(ل) - ما رواه عن جدّه(عليهما السلام)
1 - الشيخ الصدوق(ره): حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق(رضي اللّه عنه)، قال: أخبرنا أحمد بن محمّد الهمدانيّ، قال: حدّثنا محمّد بن هشام، قال: حدّثنا عليّ بن الحسن السائح، قال: سمعت الحسن بن عليّ العسكريّ يقول: حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه(عليهم السلام)، قال: قال رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم) لعليّ بن أبي طالب(عليه السلام): ياعليّ! لا يحبّك إلّا من طابت ولادته، ولا يبغضك إلّا من خبثت ولادته، ولايواليك إلّا مؤمن، ولايعاديك إلّا كافر.
فقام إليه عبد اللّه بن مسعود، فقال: يا رسول اللّه! قد عرفنا علامة خبيث الولادة والكافر في حياتك ببغض عليّ وعداوته، فما علامة خبيث الولادة والكافر بعدك إذا أظهر الإسلام بلسانه، وأخفي مكنون سريرته؟
فقال(عليه السلام): يا ابن مسعود! عليّ بن أبي طالب إمامكم بعدي، وخليفتي عليكم، فإذا مضي فابني الحسن إمامكم بعده وخليفتي عليكم، فإذا مضي فابني الحسين إمامكم بعده وخليفتي عليكم ثمّ تسعة من ولد الحسين واحد بعد واحد أئمّتكم وخلفائي عليكم، تاسعهم قائم أُمّتي يملاء الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، لايحبّهم إلّا من طابت ولادته، ولا يبغضهم إلّا من خبثت ولادته، ولايواليهم إلّا مؤمن، ولا يعاديهم إلّا كافر، من أنكر واحداً منهم فقد أنكرني، ومن أنكرني فقد أنكر اللّه عزّ وجلّ، ومن جحد واحداً منهم فقد جحدني، ومن جحدني فقد جحد اللّه عزّ وجلّ، لأنّ طاعتهم طاعتي، وطاعتي طاعة اللّه، ومعصيتهم معصيتي، ومعصيتي معصية اللّه عزّ وجلّ.
يا ابن مسعود! إيّاك أن تجد في نفسك حرجاً ممّا أقضي فتكفر، فوعزّة ربّي! ما أنا متكلّف، ولا ناطق عن الهوي في عليّ والأئمّة من ولده.
ثمّ قال(عليه السلام) - وهو رافع يديه إلي السماء -: «اللّهمّ! وال من والي خلفائي وأئمّة أُمّتي بعدي، وعاد من عاداهم، وانصر من نصرهم، واخذل من خذلهم، ولاتخل الأرض من قائم منهم بحجّتك ظاهراً أو خافياً مغموراً لئلّا يبطل دينك، وحجّتك (وبرهانك) وبيّناتك»، ثمّ قال(عليه السلام): يا ابن مسعود! قد جمعت لكم في مقامي هذا ما إن فارقتموه هلكتم، وإن تمسّكتم به نجوتم، والسلام علي من اتّبع الهدي.
( إكمال الدين وإتمام النعمة: 261، ح 8. عنه إثبات الهداة: 505/1، ح 219.
الاحتجاج: 169/1، ح 35، مرسلاً عن النبيّ 6. عنه وعن الإكمال، البحار: 246/36، ح 59. )


(م) - ما رواه عن آبائه(عليهم السلام)
1 - الشيخ الصدوق(ره): حدّثنا محمّد بن القاسم، قال: حدّثنا يوسف بن محمّد بن زياد، وعليّ بن محمّد بن سيّار، عن أبويهما، عن الحسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسي بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب(عليهم السلام)، عن أبيه، عن آبائه(عليهم السلام)، قال: قال رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم) لبعض أصحابه ذات يوم: يا عبد اللّه! أحبب في اللّه، وأبغض في اللّه، ووال في اللّه، وعاد في اللّه فإنّه لا تنال ولاية اللّه إلّا بذلك، ولا يجد رجل طعم الإيمان، وإن كثرت صلاته وصيامه حتّي يكون كذلك.
وقد صارت مواخاة الناس يومكم هذا أكثرها في الدنيا عليها يتوادّون وعليها يتباغضون، وذلك لا يغني عنهم من اللّه شيئاً.
فقال له: وكيف لي أن أعلم أنّي قد واليت، وعاديت في اللّه عزّ وجلّ فمن وليّ اللّه عزّ وجلّ حتّي أواليه، ومن عدّوه حتّي أُعاديه؟
فأشار له رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم) إلي عليّ(عليه السلام) فقال: أتري هذا؟
فقال: بلي، قال: وليّ هذا وليّ اللّه، فواله، وعدوّ هذا عدوّ اللّه فعاده، وال وليّ هذا ولوأنّه قاتل أبيك وولدك، وعاد عدوّ هذا ولو أنّه أبوك وولدك.
( الأمالي: 19، ح 7.
معاني الأخبار: 399، ح 58.
عيون أخبار الرضا(عليه السلام): 291/1، ح 41. عنه البرهان: 51/1، ح 28.
صفات الشيعة، المطبوع ضمن كتاب المواعظ: 256، ح 65.
عنه وعن الأمالي والعيون والعلل والمعاني، وسائل الشيعة: 178/16، ح 21287.
علل الشرايع ب 140/119، ح 1، بتفاوت يسير.
عنه وعن العيون والأمالي والتفسير، البحار: 236/66، ح 1.
التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): 49، س 7، ضمن ح 22.
عنه وعن المعاني والعيون والعلل، البحار: 54/27، ح 8. )

2 - الشيخ الطوسيّ(ره): أخبرني جماعة، عن أبي محمّد هارون، عن أبي عليّ محمّد بن همّام، قال أبو عليّ: وعلي خاتم أبي جعفر السمّان(ره): لا إله إلّا اللّه الملك الحقّ المبين، فسألته عنه؟
فقال: حدّثني أبو محمّد، يعني صاحب العسكر(عليه السلام) عن آبائه(عليهم السلام) (أنّهم) قالوا: كان لفاطمة(سلام اللّه عليه) خاتمٌ فصّه عقيق، فلمّا حضرتها الوفاة، دفعته إلي الحسن(عليه السلام)، فلمّا حضرته الوفاة دفعه إلي الحسين(عليه السلام).
قال الحسين(عليه السلام): فاشتهيت أن انقش عليه شيئاً فرأيت في النوم المسيح عيسي بن مريم علي نبيّنا وآله وعليه السلام.
فقلت له: يا روح اللّه! ما أنقش علي خاتمي هذا؟
قال: أنقش عليه: «لا إله إلّا اللّه الملك الحقّ المبين».
فإنّه أوّل التوراة3أو لا إله إلّا اللّه الملك الحقّ المبين، فإنّه أوّل التوراة، 4 وآخر الإنجيل.
( الغيبة: 297، ح 252. )
3 - السيّد ابن طاووس(ره): حدّث الشريف أبو الحسين زيد بن جعفر العلويّ المحمّديّ، قال: حدّثنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر الحميريّ، قال: حدّثنا الحسين بن أحمد بن إبراهيم البوشنجيّ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن موسي السلاميّ، قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم البغداديّ، قال: حدّثنا عبداللّه ابن محمّد القرشيّ، قال: سمعت أبا الحسن العلويّ يقول: سمعت أبا محمّد الحسن بن عليّ العلويّ - و هو الذي تسمّيه الإماميّة: المؤدّي، يعني صاحب العسكر الآخر(عليه السلام) - يقول: قرأت من كتب آبائي(عليهم السلام): من صلّي يوم السبت أربع ركعات يقرأ في كلّ ركعة (فاتحة الكتاب )، و(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)، و(آية الكرسيّ )، كتبه اللّه عزّ وجلّ في درجة النبيّين والشهداء ( البقرة: 255/2. )
والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
( جمال الأُسبوع: 43، س 9. عنه البحار: 278/87، ح 42، ووسائل الشيعة: 178/8، ح 10358، بإسناده عن أبي الحسن العسكريّ(عليه السلام).
قطعة منه في (ألقابه(عليه السلام)). )

