موسوعة

    الإمام الكاظم عليه‏السلام

 

 

الجزء الثاني

 

 

اللجنة العلميّة في مؤسّسة وليّ العصر عليه‏السلام

للدراسات الإسلاميّة

 

بإشراف

السيّد محمّد الحسيني القزويني

1 ـ الشيخ مهدي الإسماعيلي     2 ـ السيّد أبو الفضل الطباطبائي

3 ـ السيّد محمّد الموسوي     4 ـ الشيخ عبد اللّه الصالحي

 

 


 


 


 


 

 

 

 

 

 

 

الباب الثالث ـ سيرته الإجتماعيّة

وفيه فصلان

 

الفصل الأوّل: سيره عليه‏السلام وسننه

الفصل الثاني: أحواله عليه‏السلام مع خلفاء زمانه

 

 

 

 

 

 

 

 


 


 

 

 

 

 

 

 

الباب الثالث ـ سيرته الإجتماعيّة

وهو يشتمل على فصلين

 

الفصل الأوّل: سيره وسننه عليه‏السلام

وفيه ثمانية موضوعات

 

(أ) ـ سننه عليه‏السلام في الزيّ والتجمّل

وفيه ثلاثة وثلاثون موردا

 

الأوّل ـ حضوره عليه‏السلام في المكتب في طفوليّته:

1 ـ أبو عليّ الطبرسيّ رحمه‏الله: روي عن أبي حنيفة النعمان بن ثابت، قال:

دخلت المدينة، فأتيت أبا عبد اللّه جعفر بن محمّد عليهماالسلام فسلّمت عليه، وخرجت
من عنده فرأيت ابنه موسى في دهليزه قاعدا في مكتبه، وهو صغير السنّ ... [1].


 

الثاني ـ لباسه عليه‏السلام:

1 ـ الحميريّ رحمه‏الله: ... عليّ بن جعفر بن ناجية، أنّه كان اشترى طيلسانا طرازيّا
أزرق بمائة درهم، وحمله معه إلى أبي الحسن الأوّل عليه‏السلام، ولم يعلم به أحد، وكنت
أخرج أنا مع عبد الرحمن بن الحجّاج، وكان هو إذ ذاك قيّما لأبي الحسن الأوّل عليه‏السلام،
فبعث بما كان معه.

فكتب: اطلبوا لي ساجا طرازيّا أزرق، فطلبوه بالمدينة، فلم يوجد عند أحد،
فقلت له: هو ذا، هو معي، وما جئت به إلاّ له، فبعثوا به إليه وقالوا له: أصبناه مع عليّ
ابن جعفر ... [2].

(603) 2 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: محمّد بن عيسى، عن محمّد بن عليّ،
قال: رأيت على أبي الحسن عليه‏السلام ثوبا عدسيّا[3].

(604) 3 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: عليّ بن محمّد بن بُنْدار، عن أحمد بن
أبي عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي جرير القمّيّ، قال: سألت
الرضا عليه‏السلام، عن الريش أذكيّ هو؟

فقال: كان أبي عليه‏السلام يتوسّد الريش[4].

(605) 4 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد
ابن خالد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال: سأل الحسن بن قياما 1رالحسن بن قياما ، 3أبا الحسن عليه‏السلام
عن الثوب الملحم بالقزّ والقطن، والقزّ أكثر من النصف، أيصلّى فيه؟

قال: لا بأس، وقد كان لأبي الحسن عليه‏السلام منه جباب كذلك[5].

5 ـ أبو جعفر الطبريّ رحمه‏الله: ... المفضّل بن عمر، قال: كنت بين يدي مولاي
موسى بن جعفر عليهماالسلام، وكان [ الوقت] شتاءا شديد البرد، وعلى مولاي عليه‏السلامجبّة
حرير صينيّ سوداء، وعلى رأسه عمامة خزّ صفراء ... [6].

6 ـ أبو جعفر الطبريّ رحمه‏الله: ... حسام بن حاتم الأصمّ، قال: حدّثني أبي، قال:
قال لي شقيق ـ يعني ابن إبراهيم البلخيّ ـ: خرجت حاجّا إلى بيت اللّه الحرام في
سنة تسع وأربعين ومائة، فنزلنا القادسيّة.

قال شقيق: فنظرت إلى الناس في زيّهم بالقباب والعماريّات والخيم والمضارب،
وكلّ إنسان منهم قد تزيّا على قدره، فقلت: اللّهمّ إنّهم قد خرجوا إليك فلا تردّهم
خائبين.

فبينما أنا قائم وزمام راحلتي بيدي، وأنا أطلب موضعا أنزل فيه منفردا عن
الناس، إذ نظرت إلى فتىً حدث السنّ حسن الوجه، شديد السمرة، عليه سيماء
العبادة وشواهدها، وبين عينيه سجّادة كأنّها كوكب درّيّ، وعليه من فوق ثوبه شملة
من صوف، وفي رجله نعل عربيّ، وهو منفرد في عزلة من الناس ... .

فقلت لبعض الناس أحسبه من مواليه: من هذا الفتى؟


فقال لي: هذا أبو إبراهيم، عالم آل محمّد، قلت: ومن أبو إبراهيم؟

قال: موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبيطالب عليهم‏السلام.

فقلت: لقد عجبت أن توجد هذه الشواهد إلاّ في هذه الذرّيّة[7].

(606) 7 ـ أبو نصر الطبرسيّ رحمه‏الله: عن أبي الحسن الأوّل عليه‏السلام قال: لم يكن شيء
أبغض إليه من لبس الثوب المشهور، وكان يأمر بالثوب الجديد، فيغمس في الماء
ويلبسه[8].

(607) 8 ـ أبو نصر الطبرسيّ رحمه‏الله: عن محمّد بن عليّ، قال: رأيت على
أبي الحسن عليه‏السلامقلنسوة خزّ مبطّنة بسمّور[9].

(608) 9 ـ أبو نصر الطبرسيّ رحمه‏الله: عن الحسن بن مختار، قال: قال لي
أبو الحسن  الأوّل عليه‏السلام: اعمل لي قلنسوة لا تكون مصنّعة، فإنّ السيّد مثلي لا
يلبس  المصنّع[10][11].

 

الثالث ـ خاتمه عليه‏السلام:

(609) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: عليّ بن محمّد بن بُنْدار، عن إبراهيم
ابن إسحاق الأحمر، عن الحسن بن سهل، عن الحسن بن عليّ بن مِهْران، قال:
دخلت على أبي الحسن موسى عليه‏السلام وفي إصبعه خاتم، فصّه فيروزج، نقشه: «اللّه
الملك»، فأدمت النظر إليه، فقال: ما لك تديم النظر إليه؟

فقلت: بلغني أنّه كان لعليّ أمير المؤمنين عليه‏السلام خاتم فصّه فيروزج، نقشه: «اللّه
الملك»، فقال: أتعرفه؟

قلت: لا، فقال: هذا هو، تدري ما سببه؟

قلت: لا، قال: هذا حجر أهداه جبرئيل عليه‏السلام إلى رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، فوهبه
رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم لأمير المؤمنين عليه‏السلام، أتدري ما اسمه؟

قلت: فيروزج، قال: هذا بالفارسيّة، فما اسمه بالعربيّة؟

قلت: لا أدري، قال: اسمه الظفر[12].

(610) 2 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: سهل بن زياد، عن محمّد بن عيسى،
عن صفوان، عن أبي الحسن الرضا عليه‏السلام، قال: قوّموا خاتم أبي عبد اللّه عليه‏السلامفأخذه
أبي منهم بسبعة، قال: قلت: بسبعة دراهم.


قال: بسبعة دنانير[13].

(611) 3 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن
أبي عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال: كنت عند أبي الحسن الرضا عليه‏السلام،
فأخرج إلينا خاتم أبي عبد اللّه عليه‏السلام، وخاتم أبي الحسن عليه‏السلام، وكان على خاتم
أبي عبد اللّه عليه‏السلام: «أنت ثقتي فاعصمني من الناس»، ونقش خاتم أبي الحسن عليه‏السلام:
«حسبي اللّه»، وفيه وردة وهلال في أعلاه[14].

(612) 4 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن
أبي عبد اللّه، عن أبيه، عن يونس بن عبد الرحمن، قال:

سألت أبا الحسن الرضا عليه‏السلام، عن نقش خاتمه وخاتم أبيه عليهماالسلام؟

قال: نقش خاتمي: «ما شاء اللّه لا قوّة إلاّ باللّه»، ونقش خاتم أبي: «حسبي
اللّه»، وهو الذي كنت أتختّم به[15].

(613) 5 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: ... عن الحسين بن خالد الصَيْرَفيّ، قال: قلت لأبي
الحسن عليّ بن موسى الرضا عليهماالسلام: ... ما كان نقش خاتم أمير المؤمنين عليه‏السلام؟

قال: ولِم لا تسألني عمّا كان قبله؟ قلت: فأنا أسألك، قال: نقش خاتم آدم عليه‏السلاملا
إله إلاّ اللّه، محمّد رسول اللّه ... وكان نقش خاتم أبي الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام:
«حسبي اللّه»، قال الحسين بن خالد: وبسط أبو الحسن الرضا عليه‏السلامكفّه وخاتم
أبيه عليه‏السلام في إصبعه حتّى أراني النقش[16].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(614) 6 ـ أبو جعفر الطبريّ رحمه‏الله: وكان له ج أي لأبي الحسن موسى
الكاظم عليه‏السلامج خاتم، نقشة فصّه: حسبي اللّه[17].

(615) 7 ـ أبو نصر الطبرسيّ رحمه‏الله: عن الحسين بن خالد ... :

وخاتم أبي الحسن الأوّل عليه‏السلام: «حسبي اللّه» ... [18].

والحديث طويل، أخذنا منه موضع الحاجة.

(616) 8 ـ الكفعميّ رحمه‏الله: ج نقش خاتمه عليه‏السلام «كن من اللّه على حذر»[19].

(617) 9 ـ ابن الصبّاغ: نقش خاتمه عليه‏السلام: «الملك للّه وحده»[20].


 

الرابع ـ مسكنه عليه‏السلام:

(618) 1 ـ السيّد ابن طاووس رحمه‏الله: أبي القاسم عبد الواحد بن عبد اللّه بن
يونس المَوْصِليّ بلفظه أخبرنا محمّد بن عليّ، أخبرنا أبو جعفر بن عبد الجبّار، عن
إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي الحسن موسى عليه‏السلام، قال: كان أبو الحسن في دار
عائشة، فتحوّل منها بعياله، فقلت له: جعلت فداك! أتحوّلت من دار أبيك؟

فقال: إنّي أحببت أن أوسّع على عيال أبي، إنّهم كانوا في ضيق وأحببت أن أوسّع
عليهم حتّى يعلم أنّي وسّعت على عياله.

فقلت: جعلت فداك! هذا للإمام خاصّة، قال: وللمؤمنين، ما من مؤمن إلاّ وهو
يُلِمّ[21] بأهله كلّ جمعة، فإن رأى خيرا حمد اللّه عزّ وجلّ وإن رأى غير ذلك استغفر
واسترجع[22].

 

الخامس ـ داره عليه‏السلام وجلوسه

1 ـ ابن حمزة الطوسيّ رحمه‏الله:  ... عن أبي عليّ بن راشد، قال: اجتمعت العصابة
بنيسابور في أيّام أبي عبد اللّه عليه‏السلام، فتذاكروا ما هم فيه من الانتظار للفرج، وقالوا:
نحن نحمل في كلّ سنة إلى مولانا ما يجب علينا، وقد كثرت الكاذبة، ومن يدّعي هذا
الأمر، فينبغي لنا أن نختار رجلاً ثقة نبعثه إلى الإمام، ليتعرّف لنا الأمر، فاختاروا
رجلاً يعرف بأبي جعفر محمّد بن إبراهيم النيسابوريّ ... .

فما زلت أبكي وأستغيث به، فإذا أنا بإنسان يحرّكني، فرفعت رأسي من فوق
القبر، فرأيت عبدا أسود عليه قميص خلق، وعلى رأسه عمامة خلق.

فقال لي: يا أبا جعفر النيسابوريّ، يقول لك مولاك موسى بن جعفر عليهماالسلام: ... .

فجئت إليه فوجدته في دار خراب، وبابه مهجور، ما عليه أحد، وإذا بذلك الغلام
قائم على الباب، فلمّا رآني دخل بين يديّ، ودخلت معه فإذا بسيّدنا عليه‏السلامجالس
على الحصير، وتحته شاذكونه يمانيّة ... [23].

 

السادس ـ ضحكه عليه‏السلام:

1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ... يزيد بن سليط، قال:

لقيت أبا إبراهيم عليه‏السلامفقلت له: فمن يرضى منك بهذا فعليه لعنة اللّه.

قال: فضحك أبو إبراهيم ضحكا شديدا، ثمّ قال: أُخبرك يا أبا عمارة! إنّي
خرجت من منزلي فأوصيت إلى ابني فلان ... [24].

 

السابع ـ تبسمّه عليه‏السلام:

1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ... محمّد بن عمر(و) قال: ... دخلت على

أبي الحسن عليه‏السلام بالمدينة ... فقلت: جعلت فداك، خرجت وما لي ولد، فلقيني جار
لي، فقال لى: قد ولد لك غلام، فتبسّم عليه‏السلام ... [25].

2 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ... منصور بن يونس، قال: سألت العبد
الصالح عليه‏السلام وهو بالعريض، فقلت له: جعلت فداك، إنّي قد تزوّجت امرأة، وكانت
تحبّني ... فمكث طويلاً مطرقا، ثمّ رفع رأسه إليّ، وهو متبسّم ... [26].

 

الثامن ـ مركبه  عليه‏السلام

1 ـ الصفّار رحمه‏الله: ... أحمد بن هارون بن موفّق مولى أبي الحسن، قال: أتيت
أبا الحسن عليه‏السلام لأُسلّم عليه، فقال لي: اركب ندور في أموالنا، فأتيت فازة لي قد
ضربت على جدول ماء كان عنده خضرة، فاستنزه ذلك، فضربت له الفازة
فجلست حتّى أتى على فرس له ... [27].

2 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ... حمّاد بن عثمان، قال: بينا موسى بن
عيسى في داره التي في المسعى يشرف على المسعى، إذ رأى أبا الحسن موسى عليه‏السلام
مقبلاً من المروة على بغلة، فأمر ابن هياج رجلاً من همدان منقطعا إليه أن يتعلّق
بلجامه ويدّعي البغلة ... [28].

3 ـ الشيخ المفيد رحمه‏الله: وذكر ابن عمّار وغيره من الرواة أنّه لمّا خرج الرشيد إلى
الحجّ وقرب من المدينة، استقبله الوجوه من أهلها، ويقدمهم موسى بن جعفر عليهماالسلام
على بغلة، فقال له الربيع: ما هذه الدابّة التي تلقّيت عليها أمير المؤمنين، واللّه! إن
طلبت عليها لم تدرك، وإن طلبت عليها لم تفت؟


فقال: إنّها تطأطأت عن خيلاء الخيل، وارتفعت عن ذلّة العير، وخير الأمور
أوسطها ... [29].

4 ـ ابن حمزة الطوسيّ رحمه‏الله:  ... عن أبي عليّ بن راشد، قال: اجتمعت العصابة
بنيسابور في أيّام أبي عبد اللّه عليه‏السلام، فتذاكروا ما هم فيه من الانتظار للفرج، وقالوا:
نحن نحمل في كلّ سنة إلى مولانا ما يجب علينا، وقد كثرت الكاذبة، ومن يدّعي هذا
الأمر، فينبغي لنا أن نختار رجلاً ثقة نبعثه إلى الإمام، ليتعرّف لنا الأمر، فاختاروا
رجلاً يعرف بأبي جعفر محمّد بن إبراهيم النيسابوريّ ... .

فما زلت أبكي وأستغيث به، فإذا أنا بإنسان يحرّكني، فرفعت رأسي من فوق
القبر، فرأيت عبدا أسود عليه قميص خلق، وعلى رأسه عمامة خلق.

فقال لي: يا أبا جعفر النيسابوريّ، يقول لك مولاك موسى بن جعفر عليهماالسلام: ... .

وأقامت شطيطة تسعه عشر يوما، وماتت رحمها اللّه، فتزاحمت الشيعة على
الصلاة عليها، فرأيت أبا الحسن عليه‏السلام على نجيب، فنزل عنه وأخذ بخطامه، ووقف
يصلّي عليها مع القوم، وحضر نزولها إلى قبرها، ونثر في قبرها من تراب قبر
أبي عبد اللّه الحسين عليه‏السلام.

فلمّا فرغ من أمرها ركب البعير وألوى برأسه نحو البرّيّة ... [30].

5 ـ السيّد المرتضى رحمه‏الله: ... أيّوب بن الحسين الهاشميّ، قال: قدم على الرشيد
رجل من الأنصار يقال له: نفيع، وكان عرّيضا، قال: فحضر باب الرشيد يوما ومعه
عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، وحضر موسى بن جعفر عليهماالسلامعلى حمار له،
فتلّقاه الحاجب بالبشر والإكرام ... [31].

 

التاسع ـ غلمانه عليه‏السلام:

1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ... عن حمّاد بن عثمان، قال: بينا موسى بن
عيسى في داره التي في المسعى يشرف على المسعى، إذ رأى أبا الحسن موسى عليه‏السلام
مقبلاً من المروة على بغلة، فأمر ابن هياج رجلاً من همدان منقطعا إليه أن يتعلّق
بلجامه ويدّعي البغلة.

فأتاه فتعلّق باللجام، وادّعى البغلة، فثنّى أبو الحسن عليه‏السلام رجله، فنزل عنها وقال
لغلمانه: خذوا سرجها، وادفعوها إليه ... [32].

2 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ... خلف بن حمّاد الكوفيّ، قال: ... .

فلمّا صرنا بمنى بعثت إلى أبي الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام ... .

[ ثمّ] توجّهت إلى مضربه، فلمّا كنت قريبا إذا أنا بأسود قاعد على الطريق، فقال:
من الرجل؟

فقلت: رجل من الحاجّ. فقال: ما اسمك؟

قلت: خلف بن حمّاد. قال: ادخل بغير إذن، فقد أمرني أن أقعد ههنا، فإذا أتيت
أذنت لك ... [33].


3 ـ الحميريّ رحمه‏الله: ... عليّ بن جعفر، قال: ... كنت مع أخي [ موسى بن
جعفر عليهماالسلام] في طريق بعض أمواله وما معنا غير غلام له؟

فقال: تنحّ يا غلام! ... [34].

 

العاشر ـ يمينه عليه‏السلام:

1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ... خلف بن حمّاد الكوفيّ، قال: ... فلمّا
صرنا بمنى بعثت إلى أبي الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام ... فرفع يده إلى السماء وقال:
واللّه! ما أخبرك إلاّ عن رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم[35].

2 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ... محمّد بن حكيم، قال: قلت لأبي الحسن
موسى عليه‏السلام: جعلت فداك، فقّهنا في الدين ... فقال عليه‏السلام: هيهات، هيهات في ذلك،
واللّه! هلك من هلك ... .

قال محمّد بن حكيم لهشام بن الحكم: واللّه! ما أردت إلاّ أن يرخّص لي في  القياس[36].

 

الحادي عشر ـ استعماله عليه‏السلام الطِيب:

(619) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن
أبي عبد اللّه، عن موسى بن القاسم، عن عليّ بن أسباط، عن الحسن بن جهم، قال:
خرج إليّ أبو الحسن عليه‏السلام، فوجدت منه رائحة التجمير[37].

(620) 2 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن
أبي عمير، عن مُرازِم، قال: دخلت مع أبي الحسن عليه‏السلام الحمّام، فلمّا خرج إلى المسلخ
دعا بمجمرة[38]، فتجمّر بها، ثمّ قال: جمّروا مرازم.

قال: قلت: من أراد أن يأخذ نصيبه يأخذ؟

قال: نعم[39].

(621) 3 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن
عيسى، عن العبّاس بن معروف، عن اليعقوبيّ، عن عيسى بن عبد اللّه، عن عليّ بن
جعفر، قال: كان أبو الحسن موسى عليه‏السلام يستعط بالشليثا[40]، وبالزنبق[41] الشديد الحرّ
خسفيه، قال: وكان الرضا عليه‏السلام أيضا يستعط به.

فقلت لعليّ بن جعفر: لم ذلك؟


فقال عليّ: ذكرت ذلك لبعض المتطبّبين، فذكر أنّه جيّد للجماع[42].

 

الثاني عشر ـ مخزنة مسكه عليه‏السلام:

(622) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد،
عن ابن فضّال، عن الحسن بن الجهم، قال: أخرج إليّ أبو الحسن عليه‏السلاممخزنة فيها
مسك من عتيدة آبنوس[43] فيها بيوت كلّها ممّا يتّخذها النساء[44].

 

الثالث عشر ـ خضابه عليه‏السلام:

(623) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد
ابن خالد، عن أبيه أو غيره، عن سعد بن سعد، عن الحسن بن جهم، قال:

رأيت أباالحسن عليه‏السلام اختضب، فقلت: جعلت فداك، اختضبت!

فقال: نعم، إنّ التهيئة ممّا يزيد في عفّة النساء، ولقد ترك النساء العفّة بترك
أزواجهنّ التهيئة.

ثمّ قال: أيسرّك أن تراها على ما تراك عليه إذا كنت على غير تهيئة؟

قلت: لا، قال: فهو ذاك.

ثمّ قال: من أخلاق الأنبياء التنظّف والتطيّب، وحلق الشعر، وكثرة الطروقة.

ثمّ قال: كان لسليمان بن داود عليه‏السلام ألف امرأة في قصر واحد، ثلاثمائة مهيرة،
وسبعمائة سريّة، وكان رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم له بضع أربعين رجلاً، وكان عنده تسع
نسوة، وكان يطوف عليهنّ في كلّ يوم وليلة[45].

