(ج) - مواعظه(عليه السلام) في الشؤون الاجتماعيّة
وفيه ثلاثة وثلاثون مورداً

الأوّل - الإحسان:
1 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): وقال الحسن بن عليّ(عليهم السلام): لو جعلت الدنيا كلّها لقمة واحدة1ف لقمة واحدة، 4 لقّمتها من يعبد اللّه خالصاً، لرأيت أنّي مقصّر في حقّه.
ولو منعت الكافر منها حتّي يموت جوعاً وعطشاً، ثمّ أذقته شربة من الماء لرأيت أنّي قد أسرفت.
( التفسير: 329، ح 188. عنه مستدرك الوسائل: 238/16، ح 19720، و252، ح 19774، قطعة منه، والبحار: 245/67، س 20، ضمن ح 19.
تنبيه الخواطر ونزهة النواظر: 428، س 8.
عدّة الداعي: 234، س 2، وفيه: عن العسكريّ 7، مرسلاً. عنه البحار: 250/67، س 2، ضمن ح 25. )

2 - الديلميّ(ره): روي عن الحسن العسكريّ(عليه السلام): أنّ أبا دلف تصدّق بنخلة تمر، ثمّ أعطاه اللّه بكلّ تمرة منها قرية.
وكان فيها ثلاثة آلاف تمرة وستّون تمرة، فأعطاه اللّه تعالي بها ثلاثة آلاف قرية وستّون.
( إرشاد القلوب: 110، س 15. )
3 - السيّد محسن الأمين(ره): [قال(عليه السلام)]: من لم يحسن أن يمنع لم يحسن أن يعطي.
( أعيان الشيعة: 42/2، س 30، عن أعلام الدين، ولم نعثر عليه. )

الثاني - الأُخوّة:
1 - الشيخ الصدوق(ره): وحدّثنا أبو جعفر محمّد بن عليّ بن أحمد البزرجيّ، قال: رأيت بسرّ من رأي رجلاً شابّاً ... فقال لي: أتعرف دار موسي بن عيسي التي بالكوفة؟ فقلت: نعم! فقال: أنا من ولده، ... .
دخلت [ يوماً] علي الحسن بن عليّ(عليهم السلام)، قال لي: ... لا تشك أخاك، وأحسن إليه، وأعطه....
( إكمال الدين وإتمام النعمة: 517، ح 46.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 326. )

2 - الديلميّ(ره): وقال(عليه السلام): خير إخوانك من نسي ذنبك، وذكر إحسانك إليه.
( أعلام الدين: 313، س 14. عنه البحار: 379/75، س 3، ضمن ح 4.
نزهة الناظر وتنبيه الخاطر: 145، س 7، قطعة منه.
الدرّة الباهرة: 43، س 8. عنه أعيان الشيعة: 42/2، س 37، والبحار: 188/71، ح 15. )

3 - ابن شعبة الحرّانيّ(ره): وقال(عليه السلام): خصلتان ليس فوقهما شي ء: الإيمان باللّه، ونفع الإخوان.
( تحف العقول: 489، س 13. عنه أعيان الشيعة: 42/2، س 9، ومستدرك الوسائل: 391/12، ح 14379، والبحار: 374/75، ح 26. )

الثالث - أداء الحقوق:
1 - أبو عمرو الكشّيّ(ره): ... أنّ أبا محمّد صلوات اللّه عليه كتب إلي إبراهيم ابن عبده: وكتابي الذي ورد علي إبراهيم بن عبده بتوكيلي إيّاه، لقبض حقوقي من مواليّ هناك ...
فليتّقوا اللّه حقّ تقاته، وليخرجوا من حقوقي، وليدفعوها إليه....
( رجال الكشّيّ: 580، ح 1089.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 716. )

2 - أبو عمرو الكشّيّ(ره): ومن كتاب له(عليه السلام) إلي عبد اللّه حمدويه البيهقيّ: وبعد فقد نصبت لكم إبراهيم بن عبده، ليدفع النواحي وأهل ناحيتك حقوقي الواجبة عليكم ... .
فليتّقوا اللّه جلّ جلاله! وليراقبوا وليؤدّوا الحقوق، فليس لهم عذر في ترك ذلك، ولا تأخيره ... إنّ اللّه واسع كريم.
( رجال الكشّيّ: 580، س 17، ضمن ح 1089.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 763. )


الرابع - الأدب:
1 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): قال الحسن أبو محمّد الإمام(عليه السلام):....
ومن تأدّب بأدب اللّه عزّ وجلّ أدّاه إلي الفلاح الدائم، ومن استوصي بوصيّة اللّه كان له خير الدارين.
( التفسير: 16، ح 3. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 617. )
2 - ابن شعبة الحرّانيّ(ره):
وقال(عليه السلام): ليس من الأدب إظهار الفرح عند المحزون.
( تحف العقول: 489، س 15.
عنه أعيان الشيعة: 42/2، س 11، والبحار: 374/75، ح 28. )

3 - ابن شعبة الحرّانيّ(ره):
وقال(عليه السلام): لا تكرم الرجل بما يشقّ عليه.
( تحف العقول: 489، س 20. عنه أعيان الشيعة: 42/2، س 13، والبحار: 141/72، س 15، ضمن ح 6، و374/75، ح 32. )

الخامس - الاستقامة بعد المعرفة:
1 - أبو عمرو الكشّيّ(ره): ... وقّع عبد اللّه بن حمدويه البيهقيّ ...
أنّ أهل نيسابور قد اختلفوا في دينهم ... .
[فقال أبو محمّد العسكريّ(عليه السلام):] اتّقوا اللّه عباد اللّه، ولا تلجوا في الضلالة من بعد المعرفة.
واعلموا! أنّ الحجّة قد لزمت أعناقكم، فاقبلوا نعمته عليكم....
( رجال الكشّيّ: 539، ح 1026.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 762. )


السادس - إكرام السادات:
1 - المحدّث النوريّ(ره): ... إنّ الحسين بن الحسن بن الحسين بن جعفر بن محمّد بن إسماعيل بن جعفر الصادق(عليه السلام)، كان بقمّ يشرب علانية.
فقصد يوماً الحاجة إلي باب أحمد بن إسحاق الأشعريّ ... فلم يأذن له... فلمّابلغ [ أحمد بن إسحاق ] سرّ من رأي، فاستأذن علي أبي محمّد العسكريّ(عليه السلام)، فلم يأذن له، ... .
فبكي أحمد، وحلف باللّه أنّه لم يمنعه من الدخول عليه إلّا لأن يتوب من شرب الخمر.
قال(عليه السلام): صدقت! ولكن لابدّ من إكرامهم واحترامهم علي كلّ حال، وأن لاتحقرهم ولا تستهين بهم لانتسابهم إلينا، فتكون من الخاسرين....
( مستدرك الوسائل: 374/12، ح 14335.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 317. )


السابع - الأكل:
1 - الحضينيّ(ره): عن جعفر بن محمّد بن إسماعيل الحسينيّ، قال: دخلت علي سيّدنا أبي محمّد الحسن(عليه السلام) ....
فقال: اغسلوا أيديكم، وسمّوا علي طعامكم، ومن يسمّي رسول اللّه(صلي اللّه عليه وال وسلم) والأئمّة(عليه السلام) إذا حضروا الطعام، فلا يمدّ الناس أيديهم إليه حتّي يمدّ صاحب الوقت يده، ويضعها في الطعام فإذا فعل ذلك مدّ الناس أيديهم، ... .
فقال لي: يا أبا جعفر! كل طعام المؤمنين حلال، ولم أمسك يدي إلّا لحضور قوم من إخوانكم من الجنّ ... ثمّ كشف عن أعيننا وتجلّت، فأردنا أن نعتنقهم.
فقال لنا: حرمة الطعام أوجب، فقد بدأتم به، فإذا قضيتم أريكم منه، فافعلوإ؛"" ك ص بإخوانكم ما تشاؤون....
( الهداية الكبري: 333، س 4.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 2، رقم 430. )


الثامن - الأنبياء والأئمّة(عليه السلام):
1 - الحضينيّ(ره): عن أبي الحسن عاصم الكوفيّ، وكان محجوباً، قال: دخلت علي أبي محمّد الحسن(عليه السلام) بالعسكر ... .
فقال: يا عاصم! أنت علي بساط قدجلس عليه، ووطئه كثير من المرسلين والنبيّين والأئمّة الراشدين ... فمن زاد فيهم كفر، ومن نقص فيهم كفر، والشاكّ في واحد منهم كالشاكّ الجاحد للّه وبهم، يعذّبه اللّه يوم القيامة، عذاباً شديداً لايعذّب به أحداً من العالمين ...، فآمنوا باللّه، وبما جاءتهم رسلهم به من الكتب والشرائع ....
( الهداية الكبري: 335، س 18.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 297. )


التاسع - الإنفاق علي ذرّيّة رسول اللّه(صلي اللّه عليه وال وسلم):
1 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): وقال الحسن بن عليّ(عليهم السلام): إنّ رجلاً جاع عياله، فخرج يبغي لهم ما يأكلون، فكسب درهماً فاشتري به خبزاً وإداماً، فمرّ برجل وامرأة من قرابات محمّد وعليّ(عليهم السلام) ، فوجدهما جائعين.
فقال: هؤلاء أحقّ من قراباتي، فأعطاهما إيّاه ولم يدر بماذا يحتجّ في منزله، فجعل يمشي رويداً يتفكّر فيما يعتلّ به عندهم، ويقول لهم: ما فعل بالدرهم إذ لم يجئهم بشي ء.
فبينا هو متحيّر في طريقه إذا بفيج يطلبه، فدلّ عليه فأوصل إليه كتاباً من ( الفَيج: الجماعة من الناس. المعجم الوسيط: 707، (فاج). )
مصر وخمسمائة دينار في صرّة، وقال: هذه بقيّة [مالك ] حملته إليك من مال ابن عمّك مات بمصر، وخلّف مائة ألف دينار علي تجّار مكّة1حر تجّار مكّة، 4 والمدينة، وعقاراً كثيراً، ومالاً بمصر بأضعاف ذلك، فأخذ الخمسمائة دينار، ووسّع علي عياله، ونام ليلته، فرأي رسول اللّه(صلي اللّه عليه وال وسلم) وعليّاً(عليه السلام)، فقالا له: كيف تري إغناءنا لك لمّا آثرت قرابتنا علي قرابتك.
[ثمّ ] لم يبق بالمدينة ولا بمكّة ممّن عليه شي ء من المائة ألف دينار إلّا أتاه محمّد وعليّ(عليهم السلام) في منامه، وقالا له: إمّا بكّرت بالغداة علي فلان بحقّه من ميراث ابن عمّه، وإلّا بكّرنا عليك بهلاكك واصطلامك وإزالة نعمك، وإبانتك من حشمك، فأصبحوا كلّهم، وحملوا إلي الرجل ما عليهم حتّي حصل عنده مائة ألف دينار، وما ترك أحد بمصر ممّن له عنده مال إلّا وأتاه محمّد وعليّ(عليهم السلام) في منامه وأمراه أمر تهدّد بتعجيل مال الرجل أسرع ما يقدر عليه.
وأتي محمّد وعليّ(عليهم السلام) هذا المؤثر لقرابة رسول اللّه(صلي اللّه عليه وال وسلم) في منامه، فقالا له: كيف رأيت صنع اللّه لك قد أمرنا من في مصر أن يعجّل إليك مالك، أفنأمر حاكمها بأن يبيع عقارك وإملاكك، ويسفتج إليك بأثمانها لتشتري بدلها من المدينة؟
قال: بلي، فأتي محمّد وعليّ(عليهم السلام) حاكم مصر في منامه، فأمراه أن يبيع عقاره والسفتجة بثمنه إليه، فحمل إليه من تلك الأثمان ثلاثمائة ألف دينار، فصار أغني من بالمدينة، ثمّ أتاه رسول اللّه(صلي اللّه عليه وال وسلم)، فقال: يا عبد اللّه هذا جزاؤك في الدنيا علي إيثار قرابتي علي قرابتك، ولأعطينّك في الآخرة بدل كلّ حبّة من هذا المال في الجنّة ألف قصر، أصغرها أكبر من الدنيا مغرز إبرة منها خير من الدنيا وما فيها.
( التفسير: 337، ح 212. عنه مستدرك الوسائل: 381/12، ح 14350، بتفاوت يسير، والبحار: 263/23، س 19، ضمن ح 8، بتفاوت يسير.
قطعة منه في (ما رواه 7 عن النبيّ 6)، و(ما رواه عن الإمام عليّ 8). )


