتّي يعلم اللّه أنّا قد حفظنا غيبة رسول اللّه(صلي الله عليه وآله) فيك، واللّه لو أعلم أنّي أُقتل ثمّ أُحيا، ثمّ أُحرق ثمّ أُذري، ويفعل بي ذلك سبعين مرّة ما فارقتك، حتّي ألقي حمامي دونك، وكيف أفعل ذلك وإنّما هي موتة أو قتلة واحدة، ثمّ هي بعدها الكرامة التي لا انقضاء لها أبداً؛ فقد لقيت حمامك، وواسيت إمامك، ولقيت من اللّه الكرامة في دار المقامة، حشرنا اللّه معكم في المستشهدين، ورزقنا مرافقتكم في أعلي علّيّين، السلام علي بشر بن عمر الحضرمي، شكر اللّه لك قولك للحسين وقد أذن لك في الإنصراف: أكلتني إذَنْ السباع حيّاً إن فارقتك وأسأل عنك الركبان، وأخذلك مع قلّة الأعوان، لا يكون هذا أبداً، السلام علي يزيد بن حصين الهمدانيّ المشرفي القاري، المجدّل بالمشرفي، السلام علي عمر ابن كعب الأنصاري، السلام علي نعيم ابن عجلان الأنصاري، السلام علي زهير بن القين البجليّ، القائل للحسين وقد أذن له في الانصراف: لا واللّه! لا يكون ذلك أبداً، أترك ابن رسول اللّه أسيراً في يد الأعداء وأنجو؟ لاأراني اللّه ذلك اليوم، السلام علي عمر بن قرظة الأنصاري، السلام علي حبيب بن مظاهر الأسديّ، السلام علي الحرّ بن يزيد الرياحي، السلام علي عبد اللّه بن عمير الكلبي، السلام علي نافع بن هلال بن نافع البجليّ المرادي، السلام علي أنس بن كاهل الأسديّ، السلام علي قيس بن مسهّر الصيداوي، السلام علي عبد اللّه وعبد الرحمن ابني عروة بن حراق الغفاريّين، السلام علي جون بن حوي مولي أبي ذر الغفاري، السلام علي شبيب ابن عبد اللّه النهشلي، السلام علي الحجّاج بن زيد السعدي، السلام علي قاسط وكرش ابني ظهير التغلبيّين، السلام علي كنانة بن عتيق، السلام علي ضرغامة ابن مالك، السلام علي حوي بن مالك الضبعي، السلام علي عمر بن ضبيعة الضبعي، السلام علي زيد بن ثبيت القيسي، السلام علي عبد اللّه وعبيد اللّه ابني يزيد بن ثبيت القيسي، السلام علي عامر بن مسلم، السلام علي قعنب بن عمرو النمري، السلام علي سالم مولي عامر بن مسلم، السلام علي سيف بن مالك، السلام علي زهير بن بشر الخثعمي، السلام علي زيد بن معقل الجعفي، السلام علي الحجّاج بن مسروق الجعفي، السلام علي مسعود بن الحجّاج وابنه، السلام علي مجمّع ابن عبد اللّه العائذي، السلام علي عمّار بن حسّان بن شريح الطائي، السلام علي حيّان بن الحرث السلماني الأزدي، السلام علي جندب بن حجر الخولاني، السلام علي عمر بن خالد الصيداوي، السلام علي سعيد مولاه، السلام علي يزيد بن زياد بن مظاهر الكندي، السلام علي زاهد مولي عمرو بن الحمق الخزاعي، السلام علي جبلة بن عليّ الشيباني، السلام علي سالم مولي بني المدنية الكلبي، السلام علي أسلم بن كثير الأزدي الأعرج، السلام علي زهير بن سليم الأزدي، السلام علي قاسم بن حبيب الأزدي، السلام علي عمر بن جندب الحضرمي، السلام علي أبي ثمامة عمر بن عبداللّه الصائدي، السلام علي حنظلة ابن أسعد الشيباني، السلام علي عبد الرحمن بن عبد اللّه بن الكدر الأرحبي، السلام علي عمّار بن أبي سلامة الهمدانيّ، السلام علي عابس بن شبيب الشاكري، السلام علي شوذب مولي شاكر، السلام علي شبيب بن الحارث بن سريع، السلام علي مالك بن عبد بن سريع، السلام علي الجريح المأسور سوّار بن أبي حمير الفهمي الهمدانيّ، السلام علي المرتّب معه عمرو بن عبد اللّه الجندعي.
السلام عليكم يا خير أنصار، السلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبي الدار، بوّأكم اللّه مبوّء الأبرار، أشهد لقد كشف اللّه لكم الغطاء، ومهّد لكم الوطاء، وأجزل لكم العطاء، وكنتم عن الحقّ غير بطاء، وأنتم لنا فرطاء، ونحن لكم خلطاء في دار البقاء، والسلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته».
( إقبال الأعمال: 48، س 10.
يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 825. )