 

الرابع عشر ـ خضابه عليه‏السلام بالحمرة والوسمة:

(624) 1 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا الحسن بن أحمد المالكيّ،
عن أبيه، عن عليّ بن المؤمّل، قال: لقيت موسى بن جعفر عليهماالسلام وكان يخضب
بالحمرة، فقلت: جعلت فداك، ليس هذا من خضاب أهلك.

فقال: أجل، كنت أخضب بالوسمة، فتحرّكت على أسناني، إنّ الرجل كان إذا
أسلم على عهد رسول اللّه فعل ذلك.

ولقد خضب أمير المؤمنين عليه‏السلامبالصفرة، فبلغ النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم ذلك، فقال: إسلام،
فخضبه بالحمرة فبلغ النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم ذلك، فقال: إسلام وإيمان، فخضبه بالسواد فبلغ
النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلمذلك، فقال: إسلام وإيمان ونور[46].

 

الخامس عشر ـ خضابه عليه‏السلام بالسواد:

1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ... الحسن بن الجهم، قال:

دخلت على أبي الحسن عليه‏السلام وقد اختضب بالسواد ... [47].

 

السادس عشر ـ مكحلته عليه‏السلام:

(625) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد،
عن ابن فضّال، عن الحسن بن الجهم، قال:

أراني أبو الحسن عليه‏السلام ميلاً من حديد، ومكحلة من عظام، فقال: هذا كان
لأبي الحسن عليه‏السلام، فاكتحل به، فاكتحلت[48].

 

السابع عشر ـ تنظيفه عليه‏السلام بالزيت والدقيق:

(626) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: وفي حديث آخر لعبد الرحمن، قال:
رأيت أبا الحسن عليه‏السلام وقد تدلّك بدقيق ملتوت بالزيت.

فقلت له: إنّ الناس يكرهون ذلك.

قال: لا بأس به[49].

 

الثامن عشر ـ كان عليه‏السلام يستاك بماء الورد:

(627) 1 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: وكان أبو الحسن عليه‏السلام يستاك بماء الورد[50].

 

التاسع عشر ـ كان عليه‏السلام يتمشّط بالعاج:

(628) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: عليّ بن إبراهيم، عن صالح بن
السنديّ، عن جعفر بن بَشير، عن موسى بن بكر، قال: رأيت أبا الحسن عليه‏السلاميتمشّط
بمشط عاج، واشتريته له[51].

2 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ... الحسين بن الحسن بن عاصم، عن أبيه،
قال: دخلت على أبي إبراهيم عليه‏السلام وفي يده مشط عاج يتمشّط به ... [52].


 

العشرون ـ سباحته عليه‏السلام في حوض من الحياض:

1 ـ الحميريّ رحمه‏الله: ... عن عثمان ابن عيسى، قال: رأيت أبا الحسن الماضي عليه‏السلام
في حوض من حياض ما بين مكّة والمدينة، عليه إزار وهو في الماء، فجعل يأخذ
الماء في فيه، ثمّ يمجّه وهو يصفر ... [53].

 

الحادي والعشرون ـ بدء كتابه عليه‏السلام وختمه:

1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ... عن عليّ بن سويد، قال: كتبت إلى
أبي الحسن موسى عليه‏السلام، وهو في الحبس كتابا أسأله عن حاله، وعن مسائل كثيرة،
فاحتبس الجواب عليَّ أشهر، ثمّ أجابني بجواب هذه نسخته:

بسم اللّه الرحمن الرحيم، الحمد للّه العليّ العظيم، الذي بعظمته، ونوره أبصر
قلوب المؤمنين، وبعظمته ونوره عاداه الجاهلون، وبعظمته ونوره ابتغى من في
السماوات ومن في الأرض، إليه الوسيلة بالأعمال المختلفة، والأديان المتضادّة،
فمصيب ومخطئ، وضالّ ومهتدي، وسميع وأصمّ، وبصير وأعمى حيران، فالحمد للّه
الذي عرف، ووصف دينه محمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم.[54].


 

الثاني والعشرون ـ كيفيّة دخوله عليه‏السلام الحمّام:

(629) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: عليّ بن محمّد بن بندار ومحمّد بن
الحسن جميعا، عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر، عن الحسين بن موسى، قال: كان أبي
موسى بن جعفر عليهماالسلام إذا أراد دخول الحمّام أمر أن يوقد له عليه ثلاثا، وكان لا
يمكنه دخوله حتّى يدخله السودان فيلقون له اللبود[55]، فإذا دخله فمرّة قاعد، ومرّة
قائم، فخرج يوما من الحمّام، فاستقبله رجل من آل الزبير يقال له: كنيد وبيده أثر
حنّاء، فقال: ما هذا الأثر بيدك؟

فقال: أثر حنّاء، فقال: ويلك يا كنيد! حدّثني أبي، وكان أعلم أهل زمانه، عن
أبيه، عن جدّه، قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: من دخل الحمّام فأطلى، ثمّ أتبعه بالحنّاء من
قرنه إلى قدمه، كان أمانا له من الجنون، والجذام، والبرص، و الآكلة إلى مثله من النورة
[56].

 

الثالث والعشرون ـ حجامته عليه‏السلام:

(630) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد،
عن محمّد بن عليّ الهمدانيّ، عن مُعَتِّب، عن أبي عبد اللّه عليه‏السلام، أو قال: عن
أبي الحسن عليه‏السلام، قال: قال يوما: يا معتّب ! اطلب لنا حيتانا طريّة، فإنّي أريد أن
أحتجم، فطلبتها ثمّ أتيته بها، فقال لي: يا معتّب ! سكبج[57] لنا شطرها، واشو لنا

شطرها، فتغدّى منها وتعشّى أبو الحسن عليه‏السلام.

عليّ بن إبراهيم، (عن أبيه ) وعليّ بن محمّد بن بندار، عن أبيه ( وأحمد بن أبي عبد
اللّه جميعا، عن محمّد بن عليّ الهمدانيّ مثله[58].

(631) 2 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن
زياد، عن يعقوب بن يزيد، عن رجل من الكوفيّين، عن أبي عروة أخي شعيب، أو
عن شعيب العَقَرْقُوفيّ، قال: دخلت على أبي الحسن الأوّل
عليه‏السلام، وهو يحتجم يوم الأربعاء
في الحبس، فقلت له: إنّ هذا يوم يقول الناس: إنّ من احتجم فيه أصابه البرص.

فقال: إنّما يخاف ذلك على من حملته أُمّه في حيضها[59].

(632) 3 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضى‏الله‏عنه،
قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عبد
الرحمن بن عمرو بن أسلم، قال:

رأيت أبا الحسن موسى بن حعفر عليهماالسلام احتجم يوم الأربعاء، وهو محموم،
فلم تتركه الحمّى، فاحتجم يوم الجمعة، فتركه الحمّى[60].


(633) 4 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله:حدّثنا أبي رضى‏الله‏عنه، قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه،
قال: حدّثني محمّد بن عيسى بن عُبَيْد، عن زكريّا المؤمن، عن محمّد بن رَباحالقلاّء،  قال:
رأيت أبا إبراهيم
عليه‏السلام يحتجم يوم الجمعة، فقلت: جعلت فداك، تحتجم يوم الجمعة؟!

قال: أقرأ « آية الكرسيّ»، فإذا هاج بك الدم ـ ليلاً كان أو نهارا ـ، فاقرأ «آية
الكرسيّ» واحتجم[61].

 

الرابع والعشرون ـ استعماله عليه‏السلام السُعد لوجع الأسنان:

(634) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: محمّد بن يحيى، عن ابن محبوب، عن
أبي ولاّد، قال: رأيت أبا الحسن الأوّل عليه‏السلام في الحجر وهو قاعد، ومعه عدّة من أهل
بيته، فسمعته يقول: ضربت عليّ أسناني، فأخذت السعد[62] فدلكت به أسناني،
فنفعني ذلك، وسكنت عنّي[63].


 

الخامس والعشرون ـ مرآته عليه‏السلام:

(635) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد،
عن محمّد بن إسماعيل بن بَزيع، قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه‏السلام، عن آنية الذهب
والفضّة؟ فكرههما.

فقلت: قد روى بعض أصحابنا أنّه كان لأبي الحسن عليه‏السلام مرآة ملبّسة فضّة.

فقال: لا، والحمد للّه، إنّما كانت لها حلقة من فضّة، وهي عندي، ثمّ قال: إنّ
العبّاس حين عذر[64] عمل له قضيب ملبّس من فضّة، من نحو ما يعمل للصبيان
تكون فضّته نحوا من عشرة دراهم، فأمر به أبو الحسن عليه‏السلام فكسر[65].

 

السادس والعشرون ـ اتّخاذه عليه‏السلام الحمام في بيته:

(636) 1 ـ ابنا بسطام النيسابوريّان رحمهماالله: عليّ بن سعيد، قال: حدّثنا محمّد بن
كرامة، قال: رأيت في منزل موسى بن جعفر عليهماالسلام زوج حمام، أمّا الذكر فإنّه كان
أخضر به شيء من السمر، وأمّا الأنثى فسوداء، ورأيته يفتّ لهما الخبز وهو على
الخوان ويقول: إنّهما ليتحرّكان من الليل ويؤنسانّي، وما من انتفاضة ينفض بها من
الليل إلاّ دفع اللّه بها من دخل البيت من الأرواح[66].

 

السابع والعشرون ـ دخوله عليه‏السلام القبر:

(637) 1 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: محمّد بن أحمد بن يحيى، عن يعقوب بن يزيد،
عن إبراهيم بن عُقْبة، عن محمّد بن إسماعيل بن بَزيع، قال: رأيت أبا الحسن عليه‏السلام
دخل القبر ولم يحلّ أزراره[67].

 

الثامن والعشرون ـ اجتماع الأموال عنده عليه‏السلام:

(638) 1 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: لم يكن موسى بن جعفر عليهماالسلام ممّن يجمع المال،
ولكنّه حصل في وقت الرشيد، وكثر أعداؤه، ولم يقدر على تفريق ما كان يجتمع إلاّ
على القليل ممّن يثق بهم في كتمان السرّ.

فاجتمعت هذه الأموال لأجل ذلك، وأراد أن لا يحقّق على نفسه قول من كان
يسعى به إلى الرشيد، ويقول: إنّه تحمل عليه الأموال، ويعتقد له الإمامة، ويحمل على
الخروج عليه، ولولا ذلك لفرّق ما اجتمع من هذه الأموال، على أنّها لم تكن أموال الفقراء،
وإنّما كانت أموال يصل بها مواليه، ليكون له إكراما منهم له، وبرّا منهم به
عليه‏السلام[68].

 

التاسع والعشرون ـ مطالبته عليه‏السلام ما استقرضوا من أمواله:

1 ـ الحميريّ رحمه‏الله: ... عن عبدالرحمن بن الحجّاج، قال: استقرضت من غالب -
مولى الربيع - ستّة آلاف درهم تمّت بها بضاعتي، ودفع إليّ شيئا أدفعه إلى
أبي الحسن الأوّل عليه‏السلام، وقال: إذا قضيت من الستّة آلاف درهم حاجتك، فادفعها
أيضا إلى أبي الحسن.

فلمّا قدمت المدينة بعثت إليه بما كان معي، والذي من قبل غالب، فأرسل إليّ:
فأين الستّة آلاف درهم؟

فقلت: استقرضتها منه وأمرني أن أدفعها إليك، فإذا بعت متاعي بعثت بها إليك،
فأرسل إليّ: عجّلها لنا! فإنّا نحتاج إليها، فبعثت بها إليه[69].

 

الثلاثون ـ هدم بناء بناه عليه‏السلام في مِنى:

(639) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ابن أبي عمير، عن حسين بن عثمان،
قال: رأيت أبا الحسن موسى عليه‏السلام، وقد بنى بمنى بناء، ثمّ هدمه[70].


 

الحادي والثلاثون ـ كانت له عليه‏السلام ضيعة كَرْم وفواكه:

(640) 1 ـ قطب الدين الراونديّ رحمه‏الله: وكان لموسى بن جعفر عليه‏السلام ضيعة فيها
كروم وفواكه، فأتاه [ آت] وقت الإدراك ليشتريها.

فقال عليه‏السلام: إنّي أبيعها مشروطة أن تجعل من أربع جوانب الحائط مدخلاً، ليأكل
كلّ من يمرّ عليها مقدار ما يشتهيه، فإنّي لا يمكنني أن أبيع القدر الذي يأكله من يمرّ عليها.

فاشتراها على ما يريد بهذا الشرط، وأحفظه لئلاّ يحمل شيئا ويخرج[71].

 

الثاني والثلاثون ـ ركوبه عليه‏السلام الدابّة:

1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: عليّ بن إبراهيم أو غيره، رفعه، قال:

خرج عبد الصمد بن عليّ ومعه جماعة، فبصر بأبي الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام
مقبلاً راكبا بغلاً ... [72].

 

الثالث والثلاثون ـ كان عليه‏السلام يترّب كتبه:

(641) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن
أبي عمير، عن عليّ بن عطيّة، أنّه رأى كتبا لأبي الحسن عليه‏السلام مترّبة[73]،[74].


(642) 2 ـ الحميريّ رحمه‏الله: وقال [أبو الحسن الرضا عليه‏السلام]: كان أبو الحسن عليه‏السلام
يترّب الكتاب[75].

 

(ب)  ـ  سننه عليه‏السلام في الأكل والضيافة

وفيه خمسة وعشرون موردا

 

الأوّل  ـ طعامه عليه‏السلام في طفوليّته:

(643) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن
إسماعيل بن مرّار وغيره، عن يونس، عن هِشام بن الحكم، عن زرارة، قال:

رأيت داية أبي الحسن موسى عليه‏السلام تلقمه الأرزّ، وتضربه عليه، فغمّني ما رأيته،
فدخلت على أبي عبد اللّه عليه‏السلام، فقال لي: أحسبك غمّك ما رأيت من داية أبي
الحسن موسى عليه‏السلام.

قلت له: نعم، جعلت فداك.

فقال لي: نعم الطعام الأرزّ، يوسّع الأمعاء، ويقطع البواسير، وإنّا لنغبط أهل
العراق بأكلهم الأرزّ والبسر، فإنّهما يوسّعان الأمعاء، ويقطعان البواسير[76].


 

الثاني ـ استفتاحه عليه‏السلام الطعام بالباذورج:

1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ... أيّوب بن نوح، قال: حدّثني من حضر
مع أبي الحسن الأوّل عليه‏السلام المائدة، فدعا بالباذروج، وقال: إنّي أحبّ أن استفتح به
الطعام، فإنّه يفتح السدد، ويشهّي الطعام، ويذهب بالسبل ... .

و رأيته يتتبّع ورقة على المائدة، ويأكله، ويناولني منه، وهو يقول: اختم طعامك
به، فإنّه يمرئ ما قبل، كما يشهّي ما بعد ... [77].

 

الثالث ـ تكريمه عليه‏السلام لنعم اللّه:

1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ... الفضل بن يونس، قال: تغدّى عندي
أبو الحسن عليه‏السلام فجيى‏ء بقصعة وتحتها خبز؛

فقال: أكرموا الخبز أن لا يكون تحتها، وقال لي: مر الغلام أن يخرج الرغيف من
تحت القصعة[78].

 

الرابع ـ كان عليه‏السلام يغسل يديه قبل الطعام:

(644) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن
أبي عمير، عن مُرازِم، قال:


رأيت أبا الحسن عليه‏السلام إذا توضّأ قبل الطعام لم يمسّ المنديل، وإذا توضّأ بعد الطعام
مسّ المنديل[79].

(645) 2 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: عليّ بن محمّد، عن أحمد بن محمّد، عن
الفضل بن المبارك، عن الفضل بن يونس، قال: لمّا تغدّى عندي أبو الحسن عليه‏السلام
وجيء بالطست، بدئ به عليه‏السلام، وكان في صدر المجلس.

فقال عليه‏السلام: ابدأ بمن على يمينك، فلمّا توضّأ واحد أراد الغلام أن يرفع الطست.

فقال له أبو الحسن عليه‏السلام: دعها واغسلوا أيديكم فيها[80].

 

الخامس ـ كيفيّة أكله عليه‏السلام وجلوسه على المائدة:

(646) 1 ـ البرقيّ رحمه‏الله: عن الفضل بن المبارك، عن الفضل بن يونس، قال:


لمّا تغدّى عندي أبو الحسن عليه‏السلام أتي بمنديل ليطرح  على ثوبه، فأبى أن يلقيه على
ثوبه[81].

(647) 2 ـ البرقيّ رحمه‏الله: عن أبيه، عن عبد اللّه بن الفضل النوفليّ، عن الفضل بن
يونس الكاتب، قال: أتاني أبو الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام في حاجة للحسين بن
يزيد، فقلت: إنّ طعامنا قد حضر، فأحبّ أن تتغدّى عندي؟

قال: نحن نأكل طعام الفجاءة، ثمّ نزل، فجئته بغداء ووضعت منديلاً على فخذيه،
فأخذه فنحّاه ناحية، ثمّ أكل ثمّ قال لي: يا فضل! كل ممّا في اللهوات والأشداق[82]،
ولا تأكل ما بين أضعاف الأسنان.

قال: وروى الفضل بن يونس في حديث أنّ أبا الحسن عليه‏السلام جلس في المجلس
وقال: صاحب المجلس أحقّ بهذا المجلس إلاّ لرجل واحد.

وكانت لفضل دعوة يومئذ، فقال أبو الحسن عليه‏السلام: هات طعامك، فإنّهم يزعمون
أنّا لا نأكل طعام الفجاءة، فأتى بالطست، فبدأ هو، ثمّ قال: أدرها عن يسارك،
ولا تحملها إلاّ مترعة[83]، ثمّ اتّكأ على يساره بيده على الأرض وأكل بيمينه حتّى إذا
فرغ أتي بالخلال، فقال: يا فضل! أدر لسانك في فيك، فما تبع لسانك فكله إن شئت،
وما استكرهته بالخلال فالفظه[84].


(648) 3 ـ البرقيّ رحمه‏الله: عن أبي أيّوب المدائنيّ، عن ابن أبي عمير أو غيره، عن
اللقافيّ أنّ أبا الحسن عليه‏السلام كان يبعث إليه، وهو بمكّة يشترى له لحم البقر فيقدّده[85].

(649) 4 ـ البرقيّ رحمه‏الله: عن أحمد بن محمّد، عن جعفر بن يحيى الأحول، عن بعض
أصحابه، قال: شهدت أبا الحسن موسى عليه‏السلام يأكل مع جماعة، فأتي بسكرّجات[86]،
فمدّ يده إلى سكرّجة فيها ربيثا فأكل منه.

فقال بعضهم: جعلت فداك! أردت أن أسألك عنها وقد رأيتك أكلتها؟

قال: لا بأس بأكلها[87].

 

السادس ـ كيفيّة طعامه عليه‏السلام

(650) 1 ـ البرقيّ رحمه‏الله: عن سَعْدان، عن هِشام بن أبي حمزة، قال:

بعثت إلى أبي الحسن عليه‏السلام بقصعة خشتيج[88]، ثمّ دخلت عليه فوجدت القصعة
موضوعة بين يديه، وقد دعا بقصعة فدقّ فيها سكّرا، فقال لي: تعال فكل.

فقلت: جعلت فداك! قد جعل فيها ما يكتفى به.


قال عليه‏السلام: كل فإنّك ستجده طيّبا[89].

 

السابع ـ أكله عليه‏السلام الربيثا:

(651) 1 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: أحمد بن محمّد بن عيسى، عن بكر بن محمّد ومحمّد
ابن أبي عمير جميعا، عن فضل بن يونس، قال: تغدّى أبو الحسن عليه‏السلامعندي بمنى
ومعه محمّد بن زيد، فأتيا بسكرّجات[90] وفيها الربيثا[91]، فقال له محمّد بن زيد: هذا
الربيثا، قال: فأخذ لقمة فغمسها فيه ثمّ أكلها[92].

 

الثامن ـ كان يعمل له عليه‏السلام الفقّاع في منزله:

(652) 1 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: محمّد بن أحمد بن يحيى، عن يعقوب بن يزيد،
عن ابن أبي عمير، عن مُرازِم، قال: كان يعمل لأبي الحسن عليه‏السلام الفقّاع في منزله، قال
محمّد بن أحمد بن يحيى: قال أبو أحمد يعني ابن أبي عمير: ولم يعمل فقّاع يغلي[93].


 

التاسع ـ إهتمامه عليه‏السلام بالعشاء:

(653) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: عليّ بن محمّد بن بُنْدار، عن أحمد بن
أبي عبد اللّه، عن أبيه، عن سليمان بن جعفر الجعفريّ، قال: كان أبو الحسن عليه‏السلام
لا يدع العشاء ولو بكعكة[94]، وكان يقول عليه‏السلام: إنّه قوّة للجسم، وقال: ولا أعلمه إلاّ
قال: وصالح للجماع[95].

 

العاشر ـ أكله عليه‏السلام الخلّ والزيت:

(654) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد
ابن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن خالد بن نجيح، قال: كنت أفطر مع أبي عبد
اللّه عليه‏السلام، ومع أبي الحسن الأوّل عليه‏السلام في شهر رمضان، فكان أوّل ما يؤتى به
قصعة[96] من ثريد خلّ وزيت، فكان أوّل ما يتناول منها ثلاث لقم، ثمّ يؤتى
بالجفنة[97] [98].

 

الحادي عشر ـ إنّه عليه‏السلام كان يأكل الرطب وكانت كلتا يديه يمين:

(655) 1 الحميريّ رحمه‏الله: محمّد بن الحسين، عن أحمد بن الحسن الميثميّ، عن
الحسين بن أبي العَرَنْدَس، قال: رأيت أبا الحسن عليه‏السلام بمنى، وعليه نقبة ورداء، وهو
متّكى‏ء على جواليق سود، متّكى‏ء على يمينه، فأتاه غلام أسود بصحفة فيها رطب،
فجعل يتناول بيساره فيأكل وهو متّكى‏ء على يمينه، فحدّثت بهذا الحديث رجلاً من
أصحابنا، قال:

فقال لي: أنت رأيته يأكل بيساره؟

قال: قلت: نعم.