4 - الإربليّ(ره): ... قال [ الحسن بن ظريف ]: كتبت إلي أبي محمّد(عليه السلام)... فكتب: ... أنّ آبائي قالوا: تمتّع بالفاجرة، فإنّك تخرجها من حرام إلي حلال....
( كشف الغمّة: 423/2، س 13.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 3، رقم 747. )






الفصل الخامس: ما رواه(عليه السلام) عن غيرهم
وفيه أحد عشر موضوعاً

(أ) - ما رواه(عليه السلام) عن سلمان الفارسيّ غ(ره):
1 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): إنّ سلمان الفارسيّ (رضي اللّه عنه) مرّ بقوم من اليهود فسألوه أن يجلس إليهم ويحدّثهم بما سمع من محمّد(صلي اللّه عليه و ال وسلم) في يومه هذا؟ فجلس إليهم لحرصه علي إسلامهم، فقال: سمعت محمّداً(صلي اللّه عليه و ال وسلم) يقول: إنّ اللّه عزّوحلّ يقول: يا عبادي! أوليس من له إليكم حوائج كبار لا تجودون بها إلّا أن يتحمّل عليكم بأحبّ الخلق إليكم تقضونها كرامة لشفيعهم، ألا فاعلموا! أنّ أكرم الخلق عليّ، وأفضلهم لديّ محمّد، وأخوه عليّ، ومن بعده من الأئمّة الذين هم الوسائل إليّ.
ألا فليدعني من همّ بحاجة يريد نفعها، أو دهته داهية يريد كفّ ضررها بمحمّد وآله الأفضلين الطيّبين الطاهرين، أقضها له أحسن ممّا يقضيها من تستشفعون إليه بأعزّ الخلق عليه.
قالوا لسلمان، وهم [يسخرون و]يستهزؤن [به ]: يا أبا عبد اللّه! فما بالك لاتقترح علي اللّه، وتتوسّل بهم أن يجعلك أغني أهل المدينة1ل أهل المدينة، 4؟
فقال سلمان: قد دعوت اللّه عزّ وجلّ بهم، وسألته ما هو أجلّ وأفضل وأنفع من ملك الدنيا بأسرها، سألته بهم صلّي اللّه عليهم أن يهب لي لساناً لتحميده وثنائه ذاكراً، وقلباً لآلائه شاكراً، وعلي الدواهي الداهية لي صابراً، وهو عزّوجلّ قد أجابني إلي ملتمسي من ذلك، وهو أفضل من ملك الدنيا بحذافيرها، وما تشتمل عليه من خيراتها مائة ألف ألف مرّة.
قال(عليه السلام): فجعلوا يهزؤون به، ويقولون: يا سلمان! لقد ادّعيت مرتبة عظيمة شريفة نحتاج أن نمتحن صدقك من كذبك فيها، وها نحن أوّلاً قائمون إليك بسياط1ي سياط، 4 فضاربوك بها، فسل ربّك أن يكفّ أيدينا عنك.
فجعل سلمان يقول: «اللّهمّ اجعلني علي البلاء صابراً».
وجعلوا يضربونه بسياطهم حتّي أعيوا وملّوا، وجعل سلمان لا يزيد علي قوله: «اللّهمّ اجعلني علي البلاء صابراً».
فلمّا ملّوا وأعيوا، قالوا له: يا سلمان! ما ظننّا أنّ روحاً تثبت في مقرّها مع مثل هذا العذاب الوارد عليك، فما بالك لا تسأل ربّك أن يكفّنا عنك؟
فقال: لأنّ سؤالي ذلك ربّي خلاف الصبر، بل سلّمت لإمهال اللّه تعالي لكم، وسألته الصبر.
فلمّا استراحوا، قاموا إليه بعد بسياطهم، فقالوا: لا نزال نضربك بسياطنا حتّي تزهق روحك، أو تكفر بمحمّد.
فقال: ما كنت لأفعل ذلك، فإنّ اللّه قد أنزل علي محمّد: (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ) وأنّ احتمالي لمكارهكم - لأدخل في جملة من مدحه اللّه بذلك- ( البقرة: 3/2. )
سهل عليّ يسير، فجعلوا يضربونه بسياطهم حتّي ملّوا، ثمّ قعدوا، وقالوا: يا سلمان! لو كان لك عند ربّك قدر لإيمانك بمحمّد لاستجاب [اللّه ] دعاءك، وكفّنا عنك.
فقال سلمان: ما أجهلكم! كيف يكون مستجيباً دعائي إذا فعل بي خلاف ماأُريد منه، أنا أردت منه الصبر، فقد استجاب لي وصبّرني ولم أسأله كفّكم عنّي فيمنعني حتّي يكون ضدّ دعائي كما تظنّون.
فقاموا إليه ثالثة بسياطهم فجعلوا يضربونه، وسلمان لا يزيد علي [قوله:] «اللّهمّ! صبّرني علي البلاء في حبّ صفيّك وخليلك محمّد».
فقالوا له: يا سلمان! ويحك، أوليس محمّد قد رخّص لك أن تقول كلمة الكفر [به ] بما تعتقد ضدّه للتقيّة من أعدائك، فما بالك لا تقول (ما يفرّج عنك) للتقيّة؟
فقال سلمان: إنّ اللّه تعالي قد رخّص لي في ذلك، ولم يفرضه عليّ، بل أجاز لي أن لاأعطيكم ما تريدون، وأحتمل مكارهكم، وأجعله أفضل المنزلتين، وأنا لاأختار غيره.
ثمّ قاموا إليه بسياطهم، وضربوه ضرباً كثيراً، وسيّلوا دماءه، وقالوا له -وهم ساخرون-: لاتسأل اللّه كفّنا عنك، ولاتظهر لنا ما نريد منك لنكفّ به عنك، فادع علينا بالهلاك إن كنت من الصادقين في دعواك، أنّ اللّه لايردّ دعاءك بمحمّد وآله الطيّبين [الطاهرين ].
فقال سلمان: إنّي لأكره أن أدعو اللّه بهلاككم مخافة أن يكون فيكم من قد علم اللّه أنّه سيؤمن بعد، فأكون قد سألت اللّه تعالي اقتطاعه عن الإيمان.
فقالوا: قل: اللّهمّ! أهلك من كان في معلومك أنّه يبقي إلي الموت علي تمرّده، فإنّك لاتصادف بهذا الدعاء ما خفته.
قال: فانفرج له حائط البيت الذي هو فيه مع القوم وشاهد رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم) وهو يقول: يا سلمان! ادع عليهم بالهلاك، فليس فيهم أحد يرشد كما دعا نوح(عليه السلام) علي قومه لمّا عرف أنّه لن يؤمن من قومه إلّا من قد آمن.
فقال سلمان: كيف تريدون أن أدعو عليكم بالهلاك؟
فقالوا: تدعو اللّه [ب']أن يقلب سوط كلّ واحد منّا أفعي تعطف رأسها ثمّ تمشّش عظام سائر بدنه؟
فدعا اللّه بذلك، فما من سياطهم سوط إلّا قلّبه اللّه تعالي عليهم أفعي لها رأسان تتناول برأس [منها] رأسه، وبرأس آخر يمينه التي كان فيها سوطه، ثمّ رضّضتهم، ومشّشتهم، وبلعتهم، والتقمتهم.
فقال رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم) وهو في مجلسه: معاشر المؤمنين! إنّ اللّه تعالي قدنصر أخاكم سلمان ساعتكم هذه علي عشرين من مردة اليهود والمنافقين، قلّبت سياطهم أفاعي رضّضتهم، ومشّشتهم، وهشّمت عظامهم، والتقمتهم، فقوموا بنا ننظر إلي تلك الأفاعي المبعوثة لنصرة سلمان.
فقام رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم) وأصحابه إلي تلك الدار، وقد اجتمع إليها جيرانها من اليهود والمنافقين لمّا سمعوا ضجيج القوم بالتقام الأفاعي لهم وإذا هم خائفون منها، نافرون من قربها.
فلمّا جاء رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم) خرجت كلّها [من ] البيت إلي شارع المدينة، وكان شارعاً ضيّقاً فوسّعه اللّه تعالي، وجعله عشرة أضعافه.
ثمّ نادت الأفاعي: السلام عليك يا محمّد! يا سيّد الأوّلين والآخرين! السلام عليك يا عليّ! يا سيّد الوصيّين! السلام علي ذرّيّتك الطيّبين الطاهرين! الذين جعلوا علي الخلق قوّامين، ها نحن سياط هؤلاء المنافقين [الذين ] قلبنا اللّه تعالي أفاعي بدعاء هذا المؤمن سلمان.
[ف ]قال رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم): الحمد للّه الذي جعل [من أُمّتي ] من يضاهي بدعائه - عند كفّه، وعند انبساطه - نوحاً نبيّه.
ثمّ نادت الأفاعي: يا رسول اللّه! قد اشتدّ غضبنا علي هؤلاء الكافرين، وأحكامك، وأحكام وصيّك علينا جائزة في ممالك ربّ العالمين، ونحن نسألك أن تسأل اللّه تعالي أن يجعلنا من أفاعي جهنّم التي نكون فيها لهؤلاء معذّبين كما كنّا لهم في هذه الدنيا ملتقمين.
فقال رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم): قد أجبتكم إلي ذلك فالحقوا بالطبق الأسفل من جهنّم بعد أن تقذفوا ما في أجوافكم من أجزاء أجسام هؤلاء الكافرين، ليكون أتمّ لخزيهم، وأبقي للعار عليهم إذا كانوا بين أظهرهم مدفونين، يعتبر بهم المؤمنون المارّون بقبورهم، يقولون: هؤلاء الملعونون المخزيّون بدعاء وليّ محمّد سلمان الخير من المؤمنين.
فقذفت الأفاعي ما في بطونها من أجزاء أبدانهم، فجاء أهلوهم فدفنوهم، وأسلم كثير من الكافرين، وأخلص كثير من المنافقين، وغلب الشقاء علي كثير من الكافرين والمنافقين، فقالوا: هذا سحر مبين.
ثمّ أقبل رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم) علي سلمان، فقال: يا أبا عبد اللّه! أنت من خواصّ إخواننا المؤمنين، ومن أحباب قلوب ملائكة اللّه المقرّبين إنّك في ملكوت السماوات والحجب والكرسيّ والعرش، وما دون ذلك إلي الثري أشهر في فضلك عندهم من الشمس، الطالعة في يوم لا غيم فيه، ولا قتر، ولا غبار في الجوّ، أنت من أفاضل الممدوحين بقوله (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ).
( التفسير: 68، ح 35. عنه البحار: 369/22، ح 9، و413/72، ح 63، قطعة منه، وإثبات الهداة: 391/1، ح 595، باختصار، ومدينة المعاجز: 439/1، ح 296، قطعة منه، ومستدرك الوسائل: 269/12، ح 14072، قطعة منه.
عدّة الداعي: 163، س 16، قطعة منه، مرسلاً. عنه وسائل الشيعة: 101/7، ح 8848.
إرشاد القلوب: 424، س 18، بتفاوت يسير.
تنبيه الخواطر ونزهة النواظر: 419، س 14، بتفاوت يسير.
قطعة منه في (ما رواه(عليه السلام) عن النبيّ 6). )