العاشر - تربية الولد:
1 - ابن شعبة الحرّانيّ(ره): وقال(عليه السلام): جرأة الولد علي والده في صغره تدعو إلي العقوق في كبره.
( تحف العقول: 489، س 14. عنه أعيان الشيعة: 42/2، س 11، والبحار: 374/75، ح 27. )

الحادي عشر - تسمية الأطفال:
1 - حسين بن عبد الوهّاب(ره): عن جعفر بن محمّد القلانسيّ، قال:
كتب محمّد أخي إلي أبي محمّد(عليه السلام) ...، وسأله أن يسمّيه؟
فكتب(عليه السلام) إليه: ونعم الإسم محمّد وعبد الرحمن ....
( ) عيون المعجزات: 138، س 4.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 822. )

2 - الراونديّ(ره): ... عن جعفر بن الشريف الجرجانيّ، [قال ]: ... فدخلت علي أبي محمّد(عليه السلام) بسرّ من رأي ...، قال: فإنّك تصير إلي جرجان ...، فتقدّم علي أهلك وولدك ويولد لولدك الشريف، ابن، فسمّه الصلت بن الشريف بن جعفر ابن الشريف، وسيبلغه اللّه ويكون من أوليائنا...
فقلت: يا ابن رسول اللّه! إنّ إبراهيم بن إسماعيل الجرجانيّ وهو من شيعتك كثير المعروف....
فقال(عليه السلام): ... فقل له: يقول لك الحسن بن عليّ: سمّ ابنك أحمد....
( الخرائج والجرائح: 424/1، ح 4. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 350. )
3 - السيّد ابن طاووس(ره): ... أبو عليّ عمر بن أبي مسلم، قال:
كتبت إلي أبي محمّد(عليه السلام) وجاريتي حامل، أسأله أن يسمّي ما في بطنها.
فورد الجواب: إذا ظهرت فسمّها زينب ....
( فرج المهموم: 237، س 8.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 777. )

4 - الإربليّ(ره): حدّث هارون بن مسلم، قال: ولد لابني أحمد، ابن، فكتبت إلي أبي محمّد(عليه السلام) ... أن يسمّيه ويكنّيه ...
فوافاني رسوله في صبيحة اليوم السابع، ومعه كتاب: سمّه جعفر، وكنّه بأبي عبد اللّه، ودعا لي.
( كشف الغمّة: 416/2، س 14.
يأتي الحديث بتمامه في ج 3 رقم 827. )


الثاني عشر - تقديم الرجل أبوي دينه علي أبوي نسبه:
1 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(ره):وقال الحسن بن عليّ(عليهم السلام): من آثر طاعة أبوي دينه محمّد وعليّ(عليهم السلام) علي طاعة أبوي نسب.
قال اللّه عزّ وجلّ له: لأؤثرنّك كما آثرتني، ولأشرّفنّك بحضرة أبوي دينك كماشرّفت نفسك بإيثار حبّهما علي حبّ أبوي نسبك.
وأمّا قوله عزّ وجلّ: (وَذِي الْقُرْبَي ) فهم من قراباتك من أبيك وأُمّك، ( البقرة: 83/2. )
قيل لك: أعرف حقّهم كما أخذ العهد به علي بني إسرائيل، وأخذ عليكم معاشر أُمّة محمّد(صلي اللّه عليه وال وسلم) بمعرفة حقّ قرابات محمّد(صلي اللّه عليه وال وسلم) الذين هم الأئمّة بعده، ومن يليهم بعد من خيار أهل دينهم.
( التفسير: 333، ح 201.
عنه البحار: 261/23، س 3، ضمن ح 8، و10/36، س 12، ضمن ح 11، و90/71 ح 8، قطعة منه، والبرهان: 121/1، س 29، ضمن ح 13، قطعة منه، ومستدرك الوسائل: 246/15، ح 18129، بتفاوت.
قطعة منه في (أهمّية طاعة محمّد وعليّ 8 علي الناس)، و(الأئمّة:، هم ذوي القربي)، و(سورة البقرة: 83/2)، و(ما رواه 7 من الأحاديث القدسيّة). )


الثالث عشر - التقيّة والتورية:
1 - أبو منصور الطبرسيّ(ره): وبالإسناد الذي تكرّر عن أبي يعقوب، وأبي الحسن أيضاً أنّهما قالا: حضرنا عند الحسن بن عليّ أبي القائم(عليه السلام)، فقال له بعض أصحابه: جاءني رجل من إخواننا الشيعة قد امتحن بجهّال العامّة يمتحنونه في الإمامة، ويحلّفونه، فكيف يصنع حتّي يتخلّص منهم؟ فقلت له: كيف يقولون؟
قال: يقولون: أتقول إنّ فلاناً هو الإمام بعد رسول اللّه(صلي اللّه عليه وال وسلم)، فلابدّ لي أن أقول: نعم! وإلّا أثخنوني ضرباً، فإذا قلت: نعم! قالوا لي: قل: واللّه! فقلت لهم: نعم! وأريد به نعماً من الأنعام (من الإبل والبقر والغنم).
قلت: فإذا قالوا: واللّه! فقل: ولّي، أي ولّي - تريد - عن أمر كذا، فإنّهم لايميزون، وقد سلمت.
فقال لي: فإن حقّقوا عليّ قالوا: قل: واللّه! وبيّن الهاء.
فقلت: قل: واللّه برفع الهاء، فإنّه لا يكون يميناً إذا لم يخفض.
فذهب ثمّ رجع إليّ، فقال: عرضوا عليّ وحلّفوني، فقلت كما لقّنتني.
فقال له الحسن(عليه السلام): أنت كما قال رسول اللّه(صلي اللّه عليه وال وسلم): الدالّ علي الخير كفاعله.
لقد كتب اللّه لصاحبك بتقيّته بعدد كلّ من استعمل التقيّة من شيعتنا وموالينا ومحبّينا حسنة، وبعدد من ترك التقيّة منم حسنة، أدناها حسنة لوقوبل بها ذنوب مائة سنة لغفرت، ولك بإرشادك إيّاه مثل ما له.
( الاحتجاج: 516/2، ح 339. عنه البحار: 68، ح 16، بتفاوت يسير.
التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ 7: 363، ح 252، بتفاوت. عنه البحار: 406/72، س 4، ضمن ح 42، ومستدرك الوسائل: 268/12، ح 14070، بتفاوت يسير.
قطعة منه في (كنيته 7)، و(ثواب التقيّة)، و(ما رواه 7 عن رسول اللّه 6). )

2 - الراونديّ(ره): روي عن محمّد بن عبد العزيز البلخيّ، قال: أصبحت يوماً فجلست في شارع الغنم، فإذا بأبي محمّد(عليه السلام) ... فقلت في نفسي: إن صحت يا أيّها الناس! هذا حجّة اللّه عليكم فاعرفوه،...
ورأيته تلك الليلة يقول: إنّما هو الكتمان أو القتل، فاتّق اللّه علي نفسك.
( الخرائج والجرائح: 447/1، ح 32.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 336. )


الرابع عشر - التواضع:
1 - ابن شعبة الحرّانيّ(ره): وقال(عليه السلام): التواضع نعمة لا يحسد عليها.
( تحف العقول: 489، س 19. عنه أعيان الشيعة: 42/2، س 12، والبحار: 374/75، ح 31. )
2 - ابن شعبة الحرّانيّ(ره): وقال(عليه السلام): من التواضع السلام علي كلّ من تمرّ به، والجلوس دون شرف المجلس.
( تحف العقول: 487، س 11. عنه أعيان الشيعة: 41/2، س 27، والبحار: 466/72، س 18، ضمن ح 12، و372/75 ح 9. )
3 - ابن شعبة الحرّانيّ(ره): وقال(عليه السلام): من رضي بدون الشرف من المجلس لم يزل اللّه وملائكته يصلّون عليه حتّي يقوم.
( تحف العقول: 486، س 10. عنه أعيان الشيعة: 41/2، س 24، والبحار: 466/72، ح 12، و371/75، ح 2. )

الخامس عشر - الجار والسكني:
1 - ابن شعبة الحرّانيّ(ره): وقال(عليه السلام): من الفواقر التي تقصم ( الفاقرة: هي الداهية، يقال: فقرته الفاقرة أي كسرت فقار ظهره، مجمع البحرين: 441/3، (فقر). )
الظهر جار إن رأي حسنة أطفأها، وإن رأي سيّئة أفشاها.
( تحف العقول: 487، س 16.
عنه أعيان الشيعة: 41/2، س 28، والبحار: 372/75، ح 11، بتفاوت يسير. )


السادس عشر - حقوق الإخوان:
1 - الشيخ الصدوق(ره):... يوسف بن محمّد بن زياد، وعليّ بن محمّد بن سيّار، عن أبويهما، عن الحسن بن عليّ بن محمّد(عليه السلام) ...
ما من عبد ولا أمة والي محمّداً وآل محمّد(عليه السلام)، وعادي من عاداهم إلّا كان قد اتّخذ من عذاب اللّه حصناً منيعاً، وجنّةً حصينةً، وما من عبد ولاأمة داري عباد اللّه، فأحسن المداراة فلم يدخل بها في باطل ولم يخرج من حقّ إلّا جعل اللّه عزّ وجلّ نفسه تسبيحاً، وزكّي عمله، وأعطاه بصيرة علي كتمان سرّنا، واحتمال الغيظ لما يسمعه من أعدائنا، ثواب المتشحّط بدمه في سبيل اللّه. وما من عبد أخذ نفسه بحقوق إخوانه فوفاهم حقوقهم جهده، وأعطاهم ممكنه، ورضي عنهم بعفوهم وترك الاستقصاء عليهم فيما يكون من زللهم واغتفرها لهم إلّا قال اللّه له يوم يلقاه: يا عبدي! قضيت حقوق إخوانك ولم تستقص عليهم فيما لك عليهم، فأنا أجود وأكرم وأولي بمثل ما فعلته من المسامحة والكرم، فإنّي أقضيك اليوم علي حقّ ما وعدتك به وأزيدك من فضلي الواسع، ولا أستقصي عليك في تقصيرك في بعض حقوقي. قال: فيلحقهم بمحمّد وآله، ويجعله في خيار شيعتهم....
( معاني الأخبار: 36، ح 9.
تقدّم الحديث بتمامه في رقم 538. )

2 - ابن شعبة الحرّانيّ(ره): وقال(عليه السلام): ماترك الحقّ عزيز إلّا ذلّ، ولاأخذ ذليل إلّا عزّ.
( تحف العقول: 489، س 11. عنه أعيان الشيعة: 42/2، س 8، والبحار: 374/75، ح 24. )

السابع عشر - السؤال:
1 - الحضينيّ(ره): عن موسي بن مهديّ الجوهريّ، قال: دخلت علي مولاي أبي محمّد الحسن(عليه السلام) بالعسكر، فقلت له: يا مولاي! هذه سنة خمس وخمسين [ومائتين ]، وقد أخبرتنا بولادة مهديّنا، فهل يوقّت لها وقت نعلمه؟
قال: ألسنا قد قلنا لكم لا تسألونا عن علم الغيب، فنخرج ما علمنا منه إليكم فيسمعه من لا يطيق استماعه فيكفر....
( الهداية الكبري: 334، س 8.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 344. )


الثامن عشر - الصبر
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(ره): ... عمر بن أبي مسلم، قال: ...
سيف بن الليث، ... فكتبت إلي أبي محمّد(عليه السلام) أسأله الدعاء لابني العليل.
فكتب إليّ: قد عوفي ابنك المعتلّ، ومات الكبير ...، فأحمد اللّه ولا تجزع فيحبط أجرك ....
( الكافي: 511/1، ح 18.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 755. )

2 - الشيخ الصدوق(ره): ... إبراهيم بن مهزيار، قال:... فقال [ المهديّ، الحجّة بن الحسن(عليه السلام)]لي: مرحباً بك يا أبا إسحاق ... إنّ أبي(عليه السلام) عهد إليّ ... فاقتبس يا بنيّ نور الصبر علي موارد أمورك تفز بدرك الصنع في مصادرها، واستشعر العزّ فيما ينوبك تحظّ بما تحمد غبّه إن شاء اللّه....
( إكمال الدين وإتمام النعمة: 445، ح 19.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 83. )

