الباب
الرابع ـ العقائد
وفيه
فصول
الفصل
الأوّل: التوحيد
الفصل
الثاني: النبوّة وما يناسبها
الفصل
الثالث: الإمامة وما يناسبها
الفصل
الرابع: المعاد
الباب
الرابع ـ العقائد
وهو
يشتمل على أربعة فصول
الفصل
الأوّل: التوحيد
وفيه
ثمانية عشر موضوعا
الأوّل
ـ كيفيّة معرفة اللّه سبحانه وتعالى:
(821) 1 ـ البرقيّ رحمهالله:
عن أبيه، عن صفوان، قال: قلت لعبد صالح عليهالسلام: هل في
الناس استطاعة يتعاطون بها المعرفة؟
قال:
لا، إنّما هو تطوّل[1]
من اللّه.
قلت:
أ فلهم على المعرفة ثواب إذا كانوا ليس فيهم ما يتعاطونه بمنزلة الركوع
والسجود الذي أمروا به، ففعلوه؟
قال:
لا، إنّما هو تطوّل من اللّه عليهم، وتطوّل بالثواب[2].
الثاني ـ التوحيد وصفات اللّه
سبحانه وتعالى:
(822) 1 ـ محمّد بن يعقوب
الكلينيّ رحمهالله: محمّد بن أبي عبد اللّه، عمّن ذكره،
عن عليّ بن العبّاس، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن محمّد بن حكيم، قال:
وصفت لأبي إبراهيم عليهالسلام قول هِشام بن سالم الجِوالِيقيّ، وحكيت له قول هشام
بن
الحكم إنّه جسم.
فقال:
إنّ اللّه تعالى لا يشبهه شيء، أيّ فحش أو خنى[3] أعظم
من قول من
يصف خالق الأشياء بجسم أو صورة أو بخلقة أو بتحديد وأعضاء، تعالى اللّه عن
ذلك علوّا كبيرا[4].
(823) 2 ـ محمّد بن يعقوب
الكلينيّ رحمهالله: محمّد بن أبي عبد اللّه، عن محمّد بن
إسماعيل، عن عليّ بن العبّاس، عن الحسن بن عبد الرحمن الحِمّانيّ، قال: قلت لأبي
الحسن موسى بن جعفر عليهالسلام: إنّ هشام بن الحكم زعم أنّ اللّه جسم، ليس كمثله
شيء، عالم، سميع، بصير، قادر، متكلّم، ناطق، والكلام والقدرة والعلم يجري مجرى
واحد، ليس شيء منها مخلوقا.
فقال
عليهالسلام: قاتله اللّه، أما علم أنّ الجسم محدود، والكلام غير المتكلّم، معاذ
اللّه!
وأبرأ إلى اللّه من هذا القول، لا جسم، ولا صورة، ولا تحديد، وكلّ شيء سواه
مخلوق، إنّما تكون الأشياء بإرادته ومشيئته[5]، من
غير كلام ولا تردّد في نفس، ولا
نطق بلسان[6].
(824) 3 ـ محمّد بن يعقوب
الكلينيّ رحمهالله: عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى،
عن يونس، عن محمّد بن حكيم، قال: وصفت لأبي الحسن عليهالسلامقول هشام الجواليقيّ
وما يقول في الشابّ الموفّق، ووصفت له قول هشام بن الحكم.
فقال:
إنّ اللّه لا يشبهه شيء[7].
(825) 4 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ
رحمهالله: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد
البرقيّ، عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد، عن أبي الحسن موسى بن
جعفر عليهالسلام، قال: سئل عن معنى اللّه؟
فقال:
استولى على ما دقّ وجلّ[8].
(826) 5 ـ محمّد بن يعقوب
الكلينيّ رحمهالله: محمّد بن أبي عبد اللّه، عن محمّد بن
إسماعيل البَرْمَكيّ، عن عليّ بن عبّاس الخراذينيّ، عن الحسن بن راشد، عن يعقوب
ابن جعفر الجعفريّ، عن أبي إبراهيم عليهالسلام، قال: ذكر عنده قوم يزعمون أنّ
اللّه
تبارك وتعالى ينزل إلى السماء الدنيا.
فقال:
إنّ اللّه لا ينزل ولا يحتاج إلى أن ينزل، إنّما منظره في القرب والبعد سواء،
لم يبعد منه قريب، ولم يقرب منه بعيد، ولم يحتج إلي شيء، بل يُحتاج إليه، وهو ذو
الطول[9]، لا
إله إلاّ هو العزيز الحكيم.
أمّا
قول الواصفين: إنّه ينزل تبارك وتعالى، فإنّما يقول ذلك من ينسبه إلى نقص
أو زيادة، وكلّ متحرّك محتاج إلى من يحرّكه أو يتحرّك به، فمن ظنّ باللّه الظنون
هلك، فاحذروا في صفاته من أن تقفوا له على حدّ تحدّونه بنقص، أو زيادة، أو
تحريك، أو تحرّك، أو زوال، أو استنزال، أو نهوض، أو قعود، فإنّ اللّه جلّ وعزّ عن
صفة الواصفين، ونعت الناعتين، وتوهّم المتوهّمين، « وَ تَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ *
الَّذِى يَرَلـكَ حِينَ تَقُومُ * وَ تَقَلُّبَكَ فِى السَّـجِدِينَ »[10].[11].
(827) 6 ـ محمّد بن يعقوب
الكلينيّ رحمهالله: سهل، عن السِنديّ بن الربيع، عن
ابن أبي عمير، عن حفص أخي مُرازِم، عن المفضّل، قال: سألت أبا الحسن عليهالسلام،
عن
شيء من الصفة؟
فقال:
لا تجاوز ما في القرآن[12].
(828) 7 ـ محمّد بن يعقوب
الكلينيّ رحمهالله: وعن محمّد بن أبي عبد اللّه، رفعه عن
الحسن بن راشد، عن يعقوب بن جعفر، عن أبي إبراهيم عليهالسلام أنّه قال: لا أقول:
إنّه
قائم فأزيله عن مكانه، ولا أحدّه بمكان يكون فيه، ولا أحدّه أن يتحرّك في شيء من
الأركان والجوارح ، ولا أحدّه بلفظ شقّ فم، ولكن كما قال اللّه تبارك وتعالى: « كُن
فَيَكُونُ »[13]
بمشيئته من غير تردّد في نفس صمدا فردا لم يحتج إلى شريك يذكر له
ملكه[14]، ولا
يفتح له أبواب علمه[15].
8 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمهالله:
... محمّد بن حكيم، قال: كتب أبو الحسن
موسى بن جعفر عليهماالسلام إلى أبي: أنّ اللّه أعلى وأجلّ وأعظم من أن يبلغ كنه
صفته،
فصفوه بما وصف به نفسه، وكفّوا عمّا سوى ذلك[16].
9 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمهالله:
... عن عليّ بن سويد، قال: كتبت إلى
أبي الحسن موسى عليهالسلام، وهو في الحبس كتابا أسأله عن حاله، وعن مسائل كثيرة،
فاحتبس الجواب عليَّ أشهر، ثمّ أجابني بجواب هذه نسخته:
بسم
اللّه الرحمن الرحيم، الحمد للّه العليّ العظيم، الذي بعظمته، ونوره أبصر
قلوب المؤمنين، وبعظمته ونوره عاداه الجاهلون، وبعظمته ونوره ابتغى من في
السماوات ومن في الأرض، إليه الوسيلة بالأعمال المختلفة، والأديان المتضادّة،
فمصيب ومخطئ، وضالّ ومهتدي، وسميع وأصمّ، وبصير وأعمى حيران، فالحمد للّه
الذي عرف، ووصف دينه محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم.
أمّا
بعد، فإنّك امرؤ أنزلك اللّه من آل محمّد بمنزلة خاصّة ... [17].
10 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمهالله:
... فتح بن عبد اللّه مولى بني هاشم، قال:
كتبت إلى أبي إبراهيم عليهالسلام: أسأله عن شيء من التوحيد؟
فكتب
إليّ بخطّه: الحمد للّه الملهم عباده حمده، وفاطرهم على معرفة ربوبيّته،
الدالّ على وجوده بخلقه، وبحدوث خلقه على أزله، وباشتباههم على أن لا شبه له،
المستشهد بآياته على قدرته، الممتنعة من الصفات ذاته، ومن الأبصار رؤيته، ومن
الأوهام الإحاطة به، لا أمد لكونه، ولا غاية لبقائه، لا تشمله المشاعر، ولا تحجبه
الحجب، والحجاب بينه وبين خلقه، خلقه إيّاهم لامتناعه ممّا يمكن في ذواتهم،
ولإمكان ممّا يمتنع منه، ولافتراق الصانع من المسموع، والحادّ من المحدود، والربّ
من المربوب، الواحد بلا تأويل عدد، والخالق لا بمعنى حركة، والبصير لا بأداة،
والسميع لا بتفريق آلة، والشاهد لا بمماسّة، والباطن لا باجتنان، والظاهر البائن
لا
بتراخي مسافة، أزله نُهية لمجاول الأفكار، ودوامه ردع لطامحات العقول، قد حسر
كنهه نوافذ الأبصار، وقمع وجوده جوائل الأوهام.
أوّل
الديانة به معرفته، وكمال معرفته توحيده، وكمال توحيده نفي الصفات عنه،
بشهادة كلّ صفة أ نّها غير الموصوف، وشهادة الموصوف أ نّه غير الصفة، وشهادتهما
جميعا بالتثنية الممتنع منه الأزل، فمن وصف اللّه فقد حدّه، ومن حدّه فقد عدّه،
ومن
عدّه فقد أبطل أزله.
ومن
قال: كيف؟ فقد استوصفه، ومن قال: فيم؟ فقد ضمنه، ومن قال: عَلا مَ؟ فقد
جهله، ومن قال: أين؟ فقد أخلا منه، ومن قال: ما هو؟ فقد نعته، ومن قال: إلامَ؟
فقد غاياه.
عالم
إذ لا معلوم، وخالق إذ لا مخلوق، وربّ إذ لا مربوب، وكذلك يوصف ربّنا
وفوق ما يصفه الواصفون[18].
11 ـ أبو عمرو الكشّيّ رحمهالله:
... جعفر بن محمّد بن حكيم الخثعميّ، قال: اجتمع
هشام بن سالم، وهشام بن الحكم، وجميل بن درّاج، وعبد الرحمن بن الحجّاج،
ومحمّد بن حمران، وسعيد بن غزوان، ونحو من خمسة عشر رجلاً من أصحابنا،
فسألوا هشام بن الحكم أن يناظر هشام بن سالم فيما اختلفوا فيه من التوحيد، وصفة
اللّه عزّ وجلّ وغير ذلك، لينظروا أيّهما أقوى حجّة ... .
قال
جعفر بن محمّد بن حكيم: فكتب إلى أبي الحسن موسى عليهالسلام يحكي له
مخاطبتهم وكلامهم، ويسأله أن يعلّمه ما القول الذي ينبغي تدين اللّه به من صفة
الجبّار.
فأجابه
في عرض كتابه: فهمت رحمك اللّه، رحمك اللّه، إنّ اللّه أجلّ وأعلى
وأعظم من أن يبلغ كنه صفته، فصفوه بما وصف به نفسه، وكفّوا عمّا سوى ذلك[19].
(829) 12 ـ الشيخ الصدوق رحمهالله:
حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمهالله،
قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار، قال: حدّثنا الحسين بن الحسن بن أبان، عن
محمّد
ابن أُورَمَة، قال: حدّثنا يحيى بن يحيى، عن عبد اللّه بن الصامت، عن عبد الأعلى،
عن العبد الصالح موسى بن جعفر عليهماالسلام، قال: إنّ اللّه - لا إله إلاّ هو -
كان حيّا بلا
كيف ولا أين، ولا كان في شيء، ولا كان على شيء، ولا ابتدع لمكانه مكانا، ولا
قوي بعد ما كوّن الأشياء، ولا يشبهه شيء يكوّن، ولا كان خلوا من القدرة على
الملك قبل إنشائه، ولا يكون خلوا من القدرة بعد ذهابه.
كان
عزّ وجلّ إلها حيّا بلا حياة حادثة، ملكا قبل أن ينشئ شيئا، ومالكا بعد
إنشائه، وليس للّه حدّ، ولا يعرف بشيء يشبهه، ولا يهرم للبقاء، ولا يصعق لدعوة
شيء، ولخوفه تصعق الأشياء كلّها.
وكان
اللّه حيّا بلا حياة حادثة، ولا كون موصوف، ولا كيف محدود، ولا أين
موقوف، ولا مكان ساكن، بل حيّ لنفسه، ومالك لم يزل له القدرة، أنشأ ما شاء حين
شاء بمشيئته و قدرته، كان أوّلاً بلا كيف، ويكون آخرا بلا أين، وكلّ شيء هالك إلاّ
وجهه، له الخلق والأمر، تبارك ربّ العالمين[20].
(830) 13 ـ الشيخ الصدوق رحمهالله:
حدّثنا عليّ بن الحسين بن الصلت رضىاللهعنه، قال:
حدّثنا محمّد بن أحمد بن عليّ بن الصلت، عن عمّه أبي طالب عبد اللّه بن الصلت،
عن يونس بن عبد الرحمن، قال: قلت لأبي الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام: لأيّ علّة
عرج اللّه بنبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى السماء، ومنها إلى سدرة المنتهى،
ومنها إلى حجب النور،
وخاطبه و ناجاه هناك، واللّه لا يوصف بمكان؟
فقال
عليهالسلام: إنّ اللّه تبارك وتعالى لا يوصف بمكان، ولا يجري عليه زمان، ولكنّه
عزّ وجلّ أراد أن يشرّف به ملائكته وسكّان سماواته، ويكرّمهم بمشاهدته، ويريه
من عجائب عظمته ما يخبر به بعد هبوطه، وليس ذلك على ما يقول المشبّهون،
سبحان اللّه وتعالى عمّا يشركون[21].
(831) 14 ـ الشيخ الصدوق رحمهالله:
حدّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد بن عمران
الدقّاق رحمهالله، قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفيّ، قال: حدّثنا
محمّد بن إسماعيل
البرمكيّ، عن عليّ بن العبّاس، عن الحسن بن راشد، عن يعقوب بن جعفر
الجعفريّ، عن أبي إبراهيم موسى بن جعفر عليهماالسلام أنّه قال: إنّ اللّه تبارك
وتعالى كان
لم يزل بلا زمان ولا مكان، وهو الآن كما كان لا يخلو منه مكان، ولا يشغل به مكان،
ولا يحلّ في مكان، « مَا يَكُونُ مِن
نَّجْوَى ثَلَـثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَ لاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ
سَادِسُهُمْ وَ لاَ أَدْنَى مِن ذَ لِكَ وَ لاَ أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ
أَيْنَ مَا كَانُوا »[22]، ليس
بينه وبين
خلقه حجاب غير خلقه، احتجب بغير حجاب محجوب، واستتر بغير ستر مستور،
لا إله إلاّ هو الكبير المتعال[23].
15 ـ الشيخ الصدوق رحمهالله:
... أحمد بن سليمان، قال: سأل رجل
أبا الحسن عليهالسلاموهو في الطواف، فقال له: أخبرني عن الجواد؟
فقال
عليهالسلام: ... وإن كنت تعني الخالق فهو الجواد إن أعطى، وهو الجواد إن منع،
لأنّه إن أعطى عبدا أعطاه ما ليس له، وإن منع منع ما ليس له[24].
16 ـ الشيخ الصدوق رحمهالله:
... عن طاهر بن حاتم بن ماهويه، قال: كتبت إلى
الطيّب - يعني أبا الحسن موسى - عليهالسلام: ما الذي لا تجزىء معرفة الخالق
بدونه؟
فكتب
عليهالسلام: ليس كمثله شيء، ولم يزل سميعا وعليما وبصيرا، وهو الفعّال لما
يريد[25].
الثالث ـ علم اللّه جلّ جلاله:
1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمهالله:
... الكاهليّ، قال: كتبت إلى أبي الحسن عليهالسلام
في دعاء «الحمد للّه منتهى علمه».
فكتب
إليّ لا تقولنّ: منتهى علمه، فليس لعلمه منتهى، ولكن قل: منتهى
رضاه[26].
(832) 2 ـ الشيخ الصدوق رحمهالله:
وبهذا الإسناد [حدّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد بن
عمران الدقّاق رحمهالله، قال: حدّثنا
محمّد بن جعفر الأسديّ، عن موسى بن عمران]،
عن الحسين بن يزيد، عن يحيى بن أبي يحيى، عن عبد اللّه بن الصامت، عن عبد
الأعلى، عن العبد الصالح موسى بن جعفر عليهماالسلام، قال: علم اللّه لا يوصف منه
بأين،
ولا يوصف العلم من اللّه بكيف، ولا يفرد العلم من اللّه، ولا يبان اللّه منه، وليس
بين اللّه وبين علمه حدّ[27].
(833) 3 ـ الشيخ الصدوق رحمهالله:
حدّثنا الشريف أبو عليّ محمّد بن أحمد بن محمّد
ابن عبد اللّه بن الحسن بن الحسين بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهمالسلام،
قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن قُتَيْبَة النيسابوريّ، عن الفضل بن شاذان، عن محمّد
بن
أبي عمير، قال: سألت أبا الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام، عن معنى قول رسول
اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم: الشقيّ من شقي في بطن أُمّه، والسعيد من سعد في
بطن أُمّه؟
فقال:
الشقيّ من علم اللّه وهو في بطن أُمّه أنّه سيعمل أعمال الأشقياء، والسعيد
من علم اللّه، وهو في بطن أُمّه أنّه سيعمل أعمال السعداء.
قلت
له: فما معنى قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم اعملوا فكلّ ميّسر لما خلق له؟
فقال:
إنّ اللّه عزّ وجلّ خلق الجنّ والإنس ليعبدوه، ولم يخلقهم ليعصوه، وذلك
قوله عزّ وجلّ: « وَ مَا خَلَقْتُ
الْجِنَّ وَ الاْءِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ »[28]،
فيسّر كلاًّ لما خلق له،
فالويل لمن استحبّ العمى على الهدى[29].
الرابع ـ معنى الصمد:
(834) 1 ـ الشيخ الصدوق رحمهالله:
حدّثنا أبي رحمهالله، قال: حدّثني سعد بن عبد اللّه،
قال: حدّثنا محمّد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبد الرحمن، عن الربيع بن
مسلم، قال: سمعت أبا الحسن عليهالسلام وسئل عن الصمد؟
فقال:
الصمد الذي لا جوف له[30].
الخامس ـ معنى إرادة اللّه:
(835) 1 ـ محمّد بن يعقوب
الكلينيّ رحمهالله: أحمد بن إدريس، عن محمّد بن عبد
الجبّار، عن صفوان بن يحيى، قال: قلت لأبي الحسن عليهالسلام: أخبرني عن الإرادة
من
اللّه ومن الخلق؟
قال:
فقال عليهالسلام: الإرادة من الخلق الضمير، وما يبدو لهم بعد ذلك من الفعل، وأمّا
من اللّه تعالى فإرادته إحداثه لا غير ذلك، لأ نّه لا يُروّي[31] ولا
يهمّ ولا يتفكّر،
وهذه الصفات منفيّة عنه وهي صفات الخلق، فإرادة اللّه الفعل لا غير ذلك، يقول له:
كن فيكون بلا لفظ، ولا نطق بلسان، ولا همّة ولا تفكّر، ولا كيف لذلك كما أ نّه لا
كيف له[32].
السادس ـ معنى إرادة اللّه
ومخالفته لأمره ونهيه:
(836) 1 ـ أبو منصور الطبرسيّ رحمهالله:
عن داود بن قَبِيصَة، قال: سمعت
الرضا عليهالسلاميقول: سئل أبي عليهالسلام، هل منع اللّه عمّا أمر به؟ وهل نهى
عمّا أراد؟ وهل
أعان على ما لم يرد؟
فقال
عليهالسلام: أمّا ما سألت (هل منع اللّه عمّا أمر به) فلا يجوز ذلك، ولو جاز ذلك
لكان قد منع إبليس عن السجود لآدم، ولو منع إبليس لعذره، ولم يلعنه.
وأمّا
ما سألت (هل نهى عمّا أراد) فلا يجوز ذلك، ولو جاز ذلك لكان حيث نهى
آدم عن أكل الشجرة أراد منه أكلها، ولو أراد منه أكلها لما نادى عليه صبيان
الكتاتيب « وَ عَصَى ءَادَمُ رَبَّهُو فَغَوَى
»[33]
واللّه تعالى لا يجوز عليه أن يأمر بشيء،
ويريد غيره.
وأمّا
ما سألت عنه من قولك: (هل أعان على ما لم يرد) فلا يجوز ذلك، وجلّ اللّه
تعالى عن أن يعين على قتل الأنبياء وتكذيبهم، وقتل الحسين بن عليّ عليهماالسلام
والفضلاء من ولده، وكيف يعين على ما لم يرد؟
وقد
أعدّ جهنّم لمخالفيه، ولعنهم على تكذيبهم لطاعته، وارتكابهم لمخالفته، ولو
جاز أن يعين على ما لم يرد لكان أعان فرعون على كفره وادّعائه أنّه ربّ العالمين،
أفترى أراد اللّه من فرعون أن يدّعي الربوبيّة، يستتاب قائل هذا القول، فإن تاب
من كذبه على اللّه، وإلاّضربت عنقه[34].
السابع ـ الجبر والتفويض:
(837) 1 ـ أبو منصور الطبرسيّ رحمهالله:
وروي عن أبي محمّد الحسن بن عليّ بن
محمّد العسكريّ عليهمالسلام: أنّ أبا الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام قال: إنّ
اللّه خلق الخلق
فعلم ما هم إليه صائرون، فأمرهم ونهاهم، فما أمرهم به من شيء فقد جعل لهم
السبيل إلى الأخذ به، وما نهاهم عنه من شيء فقد جعل لهم السبيل إلى تركه.
ولا
يكونون آخذين ولا تاركين إلاّ بإذنه، وما جبر اللّه أحدا من خلقه على
معصيته، بل اختبرهم بالبلوى، كما قال تعالى: «لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ
عَمَلاً»[35].[36].
الثامن ـ القضاء والقدر
والمشيئة:
(838) 1 ـ محمّد بن يعقوب
الكلينيّ رحمهالله: روى عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن
محمّد بن خالد، عن زكريّا بن عمران، عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام، قال:
لا
يكون شيء في السموات ولا في الأرض إلاّ بسبع، بقضاء وقدر وإرادة ومشيئة
وكتاب وأجل وإذن، فمن زعم غير هذا فقد كذب
على اللّه، أو ردّ على اللّه عزّ وجلّ[37].
(839) 2 ـ محمّد بن يعقوب
الكلينيّ رحمهالله: عليّ بن محمّد بن عبد اللّه، عن أحمد
ابن أبي عبد اللّه، عن أبيه، عن محمّد بن سليمان الديلميّ، عن عليّ بن إبراهيم
الهاشميّ، قال: سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام، يقول: لا يكون شيء إلاّ
ما
شاء اللّه، وأراد، وقدّر وقضى.
قلت:
ما معنى شاء؟
قال:
ابتداء الفعل، قلت: ما معنى قدّر؟
قال:
تقدير الشيء من طوله وعرضه، قلت: ما معنى قضى؟
قال:
إذا قضى أمضاه، فذلك الذي لا مردّ له[38].
(840) 3 ـ الشيخ المفيد رحمهالله:
قال يونس بن عبدالرحمن يوما لموسى بن
جعفر عليهماالسلام: أين كان ربّك حين لا سماء مبنيّة، ولا أرضا مدحيّة؟
قال:
كان نورا في نور، ونورا على نور، خلق من ذلك النور ماء منكدرا، فخلق
من ذلك الماء ظلمة، فكان عرشه على تلك الظلمة.
قال:
إنّما سألتك عن المكان؟
قال:
قال: كلّما قلت: أين؟ فأين هو المكان.
قال:
وصفت فأجدت، إنّما سألتك عن المكان الموجود المعروف؟
قال:
كان في علمه لعلمه، فقصر علم العلماء عند علمه.
قال:
إنّما سألتك عن المكان؟
قال:
يا لُكَع[39]!
أليس قد أجبتك أنّه كان في علمه لعلمه، فقصر علم العلماء عند
علمه[40].
التاسع ـ في عفو اللّه وكرمه:
(841) 1 ـ محمّد بن يعقوب
الكلينيّ رحمهالله: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن
أبي عمير، عن عليّ بن عطيّة، عن أبي عبد اللّه عليهالسلام، قال: كنت عنده، وسأله
رجل
عن رجل يجيء منه الشيء على حدّ الغضب يؤاخذه اللّه به.
فقال:
اللّه أكرم من أن يستغلق[41]
عبده.
وفي
نسخة أبي الحسن الأوّل عليهالسلام يستقلق عبده[42].
العاشر ـ في الردّ على
القدريّة:
(842) 1 ـ أبو عمرو الكشّيّ رحمهالله:
حدّثني إبراهيم الوَرّاق السمرقنديّ، قال:
حدّثني عليّ بن محمّد القمّيّ، قال: حدّثني عبد اللّه بن محمّد بن عيسى، عن ابن
أبي عمير، عن هِشام بن سالم، قال: قال أبو الحسن عليهالسلام: قولوا لهشام: يكتب
إليّ بما
يردّ به القدريّة.
قال:
فكتب إليه يسأل القدريّة: أعصى اللّه من عصى، لشيء من اللّه، أو لشيء
كان من الناس، أو لشيء لم يكن من اللّه ولا من الناس؟
قال:
فلمّا دفع الكتاب إليه، قال لهم: ادفعوه إلى الجرميّ، فدفعوه إليه، فنظر فيه ثمّ
قال: ما صنع شيئا؟
فقال
أبو الحسن عليهالسلام: ما ترك شيئا.
قال
أبو أحمد: وأخبرني: أنّه كان الرسول بهذا إلى الصادق عليهالسلام[43].
الحادي عشر ـ كيفيّة خلق
الأنبياء والمؤمنين:
(843) 1 ـ محمّد بن يعقوب
الكلينيّ رحمهالله: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن
إسماعيل بن مرّار، عن يونس، عن بعض أصحابنا، عن أبي الحسن صلوات اللّه
عليه، قال: إنّ اللّه خلق النبيّين على النبوّة، فلا يكونون إلاّ أنبياء.
وخلق
المؤمنين على الإيمان، فلا يكونون إلاّ مؤمنين، وأعار قوما إيمانا، فإن شاء
تمّمه لهم، وإن شاء سلبهم إيّاه.
قال:
وفيهم جرت « فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ»[44]،
وقال لي: إنّ فلانا كان مستودعا
إيمانه، فلمّا كذب علينا سلب إيمانه ذلك[45].
الثاني عشر ـ خلق الإنسان على
مثال الأرض:
(844) 1 ـ الشيخ المفيد رحمهالله:
قال العالم عليهالسلام: خلق اللّه عالمين متّصلين، فعالم
علويّ وعالم سفليّ، وركّب العالمين جميعا في ابن آدم، وخلقه كرويّا مدوّرا، فخلق
اللّه رأس ابن آدم كقبّة الفلك، وشعره كعدد النجوم، وعينيه كالشمس والقمر،
ومنخريه كالشمال والجنوب، وأذنيه كالمشرق و المغرب، وجعل لمحه كالبرق، وكلامه
كالرعد، ومشيه كسير الكواكب، وقعوده كشرفها وغفوه كهبوطها، وموته
كاحتراقها، وخلق في ظهره أربعة وعشرين فقرة كعدد ساعات الليل والنهار،
وخلق له ثلاثين معى كعدد الهلال ثلاثين يوما، وخلق له اثنى عشر عضوا وهو
مقدار ما تقيم الجنين في بطن أُمّه، وعجنه من مياه أربعة، فخلق المالح في عينيه
فهما لا
يذوبان في الحرّ ولا يخمدان في البرد،
وخلق المرّ في أذنيه لكيلا تقربها الهوامّ، وخلق
المنيّ في ظهره لكيلا يعتريه الفساد.
وخلق
العذب في لسانه، فشهد آدم أن لا إله إلاّ اللّه، وخلقه بنفس وجسد وروح
فروحه التي لا تفارقه إلاّ بفراق الدنيا، وبنفسه التي يرى بها الأحلام والمقامات،
وجسمه هو الذي يبلى ويرجع إلى التراب.[46]
الثالث عشر ـ حدّ استطاعة
العبد:
(845) 1 ـ الشيخ الصدوق رحمهالله:قال
الشيخ أبو جعفر رحمهالله: اعتقادنا في ذلك ما قاله
موسى بن جعفر عليهماالسلام حين قيل له: أيكون العبد مستطيعا؟
قال:
نعم بعد أربع خصال: أن يكون مخلّى السرب، صحيح الجسم، سليم
الجوارح، له سبب وارد من اللّه تعالى، فإذا تمّت هذه فهو مستطيع.
فقيل
له: مثل أيّ شيء؟
فقال
عليهالسلام: يكون الرجل مخلّى السرب، صحيح الجسم، سليم الجوارح، لا يقدر
أن يزني إلاّ أن يرى امرأة، فإذا وجد المرأة فإمّا أن يعصم فيمتنع كما امتنع
يوسف عليهالسلام، وإمّا أن يخلّي السرب بينه وبينها، فيزني فهو زان ولم يطع اللّه
بإكراه
ولم يعص بغلبة[47].
الرابع عشر ـ قوائم بيت خلقه
اللّه من نور:
(846) 1 ـ النعمانيّ رحمهالله:
أخبرنا سلامة بن محمّد، قال: أخبرنا الحسن بن عليّ بن
مهزيار، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد السيّاريّ، عن أحمد بن هِلال، قال: وحدّثنا
عليّ
ابن محمّد بن عبيد اللّه الخبائيّ، عن أحمد بن هلال، عن أُميّة بن ميمون
الشَعِيريّ،
عن زياد القنديّ، قال: سمعت أبا إبراهيم موسى بن جعفر بن محمّد عليهمالسلام،
يقول: إنّ
[ا] للّه عزّ وجلّ [خلق] بيتا من نور جعل قوائمه أربعة أركان، [كتب عليها أربعة
أسماء]: تبارك، وسبحان، والحمد، واللّه.
ثمّ
خلق من الأربعة أربعة، ومن الأربعة أربعة، ثمّ قال جلّ وعزّ: « إِنَّ عِدَّةَ
الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا »[48][49].
الخامس عشر ـ خلق العقل
وعظمته:
(847) 1 ـ أبو الفضل الطبرسيّ رحمهالله:
قال أبو الحسن عليهالسلام: إنّ اللّه خلق العقل،
فقال له: أقبل وأدبر، فأقبل وأدبر، فقال: وعزّتي! ما خلقت شيئا أحسن منك
وأحبّ إليّ منك، بك آخذ، وبك أعطي[50].
السادس عشر ـ الحلول ومن اعتقد
به:
1 ـ أبو عمرو الكشّيّ رحمهالله:
... يونس بن بهمن، قال: قال لي يونس: اكتب إلى
أبي الحسن عليهالسلام، فاسأله عن آدم، هل فيه من جوهريّة اللّه شيء؟
قال:
فكتب إليه، فأجابه: هذه المسألة مسألة رجل على غير السنّة ... [51].
السابع عشر ـ خلق الأرواح
والأبدان:
(848) 1 ـ أبو جعفر الطبريّ رحمهالله:
أخبرني أبو الحسين، عن أبيه، عن ابن همّام،
قال: حدّثنا سعدان بن مسلم، عن جَهْم بن أبي جَهْمَة، قال: سمعت أبا الحسن
موسى عليهالسلام يقول: إنّ اللّه (تبارك وتعالى) خلق الأرواح قبل الأبدان بألفي
عام، ثمّ
خلق الأبدان بعد ذلك، فما تعارف منها في السماء تعارف في الأرض، وما تناكر منها
في السماء تناكر في الأرض، فإذا قام القائم عليهالسلام ورّث الأخ في الدين، ولم
يورّث الأخ
في الولادة، وذلك قول اللّه (عزّ وجلّ) في كتابه:
« قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ»[52]، «فَإِذَا
نُفِخَ فِى الصُّورِ فَلاَ أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَـلـءِذٍ
وَ لاَ يَتَسَآءَلُونَ »[53]،[54].
الثامن عشر ـ سرور اللّه تعالى
وأولياؤه لرفع الظلم عن العباد:
1 ـ العلاّمة المجلسيّ رحمهالله:
من كتاب قضاء حقوق المؤمنين لأبي عليّ بن طاهر
الصوريّ بإسناده عن رجل من أهل الري، قال: وُلّي علينا بعض كتّاب يحيى بن
خالد، وكان عليَّ بقايا، يطالبني بها، وخفت من إلزامي إيّاها خروجا عن نعمتي،
وقيل لي: إنّه ينتحل هذا المذهب، فخفت أن أمضي إليه، فلا يكون كذلك فأقع فيما لا
أحبّ، فاجتمع رأيي على أنّي هربت إلى اللّه تعالى، وحججت ولقيت مولاي الصابر
ـ يعني موسى بن جعفر عليهماالسلام ـ
فشكوت حالي إليه، فأصحبني مكتوبا نسخته:
بسم اللّه الرحمن الرحيم، اعلم أنّ للّه تحت عرشه ظلاّ لا
يسكنه إلاّ من أسديإلى
أخيه معروفا، أو نفّس عنه كربة، أو أدخل على قلبه سرورا، وهذا أخوك، والسلام.
قال:
فعدت من الحجّ إلى بلدي، ومضيت إلى الرجل ليلاً، واستأذنت عليه
وقلت: رسول الصابر عليهالسلام، فخرج إليّ حافيا ماشيا ... فأخرجت إليه كتابه عليهالسلام
فقبّله قائما وقرأه ثمّ استدعى بماله وثيابه، فقاسمني ... وأعطاني قيمة ما لم يمكن
قسمته، وفي كلّ شيء من ذلك يقول: يا أخي! هل سررتك؟
فأقول:
إي، واللّه! وزدت على السرور، ثمّ استدعى العمل، فأسقط ما كان باسمي
وأعطاني براءة ممّا يتوجّه عليّ منه، وودّعته، وانصرفت عنه.
فقلت:
لا أقدر على مكافاة هذا الرجل إلاّ بأن أحجّ في قابل، وأدعو له، وألقى
الصابر عليهالسلام، وأعرّفه فعله، ففعلت ولقيت مولاي الصابر عليهالسلام، وجعلت
أحدّثه
ووجهه يتهلّل فرحا، فقلت: يا مولاي! هل سرّك ذلك؟
فقال:
إي، واللّه! لقد سرّني وسرّ أمير المؤمنين، واللّه! لقد سرّ جدّي
رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم، ولقد سرّ اللّه تعالى[55].
الفصل
الثاني: النبوّة وما يناسبها
وفيه
ثلاثة أمور
(أ) ـ
الأنبياء عليهمالسلام
وفيه
اثنا عشر موضوعا
الأوّل
ـ اليوم الذي فيه خلق اللّه الأنبياء والأوصياء عليهمالسلام :
(849) 1 ـ الصفّار رحمهالله:
حدّثنا محمّد بن حَمّاد، عن أخيه أحمد بن حمّاد، عن
إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبيه، عن أبي
الحسن الأوّل عليهالسلام، قال: سمعته يقول: خلق
اللّه الأنبياء والأوصياء يوم الجمعة، و هو اليوم الذي أخذ اللّه فيه ميثاقهم،
وقال:
خلقنا نحن وشيعتنا من طينة مخزونة، لا يشذّ منها شاذّ إلى يوم القيمة[56].
الثاني ـ نقش خاتم بعض
الأنبياء عليهمالسلام:
(850) 1 ـ الشيخ الصدوق رحمهالله:
حدّثنا أبي رضىاللهعنه، قال: حدّثنا أحمد بن إدريس،
عن محمّد بن أحمد، عن عبد اللّه بن أحمد، عن محمّد بن عليّ الصيرفيّ، عن الحسين بن
خالد، قال: قلت لأبي الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام: ما كان نقش خاتم آدم؟
فقال:
«لا إله إلاّ اللّه، محمّد رسول اللّه»،
هبط به آدم معه من الجنّة،
وإنّ نوحا عليهالسلام لمّا ركب السفينة
أوحى اللّه عزّ وجلّ إليه: يا نوح! إن خفت الغرَق
فهلّلني ألفا، ثمّ سلني النجاة، أنجك من الغرَق، ومن آمن معك.
قال:
فلمّا استوى نوح ومن معه في السفينة، و عصفت عليهم الريح، فلم يأمن نوح
من الغرق، فأعجلته الريح فلم يدرك أن يهلّل ألفا، فقال بالسريانيّة: «هلوليا ألفا
ألفا، يا ماريا أتقن»، قال: فاستوى القلس[57]،
واستمرّت السفينة.
فقال
نوح عليهالسلام: إنّ كلاما نجّاني اللّه به من الغرق لحقيق أن لا يفارقني، فنقش
في
خاتمه: لا إله إلاّ اللّه - ألف مرّة - ياربّ! أصلحني.
وكان
نقش خاتم سليمان بن داود عليهماالسلام: سبحان من ألجم الجنّ بكلماته، وإنّ
إبراهيم عليهالسلام لمّا وضع في المنجنيق غضب جبرئيل عليهالسلام، فأوحى اللّه
عزّ وجلّ إليه: يا
جبرئيل! ما يغضبك؟
قال:
يا ربّ إبراهيم خليلك، ليس على وجه الأرض أحد يعبدك غيره، سلّطت
عليه عدوّك و عدوّه.
فأوحى
اللّه إليه اسكت، فإنّما يعجل العبد الذي هو مثلك يخاف الفوت. فأمّا أنا
فهو عبدي آخذه إذا شئت، قال: فطابت نفس جبرئيل، ثمّ التفت إلى إبراهيم عليهالسلام،
فقال: هل لك من حاجة؟
فقال:
أمّا إليك فلا، فأهبط اللّه عزّ وجلّ عندها خاتما فيه ستّة أحرف: «لا إله إلاّ
اللّه، محمّد رسول اللّه، لا حول ولا قوّة إلاّ باللّه، فوّضت أمري إلى اللّه،
أسندت ظهري إلى اللّه، حسبي اللّه».
قال:
فأوحى اللّه عزّ وجلّ إليه بأن تختّم بهذا الخاتم، فإنّي أجعل النار عليك بردا
وسلاما[58].
الثالث ـ أخلاق الأنبياء عليهمالسلام
1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمهالله:
... الحسن بن جهم، قال:
رأيت
أباالحسن عليهالسلام اختضب، فقلت: جعلت فداك، اختضبت!
فقال:
نعم ... ثمّ قال: من أخلاق الأنبياء التنظّف والتطيّب، وحلق الشعر، وكثرة
الطروقة ... [59].
الرابع ـ خصال الانبياء عليهمالسلام:
(851) 1 ـ محمّد بن يعقوب
الكلينيّ رحمهالله: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد
ابن خالد، عن بعض أصحابه، عن أبي شعيب المحامليّ، عن أبي الحسن عليهالسلام، قال:
قال: في الديك خمس خصال من خصال الأنبياء عليهمالسلام: السخاء، والشجاعة،
والقناعة، والمعرفة بأوقات الصلوات، وكثرة الطروقة، والغيرة[60].
الخامس ـ خصال الأنبياء عليهمالسلام
وأولادهم وأتباعهم:
(852) 1 ـ الشيخ المفيد رحمهالله:
محمّد بن عليّ، قال: حدّثنا أبي، عن سعد بن عبد
اللّه، عن الحسن بن موسى، عن إسماعيل بن مِهْران، عن عليّ بن عثمان، عن
أبي الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام، قال: إنّ الأنبياء وأولاد الأنبياء، وأتباع
الأنبياء
خصّوا بثلاث خصال: السقم في الأبدان، وخوف السلطان، والفقر[61].
السادس ـ أنّهم عليهمالسلام
هم الأسخياء:
1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمهالله:
... عن مهديّ، عن أبي الحسن موسى عليهالسلام،
قال: السخيّ الحسن الخلق في كنف اللّه، لا يستخلي اللّه منه حتّى يدخله الجنّة.
وما
بعث اللّه عزّ وجلّ نبيّا ولا وصيّا إلاّ سخيّا ... [62].
السابع ـ العطر من سنن
الأنبياء عليهمالسلام:
(853) 1 ـ محمّد بن يعقوب
الكلينيّ رحمهالله: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن
أبي عبد اللّه، عن محمّد بن عليّ، عن
العبّاس بن موسى، قال: سمعت أبي عليهالسلام، يقول:
العطر من سنن المرسلين[63].
الثامن ـ تنزيه الأنبياء عليهمالسلام
عن البخل:
(854) 1 ـ الراونديّ رحمهالله:
عن ابن بابويه، حدّثنا أحمد بن يحيى المكتّب، حدّثنا
أحمد بن محمّد الورّاق أبو الطيّب، حدّثنا عليّ بن هارون الحِمْيَريّ، حدّثنا عليّ
بن
محمّد بن سليمان إلنَوْفَليّ، عن أبيه، عن عليّ بن يقطين، قال: قلت لأبي الحسن
موسى عليهالسلام: أيجوز أن يكون نبيّ اللّه بخيلاً؟
فقال:
لا، قلت: فقول سليمان: « هَبْ لِى مُلْكًا
لاَّ يَنمـبَغِى لِأَحَدٍ مِّنم بَعْدِى
»[64] ما
وجهه؟
قال:
إنّ الملك ملكان: ملك مأخوذ بالغلبة، والقهر، والجور.
وملك
مأخوذ من قبل اللّه تعالى، فقال سليمان: «
هَبْ لِى مُلْكًا لاَّ يَنمـبَغِى لِأَحَدٍ
مِّنم بَعْدِى » أن يقول: إنّه
مأخوذ بالقهر، والغلبة.
فقلت:
قول رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم: «رحم
اللّه أخي سليمان ما كان أبخله».
فقال:
لقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم وجهان: أحدهما: ما كان أبخله بعرضه، وسوء القول
فيه.
والآخر:
ما كان أبخله إن أراد ما يذهب إليه الجهّال.
ثمّ
قال عليهالسلام: قد أوتينا ما أوتي سليمان، وما لم يؤت أحد من العالمين، قال
اللّه
تعالى في قصّة سليمان: « هَـذَا
عَطَـآؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ »، وقال
عزّ وجلّ في قصّة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم: « وَ مَآ ءَاتَـلـكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ مَا نَهَـلـكُمْ عَنْهُ
فَانتَهُوا »[65].
وقصّة
بلقيس معه معروفة، وهي في القرآن[66].
التاسع ـ ما بعث اللّه عزّ
وجلّ أنبيائه عليهمالسلام إلاّ ليعقلوا عن اللّه:
1 ـ ابن شعبة الحرّانيّ رحمهالله:
وروي عن الإمام الكاظم عليهالسلام ... .
يا
هشام! ما بعث اللّه أنبياءه ورسله إلى عباده إلاّ ليعقلوا عن اللّه فأحسنهم
استجابةً أحسنهم معرفةً للّه، وأعلمهم بأمر اللّه أحسنهم عقلاً، وأعقلهم أرفعهم
درجة في الدنيا والآخرة ... [67].
العاشر ـ أنّهم والأوصياء عليهمالسلام
حجج اللّه الظاهرة:
1 ـ ابن شعبة الحرّانيّ رحمهالله:
وروي عن الإمام الكاظم عليهالسلام ... .
يا
هشام! إنّ للّه على الناس حجّتين، حجّة ظاهرة، وحجّة باطنة، فأمّا الظاهرة
فالرسل والأنبياء والأئمّة، وأمّا الباطنة فالعقول ... [68].
الحادي عشر ـ فضل الأنبياء عليهمالسلام
على غيرهم:
1 ـ ابن شعبة الحرّانيّ رحمهالله:
وروي عن الإمام الكاظم عليهالسلام ... .
وما
بعث اللّه نبيّا إلاّ عاقلاً حتّى يكون عقله أفضل من جميع جهد
المجتهدين ... [69].
الثاني عشر ـ فضل بعض الأنبياء
عليهمالسلام على بعض:
(855) 1 ـ البرقيّ رحمهالله:
محمّد بن عيسى اليقطينيّ، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه
الدهقان، عن درست بن أبي منصور الواسطيّ، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن
أبي الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام، قال: ما بعث اللّه نبيّا قطّ إلاّ عاقلاً،
وبعض النبيّين
أرجح من بعض، وما استخلف داود سليمان حتّى اختبر عقله، واستخلف داود
سليمان وهو ابن ثلاثة عشر سنة، وملك ذو القرنين وهو ابن اثني عشر سنة ومكث
في ملكه ثلاثين سنة[70].
(ب) ـ
بعض الأنبياء السلف عليهمالسلام
وهم
ثلاثة عشر نبيّا
الأول ـ آدم عليهالسلام:
ـ نزول الرحمة على آدم عليهالسلام:
1 ـ الشيخ الصدوق رحمهالله:
روي عن موسى بن جعفر عليهماالسلام أنّه قال: في خمسة
وعشرين من ذي القعدة أنزل اللّه عزّ وجلّ الكعبة البيت الحرام ... وهو أوّل يوم
أنزلت فيه الرحمة من السماء على آدم عليهالسلام[71].
الثاني ـ نوح عليهالسلام:
وفيه أمران
ـ استقرار سفينته عليهالسلام على الجوديّ
وطوافها بالبيت:
(856) 1 ـ محمّد بن يعقوب
الكلينيّ رحمهالله: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن
أبي عبد اللّه، عن أبيه، عن عليّ بن الحكم، رفعه إلى أبي بصير، قال: دخلت على أبي
الحسن موسى عليهالسلام، في السنة التي قبض فيها أبو عبد اللّه عليهالسلامفقلت:
جعلت فداك،
مالك ذبحت كبشا، ونحر فلان بدنة؟
فقال:
يا أبا محمّد! إنّ نوحا عليهالسلام كان في السفينة، وكان فيها ما شاء اللّه،
وكانت
السفينة مأمورة، فطافت بالبيت، وهو طواف النساء، وخلّي سبيلها نوح عليهالسلام،
فأوحى اللّه عزّ وجلّ إلى الجبال: أنّي واضع سفينة نوح عبدي على جبل منكنّ،
فتطاولت وشمخت وتواضع الجوديّ[72]، وهو
جبل عندكم، فضربت السفينة
بجؤجؤها[73]
الجبل.
قال:
فقال نوح عليهالسلام عند ذلك: يا ماري! أتقن، وهو بالسريانيّة: يا ربّ! أصلح،
قال: فظننت أنّ أبا الحسن عليهالسلام عرّض بنفسه[74].
(857) 2 ـ محمّد بن يعقوب
الكلينيّ رحمهالله: محمّد بن يحيى، عن بعض أصحابه،
عن الوشّاء، عن عليّ بن أبي حمزة، قال: قال لي أبو الحسن عليهالسلام: إنّ سفينة
نوح كانت
مأمورة طافت بالبيت حيث غرقت الأرض، ثمّ أتت منى في أيّامها، ثمّ رجعت
السفينة وكانت مأمورة وطاف بالبيت طواف النساء[75].
ـ حجّه عليهالسلام
وقضاء مناسكه:
1 ـ أبو جعفر الطبريّ رحمهالله:
... عن أبي بصير، قال: سمعت العبد الصالح عليهالسلام
يقول: ...
قال أبو بصير: جعلت فداك! ما بالك حججت العام، ونحر عبد اللّه جزورا؟
قال: إنّ نوحا لمّا ركب السفينة، وحمل فيها من كلّ زوجين
اثنين، حمل كلّ شيء، إلاّ
ولد الزنا، فإنّه لم يحمله، وقد كانت السفينة مأمورة، فحجّ نوح فيها، وقضى مناسكه
... [76].
الثالث ـ إيراهيم الخليل عليهالسلام:
وفيه ثلاثة أمور
ـ يوم ولادته عليهالسلام:
1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمهالله:
... عن سهل بن زياد، عن بعض أصحابنا،
عن أبي الحسن الأوّل عليهالسلام، قال: ... في أوّل يوم من ذي الحجّة ولد إبراهيم خليل
الرحمن عليهالسلام، فمن صام ذلك اليوم كتب اللّه له صيام ستّين شهرا[77].
ـ أنّ المراد من قوله تعالى: « شَجَرَةٍ مُّبَـرَكَةٍ » هو إبراهيم الخليل عليهمالسلام
1 ـ ابن بطريق رحمهالله:
... عن عليّ بن جعفر، قال: سألت أبا الحسن عليهالسلامعن قوله
اللّه تعالى: ... « يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ
مُّبَـرَكَةٍ » الشجرة المباركة إبراهيم عليهالسلام ... [78].
ـ رميه عليهالسلام
إبليس اللعين:
1 ـ الشيخ الصدوق رحمهالله:
... عليّ بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر عليهماالسلام،
قال: ... أنّ إبليس اللعين كان يتراءى لإبراهيم عليهالسلام في موضع الجمار، فرجمه
إبراهيم عليهالسلام، فجرت السنّة بذلك[79].
الرابع ـ موسى كليم اللّه عليهالسلام:
وفيه أمران:
ـ الآيات التسع التي أعطى اللّه موسى بن عمران عليهالسلام:
1 ـ الحميريّ رحمهالله:
... عن معمّر، عن الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر عليهمالسلامقال:
كنت عند أبي عبد اللّه عليهالسلام ذات يوم ـ وأنا طفل خماسيّ ـ إذ دخل عليه نفر
من
اليهود، فقالوا: أنت ابن محمّد، نبيّ هذه الأمّة، والحجّة على أهل الأرض؟ قال لهم:
نعم ... .
فقال
أبو عبد اللّه عليهالسلام: أدن يا موسى! فدنوت، فمسح يده على صدري، ثمّ قال:
اللّهمّ أيّده بنصرك، بحقّ محمّد وآله».
ثمّ
قال: سلوه عمّا بدا لكم.
قالوا:
وكيف نسأل طفلاً، لا يفقه؟
قلت:
سلوني تفقّها، ودعوا العنت.
قالوا:
أخبرنا عن الآيات التسع التي أوتيها موسى بن عمران؟
قلت:
العصا، وإخراجه يده من جيبه بيضاء، والجراد، والقمّل، والضفادع، والدم،
ورفع الطور، والمنّ والسلوى آية واحدة، وفلق البحر ... [80].
ـ تابوت موسى عليهالسلام
وما كان فيه:
(858) 1 ـ الشيخ الصدوق رحمهالله:
حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضىاللهعنه،
قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن إبراهيم بن هاشم، عن إسماعيل بن مرّار،
عن يونس بن عبد الرحمن، عن أبي الحسن عليهالسلام، قال: سألته فقلت: جعلت فداك! ما
كان تابوت موسى؟ وكم كان سعته؟
قال:
ثلاث أذرع في ذراعين.
قلت:
ماكان فيه؟
قال:
عصى موسى، والسكينة.
قلت:
وما السكينة؟.