فضل زيارة الحسين والجواد(عليها السلام):
1 - الشيخ المفيد(رحمه الله):... إبراهيم بن عقبة قال: كتبت إلي أبي الحسن الثالث(عليه السلام) أسأله عن زيارة قبر أبي عبد اللّه(عليه السلام)، وعن زيارة قبر أبي الحسن وأبي جعفر(عليها السلام). فكتب إليّ: أبو عبد اللّه(عليه السلام) المقدّم، وهذا أجمع وأعظم أجراً.
( كتاب المزار: 190، ح 1.
يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 803. )


الخامسة - زيارة الإمام موسي بن جعفر(عليها السلام):
1 - ابن قولويه القمّيّ(رحمه الله): قال [أبوا لحسن الثالث ](عليه السلام): وتقول عند قبر أبي الحسن(عليه السلام) ببغداد3مكان بغداد، 4، ويجزي في المواطن كلّها أن تقول:
السلام علي أولياء اللّه وأصفيائه، السلام علي أُمناء اللّه وأحبّائه، السلام علي أنصار اللّه وخلفائه، السلام علي محالّ معرفة اللّه، السلام علي مساكن ذكر اللّه، السلام علي مظاهر أمر اللّه ونهيه.
السلام علي الدعاة إلي اللّه، السلام علي المستقرّين في مرضاة اللّه، السلام علي الممحّصين في طاعة اللّه، السلام علي الأدلّاء علي اللّه.
السلام علي الذين من والاهم فقد والي اللّه، ومن عاداهم فقد عادي اللّه، ومن عرفهم فقد عرف اللّه، ومن جهلهم فقد جهل اللّه، ومن اعتصم بهم فقد اعتصم باللّه، ومن تخلّي منهم فقد تخلّي من اللّه.
أُشهد اللّه أنّي سلم لمن سالمكم، وحرب لمن حاربكم، مؤمن بسرّكم وعلانيتكم، مفوّض في ذلك كلّه إليكم.
لعن اللّه عدوّ آل محمّد من الجنّ الإنس، وأبرأُ إلي اللّه منهم، وصلّي اللّه علي محمّد وآله.
وهذا يجزي في المشاهد كلّها، وتكثر من الصلاة علي محمّد وآله، وتسمّي واحداً واحداً بأسمائهم، وتبرأ إلي اللّه من أعدائهم، وتخيّر لنفسك من الدعاء وللمؤمنين والمؤمنات.
( كامل الزيارات: 503، ح 785. )

السادسة - زيارة الإمامين موسي بن جعفر ومحمّد بن عليّ الجواد(عليها السلام):
1 - ابن المشهديّ(رحمه الله): روي محمّد بن جعفر الرزّاز، عن ( في الكافي: محمّد بن جعفر الرزّاز الكوفي. )
محمّد بن عيسي بن عبيد، عمّن ذكره، عن أبي الحسن(عليه السلام) قال: تقول ببغداد3مكان بغداد، 4:
( في الكافي: محمّد بن جعفر الرزّاز الكوفي. )
«السلام عليك يا حجّة اللّه، السلام عليك يا نور اللّه في ظلمات الأرض، السلام عليك يا من بدا للّه في شأنه، أتيتك عارفاً بحقّك، معادياً لأعدائك، فاشفع لي عند ربّك».
وادع اللّه واسأل حاجتك قال: وتسلّم علي أبي جعفر(عليه السلام) بهذا.
( في كامل الزيارات: فاشفع لي عند ربّك يا مولاي. قال: وادع اللّه واسأل حاجتك.
قال: وسلّم بهذا علي أبي جعفر محمّد بن عليّ(عليها السلام). )