قال: أما واللّه ! لحدّثني سليمان بن خالد، أنّه سمع أبا عبد اللّه عليه‏السلام يقول:

صاحب هذا الأمر كلتا يديه يمين[99].


 

الثاني عشر ـ كان عليه‏السلاميصنع الدهن بالمسك:

1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ... عن عليّ بن جعفر، عن أخيه
أبي الحسن عليه‏السلام، قال: سألته عن المسك في الدهن، أيصلح؟

قال عليه‏السلام: إنّي لأصنعه في الدهن ... [100].

 

الثالث عشر ـ أكله عليه‏السلام السكّر عند النوم:

(656) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن
زياد، عن عليّ بن حسّان، عن موسى بن بكر، قال: كان أبو الحسن الأوّل عليه‏السلامكثيرا
ما يأكل السكّر عند النوم[101].

 

الرابع عشر ـ ضيافته لجماعة من الزوّار وأكله عليه‏السلام معهم:

(657) 1 ـ أبو نصر الطبرسيّ رحمه‏الله: من كتاب البصائر، عن محمّد بن جعفر بن
العاصم، عن أبيه، عن جدّه، قال: حججت ومعي جماعة من أصحابنا، فأتيت المدينة
فقصدنا مكانا ننزله، فاستقبلنا غلام[102] لأبي الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلامعلى حمار

له أخضر، يتبعه الطعام، فنزلنا بين النخل وجاء هو فنزل، وأتي بالطست والماء فبدأ
وغسل يديه، وأدير الطست عن يمينه حتّى بلغ آخرنا، ثمّ أعيد من يساره حتّى على
آخرنا، ثمّ قدّم الطعام فبدأ بالملح، ثمّ قال: كلوا بسم اللّه الرحمن الرحيم، ثمّ ثنّى
بالخلّ، ثمّ أتي بكتف مشويّ، فقال: كلوا بسم اللّه الرحمن الرحيم، فإنّ هذا طعام كان
يعجب النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم.

ثمّ أتي بالخلّ والزيت، فقال: كلوا بسم اللّه الرحمن الرحيم، فإنّ هذا طعام كان
يعجب فاطمة عليهاالسلام.

ثمّ أتي بالسِكباج[103]، فقال: كلوا بسم اللّه الرحمن الرحيم، فإنّ هذا طعام كان
يعجب أمير المؤمنين عليه‏السلام.

ثمّ أتي بلحم مقلوّ فيه باذنجان، فقال: كلوا بسم اللّه الرحمن الرحيم، فإنّ هذا
طعام كان يعجب الحسن بن عليّ عليهماالسلام.

ثمّ أتي بلبن حامض قد ثرد، فقال: كلوا بسم اللّه الرحمن الرحيم، فإنّ هذا طعام
كان يعجب الحسين بن عليّ عليهماالسلام.

ثمّ أتي بأضلاع باردة، فقال: كلوا بسم اللّه الرحمن الرحيم، فإنّ هذا طعام كان
يعجب عليّ بن الحسين عليهماالسلام.

ثمّ أتي بجبن مبزّر، فقال: كلوا بسم اللّه الرحمن الرحيم، فإنّ هذا طعام كان يعجب
محمّد بن عليّ عليهماالسلام.

ثمّ أتي بتور فيه بيض كالعجّة، فقال: كلوا بسم اللّه الرحمن الرحيم، فإنّ هذا طعام
كان يعجب أبي، جعفر عليه‏السلام.

ثمّ أتي بحلواء، فقال: كلوا بسم اللّه الرحمن الرحيم، فإنّ هذا طعام يعجبني،
ورفعت المائدة، فذهب أحدنا ليلتقط ما كان تحتها، فقال: مه، إنّما ذلك في المنازل
تحت السقوف، فأمّا في مثل هذا الموضع فهو لعافية الطير والبهائم.

ثمّ أتي بالخلال، فقال: من حقّ الخلال أن تدير لسانك في فمك فما أجابك تبتلعه،
وما امتنع تحرّكه بالخلال، ثمّ تخرجه فتلفظه، وأتي بالطست والماء فابتدأ بأوّل من
على يساره حتّى انتهى إليه فغسل، ثمّ غسل من على يمينه حتّى أتي على آخرهم، ثمّ
قال: يا عاصم! كيف أنتم في التواصل والتبار؟

فقال: على أفضل ما كان عليه أحد.

فقال: أيأتي أحدكم منزل أخيه عند الضيقة، فلا يجده فيأمر بإخراج كيسه
فيخرج فيفضّ ختمه فيأخذ من ذلك حاجته، فلا ينكر عليه؟

قال: لا، قال: لستم على أفضل ما كان أحد عليه من التواصل[104].

 

الخامس عشر ـ إفطاره عليه‏السلام في مسجد الحرام:

(658) 1 ـ الحميريّ رحمه‏الله: محمّد بن الحسين، عن أحمد بن الميثم، عن الحسين بن
أبي العَرَنْدَس، قال: رأيت أبا الحسن موسى عليه‏السلام في المسجد الحرام في شهر رمضان،
وقد أتاه غلام له أسود - بين ثوبين أبيضين - ومعه قُلّة[105] وقدح، فحين قال المؤذّن:
اللّه أكبر، صبّ له، فناوله وشرب[106].


 

السادس عشر ـ كان عليه‏السلام يأمر بشراء البقل والإكثار منه:

(659) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن
أبي عبد اللّه، عن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن نصير مولى
أبي عبد اللّه عليه‏السلام، عن موفّق مولى أبي الحسن عليه‏السلام، قال: كان مولاي أبو الحسن عليه‏السلام
إذا أمر بشراء البقل يأمر بالإكثار منه ومن الجرجير[107] فيشتري له.

وكان يقول عليه‏السلام: ما أحمق بعض الناس يقولون: إنّه ينبت في واد في جهنّم، واللّه
عزّ وجلّ يقول: «وَقُودُهَا النَّاسُ وَ الْحِجَارَةُ»[108] فكيف تنبت البقل[109].

 

السابع عشر ـ أكله عليه‏السلام الهريسة:

(660) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن
زياد، عن أيّوب بن نوح، قال: حدّثني من أكل مع أبي الحسن الأوّل عليه‏السلامهريسة
بالجاورس[110]، وقال: أما إنّه طعام ليس فيه ثقل، ولا له غائلة، وإنّه أعجبني، فأمرت

أن يتّخذ لي، وهو باللبن أنفع وألين في المعدة[111].

 

الثامن عشر ـ ضمّ شفتيه عليه‏السلام حين غسله بالإشنان:

(661) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: بعض أصحابنا، عن جعفر بن إبراهيم
الحضرميّ، عن سعد بن سعد، قال:

قلت لأبي الحسن عليه‏السلام: إنّا نأكل الإشنان.

فقال: كان أبو الحسن عليه‏السلام إذا توضّأ ضمّ شفتيه، وفيه خصال تكره: أنّه يورث
السلّ، ويذهب بماء الظهر، ويوهي الركبتين ... [112].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 

التاسع عشر ـ كان عليه‏السلام يحبّ التمر:

(662) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن
زياد، عن محمّد بن إسماعيل الرازيّ، عن سليمان بن جعفر الجعفريّ، قال: دخلت على
أبي الحسن الرضا عليه‏السلام وبين يديه تمر برنيّ، وهو مجدّ في أكله، يأكله بشهوة، فقال لي:
يا سليمان! ... كان أبي عليه‏السلامتمريّا، وأنا تمريّ، وشيعتنا يحبّون التمر ... [113].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.


(663) 2 ـ العلاّمة المجلسيّ رحمه‏الله: روي أنّ النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، وعليّا، والحسنين،
وزين العابدين، والباقر، والصادق، والكاظم عليهم‏السلام كانوا يحبّون التمر.

وأنّ شيعتهم تحبّه، وأنّ البرنيّ يشبع ويهنئ ويمرئ ويذهب بالعياء، ومع كلّ تمرة
حسنة، وهو الدواء ولا داء له، ويكره تقشير التمر[114].

 

العشرون ـ أكله عليه‏السلام الخضراوات والكرّاث:

(664) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن
زياد، عن أحمد بن هارون، عن موفّق المدينيّ، عن أبيه، عن جدّه، قال: بعث إليّ
الماضي عليه‏السلام يوما، فأجلسني للغداء، فلمّا جاؤوا بالمائدة لم يكن عليها بقل، فأمسك
يده، ثمّ قال للغلام: أما علمت أنّي لا آكل على مائدة ليس فيها خضرة، فأتني بالخضرة.

قال: فذهب الغلام فجاء بالبقل، فألقاه على المائدة فمدّ يده عليه‏السلام حينئذ وأكل[115].

(665) 2 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن
زياد، عن عليّ بن حسّان، عن موسى بن بكر، قال: حدّثني من رأى أبا الحسن عليه‏السلام
يأكل الكرّاث في المشارة[116]، ويغسله بالماء ويأكله[117].


(666) 3 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: سهل بن زياد، عن محمّد بن الوليد،
عن يونس بن يعقوب، قال: رأيت أبا الحسن عليه‏السلام يقطع الكرّاث بأصوله، فيغسله
بالماء ويأكله[118].

 

الحادي والعشرون ـ كان عليه‏السلام يتخلّل بعد الطعام:

(667) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن
أبي عبد اللّه، عن أبيه، عن عليّ بن النعمان، عن يعقوب بن شعيب، عمّن أخبره أنّ
أبا الحسن عليه‏السلام أتى بخلال من الأخلّة المهيّاة، وهو في منزل فضل بن يونس فأخذ
منها شظيّة ورمى الباقي[119].

 

الثاني والعشرون ـ كثرة شربه الماء:

(668) 1 ـ البرقيّ رحمه‏الله: عن أبي عبد اللّه البرقيّ، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن
الحكم، عن هشام بن أحمد، قال: قال أبو الحسن عليه‏السلام: إنّي أكثر شرب الماء تلذّذا[120].

 

الثالث والعشرون ـ بيته عليه‏السلام الذي كان يصلّي فيه:

(669) 1 ـ الحميريّ رحمه‏الله: محمّد بن الحسين، عن إبراهيم بن عبد الحميد، قال:

دخلت على أبي الحسن الأوّل عليه‏السلام في بيته الذي كان يصلّي فيه، فإذا ليس في
البيت شيء إلاّ خصفة وسيف معلّق ومصحف[121].

 

الرابع والعشرون ـ تهيّؤه عليه‏السلام يوم الخميس للجمعة:

(670) 1 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: وكان موسى بن جعفر عليهماالسلام يتهيّأ يوم الخميس
للجمعة[122].

 

الخامس والعشرون ـ ابتلاؤه عليه‏السلام ببعض الأمراض:

(671) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن
عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمّد الجوهريّ، عن عليّ بن أبي حمزة،
عن أبي إبراهيم عليه‏السلام، قال: قال لي: إنّي لموعوك[123] منذ سبعة أشهر، ولقد وعك ابني

اثني عشر شهرا، وهي تضاعف علينا، أشعرت أنّها لا تأخذ في الجسد كلّه، وربّماأخذت في
أعلى الجسد ولم تأخذ في أسفله، وربّما أخذت في أسفله ولم تأخذ في أعلى الجسد كلّه.

قلت: جعلت فداك، إن أذنت لي حدّثتك بحديث، عن أبي بصير، عن جدّك أنّه
كان إذا وعك استعان بالماء البارد، فيكون له ثوبان ثوب في الماء البارد وثوب على
جسده، يراوح بينهما، ثمّ ينادي حتّى يسمع صوته على باب الدار: يا فاطمة بنت محمّد.

فقال: صدقت.

قلت: جعلت فداك، فما وجدتم للحمّى عندكم دواء؟

فقال: ما وجدنا لها عندنا دواء إلاّ الدعاء والماء البارد، إنّي اشتكيت فأرسل إليّ
محمّد بن إبراهيم بطبيب له، فجاءني بدواء فيه قَيْء، فأبيت أن أشربه لأنّي إذا قيّئت
زال كلّ مفصل منّي[124].

 

(ج) ـ سننه عليه‏السلام في العبادات:

وفيه أربعة عناوين

 

الأوّل ـ صلاته عليه‏السلام وما يتعلّق بها:

وفيه تسعة وعشرون موردا

 

 ـ عبادته عليه‏السلام وخشوعه:

1 ـ أبو جعفر الطبريّ رحمه‏الله: ... حسام بن حاتم الأصمّ، قال: حدّثني أبي، قال:
قال لي شقيق ـ يعني ابن إبراهيم البلخيّ ـ: خرجت حاجّا إلى بيت اللّه الحرام في
سنة تسع وأربعين ومائة، فنزلنا القادسيّة ... .

فبينما أنا قائم وزمام راحلتي بيدي، وأنا أطلب موضعا أنزل فيه منفردا عن
الناس، إذ نظرت إلى فتىً حدث السنّ حسن الوجه، شديد السمرة، عليه سيماء
العبادة وشواهدها، وبين عينيه سجّادة كأنّها كوكب درّيّ، وعليه من فوق ثوبه شملة
من صوف، وفي رجله نعل عربيّ، وهو منفرد في عزلة من الناس، فقلت في نفسي:
هذا الفتى من هؤلاء الصوفيّة المتوكّلة ... .

وارتحلنا حتّى نزلنا واقصة، فنزلت ناحية من الحاجّ، ونظرت فإذا صاحبي قائم
يصلّي على كثيب رمل، وهو راكع وساجد، وأعضاؤه تضطرب، ودموعه تجري من
خشية اللّه (عزّ وجلّ) ... فقلت لبعض الناس أحسبه من مواليه: من هذا الفتى؟

فقال لي: هذا أبو إبراهيم، عالم آل محمّد، قلت: ومن أبو إبراهيم؟

قال: موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن
أبيطالب عليهم‏السلام ... [125].

 

 ـ خوفه عليه‏السلام ورجاؤه وقرائته:

1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ... عن سليمان بن داود المنقريّ ... .

قال حفص: فما رأيت أحدا أشدّ خوفا على نفسه من موسى بن جعفر عليهماالسلام
ولا أرجا الناس منه، وكانت قراءته حزنا، فإذا قرأ فكأنّه يخاطب إنسانا[126].


 

 ـ وضوؤه عليه‏السلام بمساعدة جاريته:

(672) 1 ـ الحميريّ رحمه‏الله: عبد اللّه بن الحسن، عن جدّه عليّ بن جعفر، أخبرتني
جارية لأبي الحسن موسى عليه‏السلام، وكانت توضّؤه، وكانت خادما صادقا، قالت:
وضّأته بقديد[127] وهو على منبر، وأنا أصبّ عليه الماء، فجرى الماء على التراب، فإذا
قُرطان من ذهب فيهما درّ ما رأيت أحسن منه، فرفع رأسه إليّ، فقال: هل رأيت؟

فقلت: نعم.

فقال: خمّريه بالتراب، ولا تخبري به أحدا.

قالت: ففعلت وما أخبرت أحدا حتّى مات، صلّى اللّه عليه وعلى آبائه، والسلام
عليهم ورحمة اللّه وبركاته[128].

 

 ـ كيفيّة وضوئه عليه‏السلام في المنى:

1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله:  ... عن محمّد بن عيسى، عن يونس، قال:
أخبرني من رأى أبا الحسن عليه‏السلام بمنى يمسح ظهر قدميه من أعلى القدم إلى الكعب،
ومن الكعب إلى أعلى القدم ... [129].


 

 ـ كيفيّة تيمّمه عليه‏السلام:

(673) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين،
عن صفوان، عن الكاهلي[130]، قال: سألته عن التيمّم؟

قال: فضرب بيده على البساط فمسح بها وجهه، ثمّ مسح كفّيه إحداهما على ظهر
الأخرى[131].

 

 ـ غسله عليه‏السلام في يوم الجمعة:

(674) 1 ـ الحميريّ رحمه‏الله: حدّثني الرَيّان بن الصلت، قال: سمعت الرضا عليه‏السلام،
يقول: وكان أبي عليه‏السلام يغتسل يوم الجمعة عند الزوال[132].

 

 ـ استحمامه عليه‏السلام:

1 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: ... سعدان بن مسلم، قال: كنت في الحمّام في البيت
الأوسط، فدخل عليّ أبو الحسن عليه‏السلاموعليه النورة، وعليه إزار فوق النورة،
فقال عليه‏السلام: السلام عليكم، فرددت عليه السلام ... [133].

 

 ـ عبادته عليه‏السلام في السجن:

(675) 1 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن
هاشم، عن محمّد بن عيسى اليقطينيّ، عن أحمد بن عبد اللّه الفرويّ (الغرويّ)، عن
أبيه، قال: دخلت على الفضل بن الربيع وهو جالس على سطح، فقال لي: أدن،
فدنوت حتّى حاذيته، ثمّ قال لي: اشرف إلى البيت في الدار فأشرفت، فقال: ما ترى
في البيت؟

قلت: ثوبا مطروحا، فقال: انظر حسنا.

فتأمّلت ونظرت فتيقّنت، فقلت: رجل ساجد. فقال: تعرفه؟

قلت: لا، قال: هذا مولاك، قلت: من مولاي؟

فقال: تتجاهل عليّ؟

فقلت: ما أتجاهل، ولكنّي لا أعرف لي مولىً.

فقال: هذا أبو الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام، إنّي أتفقّده الليل والنهار، فلم أجده
في وقت من الأوقات إلاّ على الحال التي أخبرك بها، إنّه يصلّي الفجر فيعقّب ساعة
في دبر صلاته إلى أن تطلع الشمس، ثمّ يسجد سجدة فلا يزال ساجدا حتّى تزول
الشمس، وقد وكّل من يترصّد الزوال، فلست أدري متى يقول الغلام: قد زالت
الشمس، إذ يثب فيبتدئ بالصلاة من غير أن يجدّد وضوءا، فأعلم أنّه لم ينم في
سجوده ولا أغفى، فلا يزال كذلك إلى أن يفرغ من صلاة العصر، فإذا صلّى العصر
سجد سجدة فلا يزال ساجدا إلى أن تغيب الشمس، فإذا غابت الشمس وثب من
سجدته فصلّى المغرب من غير أن يحدث حدثا.

ولا يزال فى صلاته وتعقيبه إلى أن يصلّي العَتَمة، فإذا صلّى العتمة أفطر على
شوى يؤتى به، ثمّ يجدّد الوضوء، ثمّ يسجد، ثمّ يرفع رأسه فينام نومة خفيفة، ثمّ يقوم
فلا يزال يصلّي في جوف الليل حتّى يطلع الفجر، فلست أدري متى يقول الغلام: إنّ
الفجر قد طلع، إذ قد وثب هو لصلاة الفجر، فهذا دأبه منذ حوّل إليّ.

فقلت: اتّق اللّه ! ولا تحدث في أمره حدثا يكون منه زوال النعمة، فقد تعلم أنّه
لم يفعل أحد بأحد منهم سوءا إلاّ كانت نعمته زائلة.

فقال: قد أرسلوا إليّ في غير مرّة يأمروني بقتله، فلم أجبهم إلى ذلك وأعلمتهم
أنّي لا أفعل ذلك، ولو قتلوني ما أجبتهم إلى ما سألوني.

فلمّا كان بعد ذلك حوّل إلي الفضل بن يحيى البرمكيّ، فحبس عنده أيّاما فكان
الفضل بن الربيع يبعث إليه في كلّ ليلة مائدة، ومنع أن يدخل إليه من عند غيره،
فكان لا يأكل ولا يفطر إلاّ على المائدة التي يؤتى به، حتّى مضى على تلك الحال
ثلاثة أيّام ولياليها.

فلمّا كانت الليلة الرابعة قدّمت إليه مائدة للفضل بن يحيى، قال: ورفع عليه‏السلاميده
إلى السماء فقال: «يا ربّ! إنّك تعلم أنّي لو أكلت قبل اليوم كنت قد أعنت على
نفسي»
، قال: فأكل فمرض.

فلمّا كان من غد بعث إليه بالطبيب ليسأله عن العلّة، فقال له الطبيب: ما حالك؟
فتغافل عنه، فلمّا أكثر عليه أخرج إليه راحته، فأراها الطبيب، ثمّ قال: هذه علّتي،
وكانت خضرة وسط راحته تدلّ على أنّه سمّ، فاجتمع في ذلك الموضع.

قال: فانصرف الطبيب إليهم وقال: واللّه! فهو أعلم بما فعلتم به منكم، ثمّ
توفّي عليه‏السلام[134].

(676) 2 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: حدّثنا أبو بكر محمّد بن عليّ بن محمّد بن حاتم،
قال: حدّثنا عبد اللّه بن بحر الشيبانيّ، قال: حدّثني الخرزيّ أبو العبّاس بالكوفة،
قال: حدّثنا الثوبانيّ، قال: كانت لأبي الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلامبضع عشرة سنة
كلّ يوم سجدة بعد انقضاض الشمس إلى وقت الزوال، فكان هارون ربّما صعد
سطحا يشرف منه على الحبس الذي حبس فيه أبو الحسن عليه‏السلام، فكان يرى أبا
الحسن عليه‏السلام ساجدا.

فقال للربيع: يا ربيع! ما ذاك الثوب الذي أراه كلّ يوم في ذلك الموضع!؟

فقال: يا أمير المؤمنين! ما ذاك بثوب، وإنّما هو موسى بن جعفر عليهماالسلام، له كلّ يوم
سجدة بعد طلوع الشمس إلى وقت الزوال.

قال الربيع: فقال لي هارون: أما إنّ هذا من رهبان بني هاشم.

قلت: فمالك قد ضيّقت عليه في الحبس؟


قال: هيهات ! لابدّ من ذلك[135].

3 ـ الشيخ المفيد رحمه‏الله:  وروي: ... فوجّه الرشيد من تسلّمه من عيسى بن جعفر
ابن المنصور، وصيّر به إلى بغداد، فتسلّم إلى الفضل بن الربيع، فبقي عنده مدّة طويلة،
فأراده الرشيد على شيء من أمره، فأبى.