3 - العلاّمة المجلسيّ(ره): ... عبد اللّه بن جعفر الحميريّ، قال: كنت عند مولاي أبي محمّد الحسن بن عليّ العسكريّ صلوات اللّه عليه ... .
[فقال(عليه السلام)]: يا عبد اللّه! إنّ اللّه عزّ وجلّ يمتحن عباده ليختبر صبرهم فيثيبهم علي ذلك ثواب الصالحين، فعليك بالصبر ....
( البحار: 238/99، ح 5، عن الكتاب العتيق للغرويّ.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 841. )


التاسع عشر - الضحك:
1 - ابن شعبة الحرّانيّ(ره): وقال(عليه السلام): من الجهل الضحك من غيرعجب.
( تحف العقول: 487، س 15. عنه أعيان الشيعة: 41/2، س 28، والبحار: 59/73، س 19، ضمن ح 10، و372/75، ح 10. )

العشرون - كتابة ما يستمع التلميذ:
1 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): ... أبو يعقوب يوسف ابن محمّد بن زياد وأبو الحسن عليّ بن محمّد بن سيّار ... ثمّ قال(عليه السلام): [قد] وظّفت لكما كلّ يوم شيئاً منه [ أي من علوم القرآن ]تكتبانه، فالزماني وواظبا عليّ، يوفّر اللّه تعالي من السعادة حظوظكما.
( التفسير: 9، س 4.
تقدّم الحديث بتمامه في رقم 532. )


الحادي والعشرون - كتمان أسرار الأئمّة(عليه السلام):
1 - الشيخ الصدوق(ره): ... أحمد بن إسحاق بن سعد الأشعريّ، قال: دخلت علي أبي محمّد الحسن بن عليّ(عليهم السلام) وأنا أريد أن أسأله عن الخلف من بعده، فقال لي: ... يا أحمد بن إسحاق! هذا أمر من أمر اللّه، وسرّ من سرّ اللّه، وغيب من غيب اللّه، فخذ ما آتيتك واكتمه، وكن من الشاكرين تكن معنا غداً في عليّين.
( إكمال الدين وإتمام النعمة: 384، ح 1.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 2، رقم 504. )

2 - الراونديّ(ره): قال أبو هاشم: إنّ أبا محمّد(عليه السلام) ركب يوماً إلي الصحراء، فركبت معه،...فخطّ بسوطه خطّة في الأرض، وقال: انزل، فخذ، واكتم، فنزلت فإذا سبيكة ذهب، قال: فوضعتها في خفّي وسرنا،...
فالتفت إليّ ثمّ انحني ثانية، وخطّ بسوطه خطّة في الأرض مثل الأولي، ثمّ قال: انزل، فخذ واكتم.
قال: فنزلت وإذا سبيكة فضّة، فجعلتها في خفيّ الآخر،....
( الخرائج والجرائح: 421/1، ح 2.
يأتي الحديث بتمامه في ج 1، رقم 333. )

3 - المحدّث النوريّ(ره): ... محمّد بن عبد الجبّار، عن الإمام الحسن العسكريّ(عليه السلام)، أنّه قال لأبي هاشم الجعفريّ: يا أبا هاشم! سيأتي زمان علي الناس وجوههم ضاحكة مستبشرة، وقلوبهم مظلمة متكدرّة، السنّة فيهم ( في الإثبات: مكدّرة. )
بدعة، والبدعة فيهم سنّة، المؤمن بينهم محقّر، والفاسق بينهم موقّر، ... وهو من أسرارنا، فاكتمه إلّا عن أهله.
( مستدرك الوسائل: 380/11، ح 13308، عن حديقة الشيعة.
يأتي الحديث بتمامه في ج 4، رقم 1048. )


الثاني والعشرون - المحبّة:
1 - ابن شعبة الحرّانيّ(ره): وقال(عليه السلام): حبّ الأبرار للأبرار ثواب للأبرار، وحبّ الفجّار للأبرار فضيلة للأبرار، وبغض الفجّار للأبرار زين للأبرار؛ وبغض الأبرار للفجّار خزي علي الفجّار.
( تحف العقول: 487، س 11. عنه أعيان الشيعة: 41/2، س 25، والبحار: 238/66، ح 8، و372/75، ح 8. )
2 - الديلميّ(ره): وقال(عليه السلام): أولي الناس بالمحبّة منهم من أمّلوه.
( أعلام الدين: 313، س 17. عنه البحار: 379/75، س 9، ضمن ح 4، بتفاوت.
نزهة الناظر وتنبيه الخاطر: 145، ح 10. )


الثالث والعشرون - المداراة:
1 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): قال الإمام(عليه السلام):
إنّ مداراة أعداء اللّه من أفضل صدقة المرء علي نفسه وإخوانه.
كان رسول اللّه(صلي اللّه عليه وال وسلم) في منزله إذ استأذن عليه عبد اللّه بن أُبيّ بن سلول، فقال رسول اللّه(صلي اللّه عليه وال وسلم): بئس أخو العشيرة، ائذنوا له. فأذنوا له.
فلمّا دخل أجلسه وبشّر في وجهه، فلمّا خرج قالت له عايشة: يارسول اللّه! قلت فيه ما قلت، وفعلت به من البشر ما فعلت؟!
فقال رسول اللّه(صلي اللّه عليه وال وسلم): يا عويش! يا حميراء! إنّ شرّ الناس عند اللّه يوم القيامة من يكرم اتّقاء شرّه.
( التفسير: 354، ح 241. عنه البحار: 401/72، س 4، ضمن ح 42، بتفاوت يسير، ومستدرك الوسائل: 36/9، س 7، ضمن ح 10136، و78/12، ح 13564، و261، س 15، ضمن ح 14061، قطعتان منه.
قطعة منه في (ما رواه عن النبيّ 6). )

2 - الراونديّ(ره): ... قال يحيي بن المرزبان: التقيت مع رجل من أهل السيب سيماه الخير، وأخبرني أنّه كان له ابن عمّ ينازعه في الإمامة، والقول في أبي محمّد(عليه السلام) وغيره ...
فوردت العسكر في حاجة، فأقبل أبو محمّد(عليه السلام) ...، ثمّ قال: يا يحيي! مافعل ابن عمّك الذي تنازعه في الإمامة؟
فقلت: خلّفته صالحاً.
قال: لا تنازعه، ثمّ مضي.
( الخرائج والجرائح: 440/1، ح 21. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 334. )

الرابع والعشرون - المدح والثناء:
1 - الديلميّ(ره): قال(عليه السلام): من مدح غير المستحقّ، فقد قام مقام المتّهم.
( أعلام الدين: 313، س 2. عنه البحار: 378/75، س 14، ضمن ح 4، وأعيان الشيعة: 42/2، س 17.
نزهة الناظر وتنبيه الخاطر: 143، ح 2. )


الخامس والعشرون - المراء والمزاح:
1 - ابن شعبة الحرّانيّ(ره): قال(عليه السلام): لا تمار فيذهب بهاؤك، ( ماري مراء ومماراة: جادل ونازع ولاجّ. المنجد: 758، (مري). )
ولاتمازح فيجترأ عليك.
( تحف العقول: 486، س 9.
عنه أعيان الشيعة: 41/2، س 23، والبحار: 59/73، ح 10، و370/75، ح 1. )


السادس والعشرون - المصاحبة:
1 - الديلميّ(ره): وقال(عليه السلام): نائل الكريم يحبّبك إليه ويقرّبك منه، ونائل اللئيم يباعدك منه ويبغّضك إليه.
( أعلام الدين: 314، س 5. عنه البحار: 379/75، س 20، ضمن ح 4.
نزهة الناظر وتنبيه الخاطر: 147، ح 22.
الدرّة الباهرة: 44، س 6، بتفاوت. عنه أعيان الشيعة: 42/2، س 4. )

2 - الديلميّ(ره): وقال(عليه السلام): اللحاق بمن ترجو خير من المقام مع من لاتأمن شرّه.
( أعلام الدين: 313، س 22. عنه البحار: 379/75، س 14، ضمن ح 4.
نزهة الناظر وتنبيه الخاطر: 146، ح 15.
الدرّة الباهرة: 43، س 15. عنه البحار: 198/71، س 20، ضمن ح 34، وأعيان الشيعة: 42/2، س 1، ومستدرك الوسائل: 351/8، ح 9635، و312/12، ح 14174. )

3 - الديلميّ(ره): وقال(عليه السلام): أضعف الأعداء كيداً من أظهر عداوته.
( أعلام الدين: 313، س 15. عنه البحار: 379/75، س 7، ضمن ح 4.
الدرّة الباهرة: 43، س 9.
نزهة الناظر وتنبيه الخاطر: 145، ح 8. )

4 - ابن شعبة الحرّانيّ(ره): وقال(عليه السلام): صديق الجاهل تعب.
( تحف العقول: 489، س 12. عنه أعيان الشيعة: 42/2، س 9، والبحار: 374/75، ح 25. )

السابع والعشرون - المعاشرة مع الواقفة:
1 - الراونديّ(ره): ... أحمد بن محمّد بن مطهّر، [قال:] كتب بعض أصحابنا إلي أبي محمّد(عليه السلام) - من أهل الجبل - يسأله عمّن وقف علي أبي الحسن موسي(عليه السلام) أتولاّهم أم أتبرّأ منهم؟
فكتب(عليه السلام) إليه: لا تترحّم علي عمّك، لا رحم اللّه عمّك، وتبرّأ منه، أنا إلي اللّه منهم بري ء، فلا تتولّهم، ولا تعد مرضاهم، ولا تشهد جنائزهم، ولاتصلّ علي أحد منهم مات أبداً.
سواء من جحد إماماً من اللّه، أو زاد إماماً ليست إمامته من اللّه ....
( الخرائج والجرائح: 452/1، ح 38.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 838. )


الثامن والعشرون - مناظرة التلميذ مع الأستاذ:
1 - ابن شهر آشوب(ره): ... إنّ إسحاق الكنديّ كان ...
أخذ في تأليف تناقض القرآن ... فقال له أبو محمّد(عليه السلام): أما فيكم رجل رشيد يردع أُستاذكم الكنديّ ...؟
فقال التلميذ: نحن من تلامذته، كيف يجوز منّا الاعتراض عليه ...؟!
فقال له أبو محمّد: ... فصر إليه وتلطّف في مؤانسته ومعونته علي ما هو بسبيله، فإذا وقعت الأنسة في ذلك، فقل: قد حضرتني مسألة أسألك عنها....
( المناقب: 424/4، س 6.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 2، رقم 448. )


التاسع والعشرون - مواساة محبّي آل محمّد(عليه السلام) وتعليمهم:
1 - أبو منصور الطبرسيّ(ره): وقال أيضاً أبو محمّد الحسن العسكريّ(عليه السلام): إنّ محبّي آل محمّد(صلي اللّه عليه وال وسلم) مساكين مواساتهم أفضل من مواساة مساكين الفقراء.
وهم الذين سكنت جوارحهم، وضعفت قواهم عن مقاتلة أعداء اللّه الذين يعيّرونهم بدينهم، ويسفّهون أحلامهم.
ألا فمن قوّاهم بفقهه وعلمه حتّي أزال مسكنتهم، ثمّ يسلّطهم علي الأعداء الظاهرين النواصب، وعلي الأعداء الباطنين إبليس ومردته حتّي يهزموهم عن دين اللّه يذودوهم عن أولياء آل رسول اللّه(صلي اللّه عليه وال وسلم) حوّل اللّه تعالي تلك المسكنة إلي شياطينهم، فأعجزهم عن إضلالهم، قضي اللّه تعالي بذلك قضاءً حقّاً علي لسان رسول اللّه(صلي اللّه عليه وال وسلم).
( الاحتجاج: 17/1، ح 13. عنه وعن التفسير، البحار: 7/2، س 9، ضمن ح 13.
التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ 7: 346، ح 227. عنه البرهان: 122/1، س 17، ضمن ح 17، ومقدّمة البرهان: 190، س 3، بتفاوت يسير.
الصراط المستقيم: 57/2، س 3.
قطعة منه في (فضل مواساة آل الرسول:). )


الثلاثون - النصيحة:
1 - ابن شعبة الحرّانيّ(ره): وقال(عليه السلام): من وعظ أخاه سرّاً فقد زانه، ومن وعظه علانية فقد شانه.
( تحف العقول: 489، س 21. عنه أعيان الشيعة: 42/2، س 13، والبحار: 374/75، ح 33. )
2 - ابن شعبة الحرّانيّ(ره): وقال(عليه السلام): رياضة الجاهل وردّ المعتاد عن عادته كالمعجز.
( تحف العقول: 489، س 18. عنه أعيان الشيعة: 42/2، س 12، والبحار: 374/75، ح 30. )