(ب) - ما رواه(عليه السلام) عن سعد بن معاذ
1 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): قال رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم): إنّ للّه عزّ وجلّ خياراً من كلّ ما خلقه ...، ألا أُنبّئكم برجل قد جعله اللّه من آل محمّد كأوائل أيّام [رجب من أوائل أيّام ] شعبان؟ ...
قالوا: ومن ذلك يا رسول اللّه!؟
قال: ها هو مقبل عليكم غضباناً، فاسألوه عن غضبه، فإنّ غضبه لآل محمّد خصوصاً لعليّ بن أبي طالب(عليه السلام).
فطمح القوم بأعناقهم، وشخصوا بأبصارهم ونظروا، فإذا أوّل طالع عليهم سعد بن معاذ وهو غضبان، فأقبل، فلمّا رآه رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم) قال له: يا سعد! أما إنّ غضب اللّه لما غضبت له أشدّ، فما الذي أغضبك؟ حدّثنا بما قلته في غضبك حتّي أُحدّثك بما قالته الملائكة لمن قلت له، وماقالته الملائكة للّه عزّ وجلّ وأجابها اللّه عزّ وجلّ به.
فقال سعد: بأبي أنت وأُمّي يا رسول اللّه! بينا أنا جالس علي بابي وبحضرتي نفر من أصحابي الأنصار، إذ تمادي رجلان من الأنصار فرأيت في أحدهما النفاق فكرهت أن أدخل بينهما مخافة أن يزداد شرّهما، وأردت أن يتكافّا فلم يتكافّا، وتماديا في شرّهما حتّي تواثبا إلي أن جرّد كلّ واحد منهما السيف علي صاحبه، فأخذ هذا سيفه وترسه، وهذا سيفه وترسه، وتجاولا وتضاربا، فجعل كلّ واحد منهما يتّقي سيف صاحبه بدرقته، وكرهت أن أدخل بينهما ( الدَرَقَة: التُرس من جلد ليس فيه خشب ولا عقب. المعجم الوسيط: 281، (درق). )
مخافة أن تمتدّ إليّ يد خاطئة.
وقلت في نفسي: اللّهمّ! انصر أحبّهما لنبيّك وآله، فما زالا يتجاولان، ولايتمكّن واحد منهما من الآخر، إلي أن طلع علينا أخوك عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)، فصحت بهما هذا عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) لم توقّراه؟!
فوقّراه، وتكافّا، فهذا أخو رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم) وأفضل آل محمّد.
فأمّا أحدهما فإنّه لمّا سمع مقالتي رمي بسيفه ودرقته من يده.
وأمّا الآخر فلم يحفل بذلك، فتمكّن لاستسلام صاحبه منه، فقطّعه بسيفه قطعاً أصابه بنيّف وعشرين ضربة، فغضبت عليه، ووجدت من ذلك وجداً شديداً، وقلت له: يا عبد اللّه! بئس العبد أنت، لم توقّر أخا رسول اللّه، وأثخنت بالجراح من وقّره، وقد كان ذلك قرناً كفيّاً بدفاعك عن نفسه، وما تمكّنت منه إلّابتوقيره أخا رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم).
فقال رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم): فما الذي صنع عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) لمّا كفّ صاحبك، وتعدّي عليه الآخر؟
قال: جعل ينظر إليه وهو يضربه بسيفه، لا يقول شيئاً ولا يمنعه، ثمّ جاز وتركهما، وإنّ ذلك المضروب لعلّه بآخر رمق.
فقال رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم): يا سعد! لعلّك تقدّر أنّ ذلك الباغي المتعدّي ظافر، إنّه ما ظفر يغنم من ظفر بظلم؟!
إنّ المظلوم يأخذ من دين الظالم أكثر ممّا يأخذ الظالم من دنياه، إنّه لايحصد من المرّ حلو، ولا من الحلو مرّ.
وأمّا غضبك لذلك المظلوم علي ذلك الظالم، فغضب اللّه له أشدّ من ذلك وغضب الملائكة [علي ذلك الظالم لذلك المظلوم ].
وأمّا كفّ عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) عن نصرة ذلك المظلوم، فإنّ ذلك لما أراداللّه من إظهار آيات محمّد في ذلك، لا أحدّثك يا سعد بما قال اللّه وقالته الملائكة لذلك الظالم ولذلك المظلوم ولك، حتّي تأتيني بالرجل المثخن، فتري فيه آيات اللّه المصدّقة لمحمّد.
فقال سعد: يا رسول اللّه! وكيف آتي به وعنقه متعلّقة بجلدة رقيقة، ويده ورجله كذلك، وإن حرّكته تميّزت أعضاؤه وتفاصلت.
فقال رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم): يا سعد! إنّ الذي ينشي ء السحاب، ولا شي ء منه حتّي يتكاثف ويطبق أكناف السماء وآفاتها ثمّ يلاشيه من بعد حتّي ( في الحديث: إذا كان الدرع كثيفاً، أي إذا كان ستيراً. مجمع البحرين: 110/5، (كثف). )
يضمحلّ، فلا تري منه شيئاً لقادر - إن تميّزت تلك الأعضاء - أن يؤلّفها من بعد، كما ألّفها إذ لم تكن شيئاً.
قال سعد: صدقت يا رسول اللّه! وذهب، فجاء بالرجل، ووضعه بين يدي رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم) وهو بآخر رمق.
فلمّا وضعه انفصل رأسه عن كتفه، ويده عن زنده، وفخذه عن أصله.
فوضع رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم) الرأس في موضعه، واليد والرجل في موضعهما، ثمّ تفل علي الرجل، ومسح يده علي مواضع جراحاته، وقال:
«اللّهمّ أنت المحيي للأموات، والمميت للأحياء، والقادر علي ما تشاء، وعبدك هذا مثخن بهذه الجراحات لتوقيره لأخي رسول اللّه ( أثخنته الجراحة، أي أثقلته. مجمع البحرين: 222/6 (ثخن). )
عليّ بن أبي طالب.
اللّهمّ فأنزل عليه شفاء من شفائك، ودواء من دوائك، وعافية من عافيتك».
قال: فوالذي بعثه بالحقّ نبيّاً! إنّه لمّا قال ذلك، التأمت الأعضاء، والتصقت وتراجعت الدماء إلي عروقها، وقام قائماً سويّاً سالماً صحيحاً، لابليّة به ولايظهر علي بدنه أثر جراحة، كأنّه ما أُصيب بشي ء البتّة.
ثمّ أقبل رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم) علي سعد وأصحابه فقال: الآن بعد ظهور آيات اللّه لتصديق محمّد أُحدّثكم بما قالت الملائكة لك، ولصاحبك هذا، ولذلك الظالم، إنّك لمّا قلت لهذا العبد: أحسنت في كفّك عن القتال، توقيراً لعليّ بن أبي طالب(عليه السلام) أخي محمّد رسول اللّه، كما قلت لصاحبه: أسأت في تعدّيك علي من كفّ عنك، توقيراً لعليّ بن أبي طالب(عليه السلام) وقد كان لك قرناً كفيّاً كفواً.
قالت الملائكة كلّها له: بئس ما صنعت يا [عدوّ اللّه ]، وبئس العبد أنت في تعدّيك علي من كفّ عن دفعك عن نفسه، توقيراً لعليّ بن أبي طالب(عليه السلام) أخي محمّد رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم).
[وقال اللّه عزّ وجلّ: بئس العبد أنت يا عبدي في تعدّيك علي من كفّ عنك، توقيراً لأخي محمّد].
ثمّ لعنه اللّه من فوق العرش، وصلّي عليك يا سعد في حثّك علي توقير عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)، وعلي صاحبك في قبوله منك.
ثمّ قالت الملائكة: يا ربّنا! لو أذنت [ لنا] لانتقمنا من هذا المتعدّي؟
فقال اللّه عزّ وجلّ: يا عبادي! سوف أُمكّن سعد بن معاذ من الانتقام منهم، وأشفي غيظه حتّي ينال فيهم بغيته، وأُمكّن هذا المظلوم من ذلك الظالم وذويه بماهو أحبّ إليهما من إهلاككم لهذا المتعدّي، إنّي أعلم ما لا تعلمون.
فقالت الملائكة: يا ربّنا ! أفتأذن لنا أن ننزل إلي هذا المثخن بالجراحات من شراب الجنّة وريحانها، لينزل به عليه الشفاء؟
فقال اللّه عزّ وجلّ: سوف أجعل له أفضل من ذلك ريق محمّد - ينفث منه عليه- ومسح يده عليه، فيأتيه الشفاء والعافية.
يا عبادي! إنّي أنا المالك للشفاء، والإحياء، والإماتة، والإغناء، والإفقار، والإسقام، والصحّة، والرفع، والخفض، والإهانة، والإعزاز، دونكم ودون سائر خلقي، قالت الملائكة: كذلك أنت يا ربّنا!
فقال سعد: يا رسول اللّه! قد أصيب أكحلي هذا، وربّما ينفجر منه الدم، ( الأكْحَل: عرق في الذراع يفصد، مصباح المنير: 527، (كحل). )
وأخاف الموت والضعف قبل أن أشفي من بني قريظة.
[فمسح عليه رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم) يده، فبرأ إلي أن شفا اللّه صدره من بني قريظة]، فقتلوا عن آخرهم، وغنمت أموالهم وسبيت ذراريهم، ثمّ انفجر كلمه ومات، وصار إلي رضوان اللّه عزّ وجلّ.
فلمّا رقأ دمه [من جراحاته ] قال رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم): يا سعد! سوف يشفي اللّه [بك ] غيظ المؤمنين، ويزداد لك غيظ المنافقين.
فلم يلبث [ إلّا] يسيراً حتّي كان حكّم سعد في بني قريظة لمّا نزلوا [بحكمه ]، وهم تسع مائة وخمسون رجلاً جلداً، شباباً ضرّابين بالسيف.
فقال: أرضيتم بحكمي؟
قالوا: بلي، وهم يتوهّمون أنّه يستبقيهم لما كان بينه وبينهم من الرحم والرضاع والصهر، قال: فضعوا أسلحتكم، فوضعوها، قال: اعتزلوا، فاعتزلوا، قال: سلّموا حصنكم، فسلّموه.
قال رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم): احكم فيهم يا سعد!
فقال: قد حكمت فيهم بأن يقتل رجالهم، وتسبي نساؤهم وذراريهم، وتغنم أموالهم، فلمّا سلّ المسلمون سيوفهم، ليضعوا عليهم، قال سعد: لاأريد هكذا يارسول اللّه!
قال رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم): كيف تريد اقترح ولا تقترح العذاب، فإنّ اللّه كتب الإحسان في كلّ شي ء حتّي في القتل.
قال: يا رسول اللّه! لا أقترح العذاب إلّا علي واحد، وهو الذي تعدّي علي صاحبنا هذا لمّا كفّ عنه توقيراً لعليّ بن أبي طالب(عليه السلام)، وردّه نفاقه إلي إخوانه من اليهود، فهو منهم يؤتي واحد واحد منهم نضربه بسيف مرهف إلّا ذاك، فإنّه يعذّب به.
فقال رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم): يا سعد! ألا، من اقترح علي عدوّه عذاباً باطلاً فقداقترحت أنت عذاباً حقّاً.
فقال سعد للفتي: قم بسيفك هذا إلي صاحبك المتعدّي عليك، فاقتصّ منه.
قال: تقدّم إليه، فما زال يضربه بسيفه حتّي ضربه بنيّف وعشرين ضربة، كماكان ضربه [هو] فقال: هذا عدد ما ضربني به فقد كفاني، ثمّ ضرب عنقه، ثمّ جعل الفتي يضرب أعناق قوم يبعدون عنه، ويترك قوماً يقرّبون في المسافة منه ثمّ كفّ وقال: دونكم.
فقال سعد: فأعطني السيف، فأعطاه فلم يميّز أحداً، وقتل كلّ من كان أقرب إليه حتّي قتل عدداً منهم، ثمّ ملّ ورمي بالسيف، وقال: دونكم.
فما زال القوم يقتلونهم، حتّي قتلوا عن آخرهم.
فقال رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم) للفتي: ما بالك قتلت من بعد في المسافة عنك، وتركت من قرب؟!
فقال: يا رسول اللّه! كنت أتنكّب عن القرابات وآخذ في الأجنبي.
قال رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم): وقد كان فيهم من كان ليس لك بقرابة وتركته؟
قال: يا رسول اللّه! كان لهم عليّ أياد في الجاهليّة، فكرهت أن أتولّي قتلهم، ولهم عليّ تلك الأيادي.
فقال رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم): أما إنّك لو شفعت إلينا فيهم لشفّعناك.
فقال: يا رسول اللّه! ما كنت لأدرأ عذاب اللّه عن أعدائه، وإن كنت أكره أن أتولّاه بنفسي، ثمّ قال رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم) لسعد: وأنت فما بالك لم تميّز أحداً؟
قال: يا رسول اللّه! عاديتهم في اللّه وأبغضتهم في اللّه، فلا أُريد مراقبة غيرك وغير محبّيك.
قال رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم): يا سعد! أنت من الذين لا تأخذهم في اللّه لومة لائم، فلمّا فرغ من آخرهم انفجر كلمه ومات ...
( التفسير: 661، س 17، ضمن ح 374.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 4، رقم 902. )


