الباب التاسع
فيما رواه عن آبائه(عليهم السلام) أو غيرهم

وفيه خمسة فصول:

الفصل الأوّل: ما رواه(عليه السلام) من الأحاديث القدسيّة
الفصل الثاني: ما رواه عن الملائكة(عليهم السلام)
الفصل الثالث: ما رواه عن الأنبياء(عليهم السلام)
الفصل الرابع: ما رواه عن الأئمّة(عليهم السلام)
الفصل الخامس: ما رواه(عليه السلام) عن غيرهم












الباب التاسع فيما رواه عن آبائه(عليهم السلام) أو غيرهم
ويشتمل هذا الباب علي خمسة فصول

الفصل الأوّل: ما رواه(عليه السلام) من الأحاديث القدسيّة

1 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام):
وقال [رسول اللّه ](صلي اللّه عليه و ال وسلم)، عن جبرئيل(عليه السلام)، عن اللّه تعالي، قال: قال اللّه عزّ وجلّ: يا عبادي! كلّكم ضالّ إلّا من هديته، فاسألوني الهدي أهدكم. وكلّكم فقير إلّا من أغنيته، فاسألوني الغني أرزقكم، وكلّكم مذنب إلّامن غفرت، فاسألوني المغفرة أغفر لكم.
ومن علم أنّي ذو قدرة علي المغفرة فاستغفرني بقدرتي غفرت له، ولا أبالي.
ولو أنّ أوّلكم، وآخركم، وحيّكم، وميّتكم، ورطبكم، ويابسكم اجتمعوا علي إنقاء قلب عبد من عبادي لم يزيدوا في ملكي جناح بعوضة.
ولو أنّ أوّلكم، وآخركم، وحيّكم، وميّتكم، ورطبكم، ويابسكم اجتمعوا علي إشقاء قلب عبد من عبادي لم ينقصوا من ملكي جناح بعوضة.
ولو أنّ أوّلكم، وآخركم، وحيّكم، وميّتكم، ورطبكم، ويابسكم اجتمعوإ؛ج ثثثثثثثثثپ پ فتمنّي كلّ واحد منهم ما بلغت من أمنيّته، فأعطيته لم يتبيّن ذلك في ملكي، كما لو أنّ أحدكم مرّ علي شفير البحر فغمس فيه إبرة ثمّ انتزعها، وذلك بأنّي جواد ماجد واجد، عطائي كلام، وعذابي كلام، فإذا أردت شيئاً، فإنّما أقول له: كن، فيكون.
يا عبادي! اعملوا أفضل الطاعات وأعظمها، لأسامحكم وان قصّرتم فيما سواها، واتركوا أعظم المعاصي وأقبحها، لئلاّ أناقشكم في ركوب ما عداها.
إنّ أعظم الطاعات توحيدي، وتصديق نبيّي، والتسليم لمن نصبه بعده -وهو عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) - والأئمّة الطاهرين من نسله صلوات اللّه عليهم، وإنّ أعظم المعاصي وأقبحها عندي الكفر بي، وبنبيّي، ومنابذة وليّ محمّد بعده عليّ بن أبي طالب، وأوليائه بعده.
فإن أردتم أن تكونوا عندي في المنظر الأعلي، والشرف الأشرف فلايكوننّ أحد من عبادي آثر عندكم من محمّد(صلي اللّه عليه و ال وسلم)، وبعده من أخيه عليّ(عليه السلام)، وبعدهما من أبنائهما القائمين بأمور عبادي بعدهما، فإنّ من كانت تلك عقيدته جعلته من أشراف ملوك جناني.
واعلموا! أنّ أبغض الخلق إليّ من تمثّل بي، وادّعي ربوبيّتي، وأبغضهم إليّ بعده من تمثّل بمحمّد ونازعه نبوّته وادّعاها، وأبغضهم إليّ بعده من تمثّل بوصيّ محمّد ونازعه محلّه وشرفه وادّعاهما، وأبغضهم إليّ بعد هؤلاء المدّعين -لما هم به لسخطي متعرّضون - من كان لهم علي ذلك من المعاونين، وأبغض الخلق إليّ بعد هؤلاء من كان بفعلهم من الراضين، وان لم يكن لهم من المعاونين.
وكذلك أحبّ الخلق إليّ القوّامون بحقّي، وأفضلهم لديّ وأكرمهم عليّ محمّد سيّد الوري، وأكرمهم وأفضلهم بعده أخو المصطفي عليّ المرتضي، ثمّ من بعده من القوّامين بالقسط من أئمّة الحقّ.
وأفضل الناس بعدهم من أعانهم علي حقّهم، وأحبّ الخلق إليّ بعدهم من أحبّهم، وأبغض أعداءهم وإن لم يمكنه معونتهم.
( التفسير: 42، ح 19. عنه الجواهر السنيّة: 222، س 11، قطعة منه، ومقدّمة البرهان: 23، س 13، قطعة منه، وتأويل الآيات الظاهرة: 29، س 7، قطعة منه، ومستدرك الوسائل: 163/5، ح 5568، وإثبات الهداة: 636/1، ح 747، بتفاوت، والبحار: 96/27، ح 59، و253/89، س 18، ضمن ح 48، بتفاوت، و293، ح 20، قطعة منه.
إرشاد القلوب: 426، ح 6، قطعة منه. )

2 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): ... إنّ اللّه تعالي قد أوحي إليه يامحمّد: إنّ العليّ الأعلي يقرأ عليك السلام، ويقول لك: إنّ أباجهل والملاء من قريش قد دبّروا يريدون قتلك، وآمرك أن تبيت عليّاً في موضعك، وقال لك: إنّ منزلته منزلة إسماعيل الذبيح من إبراهيم الخليل، يجعل نفسه لنفسك فداءً وروحه لروحك وقاءً، وآمرك أن تستصحب أبابكر فإنّه إن آنسك وساعدك ووازرك وثبت علي مايعاهدك ويعاقدك كان في الجنّة من رفقائك، وفي غرفاتها من خلصائك....
( التفسير: 465، ح 303.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 891. )

3 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): قال اللّه تعالي: (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَنُ عَنْهَا ) ... فلمّا آيس إبليس من قبول آدم منه عاد ثانية بين لحيي الحيّة، فخاطب حوّاء....
فقالت حوّاء: سوف أجرّب هذا، فرامت الشجرة، فأرادت الملائكة أن تدفعها عنها بحرابها.
فأوحي اللّه تعالي إليها: إنّما تدفعون بحرابكم من لا عقل له يزجره، فأمّا من جعلته ممكّناً مميّزاً مختاراً، فكلوه إلي عقله الذي جعلته حجّة عليه، فإن أطاع استحقّ ثوابي، وإن عصي وخالف [ أمري ] استحقّ عقابي وجزائي....
( التفسير: 222، ح 104.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 3، رقم 551. )