الحادي والثلاثون - النوم:
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(ره):...عن أحمد بن إسحاق، قال: دخلت علي أبي محمّد(عليه السلام)... فقلت: يا سيّدي! روي لنا عن آبائك: أنّ نوم الأنبياء علي أقفيتهم، ونوم المؤمنين علي أيمانهم، ونوم المنافقين علي شمائلهم، ونوم الشياطين علي وجوههم.
فقال(عليه السلام): كذلك هو....
( الكافي: 513/1، ح 27. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 304. )

الثاني والثلاثون - الوحشة من الناس:
1 - الحلّيّ(ره): وعن أبي محمّد الحسن بن عليّ(عليهم السلام) [قال ]:
( في البحار: وعن أبي محمّد العسكريّ 7. )
الوحشة من الناس علي قدر الفطنة بهم.
( عدّة الداعي: 232، س 13. عنه البحار: 111/67، س 16، ضمن ح 14. )

الثالث والثلاثون - الولد:
1 - الراونديّ(ره): ... عن عيسي بن صبيح، قال: دخل الحسن العسكريّ(عليه السلام) علينا الحبس، وكنت به عارفاً.
فقال لي: ... فنعم العضد الولد، ثمّ تمثّل(عليه السلام):
من كان ذا عضد يدرك ظلامته
إنّ الذليل الذي ليست له عضد....
( الخرائج والجرائح: 478/1، ح 19.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 356. )


(د) - مواعظه(عليه السلام) في صفات المؤمن
وفيه ثلاثة موارد

الأوّل - عزّة المؤمن:
1 - ابن شعبة الحرّانيّ(ره): وقال(عليه السلام): ما أقبح بالمؤمن أن تكون له رغبة تذلّه.
( تحف العقول: 489، س 23. عنه أعيان الشيعة: 42/2، س 15، والبحار: 374/75، ح 35. )

الثاني - علامات المؤمن:
1 - الشيخ الطوسيّ(ره): وروي عن أبي محمّد الحسن العسكريّ(عليه السلام) أنّه قال: علامات المؤمن خمس: صلاة الخمسين، وزيارة الأربعين، والتختّم في اليمين، وتعفير الجبين، والجهر ببسم اللّه الرحمن الرحيم.
( تهذيب الأحكام: 52/6، ح 122.
عنه وسائل الشيعة: 81/5، ح 5979، قطعة منه، و478/14، ح 19643، والوافي: 177/4، ح 1788، والبحار: 106/98، ح 17.
مثير الأحزان في مقدّمته: 5، س 19.
مصباح المتهجّد: 787، س 19، بتفاوت.
عنه وسائل الشيعة: 58/4، ح 4501، قطعة منه، و82/5، س 1، أشار إليه، والبحار: 292/79، ح 21، قطعة منه، و75/82، ح 7.
مصباح الزائر: 286، س 6، بتفاوت يسير.
عنه البحار: 329/98، ح 1.
إقبال الأعمال: 66، س 13، بتفاوت.
عنه البحار: 348/95، ح 1.
روضة الواعظين: 215، س 16، بتفاوت يسير.
قطعة منه في (مقدّمات أحكام الصلاة)، و(زيارة الأربعين)، و(لبس الخاتم). )


الثالث - فضل المؤمن:
1 - ابن شعبة الحرّانيّ(ره): وقال(عليه السلام): المؤمن بركة علي المؤمن، وحجّة علي الكافر.
( تحف العقول: 489، س 7.
عنه أعيان الشيعة: 42/2، س 7، والبحار: 374/75، ح 20. )


(ه') - مواعظه(عليه السلام) في التفكّر
وفيه موردان

الأوّل - التفكّر في أمر اللّه تعالي:
1 - ابن شعبة الحرّانيّ(ره): وقال(عليه السلام): ليست العبادة كثرة الصيام والصلاة، وإنّما العبادة كثرة التفكّر في أمراللّه.
( تحف العقول: 488، س 7. عنه أعيان الشيعة: 41/2، س 39، والبحار: 325/68، ح 17، و373/75، ح 12، ومستدرك الوسائل: 184/11، ح 12690. )

الثاني - التفكّر والتأمّل:
1 - ابن شعبة الحرّانيّ(ره): وقال(عليه السلام): قلب الأحمق في فمه، وفم الحكيم في قلبه.
( تحف العقول: 489، س 8. عنه أعيان الشيعة: 42/2، س 7، والبحار: 312/68، ح 11، و374/75، ح 21. )

(و) - مواعظه(عليه السلام) الشافية في أمور مختلفة
1 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): ثمّ قال اللّه عزّ وجلّ ...
(وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلَوةِ ) [ أي بالصبر] عن الحرام، [و] علي تأدية الأمانات، وبالصبر علي الرئاسات الباطلة، وعلي الاعتراف لمحمّد بنبوّته، ولعليّ بوصيّته.
(وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ ) علي خدمتهما وخدمة من يأمرانكم بخدمته علي استحقاق الرضوان والغفران، ... واستعينوا أيضاً بالصلوات الخمس، وبالصلاة علي محمّد وآله الطيّبين (علي قرب الوصول إلي جنّات النعيم)....
( التفسير: 237، ح 115.
تقدّم الحديث بتمامه في رقم 558. )

2 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): وأمّا قوله عزّ وجلّ: ...
(وَءَاتُواْ الزَّكَوةَ ) من المال والجاه وقوّة البدن، فمن المال مواساة إخوانكم المؤمنين، ومن الجاه إيصالهم إلي ما يتقاعسون عنه لضعفهم عن حوائجهم المتردّدة في صدورهم، وبالقوّة معونة أخ لك قد سقط حماره أو جمله في صحراء أو طريق وهو يستغيث فلا يغاث تعينه حتّي حمل عليه متاعه، وتركبه [عليه ] وتنهضه حتّي تلحقه القافلة.
وأنت في ذلك كلّه معتقد لموالاة محمّد وآله الطيّبين ....
( التفسير: 364، ح 253.
تقدّم الحديث بتمامه في رقم 583. )

3 - المسعوديّ(ره): ... ناصح البادوديّ، قال: كتبت إلي أبي محمّد(عليه السلام) أعزّيه في أبي الحسن وقلت في نفسي وأنا أكتب: لو قد حير ببرهان يكون حجّة لي؟
فأجابني عن تعزيتي وكتب بعد ذلك: من سأل آية أو برهاناً فأُعطي، ثمّ رجع عمّن طالب منه الآية عذّب ضعف العذاب، ومن صبر أُعطي التأييد من اللّه، والناس مجبولون علي جبّلة إيثار الكتب المنشّرة، فاسأل السداد فإنّما هو التسليم أو العطب، وللّه عاقبة الأُمور.
( إثبات الوصيّة: 247، س 1. يأتي الحديث بتمامه في رقم 825. )
4 - أبو عمرو الكشّيّ(ره): حكي بعض الثقات بنيسابور: أنّه خرج لإسحاق بن إسماعيل من أبي محمّد(عليه السلام) توقيع: ...
فرض عليكم الفرائض لم يفرض عليكم لحاجة منه إليكم بل برحمة منه لا إله إلّا هو عليكم، ليميز الخبيث من الطيّب ... أنتم في غفلة عمّا إليه معادكم، ومن بعد النابي رسولي وما ناله منكم حين أكرمه اللّه بمصيره إليكم.
وإنّي أراكم تفرّطون في جنب اللّه، فتكونون من الخاسرين، فبعداً وسحقاً لمن رغب عن طاعة اللّه، ولم يقبل مواعظ أوليائه، وقد أمركم اللّه جلّ وعلا بطاعته، لا إله إلّا هو وطاعة رسوله(صلي اللّه عليه وال وسلم)، وبطاعة أُولي الأمر(عليه السلام)، فرحم اللّه ضعفكم، وقلّة صبركم عمّا أمامكم.
فما أغرّ الإنسان بربّه الكريم، واستجاب اللّه دعائي فيكم وأصلح أموركم علي يدي، فقد قال اللّه جلّ جلاله: (يَوْمَ نَدْعُواْ كُلَّ أُنَاسِ م بِإِمَمِهِمْ ) ....
( رجال الكشّيّ: 575، ح 1088.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 738. )

5 - ابن شعبة الحرّانيّ(ره): وقال(عليه السلام): إنّكم في آجال منقوصة وأيّام معدودة، والموت يأتي بغتة.
من يزرع خيراً يحصد غبطة، ومن يزرع شرّاً يحصد ندامة، لكلّ زارع مازرع، لا يسبق بطيي ء بحظّه، ولا يدرك حريص ما لم يقدّر له.
من أعطي خيراً فاللّه أعطاه، ومن وقي شرّاً فاللّه وقاه.
( تحف العقول: 489، س 3.
عنه أعيان الشيعة: 42/2، س 2، والبحار: 373/75، ح 19. )

6 - ابن شعبة الحرّانيّ(ره): وقال(عليه السلام) لشيعته: أوصيكم بتقوي اللّه، والورع في دينكم، والاجتهاد للّه، وصدق الحديث، وأداء الأمانة إلي من ائتمنكم من برّ أو فاجر، وطول السجود، وحسن الجوار.
فبهذا جاء محمّد(صلي اللّه عليه وال وسلم) صلّوا في عشائرهم، واشهدوا جنائزهم، وعودوا مرضاهم، وأدّوا حقوقهم.
فإنّ الرجل منكم إذا ورع في دينه، وصدق في حديثه، وأدّي الأمانة، وحسّن خلقه مع الناس، قيل: هذا شيعيّ فيسرّني ذلك.
اتّقوا اللّه وكونوا زيناً ولا تكونوا شيناً، جرّوا إلينا كلّ مودّة، وادفعوا عنّا كلّ قبيح، فإنّه ماقيل فينا من حسن فنحن أهله، وما قيل فينا من سوء فمانحن كذلك، لنا حقّ في كتاب اللّه، وقرابة من رسول اللّه، وتطهير من اللّه، لا يدّعيه أحد غيرنا إلّا كذّاب.
أكثروا ذكر اللّه، وذكر الموت، وتلاوة القرآن، والصلاة علي النبيّ(صلي اللّه عليه وال وسلم).
فإنّ الصلاة علي رسول اللّه عشر حسنات.
احفظوا ما وصّيتكم به، واستودعكم اللّه، وأقرأ عليكم السلام.
( تحف العقول: 487، س 18. عنه أعيان الشيعة: 41/2، س 30، والبحار: 372/75، ح 12.
قطعة منه في (فضائل الشيعة)، و(ثمرة الصلاة علي النبيّ 6)، و(الفضائل التي جاء بها النبيّ 6)، و(إنّ الأئمّة: لهم حقّاً في كتاب اللّه)، و(فضل قراءة القرآن). )

7 - ابن شعبة الحرّانيّ(ره): وقال(عليه السلام):
أورع الناس من وقف عند الشبهة، أعبد الناس من أقام علي الفرائض، أزهد الناس من ترك الحرام، أشدّ الناس اجتهاداً من ترك الذنوب.
( تحف العقول: 489، س 1. عنه أعيان الشيعة: 42/2، س 1، والبحار: 373/75، ح 18. )
8 - ابن شعبة الحرّانيّ(ره): وقال(عليه السلام): خير من الحياة ما إذا فقدته أبغضت الحياة، وشرّ من الموت ما إذا نزل بك أحببت الموت.
( تحف العقول: 489، س 16. عنه أعيان الشيعة: 42/2، س 11، والبحار: 374/75، ح 29. )
9 - الحلوانيّ(ره): وقال(عليه السلام): للقلوب خواطر من الهوي، والعقول تزجر وتزاد. [و] في التجارب علم مستأنف، والاعتبار يفيد الرشاد.
وكفاك أدباً لنفسك تجنّبك ما تكره من غيرك.
( نزهة الناظر وتنبيه الخاطر: 144، ح 4.
الدرّة الباهرة: 43 س 5. عنه البحار: 377/75، س 11، ضمن ح 3، قطعة منه، وأعيان الشيعة: 42/2، س 36، قطعة منه. )

