(و) - ما رواه عن الإمام محمّد بن عليّ باقر العلوم(عليهم السلام)
1 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): قال الباقر(عليه السلام): لمّا أمر العبّاس بسدّ الأبواب وأذن لعليّ 10 ّا أمر العبّاس بسدّ الأبواب وأذن لعليّ.... الإمام الباقر ، 4(عليه السلام) في ترك بابه جاء العبّاس وغيره من آل محمّد(صلي اللّه عليه و ال وسلم)، فقالوا: يا رسول اللّه! ما بال عليّ يدخل ويخرج؟
فقال رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم): ذلك إلي اللّه، فسلّموا له تعالي حكمه هذا جبرئيل جاءني عن اللّه عزّ وجلّ بذلك.
ثمّ أخذه ما كان يأخذه إذا نزل عليه الوحي، ثمّ سري عنه فقال: ياعبّاس! ياعمّ رسول اللّه! إنّ جبرئيل يخبرني عن اللّه جلّ جلاله: أنّ عليّاً لم يفارقك في وحدتك، وأنسك في وحشتك، فلا تفارقه في مسجدك، لو رأيت عليّاً - وهو يتضوّر علي فراش محمّد(صلي اللّه عليه و ال وسلم) واقياً روحه بروحه، متعرّضاً لأعدائه، مستسلماً لهم أن يقتلوه شرّ قتلة - لعلمت أنّه يستحقّ من محمّد الكرامة والتفضيل، ومن اللّه تعالي التعظيم والتبجيل - إنّ عليّاً قد انفرد عن الخلق في البيتوتة علي فراش محمّد، ووقاية روحه بروحه، فأفرده اللّه تعالي دونهم بسلوكه في مسجده - لو رأيت عليّاً - ياعمّ رسول اللّه - وعظيم منزلته عند ربّ العالمين، وشريد محلّه عند ملائكته المقرّبين، وعظيم شأنه في أعلي علّيّين، لاستقللت ما تراه له ههنا.
إيّاك يا عمّ رسول اللّه! وأن تجد له في قلبك مكروهاً فتصير كأخيك أبي لهب، فإنّكما شقيقان.
ياعمّ رسول اللّه! لو أبغض عليّاً أهل السماوات والأرضين 1ل أهل السماوات ، 4 لأهلكهم اللّه ببغضه، ولو أحبّه الكفّار أجمعون، لأثابهم اللّه عن محبّته بالخاتمة المحمودة، بأن يوفّقهم للإيمان، ثمّ يدخلهم اللّه الجنّة برحمته.
يا عمّ رسول اللّه! إنّ شأن عليّ عظيم، إنّ حال عليّ جليل، إنّ وزن عليّ ثقيل، [و] ما وضع حبّ عليّ في ميزان أحد إلّا رجح علي سيّئاته، ولا وضع بغضه في ميزان أحد إلّا رجح علي حسناته.
فقال العبّاس: قد سلّمت ورضيت، يا رسول اللّه!
فقال رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم): يا عمّ! انظر إلي السماء، فنظر العبّاس، فقال: ما ذا تري يا عبّاس!؟
فقال: أري شمساً طالعة نقيّة من سماء صافية جليّة.
فقال رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم): يا عمّ رسول اللّه! إنّ حسن تسليمك لما وهب اللّه عزّ وجلّ لعليّ من الفضيلة أحسن [من ] هذه الشمس في [هذه ] السماء، وعظم بركة هذا التسليم عليك أعظم، وأكثر من عظم بركة هذه الشمس علي النبات والحبوب والثمار، حيث تنضجها وتنمّيها [وتربّيها].
واعلم! أنّه قد صافاك بتسليمك لعليّ قبيلة من الملائكة المقرّبين أكثر عدداً من قطر المطر، وورق الشجر، ورمل عالج، وعدد شعور الحيوانات، وأصناف النباتات، وعدد خطي بني آدم، وأنفاسهم، وألفاظهم، كلّ يقولون: «اللّهمّ صلّ علي العبّاس عمّ نبيّك في تسليمه لنبيّك فضل أخيه عليّ».
فاحمد اللّه واشكره، فلقد عظم ربحك، وجلّت رتبتك في ملكوت السماوات.
( التفسير: 20، س 3، ضمن ح 4. عنه البحار: 25/39، س 10، ضمن ح 9. )
2 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): قال الإمام محمّد ابن عليّ الباقر(عليه السلام): دخل محمّد بن [عليّ بن ] مسلم بن شهاب الزهريّ علي عليّ ابن الحسين زين العابدين(عليهما السلام)، وهو كئيب حزين.
فقال له زين العابدين(عليه السلام): ما بالك مهموماً مغموماً؟
قال: يا ابن رسول اللّه! هموم وغموم تتوالي عليّ لما امتحنت [به ] من جهة حسّاد (نعمتي والطامعين) فيّ، وممّن أرجوه، وممّن قد أحسنت إليه فيخلف ظنّي.
فقال له عليّ بن الحسين [زين العابدين(عليهما السلام) ]: احفظ عليك لسانك تملك به إخوانك.
قال الزهريّ: يا ابن رسول اللّه! إنّي أحسن إليهم بما يبدر من كلامي.
قال عليّ بن الحسين(عليهما السلام): هيهات، هيهات، إيّاك وأن تعجب من نفسك بذلك، وإيّاك أن تتكلّم بما يسبق إلي القلوب إنكاره، وإن كان عندك اعتذاره، فليس كلّ من تسمعه نكراً أمكنك أن توسعه عذراً.
ثمّ قال: يا زهريّ! من لم يكن عقله من أكمل ما فيه كان هلاكه من أيسر مافيه.
ثمّ قال: يا زهريّ! وما عليك أن تجعل المسلمين [منك ] بمنزلة أهل بيتك، فتجعل كبيرهم منك بمنزلة والدك، وتجعل صغيرهم [منك ] بمنزلة ولدك، وتجعل تربك منهم بمنزلة أخيك، فأيّ هؤلاء تحبّ أن تظلم، وأيّ هؤلاء تحبّ ( قوله تعالي: (عرباً أتراباً) أي أمثالاً وأقراناً، واحده تَرِبَ. مجمع البحرين: 12/2، (ترب). )
أن تدعو عليه، وأيّ هؤلاء تحبّ أن تهتك ستره.
وإن عرض لك إبليس - لعنه اللّه - بأنّ لك فضلاً علي أحد من أهل القبلة فانظر إن كان أكبر منك، فقل: قد سبقني بالإيمان والعمل الصالح فهو خير منّي، وإن كان أصغر منك، فقل: قد سبقته بالمعاصي والذنوب فهو خير منّي، وإن كان تربك، فقل: أنا علي يقين من ذنبي وفي شكّ من أمره، فمالي أدع يقيني لشكّي.
وإن رأيت المسلمين يعظّمونك ويوقّرونك ويبجّلونك، فقل: هذا فضل أحدثوه، وإن رأيت منهم (جفاءً وانقباضاً عنك، فقل: هذا الذي) أحدثته.
فإنّك إذا فعلت ذلك، سهّل اللّه عليك عيشك، وكثر أصدقاؤك، وقلّ أعداؤك، وفرحت بما يكون من برّهم، ولم تأسف علي ما يكون من جفائهم.