ثمّ تصلّي صلاة الزيارة فإذا فرغت منها سبّحت تسبيح الزهراء فاطمة(عليها السلام) وتقول:
«اللّهمّ! إليك نصبت يدي، وفيما عندك عظمت رغبتي، فاقبل يا سيّدي توبتي، واغفرلي وارحمني، واجعل لي في كلّ خير نصيباً، وإلي كلّ خير سبيلاً.
اللّهمّ! صلّ علي محمّد وعلي آل محمّد واسمع دعائي، وارحم تضرّعي وتذلّلي واستكانتي وتوكلّي عليك، فأنا لك سلم، لا أرجو نجاحاً ولا معافاة ولا تشريفاً إلّا بك ومنك، فامنن عليّ بتبليغي هذا المكان الشريف من قابل، وأنا معافي من كلّ مكروه ومحذور، وأعنّي علي طاعتك وطاعة أوليائك الّذين اصطفيتهم من خلقك.
اللّهمّ! صلّ علي محمّد وعلي آل محمّد، وسلّمني في ديني، وامدد لي في أجلي، وأصحّ لي جسمي، يا من رحمني وأعطاني، وبفضله أغناني، اغفرلي ذنبي، وأتمم لي نعمتك فيمابقي من عمري، حتّي توفّاني وأنت عنّي راض.
اللّهمّ! صلّ علي محمّد وآل محمّد، ولا تخرجني من ملّة الإسلام، فإنّي اعتصمت بحبلك؛ فلا تكلني إلي غيرك.
اللّهمّ! صلّ علي محمّد وآل محمّد، وعلّمني ما ينفعني، وانفعني بما علّمتني، واملأ قلبي علماً وخوفاً من سطواتك ونقماتك.
اللّهمّ! إنّي أسألك مسألة المضطرّ إليك، المشفق من عذابك، الخائف من عقوبتك، أن تغفر لي وتغمّدني وتحنّن عليّ برحمتك، وتعود عليّ بمغفرتك، وتؤدّي عنّي فريضتك، وتغنيني بفضلك عن سؤال أحد من خلقك، وتجيرني من النار برحمتك.
اللّهمّ! صلّ علي محمّد وآل محمّد، وعجّل فرج وليّك وابن وليّك، وافتح له فتحاً يسيراً، وانصره نصراً عزيزاً. اللّهمّ! صلّ علي محمّد وآل محمّد، وأظهر حجّته بوليّك، وأحي سنّته بظهوره، حتّي يستقيم بظهوره جميع عبادك وبلادك، ولا يستخفي أحد بشي ء من الحقّ. اللّهمّ! إنّي أرغب إليك في دولته الشريفة الكريمة، الّتي تعزّ بها الإسلام وأهله، وتذلّ بها النفاق وأهله. اللّهمّ! صلّ علي محمّد وآل محمّد، واجعلنا فيها من الداعين إلي طاعتك، والفائزين في سبيلك، وارزقنا كرامة الدنيا والآخرة. اللّهمّ! ما أنكرنا من الحقّ فعرّفناه، وما قصرنا عنه فبلّغناه. اللّهمّ! صلّ علي محمّد وآل محمّد، واستجب لنا جميع ما دعوناك، وأعطنا جميع ما سألناك، واجعلنا لأنعمك من الشاكرين، ولآلائك من الذاكرين، واغفرلنا يا خير الغافرين، وافعل بنا وبالمؤمنين ما أنت أهله، يا أرحم الراحمين.»
ثمّ اسجد وعفّر خدّيك وامض في دعة اللّه.
( المزار الكبير: 541، ح 2. عنه البحار: 10/99، ح 6،
الكافي: 578/4، ح 1، قطعة منه.
تهذيب الأحكام: 82/6، ح 163، و91، ح 173، قطعة منه.
كامل الزيارات: 501، ح 783، قطعة منه. عنه البحار: 7/99، ضمن ح 1، ومستدرك الوسائل: 353/10، ح 12168، والأنوار البهيّة: 205، س 11. )

2 - ابن قولويه القمّيّ(رحمه الله): حدّثني محمّد بن جعفر الرزّاز الكوفي، عن محمّد بن عيسي بن عبيد، عمّن ذكره، عن أبي الحسن(عليه السلام): قال: إذا أردت زيارة موسي بن جعفر2الكاظم موسي بن جعفر، 4 و محمّد بن عليّ(عليهم السلام) فاغتسل، و تنظّف، والبس ثوبيك الطاهرين، و زر قبر أبي الحسن موسي بن جعفر، ومحمّد بن عليّ بن موسي الرضا(عليهم السلام)، وقل حين تصير عند قبر موسي بن جعفر(عليها السلام):
«السلام عليك يا وليّ اللّه، السلام عليك يا حجّة اللّه، السلام عليك يانور اللّه في ظلمات الأرض، السلام عليك يا من بدا للّه في شأنه.
أتيتك زائراً عارفاً بحقّك، معادياً لأعدائك، موالياً لأوليائك، فاشفع لي عند ربّك يا مولاي».
ثمّ سل حاجتك؛ ثمّ سلّم علي أبي جعفر محمّد الجواد(عليه السلام) بهذه الأحرف، وابدأ بالغُسل، وقل:
«اللّهمّ صلّ علي محمّد بن عليّ، الإمام البرّ التقيّ، الرضيّ المرضيّ،وحجّتك علي من فوق الأرضين و من تحت الثّري، صلاةً كثيرةًتامّةًزاكيةً مباركةً متواصلةً متواترةً مترادفةً، كأفضل ما صلّيت علي أحد من أوليائك.
السلام عليك يا وليّ اللّه، السلام عليك يا نور اللّه، السلام عليك ياحجّة اللّه، السلام عليك يا إمام المؤمنين، السلام عليك يا خليفة النبيّين، وسلالة الوصيّين.
السلام عليك يا نور اللّه في ظلمات الأرض، أتيتك زائراً عارفاً بحقّك، معادياً لأعدائك، موالياً لأوليائك، فاشفع لي عند ربّك يا مولاي.»
ثمّ سل حاجتك، فإنّها تقضي إن شاءاللّه تعالي.
( كامل الزيارات: 502، ح 784. عنه البحار: 7/99، ضمن ح 1.
من لا يحضره الفقيه: 363/2، ح 222، مرسلاً بتفاوت. عنه البحار: 9/99، ح 5.
قطعة منه في (غسل الزيارة). )