10 - أبو منصور الطبرسيّ(ره): وبالإسناد المتكرّر ذكره عن ( السند المذكور في (ما ورد عنه 7 في فضل القرآن)، تحت الرقم 375، فإنّ السند متّحد مع السند المذكور في التفسير. )
الحسن العسكريّ(عليه السلام) أنّه قال: أعرف الناس بحقوق إخوانه، وأشدّهم قضاءً لها، أعظمهم عند اللّه شأناً.
ومن تواضع في الدنيا لإخوانه فهو عند اللّه من الصدّيقين، ومن شيعة عليّ بن أبي طالب 1ل شيعة عليّ بن أبي طالب، 4(عليه السلام) حقّاً، ولقد ورد علي أمير المؤمنين(عليه السلام) أخوان له مؤمنان، أب وابن، فقام إليهما، وأكرمهما وأجلسهما في صدر مجلسه، وجلس بين أيديهما، ثمّ أمر بطعام، فأحضر، فأكلا منه.
ثمّ جاء قنبر بطست وإبريق خشب ومنديل لييبس، وجاء ليصبّ علي يد الرجل ماءً، فوثب أمير المؤمنين(عليه السلام) فأخذ الإبريق ليصبّ علي يد الرجل فتمرّغ الرجل في التراب، وقال: يا أمير المؤمنين! اللّه يراني، وأنت تصبّ علي يدي؟!
قال: اقعد واغسل يدك! فإنّ اللّه عزّ وجلّ يراك وأخوك الذي لا يتميّز منك، ولا يتفضّل عليك يخدمك يريد بذلك خدمةً في الجنّة مثل عشرة أضعاف عدد أهل الدنيا1ل أهل الدنيا، 4، وعلي حسب ذلك في ممالكه فيها، فقعد الرجل.
فقال له عليّ(عليه السلام): أقسمت عليك بعظيم حقّي الذي عرفته وبجلته، وتواضعك للّه بأن ندبني لما شرّفك به من خدمتي لك، لما غسلت [ يدك ] مطمئنّاً كما كنت تغسل لو كان الصابّ عليك قنبراً، ففعل الرجل.
فلمّا فرغ ناول الإبريق محمّد بن الحنفيّة، وقال: يا بنيّ! لو كان هذا الابن حضرني دون أبيه لصببت علي يده، ولكنّ اللّه يأبي أن يسوّي بين ابن وأبيه إذا جمعهما مكان، لكن قد صبّ الأب علي الأب، فليصبّ الابن علي الابن، فصبّ محمّد بن الحنفيّة علي الابن، ثمّ قال الحسن بن عليّ العسكريّ(عليهم السلام): فمن اتّبع عليّاً(عليه السلام) علي ذلك فهو الشيعيّ حقّاً.
( الاحتجاج: 517/2، ح 340. عنه البحار: 55/41، ح 5، بتفاوت يسير.
التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ 7: 325، ح 173، بتفاوت يسير.
عنه وعن الاحتجاج، البحار: 117/72، ح 1، بتفاوت يسير، ومستدرك الوسائل: 327/16، ح 20048، ومقدّمة البرهان: 214، س 32، قطعة منه.
تنبيه الخواطر ونزهة النواظر: 426، س 10، بتفاوت يسير.
المناقب لابن شهرآشوب: 105/2، س 3، قطعة منه. عنه حلية الأبرار: 261/2، ح 9.
قطعة منه في (فضائل الشيعة)، و(ما رواه عن الإمام عليّ 7). )

11 - الديلميّ(ره): وقال(عليه السلام): من كان الورع سجيّته، والكرم طبيعته، والحلم خلّته، كثر صديقه والثناء عليه، وانتصر من أعدائه بحسن الثناء عليه.
( أعلام الدين: 314، س 7. عنه البحار: 379/75، س 22، ضمن ح 4، وأعيان الشيعة: 42/2، س 26.
نزهة الناظر وتنبيه الخاطر: 147، ح 23، بتفاوت. )

12 - الديلميّ(ره): وقال(عليه السلام): حسن الصورة جمال الظاهر، وحسن العقل جمال الباطن.
( أعلام الدين: 313، س 16. عنه البحار: 379/75، س 8، ضمن ح 4.
نزهة الناظر وتنبيه الخاطر: 145، ح 9.
الدرّة الباهرة: 43، س 10. عنه أعيان الشيعة: 42/2، س 38، والبحار: 95/1، ح 27، و377/75، س 14، ضمن ح 3. )

13 - الديلميّ(ره): وقال(عليه السلام): الجهل خصم، والحلم حكم، ولم يعرف راحة القلب من لم يجرّعه الحلم غصص الصبر والغيظ.
( أعلام الدين: 313، س 23. عنه البحار: 379/75، س 15، ضمن ح 4، بتفاوت.
نزهة الناظر تنبيه الخاطر: 146، ح 17.
الدرّة الباهرة: 44، س 2 و3. عنه البحار: 377/75، س 19، ضمن ح 3، وأعيان الشيعة: 42/2، س 2. )

14 - الشهيد الأوّل(ره): ومن كلام الإمام حسن العسكريّ(عليه السلام):
إنّ للسخاء مقداراً فإن زاد عليه فهو سرف، وللحزم مقداراً فإن زاد عليه فهو جبن، [وللاقتصاد مقداراً فإن زاد عليه فهو بخل ]، وللشجاعة مقداراً فإن زاد عليه فهو تهوّر.
( الدرّة الباهرة: 43، س 2. عنه البحار: 407/66، ح 15، و377/75، ح 3. )
15 - الشهيد الأوّل(ره): ومن كلام الإمام حسن العسكريّ(عليه السلام):
من كان الورع تهيّته والإفضال حبيبته، انتصر من أعدائه بحسن الثناء عليه، وتخصّص بالذكر الجميل من وصول نقص إليه.
( الدرّة الباهرة: 44، س 4. عنه أعيان الشيعة: 42/2، س 5. )
16 - فخر الدين الطريحيّ(ره): نسخة توقيع ورد من الإمام أبي محمّد [الحسن بن عليّ ] العسكريّ(عليه السلام) إلي عليّ بن الحسين بن بابويه القمّيّ ...
أمّا بعد أوصيك ... بتقوي اللّه، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، فإنّه لا تقبل الصلاة من مانعي الزكاة. وأوصيك بمغفرة الذنب، وكظم الغيظ، وصلة الرحم، ومواساة الإخوان، والسعي في حوائجهم في العسر واليسر، والحلم عند الجهل، والتفقّه في الدين، والتثبّت في الأُمور، والتعهّد للقرآن، وحسن الخلق، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.
قال اللّه عزّ وجلّ: (لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَلهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَحِ م بَيْنَ النَّاسِ ).
واجتناب الفواحش كلّها، وعليك بصلاة الليل، فإنّ النبيّ(صلي اللّه عليه وال وسلم) أوصي عليّاً(عليه السلام)، فقال: يا عليّ عليك بصلاة الليل (ثلاث مرّات).
ومن استخفّ بصلاة الليل فليس منّا، فاعمل بوصيّتي، وأمر جميع شيعتي حتّي يعملوا عليه، وعليك بالصبر، وانتظار الفرج، فإنّ النبيّ - (صلي اللّه عليه وال وسلم) - قال: أفضل أعمال أُمّتي انتظار الفرج.
ولا يزال شيعتنا في حزن حتّي يظهر ولدي الذي بشّر به النبيّ - (صلي اللّه عليه وال وسلم)- أنّه يملأ الأرض عدلاً وقسطاً، كما ملئت ظلماً وجوراً.
فاصبر يا شيخي! وأمر جميع شيعتي بالصبر، ف'(إِنَّ الأَْرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ ي وَالْعَقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ) ....
( جامع المقال: 195، س 22.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 769. )

17 - ابن فهد الحلّيّ(ره): وعن أبي محمّد العسكريّ(عليه السلام):
ارفع المسألة ماوجدت التحمّل يمكنك، فإنّ لكلّ يوم رزقاً جديداً.
( في النزهة: ادفع المسألة .... )
واعلم! أنّ الإلحاح في المطالب، يسلب البهاء ويورث التعب والعناء، فاصبر حتّي يفتح اللّه لك باباً يسهل الدخول فيه، فما أقرب الصنيع من الملهوف، والأمن من الهارب المخوف.
فربّما كانت الغير نوع من أدب اللّه، والحظوظ مراتب، فلا تعجل علي ثمرة لم تدرك، فإنّما تنالها في أوانها.
واعلم! أنّ المدبّر لك أعلم بالوقت الذي يصلح حالك فيه، فثق بخيرته في جميع أمورك يصلح حالك، ولا تعجل بحوائجك قبل وقتها، فيضيق قلبك وصدرك، ويغشاك القنوط، واعلم! أنّ للحياء مقداراً، فإن زاد عليه فهو سرف، وأنّ للحزم مقداراً، فإن زاد عليه فهو تهوّر.
واحذر كلّ ذكيّ ساكن الطرف. ولو عقل أهل الدنيا خربت.
( عدّة الداعي: 136، س 8. عنه البحار: 372/90، ح 16.
أعلام الدين: 313، س 4، بتفاوت يسير.
عنه البحار: 378/75، س 18، ضمن، ح 4، و26/100، ح 35، وأعيان الشيعة: 42/2 س 18، بتفاوت.
نزهة الناظر وتنبيه الخاطر: 143، ح 3، بتفاوت، و145، ح 5، وح 6، قطعتان منه، ومستدرك الوسائل: 29/13، ح 14650، نقلاً عن البحار.
الدرّة الباهرة: 43، س 6 و7، القطعتان الأخيرتان.
عنه أعيان الشيعة: 42/2، س 34، قطعة منه، والبحار: 95/1، ح 28، و407/66، ح 115، بتفاوت، و198/71، س 21، ضمن ح 34، و377/75 س 10، ضمن ح 3، قِطع منه، ومستدرك الوسائل: 351/8، س 7، ضمن ح 9636، قطعة منه. )







الفصل الثاني: ما ورد عنه(عليه السلام) من الأشعار

1 - الراونديّ(ره): ... عن عيسي بن صبيح، قال:
دخل الحسن العسكريّ(عليه السلام) علينا الحبس، وكنت به عارفاً، فقال لي: ... هل رزقت ولداً؟
قلت: لا! فقال: اللّهمّ ارزقه ولداً يكون له عضداً، فنعم العضد، الولد.
ثمّ تمثّل(عليه السلام):
من كان ذا عضد يدرك ظلامته
إنّ الذليل الذي ليست له عضد
قلت: ألك ولد؟
قال: إي واللّه! سيكون لي ولد يملأ الأرض قسطاً و[عدلاً]، فأمّا الآن، فلا.
ثّم تمثّل:
لعلّك يوماً أن تراني كأنّما
بنيّ حواليّ الأسود اللوابد
فإنّ تميماً قبل أن يلد الحصي
أقام زماناً وهو في الناس واحد
( الخرائج والجرائح: 478/1، ح 19.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 356. )

2 - الشبلنجيّ: في درر الأصداف: وقع للبهلول معه،[ أي مع أبي محمّد العسكريّ(عليه السلام)] أنّه رآه، وهو صبيّ يبكي والصبيان يلعبون، فظنّ أنّه يتحسّر علي ما بأيديهم، فقال له: أشتري لك ما تلعب به؟
فقال(عليه السلام): يا قليل العقل! ما للعب خلقنا.
فقال له: فلماذا خلقنا؟
قال(عليه السلام): للعلم والعبادة ...، ثمّ سأله أن يعظه فوعظه بأبيات؟ ...
فأنشأ يقول(عليه السلام):
أري الدنيا تجهّز بانطلاق
مشمّرة علي قدم وساق
فلا الدنيا بباقية لحيّ
ولا حيّ علي الدنيا بباق
كأنّ الموت والحدثان فيها
إلي نفس الفتي فرسا سباق
فيا مغرور بالدنيا رويداً
ومنها خذ لنفسك بالوثاق
( نور الأبصار: 338، س 10.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 715. )