واعلم! أنّ أكرم الناس علي الناس من كان خيره عليهم فائضاً، وكان عنهم مستغنياً متعفّفاً.
وأكرم الناس بعده عليهم من كان عنهم متعفّفاً، وإن كان إليهم محتاجاً، فإنّما أهل الدنيا (يعشقون الأموال)، فمن لم يزاحمهم فيما يعشقونه كرم عليهم، ومن لم يزاحمهم فيها ومكّنهم منها أو من بعضها كان أعزّ [عليهم ] وأكرم.
قال(عليه السلام): ثمّ قام إليه رجل، فقال: يا ابن رسول اللّه! أخبرني ما معني (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ )؟
فقال عليّ بن الحسين(عليه السلام): حدّثني أبي، عن أخيه، عن أمير المؤمنين(عليه السلام): أنّ رجلاً قام إليه فقال: يا أمير المؤمنين! أخبرني عن (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ) مامعناه؟
فقال(عليه السلام): إنّ قولك: اللّه، أعظم الأسماء - من أسماء اللّه تعالي -، وهو الإسم الذي لا ينبغي أن يتسمّي به غير اللّه، ولم يتسمّ به مخلوق.
فقال الرجل: فما تفسير قوله تعالي: اللّه؟
فقال(عليه السلام): هو الذي يتألّه إليه عند الحوائج والشدائد كلّ مخلوق عند انقطاع الرجاء من جميع من دونه، وتقطّع الأسباب من كلّ من سواه.
وذلك أنّ كلّ مترئّس في هذه الدنيا، أو متعظّم فيها وإن عظم غناؤه وطغيانه وكثرت حوائج من دونه إليه، فإنّهم سيحتاجون حوائج لا يقدر عليها هذا المتعاظم، وكذلك هذا المتعاظم يحتاج حوائج لا يقدر عليها، فينقطع إلي اللّه عند ضرورته وفاقته حتّي إذا كفي همّه عاد إلي شركه.
أما تسمع اللّه عزّ وجلّ يقول: (قُلْ أَرَءَيْتَكُمْ إِنْ أَتَل-كُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَدِقِينَ * بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِن شَآءَ وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ 5الأنعام بل إيّاه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء.... 41 ، 4 ).
( الأنعام: 40/6، و41. )
فقال اللّه تعالي لعباده: أيّها الفقراء إلي رحمتي! أنّي قد ألزمتكم الحاجة إليّ في كلّ حال، وذلّة العبوديّة في كلّ وقت، فإليّ فافزعوا في كلّ أمر تأخذون به، وترجون تمامه، وبلوغ غايته.
فإنّي إن أردت أن أعطيكم لم يقدر غيري علي منعكم، وإن أردت أن أمنعكم لم يقدر غيري علي إعطائكم، [فأنا أحقّ من سئل، وأولي من تضرّع إليه ].
فقولوا عند افتتاح كلّ أمر عظيم أو صغير: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ) أي أستعين علي هذا الأمر باللّه الذي لا تحقّ العبادة لغيره، المغيث إذا استغيث، [و] المجيب إذا دعي، الرحمن الذي يرحم، ببسط الرزق علينا، الرحيم بنا في أدياننا ودنيانا وآخرتنا، خفّف اللّه علينا الدين، وجعله سهلاً خفيفاً، وهو يرحمنا بتمييزنا من أعدائه.
ثمّ قال رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم): من أحزنه أمر تعاطاه، فقال: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ) وهو مخلص للّه عزّ وجلّ ويقبل بقلبه إليه لم ينفكّ من إحدي اثنتين: إمّا بلوغ حاجته الدنياويّة، وإمّا ما يعد له عنده ويدخّر لديه.
وما عند اللّه خير وأبقي للمؤمنين.
( التفسير: 25، ح 8، و9. عنه البحار: 94/1، ح 26، قطعة منه، و229/68، ح 6، و242/89، س 24، ضمن ح 48، ومستدرك الوسائل: 323/1، ح 731، و230/7، ح 8113، و206/11، ح 12749، قطعتان منه.
التوحيد: 231، س 13، ضمن ح 5. عنه البرهان: 45/1، ضمن ح 8، ووسائل الشيعة: 169/7، ح 9029، قطعة منه، والفصول المهمّة للحرّ العامليّ: 283/3، ح 2951، قطعة منه، ونور الثقلين: 13/1، س 2، ضمن ح 50.
الاحتجاج: 157/2، ح 191، قطعة منه.
تنبيه الخواطر ونزهة النواظر: 412، س 16، قطعة منه، مرسلاً. )

3 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): قال محمّد بن عليّ الباقر(عليهما السلام): إنّ رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم) لمّا قدم المدينة وظهرت آثار صدقه وآيات حقّه وبيّنات نبوّته، كادته اليهود أشدّ كيد، وقصدوه أقبح قصد، يقصدون أنواره ليطمسوها، وحججه ليبطلوها، فكان ممّن قصده للردّ عليه وتكذيبه مالك بن الصيف، وكعب بن الأشرف، وحييّ بن أخطب، وجديّ بن أخطب، [وأبو ياسر بن أخطب ]، وأبو لبابة بن عبد المنذر، وشعبة.
فقال مالك لرسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم): يا محمّد! تزعم أنّك رسول اللّه؟
قال رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم): كذلك قال اللّه خالق الخلق أجمعين.
قال: يا محمّد! لن نؤمن لك أنّك رسول اللّه حتّي يؤمن لك هذا البساط الذي تحتنا، ولن نشهد أنّك عن اللّه جئتنا حتّي يشهد لك هذا البساط.
وقال أبو لبابة بن عبد المنذر: لن نؤمن لك يا محمّد أنّك رسول اللّه، ولانشهد لك به حتّي يؤمن ويشهد لك هذا السوط الذي في يدي.
وقال كعب بن الأشرف: لن نؤمن لك أنّك رسول اللّه، ولن نصدّقك به حتّي يؤمن لك هذا الحمار (الذي أركبه).
فقال رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم): إنّه ليس للعباد الاقتراح علي اللّه تعالي، بل عليهم التسليم للّه، والانقياد لأمره والاكتفاء بما جعله كافياً، أما كفاكم أن أنطق التوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم بنبوّتي، ودلّ علي صدقي، وبيّن [ لكم ] فيها ذكر أخي ووصيّي وخليفتي، وخير من أتركه علي الخلائق من بعدي عليّ بن أبي طالب، وأنزل عليّ هذا القرآن الباهر للخلق أجمعين، المعجز لهم عن أن يأتوا بمثله، وأن يتكلّفوا شبهه.
وأمّا هذا الذي اقترحتموه، فلست أقترحه علي ربّي عزّ وجلّ، بل أقول إنّما أعطاني ربّي تعالي من (دلالة هو) حسبي وحسبكم، فإن فعل عزّ وجلّ ما اقترحتموه، فذاك زائد في تطوّله علينا وعليكم، وإن منعنا ذلك فلعلمه بأنّ الذي فعله كاف فيما أراده منّا.