قال:
روح اللّه يتكلّم كانوا إذا اختلفوا في شيء
كلّمهم، وأخبرهم ببيان ما
يريدون[81].
الخامس ـ عيسى بن مريم وأمّه عليهماالسلام:
ـ في مريم عليهاالسلام
وإسم أمّها وما يتعلّق بحملها:
1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمهالله:
... عن يعقوب بن جعفر بن إبراهيم، قال:
كنت عند أبي الحسن موسى عليهالسلام إذ أتاه رجل نصرانيّ، ونحن معه بالعريض، فقال
له
النصرانيّ: أتيتك من بلد بعيد وسفر شاقّ ... .
فقال
النصرانيّ: إنّي أسألك - أصلحك اللّه! -؟
فقال
له أبو إبراهيم عليهالسلام: أعجلك أيضا خبرا لا يعرفه إلاّ قليل ممّن قرأ الكتب،
أخبرني ما اسم أُمّ مريم؟ وأيّ يوم نفخت فيه مريم؟ ولكم من ساعة من النهار؟
وأيّ يوم وضعت مريم فيه عيسى عليهالسلام؟ ولكم من ساعة من النهار؟
فقال
النصرانيّ: لا أدري.
فقال
أبو إبراهيم عليهالسلام: أمّا أُمّ مريم فاسمها مرثا، وهي وهيبة بالعربيّة، وأمّا
اليوم
الذي حملت فيه مريم فهو يوم الجمعة للزوال، وهو اليوم الذي هبط فيه الروح
الأمين، وليس للمسلمين عيد كان أولى منه عظّمه اللّه تبارك وتعالى، وعظّمه
محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم، فأمر أن يجعله عيدا فهو يوم الجمعة.
وأمّا
اليوم الذي ولدت فيه مريم فهو يوم الثلثاء، لأربع ساعات ونصف من
النهار، والنهر الذي ولدت عليه مريم عيسى عليهالسلام هل تعرفه؟
قال:
لا.
قال:
هو الفرات، وعليه شجر النخل والكرم، وليس يساوي بالفرات شيء
للكروم والنخيل، فأمّا اليوم الذي حجبت فيه لسانها، ونادى قيدوس ولده
وأشياعه فأعانوه وأخرجوا آل عمران لينظروا إلى مريم، فقالوا لها: ما قصّ اللّه
عليك في كتابه، وعلينا في كتابه، فهل فهمته؟
قال:
نعم، وقرأته اليوم الأحدث.
قال:
إذن لا تقوم من مجلسك حتّى يهديك اللّه
... [82].
السادس ـ أيّوب النبيّ عليهالسلام
ـ ابتلاء أيّوب النبيّ عليهالسلام
(859) 1 ـ الشيخ الصدوق رحمهالله:
حدّثنا أبي رضىاللهعنه قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه،
عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ، عن أبيه، عن عبد اللّه بن يحيى البصريّ، عن عبد
اللّه بن مُسْكان، عن أبي بصير، قال: سألت أباالحسن الماضي عليهالسلامعن بليّة
أيّوب
التي ابتلي بها في الدنيا، لأيّة علّة كانت؟
قال:
لنعمة أنعم اللّه عليه بها في الدنيا، فأدّى شكرها، وكان في ذلك الزمان
لايحجب إبليس دون العرش، فلمّا صعد أداء شكر نعمة أيّوب حسده إبليس، فقال:
يا ربّ! إنّ أيّوب لم يؤدّ إليك شكر هذه النعمة إلاّ بما أعطيته من الدنيا ولو
حرمته
دنياه ما أدّى إليك شكر نعمة أبدا؟
قال:
فقيل: إنّي قد سلّطتك على ماله وولده،
قال:
فانحدر إبليس فلم يبق له مالاً ولا ولدا إلاّ أعطبه[83]،
فلمّا رأى إبليس أنّه
لا يصل إلى شيء من أمره،
قال:
ياربّ إنّ أيّوب يعلم أنّك ستردّ عليه دنياه التي أخذتها منه، فسلّطني على
بدنه.
قال:
فقيل له: إنّي قد سلّطتك على بدنه ما خلا قلبه ولسانه وعينيه وسمعه،
قال:
فانحدر إبليس مستعجلاً مخافة أن تدركه رحمة الربّ عزّ وجلّ فتحوّل بينه
وبين أيّوب، فلمّا اشتدّ به البلاء وكان في آخر بليّته جاءه أصحابه، فقالوا له: يا
أيّوب! ما نعلم أحدا ابتلي بمثل هذه البليّة إلاّ لسريرة سوء، فعَلَّك[84]
أسررت سوء
في الذي تبدي لنا،
قال:
فعند ذلك ناجى أيّوب ربّه عزّ وجلّ، فقال: ربّ ابتليتني بهذا البليّة وأنت
تعلم أنّه لم يعرض لي أمران قطّ إلاّلزمت أخشنهما على بدني، ولم آكل أكلة قطّ إلاّ
وعلى خواني يتيم، فلو أنّ لي منك مقعد الخصم لأدليت[85]
بحجّتي.
قال: فعرضت له سحابة، فنطق فيها ناطق فقال: يا أيّوب! أدل
بحجّتك، قال: فشدّ عليه
مئزره وجثا على ركبتيه، فقال: ابتليتني بهذه البليّة وأنت تعلم أنّه لم يعرض لي
أمران قطّ
إلاّ لزمت أخشنهما على بدني ولم آكل أكلة من طعام إلاّ وعلى خواني يتيم.
قال:
فقيل له: يا أيّوب! من حبّب إليك الطاعة؟
قال:
فأخذ كفّا من تراب فوضعه في فيه، ثمّ قال: أنت ياربّ![86].
السابع ـ يونس بن متى عليهالسلام:
ـ ردّ العذاب عن قومه عليهالسلام
(860) 1 ـ الشيخ الصدوق رحمهالله:
حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضىاللهعنه،
قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب،
عن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبي
المغراء حميد بن المثنّى العجليّ، عن
سماعة أنّه
سمعه عليهالسلام وهو يقول: ما ردّ اللّه العذاب عن قوم قد أظلّهم[87] إلاّ قوم يونس.
فقلت:
أكان قد أظلّهم؟
فقال:
نعم، حتّى نالوه بأكفّهم.
قلت:
فكيف كان ذلك؟
قال:
كان في العلم المثبت عند اللّه عزّ وجلّ الذي لم يطّلع عليه أحد أنّه سيصرفه
عنهم[88].
الثامن ـ داود عليهالسلام:
ـ اليوم الذي ألان اللّه فيه الحديد لداود عليهالسلام:
1 ـ الشيخ الصدوق رحمهالله:
... عليّ بن جعفر، قال: جاء رجل إلى أخي موسى بن
جعفر عليهماالسلام، فقال له: جعلت فداك! إنّي أريد الخروج فادع لي.
فقال:
... ألا أدلّك على يوم سهل ليّن ألان اللّه لداود عليهالسلام فيه الحديد؟
فقال
الرجل: بلى، جعلت فداك.
فقال
عليهالسلام: اخرج يوم الثلثاء[89].
التاسع ـ سليمان بن داود عليهماالسلام:
وفيه أمران
ـ عمره عليهالسلام عند ابتداء نبوّته:
1 ـ البرقيّ رحمهالله:
... عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي الحسن موسى بن
جعفر عليهماالسلام، قال: ما بعث اللّه نبيّا قطّ إلاّ عاقلاً ... . وما استخلف
داود سليمان حتّى
اختبر عقله، واستخلف داود سليمان وهو ابن ثلاثة عشر سنة ... [90].
ـ علمه عليهالسلام
بمنطق النمل:
(861) 1 ـ محمّد بن يعقوب
الكلينيّ رحمهالله: حنّان، عن أبي الخطّاب، عن العبد
الصالح عليهالسلام، قال: إنّ الناس أصابهم قحط شديد على عهد سليمان بن داود عليهماالسلام،
فشكوا ذلك إليه، وطلبوا إليه أن يستسقي لهم؟
قال:
فقال لهم: إذا صلّيت الغداة مضيت، فلمّا صلّى الغداة مضى ومضوا، فلمّا أن
كان في بعض الطريق إذا هو بنملة رافعة يدها إلى السماء واضعة قدميها إلى الأرض،
وهي تقول: «اللّهمّ إنّا خلق من خلقك، ولا
غنى بنا عن رزقك، فلا تهلكنا
بذنوب بني آدم».
قال:
فقال سليمان عليهالسلام: ارجعوا فقد سقيتم بغيركم، قال: فسقوا في ذلك العام ما لم
يسقوا مثله قطّ[91].
العاشر ـ ذو القرنين عليهالسلام
وفيه أمران
ـ عمره عليهالسلام ومدّة حكمه:
1 ـ البرقيّ رحمهالله:
... عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي الحسن موسى بن
جعفر عليهماالسلام، قال: ما بعث اللّه نبيّا قطّ إلاّ عاقلاً ... وملك ذو القرنين
وهو ابن اثني
عشر سنة ومكث في ملكه ثلاثين سنة[92].
ـ إنّه عليهالسلام
كان عبدا للّه:
(862) 1 ـ عليّ بن جعفر رحمهالله:
أخبرنا أحمد بن موسى، بإسناده عن عليّ بن جعفر،
عن أخيه موسى بن جعفر عليهماالسلام، قال: وذكر ذا القرنين، قلت: عبدا كان أم ملكا؟
قال
عليهالسلام: عبد أحبّ اللّه فأحبّه، ونصح للّه فنصحه اللّه[93].
الحادي عشر ـ يوسف
الصدّيق عليهالسلام:
وفيه أمران
ـ كان يوسف عليهالسلام يلبس أقبية الديباج
مزرورة بالذهب:
(863) 1 ـ محمّد بن يعقوب
الكلينيّ رحمهالله: حميد بن زياد، عن محمّد بن عيسى،
عن العبّاس بن هلال الشاميّ مولى أبي الحسن عليهالسلام عنه، قال: قلت له: جعلت
فداك،
ما أعجب إلى الناس من يأكل الجشب[94]
ويلبس الخشن ويتخشّع؟
فقال:
أما علمت أنّ يوسف عليهالسلام نبيّ ابن نبيّ، كان يلبس أقبية الديباج مزرورة
بالذهب، ويجلس في مجالس آل فرعون يحكم، فلم يحتج الناس إلى لباسه، وإنّما
احتاجوا إلى قسطه، وإنّما يحتاج من الإمام في أن إذا قال صدق، وإذا وعد أنجز، وإذا
حكم عدل.
إنّ
اللّه لا يحرّم طعاما ولا شرابا من حلال، وإنّما حرّم الحرام، قلّ أو كثر، وقد
قال اللّه عزّ وجلّ: « قُلْ مَنْ حَرَّمَ
زِينَةَ اللَّهِ الَّتِى أَخْرَجَ لِعِبَادِهِى وَ الطَّيِّبَـتِ مِنَ
الرِّزْقِ »[95].[96].
ـ إخوة يوسف عليهالسلام
وأخيه بنيامين:
(864) 1 ـ العيّاشيّ رحمهالله:
عن الحسن بن أسباط، قال: سألت أبا الحسن في كم
دخل يعقوب من ولده على يوسف؟
قال:
في أحد عشر ابنا له.
فقيل
له: أسباط، قال: نعم.
وسألته
عن يوسف وأخيه، أكان أخاه لأُمّه أم ابن خالته؟
فقال:
ابن خالته[97].
الثاني عشر ـ إدريس النبيّ عليهالسلام:
ـ إنّ إدريس عليهالسلام
كان عالما بالنجوم
1 ـ السيّد ابن طاووس رحمهالله:
روي أنّ هارون الرشيد أنفذ إلى موسى بن
جعفر عليهماالسلاممن أحضره، فلمّا حضر قال له: إنّ الناس ينسبونكم يا بني فاطمة !
إلى
علم النجوم، وإنّ معرفتكم بها جيّدة ...
فقال
له الكاظم عليهالسلام: ... وإدريس عليهالسلام كان أعلم أهل زمانه بالنجوم ... [98].
الثالث عشر ـ صالح النبيّ عليهالسلام:
ـ ما جرا له ولقومه:
(865) 1 ـ الراونديّ رحمهالله:
أخبرنا أبو نصر الغازي، عن أبي منصور العُكْبريّ، عن
المرتضى والرضيّ، عن الشيخ المفيد، عن الشيخ أبي جعفر بن بابويه، عن أبيه،
ومحمّد بن عليّ ماجيلويه، حدّثنا محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن عليّ الكوفيّ،
عن
عليّ بن العبّاس الدِيْنَوَريّ، عن جعفر بن محمّد البلخيّ، عن الحسن بن راشد، عن
يعقوب بن إبراهيم بن عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب، قال: سمعت أبا الحسن موسى
ابن جعفر صلوات اللّه عليهما، وسأله رجل عن أصحاب الرسّ الذين ذكرهم اللّه
في كتابه، من هم؟ وممّن هم؟ وأيّ قوم كانوا؟
فقال
عليهالسلام: كانا رسّين، أمّا أحدهما ـ فليس الذي ذكره اللّه في كتابه ـ كان أهله
أهل بَدْو وأصحاب شاة وغنم، فبعث اللّه تعالى إليهم صالح النبيّ رسولاً، فقتلوه،
وبعث إليهم رسولاً آخر، فقتلوه.
ثمّ
بعث إليهم رسولاً آخر وعضده بوليّ، فقتل الرسول، وجاهد الوليّ حتّى
أفحمهم[99]،
وكانوا يقولون: إلهنا في البحر، وكانوا على شفيره، وكان لهم عيد في
السنة، يخرج حوت عظيم من البحر في ذلك اليوم فيسجدون له.
فقال
وليّ صالح لهم: لا أريد أن تجعلوني ربّا، ولكن هل تجيبوني إلى ما دعوتكم،
إن أطاعني ذلك الحوت؟
فقالوا:
نعم، وأعطوه عهودا ومواثيق، فخرج حوت راكب على أربعة أحوات،
فلمّا نظروا إليه خرّوا له سجّدا، فخرج وليّ صالح النبيّ إليه، وقال له: ائتني
طوعا أو
كرها ب: بسم اللّه الكريم، فنزل عن أحواته. فقال الوليّ: ائتني عليهنّ لئلاّ يكون
من
القوم في أمري شكّ، فأتى الحوت إلى البرّ يجرّها وتجرّه إلى عند وليّ صالح،
فكذّبوه
بعد ذلك، فأرسل اللّه إليهم ريحا، فقذفهم في اليمّ أي البحر ومواشيهم.
فأتى
الوحي إلى وليّ صالح بموضع ذلك البئر[100]،
وفيها الذهب والفضّة، فانطلق
فأخذه ففضّه على أصحابه بالسويّة على الصغير والكبير.
وأمّا
الذين ذكرهم اللّه في كتابه، فهم قوم كان لهم نهر يدعى الرسّ، وكان فيها
مياه[101] كثيرة.
فسأله
رجل، وأين الرسّ؟
فقال:
هو نهر بمنقطع آذربيجان، وهو بين حدّ أرمنيّة[102]
وآذربيجان، وكانوا
يعبدون الصُلْبان[103]،
فبعث اللّه إليهم ثلاثين نبيّا في مشهد واحد، فقتلوهم جميعا،
فبعث اللّه إليهم نبيّا، وبعث معه وليّا فجاهدهم.
وبعث
اللّه ميكائيل في أوان وقوع الحبّ والزرع، فأنْضب[104]
ماءهم، فلم يدع
عينا، ولا نهرا، ولا ماءً إلاّ أيبسه.
وأمر
ملك الموت فأمات مواشيهم، وأمر اللّه الأرض، فابتلعت ما كان لهم من
تِبْر[105]،
أو فضّة، أو آنية، فهو لقائمنا عليهالسلام إذا قام، فماتوا كلّهم جوعا، وعطشا،
وبكاءً،
فلم يبق منهم باقية، وبقي منهم قوم مخلصون، فدعوا اللّه أن ينجيهم بزرع وماشية،
وماء، ويجعله قليلاً، لئلاّ يطغوا.
فأجابهم
اللّه إلى ذلك، لما علم من صدق نيّاتهم.
ثمّ
عاد القوم إلى منازلهم، فوجدوها قد صارت أعلاها أسفلها، وأطلق اللّه لهم
نهرهم، وزادهم فيه على ما سألوا، فقاموا على الظاهر والباطن في طاعة اللّه، حتّى
مضى أولئك القوم.
وحدث
نسل بعد ذلك أطاعوا اللّه في الظاهر، ونافقوه في الباطن، وعصوا بأشياء
شتّى، فبعث اللّه من أسرع فيهم القتل.
فبقيت
شرذمة منهم، فسلّط اللّه عليهم الطاعون، فلم يبق منهم أحد، وبقي نهرهم
ومنازلهم مائتي عام لا يسكنها أحد، ثمّ أتى اللّه تعالى بقوم بعد ذلك فنزلوها،
وكانوا
صالحين، ثمّ أحدث قوم منهم فاحشة، واشتغل الرجال بالرجال والنساء بالنساء،
فسلّط اللّه عليهم صاعقة، فلم يبق منهم باقية[106].
(ج) ـ
خاتم النبيّين صلىاللهعليهوآلهوسلم
وفيه
ستّة وأربعون موضوعا
الأوّل
ـ الآيات التي أعطى اللّه نبيّنا صلىاللهعليهوآلهوسلم:
1 ـ الحميريّ رحمهالله:
... معمّر، عن الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر عليهمالسلامقال:
كنت عند أبي عبد اللّه عليهالسلام ذات يوم ـ وأنا طفل خماسيّ ـ إذ دخل عليه نفر
من
اليهود، فقالوا: أنت ابن محمّد، نبيّ هذه الأمّة، والحجّة على أهل الأرض؟ قال لهم:
نعم ... .
فقال
أبو عبد اللّه عليهالسلام: أدن يا موسى! فدنوت، فمسح يده على صدري، ثمّ قال:
اللّهمّ أيّده بنصرك، بحقّ محمّد وآله».
ثمّ
قال: سلوه عمّا بدا لكم.
قالوا:
وكيف نسأل طفلاً، لا يفقه؟
قلت:
سلوني تفقّها، ودعوا العنت ... قالوا: صدقت، فما أعطي نبيّكم من الآيات
اللاتي نفت الشكّ، عن قلوب من أرسل إليه؟
قلت:
آيات كثيرة، أعدّها إن شاء اللّه، فاسمعوا وعوا، وافقهوا.
أمّا
أوّل ذلك: أنتم تقرّون أنّ الجنّ كانوا يسترقون السمع قبل مبعثه، فمنعت في
أوان رسالته بالرجوم، وانقضاض النجوم، وبطلان الكهنة والسحرة.
ومن
ذلك: كلام الذئب يخبر بنبوّته، واجتماع العدوّ والوليّ على صدق لهجته،
وصدق أمانته، وعدم جهله أيّام طفوليّته، وحين أيفع وفتى وكهلاً، لا يعرف له
شكل، ولا يوازيه مثل.
ومن
ذلك: أنّ سيف بن ذي يزن حين ظفر بالحبشة، وفد عليه وفد قريش، فيهم
عبد المطّلب، فسألهم عنه ووصف له صفته، فأقرّوا جميعا بأنّ هذا الصفة في
محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم، فقال: هذا أوان مبعثه، ومستقرّه أرض يثرب وموته
بها.
ومن
ذلك: أنّ أبرهة بن يكسوم قاد الفيلة إلى بيت اللّه الحرام ليهدمه، قبل مبعثه،
فقال عبد المطّلب: إنّ لهذا البيت ربّا يمنعه، ثمّ جمع أهل مكّة فدعا، وهذا بعد ما
أخبره
سيف بن ذي يزن، فأرسل اللّه تبارك وتعالى عليهم طيرا أبابيل، ودفعهم عن مكّة
وأهلها.
ومن
ذلك: أنّ أبا جهل عمرو بن هشام المخزوميّ، أتاه ـ وهو نائم خلف جدار ـ
ومعه حجر يريد أن يرميه به، فالتصق بكفّه.
ومن
ذلك: أنّ أعرابيّا باع ذودا له من أبي جهل، فمطله بحقّه، فأتى قريشا وقال:
أعدّوني على أبي الحكم، فقد لوى حقّي، فأشاروا إلى محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم،
وهو يصلّي في
الكعبة، فقالوا: ائت هذا الرجل فاستعدّه عليه، وهم يهزؤون بالأعرابيّ، فأتاه فقال
له: يا عبد اللّه أعدّني على عمرو بن هشام، فقد منعني حقّي.
قال:
نعم، فانطلق معه فدقّ على أبي جهل بابه، فخرج إليه متغيّرا، فقال له: ما
حاجتك؟
قال:
أعط الأعرابيّ حقّه، قال: نعم.
وجاء
الأعرابيّ إلى قريش فقال: جزاكم اللّه خيرا، انطلق معي الرجل الذي
دللتموني عليه، فأخذ حقّي.
فجاء
أبو جهل، فقالوا: أعطيت الأعرابيّ حقّه؟ قال: نعم.
قالوا:
إنّما أردنا أن نغريك بمحمّد، ونهزأ بالأعرابيّ.
قال:
يا هؤلاء! دقّ بابي، فخرجت إليه، فقال: أعط الأعرابيّ حقّه، وفوقه مثل
الفحل فاتحا فاه، كأنّه يريدني، فقال: أعطه حقّه.
فلو
قلت: لا، لابتلع رأسي، فأعطيته.
ومن
ذلك: أنّ قريشا أرسلت النضر بن الحارث، وعلقمة بن أبي معيط بيثرب
إلى اليهود، وقالوا لهما: إذا قدمتها عليهم فسائلوهم عنه، وهما قد سألوهم عنه،
فقالوا: صفوا لنا صفته؟
فوصفوه،
وقالوا: من تبعه منكم؟
قالوا:
سفلتنا، فصاح حبر منهم، فقال: هذا النبيّ الذي نجد نعته في التوراة، ونجد
قومه أشدّ الناس عداوة له.
ومن
ذلك: أنّ قريشا أرسلت سراقة بن جعشم حتّى خرج إلى المدينة في طلبه،
فلحق به فقال صاحبه: هذا سراقة، يا نبيّ اللّه!
فقال:
«اللّهمّ اكفنيه»، فساخت قوائم ظهره،
فناداه: يا محمّد! خلّ عنّي بموثق
أعطيكه أن لا أناصح غيرك، وكلّ من عاداك لا أصالح.
فقال
النبيّ عليهالسلام: «اللّهمّ إن كان صادق
المقال فأطلق فرسه».
فانطلق،
فوفى وما انثنى بعد ذلك.
ومن
ذلك: أنّ عامر بن الطفيل وأربد بن قيس أتيا النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم، فقال
عامر
لأربد: إذا أتيناه فأنا أشاغله عنك فأعله بالسيف، فلمّا دخلا عليه، قال عامر: يا
محمّد! حال.
قال:
لا، حتّى تقول: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، وأنّي رسول اللّه. وهو ينظر إلى أربد،
وأربد لا يحير شيئا.
فلمّا
طال ذلك نهض وخرج وقال لأربد: ما كان أحد على وجه الأرض أخوف
على نفسي فتكا منك، ولعمري لا أخافك بعد اليوم، فقال له أربد: لا تعجل، فإنّي ما
هممت بما أمرتني به إلاّ ودخلت الرجال بيني وبينك، حتّى ما أبصر غيرك،
فأضربك؟!
ومن
ذلك: أنّ أربد بن قيس والنضر بن الحارث اجتمعا على أن يسألاه عن
الغيوب فدخلا عليه، فأقبل النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم على أربد فقال: يا
أربد! أتذكر ما جئت له
يوم كذا ومعك عامر بن الطفيل؟
فأخبره
بما كان فيهما، فقال أربد: واللّه ما حضرني وعامرا، وما أخبرك بهذا إلاّ
ملك من السماء، وأنا أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له وأنّك رسول اللّه.
ومن
ذلك: أنّ نفرا من اليهود أتوه، فقالوا لأبي الحسن جدّي: استأذن لنا على بن
عمّك نسأله، فدخل عليّ عليهالسلام، فأعلمه، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم:
وما يريدون منّي؟ فإنّي
عبد من عبيد اللّه، لا أعلم إلاّ ما علّمني ربّي، ثمّ قال: ائذن لهم، فدخلوا عليه
فقال:
أتسألوني عمّا جئتم له، أم أنبّئكم؟
قالوا:
نبّئنا.
قال:
جئتم تسألوني عن ذي القرنين.
قالوا:
نعم، قال: كان غلاما من أهل الروم ثمّ ملك، وأتى مطلع الشمس ومغربها،
ثمّ بني السدّ فيها، قالوا: نشهد أنّ هذا كذا.
ومن
ذلك: أنّ وابصة بن معبد الأسديّ أتاه فقال: لا أدع من البرّ والإثم شيئا إلاّ
سألته عنه، فلمّا أتاه، قال له بعض أصحابه: إليك يا وابصة! عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم،
فقال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم: ادنه يا وابصة! فدنوت.
فقال:
أتسأل عمّا جئت له، أو أخبرك؟
قال:
أخبرني، قال: جئت تسأل عن البرّ والإثم.
قال:
نعم، فضرب بيده على صدره ثمّ قال: يا وابصة! البرّ ما اطمأنّ به الصدر،
والإثم ما تردّد في الصدر، وجال في القلب وإن أفتاك الناس وأفتوك.
ومن
ذلك: أنّه أتاه وفد عبد القيس فدخلوا عليه، فلمّا أدركوا حاجتهم عنده
قال: ائتوني بتمر أهلكم ممّا معكم، فأتاه كلّ رجل منهم بنوع منه، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم:
هذا يسمّى كذا، وهذا يسمّى كذا، فقالوا: أنت أعلم بتمر أرضنا، فوصف لهم
أرضهم، فقالوا: أدخلتها؟
قال:
لا، ولكن فصح لي، فنظرت إليها.
فقام
رجل منهم فقال: يا رسول اللّه! هذا خالي وبه خبل، فأخذ بردائه ثمّ قال:
أخرج عدوّ اللّه ـ ثلاثا ـ، ثمّ أرسله فبرأ.
وأتوه
بشاة هرمة، فأخذ أحد أذنيها بين أصابعه، فصار ميسما، ثمّ قال: خذوها،
فإنّ هذا السمة في آذان ما تلد إلى يوم القيامة، فهي توالد وتلك في آذآنها معروفة
غير مجهولة.
ومن
ذلك: أنّه كان في سفر، فمرّ على بعير قد أعيى، وقام منزلاً على أصحابه،
فدعا بماء فتمضمض منه في إناء، وتوضّأ وقال: افتح فاه، فصبّ في فيه، فمرّ ذلك
الماء
على رأسه وحاركه[107]،
ثمّ قال:
«اللّهم احمل خلاّدا وعامرا
ورفيقيهما» ـ وهما صاحبا الجمل ـ فركبوه وإنّه
ليهتزّ بهم أمام الخيل.
ومن
ذلك: أنّ ناقة لبعض أصحابه ضلّت في سفر كانت فيه، فقال صاحبها: لوكان
نبيّا لعلم أمر الناقة. فبلغ ذلك النبيّ عليهالسلام فقال: الغيب لا يعلمه إلاّ
اللّه، انطلق يا
فلان! فإنّ ناقتك بموضع كذا وكذا، قد تعلّق زمامها بشجرة، فوجدها كما قال.
ومن
ذلك: أنّه مرّ على بعير ساقط فتبصبص له، فقال: إنّه ليشكو شرّ ولاية أهله
له، يسأله أن يخرج عنهم، فسأل عن صاحبه فأتاه، فقال: بعه وأخرجه عنك، فأناخ
البعير يرغو ثمّ نهض، وتبع النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال: يسألني أن
أتولّى أمره، فباعه من
عليّ عليهالسلام، فلم يزل عنده إلى أيّام صفّين.
ومن
ذلك: أنّه كان في مسجده، إذ أقبل جمل نادّ حتّى وضع رأسه في حجره، ثمّ
خرخر، فقال النبيّ عليهالسلام: يزعم هذا أن صاحبه يريد أن ينحره في وليمة على
ابنه،
فجاء يستغيث.
فقال
رجل: يا رسول اللّه! هذا لفلان، وقد أراد به ذلك. فأرسل إليه وسأله أن
لا ينحره، ففعل.
ومن
ذلك: أنّه دعا على مضر فقال: «اللّهمّ
اشدد وطأتك على مضر، واجعلها
عليهم كسنين يوسف». فأصابهم سنون، فأتاه رجل فقال: فو اللّه! ما أتيتك حتّى
لا يخطر لنا فحل، ولا يتردّد منّا رائح.
فقال
رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم: «اللّهمّ
دعوتك فأجبتني، وسألتك فأعطيتني،
اللّهمّ فاسقنا غيثا مغيثا مريئا سريعا طبقا سجالاً عاجلاً غير ذائب نافعا غير
ضارّ»، فما قام حتّى ملأ كلّ شيء ودام عليهم جمعة، فأتوه فقالوا: يا رسول
اللّه!
انقطعت سبلنا وأسواقنا، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم: «حوالينا ولا علينا» فانجابت السحابة
عن المدينة، وصار فيما حولها، وأمطروا شهرا.
ومن
ذلك: أنّه توجّه إلى الشام قبل مبعثه مع نفر من قريش، فلمّا كان بحيال
بحيراء الراهب نزلوا بفناء ديره، وكان عالما بالكتب، وقد كان قرأ في التوراة مرور
النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم به، وعرف أوان ذلك، فأمر فدعى إلى طعامه، فأقبل
يطلب الصفة في
القوم فلم يجدها، فقال: هل بقي فى رحالكم أحد؟
فقالوا:
غلام يتيم، فقام بحيراء الراهب فأطلع، فإذا هو برسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلمنائم،
وقد أظلّته سحابة، فقال للقوم: ادعوا هذا اليتيم، ففعلوا، وبحيراء مشرف عليه، وهو
يسير والسحابة قد أظلّته، فأخبر القوم بشأنه، وأنّه سيبعث فيهم رسولاً، ويكون من
حاله وأمره.
فكان
القوم بعد ذلك يهابونه ويجلّونه، فلمّا قدموا أخبروا قريشا بذلك، وكان عند
خديجة بنت خويلد، فرغبت في تزويجه، وهي سيّدة نساء قريش، وقد خطبها كلّ
صنديد ورئيس قد أبتهم، فزوّجته نفسها للذي بلغها من خبر بحيراء.
ومن
ذلك: أنّه كان بمكّة أيّام ألبّ عليه قومه وعشائره، فأمر عليّا أن يأمر خديجة
أن تتّخذ له طعاما ففعلت، ثمّ أمره أن يدعو له أقرباءه من بني عبد المطّلب، فدعا
أربعين رجلاً فقال: [ هات] لهم طعاما يا عليّ! فأتاه بثريدة وطعام يأكله الثلاثة
والأربعة، فقدّمه إليهم، وقال: كلوا وسمّوا،
فسمّى ولم يسمّ القوم، فأكلوا، وصدروا شبعى.
فقال
أبو جهل: جاد ما سحركم محمّد، يطعم من طعام ثلاث رجال أربعين رجلاً،
هذا واللّه! هو السحر الذي لا بعده.
فقال
عليّ عليهالسلام: ثمّ أمرني بعد أيّام فاتّخذت له مثله، ودعوتهم بأعيانهم، فطعموا
وصدروا.
ومن
ذلك: أنّ عليّ بن أبي طالب عليهالسلام قال: دخلت السوق، فابتعت لحما بدرهم،
وذرّة بدرهم، فأتيت به فاطمة عليهاالسلام حتّى إذا فرغت من الخبز والطبخ قالت: لو
دعوت أبي، فأتيته وهو مضطجع، وهو يقول:
«أعوذ باللّه من الجوع ضجيعا».
فقلت
له: يا رسول اللّه! إنّ عندنا طعاما، فقام واتّكأ عليّ، ومضينا نحو
فاطمة عليهاالسلام، فلمّا دخلنا قال: هلمّ طعامك يا فاطمة! فقدمت إليه البرمة
والقرص،
فغطّى القرص، وقال: «اللّهمّ بارك لنا في
طعامنا».
ثمّ
قال: اغرفي لعائشة، فغرفت، ثمّ قال: اغرفي لأُمّ سلمة، فغرفت، فما زالت
تغرف حتّى وجّهت إلى نسائه التسع قرصة قرصة، ومرقا.
ثمّ
قال: اغرفي لأبيك وبعلك، ثمّ قال: اغرفي وكلي واهدي لجاراتك، ففعلت، وبقي
عندهم أيّاما يأكلون.
ومن
ذلك: أنّ امرأة عبد اللّه بن مسلم أتته بشاة مسمومة، ومع النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
بشر
ابن البراء بن عازب، فتناول النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم الذراع، وتناول بشر
الكراع، فأمّا
النبيّ عليهالسلام فلاكها ولفظها، وقال: إنّها لتخبرني أنّها مسمومة، وأمّا بشر
فلاك المضغة،
وابتلعها فمات، فأرسل إليها فأقرّت، وقال: ما حملك على ما فعلت؟
قالت:
قتلت زوجي وأشراف قومي، فقلت: إن كان ملكا قتلته، وإن كان نبيّا
فسيطلعه اللّه تبارك وتعالى على ذلك.
ومن
ذلك: أنّ جابر بن عبد اللّه الأنصاريّ قال: رأيت الناس يوم الخندق
يحفرون وهم خماص، ورأيت النبيّ عليهالسلام يحفر وبطنه خميص، فأتيت أهلي فأخبرتها
فقالت: ما عندنا إلاّ هذه الشاة، ومحرز من ذرّة.
قال:
فاخبزي وذبح الشاة، وطبخوا شقّها، وشووا الباقي، حتّى إذا أدرك، أتى
النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال: يا رسول اللّه! اتّخذت طعاما فائتني أنت
ومن أحببت، فشبك
أصابعه في يده، ثمّ نادى: ألا إنّ جابرا يدعوكم إلى طعامه.
فأتى
أهله مذعورا خجلاً، فقال لها: هي الفضيحة، قد حفل بهم أجمعين. فقالت:
أنت دعوتهم، أم هو؟
قال:
هو، قالت: فهو أعلم بهم، فلمّا رآنا أمر بالأنطاع، فبسطت على الشوارع،
وأمره أن يجمع التواري ـ يعني قصاعا كانت من خشب ـ والجفان، ثمّ قال: ما
عندكم من الطعام؟ فأعلمته، فقال: غطّوا السدانة، والبرمة، والتنّور، واغرفوا
وأخرجوا الخبز واللحم، وغطّوا فما زالوا يغرفون، وينقلون، ولا يرونه ينقص شيئا
حتّى شبع القوم، وهم ثلاثة آلاف، ثمّ أكل جابر وأهله، وأهدوا، وبقي عندهم أيّاما.
ومن
ذلك: أنّ سعد بن عبادة الأنصاريّ أتاه عشيّة، وهو صائم فدعاه إلى
طعامه، ودعا معه عليّ بن أبي طالب عليهالسلام، فلمّا أكلوا قال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم:
نبيّ ووصيّ،
يا سعد! أكل طعامك الأبرار، وأفطر عندك
الصائمون، وصلّت عليكم الملائكة، فحمله
سعد على حمار قطوف، وألقى عليه قطيفة، فرجع الحمار، وإنّه لهملاج ما يساير.
ومن
ذلك: أنّه أقبل من الحديبيّة، وفي الطريق ماء يخرج من وشل بقدر ما يروي
الراكب والراكبين، فقال: من سبقنا إلى الماء فلا يستقين منه.
فلمّا
انتهى إليه دعا بقدح فتمضمض فيه، ثمّ صبّه في الماء، ففاض الماء، فشربوا،
وملؤوا أدواتهم ومياضيهم، وتوضّؤوا.
فقال
النبيّ عليهالسلام: لئن بقيتم، أو بقي منكم، ليتّسعنّ بهذا الوادي بسقي ما بين
يديه
من كثرة مائه، فوجدوا ذلك كما قال.
ومن
ذلك: إخباره صلىاللهعليهوآلهوسلم عن الغيوب، وما كان وما يكون، فوجد ذلك
موافقا
لما يقول.
ومن
ذلك: أنّه أخبر صبيحة الليلة التي أسري به، بما رأى في سفره، فأنكر ذلك
بعض وصدّقه بعض، فأخبرهم بما رأى من المارّة، والممتارة، وهيآتهم، ومنازلهم،
وما معهم من الأمتعة، وأنّه رأى عيرا أمامها بعير أورق، وأنّه يطلع يوم كذا من
العقبة مع طلوع الشمس، فغدوا يطلبون تكذيبه للوقت الذي وقّته لهم.
فلمّا
كانوا هناك طلعت الشمس، فقال بعضهم: كذب الساحر، وأبصر آخرون
بالعير قد أقبلت يقدمها الأورق، فقالوا: صدق، هذه نعم قد أقبلت.
ومن
ذلك: أنّه أقبل من تبوك فجهدوا عطشا، وبادر الناس إليه يقولون: الماء
الماء، يا رسول اللّه! فقال لأبي هريرة: هل معك من الماء شيء؟
قال:
كقدر قدح في ميضاتي.
قال:
هلمّ ميضاتك، فصبّ ما فيه في قدح، ودعا وأوعاه وقال: ناد: من أراد
الماء، فأقبلوا يقولون: الماء يا رسول اللّه! فما زال يسكب، وأبو هريرة يسقي حتّى
روي القوم أجمعون، وملؤوا ما معهم، ثمّ قال لأبي هريرة: اشرب، فقال: بل آخركم
شربا، فشرب رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم، وشرب.
ومن
ذلك: أنّ أخت عبد اللّه بن رواحة الأنصاريّ مرّت به أيّام حفرهم الخندق،
فقال لها: إلى أين تريدين؟
قالت:
إلى عبد اللّه بهذه التمرات، فقال: هاتيهنّ. فنثرت في كفّه، ثمّ دعا بالأنطاع،
وفرّقها عليها، وغطّاها بالأزر، وقام وصلّى، ففاض التمر على الأنطاع، ثمّ نادى:
هلمّوا وكلوا، فأكلوا وشبعوا، وحملوا معهم، ودفع ما بقي إليها.
ومن
ذلك: أنّه كان في سفر فأجهدوا جوعا، فقال: من كان معه زاد فليأتنا به،
فأتاه نفر منهم بمقدار صاع، فدعا بالأزر والأنطاع، ثمّ صفّف التمر عليها، ودعا
ربّه،
فأكثر اللّه ذلك التمر حتّى كان أزوادهم إلى المدينة.
ومن
ذلك: أنّه أقبل من بعض أسفاره فأتاه قوم، فقالوا: يا رسول اللّه! إنّ لنا بئرا
إذا كان القيظ اجتمعنا عليها، وإذا كان الشتاء تفرّقنا على مياه حولنا، وقد صار من
حولنا عدوّا لنا، فادع اللّه في بئرنا، فتفل صلىاللهعليهوآلهوسلم في بئرهم،
ففاضت المياه المغيبة،
فكانوا لا يقدرون أن ينظروا إلى قعرها ـ بعدُ ـ من كثرة مائها.
فبلغ
ذلك مسيلمة الكذّاب، فحاول ذلك في قليب قليل ماؤه، فتفل الأنكد في
القليب، فغار ماؤه، وصار كالجبوب.
ومن
ذلك: أنّ سراقة بن جعشم حين وجّهه قريش في طلبه، ناوله نبلاً من كنانته،
وقال له: ستمرّ برعاتي فإذا وصلت إليهم فهذا علامتي، أطعم عندهم واشرب، فلمّا
انتهى إليهم، أتوه بعنز حائل، فمسح صلىاللهعليهوآلهوسلم ضرعها فصارت حاملاً،
ودرّت حتّى
ملؤوا الإناء، وارتوا ارتواءا.
ومن
ذلك: أنّه نزل بأمّ شريك فأتته بعكّة فيها سمن يسير، فأكل هو وأصحابه، ثمّ
دعا لها بالبركة، فلم تزل العكّة تصبّ سمنا أيّام حياتها.
ومن
ذلك: أنّ أُمّ جميل امرأة أبي لهب أتته حين نزلت سورة (تبّت)، ومع
النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أبو بكر بن أبي قحافة، فقال: يا رسول اللّه! هذه
أُمّ جميل، محفظة ـ أي
مغضبة ـ تريدك، ومعها حجر تريد أن ترميك به.
فقال:
إنّها لا تراني. فقالت لأبي بكر: أين صاحبك؟
قال:
حيث شاء اللّه، قالت: لقد جئته، ولو أراه لرميته، فإنّه هجاني، واللات
والعزّى! إنّي لشاعرة، فقال أبو بكر: يا رسول اللّه! لم ترك؟
قال:
لا، ضرب اللّه بيني وبينها حجابا.
ومن
ذلك: كتابه المهيمن الباهر لعقول الناظرين، مع ما أعطي من الخلال التي إن
ذكرناها لطالت ... [108].
الثاني ـ أنّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم
هو المراد من قوله تعال: «فَضْلُ اللَّهِ»
1 ـ العيّاشيّ رحمهالله:
عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن عليهالسلام في قوله: « وَلَوْلاَ
فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ »؟
قال
عليهالسلام: الفضل رسول اللّه عليه وآله السلام ورحمته أمير المؤمنين عليهالسلام
... [109].
الثالث ـ أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
هو المراد من قوله: «وَ الْقُرْءَانَ
الْعَظِيمَ »:
1 ـ العيّاشيّ رحمهالله:
عن سماعة، قال: قال أبو الحسن عليهالسلام:«
وَ لَقَدْ ءَاتَيْنَـكَ سَبْعًا
مِّنَ الْمَثَانِى وَ الْقُرْءَانَ الْعَظِيمَ ».
قال:
لم يعط الأنبياء إلاّ محمّدا صلىاللهعليهوآلهوسلم، ... والقرآن العظيم محمّد
عليه وآله
السلام[110].
الرابع ـ أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
هو المراد من قوله: « وَبِالنَّجْمِ هُمْ
يَهْتَدُونَ »:
1 ـ العيّاشيّ رحمهالله:
عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن عليهالسلام في قول اللّه
(تعالى): « وَ عَلَـمَـتٍ وَبِالنَّجْمِ
هُمْ يَهْتَدُونَ »، قال عليهالسلام: نحن العلامات، والنجم
رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم[111].
الخامس ـ إلقاؤه صلىاللهعليهوآلهوسلم
كلّ ما يكون في السنة إلى عليّ وهو إلى من
بعده من الأئمّة عليهمالسلام:
1 ـ عليّ بن إبراهيم القمّيّ رحمهالله:
... « فِيهَا يُفْرَقُ » في ليلة
القدر « كُلُّ أَمْرٍ
حَكِيمٍ »، أي يقدّر اللّه كلّ أمر من الحقّ ومن الباطل، وما يكون في تلك
السنة، وله
فيه البداء والمشيّة، يقدّم ما يشاء ويؤخّر ما يشاء، من الآجال والأرزاق والبلايا
والأعراض والأمراض، ويزيد فيها ما يشاء، وينقص ما يشاء.
ويلقيه
رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى أمير المؤمنين عليهالسلام، ويلقيه أمير
المؤمنين عليهالسلامإلى
الأئمّة عليهمالسلام حتّى ينتهي ذلك إلى صاحب الزمان عليهالسلام، ويشترط له ما
فيه البداء
والمشيّة والتقديم والتأخير.
قال:
حدّثني بذلك أبي، عن ابن أبي عمير، عن عبد اللّه بن مسكان، عن
أبي جعفر، وأبي عبد اللّه، وأبي الحسن عليهمالسلام[112].
السادس ـ أنّ « ن وَ الْقَلَمِ » اسمان لرسول اللّه وأمير المؤمنين عليهماالسلام:
1 ـ السيّد شرف الدين
الأستراباديّ رحمهالله: ... محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن
موسى عليهالسلام، قال: سألته عن قول اللّه عزّ وجلّ: « ن * وَ الْقَلَمِ وَ مَا يَسْطُرُونَ »؟
فالنون
اسم لرسول اللّه، والقلم اسم لأميرالمؤمنين ـ صلوات اللّه عليهما وعلى
ذرّيّتهما ـ [113].
السابع ـ البشارة به صلىاللهعليهوآلهوسلم
قبل ولادته:
1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمهالله:
... الحسن بن راشد، قال:
سمعت
أبا إبراهيم عليهالسلام، يقول: لمّا احتفر عبد المطّلب زمزم ... فوجد في قعرها
عينا تخرج عليه برائحة المسك، ثمّ احتفر فلم يحفر إلاّ ذراعا حتّى تجّلاه النوم.
فرأى
رجلاً طويل الباع، حسن الشعر، جميل الوجه، جيّد الثوب، طيّب الرائحة،
وهو يقول: احفر تغنم، وجدّ تسلم، ولا تدّخرها للمقسم، الأسياف لغيرك، والبئر
لك.
أنت
أعظم العرب قدرا، ومنك يخرج نبيّها ووليّها، والأسباط النجباء الحكماء
العلماء البصراء، والسيوف لهم وليسوا اليوم
منك ولا لك، ولكن في القرن الثاني منك.
بهم
ينير اللّه الأرض، ويخرج الشياطين من أقطارها، ويذلّها في عزّها، ويهلكها
بعد قوّتها، ويذلّ الأوثان ... [114].
الثامن ـ يوم مولده صلىاللهعليهوآلهوسلم
ووفاته:
1 ـ الشيخ الصدوق رحمهالله:
... عليّ بن جعفر، قال: جاء رجل إلى أخي موسى بن
جعفر عليهماالسلام، فقال له: جعلت فداك! إنّي أريد الخروج فادع لي.
فقال
عليهالسلام: ومتى تخرج؟
قال:
يوم الاثنين، فقال عليهالسلام له: ولم تخرج يوم الاثنين؟
قال:
أطلب فيه البركة، لأنّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ولد يوم الاثنين.
فقال
عليهالسلام: كذبوا، ولد رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم الجمعة، وما من
يوم أعظم شؤما
من يوم الاثنين، يوم مات فيه رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم، وانقطع فيه وحي
السماء ... [115].
التاسع ـ مبعث النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
(866) 1 ـ محمّد بن يعقوب
الكلينيّ رحمهالله: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن
زياد، عن بعض أصحابنا، عن أبي الحسن الأوّل عليهالسلام، قال: بعث اللّه عزّ وجلّ
محمّدا صلىاللهعليهوآلهوسلم رحمة للعالمين في سبع وعشرين من رجب، فمن صام ذلك
اليوم كتب
اللّه له صيام ستّين شهرا.
وفي
خمسة وعشرين من ذي القعدة وضع البيت، وهو أوّل رحمة وضعت على
وجه الأرض، فجعله اللّه عزّ وجلّ مثابة للناس وأمنا، فمن صام ذلك اليوم كتب اللّه
له صيام ستّين شهرا.
وفي
أوّل يوم من ذي الحجّة ولد إبراهيم خليل الرحمن عليهالسلام، فمن صام ذلك اليوم
كتب اللّه له صيام ستّين شهرا[116].
العاشر ـ إنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم
وارث النبيّين:
(867) 1 ـ محمّد بن يعقوب
الكلينيّ رحمهالله: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن أبي زاهر
أو غيره، عن محمّد بن حمّاد، عن أخيه أحمد بن حمّاد، عن إبراهيم، عن أبيه، عن أبي
الحسن الأوّل عليهالسلام، قال: قلت له: جعلت فداك! أخبرني عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم،
ورث
النبيّين كلّهم؟
قال:
نعم، قلت: من لدن آدم حتّى انتهى إلى نفسه؟
قال:
ما بعث اللّه نبيّا إلاّ ومحمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم أعلم منه.
قال:
قلت: إنّ عيسى بن مريم كان يحيي الموتى بإذن اللّه.
قال:
صدقت، وسليمان بن داود كان يفهم منطق الطير، وكان رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم
يقدر على هذه المنازل.
قال:
فقال: إنّ سليمان بن داود قال للهدهد حين فقده وشكّ في أمره، فقال: « مَا
لِىَ لاَ أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَآلـءِبِينَ »[117] حين
فقده، فغضب عليه فقال:
« لَأُعَذِّبَنَّهُو عَذَابًا شَدِيدًا
أَوْ لَأَاْذْبَحَنَّهُو أَوْ لَيَأْتِيَنِّى بِسُلْطَـنٍ مُّبِينٍ »[118].
وإنّما غضب لأنّه كان يدلّه على الماء، فهذا -
وهو طائر - قد أعطي ما لم يعط
سليمان، وقد كانت الريح والنمل والإنس والجنّ والشياطين و المردة له طائعين، ولم
يكن يعرف الماء تحت الهواء، وكان الطير يعرفه، وإنّ اللّه يقول في كتابه: « وَ لَوْ أَنَّ
قُرْءَانًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ
بِهِ الْمَوْتَى »[119].
وقد
ورثنا نحن هذا القرآن الذي فيه ما تسيّر به الجبال، وتقطّع به البلدان، وتحيى
به الموتى، ونحن نعرف الماء تحت الهواء، وإنّ في كتاب اللّه لآيات ما يراد بها أمر
إلاّ
أن يأذن اللّه به مع ما قد يأذن اللّه ممّا كتبه الماضون، جعله اللّه لنا في أُمّ
الكتاب، إنّ
اللّه يقول: « وَ مَا مِنْ غَآلـءِبَةٍ
فِى السَّمَآءِ وَ الْأَرْضِ إِلاَّ فِى كِتَـبٍ مُّبِينٍ »[120] ثمّ
قال:
« ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَـبَ الَّذِينَ
اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا »[121]،
فنحن الذين اصطفانا اللّه
عزّ وجلّ وأورثنا هذا الذي فيه تبيان كلّ شيء[122].
الحادي عشر ـ إنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم
رأى ربّه بقلبه:
(868) 1 ـ الشيخ الصدوق رحمهالله:
ما حدّثنا به محمّد بن الحسن بن أحمد بن
الوليد رحمهالله، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن محمّد بن الحسين بن
أبي الخطّاب، عن محمّد بن الفضيل، قال: سألت أبا الحسن عليهالسلام هل رأى رسول
اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلمربّه عزّ وجلّ؟
فقال:
نعم، بقلبه رآه، أما سمعت اللّه عزّ وجلّ يقول: « مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا
رَأَى »[123]
أي لم يره بالبصر، ولكن رآه بالفؤاد[124].
(869) 2 ـ أبو منصور الطبرسيّ رحمهالله:
عن يعقوب بن جعفر الجعفريّ، قال: سأل
رجل يقال له: ـ عبدالغفّار السلميّ ـ أبا إبراهيم موسى بن جعفر عليهالسلام، عن
قول اللّه
تعالى: « ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى *
فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى »[125]،
قال: أرى هاهنا
خروجا من حجب وتدلّيا إلى الأرض، وأرى محمّدا صلىاللهعليهوآلهوسلم، رأى ربّه
بقلبه، ونسب
إلى بصره، فكيف هذا؟
فقال
أبو إبراهيم عليهالسلام: دنى فتدلّى، فإنّه لم يزل عن موضع، ولم يتدلّ ببدن.