السابعة - زيارة الإمام عليّ بن موسي الرضا(عليها السلام):
فضل زيارته(عليه السلام):
1 - الشيخ الصدوق(رحمه الله): حدّثنا محمّد بن أحمد السنانيّ(رضي الله عنه) قال: حدّثنا أبو الحسين محمّد بن جعفر الأسديّ قال: حدّثني سهل بن زياد الآدميّ، عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسنيّ قال: سمعت عليّ بن محمّد العسكريّ(عليها السلام)، يقول: أهل قمّ 4القبيلةأهل قمّ، 4 وأهل آبة3مكان آبة، 44القبيلةأهل آبة، 4 مغفور لهم، لزيارتهم ( آبة بالباء الموحدّة: إنّ آبة قرية من قري ساوه، منها جرير بن عبد الحميد الآبي سكن الري. قلت أنا: أمّا آبة بليدة تقابل ساوه، تعرف بين العامّة بآوة، وأهلها شيعة، معجم البلدان: 50/1، (آبة). )
لجدّي عليّ بن موسي الرضا(عليها السلام) بطوس، ألا ومن زاره فأصابه في طريقه قطرة من السماء، حرّم اللّه جسده علي النار.
( عيون أخبار الرضا(عليه السلام): 260/2، ح 22.
عنه البحار: 231/57، ح 73، و38/99، ح 31، ووسائل الشيعة: 558/14، ح 19816.
قطعة منه في (مدح أهل قم وآبة) و(فضل زيارة الرضا(عليه السلام)). )

2 - الشيخ الصدوق(رحمه الله):... الصقر بن دلف قال: سمعت سيّدي عليّ بن محمّد بن عليّ الرضا(عليها السلام) يقول: من كانت له إلي اللّه تبارك وتعالي حاجة، فليزر قبر جدّي الرضا(عليه السلام) بطوس وهو علي غسل، وليصلّ عند رأسه ركعتين، وليسأل اللّه حاجته في قنوته، فإنّه يستجيب له ما لم يسأل في مأثم، أو قطيعة رحم، وإنّ موضع قبره لبقعة من بقاع الجنّة، لا يزورها مؤمن إلّا أعتقه اللّه من النار، وأحلّه دار القرار.
( الأمالي: 471، ح 12.
تقدّم الحديث بتمامه في رقم 573. )


الثامنة - زيارة الإمام الجواد(عليه السلام):
فضل زيارته(عليه السلام):
1 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله): محمّد بن أحمد بن داود، عن محمّد بن الحسن، عن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد، عن داود الصرميّ قال: ( في المزار: داود الصيرفي. )
قلت له - يعني أبا الحسن العسكريّ(عليه السلام) - إنّي زرت أباك وجعلت ذلك لكم.
فقال(عليه السلام): لك من اللّه أجر وثواب عظيم، ومنّا المحمدة.
( في المزار: ثواب علي ذلك ومحمّدة منّا. )
( تهذيب الأحكام: 110/6، ح 199.
عنه البحار: 256/99، ح 3، ووسائل الشيعة: 593/14، ح 19884.
المزار للمفيد: 207، ح 1.
قطعة منه في (فضل زيارة أبيه الجواد(عليها السلام)). )


التاسعة - زيارة عبد العظيم الحسنيّ:
فضل زيارته:
1 - الشيخ الصدوق(رحمه الله): حدّثنا عليّ بن أحمد قال: حدّثنا حمزة بن القاسم العلويّ ((رحمه الله)) قال: حدّثنا محمّد بن يحيي العطّار، عمّن دخل علي أبي الحسن عليّ بن محمّد الهادي(عليها السلام) من أهل الري 1 مّد بن يحيي العطّار، عمّن دخل علي أبي الحسن عليّ بن محمّد الهادي 8 من أهل الري، 4 قال: دخلت علي أبي الحسن العسكريّ(عليه السلام) فقال: أين كنت؟ فقلت: زرت الحسين(عليه السلام).
قال(عليه السلام): أما إنّك لو زرت قبر عبد العظيم عندكم، لكنت كمن زار الحسين بن عليّ(عليها السلام).
( ثواب الأعمال: 124، ح 1. عنه البحار: 268/99، ح 1، ووسائل الشيعة: 575/14، ح 19849. )

الفصل الثامن: الجهاد والتقيّة
وفيه موضوعان

(أ) - الجهاد
وفيه مسألتان

الأولي - من لا يجب عليه الجهاد:
1 - ابن شعبة الحرّانيّ(رحمه الله): من عليّ بن محمّد(عليها السلام):... إذا سلب من العبد حاسّة من حواسّه رفع العمل عنه بحاسّته كقوله: (لَّيْسَ عَلَي الْأَعْمَي حَرَجٌ وَلَا عَلَي الْأَعْرَجِ حَرَجٌ) الآية.
فقد رفع عن كلّ من كان بهذه الصفة الجهاد، وجميع الأعمال التي لا يقوم بها....
( تحف العقول: 458، س 5.
يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 1019. )


الثانية - حكم قتل الدعاة إلي البدعة:
1 - أبو عمرو الكشّيّ(رحمه الله):... محمّد بن عيسي بن عبيد [قال ]:... فخرج من أبي الحسن(عليه السلام): هذا فارس! لعنه اللّه يعمل من قبلي فتّاناً داعياً إلي البدعة، ودمه هدر لكلّ من قتله....
( رجال الكشّيّ: 523، رقم 1006.
يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 1042. )