قال: فلمّا فرغ رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم) من كلامه هذا، أنطق اللّه البساط، فقال: أشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له، إلهاً واحداً أحداً صمداً [حيّاً] قيّوماً أبداً، لم يتّخذ صاحبة ولا ولداً، ولم يشرك في حكمه أحداً.
وأشهد أنّك - يا محمّد - عبده ورسوله، أرسلك بالهدي ودين الحقّ، ليظهرك علي الدين كلّه، ولو كره المشركون.
وأشهد أنّ عليّ بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف أخوك ووصيّك، وخليفتك في أُمّتك، وخير من تتركه علي الخلائق بعدك، وأنّ من والاه فقد والاك، ومن عاداه فقد عاداك، ومن أطاعه فقد أطاعك، ومن عصاه فقد عصاك، وأنّ من أطاعك فقد أطاع اللّه، واستحقّ السعادة برضوانه، وأنّ من عصاك فقد عصي اللّه، واستحقّ أليم العذاب بنيرانه.
قال: فعجب القوم، وقال بعضهم لبعض: ما هذا إلّا سحر مبين، فاضطرب البساط وارتفع، ونكّس مالك بن الصيف وأصحابه عنه حتّي وقعوا علي رؤوسهم ووجوههم.
ثمّ أنطق اللّه تعالي البساط ثانياً، فقال: أنا بساط أنطقني اللّه، وأكرمني بالنطق بتوحيده وتمجيده، والشهادة لمحمّد(صلي اللّه عليه و ال وسلم) نبيّه، بأنّه سيّد أنبيائه ورسوله إلي خلقه، والقائم بين عباد اللّه بحقّه، و [ب']إمامة أخيه ووصيّه ووزيره وشقيقه وخليله، وقاضي ديونه، ومنجز عداته، وناصر أوليائه، وقامع أعدائه، والانقياد لمن نصبه إماماً ووليّاً، والبراءة ممّن اتّخذه منابذاً أو عدوّاً، فما ينبغي لكافر أن يطأني ولا [ أن ] يجلس عليّ، إنّما يجلس عليّ المؤمنون.
فقال رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم) لسلمان والمقداد وأبي ذرّ وعمّار: قوموا فاجلسوا عليه، فإنّكم بجميع ما شهد به هذا البساط مؤمنون، فجلسوا عليه.
ثمّ أنطق اللّه عزّ وجلّ سوط أبي لبابة بن عبد المنذر، فقال: أشهد أن لاإله إلّإ؛ضص ثثثثثثثثثپ پ اللّه خالق الخلق، وباسط الرزق، ومدبّر الأمور، والقادر علي كلّ شي ء.
وأشهد أنّك يا محمّد! عبده ورسوله وصفيّه وخليله وحبيبه ووليّه ونجيّه، جعلك السفير بينه وبين عباده لينجي بك السعداء، ويهلك بك الأشقياء.
وأشهد أنّ عليّ بن أبي طالب المذكور في الملأ الأعلي بأنّه سيّد الخلق بعدك، وأنّه المقاتل علي تنزيل كتابك ليسوق مخالفيه إلي قبوله طائعين وكارهين، ثمّ المقاتل بعد علي تأويله المحرّفين الذين غلبت أهواءهم عقولهم، فحرّفوا تأويل كتاب اللّه تعالي وغيّروه، والسابق إلي رضوان اللّه أولياء اللّه بفضل عطيّته، والقاذف في نيران اللّه أعداء اللّه بسيف نقمته، والمؤثرين لمعصيته ومخالفته.
قال: ثمّ انجذب السوط من يد أبي لبابة، وجذب أبا لبابة، فخّر لوجهه، ثمّ قام بعد فجذبه السوط، فخّر لوجهه.
ثمّ لم يزل كذلك مراراً حتّي قال أبو لبابة: ويلي، مالي؟
[قال:] فأنطق اللّه عزّ وجلّ السوط، فقال: يا أبا لبابة! إنّي سوط قدأنطقني اللّه بتوحيده، وأكرمني بتمجيده وشرّفني بتصديق نبوّة محمّد سيّدعبيده، وجعلني ممّن يوالي خير خلق اللّه بعده، وأفضل أولياء اللّه من الخلق حاشاه، والمخصوص بابنته سيّدة النسوان، والمشرّف ببيتوتته علي فراشه أفضل الجهاد، والمذلّ لأعدائه بسيف الانتقام، والبيان (في أُمّته بعلوم) الحلال والحرام والشرائع والأحكام، ما ينبغي لكافر مجاهر بالخلاف علي محمّد أن يبتذلني ويستعملني، ولا أزال أجذبك حتّي أثخنك ثمّ أقتلك وأزول عن يدك، أو تظهر الإيمان بمحمّد(صلي اللّه عليه و ال وسلم)، فقال أبو لبابة: فأشهد بجميع ما شهدت به أيّها السوط وأعتقده وأُومن به، فنطق السوط: ها أناذا قد تقرّرت في يدك لإظهارك الإيمان، واللّه أولي بسريرتك، وهو الحاكم لك أو عليك في يوم الوقت المعلوم.
قال(عليه السلام): ولم يحسن إسلامه، وكانت منه هنات وهنات.
فلمّا قام القوم من عند رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم) جعلت اليهود يسرّ بعضها إلي بعض بأنّ محمّداً لمؤتي له، ومبخوت في أمره، وليس بنبيّ صادق.
( البخت: الحظّ... البخيت: المحظوظ، المبخوت: البخيت. معجم الوسيط: 41، (بخت). )
وجاء كعب بن الأشرف يركب حماره، فشبّ به الحمار وصرعه علي رأسه، فأوجعه، ثمّ عاد يركبه فعاد عليه الحمار بمثل صنيعه، ثمّ عاد يركبه فعاد عليه الحمار بمثل صنيعه.
فلمّا كان في السابعة [ أ]و الثامنة أنطق اللّه تعالي الحمار، فقال: ياعبداللّه! بئس العبد أنت، شاهدت آيات اللّه وكفرت بها، وأنا حمار قد أكرمني اللّه عزّوجلّ بتوحيده، فأنا أشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له، خالق الأنام، ذو الجلال والإكرام.
وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله، سيّد أهل دار السلام 1ل أهل دار السلام، 4، مبعوث لإسعاد من سبق في علم اللّه سعادته، وإشقاء من سبق الكتاب عليه بالشقاء له.
وأشهد أنّ بعليّ بن أبي طالب [وليّه ووصيّ رسوله ] يسعد اللّه من يسعده إذا وفّقه لقبول موعظته، والتأدّب بآدابه، والائتمار لأوامره، والانزجار بزواجره، وأنّ اللّه تعالي بسيوف سطوته وصولات نقمته يكبّ ويخزي أعداء محمّد حتّي يسوقهم بسيفه الباتر، ودليله الواضح القاهر إلي الإيمان به أو يقذفه [ اللّه ] في الهاوية إذا أبي إلّا تمادياً في غيّه، وامتداداً في طغيانه وعمهه ما ينبغي لكافر أن يركبني، بل لا يركبني إلّا مؤمن باللّه، مصدّق بمحمّد رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم) في جميع أقواله، مصوّب له في جميع أفعاله، فاعل أشرف الطاعات في نصبه أخاه عليّاً وصيّاً ووليّاً، ولعلمه وارثاً، وبدينه قيّماً، وعلي أُمّته مهيمناً، ولديونه قاضياً، ولعداته منجزاً، ولأوليائه موالياً، ولأعدائه معادياً.