4 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): ...
قال اللّه تعالي: يا آدم! أما تذكر أمري إيّاك بأن تدعوني بمحمّد وآله الطيّبين عند شدائدك، ودواهيك وفي النوازل [ التي ] تبهظك؟
قال آدم: ياربّ! بلي.
قال اللّه عزّ وجلّ (له: فتوسّل بمحمّد)، وعليّ، وفاطمة، والحسن، والحسين صلوات اللّه عليهم خصوصاً فادعني أجبك إلي ملتمسك، وأزدك فوق مرادك.
فقال آدم: ياربّ! يا الهي! وقد بلغ عندك من محلّهم أنّك بالتوسّل [إليك ] بهم تقبل توبتي وتغفر خطيئتي، وأنا الذي أسجدت له ملائكتك، وأبحته جنّتك، وزوّجته حوّاء أمتك، وأخدمته كرام ملائكتك!
قال اللّه تعالي: يا آدم! إنّما أمرت الملائكة بتعظيمك [و] بالسجود [ لك ] إذ كنت وعاءاً لهذه الأنوار، ولو كنت سألتني بهم قبل خطيئتك أن أعصمك منها وأن أُفطّنك لدواعي عدوّك إبليس حتّي تحترز منه لكنت قد جعلت ذلك، ولكنّ المعلوم في سابق علمي يجري موافقاً لعلمي، فالآن فبهم فادعني لأجبك.
فعند ذلك قال آدم: «اللّهمّ! بجاه محمّد وآله الطيّبين، بجاه محمّد، وعليّ، وفاطمة، والحسن، والحسين، والطيّبين من آلهم لما تفضّلت [عليّ ] بقبول توبتي، وغفران زلّتي، وإعادتي من كراماتك إلي مرتبتي».
فقال اللّه عزّ وجلّ: قد قبلت توبتك، وأقبلت برضواني عليك، وصرفت آلائي ونعمائي إليك، وأعدتك إلي مرتبتك من كراماتي، ووفّرت نصيبك من رحماتي....
( التفسير: 224، ح 105.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 3، رقم 552. )

5 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): قال الإمام(عليه السلام): قال تعالي: واذكروا يا بني إسرائيل! ...، كان فرعون يكلّفهم عمل البناء والطين، ويخاف أن يهربوا عن العمل فأمر بتقييدهم، فكانوا ينقلون ذلك الطين علي السلاليم إلي السطوح.
فربّما سقط الواحد منهم فمات أو زمن، ولا يحفلون بهم إلي أن أوحي اللّه عزّوجلّ إلي موسي(عليه السلام): قل لهم: لا يبتدئون عملاً إلّا بالصلاة علي محمّد وآله الطيّبين، ليخفّ عليهم....
( التفسير: 242، ح 120.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 3، رقم 562. )

6 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): قال الإمام(عليه السلام): ...
أنّ موسي(عليه السلام) لما انتهي إلي البحر أوحي اللّه عزّ وجلّ إليه: قل لبني إسرائيل جدّدوا توحيدي، وأمرّوا بقلوبكم ذكر محمّد سيّد عبيدي وإمائي، وأعيدوا علي أنفسكم الولاية لعليّ أخي محمّد وآله الطيّبين، وقولوا: اللّهمّ! بجاههم جوّزنا علي متن هذا الماء، فإنّ الماء يتحوّل لكم أرضاً.
فقال لهم موسي ذلك، فقالوا: أتورد علينا ما نكره، وهل فررنا من [آل ] فرعون إلّا من خوف الموت؟ وأنت تقتحم بنا هذا الماء الغمر بهذه الكلمات ومايدرينا ما يحدث من هذه علينا...
فقال اللّه عزّ وجلّ: يا موسي! قل: بحقّ محمّد وآله الطيّبين جفّفها، فقالها، فأرسل اللّه عليها ريح الصبا فجفّت...
فقال لموسي(عليه السلام) كالب بن يوحنّا -وهو علي دابّة له وكان ذلك الخليج أربعة فراسخ-: يا نبيّ اللّه! أمرك اللّه بهذا أن نقوله وندخل الماء؟
فقال: نعم! قال: وأنت تأمرني به؟ قال: بلي! [قال:] فوقف وجدّد علي نفسه من توحيد اللّه، ونبوّة محمّد، وولاية عليّ بن أبي طالب، والطيّبين من آلهما ما أمره به، ثمّ قال: «اللّهمّ! بجاههم، جوّزني علي متن هذا الماء».
ثمّ أقحم فرسه، فركض علي متن الماء، وإذا الماء من تحته كأرض ليّنة حتّي بلغ آخر الخليج، ثمّ عاد راكضاً، ثمّ قال لبني إسرائيل: يا بني إسرائيل! أطيعوا موسي، فما هذا الدعاء إلّا مفتاح أبواب الجنان، ومغاليق أبواب النيران، ومنزل الأرزاق، وجالب علي عباد اللّه، وإمائه رضي [ الرحمن ] المهيمن الخلاّق، فأبوا، وقالوا: [نحن ] لا نسير إلّا علي الأرض.
فأوحي اللّه إلي موسي: (أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ )، وقل: «اللّهمّ! بجاه محمّد، وآله الطيّبين لما فلقته».
ففعل، فانفلق وظهرت الأرض إلي آخر الخليج.
فقال موسي(عليه السلام): أدخلوها. قالوا: الأرض وحلة نخاف أن نرسب فيها.
فقال اللّه عزّ وجلّ: يا موسي! قل: «اللّهمّ! بحقّ محمّد، وآله الطيّبين جفّفها». فقالها، فأرسل اللّه عليها ريح الصبا، فجفّت.
وقال موسي: ادخلوها. فقالوا: يا نبيّ اللّه! نحن اثنتا عشرة قبيلة بنواثني عشر أباً، وإن دخلنا رام كلّ فريق منّا تقدّم صاحبه، ولا نأمن وقوع الشرّ بيننا، فلو كان لكلّ فريق منّا طريق علي حدة لأمنّا ما نخافه.
فأمر اللّه موسي أن يضرب البحر بعددهم اثنتي عشرة ضربة في اثني عشر موضعاً إلي جانب ذلك الموضع، ويقول: «اللّهمّ! بجاه محمّد، وآله الطيّبين بيّن الأرض لنا، وأمط الماء عنّا».
فصار فيه تمام اثني عشر طريقاً، وجفّ قرار الأرض بريح الصبا، فقال: ادخلوها، فقالوا: كلّ فريق منّا يدخل سكّة من هذه السكك لا يدري مايحدث علي الآخرين.
فقال اللّه عزّ وجلّ: فاضرب كلّ طود من الماء بين هذه السكك....
( التفسير: 245، ح 121.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 3، رقم 563. )

7 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): قال الإمام(عليه السلام) :...
فلمّا فرّج اللّه تعالي عنهم [ أي بني إسرائيل ]، أمره اللّه عزّ وجلّ أن يأتي للميعاد، ويصوم ثلاثين يوماً عند أصل الجبل، وظنّ موسي أنّه بعد ذلك يعطيه الكتاب. فصام موسي ثلاثين يوماً عند [ أصل الجبل ] فلمّا كان في آخر الأيّام استاك قبل الفطر.
فأوحي اللّه عزّ وجلّ [ إليه ]: يا موسي! أما علمت أنّ خلوف فم الصائم أطيب عندي من ريح المسك، صم عشراً أُخر، ولا تستك عند الإفطار، ففعل ذلك موسي(عليه السلام)، وكان وعد اللّه عزّ وجلّ أن يعطيه الكتاب بعد أربعين ليلة، فأعطاه إيّاه ... .
قال اللّه عزّ وجلّ: فإذا كان اللّه تعالي إنّما خذل عبدة العجل لتهاونهم بالصلاة علي محمّد، ووصيّه عليّ، فما تخافون من الخذلان الأكبر في معاندتكم لمحمّد، وعليّ....
( التفسير: 247، ح 122.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 3، رقم 564. )

8 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): قال الإمام(عليه السلام): ...
أوحي اللّه بعد ذلك إلي موسي(عليه السلام): ياموسي! هذا الكتاب [ أي التوراة] قد أقرّوا به، وقد بقي الفرقان فرّق ما بين المؤمنين، والكافرين، والمحقّين، والمبطلين، فجدّد عليهم العهد به فإنّي قد آليت علي نفسي قسماً حقّاً لاأتقبّل من أحد إيماناً، ولا عملاً إلّا مع الإيمان به.
قال موسي(عليه السلام): ما هو، يا ربّ!؟
قال اللّه عزّ وجلّ: يا موسي! تأخذ علي بني إسرائيل أنّ محمّداً خيرالبشر، وسيّد المرسلين، وأنّ أخاه ووصيّه عليّاً خير الوصيّين، وأنّ أولياءه الذين يقيمهم سادة الخلق، وأنّ شيعته المنقادين له المسلّمين له، ولأوامره ونواهيه ولخلفائه نجوم الفردوس الأعلي، وملوك جنّات عدن....
( التفسير: 252، ح 123.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 3، رقم 565. )