فقال
عبد الغفّار: أصفه بما وصف به نفسه حيث قال: دنى فتدلّى، فلم يتدلّ عن
مجلسه إلاّ وقد زال عنه، ولولا ذلك لم يصف بذلك نفسه.
فقال
أبو إبراهيم عليهالسلام: إنّ هذه لغة في قريش إذا أراد رجل منهم أن يقول: قد
سمعت، يقول: قد تدلّيت، وإنّما التدلّي: الفهم[126].
الثاني عشر ـ سيرته صلىاللهعليهوآلهوسلم
في شهر رمضان:
(870) 1 ـ الشيخ الطوسيّ رحمهالله:
عليّ بن حاتم، عن أحمد بن عليّ، قال: حدّثني
محمّد بن أبي الصُهْبان، عن محمّد بن سليمان، قال: إنّ عدّة من أصحابنا اجتمعوا
على
هذا الحديث منهم يونس بن عبد الرحمن، عن عبد اللّه بن سنان، عن أبي عبد
اللّه عليهالسلام، وصباح الحذّاء، عن إسحاق بن عمّار، عن أبي الحسن عليهالسلام،
وسَماعة بن
مهران، عن أبي عبد اللّه عليهالسلام، قال محمّد بن سليمان: وسألت الرضا عليهالسلام
عن هذا
الحديث، فأخبرني به.
وقال
هؤلاء جميعا: سألنا عن الصلاة في شهر رمضان، كيف هي؟ وكيف فعل
رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم؟
فقالوا
جميعا: إنّه لمّا دخلت أوّل ليلة من شهر رمضان صلّى رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم
المغرب، ثمّ صلّى أربع ركعات التي كان يصلّيهنّ بعد المغرب في كلّ ليلة، ثمّ صلّى
ثماني
ركعات، فلمّا صلّى العشاء الآخرة، وصلّى الركعتين اللتين كان يصلّيهما بعد العشاء
الآخرة، وهو جالس في كلّ ليلة قام فصلّى اثنتي عشرة ركعة، ثمّ دخل بيته، فلمّا
رأى ذلك الناس، ونظروا إلى رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم وقد زاد في الصلاة
حين دخل شهر
رمضان سألوه عن ذلك؟
فأخبرهم
أنّ هذه الصلاة صلّيتها لفضل شهر رمضان على الشهور، فلمّا كان من
الليل قام يصلّي، فاصطفّ الناس خلفه، فانصرف إليهم فقال: أيّها الناس! إنّ هذه
الصلاة نافلة، ولن يجتمع للنافلة، وليصلّ كلّ رجل منكم وحده، وليقل ما علّمه اللّه
من كتابه، واعلموا أن لا جماعة في نافلة.
فافترق
الناس فصلّى كلّ واحد منهم على حياله لنفسه، فلمّا كان ليلة تسع عشرة
من شهر رمضان اغتسل حين غابت الشمس، وصلّى المغرب بغسل، فلمّا صلّى
المغرب وصلّى أربع ركعات التي كان يصلّيها
فيما مضى في كلّ ليلة بعد المغرب دخل إلى
بيته.
فلمّا
أقام بلال لصلاة العشاء الآخرة خرج النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فصلّى بالناس،
فلمّا انفتل
صلّى الركعتين، وهو جالس كما كان يصلّي في كلّ ليلة، ثمّ قام فصلّى مائة ركعة يقرأ
في كلّ ركعة «فاتحة الكتاب»، و«قُلْ هُوَ اللّهُ أحَدٌ» عشر مرّات،
فلمّا فرغ من
ذلك صلّى صلاته التي كان يصلّي كلّ ليلة في آخر الليل وأوتر.
فلمّا
كان ليلة عشرين من شهر رمضان فعل كما كان يفعل قبل ذلك من الليالي في
شهر رمضان ثماني ركعات بعد المغرب واثنتي عشرة ركعة بعد العشاء الآخرة.
فلمّا
كانت ليلة إحدى وعشرين اغتسل حين غابت الشمس، وصلّى فيها مثل ما
فعل في ليلة تسع عشرة، فلمّا كان في ليلة اثنتين وعشرين زاد في صلاته فصلّى ثماني
ركعات بعد المغرب واثنتين وعشرين ركعة بعد العشاء الآخرة، فلمّا كانت ليلة ثلاث
وعشرين اغتسل أيضا كما اغتسل في ليلة تسع عشرة، وكما اغتسل في ليلة إحدى
وعشرين، ثمّ فعل مثل ذلك.
قالوا:
فسألوه عن صلاة الخمسين، ما حالها في شهر رمضان؟
فقال:
كان رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم يصلّي هذه الصلاة، ويصلّي صلاة الخمسين
على ما
كان يصلّي في غير شهر رمضان ولا ينقص منها شيئا[127].
الثالث عشر ـ غسله صلىاللهعليهوآلهوسلم
ووضوؤه:
(871) 1 ـ الشيخ الطوسيّ رحمهالله:
بهذا الإسناد [عن أبي جعفر محمّد بن عليّ، عن
محمّد بن الحسن وأحمد بن محمّد، عن أبيه محمّد بن الحسن، عن محمّد بن يحيى،] عن
محمّد بن أحمد بن يحيى، عن أبي جعفر، عن أبيه، عن زُرْعة، عن سَماعة، قال: سألته
عن الذي يجزي من الماء للغسل؟
فقال:
اغتسل رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم بصاع وتوضّأ بمدّ، وكان الصاع على عهده
خمسة
أرطال، وكان المدّ قدر رطل وثلاث أواق[128].
الرابع عشر ـ كيفيّة تعلّمه صلىاللهعليهوآلهوسلم
الصلاة في المعراج:
1 ـ الشيخ الصدوق رحمهالله:
... إسحاق بن عمّار، قال: سألت أبا الحسن موسى بن
جعفر عليهماالسلام كيف صارت الصلاة ركعة وسجدتين؟
وكيف
إذا صارت سجدتين لم تكن ركعتين؟
فقال
عليهالسلام: ... إنّ أوّل صلاة صلاّها رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم إنّما
صلاّها في السماء بين
يدي اللّه تبارك وتعالى، قدّام عرشه جلّ جلاله، وذلك أنّه لمّا أسري به، وصار عند
عرشه تبارك وتعالى فتجلّى له عن وجهه حتّى رآه بعينه.
قال:
يا محمّد! ادن من صاد، فاغسل مساجدك وطهّرها، وصلّ لربّك.
فدنا
رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى حيث أمره اللّه تبارك وتعالى، فتوضّأ
فأسبغ
وضوءه، ثمّ استقبل الجبّار تبارك وتعالى قائما، فأمره بافتتاح الصلاة، ففعل.
فقال:
يا محمّد! اقرأ: «بِسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ
الْعَــلَمِينَ» إلى آخرها، ففعل ذلك، ثمّ أمره أن يقرأ نسبة ربّه تبارك
وتعالى «بِسْمِ
اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ * قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ»،
ثمّ أمسك عنه القول.
فقال
رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم: «قُلْ
هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ»، فقال: قل: «لَمْ يَلِدْ
وَ لَمْ يُولَدْ * وَ لَمْ يَكُن لَّهُو كُفُوًا أَحَدُم»، فأمسك عنه القول.
فقال
رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم: كذلك اللّه ربّي، كذلك اللّه ربّي، كذلك
اللّه ربّي.
فلمّا
قال ذلك، قال: اركع يا محمّد! لربّك، فركع رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم،
فقال له وهو
راكع، قل: «سبحان ربّي العظيم وبحمده»،
ففعل ذلك ثلاثا.
ثمّ
قال: ارفع رأسك يا محمّد! ففعل ذلك رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم، فقام
منتصبا بين يدي
اللّه عزّ وجلّ، فقال: اسجد يا محمّد! لربّك، فخرّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلمساجدا،
فقال:
قل: «سبحان ربّي الأعلى وبحمده»، ففعل
ذلك رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلمثلاثا.
فقال
له: استو جالسا، يا محمّد! ففعل، فلمّا استوى جالسا ذكر جلال ربّه جلّ
جلاله، فخرّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ساجدا من تلقاء نفسه، لا لأمر
أمره ربّه عزّ وجلّ،
فسبّح أيضا ثلاثا.
فقال:
انتصب قائما، ففعل، فلم ير ما كان رأى من عظمة ربّه جلّ جلاله، فقال له:
اقرأ يا محمّد! وافعل كما فعلت في الركعة الأولى.
ففعل
ذلك رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم، ثمّ سجد سجدة واحدة، فلمّا رفع رأسه ذكر
جلالة
ربّه تبارك وتعالى الثانية، فخرّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ساجدا من
تلقاء نفسه، لا لأمر
أمره ربّه عزّ وجلّ، فسبّح أيضا.
ثمّ
قال له: ارفع رأسك ثبّتك اللّه، واشهد أن لا إله إلاّ اللّه، وأنّ محمّدا رسول
اللّه،
وأنّ الساعة آتية لا ريب فيها، وأنّ اللّه يبعث من في القبور «اللّهمّ صلّ على
محمّد وآل محمّد، وارحم محمّدا وآل محمّد، كما صلّيت وباركت وترحّمت
ومننت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنّك حميد مجيد.
اللّهمّ
تقبّل شفاعته في أُمّته، وارفع درجته».
ففعل،
فقال: سلّم يا محمّد! استقبل، فاستقبل رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ربّه
تبارك
وتعالى، وتقدّس وجهه مطرقا.
فقال:
السلام عليك.
فأجابه
الجبّار جلّ جلاله. فقال: وعليك السلام يا محمّد! بنعمتي قوّيتك على
طاعتي، وبعصمتي إيّاك اتّخذتك نبيّا وحبيبا ... [129].
الخامس عشر ـ أوّل صلاة صلاّها
رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم:
1 ـ الشيخ الصدوق رحمهالله:
... إسحاق بن عمّار، قال: سألت أبا الحسن موسى بن
جعفر عليهماالسلام ... .
فقال
عليهالسلام: ... إنّ أوّل صلاة صلاّها رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم إنّما
صلاّها في السماء بين
يدي اللّه تبارك وتعالى قدّام عرشه جلّ جلاله، وذلك أنّه لمّا أسري به، وصار عند
عرشه تبارك وتعالى فتجلّى له عن وجهه حتّى رآه بعينه ... [130].
السادس عشر ـ حجّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم:
1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمهالله:
... محمّد بن الفضيل، قال: ... أبو الحسن
موسى عليهالسلام ... حجّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم فأحرم ولم يظلّل،
ودخل البيت والخبا
واستظلّ بالمحمل والجدار، فعلنا كما فعل رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم،
فسكت[131].
السابع عشر ـ إنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم
جمع المغرب والعشاء بأذان واحد:
1 ـ الشيخ الطوسيّ رحمهالله:
... عن سماعة، قال: سألته عن الجمع بين المغرب
والعشاء الأخرة يجمع، فقال: ... إنّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلمجمعهما
بأذان واحد وإقامتين،
كما جمع بين الظهر والعصر بعرفات[132].
الثامن عشر ـ كان رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم
يصوم يوم عاشوراء:
(872) 1 ـ الشيخ الطوسيّ رحمهالله:
عن عليّ بن حسن بن فضّال، عن يعقوب بن
يزيد، عن أبي همّام، عن أبي الحسن عليهالسلام، قال: صام رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلميوم
عاشوراء[133].
التاسع عشر ـ تسليمه صلىاللهعليهوآلهوسلم
في الركعتين الأوّلتين:
(873) 1 ـ محمّد بن يعقوب
الكلينيّ رحمهالله: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد
البرقيّ، عن منصور بن العبّاس، عن عمرو بن سعيد، عن الحسن بن صدقة، قال:
قلت لأبي الحسن الأوّل عليهالسلام: أسلَّم رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم
في الركعتين الأوّلتين؟
فقال:
نعم، قلت: وحاله حاله؟
قال:
إنّما أراد اللّه عزّ وجلّ أن يفقّههم[134].
العشرون ـ صلاته صلىاللهعليهوآلهوسلم
وركوعه يوم فتح مكّة:
(874) 1 ـ محمّد بن يعقوب
الكلينيّ رحمهالله: عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى،
عن يونس بن عبد الرحمن، عن معاوية بن وهب[135]،
قال: لمّا كان يوم فتح مكّة
ضربت على رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم خيمة سوداء من شعر بالأبطح، ثمّ
أفاض عليه الماء
من جفنة يرى فيها أثر العجين، ثمّ تحرّى القبلة ضحى، فركع ثماني ركعات لم يركعها
رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم قبل ذلك ولا بعد[136].
الحادي والعشرون ـ كيفيّة
تختّم النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم:
1 ـ الشيخ الصدوق رحمهالله:
... عن محمّد بن أبي عمير، قال: قلت لأبي الحسن
موسى عليهالسلام: أخبرني عن تختّم أمير المؤمنين عليهالسلام بيمينه، لأيّ شيء
كان؟
فقال:
إنّما كان يتختّم بيمينه ... وقد كان رسول
اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم يتختّم بيمينه، وهو
علامة لشيعتنا يعرفون به، وبالمحافظة على أوقات الصلاة، وإيتاء الزكاة، ومواساة
الإخوان، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر[137].
الثاني والعشرون ـ كان لرسول
اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم وبيص مسك:
(875) 1 ـ محمّد بن يعقوب
الكلينيّ رحمهالله: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن
أبي عبد اللّه، عن نوح بن شعيب، عن بعض أصحابنا، عن أبي الحسن عليهالسلام، قال:
كان
يرى وبيص المسك في مفرق[138]
رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم[139].
الثالث والعشرون ـ قَطعُ
النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم الحجب السبعة ليلة
الإسراء:
(876) 1 ـ الشيخ الصدوق رحمهالله:
روى هِشام بن الحكم، عن أبي الحسن موسى بن
جعفر عليهماالسلام: لذلك علّة أخرى، وهي أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لمّا
أسري به إلى السماء قطع سبع
حجب، فكبّر عند كلّ حجاب تكبيرة، فأوصله اللّه عزّ وجلّ بذلك إلى منتهى
الكرامة[140].
الرابع والعشرون ـ كيفيّة أكل
النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم مع الضيف:
(877) 1 ـ محمّد بن يعقوب
الكلينيّ رحمهالله: عن محمّد بن يحيى، عن سليمان بن
حفص، عن عليّ بن جعفر، عن أخيه موسى عليهالسلام: أنّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلمكان
إذا أتاه
الضيف أكل معه، ولم يرفع يده من الخوان حتّى يرفع الضيف (يده)[141].
الخامس والعشرون ـ كان يأكل
النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم البطّيخ بالسكّر أو
الرطب:
(878) 1 ـ محمّد بن يعقوب
الكلينيّ رحمهالله: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن
أبي عبد اللّه، عن محمّد بن عيسى، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه الدهقان، عن درست،
عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي الحسن الأوّل عليهالسلام، قال: أكل النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
البطّيخ بالسكّر، وأكل البطّيخ بالرطب[142].
السادس والعشرون ـ مشيه صلىاللهعليهوآلهوسلم
تحت الظلال وهو محرم:
1 ـ الشيخ المفيد رحمهالله:
... سأل محمّد بن الحسن أبا الحسن موسى عليهالسلام ... أيجوز
للمحرم أن يظلّل عليه محمله؟
فقال
له أبو الحسن موسى عليهالسلام: أفتعجب من سنّة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلموتستهزىء
بها، إنّ
رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم كشف ظلاله في إحرامه ومشى تحت الظلال، وهو
محرم ... [143].
(879) 1 ـ الشيخ المفيد رحمهالله:
وروى أبو زيد، قال: أخبرني عبد الحميد، قال:
سأل محمّد بن الحسن أبا الحسن موسى عليهالسلام بمحضر من الرشيد و هم بمكّة، فقال
له:
وإنّ أحكام اللّه يا محمّد! لا يقاس، فمن قاس
بعضها على بعض فقد ضلّ سواء السبيل.
فسكت
محمّد بن الحسن لا يرجع جوابا[144].
السابع والعشرون ـ إرساله صلىاللهعليهوآلهوسلم
العمامة من بين يديه ومن خلفه:
(880) 1 ـ محمّد بن يعقوب
الكلينيّ رحمهالله: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد،
عن أبي همّام، عن أبي الحسن عليهالسلام، في قول اللّه عزّ وجلّ « مُسَوِّمِينَ »[145].
قال:
العمائم، اعتمّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم فسدلها[146] من
بين يديه ومن خلفه، واعتمّ
جبرئيل فسدلها من بين يديه ومن خلفه[147].
الثامن والعشرون ـ الأذان في
عهد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم:
(881) 1 ـ الشيخ الطوسيّ رحمهالله:
عن محمّد بن عليّ بن محبوب، عن محمّد بن
الحسين، عن عليّ بن أسباط، عن عليّ بن جعفر، قال: سألت أبا الحسن عليهالسلام، عن
الأذان في المنارة، أسنّة هو؟
فقال:
إنّما كان يؤذّن للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في الأرض، ولم تكن يومئذ منارة[148].
التاسع والعشرون ـ كان النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
مستودع الوصايا:
(882) 1 ـ محمّد بن يعقوب
الكلينيّ رحمهالله: محمّد بن يحيى، عن سعد بن عبد اللّه،
عن جماعة من أصحابنا، عن أحمد بن هلال، عن أُميّة بن عليّ القيسىّ، قال: حدّثني
درست بن أبي منصور: أنّه سأل أبا الحسن الأوّل عليهالسلام: أ كان رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم
محجوجا بأبي طالب؟
فقال:
لا، ولكنّه كان مستودعا للوصايا، فدفعها إليه صلىاللهعليهوآلهوسلم.
قال:
قلت: فدفع إليه الوصايا على أ نّه محجوج به؟
فقال:
لو كان محجوجا به ما دفع إليه الوصيّة.
قال:
فقلت: فما كان حال أبي طالب؟
قال:
أقرّ بالنبيّ وبما جاء به، ودفع إليه الوصايا، ومات من يومه[149].
الثلاثون ـ شفاعة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
وعليّ عليهالسلام للفاجر المؤمن:
1 ـ زيد النرسي رحمهالله:
... محمّد بن أبي عمير، عن زيد، قال: قلت لأبي الحسن
موسى عليهالسلام: الرجل من مواليكم، يكون عارفا، يشرب الخمر، ويرتكب الموبق من
الذنب، نتبرّأ منه؟
فقال:
تبرّؤوا من فعله، ولا تتبرّؤوا منه، أحبّوه، وأبغضوا عمله ... .
أنّه
لا يخرج من الدنيا حتّى يصفّى من الذنوب، إمّا بمصيبة في مال، أو في نفس، أو
ولد، أو مرض، وأدنى ما يصفّى به وليّنا أن يريه اللّه رؤيا مهوّلة، فيصبح حزينا
لما
رأى، فيكون ذلك كفّارة له، أو خوفا يرد عليه من أهل دولة الباطل، أو يشدّد عليه
عند الموت فيلقى اللّه طاهرا من الذنوب، آمنا روعته بمحمّد صلىاللهعليهوآلهوسلموأمير
المؤمنين عليهالسلام.
ثمّ
يكون أمامه أحد الأمرين: رحمة اللّه الواسعة التي هي أوسع من ذنوب أهل
الأرض جميعا، وشفاعة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم وأمير المؤمنين عليهالسلام،
إن أخطئته رحمة ربّه
أدركته شفاعة نبيّه، وأمير المؤمنين صلّى اللّه عليهما، فعندها تصيبه رحمة ربّه
الواسعة[150].
الحادي والثلاثون ـ عرض
الأعمال على النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم:
(883) 1 ـ الصفّار رحمهالله:
حدّثنا محمّد بن عبد الحميد، عن المفضّل بن صالح، عن
زيد الشحّام، قال: سألته عن أعمال هذه الأُمّة؟
قال:
ما من صباح يمضي إلاّ وهي تعرض على نبيّ اللّه أعمال هذه الأُمّة[151].
(884) 2 ـ الصفّار رحمهالله:
حدّثنا عبد اللّه بن جعفر، عن محمّد بن عيسى، عن محمّد
ابن الفضيل[152]،
عن صاحبه، قال: إنّ أعمال هذه الأمّة تعرض على
رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم في
كلّ خميس، أبرارها وفجّارها[153].
3 ـ الصفّار رحمهالله:
... عن أحمد بن عمير، عن أبي الحسن عليهالسلام، قال: ... إنّ أعمال
العباد تعرض على رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم كلّ صباح أبرارها، وفجّارها،
فاحذروا[154].
الثاني والثلاثون ـ احتجام
النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم:
(885) 1 ـ أبو نصر الطبرسيّ رحمهالله:
عن أبي الحسن عليهالسلام قال: احتجم
رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم في رأسه وبين كتفيه وقفاه، وسمّى الواحدة
النافعة، والأخرى
المغيثة، والثالثة المنقذة.
وفي
غير هذا الحديث: التي في الرأس المنقذة، والتي في النقرة المغيثة، والتي في
الكاهل النافعة. وروي المغيثة[155].
الثالث والثلاثون ـ كيفيّة
إمامة رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم في الصلاة:
(886) 1 ـ الحميريّ رحمهالله:
عبد اللّه بن الحسن، عن جدّه عليّ بن جعفر، عن أخيه
موسى بن جعفر عليهماالسلام، قال: سألته عن الرجل يؤمّ بغير رداء؟
فقال:
قد أمّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم في ثوب واحد متوشّح[156] به[157].
الرابع والثلاثون ـ إجراؤه صلىاللهعليهوآلهوسلم
الحدّ على الزاني بغير بيّنة:
(887) 1 ـ الحميريّ رحمهالله:
عبد اللّه بن الحسن، عن جدّه عليّ بن جعفر، عن أخيه
موسى بن جعفر عليهماالسلام، قال: إنّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم أتي
بامرأة مريضة، ورجل أجرب
مريض، قد بدت عروق فخذيه، قد فجر بامرأة.
فقالت
المرأة لرسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم: أتيته، فقلت له: أطعمني واسقني، فقد
جهدت،
فقال: لا، حتّى أفعل بك، ففعل.
فجلده
رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم بغير بيّنة، مائة شمروخ ضربة واحدة، وخلّى
سبيله، ولم
يضرب المرأة[158].
الخامس والثلاثون ـ إتيان
النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بما يحتاجه الناس إلى
يوم القيامة:
(888) 1 ـ البرقيّ رحمهالله:
عن عليّ بن إسماعيل الميثميّ، عن محمّد بن حكيم، عن
أبي الحسن عليهالسلام، قال: أتاهم رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم بما
يستغنون به في عهده، وما يكتفون
به من بعده، كتاب اللّه وسنّة نبيّه[159].
2 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمهالله:
... سماعة بن مهران، عن أبي الحسن
موسى عليهالسلام ... قلت: أصلحك اللّه إنّا نجتمع فنتذاكر ما عندنا فلا يرد علينا
شيء إلاّ
وعندنا فيه شيء مسطّر، وذلك ممّا أنعم اللّه به علينا بكم.
ثمّ
يرد علينا الشيء الصغير ليس عندنا فيه شيء، فينظر بعضنا إلى بعض وعندنا
ما يشبهه، فنقيس على أحسنه.
فقال:
وما لكم وللقياس! إنّما هلك من هلك من قبلكم بالقياس.
ثمّ
قال: إذا جاءكم ما تعلمون فقولوا به، وإن جائكم ما لا تعلمون فها - وأهوى
بيده إلى فيه - ... .
فقلت:
أصلحك اللّه، أتى رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم الناس بما يكتفون به
في عهده؟
قال:
نعم، وما يحتاجون إليه إلى يوم القيامة ... [160].
3 ـ الشيخ المفيد رحمهالله:
... عن محمّد بن حكيم، عن أبي الحسن الأوّل عليهالسلام،
قال: ... أتى رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم الناس بما يكتفون به!
فقال
عليهالسلام: أتى واللّه! رسول اللّه الناس بما استغنوا به في عهده، وبما يكتفون
به
من بعده إلى يوم القيامة.
فقلت:
فضاع منه شيء؟!
فقال
عليهالسلام: لا، هو عند أهله[161].
السادس والثلاثون ـ عدد نساء
النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم:
1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمهالله:
... الحسن بن جهم، قال:
رأيت
أباالحسن عليهالسلام اختضب، فقلت: جعلت فداك، اختضبت!
فقال:
نعم، إنّ التهيئة ممّا يزيد في عفّة النساء، ولقد ترك النساء العفّة بترك
أزواجهنّ التهيئة ... .
ثمّ
قال: ... وكان رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم له بضع أربعين رجلاً، وكان
عنده تسع نسوة،
وكان يطوف عليهنّ في كلّ يوم وليلة[162].
السابع والثلاثون ـ صاع النبيّ
صلىاللهعليهوآلهوسلم:
1 ـ الشيخ الصدوق رحمهالله:
قال أبو الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام: ... صاع
النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم خمسة أمداد ... [163].
الثامن والثلاثون ـ سنّته صلىاللهعليهوآلهوسلم
لأوقات الصلوات:
1 ـ الشيخ الطوسيّ رحمهالله:
... إبراهيم الكرخيّ، قال: سألت أبا الحسن
موسى عليهالسلاممتى يدخل وقت الظهر؟
فقال
عليهالسلام: ... رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم قد وقّت للصلوات المفروضات
أوقاتا، وحدّ لها
حدودا في سنّته للناس ... [164].
التاسع والثلاثون ـ سنّته صلىاللهعليهوآلهوسلم
لدفن الميّت:
1 ـ الشيخ الصدوق رحمهالله:
... عليّ بن يقطين، قال: سمعت أبا الحسن الأوّل عليهالسلام
يقول: لا تنزل في القبر، وعليك العمامة، ولا القلنسوة، ولا الحذاء، ولا الطيلسان،
وحلّ أزرارك، فذلك سنّة من رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلمجرت ... [165].
الأربعون ـ كان النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
يصلّي صلاة الفجر في آخر ظلمة الليل:
1 ـ الشيخ الصدوق رحمهالله:
سأل يحيى بن أكثم القاضي أبا الحسن الأوّل عليهالسلامعن
صلاة الفجر، لم يجهر فيه ... .
فقال
عليهالسلام: لأنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يغلّس بها، فقرّبها من
الليل[166].
الحادي والأربعون ـ مناكحته صلىاللهعليهوآلهوسلم
مع المخالف:
1 ـ الأشعريّ القمّيّ رحمهالله:
... سماعة، قال: سألته عن مناكحتهم ... ؟
فقال
عليهالسلام: هذا أمر تمديد إن تستطيعوا ذلك، قد أنكح رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم
... [167].
الثاني والأربعون ـ مصالحته صلىاللهعليهوآلهوسلم
مع الأعراب:
1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمهالله:
... عن حمّاد بن عيسى، عن بعض
أصحابنا، عن العبد الصالح عليهالسلام، قال: ... .
لأنّ
رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم صالح الأعراب أن يدعهم في ديارهم ولا يهاجروا
على
أنّه إن دهم رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم من عدوّه دهم أن يستنفرهم فيقاتل
بهم.
وليس
لهم في الغنيمة نصيب ... [168].
الثالث والأربعون ـ كيفيّة
تقسيمه صلىاللهعليهوآلهوسلم الصدقات:
1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمهالله:
... حمّاد بن عيسى، عن بعض أصحابنا،
عن العبد الصالح عليهالسلام، قال: وكان رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم
يقسّم صدقات البوادي في
البوادي، وصدقات أهل الحضر في أهل الحضر، ولا يقسّم بينهم بالسويّة على ثمانية،
حتّى يعطي أهل كلّ سهم ثمنا، ولكن يقسّمها
على قدر من يحضره من أصناف الثمانية
على قدر ما يقيم كلّ صنف منهم يقدّر لسنته ليس في ذلك شيء موقوت، ولا مسمّى، ولا
مؤلّف، إنّما يضع ذلك على قدر ما يرى وما يحضره حتّى يسدّ كلّ فاقة كلّ قوم منهم
... [169].
الرابع والأربعون ـ احتياج
الخلق إليه صلىاللهعليهوآلهوسلم وإلى عليّ عليهالسلام:
1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمهالله:
... سماعة، قال: قال لي أبو الحسن عليهالسلام: ... .
إذا
كان يوم القيامة لم يبق ملك مقرّب، ولا نبيّ مرسل، ولا مؤمن ممتحن إلاّ وهو
يحتاج إليهما [ أي إلى محمّد وعليّ صلوات اللّه عليهما ]في ذلك اليوم[170].
الخامس والأربعون ـ سُنّته صلىاللهعليهوآلهوسلم
في المجوس:
1 ـ الشيخ الطوسيّ رحمهالله:
... عن يحيى بن محمّد، قال: سألت أبا عبد اللّه عليهالسلامعن
قول اللّه عزّ وجلّ: « يَـأَيُّهَا
الَّذِينَ ءَامَنُواْ شَهَـدَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ
حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ أَوْ ءَاخَرَانِ مِنْ
غَيْرِكُمْ »؟
قال
عليهالسلام: اللذان منكم مسلمان واللذان من غيركم من أهل الكتاب، فإن لم تجدوا
من أهل الكتاب فمن المجوس، لأنّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم سنّ في
المجوس سنّة أهل
الكتاب في الجزية ... .
عنه،
عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن موسى عليهالسلام مثله[171].
السادس والأربعون ـ وصيّته صلىاللهعليهوآلهوسلم
إلى عليّ عليهالسلام:
1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمهالله:
... عيسى بن المستفاد أبي موسى الضرير،
قال: حدّثني موسى بن جعفر عليهما السلام، قال:
قلت
لأبي عبد اللّه عليهالسلام: أليس كان أمير المؤمنين عليهالسلام كاتب الوصيّة،
ورسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلمالمملي عليه، وجبرئيل والملائكة المقرّبون عليهمالسلامشهود؟
قال:
فأطرق طويلاً، ثمّ قال: يا أبا الحسن! قد كان ما قلت ...
فقلت
لأبي الحسن عليهالسلام: بأبي أنت وأُمّي! ألا تذكر ما كان في الوصيّة؟
فقال:
سنن اللّه، وسنن رسوله.
فقلت:
أكان في الوصيّة توثّبهم وخلافهم على أمير المؤمنين عليهالسلام؟
فقال:
نعم، واللّه! شيئا شيئا، وحرفا حرفا ... [172].
الفصل
الثالث ـ الإمامة ومايناسبها
وفيه
موضوعان
(أ) ـ الإمامة والولاية
العامّة
وفيه ثمانية وثمانون أمرا
الأوّل
ـ ما نزل من القرآن في الخمسة النجباء عليهمالسلام
1 ـ السيّد شرف الدين
الأستراباديّ رحمهالله: ... عن عيسى بن داود، عن الإمام
موسى بن جعفر عليهماالسلام في قول اللّه عزّ وجلّ: « قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ـ إلى قوله ـ
الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ
فِيهَا خَــلِدُونَ ».
قال
عليهالسلام: نزلت في رسول اللّه وفي أميرالمؤمنين وفاطمة والحسن والحسين ـ
صلوات اللّه عليهم أجمعين ـ[173].
2 ـ السيّد شرف الدين
الأستراباديّ رحمهالله: ... محمّد بن الفضيل، قال: سألت
أبا الحسن عليهالسلام عن قول اللّه عزَّ وجلَّ: « فِى بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا
اسْمُهُ »؟
قال:
بيوت محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم، ثمّ بيوت عليّ عليهالسلام منها[174].
3 ـ ابن بطريق رحمهالله:
... عن عليّ بن جعفر، قال: سألت أبا الحسن عليهالسلامعن قوله
اللّه تعالى: « كَمِشْكَوةٍ فِيهَا
مِصْبَاحٌ »؟
قال
عليهالسلام: المشكاة فاطمة عليهاالسلام، والمصباح الحسن والحسين عليهماالسلام، و« الزُّجَاجَةُ
كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّىٌّ »؟
قال
عليهالسلام: كانت فاطمة عليهاالسلام كوكبا درّيّا من نساء العالمين ... [175].
الثاني ـ ما نزل من القرآن في
الأئمّة عليهمالسلام
1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمهالله:
... عبد العزيز بن المهتدي، عن رجل، عن
أبي الحسن الماضي عليهالسلام، في قوله تعالى: « مَن ذَا الَّذِى يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا
فَيُضَـعِفَهُو لَهُو وَ لَهُو أَجْرٌ كَرِيمٌ ».
قال:
صلة الإمام في دولة الفسقة[176].
2 ـ عليّ بن إبراهيم القمّيّ رحمهالله:
... عن عبد الرحمن بن كثير، عن
أبي الحسن عليهالسلامفي قوله: « سَأَلَ
سَآلـءِلُم بِعَذَابٍ وَاقِعٍ »؟
قال
عليهالسلام: سأل رجل عن الأوصياء، وعن شأن ليلة القدر، وما يلهمون فيها؟
فقال
النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم: سألت عن عذاب واقع، ثمّ كفر بأنّ ذلك لا يكون،
فإذا وقع
ف « لَيْسَ لَهُو دَافِعٌ * مِّنَ اللَّهِ
ذِى الْمَعَارِجِ »، قال: « تَعْرُجُ
الْمَلَـلـءِكَةُ وَ الرُّوحُ »
في صبح ليلة القدر إليه من عند النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلموالوصيّ[177].
3 ـ فرات الكوفيّ رحمهالله:
... محمّد بن الفضيل الصيرفيّ، قال: سألت أبا الحسن
موسى بن جعفر عليهماالسلام عن قول اللّه تبارك وتعالى: « وَ التِّينِ وَ الزَّيْتُونِ »؟
قال:
التين الحسن، والزيتون الحسين.
فقلت:
قوله: « وَ طُورِ سِينِينَ »؟
قال: إنّما هو طور سيناء، قلت: فما يعني بقوله:
طور سينا؟
قال:
ذاك أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام، قال: قلت: « وَ هَـذَا الْبَلَدِ
الْأَمِينِ »؟
قال:
ذاك رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم، وهو [ ومن] سبلنا [ سبيلنا ]آمن اللّه به الخلق في
سبيلهم، ومن النار إذا أطاعوه.
قلت:
قوله: « إِلاَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَ
عَمِلُواْ الصَّــلِحَـتِ »؟
قال:
ذاك أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام وشيعته، « فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ
مَمْنُونٍ ».
قال:
قلت: قوله: « فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ
بِالدِّينِ »؟
قال:
معاذ اللّه! لا واللّه! ما هكذا قال تبارك وتعالى، ولا كذا أنزلت، قال:
إنّما قال: فما [ فمن] يكذّبك بعد بالدين [
والدين أمير المؤمنين]، « أَلَيْسَ
اللَّهُ بِأَحْكَمِ
الْحَـكِمِينَ »[178].
4 ـ ابن شهر آشوب رحمهالله: ... عن مرازم، عن موسى بن جعفر عليهماالسلام في
قوله
تعالى: « وَ التِّينِ وَ الزَّيْتُونِ »،
قال: الحسن والحسين، « وَ طُورِ سِينِينَ »،
قال:
عليّ بن أبي طالب عليهالسلام، «وَ هَـذَا
الْبَلَدِ الْأَمِينِ »، قال: محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم، « لَقَدْ خَلَقْنَا
الاْءِنسَـنَ فِى أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ »، قال: الأوّل « ثُمَّ رَدَدْنَـهُ أَسْفَلَ سَـفِلِينَ »، ببغضه
أمير المؤمنين، « إِلاَّ الَّذِينَ
ءَامَنُواْ وَ عَمِلُواْ الصَّــلِحَـتِ »، عليّ بن أبي طالب عليهالسلام،
« فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ »،
يا محمّد! ولاية عليّ بن أبي طالب[179].
(889) 5 ـ أبو عليّ الطبرسيّ رحمهالله:
وروي ذلك [ أي قراءة والتين والزيتون
وطور سيناء ]عن موسى بن جعفر عليهماالسلامأيضا[180].
6 ـ السيّد شرف الدين
الأستراباديّ رحمهالله: ... محمّد بن أبي عمير، عن
أبي الحسن موسى عليهالسلام في قوله عزَّ وجلَّ: « ثُمَّ لَتُسْـٔلُنَّ يَوْمَـلـءِذٍ عَنِ النَّعِيمِ »؟
قال
عليهالسلام: نحن نعيم المؤمن، وعلقم الكافر[181].
الثالث ـ أنّهم عليهمالسلام
هم المراد من النور في القرآن:
1 ـ البحرانيّ رحمهالله:
... في قوله: « يُرِيدُونَ أَن يُطْفِـٔواْ
نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَ هِهِمْ
وَيَأْبَى اللَّهُ إِلآَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ »]، قال: النور الولاية.
وعن
الكاظم عليهالسلام، أنّه قال في الأخيرة: النور الإمامة[182].
الرابع ـ أنّهم عليهمالسلام
هم المراد من قوله تعالى: « فَسَيَرَى
اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُو
وَ الْمُؤْمِنُونَ ».
1 ـ الصفّار رحمهالله:
... محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن عليهالسلام في هذه الآية: « وَ قُلِ
اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُو وَ الْمُؤْمِنُونَ »[183]؟
قال:
نحن هم[184].
الخامس ـ أنّهم عليهمالسلام
هم المراد من قوله: « سَبْعًا مِّنَ
الْمَثَانِى»:
1 ـ العيّاشيّ رحمهالله:
عن سماعة، قال: قال أبو الحسن عليهالسلام:«
وَ لَقَدْ ءَاتَيْنَـكَ سَبْعًا
مِّنَ الْمَثَانِى وَ الْقُرْءَانَ الْعَظِيمَ ».
قال:
لم يعط الأنبياء إلاّ محمّدا صلىاللهعليهوآلهوسلم، وهم السبعة الأئمّة الذين
يدور عليهم
الفلك ... [185].
السادس ـ أنّهم عليهمالسلام
هم المراد من قوله: « وَ عَلَـمَـتٍ
وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ »:
1 ـ العيّاشيّ رحمهالله:
عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن عليهالسلام في قول اللّه
(تعالى): « وَ عَلَـمَـتٍ وَبِالنَّجْمِ
هُمْ يَهْتَدُونَ »[186]،
قال عليهالسلام: نحن العلامات،
والنجم رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم[187].
السابع ـ أنّهم عليهمالسلام
هم المراد من قوله: « وَ أَوْحَى رَبُّكَ
إِلَى النَّحْلِ »:
1 ـ فرات الكوفيّ رحمهالله:
... عن محمّد بن الفضيل، قال: سألت أبا الحسن عليهالسلامعن
قول اللّه تعالى: « وَ أَوْحَى رَبُّكَ
إِلَى النَّحْلِ » [ أن اتّخذي من الجبال بيوتا ]قال:
هم الأوصياء ... [188].
الثامن ـ أنّ المراد من قوله
تعالى: «عِبَادِىَ
الصَّــلِحُونَ » هم آل
محمّد عليهمالسلام:
1 ـ السيّد شرف الدين
الأستراباديّ رحمهالله: ... عن عيسى بن داود، عن
أبي الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلامفي قول اللّه عزّ وجلّ: « وَ لَقَدْ كَتَبْنَا فِى الزَّبُورِ
مِنم بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ
الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِىَ الصَّــلِحُونَ »[189].
قال
عليهالسلام: آل محمّد ـ صلوات اللّه عليهم ـ ومن تابعهم على منهاجهم، والأرض
[أرض] الجنَّة[190].
التاسع ـ أنّ المراد من « وَطَهِّرْ بَيْتِىَ لِلطَّـآلـءِفِينَ وَ
الْقَآلـءِمِينَ وَ الرُّكَّعِ
السُّجُودِ »آل محمّد عليهمالسلام:
1 ـ السيّد شرف الدين
الأستراباديّ رحمهالله: ... عيسى بن داود، قال: قال الإمام
موسى بن جعفر عليهماالسلام: قوله تعالى: «
وَطَهِّرْ بَيْتِىَ لِلطَّـآلـءِفِينَ وَ الْقَآلـءِمِينَ وَ الرُّكَّعِ
السُّجُودِ »؛ يعني بهم آل محمّد صلوات اللّه عليهم[191].
العاشر ـ أنّ الأئمّة عليهمالسلام
هم المراد من قوله تعالى: « الَّذِينَ إِن
مَّكَّنَّـهُمْ فِى
الْأَرْضِ أَقَامُواْ الصَّلَوةَ »:
1 ـ ابن شهر آشوب رحمهالله:
موسى بن جعفر، والحسين بن عليّ عليهمالسلام في قوله
تعالى: « الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّـهُمْ
فِى الْأَرْضِ أَقَامُواْ الصَّلَوةَ »، قال عليهالسلام: هذه فينا أهل
البيت[192].
الحادي عشر ـ أنّ الأئمّة عليهمالسلام
هم المراد من قوله تعالى: « وَبِئْرٍ
مُعَطَّلَةٍ
وَقَصْرٍ مَشِيدٍ »:
1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمهالله:
... عليّ بن جعفر، عن أخيه موسى عليهالسلامفي
قوله تعالى: « وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ
وَقَصْرٍ مَشِيدٍ ».
قال:
البئر المعطّلة الإمام الصامت، والقصر المشيد الإمام الناطق ... [193].
الثاني عشر ـ أنّ الأئمّة عليهمالسلام
هم المراد من قوله تعالى: « وَ عِبَادُ
الرَّحْمَـنِ
الَّذِينَ»:
1 ـ عليّ بن إبراهيم القمّي رحمهالله:
... عن سليمان بن جعفر، قال: سألت
أبا الحسن عليهالسلامعن قول اللّه تعالى: «
وَ عِبَادُ الرَّحْمَـنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى
الْأَرْضِ هَوْنًا وَ إِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَـهِلُونَ قَالُواْ سَلَـمًا * وَ
الَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ
سُجَّدًا وَ قِيَـمًا »؟
قال:
هم الأئمّة عليهمالسلام يتّقون في مشيهم[194].
الثالث عشر ـ أنّ الأئمّة عليهمالسلام
هم المراد بالنعمة الظاهرة:
1 ـ الشيخ الصدوق رحمهالله:
... عن أبي أحمد بن زياد الأزديّ، قال: سألت سيّدي
موسى بن جعفر عليهماالسلام عن قول اللّه عزّ وجلّ: « وَ أَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُو ظَـهِرَةً
وَ بَاطِنَةً »؟
فقال
عليهالسلام: النعمة الظاهرة، الإمام الظاهر، والباطنة، الإمام الغائب ... [195].
الرابع عشر ـ أنّ الأئمّة عليهمالسلام
هم المراد من القرى المباركة:
1 ـ القندوزيّ الحنفيّ: ... قال
اللّه تعالى: « وَ جَعَلْنَا بَيْنَهُمْ
وَ بَيْنَ الْقُرَى
الَّتِى بَـرَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَـهِرَةً »، فنحن واللّه القرى التي بارك
اللّه فيها، وأنتم
القرى الظاهرة.
وهذا
التفسير أيضا روي عن الباقر والصادق والكاظم عليهمالسلام[196].
الخامس عشر ـ الروح الذي أنزله
اللّه على نبيّه هو عند الأئمّة عليهمالسلام:
1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمهالله:
... أسباط بن سالم، قال: سأله رجل من
أهل هيت، ـ وأنا حاضر - عن قول اللّه عزّ وجلّ: « وَ كَذَ لِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ رُوحًا
مِّنْ أَمْرِنَا »[197]؟
فقال:
منذ أنزل اللّه عزّ وجلّ ذلك الروح على محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ما صعد إلى
السماء،
وإنّه لفينا[198].
السادس عشر ـ نزول آيات سورة
محمّد في الأئمّة عليهمالسلاموأعدائهم:
1 ـ الحسينيّ الإسترآباديّ رحمهالله:
... فطر، عن إبراهيم بن أبي الحسن
موسى عليهالسلام، أنّه قال: من أراد [أن يعلم] فضلنا على عدوّنا، فليقرأ هذه
السورة
الذي يذكر فيها « الَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ »، فينا آية،
وفيهم آية إلى
آخرها[199].
السابع عشر ـ أنّ الأئمّة عليهمالسلام
هم المراد من قوله تعالى: « إِنَّ اللَّهَ
يَأْمُرُكُمْ أَن
تُؤَدُّواْ الْأَمَـنَـتِ إِلَى أَهْلِهَا »
1 ـ الشيخ الصدوق رحمهالله:
... عن يونس بن عبد الرحمن، قال: سألت موسى بن
جعفر عليهماالسلام عن قول اللّه عزّ وجلّ:«
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّواْ الْأَمَـنَـتِ إِلَى
أَهْلِهَا »؟
فقال
عليهالسلام: هذه مخاطبة لنا خاصّة، أمر اللّه تبارك وتعالى كلّ إمام منّا أن
يؤدّي
إلى الإمام الذي بعده، ويوصي إليه، ثمّ هي جارية في سائر الأمانات ... [200].
الثامن عشر ـ أنّ الأئمّة عليهمالسلام
هم المأذونون يوم القيامة:
1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمهالله:
... محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن
الماضي عليهالسلام قال: سألته عن قول اللّه عزّ وجلّ: ... « يَوْمَ يَقُومُ
الرُّوحُ وَ الْمَلَـلـءِكَةُ
صَفًّا لاَّ يَتَكَلَّمُونَ » الآية ؟
قال:
نحن واللّه المأذون لهم يوم القيامة والقائلون صوابا.
قلت:
ما تقولون إذا تكلّمتم؟
قال:
نمجّد ربّنا ونصّلي على نبيّنا ونشفع لشيعتنا، فلا يردّنا ربّنا.
قلت:
« كَلاَّ إِنَّ كِتَـبَ الْفُجَّارِ لَفِى
سِجِّينٍ ».
قال:
هم الذين فجروا في حقّ الأئمّة واعتدوا عليهم ... [201].
التاسع عشر ـ أنّ المراد من
قوله تعالى: «
رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَـتِ »هم
الأئمّة عليهمالسلام:
1 ـ عليّ بن إبراهيم القمّيّ رحمهالله: ... عن عليّ بن سويد الشيبانيّ، قال: سألت
العبد الصالح عليهالسلام عن قول اللّه عزّ وجلّ: « ذَ لِكَ بِأَنَّهُو كَانَت تَّأْتِيهِمْ رُسُلُهُم
بِالْبَيِّنَـتِ »؟
قال
عليهالسلام: البيّنات هم الأئمّة عليهمالسلام،[202].
العشرون ـ ما نزل من القرآن في
الأئمّة عليهمالسلام وأعدائهم:
1 ـ السيّد شرف الدين
الأستراباديّ رحمهالله: ... محمّد بن فضيل، عن العبد
الصّالح عليهالسلام، قال: سألته عن قول اللّه عزَّ وجلَّ: « وَ لاَ تَسْتَوِى الْحَسَنَةُ
وَ لاَ السَّيِّئَةُ »[203]؟
فقال:
نحن الحسنة، وبنو أُميَّة السيّئة[204].
2 ـ النباطيّ البياضيّ رحمهالله:
أسند صاحب نهج الإيمان إلى الصادق عليهالسلامفي
تفسير « مَا سَلَكَكُمْ فِى سَقَرَ *
قَالُواْ لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ »؟
قال:
لم يكونوا من أتباع الأئمّة السابقين، وأسند نحوه إلى أبي الحسن الماضي عليهالسلام
أي كنّا لا نتولّى وصيّ محمّد والأوصياء من بعده، ولا نصلّي عليهم[205].
الحادي والعشرون ـ أنّ الأئمّة
عليهمالسلام هم بطن القرآن:
1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمهالله:
... محمّد بن منصور، قال: سألت عبدا
صالحا عليهالسلام ... فقال: إنّ القرآن له ظهر وبطن، فجميع ما حرّم اللّه في
القرآن هو
الظاهر، والباطن من ذلك أئمّة الجور، وجميع ما أحلّ اللّه تعالى في الكتاب هو
الظاهر، والباطن من ذلك أئمّة الحقّ[206].
الثاني والعشرون ـ أنّهم عليهمالسلام
ذرّيّة إبراهيم وصفوة اللّه:
1 ـ السيّد شرف الدين
الأستراباديّ رحمهالله: ... عيسى بن داود النجّار، عن
أبي الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام، قال: سألته عن قول اللّه عزَّ وجلَّ: « أُوْلَـلـءِكَ
الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ ءَادَمَ
وَ مِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَ مِن
ذُرِّيَّةِ إِبْرَ هِيمَ وَ إِسْرَ ءِيلَ وَ مِمَّنْ هَدَيْنَا وَ اجْتَبَيْنَآ
إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ ءَايَـتُ
الرَّحْمَـنِ خَرُّواْ سُجَّدًا وَ بُكِيًّا »؟
قال
عليهالسلام: نحن ذرّيّة إبراهيم، ونحن المحمولون مع نوح، ونحن صفوة اللّه ... [207].
الثالث والعشرون ـ البشارة بهم
عليهمالسلام قبل ولادتهم:
1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمهالله:
... الحسن بن راشد، قال:
سمعت
أبا إبراهيم عليهالسلام، يقول: لمّا احتفر عبد المطّلب زمزم ... فوجد في قعرها
عينا
تخرج عليه برائحة المسك، ثمّ احتفر فلم يحفر إلاّ ذراعا حتّى تجّلاه النوم.
فرأى
رجلاً طويل الباع، حسن الشعر، جميل الوجه، جيّد الثوب، طيّب الرائحة،
وهو يقول: احفر تغنم، وجدّ تسلم، ولا تدّخرها للمقسم، الأسياف لغيرك، والبئر
لك.
أنت
أعظم العرب قدرا، ومنك يخرج نبيّها ووليّها، والأسباط النجباء الحكماء
العلماء البصراء، والسيوف لهم وليسوا اليوم منك ولا لك، ولكن في القرن الثاني
منك.
بهم
ينير اللّه الأرض، ويخرج الشياطين من أقطارها، ويذلّها في عزّها، ويهلكها
بعد قوّتها، ويذلّ الأوثان ... [208].
الرابع والعشرون ـ ضرورة وجود
الإمام:
(890) 1 ـ محمّد بن يعقوب
الكلينيّ رحمهالله: محمّد بن يحيى العطّار، عن أحمد بن
محمّد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن الحسن بن محبوب، عن داود الرقّيّ، عن العبد
الصالح عليهالسلام، قال: إنّ الحجّة لا تقوم للّه على خلقه إلاّ بإمام حتّى يعرف[209].
الخامس والعشرون ـ القرآن
والولاية:
(891) 1 ـ محمّد بن يعقوب
الكلينيّ رحمهالله: وقال العالم عليهالسلام: من لم يعرف
أمرنا
من القرآن لم يتنكّب الفتن.[210]
السادس والعشرون ـ منزلة
الإمام عليهالسلام في الأرض:
(892) 1 ـ الصفّار رحمهالله:
حدّثنا أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن عليّ بن
أحمد بن محمّد، عن أبيه، قال: كنت أنا وصفوان عند أبي الحسن عليهالسلام، فذكروا
الإمام
و فضله، قال: إنّما منزلة الإمام في الأرض بمنزلة القمر في السماء، وفي موضعه، هو
مطّلع على جميع الأشياء كلّها[211].