(ب) - التقيّة
وفيه أربع مسائل

الأولي - الإهتمام بالتقيّة:
1 - الإمام العسكريّ(عليه السلام): قيل لعليّ بن محمّد(عليها السلام) من أكمل الناس [في ] خصال الخير؟ قال: أعملهم بالتقيّة،....
( تفسير الإمام العسكريّ(عليه السلام): 324، ح 172.
يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 764. )

2 - المسعوديّ: روي أنّ أبا الحسن صاحب العسكر(عليه السلام) احتجب عن كثير من الشيعة إلّا عن عدد يسير من خواصّه.
( إثبات الوصيّة: 272، س 18.
الهداية الكبري: 367، س 5، وفيه: محمّد بن إسماعيل الحسنيّ، عن أبي الحسن صاحب العسكر(عليه السلام)، بتفاوت.
تقدّم الحديث أيضاً في (إحتجابه(عليه السلام) عن كثير من الشيعة). )

3 - ابن شعبة الحرّانيّ(رحمه الله): قال داود الصرميّ: أمرني سيّدي [أي أبوالحسن الثالث(عليه السلام)] بحوائج كثيرة،....
فقال(عليه السلام) لي: يا داود! ولو قلت إنّ تارك التقيّة كتارك الصلاة لكنت صادقاً.
( تحف العقول: 483، س 6.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 485. )

4 - ابن إدريس الحلّيّ(رحمه الله):... قال [أبو الحسن عليّ بن محمّد الهادي(عليها السلام)] لي: يا داود! لو قلت لك إنّ تارك التقيّة كتارك الصلاة لكنت صادقاً.
( السرائر: 582/3، س 18.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 677. )


الثانية - التقيّة في الإعتقادات:
1 - الإمام العسكريّ(عليه السلام): وجاء رجل إلي عليّ بن محمّد(عليها السلام)، وقال: ياابن رسول اللّه(صلي الله عليه وآله)! بليت اليوم بقوم من عوامّ البلد أخذوني فقالوا: أنت لا تقول بإمامة أبي بكر بن أبي قحافة فخفتهم يا ابن رسول اللّه(صلي الله عليه وآله)! وأردت أن أقول [لا، قلت ]: بلي، أقولها للتقيّة. فقال لي بعضهم - ووضع يده علي فمي - وقال: أنت لا تتكلّم إلّا بمخرقة، أجب ( مخرقة: ثوب يلفّ ويضرب به الصبيان بعضهم بعضاً.لسان العرب: 76/10 (خرق). )
عما ألقّنك. قلت: قل. فقال لي: أتقول أنّ أبا بكر بن أبي قحافة هو الإمام بعد رسول اللّه(صلي الله عليه وآله) إمام حقّ عدل، ولم يكن لعليّ(عليه السلام) في الإمامة حق غّ ألبتّة؟
قلت: نعم! وأنا أُريد نعماً من الأنعام، الإبل، والبقر، والغنم.
فقال: لا أقنع بهذا حتّي تحلف، قل: واللّه! الذي لا إله إلّا هو، الطالب الغالب (العدل)، المدرك المهلك، العالم من السرّ ما يعلم من العلانية.
فقلت: نعم، وأُريد نعماً من الأنعام.
فقال: لا أقنع منك إلّا بأن تقول: أبو بكر بن أبي قحافة هو الإمام واللّه الذي لا إله إلّا هو. وساق اليمين.
فقلت: أبو بكر بن أبي قحافة إمام - أي هو إمام من ائتمّ به واتّخذه إماماً- واللّه! الذي لا إله إلّا هو، ومضيت في صفات اللّه.
فقنعوا بهذا منّي، وجزوني خيراً ونجوت منهم، فكيف حالي عند اللّه؟
قال(عليه السلام): خير حال، قد أوجب اللّه لك مرافقتنا في أعلي علّيّين، لحسن تقيّتك.
( تفسير الإمام العسكري(عليه السلام): 362، ح 251. عنه مستدرك الوسائل: 266/12، ح 14069.
قطعة منه في (حكم اليمين توريةً) و(مدح رجل). )


الثالثة - التقيّة فيما حكم به العامّة:
1 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله):... أيّوب بن نوح قال: كتبت إلي أبي الحسن(عليه السلام) أسأله: هل نأخذ في أحكام المخالفين ما يأخذون منّا في أحكامهم أم لا؟
فكتب(عليه السلام): يجوز لكم ذلك، إن كان مذهبكم فيه التقيّة منهم والمداراة.
( الاستبصار: 147/4، ح 553.
يأتي الحديث بتمامه مع ترجمة الراوي في ج 3، رقم 853. )

2 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله):... عليّ بن مهزيار، عن عليّ بن محمّد قال: سألته هل نأخذ في أحكام المخالفين ما يأخذون منّا في أحكامهم.
فكتب(عليه السلام): يجوز لكم ذلك إن شاء اللّه، إذا كان مذهبكم فيه التقيّة منهم والمداراة لهم.
( تهذيب الأحكام: 224/6، ح 535.
يأتي الحديث بتمامه مع ترجمة الراوي في ج 3، رقم 924. )