فقال رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم): يا كعب بن الأشرف! حمارك خير منك، وقد أبي أن تركبه [فلن تركبه أبداً]، فبعه من بعض إخواننا المؤمنين.
[ف']قال كعب: لا حاجة لي فيه بعد أن ضرب بسحرك.
فناداه حماره: يا عدوّ اللّه! كفّ عن تهجّم محمّد رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم)، [واللّه ] لولا كراهة مخالفة رسول اللّه لقتلتك، ووطيتك بحوافري، ولقطعت رأسك بأسناني، فخزي وسكت، واشتدّ جزعه ممّا سمع من الحمار، ومع ذلك غلب عليه الشقاء، واشتري الحمار منه ثابت بن قيس بمائة دينار، - وكان يركبه ويجي ء عليه إلي رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم) وهو تحته هيّن ليّن ذليل كريم، يقيه المتالف، ويرفق به في المسالك - .
فقال رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم): يا ثابت! هذا لك، وأنت مؤمن يرتفق بمرتفقين.
قال: فلمّا انصرف القوم من عند رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم) ولم يؤمنوا أنزل اللّه: يامحمّد! (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ [في العظة] ءَأَنذَرْتَهُمْ -وعظتهم وخوّفتهم - أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَايُؤْمِنُونَ ) لا يصدّقون بنبوّتك، وهم قد شاهدوا ( البقرة: 6/2. )
هذه الآيات وكفروا، فكيف يؤمنون بك عند قولك وفعالك.
( التفسير: 92، ح 52. عنه البحار: 174/9، س 1، قطعة منه، و302/17، ح 4، أورده بتمامه مع تفاوت، وإثبات الهداة: 391/1، ح 597، أشار إليه، و150/2، ح 657، قطعة منه، ومدينة المعاجز: 415/1 ح 275، قطعة منه.
المناقب لابن شهرآشوب: 93/1، س 9، قطعة منه. )

4 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): قال الإمام(عليه السلام):
قال الباقر(عليه السلام): فلمّا قال اللّه تعالي: (يَأَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مثل ) وذكر الذباب في قوله: (إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُواْ ذُبَابًا ) الآية.
( الحجّ: 73/22. )
ولمّا قال: (مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَآءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ ).
( العنكبوت: 41/29. )
وضرب المثل في هذه السورة ب'(الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا )، وبالصيّب من ( البقرة: 17/2. )
السماء، قالت الكفّار والنواصب: وما هذا من الأمثال، فيضرب؟!
يريدون به الطعن علي رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم).
فقال اللّه: يا محمّد! (إِنَّ اللَّهَ لَايَسْتَحْيِ ي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً ) للحقّ، ويوضّحه به عند عباده المؤمنين (مَّا بَعُوضَةً ) [ أي ] ما هو بعوضة المثل (فَمَا فَوْقَهَا ) فوق البعوضة، وهو الذباب، يضرب به المثل إذا علم أنّ فيه صلاح عباده ونفعهم، (فَأَمَّا الَّذِينَ ءَامَنُواْ ) باللّه وبولاية محمّد(صلي اللّه عليه و ال وسلم) وعليّ وآلهما الطيّبين، وسلّم لرسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم) وللأئمّة(عليهم السلام) أحكامهم وأخبارهم وأحوالهم، [و] لم يقابلهم في أمورهم، ولم يتعاط الدخول في أسرارهم، ولم يفش شيئاً ممّا يقف عليه منها إلّا بإذنهم.
(فَيَعْلَمُونَ ) يعلم هؤلاء المؤمنون الذين هذه صفتهم (أَنَّهُ ) المثل المضروب (الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ) أراد به الحقّ وإبانته، والكشف عنه وايضاحه.
(وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ ) بمحمّد(صلي اللّه عليه و ال وسلم) بمعارضتهم [ له ] في عليّ بلم وكيف، وتركهم الانقياد له في سائر ما أمر به، (فَيَقُولُونَ مَاذَآ أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ ي كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ ي كَثِيرًا ) يقول الذين كفروا: إنّ اللّه يضلّ بهذا المثل كثيراً، ويهدي به كثيراً [ أي ] فلا معني للمثل، لأنّه وإن نفع به من يهديه فهو يضرّ به من يضلّ'[-ه ] به، فردّ اللّه تعالي عليهم قيلهم.
فقال: (وَمَا يُضِلُّ بِهِ ي ) يعني ما يضلّ اللّه بالمثل (إِلَّا الْفَسِقِينَ ) ( البقرة: 26/2. )
الجانين علي أنفسهم بترك تأمّله، وبوضعه علي خلاف ما أمر اللّه بوضعه عليه، ثمّ وصف هؤلاء الفاسقين الخارجين عن دين اللّه وطاعته منهم، فقال عزّوجلّ: (الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ ) المأخوذ عليهم للّه بالربوبيّة، ولمحمّد(صلي اللّه عليه و ال وسلم) بالنبوّة، ولعليّ بالإمامة، ولشيعتهما بالمحبّة والكرامة.
(مِن م بَعْدِ مِيثَقِهِ ي ) إحكامه وتغليظه، (وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ اللَّهُ بِهِ ي أَن يُوصَلَ ) من الأرحام والقرابات أن يتعاهدوهم، ويقضوا حقوقهم.
وأفضل رحم وأوجبه حقّاً رحم محمّد(صلي اللّه عليه و ال وسلم)، فإنّ حقّهم بمحمّد(صلي اللّه عليه و ال وسلم)، كما أنّ حقّ قرابات الإنسان بأبيه وأُمّه، ومحمّد(صلي اللّه عليه و ال وسلم) أعظم حقّاً من أبويه.
وكذلك حقّ رحمه أعظم، وقطيعته [ أقطع ] وأفضع وأفضح.
(وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ) بالبراءة ممّن فرض اللّه إمامته، واعتقاد إمامة من قد فرض اللّه مخالفته (أُوْلَل-ِكَ ) أهل هذه الصفة (هُمُ الْخَسِرُونَ ) ( البقرة: 27/2. )
خسروا أنفسهم، لمّا صاروا إلي النيران وحرموا الجنان، فيالها من خسارة ألزمتهم عذاب الأبد، وحرّمتهم نعيم الأبد.
[قال:] وقال الباقر(عليه السلام): ألا ومن سلّم لنا ما لا يدريه، ثقة بأنّا محقّون عالمون لا نقف به إلّا علي أوضح المحجّات، سلّم اللّه تعالي إليه من قصور الجنّة أيضاً مالا[ يعلم قدرها هو ولا] يقادر قدرها إلّا خالقها وواهبها.
[ ألا و] من ترك المراء والجدال، واقتصر علي التسليم لنا، وترك الأذي، حبسه اللّه علي الصراط، فجاءته الملائكة تجادله علي أعماله، وتواقفه علي ذنوبه.