(ج) - ما رواه(عليه السلام) عن حذيفة اليمانيّ غ
1 - أبو منصور الطبرسيّ(ره): قال أبو محمّد الحسن العسكريّ(عليه السلام): لقدرامت الفجرة الكفرة ليلة العقبة قتل رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم) علي العقبة، ورام من بقي من مردة المنافقين بالمدينة...
ثمّ أمر حذيفة أن يقعد في أصل العقبة، فينظر من يمرّ بها، ويخبر رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم)، وكان رسول اللّه أمره أن يتشبّه بحجر.
فقال حذيفة: يا رسول اللّه! إنّي أتبّين الشرّ في وجوه رؤساء عسكرك، وإنّي أخاف إن قعدت في أصل الجبل وجاء منهم من أخاف أن يتقدّمك إلي هناك للتدبير عليك يحسّ بي ويكشف عنّي فيعرفني ويعرف موضعي من نصيحتك فيتّهمني ويخافني فيقتلني.
فقال رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم): إنّك إذا بلغت أصل العقبة فاقصد أكبر صخرة هناك إلي جانب أصل العقبة، وقل لها: إنّ رسول اللّه يأمرك أن تنفرجي لي حتّي أدخل [في ] جوفك، ثمّ [ إنّه ] يأمرك أن تثقبي فيك ثقبة أبصر منها المارّين، ويدخل عليّ منها الروح لئلّا أكون من الهالكين.
فإنّها تصير إلي ماتقول لها بإذن اللّه ربّ العالمين.
فأدّي حذيفة الرسالة، ودخل جوف الصخرة، وجاء الأربعة والعشرون علي جمالهم، وبين أيديهم رجالتهم يقول بعضهم لبعض: من رأيتموه هيهنا كائناً من كان فاقتلوه لأن لا يخبروا محمّداً أنّهم قد رأونا هيهنا، فينكص محمّد ولا يصعد هذه العقبة إلّا نهاراً، فيبطل تدبيرنا عليه.
وسمعها حذيفة، واستقصوا فلم يجدوا أحداً، وكان اللّه قد ستر حذيفة بالحجر عنهم، فتفرّقوا، فبعضهم صعد علي الجبل، وعدل عن الطريق المسلوك، وبعضهم وقف علي سفح الجبل عن يمين وشمال، وهم يقولون: الآن ترون حين محمّد كيف أغراه بأن يمنع الناس عن صعود العقبة حتّي يقطعها هو لنخلو به هيهنا، فنمضي فيه تدبيرنا وأصحابه عنه بمعزل.
وكلّ ذلك يوصله اللّه تعالي من قريب أو بعيد إلي أُذن حذيفة، ويعيه حذيفة، فلمّا تمكّن القوم علي الجبل حيث أرادوا كلّمت الصخرة حذيفة، وقالت [له ]: انطلق الآن إلي رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم) فأخبره بما رأيت وبما سمعت، قال حذيفة: كيف أخرج عنك وإن رآني القوم قتلوني مخافة علي أنفسهم من نميمتي عليهم.
قالت الصخرة: إنّ الذي مكّنك من جوفي، وأوصل إليك الروح من الثقبة التي أحدثها فيّ، هو الذي يوصلك إلي نبيّ اللّه وينقذك من أعداء اللّه.
فنهض حذيفة ليخرج فانفرجت الصخرة [بقدرة اللّه تعالي ] فحوّله اللّه طائراً فطار في الهواء محلّقاً حتّي انقضّ بين يدي رسول اللّه، ثمّ أُعيد علي صورته، فأخبر رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم) بما رأي وسمع.
فقال [ له ] رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم): أوعرفتهم بوجوههم؟
قال: يا رسول اللّه! كانوا متلثّمين، وكنت أعرف أكثرهم بجمالهم، فلمّا فتّشوا المواضع فلم يجدوا أحداً أحدروا اللثام، فرأيت وجوههم وعرفتهم بأعيانهم وأسمائهم فلان وفلان وفلان حتّي عدّ أربعة وعشرين.
فقال رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم): يا حذيفة! إذا كان اللّه تعالي يثبت محمّداً لم يقدر هؤلاء ولا الخلق أجمعون أن يزيلوه، إنّ اللّه تعالي بالغ في محمّد أمره ولو كره الكافرون، ثمّ قال: يا حذيفة! فانهض بنا أنت وسلمان وعمّار وتوكّلوا علي اللّه، فإذا جزنا الثنيّة الصعبة فأذنّوا للناس أن يتبعونا....
( الاحتجاج: 116/1، ح 31.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 4، رقم 908. )


