نقد كتاب أُصول
مذهب الشيعة
لمؤلفه الدكتور
السلفي ناصر بن عبد الله القفاري
منهج تأسيسي في الإجابة
عن الشبهات المثارة ضدّ المذهب
الشيعي
أ. د. السيّد محمّد الحسيني
القزويني
الاُستاذ في الحوزة
العلمية قسم الدراسات العليا في قم المقدسة،
ورئيس قسم
الحديث، وعضو الهيئة العلمية في جامعة آل البيت العالمية.
اسم
الكتاب:........................... نقد كتاب اُصول مذهب الشيعة
تأليف:..... أ.
د. محمد الحسيني القزويني بمساعدة اللجنة العلمية
الإخراج الفني وتدقيق المصادر:........................... حسن السعدي
الناشر:..................
مؤسسة وليّ العصر # للدراسات الإسلامية
رقم الإيداع
الدولي (ج3):...................... 9 ــ 31 ــ 8615 ــ 964 ــ 978
رقم الإيداع
الدولي للدورة:.................... 6 ــ 32 ــ 8615 ــ 964 ــ 978
الطبعة:............................................
الأولى/ 1434هـ ـ 2013م
عدد
النسخ:..................................................... 5000 نسخة
يحق للجميع طبع الكتاب ونشره مع إعلام المؤلف والناشر قبل
ذلك
د.
فلاح عبد الحسن الدوخي
د.
يحيى عبد الحسن الدوخي
د.حكمت
جارح الرحمة
السيّد
حاتم كاطع البخاتي
أ. د. السيّد
محمد الحسيني القزويني
إلى من كان رمز الجهاد
والتضحية والفداء، إلى من أفنى حياته في الدفاع عن حريم الإسلام وإعلاء كلمته، إلى
من وطّد أركان الإسلام بجهده وجهاده، إلى من كان همه الحفاظ على وحدة المسلمين
وتقوية شوكتهم في وجه أعدائه، إلى ابن عم النبي’ وأخيه، أمير المؤمنين علي ابن أبي
طالب× نهدي هذا الجهد المتواضع والبضاعة المزجاة، راجين من الله تعالى القبول.
ويتضمن فصلين:
الفصل الأول :شبهات حول
المهدي ×
الفصل الثاني: شبهات
حول التوسل
لم يكن الحديث عن عقيدة المهدي× حديثاً عن فكرة
خيالية أو مخترعة من قبل بعض في عصور متأخرة عن الإسلام، بل الحديث عنها يعدّ
حديثاً عن صميم العقائد الإسلامية التي ما انفكت تتنقل في أذهان المسلمين ووجدانهم
منذ الرعيل الأوّل وحتى عصرنا هذا، وليس من البعيد أن تكون تلك العقيدة ـ بما تعني
من وجود منقذ وعادل يعيد الاُمور إلى نصابها ـ قد سبقت الإسلام بقرون حملها واعتقد
بها أغلب أصحاب الديانات السماوية الاُخرى؛ إذ لا يعني بالضرورة أنّ كلّ التعاليم
التي جاء بها نبي الإسلام|كانت من مختصاته دون الأديان السابقة، بل هناك كثير من المسائل
الكلية كانت موجودة في الشرائع السابقة قبله وقد سعى الأنبياء لتبيينها، وإلى هذا
المعنى أشار أبو إسحاق الشاطبي في (الموافقات) قال: «وكثير من الآيات اُخبر فيها بأحكام كلِّية كانت في الشرائع
المتقدمة، وهي في شريعتنا ولا فرق بينهما»([1]).
ففكرة
المنقذ والمخلّص وخروجه في آخر الزمان لينقذ الاُمّة من الظلم والتعسف ويقيم العدل
والرخاء في أرجاء العالم هي فكرة بطبيعتها تتناغم مع فطرة الإنسان وارتكازاته، فهو
مجبول على الاعتقاد بها، كجبلته وفطرته القائمة على قبول الدين والإيمان بفكرة
الخالق تعالى، لذلك من الصعوبة بمكان أن يتجه التفكير إلى رفض هذه الفكرة إذا ما
فرضنا بقاء تلك الفطرة على نقائها وطهارتها، فالنزوع إلى رفضها بلا مبرر ـ مع
كونها من الثوابت المسلّمة في الدين الإسلامي كما سيتضح لاحقاً ـ يخالف مبادئ تلك
الفطرة أولاً، ويخالف تلك الثوابت التي آمنت بها كلّ الفرق والمذاهب الإسلامية، فهي
رغم خلافاتها الكثيرة إلاّ أنها لا ترفض فكرة ظهور المنقذ والمخلص الذي هو المهدي في
آخر الزمان، ابتداء من الشيعة بكلّ مذاهبها، مروراً بالخوارج والمعتزلة والأشاعرة،
وأهل الحديث والظاهرية، وغيرها، وانتهاءً بالوهابية السلفية، فهم ـ أي الوهابية ـ
أيضاً رغم انكماشهم في الفكر الديني، إلاّ أنّهم يعتقدون بظهور الإمام المهدي× بعد
أن بشَّر به النبي|، وبعد الاعتقاد بوجوب تصديق النبي|؛ كونه لا ينطق عن الهوى إن
هو إلاّ وحي يوحى، قال شيخ السلفية ابن تيمية: «وأحاديث المهدي معروفة، رواها الإمام أحمد وأبو داود
والترمذي وغيرهم»([2]).