الرابعة - حكم غسل الميّت في حال التقيّة:
1 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله):... أيّوب بن نوح قال: كتب أحمد بن القاسم إلي أبي الحسن الثالث(عليه السلام)، يسأله عن المؤمن يموت فيأتيه الغاسل يغسله، وعنده جماعة من المرجئة، هل يغسله غسل العامّة ولا يعمّمه، ولا يصير معه جريدة؟
فكتب(عليه السلام): يغسله غسل المؤمن، وإن كانوا حضوراً، وأمّا الجريدة فليستخفّ بها ولا يرونه، وليجهد في ذلك جهده.
( تهذيب الأحكام: 448/1، ح 1451.
يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 833. )


الفصل التاسع: النكاح والأولاد
وفيه عشرة موضوعات

(أ) - مقدّمات النكاح وآدابه
وفيه مسألتان

الأولي - شرائط تزويج الدائم:
1 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله):... المهلب الدلّال، أنّه كتب إلي أبي الحسن(عليه السلام): أنّ امرأة كانت معي في الدار، ثمّ إنّها زوّجتني نفسها، وأشهدت اللّه وملائكته علي ذلك، ثمّ إنّ أباها زوّجها من رجل آخر، فما تقول؟
فكتب(عليه السلام): التزويج الدائم لا يكون إلّا بوليّ وشاهدين.....
( تهذيب الأحكام: 255/7، ح 1100.
يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 1008. )


الثانية - حكم تزويج من كان عنده أربع نسوة فطلّق واحدة:
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(رحمه الله):... محمّد بن أحمد بن مطهّر قال: كتبت إلي أبي الحسن صاحب العسكر(عليه السلام) إنّي تزوّجتُ بأربع نسوة... ثمّ إنّي أردت طلاق إحداهنّ، وتزويج امرأة أُخري.
فكتب(عليه السلام): اُنظر... فتقول: اشهدوا أنّ فلانة التي بها علامة كذا وكذا هي طالق، ثمّ تزوجّ الأُخري إذا انقضت العدّة.
( الكافي: 563/5، ح 31.
يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 964. )


(ب) - عقد النكاح
وفيه مسألتان

الأولي - خطبة النكاح:
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(رحمه الله): عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن عبد العظيم بن عبد اللّه قال: سمعت أبا الحسن(عليه السلام) يخطب بهذه الخطبة: الحمد للّه العالم بما هو كائن من قبل أن يدين له من خلقه دائن، فاطر السماوات والأرض، مؤلّف الأسباب بما جرت به الأقلام، ومضت به الأحتام، من سابق علمه ومقدّر حكمه، أحمده علي نعمه، وأعوذ به من نقمه، وأستهدي اللّه الهدي، وأعوذ به من الضلالة والردي، من يهده اللّه فقد اهتدي، وسلك الطريقة المثلي، وغنم الغنيمة العظمي، ومن يضلل اللّه فقد حار عن الهدي، وهوي إلي الردي.
وأشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لاشريك له، وأنّ محمّداً عبده ورسوله المصطفي، ووليّه المرتضي، وبعيثه بالهدي، أرسله علي حين فترة من الرسل، واختلاف من الملل، وانقطاع من السبل، ودروس من الحكمة، وطموس من أعلام الهدي والبيّنات، فبلغ رسالة ربّه، وصدع بأمره، وأدّي الحق غّ الذي عليه، وتوفّي فقيداً محموداً(صلي الله عليه وآله)، ثمّ إنّ هذه الأُمور كلّها بيد اللّه تجري إلي أسبابها ومقاديرها، فأمر اللّه يجري إلي قدره، وقدره يجري إلي أجله، وأجله يجري إلي كتابه، ولكلّ أجل كتاب يمحو اللّه ما يشاء ويثبت، وعنده أُمّ الكتاب.
أمّا بعد فإنّ اللّه جلّ وعزّ، جعل الصهر مألفة للقلوب، ونسبة المنسوب، أوشج به الأرحام، وجعله رأفة ورحمة، إنّ في ذلك لآيات للعالمين؛ وقال في محكم كتابه: (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَآءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ و نَسَبًا وَصِهْرًا). وقال: (وَأَنكِحُواْ الْأَيَمَي مِنكُمْ وَالصَّلِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ ( الفرقان: 54/25. )
وَإِمَآلِكُمْ).
( النور: 32/24. )
وإنّ فلان بن فلان ممّن قد عرفتم منصبه في الحسب، ومذهبه في الأدب، وقد رغب في مشاركتكم، وأحبّ مصاهرتكم، وأتاكم خاطباً فتاتكم فلانة بنت فلان، وقد بذل لها من الصداق كذا وكذا، العاجل منه كذا، والآجل منه كذا، فشفّعوا شافعنا، وأنكحوا خاطبنا، وردّوا ردّاً جميلاً، وقولوا قولاً حسناً، وأستغفر اللّه لي ولكم ولجميع المسلمين.
( الكافي: 372/5، ح 6. عنه نور الثقلين: 602/1، ح 94، قطعة منه، والوافي: 395/21، ح 21430.
قطعة منه في (تعيين المهر عاجلاً وآجلاً) و(خطبته(عليه السلام) في النكاح) و(صفات اللّّه) و(القضاء والقدر) و(سورة الفرقان: 56/25، والنور: 32/24). )