9 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): قال الإمام(عليه السلام): ...
أنّ موسي(عليه السلام) لمّا أبطل اللّه عزّ وجلّ علي يديه أمر العجل، فأنطقه بالخبر عن تمويه السامريّ، فأمر موسي(عليه السلام) أن يقتل من لم يعبده من عبده تبرّأ أكثرهم، وقالوا: لم نعبده.
فقال اللّه عزّ وجلّ لموسي(عليه السلام): أبرد هذا العجل الذهب بالحديد برداً، ثمّ ذرّه في البحر، فمن شرب من مائه اسودّت شفتاه وأنفه وبان ذنبه.
ففعل فبان العابدون للعجل، فأمر اللّه اثني عشر ألفاً أن يخرجوا علي الباقين شاهرين السيوف يقتلونهم، ونادي مناديه: ألا لعن اللّه أحداً أبقاهم بيد أو رجل، ولعن اللّه من تأمّل المقتول لعلّه تبيّنه حميماً أو قريباً فيتوقّاه، ويتعدّاه إلي الأجنبي، فاستسلم المقتولون.
فقال القاتلون: نحن أعظم مصيبة منهم نقتل بأيدينا آباءنا [وأُمّهاتنا] وأبناءنا وإخواننا وقراباتنا، ونحن لم نعبد، فقد ساوي بيننا وبينهم في المصيبة.
فأوحي اللّه تعالي إلي موسي: يا موسي! [ إنّي ] إنّما امتحنتهم بذلك لأنّهم (مااعتزلوهم لمّا عبدوا العجل ولم) يهجروهم ولم يعادوهم علي ذلك.
قل لهم: من دعا اللّه بمحمّد وآله الطيّبين يسهّل عليه قتل المستحقّين للقتل بذنوبهم.
فقالوها، فسهّل عليهم [ذلك ]، ولم يجدوا لقتلهم لهم ألماً ...، فذاك حين نودي موسي(عليه السلام) من السماء: أن كفّ القتل فقد سألني بعضهم مسألة، وأقسم عليّ قسماً لو أقسم به هؤلاء العابدون للعجل، وسألوا العصمة لعصمتهم حتّي لا يعبدوه، ولو أقسم عليّ بها إبليس لهديته، ولو أقسم بها [عليّ ] نمرود [ أ] وفرعون لنجيّته....
( التفسير: 254، ح 124.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 3، رقم 566. )

10 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): ...
وقال اللّه عزّ وجلّ: يا موسي! إنّي أنا المكرم لأوليائي المصدّقين بأصفيائي ولا أُبالي، وكذلك أنا المعذّب لأعدائي الدافعين حقوق أصفيائي، ولا أُبالي ....
فقال اللّه عزّ وجلّ لأهل عصر محمّد(صلي اللّه عليه و ال وسلم): فإذا كان بالدعاء بمحمّد، وآله الطيّبين نشر ظلمة أسلافكم المصعوقين بظلمهم، أفما يجب عليكم أن لا تتعرّضوا لمثل ما هلكوا به إلي أن أحياهم اللّه عزّ وجلّ.
( التفسير: 256، ح 125.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 3، رقم 567. )

11 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): قال الإمام(عليه السلام): ...
إنّ امرأة حسناء ذات جمال ...، وكان لها بنو أعمام ثلاثة، فرضيت بأفضلهم...، فاشتدّ حسد ابني عمّه الآخرين له ...، ثمّ قتلاه ...
فأحضرهم موسي(عليه السلام) وسألهم فأنكروا أن يكونوا قتلوه أو علموا قاتله ....
فأوحي اللّه عزّ وجلّ إليه: يا موسي! أجبهم إلي ما اقترحوا، وسلني أن أبيّن لهم القاتل، ليقتل ويسلم غيره من التهمة والغرامة، فإنّي إنّما أُريد بإجابتهم إلي ما اقترحوا توسعة الرزق علي رجل من خيار أُمّتك دينه الصلاة علي محمّد، وآله الطيّبين، والتفضيل لمحمّد(صلي اللّه عليه و ال وسلم) وعليّ بعده علي سائر البرايا أغنية في الدنيا في هذه القضيّة، ليكون بعض ثوابه عن تعظيمه لمحمّد وآله.
فقال موسي: يا ربّ! بيّن لنا قاتله؟ فأوحي اللّه تعالي إليه: قل لبني إسرائيل: إنّ اللّه يبيّن لكم ذلك بأن يأمركم أن تذبحوا بقرة، فتضربوا ببعضها المقتول، فيحيي، فتسلّمون لربّ العالمين ذلك، وإلّا فكفّوا عن المسألة، والتزموا ظاهر حكمي ....
فأوحي اللّه تعالي إليه: يا موسي! إنّي لا أُخلف وعدي، ولكن ليقدّموا للفتي ثمن بقرته مل ء مسكها دنانير، ثمّ أُحيي هذا ... .
فأوحي اللّه إليه: يا موسي! قل لبني إسرائيل: من أحبّ منكم أن أُطيّب في الدنيا عيشه، وأُعظّم في جنّاتي محلّه، وأجعل لمحمّد، وآله الطيّبين فيها منادمته، فليفعل كما فعل هذا الفتي، إنّه كان قد سمع من موسي بن عمران(عليه السلام) ذكر محمّد(صلي اللّه عليه و ال وسلم)، وعليّ وآلهما الطيّبين فكان عليهم مصلّياً، ولهم علي جميع الخلائق من الجنّ والإنس، والملائكة مفضّلاً.
فلذلك صرفت إليه هذا المال العظيم، ليتنعّم بالطيّبات، ويتكرّم بالهبات والصلات، ويتحبّب بمعروفه إلي ذوي المودّات، ويكبت بنفقاته ذوي العداوات....
فأوحي اللّه إليه: يا موسي! إنّه كان لهذا الفتي المنشور بعد القتل ستّون سنة، وقد وهبت له بمسألته، وتوسّله بمحمّد، وآله الطيّبين سبعين سنة، تمام مائة وثلاثين سنة، صحيحة حواسّه، ثابت فيها جنانه، قويّة فيها شهواته، يتمتّع بحلال هذه الدنيا، ويعيش، ولا يفارقها ولا تفارقه، فإذا حان حينه [حان حينها] وماتا جميعاً [معاً]، فصارا إلي جناني، وكانا زوجين فيها ناعمين.
ولو سألني - يا موسي! - هذا الشقيّ القاتل بمثل ما توسّل به هذا الفتي علي صحّة اعتقاده أن أعصمه من الحسد، وأقنعه بما رزقته -، وذلك هو الملك العظيم- لفعلت، ولو سألني بذلك مع التوبة من صنعه أن لا أفضحه لما فضحته، ولصرفت هؤلاء عن اقتراح إبانة القاتل، ولأغنيت هذا الفتي من غير [هذا الوجه بقدر] هذا المال أوجده.
ولو سألني بعد ما افتضح، وتاب إليّ، وتوسّل بمثل وسيلة هذا الفتي أن أُنسي الناس فعله - بعدما ألطف لأوليائه فيعفونه عن القصاص - لفعلت.
فكان لا يعيّره بفعله أحد، ولا يذكره فيهم ذاكر، ولكن ذلك فضل أُوتيه من أشاء وأنا ذوالفضل العظيم، وأعدل بالمنع علي من أشاء، وأنا العزيز الحكيم ....
فأوحي اللّه إليه: ياموسي! قل لهم ليذهب رؤساؤهم إلي خربة بني فلان، ويكشفوا في موضع كذا - لموضع عيّنه - وجه أرضها قليلاً، ثمّ يستخرجوا ماهناك، فإنّه عشرة آلاف ألف دينار، ليردّوا علي كلّ من دفع في ثمن هذه البقرة ما دفع، لتعود أحوالهم إلي ما كانت [عليه ]، ثمّ ليتقاسموا بعد ذلك مايفضل، وهو خمسة آلاف ألف دينار علي قدر ما دفع كلّ واحد منهم في هذه المحنة لتتضاعف أموالهم جزاء علي توسّلهم بمحمّد وآله الطيّبين، واعتقادهم لتفضيلهم ....
( التفسير: 273، ح 140.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 3، رقم 575. )