فكتب إليه بتسليمه إلى الفضل بن يحيى، فتسلّمه منه، وجعله في بعض حجر
دوره، ووضع عليه الرصد، وكان عليه‏السلام مشغولاً بالعبادة، يحيي الليل كلّه صلاة،
وقراءة القرآن ودعاءً واجتهادا، ويصوم النهار في أكثر الأيّام، ولا يصرف وجهه
عن المحراب ... [136].

4 ـ ابن شهرآشوب  رحمه‏الله: في كتاب الأنوار: قال العامريّ: إنّ هارون الرشيد
أنفذ إلى موسى بن جعفر عليهماالسلام ... الخادم إليه ليتفحّص عن حالها، فرآها ساجدة
لربّها لا ترفع رأسها، تقول: «قدّوس سبحانك، سبحانك»، فقال هارون: سحرها
واللّه موسى بن جعفر! بسحره، عليّ بها فأتي بها، وهي ترتعد شاخصة نحو السماء
بصرها، فقال: ما شأنك؟

قالت: شأني الشأن البديع، إنّي كنت عنده واقفة، وهو قائم يصلّي ليله ونهاره،
فلمّا انصرف من صلاته بوجهه، وهو يسبّح اللّه ويقدّسه ... [137].


(677) 5 ـ السيّد نور اللّه التستريّ رحمه‏الله: قال: قال الحسن بن محمّد العلويّ:
حبس أبو الحسن موسى بن جعفر عند السنديّ، فسألته أخته أن يتولّى حبسه ففعل،
فحكى لنا إنّها قالت: كان إذا صلّى العتمة حمد اللّه ومجّده ودعاه، فلم يزل كذلك حتّى
يزول الليل، فإذا زال الليل قام فصلّى حتّى يصلّي الصبح، ثمّ يذكر قليلاً حتّى مطلع
الشمس، ثمّ يقعد إلى ارتفاع الضحى، ثمّ يتهيّأ ويستاك ويأكل، ثمّ يرقد إلى قبل
الزوال.

ثمّ يتوضّأ ويصلّي حتّى يصلّي العصر، ثمّ يذكر في القبلة حتّى يصلّي المغرب، ثمّ
يصلّي ما بين المغرب والعتمة.

فكان هذا دأبه، فكانت أخت السنديّ إذا نظرت إليه قالت: خاب قوم تعرّضوا
لهذا الرجل[138].

 

 ـ سجدته عليه‏السلام بعد صلاة الليل:

1 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: ... عليّ بن حديد قال:

كان أبو الحسن الأوّل عليه‏السلام، يقول وهو ساجد بعد فراغه من صلاة الليل: «لك
المحمدة إن أطعتك، ولك الحجّة إن عصيتك لا صنع لي ولا لغيري في
إحسان إلاّ بك.

يا كائنا قبل كلّ شيء، ويا مكوّن كلّ شيء إنّك على كلّ شيء قدير.

اللّهمّ ! إنّي أعوذ بك من العديلة عند الموت، ومن شرّ المرجع في القبور،
ومن الندامة يوم الأزقة، فأسألك أن تصلّي على محمّد وآله، وأن
تجعل  عيشتي عيشة نقيّة، وميتتي ميتة سوّية، ومنقلبي منقلبا كريما غير
مخز ولا فاضح ...
[139].

 

 ـ سجدة شكره عليه‏السلام لنعم اللّه تعالى:

(678) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن
أبي عمير، عن عليّ بن عطيّة، عن هشام بن أحمر، قال: كنت أسير مع
أبي الحسن عليه‏السلامفي بعض أطراف المدينة إذ ثنى رجله عن دابّته، فخرّ ساجدا،
فأطال، وأطال ثمّ رفع رأسه وركب دابّته.

فقلت: جعلت فداك! قد أطلت السجود.

فقال: إنّني ذكرت نعمة أنعم اللّه بها عليّ، فأحببت أن أشكر ربّي[140].

 

 ـ كيفيّة صلاته عليه‏السلام:

(679) 1 ـ العلاّمة الحلّي رحمه‏الله: روى ابن بابويه في كتاب مدينة العلم في الصحيح
عن الحسن بن عليّ الوشّاء، قال: سمعت الرضا عليه‏السلام يقول: كان أبي ربما صلّى الظهر
على خمسة أقدام[141].


 

 ـ صلاته عليه‏السلام يوم الجمعة:

(680) 1 ـ الكفعمي رحمه‏الله: صلاة الإمام الكاظم عليه‏السلام: ركعتان، كلّ ركعة بالفاتحة
مرّة والإخلاص اثنتي عشرة مرّة، ويصلّي على النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، مائة مرّة[142].

(681) 1 ـ السيّد ابن طاووس رحمه‏الله: صلاة الكاظم عليه‏السلام: ركعتان، في كلّ ركعة
الفاتحة مرّة والإخلاص اثنتي عشرة مرّة[143].

 

 ـ صلاته عليه‏السلام في مكّة:

1 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: ... عبد الرحمن بن الحجّاج، قال:

قلت لأبي الحسن عليه‏السلام: إنّ هشاما روى عنك، أنّك أمرته بالتمام في
الحرمين...قال عليه‏السلام: ... كنت أنا ومن مضى من آبائي إذا وردنا مكّة أتممنا الصلاة
واستترنا من الناس[144].

 

 ـ كان عليه‏السلام يصلّي صلاة جعفر يوم الجمعة:

1 ـ السيّد ابن طاووس  رحمه‏الله: ... عن الحسن بن القاسم العبّاسيّ، قال: دخلت
على أبي الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلامببغداد وهو يصلّي صلاة جعفر عند ارتفاع
النهار يوم الجمعة ... [145].

 

 ـ ما يقرؤه عليه‏السلام في نافلة المغرب:

(682) 1 ـ السيّد ابن طاووس  رحمه‏الله: روى أبو الفضل محمّد بن عبد اللّه رحمه‏الله، قال:
حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود العيّاشيّ، قال: حدّثنا أبي، عن جعفر بن محمّد، عن
العمركيّ، وعن عليّ بن محمّد بن شجاع، عن القاسم الهرويّ، عن أبي سعيد الآدمي،
رفعه إلى أبي الحسن، وأبي جعفر عليهماالسلام: أنّهما كانا يقرءان في الركعتين الثالثة،
والرابعة، من نوافل المغرب في الثالثة «الحمد» وأوّل «الحديد» إلى «عليم بذات
الصدور» وفي الرابعة «الحمد» وآخر «الحشر»[146].

 

 ـ كان عليه‏السلام يصلّي والناس يمرّون أمامه:

(683) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: عليّ بن إبراهيم رفعه، عن محمّد بن
مسلم، قال: دخل أبو حنيفة على أبي عبد اللّه عليه‏السلام، فقال له: رأيت ابنك موسى عليه‏السلام
يصلّي، والناس يمرّون بين يديه، فلا ينهاهم، وفيه ما فيه.

فقال أبو عبد اللّه عليه‏السلام: ادعوا لي موسى، فدعي.


فقال له: يا بنيّ! إنّ أبا حنيفة يذكر أنّك كنت تصلّي، والناس يمرّون بين يديك، فلم
تنههم؟

فقال: نعم، يا أبة! إنّ الذي كنت أصلّي له كان أقرب إليّ منهم، يقول اللّه
عزّ وجلّ: «وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ»[147].

قال: فضمّه أبو عبد اللّه عليه‏السلام إلى نفسه، ثمّ قال: يا بنيّ! بأبي أنت وأُمّي، يا مودَع
الأسرار ![148]

(684) 2 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيّ رضى‏الله‏عنه،
عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، قال: رأى سُفيان
الثَوْرِيّ أبا الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام، وهو غلام يصلّي والناس يمرّون بين يديه،
فقال له: إنّ الناس يمرّون بك، وهم في الطواف؟

فقال عليه‏السلام: الذي أصلّي له أقرب إليّ من هؤلاء[149].

 

 ـ كيفيّة تكبيره عليه‏السلام في الصلاة:

(685) 1 ـ زيد النرسيّ رحمه‏الله: حدّثنا الشيخ أبو محمّد هارون بن موسى بن أحمد
التَلَّعُكْبريّ أيّده اللّه، قال: حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن سعيد الهَمْدانيّ، قال: حدّثنا
جعفر ين عبد اللّه العلويّ أبو عبد اللّه المحمّديّ، قال: حدّثنا محمّد بن أبي عمير، عن
زيد، عن أبي الحسن الأوّل عليه‏السلام، أنّه رآه يصلّي فكان إذا كبّر في الصلاة ألزق أصابع
يديه الإبهام والسبّابة والوسطى والتى يليها، وفرّج بينها وبين الخنصر، ثمّ رفع يديه
بالتكبير قبالة وجهه، ثمّ يلقم ركبتيه كفّيه، ويفرّج بين الأصابع، فإذا اعتدل لم يرفع
يديه، وضمّ الأصابع بعضها إلى بعض، كما كانت، ويلزق يديه مع الفخذين، ثمّ يكبر
ويرفعها قبالة وجهه، كما هي ملتزق الأصابع، فيسجد ويبادر بهما إلى الأرض من
قبل ركبتيه، ويضعها مع الوجه بحذائه، فيبسطها على الأض بسطا، ويفرّج بين
الأصابع كلّها.

ويجنح بيديه، ولا يجنح في الركوع، فرأيته كذلك يفعل، ويرفع يديه عند كلّ
تكبيرة، فيلزق الأصابع، ولا يفرّج بين الأصابع إلاّ في الركوع والسجود وإذا بسطها
على الأرض[150].

 

 ـ جلوسه وقيامه عليه‏السلام بعد السجدة:

(686) 1 ـ زيد النرسيّ رحمه‏الله: حدّثنا الشيخ أبو محمّد هارون بن موسى بن أحمد
التلعكبريّ أيّده اللّه، قال: حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن سعيد الهمدانيّ، قال: حدّثنا
جعفر ين عبد اللّه العلويّ أبو عبد اللّه المحمّديّ، قال: حدّثنا محمّد بن أبي عمير، عن
زيد، عن أبي الحسن موسى عليه‏السلام أنّه كان إذا رفع رأسه في صلاته من السجدة
الأخيرة جلس جلسة، ثمّ نهض للقيام، وبادر بركبتيه من الأرض قبل يديه[151].

 

 ـ سجدته عليه‏السلام بعد الصلاة:

(687) 1 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: كان أبو الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام يسجد بعد
ما يصلّي، فلا يرفع رأسه حتّى يتعالى النهار[152].

 

 ـ سجدته عليه‏السلام بعد صلاة المغرب:

1 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: ... جهم بن أبي جهم، قال: رأيت أبا الحسن موسى بن
جعفر عليهماالسلام وقد سجد بعد الثلاث ... .

قال عليه‏السلام: فلا تدعها فإنّ الدعاء فيها مستجاب[153].

 

 ـ كيفيّة سجوده عليه‏السلام بعد الصلاة:

(688) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن
أبي عمير، عن جعفر بن عليّ، قال: رأيت أبا الحسن عليه‏السلام وقد سجد بعد الصلاة،
فبسط ذراعيه على الأرض وألصق جؤجؤه[154] بالأرض في دعائه[155].


 

 ـ إتيانه عليه‏السلام صلوة الليل في مسجد الحرام:

(689) 1 ـ الحميريّ رحمه‏الله: محمّد بن الحسين، عن إبراهيم بن أبي البلاد، قال: صلّى
أبو الحسن الأوّل عليه‏السلام صلاة الليل في المسجد الحرام وأنا خلفه، فصلّى الثمان وأوتر،
وصلّى الركعتين، ثمّ جعل مكان الضجعة سجدة[156].

 

 ـ كان عليه‏السلام يسلّم في الصلاة عن اليمين والشمال:

(690) 1 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: محمّد بن عليّ بن محبوب، عن محمّد بن أحمد، عن
العَمْرَكيّ، عن عليّ بن جعفر عليه‏السلام، قال: رأيت إخوتي موسى وإسحاق ومحمّدا بني
جعفر عليه‏السلام يسلّمون في الصلاة عن اليمين والشمال، السلام عليكم ورحمة اللّه، السلام
عليكم ورحمة اللّه[157].

 

 ـ صلاته عليه‏السلام فيما يشتري من السوق:

(691) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: عليّ، عن سهل، عن بعض أصحابه،
عن الحسن بن الجهم، قال: قلت لأبي الحسن عليه‏السلام: أعترض السوق فأشتري خفّا
لا أدري، أ ذكيّ هو أم لا؟

قال عليه‏السلام: صلّ فيه.

قلت: فالنعل، قال: مثل ذلك.

قلت: إنّي أضيق من هذا، قال: أ ترغب عمّا كان أبو الحسن عليه‏السلام يفعله[158].

 

 ـ عونه عليه‏السلام الضعيف وهو في الصلاة:

(692) 1 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محبوب، عن عليّ
ابن الحسن الرباطيّ، عن زكريّا الأعور، قال: رأيت أبا الحسن عليه‏السلام يصلّي قائما وإلى
جانبه رجل كبير يريد أن يقوم، ومعه عصا له، فأراد أن يتناولها، فانحطّ
أبو الحسن عليه‏السلام وهو قائم في صلاته، فناول الرجل العصا، ثمّ عاد إلى صلاته[159].

 

 ـ كان عليه‏السلام أوتر بعد الفجر:

(693) 1 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: أحمد بن محمّد، عن إسماعيل بن سعد الأشعريّ،
قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه‏السلام، عن ساعات الوتر؟


قال: ... قد كان أبي ربما أوتر بعد ما انفجر الصبح[160].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 

 ـ نوافله عليه‏السلام في العشر الأواخر من شهر رمضان:

(694) 1 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: إبراهيم بن إسحاق الأحمريّ، عن محمّد بن
الحسين، وعمرو بن عثمان، ومحمّد بن خالد، وعبد اللّه بن الصَلْت، ومحمّد بن عيسى،
وجماعة أيضا، عن محمّد بن سِنان، قال: قال الرضا عليه‏السلام: كان أبي يزيد في العشر
الأواخر من شهر رمضان في كلّ ليلة عشرين ركعة[161].

 

 ـ صلاة طوافه عليه‏السلام بحيال المقام:

(695) 1 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: سعد بن عبد اللّه، عن موسى بن الحسن،
والحسن بن عليّ، عن أحمد بن هِلال، عن أُميّة بن عليّ، عن الحسين بن عثمان، قال:
رأيت أبا الحسن عليه‏السلام يصلّي ركعتي الفريضة بحيال المقام قريبا من الظلال لكثرة
الناس[162].

 

 ـ تركه عليه‏السلام صلاة النافلة:

(696) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد،
عن عليّ بن أسباط، عن عدّة من أصحابنا، أنّ أبا الحسن الأوّل عليه‏السلامكان إذا اهتمّ
ترك النافلة[163].

(697) 2 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: وروى سعد، عن معاوية بن حكيم، عن معمّر بن
خلاّد، عن أبي الحسن‏الرضا عليه‏السلام: إنّ أبا الحسن عليه‏السلام كان إذا اغتمّ ترك الخمسين[164].

 

الثاني ـ صومه عليه‏السلام:

وفيه موردان

 

 ـ صومه عليه‏السلام يوم الشكّ:

(698) 1 ـ الشيخ المفيد رحمه‏الله: وروى محمّد بن سِنان، قال: سألت أبا الحسن
الرضا عليه‏السلام عن يوم الشكّ، فقال: إنّ أبي كان يصومه، فصمه[165].

 

 ـ صومه عليه‏السلام يوم عرفة:

(699) 1 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: الحسين بن سعيد، عن سليمان الجعفريّ، قال:
سمعت أبا الحسن عليه‏السلام يقول: كان أبي عليه‏السلام يصوم يوم عرفة في اليوم الحارّ في الموقف،
ويأمر بظلّ مرتفع، فيضرب له فيغتسل ممّا يبلغ منه الحرّ[166].

 

الثالث ـ حجّه ومناسكه عليه‏السلام:

وفيه ثلاثة وعشرون موردا

 

 ـ حجّه عليه‏السلام:

1 ـ ابن حمزة الطوسيّ رحمه‏الله:  ... عن أبي عليّ بن راشد، قال: اجتمعت العصابة
بنيسابور في أيّام أبي عبد اللّه عليه‏السلام، فتذاكروا ما هم فيه من الانتظار للفرج، وقالوا:
نحن نحمل في كلّ سنة إلى مولانا ما يجب علينا، وقد كثرت الكاذبة، ومن يدّعي هذا
الأمر، فينبغي لنا أن نختار رجلاً ثقة نبعثه إلى الإمام، ليتعرّف لنا الأمر، فاختاروا
رجلاً يعرف بأبي جعفر محمّد بن إبراهيم النيسابوريّ ... .

فما زلت أبكي وأستغيث به، فإذا أنا بإنسان يحرّكني، فرفعت رأسي من فوق
القبر، فرأيت عبدا أسود عليه قميص خلق، وعلى رأسه عمامة خلق.

فقال لي: يا أبا جعفر النيسابوريّ، يقول لك مولاك موسى بن
جعفر عليهماالسلام: ... وجاءت الشيعة بالجزء الذي فيه المسائل، وكان سبعين ورقة، وكلّ
مسألة تحتها بياض، وقد أخذوا كلّ ورقتين فحزموها بحزائم ثلاثة، وختموا على كلّ
حزام بخاتم ... فجئت إليه ... .

فتأمّلت الخواتيم فوجدتها صحاحا، ففككت من وسطها واحدا، فوجدت تحتها:
ما يقول العالم عليه‏السلام في رجل قال: نذرت للّه عزّ وجلّ لأعتقنّ كلّ مملوك كان في
ملكي قديما، وكان له جماعة من المماليك؟

تحته الجواب من موسى بن جعفر عليهماالسلام: ....

قال أبو جعفر: فمضيت من فوري إلى الخان، وحملت المال والمتاع إليه، وأقمت معه
وحجّ في تلك السنة، فخرجت في جملته معادلاً له في عماريّته في ذهابي يوما، وفي
عماريّة أبيه يوما، ورجعت إلي خراسان فاستقبلني الناس، وشطيطة من جملتهم،
فسلّموا عليّ، فأقبلت عليها من بينهم وأخبرتها ... [167].

 

 ـ أخذه عليه‏السلام شعره حين الخروج إلى الحجّ:

1 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: ... محمّد بن خالد الخزّاز، قال:

سمعت أبا الحسن عليه‏السلام يقول: أمّا أنا فآخذ من شعري حين أريد الخروج - يعني
إلى مكّة للإحرام - [168].


 

 ـ لبسه عليه‏السلام الخاتم وهو مُحرم:

(700) 1 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: وروى الحسين بن سعيد، عن محمّد بن إسماعيل،
قال: رأيت العبد الصالح عليه‏السلام وهو محرم، وعليه خاتم، وهو يطوف طواف
ذو الفريضة[169].

 

 ـ قرانه عليه‏السلام في الطواف:

(701) 1 ـ الحميريّ رحمه‏الله: عبد اللّه بن الحسن، عن جدّه عليّ بن جعفر، عن أخيه
موسى بن جعفر عليهماالسلام، قال: رأيت أخي مرّة طاف، ومعه رجل من بني العبّاس،
فقرن ثلاث أسابيع لم يقف فيها، فلمّا فرغ من الثالث وفارقه العبّاسيّ وقف بين الباب
والحجر قليلاً، ثمّ تقدّم فوقف قليلاً حتّى فعل ذلك ثلاث مرّات[170].

(702) 2 ـ الحميريّ رحمه‏الله:  الحسن بن ظَريف، وعليّ بن إسماعيل، ومحمّد بن
عيسى، عن حمّاد بن عيسى، قال: رأيت أبا الحسن موسى عليه‏السلام صلّى الغداة، فلمّا سلّم
الإمام قام فدخل الطواف، فطاف أسبوعين بعد الفجر قبل طلوع الشمس، ثمّ خرج
من باب بني شيبة، ومضى ولم يصلّ[171].

 

 ـ مشيه عليه‏السلام إلى الحجّ مع أسرته:

(703) 1 ـ الحميريّ رحمه‏الله: حدّثنا عبد اللّه بن الحسن العلويّ، عن جدّه عليّ بن
جعفر، قال: خرجنا مع أخي موسى عليه‏السلام في أربع عمر، يمشي فيها إلى مكّة بعياله
وأهله، واحدة منهنّ مشى فيها ستّة وعشرين يوما، وأخرى خمسة وعشرين يوما،
وأخرى أربعة وعشرين يوما، وأخرى أحد وعشرين يوما[172].

 

 ـ أخذ شعره عليه‏السلام حين الخروج إلى الحجّ:

(704) 1 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: الحسين بن سعيد، عن النضر، عن زرعة، عن
محمّد بن خالد الخزّاز، قال: سمعت أبا الحسن عليه‏السلام يقول: أمّا أنا فآخذ من شعري
حين أريد الخروج - يعني إلى مكّة للإحرام - [173].


 

 ـ كان عليه‏السلام يقطع التلبية إذا نظر إلى بيوت مكّة:

(705) 1 ـ الحميريّ رحمه‏الله: محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، قال: أخبرنا أحمد بن
محمّد بن أبي نصر، قال: سألت الرضا عليه‏السلام عن الرجل يعتمر عمرة المحرّم، من أين
يقطع التلبية؟

قال: كان أبو الحسن صلّى اللّه عليه يقطع التلبية إذا نظر إلى بيوت مكّة[174].

 

 ـ حجّه عليه‏السلام واستلامه الحجر:

(706) 1 ـ الحميريّ رحمه‏الله: محمّد بن عيسى، وأحمد بن إسحاق جميعا، عن سعدان
ابن مسلم، قال: رأيت أبا الحسن موسى عليه‏السلام استلم الحجر، ثمّ طاف حتّى إذا كان
أسبوع[175] التزم وسط البيت، وترك الملتزم الذي يلتزم أصحابنا، وبسط يده على
الكعبة، فمكث ما شاء اللّه، ثمّ مضى إلى الحجر فاستلمه وصلّى خلف مقام
إبراهيم عليه‏السلام.