(د) - ما رواه(عليه السلام) عن جابر بن عبد اللّه الأنصاريّ غ
1 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام):
وقال جابر بن عبد اللّه الأنصاريّ: ولقد حدّثنا رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم) وحضره عبداللّه بن صوريا - غلام أعور يهوديّ تزعم اليهود أنّه أعلم يهوديّ بكتاب اللّه، وعلوم أنبيائه - فسأل رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم) عن مسائل كثيرة يعنّته فيها، فأجابه عنها رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم) بما لم يجد إلي إنكار شي ءمنه سبيلاً.
فقال له: يا محمّد! من يأتيك بهذه الأخبار عن اللّه؟ قال: جبرئيل.
قال: لو كان غيره يأتيك بها لآمنت بك، ولكن جبرئيل عدوّنا من بين الملائكة،فلو كان ميكائيل أو غيره سوي جبرئيل يأتيك بها لآمنت بك.
فقال رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم): ولم اتّخذتم جبرئيل عدّواً؟
قال: لأنّه ينزل بالبلاء والشدّة علي بني إسرائيل، ودفع دانيال عن قتل بخت نّصر حتّي قوي أمره، وأهلك بني إسرائيل.
وكذلك كلّ بأس وشدّة لا ينزلها إلّا جبرئيل، وميكائيل يأتينا بالرحمة.
فقال رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم): ويحك! أجهلت أمر اللّه تعالي! وما ذنب جبرئيل إن أطاع اللّه فيما يريده بكم، أرأيتم ملك الموت أهو عدوّكم وقد وكّله اللّه بقبض أرواح الخلق الذي أنتم منه.
أرأيتم الآباء والأُمّهات إذا وجروا الأولاد الأدوية الكريهة لمصالحهم ( الوُجور والوَجور: الدواء الذي يصبّ في الفم. المنجد: 888، (وجر). )
أيجب أن يتّخذهم أولادهم أعداء من أجل ذلك؟ لا! ولكنّكم باللّه جاهلون، وعن حكمته غافلون، أشهد أنّ جبرئيل، وميكائيل بأمر اللّه عاملان، وله مطيعان، وأنّه لا يعادي أحدهما إلّا من عادي الآخر، وإنّ من زعم أنّه يحبّ أحدهما ويبغض الآخر فقد كذب.
وكذلك محمّد رسول اللّه وعليّ أخوان كما أنّ جبرئيل وميكائيل أخوان، فمن أحبّهما فهو من أولياء اللّه، ومن أبغضهما فهو من أعداء اللّه، ومن أبغض أحدهما وزعم أنّه يحبّ الآخر فقد كذب وهما منه بريئان.
وكذلك من أبغض واحداً منّي ومن عليّ، ثمّ زعم أنّه يحبّ الآخر فقد كذب وكلانا منه بريئان، واللّه تعالي وملائكته، وخيار خلقه منه براء.
( التفسير: 406، ح 277.
الاحتجاج: 86/1، س 8، ضمن ح 25. عنه وعن التفسير، البحار: 283/9، ح 1. )