فإذا النداء من قبل اللّه عزّ وجلّ: يا ملائكتي! يا عبدي هذا لم يجادل وسلّم الأمر لأئمّته، فلا تجادلوه وسلّموه في جناني إلي أئمته، يكون متبجّحاً فيها بقربهم، كما كان مسلّماً في الدنيا لهم.
وأمّا من عارضنا بلم وكيف، ونقض الجملة بالتفصيل، قالت له الملائكة علي الصراط: واقفنا يا عبد اللّه! وجادلنا علي أعمالك، كما جادلت [ أنت ] في الدنيا الحاكين لك [عن ] أئمّتك.
فيأتيهم النداء: صدقتم بما عامل، فعاملوه ألا فواقفوه، فيواقف، ويطول حسابه، ويشتدّ في ذلك الحساب عذابه، فما أعظم هناك ندامته، وأشدّ حسراته، لاينجيه هناك إلّا رحمة اللّه - إن لم يكن فارق في الدنيا جملة دينه - وإلّا فهو في النار أبدا الآباد.
[و]قال الباقر(عليه السلام): ويقال للموفي بعهوده - في الدنيا في نذوره وأيمانه ومواعيده -: يا أيّتها الملائكة! وفي هذا العبد في الدنيا بعهوده، فأوفوا له ههنا بما وعدناه، وسامحوه ولا تناقشوه. فحينئذ تصيّره الملائكة إلي الجنان.
وأمّا من قطع رحمه فإن كان وصل رحم محمّد(صلي اللّه عليه و ال وسلم)، و [قد] قطع رحم نفسه، شفع أرحام محمّد(صلي اللّه عليه و ال وسلم) [ له ] إلي رحمه، وقالوا [ له ]: لك من حسناتنا وطاعاتنا ما شئت فاعف عنه، فيعطونه منها ما يشاء، فيعفو عنه.
ويعطي اللّه المعطين ما ينفعهم ولا ينقصهم.
وإن [ كان ] وصل أرحام نفسه، وقطع أرحام محمّد(صلي اللّه عليه و ال وسلم)، بأن جحد حقوقهم، ودفعهم عن واجبهم، وسمّي غيرهم بأسمائهم، ولقّب غيرهم بألقابهم، ونبز بالألقاب القبيحة مخالفيه من أهل ولايتهم، قيل له: ياعبداللّه! اكتسبت عداوة آل محمّد الطهر أئمّتك لصداقة هؤلاء، فاستعن بهم الآن ليعينوك، فلا يجد معيناً، ولا مغيثاً، ويصير إلي العذاب الأليم المهين. قال الباقر(عليه السلام): ومن سمّانا بأسمائنا ولقّبنا بألقابنا، ولم يسمّ أضدادنا بأسمائنا، ولم يلقّبهم بألقابنا إلّا عندالضرورة التي عند مثلها نسمّي نحن، ونلقّب أعداءنا بأسمائنا وألقابنا، فإن اللّه عزّ وجلّ يقول لنا يوم القيامة: اقترحوا لأوليائكم هؤلاء ما تعينونهم به، فنقترح لهم علي اللّه عزّ وجلّ ما يكون قدر الدنيا كلّها فيه كقدرخردلة في السماوات والأرض، فيعطيهم اللّه تعالي إيّاه ويضاعفه لهم [أضعافاً] مضاعفات.
فقيل للباقر(عليه السلام): فإنّ بعض من ينتحل موالاتكم يزعم أنّ البعوضة عليّ(عليه السلام)، وأنّ ما فوقها - وهو الذباب - محمّد رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم).
فقال الباقر(عليه السلام): سمع هؤلاء شيئاً [و] لم يضعوه علي وجهه، إنّما كان رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم) قاعداً ذات يوم هو وعليّ(عليه السلام) إذ سمع قائلاً يقول: ما شاء اللّه وشاء محمّد وسمع آخر يقول: ما شاء اللّه وشاء عليّ.
فقال رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم): لا تقرنوا محمّداً و [ لا] عليّاً باللّه عزّ وجلّ، ولكن قولوا: ما شاء اللّه ثمّ [شاء محمّد ما شاء اللّه ثمّ ] شاء عليّ، إنّ مشيّة اللّه هي القاهرة التي لا تساوي ولا تكافأ ولا تداني.
وما محمّد رسول اللّه في [دين ] اللّه وفي قدرته إلّا كذبابة تطير في هذه الممالك الواسعة، وما عليّ(عليه السلام) في [دين ] اللّه وفي قدرته إلّا كبعوضة في جملة هذه الممالك، مع أنّ فضل اللّه تعالي علي محمّد وعليّ هو الفضل الذي لا يفي به فضله علي جميع خلقه من أوّل الدهر إلي آخره.
هذا ما قال رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم) في ذكر الذباب والبعوضة في هذا المكان فلايدخل في قوله: (إِنَّ اللَّهَ لَايَسْتَحْيِ ي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً ).
( التفسير: 205، ح 95، و96. عنه البحار: 177/9، ح 5، قطعة منه، و388/24، ح 112، أورده بتمامه، والبرهان: 71/1، ح 2، بتفاوت يسير، ومستدرك الوسائل: 97/16، ح 19265، قطعة منه، وإثبات الهداة: 767/3، ح 79، قطعة منه، ومقدّمة البرهان: 234، س 12، و332، س 6، قطعتان منه. )
5 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام):
وقال الباقر(عليه السلام) لرجل فخر علي آخر [قال:] أتفاخرني، وأنا من شيعة آل محمّد الطيّبين!؟
فقال له الباقر(عليه السلام): ما فخرت عليه وربّ الكعبة! وغبن منك علي الكذب،ياعبد اللّه! أمالك معك تنفقه علي نفسك أحبّ إليك، أم تنفقه علي إخوانك المؤمنين؟
قال: بل أنفقه علي نفسي، قال: فلست من شيعتنا، فإنّا نحن ما ننفق علي المنتحلين من إخواننا أحبّ إلينا [من أن ننفق علي أنفسنا]، ولكن قل: أنا من محبّيكم ومن الراجين للنجاة بمحبّتكم.
( التفسير: 309، ح 156. عنه البحار: 156/65، س 15، ضمن ح 11، والبرهان: 22/4، س 9، ضمن ح 4، بتفاوت يسير. )
6 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): وقال محمّد بن عليّ [ الباقر](عليهما السلام): أشرف أخلاق الأئمة والفاضلين من شيعتنا استعمال التقيّة، وأخذ النفس بحقوق الإخوان.
( التفسير: 321، ح 167. عنه وسائل الشيعة: 223/16، ح 21415. )
7 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): وقال محمّد بن عليّ الباقر(عليهما السلام): لا يكون العبد عابداً للّه حقّ عبادته حتّي ينقطع عن الخلق كلّهم إليه، فحينئذ يقول: هذا خالص لي، فيقبله بكرمه.
( التفسير: 328، ح 181. عنه البحار: 198/67، س 10، بتفاوت، و211، س 1، ضمن ح 33، ومستدرك الوسائل: 101/1، ح 91.