وقد ذكر الشيخ الألباني
تصحيح خمسة من كبار العلماء لأحاديث المهدي, وهم الحاكم والذهبي وابن خلدون وابن حبان
والترمذي, وقال بعدها: >فهؤلاء خمسة من كبار أئمّة الحديث قد صحّحوا أحاديث خروج
المهدي ومعهم أضعافهم من المتقدمين والمتأخرين< ثم شرع بذكر أحد عشر عالماً قد صحّحوا أحاديث
ظهور المهدي([3]).
ونحن حينما نطالع ما كتبه
القفاري في شبهاته حول المهدي نجده قد استعمل أعنف عبارات الاتهام والطعن بالشيعة،
مستخدماً اُسلوب التهكّم والسخرية في كثير من الأحيان. مع أنهم لا يفترقون في
عقيدتهم مع أهل السنة في خصوص المهدي الموعود، نعم وقع الخلاف في مصداق المهدي في
الخارج، فأهل السنة يرون أنّه لم يولد بعدُ، وأنه سيولد في يومٍ ما، والشيعة ذهبت
ـ وفق ما آمنت به من أدلة شرعية صحيحة مستفيضة ـ إلى أنّه قد ولد، وهو محمد بن
الحسن العسكري×، ويعيش طيلة هذه السنين متوارياً عن الأنظار، منتظراً أمر ربه
بالخروج.
فالشيعة
الإمامية إذن يقولون بولادته، وبوجوده وحياته وغيبته وإنّه سيظهر بإذن الله تعالى،
وإنه الإمام الثاني عشر، وهو ابن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن
محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب^، ورواياتهم في ذلك معتبرة، وكثير منها
من الصحاح، بل بملاحظة مجموعها يحصل القطع بصدروها.
وهذه الروايات لم تكن قد
رويت بعد ولادته حتى يقال: إنّها من مخترعات الشيعة، بل هي مخرّجة في أصول الشيعة
وكتبهم المؤلفة قبل ولادة المهدي×.
فليس هناك ما يدعو القفاري إلى تلك الحملة العنيفة
التي فقد فيها توازنه كباحث عن الحقيقة، وراح يخلط الأوراق، ويكيل التهم
والافتراءات للشيعة واصفاً إياهم تارة بالجهل وتارة بعدم العقل، ولم تكن تلك التهم
مستندة إلى مبرر صحيح على الإطلاق، فلئن كان السبب ينحصر في تحديد مصداق المهدي
خارجاً وأنه يستلزم القول بطول عمره، فلا ندري ما هو الفرق الواضح بينه وبين من
يؤمن بحياة عيسى×([4])، ويؤمن بحياة الخضر×([5]) ويؤمن بطول عمر نوح، ويقرأ في القرآن: {فَلَبِثَ فِيهِم أَلْفَ سَنَةٍ إلاّ خَمْسِينَ عَاماً}([6]) ويؤمن بحياة إدريس وأن الله تعالى رفعه إلى السماء
الرابعة وقد رآه النبي’ في عروجه، ففي سنن الترمذي، قال: «حدثنا أنس بن مالك أن نبي الله (صلّى الله عليه وسلّم)
قال: لمّا عرج بي رأيت إدريس في السماء الرابعة. هذا حديث حسن صحيح»([7]).
ويؤمن بحياة الدجال
الكافر، ويروي روايات عن النبي| أنّ ابن صيّاد هو الدجال، وفيها دلالة واضحة في
أنّه كان حياً في عصر النبي| وأنّه يخرج في آخر الزمان([8])، وأمثال هذه الاُمور، فلماذا لا يغيب العقل عند من
يؤمن بذلك، ويغيب العقل عند من يؤمن بالمهدي كما يؤمن به الشيعة؟
ونحن
نعتقد ـ من خلال استقرائنا لما كَتَب في هذا البحث ـ أن القفاري لا يؤمن بفكرة
المهدوية من الأساس، وقد يتذرّع لذلك بعدة ذرائع، منها: أن تلك العقيدة لم تذكر
بشكل صريح في الصحيحين البخاري ومسلم، ومنها: أن أحاديث المهدي معارضة بأحاديث اُخرى
صحيحة تنفي المهدي، وغير ذلك من المبررات التي سنتعرّض إلى ذكرها لاحقاً.