(ه') - ما رواه(عليه السلام) عن قنبر مولي عليّ غ(عليه السلام)
6 - السيّد الرضيّ(ره): حدّثني أبو محمّد هارون بن موسي بن أحمدالمعروف بالتلعكبريّ، قال: حدّثنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عبيداللّه بن أحمد بن عيسي بن المنصور، قال: حدّثنا أبو موسي عيسي ابن أحمد بن عيسي بن المنصور، قال: حدّثني أبو محمّد الحسن بن عليّ، عن أبيه عليّ بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن موسي، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر ابن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ عليهم السلام والصلاة، قال: حدّثني قنبر مولي عليّ بن أبي طالب 2 بر مولي عليّ بن أبي طالب، 4(عليه السلام)، قال: كنت مع أمير المؤمنين(عليه السلام) علي شاطي ء الفرات، فنزع قميصه ونزل إلي الماء، فجاءت موجة فأخذت القميص.
فخرج أمير المؤمنين(عليه السلام) فلم يجد القميص، فاغتمّ لذلك، فإذا بهاتف يهتف: يا أبا الحسن! انظر عن يمينك وخذ ما تري.
فإذا منديل عن يمينه، وفيه قميص مطويّ، فأخذه ولبسه، فسقط من جيبه رقعة فيها مكتوب: بسم اللّه الرحمن الرحيم، هديّة من اللّه العزيز الحكيم إلي عليّ بن أبي طالب، هذا قميص هارون بن عمران (كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَهَا قَوْمًا ءَاخَرِينَ ).
( الدخان: 28/44. )
( خصائص الأئمّة:: 57، س 7. عنه مدينة المعاجز: 27/2، ح 370. )

(و) - ما رواه(عليه السلام) عن بشر بن عمر الحضرميّ غ
1 - السيّد ابن طاووس(ره): قال:...الشيخ الصالح أبو منصور بن عبد المنعم ابن النعمان البغداديّ 4، قال: خرج من الناحية سنة اثنتين وخمسين ومائتين علي يد الشيخ محمّد بن غالب الإصفهانيّ حين وفاة أبي(ره)، وكنت حديث السنّ، وكتبت أستأذن في زيارة مولاي أبي عبد اللّه(عليه السلام)، وزيارة الشهداء رضوان اللّه عليهم، فخرج إليّ منه: بسم اللّه الرحمن الرحيم، إذا أردت زيارة الشهداء رضوان اللّه عليهم، فقف عند رجلي الحسين، وهو قبر عليّ بن الحسين(عليهما السلام) ...
«السلام علي بشر بن عمر الحضرميّ، شكر اللّه لك قولك للحسين وقد أذن لك في الانصراف: أكلتني إذَنْ السباع حيّاً إن فارقتك، وأسأل عنك الركبان، وأخذلك مع قلّة الأعوان، لا يكون هذا أبداً... ».
( إقبال الأعمال: 48، س 10.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 3، رقم 727. )


(ز) - ما رواه(عليه السلام) عن زهير بن القين البجليّ غ
1 - السيّد ابن طاووس(ره): قال:...الشيخ الصالح أبو منصور بن عبد المنعم بن النعمان البغداديّ 4، قال: خرج من الناحية سنة اثنتين وخمسين ومائتين علي يد الشيخ محمّد بن غالب الإصفهانيّ حين وفاة أبي(ره)، وكنت حديث السنّ، وكتبت أستأذن في زيارة مولاي أبي عبداللّه(عليه السلام)، وزيارة الشهداء رضوان اللّه عليهم.
فخرج إليّ منه: بسم اللّه الرحمن الرحيم، إذا أردت زيارة الشهداء رضوان اللّه عليهم، فقف عند رجلي الحسين، وهو قبر عليّ بن الحسين(عليهما السلام) ...، وقل:... «السلام علي زهير بن القين البجليّ، القائل للحسين وقد أذن له في الانصراف: لا واللّه! لا يكون ذلك أبداً، أترك ابن رسول اللّه أسيراً في يد الأعداء وأنجو؟! لا أراني اللّه ذلك اليوم ...».
( إقبال الأعمال: 48، س 10.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 3، رقم 727. )


(ح) - ما رواه(عليه السلام) عن سعد بن عبد اللّه الحنفيّ غ
1 - السيّد ابن طاووس(ره): قال:...الشيخ الصالح أبو منصور بن عبد المنعم بن النعمان البغداديّ 4، قال: خرج من الناحية سنة اثنتين وخمسين ومائتين علي يد الشيخ محمّد بن غالب الإصفهانيّ حين وفاة أبي(ره)، وكنت حديث السنّ، وكتبت أستأذن في زيارة مولاي أبي عبداللّه(عليه السلام)، وزيارة الشهداء رضوان اللّه عليهم.
فخرج إليّ منه: بسم اللّه الرحمن الرحيم، إذا أردت زيارة الشهداء رضوان اللّه عليهم، فقف عند رجلي الحسين، وهو قبر عليّ بن الحسين(عليهما السلام) ...، وقل:... «السلام علي سعد بن عبد اللّه الحنفيّ، القائل للحسين، وقد أذن له في الانصراف: لا واللّه؛ لا نخلّيك حتّي يعلم اللّه أنّا قد حفظنا غيبة رسول اللّه صلّي اللّه عليه وآله فيك، واللّه! لو أعلم أنّي أُقتل ثمّ أُحيا، ثمّ أُحرق ثمّ أُذري، ويفعل بي ذلك سبعين مرّة ما فارقتك، حتّي ألقي حمامي دونك، وكيف أفعل ذلك وإنّما هي موتة أو قتلة واحدة، ثمّ هي بعدها الكرامة التي لا انقضاء لها أبداً...».
( إقبال الأعمال: 48، س 10.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 3، رقم 727. )


(ط) - ما رواه عن عليّ غ الأكبر ابن الإمام الحسين(عليهم السلام)
1 - السيّد ابن طاووس(ره): قال:... حدّثني الشيخ الصالح أبو منصور بن عبد المنعم بن النعمان البغداديّ 4، قال: خرج من الناحية سنة اثنتين وخمسين ومائتين علي يد الشيخ محمّد بن غالب الإصفهانيّ حين وفاة أبي(ره)، وكنت حديث السنّ، وكتبت أستأذن في زيارة مولاي أبي عبداللّه(عليه السلام)، وزيارة الشهداء رضوان اللّه عليهم.
فخرج إليّ منه: بسم اللّه الرحمن الرحيم، إذا أردت زيارة الشهداء رضوان اللّه عليهم، فقف عند رجلي الحسين، وهو قبر عليّ بن الحسين(عليهما السلام)...، وأشر إلي عليّ بن الحسين(عليهما السلام)، وقل:... كأنّي بك بين يديه ماثلاً، وللكافرين قائلاً:
أنا عليّ بن الحسين بن عليّ
نحن وبيت اللّه أولي بالنبيّ
أطعنكم بالرمح حتّي ينثني
أضربكم بالسيف أحمي عن أبي
ضرب غلام هاشميّ عربيّ
واللّه لا يحكم فينا ابن الدعيّ.
( إقبال الأعمال: 48، س 10.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 3، رقم 727. )