تنبيه الخواطر ونزهة النواظر: 427، س 19. )

8 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): وقال محمّد بن عليّ الباقر(عليهما السلام): من أراد أن يعرف كيف قدره عند اللّه، فلينظر كيف قدر أبويه الأفضل عنده محمّد وعليّ(عليهما السلام).
( التفسير: 330، ح 195. عنه البحار: 260/23، س 9، ضمن ح 8، و9/36، س 15، ضمن ح 11، بتفاوت يسير، والبرهان: 245/3، س 13، ضمن ح 3، بتفاوت يسير. )
9 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): [قال الإمام العسكريّ(عليه السلام):] وقال محمّد بن عليّ [ الباقر](عليهما السلام): من كان أبوا دينه محمّد وعليّ(عليهما السلام) آثر لديه، وقراباتهما أكرم [عليه ] من أبوي نسبه وقراباتهما.
قال اللّه تعالي [ له ]: فضّلت الأفضل لأجعلنّك الأفضل، وآثرت الأولي بالإيثار لأجعلنّك بدار قراري ومنادمة أوليائي أولي.
( التفسير: 335، ح 206. عنه مستدرك الوسائل: 379/12، ح 14344، والبحار: 262/23، س 12، ضمن ح 8. )
10 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام):
وسئل الباقر محمّد بن عليّ(عليهما السلام): إنقاذ الأسير المؤمن من محبّينا من يد الناصب يريد أن يضلّه بفضل لسانه وبيانه أفضل، أم إنقاذ الأسير من أيدي [أهل ] الروم؟
قال الباقر(عليه السلام) للرجل: أخبرني أنت عمّن رأي رجلاً من خيار المؤمنين يغرق، وعصفورة تغرق لا يقدر علي تخليصهما، بأيّهما اشتغل فاته الآخر، أيّهما أفضل أن يخلّصه؟ قال الرجل: من خيار المؤمنين.
قال(عليه السلام): فبعد ما سألت في الفضل أكثر من بعد ما بين هذين، إنّ ذاك يوفّر عليه دينه وجنان ربّه وينقذه من النيران، وهذا المظلوم إلي الجنان يصير.
( التفسير: 349، ح 233. عنه البحار: 9/2، س 23، ضمن ح 18، بتفاوت يسير. )
11 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام):
وقال محمّد بن عليّ الباقر(عليهما السلام): من أطاب الكلام مع موافقيه ليؤنسهم، وبسط وجهه لمخالفيه ليأمنهم علي نفسه وإخوانه، فقد حوي من الخير والدرجات العالية عند اللّه ما لا يقادر قدره غيره.
( التفسير: 355، ح 246. عنه البحار: 401/72، س 21، ضمن ح 42، بتفاوت يسير، ومستدرك الوسائل: 262/12، ح 14065. )
12 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): قال الإمام(عليه السلام):
قال الباقر(عليه السلام): قال اللّه عزّ وجلّ وهو يوبّخ هؤلاء اليهود الذين تقدّم ذكر عنادهم، وهؤلاء النصّاب الذين نكثوا ما أخذ من العهد عليهم، فقال: (أَوَكُلَّمَا عَهَدُواْ عَهْدًا ).
واثقوا وعاقدوا ليكونوا لمحمّد طائعين، ولعليّ بعده مؤتمرين، وإلي أمره صابرين (نَّبَذَهُ و ) نبذ العهد (فَرِيقٌ مِّنْهُم ) وخالفه.
قال اللّه: (بَلْ أَكْثَرُهُمْ ) أكثر هؤلاء اليهود، والنواصب (لَايُؤْمِنُونَ ) ( البقرة: 100/2. )
أي في مستقبل أعمارهم لا يرعون ولا يتوبون مع مشاهدتهم للآيات، ومعاينتهم للدلالات.
( التفسير: 464، ح 302. عنه البحار: 329/9، س 14، ضمن ح 16، والبرهان: 135/1، ح 1. )
13 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): وقال [ الباقر، عن ] عليّ بن الحسين(عليهم السلام): ولقد كان من المنافقين والضعفاء من أشباه المنافقين مع رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم) أيضاً قصد إلي تخريب المساجد بالمدينة، وإلي تخريب مساجد الدنيا كلّها بما همّوا به من قتل [أميرالمؤمنين ] عليّ(عليه السلام) بالمدينة، ومن قتل رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم) في طريقهم إلي العقبة.
ولقد زاد اللّه تعالي في ذلك السير إلي تبوك في بصائر المستبصرين، وفي قطع معاذير متمرّديهم زيادات تليق بجلال اللّه، وطوله علي عباده.
من ذلك أنّهم لمّا كانوا مع رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم) في مسيره إلي تبوك قالوا: لن نصبر علي طعام واحد كما قالت بنو إسرئيل لموسي(عليه السلام)، وكانت آية رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم) الظاهرة لهم في ذلك أعظم من الآية الظاهرة لقوم موسي.
وذلك أنّ رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم) لمّا أمر بالمسير إلي تبوك أمر بأن يخلف عليّاً(عليه السلام) بالمدينة، فقال عليّ(عليه السلام): يا رسول اللّه! ماكنت أحبّ أن أتخلّف عنك في شي ء من أمورك، وأن أغيب عن مشاهدتك والنظر إلي هديك وسمتك.
فقال رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم): يا عليّ! أما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلّا أنّه لا نبيّ بعدي، تقيم يا عليّ! فإنّ لك في مقامك من الأجر مثل الذي يكون لك لو خرجت مع رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم)، ولك مثل أجور كلّ من خرج مع رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم) موقناً طائعاً، وإنّ لك عليّ - يا عليّ! - أن أسأل اللّه بمحبّتك أن تشاهد من محمّد سمته في سائر أحواله.
إنّ اللّه يأمر جبرئيل في جميع مسيرنا هذا أن يرفع الأرض التي نسير عليها والأرض التي تكون أنت عليها، ويقوي بصرك حتّي تشاهد محمّداً وأصحابه سائر أحوالك وأحوالهم فلا يفوتك الأُنس من رؤيته ورؤية أصحابه، ويغنيك ذلك عن المكاتبة والمراسلة.
فقام رجل من مجلس زين العابدين(عليه السلام) لما ذكر هذا وقال له: ياابن رسول اللّه! كيف يكون هذا لعليّ؟ إنّما يكون هذا للأنبياء لا لغيرهم.
فقال زين العابدين(عليه السلام): هذا هو معجزة لمحمّد رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم) لا لغيره، لأنّ اللّه تعالي لما رفعه بدعاء محمّد زاد في نوره أيضاً بدعاء محمّد حتّي شاهد ماشاهد، وأدرك ما أدرك.
ثمّ قال الباقر(عليه السلام): [ يا عبد اللّه!] ما أكثر ظلم [ كثير من ] هذه الأُمّة لعليّ بن أبي طالب(عليه السلام)، وأقلّ انصافهم له؟!