وقبل
الدخول في الإجابة عن إشكالاته، سوف نتطرّق بشكل مختصر إلى بعض المسائل المهمة
التي تساهم في رفع بعض أوجه الخفاء التي قد تحيط بعقيدة المهدي عند بعض المسلمين
بشكل عام، وعند الشيعة بشكل خاص، ومن هذه المسائل:
1ـ
عالمية عقيدة المنقذ.
2ـ
صحة أحاديث المهدي× وتواترها.
3ـ حكم من أنكر المهدي× عند أهل السنة.
4ـ الأحاديث التي تحدد هوية المهدي×.
5ـ المهدي× من ولد فاطمة÷ ومن ولد الحسين×.
6ـ الأحاديث التي دلت على وجوده.
7ـ الأئمة الاثنا عشر هم أهل البيت^.
8ـ شبهة التعارض في أحاديث المهدي×.
9ـ شبهة عدم إخراج البخاري ومسلم لأحاديث المهدي×.
عالمية
الإيمان بفكرة المنقذ والمخلص
إنّ الإيمان بفكرة ظهور منقذ ومخلّص للبشرية في آخر
الزمان يتحقق على يديه إقامة دولة العدل والمساواة، وذلك بالقضاء على الظلم
والفساد في جميع العالم.
هذا الإيمان وهذه الفكرة قد تمسّكت بها معظم شعوب
الأرض واعتنقتها الأمم على مرّ العصور.
فقد آمن بها اليهود([9])، كما آمن النصارى
بعودة عيسى×([10])، وكذلك نجد فلاسفة
الغرب وعباقرته تؤمن بوجود منتظر مصلح يوحّد العالم على يديه وتترسخ مبادئ الحب
والإخاء في دولته. ومن هؤلاء العلماء:
الفيلسوف الإنجليزي (برتراند راسل)، حيث يقول: «إنّ
العالم في انتظار مصلح يوحِّد العالم تحت علم واحد وشعار واحد»([11]).
آينشتاين صاحب النظرية
النسبية، قال: «إنّ
اليوم الذي يَسُود العالم كلّه الصلح والصفاء، ويكون الناس مُتَحَابِّينَ
مُتَآخِينَ ليس ببعيد»([12]).
إذن هناك يوم ينتظره
العالم يسود فيه الصلح والصفاء، وذلك من خلال منقذ يوحّده، وهذه حقيقة فطرية
أوجدها الله تعالى في النفس البشرية وهي تعيش في أعماق عقله ويشعر بها الضمير
الإنساني، والعقل أيضاً يدرك في كينونته أن العالم قائم على موازين العدالة والحق،
وإلاّ لزم الفوضى والعبثية، وهو محال في ساحة قدسه تعالى، ومعلوم أن الإسلام يمثّل
الرسالة العالمية والرحمة الإلهية {وَمَا
أَرْسَلْنَاكَ إلاّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}([13]).
فهذا الدين الذي أنقذ العالم من الجاهلية وظلماتها
سوف يعود مرة اُخرى بمصلح عالمي ينشر العدالة الربانية، ويقضي على الفوضى والجهل،
ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً، قال تعالى: {وَنُرِيدُ
أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ
أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ}([14]).
أخرج أحمد بن حنبل في
مسنده بسنده عن أبي الطفيل، قال حجاج: «سمعت
علياً (رضي
الله عنه)،
يقول: قال رسول الله (صلّى
الله عليه وسلّم): لو
لم يبق من الدنيا إلاّ يوم لبعث الله عزّ وجلّ رجلاً منّا يملؤها عدلاً، كما ملئت
جوراً»([15]).
وقال الإمام علي×: «لتعطفن
الدنيا علينا بعد شماسها عطف الضروس على ولدها» ثم تلا× الآية
المتقدمة {وَنُرِيدُ
أَن نَّمُنَّ ...}، وقد علّق ابن أبي
الحديد، قائلاً: «وأصحابنا
يقولون: إنّه وعد بإمام يملك الأرض ويستولي على الممالك»([16]).
وما ذلك الإمام إلاّ المهدي× من ولد النبي الأكرم،
قال’: «والذي
بعثني بالحق بشيراً لو لم يكن في الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى
يخرج منه ولدي المهدي، فينزل روح الله عيسى بن مريم، فيصلّي خلفه، فتشرق الأرض
بنور ربها، ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب»([17]). أي يبلغ سلطانه جميع
العالم شرقاً وغرباً ويسود العدل تلك البقاع، ويقضي على الظلم عند قيام دولته
المباركة.
لذا نجد أنّ ابن خلدون يصرّح باتفاق المسلمين على
ظهور رجل من أهل البيت^ اسمه المهدي×. قال: «إنّ
في المشهور بين الكافّة من أهل الإسلام على ممرّ الأعصار، أنّه لابدّ في آخر
الزمان من ظهور رجل من أهل البيت، يؤيد الدين ويظهر العدل ويتبعه المسلمون ويستولي
على الممالك الإسلامية ويسمّى بالمهدي، ويكون خروج الدجال وما بعده من أشراط
الساعة الثابتة في الصحيح على أثره، وأن عيسى ينزل من بعده»([18]).