12 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): ...
إنّ الاثنين إذا ضجر بعضهما علي بعض، وتلاعنا ارتفعت اللعنتان فاستأذنتا ربّهما في الوقوع لمن بعثتا عليه.
فقال اللّه عزّ وجلّ للملائكة: أنظروا فإن كان اللاعن أهلاً للعن، وليس المقصود به أهلاً فأنزلوهما جميعاً باللاعن، وإن كان المشار إليه أهلاً، وليس اللاعن أهلاً فوجّهوهما إليه، وإن كانا جميعاً لها أهلاً فوجّهوا لعن هذا إلي ذلك، ووجّهوا لعن ذلك إلي هذا، وإن لم يكن واحد منهما لها أهلاً لإيمانهما، وإنّ الضجر أحوجهما إلي ذلك فوجّهوا اللعنتين إلي اليهود الكاتمين نعت محمّد وصفته(صلي اللّه عليه و ال وسلم) وذكر عليّ(عليه السلام) وحليته، وإلي النواصب الكاتمين لفضل عليّ، والدافعين لفضله....
( التفسير: 570، ح 333.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 3، رقم 598. )

13 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): ...
إنّ رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم) لمّا بني مسجده بالمدينة، وأشرع فيه بابه، وأشرع المهاجرون والأنصار (أبوابهم)، أراد اللّه عزّ وجلّ إبانة محمّد، وآله الأفضلين بالفضيلة، فنزل جبرئيل(عليه السلام) عن اللّه تعالي بأن سدّوا الأبواب عن مسجد رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم)، قبل أن ينزل بكم العذاب....
( التفسير: 17، ح 4.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 864. )

14 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): ...
لمّا حضر رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم) -وهو قد اشتمل بعباءته القطوانيّة علي نفسه، وعلي عليّ، وفاطمة، والحسن، والحسين(عليهم السلام)، وقال:
«اللّهمّ! هؤلاء أهلي، أنا حرب لمن حاربهم، وسلم لمن سالمهم، محبّ لمن أحبّهم، ومبغض لمن أبغضهم، فكن لمن حاربهم حرباً، ولمن سالمهم سلماً، ولمن أحبّهم محبّاً، ولمن أبغضهم مبغضاً».
فقال اللّه عزّ وجلّ: قد أجبتك إلي ذلك يا محمّد! ....
( التفسير: 371، ح 260 - 264.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 3، رقم 585. )

15 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(ره): وقال الحسن بن عليّ(عليهما السلام): من آثر طاعة أبوي دينه محمّد وعليّ(عليهما السلام) علي طاعة أبوي نسبه.
قال اللّه عزّ وجلّ له: لأوثرنّك كما آثرتني، ولأشرّفنّك بحضرة أبوي دينك كما شرّفت نفسك بإيثار حبّهما علي حبّ أبوي نسبك ....
( التفسير: 333، ح 201.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 3، رقم 673. )

16 - الحضينيّ(ره): عن عيسي بن مهديّ الجوهريّ، قال:...
فلمّا دخلنا علي سيّدنا أبي محمّد الحسن(عليه السلام) ...، فقال: إنّ اللّه عزّ وجلّ، أوحي إلي جدّي رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم): إنّي قد خصّصتك وعليّاً وحججي منه ليوم القيامة، وشيعتكم بعشر خصال: صلاة الخمسين، والتختّم باليمين، وتعفير الجبين، والأذان والإقامة مثني، وحيّ علي خير العمل. والجهر في(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ )، والآيتين، والقنوت، وصلاة العصر والشمس بيضاء نقيّة، وصلاة الفجر مغلسة، واختضاب الرأس واللحية، والوشمة ...، فأوحي اللّه سبحانه إليه: إنّي قدفضّلت حمزة بسبعين تكبيرة، لعظم منزلته عندي، وكرامته عليّ، ولك يامحمّد! فضل علي المسلمين، وكبّر علي كلّ مؤمن ومؤمنة، فإنّي أفرض عليك وعلي أُمّتك خمس صلوات في كلّ يوم وليلة، والخمس تكبيرات عن خمس صلوات في كلّ يوم وليلة وثوابها، وأكتب له أجرها....
( الهداية الكبري: 344، س 21.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 321. )

17 - الحضينيّ(ره): ... عن أبي محمّد(عليه السلام)، قال: لمّا وهب لي ربّي مهديّ هذه الأُمّة أرسل ملكين فحملاه إلي سرادق العرش حتّي وقف بين يدي اللّه.
فقال له: مرحباً بعبدي المختار لنصرة ديني، وإظهار أمري، ومهديّ خلقي، آليت أنّي بك آخذ، وبك أعطي، وبك أغفر، وبك أعذّب.
أردداه أيّها الملكان علي أبيه ردّاً رفيقاً، وبلغّاه أنّه في ضماني، وكنفي، وبعيني إلي أن أحقّ به الحقّ، وأزهق الباطل، ويكون الدين لي واصباً.
( الهداية الكبري: 357، س 12.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 2، رقم 509. )

18 - الشيخ الصدوق(ره): حدّثنا أبو نصر أحمد بن الحسين بن أحمد ابن عبيد الضبيّ، قال: حدّثنا أبو القاسم محمّد بن عبيد اللّه بن بابويه الرجل الصالح، قال: حدّثنا أبو محمّد أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن هاشم، قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسي بن جعفر أبو السيّد المحجوب إمام عصره بمكّة، قال: حدّثني أبي عليّ بن محمّد النقيّ، قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ التقيّ، قال: حدّثني أبي عليّ بن موسي الرضا، قال: حدّثني أبي موسي بن جعفر الكاظم، قال: حدّثني أبي جعفر بن محمّد الصادق، قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ الباقر، قال: حدّثني أبي عليّ بن الحسين السجّاد زين العابدين، قال: حدّثني أبي الحسين بن عليّ، سيّدشباب أهل الجنّة1ل أهل الجنّة، 4، قال: حدّثني أبي عليّ بن أبي طالب سيّد الأوصياء، قال: حدّثني محمّد بن عبد اللّه سيّد الأنبياء(صلي اللّه عليه و ال وسلم)، قال: حدّثني جبرئيل سيّد الملائكة، قال: قال اللّه سيّد السادات عزّ وجلّ:
إنّي أنا اللّه لا إله إلّا أنا، فمن أقرّ لي بالتوحيد، دخل حصني ومن دخل حصني أمن من عذابي.
( عيون أخبار الرضا7: 135/2، ح 3. عنه البحار: 10/3، ح 22، وحلية الأبرار: 354/4، ح 4.
إحقاق الحقّ: 474/12، س 4، عن مفتاح النجا للبدخشيّ.
كشف الغمّة: 403/2، س 20. )

19 - الشيخ الصدوق(ره): ... يوسف بن محمّد بن زياد، وعليّ بن محمّد بن سيّار، عن أبويهما، عن الحسن بن عليّ(عليهما السلام)[قال ] ...
ما من عبد أخذ نفسه بحقوق إخوانه، فوفاهم حقوقهم ... إلّا قال اللّه له يوم يلقاه: يا عبدي! قضيت حقوق إخوانك، ولم تستقص عليهم فيما لك عليهم، فأنا أجود وأكرم وأولي بمثل ما فعلته من المسامحة والكرم، فإنّي أقضيك اليوم علي حقّ ما وعدتك به وأزيدك من فضلي الواسع، ولاأستقصي عليك في تقصيرك في بعض حقوقي ....
( معاني الأخبار: 36، ح 9.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 3، رقم 538. )