ثمّ عاد إلى الحجر فاستلمه، ثمّ مضى حتّى إذا بلغ الملتزم في آخر السبوع التزم
وسط البيت وبسط يده، ثمّ استلم الحجر وصلّى ركعتين خلف مقام إبراهيم عليه‏السلام، ثمّ
استلم الحجر وطاف حتّى إذا كان آخر السبوع التزم وسط البيت، ثمّ استلم الحجر،
ثمّ صلّى ركعتين خلف مقام إبراهيم عليه‏السلام.

ثمّ عاد إلى الحجر فاستلم ما بين الحجر إلى الباب، ثمّ مكث ما شاء اللّه، ثمّ أتى
الحجر فصلّى ثماني ركعات، فكان آخر عهده بالبيت تحت الميزاب وبسط يده ودعا،
ثمّ مكث ما شاء اللّه، ثمّ خرج من باب الحنّاطين حتّى أتى إذا طوى، وكان وجهه إلى
المدينة[176].

 

 ـ طوافه واستلامه عليه‏السلام الحجر:

(707) 1 ـ الحميريّ رحمه‏الله: عبد اللّه بن الحسن، عن جدّه عليّ بن جعفر، عن أخيه
موسى بن جعفر عليهماالسلام، قال: رأيت أخي ج موسى بن جعفر عليهماالسلامج يطوف
السبوعين والثلاثة يقرنها غير أنّه يقف في المستجار، فيدعو في كلّ أسبوع، ويأتي
الحجر فيستلمه، ثمّ يطوف[177].

 

 ـ مكان حلقه عليه‏السلام في الحجّ:

(708) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن
زياد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال: قلت لأبي الحسن عليه‏السلام: إنّ أصحابنا
يروون أنّ حلق الرأس في غير حجّ ولا عمرة مثلة.


فقال: كان أبو الحسن عليه‏السلام إذا قضى مناسكه عدل إلى قرية يقال لها: سايه، فحلق[178].

 

 ـ رميه عليه‏السلام الجمار:

(709) 1 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: سعد بن عبد اللّه، عن موسى بن الحسن، عن
أحمد بن هلال، عن محمّد بن أبي عمير، عن عليّ بن عطيّة، قال: أفضنا من المزدلفة
بليل أنا وهشام بن عبد الملك الكوفيّ، وكان هشام خائفا فانتهينا إلى جمرة العقبة
عند طلوع الفجر، فقال لي هشام: أيّ شيء أحدثنا في حجّنا، فنحن كذلك إذ لقينا أبو
الحسن موسى عليه‏السلام قد رمى الجمار فانصرف، فطابت نفس هشام[179].

 

 ـ تعليمه عليه‏السلام ما يقال للحاجّ إذا قدم:

(710) 1 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن عبد
الوهّاب بن الصَبّاح، عن أبيه، قال: لقي مسلم مولى أبي عبد اللّه عليه‏السلامصدقة
الأحدب وقد قدم من مكّة، فقال له مسلم: «الحمد للّه الذي يسّر سبيلك، وهدى
دليلك، وأقدمك بحال عافية، وقد قضى الحجّ وأعان على السعة، فقبل اللّه
منك، وأخلف عليك نفقتك، وجعلها حجّة مبرورة، ولذنوبك طهورا»
.

فبلغ ذلك أبا عبد اللّه عليه‏السلام، فقال له: كيف قلت لصدقة؟

فأعاد عليه، فقال له: من علّمك هذا؟


فقال: جعلت فداك! مولاي أبو الحسن عليه‏السلام، فقال له: نعم ما تعلّمت، إذا لقيت
أخا من إخوانك، فقل له هكذا، فإنّ الهدى بنا هدى، وإذا لقيت هؤلاء فقل لهم ما
يقولون[180].

 

 ـ دخوله عليه‏السلام الكعبة وصلاته ودعاؤه فيها:

(711) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد،
عن فضالة بن أيّوب، عن معاوية بن عمّار، قال: رأيت العبد الصالح عليه‏السلامدخل
الكعبة، فصلّى ركعتين على الرخامة الحمراء، ثمّ قام فاستقبل الحائط بين الركن
اليمانيّ والغربيّ، فوقع يده عليه ولزق به و دعا، ثمّ تحوّل إلى الركن اليمانيّ، فلصق به
ودعا، ثمّ أتى الركن الغربيّ ثمّ خرج[181].

 

 ـ جلوسه عليه‏السلام عند الكعبة:

(712) 1 ـ أبو نصر الطبرسيّ رحمه‏الله: عن عبد اللّه بن وضّاح، قال: رأيت أبا الحسن
موسى بن جعفر عليهماالسلام وهو جالس في مؤخّر الكعبة، وتقنّع، وأخرج أذنيه من قناعه[182].


 

 ـ إتيانه عليه‏السلام صلاة الطواف:

(713) 1 ـ عليّ بن جعفر رحمه‏الله: قال أبو الحسن عليّ بن جعفر، عن أخيه موسى:
يضمّ أسبوعين[183] فثلاثة، ثمّ يصلّي لها، ولا يصلّي عن أكثر من ذلك[184].

 

 ـ ابتداء سعيه عليه‏السلام:

(714) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن
زياد، عن عليّ بن أسباط، عن مولى لأبي عبد اللّه عليه‏السلام من أهل المدينة، قال: رأيت
أبا الحسن عليه‏السلام يبتدئ بالسعي من دار القاضي المخزوميّ، قال: ويمضي كما هو إلى
زقاق العطّارين[185].

 

 ـ إنّه عليه‏السلام ألقى نفسه على الحجر فوق المروة:

(715) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن
زياد، عن عليّ بن أسباط، عن مولى لأبي عبد اللّه عليه‏السلام من أهل المدينة، قال: رأيت
أبا الحسن عليه‏السلام صعد المروة فألقى نفسه على الحجر الذي في أعلاها في ميسرتها،
واستقبل الكعبة[186].

 

 ـ كيفيّة خروجه عليه‏السلام عن الإحرام:

(716) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد،
عن محمّد بن إسماعيل، قال: رأيت أبا الحسن عليه‏السلام أحلّ من عمرته، وأخذ من
أطراف شعره كلّه على المشط، ثمّ أشار إلى شاربه، فأخذ منه الحجّام، ثمّ أشار إلى
أطراف لحيته فأخذ منه، ثمّ قام[187].

 

 ـ تمتّعه عليه‏السلام ليلة عرفة:

(717) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد،
عن الحسين بن سعيد، عن حمّاد بن عيسى، عن محمّد بن ميمون، قال: قدم‏أبو الحسن
عليه‏السلام
متمتّعا ليلة عرفة، فطاف وأحلّ وأتى بعض جواريه، ثمّ أهلّ بالحجّ وخرج
[188].


 

 ـ كيفيّة نحر بدنته عليه‏السلام:

(718) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن
زياد، عن عليّ بن أسباط، عن مولى لأبي عبد اللّه عليه‏السلام، قال: رأيت أبا الحسن
الأوّل عليه‏السلام دعا ببدنة فنحرها، فلمّا ضرب الجزّارون عراقيبها فوقعت إلى الأرض،
وكشفوا شيئا عن سنامها، قال: اقطعوا وكلوا منها وأطعموا، فإنّ اللّه عزّ وجلّ يقول:
«فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُواْ مِنْهَا وَ أَطْعِمُواْ »[189].[190]

 

 ـ استعماله عليه‏السلام المسك بعد الذبح والحلق:

(719) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد،
عن الحسن بن عليّ بن يقطين، عن يونس مولى عليّ، عن أبي أيّوب الخزّاز، قال:
رأيت أبا الحسن عليه‏السلام بعد ما ذبح حلق، ثمّ ضمد رأسه بمسك، وزار البيت، وعليه
قميص، وكان متمتّعا.

عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن إسماعيل بن مرّار، عن يونس، عن أبي أيّوب نحوه[191].

(720) 2 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: أبو عليّ الأشعريّ، عن محمّد بن
عبد الجّبار، عن صفوان بن يحيى، عن عبد الرحمن بن الحجّاج، قال: ولد
لأبي الحسن عليه‏السلام مولود بمنى، فأرسل إلينا يوم النحر بخبيص[192] فيه زعفران، وكنّا قد
حلقنا، قال عبد الرحمن: فأكلت أنا وأبى الكاهليّ ومرازم أن يأكلا وقالا: لم نزر
البيت، فسمع أبو الحسن عليه‏السلام كلامنا، فقال لمصادف، وكان هو الرسول الذي جاءنا
به: في أيّ شيء كانوا يتكلّمون؟

قال: أكل عبد الرحمن و أبى الآخران وقالا: لم نزر بعد.

فقال: أصاب عبد الرحمن، ثمّ قال: أما يذكر حين أوتينا به في مثل هذا اليوم،
فأكلت أنا منه وأبى عبد اللّه أخي أن يأكل منه، فلمّا جاء أبي حرّشه عليّ.

فقال: يا أبة! إنّ موسى أكل خبيصا فيه زعفران ولم يزر بعد.

فقال أبي: هو أفقه منك، أليس قد حلقتم رؤوسكم[193].

 

 ـ جلوسه عليه‏السلام بين قبر النبي صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم ومنبره:

1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ... عليّ بن إبراهيم الحضرميّ، عن أبيه،
قال: رجعت من مكّة، فلقيت أبا الحسن موسى عليه‏السلام في المسجد، وهو قاعد فيما بين
القبر والمنبر ... [194].


 

 ـ زيارته عليه‏السلام قبر الإمام أمير المؤمنين عليه‏السلام:

(721) 1 ـ ابن عنبة الحسينيّ رحمه‏الله: فقد روي أنّ عبد اللّه بن جعفر سئل أين
دفنتم أمير المؤمنين عليه‏السلام؟

قال: خرجنا به حتّى إذا كنّا بظهر النجف دفنّاه هناك، وقد ثبت أنّ زين العابدين
وجعفر بن محمّد وابنه موسى عليهم‏السلام زاروه في هذا المكان[195].

 

الرابع ـ أدعيته عليه‏السلام وأذكاره:

وفيه خمسة عشر موردا

 

 ـ حمده عليه‏السلام وثناؤه:

(722) 1 ـ الحميريّ رحمه‏الله: عبد اللّه بن الحسن، عن جدّه عليّ بن جعفر، قال: كان
أخي عليه‏السلام، يقول كثيرا: «الحمد للّه الذي بنعمته تتمّ الصالحات»[196].

 

 ـ دعاؤه  عليه‏السلام في سجوده:

(723) 1 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: أبي رحمه اللّه، قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه،
قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن
إبراهيم بن عبدالحميد، قال: سمعت أبا الحسن عليه‏السلام يقول في سجوده: «يا من علا فلا
شيء فوقه، يا من دنا فلا شيء دونه، اغفرلي ولأصحابي»
[197].

(724) 2 ـ الخطيب البغداديّ: روى أصحابنا أنّه دخل مسجد رسول
اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، فسجد سجدة في أوّل الليل، وسمع وهو يقول في سجوده «عظم الذنب
عندي فليحسن العفو عندك، يا أهل التقوى، ويا أهل المغفرة».

فجعل يردّدها حتّى أصبح[198].

 

 ـ دعاؤه عليه‏السلام في قنوته:

1 ـ السيّد ابن طاووس  رحمه‏الله: قنوت الإمام موسى بن جعفر عليه‏السلام:

«يا مفزع الفازع، ومأمن الهالع، ومطمع الطامع، وملجأ الضارع، يا غوث
اللهفان، ومأوى الحيران، ومروي الظمآن، ومشبع الجوعان، وكاسي
العريان، وحاضر كلّ مكان بلا درك، ولا عيان، ولا صفة، ولا بطان، عجزت
الأفهام وضلّت الأوهام عن موافقة صفة دابّة من الهوامّ فضلاً عن الأجرام
العظام، ممّا أنشأت حجابا لعظمتك، وأنّى يتغلغل إلى ما وراء ذلك بما لا
يرام، تقدّست يا قدّوس! عن الظنون والحدوس، وأنت الملك القدّوس،
بارى‏ء الأجسام والنفوس، ومنخر العظام، ومميت الأنام ومعيدها بعد الفناء
والتطميس ... .


 

ودعا عليه‏السلام في قنوته:

«اللّهمّ إنّي وفلان بن فلان عبدان من  عبيدك، نواصينا بيدك، تعلم
مستقرّنا ومستودعنا ومنقلبنا ومثوانا وسرّنا وعلانيتنا، تطّلع على نيّاتنا،
وتحيط بضمائرنا، علمك بما نبديه كعلمك بما نخفيه، ومعرفتك بما نبطنه
كمعرفتك بما نظهره ...
[199].

 

 ـ دعاؤه عليه‏السلام بعد الصلاة وصلة الرحم وتفقّده للفقراء:

(725) 1 ـ الشيخ المفيد رحمه‏الله: وروي أنّه (أي الإمام الكاظم عليه‏السلام) كان يصلّي
نوافل الليل ويصلها بصلاة الصبح، ثمّ يعقّب حتّى تطلع الشمس، ويخرّ للّه ساجدا،
فلا يرفع رأسه من الدعاء والتحميد حتّى يقرب زوال الشمس.

وكان يدعو كثيرا فيقول: «اللّهمّ إنّي أسألك الراحة عند الموت، والعفو عند
الحساب»
، ويكرّر ذلك.

وكان من دعائه عليه‏السلام: «عظم الذنب من عبدك، فليحسن العفو من عندك».

وكان يبكي من خشية اللّه حتّى تخضلّ لحيته بالدموع.

وكان أوصل الناس لأهله ورحمه.

وكان يتفقّد فقراء المدينة في الليل، فيحمل إليهم الزنبيل فيه العين والورق
والأدقّة والتمور، فيوصل إليهم ذلك، ولا يعلمون من أيّ جهة هو[200].


 

 ـ دعاؤه عليه‏السلام عند غسل يديه للطعام:

1 ـ أبو نصر الطبرسيّ رحمه‏الله: ... الفضل بن يونس، قال: إنّي في منزلي يوما فدخل
عليّ الخادم، فقال: إنّ بالباب رجلاً يكنّى أبا الحسن، يسمّى موسى بن
جعفر عليهماالسلام ... فبادرت إليه، فإذا أنا به عليه‏السلام ... ثمّ قلت: جعلني اللّه فداك! إنّه قد
حضر طعام لأصحابنا (فإن رأيت أن تحضر إلينا، فذاك إليك).


فقال: يا فضل! إنّ الناس يقولون: إنّ هذا طعام الفجأة وهم يكرهونه، أما إنّي
لا أرى به بأسا.

فأمرت الغلام فأتى بالطست، فدنا منه، فقال: «الحمد للّه الذي جعل لكلّ شيء
حدّا» ... [201].

 

 ـ دعاؤه عليه‏السلام على المخالفين:

1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ... يعقوب بن يقطين، قال: قلت
لأبي الحسن عليه‏السلام: ... تحضر صلاة الظهر فلا نقدر أن ننزل في الوقت حتّى ينزلوا،
وننزل معهم ... .

فقال عليه‏السلام: صلّ بهم، لا صلّى اللّه عليهم[202].

 

 ـ دعاؤه عليه‏السلام لدفع شرّ هارون:

1 ـ السيّد ابن طاووس  رحمه‏الله:  ... عن عليّ بن يقطين، قال: كنت واقفا على رأس
هارون الرشيد، إذ دعي موسى بن جعفر عليهماالسلام، وهو يتلظّى عليه، فلمّا دخل حرّك
شفتيه بشيء، فأقبل هارون عليه ولاطفه وبرّه، وأذن له في الرجوع، فقلت له: يا ابن
رسول اللّه! جعلني اللّه فداك! إنّك دخلت على هارون وهو يتلظّى عليك، فلم أشكّ
إلاّ أنّه يأمر بقتلك، فسلّمك اللّه منه، فما الذي كنت تتحرّك  به شفتاك؟

فقال: إنّي دعوت بدعائين أحدهما خاصّ، والآخر عامّ، فصرف اللّه شرّه عنّي،
فقلت: ما هما يا ابن رسول اللّه؟!

فقال: أمّا الخاصّ: «اللّهمّ إنّك حفظت الغلامين لصلاح أبويهما، فاحفظني
لصلاح آبائي»،
وأمّا العامّ: «اللّهمّ إنّك تكفي من كلّ أحد، ولا يكفي منك أحد،
فاكفنيه بما شئت وأنّى شئت».

فكفاني اللّه شرّه[203].

 

 ـ تعقيباته عليه‏السلام بعد كلّ صلاة:

(726) 1 ـ السيّد نور اللّه التستريّ رحمه‏الله: إنّ الكاظم عليه‏السلام كان إذا صلّى العتمة،
حمد اللّه ومجدّه ودعاه إلى أن يزول الليل، ثمّ يقوم يصلّي حتّى طلع الصبح، فيصلّي الصبح.

ثمّ يذكر اللّه حتّى تطلع الشمس، ثمّ يقعد إلى ارتفاع الضحى، ثمّ يرقد ويستيقظ
قبل الزوال، ثمّ يتوضّأ ويصلّي حتّى يصلّي العصر.

ثمّ يذكر اللّه حتّى يصلّي المغرب، ثمّ يصلّي ما بين المغرب والعتمة، فكان هذا دأبه
إلى أن مات رحمة اللّه عليه[204].

 

 ـ استغفاره عليه‏السلام في كلّ يوم:

(727) 1 ـ الحسين بن سعيد رحمه‏الله: إبراهيم بن أبي البلاد، قال: قال أبو الحسن عليه‏السلام:
إنّي أستغفر اللّه في كلّ يوم خمسة آلاف مرّة، ثمّ قال لي: خمسة آلاف كثير
[205].


 

 ـ دعاؤه عليه‏السلام في الموقف:

(728) 1 ـ السيّد ابن طاووس رحمه‏الله: بإسنادي عن محمّد بن الحسن بن الوليد
أيضا، بإسناده إلى حمّاد بن عبد اللّه، قال: كنت قريبا من أبي الحسن موسى عليه‏السلام
بالموقف، فلمّا همّت الشمس للغروب أخذ بيده اليسرى بمجامع ثوبه، ثمّ قال:

«اللّهم إنّي عبدك وابن عبدك، إن تعذّبني فبأمور قد سلفت منّي وأنا بين
يديك برمّتي، وإن تعف عنّي فأهل العفو أنت، يا أهل العفو، يا أحقّ من عفى،
اغفر لي ولأصحابي»
، وحرّك دابّته، فمرّ[206].

 

 ـ دعاؤه عليه‏السلام في الحبس:

1 ـ الشيخ المفيد رحمه‏الله:  وروي: أنّ بعض عيون عيسى بن جعفر رفعه إليه أنّه
يسمعه كثيرا يقول في دعائه، وهو محبوس عنده: «اللّهمّ إنّك تعلم أنّي كنت
أسألك أن تفرّغني لعبادتك، اللّهمّ وقد فعلت، فلك الحمد»
... [207].

 

 ـ دعاؤه عليه‏السلام تحت الميزاب:

(729) 1 ـ الكفعميّ رحمه‏الله: كتاب التهجّد لابن أبي قُرّة، عن الكاظم عليه‏السلامأنّه في هذا
الدعاء تقول (روى هذا الدعاء عن الكاظم عليه‏السلام محمّد بن الحسن الصفّار بإسناده إلى
مسكين وعمّار، قال: كنت نائما بمكّة، فأتاني آت في منامي وقال لي: قم! فإنّ تحت
الميزاب رجلاً يدعو اللّه باسمه الأعظم.

ففزعت ثمّ نمت فناداني ثانية بمثل ذلك، فناداني ثالثة وقال لي: قم! فإنّ العبد
الصالح موسى بن جعفر عليهماالسلام يدعو اللّه تعالى باسمه الأعظم، فقمت واغتسلت ثمّ
دخلت الحجر، وإذا به عليه‏السلام قد ألقى ثوبه إلى رأسه وهو ساجد، فسمعته
يقول:[208])  ثلاثا: «يا نور يا قدّوس»، وثلاثا «يا حيّ يا قيّوم»، وثلاثا «يا حيّا
لا
  يموت»، وثلاثا «يا حيّا حين لا حيّ»، وثلاثا «يا حيّ لا إله إلاّ أنت»،
وثلاثا  «أسألك بلا إله إلاّ أنت»، وثلاثا «أسألك باسمك بسم اللّه الرحمن
الرحيم العزيز المبين»
[209].

 

 ـ دعاؤه عليه‏السلام لقضاء حاجته:

1 ـ الشيخ الصدوق  رحمه‏الله: ... الحسين بن عليّ بن أبي طالب  عليهم‏السلام، قال: دخلت
على رسول اللّه  صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلموعنده أُبيّ بن كعب فقال لي رسول اللّه  صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: مرحبا بك
يا أبا عبد اللّه!...

يا أُبي! إنّ اللّه تبارك وتعالى ركّب على هذه النطفة، نطفة زكيّة مباركة طيّبة، أنزل
عليها الرحمة، وسمّاها عنده موسى.

قال له أُبيّ: يا رسول اللّه!... فهل لموسى من دعوة يدعو بها سوى دعاء آبائه؟

قال: نعم! يقول في دعائه:

«يا خالق الخلق، ويا باسط الرزق، وفالق الحبّ والنوى، وبارى‏ء النسم،
ومحيي الموتى، ومميت الأحياء، ودائم الثبات، ومخرج النبات، افعل بي
ما أنت أهله».
من دعا بهذا الدعاء قضى اللّه تعالى حوائجه، وحشره يوم القيمة مع
موسى بن جعفر ... [210].

 

 ـ دعاؤه عليه‏السلام لكشف السوار من ماء الدجلة:

1 ـ ابن حمزة الطوسيّ رحمه‏الله: عن إسحاق بن أبي عبد اللّه، قال: كنت مع
أبي الحسن موسى عليه‏السلام حين قدم من البصرة، فبينما نحن نسير في البطائح في هول
أرياح إذ سايرنا قوم في السفينة، فسمعنا لهم جلبة، فقال عليه‏السلام: ما هذا؟

فقيل: عروس تهدى إلى زوجها. قال: ثمّ مكثنا ما شاء اللّه تعالى، فسمعنا
صراخا وصيحة، فقال عليه‏السلام: ما  هذا؟

فقيل: العروس أرادت تغرف ماء فوقع سوارها في الماء ... .