السابع والعشرون ـ جزاء من مات
ولم يعرف إمامه:
1 ـ أبو جعفر الطبريّ رحمهالله: أبي خالد الزباليّ، قال: مرّ بي أبو الحسن عليهالسلام
يريد
بغداد زمن المهديّ ... فقال: يا أبا خالد!
من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهليّة،
وحوسب بما عمل في الإسلام[212].
الثامن والعشرون ـ جزاء من كذب
متعمّداً على الأئمّة عليهمالسلام:
1 ـ أبو عمرو الكشّيّ رحمهالله:
... عليّ بن أبي حمزة البطائنيّ، قال: سمعت أبا الحسن
موسى عليهالسلام يقول: ... ما أحد اجترأ أن يتعمّد الكذب علينا إلاّ أذاقه اللّه
حرّ الحديد،
وإنّ بنانا[213]
كذب على عليّ بن الحسين عليهماالسلام، فأذاقه اللّه حرّ الحديد.
وإنّ
المغيرة بن سعيد كذب على أبي جعفر عليهالسلام، فأذاقه اللّه حرّ الحديد.
وإنّ
أبا الخطّاب كذب على أبي، فأذاقه اللّه حرّ الحديد ... [214].
التاسع والعشرون ـ كيفيّة
معرفة الناصب:
1 ـ الحلّيّ رحمهالله:
[ ... موسى بن محمّد، ]عن محمّد] بن عليّ بن عيسى، قال: كتبت
إلى الشيخ (موسى الكاظم) أعزّه اللّه وأيّده]، قال: وكتبت إليه أسأله عن الناصب،
هل أحتاج في امتحانه إلى أكثر من تقديمه الجبت والطاغوت، واعتقاد إمامتهما؟
فرجع
الجواب: من كان على هذا فهو ناصب[215].
الثلاثون ـ الإمام وارث علم
الإمام وكتبه:
(893) 1 ـ الصفّار رحمهالله:
حدّثنا أبو محمّد، عن عمران بن موسى، عن أبي عبد اللّه
الرازيّ، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن عمر بن يزيد، عن أبي الحسن عليهالسلام،
قال:
قلت له: إنّ أبي حدّثني عن جدّك أنّه سأله عن الإمام يفضى إليه علم صاحبه؟
فقال:
في الساعة التي يقبض فيها يصير إليه علم صاحبه.
فقال:
هو أو ما شاء اللّه يورث كتبا، ولا يوكّل إلى نفسه، ويزاد في الليل والنهار.
فقلت له: عندك تلك الكتب، وذلك الميراث؟
فقال:
إي واللّه! أنظر فيها[216].
الحادي والثلاثون ـ فرض
الوصيّة على الإمام من اللّه:
(894) 1 ـ عليّ بن إبراهيم
القمّيّ رحمهالله: سعد، عن عليّ بن إسماعيل، عن العبّاس
ابن معروف، عن عليّ بن مهزيار، عن الحسن بن عليّ بن فضّال، قال: سأل إسماعيل
ابن عمّار أبا الحسن الأوّل عليهالسلام، فقال له: فرض اللّه على الإمام أن يوصي -
قبل أن
يخرج من الدنيا - ويعهد؟
فقال:
نعم. فقال: فريضة من اللّه؟
قال:
نعم[217].
الثاني والثلاثون ـ الإمام هو
الحجّة على العباد:
(895) 1 ـ الشيخ الصدوق رحمهالله:
حدّثنا أبي، ومحمّد بن الحسن رضي اللّه عنهما،
قالا: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن محمّد بن عيسى، عن صفوان بن يحيى، عن
أبي الحسن الأوّل - يعني موسى بن جعفر عليهماالسلام - قال: ما ترك اللّه عزّ وجلّ
الأرض بغير إمام قطّ منذ قبض آدم عليهالسلام يهتدي به إلى اللّه عزّ وجلّ، وهو
الحجّة
على العباد، من تركه ضلّ، ومن لزمه نجا، حقّا على اللّه عزّ وجلّ[218].
الثالث والثلاثون ـ كفر من شكّ
في الإمام:
(896) 1 ـ الشيخ الصدوق رحمهالله:
حدّثنا عليّ بن محمّد رضىاللهعنه، قال: حدّثنا حمزة بن
القاسم العلويّ عليهاالسلام، قال: حدّثنا الحسن بن محمّد الفارسيّ، قال: حدّثنا
عبد اللّه بن
قُدامة الترمذيّ، عن أبي الحسن عليهالسلام، قال: من شكّ في أربعة فقد كفر بجميع
ما أنزل
اللّه تبارك وتعالى، أحدها معرفة الإمام في كلّ زمان وأوان، بشخصه ونعته[219].
الرابع والثلاثون ـ أنّهم عليهمالسلام
مفترض الطاعة:
(897) 1 ـ محمّد بن يعقوب
الكلينيّ رحمهالله: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد،
عن معمّر بن خلاّد، قال: سأل رجل فارسيّ أبا الحسن عليهالسلام، فقال: طاعتك
مفترضة؟
فقال:
نعم، قال: مثل طاعة عليّ بن أبي طالب عليهالسلام؟
فقال:
نعم[220].
الخامس والثلاثون ـ إنّهم عليهمالسلام
ورثة القرآن:
1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمهالله:
... عن إبراهيم، عن أبيه، عن أبي الحسن
الأوّل عليهالسلام، قال: ... وإنّ اللّه يقول
في كتابه: « وَ لَوْ أَنَّ
قُرْءَانًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ
قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى »[221].
وقد
ورثنا نحن هذا القرآن الذي فيه ما تسيّر به الجبال، وتقطّع به البلدان، وتحيى
به الموتى، ونحن نعرف الماء تحت الهواء، وإنّ في كتاب اللّه لآيات ما يراد بها أمر
إلاّ
أن يأذن اللّه به مع ما قد يأذن اللّه ممّا كتبه الماضون، جعله اللّه لنا في أُمّ
الكتاب، إنّ
اللّه يقول: « وَ مَا مِنْ غَآلـءِبَةٍ
فِى السَّمَآءِ وَ الْأَرْضِ إِلاَّ فِى كِتَـبٍ مُّبِينٍ »[222]،
ثمّ قال:
« ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَـبَ الَّذِينَ
اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا »[223]،
فنحن الذين اصطفانا اللّه
عزّ وجلّ وأورثنا هذا الذي فيه تبيان كلّ شيء[224].
السادس والثلاثون ـ أنّ الخمس
حقّ لآل محمّد عليهمالسلام:
1 ـ العلاّمة المجلسيّ رحمهالله:
كتاب الاستدراك: عن التَلَّعُكْبريّ، بإسناده عن
الكاظم عليهالسلام، قال: قال لي هارون: أتقولون أنّ الخمس لكم؟
قلت:
نعم، ... [225].
السابع والثلاثون ـ أنّ عندهم عليهمالسلام
السلاح:
(898) 1 ـ محمّد بن يعقوب
الكلينيّ رحمهالله: عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى،
عن يونس بن عبد الرحمن، عن محمّد بن حكيم، عن أبي إبراهيم عليهالسلام، قال:
السلاح
موضوع عندنا مدفوع عنه، لو وضع عند شرّ خلق اللّه كان خيرهم، لقد حدّثني أبي
أنّه حيث بنى بالثقفيّة[226] -
وكان قد شقّ له[227] في
الجدار - فنجّد البيت[228]،
فلمّا كانت
صبيحة عرسه رمى ببصره فرأى حذوه خمسة عشر مسمارا ففزع لذلك، وقال لها:
تحوّلي فإنّيأريد أن أدعو مواليّ في حاجة، فكشطه[229]،
فما منها مسمار إلاّ وجده
مصرفا طرفه عن السيف، وما وصل إليه منها شيء[230].
الثامن والثلاثون ـ إطاعة
الهوامّ لهم عليهمالسلام:
1 ـ الصفّار رحمهالله:
... إبراهيم بن وهب يقول: خرجت وأنا أريد أبا الحسن عليهالسلام
بالعريض، فانطلقت حتّى أشرفت على قصر بني سراة، ثمّ انحدرت الوادي، فسمعت
صوتا لا أرى شخصه، وهو يقول: يا أبا جعفر! صاحبك خلف القصر عند السدّة،
فأقرئه منّي السلام، فالتفتّ فلم أر أحدا، ثمّ ردّ عليّ الصوت باللفظ الذي كان،
ثمّ
فعل ذلك ثلثا، فاقشعرّ جلدي، ثمّ انحدرت في الوادي حتّى أتيت قصد رأي الطريق
الذي خلف القصر، ولم أطأ في القصر، ثمّ أتيت السدّ نحو السمرات، ثمّ انطلقت قصد
الغدير، فوجدت خمسين حيّات روافع من عند الغدير، ثمّ استمعت فسمعت كلاما
ومراجعة، فطفقت بنعلي ليسمع وطئي.
فسمعت
أبا الحسن عليهالسلام يتنحنح، فتنحنحت وأجبته، ثمّ نظرت وهجمت فإذا
حيّة متعلّقة بساق شجرة ... .
فقلت:
بأبي أنت وأُمّي! ألكم عليهم طاعة؟
فقال:
نعم، والذي أكرم محمّدا بالنبوّة، وأعزّ عليّا بالوصيّة والولاية! إنّهم لأطوع
لنا منكم، يا معشر الإنس! وقليل ما هم[231].
التاسع والثلاثون ـ أنّهم عليهمالسلام
في العلم والشجاعة سواء:
(899) 1 ـ محمّد بن يعقوب
الكلينيّ رحمهالله: عليّ بن محمّد بن عبد اللّه، عن
أبيه،
عن محمّد بن عيسى، عن داود النَهْديّ، عن عليّ بن جعفر، عن أبي الحسن عليهالسلام،
قال:
قال لي: نحن في العلم والشجاعة سواء، وفي العطايا على قدر ما نؤمر[232].
الأربعون ـ مبلغ علومهم عليهمالسلام:
1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمهالله:
... عن عليّ بن سويد، قال: كتبت إلى
أبي الحسن موسى عليهالسلام، وهو في الحبس كتابا أسأله عن حاله، وعن مسائل كثيرة،
فاحتبس الجواب عليَّ أشهر، ثمّ أجابني بجواب هذه نسخته ... وسألت عن مبلغ
علمنا؟
وهو
على ثلاثة وجوه، ماض وغابر وحادث، فأمّا الماضي فمفسّر، وأمّا الغابر
فمزبور، وأمّا الحادث فقذف في القلوب، ونقر في الأسماع، وهو أفضل علمنا، ولا نبيّ
بعد نبيّنا محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ... [233].
الحادي والأربعون ـ علم الإمام
بالغيب:
(900) 1 ـ الشيخ المفيد رحمهالله:
أخبرني الحسين بن أحمد بن المغيرة، قال: أخبرني
أبو محمّد حيدر بن محمّد السَمَرْقَنديّ، قال: أخبرني أبو عمرو محمّد بن عمرو
الكشّيّ،
قال: حدّثنا حَمْدَويه بن نصير، قال: حدّثنا يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن
ابن المغيرة، قال: كنت أنا ويحيى بن عبد اللّه بن الحسن عند أبي الحسن عليهالسلام،
فقال له
يحيى: جعلت فداك! إنّهم يزعمون أنّك تعلم الغيب.
فقال:
سبحان اللّه! ضع يدك على رأسي، فواللّه ! ما بقيت شعرة فيه ولا في
جسدي إلاّ قامت، ثمّ قال: لا، واللّه ! ما هي إلاّ وراثة عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم
[234].
الثاني والأربعون ـ ما خلق
اللّه خلقا أفضل من محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلموعليّ
عليهالسلام:
(901) 1 ـ الشيخ المفيد رحمهالله:
عن عليّ بن سويد السائيّ، عن أبي الحسن
الأوّل عليهالسلام، قال: ما خلق اللّه خلقا أفضل من محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم
ولا خلق خلقا بعد محمّد
أفضل من عليّ عليهالسلام[235].
الثالث والأربعون ـ عظمة خلقة
نور محمّد وأهل بيته عليهمالسلام:
(902) 1 ـ السيّد شرف الدين
الأستراباديّ رحمهالله: الشيخ أبو جعفر الطوسيّ
قدّس اللّه روحه، عن الشيخ أبي محمّد الفضل بن شاذان بإسناده عن رجاله، عن
جابر بن يزيد الجعفيّ، عن الإمام العالم موسى بن جعفر الكاظم عليهماالسلام، قال:
إنّ اللّه
تبارك وتعالى خلق نور محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم من نور اخترعه من نور عظمته
وجلاله، وهو
نور لاهوتيّته الذي ابتدأ من لاه، اى من إلهيّته، من إينيّته الذى ابتدأ منه
وتجلّى
لموسى بن عمران عليهالسلام به في طور سيناء، فما استقرّ له ولا طاق موسى لرؤيته،
ولا ثبت له حتّى خرّ صاعقا مغشيّا عليه، وكان ذلك النور محمّدا صلىاللهعليهوآلهوسلم.
فلمّا
أراد [اللّه] أن يخلق محمّدا منه قسّم ذلك النور شطرين، فخلق من الشطر
الأوّل محمّدا، ومن الشطر الآخر عليّ بن أبي طالب عليهالسلام، ولم يخلق من ذلك
النور
غيرهما، خلقهما اللّه بيده، ونفخ فيهما بنفسه من نفسه لنفسه، وصوّرهما على
صورتهما.
وجعلهما
أمناء له وشهداء على خلقه، وخلفاء على خليقته، وعينا له عليهم،
ولسانا له إليهم، قد استودع فيهما علمه، وعلّمهما البيان، واستطلعهما على غيبه
وعلى
نفسه.
وجعل
أحدهما نفسه، والآخر روحه، لا يقوم واحد بغير صاحبه، ظاهرهما
بشريّة، وباطنهما لاهوتيّة، ظهرا للخلق على هياكل الناسوتيّة حتّى يطيقوا رؤيتهما،
وهو قوله تعالى: « وَلَلَبَسْنَا
عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ»[236].
فهما
مقام ربّ العالمين، وحجاب خالق الخلائق أجمعين، بهما فتح [اللّه ]بدء
الخلق، وبهما يختم الملك والمقادير.
ثمّ
اقتبس من نور محمّد فاطمة عليهاالسلام ابنته كما اقتبس نوره من نوره، واقتبس من
نور فاطمة وعليّ الحسن والحسين كاقتباس المصابيح.
هم
خلقوا من الأنوار، وانتقلوا من ظهر إلى ظهر، وصلب إلى صلب، ومن رحم
إلى رحم في الطبقة العليا من غبر نجاسة، بل نقلاً بعد نقل، لا من ماء مهين، ولا [من]
نطفة خثرة[237]
كسائر خلقه، بل أنوار انتقلوا من أصلاب الطاهرين إلى أرحام
المطهّرات، لأنّهم صفوة الصفوة، اصطفاهم لنفسه، وجعلهم خزّان علمه، وبلغاء عنه
إلى خلقه، أقامهم مقام نفسه لأنّه لا يرى ولا يدرك ولا تعرف كيفيّته ولا إنّيّته.
فهؤلاء
الناطقون المبلّغون عنه المتصرّفون في أمره ونهيه، فيهم[238]
يظهر قدرته،
ومنهم ترى آياته ومعجزاته، وبهم ومنهم عرّف عباده نفسه، وبهم يطاع أمره،
ولولاهم ما عرف اللّه، ولا يدرى كيف يعبد الرحمن، فاللّه يجري أمره كيف شاء فيما
يشاء، « لاَ يُسْـٔلُ عَمَّا
يَفْعَلُ وَ هُمْ يُسْـٔلُونَ»[239].[240]
الرابع والأربعون ـ خلق
الأئمّة عليهمالسلام وشيعتهم
1 ـ الصفّار رحمهالله:
... عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبيه، عن أبي الحسن
الأوّل عليهالسلام، قال: سمعته يقول: ...
خلقنا نحن وشيعتنا من طينة مخزونة، لا يشذّ منها
شاذّ إلى يوم القيمة[241].
الخامس والأربعون ـ إنّ
الأئمّة عليهمالسلام وشيعتهم خلقوا من الحلاوة:
(903) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ
رحمهالله: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن
زياد، عن أحمد بن هارون بن موفّق المدينيّ، عن أبيه، قال: بعث إليّ الماضي عليهالسلام
يوما، فأكلت عنده، وأكثر من الحلواء.
فقلت:
ما أكثر هذه الحلواء؟!
فقال
عليهالسلام: إنّا وشيعتنا خلقنا من الحلاوة، فنحن نحبّ الحلواء[242].
السادس والأربعون ـ توكيد
اللّه تعالى على العباد الإقرار بالإمامة:
(904) 1 ـ الحميريّ رحمهالله:
عبد اللّه بن الحسن، عن جدّه عليّ بن جعفر، عن أخيه
موسى بن جعفر عليهماالسلام، قال: قال: وكان يقول عليهالسلام قبل أن يؤخذ بسنة إذا
اجتمع
عنده أهل بيته: ما وكّد اللّه على العباد في شيء، (مثل)[243] ما وكّد
عليهم بالإقرار
بالإمامة، وما جحد العباد شيئا ما جحدوها[244].
السابع والأربعون ـ ثمرة ذكر
فضائلهم عليهمالسلام:
1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمهالله:
... عن أبي المغرا، قال: سمعت
أبا الحسن عليهالسلام يقول: ... إنّ المؤمنين يلتقيان فيذكران اللّه، ثمّ يذكران
فضلنا أهل
البيت فلا يبقى على وجه إبليس مضغة لحم إلاّ تخدّد حتّى أنّ روحه لتستغيث من
شدّة ما يجد من الألم ... [245].
الثامن والأربعون ـ اليوم الذي
ظلم فيه على آل محمّد عليهمالسلام:
1 ـ الشيخ الصدوق رحمهالله:
... عليّ بن جعفر، قال: جاء رجل إلى أخي موسى بن
جعفر عليهماالسلام، فقال له: جعلت فداك! إنّي أريد الخروج فادع لي.
فقال
عليهالسلام: ومتى تخرج؟
قال:
يوم الاثنين، فقال عليهالسلام له: ولِمَ تخرج يوم الاثنين؟
قال:
أطلب فيه البركة، لأنّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ولد يوم الاثنين.
فقال
عليهالسلام: كذبوا، ولد رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم الجمعة، وما من
يوم أعظم شؤما
من يوم الاثنين، يوم مات فيه رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم، وانقطع فيه وحي
السماء، وظلمنا
فيه حقّنا ... [246].
التاسع والأربعون ـ شرّ أعداء
أهل البيت عليهمالسلام:
1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمهالله:
... عليّ بن الحكم، عن رجل من بني هاشم،
قال: دخلت ... على أبي الحسن عليهالسلام ... .
[فقال
عليهالسلام:] لا تغتسل من غسالة ماء الحمّام، فإنّه يغتسل فيه من الزنا ويغتسل
فيه ولد الزنا، والناصب لنا أهل البيت وهو شرّهم[247].
الخمسون ـ إنّ اللّه تعالى
يأخذ حقوقهم عليهمالسلام من ظالميهم:
1 ـ الشيخ الصدوق رحمهالله:
... عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه، عن
أبي الحسن عليهالسلام ... فقال عليهالسلام:
لأ نّا أهل بيت لا نأخذ حقوقنا ممّن ظلمنا إلاّ هو،
ونحن أولياء المؤمنين إنّما نحكم لهم، ونأخذ لهم حقوقهم ممّن ظلمهم، ولا نأخذ
لأنفسنا[248].
الحادي والخمسون ـ أ نّهم عليهمالسلام
يأخذون حقوق الناس من أيدي الظلمة:
1 ـ الشيخ الصدوق رحمهالله:
... عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه، عن
أبي الحسن عليهالسلام ... فقال عليهالسلام:
... نحن أولياء المؤمنين إنّما نحكم لهم، ونأخذ لهم
حقوقهم ممّن ظلمهم ... [249].
الثاني والخمسون ـ إنّ الإمام
وارث من لا وارث له:
(905) 1 ـ محمّد بن يعقوب
الكلينيّ رحمهالله: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن حمّاد
ابن عيسى، عن بعض أصحابنا، عن أبي الحسن الأوّل عليهالسلام، قال:
الإمام
وارث من لا وارث له[250].
2 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمهالله:
... محمّد بن نعيم الصحّاف، قال:
مات
محمّد بن أبي عمير بيّاع السابريّ، وأوصى إليّ وترك امرأة له، ولم يترك
وارثا غيرها، فكتبت إلى العبد الصالح عليهالسلام؟
فكتب
عليهالسلام إليّ: أعط المرأة الربع، واحمل الباقي إلينا[251].
الثالث والخمسون ـ شفاعتهم عليهمالسلام
في القيامة:
(906) 1 ـ محمّد بن يعقوب
الكلينيّ رحمهالله: سهل بن زياد، عن ابن سنان، عن
سعدان، عن سَماعة، قال: كنت قاعدا مع أبي الحسن الأوّل عليهالسلاموالناس في
الطواف
في جوف الليل، فقال: يا سماعة ! إلينا إياب هذا الخلق، وعلينا حسابهم، فما كان لهم
من ذنب بينهم وبين اللّه عزّ وجلّ حتمنا على اللّه في تركه لنا، فأجابنا إلى ذلك،
وما
كان بينه وبين الناس استوهبناه منهم وأجابوا إلى ذلك، وعوّضهم اللّه عزّ وجلّ[252].
الرابع والخمسون ـ ثمرة إنكار
واحد من الأئمّة عليهمالسلام:
(907) 1 ـ محمّد بن يعقوب
الكلينيّ رحمهالله: الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد،
عن محمّد بن جمهور، عن صفوان، عن ابن مسكان، قال: سألت الشيخ عن
الأئمّة عليهمالسلام؟
قال:
من أنكر واحدا من الأحياء فقد أنكر الأموات[253].
الخامس والخمسون ـ طينة
الأئمّة عليهمالسلام:
(908) 1 ـ محمّد بن يعقوب
الكلينيّ رحمهالله: عليّ بن إبراهيم، عن عليّ بن حسّان
ومحمّد بن يحيى، عن سلمة بن الخطّاب وغيره، عن عليّ بن حسّان، عن عليّ بن
عطيّة، عن عليّ بن رئاب، رفعه إلى أمير المؤمنين عليهالسلام، قال: قال أمير
المؤمنين عليهالسلام:
إنّ للّه نهرا دون عرشه، ودون النهر الذي دون عرشه، نور نوّره[254]،
وإنّ في
حافتي[255]
النهر روحين مخلوقين، روح القدس وروح من أمره، وإنّ للّه عشر
طينات، خمسة من الجنّة، وخمسة من الأرض، ففسّر الجنان وفسّر الأرض.
ثمّ
قال: ما من نبيّ ولا ملك من بعده جبله إلاّ نفخ فيه من إحدى الروحين وجعل
النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم من إحدى الطينتين.
قلت:
لأبي الحسن الأوّل عليهالسلام: ما الجبل؟
فقال:
الخلق غيرنا أهل البيت، فإنّ اللّه عزّ وجلّ خلقنا من العشر طينات ونفخ
فينا من الروحين جميعا، فأطيب بها طيبا.
وروى غيره عن أبي الصامت، قال: طين الجنان جنّة عدن، وجنّة
المأوى، وجنّهالنعيم،
والفردوس، والخلد، وطين الأرض مكّة، والمدينة والكوفة، وبيت المقدس، والحائر[256].
السادس والخمسون ـ أنّ قبول
الأعمال بولايتهم ومحبّتهم عليهمالسلام:
1 ـ الديلميّ رحمهالله:
من كلام له أي [ لأبي الحسن موسى] عليهالسلام:
لا خير في العيش
إلاّ لرجلين ... رجل يتدارك سيّئة بالتوبة، وأنّى له بالتوبة، واللّه! لو سجد حتّى
ينقطع
عنقه ما يقبل اللّه ذلك منه إلاّ بولايتنا أهل البيت، ألا ومن عرف حقّنا، ورجا
الثواب فينا، ورضي بقوته، وستر عورته، ودان بمحبّتنا، فهو آمن يوم القيامة[257].
السابع والخمسون ـ أنّ ولاية
الأئمّة عليهمالسلام موصول بولاية اللّه:
1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمهالله:
... عليّ بن جعفر، قال:
سمعت أبا الحسن عليهالسلاميقول: من أتاه أخوه المؤمن في حاجة فإنّما هي رحمة
من اللّه
عزّ وجلّ ساقها إليه، فإن قبل ذلك فقد وصله بولايتنا، وهو موصول بولاية اللّه
عزّ وجلّ، ... [258].
الثامن والخمسون ـ حضور
الملائكة عندهم عليهمالسلام:
(909) 1 ـ محمّد بن يعقوب
الكلينيّ رحمهالله: محمّد، عن محمّد بن الحسن، عن محمّد
ابن أسلم، عن عليّ بن أبي حمزة، عن أبي الحسن عليهالسلام، قال: سمعته يقول: ما من
ملك
يهبطه اللّه في أمر ما يهبطه إلاّ بدأ بالإمام، فعرض ذلك عليه، وإنّ مختلف
الملائكة من
عند اللّه تبارك وتعالى إلى صاحب هذا الأمر[259].
التاسع والخمسون ـ الأئمّة عليهمالسلام
هم العرب:
(910) 1 ـ الشيخ الصدوق رحمهالله:
حدّثنا أبي رضىاللهعنه، قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه،
عن سلمة بن الخطّاب، عن الحسين بن سيف، عن صالح بن عُقْبة، عن أبي الحسن
موسى بن جعفر عليهماالسلام، قال: الناس ثلاثة عربيّ، ومولى، وعِلْج[260]، فأمّا
العرب
فنحن، وأمّا المولى فمن والانا، وأمّاالعلج فمن تبرّأ منّا وناصبنا[261].
الستّون ـ إنّ رحم آل محمّد عليهمالسلام
معلّقة بالعرش:
(911) 1 ـ عليّ بن إبراهيم
القمّيّ رحمهالله: حدّثني أبي، عن محمّد بن الفضيل، عن
أبي الحسن عليهالسلام، قال: إنّ رحم آل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم معلّقة
بالعرش يقول: «اللّهم صل
من وصلني، واقطع من قطعني»، وهي تجري في كلّ رحم.
ونزلت
هذه الآية في آل محمّد عليهمالسلام، وما عاهدهم عليه، وما أخذ عليهم من
الميثاق في الذرّ من ولاية أمير المؤمنين والأئمّة عليهمالسلام بعده، وهو قوله: « الَّذِينَ
يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَ لاَ يَنقُضُونَ الْمِيثَـقَ »[262]
الآية.
ثمّ
ذكر أعداءهم فقال: « وَ الَّذِينَ
يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنم بَعْدِ
مِيثَـقِهِى »يعنى
أمير المؤمنين عليهالسلام، وهو الذى أخذ اللّه عليهم في الذرّ، وأخذ عليهم رسول
اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم غدير خمّ، ثمّ قال: « أُوْلَـلـءِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَ لَهُمْ سُوءُ الدَّارِ »[263][264].
الحادي والستّون ـ التوسّل بهم
عليهمالسلام لغفران الذنوب وقضاء الحوائج:
(912) 1 ـ الشيخ المفيد رحمهالله:
أبو الفرج، عن أبي سعيد بن زياد، عن رجل، عن
عبد اللّه بن جَبَلَة، عن أبي المَغْراء،
عن موسى بن جعفر عليهماالسلام، قال: سمعته يقول: من
كانت له إلى اللّه حاجة، وأراد أن يرانا، وأن يعرف موضعه من اللّه، فليغتسل ثلاث
ليال يناجي بنا، فإنّه يرانا ويغفر له بنا، ولا يخفى عليه موضعه.
قلت:
سيّدي! فإنّ رجلاً رآك في منامه، وهو يشرب النبيذ.
قال:
ليس النبيذ يفسد عليه دينه، إنّما يفسد عليه تركنا، وتخلّفه عنّا، إنّ أشقى
أشقيائكم من يكذّبنا في الباطن بما يخبر عنّا، يصدّقنا في الظاهر، ويكذّبنا في
الباطن،
نحن أبناء نبيّ اللّه، وأبناء رسول اللّه صلوات اللّه عليه، وأبناء أمير المؤمنين عليهالسلام،
وأحباب ربّ العالمين، نحن مفتاح الكتاب،
فبنا نطق العلماء، ولولا ذلك لخرسوا،
نحن رفعنا المنار، وعرّفنا القبلة، نحن حجر البيت في السماء والأرض.
بنا
غفر لآدم، وبنا ابتلي أيّوب، وبنا افتقد يعقوب، وبنا حبس يوسف، وبنا دفع
البلاء، بنا أضاءت الشمس.
نحن
مكتوبون على عرش ربّنا، مكتوبون: محمّد خير النبيّين، وعليّ سيّد
الوصيّين، وفاطمة سيّدة نساء العالمين.
أنا
خاتم الأوصياء، أنا طالب الباب، أنا صاحب الصفّين، أنا المنتقم من أهل
البصرة، أنا صاحب كربلاء.
من
أحبّنا، وتبرّأ من عدوّنا كان معنا، وممّن في الظلّ الممدود، والماء المسكوب -
و الحديث طويل، وفي آخره - إنّ اللّه اشترك بين الأنبياء والأوصياء في العلم
والطاعة.
وفي
حديث آخر: إنّ اللّه خلقنا قبل الخلق بألفي عام، فسبّحنا فسبّحت الملائكة
لتسبيحنا[265].
الثاني والستّون ـ علم الأئمّة
عليهمالسلام:
1 ـ الحميريّ رحمهالله:
... عليّ بن أبي حمزة، قال: كنت عند أبي الحسن عليهالسلامإذ دخل
عليه ثلاثون مملوكا من الحبش، وقد اشتروهم له، فكلّم غلاما منهم - وكان من
الحبش جميلاً - فكلّمه بكلامه ساعة حتّى أتى على جميع ما يريد وأعطاه درهما
...
ثمّ
قال عليهالسلام [لي]: لعلّك عجبت من كلامي إيّاه بالحبشيّة، لا تعجب فما خفي عليك
من أمر الإمام أعجب وأكثر، وما هذا من الإمام في علمه إلاّ كطير أخذ بمنقاره من
البحر قطرة من ماء، أفترى الذي أخذ بمنقاره نقص من البحر شيئا؟
قال:
فإنّ الإمام بمنزلة البحر لا ينفد ما عنده، وعجائبه أكثر من ذلك والطير حين
أخذ من البحر قطرة بمنقاره لم ينقص من البحر شيئا، كذلك العالم لا ينقصه علمه
شيئا، ولا تنفد عجائبه[266].
الثالث والستّون ـ كيفيّة علم
الأئمّة عليهمالسلام:
(913) 1 ـ الصفّار رحمهالله:
حدّثنا محمّد بن عيسى، عن أحمد بن الحسن، عن محمّد بن
أبي حمزة، عن عليّ بن يقطين، قال: قلت لأبي الحسن موسى عليهالسلام[267]:
علم عالمكم
استماع أو إلهام؟
فقال:
يكون سماعا، ويكون إلهاما، ويكونان معا[268].
(914) 2 ـ الصفّار رحمهالله:
حدّثنا أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن الحسين
ابن عليّ بن يقطين، عن أبيه، قال: سألت أبا الحسن عليهالسلام عن شيء من أمر
العالِم؟
فقال:
نكت في القلب، ونقر في الأسماع، وقد يكونان معا[269].
(915) 3 ـ الصفّار رحمهالله:
حدّثنا محمّد بن عيسى، عن أبي عبد اللّه الحسين بن عليّ،
قال: قلت لأبي إبراهيم عليهالسلام: علم عالمكم أشيء يلقى في قلبه، أو ينكت في
أذنه؟
فقال:
نقر في القلوب، ونكت في الأسماع، وقد يكونان معا[270].
(916) 4 ـ محمّد بن يعقوب
الكلينيّ رحمهالله: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عمّن
حدّثه، عن المفضّل بن عمر، قال: قلت لأبي الحسن عليهالسلام: روّينا عن أبي عبد
اللّه عليهالسلام
أنّه قال: إنّ علمنا غابر ومزبور، ونكت في القلوب، ونقر في الأسماع.
فقال:
أمّا الغابر فما تقدّم من علمنا، وأمّا المزبور فما يأتينا، وأمّا النكت في القلوب
فإلهام، وأمّا النقر في الأسماع فأمر الملك[271].
الرابع والستّون ـ علمهم عليهمالسلام بمنطق
الطير وكلّ ذي روح:
1 ـ الراونديّ رحمهالله:
قال بدر مولى الرضا عليهالسلام: إنّ إسحاق بن عمّار دخل على
موسى بن جعفر عليهماالسلام فجلس عنده، إذ استأذن عليه رجل خراسانيّ، فكلّمه بكلام
لم يسمع مثله قطّ كأنّه كلام الطير.
قال
إسحاق: فأجابه موسى عليهالسلام بمثله وبلغته إلى أن قضى وطره من مسألته،
فخرج من عنده. فقلت: ما سمعت بمثل هذا الكلام؟!
قال
عليهالسلام: هذا كلام قوم من أهل الصين، وليس كلّ كلام أهل الصين مثله ... أنّ
الإمام يعلم منطق الطير ونطق كلّ ذي روح خلقه اللّه تعالى، وما يخفى على الإمام
شيء[272].
الخامس والستّون ـ ما آتاه
اللّه إلى الأئمّة عليهمالسلام:
1 ـ الراونديّ رحمهالله: ... عن عليّ بن يقطين، قال: قلت لأبي الحسن
موسى عليهالسلام: ...
ثمّ قال عليهالسلام: قد أوتينا ما أوتي سليمان، وما لم يؤت أحد من العالمين ... [273].
السادس والستّون ـ سرّ آل
محمّد عليهمالسلام:
1 ـ الشيخ الطوسيّ رحمهالله: ... جميل بن درّاج، قال: سألت أبا الحسن الأوّل
عليهالسلام
عن قضاء صلاة الليل بعد الفجر إلى طلوع الشمس؟
قال
عليهالسلام: نعم، وبعد العصر إلى الليل فهو من سرّ آل محمّد المخزون[274].
السابع والستّون ـ إنّهم عليهمالسلام
يحبّون الحلواء:
(917) 1 ـ البرقيّ رحمهالله:
عنه، عن عليّ بن الحكم، عن عليّ بن حمزة، عن
أبي الحسن عليهالسلام، قال: إنّا أهل بيت نحبّ الحلواء، ومن لم يحبّ الحلواء منّا
أراد
الشراب. وقال: إنّ بي لموادّ[275]،
وأنا أحبّ الحلواء[276].
الثامن والستّون ـ ثمرة تكذيب
الأئمّة وجحود حقّهم عليهمالسلام:
(918) 1 ـ الشيخ الصدوق رحمهالله:
أبي رحمهالله قال: حدّثني سعد بن عبد اللّه، عن محمّد
ابن عيسى، عن الفضل بن كثير المدائنيّ، عن سعيد بن أبي سعيد البلخيّ، قال: سمعت
أبا الحسن عليهالسلام يقول: إنّ اللّه عزّ وجلّ في كلّ وقت صلاة يصلّيها [مصلّيها
أرسل
رحمة لعباده المؤمنين والمعتقدين، وفي بعض] هذا الخلق يلعنهم[277].
قال:
قلت: جعلت فداك! ولِمَ؟
قال:
بجحودهم حقّنا، وتكذيبهم إيّانا[278].
التاسع والستّون ـ إنّهم عليهمالسلام
كانوا يعملون بأيديهم:
1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمهالله: ... عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة، عن
أبيه، قال: رأيت أبا الحسن عليهالسلام، يعمل في أرض له ... فقال: يا عليّ! قد عمل
باليد
من هو خير منّي في أرضه، ومن أبي.
فقلت
له: ومن هو؟
فقال:
رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم وأمير المؤمنين وآبائي عليهمالسلام، كلّهم
كانوا قد عملوا
بأيديهم، وهو من عمل النبيّين والمرسلين والأوصياء والصالحين[279].
السبعون ـ ما أعطي آل محمّد عليهمالسلام:
1 ـ الصفّار رحمهالله: ... أحمد بن هارون بن موفّق مولى أبي الحسن،
قال: أتيت
أبا الحسن عليهالسلام لاُسلّم عليه، فقال لي: اركب ندور في أموالنا ... فأمسكت ركابه،
وأهويت لأخذ العنان، فأبى وأخذه هو فأخرجه من رأس الدابّة، وعلّقه في طنب
من أطناب الفازة، فجلس ... إلى أن حمحم
الفرس، فضحك عليهالسلامونطق بالفارسيّة
وأخذ بعرفها، فقال: إذهب فبل، فرفع رأسه فنزع العنان، ومرّ يتخطّى الجداول
والزرع إلى براح حتّى بال ورجع، فنظر إليّ فقال: إنّه لم يعط داود وآل داود شيئا
إلاّ
وقد أعطي محمّد وآل محمّد أكثر منه[280].
الحادي والسبعون ـ فرض الصلاة
عليهم عليهمالسلام في كلّ الصلوات:
1 ـ السيّد المرتضى رحمهالله: ... أيّوب بن الحسين الهاشميّ، قال: قدم على
الرشيد
رجل من الأنصار يقال له: نفيع، وكان عرّيضا[281]،
قال: فحضر باب الرشيد يوما
ومعه عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، وحضر موسى بن جعفر عليهماالسلامعلى حمار
له،
فتلّقاه الحاجب بالبشر والإكرام ... .
فقام
إليه نفيع الأنصاريّ، فأخذ بلجام حماره ثمّ قال له: من أنت؟
قال: يا هذا! إن كنت تريد النسب فأنا ابن محمّد حبيب اللّه
بن إسماعيل ذبيح اللّه بن
إبراهيم خليل اللّه، وإن كنت تريد البلد فهو الذي فرض اللّه على المسلمين، وعليك
إن
كنت منهم الحجّ إليه، وإن كنت تريد المفاخرة فواللّه ! ما رضي مشركو قومي مسلمي
قومك أكفّاءً لهم حتّى قالوا: يا محمّد! اخرج إلينا أكفّاءنا من قريش، وإن كنت
تريد الصيت
والاسم فنحن الذين أمر اللّه تعالى بالصلاة علينا في الصلوات الفرائض، بقول: «اللّهمّ
صلّ على محمّد وآل محمّد»، ونحن
آل محمّد، خلّ عن الحمار ... [282].
الثاني والسبعون ـ معرفة
الأئمّة عليهمالسلام:
1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمهالله: ... محمّد بن فلان الواقفيّ، قال: كان لي ابن
عمّ، يقال له: الحسن بن عبد اللّه ... دخل عليه أبو الحسن موسى عليهالسلام، [
فقال له:]
... فأطلب المعرفة ... فقال له: جعلت فداك إنّي أحتجّ عليك بين
يدي اللّه، فدلّني
على المعرفة؟
يقال:
فأخبره بأمير المؤمنين عليهالسلام، وما كان بعد رسول اللّه صلىاللهعليهوآله،
وأخبره بأمر
الرجلين فقبل منه، ثمّ قال له: فمن كان بعد أمير المؤمنين عليهالسلام؛ قال: الحسن
عليهالسلام، ثمّ
الحسين عليهالسلام حتّى انتهى إلى نفسه، ثمّ سكت.
قال:
فقال له: جعلت فداك فمن هو اليوم؟
قال:
إن أخبرتك تقبل؟
قال:
بلى جعلت فداك.
قال:
أنا هو ... [283].
الثالث والسبعون ـ مهور نساء
أهل البيت عليهمالسلام وحجّهم وأكفانهم:
1 ـ الشيخ الطوسيّ رحمهالله: ... عليّ بن محمّد النَوْفَليّ، عن أبيه، قال
الأصبهانيّ:
وحدّثني أحمد بن محمّد بن سعيد، قال: حدّثني يحيى بن الحسن العلويّ، وحدّثني
غيرهما ببعض قصّته، وجمعت ذلك بعضه إلى بعض، قالوا: كان السبب في أخذ موسى
ابن جعفر عليهماالسلام أنّ الرشيد جعل ابنه في حجر جعفر بن محمّد بن الأشعث، فحسده
يحيى بن خالد البرمكيّ ...
وسأل
موسى عليهالسلام السنديّ عند وفاته أن يحضره مولى له ينزل عند دار العبّاس
ابن محمّد في أصحاب القصب ليغسّله، ففعل ذلك.
قال:
سألته أن يأذن لي أن أكفّنه فأبى، وقال: إنّا أهل بيت مهور نسائنا وحجّ
صرورتنا، وأكفان موتانا من طهرة أموالنا، وعندي كفني ... [284].
الرابع والسبعون ـ ثواب ختم
القرآن للأئمّة عليهمالسلام:
(919) 1 ـ محمّد بن يعقوب
الكلينيّ رحمهالله: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد
ابن خالد، عن يحيى بن إبراهيم بن أبي البلاد، عن أبيه، عن عليّ بن المغيرة، عن
أبي الحسن عليهالسلام، قال: قلت له: إنّ أبي سأل جدّك عن ختم القرآن في كلّ ليلة.
فقال
له جدّك: [في[285]]
كلّ ليلة؟!
فقال
له: في شهر رمضان.
فقال
له جدّك: في شهر رمضان؟!
فقال
له أبي: نعم، ما استطعت، فكان أبي يختمه أربعين ختمة في شهر رمضان، ثمّ
ختمته بعد أبي، فربّما زدت وربّما نقصت على قدر فراغي وشغلي ونشاطي وكسلي،
فإذا كان في يوم الفطر جعلت لرسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلمختمة، ولعليّ عليهالسلامأخرى،
ولفاطمة عليهاالسلام أخرى، ثمّ للأئمّة عليهمالسلام حتّى انتهيت إليك، فصيّرت لك
واحدة منذ
صرت في هذا الحال، فأيّ شيء لي بذلك؟
قال:
لك بذلك أن تكون معهم يوم القيامة.
قلت:
اللّه أكبر [ ف ] لي بذلك؟!
قال:
نعم، ثلاث مرّات[286].
الخامس والسبعون ـ الخصال التي
يعرف به الإمام عليهالسلام:
(920) 1 ـ أبو جعفر الطبريّ رحمهالله:
وروى الحسن، قال: أخبرنا أحمد بن محمّد، عن
محمّد بن عليّ الصَيْرَفيّ، عن عليّ، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة، عن أبيه، عن
أبي بصير، قال: دخلت على أبي الحسن عليهالسلام، فقلت: جعلت فداك! بم يعرف الإمام؟
قال:
بخصال، أمّا أوّلهنّ فبشيء تقدّم فيه من أبيه فيه، وعرفه الناس، ونصبه لهم
علما، حتّى يكون عليهم حجّة، لأنّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم نصب أمير
المؤمنين عليهالسلام
علما، وعرفه الناس، وكذلك الأئمّة يعرفونهم الناس، وينصبونهم لهم حتّى
يعرفونهم، ويسأل فيجيب، ويسكت عنه فيبتدئ، ويخبر الناس بما في غد، ويكلّم
الناس بكلّ لسان.
قلت:
بكلّ لسان؟
قال:
نعم.
قلت:
فأعطني علامة.
قال:
نعم، الساعة قبل أن تقوم أعطيك علامة تطمئنّ إليها.
قال:
ثمّ إنّه مرّ علينا رجل من أهل خراسان، فكلّمه الخراسانيّ بالعربيّة، فأجابه
بالفارسيّة، قال الخراسانيّ: واللّه! ما منعني أن أكلّمك بكلامي إلاّ أنّي ظننت
أنّك
لا تحسن أن تجيبني.
قال:
سبحان اللّه! إذا كنت لا أحسن أن أجيبك فما فضلي عليك؟!
ثمّ قال: يا أبا محمّد! إنّ الإمام لا يخفى عليه كلام أحد
من الناس، ولا طير، ولابهيمة،
ولا شيء فيه روح ، بهذا يعرف الإمام، فمن لم يكن فيه هذه الخصال فليس بإمام[287].
السادس والسبعون ـ فضل زيارة
الأئمّة عليهمالسلام، وعقاب من ردّ عليهم:
(921) 1 ـ ابن قولويه القمّيّ رحمهالله:
روى أحمد بن جعفر البلديّ، عن محمّد بن
يزيد البكريّ، عن منصور بن نصر المدائنيّ، عن عبد الرحمن بن مسلم، قال: دخلت
على الكاظم عليهالسلام، فقلت له: أيّما أفضل زيارة الحسين بن عليّ، أو أمير
المؤمنين عليهالسلام،
أو لفلان وفلان ـ وسمّيت الأئمّة عليهمالسلام واحدا واحدا ـ ؟ فقال لي: يا عبد
الرحمن، من
زار أوّلنا فقد زار آخرنا، ومن زار آخرنا فقد زار أوّلنا، ومن تولّى أوّلنا فقد
توّلى
آخرنا، ومن تولّى آخرنا فقد تولّى أوّلنا، ومن قضى حاجة لأحد من أوليائنا فكأنّما
قضاها لأجمعنا.
يا
عبد الرحمن! أحببنا وأحبب من يحبّنا، وأحبّ فينا وأحبب لنا، وتوّلنا وتولّ
من يتولاّنا، وأبغض من يبغضنا، ألا وإنّ الرادّ علينا كالرادّ على رسول اللّه
جدّنا،
ومن ردّ على رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم فقد ردّ على اللّه.
ألا
يا عبد الرحمن! ومن أبغضنا فقد أبغض محمّدا، ومن أبغض محمّدا فقد أبغض
اللّه، ومن أبغض اللّه عزّ وجلّ كان حقّا على اللّه أن يصليه النار، وما له من
نصير[288].
السابع والسبعون ـ الإمام يسأل
فإن شاء أجاب:
(922) 1 ـ الصفّار رحمهالله:
حدّثنا محمّد بن الحسين، عن صفوان بن يحيى، عن محمّد
ابن حكيم، قال: سألت أبا الحسن عليهالسلام عن الإمام، هل يسأل عن شيء من الحلال
والحرام، والذي يحتاج الناس، ولا يكون فيه شيء؟
قال: لا، ولكن يكون عنده ولا يجيب، ذاك إليه، إن شاء أجاب
وإن شاء لم يجب[289].
الثامن والسبعون ـ الأئمّة عليهمالسلام
هم المثاني ووجه اللّه:
(923) 1 ـ الصفّار رحمهالله:
حدّثنا محمّد بن الحسين، عن موسى بن سعدان، عن عبد
اللّه بن القاسم، عن هارون بن خارجة، قال: قال لي أبو الحسن عليهالسلام: نحن
المثاني
التي أوتيها رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم، ونحن وجه اللّه نتقلّب بين
أظهركم، فمن عرفنا عرفنا،
ومن لم يعرفنا فأمامه اليقين[290].
التاسع والسبعون ـ عندهم عليهمالسلام
مصحف فيه كلّ شيء:
(924) 1 ـ الصفّار رحمهالله:
حدّثنا أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن محمّد بن
أبي عمير، عن محمّد بن حكيم، عن أبي الحسن عليهالسلام، قال: إنّما هلك من كان
قبلكم
بالقياس، إنّ اللّه تبارك وتعالى لم يقبض نبيّه حتّى أكمل له جميع دينه في حلاله
وحرامه، فجاءكم ممّا تحتاجون إليه في حياته، وتستغيثون به وبأهل بيته بعد موته،
وإنّها مصحف عند أهل بيته حتّى أنّ فيه لأرش خدش الكفّ.
ثمّ
قال: إنّ أبا حنيفة لعنه اللّه ممّن يقول: قال عليّ، وقلت أنا[291]،[292].
الثمانون ـ أنّهم عليهمالسلام
دليل معرفة اللّه سبحانه وتعالى:
1 ـ السيّد شرف الدين
الأستراباديّ رحمهالله:
... عن جابر بن يزيد الجعفيّ، عن
الإمام العالم موسى بن جعفر الكاظم عليهماالسلام، قال:
إنّ
اللّه تبارك وتعالى خلق نور محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم من نور اخترعه من نور
عظمته
وجلاله، وهو نور لاهوتيّته ... ثمّ اقتبس من نور محمّد فاطمة عليهاالسلامابنته كما
اقتبس
نوره من نوره، واقتبس من نور فاطمة وعليّ الحسن والحسين كاقتباس المصابيح.
هم
خلقوا من الأنوار ... لولاهم ما عرف اللّه، ولا يدرى كيف يعبد
الرحمن ... [293].
الحادي والثمانون ـ إنّهم عليهمالسلام
حكماء اللّه في أرضه وشهداؤه على خلقه:
(925) 1 ـ الصفّار رحمهالله:
حدّثنا أحمد بن الحسين، عن أبيه، عن بكير بن صالح، عن
عبد اللّه بن إبراهيم بن عبد العزيز بن محمّد بن عليّ بن عبد الرحمن بن جعفر
الجعفريّ قال: حدّثنا يعقوب بن جعفر، قال: كنت مع أبي الحسن عليهالسلامبمكّة،
فقال له
رجل: إنّك لتفسّر من كتاب اللّه ما لم تسمع به.
فقال
أبو الحسن عليهالسلام: علينا نزل قبل الناس، ولنا فسّر قبل أن يفسّر في الناس،
فنحن نعرف حلاله وحرامه، وناسخه ومنسوخه، وسفريه وحضريه، وفي أيّ ليلة
نزلت كم من آية، وفيمن نزلت وفيما نزلت، فنحن حكماء اللّه في أرضه وشهداؤه
على خلقه، وهو قول اللّه تبارك وتعالى: «
سَتُكْتَبُ شَهَـدَتُهُمْ وَ يُسْـٔلُونَ »[294]
فالشهادة لنا، والمسألة للمشهود عليه، فهذا علم ما قد أنهيته إليك وأدّيته إليك ما
لزمني، فإن قبلت فاشكر، وإن تركت فإنّ اللّه على كلّ شيء شهيد[295].
الثاني والثمانون ـ الإمام
يولد مختونا طاهرا مطهّرا:
(926) 1 ـ الشيخ الصدوق رحمهالله:
حدّثنا عبدالواحد بن محمّد بن عُبْدُوس
العطّار رضىاللهعنه، قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن قتيبة النيسابوريّ، عن
حَمْدان بن سليمان،
عن محمّد بن الحسين بن يزيد، عن أبي أحمد محمّد بن زياد الأزديّ، قال: سمعت أبا
الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام يقول: - لمّا ولد الرضا عليهالسلام - إنّ ابني
هذا ولد مختونا
طاهرا مطهّرا، وليس من الأئمّة أحد يولد إلاّ مختونا طاهرا مطهّرا، ولكن سنمرّ
الموسى عليه لإصابة السنّة، واتّباع الحنيفيّة[296].