20 - أبو منصور الطبرسيّ(ره): وقال أبو محمّد(عليه السلام): قالت فاطمة(سلام اللّه عليه) وقداختصم إليها امرأتان، فتنازعتا في شي ء من أمر الدين، إحداهما معاندة والاُخري مؤمنة، ففتحت علي المؤمنة حجتّها، فاستظهرت علي المعاندة، ففرحت فرحاً شديداً ... .
وإنّ اللّه عزّ وجلّ قال للملائكة: أوجبوا لفاطمة بما فتحت علي هذه المسكينة الأسيرة من الجنان ألف ألف ضعف ما كنت أعددت لها، واجعلوا هذه سنّة في كلّ من يفتح علي أسير مسكين، فيغلب معانداً مثل ألف ألف ما كان له معدّاً من الجنان.
( الاحتجاج: 18/1، ح 15.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 956. )

21 - ابن حمزة الطوسيّ(ره): عن ابن الفرات قال: ... كتب إليّ [ أبومحمّد العسكريّ(عليه السلام)]: أنّ يوسف(عليه السلام) شكا إلي ربّه السجن، فأوحي اللّه إليه: أنت اخترت لنفسك ذلك، حيث قلت: (رَبِ ّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ)، ولو سألتني أن أُعافيك لعافيتك ....
( الثاقب في المناقب: 568، ح 512.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 3، رقم 721. )

22 - الحرّ العامليّ(ره): وبإسناده إلي أبي جعفر بن بابويه، عن محمّد ابن عليّ الأستراباديّ، عن أبيه، عن يوسف بن محمّد بن زياد وعليّ بن محمّد بن سيّار، عن أبويهما، عن الحسن بن عليّ العسكريّ(عليه السلام)، قال:
إنّ اللّه أوحي إلي رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم): إنّي قد أيّدتك بشيعتين: شيعة تنصرك سرّاً فسيّدهم وأفضلهم أبو طالب، وشيعة تنصرك علانية فسيّدهم وأفضلهم عليّ بن أبي طالب.
( الجواهر السنيّة في الأحاديث القدسيّة: 172، س 12، عن كتاب الردّ علي الذاهب إلي تكفير أبي طالب، للسيّد شمس الدين فخّار بن معد بن الموسويّ.)
23 - المحدّث النوريّ(ره): أبو محمّد جعفر بن أحمد القمّيّ في كتاب المسلسلات: أشهد باللّه وأشهد للّه، لقد أملاه علينا أبو عبد اللّه محمّد بن وهبان الدبيليّ.
قال: أشهد باللّه وأشهد للّه، لقد أملاه علينا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد الصفوانيّ.
فقال: أشهد باللّه وأشهد للّه، لقد أملاه علينا أبو الحسن القاسم بن العلاء الهمدانيّ.
فقال: أشهد باللّه وأشهد للّه، لقد حدّثني أبو محمّد الحسن بن عليّ(عليهما السلام) .
فقال: أشهد باللّه وأشهد للّه، لقد حدّثني أبي عليّ بن محمّد(عليهما السلام) .
فقال: أشهد باللّه وأشهد للّه، لقد حدّثني أبي محمّد بن عليّ(عليهما السلام) .
فقال: أشهد باللّه وأشهد للّه، لقد حدّثني أبي عليّ بن موسي(عليهما السلام) .
فقال: أشهد باللّه وأشهد للّه، لقد حدّثني أبي موسي بن جعفر(عليهما السلام) .
فقال: أشهد باللّه وأشهد للّه، لقد حدّثني أبي جعفر بن محمّد(عليهما السلام) .
فقال: أشهد باللّه وأشهد للّه، لقد حدّثني أبي محمّد بن عليّ(عليهما السلام) .
فقال: أشهد باللّه وأشهد للّه، لقد حدّثني أبي عليّ بن الحسين(عليهما السلام) .
فقال: أشهد باللّه وأشهد للّه، لقد حدّثني أبي الحسين بن عليّ(عليهما السلام) .
قال: أشهد باللّه وأشهد للّه، لقد حدّثني أبي عليّ بن أبي طالب (صلوات اللّه عليه).
فقال: أشهد باللّه وأشهد للّه، لقد حدّثني رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم) .
فقال: أشهد باللّه وأشهد للّه، لقد حدّثني جبرئيل.
فقال: أشهد باللّه وأشهد للّه، لقد حدّثني ميكائيل.
فقال: أشهد باللّه وأشهد للّه، لقد سمعت الجليل يقول:
شارب الخمر كعابد الوثن 10 رب الخمر كعابد الوثن:.... عن اللّه عزّ وجلّ ، 4.
( مستدرك الوسائل: 42/17، ح 20684، عن كتاب المسلسلات.
تذكرة الخواصّ: 324 س 10، بتفاوت في السند. )











الفصل الثاني: ما رواه عن الملائكة(عليهم السلام)
وفيه ثلاثة موضوعات

(أ) - ما رواه عن جبرئيل(عليهما السلام)
1 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): ...
لمّا حضر رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم) -وهو قد اشتمل بعباءته القطوانيّة علي نفسه وعلي عليّ، وفاطمة، والحسن، والحسين(عليهم السلام)، وقال: «اللّهمّ! هؤلاء أهلي، أنا حرب لمن حاربهم...»، وجاء جبرئيل(عليه السلام) متدّبراً، وقال: يا رسول اللّه! اجعلني منكم، قال: أنت منّا، قال: أفأرفع العباءة، وأدخل معكم؟
قال: بلي! فدخل في العباءة ثمّ خرج وصعد إلي السماء إلي الملكوت الأعلي، وقدتضاعف حسنه وبهاؤه، وقالت الملائكة: قد رجعت بجمال خلاف ما ذهبت به من عندنا، قال: وكيف لا أكون كذلك، وقد شرّفت بأن جعلت من آل محمّد(صلي اللّه عليه و ال وسلم) وأهل بيته ....
( التفسير: 371، ح 260 - 264.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 3، رقم 585. )

2 - أبو منصور الطبرسيّ(ره): قال أبو محمّد الحسن العسكريّ(عليه السلام): لمّا كان رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم) بمكّة أمره اللّه تعالي أن يتوجّه نحو بيت المقدس في صلاته... وجعل قوم من مردة اليهود يقولون: واللّه! ما دري محمّد كيف صلّي حتّي صار يتوجّه إلي قبلتنا، ويأخذ في صلاته بهدينا ونسكنا...
فجاءه جبرئيل(عليه السلام): فقال له رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم): يا جبرئيل! لوددت لوصرفني اللّه عن بيت المقدس إلي الكعبة، فقد تأذّيت بما يتّصل بي من قبل اليهود من قبلتهم. فقال جبرئيل(عليه السلام): فاسأل ربّك أن يحوّلك إليها، فإنّه لا يردّك عن طلبتك، ولا يخيّبك من بغيتك.
فلمّا استتمّ دعاؤه صعد جبرئيل، ثمّ عاد من ساعته، فقال: اقرأ يا محمّد: (قَدْ نَرَي تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَآءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَل-هَا فَوَلِ ّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ و ) الآيات....
( الاحتجاج: 81/1، ح 25.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 907. )