ووضع أبو الحسن عليه‏السلام صدره على السفينة، وتكلّم بكلام خفيّ، وقال للملاّح:
انزل، فنزل الملاّح بفوطة ... .

فلمّا أخرج الملاّح السوار قال له إسحاق أخوه: جعلت فداك! الدعاء الذي قلت
أخبرنا به؟

فقال له: استره إلاّ ممّن تثق به، ثمّ قال: «يا سابق كلّ فوت، ويا سامع كلّ
صوت، ويا بارئ النفوس بعد الموت، يا كاسي العظام لحما بعد الموت، يا
من لا تغشاه الظلمات الحندسيّة، ولا تتشابه عليه الأصوات المختلفة، ويا
من لا يشغله شأن عن شأن، يا من له عند كلّ شيء من خلقه سمع حاضر،
وبصر نافذ، لا يغلّطه كثرة المسائل، ولا يبرمه إلحاح الملحّين، يا حيّ حين لا
حيّ في ديمومة ملكه وبقائه، يا من سكن العلى واحتجب عن خلقه بنوره، يا
من أشرق بنوره دياجي الظلم، أسألك باسمك الواحد الأحد الفرد الوتر
الصمد أن تصلّي على محمّد وآل محمّد الطيّبين الطاهرين»
[211].

 

 ـ حرزه عليه‏السلام:

(730) 1 ـ عليّ بن طاووس رحمه‏الله: بإسناده عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم بروايته
قال: إنّ الصادق عليه‏السلام أخرج آيات من القرآن، وجعلها حرزا لابنه موسى
الكاظم عليه‏السلام، وكان يقرأه، ويعوّذ نفسه به، وهو هذا:

«بسم اللّه الرحمن الرحيم، بسم اللّه ولا إله إلاّ اللّه أبدا حقّا حقّا، لا إله إلاّ
اللّه إيمانا وصدقا، لا إله إلاّ اللّه تعبّدا ورقّا، لا إله إلاّ اللّه تلطّفا ورفقا، لا إله
إلاّ اللّه، بسم اللّه، والحمد للّه، واعتصمت باللّه ... ».

والحرز طويل من شاء فليراجع.

حرز الكاظم عليه‏السلام برواية أخرى: «بسم اللّه الرحمن الرحيم، اللّهمّ أعطني
الهدى، وثبّتني عليه، واحشرني عليه آمنا، أمن من لا خوف عليه ولا حزن
ولا جزع، إنّك أهل التقوى وأهل المغفرة»
[212].


 

(د) ـ معاشرته عليه‏السلام مع الأسرة

وفيه ستّة وعشرون موردا

 

الأوّل ـ معاشرته عليه‏السلام مع الأسرة:

1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ... عن عليّ بن أبي حمزة، عن العبد
الصالح عليه‏السلام، قال: سألته أُمّ ولد لأبيه، فقالت: جعلت فداك! إنّي أريد أن أسألك عن
شيء، وأنا أستحيي منه.

قال عليه‏السلام: سلي، ولا تستحي ... [213].

2 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ... خطّاب بن سلمة، قال: ... .

لقيت أبا الحسن موسى عليه‏السلام ... فقال: يا خطّاب كان أبي زوّجني ابنة عمّ لي،
وكانت سيّئة الخلق، وكان أبي ربّما أغلق عليّ وعليها الباب رجاء أن ألقاها، فأتسلّق
الحائط، وأهرب منها، فلمّا مات أبي طلّقتها ... [214].

 

الثاني ـ مشورته مع أبيه عليهماالسلام:

(731) 1 ـ الحميريّ رحمه‏الله: هارون بن مسلم، عن مسعدة بن زياد، قال: سمعت
أبا الحسن عليه‏السلام يقول لأبيه: يا أبة! إنّ فلانا يريد اليمن، أفلا أزوّده ببضاعة ليشتري
لي بها عَصْب[215] اليمن؟

فقال له: يا بنيّ! لا تفعل.

قال: ولم؟

قال: لأنّها إن ذهبت لم تؤجر عليها ولم تخلف عليك، لأنّ اللّه تبارك وتعالى
يقول: «وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَآءَ أَمْوَ لَكُمُ الَّتِى جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَـمًا»[216] فأيّ سفيه أسفه
- بعد النساء ـ من شارب الخمر!؟

يا بنيّ ! إنّ أبي حدّثني عن آبائه، عن رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، قال: من ائتمن غير
أمين فليس له على اللّه ضمان، لأنّه قد نهاه أن يأتمنه[217].

 

الثالث ـ مشاعرته مع أبيه عليهماالسلام في صغره:

(732) 1 ـ ابن شهرآشوب رحمه‏الله: موسى بن جعفر عليهماالسلام قال: دخلت ذات يوم من
المكتب، ومعي لوحي، قال: فأجلسني أبي بين يديه، وقال: يا بنيّ! أكتب: (تنحّ عن
القبيح ولا ترده).

ثمّ قال: أجزه.

فقلت: ومن أوليته حسنا فزده.

ثمّ قال: ستلقى من عدوّك كلّ كيد، فقلت: إذا كاد العدوّ فلا تكده.


قال: فقال: «ذُرِّيَّهَ‏م بَعْضُهَا مِن‏م بَعْضٍ »[218] [219].

 

الرابع ـ تجهيزه جنازة أبيه عليهماالسلام:

1 ـ أبو جعفر الطبريّ رحمه‏الله: ... عن أبي بصير، قال: سمعت العبد الصالح عليه‏السلام
يقول: لما حضر أبي الموت، قال: يا بنيّ! لا يلي غسلي غيرك، فإنّي غسّلت أبي،
وغسّل أبي أباه، والحجّة يغسّل الحجّة.

قال: فكنت أنا الذي غمّضت أبي، وكفّنته، ودفنته بيدي ... [220].

2 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: ... يونس بن يعقوب، عن أبي الحسن الأوّل عليه‏السلام،
قال: سمعته يقول: أنا كفّنت أبي في ثوبين شطويّين كان يحرم فيهما، وفي قميص من
قمصه، وفي عمامة كانت لعليّ بن الحسين عليهماالسلام، وفي برد اشتريته بأربعين دينارا، لو
كان اليوم ليساوي أربعمائة دينار[221].

 

الخامس ـ بكاؤه عليه‏السلام على جدّته فاطمة الزهراء عليهاالسلام :

1 ـ السيّد ابن طاووس رحمه‏الله: ... عيسى بن المستفاد قال: حدّثني موسى بن
جعفر عليهماالسلام ]، عن أبيه عليه‏السلام، قال: لمّا حضرت رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلمالوفاة دعا
الأنصار، وقال: يا معشر الأنصار! قد حان الفراق، وقد دعيت وأنا مجيب الداعي،
وقد جاورتم فأحسنتم الجوار ... .

واللّه معاشر الأنصار!؟ ألا، اسمعوا ومن حضر، ألا إنّ باب فاطمة بابي، وبيتها
بيتي، فمن هتكه فقد هتك حجاب اللّه.

قال عيسى: فبكى أبو الحسن عليه‏السلامطويلاً، وقطع بقيّة الحديث، وأكثر البكاء،
وقال: هتك واللّه! حجاب اللّه، هتك واللّه! حجاب اللّه، هتك واللّه! حجاب اللّه،
يا أُمّه! يا أمّة! صلوات اللّه عليها[222].

 

السادس ـ مشاورته عليه‏السلام مع أهل بيته وشيعته:

1 ـ السيّد ابن طاووس  رحمه‏الله:  ... أبو الوضّاح محمّد بن عبد اللّه بن زيد النهشليّ،
قال: أخبرني أبي ... قال: لمّا قتل الحسين بن عليّ صاحب فخّ، وهو الحسين بن عليّ
ابن الحسن بن الحسن بفخّ، وتفرّق الناس عنه حمل رأسه عليه‏السلام، والأسرى من
أصحابه إلى موسى بن المهديّ ... ثمّ أمر برجل من الأسرى فوبّخه، ثمّ قتله، ثمّ صنع
مثل ذلك بجماعة من ولد أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليه، وأخذ
من الطالبيّين، وجعل يسأل منهم إلى أن ذكر موسى بن جعفر صلوات اللّه عليه،
فسأل عنه، ثمّ قال: واللّه! ما خرج حسين إلاّ عن أمره، ولا اتّبع إلاّ محبّته لأنّه
صاحب الوصيّة في أهل هذا البيت، قتلني اللّه إن أبقيت عليه ... .

وقال: وكتب عليّ بن يقطين إلى أبي الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلامبصورة الأمر،
فورد الكتاب، فلمّا أصبح أحضر أهل بيته وشيعته، فأطّلعهم أبو الحسن عليه‏السلامعلى ما
ورد من الخبر، وقال لهم: ما تشيرون في هذا؟


فقالوا: نشير عليك أصلحك اللّه وعلينا معك أن نباعد شخصك عن هذا الجبّار، وتغيب
شخصك دونه فإنّه لا يؤمن شرّه، وعاديته وغشمه سيّما وقد توعّدك وإيّانا معك ...
[223].

 

السابع ـ حضوره عليه‏السلام في مسجد الحرام وجلوسه مع أقربائه:

1 ـ البرقيّ رحمه‏الله:  ... المفضّل، أنّ أبا الحسن عليه‏السلام ... قال بشر: كان أبو الحسن عليه‏السلام
في مسجد الحرام في حلقة بني هاشم، وفيها العبّاس بن محمّد، وغيره ... [224].

 

الثامن ـ أمره بوضع السراج في بيت أبيه بعد شهادته عليهماالسلام:

1 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: ... عن عدّة من أصحابنا، قال: ... لمّا قبض
أبو جعفر عليه‏السلام أمر أبو عبد اللّه عليه‏السلام بالسراج في البيت الذي كان يسكنه حتّى قبض
أبو عبد اللّه عليه‏السلام.

ثمّ أمر أبو الحسن موسى عليه‏السلام بمثل ذلك في بيت أبي عبد اللّه عليه‏السلام[225].

 

التاسع ـ دفنه عليه‏السلام ابنته المتوفّاة وتجصيص قبرها:

1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ... عن يونس بن يعقوب، قال: لمّا رجع
أبو الحسن موسى عليه‏السلام من بغداد ومضى إلى المدينة ماتت له ابنة بفيد فدفنها وأمر
بعض مواليه أن يجصّص قبرها ويكتب على لوح اسمها، ويجعله في القبر[226].

 

العاشر ـ سفره عليه‏السلام إلى بغداد مع عائلته:

1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ... عن الحسين بن موسى، عن أُمّه وأُمّ أحمد
بنت موسى، قالتا: كنّا مع أبي الحسن عليه‏السلام بالبادية ونحن نريد بغداد ... [227].

 

الحادي عشر ـ سؤاله عن أبيه عليهماالسلام عن مرور رجل قدّامه وهو في الصلاة:

(733) 1 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: محمّد بن عليّ بن محبوب، عن محمّد بن الحسين،
عن عمرو بن خالد، عن سفيان بن خالد، عن أبي عبد اللّه عليه‏السلام أنّه كان يصلّي ذات
يوم إذ مرّ رجل قدّامه وابنه موسى عليه‏السلام جالس، فلمّا انصرف قال له ابنه: يا أبه! ما
رأيت الرجل مرّ قدّامك؟!

فقال: يا بنيّ! إنّ الذي أصلّي له، أقرب إليّ من الذي مرّ قدّامي[228].

 

الثاني عشر ـ التزامه بوصايا أبيه عليهماالسلام:

(734) 1 ـ أبو نعيم الإصفهانيّ: حدّثنا أحمد بن محمّد بن مقسّم، حدّثني
أبو الحسين عليّ بن الحسن الكاتب، حدّثنيّ أبي، حدّثني الهيثم، حدّثني بعض
أصحاب جعفر بن محمّد الصادق عليه‏السلام، قال: دخلت على جعفر عليه‏السلاموموسى عليه‏السلامبين
يديه، وهو يوصيه بهذه الوصيّة، فكان ممّا حفظت منها، أن قال: يا بنيّ! اقبل
وصيّتي، واحفظ مقالتي، فإنّك إن حفظتها تعش سعيدا، وتمت حميدا[229]، يا بنيّ! من
رضي بما قسّم له استغنى، ومن مدّ عينه إلى ما في يد غيره مات فقيرا، ومن لم يرض
بما قسّمه اللّه له اتّهم اللّه في قضائه، ومن استصغر زلّة نفسه استعظم زلّة غيره، ومن
استصغر زلّة غيره استعظم زلّة نفسه، يا بنيّ! من كشف حجاب غيره انكشفت
عورات بيته، ومن سلّ سيف البغي قتل به، ومن احتفر لأخيه بئرا سقط فيها، ومن
داخل السفهاء حقر، ومن خالط العلماء وقر، ومن دخل مداخل السوء اتّهم، يا بنيّ!
إيّاك أن تزرى بالرجال فيزرى بك، وإيّاك والدخول فيما لا يعنيك فتزلّ لذلك، يا
بنيّ! قل الحقّ لك أو عليك، تستشان* من بين أقرانك، يا بنيّ! كن لكتاب اللّه تاليا
وللإسلام فاشيا، وبالمعروف آمرا، وعن المنكر ناهيا، ولمن قطعك واصلاً، ولمن
سكت عنك مبتدئا، ولمن سألك معطيا، وإيّاك والنميمة، فإنّها تزرع الشحناء في
قلوب الرجال، وإيّاك والتعرّض لعيوب الناس فمنزلة التعرّض لعيوب الناس بمنزلة
الهدف، يا بنيّ! إذا طلبت الجود فعليك بمعادنه، فإنّ للجود معادن، وللمعادن أصولاً،
وللأصول فروعا، وللفروع ثمرا، ولا يطيب ثمر إلاّ بأصول، ولا أصل ثابت إلاّ بمعدن
طيّب، يا بنيّ! إن زرت فزر الأخيار ولا تزر الفجّار، فإنّهم صخرة لا يتفجّر ماؤها،
وشجرة لا يخضرّ ورقها، وأرض لا تظهر عشبها.

قال عليّ بن موسى عليهماالسلام: فما ترك ج أبيج هذه الوصيّة إلى أن مات[230].


 

الثالث عشر ـ إرجاعه الناس إلى ابنه الرضا عليهماالسلام:

(735) 1 ـ أبو جعفر الطبريّ رحمه‏الله: أخبرني أبو الحسين محمّد بن هارون بن موسى،
عن أبيه، عن أبي جعفر بن الوليد، عن عليّ بن حديد، عن مُرازِم، قال: أرسلني
أبو الحسن الأوّل عليه‏السلام وأمرني بأشياء، فأتيت المكان الذي بعثني إليه، فإذا أبو الحسن
الرضا عليه‏السلام قال: فقال لي: فيم قدمت؟

قال: فكبر عليَ أن لا أخبره حين سألني، لمعرفتي بحاله عند أبيه عليه‏السلام، ثمّ قلت له:
ما أمرني أن أخبره، وأنا مردّد ذلك في نفسي.

فقال: قدمت يا مرازم! في كذا وكذا، قال: فقصّ ما قدمت له[231].

 

الرابع عشر ـ تفضيله عليه‏السلام بعض أولاده على بعض:

1 ـ الحميريّ رحمه‏الله: ... عليّ بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر عليهماالسلام، قال: ... .

قد فضّلت فلانا على أهلي وولدي ... [232].


 

الخامس عشر ـ إمساكه عليه‏السلام عن التكلّم مع ابن عمّه:

(736) 1 ـ الحميريّ رحمه‏الله: محمّد بن الحسين، عن جعفر بن بشير، عن إبراهيم بن
مفضّل بن قيس، قال: سمعت أبا الحسن الأوّل عليه‏السلام وهو يحلف أن لا يكلّم محمّد بن
عبد اللّه الأرقط أبدا.

فقلت في نفسي: هذا يأمر بالبرّ والصلة، ويحلف أن لا يكلّم ابن عمّه أبدا.

قال: فقال عليه‏السلام: هذا من برّي به، هو لا يصبر أن يذكرني ويعيبني، فإذا علم
الناس أنّي لا أكلّمه لم يقبلوا منه، أمسك عن ذكري، فكان خيرا له[233].

 

السادس عشر ـ نهيه عليه‏السلام ابن أخيه عليه‏السلام عن مساعدة أهل الجور:

1 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: ... عن عليّ بن محمّد بن سليمان النوفليّ، عن صالح بن
عليّ بن عطيّة، قال: كان السبب في وقوع موسى بن جعفر عليهماالسلامإلى بغداد أنّ هارون
الرشيد أراد أن يقعد الأمر لابنه محمّد بن زبيدة ... .

وكان موسى بن جعفر عليهماالسلام يأمر لعليّ بن إسماعيل ويثق به حتّى ربما خرج
الكتاب منه إلى بعض شيعته بخطّ عليّ بن إسماعيل، ثمّ استوحش منه، فلمّا أراد
الرشيد الرحلة إلى العراق بلغ موسى بن جعفر: أنّ عليّا ابن أخيه يريد الخروج مع
السلطان إلى العراق، فأرسل إليه ما لك والخروج مع السلطان؟!

قال: لأنّ عليَ دينا، فقال: دينك عليَ، قال: فتدبير عيالي؟!


قال: أنا أكفيهم، فأبى إلاّ الخروج، فأرسل إليه مع أخيه محمّد بن إسماعيل ابن جعفر
بثلثمائة دينار وأربعة آلاف درهم، فقال له: اجعل هذا في جهازك ولا توتم ولدي
[234].

 

السابع عشر ـ إحسانه عليه‏السلام إلى من أساء إليه من أقربائه:

(737) 1 ـ العلويّ العمريّ رحمه‏الله: قال الحسينيّ: قال ابن خداع في كتابه: كان
موسى عليه‏السلاميخاف ابن أخيه محمّد بن إسماعيل ويبرّه، وهو لا يترك السعي به إلى
السلطان من بني العبّاس[235].

 

الثامن عشر ـ معاشرته عليه‏السلام مع خدمه وغلمانه:

(738) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن
أبي عبد اللّه، عن سعدان، عن مُعَتِّب، قال:

كان أبو الحسن موسى عليه‏السلام في حائط له يصرم[236]، فنظرت إلى غلام له قد أخذ
كارة[237] من تمر، فرمى بها وراء الحائط، فأتيته وأخذته وذهبت به إليه.

فقلت: جعلت فداك، إنّي وجدت هذا، وهذه الكارة.

فقال للغلام: يا فلان!

قال: لبّيك، قال: أتجوع؟

قال: لا، يا سيّدي! قال: فتعرى؟


قال: لا، يا سيّدي!

قال: فلأيّ شيء أخذت هذه؟

قال: اشتهيت ذلك، قال: اذهب فهي لك، وقال: خلّوا عنه[238].

 

التاسع عشر ـ حراسته عليه‏السلام لغلمانه وجواريه:

(739) 1 ـ الحميريّ رحمه‏الله: أحمد بن محمّد، عن الحسين بن موسى بن جعفر عليهماالسلام،
عن أُمّه، قالت: كنت أغمز قدم أبي الحسن عليه‏السلام وهو نائم مستقبلاً في السطح، فقام
مبادرا يجرّ إزاره مسرعا، فتبعته فإذا غلامان له يكلّمان جاريتين له، وبينهما حائط
لا يصلان إليهما فتسمّع عليهما، ثمّ التفت إليّ فقال: متى جئت هاهنا؟

فقلت: حيث قمت من نومك مسرعا، فزعت، فتبعتك.

قال: ألم تسمعي الكلام؟

قلت: بلى، فلمّا أصبح بعث الغلامين إلى بلد، وبعث بالجاريتين إلى بلد آخر
فباعهم[239].

 

العشرون ـ دخول الخصيان على بناته عليه‏السلام:

(740) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد،
عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، قال: سألت أباالحسن الرضا عليه‏السلام، عن قناع الحرائر
من الخصيان؟

فقال: كانوا يدخلون على بنات أبي الحسن عليه‏السلام ولا يتقنّعن.

قلت: فكانوا أحرارا؟

قال: لا، قلت: فالأحرار يتقنّع منهم؟

قال: لا[240].

 

الحادي والعشرون ـ نومه عليه‏السلام بين جاريتين:

(741) 1 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: محمّد بن أحمد بن يحيى، عن يعقوب، عن ابن أبي
نجران، عمّن ذكره، عن أبي الحسن عليه‏السلام، إنّه كان ينام بين جاريتين[241].

 

الثاني والعشرون ـ تزوّجه عليه‏السلام بامرأة من آل زبير:

(742) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد،
عن ابن فضّال، عن يونس بن يعقوب، عن سعيدة، قالت: بعثني أبو الحسن عليه‏السلام إلى
امرأة من آل زبير لأنظر إليها أراد أن يتزوّجها، فلمّا دخلت عليها حدّثتني هنيئة، ثمّ
قالت: أدني المصباح، فأدنيته لها، قالت سعيدة: فنظرت إليها وكان مع سعيدة غيرها،
فقالت: أرضيتنّ؟


قال: فتزوّجها أبو الحسن عليه‏السلام، فكانت عنده حتّى مات عنها، فلمّا بلغ ذلك
جواريه جعلن يأخذن بأردانه وثيابه وهو ساكت يضحك، ولا يقول لهنّ شيئا،
فذكر أنّه قال: ما شيء مثل الحرائر[242].

 

الثالث والعشرون ـ جواريه عليه‏السلام:

(743) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد،
عن ابن محبوب، عن يونس بن يعقوب، قال: حدّثني من أثق به أنّه رأى على
جواري أبي الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام الوشي[243]،[244].