الثالث والثمانون ـ ولاية
الأئمّة عليهمالسلام:
(927) 1 ـ محمّد بن يعقوب
الكلينيّ رحمهالله: الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد،
عن أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، عن عليّ بن جعفر، قال: سمعت أبا الحسن عليهالسلام،
يقول:
ليس كلّ من قال بولايتنا مؤمنا، ولكن جعلوا أنسا للمؤمنين[297].
الرابع والثمانون ـ إنّ «حيّ
على خير العمل» حثّ على الولاية:
1 ـ الشيخ الصدوق رحمهالله: ... محمّد بن أبي عمير أنّه سأل أبا الحسن عليهالسلامعن
«حيّ على خير العمل» ... ؟
[فقال
عليهالسلام:] إنّ خير العمل الولاية، فأراد من أمر بترك «حيّ على خير العمل»
من الأذان ألاّ يقع حثّ عليها ودعاء إليها[298].
الخامس والثمانون ـ كانوا عليهمالسلام
يُتمّون الصلاة في مكّة:
1 ـ الشيخ الطوسيّ رحمهالله: ... عبد الرحمن بن الحجّاج، قال:
قلت
لأبي الحسن عليهالسلام: إنّ هشاما روى عنك، أنّك أمرته بالتمام في
الحرمين ... قال عليهالسلام: ... كنت أنا ومن مضى من آبائي إذا وردنا مكّة أتممنا
الصلاة
واستترنا من الناس[299].
السادس والثمانون ـ
حضورهم عليهمالسلام
عند جنائز مواليهم:
1 ـ ابن حمزة الطوسيّ رحمهالله:
... . عن أبي عليّ بن راشد، قال: اجتمعت العصابة
بنيسابور في أيّام أبي عبد اللّه عليهالسلام، فتذاكروا ما هم فيه من الانتظار
للفرج، وقالوا:
نحن نحمل في كلّ سنة إلى مولانا ما يجب علينا، وقد كثرت الكاذبة، ومن يدّعي هذا
الأمر، فينبغي لنا أن نختار رجلاً ثقة نبعثه إلى الإمام، ليتعرّف لنا الأمر،
فاختاروا
رجلاً يعرف بأبي جعفر محمّد بن إبراهيم النيسابوريّ ... .
فما
زلت أبكي وأستغيث به، فإذا أنا بإنسان يحرّكني، فرفعت رأسي من فوق
القبر، فرأيت عبدا أسود ... فقال لي: يا أبا جعفر النيسابوريّ، يقول لك مولاك
موسى بن جعفر عليهماالسلام: ... عرّف أصحابك واقرئهم عنّي السلام، وقل لهم: إنّني
ومن
جرى مجراي من أهل البيت لابدّ لنا من حضور جنائزكم في أيّ بلد كنتم .... [300].
السابع والثمانون ـ أنّهم عليهمالسلام
كانوا يقبلون الهديّة:
1 ـ الشيخ المفيد رحمهالله:
... محمّد بن الزبرقان الدامغانيّ الشيخ، قال: قال
أبو الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام: ... لكنّا معاشر آل أبي طالب نقبل الهديّة
التي
أحلّها اللّه عزّ وجلّ لنبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ... وما منعنا السلف من
الخمس الذي نطق لنا به
الكتاب، فضاق بنا الأمر، وحرمت علينا الصدقة، وعوّضنا اللّه عزّ وجلّ منها
الخمس، فاضطررنا إلى قبول الهديّة ... [301].
الثامن والثمانون ـ كراهتهم عليهمالسلام
من البهائم:
1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمهالله:
... عن سليمان الجعفريّ، عن
أبي الحسن عليهالسلام، قال: سمعته يقول: ...
كرهنا البهيم من الدوابّ كلّها إلاّ الحمار
والبغل، وكرهت شية الأوضاح في الحمار والبغل الألون، وكرهت القرح في البغل إلاّ
أن يكون به غرّة سائلة، ولا أشتهيها على حال[302].
الإمامة
والولاية الخاصّة
وفيه
أحد عشر أمرا
(أ) ـ الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام:
وفيه تسعة وعشرون موضوعا
الأوّل
ـ البشارة بأنّه عليهالسلام من نسل عبد المطّلب وكونه أخا لرسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم:
1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمهالله:
... الحسن بن راشد، قال:
سمعت
أبا إبراهيم عليهالسلام، يقول: لمّا احتفر عبد المطّلب زمزم ... فوجد في قعرها
عينا
تخرج عليه برائحة المسك، ثمّ احتفر فلم يحفر إلاّ ذراعا حتّى تجّلاه النوم.
فرأى
رجلاً طويل الباع، حسن الشعر، جميل الوجه، جيّد الثوب، طيّب الرائحة،
وهو يقول: احفر تغنم، وجدّ تسلم، ولا تدخّرها للمقسم، الأسياف لغيرك، والبئر
لك.
أنت
أعظم العرب قدرا، ومنك يخرج نبيّها ووليّها ... .
ثمّ
يبقى بعده نسل من نسلك، هو أخوه ووزيره ودونه في السنّ، وقد كان القادر
على الأوثان لا يعصيه حرفا ولا يكتمه شيئا، ويشاوره في كلّ أمر هجم عليه ... [303].
الثاني ـ ما نزل من القرآن فيه
والأئمّة عليهمالسلام من بعده:
1 ـ عليّ بن إبراهيم القمّيّ رحمهالله:
... محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن عليهالسلام،
قال: ... نزلت هذه الآية في آل محمّد عليهمالسلام،
وما عاهدهم عليه، وما أخذ عليهم من
الميثاق في الذرّ من ولاية أمير المؤمنين والأئمّة عليهمالسلام بعده، وهو قوله: « الَّذِينَ
يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَ لاَ يَنقُضُونَ الْمِيثَـقَ »الآية.
ثمّ
ذكر أعداءهم فقال: « وَ الَّذِينَ
يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنم بَعْدِ
مِيثَـقِهِى »يعنى
أمير المؤمنين عليهالسلام، وهو الذى أخذ اللّه عليهم في الذرّ، وأخذ عليهم رسول
اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم بغدير خمّ ... [304].
2 ـ يوسف الحلّي رحمهالله:
... عن مولانا موسى بن جعفر الكاظم عليهماالسلام أنّ قوله
تعالى: « تَرَلـهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا
يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَ نًا سِيمَاهُمْ فِى
وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ »، نزل في أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب
عليهالسلام[305].
الثالث ـ أنّه عليهالسلام
هو الذي جاء بالصدق:
1 ـ ابن شهر آشوب رحمهالله:
... عن الكاظم، والرضا، وزيد بن عليّ عليهمالسلام: في قوله
تعالى:« وَ الَّذِى جَآءَ بِالصِّدْقِ وَ
صَدَّقَ بِهِى أُوْلَـلـءِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ »، قالوا: هو
عليّ عليهالسلام[306].
الرابع ـ أنّه عليهالسلام
والأوصياء من بعده عليهمالسلام هم جنب اللّه:
1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمهالله:
... عليّ بن سويد، عن أبي الحسن موسى بن
جعفر عليهماالسلام في قول اللّه عزّ وجلّ: «
يحَسْرَتى عَلى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللّهِ »[307].
قال:
جنب اللّه أمير المؤمنين عليهالسلام، وكذلك ما كان بعده من الأوصياء بالمكان
الرفيع إلى أن ينتهي الأمر إلى آخرهم[308].
الخامس ـ تأويل بعض الآيات في
عليّ عليهالسلام وولايته:
1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمهالله:
... محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن
الماضي عليهالسلام، قال: سألته عن قول اللّه عزّ وجلّ: « يُرِيدُونَ لِيُطْفِـٔواْ نُورَ اللَّهِ
بِأَفْوَ هِهِمْ »؟
قال:
يريدون ليطفئوا ولاية أمير المؤمنين عليهالسلام بأفواههم ... .
قال:
إنّ اللّه تبارك وتعالى سمّى من لم يتّبع رسوله في ولاية وصيّه منافقين،
وجعل من جحد وصيّه إمامته كمن جحد محمّدا وأنزل بذلك قرآنا.
فقال:
يا محمّد! « إِذَا جَآءَكَ
الْمُنَـفِقُونَ (بولاية وصيّك) قَالُواْ
نَشْهَدُ إِنَّكَ
لَرَسُولُ اللَّهِ وَ اللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُو وَ اللَّهُ يَشْهَدُ
إِنَّ الْمُنَـفِقِينَ (بولاية عليّ)
لَكَـذِبُونَ * اتَّخَذُواْ أَيْمَـنَهُمْ
جُنَّةً فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ (السبيل هو الوصيّ)
إِنَّهُمْ سَآءَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
* ذَ لِكَ بِأَنَّهُمْ ءَامَنُواْ (برسالتك) وكَفَرُواْ (بولاية
وصيّك) فطبع (اللّه) عَلَى قُلُوبِهِمْ
فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ ».
قلت:
ما معنى لا يفقهون؟
قال:
يقول: لا يعقلون بنبوّتك.
قلت:
« وَ إِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ يَسْتَغْفِرْ
لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ »؟
قال:
إذا قيل لهم: ارجعوا إلى ولاية عليّ يستغفر لكم النبيّ من ذنوبكم « لَوَّوْاْ
رُءُوسَهُمْ » قال اللّه: « وَ
رَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ (عن ولاية عليّ) وَ هُم مُّسْتَكْبِرُونَ »
عليه، ثمّ عطف القول من اللّه بمعرفته بهم، فقال: « سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ
لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِى
الْقَوْمَ الْفَـسِقِين »يقول:
الظالمين لوصيّك.
قلت:
« أَفَمَن يَمْشِى مُكِبًّا عَلَى
وَجْهِهِى أَهْدَى أَمَّن يَمْشِى سَوِيًّا عَلَى صِرَ طٍ
مُّسْتَقِيمٍ »؟
قال:
إنّ اللّه ضرب مثل من حاد عن ولاية عليّ كمن يمشي على وجهه لا يهتدي
لأمره، وجعل من تبعه سويّا على صراط مستقيم والصراط المستقيم أمير
المؤمنين عليهالسلام، قال: قلت: قوله: «
إِنَّهُو لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ »؟
قال
يعني جبرئيل عن اللّه في ولاية عليّ عليهالسلام.
قال:
قلت: « وَ مَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ
قَلِيلاً مَّا تُؤْمِنُونَ »؟
قال:
قالوا: إنّ محمّدا كذّاب على ربّه، وما أمره اللّه بهذا في عليّ فأنزل اللّه بذلك
قرآنا فقال: (إنّ ولاية عليّ) « تَنزِيلٌ
مِّن رَّبِّ الْعَــلَمِينَ * وَ لَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا
(محمّد) بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ *
لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ »، ثمّ
عطف القول.
فقال:
« إِنَّ (ولاية عليّ) لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ (للعالمين)
وَ إِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنكُم
مُّكَذِّبِينَ * وَإِنَّ (عليّا) لَحَسْرَةٌ
عَلَى الْكَـفِرِينَ * وَإِنَّ (ولايته) لَحَقُّ
الْيَقِينِ » ... .
فأنزل
اللّه: « قُلْ إِنِّى لاَ أَمْلِكُ لَكُمْ
ضَرًّا وَ لاَ رَشَدًا * قُلْ إِنِّى لَن يُجِيرَنِى مِنَ
اللَّهِ (إن عصيته) أَحَدٌ وَ لَنْ
أَجِدَ مِن دُونِهِى مُلْتَحَدًا * إِلاَّ بَلَـغًا مِّنَ اللَّهِ
وَ رِسَــلَـتِهِ »(في عليّ).
قلت:
هذا تنزيل؟
قال:
نعم، ثمّ قال توكيدا: « وَ مَن يَعْصِ
اللَّهَ وَ رَسُولَهُو (في ولاية عليّ) فَإِنَّ
لَهُو
نَارَ جَهَنَّمَ خَــلِدِينَ فِيهَآ أَبَدً » ... .
قلت:
« وَ لاَ يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَـبَ
وَ الْمُؤْمِنُونَ »؟
قال:
بولاية عليّ عليهالسلام ... .
قلت:
« وَ مَا هِىَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ».
قال:
نعم ولاية عليّ عليهالسلام.
قلت:
« إِنَّهَا لاَءِحْدَى الْكُبَرِ »؟
قال:
الولاية ... قلت: « إِنَّا نَحْنُ
نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْءَانَ تَنزِيلاً »؟
قال:
بولاية عليّ عليهالسلامتنزيلاً ... قلت: «
وَيْلٌ يَوْمَـلـءِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ »؟
قال:
يقول: ويل للمكذّبين يا محمّد بما أوحيت إليك من ولاية [عليّ بن
أبي طالب عليهالسلام] ...
قلت:
ثمّ يقال: « هَـذَا الَّذِى كُنتُم بِهِى تُكَذِّبُونَ
»؟
قال:
يعني أمير المؤمنين ... [309].
السادس ـ ما نزل من القرآن في
أعدائه عليهالسلام:
1 ـ السيّد شرف الدين
الأستراباديّ رحمهالله: ابن مردويه، عن الجمهور، بإسناد
مرفوع إلى الإمام موسى بن جعفر عليهماالسلام أنـّه قال: الذي « وَ كَذَّبَ بِالصِّدْقِ »هو
الذي ردّ قول رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم في عليّ عليهالسلام[310].
السابع ـ أنّه عليهالسلام
سيّد المؤمنين:
1 ـ الإمام العسكريّ عليهالسلام:
قال موسى بن جعفر عليهالسلام: ... «
يُخَـدِعُونَ اللَّهَ »
يعني يخادعون رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلمبأيمانهم خلاف ما في جوانحهم، « وَ الَّذِينَ
ءَامَنُوا » كذلك أيضا الذين سيّدهم وفاضلهم عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ...
[311].
الثامن ـ أنّه عليهالسلام
خليفة رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم في أمّته:
1 ـ الإمام العسكريّ عليهالسلام:
قال] موسى بن جعفر عليهماالسلام: مثل هؤلاء المنافقين
« كَمَثَلِ الَّذِى اسْتَوْقَدَ نَارًا »
أبصر بها ما حوله، فلمّا أبصر ذهب اللّه بنورها بريح
أرسلها عليها، فأطفأها، أو بمطر.
كذلك
مثل هؤلاء المنافقين الناكثين لمّا أخذ اللّه تعالى عليهم من البيعة لعليّ بن
أبي طالب عليهالسلام، أعطوا ظاهرا بشهادة أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له،
وأنّ
محمّدا عبده ورسوله، وأنّ عليّا وليّه، ووصيّه، ووارثه، وخليفته في أُمّته، وقاضي
ديونه، ومنجز عداته، والقائم بسياسة عباد اللّه مقامه.
فورث
مواريث المسلمين بها، [ونكح في المسلمين بها]، ووالوه من أجلها،
وأحسنوا عنه الدفاع بسببها، واتّخذوه أخا يصونونه ممّا يصونون عنه أنفسهم
بسماعهم منه لها .... [312].
التاسع ـ أنّه عليهالسلام
باب من أبواب الهدى:
(928) 1 ـ محمّد بن يعقوب
الكلينيّ رحمهالله: الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد،
عن الوشّاء، قال: حدّثني إبراهيم بن أبي بكر،
قال: سمعت أبا الحسن موسى عليهالسلام، يقول:
إنّ عليّا عليهالسلام باب من أبواب
الهدى، فمن دخل من باب عليّ كان مؤمنا، ومن خرج منه
كان كافرا، ومن لم يدخل فيه ولم يخرج منه كان في الطبقة الذين للّه فيهم المشيئة[313].
العاشر ـ إنّه عليهالسلام
باب من أبواب الجنّة:
(929) 1 ـ محمّد بن يعقوب
الكلينيّ رحمهالله: يونس، عن موسى بن بكير، عن
أبي إبراهيم عليهالسلام، قال: إنّ عليّا عليهالسلام باب من أبواب الجنّة، فمن
دخل بابه كان مؤمنا،
ومن خرج من بابه كان كافرا، ومن لم يدخل فيه ولم يخرج منه كان في الطبقة التي للّه
فيهم المشيئة[314].
الحادي عشر ـ إنّه عليهالسلام
هو المقصود من قوله تعالى: « عِندَهُ
عِلْمُ الْكِتَـبِ »
(930) 1 ـ الصفّار رحمهالله:
حدّثنا أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن محمّد بن
الفضيل، عن أبي الحسن عليهالسلام في قول اللّه عزّ وجلّ: « قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدَما بَيْنِى
وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِندَهُو عِلْمُ الْكِتَـبِ »[315].
قال:
هو عليّ بن أبي طالب عليهالسلام[316].
الثاني عشر ـ أنّه والأوصياء
بعده عليهمالسلام هم المراد من قوله تعالى: «وَأُوْلِى الْأَمْرِ
مِنكُمْ ».
1 ـ العيّاشيّ رحمهالله:
عن عمرو بن سعيد، قال: سألت أبا الحسن عليهالسلام عن قوله:
« أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ
وَأُوْلِى الْأَمْرِ مِنكُمْ »[317]؟
قال
عليهالسلام: عليّ بن أبي طالب عليهالسلام والأوصياء من بعده[318].
الثالث عشر ـ أنّه عليهالسلام
هو المراد من «وَرَحْمَتُهُ »:
1 ـ العيّاشيّ رحمهالله:
عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن عليهالسلام في قوله: « وَلَوْلاَ
فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ »[319]؟
قال
عليهالسلام: الفضل رسول اللّه عليه وآله السلام ورحمته أمير المؤمنين عليهالسلام
... [320].
الرابع عشر ـ أنّه عليهالسلام
هو المراد من قوله تعالى: «فَأَذَّنَ
مُؤَذِّنُ».
1 ـ عليّ بن إبراهيم القمّيّ رحمهالله:
... عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن عليهالسلام،
قال: المؤذّن أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه يؤذّن أذانا يسمع الخلائق كلّها[321].
الخامس عشر ـ عليّ عليهالسلام
هو حبل اللّه المتين:
1 ـ العيّاشيّ رحمهالله:
عن ابن يزيد، قال: سألت أبا الحسن عليهالسلام عن قوله:
« وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ
جَمِيعًا »[322]؟
قال عليهالسلام: عليّ بن أبي طالب عليهالسلامحبل اللّه
المتين[323].
السادس عشر ـ كيفيّة قضاء أمير
المؤمنين عليهالسلام:
(931) 1 ـ عليّ بن جعفر رحمهالله:
أخبرنا أحمد بن موسى بن جعفر بن أبي العبّاس،
قال: حدّثنا أبو جعفر بن يزيد بن النضر الخراسانيّ من كتابه في جمادي الآخرة سنة
إحدى وثمانين ومائتين، قال: حدّثنا عليّ بن الحسن بن عليّ بن عمر بن عليّ بن
الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهمالسلام، عن عليّ بن جعفر بن محمّد، عن أخيه موسى
بن
جعفر عليهماالسلام، قال: سألته عن الاختلاف في القضاء عن أمير المؤمنين عليهالسلامفي
أشياء
من الفروج[324]،
إنّه لم يأمر بها ولم ينه عنها إلاّ أنّه نهى نفسه وولده، فقلت: كيف يكون ذلك؟
قال:
أحلّتها آية وحرّمتها آية.
وقلت:
هل يصلح إلاّ بأنّ إحداهما منسوخة أم هما محكمتان ينبغي أن نعمل بهما؟
قال:
قد بيّن إذ نهى نفسه وولده.
قلت
له: فما منع أن يبيّن للناس؟
قال:
خشي أن لا يطاع، ولو أنّ أمير المؤمنين عليهالسلام ثبتت قدماه أقام كتاب اللّه
كلّه، والحقّ كلّه. وصلّى حسن وحسين وراء مروان ونحن نصلّي معهم[325].
السابع عشر ـ أنّ ولايته عليهالسلام
كان بأمر من النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم:
(932) 1 ـ عليّ بن جعفر رحمهالله:
أخبرنا أحمد بن موسى بن جعفر بن أبي العبّاس،
قال: حدّثنا أبو جعفر بن يزيد بن النضر الخراسانيّ من كتابه في جمادي الآخرة سنة
إحدى وثمانين ومائتين، قال: حدّثنا عليّ بن الحسن بن عليّ بن عمر بن عليّ بن
الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهمالسلام، عن عليّ بن جعفر بن محمّد، عن أخيه موسى
بن
جعفر عليهماالسلام، قال: سألته عن نبيّ اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم، هل كان
يقول على اللّه شيئا قطّ أو
ينطق عن هوى أو يتكلّف؟
فقال:
لا.
فقلت:
أرأيت قوله لعليّ عليهالسلام: من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّه أمره به؟
قال:
نعم.
قلت:
فأبرأ إلى اللّه ممّن أنكر ذلك منذ يوم أمر به رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم؟
قال:
نعم.
قلت:
هل يسلم الناس حتّى يعرفوا ذلك؟
قال:
لا، « إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ
الرِّجَالِ وَالنِّسَآءِ وَالْوِلْدَ نِ ـ الذين ـ
لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ
يَهْتَدُونَ سَبِيلاً »[326].
قلت:
من هو؟
قال:
أرأيتم خدمكم ونساءكم ممّن لا يعرف ذلك؟ أتقتلون خدمكم وهم مقرّون
لكم. وقال: من عرض ذلك عليه، فأنكره فأبعده اللّه وأسحقه، لا خير فيه[327].
الثامن عشر ـ ما نزل من القرآن
في عليّ عليهالسلام:
(933) 1 ـ النباطيّ البياضيّ رحمهالله:
وعن أبي الحسن الماضي عليهالسلام، وعن
الباقر عليهالسلام، أنّ ابن هند قام، وتمطّى وخرج مغضبا، وقال: واللّه! لا نصدّق
محمّدا على
مقالته، ولا نقرّ لعليّ بولايته، فهمّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بقتله،
فقال له جبرئيل عليهالسلام:
« لاَ تُحَرِّكْ بِهِى لِسَانَكَ
لِتَعْجَلَ بِهِ »[328]،
وأنزل اللّه: « وَقَالَ الَّذِينَ لاَ
يَرْجُونَ لِقَآءَنَا
ائْتِ بِقُرْءَانٍ غَيْرِ هَـذَآ أَوْ بَدِّلْهُ »[329].
يعنون:
اجعل لنا أئمّة دون عليّ، فهذا كلّه حسدا منهم لعليّ الأطهر، وما تخفي
صدورهم أكبر[330].
التاسع عشر ـ أنّه عليهالسلام
لم يبت بمكّة بعد الهجرة:
(934) 1 ـ الشيخ الصدوق رحمهالله:
حدّثنا أبي رضىاللهعنه، قال: حدّثنا أحمد بن إدريس،
عن محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعريّ، عن محمّد بن معروف، عن أخيه
عمر، عن جعفر بن عُقْبة، عن أبي الحسن عليهالسلام، قال: إنّ عليّا عليهالسلام لم
يبت بمكّة بعد إذ
هاجر منها حتّى قبضه اللّه عزّ وجلّ إليه.
قال:
قلت له: ولم ذاك؟
قال:
يكره أن يبيت بأرض قد هاجر منها رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم، فكان يصلّي
العصر ويخرج منها ويبيت بغيرها[331].
العشرون ـ أنّه عليهالسلام
كان يكتب ما ينزل على النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم:
1 ـ الصفّار رحمهالله:
... عن الحسن بن راشد، قال: سمعت أبا إبراهيم عليهالسلاميقول: إنّ
اللّه أوحى إلى محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلمأنّه قد فنيت أيّامك، وذهبت دنياك،
واحتجت إلى لقاء
ربّك ... أن ائت أُحدا أنت ومن تثق به،
فأعاد الدعاء، فأوحى اللّه إليه: امض أنت
وابن عمّك حتّى تأتي أُحدا ...
فمضى
صلىاللهعليهوآلهوسلم حتّى انتهى إلى الجبل، ففعل ما أمره، فصادف ما وصف له
ربّه، فلمّا
ابتدأ في سلخ الجفرة نزل جبرئيل والروح الأمين وعدّة من الملائكة، لا يحصي
عددهم إلاّ اللّه، ومن حضر ذلك المجلس، ثمّ وضع عليّ عليهالسلام الجلد بين يديه
وجاء به
والدوات والمداد أخضر كهيئة البقل وأشدّ خضرا وأنور.
ثمّ
نزل الوحي على محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلموجعل يملي على عليّ عليهالسلام،
ويكتب عليّ أنّه
يصف كلّ زمان وما فيه ... [332].
الحادي والعشرون ـ أنّه عليهالسلام
كان يقتدي برسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم:
(935) 1 ـ النباطيّ البياضيّ رحمهالله:
وأسند إلى إبراهيم الكرخيّ قول الصادق عليهالسلام:
إنّ عليّا اقتدى في ذلك برسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم، فإنّ عقيلاً باع
دوره بمكّة، فلمّا فتحها
قيل: ألا تدخل دورك؟
فقال:
وهل ترك لنا عقيل دورا؟ إنّا أهل بيت لا نسترجع شيئا يؤخذ منّا ظلما.
ونحوه
أسند ابن فضّال إلى الكاظم عليهالسلام[333].
الثاني والعشرون ـ صلاته عليهالسلام
خلف المخالف:
1 ـ الأشعريّ القمّيّ رحمهالله:
... سماعة، قال: سألته ... عن الصلاة معهم؟
فقال
عليهالسلام: هذا أمر تمديد ... صلّى عليّ عليهالسلام وراءهم[334].
الثالث والعشرون ـ وصيّة
الإمام عليّ عليهالسلام:
(936) 1 ـ الشيخ الطوسيّ رحمهالله:
أحمد بن إدريس، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن
صفوان بن يحيى، قال: بعث إليّ أبو الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام بهذه الوصيّة،
مع
الأخرى، وأخبرنا أحمد بن عبدون، عن ابن أبي الزبير القرشيّ، عن عليّ بن الحسن
ابن فضّال، عن محمّد بن عبد اللّه بن زرارة، عمّن رواه، عن عمرو بن شمر، عن
جابر، عن أبي جعفر عليهالسلام، قال: هذه وصيّة أمير المؤمنين عليهالسلام [إلى
الحسن عليهالسلام ]،
وهي نسخة كتاب سليم بن قيس الهلاليّ، رفعها إلى أبان، وقرأها عليه.
قال
أبان: وقرأتها على عليّ بن الحسين عليهماالسلام.
فقال:
صدق سليم رحمه اللّه.
قال
سليم: فشهدت وصيّة أمير المؤمنين عليهالسلام حين أوصى إلى ابنه الحسن عليهالسلام،
وأشهد على وصيّته الحسين عليهالسلام، ومحمّدا، وجميع ولده، ورؤساء شيعته، وأهل
بيته،
وقال: يا بنيّ! أمرني رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم أن أوصي إليك، وأن أدفع
إليك كتبي
وسلاحي، ثمّ أقبل عليه، فقال:
يا
بنيّ! أنت وليّ الأمر ووليّ الدم، فإن عفوت فلك، وإن قتلت فضربة مكان
ضربة، ولا تأثم.
ثمّ
ذكر الوصيّة إلى آخرها، فلمّا فرغ من وصيّته، قال: حفظكم اللّه وحفظ فيكم
بنيكم، أستودعكم اللّه، وأقرأ عليكم السلام ورحمة اللّه.
ثمّ
لم يزل يقول: «لاإله إلاّ اللّه» حتّى
قبض ليلة ثلاث وعشرين من رمضان،
ليلة الجمعة، سنة أربعين من الهجرة، وكان ضرب ليلة إحدى وعشرين، من شهر
رمضان.
وفي
رواية أخرى: أنّه قبض ليلة إحدى وعشرين، وضرب ليلة تسع عشرة.
وهي الأظهر[335].
الرابع والعشرون ـ إهداؤه عليهالسلام
أربعة أفراس إلى رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم:
(937) 1 ـ محمّد بن يعقوب
الكلينيّ رحمهالله: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد
وأحمد بن محمّد جميعا، عن بكر بن صالح، عن سليمان الجعفريّ، عن أبي الحسن عليهالسلام،
قال: سمعته يقول: أهدى أمير المؤمنين عليهالسلام إلى رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلمأربعة
أفراس من
اليمن، فقال: سمّها لي.
فقال:
هي ألوان مختلفة، فقال: ففيها وَضَح[336]؟
فقال:
نعم، فيها أشقر[337] به
وضح، قال: فأمسكه عليّ.
قال:
وفيها كميتان[338]
أوضحان، فقال: أعطهما ابنيك؟
قال:
والرابع أدهم بهيم[339].
قال:
بعه واستخلف به نفقة لعيالك، إنّما يمن الخيل في ذوات الأوضاح.
قال:
وسمعت أبا الحسن عليهالسلام يقول: كرهنا البهيم من الدوابّ كلّها إلاّ الحمار
والبغل، وكرهت شية[340]
الأوضاح في الحمار والبغل الألون، وكرهت القرح[341] في
البغل إلاّ أن يكون به غرّة سائلة، ولا أشتهيها على حال[342].
الخامس والعشرون ـ إجرائه عليهالسلام
حدّ السرقة على الصبيان:
(938) 1 ـ محمّد بن يعقوب
الكلينيّ رحمهالله: أبو عليّ الأشعريّ، عن صفوان، عن
إسحاق بن عمّار، قال: قلت لأبي إبراهيم عليهالسلام: الصبيان إذا أتي بهم عليّ عليهالسلامقطع
أناملهم، من أين قطع؟
فقال:
من المفصل، مفصل الأنامل[343].
السادس والعشرون ـ خضاب عليّ عليهالسلام:
1 ـ الشيخ الصدوق رحمهالله:
... عليّ بن المؤمّل، قال: لقيت موسى بن جعفر عليهماالسلام
وكان يخضب بالحمرة، فقلت: جعلت فداك، ليس هذا من خضاب أهلك.
فقال:
أجل، ... .
ولقد
خضب أمير المؤمنين عليهالسلامبالصفرة، فبلغ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلمذلك،
فقال: إسلام،
فخضبه بالحمرة فبلغ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ذلك، فقال: إسلام وإيمان ... [344].
السابع والعشرون ـ ما أكرمه
اللّه به عليّا عليهالسلام:
1 ـ الإمام العسكريّ عليهالسلام:
قال [الإمام ]موسى بن جعفر عليهماالسلام:
إنّ رسول
اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلملمّا اعتذر هؤلاء [المنافقين إليه ]بما اعتذروا، تكرّم عليهم بأن قبل
ظواهرهم، ووكّل بواطنهم إلى ربّهم، لكن جبرئيل عليهالسلام أتاه، فقال: يا محمّد!
إنّ العليّ
الأعلى يقرأ عليك السلام ويقول: اخرج بهؤلاء المردة الذين اتّصل بك عنهم في
عليّ عليهالسلام على نكثهم لبيعته وتوطينهم نفوسهم على مخالفتهم عليّا ليظهر من
عجائب
ما أكرمه اللّه به من طواعية الأرض والجبال والسماء له وسائر ما خلق اللّه - لما
أوقفه موقفك وأقامه مقامك -.
ليعلموا
أنّ وليّ اللّه عليّا غنيّ عنهم ... .
فقال
لعليّ عليهالسلام - لمّا استقرّ عند سفح بعض جبال المدينة - : يا عليّ! إنّ اللّه
عزّ وجلّ أمر هؤلاء بنصرتك ومساعدتك، والمواظبة على خدمتك، والجدّ في
طاعتك، فإن أطاعوك فهو خير لهم يصيرون في جنان اللّه ملوكا خالدين ناعمين،
وإن خالفوك فهو شرّ لهم، يصيرون في جهنّم خالدين معذّبين. ... .
ثمّ
قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم: يا عليّ! سل ربّك بجاه محمّد وآله
الطيّبين، الذين أنت
بعد محمّد سيّدهم، أن يقلّب لك هذه الجبال ما شئت.
فسأل
ربّه تعالى ذلك، فانقلبت فضّة ... .
ثمّ
قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم: يا عليّ! سل اللّه عزّ وجلّ بمحمّد وآله
الطيّبين، الذين
أنت سيّدهم بعد محمّد رسول اللّه، أن يقلّب لك أشجارها رجالاً شاكي الأسلحة،
وصخورها أسُودا ونُمورا وأفاعي.
فدعا
اللّه عليّ بذلك، فامتلأت تلك الجبال، والهِضاب، وقرار الأرض من
الرجال الشاكي الأسلحة الذين لا يفي بواحد منهم عشرة آلاف من الناس
المعهودين، ومن الأسود والنمور والأفاعي حتّى طبقت تلك الجبال والأرضون
والهضاب بذلك. ... [345].
الثامن والعشرون ـ تاريخ
شهادته عليهالسلام:
1 ـ الشيخ الطوسيّ رحمهالله:
... عن صفوان بن يحيى، قال: بعث إليّ أبو الحسن
موسى بن جعفر عليهماالسلام بهذه الوصيّة، مع الأخرى ... وقال: هذه وصيّة أمير
المؤمنين عليهالسلام [إلى الحسن عليهالسلام ]، وهي نسخة كتاب سليم بن قيس
الهلاليّ، رفعها إلى
أبان، وقرأها عليه ... .
ثمّ
ذكر الوصيّة إلى آخرها، فلمّا فرغ من وصيّته، قال: حفظكم اللّه وحفظ فيكم
بنيكم، أستودعكم اللّه، وأقرأ عليكم السلام ورحمة اللّه.
ثمّ
لم يزل يقول: «لاإله إلاّ اللّه» حتّى
قبض ليلة ثلاث وعشرين من رمضان،
ليلة الجمعة، سنة أربعين من الهجرة، وكان ضرب
ليلة إحدى وعشرين، من شهر رمضان.
وفي
رواية أخرى: أنّه قبض ليلة إحدى وعشرين، وضرب ليلة تسع عشرة.
وهي الأظهر[346].
التاسع والعشرون ـ تعيين مدفن
أمير المؤمنين وزيارته عليهالسلام:
(939) 1 ـ ابن قولويه القمّيّ رحمهالله:
حدّثنىّ محمّد بن أحمد بن عليّ بن يعقوب، عن
عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه، عن الحسن بن الجهم بن بكير، قال:
ذكرت لأبي الحسن عليهالسلام يحيى بن موسى، وتعرّضه لمن يأتي قبر أمير المؤمنين عليهالسلام،
وأنّه كان ينزل موضعا كان يقال له: الثُوَيّة[347]،
يتنزّه إليه، ألا وقبر أمير المؤمنين عليهالسلام
فوق ذلك قليلاً، وهو الموضع الذي روى صفوان الجمّال أنّ أبا عبد اللّه عليهالسلاموصفه
له، قال له فيما ذكر: اذا انتهيت إلى الغريّ[348] ظهر
الكوفة، فاجعله خلف ظهرك،
وتوجّه إلى نحو النجف، وتيامن قليلاً، فإذا انتهيت إلى الذكوات[349]
البيض والثنيّة[350]
أمامه، فذلك قبر أمير المؤمنين عليهالسلام، وأنا أتيته كثيرا، ومن أصحابنا من لا
يرى ذلك
ويقول: هو في المسجد، وبعضهم يقول: هو في القصر، فأردّ عليهم بأنّ اللّه لم يكن
ليجعل قبر أمير المؤمنين عليهالسلام في القصر في منازل الظالمين، ولم يكن يدفن في
المسجد، وهم يريدون ستره، فأيّنا أصوب؟
قال
عليهالسلام: أنت أصوب منهم، أخذت بقول جعفر بن محمّد عليهماالسلام.
قال:
ثمّ قال لي:يا أبا محمّد! ما أرى أحدا من أصحابنا يقول بقولك ولا يذهب
مذهبك.
فقلت
له: جعلت فداك! أما ذلك شيء من اللّه.
قال: أجل، إنّ اللّه يوفّق من يشاء ويؤمن عليه، فقل: ذلك
بتوفيق اللّه واحمده عليه.
وحدّثني
به محمّد بن الحسن، ومحمّد بن أحمد بن الحسين جميعا، عن الحسن بن
عليّ بن مهزيار، عن أبيه عليّ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن الحسن بن الجهم
ابن بكير، قال: ذكرت لأبي الحسن عليهالسلام، وذكر الحديث بطوله[351].
1 ـ السيّد عبد الكريم ابن
طاووس رحمهالله: ... عن أيّوب بن نوح ، قال: كتبت إلى
أبي الحسن موسى (بن جعفر) عليهالسلام: إنّ أصحابنا قد اختلفوا في زيارة قبر أمير
المؤمنين عليهالسلام، فقال بعضهم: بالرحبة، وقال بعضهم: بالغريّ.
فكتب:
زره بالغريّ[352].
(ب) ـ سيّدتنا فاطمة الزهراء عليهاالسلام:
وفيه ثلاثة موضوعات
الأوّل
ـ إنّها عليهاالسلام كانت صدّيقة شهيدة:
(940) 1 ـ محمّد بن يعقوب
الكلينيّ رحمهالله: محمّد بن يحيى، عن العمركيّ بن عليّ،
عن عليّ بن جعفر، عن أخيه أبي الحسن عليهالسلام،
قال: إنّ فاطمة عليهاالسلامصدّيقة شهيدة،
وإنّ بنات الأنبياء لا يطمثن[353].
الثاني ـ إنّها عليهاالسلام
قد بذر قطنا لأكفان أولاده
1 ـ ابن حمزة الطوسيّ رحمهالله: ... عن أبي عليّ بن راشد، قال: اجتمعت العصابة
بنيسابور في أيّام أبي عبد اللّه عليهالسلام، فتذاكروا ما هم فيه من الانتظار
للفرج، وقالوا:
نحن نحمل في كلّ سنة إلى مولانا ما يجب علينا، وقد كثرت الكاذبة، ومن يدّعي هذا
الأمر، فينبغي لنا أن نختار رجلاً ثقة نبعثه إلى الإمام، ليتعرّف لنا الأمر،
فاختاروا
رجلاً يعرف بأبي جعفر محمّد بن إبراهيم النيسابوريّ ... .
فما
زلت أبكي وأستغيث به، فإذا أنا بإنسان يحرّكني، فرفعت رأسي من فوق
القبر، فرأيت عبدا أسود عليه قميص خلق، وعلى رأسه عمامة خلق، فقال لي: يا أبا
جعفر النيسابوريّ، يقول لك مولاك موسى بن جعفر عليهماالسلام:فجئت إليه ... .
ثمّ
قال لي: هات الكيس، فدفعته إليه، فحلّه وأدخل يده فيه، وأخرج منه درهم
شطيطة، وقال لي: هذا درهمها؟
فقلت:
نعم، فأخذ الرزمة وحلّها وأخرج منها شقّة قطن مقصورة، طولها خمسة
وعشرون ذراعا، وقال لي: اقرأ عليها السلام كثيرا، وقل لها: قد جعلت شقّتك في
أكفاني، وبعثت إليك بهذه من أكفاننا من قطن قريتنا صريا، قرية فاطمة عليهاالسلام،
وبذر
قطن كانت تزرعه بيدها الشريفة لأكفان ولدها ... [354].
الثالث ـ حدود فدك التي أعطاها
النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى فاطمة عليهاالسلام:
1 ـ ابن شهرآشوب رحمهالله:
وفي كتاب أحوال الخلفاء: إنّ هارون الرشيد كان
يقول لموسى بن جعفر عليهماالسلام: خذ فدكا حتّى أردّها إليك ... .
قال:
وما حدودها؟
قال:
إن حدّدتها لم تردّها، قال: بحقّ جدّك إلاّ فعلت.
قال:
أمّا الحدّ الأوّل فعدن، فتغيّر وجه الرشيد، وقال: إيها.
قال:
والحدّ الثاني سمرقند، فاربدّ وجهه، والحدّ الثالث إفريقيّة، فاسودّ وجهه،
فقال: هيه، قال: والرابع سيف البحر ممّا يلي الجزر وإرمينية[355].
قال
الرشيد: فلم يبق لنا شيء، فتحوّل إلى مجلسي.
قال
موسى: قد أعلمتك أنّني إن حدّدتها لم تردّها، فعند ذلك عزم على قتله.
وفي
رواية ابن أسباط أنّه قال: أمّا الحدّ الأوّل فعريش مصر، والثاني دومة
الجندل، والثالث أُحد، والرابع سيف البحر.
فقال: هذا كلّه هذه الدنيا، فقال: هذا كان في أيدي اليهود
بعد موت أبي هالة، فأفاءه
اللّه على رسوله بلا خيل ولا ركاب، فأمره اللّه أن يدفعه إلى فاطمه عليهاالسلام[356].
(ج) ـ الإمامين الحسن والحسين عليهماالسلام
وفيه أربعة موضوعات
الأوّل
ـ إنّهما كانا أشبه الناس بموسى بن عمران عليهمالسلام:
(941) 1 ـ محمّد بن يعقوب
الكلينيّ رحمهالله: عن عليّ بن محمّد، عن صالح، عن
محمّد بن عبد اللّه، عن عبد الملك بن بَشير، عن أبي الحسنالأوّل عليهالسلام،
قال: كان
الحسن عليهالسلام أشبه الناس بموسى بن عمران ما بين رأسه إلى سرّته، وإنّ الحسين عليهالسلام
أشبه الناس بموسى بن عمران ما بين سرّته إلى قدمه[357].
الثاني ـ صلاة الإمام الحسن
والحسين عليهماالسلام:
(942) 1 ـ محمّد بن يعقوب
الكلينيّ رحمهالله: أبو عليّ الأشعريّ، عن محمّد بن عبد
الجبّار، عن صفوان بن يحيى، عن إسحاق بن عمّار، عن أبي الحسن عليهالسلام، قال: ما
رأيت الناس أخذوا عن الحسن والحسين عليهماالسلام إلاّ الصلاة بعد العصر، وبعد
الغداة في
طواف الفريضة[358].
الثالث ـ إنّ مثل الحسنين مثل
يونس عليهمالسلام:
(943) 1 ـ الراونديّ رحمهالله:
وبالإسناد المذكور [عن جماعة، عن أبي جعفر
البرمكيّ]، عن الحسين بن الحسن، حدّثنا أبو سُمَيْنة محمّد بن عليّ، عن جعفر بن
محمّد، عن الحسن بن راشد، عن يعقوب بن جعفر بن إبراهيم الجعفريّ، عن
أبي إبراهيم عليهالسلام، قال: خرج الحسن والحسين عليهماالسلام حتّى أتيا نخل
العجوة[359]
للخلاء،
فهويا إلى مكان، وولّى كلّ واحد منهما بظهره إلى صاحبه، فرمى اللّه بينهما بجدار
يستتر به أحدهما عن صاحبه، فلمّا قضيا حاجتهما ذهب الجدار وارتفع من موضعه،
وصار في الموضع عين ماء، وإجّانتان[360]،
فتوضّئا وقضيا ما أرادا.
ثمّ
انطلقا حتّى صارا في بعض الطريق عرض لهما رجل فظّ غليظ، فقال لهما: [ما
خفتما عدوّكما!] من أين جئتما؟
فقالا:
إنّنا جئنا من الخلاء، فهمّ بهما فسمعوا صوتا يقول: يا شيطان! أتريد أن
تناوي[361]
ابني محمّد عليهمالسلام، وقد علمت بالأمس [ما فعلت ]وناويت أُمّهما،
وأحدثت في دين اللّه، وسلكت غير الطريق.
وأغلظ
له الحسين عليهالسلام أيضا، فهوى بيده ليضرب بها وجه الحسين عليهالسلامفأيبسها
اللّه من عند منكبه، فأهوى باليسرى، ففعل اللّه به مثل ذلك.
ثمّ
قال: أسألكما بحقّ جدّكما وأبيكما لمّا دعوتما اللّه أن يطلقني.
فقال
الحسين عليهالسلام: «اللّهم أطلقه واجعل
له في هذا عبرة، واجعل ذلك عليه
حجّة».
[فأطلق
اللّه يده ] فانطلق قدّامهما حتّى أتى عليّا عليهالسلام وأقبل عليه بالخصومة،
فقال: أين دسستهما[362] -
وكأنّ هذا كان بعد يوم السقيفة بقليل-
فقال
عليّ عليهالسلام: ما خرجا إلاّ للخلاء، وجذب رجل منهم عليّا حتّى شقّ رداءه.
فقال
الحسين عليهالسلام للرجل: لا أخرجك اللّه من الدنيا حتّى تبتلي بالدياثة في
أهلك وولدك، وقد كان الرجل يقود ابنته إلى رجل من العراق.
فلمّا
خرجا إلى منزلهما قال الحسين للحسن عليهماالسلام: سمعت جدّي يقول: إنّما مثلكما
مثل يونس، إذ أخرجه اللّه من بطن الحوت، وألقاه بظهر الأرض، وأنبت عليه
شجرة من يقطين[363]،
وأخرج له عينا من تحتها، فكان يأكل من اليقطين ويشرب من
ماء العين.
وسمعت
جدّي يقول: أمّا العين فلكم، وأمّا اليقطين فأنتم عنه أغنياء وقد قال اللّه
في يونس: «وَ أَرْسَلْنَـهُ إِلَى
مِاْئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ * فَـٔامَنُواْ فَمَتَّعْنَـهُمْ إِلَى
حِينٍ»[364]
ولسنا نحتاج إلى اليقطين، ولكن علم اللّه حاجتنا إلى العين، فأخرجها لنا،
وسنرسل إلى أكثر من ذلك فيكفرون ويمتّعون إلى حين. فقال الحسن عليهالسلام: قد
سمعت
هذا[365].
الرابع ـ صوم الحسنين عليهماالسلام
في يوم عرفة:
1 ـ الشيخ الطوسيّ رحمهالله:
... عبد الرحمن بن أبي عبد اللّه، عن أبي الحسن عليهالسلام،
قال: ... يوم عرفة ... لم يصمه الحسن عليهالسلام وصامه الحسين عليهالسلام[366].
(د) ـ الإمام الحسين عليهالسلام:
وفيه أربعة موضوعات
الأوّل
ـ فضل زيارة الإمام الحسين عليهالسلام:
(944) 1 ـ محمّد بن يعقوب
الكلينيّ رحمهالله: الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد،
عن أبي داود المسترقّ، عن بعض أصحابنا، عن مثنّى الحنّاط، عن أبي الحسن
الأوّل عليهالسلام، قال: سمعته يقول: من أتى الحسين عليهالسلام عارفا بحقّه غفر
اللّه له ما تقدّم
من ذنبه وما تأخّر[367].
(945) 2 ـ محمّد بن يعقوب
الكلينيّ رحمهالله: محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين،
عن محمّد بن إسماعيل، عن الخيبريّ، عن الحسين بن محمّد، قال: قال أبو الحسن
موسى عليهالسلام: أدنى ما يثاب به زائر أبي عبد اللّه عليهالسلام بشطّ الفرات
إذا عرف حقّه
وحرمته وولايته، أن يغفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر[368].
3 ـ ابن قولويه القمّيّ رحمهالله:
... عن إبراهيم بن عقبة، قال: كتبت إلى العبد
الصالح عليهالسلام: إن رأى سيّدنا أن يخبرني بأفضل ما جاء به في زيارة الحسين عليهالسلام،
وهل تعدل ثواب الحجّ لمن فاته، فكتب عليهالسلام: تعدل الحجّ لمن فاته الحجّ[369].
الثاني ـ ثواب زيارة قبر
الحسين عليهالسلام:
(946) 1 ـ ابن قولويه القمّيّ رحمهالله:
حدّثني أبي ومحمّد بن الحسن، عن الحسين بن
الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمّد الجوهريّ، عن عليّ بن
أبي حمزة، قال: سألت العبد الصالح عن زيارة قبر الحسين بن عليّ عليهماالسلام،
فقال: ما
أحبّ لك تركه
قلت:
ما ترى في الصلاة عنده، وأنا مقصّر؟
قال
عليهالسلام: صلّ في المسجد الحرام ما شئت تطوّعا، وفي مسجد الرسول ما شئت
تطوّعا، وعند قبر الحسين عليهالسلام، فإنّي أحبّ ذلك.
قال:
وسألته عن الصلاة بالنهار عند قبر الحسين عليهالسلام تطوّعا؟
فقال
عليهالسلام: نعم[370].
(947) 2 ـ ابن قولويه القمّيّ رحمهالله:
حدّثني أبي، عن سعد بن عبد اللّه، عن الحسن
ابن عليّ بن عبد اللّه بن المُغِيرة، عن العبّاس بن عامر، قال: أخبرني يوسف
الأنباريّ، عن قائد الحنّاط، قال: قلت لأبي الحسن عليهالسلام: إنّهم يأتون قبر
الحسين عليهالسلام بالنوائح والطعام.
قال:
قد سمعت، قال: فقال: يا قائد! من أتى قبر الحسين بن عليّ عليهماالسلامعارفا بحقّه
غفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه، وما تأخّر[371].
(948) 3 ـ ابن قولويه القمّيّ رحمهالله:
حدّثني محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحميريّ،
عن أبيه، عن هارون بن مسلم، عن الحسن بن عليّ، عن أحمد بن عائذ، عن
أبي يعقوب الأبزاريّ، عن قائد، عن عبد صالح عليهالسلام، قال:
دخلت
عليه فقلت له: جعلت فداك! إنّ الحسين عليهالسلام قد زاره الناس من يعرف
هذا الأمر ومن ينكره، وركبت إليه النساء ووقع حال الشهرة، وقد انقبضت منه لما
رأيت من الشهرة.
قال:
فمكث مليّا لا يجيبني، ثمّ أقبل عليّ، فقال: يا عراقيّ! إن شهروا أنفسهم فلا
تشهر أنت نفسك، فواللّه! ما أتى الحسين عليهالسلام آت عارفا بحقّه إلاّ غفر اللّه
له ما تقدّم
من ذنبه، وما تأخّر[372].
(949) 4 ـ ابن قولويه القمّيّ رحمهالله:
حدّثني أبي، عن سعد بن عبد اللّه، عن أحمد
ابن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن خالد البرقيّ، عن القاسم بن يحيى بن الحسن بن
راشد، عن جدّه الحسن بن راشد، عن أبي إبراهيم عليهالسلام، قال: من خرج من بيته
يريد
زيارة قبر أبي عبد اللّه الحسين بن عليّ عليهماالسلام وكّل اللّه به ملكا، فوضع
اصبعه في
قفاه، فلم يزل يكتب ما يخرج من فيه حتّى يرد الحائر، فإذا خرج من باب الحائر
وضع كفّه وسط ظهره، ثمّ فال له: أمّا ما مضى فقد غفر لك، فاستأنف العمل.
وبهذا
الإسناد، عن الحسن بن راشد، عن إبراهيم بن أبي البلاد، بإسناده مثله[373].
(950) 5 ـ ابن قولويه القمّيّ رحمهالله:
حدّثني أبي، عن سعد بن عبد اللّه، عن الحسن
ابن عليّ بن عبد اللّه بن المغيرة، عن العبّاس بن عامر، قال: قال عليّ بن أبي
حمزة،
عن أبي الحسن عليهالسلام، قال: لا تجفوه، يأتيه الموسر في كلّ أربعة أشهر،
والمعسر لا
يكلّف اللّه نفسا إلاّ وسعها.