يمنعون عليّاً ما يعطونه سائر الصحابة، وعليّ(عليه السلام) أفضلهم، فكيف يمنعون منزلة يعطونها غيره، قيل: وكيف ذاك يا ابن رسول اللّه!؟
قال: لأنّكم تتولّون محبّي أبي بكر بن أبي قحافة، وتبرؤون من أعدائه كائناً من كان، وكذلك تتولّون عمر بن الخطّاب وتبرؤون من أعدائه كائناً من كان، وتتولّون عثمان بن عفّان، وتبرؤون من أعدائه كائناً من كان حتّي إذا صار إلي عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) قالوا: نتولّي محبّيه ولا نتبرّأ من أعدائه، بل نحبّهم، وكيف يجوز هذا لهم ورسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم) يقول في عليّ: «اللّهمّ وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله». أفتراهم لا يعادون من عاداه، و [ لا يخذلون من ] خذله؟! ليس هذا بانصاف! ثمّ أخري أنّهم إذا ذكر لهم ما اختصّ اللّه به عليّاً(عليه السلام) بدعاء رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم) وكرامته علي ربّه تعالي جحدوه، وهم يقبلون ما يذكر لهم في غيره من الصحابة، فما الذي منع عليّاً(عليه السلام) ما جعله لسائر أصحاب رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم) هذا عمر بن الخطّاب إذاقيل لهم أنّه كان علي المنبر بالمدينة يخطب إذ نادي في خلال خطبته: يا ساريةالجبل!
وعجبت الصحابة، وقالوا: ما هذا من الكلام الذي في هذه الخطبة!
فلمّا قضي الخطبة والصلاة قالوا: ما قولك في خطبتك: يا سارية الجبل؟
فقال: اعلموا! أنّي - وأنا أخطب - رميت ببصري نحو الناحية التي خرج فيها إخوانكم إلي غزو الكافرين بنهاوند، وعليهم سعد بن أبي وقّاص، ففتح اللّه لي الأستار والحجب، وقوّي بصري حتّي رأيتهم وقد اصطفوا بين يدي جبل هناك، وقد جاء بعض الكفّار ليدوروا خلف سارية، وسائر من معه من المسلمين فيحيطوا بهم فيقتلوهم.
فقلت: يا سارية البجل! ليلتجي ء إليه فيمنعهم ذلك من أن يحيطوا به ثمّ يقاتلوا، ومنع اللّه إخوانكم المؤمنين أكتاف الكافرين، وفتح اللّه عليهم بلادهم، فاحفظ هذا الوقت، فسيردّ اللّه عليكم الخبر بذلك.
وكان بين المدينة ونهاوند مسيرة أكثر من خمسين يوماً.
قال الباقر(عليه السلام): فإذا كان هذا لعمر فكيف لا يكون مثل هذا لعليّ بن أبي طالب(عليه السلام)، ولكنّهم قوم لا ينصفون بل يكابرون.
ثمّ عاد الباقر(عليه السلام) إلي حديثه، عن عليّ بن الحسين(عليهما السلام) قال: فكان اللّه تعالي يرفع البقاع التي عليها محمّد(صلي اللّه عليه و ال وسلم) ويسير فيها لعليّ بن أبي طالب(عليه السلام) حتّي يشاهدهم علي أحوالهم.
( التفسير: 560، ح 331. عنه البحار: 237/21، ح 24، بتفاوت يسير.
الاحتجاج: 190/2، ح 211، قطعة منه. عنه البحار: 244/21، س 6، أشار إليه، وإثبات الهداة: 344/1، ح 361، قطعة منه. )

14 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): نظر الباقر(عليه السلام) إلي بعض شيعته، وقددخل خلف بعض المخالفين إلي الصلاة، وأحسّ الشيعيّ بأنّ الباقر(عليه السلام) قدعرف ذلك منه فقصده، وقال: أعتذر إليك ياابن رسول اللّه! من صلاتي خلف فلان، فإنّي أتّقيه، ولولا ذلك لصلّيت وحدي.
قال له الباقر(عليه السلام): يا أخي! إنّما كنت تحتاج أن تعتذر لو تركت، ياعبداللّه المؤمن، ما زالت ملائكة السماوات السبع والأرضين السبع تصلّي عليك، وتلعن إمامك ذاك، وإنّ اللّه تعالي أمر أن تحسب لك صلاتك خلفه للتقيّة بسبعمائة صلاة لو صلّيتها وحدك، فعليك بالتقيّة.
واعلم! أنّ اللّه تعالي يمقت تاركها كما يمقت المتّقي منه، فلا ترض لنفسك أن تكون منزلتك عند اللّه كمنزلة أعدائه.
( التفسير: 587، ح 351. عنه البحار: 235/26، س 2، ضمن ح 1، و89/89، ح 52، قطعة منه، ومستدرك الوسائل: 456/6، ح 7223، قطعة منه. )
15 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): ...
وقال الباقر(عليه السلام): فلمّا حدّث عليّ بن الحسين(عليهما السلام) بهذا الحديث قال له ( تقدّم الحديث في (سورة البقرة: 66/2)، رقم 572.)
بعض من في مجلسه: يا ابن رسول اللّه! كيف يعاقب اللّه ويوبّخ هؤلاء الأخلاف علي قبائح أتي بها أسلافهم، وهو يقول عزّ وجلّ: (وَلَاتَزِرُ وَازِرَةٌوِزْرَ أُخْرَي )؟
فقال زين العابدين(عليه السلام): إنّ القرآن [نزل ] بلغة العرب فهو يخاطب فيه أهل [هذا] اللسان بلغتهم يقول الرجل التميميّ -قد أغار قومه علي بلد وقتلوا من فيه- أغرتم علي بلد كذا [وكذا] وقتلتم كذا، ويقول العربيّ أيضاً: نحن فعلنا ببني فلان، ونحن سبينا آل فلان، ونحن خرّبنا بلد كذا لا يريد أنّهم باشروا ذلك، ولكن يريد هؤلاء بالعذل، وأولئك بالافتخار إنّ قومهم فعلوا كذا، وقول اللّه تعالي في هذه الآيات إنّما هو توبيخ لأسلافهم، وتوبيخ العذل علي هؤلاء الموجودين، لأنّ ذلك هو اللغة التي بها أنزل القرآن، فلأنّ هؤلاء الأخلاف أيضاً راضون بما فعل أسلافهم مصوّبون ذلك لهم، فجاز أن يقال [ لهم ]: أنتم فعلتم، أي إذ رضيتم بقبيح فعلهم.
( التفسير: 268، ح 136.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 3، رقم 574. )

16 - الشيخ الصدوق(ره): حدّثنا محمّد بن القاسم المفسّر(رضي اللّه عنه)، قال: حدّثني يوسف بن محمّد بن زياد، وعليّ بن محمّد بن سيّار، عن أبويهما، عن الحسن بن عليّ، عن أبيه عليّ بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ ابن موسي الرضا، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين(عليهم السلام).
في قول اللّه عزّ وجلّ: (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَشًا10 غ قول اللّه عزّ وجلّ: الذي جعل لكم الأرض فراشاً.... الإمام محمّد الباقر ، 4 وَالسَّمَآءَ بِنَآءً ).