وكذلك أحمد أمين بعد نقله
اعتراف ابن خلدون الآنف الذكر، قال: «قد
أحصى ابن حجر الأحاديث المروية في المهدي، فوجدها نحو الخمسين»([19]).
إذن؛
فالإيمان بظهور المنقذ والمخلّص متفق عليه بين المسلمين وغيرهم، وكلام ابن حجر
الذي نقله أحمد أمين، المعروف بإنكاره لفكرة المهدي×، يشهد بوجود خمسين حديثاً
وبطرق مختلفة تؤكد هذا المعنى، لذا نجد أن هناك من جعل المهدي× من أشراط الساعة،
وقد اُلّفت الكتب في هذا المجال، وثبتت صحة هذه الأحاديث وتواترها، كما سيأتي ذكره
في الأبحاث اللاحقة.
إنّ أحاديث الإمام
المهدي× استفاضت، بل تواترت ومنكرها يعد منكراً للضروريات والبدَهيات، ولعلّنا لا
نجد كثرة الأحاديث الصحيحة في مصادر الفريقين في موضوع ما كما نجده في وجود
المهدي× وظهوره.
وإليك جملة ممن قالوا بصحة هذه الأحاديث:
1ـ الترمذي (ت/ 279هـ).
ذكر ثلاثة أحاديث
ووصفها بالصحيح أو الحسن، في باب ما جاء في المهدي، عن رسول الله|، قال: «لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ
اسمه اسمي»، وقال عنه الترمذي: «هذا حديث صحيح»([20]).
وعن رسول الله| أيضاً: «يلي
رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي»([21])،
وعنه أيضاً: «إنّ
في أمتي المهدي يخرج ويعيش خمساً أو سبعاً ...» قال الترمذي: «هذا
حديث حسن»([22]).
2ـ الحاكم النيسابوري (ت/ 405 هـ).
صحّح الحاكم جملة من
الأحاديث، كقوله|: «... إذا رأيتموه فبايعوه ولو حبوا على الثلج، فإنّه
خليفة الله المهدي» قال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين»([23]). وغير ذلك من الأحاديث.
نقل عبارته المزي في تهذيبه حيث قال: «والأحاديث في التنصيص على خروج المهدي أصحّ إسناداً،
وفيها بيان كونه من عترة النبي (صلّى الله عليه وسلّم)»([24]).
4ـ البغوي (ت/ حدود 510 هـ أو 516 هـ).
أورد ثلاثة أحاديث في
المهدي، في كتابه (شرح السنة)، باب المهدي، ثم صحّح الحديث الثالث: «عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): يخرج في آخر الزمان خليفة يعطي المال بغير عدد»، ثم علّق عليه قائلا ً: «هذا حديث صحيح أخرجه مسلم»([25]).
قال في كتابه (التذكرة
في أحوال الموتى واُمور الآخرة)، في معرض كلامه حول حديث: >لا مهدي إلاّ عيسى بن مريم<: «إسناده ضعيف، والأحاديث عن النبي (صلّى الله عليه وسلّم) في التنصيص على خروج المهدي من عترته من ولد فاطمة
ثابتة أصحّ من هذا الحديث، فالحكم لها دونه»([26]).
قال في معرض تعليقه على
حديث >يخرج في آخر الزمان رجل من ولدي اسمه اسمي ...<: «إنّ الأحاديث التي يحتجّ بها على خروج المهدي أحاديث
صحيحة، رواها أبو داود والترمذي وأحمد وغيرهم من حديث ابن مسعود وغيره»([27]).
سكت عمّا صحّحه الحاكم في مستدركه من أحاديث المهدي،
وصرّح بصحة الحديث المروي عن أبي سعيد: «يخرج في آخر أمتي المهدي يسقيه الله الغيث. ويخرج
الأرض نباتها ويعطي المال صحاحاً ...»([28]).
8ـ محمد ناصر الألباني (ت/ 1420 هـ).
ذكر في مقال له بعنوان (حول المهدي) ما نصّه: «أمّا مسألة المهدي فليعلم أنّ في خروجه أحاديث صحيحة،
قسم كبير منها له أسانيد صحيحة»([29]).
لم تكن بعض الأحاديث في الإمام المهدي× صحيحة فحسب،
بل بلغت كثرتها حدّ التواتر، وقد قال بهذا التواتر كبار علماء أهل السنة، منهم:
1ـ الحافظ أبو الحسن محمد بن الحسين الآبري السجزي (ت/
363هـ).