3 - الراونديّ(ره): ... داود بن القاسم الجعفريّ، قال: ...
فقال أبومحمّد العسكريّ(عليه السلام): ... كان ليعقوب(عليه السلام) منطقة ورثها من إبراهيم(عليه السلام) ...، وكانت إذا سرقها إنسان نزل جبرئيل(عليه السلام) وأخبره بذلك فأخذت منه وأخذ عبداً، وإنّ المنطقة كانت عند سارة بنت إسحاق ...، فربطتها علي وسطه [ أي يوسف ]، ثمّ سدلت عليه سرباله، ثمّ قالت ليعقوب: إنّ المنطقة قد سرقت، فأتاه جبرئيل(عليه السلام) فقال: يا يعقوب! إنّ المنطقة مع يوسف، ولم يخبره بخبر ماصنعت سارة....
( الخرائج والجرائح: 738/2، ح 53.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 3، رقم 615. )


(ب) - مارواه عن ملك الموت(عليهما السلام)
1 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): [قال الإمام(عليه السلام):]...
أنّ ملك الموت يرد علي المؤمن وهو في شدّة علّته ...، فيقول له ملك الموت: مالك تجرع غصصك؟ فيقول: لاضطراب أحوالي، واقتطاعك لي دون [ أموالي و] آمالي.
فيقول له ملك الموت: وهل يحزن عاقل من فقد درهم زائف، واعتياض ألف ألف ضعف الدنيا؟ فيقول: لا!
فيقول ملك الموت: فانظر فوقك، فينظر فيري درجات الجنان وقصورها التي تقصر دونها الأمانيّ.
فيقول ملك الموت: تلك منازلك ونعمك وأموالك وأهلك وعيالك، ومن كان من أهلك ههنا، وذرّيّتك صالحاً فهم هناك معك، أفترضي به بدلاً ممّا هناك؟ فيقول: بلي، واللّه! ثمّ يقول: انظر! فينظر فيري محمّداً، وعليّاً، والطيّبين من آلهما في أعلي عليّين فيقول [ له ]: أوتراهم هؤلاء ساداتك وأئمّتك، هم هناك جلّاسك وأُناسك، [أ]فما ترضي بهم بدلاً ممّا تفارق ههنا؟....
( التفسير: 238، ح 116.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 3، رقم 559. )

2 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): قال الإمام(عليه السلام): ...
إنّ المؤمن الموالي لمحمّد وآله الطيّبين المتّخذ لعليّ بعد محمّد(صلي اللّه عليه و ال وسلم) إمامه الذي يحتذي مثاله، وسيّده الذي يصدّق أقواله، ويصوّب أفعاله ...
حضره ملك الموت وأعوانه وجد عندرأسه محمّداً(صلي اللّه عليه و ال وسلم) رسول اللّه سيّد النبيّين من جانب، ومن جانب آخر عليّاً(عليه السلام) سيّد الوصيّين ...
فينظر إليهم العليل المؤمن، فيخاطبهم بحيث يحجب اللّه صوته عن آذان حاضريه ...
ثمّ يقبل رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم) علي ملك الموت، فيقول: يا ملك الموت! استوص بوصيّة اللّه في الإحسان إلي مولانا وخادمنا ومحبّنا ومؤثرنا، فيقول [له ] ملك الموت: يا رسول اللّه! مره أن ينظر إلي ما قد أعدّ [ اللّه ] له في الجنان ...
فيقول ملك الموت: كيف لا أرفق بمن ذلك ثوابه، وهذا محمّد وعترته زوّاره؟ يارسول اللّه! لولا أنّ اللّه جعل الموت عقبة لا يصل إلي تلك الجنان إلّا من قطعها لما تناولت روحه، ولكن لخادمك ومحبّك هذا أُسوة بك، وبسائر أنبياء اللّه ورسله وأوليائه الذين أُذيقوا الموت بحكم اللّه تعالي ...
( التفسير: 210، ح 97 و98.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 3، رقم 547. )


(ج) - ما رواه عن المَلَك(عليهم السلام)
1 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): ...
لمّا حضر رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم) - وهو قد اشتمل بعباءته القطوانيّة علي نفسه وعلي عليّ، وفاطمة، والحسن، والحسين(عليهم السلام) ...
وجاء جبرئيل(عليه السلام) متدّبراً، وقال: يا رسول اللّه! اجعلني منكم، قال: أنت منّا، قال: أفأرفع العباءة، وأدخل معكم؟
قال: بلي، فدخل في العباءة ثمّ خرج وصعد إلي السماء إلي الملكوت الأعلي، وقدتضاعف حسنه وبهاؤه.
وقالت الملائكة: قد رجعت بجمال خلاف ما ذهبت به من عندنا، قال: وكيف لا أكون كذلك، وقد شرّفت بأن جعلت من آل محمّد(صلي اللّه عليه و ال وسلم) وأهل بيته.
قالت الأملاك في ملكوت السماوات والحجب والكرسيّ والعرش: حقّ لك هذا الشرف أن تكون كما قلت....
( التفسير: 371، ح 260 - 264.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 3، رقم 585. )

2 - السيّد ابن طاووس(ره): ... قال [ الحسن بن عليّ العسكريّ(عليهما السلام)]: من صلّي يوم الخميس عشر ركعات، يقرأ في كلّ ركعة (فاتحة الكتاب)، و(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) عشراً، قالت له الملائكة: سل تعط.
( جمال الأُسبوع: 44، س 8.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 2، رقم 522. )










الفصل الثالث: ما رواه عن الأنبياء(عليهم السلام)
وفيه موضوعان

(أ) - ما رواه عن أنبياء السلف(عليهم السلام)
وفيه أربعة موارد

الأوّل - ما رواه عن آدم(عليهما السلام):
1 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): ... كان إبليس بين لحيي الحيّة أدخلته الجنّة، وكان آدم يظنّ أنّ الحيّة هي التي تخاطبه، ولم يعلم أنّ إبليس قد اختبأ بين لحييها، فردّ آدم علي الحيّة: أيّتها الحيّة هذا من غرور إبليس لعنه اللّه، كيف يخوننا ربّنا أم كيف تعظّمين اللّه بالقسم به، وأنت تنسبينه إلي الخيانة وسوء النظر وهو أكرم الأكرمين، أم كيف أروم التوصّل إلي ما منعني منه ربّي عزّوجلّ وأتعاطاه بغير حكمة....
( التفسير: 222، ح 104.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 3، رقم 551. )

2 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): ... قال(عليه السلام): فلمّا زلّت من آدم الخطيئة، واعتذر إلي ربّه عزّ وجلّ قال: يا ربّ! تب عليّ، واقبل معذرتي، وأعدني إلي مرتبتي، وارفع لديك درجتي، فلقد تبيّن نقص الخطيئة، وذلّها في أعضائي وسائر بدني.
قال اللّه تعالي: يا آدم! أما تذكر أمري إيّاك بأن تدعوني بمحمّد، وآله الطيّبين عند شدائدك، ودواهيك وفي النوازل [ التي ] تبهظك؟
قال آدم: ياربّ! بلي .
قال اللّه عزّ وجلّ (له: فتوسّل بمحمّد)، وعليّ، وفاطمة، والحسن، والحسين صلوات اللّه عليهم خصوصاً فادعني أجبك إلي ملتمسك، وأزدك فوق مرادك.
فقال آدم: ياربّ! يا الهي! وقد بلغ عندك من محلّهم أنّك بالتوسّل [إليك ] بهم تقبل توبتي وتغفر خطيئتي، وأنا الذي أسجدت له ملائكتك، وأبحته جنّتك، وزوّجته حوّاء أمتك، وأخدمته كرام ملائكتك!
قال اللّه تعالي: يا آدم! إنّما أمرت الملائكة بتعظيمك [و] بالسجود [لك ] إذ كنت وعاءاً لهذه الأنوار، ولو كنت سألتني بهم قبل خطيئتك أن أعصمك منها، وأن أُفطّنك لدواعي عدوّك إبليس حتّي تحترز منه لكنت قد جعلت ذلك ، ولكنّ المعلوم في سابق علمي يجري موافقاً لعلمي، فالآن فبهم فادعني لأجبك، فعند ذلك قال آدم: «اللّهمّ! بجاه محمّد، وآله الطيّبين، بجاه محمّد، وعليّ، وفاطمة، والحسن، والحسين، والطيّبين من آلهم لما تفضّلت [عليّ ] بقبول توبتي، وغفران زلّتي، وإعادتي من كراماتك إلي مرتبتي».
فقال اللّه عزّ وجلّ: قد قبلت توبتك ....
( التفسير: 224، ح 105.
يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 552. )