( البقرة: 22/2. )
قال: جعلها ملائمة لطبايعكم، موافقة لأجسادكم، ولم يجعلها شديدة الحماء والحرارة فتحرقكم، ولا شديدة البرودة فتجمدكم، ولا شديدة طيب الريح فتصدع هاماتكم، ولا شديدة النتن فتعطبكم، ولا شديدة اللين كالماء فتغرقكم، ولا شديدة الصلابة فتمتنع عليكم في دوركم وأبنيتكم وقبور موتاكم، ولكنّه عزّ وجلّ جعل فيها من المتانة، ما تنتفعون به وتتماسكون، وتتماسك عليها أبدانكم وبنيانكم، وجعل فيها ما تنقاد به لدوركم وقبوركم وكثير من منافعكم، فلذلك جعل الأرض فراشاً لكم.
ثمّ قال عزّ وجلّ: (وَالسَّمَآءَ بِنَآءً ) سقفاً من فوقكم، محفوظاً يدير فيها شمسها وقمرها ونجومها لمنافعكم.
ثمّ قال عزّ وجلّ: (وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَآءِ مَآءً ) يعني المطر ينزله من علي، ليبلغ قلل جبالكم وتلالكم وهضابكم وأوهادكم ثمّ فرّقه رذاذاً ووابلاً ( الهضبة: الجبل المنبسط علي وجه الأرض، (ج) هضاب. أقرب الموارد: 626/5، (هضب). )
( الوهدة بالفتح فالسكون: المنخفض من الأرض. مجمع البحرين: 167/3، (وهد). )
وهطلا لتنشفه أرضوكم، ولم يجعل ذلك المطر نازلاً عليكم قطعة واحدة، ( الرذاذ: المطر الضعيف. المصدر: 181/3، (رذذ)، الوابل: المطر الشديد، وجمعه الويل بالفتح فالسكون، ومنه سحاباً وابلاً. المصدر: 490/5، (وبل)، الهطل: تتابع المطر والدمع وسيلانه. المصدر: 499/5، (هطل). )
فيفسد أرضيكم وأشجاركم وزروعكم وثماركم.
ثمّ قال عزّ وجلّ: (فَأَخْرَجَ بِهِ ي مِنَ الثَّمَرَتِ رِزْقًا لَّكُمْ ) يعني ممّا يخرجه من الأرض رزقاً لكم.
(فَلَاتَجْعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادًا ) أي أشباهاً وأمثالاً من الأصنام التي لا تعقل ولاتسمع ولا تبصر ولا تقدر علي شي ء، (وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ) أنّها لا تقدر ( البقرة: 22/2. )
علي شي ء من هذه النعم الجليلة التي أنعمها عليكم ربّكم تبارك وتعالي.
( عيون أخبار الرضا7: 137/1، ح 36. عنه نور الثقلين: 41/1، ح 52، بتفاوت يسير.
التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ 7: 142، ح 72. عنه وعن العيون والاحتجاج، البحار: 35/3، ح 10، و82/57، ح 9.
الاحتجاج: 506/2، ح 336.
التوحيد: 403، ح 11. عنه وعن العيون، البرهان: 67/1، ح 1. )

17 - الشيخ الصدوق(ره): وبهذا الإسناد [محمّد بن أحمد بن الحسين ابن يوسف البغداديّ، قال: حدّثني الحسين بن أحمد بن الفضل إمام جامع الأهواز1ظ جامع الأهواز، 4، قال: حدّثنا بكر بن أحمد بن محمّد بن إبراهيم القصريّ غلام الخليل المحلميّ، قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسي، عن عليّ بن موسي، عن أبيه موسي بن جعفر]، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، محمّد بن عليّ(عليه السلام)، قال: أوصي النبيّ(صلي اللّه عليه و ال وسلم) إلي عليّ والحسن والحسين(عليهم السلام)، ثمّ قال في قول اللّه عزّ وجلّ: ( يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ).
( النساء: 59/4. )
قال: الأئمّة من ولد عليّ وفاطمة(عليهما السلام) إلي أن تقوم الساعة.
( عيون أخبار الرضا7: 131/2، ح 14. عنه البحار: 286/23، ح 3. )
18 - الشيخ الصدوق(ره): [قال(عليه السلام):] وقال محمّد بن عليّ(عليهما السلام): ( تقدّم سند الحديث في (ما رواه عن الإمام الحسين 8)، رقم 980. )
قيل لعليّ بن الحسين(عليهما السلام): ما الموت؟ قال: للمؤمن كنزع ثياب وسخة قمّلة1ن قمّلة، 4، وفكّ قيود، وأغلال ثقيلة، والاستبدال بأفخر الثياب وأطيبها روائح، وأوطي ء المراكب، وآنس المنازل.
وللكافر كخلع ثياب فاخرة، والنقل عن منازل أنيسة، والاستبدال بأوسخ الثياب وأخشنها، وأوحش المنازل، وأعظم العذاب.
وقيل لمحمّد بن عليّ(عليهما السلام): ما الموت؟
قال: هو النوم الذي يأتيكم كلّ ليلة إلّا أنّه طويل مدّته لا ينتبه منه إلّا يوم القيامة، فمن رأي في نومه من أصناف الفرح ما لا يقادر قدره، ومن أصناف الأحوال ما لا يقادر قدره، فكيف حال فرح في النوم، ووجل فيه؟ هذا هو الموت، فاستعدّوا له.
( معاني الأخبار: 289، ح 4، و5. عنه البحار: 155/6، س 1، ضمن ح 9. )
19 - أبو منصور الطبرسيّ(ره): وبهذا الإسناد عنه [ أي أبي محمّد ( تقدّم الإسناد في ج 3، رقم 375. )
العسكريّ ](عليه السلام) قال: قال محمّد بن عليّ الباقر(عليهما السلام): العالم كمن معه شمعة تضي ء للناس 10 عالم كمن معه شمعة تضي ء للناس.... الإمام محمّد الباقر ، 4، فكلّ من أبصر بشمعته دعا له بخير، كذلك العالم معه شمعة تزيل ظلمة الجهل والحيرة، فكلّ من أضاعت له فخرج بها من حيرة، أو نجا بها من جهل فهو من عتقائه من النار.
واللّه يعوّضه عن ذلك بكلّ شعرة لمن أعتقة ما هو أفضل له من الصدقة بمائة ألف قنطار، علي غير الوجه الذي أمر اللّه عزّ وجلّ به، بل تلك الصدقة وبال ( قوله: ( والقناطير المقنطرة)، جمع قنطار بالكسر، قيل في تفسيره: هم ألف ومائتا أوقيّة، وقيل: مائة وعشرون رطلاً، وقيل: هو مل ء مسك الثور، وقيل: ليس له وزن عند العرب، وعن تغلب: المعمول عليه العرب الأكثر أنّه أربعة آلاف دينار، وقيل: ثمانون ألفاً. مجمع البحرين: 461/3، (قطر). )
علي صاحبها، لكن يعطيه اللّه ما هو أفضل من مائة ألف ركعة يصلّيها من بين يدي الكعبة.
( الاحتجاج: 11/1، ح 6. عنه وعن التفسير، البحار: 4/2، ح 7.
التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ 7: 342، ح 220. عنه الفصول المهمّة للحرّ العامليّ: 601/1، ح 943، قطعة منه، ومنية المريد: 33، س 19، مرسلاً، ومحجّة البيضاء: 31/1، س 15.
عوالي اللئالي: 18/1، ح 4، قطعة منه. )