قال: «وقد تواترت الأخبار واستفاضت عن المصطفى (صلّى الله عليه وسلّم) في المهدي وأنّه من أهل بيته، وأنّه يملك سبع سنين، وأنّه
يملأ الأرض عدلاً وأنّ عيسى× يخرج فيساعده على قتل الدجال، وأنّه يؤمّ هذه الاُمّة
ويصلّي عيسى خلفه، في طول من قصّته وأمره»([30]).
2ـ القرطبي المالكي (ت/ 716 هـ)، في تعليقه على حديث
(المهدي هو عيسى فقط)، قال: «الأخبار
الصحاح قد تواترت على أن المهدي من عترة الرسول (صلّى
الله عليه وسلّم)»([31]).
3ـ الحافظ جمال الدين المزّي (ت/ 742 هـ)، نقل قول
الآبري المتقدّم وارتضاه وهو كاشف عن إيمانه به([32]).
بعد أن نقل قول الآبري
ذكر الأحاديث الصحيحة التي تؤيد قول الآبري([33]).
قال
في رسالته المسمّاة: (الرد على من حكم وقضى أنّ المهدي الموعود جاء ومضى): «لا شكّ
أنّ وجود المهدي الموعود ثبت بالأحاديث والآثار نحو من ثلاثمائة فصاعداً»([34]).
وواضح أنّ هذا العدد من الأحاديث والآثار يحقق
بل، يفوق التواتر.
6ـ القاضي محمد بن علي الشوكاني (ت/ 1255هـ).
قال الكتاني في (نظم المتناثر) نقلاً عن الشوكاني: «والأحاديث
الواردة في المهدي التي أمكن الوقوف عليها منها خمسون حديثاً فيها الصحيح والحسن
والضعيف المنجبر، وهي متواترة بلا شك ولا شبهة، بل يصدق وصف التواتر على ما هو
دونها في جميع الاصطلاحات المحرّرة في الأصول، وأمّا الآثار عن الصحابة المصرحة
بالمهدي فهي كثيرة أيضاً، لها حكم الرفع، إذ لا مجال للاجتهاد في مثل ذلك»([35]).
7ـ الشيخ محمد بن جعفر الكتاني (ت/ 1345هـ).
ذكر في كتابه (نظم المتناثر من الحديث المتواتر) من خرّج أحاديث الإمام المهدي× من الصحابة،
فقال: «خروج المهدي الموعود المنتظر الفاطمي [روي] عن:
1ـ ابن مسعود، أخرجه أحمد وأبو
داود والترمذي وابن ماجه.
2ـ وأمّ سلمة: أخرجه أبو داود
وابن ماجه والحاكم في المستدرك.
3ـ وعلي بن أبي طالب: أخرجه
أحمد وأبو داود وابن ماجه.
4ـ وأبي سعيد الخدري: أخرجه
أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه وأبو يعلى والحاكم في المستدرك.
5ـ وثوبان: أخرجه أحمد وابن ماجه
والحاكم في المستدرك.
6ـ وقرة بن إياس المزني: أخرجه
البزار والطبراني في الكبير والأوسط.
7ـ وعبد الله بن الحارث: أخرجه
ابن ماجه والطبراني في الأوسط.
8ـ وأبي هريرة: أخرجه أحمد
والترمذي وأبو يعلى والبزار في مسندهما والطبراني في الأوسط وغيرهم.
9ـ وحذيفة بن اليمان: أخرجه
الروياني.
10ـ وابن عباس: أخرجه أبو نعيم
في أخبار المهدي.
11ـ وجابر بن عبد الله: أخرجه
أحمد ومسلم إلاّ أنّه ليس فيه تصريح بذكر المهدي، بل أحاديث مسلم كلّها لم يقع
فيها تصريح به.
12ـ وعثمان: أخرجه الدارقطني في
الأفراد.
13ـ وأبي اُمامة: أخرجه الطبراني
في الكبير.
14ـ وعمار بن ياسر: أخرجه
الدارقطني في الأفراد والخطيب وابن عساكر.
15ـ وجابر ابن ماجد الصدفي: أخرجه
الطبراني في الكبير.
16ـ وابن
عمر.
17ـ وطلحة بن عبيد الله: أخرجهما
الطبراني في الأوسط.
18ـ وأنس بن مالك: أخرجه ابن ماجه.
19ـ وعبد الرحمان بن عوف: أخرجه
أبو نعيم.
20ـ وعمران بن حصين: أخرجه
الإمام أبو عمرو الداني في سننه. وغيرهم»
ثم قال الكتّاني: «...
والحاصل أنّ الأحاديث الواردة في المهدي المنتظر متواترة، وكذا الواردة في الدجال
وفي نزول سيدنا عيسى بن مريم×»([36]).
8ـ أحمد بن محمد بن الصديق أبو الفيض الغماري (ت/
1380هـ).