قال
العبّاس: لا أدري قال هذا لعليّ، أو لأبي ناب[374].
(951) 6 ـ ابن قولويه القمّيّ رحمهالله:
حدّثني محمّد بن جعفر، عن محمّد بن الحسين،
عن صفوان بن يحيى، عن أبي الحسن عليهالسلام، قال: سألته، عن زيارة قبر الحسين عليهالسلام
أيّ شيء فيه من الفضل؟
قال:
تعدل عمرة[375].
(952) 7 ـ ابن قولويه القمّيّ رحمهالله:
حدّثني أبي رحمهالله ومحمّد بن عبد اللّه جميعا، عن
عبد اللّه بن جعفر الحميريّ، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه عليّ بن مهزيار، عن
محمّد بن سِنان، قال: سمعت أبا الحسن عليهالسلام يقول: إنّ زيارة قبر الحسين عليهالسلامتعدل
عمرة مبرورة متقبّلة[376].
(953) 8 ـ الشيخ الصدوق رحمهالله:
أبي رحمهالله قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن أحمد
ابن محمّد، عن موسى بن القاسم، عن الحسن بن الجهم، قال:
قلت
لأبي الحسن عليهالسلام: ما تقول في زيارة قبر الحسين عليهالسلام؟
فقال
عليهالسلام لي: ما تقول أنت فيه؟
فقلت:
بعضنا يقول: حجّة، وبعضنا يقول: عمرة.
فقال
عليهالسلام: هي عمرة مبرورة [مقبولة [377]].
(954) 9 ـ الشيخ الصدوق رحمهالله:
حدّثنا محمّد بن الحسن، قال: حدّثنا أحمد بن
إدريس، عن محمّد بن أحمد، عن عليّ بن إسماعيل، عن محمّد بن عمرو الزيّات، عن
قائد الحنّاط[378]،
عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام، قال: من زار قبر الحسين عليهالسلام
عارفا بحقّه، غفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه، وما تأخّر[379].
(955) 10 ـ الشيخ الطوسيّ رحمهالله:
وعنه، عن الحسن بن محمّد بن عَلاّن، عن حميد
بن زياد، عن أحمد بن محمّد بن رَباح، عن محمّد بن يزيد بن المتوكّل، قال: حدّثني
أحمد بن الفضل، عن عليّ بن يحيى، عن محمّد بن إسحاق بن عمّار، عن محمّد بن
حكيم، عن أبي الحسن عليهالسلام، قال: من أتى قبر الحسين عليهالسلام في السنة
ثلاث مرّات
أمن من الفقر[380].
(956) 11 ـ الشيخ الطوسيّ رحمهالله:
عن أبي القاسم جعفر بن محمّد، عن محمّد بن
عبد اللّه بن جعفر، عن أبيه، عن محمّد بن عبد الحميد، عن سيف بن عميرة، عن
منصور بن حازم، قال: سمعته يقول: من أتى عليه حول لم يأت قبر الحسين عليهالسلام
نقص اللّه من عمره حولاً، ولو قلت: إنّ أحدكم يموت قبل أجله بثلاثين سنة لكنت
صادقاً، وذلك أنّكم تتركون زيارته، فلا تدعوها يمدّ اللّه في أعماركم، ويزيد في
أرزاقكم، وإذا تركتم زيارته نقص اللّه من أعماركم وأرزاقكم فتنافسوا في زيارته
ولا تدعوا ذلك، فإنّ الحسين بن عليّ عليهماالسلامشاهد لكم عند اللّه تعالى وعند
رسوله
وعند عليّ وعند فاطمة عليهمالسلام[381].
(957) 12 ـ الشيخ الطوسيّ رحمهالله:
محمّد بن أبي عمير، عن حفص بن البَخْتَري[382]،
قال: من خرج من مكّة أو المدينة، أو مسجد الكوفة، أو حائر الحسين صلوات اللّه
عليه قبل أن ينتظر الجمعة نادته الملائكة أين تذهب؟! لا ردّك اللّه[383].
(958) 13 ـ السيّد ابن طاووس رحمهالله:
وعن الكاظم عليهالسلام، قال: سمعته يقول: ثلاث
ليال من زار الحسين عليهالسلام فيهنّ غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر: ليلة
النصف من
شعبان، وليلة ثلاث وعشرين من رمضان، وليلة العيد[384].
الثالث ـ فضل تربة الحسين عليهالسلام:
1 ـ الشيخ الطوسيّ رحمهالله:
... الحسن بن عليّ بن شعيب الصايغ المعروف بأبي
صالح، يرفعه إلى بعض أصحاب أبي الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام، قال: دخلت إليه،
فقال: لا تستغني شيعتنا عن أربع: ... سبحة من طين قبر أبي عبد اللّه عليهالسلام
فيها ثلاث
وثلاثون حبّة، متى قلّبها ذاكرا للّه كتب له بكلّ حبّة أربعون حسنة، وإذا قلّبها
ساهيا
يعبث بها كتب له عشرون حسنة[385].
الرابع ـ الشفاء في تربته عليهالسلام:
1 ـ الشيخ الصدوق رحمهالله:
... عن عمر بن واقد، قال: إنّ هارون الرشيد لمّا ضاق
صدره ممّا كان يظهر له من فضل موسى بن جعفر عليهماالسلام وما كان يبلغه من قول
الشيعة بإمامته، واختلافهم في السرّ إليه بالليل والنهار خشية على نفسه وملكه،
ففكّر في قتله بالسمّ، ... .
ولا
تأخذوا من تربتي شيئا لتتبرّكوا به، فإنّ كلّ تربة لنا محرّمة إلاّ تربة جدّي
الحسين بن عليّ عليهماالسلام، فإنّ اللّه تعالى جعلها شفاء لشيعتنا وأوليائنا ... [386].
(ه) ـ الإمام عليّ بن الحسين عليهماالسلام:
وفيه ثلاثة موضوعات
الأوّل
ـ تزويجه ببنت الحسن عليهماالسلام:
(959) 1 ـ الحضينيّ رحمهالله:
وروي عن العالم عليهالسلام: أنّه تزوّج أبو محمّد عليّ بن
الحسين بأُمّ عبد اللّه بنت الحسن بن عليّ عمّه عليهماالسلام، وهي أُمّ أبي جعفر
الباقر
(صلوات اللّه عليه) فكان يسمّيها الصدّيقة،
ويقول: لم يدرك في الحسن امرأة مثلها.[387]
الثاني ـ خاتمه عليهالسلام:
(960) 1 ـ محمّد بن يعقوب
الكلينيّ رحمهالله: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن عليّ
ابن مَعْبَد، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن عليهالسلام، قال: كان على خاتم
عليّ بن
الحسين عليهماالسلام: «خزي وشقي قاتل الحسين بن عليّ عليهماالسلام»[388].
الثالث ـ كانت له عليهالسلام
اشبيدانة فيها مسك:
(961) 1 ـ محمّد بن يعقوب
الكلينيّ رحمهالله: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد
والحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن الوشّاء، قال: سمعت أبا الحسن عليهالسلاميقول:
كانت لعليّ بن الحسين عليهماالسلام اشبيدانة رصاص معلّقة فيها مسك، فإذا أراد أن
يخرج
ولبس ثيابه تناولها، وأخرج منها فتمسّح به[389].
(و) ـ الإمام أبو جعفر الباقر عليهالسلام
وفيه موضوعان اثنان
الأوّل
ـ اسمه عليهالسلام في التوراة:
(962) 1 ـ عليّ بن إبراهيم
القمّيّ رحمهالله: الحسن بن أحمد المالكيّ، عن عليّ بن
المؤمّل، عن موسى بن جعفر عليهماالسلام، قال: اسم جدّي أبي جعفر عليهالسلام في
التوراة
باقر[390].
الثاني ـ كُحله عليهالسلام:
1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمهالله:
... عن ابن أبي عمير، عن سليم مولى عليّ
ابن يقطين، أنّه كان يلقى من رمد عينيه أذى، قال: فكتب إليه أبو الحسن عليهالسلامابتداءً
من عنده: ما يمنعك من كحل أبي جعفر عليهالسلام، جزء كافور رباحي وجزء صبر
اصقوطري يدقّان جميعا، وينخلان بحريرة، يكتحل منه مثل ما يكتحل من الأثمد
الكحلة في الشهر، ... [391].
(ز) ـ الإمام الصادق عليهالسلام:
وفيه ثماينة عشر موضوعا
الأوّل
ـ مشاركة أزواجه عليهالسلام في قضاء حقوق أهل المدينة:
(963) 1 ـ محمّد بن يعقوب
الكلينيّ رحمهالله: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد،
عن عليّ بن الحكم، عن عبد اللّه الكاهليّ، قال: قلت لأبي الحسن عليهالسلام: إنّ
امرأتي
وامرأة ابن مارد تخرجان في المأتم، فأنهاهما، فتقول لي امرأتي: إن كان حراما
فأنهنا
عنه حتّى نتركه، وإن لم يكن حراما، فلأيّ شيء
تمنعناه، فإذا مات لنا ميّت لم يجئنا أحد.
قال:
فقال أبو الحسن عليهالسلام: عن الحقوق تسألني، كان أبي عليهالسلام يبعث أُمّي
وأُمّ
فروة تقضيان حقوق أهل المدينة[392].
الثاني ـ موضع سجوده عليهالسلام:
(964) 1 ـ محمّد بن يعقوب
الكلينيّ رحمهالله: الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد
وعدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد جميعا، عن الحسن بن عليّ، عن
أبي الحسن عليهالسلام، قال: كان يعرف موضع سجود أبي عبد اللّه عليهالسلام بطيب
ريحه[393].
الثالث ـ وضوؤه عليهالسلامبعد
الرعاف:
1 ـ الشيخ الطوسيّ رحمهالله:
... عن الحسن بن عليّ بن بنت إلياس، قال: سمعته
يقول: رأيت أبي صلوات اللّه عليه، وقد رعف بعد ما توضّأ دما سائلاً، فتوضّأ[394].
الرابع ـ صومه عليهالسلام
في يوم حارّ في العرفة:
(965) 1 ـ الشيخ الطوسيّ رحمهالله:
الحسين بن سعيد، عن سليمان الجعفريّ، قال:
سمعت أبا الحسن عليهالسلاميقول: كان أبي عليهالسلام يصوم يوم عرفة في اليوم
الحارّ في الموقف،
ويأمر بظلّ مرتفع، فيضرب له، فيغتسل ممّا يبلغ منه الحرّ[395].
الخامس ـ إحرامه عليهالسلام
من ذات عرق:
1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمهالله:
... عن إسحاق بن عمّار، قال: سألت
أبا الحسن عليهالسلام عن المتمتّع يجيء فيقضي متعته، ثمّ تبدو له الحاجة، فيخرج
إلى
المدينة، أو إلى ذات عرق ... .
قال:
كان أبي مجاورا ههنا، فخرج متلقّيا بعض هؤلاء فلمّا رجع بلغ ذات عرق
أحرم من ذات عرق بالحجّ، ودخل وهو محرم بالحجّ[396].
السادس ـ تفضيله عليهالسلام
بعض أولاده على بعض:
1 ـ الشيخ الصدوق رحمهالله:
روى رفاعة بن موسى، عن أبي الحسن عليهالسلام، قال: ... .
كان
أبي عليهالسلام يفضّلني على عبد اللّه[397].
السابع ـ تزويجه ابنه موسى الكاظم
عليهماالسلام:
1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمهالله:
... خطّاب بن سلمة، قال: ... لقيت
أبا الحسن موسى عليهالسلام ... .
فقال:
يا خطّاب كان أبي زوّجني ابنة عمّ لي، وكانت سيّئة الخلق، وكان أبي ربّما
أغلق عليّ وعليها الباب رجاء أن ألقاها، فأتسلّق الحائط وأهرب منها، فلمّا مات
أبي طلّقتها ... [398].
الثامن ـ تصدّقه عليهالسلام
بالتمر:
1 ـ الشيخ الطوسيّ رحمهالله:
... إسحاق بن المبارك، قال: سألت أبا إبراهيم عليهالسلام
عن صدقة الفطرة ... ؟
قال
عليهالسلام: صدقة التمر أحبّ إليّ، لأنّ أبي صلوات اللّه عليه كان يتصدّق
بالتمر ... [399].
التاسع ـ إرسال ملك الهند
الهدايا إليه عليهالسلام:
(966) 1 ـ الراونديّ رحمهالله:
إنّ أبا الصلت الهَرَويّ روى عن الرضا عليهالسلام أنّه قال:
قال لي أبي موسى عليهالسلام: كنت جالسا عند أبي عليهالسلام إذ دخل عليه بعض
أوليائنا،
فقال: بالباب رَكْب[400]
كثير يريدون الدخول عليك، فقال لي: انظر من بالباب؟
فنظرت
إلى جِمال كثيرة عليها صناديق، ورجل راكب فرسا، فقلت: من الرجل؟
فقال:
رجل من السند والهند أردت الإمام جعفر بن محمّد عليهماالسلام، فأعلمت والدي
بذلك، فقال: لا تأذن للنجس الخائن.
فأقام
بالباب مدّة مديدة، فلا يؤذن له حتّى شفع يزيد بن سليمان، ومحمّد بن
سليمان فأذن له، فدخل الهنديّ، وجثى[401] بين
يديه.
فقال:
أصلح اللّه الإمام! أنا رجل من بلد الهند من قبل ملكها، بعثني إليك بكتاب
مختوم، ولي بالباب حول[402] لم
تأذن لي، فما ذنبي؟
أهكذا
يفعل الأنبياء؟
قال:
فطأطأ رأسه، ثمّ قال: «وَ لَتَعْلَمُنَّ
نَبَأَهُو بَعْدَ حِينِم»[403]،
وليس مثلك من
يطأ مجالس الأنبياء.
قال
موسى عليهالسلام: فأمرني أبي بأخذ الكتاب وفكّه، فكان فيه:
بسم
اللّه الرحمن الرحيم، إلى جعفر بن محمّد الصادق الطاهر من كلّ نجس، من
ملك الهند.
أمّا
بعد، فقد هداني اللّه على يديك، وإنّه اُهدي إليّ جارية لم أر أحسن منها، ولم
أجد أحدا يستأهلها غيرك، فبعثتها إليك مع شيء من الحليّ والجواهر والطيب، ثمّ
جمعت وزرائي فاخترت منهم ألف رجل يصلحون للأمانة، واخترت من الألف
مائة، واخترت من المائة عشرة، واخترت من العشرة واحدا، وهو ميزاب بن
حبّاب لم أر أوثق منه، فبعثت على يده هذه الجارية والهديّة.
فقال
جعفر عليهالسلام: ارجع أيّها الخائن ما كنت بالذي أقبلها، لأنّك خائن فيما ائتمنت
عليه، فحلف أنّه ما خان.
فقال
عليهالسلام: إن شهد عليك بعض ثيابك بما خنت، تشهد أن لا إله إلاّ اللّه، وأنّ
محمّدا عبده ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم؟
قال:
أو تعفيني من ذلك؟
قال:
أكتب إلى صاحبك بما فعلت.
قال
الهنديّ: إن علمت شيئا فاكتب، و كان عليه فروة[404]
فأمره بخلعها، ثمّ قام
الإمام فركع ركعتين ثمّ سجد.
قال
موسى عليهالسلام: فسمعته في سجوده يقول:
«اللّهمّ إنّي أسألك بمعاقد العزّ من
عرشك، ومنتهى الرحمة من كتابك، أن تصلّي على محمّد عبدك ورسولك
وأمينك في خلقك وآله، وأن تأذن لفرو هذا الهنديّ أن يتكلّم بلسان عربيّ
مبين يسمعه من في المجلس من أوليائنا، ليكون ذلك عندهم آية من آيات
أهل البيت، فيزدادوا إيمانا مع إيمانهم».
ثمّ
رفع رأسه فقال: أيّها الفرو! تكلّم بما تعلم من هذا الهنديّ.
قال
موسى عليهالسلام: فانتفضت الفروة، وصارت كالكبش، وقالت: يا ابن
رسول اللّه! ائتمنه الملك على هذه الجارية وما معها، وأوصاه بحفظها حتّى صرنا إلى
بعض الصحاري، أصابنا المطر وابتلّ جميع ما معنا، ثمّ احتبس المطر وطلعت
الشمس، فنادى خادما كان مع الجارية يخدمها يقال له: بشر، [وقال له:] لو دخلت
هذه المدينة فأتيتنا بما فيها من الطعام، ودفع إليه دراهم، ودخل الخادم المدينة،
فأمر
الميزاب هذه الجارية أن تخرج من قبّتها إلى مضرب قد نصب [لها] في الشمس،
فخرجت وكشفت عن ساقيها إذ [كان ]في الأرض وحل، ونظر هذا الخائن إليها،
فراودها عن نفسها فأجابته، وفجر بها وخانك.
فخرّ الهنديّ [على الأرض ]، فقال: ارحمني
فقد أخطأت، وأقرّ بذلك، ثمّ صار فروة
كما كانت، وأمره أن يلبسها، فلمّا لبسها انضمّت في حلقه، وخنقته حتّى اسودّ وجهه.
فقال
الصادق عليهالسلام: أيّها الفرو! خلّ عنه حتّى يرجع إلى صاحبه، فيكون هو أولى
به منّا، فانحلّ الفرو، [وقال عليهالسلام: خذ هديّتك وارجع إلى صاحبك].
فقال
الهنديّ: اللّه، اللّه، [يا مولاي] فيّ! فإنّك إن رددت الهديّة خشيت أن ينكر
ذلك عليّ فإنّه شديد العقوبة.
فقال:
أسلم أعطك الجارية فأبى، فقبل الهديّة، وردّ الجارية.
فلمّا
رجع إلى الملك رجع الجواب إلى أبي بعد أشهر، فيه مكتوب:
بسم
اللّه الرحمن الرحيم، إلى جعفر بن محمّد الإمام عليهالسلام من ملك الهند، أمّا
بعد،
فقد كنت أهديت إليك جارية، فقبلت منّي ما لا قيمة له، ورددت الجارية، فأنكر
ذلك قلبي، وعلمت أنّ الأنبياء وأولاد الأنبياء معهم فراسة، فنظرت إلى الرسول
بعين الخيانة، فاخترعت كتابا، وأعلمته أنّه (جاءني منك بخيانة)، وحلفت أنّه لا
ينجيه إلاّ الصدق، فأقرّ بما فعل، وأقرّت الجارية بمثل ذلك، وأخبرت بما كان من أمر
الفرو، فتعجّبت من ذلك، وضربت عنقها وعنقه، وأن أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده
لا شريك له، وأنّ محمّدا عبده ورسوله.
واعلم
أنّي [واصل ] على أثر الكتاب، فما أقام إلاّ مدّة يسيرة حتّى ترك مُلك
الهند، وأسلم وحسن إسلامه[405].
العاشر ـ إنّه عليهالسلام
كان يحبّ عود البخور:
(967) 1 ـ الشيخ المفيد رحمهالله:
عن الحسن بن محبوب، عن عليّ بن حمزة، قال: قال
أبو حنيفة يوما لموسى بن جعفر عليهماالسلام: أخبرني أيّ شيء كان أحبّ إلى أبيك،
العود
أم الطنبور[406]؟
قال:
لا، بل العود، فسئل عن ذلك؟
فقال:
يحبّ عود البخور، ويبغض الطنبور[407].
الحادي عشر ـ ملاقات أبي
الدوانيق مع الإمام الصادق عليهالسلام:
(968) 1 ـ ابنا بسطام
النيسابوريّان رحمهماالله: الأشعث بن عبد اللّه، قال:
حدّثني
محمّد بن عيسى، عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام، عن موسى بن جعفر عليهالسلام،
قال: لمّا طلب
أبو الدوانيق أبا عبد اللّه عليهالسلام، وهمّ بقتله، فأخذه صاحب المدينة ووجّه به
إليه.
وكان
أبو الدوانيق استعجله، واستبطأ قدومه حرصا منه على قتله، فلمّا مثّل بين
يديه ضحك في وجهه، ثمّ رحّب به وأجلسه عنده، وقال: يا ابن رسول اللّه! واللّه!
لقد وجّهت إليك، وأنا عازم على قتلك، ولقد نظرت فألقي إليّ محبّة لك؛ فواللّه! ما
أجد أحدا من أهل بيتي أعزّ منك، ولا آثر عندي، ولكن يا أبا عبد اللّه! ما كلام
يبلغني عنك، تهجّننا[408]
فيه، وتذكرنا بسوء؟
فقال:
يا أمير المؤمنين! ما ذكرتك قطّ بسوء.
فتبسّم
أيضا، وقال: واللّه! أنت أصدق عندي من جميع من سعى بك إليّ، هذا
مجلسي بين يديك وخاتمي، فانبسط ولا تخشني في جليل أمرك وصغيره، فلست
أردّك عن شيء.
ثمّ
أمره بالانصراف، وحباه وأعطاه، فأبى أن يقبل شيئا، وقال: يا أمير المؤمنين!
أنا في غناء، وكفاية، وخير كثير، فإذا هممت ببرّي، فعليك بالمتخلّفين من أهل بيتي،
فارفع عنهم القتل.
قال:
قد قبلت يا أبا عبد اللّه! وقد أمرت بمائة ألف درهم، ففرّق بينهم.
فقال:
وصلت الرحم، يا أمير المؤمنين! فلمّا خرج من عنده، مشى بين يديه
مشايخ قريش وشبّانهم، من كلّ قبيلة، ومعه عين أبي الدوانيق.
فقال
له: يا ابن رسول اللّه! لقد نظرت نظرا شافيا حين دخلت على
أمير المؤمنين، فما أنكرت منك شيئا غير شفتيك، وقد حرّكتهما بشيء، فما كان ذلك؟
قال:
إنّي لمّا نظرت إليه قلت: «يا من لا يضام،
ولا يرام، وبه تواصل الأرحام،
صلّ على محمّد وآله، واكفني شرّه بحولك وقوّتك»، واللّه! ما زدت على ما
سمعت.
قال:
فرجع العين إلى أبي الدوانيق، فأخبره بقوله، فقال: واللّه! ما استتمّ ما قال
حتّى ذهب ما كان في صدري من غائلة وشرّ[409].
الثاني عشر ـ كان عليهالسلام
لا يقبل شهادة السائل:
(969) 1 ـ محمّد بن يعقوب
الكلينيّ رحمهالله: محمّد بن يحيى، عن العَمْرَكيّ بن
عليّ،
عن عليّ بن جعفر، عن أخيه أبي الحسن عليهالسلام قال: سألته عن السائل الذي يسأل
في
كفّه، هل تقبل شهادته؟
فقال:
كان أبي عليهالسلام لا يقبل شهادته إذا سأل في كفّه[410].
الثالث عشر ـ إنّه عليهالسلام رأى أباه
بعد استشهاده عليهماالسلام:
(970) 1 ـ الصفّار رحمهالله:
حدّثنا أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن إبراهيم
ابن أبي البلاد، و حدّثني محمّد بن الحسين، عن إبراهيم بن أبي البلاد، قال: قلت
لأبي
الحسن الرضا عليهالسلام: حدّثني عبدالكريم بن حسّان، عن عبيدة بن عبد اللّه بن
بشير
الخثعميّ، عن أبيك أنّه قال: كنت رِدْف أبي وهو يريد العُرَيض[411]،
قال: فلقيه شيخ
أبيض الرأس واللحية يمشي.
قال:
فنزل إليه، فقبّل بين عينيه، فقال إبراهيم: ولا أعلمه (إلاّ)[412]
أنّه قبّل يده، ثمّ
جعل يقول له: جعلت فداك! والشيخ يوصيه، فكان في آخر ما قال له: انظر الأربع
ركعات، فلا تدعها.
قال:
وقام أبي حتّى توارى الشيخ، ثمّ ركب، فقلت: ياأبة! من هذا الذي صنعت
به ما لم أرك صنعته بأحد؟
قال:
هذا أبي، يا بنيّ![413].
(971) 2 ـ الصفّار رحمهالله:
حدّثنا محمّد بن عيسى، عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن
عبيد بن عبد الرحمن الخثعميّ، عن أبي إبراهيم عليهالسلام، قال: خرجت مع أبي إلى
بعض
أمواله، فلمّا برزنا إلى الصحراء، استقبله شيخ أبيض الرأس واللحية.
فسلّم
عليه، فنزل إليه أبي، جعلت أسمعه يقول له: جعلت فداك! ثمّ جلسنا
فتسائلا طويلاً، ثمّ قام الشيخ وانصرف وودّع أبي، وقام ينظر في قفاه حتّى توارى
عنه.
فقلت
لأبي: من هذا الشيخ الذي سمعتك تقول له ما لم تقله لأحد؟
قال:
هذا أبي[414].
الرابع عشر ـ وصيّته عليهالسلام:
(972) 1 ـ العلويّ العمريّ: وفي
كتاب أبي الغنائم الحسنيّ، قال: حدّثنا أبو القاسم
ابن خداع، قال: حدّثنا عبيد اللّه بن الفضل الطائيّ، قال: حدّثنا ابن أسباط عمّن
حدّثه، عن حميد الراسيّ، قال: حدّثتنا سالمة مولاة أبي عبد اللّه عليهالسلام
قالت: اشتكى
أبو عبد اللّه عليهالسلام، فخاف عن نفسه، فاستدعى ابنه عليهماالسلام فقال: يا
موسى! اعط
الأفطس سبعين دينارا وفلانا وفلانا، فدنوت منه وقلت: تعطي الأفطس وقد قعد
لك بشفرة يريد قتلك؟
فقال
عليهالسلام: يا سالمة! تريدين أن لا أكون ممّن قال اللّه تعالى: «وَ الَّذِينَ يَصِلُونَ
مَآ أَمَرَ اللَّهُ بِهِى أَن يُوصَلَ[415]
الآية[416].
الخامس عشر ـ وصيّته عليهالسلام
في ثلث أمواله:
1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمهالله:
... عبد الرحمن بن الحجّاج، قال: سألت
أبا الحسن عليهالسلام عمّا يقول الناس في الوصيّة بالثلث والربع ... أم كيف صنع
أبوك؟
فقال:
الثلث، ذلك الأمر الذي صنع أبي رحمه اللّه[417].
السادس عشر ـ صلاته عليهالسلام
في ليالي الجمعة:
1 ـ الحميريّ رحمهالله:
... عليّ بن جعفر، قال: وقال أخي: ... رأيت أبي يصلّي في ليلة
الجمعة بسورة «الجمعة» و«قُلْ هُوَ
اللَّهُ أَحَدٌ »، وفي الفجر بسورة «الجمعة»،
و«سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى»،
وفي الجمعة بسورة «الجمعة» و«إِذَا
جَآءَكَ
الْمُنَـفِقُونَ»[418].
السابع عشر ـ كان له عليهالسلام
مشط من عظام الفيل:
1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمهالله:
... عن عبد الحميد بن سعد، قال: سألت
أبا إبراهيم عليهالسلام، عن عظام الفيل ... ؟
فقال:
... قد كان لأبي منه مشط، أو أمشاط[419].
2 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمهالله:
... الحسين بن الحسن بن عاصم، عن أبيه،
قال: دخلت على أبي إبراهيم عليهالسلام ... [ فقال:] ... فقد كان لأبي عليهالسلاممنها
[ أي من
العاج] مشط أو مشطان ... [420].
الثامن عشر ـ تمشّطه عليهالسلام
بعد الصلاة:
1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمهالله:
... عمّار النوفليّ، عن أبيه، قال:
سمعت
أبا الحسن عليهالسلام يقول: ... كان لأبي عبد اللّه عليهالسلام مشط في المسجد
يتمشّط
به إذا فرغ من صلاته[421].
(ح) ـ الإمام الرضا عليهالسلام:
وفيه أربعة موضوعات
الأوّل
ـ النصّ على إمامته عليهالسلام:
(973) 1 ـ الحميريّ رحمهالله:
عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أحمد بن محمّد بن أبي
نصر، قال: دخلت عليه[422]
بالقادسيّة فقلت له: جعلت فداك! إنّي أُريد أن أسألك
عن شيء، وأنا أُجلّك، والخطب فيه جليل، وإنّما أُريد فكاك رقبتي من النار، فرآني
وقد دمعت، فقال: لا تدع شيئا ! تريد أن تسألني عنه إلاّ سألتني عنه.
قلت
له: جعلت فداك! إنّي سألت أباك ـ وهو نازل في هذا الموضع ـ عن خليفته
من بعده؟ فدلّني عليك ... [423].
والحديث
طويل منه أخذنا موضع الحاجة.
2 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمهالله:
... يزيد بن سَلِيط، قال: لمّا أوصى
أبو إبراهيم عليهالسلام أشهد إبراهيم بن محمّد الجعفريّ، ... وإنّي قد أوصيت إلى
عليّ وبنيّ
بعد معه إن شاء، وآنس منهم رشدا، وأحبّ أن يقرّهم، فذاك له وإن كرههم، وأحبّ
أن يخرجهم فذاك له، ولا أمر لهم معه.
وأوصيت
إليه بصدقاتي وأموالي ومواليّ وصبياني الذي خلّفت وولدي ... وإنّما
أردت بإدخال الذين أدخلتهم معه من ولدي التنويه بأسمائهم والتشريف لهم ... [424].
(974) 3 ـ أبو عمرو الكشّيّ رحمهالله:
جعفر بن أحمد، عن خلف بن حمّاد، عن موسي
ابن بكر الواسطيّ، قال: سمعت أبا الحسن عليهالسلام يقول: قال أبي عليهالسلام:
سعد امرؤ لم يمت
حتّى يرى منه خلفا تقرّ به عينه، وقد أراني اللّه عزّ وجلّ من ابني هذا خلفا،
وأشار
بيده إلى العبد الصالح عليهالسلام ما تقرّ به عيني[425].
(975) 4 ـ الشيخ الطوسيّ رحمهالله:
وروى أبو الحسين محمّد بن جعفر الأسديّ، عن
سعد بن عبد اللّه، عن جماعة من أصحابنا، منهم محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب،
والحسن بن موسى الخشّاب، ومحمّد بن عيسى بن عبيد، عن محمّد بن سنان، عن
الحسن بن الحسن ـ في حديث له - قال: قلت لأبي الحسن موسى عليهالسلام: أسألك؟
فقال:
سل إمامك، فقلت: من تعني؟ فإنّي لا أعرف إماما غيرك.
قال:
هو عليّ ابني، قد نحلته كنيتي.
قلت:
سيّدي! أنقذني من النار، فإنّ أبا عبد اللّه عليهالسلام قال: إنّك أنت القائم
بهذا
الأمر!
قال:
أوَ لم أكن قائما؟ ثمّ قال: يا حسن! ما من إمام يكون قائما في أُمّة إلاّ وهو
قائمهم، فإذا مضى عنهم فالذي يليه هو القائم والحجّة حتّى يغيب عنهم، فكلّنا قائم،
فاصرف جميع ما كنت تعاملني به إلى ابني عليّ، [واللّه! ]واللّه!
ما أنا فعلت ذاك به،
بل اللّه فعل به ذاك حبّا[426].
(976) 5 ـ الشيخ الطوسيّ رحمهالله: وروى أحمد بن إدريس، عن عليّ بن محمّد بن
قُتَيْبة، عن الفضل بن شاذان النيشابوريّ، عن محمّد بن سنان، وصفوان بن يحيى،
وعثمان بن عيسى، عن موسى بن بكر، قال: كنت عند أبي إبراهيم عليهالسلام، فقال لي:
إنّ
جعفرا عليهالسلام كان يقول: سعد امرؤ لم يمت حتّى يرى خلفه من نفسه، ثمّ أومأ
بيده إلى
ابنه عليّ، فقال: هذا وقد أراني اللّه خلفي من نفسي[427].
(977) 6 ـ الشيخ الطوسيّ رحمهالله:
روى أيّوب بن نوح، عن الحسن بن عليّ بن
فضّال، قال: سمعت عليّ بن جعفر، يقول: كنت عند أخي موسى بن جعفر عليهماالسلام -
كان واللّه حجّة [اللّه في الأرض] بعد أبي صلوات اللّه عليه - إذ طلع ابنه عليّ،
فقال
لي: يا عليّ! هذا صاحبك وهو منّي بمنزلتي من أبي، فثبّتك اللّه على دينه، فبكيت
وقلت في نفسي: نعى واللّه إليّ نفسه.
فقال:
يا عليّ! لابدّ من أن تمضي مقادير اللّه فيّ، ولي برسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلمأسوة،
وبأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام، وكان هذا قبل أن يحمله هارون
الرشيد في المرّة الثانية بثلاثة أيّام. تمام الخبر[428].
(978) 7 ـ الشيخ الطوسيّ رحمهالله:
روى ابن عقدة، عن عليّ بن الحسن بن فضّال،
عن محمّد بن عمر بن يزيد، وعليّ بن أسباط جميعا، قالا: قال لنا عثمان بن عيسى
الرَواسي، حدّثني زياد القنديّ وابن مُسكان، قالا: كنّا عند أبي إبراهيم عليهالسلامإذ
قال:
يدخل عليكم الساعة خير أهل الأرض، فدخل أبو
الحسن الرضا عليهالسلام - وهو صبيّ -
فقلنا:
خير أهل الأرض! ثمّ دنا فضمّه إليه فقبّله، وقال: يا بنيّ! تدري ما قال
ذان؟ قال: نعم، يا سيّدي! هذان يشكّان فيّ.
قال
عليّ بن أسباط: فحدّثت بهذا الحديث الحسن بن محبوب، فقال: بتر[429]
الحديث، لا ولكن حدّثني عليّ بن رئاب: أنّ أبا إبراهيم عليهالسلام قال لهما: إن
جحدتماه
حقّه أو خنتماه فعليكما لعنة اللّه والملائكة والناس أجمعين، يا زياد! لا تنجب أنت
وأصحابك أبدا.
قال
عليّ بن رئاب: فلقيت زياد القنديّ، فقلت له: بلغني أنّ أبا إبراهيم عليهالسلام
قال
لك كذا وكذا؟
فقال:
أحسبك قد خولطت، فمرّ وتركني، فلم أكلّمه ولا مررت به.
قال
الحسن بن محبوب: فلم نزل نتوقّع لزياد دعوة أبي إبراهيم عليهالسلامحتّى ظهر منه
أيّام الرضا عليهالسلام ما ظهر، ومات زنديقا[430].
8 ـ الشيخ الطوسيّ رحمهالله:
... يحيى بن الحسن العلويّ أنّ يحيى بن المُساوِر، قال:
حضرت جماعة من الشيعة، وكان فيهم عليّ بن أبي حمزة، فسمعته يقول: دخل عليّ
ابن يقطين على أبي الحسن موسى عليهالسلام، فسأله عن أشياء، فأجابه، ثمّ قال
أبو الحسن عليهالسلام: يا عليّ! صاحبك يقتلني.
فبكى
عليّ بن يقطين وقال: ... فمن لنا بعدك يا سيّدي!؟
فقال:
عليّ ابني هذا، هو خير من أخلف بعدي، هو منّي بمنزلة أبي، هو لشيعتي
عنده علم ما يحتاجون إليه، سيّد في الدنيا، وسيّد في الآخرة، وإنّه لمن المقرّبين
... [431].
(979) 9 ـ أبو عليّ الطبرسيّ رحمهالله:
قال أبو الصلت: ولقد حدّثني محمّد بن إسحاق
ابن موسى بن جعفر، عن أبيه أنّ موسى بن جعفر عليهماالسلام كان يقول لبنيه: هذا
أخوكم
عليّ بن موسى، عالم آل محمّد فسلوه عن أديانكم، واحفظوا ما يقول لكم، فإنّي
سمعت أبي جعفر بن محمّد غير مرّة يقول لي: إنّ عالم آل محمّد لفي صلبك، وليتنى
أدركته، فإنّه سميّ أميرالمؤمنين عليّ عليهالسلام[432].
(980) 10 ـ القندوزيّ الحنفيّ:
قال الكاظم عليهالسلام: عليّ ابني أكبر ولدي،
وأسمعهم لقولي، وأطوعهم لأمري، من أطاعه رشد[433][434].
الثاني ـ النصّ على إمامته
وأنّ من أنكر إماته كان كمن ظلم عليّ بن أبي
طالب عليهماالسلام:
1 ـ الشيخ الصدوق رحمهالله:
... عن محمّد بن سِنان، قال: دخلت على
أبي الحسن عليهالسلام قبل أن يحمل إلى
العراق بسنة، وعليّ ابنه عليهالسلام[جالس]
بين يديه،
فقال لي: ... من ظلم ابني هذا حقّه وجحد إمامته من بعدي، كان كمن ظلم عليّ بن
أبي طالب عليهالسلام حقّه، وجحد إمامته من بعد محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم.
فعلمت
أ نّه قد نعى إلى نفسه، ودلّ على ابنه.
فقلت:
واللّه! لئن مدّ اللّه في عمري لأُسلّمنّ إليه حقّه، ولأُقرّنّ له بالإمامة،
وأُشهد أ نّه من بعدك حجّة اللّه تعالى على خلقه، والداعي إلى دينه ... كذلك وجدتك
في كتاب أميرالمؤمنين عليهالسلام ... [435].
الثالث ـ كيفيّة شهادته عليهالسلام
ومدفنه:
(981) 1 ـ الشيخ الصدوق رحمهالله:
حدّثنا أحمد بن هارون الفاميّ رضىاللهعنه، قال: حدّثنا
محمّد بن جعفر بن بطّة، قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن محبوب، عن إبراهيم بن هاشم،
عن سليمان بن حفص المَرْوَزيّ، قال: سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام:
إنّ ابني
عليّ مقتول بالسمّ ظلما، ومدفون إلى جنب هارون بطوس، من زاره كمن زار
رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم[436].
الرابع ـ فضل زيارته عليهالسلام:
(982) 1 ـ زيد النرسيّ رحمهالله:
حدّثنا الشيخ أبو محمّد هارون بن موسى بن أحمد
التَلَّعُكبريّ أيّده اللّه، قال: حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن سعيد الهمدانيّ،
قال: حدّثنا
جعفر ين عبد اللّه العلويّ أبو عبد اللّه المحمّديّ، قال: حدّثنا محمّد بن أبي
عمير، عن
زيد، عن أبي الحسن موسى عليهالسلام، قال: من زار ابني هذا ـ وأومأ إلى أبي الحسن
الرضا عليهالسلام ـ فله الجنّة[437].
(983) 2 ـ محمّد بن يعقوب
الكلينيّ رحمهالله: محمّد بن يحيى، عن عليّ بن الحسين
النيسابوريّ، عن إبراهيم بن أحمد، عن عبد الرحمن بن سعيد المكّيّ، عن يحيى بن
سليمان المازنيّ، عن أبي الحسن موسى عليهالسلام، قال: من زار قبر ولدي عليّ عليهالسلامكان
له
عند اللّه كسبعين حجّة مبرورة.
قال:
قلت: سبعين حجّة؟
قال:
نعم، وسبعين ألف حجّة، قال: قلت: سبعين ألف حجّة؟
قال:
ربّ حجّة لا تقبل، من زاره وبات عنده ليلة كان كمن زار اللّه في عرشه.
(فقلت: كمن زار اللّه في عرشه؟)[438].
قال:
نعم، إذا كان يوم القيامة كان على عرش الرحمن أربعة من الأوّلين وأربعة
من الآخرين، فأمّا الأربعة الذين هم من الأوّلين فنوح وإبراهيم وموسى
وعيسى عليهمالسلام، وأمّا الأربعة من الآخرين فمحمّد وعليّ والحسن والحسين صلوات
اللّه عليهم، ثمّ يمدّ المطمار[439]،
فيقعد معنا من زار قبور الأئمّة عليهمالسلام إلاّ أنّ أعلاهم
درجة وأقربهم حُبْوة[440]
زوّار ولدي عليّ عليهالسلام[441].
3 ـ ابن قولويه القمّيّ رحمهالله:
... عليّ بن عبد اللّه بن قطرب، عن أبي الحسن
موسى عليهالسلام، قال: ... إنّ ابني هذا يموت في أرض غربة، فمن زاره مسلّما لأمره
عارفا
بحقّه كان عند اللّه عزّ وجلّ كشهداء بدر[442].
(ط) ـ الإمام الجواد عليهالسلام:
وفيه موضوعان اثنان
الأوّل
ـ الإخبار بولادته عليهالسلام واسم أمّه:
1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمهالله:
... يزيد بن سليط، قال: لقيت
أبا إبراهيم عليهالسلام ... ثمّ قال لي أبو إبراهيم عليهالسلام: إنّي أوخذ في
هذه السنة، والأمر هو
إلى ابني عليّ سميّ عليّ وعليّ، فأمّا عليّ الأوّل فعليّ بن أبي طالب، وأمّا الآخر
فعليّ
ابن الحسين عليهماالسلام أعطي فهم الأوّل وحلمه ونصره وودّه ودينه، ومحنته ومحنة
الآخر، وصبره على ما يكره، وليس له أن يتكلّم إلاّ بعد موت هارون بأربع سنين.
ثم
قال لي: يا يزيد! وإذا مررت بهذا الموضع ولقيته وستلقاه فبشّره أ نّه سيولد له
غلام أمين مأمون مبارك، وسيعلمك أنّك قد لقيتني، فأخبره عند ذلك أ نّ الجارية
التي يكون منها هذا الغلام جارية من أهل بيت مارية جارية رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم
أُمّ إبراهيم، فإن قدرت أن تبلغها منّى السلام فافعل[443].
الثاني ـ النصّ على إمامته عليهالسلام:
1 ـ الشيخ الصدوق رحمهالله:
... عن محمّد بن سِنان، قال: دخلت على
أبي الحسن عليهالسلام قبل أن يحمل إلى
العراق بسنة، وعليّ ابنه عليهالسلام[جالس]
بين يديه،
فقال لي: ... من ظلم ابني هذا حقّه وجحد إمامته من بعدي، كان كمن ظلم عليّ بن
أبي طالب عليهالسلام حقّه، وجحد إمامته من بعد محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم.
فعلمت
أ نّه قد نعى إلى نفسه، ودلّ على ابنه.
فقلت:
واللّه! لئن مدّ اللّه في عمري لأُسلّمنّ إليه حقّه ... .
فقال
لي: يا محمّد! يمدّ اللّه في عمرك وتدعو إلى إمامته وإمامة من يقوم مقامه من
بعده.
فقلت:
من ذاك، جعلت فداك؟
قال:
محمّد ابنه.
قال:
قلت فالرضا والتسليم.
قال:
نعم! كذلك وجدتك في كتاب أميرالمؤمنين عليهالسلام
...[444].
(ي) ـ الإمام المهدي عليهالسلام:
وفيه ستّة موضوعات
الأوّل
ـ النصّ على إمامته عليهالسلام:
(984) 1 ـ الحضينيّ رحمهالله:
عن الحسن بن عيسى بن محمّد بن عليّ، عن جعفر، عن
أبي الحسن بن موسى بن جعفر عليهماالسلام، قال: إذا فقد الخامس من ولد السابع
فاللّه اللّه
في أديانكم، لا يزيلكم أحد عنها فتهلكوا، لابّد لصاحب الزمان من هذا الأمر من
غيبة حتّى يرجع عنه من كان يقول فيه فرضا، وإنّما هو محنة من اللّه يمتحن بها
خلقه.
قلت:
يا سيّدي! من الخامس من ولد السابع؟
قال:
عقولكم تصغر عن هذا، ولكن إن تعيشوا تدركوه[445].
قلت:
يا سيّدي! فنموت بشكّ منه.
قال:
أنا السابع، وابني عليّ الرضا الثامن، وابنه محمّد التاسع، وابنه عليّ العاشر،
وابنه الحسن حادي عشر، وابنه محمّد سميّ جدّه رسول اللّه، وكنيته المهديّ الخامس
بعد السابع.
قلت:
فرّج اللّه عنك، يا سيّدي! كما فرّجت عنّي[446].
(985) 2 ـ الشيخ الصدوق رحمهالله:
حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسين بن يوسف
البغداديّ، قال: حدّثني الحسين بن أحمد بن الفضل إمام جامع أهواز، قال: حدّثنا
بكر بن أحمد بن محمّد بن إبراهيم القصريّ غلام الخليل المحلميّ، قال: حدّثنا الحسن
ابن عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى، عن عليّ بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر بن
محمّد عليهمالسلام، قال: لا يكون القائم إلاّ إمام ابن إمام، ووصيّ ابن وصيّ[447].
(986) 3 ـ الشيخ الصدوق رحمهالله:
حدّثنا أبي رضىاللهعنه قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه،
قال: حدّثنا الحسن بن موسى الخشّاب، عن العبّاس بن عامر القَصَبانيّ، قال: سمعت
أبا الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام يقول: صاحب هذا الأمر من يقول الناس: لم يولد
بعد[448].
(987) 4 ـ الشيخ الصدوق رحمهالله:
حدّثنا أحمدبن زياد بن جعفر الهمدانيّ رضىاللهعنه،
قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمّد بن خالد البرقيّ، عن عليّ
ابن حسّان، عن داود بن كثير الرَقّيّ، قال: سألت أبا الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام،
عن صاحب هذا الأمر؟
قال:
هوالطريد الوحيد الغريب، الغائب عن أهله، الموتور[449]
بأبيه عليهماالسلام[450].
(988) 5 ـ الشيخ الصدوق رحمهالله:
حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيّ رضىاللهعنه،
قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن صالح بن السنديّ، عن يونس
ابن عبد الرحمن، قال: دخلت على موسى بن جعفر عليهماالسلام، فقلت له: يا ابن رسول
اللّه! أنت القائم بالحقّ؟
فقال:
أنا القائم بالحقّ، ولكنّ القائم الذي يطهّر الأرض من أعداء اللّه عزّ وجلّ
ويملأها عدلاً كما ملئت جورا وظلما، هو الخامس من ولدي، له غيبة يطول أمدها
خوفا على نفسه، يرتدّ فيها أقوام، ويثبت فيها آخرون.
ثمّ
قال عليهالسلام: طوبى لشيعتنا المتمسّكين بحبلنا في غيبة قائمنا الثابتين على
موالاتنا،
والبراءة من أعدائنا، أولئك منّا ونحن منهم.
قد
رضوا بنا أئمّة ورضينا بهم شيعة، فطوبى لهم ثمّ طوبى لهم، وهم واللّه! معنا في
درجاتنا يوم القيامة[451].
(989) 6 ـ أبو جعفر الطبريّ رحمهالله:
أخبرني أبو الحسين محمّد بن هارون، عن أبيه،
عن أبي عليّ محمّد بن همّام، عن إبراهيم بن هاشم، عن عليّ بن حسّان، عن داود
الرَقّيّ، قال: سألت أبا الحسن عليهالسلام عن صاحب هذا الأمر؟
فقال:
هو الطريد الشريد[452]،
الفريد الوحيد، المنفرد عن أهله، المكنّى بعمّه،
الموتور بأبيه[453].
(990) 7 ـ الشيخ المفيد رحمهالله:
وما روي عن موسى بن جعفر عليهماالسلام أ نّه قال: إذا
توالت ثلاثة أسماء محمّد، وعليّ، والحسن، فالرابع هو القائم صلوات اللّه عليه
وعليهم[454].
الثاني ـ أنّه عليهالسلام
هو المراد من النعمة الباطنة:
1 ـ الشيخ الصدوق رحمهالله:
... عن أبي أحمد بن زياد الأزديّ، قال: سألت سيّدي
موسى بن جعفر عليهماالسلام عن قول اللّه عزّ وجلّ: « وَ أَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُو ظَـهِرَةً
وَ بَاطِنَةً » ... فقلت له: ويكون في الأئمّة من يغيب؟
قال
عليهالسلام: نعم، يغيب عن أبصار الناس شخصه، ولا يغيب عن قلوب المؤمنين
ذكره، وهو الثاني عشر منّا يسهّل اللّه له كلّ عسير، ويذلّل له كلّ صعب، ويظهر له
كنوز الأرض، ويقرّب له كلّ بعيد، ويبير به كلّ جبّار عنيد، ويهلك على
يده كلّ
شيطان مريد، ذلك ابن سيّدة الإماء الذي تخفى على الناس ولادته،
ولا يحلّ لهم تسميته حتّى يظهره اللّه عزّ وجلّ، فيملأ الأرض
قسطا وعدلاً كما ملئت
جورا وظلما[455].
الثالث ـ أنّه عليهالسلام
يحيي الأرض بالعدل:
1 ـ القندوزيّ الحنفيّ:
... قوله عزّ وجلّ: « اعْلَمُواْ أَنَّ
اللَّهَ يُحْىِ الْأَرْضَ بَعْدَ
مَوْتِهَا »]، يحييها اللّه بالقائم عليهالسلام، فيعدل فيها، فيحيي الأرض
بالعدل بعد موتها
بالظلم. وعن الصادق والكاظم عليهماالسلام ... [456].
الرابع ـ أنّه عليهالسلام
هو الذي يظهر على جميع الأديان:
1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمهالله:
... محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن
الماضي عليهالسلام قال: سألته عن قول اللّه عزّ وجلّ: ... « هُوَ الَّذِى أَرْسَلَ رَسُولَهُو
بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ »؟
قال:
هو الذي أمر رسوله بالولاية لوصيّه والولاية هي دين الحقّ.
قلت:
« لِيُظْهِرَهُو عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ».
قال:
يظهره على جميع الأديان عند قيام القائم ... .
قلت:
« حَتَّى إِذَا رَأَوْاْ مَا يُوعَدُونَ
فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِرًا
وَ أَقَلُّ عَدَدًا »؟
[
قال:] يعني بذلك القائم وأنصاره ... [457].
الخامس ـ كلمة التوحيد ووحدت
الكلمة في زمن المهديّ عليهالسلام:
1 ـ العيّاشيّ رحمهالله:
عن ابن بكير، قال: سألت أبا الحسن عليهالسلام عن قوله: « وَ لَهُوْ
أَسْلَمَ مَن فِى السَّمَـوَ تِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا »[458]؟
قال:
أنزلت في القائم عليهالسلام، إذا خرج باليهود والنصارى والصابئين والزنادقة
وأهل الردّة والكفّار في شرق الأرض وغربها، فعرض عليهم الإسلام، فمن أسلم
طوعا أمره بالصلاة والزكاة، وما يؤمر به المسلم، ويجب للّه عليه، ومن لم يسلم
ضرب عنقه حتّى لا يبقى في المشارق والمغارب أحد إلاّ وحّد اللّه ... [459].
السادس ـ توصيف المهديّ(عجّ)
ودعاء الكاظم عليهالسلام له:
1 ـ السيّد ابن طاووس رحمهالله: ... عن يحيى
بن الفضل النوفليّ، قال: دخلت على
أبي الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام ببغداد حين فرغ من صلاة العصر، فرفع يديه إلى
السماء، وسمعته يقول:
« ... أسألك باسمك المكنون
المخزون الحيّ القيّوم، الذي لا يخيب من
سألك به، أن تصلّي على محمّد وآله، وأن تعجّل فرج المنتقم لك من
أعدائك، وأنجز له ما وعدته، يا ذا الجلال والإكرام».