 

الرابع والعشرون ـ وليمته عليه‏السلام لبعض ولده:

(744) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد،
عن عليّ بن الحكم، عن بعض أصحابنا، قال: أولم أبو الحسن موسى عليه‏السلام وليمة على
بعض ولده، فأطعم أهل المدينة ثلاثة أيّام الفالوذجات[245] في الجفان[246] في المساجد
والأزقّة[247]، فعابه بذلك بعض أهل المدينة.


فبلغه عليه‏السلام ذلك، فقال: ما آتى اللّه عزّ وجلّ نبيّا من أنبيائه شيئا إلاّ وقد آتى
محمّدا صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم مثله، وزاده مالم يؤتهم.

قال لسليمان عليه‏السلام: «هَـذَا عَطَـآؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ»[248].

وقال لمحمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: «وَ مَآ ءَاتَـلـكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ مَا نَهَـلـكُمْ عَنْهُ
فَانتَهُوا
[249]».[250]

 

الخامس والعشرون ـ كيفيّة لباسه عليه‏السلام عند أزواجه:

(745) 1 ـ أبو نصر الطبرسيّ رحمه‏الله: عن عبد اللّه بن عثمان، عن الحسن بن الزيّات،
قال: دخلت على أبي الحسن عليه‏السلام وهو في بيت منجّد[251]، ثمّ عدت إليه من الغد وهو
في بيت ليس فيه إلاّ حصى، فبرز وعليه قميص غليظ، فقال: البيت الذي رأيتم أمس
ليس هو بيتي، إنّما هو بيت المرأة، وكان أمس يومها[252].

 

السادس والعشرون ـ اقتراحه عليه‏السلام لأخيه ماهو أنفع له:

(746) 1 ـ البرقيّ رحمه‏الله: عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن مروان، قال: قال لي عبد
اللّه بن أبي عبد اللّه عليه‏السلام: اشتر لي غلاما عرفا لهذا الأمر، يقوم في ضيعتي يكون
فيها.


قال: فقال أبو الحسن عليه‏السلام: صلاحه لنفسه، ولكن اشتر له مملوكا قويّا يكون في
ضيعته.

قال: فقال عليه‏السلام: اشتر ما يقول لك[253].

 

(ه) ـ معاشرته عليه‏السلام مع الناس:

وفيه ثلاثة وخمسون موردا

 

الأوّل ـ قبوله عليه‏السلام هدايا الناس:

1 ـ الشيخ المفيد رحمه‏الله: ... عن ابن سنان، قال: حمل الرشيد في بعض الأيّام إلى
عليّ بن يقطين ثيابا أكرمه بها، وكان في جملتها درّاعة[254] خزّ سوداء من لباس الملوك
مثقّلة بالذهب، فأنفذ عليّ بن يقطين جلّ تلك الثياب إلى موسى بن جعفر عليهماالسلام،
وأنفذ في جملتها تلك الدرّاعة، وأضاف إليها مالاً كان أعدّه على رسم له فيما يحمله
إليه من خمس ماله، فلمّا وصل ذلك إلى أبي الحسن عليه‏السلامقبل ذلك المال والثياب، وردّ
الدرّاعة على يد الرسول إلى عليّ بن يقطين، وكتب إليه: احتفظ بها، ولا تخرجها عن
يدك، فسيكون لك بها شأن تحتاج إليها معه ... .

فلمّا كان بعد أيّام تغيّر عليّ بن يقطين علي غلام كان يختصّ به، فصرفه عن
خدمته، وكان الغلام يعرف ميل عليّ بن يقطين إلى أبي الحسن موسى عليه‏السلامويقف
على ما يحمله إليه في كلّ وقت من مال وثياب وألطاف وغير ذلك، فسعى به إلى
الرشيد، فقال: إنّه يقول بإمامة موسى بن جعفر، ويحمل إليه خمس ماله في كلّ سنة،
وقد حمل إليه الدرّاعة التي أكرمه بها أمير المؤمنين في وقت كذا وكذا، فاستشاط
الرشيد لذلك، وغضب غضبا شديدا، وقال: لأكشفنّ عن هذا الحال، فإن كان الأمر
كما تقول أزهقت نفسه، وأنفذ في الوقت بإحضار عليّ بن يقطين، فلمّا مثل بين يديه
قال له: ما فعلت الدرّاعة التي كسوتك بها؟

قال: هي يا أمير المؤمنين! عندي في سفط مختوم، وفيه طيب قد احتفظت بها، فلمّا
أصبحت وفتحت السفط، ونظرت إليها تبرّكا بها، وقبّلتها ورددتها إلى موضعها،
وكلّما أمسيت صنعت مثل ذلك.

فقال: أحضرها الساعة.

قال: نعم، يا أمير المؤمنين! فاستدعى بعض خدمه، فقال له: امض إلى البيت
الفلاني من داري، فخذ مفتاحه من خازني وافتحه، ثمّ افتح الصندوق الفلاني،
فجئني بالسفط الذي فيه بختمه.

فلم يلبث الغلام أن جاء بالسفط مختوما، فوضع بين يدي الرشيد، فأمر بكسر
ختمه وفتحه، فلمّا فتح نظر إلى الدرّاعة فيه بحالها مطويّة مدفونة في الطيب، فسكن
الرشيد من غضبه، ثمّ قال لعليّ بن يقطين: ارددها إلى مكانها وانصرف راشدا ... [255].

2 ـ ابن حمزة الطوسيّ رحمه‏الله:  ... عن أبي عليّ بن راشد، قال: اجتمعت العصابة
بنيسابور في أيّام أبي عبد اللّه عليه‏السلام، فتذاكروا ما هم فيه من الانتظار للفرج، وقالوا:
نحن نحمل في كلّ سنة إلى مولانا ما يجب علينا، وقد كثرت الكاذبة، ومن يدّعي هذا
الأمر، فينبغي لنا أن نختار رجلاً ثقة نبعثه إلى الإمام، ليتعرّف لنا الأمر، فاختاروا
رجلاً يعرف بأبي جعفر محمّد بن إبراهيم النيسابوريّ ... .


فما زلت أبكي وأستغيث به، فإذا أنا بإنسان يحرّكني، فرفعت رأسي من فوق
القبر، فرأيت عبدا أسود عليه قميص خلق، وعلى رأسه عمامة خلق.

فقال لي: يا أبا جعفر النيسابوريّ، يقول لك مولاك موسى بن
جعفر عليهماالسلام: ... فجئت إليه ... .

ثمّ قال لي: هات الكيس، فدفعته إليه، فحلّه وأدخل يده فيه، وأخرج منه درهم
شطيطة، وقال لي: هذا درهمها؟

فقلت: نعم، فأخذ الرزمة وحلّها وأخرج منها شقّة قطن مقصورة، طولها خمسة
وعشرون ذراعا، وقال لي: اقرأ عليها السلام كثيرا، وقل لها: قد جعلت شقّتك في
أكفاني ... [256].

 

الثاني ـ قبوله  عليه‏السلام هدايا الخليفة لتزويج العزّاب:

1 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: ... عن أبي عبد اللّه ابن الفضل، عن أبيه الفضل، قال:
كنت أحجب الرشيد فأقبل عليّ يوما غضبانا وبيده سيف يقلّبه، فقال لي:
يا فضل! بقرابتي من رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، لئن لم تأتني بابن عمّي الآن لآخذنّ الذي
فيه عيناك، فقلت: بمن أجيئك؟

فقال: بهذا الحجازيّ، فقلت: وأيّ الحجازيّ؟

قال: موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم‏السلام،
قال الفضل: فخفت من اللّه عزّ وجلّ أن أجيء به إليه، ثمّ فكّرت في النقمة، فقلت له:
أفعل ... .


فقلت له: السلام عليك يا ابن رسول اللّه! أجب الرشيد؟

فقال: ما للرشيد، وما لي؟ أما تشغله نقمته عنّي؟!

ثمّ وثب مسرعا، وهو يقول: لولا أنّي سمعت في خبر عن جدّي رسول
اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: إنّ طاعة السلطان للتقيّه واجبة، إذا ما جئت ... .

قال: لا تكون أعلمته أنّي عليه غضبان، فإنّي قد هيّجت على نفسي ما لم أرده،
ائذن له بالدخول، فأذنت له، فلمّا رآه وثب إليه قائما وعانقه، وقال له: مرحبا بابن
عمّي وأخي ووارث نعمتي، ثمّ أجلسه على فخذيه، فقال له: ما الذي قطعك عن
زيارتنا؟

فقال: سعة مملكتك، وحبّك للدنيا...

فقال: ايتوني بحقّة الغالية، فأتي بها، فغلفه بيده، ثمّ أمر أن يحمل بين يديه خلع
وبدرتان دنانير.

فقال موسى بن جعفر عليهماالسلام: واللّه! لولا أنّي أرى أن أزوّج بها من عزّاب بني
أبي طالب، لئلاّ ينقطع نسله أبدا، ما قبلتها، ثمّ تولّى عليه‏السلام وهو يقول: الحمد للّه ربّ
العالمين ... [257].

 

الثالث ـ قبوله عليه‏السلام الضيافة:

1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ... عن الفضل بن يونس، قال: تغدّي
عندي أبو الحسن عليه‏السلام فلمّا فرغ من الطعام أتي بالخلال  ... [258].


 

الرابع ـ تسميته عليه‏السلام أولاد أصحابه:

1 ـ الحميريّ رحمه‏الله: ... الحسن بن عليّ الوشّاء، قال: حججت أيّام خالي إسماعيل
ابن إلياس، فكتبنا إلى أبي الحسن الأوّل عليه‏السلام، فكتب خالي: إنّ لي بنات، وليس لي
ذكر، وقد قلّ رجالنا، وقد خلّفت امرأتي، وهي حامل، فادع اللّه أن يجعله غلاما
وسمّه.

فوقّع في الكتاب: قد قضى اللّه تبارك وتعالى حاجتك، وسمّه محمّدا.

فقدمنا الكوفة، وقد ولد لي غلام قبل دخول الكوفه بستّة أيّام ... [259].

 

الخامس ـ حضوره عليه‏السلام عند بعض أصحابه وأكله من طعامهم:

1 ـ أبو نصر الطبرسيّ رحمه‏الله: ... الفضل بن يونس، قال: إنّي في منزلي يوما فدخل
عليّ الخادم، فقال: إنّ بالباب رجلاً يكنّى أبا الحسن، يسمّى موسى بن جعفر عليهماالسلام.

فقلت: يا غلام! إن كان الذي أتوهّم، فأنت حرّ لوجه اللّه.

قال: فبادرت إليه، فإذا أنا به عليه‏السلام، فقلت: انزل يا سيّدي! فنزل، ودخل المجلس،
فذهبت لأرفعه في صدر البيت، فقال: يا فضل! صاحب المنزل أحقّ بصدر البيت إلاّ
أن يكون في القوم رجل (يكون) من بني هاشم.

فقلت: فأنت إذا جعلت فداك! ثمّ قلت: جعلني اللّه فداك! إنّه قد حضر طعام
لأصحابنا (فإن رأيت أن تحضر إلينا، فذاك إليك).

فقال: يا فضل! إنّ الناس يقولون: إنّ هذا طعام الفجأة وهم يكرهونه، أما إنّي
لا أرى به بأسا ... [260].

 

السادس ـ إنفاقه عليه‏السلام في كلّ شهر على عبيده:

1 ـ الحميريّ رحمه‏الله: ... عليّ بن أبي حمزة، قال: كنت عند أبي الحسن عليه‏السلام إذ دخل
عليه ثلاثون مملوكا من الحبش، وقد اشتروهم له، فكلّم غلاما منهم - وكان من
الحبش جميلاً - فكلّمه بكلامه ساعة حتّى أتى على جميع ما يريد وأعطاه درهما،
فقال: أعط أصحابك هؤلاء كلّ غلام منهم كلّ هلال ثلاثين درهما، ثمّ
خرجوا ... [261].

 

السابع ـ إنفاقه إلى السائل:

(747) 1 ـ الإمام العسكريّ عليه‏السلام: قال موسى بن جعفر عليهماالسلام: وقد حضره فقير
مؤمن يسأله سدّ فاقته، فضحك في وجهه.

وقال: أسألك مسألة فإن أصبتها أعطيتك عشرة أضعاف ما طلبت، وإن لم تصبها
أعطيتك ما طلبت - وقد كان طلب منه مائة درهم يجعلها في بضاعة يتعيّش بها - .

فقال الرجل: سل، فقال موسى عليه‏السلام: لو جعل إليك التمنّي لنفسك في الدنيا ما ذا
كنت تتمنّى؟

قال: كنت أتمنّى أن أرزق التقيّة في ديني، وقضاء حقوق إخواني.

قال: فما بالك لم تسأل الولاية لنا أهل البيت؟


قال: ذاك قد أعطيته، وهذا لم أعطه، فأنا أشكر على ما أعطيت، وأسأل ربّي
عزّ وجلّ ما منعت.

فقال: أحسنت، أعطوه ألفي درهم، وقال: اصرفها في كذا - يعني العفص[262] -
فإنّه متاع يابس، وسيقبل [بعد] ما أدبر، فانتظر به سنة، واختلف إلى دارنا وخذ
الإجراء في كلّ يوم.

ففعل، فلمّا تمّت له سنة فإذا قد زاد في ثمن العفص للواحد خمسة عشر، فباع ما كان
اشترى بألفي درهم بثلاثين ألف درهم[263].

 

الثامن ـ إنفاقه من صدقة عليّ عليهماالسلام صداق زواج يهوديّ أسلم:

1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ... عن يعقوب بن جعفر بن إبراهيم، قال:
كنت عند أبي الحسن موسى عليه‏السلام إذ أتاه رجل نصرانيّ، ونحن معه بالعريض، فقال له
النصرانيّ: أتيتك من بلد بعيد وسفر شاقّ ... .

فقال له: أنت مولى اللّه ورسوله، وأنت في حدّ نسبك على حالك، فحسن إسلامه
وتزوّج امرأة من بني فهر وأصدقها أبو إبراهيم عليه‏السلام خمسين دينارا من صدقة عليّ
ابن أبي طالب عليه‏السلام، وأخدمه وبوّأه، وأقام حتّى أخرج أبو إبراهيم عليه‏السلامفمات بعد
مخرجه بثمان وعشرين ليلة[264].


 

التاسع ـ إنفاقه عليه‏السلام الدراهم للعجوزة:

1 ـ ابن حمزة الطوسيّ رحمه‏الله:  ... عن أبي عليّ بن راشد، قال: اجتمعت العصابة
بنيسابور في أيّام أبي عبد اللّه عليه‏السلام، فتذاكروا ما هم فيه من الانتظار للفرج، وقالوا:
نحن نحمل في كلّ سنة إلى مولانا ما يجب علينا، وقد كثرت الكاذبة، ومن يدّعي هذا
الأمر، فينبغي لنا أن نختار رجلاً ثقة نبعثه إلى الإمام، ليتعرّف لنا الأمر، فاختاروا
رجلاً يعرف بأبي جعفر محمّد بن إبراهيم النيسابوريّ ... .

فما زلت أبكي وأستغيث به، فإذا أنا بإنسان يحرّكني، فرفعت رأسي من فوق
القبر، فرأيت عبدا أسود عليه قميص خلق، وعلى رأسه عمامة خلق.

فقال لي: يا أبا جعفر النيسابوريّ، يقول لك مولاك موسى بن
جعفر عليهماالسلام: ... فجئت إليه ... .

ثمّ قال لي: هات الكيس، فدفعته إليه، فحلّه وأدخل يده فيه، وأخرج منه درهم
شطيطة، وقال لي: هذا درهمها؟

فقلت: نعم، فأخذ الرزمة وحلّها وأخرج منها شقّة قطن مقصورة، طولها خمسة
وعشرون ذراعا، وقال لي: اقرأ عليها السلام كثيرا، وقل لها: قد جعلت شقّتك في
أكفاني، وبعثت إليك بهذه من أكفاننا من قطن قريتنا صريا، قرية فاطمة عليهاالسلام، وبذر
قطن كانت تزرعه بيدها الشريفة لأكفان ولدها، وغزل أختي حكيمة بنت أبي عبد
اللّه عليه‏السلام وقصارة يده لكفنه، فاجعليها في كفنك.

ثمّ قال: يا معتب! جئني بكيس نفقة مؤوناتنا، فجاء به فطرح درهما فيه، وأخرج
منه أربعين درهما، وقال: أقرئها منّي السلام، وقل لها: ستعيشين تسع عشرة ليلة من
دخول أبي جعفر، ووصول هذا الكفن وهذه الدراهم، فأنفقي منها ستّة عشر درهما،
واجعلي أربعة وعشرين صدقة عنك، وما يلزم عليك، وأنا أتولّي الصلاة عليك،
فإذا رأيتني فاكتم ... .

وأقامت شطيطة تسعه عشر يوما، وماتت رحمها اللّه، فتزاحمت الشيعة على
الصلاة عليها، فرأيت أبا الحسن عليه‏السلام على نجيب، فنزل عنه وأخذ بخطامه، ووقف
يصلّي عليها مع القوم، وحضر نزولها إلى قبرها، ونثر في قبرها من تراب قبر أبي
عبد اللّه الحسين عليه‏السلام.

فلمّا فرغ من أمرها ركب البعير وألوى برأسه نحو البرّيّة، وقال: عرّف أصحابك
واقرئهم عنّي السلام ... [265].

 

العاشر ـ إحسانه عليه‏السلام إلى بعض أصحابه بإرسال المال إليهم:

(748) 1 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: روي عن هشام بن أحمر، قال: حملت إلى
أبي إبراهيم عليه‏السلام إلى المدينة أموالاً، فقال: ردّها فادفعها إلى المفضّل بن عمر، فرددتها
إلى جعفيّ، فحططتها على باب المفضّل[266].

(749) 2 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: عليّ بن محمّد، قال: حدّثني سَلَمَة بن الخطّاب،
عن عليّ بن حسّان، عن موسى بن بكر، قال: كنت في خدمة أبي الحسن عليه‏السلامفلم أكن
أرى شيئا يصل إليه إلاّ من ناحية المفضّل، ولربّما رأيت الرجل يجيء بالشيء فلا
يقبله منه، ويقول: أوصله إلى المفضّل[267].


 

الحادي عشر ـ إرشاد الناس في أمر الصلاة:

1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ... عن عليّ بن عقبة، قال:

رآني أبو الحسن عليه‏السلام بالمدينة وأنا أصلّي وأنكّس برأسي و أتمدّد في ركوعي،
فأرسل إليّ: لا تفعل[268].

 

الثاني عشر ـ إرشاده عليه‏السلام بعض أصحابه للتزويج:

1 ـ الراونديّ رحمه‏الله: روى عليّ بن أبي حمزة، قال: كان رجل من موالي
أبي الحسن عليه‏السلام لي صديقا، قال: خرجت من منزلي يوما فإذا أنا بامرأة حسناء
جميلة، ومعها أخرى فتبعتها، فقلت لها: تمتّعيني نفسك؟ ... .

فانطلقت معي حتّى صرنا إلى باب المنزل، فدخلت فلمّا أن خلعت ... إذا قارع
يقرع الباب، فخرجت فإذا أنا بموفّق مولى أبي الحسن عليه‏السلام، فقلت له: ما وراك؟

قال: خير، يقول لك أبو الحسن: أخرج هذه المرأة التي معك في البيت ولا تمسّها،
فدخلت، فقلت لها: البسي خفّك يا هذه! واخرجي ... .

فلمّا كان العشاء عدت إلى أبي الحسن عليه‏السلام، قال: لا تعد فإنّ تلك امرأة من بني
أُميّة أهل بيت اللعنة، إنّهم كانوا بعثوا أن يأخذوها في منزلك، فاحمد اللّه الذي صرفها.

ثمّ قال لي أبو الحسن عليه‏السلام: تزوّج بابنة فلان، وهو مولى أبي أيّوب الأنصاريّ،
فإنّ له ابنة قد جمعت كلّ ما تريد من أمر الدنيا والآخرة، فتزوّجت، فكان كما قال عليه‏السلام[269].

 

الثالث عشر ـ إهداؤه عليه‏السلام المسك لبعض أصحابه:

(750) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد،
عن ابن فضّال، عن الحسن بن جهم، قال: دخلت على أبي الحسن عليه‏السلامفأخرج إليّ
مخزنة فيها مسك، وقال: خذ من هذا، فأخذت منه شيئا فتمسّحت به.

فقال: أصلح واجعل في لبّتك منه.

قال: فأخذت منه قليلاً فجعلته في لبّتي، فقال لي: أصلح فأخذت منه أيضا فمكث
في يدي منه شيء صالح، فقال لي: اجعل في لبّتك، ففعلت.

ثمّ قال: قال أمير المؤمنين عليه‏السلام: لا يأبى الكرامة إلاّ حمار.

قال: قلت: ما معنى ذلك؟

قال: الطيب والوسادة وعدّ أشياء[270].

 

الرابع عشر ـ تكذيبه عليه‏السلام قول المنجّم:

1 ـ السيّد ابن طاووس رحمه‏الله:  ... كتب مصقلة بن إسحاق إلى عليّ بن جعفر رقعة
يعلمه فيها أنّ المنجّم كتب ميلاده ووقت عمره وقتا، وقد قارب ذلك الوقت، وخاف
على نفسه، فأحبّ أن يسأله أن يدلّه على عمل يعمله يتقرّب به إلى اللّه عزّ وجلّ،
فأوصل عليّ بن جعفر رقعته التي كتبها إلى موسى بن جعفر عليه‏السلام.

فكتب إليه: بسم اللّه الرحمن الرحيم، متّعني اللّه بك، قرأت رقعة فلان
 ... مرفلانا ... بما يقدر عليه من الصيام كلّ يوم، أو يوما ويوما، أو ثلثة في الشهر،
ولا يخلّي كلّ يوم أو يومين من صدقة على ستّين مسكينا، وما يحرّكه عليه النسبة وما
يجري، ثمّ يستعمل نفسه في صلاة الليل والنهار استعمالاً شديدا، وكذلك في
الاستغفار، وقراءة القرآن، وذكر اللّه تعالى، والاعتراف في القنوت بذنوبه
والاستغفار منها، ويجعل أبوابا في الصدقة والعتق والتوبة عن أشياء يسمّيها من
ذنوبه، ويخلص نيّته في اعتقاد الحقّ، ويصل رحمه، وينشر الخير فيها.