الثانية - حكم من شكّ في إيقاع العقد:
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(رحمه الله):... عبد اللّه بن الخزرج أنّه كتب إليه. رجل خطب إلي رجل فطالت به الأيّام والشهور والسنون، فذهب عليه أن يكون قال له: أفعل أو قد فعل.
فأجاب(عليه السلام) فيه: لا يجب عليه إلاّ ما عقد عليه قلبه، وثبتت عليه عزيمته.
( الكافي: 562/5، ح 25.
يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 892. )


(ج) - ما يحرم بالمصاهرة
وفيه مسألتان

الأولي - حكم تزويج الرجل المرأة وتزويج ابنه ابنتها:
1 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله):... محمّد بن عيسي قال: كتبت إليه:... أخبرك ياسيّدي ومولاي! إنّ ابنة مولاك عيسي بن عليّ بن يقطين أملكتها من ابن عبيد ابن يقطين فبعد ما أملكتها، ذكروا أنّ جدّتها أُمّ عيسي بن عليّ بن يقطين كانت لعبيد بن يقطين، ثمّ صارت إلي عليّ بن يقطين، فأولدها عيسي ابن عليّ، فذكروا أنّ ابن عبيد قد صار عمّها من قبل جدّتها أُمّ أبيها أنّها كانت لعبيد بن يقطين، فرأيك يا سيّدي ومولاي أن تمنّ علي مولاتك بتفسير منك، وتخبرني هل تحلّ له فإنّ مولاتك يا سيّدي في غمّ، اللّه به عليم.
فوقّع(عليه السلام) في هذا الموضع بين السطرين: إذا صار عمّاً لا تحلّ له، والعمّ والد وعمّ.
( تهذيب الأحكام: 456/7، ح 1826.
يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 993. )


الثانية - حكم نكاح أُمّ ابنة الموطوئة:
1 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله): الحسين بن سعيد قال: كتبت إلي أبي الحسن(عليه السلام): رجل كانت له أمة يطأها فماتت، أو باعها، ثمّ أصاب بعد ذلك أُمّها، هل له أن ينكحها؟
فكتب(عليه السلام): لا تحلّ له.
( الاستبصار: 159/3، ح 577.
يأتي الحديث أيضاً مع ترجمة الراوي في ج 3، رقم 870. )


(د) - ما يحرم بالرضاع
وفيه مسألتان

الأولي - مدّة الرضاع:
1 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله):... عليّ بن مهزيار، عن أبي الحسن(عليه السلام)، أنّه كتب إليه يسأله عمّا يحرم من الرضاع.
فكتب(عليه السلام): قليله وكثيره حرام.
( الاستبصار: 196/3، ح 711.
يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 945. )


الثانية - حكم إرضاع المرأة العناق:
1 - الشيخ الصدوق(رحمه الله): كتب أحمد بن محمّد بن عيسي إلي عليّ بن محمّد(عليها السلام): امرأة أرضعت عناقاً من الغنم بلبنها حتّي فطمتها.
فكتب(عليه السلام): فعل مكروه ولا بأس به.
( من لا يحضره الفقيه: 212/3، ح 986.
يأتي الحديث أيضاً في ج 3، رقم 835. )


(ه') - معاشرة المرأة الأجنبيّة
وفيه ثلاث مسائل

الأولي - حكم إبداء المرأة زينتها للطفل:
1 - ابن شعبة الحرّانيّ(رحمه الله): من عليّ بن محمّد(عليها السلام):... وقد حظر علي البالغ ما لم يحظر علي الطفل إذا لم يبلغ الحلم في قوله: (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَرِهِنَّ) الآية، فلم يجعل عليهنّ حرجاً في إبداء الزينة للطفل....
( تحف العقول: 458، س 5.
يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 1019. )


الثانية - حكم كشف المرأة رأسها عند الخادم:
1 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله):... عن القاسم الصيقل قال: كتبت إليه أُمّ عليّ تسأل عن كشف الرأس بين يدي الخادم؟....
فكتب(عليه السلام): سألت عن كشف الرأس بين يدي الخادم، لا تكشفي رأسك بين يديه، فإنّ ذلك مكروه.
( تهذيب الأحكام: 457/7، ح 1828.
يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 843. )


الثالثة - حكم مباشرة المرأة الأجنبيّة من وراء ثيابها:
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(رحمه الله):... عليّ بن الريّان، عن أبي الحسن(عليه السلام) أنّه كتب إليه: رجل يكون مع المرأة لا يباشرها إلّا من وراء ثيابها (وثيابه) فيحرّك حتّي ينزل ماء الذي عليه، وهل يبلغ به حدّ الخضخضة؟
فوقّع في الكتاب: بذلك بالغ أمره.
( الكافي: 541/5، ح 4.
يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 910. )