قال في مقدمة كتابه (إبراز الوهم المكنون في كلام ابن خلدون): «ظهور الخليفة الأكبر ... محمد بن عبد الله المنتظر،
قد تواترت بكونه من أعلام الساعة وأشراطها، وصحّت عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في ذلك الآثار، وشاع ذكره وانتشر خبره بين الكافة
من أهل الإسلام على مرّ الدهور والأعصار. فالإيمان بخروجه واجب، واعتقاد ظهوره ـ تصديقاً لخبر الرسول ـ محتّم لازب»([37]).
ونحن وإن كنّا نتفق مع
اعتقاد الغماري في تواتر أحاديث الإمام المهدي× وانتشار خبره بين أهل الإسلام
كافة، ولكن لا نشاطره الرأي في أن خليفة الله الأكبر هو (محمد بن عبد الله) بل نعتقد أنّه (محمد بن الحسن العسكري) وذلك وفقاً لنصوص
صحيحة ومتواترة في كونه من ولد علي وفاطمة والحسين^، وكذلك ما أجمع وأطبق عليه علماء الإمامية
وجمع من علماء أهل السنة، من كونه من ولد الحسن العسكري× كما سيأتي ذلك لاحقاً.
9ـ ابن باز، مفتي السعودية العام سابقاً، ورئيس
الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، قال: «إنّ
أمر المهدي معلوم، والأحاديث فيه مستفيضة، بل متواترة متعاضدة، وقد حكى غير واحد
من أهل العلم تواترها، وهي متواترة تواتراً معنوياً؛ لكثرة طرقها واختلاف مخارجها
ورواتها وألفاظها، فهي بحق تدل على أن هذا الشخص الموعود به، أمره ثابت وخروجه حق»([38]).
إذن تواتر أحاديث الإمام المهدي× واستفاضتها حقيقة
ثابتة وواضحة، وقد اعترف بها معظم علماء المسلمين، ومن تنكّر لها فهو شاذّ نادر،
ولا عبرة بكلامه.
النصوص المبشرة بالإمام المهدي× قبل
ولادته
إنّ الإيمان بالإمام المهدي× الذي تؤمن به الشيعة
الإمامية لم يكن خيالاً أو أسطورة كما يزعم البعض؛ بل جاء على إثر النصوص الصحيحة
والصريحة التي تبشّر به وتتحدث عنه، وهو الذي يملأ الأرض عدلاً بعدما ملئت ظلماً
وجوراً.
ويمكن تقسيم تلك النصوص إلى طائفتين: طائفة حدّدت
شخصية الإمام وهويته، وكونه من أهل البيت^، ومن ذرية رسول الله’، ومن ولد فاطمة ÷، وإنه من ولد الحسين×.
وطائفة اُخرى من الأحاديث لا تنطبق بمعناها العام
إلاّ على الإمام المهدي×: كحديث (الاثني عشر) و(الثقلين) وحديث (لا تخلو الأرض من قائم لله بحجة) والتي تفيد ضرورة وجوده واستمرار حياته، وليس
هناك تطبيق صحيح لهذه الأحاديث سوى ما تذهب إليه المدرسة الإمامية، كما سيأتي.
الأحاديث
التي تحدد هوية وشخصية الإمام المهدي×
وردت عدة روايات في أن المهدي× من عترة رسول الله| وأهل
بيته جاءت بعدة ألفاظ كقوله|: >المهدي
من عترتي< أو: >من
أهل بيتي<، أو قوله: >منّا<، أو: >من
ولدي<، وكلّها تؤدي إلى
معنى واحد هو أنّ المهدي من أهل بيت رسول الله| ومن هذه الروايات:
1ـ أخرج أبو داود في سننه، وابن أبي شيبة، عن علي×
عن رسول الله’، قال: «لو لم
يبق من الدهر إلاّ يوم لبعث الله رجلاً من أهل بيتي يملؤها عدلاً كما ملئت جوراً»([39]).
وقال الطبرسي في مجمع
البيان: «رواه
الخاص والعام عن النبي’، أنّه
قال: لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد، لطوّل الله ذلك اليوم، حتى يبعث رجلاً
صالحاً من أهل بيتي، يملأ الأرض عدلاً وقسطاً، كما قد ملئت ظلماً وجوراً»([40]).
وقد تكلم ابن خلدون عن
هذا الحديث؛ لأن في سنده فطر بن خليفة، حيث قال: «وقطن
بن خليفة وإن وثّقه أحمد ويحيى بن القطان وابن معين والنسائي وغيرهم إلاّ أن
العجلي قال: حسن الحديث وفيه تشيّع قليل.. وقال أحمد بن عبد الله بن يونس: كنا
نمرّ على قطن وهو مطروح لا نكتب عنه ... وقال الدارقطني: لا يحتجّ به ...»([41]).
أولاً: الصواب هو (فطر) وليس (قطن)، وقد وثّق، وهذا واضح لمن تتبّع ترجمته، ولا نعلم
هل كان هذا خلطاً من ابن خلدون أم أنّه من خطأ النسّاخ([42]).