الفصل الثالث: فضائل الشيعة
وفيه خمسة موضوعات

(أ) - إنّ الشيعة هم الذين يتّبعون آثار الأئمّة(عليه السلام)
1 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): قال أبو يعقوب يوسف بن زياد، وعليّ بن سيّار (رضي اللّه عنهما): حضرنا ليلة علي غرفة الحسن بن عليّ بن محمّد(عليه السلام) وقد كان ملك الزمان له معظّماً، وحاشيته له مبجّلين، إذ مرّ علينا والي البلد - والي الجسرين - ومعه رجل مكتوف، والحسن ابن عليّ(عليهم السلام) مشرف من روزنته.
فلمّا رآه الوالي ترجّل عن دابّته إجلالاً له، فقال الحسن بن عليّ(عليهم السلام): عد إلي موضعك.
فعاد وهو معظّم له، وقال: يا ابن رسول اللّه! أخذت هذا في هذه الليلة علي باب حانوت صيرفيّ 1ظ حانوت صيرفيّ، 4، فاتّهمته بأنّه يريد نقبه، والسرقة منه، فقبضت عليه، فلمّا هممت أن أضربه خمسمائة [سوط] - وهذا سبيلي فيمن أتّهمه ممّن آخذه - ليكون قد شقي ببعض ذنوبه قبل أن يأتيني [ويسألني فيه ] من لا أُطيق مدافعته.
فقال لي: اتّق اللّه! ولا تتعرّض لسخط اللّه! فإنّي من شيعة أمير المؤمنين عليّ ابن أبي طالب(عليه السلام) وشيعة هذا الإمام [أبي ] القائم بأمر اللّه(عليه السلام).
فكففت عنه، وقلت: أنا مارّ بك عليه، فإن عرفك بالتشيّع اطلقت عنك، وإلّا قطعت يدك، ورجلك بعد أن أُجلّدك ألف سوط.
وقد جئتك [به ] يا ابن رسول اللّه! فهل هو من شيعة عليّ(عليه السلام) كما ادّعي؟
فقال الحسن بن عليّ(عليهم السلام): معاذ اللّه! ما هذا من شيعة عليّ(عليه السلام)، وإنّما ابتلاه اللّه في يدك لاعتقاده في نفسه أنّه من شيعة عليّ(عليه السلام) .
فقال الوالي: الآن كفيتني مؤونته، الآن أضربه خمسمائة [ضربة] لا حرج عليّ فيها، فلمّا نحّاه بعيداً قال: ابطحوه! فبطحوه، وأقام عليه جلاّدين واحداً عن يمينه، وآخر عن شماله، وقال: أوجعاه، فأهويا إليه بعصيّهما، فكانا لايصيبان إسته شيئاً، إنّما يصيبان الأرض، فضجر من ذلك، وقال: ويلكما تضربان الأرض، اضربا إسته.
فذهبا يضربان إسته، فعدلت أيديهما، فجعلا يضرب بعضهما بعضاً، ويصيح ويتأوّه، فقال: ويحكما! أمجنونان أنتما يضرب بعضكما بعضاً! اضربا الرجل، فقالا: مانضرب إلّا الرجل، وما نقصد سواه، ولكن تعدل أيدينا حتّي يضرب بعضنا بعضاً.
قال: فقال: يا فلان! ويا فلان، حتّي دعا أربعة، وصاروا مع الأوّلين ستّة، وقال: أحيطوا به! فأحاطوا به، فكان يعدل بأيديهم، وترفع عصيّهم إلي فوق، فكانت لا تقع إلّا بالوالي، فسقط عن دابّته، وقال: قتلتموني قتلكم اللّه، ما هذا!
فقالوا: ما ضربنا إلّا إيّاه! ثمّ قال لغيرهم: تعالوا، فاضربوا هذا.
فجاءوا فضربوه بعد، فقال: ويلكم إيّاي تضربون؟!
فقالوا: لا، واللّه! ما نضرب إلّا الرجل.
قال الوالي: فمن أين لي هذه الشجّات برأسي ووجهي وبدني إن لم تكونوإ؛اا - پ تضربوني؟!
فقالوا: شلّت أيماننا إن كنّا [قد] قصدناك بضرب.
فقال الرجل للوالي: يا عبد اللّه! أما تعتبر بهذه الألطاف التي بها يصرف عنّي هذا الضرب، ويلك ردّني إلي الإمام، وامتثل فيّ أمره.
قال: فردّه الوالي بعد [ إلي ] بين يدي الحسن بن عليّ(عليهم السلام)، فقال: يا ابن رسول اللّه! عجبناً لهذا، أنكرت أن يكون من شيعتكم، ومن لم يكن من شيعتكم، فهو من شيعة إبليس 1ل شيعة إبليس، 4 وهو في النار، وقد رأيت له من المعجزات ما لا يكون إلّا للأنبياء.
فقال الحسن بن عليّ(عليهم السلام): قل: أو للأوصياء، [فقال: أو للأوصياء].
فقال الحسن بن عليّ(عليهم السلام) للوالي: يا عبد اللّه! إنّه كذب في دعواه -إنّه من شيعتنا- كذبة لو عرفها ثمّ تعمّدها لابتلي بجميع عذابك له ولبقي في المطبق ثلاثين سنة، ولكن اللّه تعالي رحمه لإطلاق كلمة علي ما عني، لاعلي تعمّد كذب.
وأنت يا عبد اللّه، فاعلم! أنّ اللّه عزّ وجلّ قد خلّصه من يديك، خلّ عنه، فإنّه من موالينا ومحبّينا، وليس من شيعتنا.
فقال الوالي: ماكان هذا كلّه عندنا إلّا سواء فما الفرق؟
قال له الإمام(عليه السلام): الفرق إنّ شيعتنا هم الذين يتّبعون آثارنا، ويطيعونا في جميع أوامرنا ونواهينا، فأولئك [من ] شيعتنا، فأمّا من خالفنا في كثير ممّا فرضه اللّه عليه، فليسوا من شيعتنا.
قال الإمام(عليه السلام) للوالي: وأنت قد كذبت كذبة لو تعمّدتها وكذبتها، لابتلاك اللّه عزّ وجلّ بضرب ألف سوط، وسجن ثلاثين سنة في المطبق.
قال: وما هي؟ يا ابن رسول اللّه!
قال: بزعمك أنّك رأيت له معجزات، إنّ المعجزات ليست له، إنّما هي لنا، أظهرها اللّه تعالي فيه إبانة لحجّتنا، وإيضاحاً لجلالتنا وشرفنا، ولو قلت شاهدت فيه معجزات لم أُنكره عليك، أليس إحياء عيسي(عليه السلام) الميّت معجزة؟
أهي للميّت، أم لعيسي؟
أوليس خلق من الطين كهيئة الطير، فصار طيراً بإذن اللّه [معجزة]؟ أهي للطائر، أو لعيسي؟
أوليس الذين جعلوا قردةً خاسئين معجزة؟ أهي للقردة، أو لنبيّ ذلك الزمان؟
فقال الوالي: أستغفر اللّه [ربّي ] وأتوب إليه.
ثمّ قال الحسن بن عليّ(عليهم السلام) للرجل الذي، قال: إنّه من شيعة عليّ 1ل شيعة عليّ، 4(عليه السلام): ياعبداللّه! لست من شيعة عليّ(عليه السلام) إنّما أنت من محبّيه.
وإنّما شيعة عليّ(عليه السلام) الذين قال عزّ وجلّ فيهم: (وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّلِحَتِ أُوْلَل-ِكَ أَصْحَبُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَلِدُونَ ).
( البقرة: 82/2. )
هم الذين آمنوا باللّه، ووصفوه بصفاته، ونزّهوه عن خلاف صفاته، وصدّقوا محمّداً في أقواله، وصوّبوه في كلّ أفعاله، ورأوا عليّاً بعده سيّداً إماماً وقرماً هماماً، لا يعدله من أُمّة محمّد أحد، ولا كلّهم إذا اجتمعوا في كفّة يوزنون بوزنه بل يرجّح عليهم كما ترجح السماء والأرض علي الذرّة.
وشيعة عليّ(عليه السلام) هم الذين لا يبالون في سبيل اللّه، أوقع الموت عليهم، أو وقعوا علي الموت، وشيعة عليّ(عليه السلام) هم الذين يؤثرون إخوانهم علي أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، وهم الذين لا يراهم اللّه حيث نهاهم، ولا يفقدهم من حيث أمرهم، وشيعة عليّ(عليه السلام) هم الذين يقتدون بعليّ في إكرام إخوانهم المؤمنين، مإ؛آآ - عن قولي أقول لك هذا، بل أقوله عن قول محمّد(صلي اللّه عليه وال وسلم)، فذلك قوله تعالي: (وَعَمِلُواْ الصَّلِحَتِ ) قضوا الفرائض كلّها بعد التوحيد، واعتقاد النبوّة والإمامة، وأعظمها [فرضاً] قضاء حقوق الإخوان في اللّه، واستعمال التقيّة من أعداء اللّه عزّ وجلّ.
( التفسير: 316، ح 161، ونحوه 515، ح 315. عنه البحار: 160/65، س 7، ضمن ح 11، بتفاوت يسير، والبرهان: 23/4، س 30، ضمن ح 4، بتفاوت يسير، ووسائل الشيعة: 221/16، ح 21409، ومدينة المعاجز: 589/7، ح 2579، بتفاوت يسير.
الصراط المستقيم: 209/2، ح 26، باختصار.
الخرائج والجرائح: 683/2، ح 3، باختصار.
قطعة منه في (كنيته 7)، و(إجلال الناس له 7)، و(إنّ معجزاة الأئمّة: لإيضاح جلالتهم)، و(إنّ عليّاً لا يعدله أحد من أُمّة محمّد:)، و(سورة البقرة: 82/2). )

2 - الشيخ الصدوق(ره): ... الحسن بن محمّد بن صالح البزّاز، قال: سمعت الحسن بن عليّ العسكريّ(عليهم السلام) يقول: إنّ ابني هو القائم من بعدي...، فلايثبت علي القول به إلّا من كتب اللّه عزّ وجلّ في قلبه الإيمان، وأيّده بروح منه.
( إكمال الدين وإتمام النعمة: 524، ح 4.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 2، رقم 505. )


(ب) - فضل علماء الشيعة
1 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام):
وقال الحسن بن عليّ(عليهم السلام): يأتي علماء شيعتنا القوّامون لضعفاء محبّينا، وأهل ولايتنا10 تي علماء شيعتنا القوّامون لضعفاء محبّينا.... الإمام العسكريّ ، 4 يوم القيامة، والأنوار تسطع من تيجانهم علي رأس كلّ واحد منهم تاج بهاء، قد انبثّت تلك الأنوار في عرصات القيامة ودورها مسيرة ثلاثمائة ألف سنة، فشعاع تيجانهم ينبثّ فيها كلّها، فلا يبقي هناك يتيم قد كفّلوه، ومن ظلمة الجهل أنقذوه، ومن حيرة التيه أخرجوه إلّا تعلّق بشعبة من أنوارهم، فرفعتهم إلي العلوّ حتّي يحاذي بهم فوق الجنان.
ثمّ تنزلهم علي منازلهم المعدّة في جوار أُستاديهم ومعلّميهم، وبحضرة أئمّتهم الذين كانوا يدعون إليهم، ولا يبقي ناصب من النواصب يصيبه من شعاع تلك التيجان إلّا عميت عيناه، وصمّت أُذناه، وأخرس لسانه، ويحوّل عليه أشدّ من لهب النيران، فيحملهم حتّي يدفعهم إلي الزبانية، فيدعوهم إلي سواء الجحيم.
وأمّا قوله عزّ وجلّ: (وَالْمَسَكِينِ ) فهو من سكّن الضرّ، والفقر حركته، ( البقرة: 83/2. )
ألا فمن واساهم بحواشي ماله، وسّع اللّه عليه جنانه، وأناله غفرانه ورضوانه.
( التفسير: 345، ح 226. عنه البحار: 225/7، س 18، ضمن ح 143، قطعة منه، ومستدرك الوسائل: 320/17 ح 21466، أورده عن أبيه أي الهادي 8، قطعة منه، ومنيةالمريد: 35، س 7، بتفاوت، والمحجّة البيضاء: 32/1، س 24، بتفاوت، والفصول المهمّة للحرّ العامليّ: 604/1، ح 949، قطعة منه.
الاحتجاج: 16/1، ح 12، قطعة منه.
عنه وعن التفسير، البحار: 6/2، ح 13، قطعة منه وبتفاوت في السند.
الصراط المستقيم: 56/3، س 21، باختصار وتفاوت، عن مشكاة الأنوار.
قطعة منه في (جزاء أعداء الأئمّة:)، و(سورة البقرة: 83/2). )


(ج) - حضور الخمسة الطيّبة حين احتضار الشيعة
1 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): قال الإمام(عليه السلام): ...
إنّ المؤمن الموالي لمحمّد وآله الطيّبين المتّخذ لعليّ بعد محمّد(صلي اللّه عليه وال وسلم) إمامه الذي يحتذي مثاله، وسيّده الذي يصدّق أقواله، ويصوّب أفعاله، ويطيعه بطاعة من يندبه من أطائب ذرّيّته لأمور الدين وسياسته إذا حضره من أمر اللّه تعالي ما لا يردّ، ونزل به من قضائه مالا يصدّ.
وحضره ملك الموت، وأعوانه وجد عند رأسه محمّداً(صلي اللّه عليه وال وسلم) رسول اللّه [سيّد النبيّين ] من جانب، ومن جانب آخر عليّاً(عليه السلام) سيّد الوصيّين، وعند رجليه من جانب الحسن(عليه السلام)، سبط سيّد النبيّين، ومن جانب آخر الحسين(عليه السلام) سيّد الشهداء أجمعين ....
( التفسير: 210، ح 97 و98.
تقدّم الحديث بتمامه في رقم 547. )