(ي) - ما رواه(عليه السلام) عن مسلم بن عوسجة الأسديّ غ
1 - السيّد ابن طاووس(ره): قال:...الشيخ الصالح أبو منصور بن عبد المنعم بن النعمان البغداديّ 4، قال: خرج من الناحية سنة اثنتين وخمسين ومائتين علي يد الشيخ محمّد بن غالب الإصفهانيّ حين وفاة أبي(ره)، وكنت حديث السنّ، وكتبت أستأذن في زيارة مولاي أبي عبداللّه(عليه السلام)، وزيارة الشهداء رضوان اللّه عليهم.
فخرج إليّ منه: بسم اللّه الرحمن الرحيم، إذا أردت زيارة الشهداء رضوان اللّه عليهم...، وقل: ...
«السلام علي مسلم بن عوسجة الأسديّ، القائل للحسين، وقد أذن له في الانصراف: أنحن نخلّي عنك؟ وبم نعتذر عند اللّه من أداء حقّك، لاواللّه! حتّي أكسر في صدورهم رمحي هذا، وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي، ولا أُفارقك، ولو لم يكن معي سلاح أُقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة، ولم أُفارقك حتّي أموت معك ...».
( إقبال الأعمال: 48، س 10.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 3، رقم 727. )


(ك) - ما رواه(عليه السلام) عن الزهريّ غ
1 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): [قال الإمام(عليه السلام):] قال الزهريّ: كان عليّ بن الحسين(عليهما السلام) ما عرفت له صديقاً في السرّ ولاعدّواً في العلانية، لأنّه لاأحد يعرفه بفضائله الباهرة إلا ولا يجد بدّاً من تعظيمه من شدّة مداراته، وحسن معاشرته إيّاه، وأخذه من التقيّة بأحسنها وأجملها، ولا أحد - وإن كان يريه المودّة في الظاهر - إلّا وهو يحسده في الباطن لتضاعف فضائله علي فضائل الخلق.
( التفسير: 355، ح 245. عنه البحار: 401/72، س 17، ضمن ح 42، ومستدرك الوسائل: 262/12، ح 14064. )


خا تمة

في الأحاديث المشتبهة والممدوحين
والمذمومين وأصحابه وغيرهم

و فيها أربعة فصول

الفصل الأوّل: الأحاديث المشتبهة
الفصل الثاني: الممدوحون والمذمومون علي لسانه(عليه السلام)
الفصل الثالث: ثقاته(عليه السلام) وغيرهم
الفصل الرابع: أصحابه(عليه السلام) والراوون عنه











خاتمة في الأحاديث المشتبهة
والممدوحين والمذمومين وأصحابه وغيرهم
وهي تشتمل علي أربعة فصول

الفصل الأوّل: الأحاديث المشتبهة
وفيه ثمانية أحاديث

نودّ أن نلفت نظر القاري ء الكريم بأنّا وجدنا أثناء عملنا في جمع أحاديث الإمام أبي محمّد الحسن العسكريّ(عليه السلام)، أنّ بعض الأحاديث قد نسب إليه صلوات اللّه عليه، ولكن بعد الفحص في الرواة والمصادر، إنتهينا إلي أنّ هذه النسبة كانت غير صحيحة، فأوردنا تلك الأحاديث في هذا القسم، وسنذكر في الهامش ما يؤيّد ذلك من الشواهد والقرائن.
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(ره): محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد ابن عيسي، عن ابن فضّال، عن داود بن أبي يزيد وهو فرقد، عن أبي يزيد الحمار، عن أبي عبد اللّه(عليه السلام)، قال: إنّ اللّه تعالي بعث أربعة أملاك في إهلاك قوم لوط1ل قوم لوط، 4: جبرئيل، وميكائيل، وإسرافيل، وكروبيل(عليهم السلام).
فمرّوا بإبراهيم(عليه السلام) وهم معتمّون، فسلّموا عليه، فلم يعرفهم، ورأي هيئة حسنة، فقال: لايخدم هؤلاء أحد إلّا أنا بنفسي، وكان صاحب أضياف، فشوي لهم عجلاً سميناً حتّي أنضجه، ثمّ قرّبه إليهم.
(فَلَمَّا ) وضعه بين أيديهم (رَءَآ أَيْدِيَهُمْ لَاتَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً )، فلمّا رأي ذلك جبرئيل(عليه السلام) حسر العمامة عن وجهه وعن ( هود: 70/11. )
رأسه، فعرفه إبراهيم(عليه السلام)، فقال: أنت هو؟
فقال: نعم! ومرّت امرأته سارة فبشّرها بإسحاق، ومن وراء إسحاق يعقوب، فقالت: ما قال اللّه عزّ وجلّ؟ فأجابوها بما في الكتاب العزيز.
فقال إبراهيم(عليه السلام) لهم: فيماذا جئتم؟
قالوا له: في إهلاك قوم لوط1ل قوم لوط، 4.
فقال لهم: إن كان فيها مائة من المؤمنين تهلكونهم؟
فقال جبرئيل(عليه السلام): لا!
قال: فإن كانوا خمسين؟ قال: لا!
قال: فإن كانوا ثلاثين؟ قال: لا!
قال: فإن كانوا عشرين؟ قال: لا!
قال: فإن كانوا عشرة؟ قال: لا!
قال: فإن كانوا خمسة؟ قال: لا!
قال: فإن كانوا واحداً؟ قال: لا!
قال: إنّ فيها لوطاً، قالوا: نحن أعلم بمن فيها (لَنُنَجِّيَنَّهُ و وَأَهْلَهُ و إِلَّا امْرَأَتَهُ و كَانَتْ مِنَ الْغَبِرِينَ ) ثمّ مضوا.
( العنكبوت: 32/29. )
وقال الحسن العسكريّ أبو محمّد: لا أعلم ذا القول إلّا وهو يستبقيهم.
( أوردنا الحديث هنا، لأنّ في تفسير العيّاشيّ: 153/2، رقم 46، وكذا البحار: 168/12، ح 25، جاء بدل «الحسن العسكريّ أبو محمّد»، الحسن بن عليّ.
وقال العلاّمة المجلسيّ؛ في بيانه ذيل الحديث: الحسن بن عليّ، أي ابن فضّال.
ويدلّ عليه أيضاً أنّ كنية ابن فضّال أبو محمّد، راجع رجال النجاشي: 72/34، وجامع الرواة: 214/2، ومعجم رجال الحديث: 44/5، رقم 2983. )