ثانياً: قال المزّي في تهذيبه: «قال
عبد الله بن حنبل عن أبيه: ثقة صالح الحديث، قال: وقال أبي: كان فطر عند يحيى بن
سعيد ثقة، وقال أبو بكر بن أبي خيثمة، عن يحيى بن معين: ثقة، وقال العجلي: كوفي
ثقة حسن الحديث.
وقال أبو حاتم: صالح الحديث كان يحيى بن سعيد يرضاه
ويحسن القول فيه ويحدّث عنه، وقال النسائي: ليس به بأس، وقال في موضع آخر: ثقة
حافظ كيّس»([43]).
وقال العظيم آبادي: «وثّقه
أحمد بن حنبل ويحيى بن سعيد القطان ويحيى بن معين والنسائي والعجلي وابن سعد
والساجي، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وأخرج له البخاري. ويكفي توثيق هؤلاء الأئمة
لعدالته، فلا يلتفت إلى قول ابن يونس وأبي بكر بن عياش الجوزجاني في تضعيفه؛ بل هو
قول مردود. والله أعلم»([44]).
فالرجل موثّق ورواياته معتبرة، ولا عبرة بقول ابن
خلدون وغيره.
2ـ أخرج أبو يعلى وابن حبّان والحاكم النيسابوري عن
أبي سعيد (رضي
الله عنه)، قال: «قال
رسول الله (صلّى
الله عليه وسلّم): لا
تقوم الساعة حتى تمتلئ الأرض ظلماً وعدواناً، ثم يخرج رجل من أهل بيتي، فيملؤها
قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وعدواناً»([45]).
وهذا الحديث صحّحه
الحاكم النيسابوري، قائلاً: «هذا
حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه»([46]).
3ـ أخرج أحمد بسنده عن أبي
سعيد أن رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) قال: «تملأ
الأرض ظلماً وجوراً، ثم يخرج رجل من عترتي يملك سبعاً أو تسعاً فيملأ الأرض قسطاً
وعدلاً»([47]).
4ـ روى المقدسي الشافعي في (عقد الدرر) عن علي× أنّه
قال للنبي’: «أمِنَّا
المهدي أم من غيرنا يا رسول الله؟ قال: بل منّا، يختم الله به الدين كما فتحه ...».
ثم عقّب عليه، فقال: «أخرجه
جماعة من الحفاظ في كتبهم، منهم أبو القاسم الطبراني، وأبو نعيم الأصبهاني، وعبد
الرحمن بن أبي حاتم، وأبو عبد الله نعيم بن حماد، وغيرهم وفيه (أمنا
المهدي أو من غيرنا؟ بل منا، يختم الله به الدين، كما فتحه بنا) وزاد
في روايته الثانية. (وبنا
ينقذون من الفتن، كما أنقذوا من الشرك) ...»([48]).
وعن الكنجي الشافعي في
كتابه (البيان في أخبار صاحب الزمان): «قلت:
هذا حديث حسن عال، رواه الحفاظ في كتبهم»([49]).
5ـ أخرج أبو
داود في سننه ـ واللفظ له ـ والطبراني في الأوسط عن أبي سعيد الخدري، عن النبي’:
«المهدي
مني، أجلى الجبهة، أقنى الأنف، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً،
يملك سبع سنين»([50]).
قال المباركفوري في تحفة الأحوذي: «أمّا
حديث أبي سعيد فأخرجه أبو داود عنه مرفوعاً: (المهدي
مني، أجلى الجبهة أقنى الأنف يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً ويملك
سبع سنين)، قال
المنذري: في إسناده عمران القطان وهو أبو العوام عمران بن داود القطان البصري، استشهد
به البخاري ووثقه عفان بن مسلم، وأحسن عليه الثناء يحيى بن سعيد القطان»([51]).
6ـ روى الجويني الشافعي في (فرائد السمطين)،
والقندوزي الحنفي في (ينابيع المودة) عن أمير المؤمنين×، عن رسول الله’ قال: «المهدي
من ولدي تكون له غيبة وحيرة تضلّ فيها الأمم، يأتي بذخيرة الأنبياء^،
فيملؤها عدلاً وقسطاً، كما ملئت جوراً وظلماً»([52]).
1ـ قال ابن حجر الهيتمي
في صواعقه، عند تعليقه على الأحاديث الواردة في زواج علي من فاطمة ÷: «وقد
ظهرت بركة دعائه في نسلهما، فكان منه من مضى ومن يأتي ولو لم يكن في الآتين إلاّ
الإمام المهدي لكفى، وسيأتي في الفصل الثاني جملة مستكثرة من الأحاديث المبشّرة به،
ومن ذلك ما أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه والبيهقي وآخرون، المهدي من
عترتي من ولد فاطمة»([53]).