2 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): [قال الإمام(عليه السلام):]... أنّ ملك الموت يرد علي المؤمن وهو في شدّة علّته، وعظيم ضيق صدره بما يخلّفه من أمواله، ولماهو عليه من [شدّة] اضطراب أحواله في معامليه وعياله، [و]قد بقيت في نفسه حسراتها، واقتطع دون أمانيه، فلم ينلها.
فيقول له ملك الموت: مالك تجرع غصصك؟
فيقول: لاضطراب أحوالي، واقتطاعك لي دون [ أموالي و] آمالي.
فيقول له ملك الموت: وهل يحزن عاقل من فقد درهم زائف، واعتياض ألف ألف ضعف الدنيا؟! فيقول: لا! فيقول ملك الموت: فانظر فوقك! فينظر فيري درجات الجنان وقصورها التي تقصر دونها الأمانيّ.
فيقول ملك الموت: تلك منازلك ونعمك وأموالك وأهلك وعيالك، ومن كان من أهلك ههنا، وذرّيّتك صالحاً، فهم هناك معك، أفترضي به بدلاً ممّا هناك؟ فيقول: بلي، واللّه! ثمّ يقول: انظر! فينظر فيري محمّداً وعليّاً والطيّبين من آلهما في أعلي عليّين.
فيقول [ له ]: أوتراهم، هؤلاء ساداتك وأئمّتك هم هناك جلّاسك وأُناسك، [أ]فما ترضي بهم بدلاً ممّا تفارق ههنا؟ فيقول: بلي، وربّي!....
( التفسير: 238، ح 116.
تقدّم الحديث بتمامه في رقم 559. )


(د) - أوصاف الشيعة
1 - ابن شعبة الحرّانيّ(ره): وقال(عليه السلام) لشيعته: أوصيكم بتقوي اللّه، والورع في دينكم، والاجتهاد للّه، وصدق الحديث، وأداء الأمانة إلي من ائتمنكم من برّ أو فاجر، وطول السجود، وحسن الجوار.
فبهذا جاء محمّد(صلي اللّه عليه وال وسلم) صلّوا في عشائرهم، واشهدوا جنائزهم، وعودوا مرضاهم، وأدّوا حقوقهم.
فإنّ الرجل منكم إذا ورع في دينه، وصدق في حديثه، وأدّي الأمانة، وحسّن خلقه مع الناس، قيل: هذا شيعيّ فيسرّني ذلك ....
( تحف العقول: 487، س 18. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 700. )
2 - الشيخ الصدوق(ره): أبو يعقوب يوسف بن محمّد بن زياد، وأبوالحسن عليّ بن محمّد بن سيّار، عن أبويهما، عن الحسن بن عليّ بن محمّد(عليه السلام) ...
ثمّ قال: [ اللّه تعالي ] (هُدًي ) بيان وشفاء (لِّلْمُتَّقِينَ ) من شيعة محمّد وعليّ، أنّهم اتّقوا أنواع الكفر فتركوها، واتّقوا الذنوب الموبقات فرفضوها، واتّقوا إظهار أسرار اللّه وأسرار أزكياء عباده الأوصياء بعد محمّد(صلي اللّه عليه وال وسلم) فكتموها، واتّقوا ستر العلوم عن أهلها المستحقّين لها وفيهم نشروها.
( معاني الأخبار: 24، ح 4.
تقدّم الحديث بتمامه في رقم 539. )

3 - أبو منصور الطبرسيّ(ره): ... عن [ الإمام ] الحسن العسكريّ(عليه السلام) أنّه قال: أعرف الناس بحقوق إخوانه، وأشدّهم قضاءً لها، أعظمهم عند اللّه شأناً.
ومن تواضع في الدنيا لإخوانه فهو عند اللّه من الصدّيقين، ومن شيعة عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) ... .
ثمّ قال الحسن بن عليّ العسكريّ(عليهم السلام): فمن اتّبع عليّاً(عليه السلام) علي ذلك، فهو الشيعيّ حقّاً ....
( الاحتجاج: 517/2، ح 340.
تقدّم الحديث بتمامه في رقم 704. )

4 - الشهيد الأوّل(ره): وجد مكتوباً بخطّه [ أي أبي محمّد العسكريّ ](عليه السلام) ... وشيعتنا الفئة الناجية، والفرقة الزاكية، صاروا لنا رداءً وصوناً، وعلي الظلمة إلباًوعوناً ....
( )الدرّة الباهرة: 44، س 16.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 854. )


(ه') - إكرام الشيعة بالروح والريحان
1 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): قال الإمام(عليه السلام): وإلهكم الذي أكرم محمّداً(صلي اللّه عليه وال وسلم) وعليّاً(عليه السلام) بالفضيلة، وأكرم آلهما الطيّبين بالخلافة، وأكرم شيعتهم بالروح والريحان والكرامة والرضوان ...، (الرَّحِيمِ ) بعباده المؤمنين من شيعة آل محمّد(صلي اللّه عليه وال وسلم)، وسّع لهم في التقيّة، يجاهرون بإظهار موالاة أولياء اللّه، ومعاداة أعدائه إذا قدروا، ويسترونها إذا عجزوا....
( التفسير: 573، ح 336.
تقدّم الحديث بتمامه في رقم 599. )

2 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): قال الإمام(عليه السلام): ... يتفكّرون بعقولهم أنّ من هذه العجائب من آثار قدرته قادر علي نصرة محمّد وعليّ وآلهما(عليهم السلام) علي من تأذّاهما، وجعل العاقبة الحميدة لمن يواليه، فإنّ المجازاة ليست علي الدنيا وإنّما هي [علي ] الآخرة التي يدوم نعيمها....
( التفسير: 575، ح 338.
تقدّم الحديث بتمامه في رقم 600. )

3 - الشيخ الصدوق(ره): ... يوسف بن محمّد بن زياد، وعليّ بن محمّد بن سيّار، عن أبويهما، عن الحسن بن عليّ [قال(عليه السلام)]: ...
ما من عبد ولا أمة والي محمّداً وآل محمّد(عليه السلام)، وعادي من عاداهم إلّا كان قد اتّخذ من عذاب اللّه حصناً منيعاً، وجنّةً حصينةً....
( معاني الأخبار: 36، ح 9.
تقدّم الحديث بتمامه في رقم 538. )







الفصل الرابع: الطبّ ومعالجة الأمراض
وفيه موضوعان

(أ) - الاستشفاء بالآيات والأدعية
وفيه ستّة موارد

الأوّل - معالجة وجع الرأس:
1 - الكفعميّ(ره): وعن العسكريّ(عليه السلام) الوجع الرأس أيضاً:
أن تقرأ علي قدح فيه ماء: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّ السَّمَوَتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَآءِ كُلَّ شَيْ ءٍ حَيٍّ أَفَلَايُؤْمِنُونَ 5الأنبياء أو لم ير الذين كفروا أنّ السموات.... 30 ، 4).
( الأنبياء: 30/21. )
ثمّ يشربه.
( مصباح الكفعميّ: 202، س 9.
طبّ الأئمّة: للسيّد الشبّر: 340، س 4.
تقدّم الحديث أيضاً في (سورة الأنبياء: 30/21). )



الثاني - معالجة المحموم:
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(ره): ... الحسن بن ظريف، قال: ...، وأردت أن أسأله عن شي ء لحمّي الربع، فأغفلت خبر الحمّي.
فجاء الجواب: ... وكنت أردت أن تسأل لحمّي الربع فأنسيت، فاكتب في ورقة، وعلّقه علي المحموم، فإنّه يبرأ بإذن اللّه إن شاء اللّه: (يَنَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَمًا عَلَي إِبْرَهِيمَ ).
فعلّقنا عليه ما ذكر أبو محمّد(عليه السلام) فأفاق.
( الكافي: 509/1، ح 13.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 746. )

2 - أبو نصر الطوسيّ(ره) عن الحسن الزكيّ(عليه السلام)، قال: اكتب علي ورقة: (يَنَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَمًا عَلَي إِبْرَهِيمَ 5الأنبياء يا نار كوني برداً وسلاماً علي إبراهيم.... 69 ، 4 )، وعلّقه علي المحموم.
( الأنبياء: 69/21. )
وإذا أخذته الحمّي يكتب في قرطاس هذه الآية، ويشدّ علي عضده: (قُلْ ءَآللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَي اللَّهِ تَفْتَرُونَ ).
( يونس: 59/10. )
ويكتب: «بطلط، بطلطلط» ويقول: عقدت علي اسم اللّه حمّي فلان، ويشدّ علي ساقه اليسري.
( مكارم الأخلاق: 358، س 8.
قطعة منه في (سورة يونس: 59/10)، و(سورة الأنبياء: 69/21). )



الثالث - تسهيل وضع الحمل:
1 - الشيخ الصدوق(ره): ... محمّد بن عبد اللّه الطهويّ، قال: قصدت حكيمة بنت محمّد(عليه السلام) بعد مضيّ أبي محمّد(عليه السلام)... فقالت لي: اجلس! فجلست، ثمّ قالت:...، فقال [ أبو محمّد العسكريّ ](عليه السلام): ياعمّتا! بيتّي الليلة عندنا، فإنّه سيولد الليلة المولود الكريم ....
قالت حكيمة: فلم أزل أُراقبها [ أي نرجس ] إلي وقت طلوع الفجر، فضمّمتها إلي صدري وسمّيت عليها، فصاح [ إليّ ] أبو محمّد(عليه السلام) وقال: اقرئي عليها: (إِنَّآ أَنزَلْنَهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ).
فأقبلت أقرأ عليها، وقلت لها: ما حالك؟ قالت: ظهر بي الأمر الذي أخبرك به مولاي، فأقبلت أقرأ كما أمرني(عليه السلام) ... فأجابني الجنين من بطنها يقرأ كما أقرأ ... وإذا أنا بالصبيّ ساجداً لوجهه....
( إكمال الدين وإتمام النعمة: 426، ح 2.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 71. )


الرابع - شفاء العين بدعائه(عليه السلام):
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(ره): ... محمّد بن الحسن بن شمّون، قال: كتبت إلي أبي محمّد(عليه السلام) أسأله أن يدعو اللّه لي من وجع عيني، وكانت إحدي عينيّ ذاهبة والأخري علي شرف ذهاب.
فكتب إليّ: حبس اللّه عليك عينك، فأفاقت الصحيحة ....
( الكافي: 510/1، ح 17.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 808. )


الخامس - شفاء العين بمسح يده(عليه السلام):
1 - الراونديّ(ره): ... عن جعفر بن الشريف الجرجانيّ، [قال ]: حججت سنة، فدخلت علي أبي محمّد(عليه السلام) بسرّ من رأي، وقد كان أصحابنا حملوا معي شيئاً من المال ...، فأوّل من انتدب لمسائلته النضر ابن جابر، قال: ياابن رسول اللّه! إنّ ابني جابراً أُصيب ببصره منذ أشهر، فادع اللّه له أن يردّ عليه عينيه.
قال: فهاته، فمسح بيده علي عينيه، فعاد بصيراً....
( الخرائج والجرائح: 424/1، ح 4.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 350. )


السادس - دفع وجع العين والسقم:
1 - الشيخ الطوسيّ(ره): روي عن أبي محمّد الحسن بن عليّ العسكريّ(عليهم السلام) أنّه قال: من زار جعفراً وأباه لم يشتكِ عينه، ولم يصبه سقم، ولم يمت مبتلي.
( تهذيب الأحكام: 78/6، ح 2.
تقدّم الحديث أيضاً في ج 2، رقم 483. )


ب) - التداوي بالأدوية
وفيه أربعة موارد

الأوّل - خواصّ أكل اللحم:
1 - الحضينيّ(ره): عن أحمد بن سندولا، والعبّاس التبان الشيّبين، قالا: تشاجرنا ...، في أكل اللحم، فلم نستتمّ كلامنا حتّي دخل علينا لؤلؤ الخادم، فأخذ لحم غنم، واكتنفنا وقال: مولاي يقول لكم: لحم المقرن أقرب مرعي، وأبعد من الداء، ولحم الفخذ ممنعا نصحاً منه....
( الهداية الكبري: 332، س 18.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 323. )