(و) - المتعة
وفيه ثلاث مسائل

الأولي - حكم المتعة:
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(رحمه الله): عليّ بن إبراهيم، عن المختار بن محمّد بن المختار، ومحمّد بن الحسن، عن عبد اللّه بن الحسن العلويّ جميعاً، عن الفتح بن يزيد قال: سألت أبا الحسن(عليه السلام) عن المتعة؟
فقال(عليه السلام): هي حلال مباح، مطلق لمن لم يغنه اللّه بالتزويج، فليستعفف بالمتعة، فإن استغني عنهابالتزويج، فهي مباح له إذا غاب عنها.
( الكافي: 452/5، ح 2. عنه وسائل الشيعة: 22/21، ح 26421، والوافي: 347/21، ح 21347. )

الثانية - النهي عن الإلحاح علي المتعة:
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(رحمه الله):... محمّد بن الحسن بن شمّون قال: كتب أبو الحسن(عليه السلام) إلي بعض مواليه: لا تلحّوا علي المتعة، إنّما عليكم إقامة السنّة، فلا تشتغلوا بها عن فرشكم وحرائركم فيكفُرن ويتبرّين ويدعُون علي الآمر بذلك ويلعننا.
( الكافي: 453/5، ح 3.
يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 1014. )


الثالثة - حكم متعة البكر:
1 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله):... المهلب الدلّال، أنّه كتب إلي أبي الحسن(عليه السلام):... فكتب(عليه السلام):... ولايكون تزويج متعة ببكر....
( تهذيب الأحكام: 255/7، ح 1100.
يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 1008. )


(ز) - نكاح الإماء
وفيه ثلاث مسائل

الأولي - حكم من وطأ أمته ووطأها غيره فولدت:
1 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله):... جعفر بن محمّد بن إسماعيل بن خطّاب، أنّه كتب إليه: يسأله عن ابن عمّ له، كانت له جارية تخدمه، فكان يطأها، فدخل يوماً منزله فأصاب فيها رجلاً يخدمه، فاستراب بها، فهدّد الجارية، فأقرّت أنّ الرجل فجر بها، ثمّ أنّها حبلت، فأتت بولد.
فكتب(عليه السلام): إن كان الولد لك، أو فيه مشابهة منك فلا تبعهما، فإنّ ذلك لايحلّ لك، وإن كان الابن ليس منك، ولا فيه مشابهة منك فبعه وبع أُمّه.
( الاستبصار: 367/3، ح 1313.
يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 859. )


الثانية - حكم من وقع علي جاريته ثمّ شكّ في ولده:
1 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله):... يعقوب بن يزيد قال: كتبت إلي أبي الحسن(عليه السلام): في هذا العصر رجل وقع علي جاريته، ثمّ شكّ في ولده.
فكتب(عليه السلام): إن كان فيه مشابهة منه، فهو ولده.
( الاستبصار: 367/3، ح 314.
يأتي الحديث بتمامه مع ترجمة الراوي في ج 3، رقم 1013. )


الثالثة - حكم مواقعة المولي جاريته التي زوّجها غلامه:
1 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله):... عليّ بن سليمان قال: كتبت إليه: جعلت فداك، رجل له غلام وجارية، زوّج غلامه جاريته، ثمّ وقع عليها سيّدها، هل يجب في ذلك شي ء؟
قال(عليه السلام): لا ينبغي له أن يمسّها حتّي يطلّقها الغلام.
( الاستبصار: 215/3، ح 783.
يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 920. )


(ح) - العيوب والتدليس

حكم من تزوّج بكراً فوجدها ثيّباً:
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(رحمه الله):... محمّد بن جزك قال كتبت إلي أبي الحسن(عليه السلام) أسأله، عن رجل تزوّج جارية بكراً فوجدها ثيّباً، هل يجب لها الصداق وافياً، أم ينتقص؟ قال(عليه السلام): ينتقص.
( الكافي: 413/5، ح 2.
يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 966. )


(ط) - المهر
وفيه مسألتان

الأولي - تعيين المهر عاجلاً وآجلاً:
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(رحمه الله):... عبد العظيم بن عبد اللّه قال: سمعت أبا الحسن(عليه السلام) يخطب بهذه الخطبة:... إنّ فلان بن فلان ممّن قد عرفتم منصبه في الحسب،... أتاكم خاطباً فتاتكم فلانة بنت فلان، وقد بذل لها من الصداق كذا وكذا، العاجل منه كذا، والآجل منه كذا، فشفّعوا شافعنا، وأنكحوا خاطبنا،....
( الكافي: 372/5، ح 6.
تقدّم الحديث بتمامه في رقم 674. )


الثانية - حكم التوصّل إلي الطلاق بطلب المهر:
1 - الشيخ الصدوق(رحمه الله):... الحسن بن مالك قال: كتبت إلي أبي الحسن(عليه السلام): رجل زوّج ابنته من رجل فرغب فيه، ثمّ زهد فيه بعد ذلك، وأحبّ أن يفرّق بينه وبين ابنته، وأبي الختن ذلك، ولم يجب إلي طلاق، فأخذه بمهر ابنته ليجيب إلي الطلاق، ومذهب الأب التخلّص منه، فلمّا أخذ بالمهر أجاب إلي الطلاق.
فكتب(عليه السلام): إن كان الزهد من طريق الدين فليعمد إلي التخلّص، وإن كان غيره فلا يتعرّض لذلك.
( من لا يحضره الفقيه: 274/3، ح 1301.
يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 868. )