قال:
قلت: من المدعوّ له؟
قال:
ذلك المهديّ من آل محمّد عليهمالسلام.
قال:
بأبي المنبدح (المنفدح) البطن، المقرون الحاجبين، أحمش الساقين، بعيد ما
بين المنكبين، أسمر اللون، يعتاده مع سمرته صفرة من سهر الليل، بأبي من ليله يرعى
النجوم ساجدا وراكعا، بأبي من لا يأخذه في اللّه لومة لائم، مصباح الدجى، بأبي
القائم بأمر اللّه.
قلت:
متى خروجه؟
قال:
إذا رأيت العساكر بالأنبار على شاطئ الفرات، والصراة، ودجلة، وهدم
قنطرة الكوفة، وإحراق بعض بيوتات الكوفة، فإذا رأيت ذلك فإنّ اللّه يفعل ما
يشاء، لا غالب لأمر اللّه، ولا معقّب لحكمه[460].
(ك) ـ علائم الظهور:
وفيه أحد عشر موضوعا
الأوّل
ـ كون السيف من أشراط قيام الحجّة عليهالسلام:
1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمهالله:
... الحسن بن راشد، قال:
سمعت
أبا إبراهيم عليهالسلام، يقول: لمّا احتفر عبد المطّلب زمزم ... .
فوجد
في قعرها عينا تخرج عليه برائحة المسك، ثمّ احتفر فلم يحفر إلاّ ذراعا
حتّى تجّلاه النوم.
فرأى
رجلاً طويل الباع، حسن الشعر، جميل الوجه، جيّد الثوب، طيّب الرائحة،
وهو يقول: احفر تغنم، وجدّ تسلم، ولا تدخّرها للمقسم، الأسياف لغيرك، والبئر
لك.
أنت
أعظم العرب قدرا، ومنك يخرج نبيّها ووليّها ... .
فادفع
هذه الثلاثة عشر سيفا إلى ولد المخزوميّة، ولا يبان لك أكثر من هذا،
وسيف لك منها واحد سيقع من يدك، فلا تجد له أثر إلاّ أن يستجنه جبل كذا وكذا،
فيكون من أشراط قائم آل محمّد صلّى اللّه عليه وعليهم ... [461].
الثاني ـ تمحيص الاُمّة:
(991) 1 ـ النعمانيّ رحمهالله:
أخبرنا عليّ بن أحمد، قال: حدّثنا عبيد اللّه بن موسى،
قال: حدّثنا محمّد بن موسى، عن أحمد بن أبي أحمد، عن إبراهيم بن هلال، قال: قلت
لأبي الحسن عليهالسلام: جعلت فداك! مات أبي على هذا الأمر، وقد بلغت من السنين ما
قد ترى، أموت ولا تخبرني بشيء؟
فقال:
يا أبا إسحاق! أنت تعجل؟
فقلت:
إي، واللّه! أعجل، وما لي لا أعجل، و[قد كبر سنّي، و] بلغت أنا من السنّ
ما قد ترى؟
فقال:
أما واللّه! يا أبا إسحاق! ما يكون ذلك حتّى تميّزوا وتمحّصوا، وحتّى لا يبقى
منكم إلاّ الأقلّ، ثمّ صعّر كفّه[462].
الثالث ـ ظهور الرايات من مصر:
(992) 1 ـ الشيخ المفيد رحمهالله:
الفضل بن شاذان، عن معمّر بن خلاّد، عن
أبي الحسن عليهالسلام قال: كأنّي برايات من مصر مقبلات خضر مصبّغات حتّى تأتي
الشامات، فتهدى إلى ابن صاحب الوصيّات[463].
الرابع ـ خروج السفيانيّ:
(993) 1 ـ النعمانيّ رحمهالله:
أخبرنا محمّد بن هَمّام، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن
مالك، قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن يسار الثوريّ، قال: حدّثنا الخليل بن راشد،
عن عليّ بن أبي حمزة، قال: زاملت أبا الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلامبين مكّة
والمدينة، فقال لي يوما: يا عليّ! لو أنّ أهل السموات والأرض خرجوا على بني
العبّاس لسقيت الأرض بدمائهم حتّى يخرج السفيانيّ.
قلت
له: يا سيّدي! أمره من المحتوم؟
قال:
نعم، ثمّ أطرق هُنَيّة[464]،
ثمّ رفع رأسه، وقال: ملك بني العبّاس مكر
وخدع
يذهب حتّى يقال: لم يبق منه شيء، ثمّ يتجدّد حتّى يقال: ما مرّ به شيء[465].
الخامس ـ ظهور الفرج وعقاب
المخالفين:
1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمهالله:
... عن عليّ بن سويد، قال: كتبت إلى
أبي الحسن موسى عليهالسلام، وهو في الحبس كتابا أسأله عن حاله، وعن مسائل كثيرة،
فاحتبس الجواب عليَّ أشهر، ثمّ أجابني بجواب هذه نسخته: ... ليس من أخلاق
المؤمنين الغشّ، ولا الأذى، ولا الخيانة، ولا الكبر، ولا الخنا، ولا الفحش، ولا
الأمر
به، فإذا رأيت المشوّه الأعرابيّ في جحفل جرّار فانتظر فرجك ولشيعتك المؤمنين.
وإذا
انكسفت الشمس فارفع بصرك إلى السماء، وانظر ما فعل اللّه عزّ وجلّ
بالمجرمين ...[466].
السادس ـ هبوطه عليهالسلام
من ذي طوى في عدّة أهل بدر:
(994) 1 ـ النعمانيّ رحمهالله:
حدّثنا عليّ بن الحسين، قال: حدّثنا محمّد بن يحيى، عن
محمّد بن حسّان الرازيّ، عن محمّد بن عليّ الكوفيّ، عن عليّ بن الحكم، عن عليّ بن
أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام، أنّ القائم يهبط من ثنيّة
ذي
طوى[467] في
عدّة أهل بدر - ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً - حتّى يسند ظهره إلى
الحجر الأسود، ويهزّ الراية الغالبة.
قال
عليّ بن أبي حمزة: فذكرت ذلك لأبي الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام، فقال:
كتاب منشور[468].
السابع ـ اجتماع الشيعة عنده عليهالسلام:
1 ـ المحدّث النوريّ رحمهالله:
عن عليّ بن يقطين، قال: قال لي أبو الحسن
موسى بن جعفر عليهماالسلام: اضمن لي واحدة
أضمن لك ثلاثا، ... من أعزّ أخاه في اللّه،
وأهان أعداءه في اللّه، وتولّى ما استطاع نصيحة، أولئك يتقلّبون في رحمة اللّه،
ومثلهم مثل طير يأتي بأرض الحبشة في كلّ صيفة يقال له: القدم، فيبيض ويفرخ بها،
فإذا كان وقت الشتاء، صاح بفراخه فاجتمعوا إليه، وخرجوا معه من أرض الحبشة،
فإذا قام قائمنا عليهالسلام اجتمع أولياؤنا من كلّ أوب، ثمّ تمثّل بقول عبد المطّلب:
فإذا ما
بلغ الدور إلى
منتهى الوقت أتى طير القدم
بكتاب
فصّلت آياته
وبتبيان أحاديث الأُمم[469].
الثامن
ـ سيرة القائم عليهالسلام بعد
ظهوره:
(995) 1
ـ الشيخ الطوسيّ رحمهالله: محمّد بن
إسماعيل بن بَزيع، عن حمزة بن زيد، عن
عليّ بن سويد، عن أبي الحسن موسى عليهالسلام، قال: إذا قام قائمنا عليهالسلام،
قال: يا معشر
الفرسان! سيروا في وسط الطريق، يا معشر الرجال! سيروا على جنبي الطريق، فأيّما
فارس أخذ على جنبي الطريق فأصاب رجلاً عيب ألزمناه الدية، وأيّما رجل أخذ
في وسط الطريق فأصابه عيب فلا دية له[470].
التاسع
ـ ما يعمل القائم عليهالسلام بعد
الظهور:
(996) 1
ـ الشيخ الصدوق رحمهالله: حدّثنا
عليّ بن أحمد بن موسى رضىاللهعنه، قال: حدّثنا
حمزة بن القاسم العلويّ، قال: حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن عمران البرقيّ، قال:
حدّثنا
محمّد بن عليّ الهمدانيّ، عن عليّ بن أبي حمزة، عن أبي عبد اللّه وأبي الحسن عليهماالسلام،
قالا: لو قد قام القائم لحكم بثلاث لم يحكم بها أحد قبله: يقتل الشيخ الزاني،
ويقتل
مانع الزكاة، ويورث الأخ أخاه في الأظلّة[471].
العاشر
ـ تعليمه عليهالسلام الناس
القرآن:
1 ـ
محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمهالله:
... عن محمّد بن سليمان، عن بعض أصحابه،
عن أبي الحسن عليهالسلام، قال: ... اقرؤوا كما تعلّمتم، فسيجيئكم من يعلّمكم[472].
الحادي
عشر ـ كيفيّة الإرث في دولة المهدي عليهالسلام:
1 ـ أبو
جعفر الطبريّ رحمهالله: ... عن جَهْم
بن أبي جَهْمَة، قال: سمعت أبا الحسن
موسى عليهالسلام يقول: إنّ اللّه (تبارك وتعالى) خلق الأرواح قبل الأبدان بألفي
عام، ثمّ
خلق الأبدان بعد ذلك، فما تعارف منها في السماء تعارف في الأرض، وما تناكر منها
في السماء تناكر في الأرض، فإذا قام القائم عليهالسلامورّث الأخ في الدين، ولم
يورّث الأخ
في الولادة ...[473].
الفصل
الرابع: في المعاد والحساب
وفيه
واحد وعشرون موضوعا
الأوّل
ـ حقيقة الموت:
(997) 1 ـ تاج الدين الشعيريّ رحمهالله:
قال[474]:
سمعت أبا الحسن عليهالسلام يقول: إنّ
المرء إذا خرج روحه، فإنّ روح الحيوانيّة
باقية في البدن، فالذي يخرج منه روح
العقل، وكذلك هو في المنام أيضا.
قال
عبد الغفّار الأسلميّ: يقول اللّه عزّ وجلّ: « اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ
مَوْتِهَا » إلى قوله « أَجَلٍ
مُّسَمًّى »[475]،
أفليس[476]
ترى الأرواح كلّها تصير إليه عند
منامها، فيمسك ما يشاء، ويرسل ما يشاء.
فقال
له أبو الحسن عليهالسلام: إنّما يصير إليه أرواح العقول، فأمّا أرواح الحياة فإنّها في
الأبدان لا تخرج إلاّ بالموت، ولكنّه إذا قضى على نفس الموت[477]
فقبض الروح الذي
فيه العقل، ولو كانت روح الحياة خارجة لكان بدنا ملقى لا يتحرّك، ولقد ضرب اللّه
مثلاً لهذا في كتابه في أصحاب الكهف حيث
قال: « وَ نُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ
وَ ذَاتَ
الشِّمَالِ »[478]،
أفلا ترى أنّ أرواحهم فيهم بالحركات[479].
الثاني ـ ما يكتبه الملكان من
الحسنات والسيّئات:
(998) 1 ـ محمّد بن يعقوب
الكلينيّ رحمهالله: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن
أبي عبد اللّه، عن عليّ بن حفص العوسيّ، عن عليّ بن السائح، عن عبد اللّه بن
موسى بن جعفر، عن أبيه، قال: سألته عن الملكين، هل يعلمان بالذنب إذا أراد العبد
أن يفعله أو الحسنة؟
فقال:
ريح الكنيف، وريح الطيّب سواء؟
قلت:
لا، قال: إنّ العبد إذا همّ بالحسنة خرج نفَسه طيّب الريح، فقال صاحب
اليمين لصاحب الشمال: قم، فإنّه قد همّ بالحسنة، فإذا فعلها كان لسانه قلمه، وريقه
مداده، فأثبتها له.
وإذا
همّ بالسيّئة خرج نفَسه منتن الريح، فيقول صاحب الشمال لصاحب اليمين:
قف، فإنّه قد همّ بالسيّئة، فإذا هو فعلها كان لسانه قلمه، وريقه مداده، وأثبتها
عليه[480]
الثالث ـ وصول الخيرات إلى
الأموات:
1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمهالله:
... إسحاق بن عمّار، عن أبي إبراهيم عليهالسلام،
قال: سألته عن الرجل يحجّ فيجعل حجّته وعمرته أو بعض طوافه لبعض أهلهوهو
ميّت هل يدخل ذلك عليه؟
قال:
نعم حتّى يكون مسخوطا عليه، فيغفر له، أو يكون مضيّقا عليه فيوسّع
عليه.
قلت:
فيعلم هو في مكانه إن عمل ذلك لحقه؟
قال:
نعم، قلت: وإن كان ناصبا ينفعه ذلك؟
قال:
نعم، يخفّف عنه[481].
الرابع ـ رؤية المؤمن زائريه
في القبر:
(999) 1 ـ محمّد بن يعقوب
الكلينيّ رحمهالله: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد
، عن محمّد بن سنان، عن إسحاق بن عمّار، عن أبي الحسن عليهالسلام، قال: قلت له:
المؤمن يعلم بمن يزور قبره؟
قال:
نعم، ولا يزال مستأنسا به مادام عند قبره، فإذا قام وانصرف من قبره
دخله من انصرافه عن قبره وحشة[482].
الخامس ـ أثر الدعاء للمؤمن في
قبره:
(1000) 1 ـ درست بن أبي منصور رحمهالله:
عبد الحميد بن سعيد، عن إسحاق بن
عمّار، قال: قلت لأبي الحسن عليهالسلام: الدعاء ينفع الميّت؟
قال:
نعم، حتّى أنّه ليكون في ضيق فيوسّع عليه، ويكون مسخوطا عليه فيرضى
عنه.
قال:
قلت: فيعلم من دعا له؟
قال:
نعم، قال: قلت: فإن كانا ناصبيّين؟
قال:
فقال: ينفعهما واللّه! ذاك يخفّف عنهما[483].
السادس ـ بشارة المؤمن في القبر:
1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمهالله:
... إبراهيم بن أبي البلاد، عن بعض
أصحابه، عن أبي الحسن موسى عليهالسلام، قال: يقال للمؤمن في قبره: من ربّك؟
قال:
فيقول: اللّه، فيقال له: ما دينك؟
فيقول:
الإسلام، فيقال له: من نبيّك؟
فيقول:
محمّد، فيقال: من إمامك؟
فيقول:
فلان، فيقال: كيف علمت بذلك؟
فيقول:
أمر هداني اللّه له وثبّتني عليه.
فيقال
له: نم نومة لا حلم فيها، نومة العروس، ثمّ يفتح له باب إلى الجنّة، فيدخل
عليه من روحها وريحانها، فيقول: يا ربّ! عجّل قيام الساعة، لعلّي أرجع إلى أهلي
ومالي ... [484].
السابع ـ عقاب الكافر في
القبر:
1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمهالله:
... إبراهيم بن أبي البلاد، عن بعض
أصحابه، عن أبي الحسن موسى عليهالسلام، قال: ... يقال للكافر[ في قبره]: من ربّك؟
فيقول: اللّه، فيقال: من نبيّك؟
فيقول:
محمّد، فيقال: ما دينك؟
فيقول:
الإسلام، فيقال: من أين علمت ذلك؟
فيقول:
سمعت الناس يقولون: فقلته.
فيضربانه
بمرزبة لو اجتمع عليها الثقلان الإنس والجنّ لم يطيقوها، قال: فيذوب
كما يذوب الرصاص، ثمّ يعيدان فيه الروح فيوضع قلبه بين لوحين من نار، فيقول:
يا ربّ! أخّر قيام الساعة[485].
الثامن ـ عذاب من عمل لسلطان
الجائر:
1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمهالله:
... زياد بن أبي سلمة، قال: دخلت على
أبي الحسن موسى عليهالسلام، فقال لى: يا زياد! إنّك لتعمل عمل السلطان؟!...
إنّ
أهون ما يصنع اللّه بمن تولّى لهم عملاً أن يضرب عليه سرادق من نار إلى أن
يفرغ اللّه من حساب الخلائق ... [486].
التاسع ـ محاسبة العباد يوم
المعاد أو في الرجعة:
(1001) 1 ـ حسن بن سليمان
الحلّيّ رحمهالله: محمّد بن عيسى بن عبيد، عن القاسم بن
يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد، عن أبي إبراهيم عليهالسلام، قال: قال: لترجعنّ نفوس
ذهبت، وليقتصّ[487]
يوم يقوم، ومن[488]
عُذِّب يقتصّ بعذابه، ومن أغيظ أغاظ بغيظه،
ومن قُتل اقتصّ بقتله، ويردّ لهم أعداؤهم معهم حتّى يأخذوا بثأرهم.
ثمّ
يعمرون بعدهم ثلاثين شهرا، ثمّ يموتون في ليلة واحدة قد أدركوا ثأرهم
وشفوا أنفسهم، ويصير عدوّهم إلى أشدّ النار عذابا، ثمّ يوقفون بين يدي الجبّار
عزّ وجلّ فيؤخذ لهم بحقوقهم[489].
العاشر ـ مكانة النبيّ والوصيّ
والمؤمن في القيامة:
1 ـ الحميريّ رحمهالله:
... عن الحسن بن سالم، قال: بعثني أبو الحسن موسى عليهالسلامإلى
عمّته ... فأعطتني الكتاب، فقرأته، فإذا فيه: إنّ للّه ظلاًّ تحت يده يوم القيامة،
لا يستظلّ تحته إلاّ نبيّ، أو وصيّ نبيّ، أو مؤمن أعتق عبدا مؤمنا، أو مؤمن قضى
مغرم مؤمن، أو مؤمن كفّ أيمة مؤمن[490].
الحادي عشر ـ أحوال المؤمنين
والكفّار والمنافقين في القيامة:
1 ـ الإمام العسكريّ عليهالسلام:
... قال موسى بن جعفر عليهماالسلام: ... هؤلاء الناكثون
للبيعة ... المنافقين المتمرّدين المشاركين لهم في تكذيب رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم
فيما أدّاه
إليهم عن اللّه عزّ وجلّ من ذكر وتفضيل أمير المؤمنين عليهالسلام ونصبه إماما على
كافّة
المكلّفين ... .
وأمّا
استهزاؤه بهم في الآخرة فهو أنّ اللّه عزّ وجلّ إذا أقرّهم في دار اللعنة
والهوان، وعذّبهم بتلك الألوان العجيبة من العذاب، وأقرّ هؤلاء المؤمنين في الجنان
بحضرة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم صفيّ الملك الديّان، أطلعهم على هؤلاء
المستهزئين الذين كانوا
يستهزؤن بهم في الدنيا حتّى يروا ما هم فيه من عجائب اللعائن، وبدائع النقمات،
فتكون لذّتهم وسرورهم بشماتتهم بهم كما [كان] لذّتهم وسرورهم بنعيمهم في جنان
ربّهم.
فالمؤمنون
يعرفون أولئك الكافرين والمنافقين بأسمائهم وصفاتهم، وهم على
أصناف منهم من هو بين أنياب أفاعيها تمضغه.
ومنهم
من هو بين مخالب سباعها تعبث به وتفترسه.
ومنهم
من هو تحت سياط زبانيتها وأعمدتها ومرزباتها تقع من أيديها عليه [ما]
تشدّد في عذابه، وتعظّم خزيه ونكاله.
ومنهم
من هو في بحار حميمها يغرق ويسحب فيها.
ومنهم
من هو في غسلينها وغسّاقها يزجره فيها زبانيتها.
ومنهم
من هو في سائر أصناف عذابها.
والكافرون
والمنافقون ينظرون فيرون هؤلاء المؤمنين الذين كانوا بهم في الدنيا
يسخرون - لما كانوا من موالاة محمّد وعليّ وآلهما صلوات اللّه عليهم يعتقدون -
ويرون منهم من هو على فرشها يتقلّب.
ومنهم
من هو في فواكهها يرتع.
ومنهم
من هو في غرفها أو في بساتينها [أ]و منتزهاتها يتبحبح، والحور العين
والوصفاء والولدان والجواري والغلمان قائمون بحضرتهم وطائفون بالخدمة
حواليهم.
وملائكة
اللّه عزّ وجلّ يأتونهم من عند ربّهم بالحباء والكرامات، وعجائب
التحف، والهدايا، والمبرّات يقولون [لهم]: «
سَلَـمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ
عُقْبَى الدَّارِ ».
فيقول:
هؤلاء المؤمنون المشرفون على هؤلاء الكافرين المنافقين: يا فلان! ويا
فلان! ويا فلان! - حتّى ينادونهم بأسمائهم - : ما بالكم في مواقف خزيكم ماكثون،
هلّموا إلينا، نفتح لكم أبواب الجنان، لتخلصوا من عذابكم، وتلحقوا بنا في نعيمها.
فيقولون:
يا ويلنا! أنّى لنا هذا؟!
[ف]
يقول المؤمنون: انظروا إلى هذه الأبواب.
فينظرون
إلى أبواب من الجنان مفتّحة يخيّل إليهم أنّها إلى جهنّم التي فيها يعذّبون،
ويقدّرون أنّهم يتمكّنون أن يتخلّصوا إليها، فيأخذون بالسباحة في بحار حميمها،
وعدوا بين أيدي زبانيتها، وهم يلحقونهم ويضربونهم بأعمدتهم ومرزباتهم
وسياطهم.
فلا
يزالون هكذا يسيرون هناك، وهذه الأصناف من العذاب تمسّهم حتّى إذا
قدّروا أن قد بلغوا تلك الأبواب، وجدوها مردومة عنهم، وتدهدههم الزبانية
بأعمدتها، فتنكسهم إلى سواء الجحيم ...[491].
الثاني عشر ـ أحوال أصحاب
محمّد وأهل بيته عليهمالسلام في القيامة:
(1002) 1 ـ الشيخ المفيد رحمهالله:
حدّثني محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن
محمّد بن الحسن الصفّار، عن عليّ بن سليمان بن داود الرازيّ، وحدّثنا أحمد بن
محمّد
ابن يحيى، قال: حدّثني سعد بن عبد اللّه، عن عليّ بن سليمان، عن عليّ بن أسباط،
عن أبيه أسباط بن سالم، قال: قال أبو الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام: إذا كان
يوم
القيامة نادى مناد: أين حواريّ محمّد بن عبد اللّه رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم
الذين لم ينقضوا
العهد ومضوا عليه؟
فيقوم
سلمان والمقداد وأبو ذرّ.
قال:
ثمّ ينادي: أين حواريّ عليّ بن أبي طالب، وصيّ محمّد بن عبد اللّه
رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم؟
فيقوم
عمرو بن الحمق الخزاعيّ، ومحمّد بن أبي بكر، وميثم بن يحيى التمّار مولى
بني أسد، و أويس القرنيّ.
قال:
ثمّ ينادي المنادي: أين حواريّ الحسن بن عليّ، وابن فاطمة بنت محمّد
رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم؟
فيقوم
سفيان بن أبي ليلى الهمدانيّ، وحذيفة بن أسيد الغفاريّ.
قال:
ثمّ ينادي: أين حواريّ الحسين بن عليّ؟
فيقوم
كلّ من استشهد معه، ولم يتخلّف عنه.
قال:
ثمّ ينادي: أين حواريّ عليّ بن الحسين؟
فيقوم
جبير بن مطعم، ويحيى بن أُمّ الطويل، وأبو خالد الكابليّ، وسعيد بن
المسيّب.
ثمّ
ينادي: أين حواريّ محمّد بن عليّ؟ وحواريّ جعفر بن محمّد؟
فيقوم
عبد اللّه بن شريك العامريّ، وزرارة بن أعين، وبريد بن معاوية العجليّ،
ومحمّد بن مسلم الثقفيّ، وليث بن البختريّ المراديّ، وعبد اللّه بن أبي يعفور،
وعامر
بن عبد اللّه بن جذاعة، وحجر بن زائدة، وحمران بن أعين.
ثمّ
ينادي سائر الشيعة مع سائر الأئمّة صلوات اللّه عليهم يوم القيامة، فهؤلاء
أوّل الشيعة الذين يدخلون الفردوس، وهؤلاء أوّل السابقين، وأوّل المقرّبين، وأوّل
المتحوّرة من التابعين[492].
الثالث عشر ـ أهوال المحشر
وشفاعة رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلمللمجرمين:
1 ـ العيّاشيّ رحمهالله:
عن سماعة بن مهران، عن أبي إبراهيم عليهالسلام ... .
قال
عليهالسلام: يقوم الناس يوم القيمة مقدار أربعين عاما، ويؤمر الشمس فتركب
على رؤوس العباد، ويلجمهم العرق، ويؤمر الأرض لا تقبل عن عرقهم شيئا،
فيأتون آدم فيشفعون له فيدلّهم على نوح، ويدلّهم نوح على إبراهيم، ويدلّهم إبراهيم
على موسى، ويدلّهم موسى على عيسى عليهمالسلام، ويدلّهم عيسى على محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم،
فيقول: عليكم بمحمّد خاتم النبيّين، فيقول محمّد: أنا لها، فينطلق حتّى يأتي باب
الجنّة
فيدقّ، فيقال له: من هذا، واللّه أعلم؟
فيقول:
محمّد، فيقال: افتحوا له.
فإذا
فتح الباب استقبل ربّه فخرّ ساجدا، فلا يرفع رأسه حتّى يقال له: تكلّم،
وسل تعط، واشفع تشفّع، فيرفع رأسه فيستقبل ربّه فيخرّ ساجدا، فيقال له: مثلها،
فيرفع رأسه حتّى أنّه ليشفع من قد أُحرق بالنار ... [493].
الرابع عشر ـ خلق الجنّة
والنار:
(1003) 1 ـ أبو عمرو الكشّيّ رحمهالله:
عليّ، قال: حدّثني محمّد بن أحمد، عن يعقوب
ابن يزيد، عن مروك بن عبيد، عن يزيد بن حمّاد، عن ابن سنان، قال: قلت
لأبي الحسن عليهالسلام: إنّ يونس[494]
يقول: إنّ الجنّة والنار لم يخلقا.
قال:
فقال: ما له! لعنه اللّه، فأين جنّة آدم[495].
الخامس عشر ـ الجنّة ودرجاتها:
1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمهالله:
... عن حفص، قال: سمعت موسى بن
جعفر عليهماالسلام يقول ... يا حفص! من مات من أوليائنا وشيعتنا ولم يحسن القرآن
علّم
في قبره ليرفع اللّه به من درجته، فإنّ درجات الجنّة على قدر آيات القرآن ... [496].
السادس عشر ـ ما لايحاسب
المؤمن عليه:
(1004) 1 ـ أبو نصر الطبرسيّ رحمهالله:
وروي عن العالم عليهالسلام، أنّه قال: ثلاثة
لا يحاسب عليها المؤمن: طعام يأكله، وثوب
يلبسه، وزوجة صالحة تعاونه ويحرز
بها دينه.[497]
السابع عشر ـ تحريم النار على
من حسّن خَلقه وخُلقه:
(1005) 1 ـ الشيخ الصدوق رحمهالله:
أبي رحمهالله، قال: حدّثني عليّ بن إبراهيم بن هاشم،
عن أبيه، عن محمّد بن عمر، عن موسى بن إبراهيم، عن أبي الحسن الأوّل عليهالسلامقال:
سمعته يقول: ما حسّن اللّه خلق عبد، ولا خلقه إلاّ استحيى أن يطعم لحمه يوم
القيامة النار[498].
الثامن عشر ـ خروج المذنبين من
النار بعفو من اللّه:
(1006) 1 ـ الحسين بن سعيد
الأهوازيّ رحمهالله: فَضالة، عن عمر بن أبان، قال:
قال: سمعت عبدا صالحا عليهالسلام يقول في الجهنّميّين: إنّهم يدخلون النار
بذنوبهم، و
يخرجون بعفو اللّه[499].
التاسع عشر ـ عقوبة الظالمين
في الآخرة:
(1007) 1 ـ اليعقوبيّ: وذكر
عنده - أي عند أبي الحسن موسى الكاظم عليهالسلام-
بعض الجبابرة، فقال: أما واللّه! لئن عزّ بالظلم في الدنيا ليذلّنّ بالعدل في
الآخرة[500].
العشرون ـ إنّ في النار لواديا
يقال له سقر:
(1008) 1 ـ الشيخ الصدوق رحمهالله:
حدّثني محمّد بن الحسن رضىاللهعنه، قال: حدّثني محمّد
ابن الحسن الصفّار، قال: حدّثني عبّاد بن سليمان، عن محمّد بن سليمان، [عن أبيه
سليمان] الديلميّ، عن إسحاق بن عمر الصَيْرَفيّ، عن أبي الحسن الماضي عليهالسلام،
قال:
قلت: جعلت فداك! حدّثني فيهما بحديث فقد سمعت عن أبيك فيهما أحاديث عدّة،
قال:
فقال
لي: يا إسحاق! الأوّل بمنزلة العجل، والثاني بمنزلة السامريّ.
قال:
قلت: جعلت فداك! زدني فيهما؟
قال:
هما واللّه! نصّرا، وهوّدا، ومجّسا، فلا غفر اللّه ذلك لهما.
قال:
قلت: جعلت فداك! زدني فيهما؟
قال:
ثلاثة لا ينظر اللّه إليهم، ولا يزكّيهم، ولهم عذاب أليم.
قال:
قلت: جعلت فداك! فمن هم؟
قال:
رجل ادّعى إماما من غير اللّه، وآخر طعن في إمام من اللّه، وآخر زعم أنّ
لهما في الإسلام نصيبا.
قال:
قلت: جعلت فداك! زدني فيهما؟
قال:
ما أبالي يا إسحاق! محوت المحكم من كتاب اللّه، أو جحدت محمّدا صلىاللهعليهوآلهوسلم
النبوّة، أو زعمت أن ليس في السماء إله، أو تقدّمت على عليّ بن أبي طالب عليهالسلام.
قال:
قلت: جعلت فداك زدني؟
قال:
فقال لي: يا إسحاق! إنّ في النار لواديا يقال له: سقر لم يتنفّس منذ خلقه
اللّه، لو أذن اللّه له في التنفّس بقدر مخيط، لأحرق من على وجه الأرض، وإنّ أهل
النار يتعوّذون من حرّ ذلك الوادي، ونتنه، وقذره، وما أعدّ اللّه فيه لأهله.
وإنّ
في ذلك الوادي لجبلاً يتعوّذ جميع أهل ذلك الوادي من حرّ ذلك الجبل ونتنه،
وقذره، وما أعدّ اللّه فيه لأهله.
وإنّ
في ذلك الجبل لشِعبا يتعوّذ جميع أهل ذلك الجبل من حرّ ذلك الشعب، ونتنه،
وقذره، وما أعدّ اللّه فيه لأهله،
وإنّ
في ذلك الشِعب لقليبا[501]
يتعوّذ أهل ذلك الشعب من حرّ ذلك القليب، ونتنه
وقذره، وما أعدّ اللّه فيه لأهله،
وإنّ
في ذلك القليب لحيّة يتعوّذ جميع أهل ذلك القليب من خبث تلك الحيّة،
ونتنها، وقذرها، وما أعدّ اللّه عزّ وجلّ في أنيابها من السمّ لأهلها، وإنّ في جوف
تلك الحيّة لسبع صناديق فيها خمسة من الأُمم السالفة، واثنان من هذه الاُمّة.
قال:
قلت: جعلت فداك! ومن الخمسة؟ ومن الاثنان؟
قال:
أمّا الخمسة فقابيل الذي قتل هابيل، ونمرود الذي حاجّ إبراهيم في ربّه،
قال: « أَنَا أُحْىِى وَ أُمِيتُ »[502]،
وفرعون الذي قال: « أَنَا رَبُّكُمُ
الْأَعْلَى »[503]،
ويهودا
الذي هوّد اليهود، وبولس الذي نصّر النصارى، ومن هذه الأمّة أعرابيّان[504].
[1]
تطوّل: مطاوع طوّله، و عليه بكذا: تفضّل. المعجم الوسيط: 572.
[3]
خَنا يخنو خَنْوا وخَنِي يخنى خَنىً في الكلام: أفحش، والخَنى: الفحش في الكلام.
المنجد: 198.
[4] الكافي: 1/105، ح
4. عنه الوافي: 1/389، ح 314، والفصول المهمّة للحرّ العامليّ:
1/186، ح 137.
التوحيد: 99، ح
6. عنه البحار: 3/303، ح 37.
[5]
شاء زيد الأمرَ يشاؤه شيئا من باب نال: أراده، والمشيئة اسم منه بالهمز، والإدغام
غير سائغ إلاّ على قياس من يحمل الأصليّ على الزائد، لكنّه غير منقول. المصباح
المنير: 330.
[6] الكافي: 1/106، ح
7. عنه الوافي: 1/391، ح 317.
الاحتجاج:
2/325، ح 262. عنه وعن التوحيد، البحار: 3/295، ح 19.
التوحيد: 100،
ح 8، وفيه: حدّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق رضياللّه، قال:
حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفيّ، عن محمّد بن إسماعيل البرمكيّ، عن عليّ بن
العبّاس، عن الحسن بن عبد الرحمن الحمّانيّ، قال: قلت: ... .
[7]
الكافي: 1/106، ح 8.
عنه الوافي: 1/392، ح 318، والفصول المهمّة للحرّ العامليّ: 1/184، ح 133،
قطعة منه.
التوحيد: 97، ح 1.
عنه البحار: 3/300، ح 33.
[8] الكافي: 1/114، ح
3.
عنه الوافي:
1/470، ح 380، ونور الثقلين: 5/296، ح 88، والبرهان 1/44، ح 4.
المحاسن: 238،
ح 212.
عنه وعن
الإحتجاج، البحار: 3/336، ح 44.
الإحتجاج:
2/327 رقم 265، بتفاوت.
عنه نور
الثقلين: 2/39، ح 158، 3/371، ح 27، ومفتاح الفلاح: هامش 528، س 17.
التوحيد: 230،
ح 4.
عنه وعن
المعاني، البحار: 4/181، ح 6، ونور الثقلين: 1/12، ح 48،.
معاني الأخبار:
4، ح 1.
[9]
الطَوْل: الفضل والغنى واليسر. المعجم الوسيط: 572.
[10]
الشعراء: /217 ـ 219.
[11] الكافي: 1/125، ح 1. عنه الوافي: 1/395، ح 319،
والفصول المهمّة للحرّ العامليّ:
1/209، ح 174.
الإحتجاج: 2/326 رقم 264، مرسلاً، قطعة منه.
عنه وعن التوحيد، البحار: 3/311، ح 5.
التوحيد: 183، ح 18.
قطعة منه في سورة الشعراء: /217 ـ 219.
[12]
الكافي: 1/102، ح 7، عنه الوافي: 1/410، ح 329.
المحاسن: 239، ح 214. عنه البحار: 3/265، ح 27، ومشكاة الأنوار: 10، س 13.
[13] يس: 36/82.
[14] في التوحيد: «لم
يحتج إلى شريك يكون له في ملكه».
[15]
الكافي: 1/125، ح 2. عنه الوافي: 1/397، ح 320.
الإحتجاج:
2/326، ح 263، بتفاوت يسير.
عنه البحار:
3/295، ح 20، ونور الثقلين: 4/397، ح 92، قطعة منه.
التوحيد: 183،
ح 19، بتفاوت يسير. عنه وعن الإحتجاج، البحار: 3/330، ح 32.
قطعة منه في
سورة يس: 36/82.
[20]
التوحيد: 141، ح 6.
عنه البحار: 4/298، ح 27، والفصول المهمّة للحرّ العاملي: 1/155، ح 75، ونور
الثقلين:
1/258، ح 1030، قطعة منه.
[21] التوحيد: 175 ح 5.
عنه نور الثقلين: 3/99 ح 11، والبرهان:
2/400 ح 15.
وعنه وعن
العلل، البحار: 18/347، ح 59.
علل الشرائع: ب
111/132، ح 2، وفيه: حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام
المؤدّب، وعليّ بن عبد اللّه الورّاق، وأحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيّ رضي اللّه
عنهم، قالوا: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن يحيى بن أبي عمران
وصالح بن سنديّ، عن يونس بن عبد الرحمن ... عنه البحار: 3/315، ح 10.
قطعة منه في
علّة عروج النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى السماء.
[22] المجادلة: 58/7.
[23] التوحيد: 178، ح
12. عنه
الوافي: 1/403 س 1، والبحار: 3/327، ح 27، والبرهان:
4/303، ح 5.
قطعة منه في
سورة المجادلة: 58/7.
[28]
الذاريات: 51/56.
[29]
التوحيد: 356، ح 3. عنه البحار: 5/157، ح 10، و64/119 س 7، ونور الثقلين:
2/396، ح 213، و5/132، ح 57، قطعة منه، والبرهان: 4/238، ح 4، والدرّ المنثور
للحرّ العامليّ: 1/51، 17.
قطعة منه في سورة الذاريات: 51/56.
[30]
التوحيد: 93، ح 7. عنه الوافي: 1/363 س 9، ونور الثقلين: 5/713، ح 72،
والبرهان:
4/526، ح 10. وعنه وعن المعاني، البحار: 3/220، ح 7.
معاني الأخبار: 6، ح 1. مفتاح الفلاح: 436، هامش س 7.
[31] روّى فلان في
الأمر: نظر فيه، وتفكّر. المعجم الوسيط: 384.
[32]
الكافي: 1/109، ح 3. عنه الفصول المهمّة للحرّ
العامليّ: 1/194، ح 148، والبرهان:
2/369، ح 1.
عيون أخبار الرضا عليهالسلام: 1/119، ح 11. عنه الفصول المهمّة
للحرّ العامليّ: 1/196، ح 153. وعنه وعن التوحيد والأمالي، البحار: 4/137، ح 4.
التوحيد: 147، ح 17.
أمالي الطوسيّ: 211، ح 365، قطعة منه. عنه نور الثقلين: 3/55، ح 85.
مختصر بصائر الدرجات: 140، س 17، بتفاوت. مقدّمة البرهان: 159، س 11.
مسألة في الارادة ضمن المصنّفات للشيخ المفيد: 10/11، س 18، بتفاوت.
[33] طه: 20/121.
[34] الاحتجاج: 2/329
رقم 267. عنه البحار: 5/25، ح 31، ونور الثقلين: 3/404، ح 164،
قطعة منه.
قطعة منه في
سورة طه: 20/121.
[35] هود: 11/7،
والملك: 67/2.
[36]
الاحتجاج: 2/330، ح 268. عنه البحار: 5/26، ح 32، ونور الثقلين: 2/340، ح 24،
وفيهما عن عليّ بن محمّد العسكريّ عليهماالسلام، .
قطعة منه في
سورة هود: 11/7.
[37]
الكافي: 1/149، ح 2.
عنه الوافي: 1/519، ح 422، والفصول المهمّة للحرّ العامليّ: 1/219، ح 188.
الخصال: 359، ح 46، بإسناده عن زكريّا بن عمران، عن أبي الحسن الأوّل عليهالسلامبتفاوت يسير.
عنه البحار: 5/88، ح 7.
[38] الكافي: 1/150، ح
1. عنه الوافي: 1/519، ح 423، ونور الثقلين: 4/3، ح 9.
[39]
اللُكَع: اللئيم، ويقال في النداء: يا لُكع. و ـ الأحمق. و ـ الصبيّ الصغير.
المعجم الوسيط: 837.
[41]
الغَلَق بالتحريك: ضيق الصدر، وفي الحديث: اللّه أكرم من أن يستغلق عبده: لعلّه من
الغَلَق
وهو ضيق الصدر، مجمع البحرين: 5/223، غلق. والقَلَق بالتحريك: الإنزعاج. المصدر:
5/231، (قلق).
[42] الكافي: 8/211، ح
360. عنه وسائل الشيعة: 28/218، ح 34599، والوافي: 5/1086،
ح 3606 و3607، بتفاوت يسير، والبحار: 5/306، ح 29.
[43]
رجال الكشّيّ: 267، ح 481.
[44] إشارة إلى قوله
تعالى «وَهُوَ الَّذِى أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَ حِدَةٍ
فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْأَيَـتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ »الأنعام: 6/98.
[45] الكافي: 2/418، ح
4. عنه الوافي: 4/241، ح 1879، والبحار: 66/226، ح 18، ومفتاح
الفلاح: هامش 433، س 19، قطعة منه، والبرهان: 1/544، ح 2.
قطعة منه في
سورة الأنعام: 6/98.
[46]
الاختصاص: 142 س 16. عنه البحار: 58/253، ح 6.
[47]
الاعتقادات: 38 س 3.
الكافي: 1/160، ح 1، عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام.
التوحيد: 348، ح 7، نحو ما في الكافي.
[48]
التوبة: 9/36.
[49] كتاب الغيبة: 88، ح 19. عنه البحار: 36/410، ح 1، والبرهان: 2/123، ح 4.
قطعة منه في سورة التوبة: 9/36.
[50]
مشكاة الأنوار: 252، س 5.
[52] المؤمنون: 23/1.
[53]
المؤمنون: 23/101.
[54] دلائل الإمامة: 484، ح 481. عنه البرهان: 3/120، ح 6.
قطعة منه في كيفيّة الإرث في دولة المهدي عليهالسلام و(سورة المؤمنون 23/1، و101).
[56] بصائر الدرجات:
الجزء الأوّل/37، ح 11.
عنه البحار: 15/22، ح 36، 25/11، ح 19.
مستدرك
الوسائل: 6/59، ح 6425، والبحار: 86/281، س 18، كلاهما عن كتاب العروس
لأبي محمّد جعفر بن أحمد بن عليّ القمّيّ.
قطعة منه في
خلق الأئمّة عليهمالسلام وشيعتهم.
[57]
القَلْس: حبل غليظ من حبال السُفن. المعجم الوسيط: 754.
[58] الخصال: 335، ح
36.
عنه مستدرك
الوسائل: 3/303، ح 3636، والبحار: 11/63، ح 2، أشار إليه.
قطعة منه في ما
رواه عليهالسلام من الأحاديث القدسيّة، و(ما رواه عن إبراهيم عليهماالسلام)، و(ما رواه عن
نوح عليهماالسلام).
[60] الكافي: 6/550، ح
5.
عنه وسائل
الشيعة: 11/524، ح 15442، ولم يذكر «الشجاعة»، والبحار: 62/4، ح 9، ولم
يذكر «القناعة».
[61]
الاختصاص: 213 س 10. عنه البحار: 11/59، ح 66، و64/239، ح 58، و69،
ومستدرك الوسائل: 2/437، ح 2398.
جامع الأخبار: 111، س 9. عنه البحار: 69/49، س 9، ضمن ح 58.
الخصال: 88، ح 24. مشكاة الأنوار: 127، س 16.
روضة الواعظين: 497، س 10. عنه البحار: 69/46، ح 57.
[64]
ص: 38/35.
[65] ص: 38/39.
[66]
قصص الأنبياء عليهمالسلام: 210 ح 275.
علل الشرائع: ب 12/71، ح 1، بتفاوت يسير. عنه 5/279، ح 27، قطعة منه. وعنه
وعن
المعاني، البحار: 14/85، ح 1، والبرهان: 4/48، ح 2.
معاني الأخبار: 353، ح 1، نحو ما في العلل. عنه نور الثقلين: 4/459، ح 56.
قطعة منه في ما آتاه اللّه إلى الأئمّة عليهمالسلام و(سورة ص: 38/35 و39) و(سورة الحشر:
59/7).
[70]
المحاسن: 193، ح 9. عنه البحار: 11/55، ح 54، و14/73، ح 13.
مشكاة الأنوار: 248، س 17.
قصص الأنبياء للسيّد الجزائريّ: 362، س 1، عن تفسير القمّيّ، ولم نعثر عليه.
قطعة منه في عمر سليمان عليهالسلام عند ابتداء نبوّته، و(عمر ذي القرنين
عليهالسلام ومدّة حكمه).
[72]
قال العلاّمة المجلسيّ: «بيان: قال الطبرسيّ رحمهالله: قال الزجّاج: الجوديّ جبل بناحية
آمد، وقال غيره: بقرب جزيرة الموصل، وقال أبو مسلم: الجوديّ اسم لكلّ جبل وأرض صلبة،
انتهى.
أقول: يظهر من بعض الأخبار: أنّه كان بقرب الكوفة، وربّما أشعر بعضها بأنّه
الغريّ. راجع البحار: 11/339، س 4.
[73] الجُؤْجُؤْ من
الطائر والسفينة: الصدر. المنجد: 77.
[74]
الكافي: 2/124، ح 12. عنه البحار: 11/338، ح 73، و48/115، ح 28، و72/132، ح
35، ونور الثقلين: 2/366، ح 127، ووسائل الشيعة: 15/273، ح 20495، قطعة منه،
والوافي: 4/471، ح 2374.
وعنه وعن العيّاشيّ، ومجمع البيان، تفسير الصافي: 2/449، س 18.
تفسير العيّاشيّ: 2/150، ح 37، وفيه: عن أبي بصير، عن أبي الحسن عليهالسلام، وح 38، بتفاوت يسير فيهما. عنه
البحار: 11/338، ح 71 و72، والبرهان: 2/223، ح 25 و26، ونور الثقلين: 2/365، ح
123و 124.
مجمع البيان: 3/165، س 1، وفيه: وفي كتاب النبوّة مسندا إلى أبي بصير، عن
أبي الحسن عليّ بن موسى بن جعفر عليهمالسلام، بتفاوت يسير.
قطعة منه في ما رواه عليهالسلام من الأحاديث القدسيّة، و(ما رواه
عن نوح عليهماالسلام).
[75]
الكافي: 4/212، ح 1.
عنه وسائل الشيعة: 13/300، ح 17795، والبحار: 11/340، ح 79، والوافي:
12/159،
ح 11700، ونور الثقلين: 2/366، ح 130، والبرهان: 2/217، 6.
[81] معاني الأخبار:
284، ح 2.
عنه البحار:
13/443، ح 8، والرهان: 1/236، ح 9.
قصص الأنبياء
للسيّد الجزائريّ: 333، س 12.
[84] لعلّ: حرفٌ من
نواسخ الابتداء، وفيها لغات من أشهرها: عَلّ، بحذف لامها الأولى. المعجم الوسيط:
828، (لعلّ).
[85] أدْلى فلانٌ
بحجّته: أحضرها واحتجّ بها، أو أثبتها فوَصَل بها إلى دعواه. المعجم الوسيط:
295.
[86] علل الشرائع: ب
65/76، ح 5. عنه البحار: 12/345، ح 5.
قطعة منه في ما
رواه من الأحاديث القدسيّة و(ما رواه عن أيّوب عليهماالسلام).
[87]
أظلّ الشيء فلانا: غشيه، دنا منه وأقبل عليه. المعجم الوسيط: 576.
[88]
علل الشرائع: ب 66/77، ح 2.
[94]
جَشَبَ جَشْبا الطعام: كان بلا إدام، فهو جَشْبٌ. المعجم الوسيط: 123، جشب.
[95] الأعراف: 7/32.
[96]
الكافي: 6/453، ح 5. عنه وسائل الشيعة: 5/18، ح 5773، والبحار: 12/297، ح 83،
قطعة منه، ونور الثقلين: 2/21، ح 76، والبرهان: 2/11، ح 5.
تفسير
العيّاشيّ: 2/15، ح 33، عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام. عنه البحار: 76/305، ح 19، والمستدرك الوسائل: 3/242، ح 3484، والبرهان:
2/13، ح 14.
قطعة منه في
سورة الأعراف: 7/32.
[97] تفسير العيّاشيّ:
2/197، ح 84 .
عنه البحار:
12/319، ح 144، والبرهان: 2/272، ح 20، ونور الثقلين: 2/467، ح 204.
[99]
أفحَمْتُ الخصمَ إفحاما: إذا أسكتَّه بالحجّة. المصباح المنير: 464.
[100] قال في البحار:
«قوله: بموضع ذلك البئر، يظهر منه أنّهم كانوا دفنوا أموالهم في بئر، وسيظهر ممّا
سننقل من رواية الثعلبيّ أنّ فيه تصحيفا».
[101] في المصدر:
«أمياه»، وما أثبتناه موافق لما في كتب اللغة، لأنّ جمع الماء مياه أو (أمواه)،
وربّما
قالوا: (أمواء). وفي البحار: «أنبياء»، بدل «أمياه».
[102] في البحار:
«إرمينية».
إرمينيَة، بكسر
أوّله ويُفتح، وسكون ثانيه، وكسر الميم، وياء ساكنة، وكسر النون، وياء خفيفة مفتوحة:
اسم لصقع عظيم واسع في جهة الشمال، والنسبة إليها أرمِنيّ، على غير قياس. معجم
البلدان: 1/159.
[103]
صليب النصارى جمعه صُلْبان، وصُلُب. المصباح المنير: 345.
[104]
نضَب الماءُ نُضوبا، من باب قعد: غار في الأرض. المصباح المنير: 609.
[105]
التِبْر: ما كان من الذهب غير مضروب، فإن ضُرب دنانير فهو عَيْن، وقال ابن فارس:
التِبر ما كان من الذهب والفضّة غير مصوغ، وقال الزجّاج: التِبر كلّ جوهر قبل
استعماله، كالنُحاس والحديد وغيرهما. المصباح المنير: 72.
[106] قصص الأنبياء عليهمالسلام: 96، ح 89.
عنه البحار:
11/387، ح 13، قطعة منه، و14/153، ح 4، أورده بتمامه، بتفاوت يسير.
[107] الحارِكان:
مُلْتَقى الكَتِفين. المصباح المنير: 131.
[116]
الكافي: 4/149، ح 2. عنه البحار: 12/31، ح 7، و18/189، ح 22، قطعتان منه، ونور
الثقلين: 1/365، ح 243، و3/466، ح 198، و5/322، ح 14، قطعات منه.
وعنه وعن التهذيب، وسائل الشيعة: 10/448، ح 13812، و450، ح 13818، و452، ح
13825، قطعات منه.
تهذيب الأحكام: 4/304، ح 919، عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام.
قطعة منه في ولادة إبراهيم الخليل عليهالسلام، و(ثواب صوم يوم يوم الأوّل من
ذي الحجّة) و(ثواب صوم يوم الخامس والعشرين من ذي القعدة) و(ثواب صوم يوم السابع
والعشرين من رجب).
[117]
النمل: 27/20.
[118]
النمل: 27/21.
[119]
الرعد: 13/31.
[120]
النمل: 27/75.
[121]
فاطر: 35/32.
[122]
الكافي: 1/226، ح 7. عنه الوافي: 3/555، ح 1104، والبحار: 14/112، ح 4، قطعة منه،
و17/133، ح 10، وتأويل الآيات الظاهرة: 480، س 7،
ونور الثقلين: 2/506، ح 138، و4/76، ح 13، قطعة منه، و83، ح 47، و96، ح 99،
و361، ح 77، قطعتان منه، والبرهان: 2/296، ح 2، و3/201، ح 1.