2 - أبو عليّ الطبرسيّ(ره): ... أبو هاشم داود بن القاسم، قال: كنت في الحبس المعروف بحبس صالح بن الوصيف الأحمر ...
إذ دخل علينا أبو محمّد الحسن(عليه السلام) وأخوه جعفر، فحففنا به ...
فلمّا كان ذات يوم ضعفت فأفطرت في آخر علي كعكة ...، فقال: ... ياأباهاشم! إذا أردت القوّة فكل اللحم، فإنّ الكعك لا قوّة فيه ....
( إعلام الوري: 140/2، س 16.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 339. )


الثاني - معالجة الدم والصفراء:
1 - أبو نصر الطبرسيّ(ره): ... الحميريّ، قال: كتبت إلي أبي محمّد(عليه السلام): أشكو إليه أنّ بي دماً وصفراء، إذا احتجمت هاجت الصفراء، وإذا أخّرت الحجامة أضرّ بي الدم، فما تري في ذلك؟
فكتب(عليه السلام): احتجم، وكل علي أثر الحجامة سمكاً طريّاً.
فأعدت عليه المسألة؟
فكتب(عليه السلام) إليّ: احتجم! وكل علي أثر الحجامة سمكاً طريّاً بماء وملح.
قال: فاستعملت ذلك، فكنت في عافية، وصار ذلك غذاي.
( مكارم الأخلاق: 152، س 13.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 761. )


الثالث - دواؤه(عليه السلام) لجلاء البصر:
1 - أبو عمرو الكشّيّ(ره): ... محمّد بن الحسن بن ميمون، أنّه قال:
لقيت من علّة عيني شدّة، فكتبت إلي أبي محمّد(عليه السلام) أسأله أن يدعو لي، فلمّا نفذ الكتاب قلت في نفسي: ليتني كنت سألته أن يصف لي كحلاً أكحلها.
فوقّع بخطّه يدعو لي بسلامتها إذا كانت أحداهما ذاهبة.
وكتب بعده: أردت أن أصف لك كحلاً، عليك بصبر مع الإثمد وكافوراً وتوتيا، فإنّه يجلو ما فيها من الغشاء، وييبس الرطوبة.
قال: فاستعملت ما أمرني به فصحت، والحمد للّه ....
( رجال الكشّيّ: 533، ح 1018.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 809. )


الرابع - أكل البطّيخ علي الريق:
1 - ابن شهرآشوب(ره): محمّد بن صالح الخثعميّ، قال [أبو محمّد الحسن العسكريّ ](عليه السلام): ...
لا يؤكل البطّيخ علي الريق، فإنّه يورث الفالج....
( المناقب: 428/4، س 17.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 815. )





الباب الثامن
في الاحتجاجات والمكاتيب

وفيه فصلان:

الفصل الأوّل: احتجاجاته ومناظراته(عليه السلام)
الفصل الثاني: مكاتيبه(عليه السلام)









الباب الثامن في الاحتجاجات والمكاتيب
ويشتمل هذا الباب علي فصلين

الفصل الأوّل: احتجاجاته ومناظراته(عليه السلام)
وفيه ثلاثة موارد

الأوّل - احتجاجه(عليه السلام) علي النصاري:
1 - ابن الصبّاغ: قال أبو هاشم: ثمّ لم تظلّ مدّة أبي محمّد الحسن(عليه السلام) في الحبس إلي أن قحط الناس بسرّ من رأي قحطاً شديداً، فأمر الخليفة المعتمد علي اللّه ابن المتوكّل بخروج الناس إلي الاستسقاء.
فخرجوا ثلاثة أيّام يستسقون، ويدعون فلم يسقوا.
فخرج الجاثليق في اليوم الرابع إلي الصحراء، وخرج معه النصاري والرهبان، وكان فيهم راهب كلّما مدّ يده إلي السماء ورفعها هطلت بالمطر، ثمّ خرجوا في اليوم الثاني وفعلوا كفعلهم أوّل يوم، فهطلت السماء بالمطر، وسقوا سقياً شديداً حتّي استعفوا.
فعجب الناس من ذلك وداخلهم الشكّ، وصفا بعضهم إلي دين النصرانيّة، فشقّ ذلك علي الخليفة، فأنفذ إلي صالح بن وصيف أن أخرج أبامحمّد الحسن بن عليّ من السجن، وائتني به، فلمّا حضر أبو محمّد الحسن(عليه السلام) عند الخليفة، قال له: أدرك أُمّة محمّد(صلي اللّه عليه وال وسلم) فيما لحق بعضهم في هذه النازلة، فقال أبو محمّد: دعهم يخرجون غداً اليوم الثالث.
قال: قد استعفي الناس من المطر واستكفوا، فما فايدة خروجهم؟
قال: لأزيل الشكّ عن الناس وما وقعوا فيه من هذه الورطة التي أفسدوا فيها عقولاً ضعيفةً.
فأمر الخليفة الجاثليق والرهبان أن يخرجوا أيضاً في اليوم الثالث علي جاري عادتهم، وأن يخرجوا الناس.
فخرج النصاري وخرج لهم أبو محمّد الحسن ومعه خلق كثير، فوقف النصاري علي جاري عادتهم يستسقون إلّا ذلك الراهب مدّ يديه رافعاً لهما إلي السماء، ورفعت النصاري والرهبان أيديهم علي جاري عادتهم، فغيمت السماء في الوقت، ونزل المطر، فأمر أبو محمّد الحسن القبض علي يد الراهب، وأخذ ما فيها، فإذا بين أصابعها عظم آدميّ، فأخذه أبو محمّد الحسن(عليه السلام) ولفّه في خرقة، وقال:استسق! فانكشف السحاب وانقشع الغيم وطلعت الشمس، فعجب الناس من ذلك.
وقال الخليفة: ما هذا؟ يا أبا محمّد!
فقال: عظم نبيّ من أنبياء اللّه عزّ وجلّ ظفر به هؤلاء من بعض فنون الأنبياء، وما كشف نبيّ عن عظم تحت السماء إلّا هطلت بالمطر، واستحسنوا ذلك، فامتحنوه، فوجدوه كما قال.
فرجع أبو محمّد الحسن(عليه السلام) إلي داره بسرّ من رأي، وقد أزال عن الناس هذه الشبهة، وقد سرّ الخليفة والمسلمون ذلك ...
( الفصول المهمّة: 287، س 8.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 2، رقم 464. )


الثاني - احتجاجه(عليه السلام) مع بهلول:
1 - الشبلنجيّ: في درر الأصداف:
وقع للبهلول معه، أنّه رآه وهو صبيّ يبكي والصبيان يلعبون، فظنّ أنّه ( الضمير يرجع إلي أبي محمّد الحسن بن عليّ العسكريّ صلوات اللّه عليه، بقرينة تمام المصادر التي ذكروا الحديث في حالاته 7. )
يتحسّر علي ما بأيديهم.
فقال له: أشتري لك ما تلعب به؟
فقال(عليه السلام): يا قليل العقل! ما للعب خلقنا، فقال له: فلماذا خلقنا؟
قال(عليه السلام): للعلم والعبادة، فقال له: من أين لك ذلك؟
فقال: من قوله تعالي: (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَاتُرْجَعُونَ)، ثمّ سأله أن يعظه، فوعظه بأبيات.
( المؤمنون: 115/23. )
والأبيات هذه، كما أورده السيّد التستريّ(ره) في هامش إحقاق الحقّ:
فأنشأ يقول(عليه السلام):
أري الدنيا تجهّز بانطلاق
مشمّرة علي قدم وساق فلا الدنيا بباقية لحيّ
ولا حيّ علي الدنيا بباق
كأنّ الموت والحدثان فيها
إلي نفس الفتي فرسا سباق
فيا مغرور بالدنيا رويداً
ومنها خذ لنفسك بالوثاق ثمّ خرّ الحسن(رضي اللّه عنه) مغشيّاً عليه، فلمّا أفاق قال له: ما نزل بك، وأنت صغير، ولاذنب لك؟
فقال: إليك عنّي يا بهلول! إنّي رأيت والدتي توقد النار بالحطب الكبار، فلاتتقد إلّا بالصغار وإنّي أخشي أن أكون من صغار حطب جهنّم.
( نور الأبصار: 338، س 10. عنه إحقاق الحقّ: 623/19، س 19، و620، س 6، عن الصواعق.
مناقب أهل البيت: 293، س 3.
الصواعق المحرقة: 207، س 16. عنه إحقاق الحقّ 473/12، س 5، وس 14، عن روض الرياحين لليافعيّ، إلي آخر الآية، ثمّ قال: فقلت: يا بنيّ أراك حكيماً، فعظني، وأوجز.
قطعة منه في (بكاؤه 7 عند لعب الصبيان)، و(معاشرته 7 مع الناس)، و(حطب جهنّم)، و(سورة المؤمنون: 115/23)، و(أشعاره 7). )


الثالث - احتجاجه(عليه السلام) علي من اعترض عليه في شقّ ثيابه:
1 - أبو عمرو الكشّيّ(ره): ... إبراهيم بن الخضيب الأنباريّ، قال:
كتب أبوعون الأبرش قرابة نجاح بن سلمة إلي أبي محمّد(عليه السلام): إنّ الناس قد استوحشوا من شقّك ثوبك علي أبي الحسن(عليه السلام)؟
فقال: يا أحمق! ما أنت وذاك، قد شقّ موسي علي هارون(عليهم السلام).
إنّ من الناس من يولد مؤمناً ويحيي مؤمناً ويموت مؤمناً، ومنهم من يولد كافراً ويحيي كافراً ويموت كافراً، ومنهم من يولد مؤمناً ويحيي مؤمناً ويموت كافراً، وإنّك لا تموت حتّي تكفر وتغيّر عقلك.
فما مات حتّي حجبه ولده عن الناس، وحبسوه في منزله في ذهاب العقل والوسوسة، وكثرة التخليط، ويردّ علي الإمامة، وانكشف عمّا كان عليه.
( رجال الكشّيّ: 572، ح 1084، و1085.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 726. )

2 - المسعوديّ(ره): وحدّثنا جماعة كلّ واحد منهم يحكي أنّه دخل الدار، وقد اجتمع فيها جملة بني هاشم، من الطالبيّين والعباسيّين، واجتمع خلق من الشيعة، ولم يكن ظهر عندهم أمر أبي محمّد(عليه السلام)، ولا عرف خبره إلّا الثقات الذين نصّ أبو الحسن(عليه السلام) عندهم عليه...
وخرجت جارية تندب أبا الحسن(عليه السلام)، فقال أبو محمّد: ما هاهنا من يكفي مؤنة هذه الجاهلة؟!
فبادر الشيعة إليها فدخلت الدار، ثمّ خرج خادم فوقف بحذاء أبي محمّد(عليه السلام)، فنهض صلّي اللّه عليه، وأخرجت الجنازة وخرج يمشي حتّي أخرج بها إلي الشارع الذي بإزاء دار موسي بن بقا.
وقد كان أبو محمّد(عليه السلام) صلّي عليه قبل أن يخرج إلي الناس، وصلّي عليه لمّا أخرج المعتمد، ثمّ دفن في دار من دوره.
واشتدّ الحرّ علي أبي محمّد(عليه السلام)، وضغطه الناس في طريقه ومنصرفه من الشارع بعد الصلاة عليه.
فصار في طريقه إلي دكّان بقّال رآه مرشوشاً، فسلّم، واستأذنه في الجلوس، فأذن له وجلس، ووقف الناس حوله.
فبينا نحن كذلك، إذ أتاه شابّ حسن الوجه، نظيف الكسوة، علي بغلة شهباء، علي سرج ببرذون أبيض قد نزل عنه، فسأله أن يركبه، فركب حتّي أتي الدار ونزل، وخرج في تلك العشيّة إلي الناس ما يحزم عن أبي الحسن(عليه السلام) حتّي لم يفقدوا منه إلّا الشخص، وتكلّمت الشيعة في شقّ ثيابه، وقال بعضهم: هل رأيتم أحداً من الأئمّة شقّ ثوبه في مثل هذه الحال؟
فوقّع(عليه السلام) إلي من قال ذلك: يا أحمق! ما يدريك ما هذا؟
قد شقّ موسي علي هرون(عليهم السلام)
( إثبات الوصيّة: 243، س 1.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 2، رقم 445. )









الفصل الثاني: مكاتيبه(عليه السلام)
وفيه ثلاثة موضوعات