الثاني - ما رواه عن موسي النبيّ(عليهما السلام):
1 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): قال الإمام(عليه السلام): كان موسي بن عمران(عليه السلام) يقول لبني إسرائيل: إذا فرّج اللّه عنكم، وأهلك أعداءكم آتيكم بكتاب من ربّكم يشتمل علي أوامره ونواهيه ومواعظه وعبره وأمثاله.
فلمّا فرّج اللّه تعالي عنهم أمره اللّه عزّ وجلّ أن يأتي للميعاد، ويصوم ثلاثين يوماً عند أصل الجبل.
وظنّ موسي أنّه بعد ذلك يعطيه الكتاب، فصام موسي ثلاثين يوماً عند [أصل الجبل ] فلمّا كان في آخر الأيّام استاك قبل الفطر ...، [فلمّا رجع موسي إلي قومه، قال:] يا أيّها العجل! أكان فيك ربّنا، كما يزعم هؤلاء؟
فنطق العجل وقال: عزّ ربّنا عن أن يكون العجل حاوياً له، أو شي ء من الشجرة، والأمكنة عليه مشتملاً، لا واللّه! يا موسي! ولكنّ السامريّ نصب عجلاً مؤخّره إلي الحائط، وحفر في الجانب الآخر في الأرض، وأجلس فيه بعض مردته، فهو الذي وضع فاه علي دبره، وتكلّم بما تكلّم....
( التفسير: 247، ح 122.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 3، رقم 564. )

2 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): ... إنّ موسي(عليه السلام) لمّا أراد أن يأخذ عليهم عهداً بالفرقان، [فرّق ] ما بين المحقّين والمبطلين لمحمّد(صلي اللّه عليه و ال وسلم) بنبوّته، ولعليّ(عليه السلام) بإمامته، وللأئمّة الطاهرين بإمامتهم، قالوا: (لَن نُّؤْمِنَ لَكَ ) أن هذا أمر ربّك (حَتَّي نَرَي اللَّهَ جَهْرَةً ) عياناً يخبرنا بذلك، فأخذتهم الصاعقة معاينة، وهم ينظرون إلي الصاعقة تنزل عليهم ....
فقال موسي(عليه السلام) للباقين الذين لم يصعقوا: ماذا تقولون، أتقبلون وتعترفون؟ وإلّا فأنتم بهؤلاء لاحقون.
قالوا: يا موسي! لا ندري ما حلّ بهم، ولماذا أصابتهم، كانت الصاعقة ماأصابتهم لأجلك إلّا أنّها كانت نكبة من نكبات الدهر تصيب البرّ والفاجر.
فإن كانت إنّما أصابتهم لردّهم عليك في أمر محمّد، وعليّ وآلهما، فاسأل اللّه ربّك بمحمّد، وآله هؤلاء الذين تدعونا إليهم أن يحيي هؤلاء المصعوقين لنسألهم لما ذا أصابهم [ما أصابهم ].
فدعا اللّه عزّ وجلّ بهم موسي(عليه السلام)، فأحياهم اللّه عزّ وجلّ، فقال موسي(عليه السلام): سلوهم لماذا أصابهم ....
( التفسير: 256، ح 125.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 3، رقم 567. )

3 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): ثمّ قال اللّه عزّ وجلّ: (وَإِذِ اسْتَسْقَي مُوسَي لِقَوْمِهِ ي ) قال: واذكروا يا بني إسرائيل إذ استسقي موسي لقومه طلب لهم السقيا، لمّا لحقهم العطش في التيه، وضجّوا بالبكاء إلي ( التيهاء: الأرض التي لا يهتدي فيها، والتيهاء: المضلّة الواسعة التي لا أعلام فيها ... والتيه: المفازة يتاه فيها. لسان العرب: 482/13 (تيه). )
موسي، وقالوا: أهلكنا العطش.
فقال موسي: «اللّهمّ! بحقّ محمّد سيّد الأنبياء، وبحقّ عليّ سيّد الأوصياء، وبحقّ فاطمة سيّدة النساء، وبحقّ الحسن سيّد الأولياء، وبحقّ الحسين سيّد الشهداء، وبحقّ عترتهم، وخلفائهم سادة الأزكياء لمّا سقيت عبادك هؤلاء...».
( التفسير: 261، ح 129.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 3، رقم 571. )

4 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): قال الإمام(عليه السلام): قال اللّه عزّوجلّ ... (وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ ) ...، فقال موسي(عليه السلام) لهم: إمّا أن تأخذوا بما أمرتم به فيه، وإمّا أن أُلقي عليكم هذا الجبل. فألجئوا إلي قبوله كارهين إلّا من عصمه اللّه من العناد، فإنّه قبله طائعاً مختاراً....
( التفسير: 266، ح 134.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 3، رقم 572. )