وعنه وعن البصائر، البرهان: 3/362، ح 4
بصائر الدرجات: 67، الجزء الأوّل، ح 1، و134، الجزء الثالث، ح 3، وفيه:
حدّثنا محمّد بن الحسن، عن حمّاد، إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبيه، عن أبي الحسن
الأوّل عليهالسلام.
عنه البحار: 26/161، ح 7، و89/84، ح 17، ونور الثقلين: 4/83، ح 46،
والبرهان: 2/296، ح 3، أشار إليه.
بحار الأنوار: 26/65، ح 148، عن كتاب المحتضر للحسن سليمان، قطعة منه.
قطعة منه في إنّهم عليهمالسلام ورثة القرآن، وفي (سورة النمل:
27/20 و21)، و(سورة الرعد: 13/31).
[123] النجم: 53/11.
[124] التوحيد: 116، ح 17. عنه البحار: 4/43 س 8، ضمن، ح
19، ونور الثقلين: 5/153، ح
34، والبرهان: 4/249، ح 7.
قطعة منه في سورة النجم: 53/11.
[125]
النجم: 53/8 و9.
[126] الاحتجاج: 2/328
رقم266. عنه البحار: 3/313، ح 6والبرهان: 4/250، ح 9، ونور
الثقلين: 5/151، ح 27.
قطعة منه في
سورة النجم: 53/8 و9.
[127] تهذيب الأحكام:
3/64، ح 217.
عنه وعن
الاستبصار، وسائل الشيعة: 8/32، ح 10040.
الاستبصار:
1/464، ح 1801.
إقبال الأعمال:
262 س 15.
عنه البحار:
78/19 س 2، ضمن، ح 25، بتلخيص.
قطعة منه في ما
رواه عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم.
[128] - تهذيب الأحكام:
1/136 ح 376. عنه وعن الاستبصار، وسائل الشيعة: 1/482 ح
1278. الاستبصار: 1/121 ح 411.
[133] تهذيب الأحكام:
4/299، ح 906.
عنه وعن
الاستبصار، وسائل الشيعة: 10/457، ح 13838.
الاستبصار:
2/134، ح 438.
[134]
الكافي: 3/356، ح 3. عنه البحار: 17/105، ح 12.
تهذيب الأحكام: 2/345، ح 1432. عنه وعن الكافي، الوافي: 8/955، ح 7478.
[135] - صرّح السيّد الخوئيّ بأنّه متّحد مع معاوية بن
وهب البجليّ. معجم رجال الحديث: 18/223، ضمن الرقم 12465.
قال النجاشي:
معاوية بن وهب البجليّ أبو الحسن، عربيّ صميميّ، ثقة، حسن الطريقة، روى عن أبي عبد
اللّه، وأبي الحسن عليهماالسلام. رجال النجاشي: 412، رقم 1097. وذكره العلاّمة في القسم
الأوّل من رجاله. الخلاصة: 167.
[136]
- الكافي: 3/451 ح 2. عنه وسائل الشيعة: 4/232 ح 5006.
[138] وبص يبص وبصا
ووبيصا وبصة: لمع وبرق. المنجد: 884، وبص.
المفرق من
الشعر: موضع افتراقه. المصدر: 579، (فرق).
[139]
الكافي: 6/515، ح 7.
عنه وسائل
الشيعة: 2/150، ح 1772، وحلية الأبرار:1/354، ح 3، والبحار: 16/290،
ح 152، والوافي: 6/703، ح 5326.
[140] من لا يحضره الفقيه
1/199، ح 919.
عنه وسائل
الشيعة: 6/22، ح 7242، ومفتاح الفلاح: هامش 137، س 7.
[141]
الكافي: 6/286، ح 4.
عنه وسائل الشيعة: 24/320، ح 30655، وحلية الأبرار: 1/395، ح 3.
مسائل عليّ بن جعفر: 341، ح 838.
[142]
الكافي: 6/361، ح 5.
عنه البحار: 16/268، ح 76، وحلية الأبرار: 402، ح 5.
وعنه وعن المحاسن، وسائل الشيعة: 25/175، ح 31572.
المحاسن للبرقيّ: 557، ح 918.
عنه وعن المكارم، البحار: 63/193، ح 4.
مكارم الأخلاق: 175، س 4، مرسلاً، بتفاوت يسير.
[144]
الإرشاد: 298، س 4. عنه وعن الإحتجاج، البحار: 96/176، ح 1، ووسائل الشيعة:
12/523، ح 16974.
إعلام الورى: 2/30، س 8، بتفاوت يسير.
المناقب لابن شهرآشوب: 4/314، س 5، أورد ذيل الحديث.
كشف الغمّة: 2/230، س 3.
روضة الواعظين: 238، س 5، بتفاوت يسير.
الإحتجاج: 2/345 رقم 275. عنه البحار: 2/289، ح 6.
ألقاب الرسول وعترته، ضمن المجموعة النفيسة: 220، س 1، بتفاوت يسير.
قطعة منه في إنّ
رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم مشى تحت الظلّ وهو محرم، و(حكم القياس في الفتاوي
والأحكام).
[145] آل عمران: 3/125.
[146]
سدل الثوب والستر والشعر سدلاً: أرخاه وأرسله. المعجم الوسيط: 424.
[147] الكافي: 6/460، ح
2. عنه وسائل الشيعة: 5/55، ح 5887، والبحار: 80/165، س 22،
وفيه: روى الكلينيّ في الصحيح عن الرضا عليهالسلام ... و19/297،
ح 41، والبرهان: 1/313، ح 1.
تفسير
العيّاشيّ: 1/196، ح 137، قطعة منه.
عنه البحار:
19/284، ح 25، ومستدرك الوسائل: 3/276، ح 35069، والبرهان: 1/313، ح 4، ونور
الثقلين: 1/388، ح 344.
قطعة منه في
سورة آل عمران: 3/125.
[148]
تهذيب الأحكام: 2/284، ح 1134. عنه وسائل الشيعة: 5/230، ح 6412، و410، ح
6956، والوافي: 7/600، ح 6690.
مسائل عليّ بن جعفر: 233، ح 542.
[149]
الكافي: 1/445، ح 18. عنه الوافي: 3/701، ح 1311، والبحار: 35/73، ح 8، وإثبات
الهداة: 1/152، ح 6، والبرهان: 3/232، ح 16، والدرّ المنثور لعليّ بن محمّد العامليّ:
1/49، س 9.
إكمال الدين وإتمام النعمة: 665، ح 7، بتفاوت يسير. عنه البحار: 17/139، ح
24.
العدد القويّة: 68، ح 101، نحو ما في الإكمال.
[150]
كتاب زيد النرسيّ (المطبوع ضمن الأصول الستّة عشر): 51، س 21.
يأتي الحديث بتمامه في ج 4 رقم 2110.
[151] بصائر الدرجات:
444، ح 3. عنه البحار: 17/150، ح 47.
[152] - عدّه الشيخ
والبرقي من أصحاب الكاظم عليهالسلام. رجال
الطوسيّ: 358، رقم 3. ورجال البرفي: 53.
وقال الشيخ في
الفهرست: له كتاب. الفهرست: 153، رقم 668.
[153]
- بصائر الدرجات: الجزء التاسع، 445 ح 13. عنه البحار: 23/344 ح 35.
تفسير القمّيّ: 1/304، س 12، مرسلاً عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن أبي
عبد اللّه عليهالسلام، مع
اختلاف يسير. عنه البحار: 23/340 ح 14.
[155] مكارم الأخلاق:
70 س 18. عنه البحار: 59/127، ح 84.
[156] توَشّحَ بثوبه:
هو أن يُدخله تحت إبطِه الأيمن ويُلقيه على منكبه الأيسر، كما يفعله المحرم.
المصباح المنير: 661.
[157]
قرب الإسناد: 183، ح 680. عنه البحار: 85/91، ح 54، ووسائل الشيعة: 4/453، ح 5698.
مسائل عليّ بن جعفر: 254، ح 609.
[158] قرب الإسناد:
257، ح 1016. عنه البحار: 76/87، س 8، ضمن ح 1، ووسائل الشيعة:
28/31، ح 34139. مسائل عليّ بن جعفر: 289، ح 734.
[159]
المحاسن: 270، ح 361، و235، ح 200، بتفاوت. عنه البحار: 2/169، ح 4، و170، ح 5،
والفصول المهمّة للحرّ العامليّ: 1/510، ح 736.
[180]
مجمع البيان: 5/511، س 7.
[183]
التوبة:9/105.
[186]
النحل:16/16.
[189] الأنبياء:21/105.
[197]
- الشورى: 42/51.
[203]
فصّلت: 41/34.
[209]
الكافي: 1/177، ح 1.
عنه الوافي: 2/61، ح 490، ونور الثقلين: 1/776، ح 332.
الإختصاص: 269، س 7، بتفاوت يسير.
عنه البحار: 23/3، س 1، صمن ح 1، وإثبات الهداة: 1/139، ح 282.
[210] الكافي: 1/7، ح
15. عنه الوافي: 1/242، ح 177، و293، س 17.
[211]
بصائر الدرجات: الجزء التاسع/463، ح 8. عنه البحار: 26/136، ح 14.
[213]
في المصدر: «بيانا»، وما أثبتناه من سائر المآخذ.
[216]
بصائر الدرجات: الجزء التاسع/486، ح 9. عنه البحار: 26/96، ح 34.
[217] الإمامة و التبصرة:
37، ح 17.
[218]
إكمال الدين وإتمام النعمة: 220، ح 2.
عنه البحار: 23/23 س 10، أشار إليه، وإثبات الهداة: 1/107، ح 123.
[221] الرعد: 13/31.
[222] النمل: 27/75.
[223] فاطر: 35/32.
[226] أي تزوّج بامرأة
من قبيلة ثقيف، أزفّها، كما في البحار والوافي.
[227]
أي شقّ للسلاح والسيف في الجدار وأخفى فيه، كما في البحار والوافي.
[228] نجّد البيت: زيّنه. المنجد: 790، نجد.
[229]
كشط كشطا الشيء: رفع عنه شيئا قد غشّاه. المصدر: 687، كشط.
[230] الكافي: 1/235، ح
6. عنه الوافي: 3/572، ح 1126.
بصائر الدرجات:
الجزء الرابع/201، ح 25. عنه البحار: 26/216، ح 31.
قطعة منه في ما
رواه عن أبيه الصادق عليهماالسلام.
[232] الكافي: 1/275، ح
2.
عنه الوافي:
3/659، ح 1259.
بصائر الدرجات:
الجزء العاشر/500، ح 3، وفيه: حدّثنا عبد اللّه بن جعفر، عن محمّد بن
عيسى، عن داود النميريّ، عن عليّ بن جعفر ... .
عنه البحار:
25/357، ح 7.
مسائل عليّ بن
جعفر: 327، ح 814.
[234]
الأمالي: 23، ح 5. عنه البحار: 26/102، ح 5، وإثبات الهداة: 767، ح 78.
اختيار معرفة الرجال: 298، ح 530. عنه البحار: 25/293، ح 50، وإثبات الهداة:
771، ح
95.
[236] الأنعام: 6/9.
[237]
الخُثار والخُثارة من كلّ شيء: فَضْلته وبقيَّته. المعجم الوسيط: 219.
[238] في البحار:
«فبهم».
[239] الأنبياء: 21/23.
[240]
تأويل الآيات الظاهرة: 393، س 18. عنه البحار: 35/28، ح 24.
قطعة منه في
أنّهم عليهمالسلام دليل معرفة اللّه سبحانه وتعالى و(سورة الأنعام: 6/9)،
و (سورة
الأنبياء: 21/23).
[242] الكافي: 6/321، ح
1.
عنه وعن
المحاسن، وسائل الشيعة: 25/72، ح 31215.
المحاسن
للبرقيّ: 408، ح 126. عنه البحار: 63/285، ح 3.
بحار الأنوار:
59/281، س 16، قطعة منه، مرسلاً، عن الشهيد.
[243]
ما بين القوسين عن المسائل.
[250] الكافي: 7/169، ح
3.
عنه وسائل
الشيعة: 26/248، ح 32934، والوافي: 25/947، ح 25342.
قطعة منه في
حكم مجهول المالك.
[252]
الكافي: 8/142، ح 167.
عنه الوافي: 3/945، ح 1642، والبحار: 8/57، ح 71، والفصول المهمّة للحرّ
العامليّ:
1/447، ح 624، ونور الثقلين: 5/568، ح 30، والبرهان: 4/455، ح 2.
[253] الكافي: 1/373، ح
8. عنه الوافي: 2/181، ح 640.
الغيبة
للنعمانيّ: 129، ح 5. عنه البحار: 23/95، س 17، ضمن ح 1.
[254]
لهذه الجملة وغيرها بيان وتفسير، من أراد فليراجع البحار، والوافي.
[255] الحافَة: الناحية
أو الجانب. و ـ من الشيء: طرَفه. المعجم الوسيط: 208.
[256] الكافي: 1/389، ح
3.
عنه البحار:
58/46، ح 23، والوافي: 3/685، ح 1289، و688، ح 1290.
بصائر الدرجات:
الجزء الأوّل/39، ح 1، والجزء التاسع/466، ح 2.
عنه البحار:
25/49، ح 9 و10.
[258] الكافي: 2/367، ح
4، و196، ح 13، بتفاوت، و366، ح 4، قطعة منه.
يأتي الحديث
بتمامه في ج 6 رقم 3185.
[259] الكافي: 1/394، ح
4.
عنه الوافي:
3/636، ح 1226، ونور الثقلين: 5/638، ح 103.
بصائر الدرجات:
الجزء الثاني/115، ح 22، بتفاوت يسير.
عنه وعن
الخرائج، البحار: 26/357، ح 21.
الخرائج:
2/850، ح 64، وفيه: عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، حدّثنا محمّد بن أسلم،
عن عليّ بن أبي حمزة، عن أبي إبراهيم عليهالسلام نحو ما في
البصائر.
[260]
العِلْج: حمار الوحش الغليظ، ورجلٌ عِلْجٌ: شديد. وعَلِج عَلَجا، من باب تعِب:
اشتدّ. والعِلْج: الرجل الضَخْم من كفّار العجم، وبعض العرب يُطلِق العِلْجَ على
الكافر مطلقا. المصباح المنير: 425.
[261] الخصال: 123، ح
116. عنه
البحار: 64/180، ح 17.
معاني الأخبار:
403، ح 70. عنه البحار: 64/176، ح 12.
أعلام الدين:
132 س 15.
[262] الرعد: 13/20.
[263] الرعد: 13/25.
[264]
تفسير القمّيّ: 1/363 س 14. عنه البحار: 23/265، ح 9، و71/89، ح 3، قطعة منه
فيهما، والبرهان: 2/288، ح 6، وتأويل الآيات الظاهرة: 238 س 13، وفيه عن أبي الحسن
موسى عليهالسلام، ونور الثقلين: 2/493، ح 80.
تفسير
العيّاشيّ: 2/208، ح 29، وفيه: سمعت العبد الصالح عليهالسلام، قطعة منه.
عنه البحار:
23/265، ح 10، ومستدرك الوسائل: 15/236، ح 18104، والبرهان: 2/289، ح 12، والبحار:
71/98، ح 39، و127 س 9، ونور الثقلين: 2/495، ح 89.
المناقب لابن
شهر آشوب: 2/168 س 10، وفيه: محمّد بن فضيل، عن موسى بن جعفر عليهماالسلام، قطعة منه. مجمع البيان: 3/289، س 11، بتفاوت يسير.
مقدّمة
البرهان: 332، س 1، قطعة منه.
بحار الأنوار:
66/357، س 8، قطعة منه، مرسلاً عن الكاظم عليهالسلام.
قطعة منه في ما
نزل من القرآن في عليّ والأئمّة عليهمالسلام من بعده و(سورة
الرعد: 13/20 و25).
[265] الاختصاص: 90 س
15. عنه البحار: 26/256، ح 32، بتفاوت يسير، و53/328 س
14، أشار إليه، و58/167، ح 20، و88/380، ح 4، قطعتان منه، ومستدرك الوسائل: 2/521،
ح 2617، قطعة منه، وإثبات الهداة: 2/149، ح 653، قطعة منه.
[267] في الإختصاص:
لأبي الحسن موسى عليهالسلام.
[268]
بصائر الدرجات: الجزء السابع/337، ح 8. عنه وعن الاختصاص، البحار: 26/58، ح
127.
الاختصاص: 286، س 4 مع اختلاف يسير.
[269] بصائر الدرجات:
الجزء السابع/336، ح 4. عنه البحار: 26/57، ح 124.
[270]
بصائر الدرجات: 337، ح 11. عنه البحار: 26/58، ح 129.
[271] الكافي: 1/264، ح
3. عنه الوافي: 3/607، ح 1179.
بصائر الدرجات:
الجزء السابع/338، ح 2، وفيه: حدّثنا إبراهيم بن هاشم، عن محمّد بن
الفضيل، أو عمّن رواه عن محمّد بن الفضيل قال: قلت لأبي الحسن عليهالسلام: ... .
عنه البحار:
26/60، ح 133.
[275] في بعض النسخ:
«إنّ أبي لموادّ»، وفي البحار بيان حول هذه الجملة.
[276]
المحاسن: 408، ح 129. عنه وسائل الشيعة: 25/276، ح 31899، والبحار: 63/285، ح
5.
[277] في المصدر: «لعنة»،
وما أثبتناه عن البحار.
[278] ثواب الأعمال
وعقاب الأعمال: 248، ح 8.
عنه وسائل
الشيعة: 1/123، ح 313، والبحار: 27/235، ح 49، ومقدّمة البرهان: 21،
س
22.
علل الشرائع: ب
385/602، ح 62.
عنه وعن ثواب
الأعمال، البحار: 69/132، ح 5.
[281] في بعض المصادر:
عرّيفا.
[285]
ما بين المعقوفتين عن الوسائل والوافي.
[286]
الكافي: 2/618، ح 4. عنه الوافي: 9/1746، ح 9041. عنه وعن المقنعة والإقبال، وسائل
الشيعة: 6/218، ح 7777.
المقنعة للمفيد: 312، س 1.
إقبال الأعمال: 386، س 20. عنه البحار: 95/5، س 7، ضمن ح 2.
روضة الواعظين: 373، س 23.
[287]
دلائل الإمامة: 337، ح 294.
عنه وعن المناقب، مدينة المعاجز: 6/262، ح 1992.
الخرائج والجرائح: 1/333، ح 24، بتفاوت يسير.
عنه وعن المناقب، البحار: 48/47، ح 34.
الكافي: 1/285، ح 7، وفيه: أحمد بن مهران، عن مجمّد بن عليّ، عن أبي بصير،
قال: قلت: ...
بتفاوت يسير.
عنه نور الثقلين: 4/76، ح 14، ومدينة المعاجز: 6/260، ح 1990، وإثبات الهداة:
3/715، ح 7، والوافي: 2/133، ح 602.
كشف الغمّة: 2/224 س 10، بتفاوت يسير.
إثبات الوصيّة: 198 س 17، بتفاوت يسير.
إعلام الورى: 2/22 س 10، بتفاوت يسير.
عنه وعن الإرشاد، مدينة المعاجز: 6/260، ح 1991، والبحار: 48/47، ح 35.
الإرشاد للمفيد: 293 س 6، بتفاوت يسير.
عيون المعجزات: 102 س 3، نحو ما في الإرشاد.
قرب الإسناد: 339، ح 1244، وفيه: محمّد بن خالد الطيالسيّ، عن عليّ بن أبي
حمزة، عن أبي بصير، عن أبي الحسن الماضي عليهالسلام، قال: ... بتفاوت يسير.
عنه البحار: 25/133، ح 5، و48/47، ح 33، وإثبات الهداة: 3/193، ح 72، قطعة
منه.
المناقب لابن شهر آشوب: 4/299 س 4، بتفاوت يسير.
روضة الواعظين: 235 س 9، نحو ما في المناقب .
الصراط المستقيم: 2/192، س 9، باختصار.
[289] بصائر الدرجات:
الجزء الأوّل/64، ح 5 و4، وفيه: عباد بن سليمان، عن سعد بن سعد، عن
صفوان بن يحيى، قال: قلت: ... بتفاوت يسير، و63، ح 1، قطعة منه.
عنه البحار:
23/176، ح 15، و181، ح 38، و182، ح 41، والفصول المهمّة للحرّ العاملي: 1/508، ح
729، و 581، ح 892.
[291]
في المصدر: «قال عليّ وأنا قلت»، وما أثبتناه عن البحار والمستدرك.
[292] بصائر الدرجات: 167، ح 3، و170، ح 18، بتفاوت يسير.
عنه البحار: 26/34، ح 56، ومستدرك الوسائل: 17/260، ح 21285، و18/387، س 1،
أشار إليه، والفصول المهمّة للحرّ العاملي: 1/501، ح 712، قطعة منه.
[294]
الزحرف: 43/19.
[295] بصائر الدرجات:
الجزء الرابع/218، ح 4. عنه البحار: 23/196، ح 26، ووسائل الشيعة:
27/197، ح 33582، قطعة منه، ونور الثقلين: 4/595، ح 16، ومقدّمة البرهان: 15، س
24، قطعة منه والبرهان: 1/16، ح 10، و4/138، ح 3.
قطعة منه في
سورة الزحرف: 43/19.
[296]
إكمال الدين وإتمام النعمة: 433، ح 15. عنه البحار: 25/44، ح 19، ووسائل الشيعة:
21/438، ح 27523، وحلية الأبرار: 5/184، ح 4، ومدينة المعاجز: 8/39، ح 2672.
مكارم الأخلاق: 220 س 8، قطعة منه. عنه البحار: 101/124، ح 76.
روضة الواعظين: 285 س 23، مرسلاً.
قطعة منه في إنّ الإمام الرضا عليهالسلام ولد مختونا طاهرا مطهّرا.
[297]
الكافي: 2/244، ح 7.
عنه الوافي: 5/729، ح 2942، والبحار: 64/165، ح 9، ومفتاح الفلاح: هامش 159،
س
17.
أعلام الدين: 124، س 20.
مسائل عليّ بن جعفر: 329، ح 819.
[305] كشف اليقين في
فضائل أمير المؤمنين عليهالسلام: 142، ح 134.
يأتي الحديث
بتمامه في ج 5 رقم 2953.
[307]
الزمر: 39/56.
[313]
الكافي: 2/388، ح 18. عنه وسائل الشيعة: 28/354، س 12، ضمن ح 34952، أشار
إليه، والوافي: 4/190، ح 1799، أشار إليه.
[314]
الكافي: 2/389، ح 21. عنه وسائل الشيعة: 28/354، س 14، ضمن ح 34952، أشار
إليه، والوافي: 4/190، ح 1798.
[315] الرعد: 13/43.
[316] بصائر الدرجات:
الجزء الخامس/235، ح 13. عنه
البحار: 35/431، ح 8.
المناقب لابن
شهر آشوب: 2/29، س 3، بتفاوت يسير.
عنه البحار:
40/145 س 19، ضمن، ح 53، والبرهان: 2/304، ح 20.
قطعة منه في
سورة الرعد: 13/43.
[317]
النساء:4/59.
[318] تفسير العيّاشيّ:
1/253، ح 176. عنه البحار: 23/293، ح 30، والبرهان: 1/386، ح
26.
يأتي الحديث
أيضا في ج 5 رقم 2871.
[319]
البقرة:2/64.
[322] آلِ
عِمْرَانَ:3/103.
[324] في بعض النسخ:
«المعروف».
[325]
مسائل عليّ بن جعفر: 144، ح 173. عنه البحار: 10/266، س 3.
[326]
النساء: 4/98.
[327] مسائل عليّ بن
جعفر: 145، ح 175. عنه البحار: 10/266، س 13، و69/171، ح 37.
قطعة منه في
سورة النساء: 4/98.
[328]
القيامة: 75/16.
[329] يونس: 10/15.
[331] علل الشرائع: ب
208/452، ح 1.
عنه وعن العيون،
وسائل الشيعة: 13/235، ح 17631.
عيون أخبار
الرضا عليهالسلام: 2/82، ح 24.
[333]
الصراط المستقيم: 3/160 س 7.
[335] الغيبة: 193، ح
156 ـ 158. عنه البحار: 42/212، ح 12 و13، بتقديم وتأخير، وإثبات
الهداة: 2/547، ح 18، قطعة منه.
الكافي: 1/297،
ح 1، مسندا عن سليم بن قيس الهلاليّ من دون ذكر المعصوم.
عنه البحار:
42/248، ح 50، وإثبات الهداة: 2/543، ح 1، قطعة منه.
تهذيب الأحكام:
9/176، ح 714، بإسناده إلى أبي جعفر عليهالسلام، أورد الوصيّة
بتمامه.
من لا يحضره
الفقيه: 4/139، ح 484، مرسلاً عن سليم بن قيس الهلالي، نحو ما في التهذيب. عنه
البحار: 42/250، ح 52، وإثبات الهداة: 2/545، ح 14، قطعة منه.
قطعة منه في
تاريخ شهادة الإمام عليّ عليهالسلام.
[336]
الوَضَح بفتحتين: البياض والضوء. المصباح المنير: 662.
[337] الشُقرة من
الألوان: حُمْرة تعلو بياضا في الإنسان، وحُمرة صافية في الخيل. المصدر: 319.
[338]
الكُمَيْت: من الخيل بين الأسود والأحمر، قال أبو عبيد: ويُفرّق بين الكميت
والأشقر بالعُرف
والذَنَب، فإن كانا أحمرين فهو أشقر، وإن كانا أسودين فهو الكُمَيت، وهو تصغير
أكْمَتْ على غير قياس. المصدر: 540.
[339] الدُهْمَة:
السواد. والأدْهَم: الأسْوَد، يكون في الخيل والإبل وغيرهما، والعرب تقول: ملوك
الخيل دُهْمُها. لسان العرب: 12/209.
والبهيم: ما
كان لونا واحدا لا يخالطه غيره سوادا كان أو بياضا، ويقال لليالي الثلاث التي لا
يَطْلع فيها القمر: بُهَم، وهي جمع بُهْمة. المصدر: 12/58.
[340] الشِيَة: العلامة،
وأصلها وِشْيَة، والجمع شِيات مثل عدات، وهي في ألوان البهائم سواد في بياض أو
بالعكس. المصباح المنير: 661.
[341]
الفُرْحَة: بياض بين عيني الفرس مثلُ الدرهم الصغير فما دونه. المعجم الوسيط: 724.
[342] الكافي: 6/535، ح
3. عنه البحار: 21/361، ح 2، قطعة منه. وعنه وعن الفقيه والمحاسن،
وسائل الشيعة: 11/474، ح 15294، و475، ح 15295، قطعتان منه.
المحاسن
للبرقيّ: 631، س 12، ضمن ح 114. عنه وعن الكافي والفقيه، البحار: 61/169، ح 17.
من لا يحضره
الفقيه: 2/186، ح 838، قطعة منه.
قطعة منه في
كراهة الأئمّة عليهمالسلام من البهائم.
[343] الكافي: 7/232، ح
3.
عنه وعن
التهذيب، وسائل الشيعة: 28/294، ح 34804.
تهذيب الأحكام:
10/119، ح 475، بتفاوت يسير.
[347]
الثُوَيّة: بضمّ الثاء وفتح الواو وتشديد الياء، ويقال: بفتح الثاء وكسر الواو:
موضع بالكوفة، به قبر أبي موسى الأشعريّ والمغيرة بن شعبة. مجمع البحرين: 1/79.
[348] الغريّ: المطليّ
... والغريّ: الحسن من كلّ شيء ... والغريّان: طِرْبالان وهما بناءان كالصَوْمعتين
بظاهر الكوفة قرب قبر عليّ بن أبي طالب عليهالسلام. قال ابن
دريد: الطربال قطعة من جبل أو قطعة من حائط تستطيل في السماء وتميل. معجم البلدان:
4/196.
[349]
الذَكَوات جمع ذَكاة: الجمرة الملتهبة من الحصى، ومنه الحديث: «قبر عليّ عليهالسلامبين ذكوات بيض. مجمع البحرين:
1/159.
[350] الثَنيَّة في الأصل كلّ عقبة في الجبل مسلوكة. معجم
البلدان: 2/85.
[355] في البحار:
«الخزر»، بدل «الجزر».
الجَزْر:
بالفتح ثمّ السكون وراء، أصله في لغة العرب القطع ... والجزر: موضع بالبادية ... والجزر
أيضا: كورة من كور حلب. معجم البلدان: 2/133.
إرمينيَة، بكسر
أوّله ويُفتح، وسكون ثانيه، وكسر الميم، وياء ساكنة، وكسر النون، وياء خفيفة مفتوحة:
اسم لصقع عظيم واسع في جهة الشمال، والنسبة إليها أرمِنيّ، على غير قياس. المصدر:
1/159.
[358]
الكافي: 4/424، ح 5.
عنه حلية الأبرار: 3/59، ح 16.
تهذيب الأحكام: 5/142، ح 472.
عنه وعن الكافي والاستبصار، وسائل الشيعة: 13/435، ح 18148.
الاستبصار: 2/236، ح 821.
[359] العَجْوَة:
ضرب من أجْوَد التمر بالمدينة. المعجم الوسيط: 587.
[360]
الإجّانة بالتشديد: إناء يُغسَل فيه الثياب، والجمع أجاجين. المصباح المنير: 6.
[361]
ناوى مناواةً: عاداهُ. وأصله الهمز. المنجد: 849، (نوى).
[362] دسَّه في التراب
من باب قتل: دفنه فيه، وكلّ شيء أخفيتَه فقد دسستَه، ومنه يقال
للجاسوس: دسيس القوم. المصباح المنير: 194.
[363]
يقطين: يَفْعيل، وهو عند العرب كلّ شجرة تنبسط على وجه الأرض ولا تقوم على ساق،
لكن غلب استعماله في العرف على الدُبّاء، وهو القَرع. المصباح المنير: 510.
[364] الصافّات: 37/147
و148.
[365] الخرائج
والجرائح: 2/845، ح 61. عنه البحار: 43/273، ح 40، وإثبات الهداة:
2/559، ح 16، و583، ح 38، قطعتان منه، ومدينة المعاجز: 3/386، ح 939، و509، ح
1026. الثافب في المناقب: 328، ح 271، مرسلاً وباختصار.
قطعة منه في ما
رواه عن الحسنين عليهماالسلام.
[367] الكافي: 4/582، ح
8. عنه وسائل الشيعة: 14/410، ح 19478.
كامل الزيارات:
264، ح 401، و266، ح 409، و267، ح 412.
عنه البحار:
98/22، ح 7، أشار إليه.
[368]
الكافي: 4/582، ح 9. عنه وعن الفقيه، وسائل الشيعة: 14/410، ح 19479.
من لا يحضره الفقيه: 2/348، ح 1593.
كامل الزيارات: 263، ح 399، و288، ح 466. عنه مستدرك الوسائل: 10/236، ح
11918. المزار الكبير: 326، ح 3.
ثواب الأعمال وعقاب الأعمال: 111، ح 6. عنه البحار: 98/24، ح 19.
مصباح الزائر: 195، س 4، وفيه: مرسلاً عن الكاظم عليهالسلام.
[370]
كامل الزيارات: 426، ح 646. عنه البحار: 98/82، ح 6، ووسائل الشيعة: 8/535، ح
11377، بتفاوت يسير، ومستدرك الوسائل: 10/327، ح 12106، باختصار.
قطعة منه في حكم الصلاة في الحرمين وعند قبر الحسين عليهالسلام.
[373]
كامل الزيارات: 289، ح 468، و352، ح 605 و606.
عنه البحار: 98/67، ح 59، ومستدرك الوسائل: 10/248، ح 11945.
[375]
كامل الزيارات: 292، ح 478. عنه البحار: 98/30، ح 12، أشار إليه، ووسائل الشيعة:
14/426، ح 19519، بتفاوت يسير.
[376]
كامل الزيارات: 292، ح 477. عنه وسائل الشيعة: 14/426، ح 19518، والبحار:
98/29، ح 7، أشار إليه.
[377]
ثواب الأعمال وعقاب الأعمال: 112، ح 11. عنه وعن الكامل، وسائل الشيعة: 14/419،
ح 19500، والبحار: 98/29، ح 8، و9.
كامل الزيارات: 291، ح 474.
[378]
في ثواب الأعمال: «قائد الخيّاط».
[379] الأمالي: 122، ح
9. عنه وعن ثواب الأعمال، البحار: 98/21، ح 1، ووسائل الشيعة:
14/418، س 6، ضمن ح 19494، أشار إليه.
ثواب الأعمال
وعقاب الأعمال: 110، ح 4.
عنه وعن
الأمالي والكامل، مستدرك الوسائل: 10/233، ح 11915.
جامع الأخبار:
24، س 7. روضة الواعظين: 214، س 9.
مصباح الزائر
195، س 4.
كامل الزيارات:
262، ح 1، وفيه: حدّثني أبي رحمهالله، عن عبد اللّه
بن جعفر الحميريّ، وحدّثني محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحميريّ، عن أبيه عبد
اللّه، عن عليّ بن إسماعيل القمّيّ، عن محمّد بن عمرو الزيّات، عن قائد الحنّاط،
عن أبي الحسن الماضي عليهالسلام ... .
عنه البحار:
98/21، ح 2، أشار إليه.
المناقب لابن
شهر آشوب: 4/128، س 7، بتفاوت يسير.
[380] تهذيب الأحكام:
6/48، ح 106. عنه وسائل الشيعة: 14/438، ح 19550.
[381]
- تهذيب الأحكام: 6/43 ح 91. عنه وعن الكامل، وسائل الشيعة: 14/430 ح
19527. كامل الزيارات: 284، ح 457. عنه البحار: 98/47، ح 11.
[382]
- چ عدّه الشيخ من أصحاب الصادق والكاظم عليهماالسلام. رجال الطوسيّ: 177، رقم 197،
و347، رقم 14.
وقال النجاشي: روى عن أبي عبد اللّه وأبي الحسن عليهماالسلام. رجال النجاشي: 134، رقم 344.
[383] - تهذيب الأحكام:
6/107 ح 188. عنه وسائل الشيعة: 14/542 ح 19782.
[384] مصباح الزائر: 329 س 7. عنه البحار: 98/101، ح 36.
[388] الكافي: 6/473، ح
6.
عنه وعن
العيون، وسائل الشيعة: 5/101، ح 6038، والبحار: 46/5، ح 8 و9.
عيون أخبار
الرضا عليهالسلام: 2/56، س 8، ضمن ح 206، مرسلاً.
[389]
الكافي: 6/514، ح 1.
عنه الوافي: 6/704، ح 5328، وحلية الأبرار: 3/337، ح 1.
وسائل الشيعة: 2/149، ح 1769، بهذا السند، عن الصادق عليهالسلام.
[390] الإمامة و التبصرة:
64، ح 52.
[392]
الكافي: 3/217، ح 5.
عنه وعن الفقيه، وسائل الشيعة: 3/239، ح 3510، والبحار: 47/49، ح 77، قطعة
منه.
من لا يحضره الفقيه: 1/113، ح 529.
عنه وعن الكافي، الوافي: 25/543، ح 24614.
[395] تهذيب الأحكام:
4/298 ح 901. عنه وعن الإستبصار، وسائل الشيعة: 10/203 ح
13220، قطعة منه، و465 ح 13857.
الإستبصار:
2/133 ح 433.
[400] راكب جمعه رَكْب،
مثل صاحب وصَحْب. المصباح المنير: 236.
[401] جثا يجثو
جُثُوّا، وجثى يجثي جَثِيّا وجُثِيّا: جلس على ركبتيه، أو قام على أطراف أصابعه.
المنجد: 79.
[402]
في البحار: «وكنت بالباب حولاً».
[403] ص: 38/88.
[404]
الفَرْوَة: التي تُلْبَس، قيل: بإثبات الهاء، وقيل: بحذفها، والجمع الفِراء، مثل
سهم وسهام. المصباح المنير: 471. الفَرْو: شيء كالجبّة يبطّن من جلود بعض
الحيوانات، كالأرانب والسمّور. المنجد: 580.
[405] الخرائج
والجرائح: 1/299، ح 6.
عنه إثبات
الهداة: 3/115، ح 137، قطعة منه، والصراط المستقيم: 2/186، ح 6، باختصار،
ومدينة المعاجز: 5/396، ح 1737.
وعنه وعن
المناقب، البحار: 47/113، ح 150.
المناقب لابن
شهر آشوب: 4/242 س 10، باختصار.
عنه مدينة
المعاجز: 5/406، ح 1739.
الثاقب في
المناقب: 398، ح 325، وفيه: عن أبي الحسن عليّ بن محمّد، عن أبيه محمّد،
عن أبيه عليّ بن موسى، عن أبيه موسى بن
جعفر عليهمالسلام، قال ـ في حديث طويل أنا أختصره ـ أنّ ملك الهند ... .
عنه مدينة
المعاجز: 5/401، ح 1738.
[406]
العود: آلة من المعازف يضرب بها. المنجد: 536، عود.
الطنبور: آلة طرب ذات عنق طويل لها أوتار من نحاس، فارسيّة. المصدر: 473،
(طنب).
[407]
الاختصاص: 90، س 12.
عنه البحار: 48/179، ح 22، ومستدرك الوسائل: 1/426، ح 1069، وفيه: «عليّ بن
أبي
حمزة»،، بدل «عليّ بن حمزة».
[408] في المصدر:
«تهجّنا»، وما أثبتناه عن البحار.
[409]
طبّ الأئمّة عليهمالسلام: 115 س 8.
عنه البحار: 47/173، ح 20، و92/219، ح 16، ومدينة المعاجز: 5/254، ح 1614،
والمصباح للكفعمي: 313 س 10، فطعة منه.
[410]
الكافي: 7/397، ح 14.
عنه وعن التهذيب، وسائل الشيعة: 27/382، ح 34005.
تهذيب الأحكام: 6/244، ح 609.
مسائل عليّ بن جعفر: 287، ح 727.
[411] العُرَيض: واد
بالمدينة. معجم البلدان: 114.
[412]
ما بين القوسين عن الخرائج والبحار.
[413] بصائر الدرجات:
الجزء السادس/294، ح 3.
عنه البحار:
6/248، ح 84، و27/303، ح 3.
الخرائج
والجرائح: 2/817، ح 27، بتفاوت يسير.
[414]
بصائر الدرجات: الجزء السادس/302 ، ح 18.
عنه البحار: 6/231، ح 42، و27/304، ح 8، ومدينة المعاجز: 5/382، ح 1727.
[415] الرعد: 13/21.
[416] المجديّ في الأنساب: 212، س 10.
[422]
في البحار: عليّ الرضا عليهالسلام.
[423]
قرب الاسناد: 376، ح 1331. عنه البحار: 23/67، ح 1، وإثبات الهداة: 3/325، ح 20،
قطعة منه.
[427]
الغيبة: 41، ح 21.
عنه البحار: 49/24، ح 42، وإثبات الهداة: 3/240، ح 51.
كفاية الأثر: 269 س 4، وفيه: حدّثنا محمّد بن عليّ، قال: حدّثنا أبي، عن سعد
بن عبد اللّه، عن
محمّد بن عيسى، قال: حدّثني جماعة من أصحابنا، عن بكر ين موسى الواسطيّ ... .
عنه إثبات الهداة: 3/242، ح 62.
إثبات الوصيّة: 204، س 5، بتفاوت يسير.
[428] الغيبة: 42، ح
24.
عنه البحار:
49/26، ح 45، وإثبات الهداة: 3/241، ح 54.
مسائل عليّ بن
جعفر: 21، ح 2، و347، ح 856.
[429]
بتَره بَتْرا من باب قتل: قطعه على غير تمام. ويقال في لازمه بَتِر يَبْتَر من باب
تعِب، فهو أبتر. المصباح المنير: 35.
[430]
الغيبة: 68، ح 71.
عنه البحار: 48/256 س 2، ضمن، ح 9، وإثبات الهداة: 3/185، ح 40، و241، ح 56،
و،
ح 57، قطعات منه.
[432] إعلام الورى:
2/64، س 16.
عنه البحار:
49/100، س 17، ضمن، ح 17، وحلية الأبرار: 4/350، س 10، ضمن، ح 4،
وإثبات الهداة: 3/242، ح 63، و ، والأنوار البهيّة: 209، س 6، و218، س 10.
كشف الغمّة:
2/317، س 6، بتفاوت يسير.
الصراط
المستقيم: 2/164، س 11.
[433] في إثبات الهداة:
رشده.
[434]
ينابيع المودّة: 3/166 س 19. عنه إثبات الهداة: 3/246 س 16.
[436] عيون أخبار الرضا
عليهالسلام: 2/260، ح 23. عنه وسائل الشيعة: 14/558، ح 19817،
ومدينة المعاجز: 6/454، ح 2099، والبحار: 99/38، ح 32، وإثبات الهداة: 3/184، ح
35.
قطعة منه في من
زاره كمن زار رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم و(إخباره عليهالسلام بالآجال).
[437] كتاب زيد
النرسيّ، المطبوع ضمن الاُصول الستّة عشر: 52، س 22.
عنه مستدرك
الوسائل: 10/357، ح 12176.
كامل الزيارات:
510، ح 795، حدّثني أبي، وعليّ بن الحسين، وعليّ بن محمّد بن قولويه، عن
عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن زيد النرسيّ، عن أبي الحسن
موسى بن جعفر عليهماالسلام ... .
عنه البحار:
99/41، ح 45، ووسائل الشيعة: 14/560، ح 19824.
[438]
ما بين القوسين عن التهذيب وغيره من المصادر.
[439]
في المصدر: «المضمار»، وفي الأمالي: «المطمر»، وما أثبتناه عن العيون.
المِطْمار: خَيْط للبنّاء يُقدِّر به، كالمِطْمَر. القاموس المحيط: 2/112.
[440] حبَوتُ الرجل
حِباءً: أعطيتُه الشيء بغير عوض، والإسم منه الحُبْوَة بالضمّ. المصباح المنير:
120. وحبا الرجلَ حَبْوا: أعطاه، والإسم: الحَبْوة والحِبْوة والحِباء. لسان
العرب: 14/162.
[441]
الكافي: 4/585، ح 4.
عنه وعن
التهذيب، وسائل الشيعة: 14/564، ح 19832، و565، ح 19833، قطعات منه.
تهذيب الأحكام:
6/84، ح 167.
عيون أخبار
الرضا عليهالسلام: 2/259، ح 20.
الأمالي
للصدوق: 105، ح 6.
عنه البحار:
7/292، ح 4، قطعة منه.
الدروس: 2/14،
س 5، قطعة منه.
عنه الأنوار
البهيّة: 242، س 5.
المزار الكبير:
546، ح 4.
كامل الزيارات:
511، ح 798، وح 799.
عنه البحار:
99/41، ح 46، ومستدرك الوسائل: 10/357، ح 12179.
روضة الواعظين:
258، س 7، مرسلاً وبتفاوت يسير.
[445]
في المصدر: «فسوف تذكرون»، وما أثبتناه عن الغيبة، للطوسيّ.
[446] الهداية الكبرى:
361، س 9، بتفاوت يسير.
الكافي: 1/336،
ح 2، وفيه: عليّ بن محمّد، عن الحسن بن عيسى بن محمّد بن عليّ بن جعفر،
عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر عليهمالسلام، قال: ... قطعة منه.
عنه إثبات
الهداة: 1/445، ح 27، و3/442، ح 15، قطعة منه فيهما، والوافي: 2/405، ح 908.
الإمامة
والتبصرة: 113، ح 100، نحو ما في الكافي.
المجدي: 133، س
16، قطعة منه، مرسلاً.
كفاية الأثر:
264، س 4، نحو ما في الكافي.
إعلام الورى:
2/239، س 7، نحو ما في الكافي.
التشريف
بالمنن، المعروف بالملاحم والفتن: 354، ح 521، قطعة منه.
الغيبة
للطوسيّ: 166، ح 128، و337، ح 284، نحو ما في الكافي.
عنه البحار:
52/113، ح 26.
إثبات الوصيّة:
265، س 5، و270، س 18، قطعة منه فيهما.
علل الشرائع:
244، ح 4، قطعة منه.
عنه وعن
الإكمال والغيبة للطوسيّ والنعمانيّ وكفاية الأثر، البحار: 51/150، ح 1.
الصراط
المستقيم: 2/229، س 6، قطعة منه.
إكمال الدين
وإتمام النعمة: 359، ح 1، نحو ما في الكافي.
عنه وعن العلل
والغيبة وكفاية الأثر، إثبات الهداة: 3/476، ح 164، قطعة منه.
مسائل عليّ بن
جعفر: 325، ح 810، نحو ما في الإكمال.
الغيبة
للنعمانيّ: 154، ح 11، نحو ما في الكافي.
دلائل الإمامة:
534، ح 516، وفيه: روى أبو محمّد الحسن بن عيسى، عن أبيه عيسى ابن محمّد بن عليّ،
عن أبيه محمّد بن عليّ بن جعفر، قال: قال: يا بنيّ ... وبتفاوت.
[449] وتَر يتِرُ
وَتْرا وتِرَةً فلانا: أصابه بظلم، أو مكروه ... الموتور: من قُتِل له قتيل، فلم
يُدرِك بدمه.
المنجد: 885.
[451] إكمال الدين
وإتمام النعمة: 361 س 5.
عنه وعن كفاية
الأثر، البحار: 51/151، ح 6، وإثبات الهداة: 3/477، ح 168.
كفاية الأثر:
265، س 6.
عنه مستدرك
الوسائل: 12/282، ح 14098.
إعلام الورى:
2/239، س 16.
كشف الغمّة:
2/523، س 20.
الصراط
المستقيم: 2/229، س 10، باختصار.
منتخب الأنوار
المضيئة: 80، س 7.
الإمامة
والتبصرة: 2، س 11.
[452]
قال أبو بكر في قولهم: فلان طريد شريد: أمّا الطريد فمعناه المطرود، والشريد فيه
قولان: أحدهما الهارب، من قولهم شرد البعير وغيرُه إذا هرب، وقال الأصمعيّ: الشريد
المُفرَد. لسان العرب: 3/237.
[453] دلائل الإمامة:
530، ح 507.
[454] الرسالة الثانية
في الغيبة، المطبوع ضمن مصنّفات الشيخ رحمهالله: 7/13 س 9.
[458]
آلِ عِمْرَانَ:3/83.
[464]
في الأصل: «هنيئة»، وما أثبتناه هو الموافق لما في كتب اللغة.
[467]
الثَنِيّة: العَقَبة أو طريقها، أو الجبل أوالطريقة فيه أو إليه. القاموس المحيط:
4/448.
ذو طُوىً: واد بقرب مكّة على نحو فرسخ، ويُعرف في وقتنا بالزاهر في طريق
التنعيم. المصباح المنير: 382.
[468] كتاب الغيبة:
315، ح 9.
عنه البحار:
52/370، ح 158.
بحار الأنوار:
52/306، ح 80، نقلاً عن السيّد عليّ بن عبد الحميد.
[469]
مستدرك الوسائل: 13/137، ح 15007، عن كتاب المجموع الرائق للسيّد هبة اللّه
الراوندي.يأتي الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3188.
[470]
تهذيب الأحكام: 10/314، ح 1169.
عنه وسائل الشيعة: 10/243، ح 35545، وإثبات الهداة: 3/455، ح 81.
نزهة الناظر للحلّيّ: 160، س 17.
[471] الخصال: 169، ح
223.
عنه البحار:
52/309، ح 2، ومستدرك الوسائل: 17/186، ح 21107، وإثبات الهداة:
3/495، ح 256.
مختصر بصائر
الدرجات: 170 س 8.
[474]
هكذا في المصدر؛ ولكن لم يظهر لنا إسم الراوي عن الكاظم عليهالسلام.
[475] الزمر: 39/42.
[476] في المصدر: «فليس»، وما أثبتناه عن البحار.
[477]
قال في البحار: قوله عليهالسلام: «ولكنّه إذا قضى ... »، أي بالنوم، وكأنّ فيه سقطا.
[478]
الكهف: 18/18.
[480]
الكافي: 2/429، ح 3. عنه نور الثقلين: 5/524، ح 18، والبرهان: 4/220، ح 13. وعنه
وعن الصفات، وسائل الشيعة: 1/57، ح 120، والوافي: 5/1022، ح 3516، والبحار: 5/325،
ح 16.
صفات الشيعة، ضمن كتاب «المواعظ»: 253، ح 62.
إرشاد القلوب للديلميّ: 180، س 6.
[482]
الكافي: 3/228، ح 4.
وسائل الشيعة: 3/222، ح 3465، والوافي: 25/579، ح 24709.
الدعوات للراونديّ: 271، ح 775.
كامل الزيارات: 531، ح 813.
[483] كتاب درست بن أبي
منصور، المطبوع ضمن الاُصول الستّة عشر: 168، س 23.
عنه مستدرك
الوسائل: 2/111، ح 1567، و5/321، ح 5990.
[487]
اقتَصَّ فلانٌ: أخَذ القصاصَ. المعجم الوسيط: 739.
[488] في المصدر: «أو من»، وما أثبتناه عن البحار.
[489] مختصر بصائر
الدرجات: 28 س 5. عنه البحار: 53/44، ح 16.
[492] الاختصاص: 61 س
8، عنه البحار: 46/343، ح 35، قطعة منه.
رجال الكشّيّ:
9، ح 20.
روضة الواعظين:
309، س 17، مرسلاً، عنه البحار: 22/342، س 4، ضمن ح 52، قطعة
منه.
[494]
يونس بن عبد الرحمن مولى عليّ بن يقطين كان وجهاً في أصحابنا، متقدّماً، عظيم
المنزلة.
رجال النجاشيّ: 446 رقم 1208.
فهذه الرواية وما شابهها إمّا صدرت تقيّة، وإمّا ضعيفة كما صرّح مفصّلاً
السيّد الخوئي في معجم رجال الحديث: 20/198 رقم 13834.
[497] مكارم الأخلاق:
137 س 5. عنه البحار: 63/317، ح 6.
[498] ثواب الأعمال
وعقاب الأعمال: 215، ح 2.
عنه البحار:
5/281، ح 14، و68/391، ح 54، ووسائل الشيعة: 12/155، ح 15934.
مشكاة الأنوار:
222، س 1، بتفاوت يسير.
عنه مستدرك
الوسائل: 8/445، ح 9948.
[500] تاريخ اليعقوبي:
2/414، س 15.
[501]
القَليب: البئر. المعجم الوسيط: 753.
[502] البقرة: 2/258.
[503]
النازعات: 79/24.
[504]
ثواب الأعمال: 255، ح 3. عنه البحار: 30/407، ح 4، ونور الثقلين: 1/85، ح 225،
و267، ح 1073، و3/392، ح 108، قطعتان منه، ومقدّمة البرهان: 239 س 9، قطعة منه.
الخصال: 398، ح 106، قطعة منه.
عنه البحار: 8/310، ح 77، و12/37، ح 20، و30/409، ح 5، أشار إليه.
روضة الواعظين: 556 س 18، قطعة منه.
جامع الأخبار: 143 س 11، بتفاوت يسير.
قطعة منه في سورة البقرة: 2/258، و(النازعات: 79/24).