وهو قول اللّه عزّ وجلّ: (يُجَدِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ ).
( هود: 74/11. )
فأتوا لوطاً، وهو في زراعة له قرب المدينة، فسلّموا عليه، وهم معتمّون؛ فلمّا رأي هيئة حسنة، عليهم عمائم بيض 1ي عمائم بيض، 4، وثياب بيض، فقال لهم: المنزل؟
فقالوا: نعم! فتقدّمهم، ومشوا خلفه.
فندم علي عرضه عليهم المنزل، وقال: أيّ شي ء صنعت؟ آتي بهم قومي وأنا أعرفهم، فالتفت إليهم، فقال: إنّكم تأتون شرار خلق اللّه.
وقد قال جبرئيل(عليه السلام): لا نعجل عليهم حتّي يشهد ثلاث شهادات.
فقال جبرئيل(عليه السلام): هذه واحدة ثمّ مشي ساعة، ثمّ التفت إليهم، فقال: إنّكم تأتون شرار خلق اللّه.
فقال جبرئيل(عليه السلام): هذه اثنتان، ثمّ مضي فلمّا بلغ باب المدينة إلتفت إليهم، فقال: إنّكم تأتون شرار خلق اللّه.
فقال جبرئيل(عليه السلام): هذه ثالثة، ثمّ دخل ودخلوا معه.
فلمّا رأتهم امرأته، رأت هيئة حسنة، فصعدت فوق السطح وصعقت، فلم يسمعوا، فدخنت فلمّا رأوا الدخان أقبلوا يهرعون إلي الباب، فنزلت إليهم، فقالت: عنده قوم ما رأيت قطّ أحسن منهم هيئة.
فجاؤوا إلي الباب ليدخلوها، فلمّا رآهم لوط قام إليهم، فقال: يا قوم! (اتَّقُواْ اللَّهَ وَلَاتُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ )؟
فقال: (هَؤُلَآءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ) فدعاهم إلي الحلال، فقالوا: (لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ ).
فقال: (لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ ءَاوِي إِلَي رُكْنٍ شَدِيدٍ ).
( هود: 78/11 - 80. )
فقال جبرئيل(عليه السلام): لو يعلم أيّ قوّة له. فكاثروه حتّي دخلوا البيت.
قال: فصاح به جبرئيل: يا لوط! دعهم يدخلون.
فلمّا دخلوا أهوي جبرئيل بإصبعه نحوهم، فذهبت أعينهم، وهو قوله: (فَطَمَسْنَآ أَعْيُنَهُمْ ).
( القمر: 37/54. )
ثمّ نادي جبرئيل: فقال: (إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُواْ إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ الَّيْلِ)، وقال له جبرئيل: إنّا بعثنا في إهلاكهم.
فقال: يا جبرئيل! عجّل.
فقال: (إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ ).
( هود: 81/11. )
قال: فأمره فتحمّل ومن معه إلّا امرأته قال: ثمّ اقتلعها جبرئيل بجناحيه من سبع أرضين، ثمّ رفعها حتّي سمع أهل سماء الدنيا1ل أهل سماء الدنيا، 4 نياح الكلاب وصياح الديكة، ثمّ قلّبها، وأمطر عليها وعلي من حول المدينة حجارة من سجّيل.
( الكافي: 270/8، ح 505. )
2 - ابن أبي جمهور الإحسائيّ(ره): روي أنّ المتوكّل بعث إلي الحسن العسكريّ(عليه السلام) يسأله عن نصرانيّ فجر بامرأة مسلمة.
فلمّا أخذ ليقام عليه الحدّ أسلم.
فأجاب(عليه السلام): إنّ الحكم فيه أن يضرب حتّي يموت، لأنّ اللّه سبحانه يقول: (فَلَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا قَالُواْ ءَامَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ و وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ ي مُشْرِكِينَ * فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَنُهُمْ لَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ ي وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَفِرُونَ ).
( غافر: 84/40، و85. )
( عوالي اللئالي: 155/2، ح 432.
الكافي: 238/7، ح 2، عن محمّد بن يحيي، عن محمّد بن أحمد، عن جعفر بن رزق اللّه - أو رجل عن جعفر بن رزق اللّه - قال:... فأمر اثتوكّل بالكتاب إض أض غ اگ سن الثالث(عليه السلام) ... .
وهكذا روي عن أبي الحسن الهادي(عليه السلام) في سائر المصادر بتفاوت في الألفاظ. )

3 - الحرّ العامليّ(ره): الصدوق بإسناده، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، قال: كتبت إلي أبي محمّد(عليه السلام): امرأة أرضعت عناقاً بلبنها حتّي ( أورده الشيخ الصدوق؛ في الفقيه: 212/3، ح 986، وكتب أحمد بن محمّد بن عيسي إلي عليّ بن محمّد(ع) .... )
فطمتها؟
قال(عليه السلام): فعل مكروه، ولا بأس به.
( وسائل الشيعة: 163/24، س 10، و 407/20، س 4، نحوه. )
4 - العلّامة المجلسيّ(ره): وقال [أبو محمّد الحسن العسكريّ ](عليه السلام) للمتوكّل: لا تطلب الصفا ممّن كدرت عليه، ولا النصح ممّن صرفت سوء ظنّك إليه، فإنّما قلب غيرك لك كقلبك له.
( البحار: 380/75، س 3، ضمن ح 4، عن أعلام الدين، ولم نعثر عليه فيما رواه عن العسكريّ(عليه السلام)، بل أورده فيما روي عن الإمام الهادي(عليه السلام): 312، س 4. )
5 - المحدّث النوريّ(ره): أحمد بن محمّد بن عيسي في نوادره، عن حمّاد بن عثمان، عن أبي الصباح، قال: قلت لأبي محمّد الحسن(عليه السلام): إنّ أُمّي تصدّقت عليّ بنصيب لها في دار، فقلت لها: إنّ القضاة لا يجيزون هذا، ولكن اكتبيه: شري.
فقالت: اصنع ما بدا لك، وكلّما تري أنّه يسوغ لك، فتوثقت. وأراد بعض الورثة أن يستحلفني أنّي قد نقدتها الثمن، ولم أنقدها شيئاً، فما تري؟
قال(عليه السلام): فاحلف له.
( مستدرك الوسائل: 76/16، ح 19199، عن النوادر لأحمد بن محمّد بن عيسي.
وفيه: أحمد بن محمّد، عن حمّاد بن عثمان، عن (معاوية بن أبي) الصباح، قال: قلت لأبي الحسن(عليه السلام) ...، النوادر: 28، ح 21.
ولا يخفي أنّ أبا الصباح من أصحاب أبي الحسن موسي الكاظم(عليه السلام). )

6 - المحدّث النوريّ(ره): وفي الأمالي: عن عليّ بن أحمد الدقّان، عن محمّد بن جعفر الأسديّ، عن سهل بن زياد، عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسنيّ، عن أبي محمّد الحسن العسكريّ(عليه السلام) قال: قال موسي(عليه السلام): إلهي ( لمّا كان الحديث في الأمالي للشيخ الصدوق؛: 173، ح 8، بإسناده عن أبي الحسن عليّ بن محمّد الهادي(ع)، وكذا في البحار: 328/13، ح 5.
وأورد المحدّث النوريّ؛ هذه القطعة عن أبي محمّد العسكريّ(عليه السلام)، أوردناه ههنا. )

فما جزاء من صام شهر رمضان لك محتسبا؟
قال: يا موسي! أقيمه يوم القيامة مقاماً لا يخاف فيه.
قال: إلهي! فما جزاء من صام شهر رمضان يريد به الناس؟
قال: يا موسي! ثوابه كثواب من لم يصمه.
( مستدرك الوسائل: 485/7، ح 8712. )
7 - السيّد محسن الأمين(ره): في مهج الدعوات: حرزالعسكريّ(عليه السلام): «بسم اللّه الرحمن الرحيم، يا مالك الرقاب 6 م اللّه الرحمن الرحيم، يا مالك الرقاب، 4! ويا هازم الأحزاب! يا مفتّح الأبواب! يامسبّب الأسباب! سبّب لنا سبباًلانستطيع له طلباً، بحقّ لا إله إلّا اللّه، محمّد رسول اللّه صلّي اللّه عليه، وعلي آله أجمعين».
( أعيان الشيعة: 42/2، س 9، عن مهج الدعوات، ولكن في المصدر أسنده إلي مولينا القائم(عليه السلام). راجع: 64، س 6. )
8 - السيّد محسن الأمين(ره): [عن أبي محمّد العسكريّ(عليه السلام)]: السَهر ألذّ للمنام، والجوع أزيد في طيب الطعام - رغّب(عليه السلام) به في صوم النهار وقيام الليل.
( أعيان الشيعة: 42/2، س 27، أورده في بيان سيرة العسكريّ(عليه السلام)، والبحار: 379/75، س 24، ضمن ح 4، أورده في مواعظ أبي محمّد العسكريّ(عليه السلام)، عن أعلام الدين، ولم نعثر عليه فيما رواه عن العسكريّ(عليه السلام)، بل أورده فيما روي عن الإمام الهادي(عليه السلام)، 311، س 14، بتفاوت يسير. )