5 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): قال الإمام(عليه السلام):...
إنّ امرأة حسناء ذات جمال، وخلق كامل، وفضل بارع، ونسب شريف، وستر ثخين، كثر خطّابها، وكان لها بنو أعمام ثلاثة، فرضيت بأفضلهم علماً ( ثخن الشي ء ثخونة وثخانة وثخناً، فهو ثخين: كثف وغلظ وصلب ... رجل ثخين: حليم رزين ثقيل في: مجلسه. لسان العرب: 77/13 (ثخن). )
وأثخنهم ستراً، وأرادت التزويج به.
فاشتدّ حسد ابني عمّه الآخرين له [غيضاً] وغبطاه عليها لإيثارها إيّاه، فعمدا إلي ابن عمّهما المرضيّ، فأخذاه إلي دعوتهما، ثمّ قتلاه وحملاه إلي محلّة تشتمل علي أكثر قبيلة في بني إسرائيل، فألقياه بين أظهرهم ليلاً.
فلمّا أصبحوا وجدوا القتيل هناك، فعرف حاله فجاء ابنا عمّه القاتلان له، فمزّقا [ثيابهما] علي أنفسهما، وحثيا التراب علي رؤوسهما، واستعديا عليهم، فأحضرهم موسي(عليه السلام) وسألهم، فأنكروا أن يكونوا قتلوه، أو علموا قاتله.
فقال: فحكم اللّه عزّ وجلّ علي من فعل هذه الحادثة ما عرفتموه، فالتزموه، فقالوا: يا موسي! أيّ نفع في أيماننا [ لنا] إذا لم تدرأ عنّا الغرامة الثقيلة؟ أم أيّ نفع في غرامتنا لنا إذا لم تدرأ عنّا الأيمان؟
فقال موسي(عليه السلام): كلّ النفع في طاعة اللّه، والإيتمار لأمره، والانتهاء عمّا نهي عنه، فقالوا: يا نبيّ اللّه! غرم ثقيل ولا جناية لنا، وأيمان غليظة، ولاحقّ في رقابنا [ لو] أنّ اللّه عرفنا قاتله بعينه، وكفانا مؤنته، فادع لنا ربّك يبيّن لنا هذا القاتل، لتنزل به ما يستحقّه من العقاب، وينكشف أمره لذوي الألباب.
فقال موسي(عليه السلام): إنّ اللّه عزّ وجلّ قد بيّن ما أحكم به في هذا، فليس لي أن أقترح عليه غير ما حكم، ولا اعترض عليه فيما أمر.
ألا ترون أنّه لمّا حرّم العمل في يوم السبت، وحرّم لحم الجمل، لم يكن لنا أن نقترح عليه أن يغيّر ماحكم به علينا من ذلك، بل علينا أن نسلّم له حكمه، ونلتزم ما ألزمنا، وهمّ بأن يحكم عليهم بالذي كان يحكم به علي غيرهم في مثل حادثهم ...، فقال موسي: يا ربّ! بيّن لنا قاتله؟
فأوحي اللّه تعالي إليه: قل لبني إسرائيل: إنّ اللّه يبيّن لكم ذلك بأن يأمركم أن تذبحوا بقرة، فتضربوا ببعضها المقتول، فيحيي، فتسلّمون لربّ العالمين ذلك، وإلّا فكفّوا عن المسألة، والتزموا ظاهر حكمي.
فذلك ما حكي اللّه عزّ وجلّ: (وَإِذْ قَالَ مُوسَي لِقَوْمِهِ ي إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ-أي سيأمركم- أَن تَذْبَحُواْ بَقَرَةً )، إن أردتم الوقوف علي القاتل، وتضربوا المقتول ببعضها، ليحيي ويخبر بالقاتل.
(قَالُواْ - يا موسي - أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا ) [و] سخريّة؟ تزعم أنّ اللّه يأمرنا أن نذبح بقرة، ونأخذ قطعة من ميّت، ونضرب بها ميّتاً، فيحيي أحد الميّتين بملاقات بعض الميّت الآخر، [ له ] فكيف يكون هذا؟
(قَالَ - موسي - أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَهِلِينَ ) أنسب إلي اللّه تعالي مالم يقل لي، وأن أكون من الجاهلين، أعارض أمر اللّه بقياسي علي ماشاهدت دافعاً، لقول اللّه عزّ وجلّ وأمره.
ثمّ قال موسي(عليه السلام): أوليس ماء الرجل نطفة ميّتة، وماء المرأة كذلك ميّتان يلتقيان، فيحدث اللّه تعالي من التقاء الميّتين بشراً حياً سوياً، أوليس بذوركم التي تزرعونها في أرضيكم تتفسّخ وتتعفّن وهي ميّتة، ثمّ يخرج اللّه منها هذه السنابل الحسنة البهيجة، وهذه الأشجار الباسقة المونقة ....
(قَالُواْ - يا موسي - ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا ) أي لون هذه البقرة التي تريد أن تأمرنا بذبحها.
قال [موسي ] - عن اللّه بعد السؤال والجواب - (إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَآءُ فَاقِعٌ ) حسن الصفرة ليس بناقص يضرب إلي البياض، ولا بمشبع يضرب إلي السواد (لَّوْنُهَا ) هكذا فاقع (تَسُرُّ - البقرة - النَّظِرِينَ) إليها لبهجتها وحسنها وبريقها.
(قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ ) ما صفتها [ يزيد في صفتها].
(قَالَ - عن اللّه تعالي - إِنَّهُ و يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَّا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ ) لم تذلّل لإثارة الأرض ولم ترّض بها (وَلَاتَسْقِي الْحَرْثَ ) ولا هي ممّا تجرّ الدلاء ولاتدير النواعير، قد اعفيت من ذلك أجمع (مُسَلَّمَةٌ ) من العيوب كلّها ( الناعور: واحد النواعير التي يستقي بها، يديرها الماء ولها صوت. لسان العرب: 222/5 (نعر). )
لاعيب فيها (لَّا شِيَةَ فِيهَا ) لا لون فيها من غيرها، فلمّا سمعوا هذه الصفات، قالوا: يا موسي! [ أ]فقد أمرنا ربّنا بذبح بقرة هذه صفتها، قال: بلي! ولم يقل موسي في الابتداء إنّ اللّه قد أمركم لأنّه لو قال: إنّ اللّه أمركم لكانوا إذا قالوا: ادع لنا ربّك يبيّن لنا ما هي، وما لونها [وما هي ] كان لايحتاج أن يسأله - ذلك - عزّ وجلّ، ولكن كان يجيبهم هو بأن يقول أمركم ببقرة، فأيّ شي ء وقع عليه اسم بقرة، فقد خرجتم من أمره إذا ذبحتموها...، فأخذ موسي(عليه السلام) الرجلين فقتلهما، وكان قبل أن يقوم الميّت ضرب بقطعة من البقرة، فلم يحي، فقالوا: يا نبيّ اللّه! أين ما وعدتنا عن اللّه عزّ وجلّ؟
فقال موسي(عليه السلام): [قد صدقت ]، وذلك إلي اللّه عزّ وجلّ.
فأوحي اللّه تعالي إليه: يا موسي! إنّي لا أُخلف وعدي، ولكن ليقدّموا للفتي ثمن بقرته مل ء مسكها دنانير، ثمّ أُحيي هذا، فجمعوا أموالهم، فوسّع اللّه جلد الثور حتّي وزن ما ملي ء به جلده، فبلغ خمسة آلاف ألف دينار ...، قال الفتي: يانبيّ اللّه! كيف أحفظ هذه الأموال؟ أم كيف أحذر من عداوة من يعاديني فيها، وحسد من يحسدني لأجلها؟
قال: قل عليها من الصلاة علي محمّد، وآله الطيّبين ما كنت تقوله قبل أن تنالها، فإنّ الذي رزقكها بذلك القول مع صحّة الاعتقاد يحفظها عليك أيضاً (بهذا القول مع صحّة الاعتقاد)....
[قال ]: فضجّوا إلي موسي(عليه السلام) وقالوا: افتقرت القبيلة، ودفعت إلي التكفّف، وانسلخنا بلجاجنا عن قليلنا، وكثيرنا، فادع اللّه لنا بسعة الرزق.
فقال موسي(عليه السلام): ويحكم ما أعمي قلوبكم، أما سمعتم دعاء الفتي صاحب البقرة، وما أورثه اللّه تعالي من الغني، أوما سمعتم دعاء [ الفتي ] المقتول المنشور، وما أثمر له من العمر الطويل، والسعادة والتنعّم، والتمتّع بحواسّه، وسائر بدنه وعقله، لم لا تدعون اللّه تعالي بمثل دعائهما، وتتوسّلون إلي اللّه بمثل توسّلهما ليسدّ فاقتكم ويجبر كسركم، ويسدّ خلّتكم؟ فقالوا: «اللّهمّ! إليك التجأنا، وعلي فضلك اعتمدنا، فأزل فقرنا، وسدّ خلّتنا بجاه محمّد، وعليّ، وفاطمة، والحسن، والحسين، والطيّبين من آلهم...».
( التفسير: 273، ح 140.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 3، رقم 575. )


الثالث - ما رواه عن يحيي النبيّ(عليهما السلام):
1 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): قال اللّه عزّ وجلّ: ...
(يَيَحْيَي خُذِ الْكِتَبَ بِقُوَّةٍ وَءَاتَيْنَهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا )، قال: ومن ذلك الحكم أنّه كان صبيّاً، فقال له الصبيان: هلمّ نلعب؟
فقال: أوّه! واللّه! ما للعب خلقنا، وإنّما خلقنا للجدّ، لأمر عظيم....
( التفسير: 658، س 4 ضمن ح 374.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 3، رقم 613. )


الرابع - ما رواه عن يعقوب النبيّ(عليهما السلام):
1 - الراونديّ(ره): ... داود بن القاسم الجعفريّ، قال: فقال أبو محمّد العسكريّ(عليه السلام): ... كان ليعقوب(عليه السلام) منطقة ورثها من إبراهيم(عليه السلام) ...، وإنّ المنطقة كانت عند سارة بنت إسحاق ... .
فقالت سارة ابنة إسحاق: منّي سرقها [ أي المنطة] يوسف ... .
فقال لها يعقوب(عليه السلام): فإنّه عبدك علي أن لا تبيعيه ولا تهبيه....
( الخرائج والجرائح: 738/2، ح 53.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 3، رقم 615. )