فالظاهر أنّ مسلماً في صحيحه أخرج هذا الحديث بشهادة
ابن حجر الهيتمي المتقدمة، ولكننا لم نجد اليوم هذا الحديث في النسخ الحديثة،
ولعلّ يد التحريف أسقطته، ولكن هذا لا يضر، لوجود الأحاديث التي سوف تأتي، وإن لم
يذكرها مسلم والبخاري، فالعبرة بصحة الحديث ولحاظ رواته وطرقه، وإن لم يذكراه.
فهذا الحديث أخرجه بطريق صحيح ابن ماجه، وأبو داود
في سننهما، والطبراني في معجمه، والحاكم النيسابوري في مستدركه: «عن
أمّ سلمة، عن النبي (صلّى
الله عليه وسلّم) أنّه
قال: المهدي من ولد فاطمة»([54]).
قال الكنجي الشافعي: «هذا
حديث حسن صحيح أخرجه ابن ماجه، كما أخرجناه ورويناه عالياً»([55]).
وكذلك أخرجه البخاري في تاريخه: «عن
أمّ سلمة عن النبي (صلّى
الله عليه وسلّم):
المهدي حقّ، وهو من ولد فاطمة»([56]).
قال السيوطي في الجامع الصغير عن أمّ سلمة: «المهدي
من عترتي من ولد فاطمة»([57])، وصححه الألباني([58]).
2ـ أخرج نعيم بن حماد
في (الفتن)، وأبو عمرو الداني في سننه: «عن
عبد الرزاق، عن معمر، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، قال: قلت لسعيد بن المسيب: المهدي
حق؟ قال: حق، قال: قلت: ممن هو؟ قال: من قريش، قلت: من أي قريش؟ قال: من بني هاشم،
قلت: من أي بني هاشم؟ قال: من بني عبد المطلب، قلت: من أي عبد المطلب؟ قال: من ولد
فاطمة»([59]).
وكذلك أخرج البخاري في
تاريخه عن ابن المسيب: «المهدي
من ولد فاطمة»([60]).
3ـ قال العجلوني بعد أن أورد حديث: >المهدي
من ولد فاطمة<: «ورد
ذكره في أحاديث أفردها بعض الحفاظ بالتأليف: منهم الحافظ السخاوي في كتاب سمّاه
ارتقاء الغرف، ومنهم ابن حجر الهيتمي في جزء سمّاه القول المختصر في أحوال المهدي
المنتظر، وكذلك ذكر كثيراً منها في الفتاوى الحديثية، وكذلك شيخنا البرزنجي في (الإشاعة) فمن
تلك الأحاديث: ما أخرجه أبو داود وابن ماجه عن أمّ سلمة مرفوعاً (المهدي
من ولد فاطمة)»([61]).
إلى هنا نكاد نقترب من حقيقة ونسب المهدي المنتظر،
وقد نقترب أكثر حينما نعرف أن المهدي× إلى أي ولد من أولاد فاطمة ينتمي، والروايات
تفيد بأنه ينتمي إلى الحسين× وليس إلى الحسن×.
1ـ أخرج الكنجي الشافعي
في (البيان في أخبار صاحب الزمان) بسنده عن حذيفة، قال: قال رسول الله (صلّى
الله عليه وسلّم): «لو
لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لبعث الله فيه رجلاً، اسمه اسمي وخلقه خلقي، يكنى
أبا عبد الله، يبايع له الناس بين الركن والمقام، ّيرد الله به الدين، ويفتح له
الفتوح، فلا يبقى على ظهر الأرض إلاّ من يقول لا إله إلاّ الله.
فقال سلمان: يا رسول الله من أي ولدك هو؟ قال: من ولد
ابني هذا، وضرب بيده على الحسين»، ثمّ قال الكنجي
الشافعي: «قلت:
هذا حديث حسن رزقناه عالياً بحمد الله»([62]).
وأخرج أيضاً بسنده عن أبي سعيد الخدري، عن رسول الله’،
أنّه قال: «يا
فاطمة، إنّا أهل بيت أعطينا ست خصال لم يعطها أحد من الأوّلين، ولا يدركها أحد من
الآخرين غيرنا أهل البيت، نبيّنا خير الأنبياء وهو أبوك ... ومنّا مهدي الاُمّة
الذي يصلّي عيسى خلفه، ثم ضرب على منكب الحسين×، فقال: من هذا مهديّ الاُمّة»([63])، وعلّق الكنجي الشافعي
عن هذا الحديث قائلاً: «قلت:
هكذا أخرجه الدارقطني صاحب الجرح والتعديل»([64]).
2ـ في (عقد الدرر) للمقدسي الشافعي عن الإمام
الباقر× في حديث طويل جاء فيه: «والمهدي
يا جابر رجل من ولد الحسين»([65]).
3ـ في (كتاب الفتن) لابن حماد المروزي عن أبي قبيل، قال: «يخرج رجل من ولد الحسين، من قبل المشرق لو استقبلته الجبال لهدّها واتخذ فيها طرقاً»(