فنرجو أن ينفعه اللّه عزّ وجلّ لمكانه منّا، وما وهب اللّه تعالى من رضانا وحمدنا
إيّاه، فلقد واللّه! ساءني أمره فوق ما أصف، وأنا أرجو أن يزيد اللّه في عمره،
ويبطل قول المنجّم فيما أطلعه على الغيب، والحمد للّه ... [271].

 

الخامس عشر ـ مودّته عليه‏السلام لضعفاء الشيعة:

1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ... عن عليّ بن سويد، قال: كتبت إلى
أبي الحسن موسى عليه‏السلام، وهو في الحبس كتابا أسأله عن حاله، وعن مسائل كثيرة،
فاحتبس الجواب عليَّ أشهر، ثمّ أجابني بجواب هذه نسخته:

بسم اللّه الرحمن الرحيم، الحمد للّه العليّ العظيم، الذي بعظمته ... .

كتبت تسألني عن أمور كنت منها في تقيّة، ومن كتمانها في سعة، فلمّا انقضى
سلطان الجبابرة، وجاء سلطان ذي السلطان العظيم بفراق الدنيا المذمومة إلى أهلها
العتاة على خالقهم، رأيت أن أفسّر لك ما سألتني عنه، مخافة أن يدخل الحيرة على
ضعفاء شيعتنا من قبل جهالتهم ... [272].

 

السادس عشر ـ حبّه عليه‏السلام بقاء الضيف عنده:

(751) 1 ـ ابن إدريس الحلّيّ رحمه‏الله: قال: نزل بأبي الحسن موسى عليه‏السلام أضياف،
فلمّا أرادوا الرحيل قعد عنهم غلمانه، فقالوا له: يا ابن رسول اللّه! لو أمرت الغلمان
فأعانوا على رحلتنا؟

فقال عليه‏السلام لهم: أمّا وأنتم ترحلون عنّا، فلا[273].

 

السابع عشر ـ استقراضه عليه‏السلام عن شهاب بن عبد ربّه وكتابه له:

(752) 1 ـ ابن حمزة الطوسيّ رحمه‏الله: عن عبد الرحمن بن الحجّاج، قال: استقرض
أبو الحسن عليه‏السلام من شهاب بن عبد ربّه مالاً، وكتب كتابا، ووضعه على يدي، وقال:
إن حدث بي حدث فخرّقه.

قال عبد الرحمن: فخرجت إلى مكّة، فلقيني أبو الحسن عليه‏السلام، وأنا بمنى، فقال لي:
يا عبد الرحمن! خرّق الكتاب، قال: ففعلت، وقدمت الكوفة وسألت عن شهاب،
فإذا هو قد مات في الوقت [الذي] أومأ إليّ في خرق الكتاب[274].


 

الثامن عشر ـ سيرته عليه‏السلام في عتق الإماء والعبيد:

(753) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد،
عن عليّ بن الرَيّان، عن أحمد بن أبي خلف مولى أبي الحسن عليه‏السلام، وكان اشتراه
وأباه وأُمّه وأخاه، فأعتقهم، واستكتب أحمد، وجعله قهرمانة[275].

فقال أحمد: كان نساء أبي الحسن عليه‏السلام إذا تبخّرن أخذن نواة من نوى الصيحانيّ،
ممسوحة من التمر، منقاة التمر والقشارة، فألقينها على النار قبل البخور، فإذا دخنت
النواة أدنى الدخان رمين النواة، وتبخّرن من بعد، وكنّ يقلن هو أعبق وأطيب
للبخور، وكنّ يأمرن بذلك[276].

 

التاسع عشر ـ اشتراء المفضّل الحيتان له عليه‏السلام:

(754) 1 ـ أبو عمرو الكشّيّ رحمه‏الله: عليّ بن محمّد، قال: حدّثني محمّد بن أحمد، عن
أحمد بن كُلَيْب، عن محمّد بن الحسين، عن صفوان، قال: بلغ من شفقّة المفضّل أنّه كان
يشتري لأبي الحسن عليه‏السلام الحيتان، فيأخذ رؤوسها ويبيعها، ويشتري لها حيتانا
شفقّة عليه[277].

 

العشرون ـ معاشرته عليه‏السلام مع رجل كان دميم المنظر:

(755) 1 ـ ابن شعبة الحرّانيّ رحمه‏الله: روي أنّه عليه‏السلام مرّ برجل من أهل السواد، دميم
المنظر، فسلّم عليه ونزل عنده وحادثه طويلاً، ثمّ عرض عليه‏السلام عليه نفسه في القيام
بحاجة إن عرضت له، فقيل له: يا ابن رسول اللّه! أتنزل إلى هذا، ثمّ تسأله عن
حوائجك، وهو إليك أحوج؟!

فقال عليه‏السلام: عبد من عبيد اللّه، وأخ في كتاب اللّه، وجار في بلاد اللّه، يجمعنا وإيّاه
خير الآباء آدم عليه‏السلام، وأفضل الأديان الإسلام، ولعلّ الدهر يردّ من حاجاتنا إليه،
فيرانا بعد الزهو عليه متواضعين بين يديه. ثمّ قال عليه‏السلام:


نواصل من لا يستحقّ وصالنا

 مخافة أن نبقي بغير صديق[278].



 

الحادي والعشرون ـ كلامه عليه‏السلام لمن خرج من الحمّام:

(756) 1 ـ الشهيد رحمه‏الله: عن أبي الحسن عليه‏السلام  قال للخارج من الحمّام: طاب ما
طهر منك، وطهر ما طاب منك[279].

 

الثاني والعشرون ـ تسليمه عند دخوله عليه‏السلام إلى الحمّام:

(757) 1 ـ العلاّمة المجلسيّ رحمه‏الله: ومن كتاب اللبّاس، عن سَعْدان بن مسلم،
قال: دخل علينا أبو الحسن الأوّل عليه‏السلام الحمّام ونحن فيه، فسلّم، قال: فقمت
فاغتسلت وخرجت[280].

 

الثالث والعشرون ـ معاشرته عليه‏السلام مع الناس في جواب مسائلهم:

(758) 1 ـ حسن بن سليمان الحلّيّ رحمه‏الله: وحدّثني جعفر بن أحمد بن سعيد
الرازيّ، عن بكر بن صالح الضبِّيّ، عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسنيّ، عن عليّ بن
أسباط، عن يونس بن عبدالرحمن، عن محمّد بن إسحاق بن عمّار، عمّن حدّثه من
أصحابنا، عن أبي عبد اللّه عليه‏السلام، قال: جاء رجل، فلمّا نظر إليه أبو عبد اللّه عليه‏السلامقال:
أما واللّه ! لأضلّنّه، أما واللّه ! لأوهمنّه، فجلس الرجل فسأله مسألة، فأفتاه.

فلمّا خرج قال أبو عبد اللّه عليه‏السلام لقد أفتيته بالضلالة التي لا هداية فيها.

ثمّ إنّ الرجل جاء إلى أبي الحسن عليه‏السلام، فلمّا نظر إليه أبو الحسن عليه‏السلام قال: أما
واللّه ! لأضلّنّه بحقّ، فسأله الرجل عن تلك المسألة بعينها، فأفتاه.

فقال الرجل: هيهات! هيهات! لقد سألت عنها أباك، فأفتاني بغير هذا، وما يجب
عليَ أن أدع قوله أبدا.

فلمّا خرج، قال أبو الحسن عليه‏السلام: أما واللّه ! لقد أفتيته بالهداية التي لا ضلالة
فيها[281].

(759) 2 ـ المسعوديّ رحمه‏الله: روى حمّاد بن عيسى، عن رِبْعِي، عن عمر بن يزيد،
قال: كان لأبي عبد اللّه عليه‏السلام عندي وديعة، فلمّا مضى (صلّى اللّه عليه) أتيت فلقيت
عبد اللّه ابنه الأفطح، فقلت له: من صاحب الأمر بعد أبيك؟


فقال: أنا، قلت: فتقرّر أخاك بهذا؟

قال: نعم، فجمعت بينهما وأعدت القول، فسكت عبد اللّه ولم ينطق، وسكت
أبو الحسن موسى عليه‏السلام.

فلمّا رأيتهما لا يتكلّمان، قلت: سمعت أباكما يذكر أنّ النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم قال: من مات
بغير إمام مات ميتة جاهليّة.

فقال أبو الحسن عليه‏السلام: إمام حتّى نعرفه.

قلت: أسُمِع أبوك يذكر هذا؟

قال: قد ـ واللّه!ـ قال ذلك رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم.

قلت: فعليك إمام؟

قال: لا، وكان عبد اللّه قاعدا فلم ينطق، فقمت وتركتهما، ثمّ لقيت أبا الحسن بعد
ذلك، فقال لي: يا عمر! إنّك جمجمت بالقول فجمجمت لك، فلمّا صرّحت صرّحت
لك[282].

 

الرابع والعشرون ـ رعايته عليه‏السلام حال السائل فى الجواب عند التقيّة:

1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ... خلف بن حمّاد الكوفيّ، قال: ... 

فلمّا صرنا بمنى بعثت إلى أبي الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام، فقلت: جعلت فداك!
إنّ لنا مسألة قد ضقنا بها ذرعا، فإن رأيت أن تأذن لي فآتيك، وأسألك عنها؟

فبعث إليّ إذا هدأت الرِجْل، وانقطع الطريق، فاقبل إن شاء اللّه.

قال خلف: فرعيت الليل حتّى إذا رأيت الناس قد قلّ اختلافهم بمنى، توجّهت
إلى مضربه، فلمّا كنت قريبا إذا أنا بأسود قاعد على الطريق، فقال: من الرجل؟


فقلت: رجل من الحاجّ، فقال: ما اسمك؟

قلت: خلف بن حمّاد، قال: ادخل بغير إذن، فقد أمرني أن أقعد ههنا، فإذا أتيت
أذنت لك، فدخلت وسلّمت، فردّ السلام، وهو جالس على فراشه وحده ما في
الفسطاط غيره، فلمّا صرت بين يديه سألني وسألته عن حاله.

فقلت له: إنّ رجلاً من مواليك تزوّج جارية معصرا لم تطمث، فلمّا افتضّها سال
الدم، فمكث سائلاً لا ينقطع نحوا من عشرة أيّام، وإنّ القوابل اختلفن في ذلك، فقال
بعضهنّ: دم الحيض، وقال بعضهنّ: دم العذرة، فما ينبغي لها أن تصنع؟

قال عليه‏السلام: فلتتّق اللّه، فإن كان من دم الحيض، فلتمسك عن الصلاة حتّى ترى
الطهر، وليمسك عنها بعلها، وإن كان من العذرة فلتتّق اللّه، ولتتوضّأ ولتصلّ، ويأتيها
بعلها إن أحبّ ذلك.

فقلت له: وكيف لهم أن يعلموا ممّا هو حتّى يفعلوا ما ينبغي؟

قال: فالتفت يمينا وشمالاً في الفسطاط مخافة أن يسمع كلامه أحد، قال: ثمّ نهد
إليّ، فقال: يا خلف! سرّ اللّه، سرّ اللّه، فلا تذيعوه، ولا تعلّموا هذا الخلق أصول دين
اللّه، بل ارضوا لهم ما رضي اللّه لهم من ضلال ... .

قلت: جعلت فداك! من كان يحسن هذا غيرك؟!

قال: فرفع يده إلى السماء، وقال: واللّه! إنّي ما أخبرك إلاّ عن رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم،
عن جبرئيل، عن اللّه عزّوجلّ[283].

 

الخامس والعشرون ـ كان عليه‏السلام يمنع عن صلاة الميّت في المسجد:

1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ... عن أبي بكر بن عيسى بن أحمد العلويّ،
قال: كنت في المسجد وقد جيى‏ء بجنازة، فأردت أن أُصلّي عليها.

فجاء أبو الحسن الأوّل عليه‏السلام فوضع مرفقه في صدري، فجعل يدفعني حتّى خرج
من المسجد، فقال: يا أبا بكر! إنّ الجنائز لا يصلّى عليها في المساجد[284].

 

السادس والعشرون ـ استقراضه عليه‏السلام عن الناس:

(760) 1 ـ المسعوديّ رحمه‏الله: روي عن محمّد بن عمر بن يزيد، عن أخيه الحسن بن
عمر، قال: بعث إليّ موسى عليه‏السلام، فاستقرض منّي ستّمائة دينار.

فلمّا مضى عليه‏السلام بعث إليّ الرضا عليه‏السلام: أنّ المال الذي كان لك على أبي عليه‏السلام، فهو لك
عليّ[285].

 

السابع والعشرون ـ اشتراؤه عليه‏السلام الغلام مع الضيعة من صاحبه:

(761) 1 ـ الخطيب البغداديّ: أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا الحسن بن
محمّد العلويّ، حدّثنا جدّي، قال: وذكر إدريس بن أبي رافع، عن محمّد بن موسى،
قال: خرجت مع أبي إلى ضياعه بساية[286]، فأصبحنا في غداة باردة، وقد دنونا منها،
وأصبحنا على عين من عيون ساية، فخرج إلينا من تلك الضياع عبد زنجيّ فصيح
مستذفر بخرقة على رأسه قِدْر فخّار[287] يفور، فوقف على الغلمان، فقال: أين سيّدكم؟


قالوا: هو ذاك، قال: أبو من يكنّى؟

قالوا له: أبو الحسن.

قال: فوقف عليه، فقال: يا سيّدي! يا أبا الحسن! هذه عصيدة[288] أهديتها إليك،
قال: ضعها عند الغلمان، فأكلوا منها.

قال: ثمّ ذهب فلم نقل بلغ حتّى خرج على رأسه حزمة حطب، حتّى وقف، فقال
له: يا سيّدي! هذا حطب أهديت إليك.

قال: ضعه عند الغلمان، وهب لنا نارا، فذهب فجاء بنار.

قال: وكتب أبو الحسن اسمه واسم مولاه، فدفعه إليّ وقال: يا بنيّ! احتفظ بهذه
الرقعة حتّى أسألك عنها، قال: فوردنا إلى ضياعه، وأقام بها ما طاب له، ثمّ قال:
امضوا بنا إلى زيارة البيت.

قال: فخرجنا حتّى وردنا مكّة، فلمّا قضى أبو الحسن عمرته دعا صاعدا، فقال:
اذهب فاطلب لي هذا الرجل فإذا علمت بموضعه فاعلمني حتّى أمشي إليه، فإنّي
أكره أن أدعوه، والحاجة لي.

قال لي صاعد: فذهبت حتّى وقفت على الرجل، فلمّا رآني عرفني ـ وكنت
أعرفه، وكان يتشيّع ـ فلمّا رآني سلّم عليّ، وقال: أبو الحسن قدم؟

قلت: لا، قال: فأيش أقدمك؟

قلت: حوائج، وقد كان علم بمكانه بساية، فتبعني وجعلت أتقصّي منه ويلحقني
بنفسه، فلمّا رأيت أنّي لا أنفلت منه، مضيت إلى مولاي ومضى معي حتّى أتيته،
فقال: ألم أقل لك لا تعلمه؟


فقلت: جعلت فداك! لم أعلمه، فسلّم عليه، فقال له أبو الحسن عليه‏السلام: غلامك فلان
تبيعه؟

قال له: جعلت فداك! الغلام لك، والضيعة وجميع ما أملك.

قال: أمّا الضيعة فلا أحبّ أن أسلبكها، وقد حدّثني أبي، عن جدّي، أنّ بائع
الضيعة ممحوق، ومشتريها مرزوق.

قال: فجعل الرجل يعرضها عليه مدلاًّ بها، فاشترى أبو الحسن الضيعة والرقيق
منه بألف دينار، وأعتق العبد، ووهب له الضيعة.

قال إدريس بن أبي رافع: فهو ذا ولده في الصرّافين بمكّة[289].

 

الثامن والعشرون ـ مشورته عليه‏السلام مع الناس:

(762) 1 ـ البرقيّ رحمه‏الله: عن عدّة من أصحابنا، عن عليّ بن أسباط، عن الحسن بن
الجهم، قال: كنّا عند أبي الحسن الرضا عليه‏السلام فذكرنا أباه عليه‏السلام.

فقال: كان عقله لا يوازن به العقول، وربّما شاور الأسود من سودانه.

فقيل له: تشاور مثل هذا!

قال: إنّ اللّه تبارك وتعالى ربّما فتح لسانه، قال: فكانوا ربّما أشاروا عليه بالشيء
فيعمل به من الضيعة والبستان[290].


 

التاسع والعشرون ـ امتناعه عليه‏السلام عن الوعد:

(763) 1 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: وقال رجل لأبي الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام:
عدني.

قال: كيف أعدك ! وأنا لما لا أرجو أرجى منّي لما أرجو[291].

 

الثلاثون ـ مساعدته عليه‏السلام لتدفين الميّت:

(764) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن
أبي عمير، عن داود بن النعمان، قال: رأيت أبا الحسن عليه‏السلام، يقول:

«ما شاء اللّه، لا ما شاء الناس»، فلمّا انتهى إلى القبر تنحّى فجلس، فلمّا أدخل
الميّت لحده قام، فحثا عليه التراب ثلاث مرّات بيده[292].

(765) 2 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: أخبرني الشيخ أيّده اللّه تعالى، عن أبي جعفر
محمّد بن عليّ، عن محمّد بن الحسن، عن أحمد بن إدريس، عن محمّد بن أحمد بن
يحيى، عن أحمد بن محمّد بن الأصبغ، عن بعض أصحابنا، قال: رأيت أبا الحسن عليه‏السلام
وهو في جنازة، فحثا التراب على القبر بظهر كفّيه[293].


 

الحادي والثلاثون ـ حزنه وبكاؤه عليه‏السلام في المحرّم:

(766) 1 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور، قال: حدّثنا
الحسين بن محمّد بن عامر، عن عمّه عبد اللّه بن عامر، عن إبراهيم بن أبي محمود،
قال: قال الرضا عليه‏السلام: إنّ المحرّم شهر كان أهل الجاهليّة يحرّمون فيه القتال،
فاستُحلّت فيه دماؤنا، وهتك فيه حرمتنا، وسبي فيه ذرارينا ونساؤنا...

ثمّ قال عليه‏السلام: كان أبي عليه‏السلام إذا دخل شهر المحرّم لا يرى ضاحكا، وكانت الكآبة
تغلب عليه حتّى يمضي منه عشرة أيّام، فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم
مصيبته وحزنه وبكائه، ويقول: هو اليوم الذي قتل فيه الحسين عليه‏السلام[294].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 

الثاني والثلاثون ـ بكاؤه عليه‏السلام عند استماع المراثي:

(767) 1 ـ الطريحيّ رحمه‏الله: حكى فضيل بن عبد ربّه أنّه قال: دخلت على الإمام
موسى بن جعفر عليهماالسلام، فقلت له: يا سيّدي! إنّي أنشدك قصيدة للسيّد إسماعيل
الحميريّ، قال: أجل، ثمّ إنّه عليه‏السلام أمر بستور فسدلت، وأبواب ففتحت، وأجلس
حريمه من وراء الستر، ثمّ قال: أنشد يا فضيل! بارك اللّه فيك!

فأنشدته قصيدة للسيّد التي أوّلها: (لأُمّ عمرو باللوى مربع)، فلمّا بلغت إلى
(ووجهه كالشمس إذ تطلع) سمعت نحيبا من وراء الستر، وذلك بكاء أهل بيته
وعياله، وبكى هو أيضا عليه‏السلام، لأنّه كان رقيق القلب سريع العبرة.

فقال لي: يا فضيل! لمن هذه القصيدة؟

فقلت: هذه للسيّد الحميريّ.

فقال: يرحمه اللّه، فقلت: يا مولاي! إنّي رأيته يرتكب المعاصي.

فقال: يرحمه اللّه، فقلت: إنّي رأيته يشرب النبيذ نبيذ الرستاق.

فقال: تعني الخمر؟

قلت: نعم.

قال: يرحمه اللّه، وما ذاك على اللّه بعسير أن يغفر لمحبّ جدّي عليّ بن أبي طالب
شارب الخمر.

فقلت: الحمد للّه على ولايته ومحبّته، ثمّ إنّي أكملت القصيدة إلى آخرها وهو عليه‏السلام
مع ذلك يبكي[295].

 

الثالث والثلاثون ـ تعزيته عليه‏السلام أهل الميّت:

(768) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه ومحمّد بن
إسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعا، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، قال:
رأيت موسى عليه‏السلام يعزّي قبل الدفن و بعده[296].


 

الرابع والثلاثون ـ كان عليه‏السلام يعمل بيده:

(769) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: سهل بن زياد، عن الجامورانيّ، عن
الحسن بن عليّ بن أبي حمزة، عن أبيه، قال: رأيت أبا الحسن عليه‏السلام، يعمل في أرض له
قد استنقعت قدماه في العرق، فقلت له: جعلت فداك! أين الرجال؟

فقال: يا عليّ! قد عمل باليد من هو خير منّي في أرضه، ومن أبي[297].

فقلت له: ومن هو؟

فقال: رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم وأمير المؤمنين وآبائي عليهم‏السلام، كلّهم كانوا قد عملوا
بأيديهم، وهو من عمل النبيّين والمرسلين والأوصياء والصالحين[298].

 

الخامس والثلاثون ـ اجتنابه عليه‏السلام عن أكل الحرام:

(770) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد
وأحمد بن محمّد جميعا، عن ابن محبوب، عن يونس بن يعقوب، عن عبد الحميد بن
سعيد، قال: بعث أبو الحسن عليه‏السلام غلاما يشترى له بيضا، فأخذ الغلام بيضة أو
بيضتين فقامر بها، فلمّا أتى به أكله، فقال له مولى له: إنّ فيه من القمار، قال: فدعا
بطشت فتقيّأ فقاءه[299]،[300].

 

السادس والثلاثون ـ عدم قبوله عليه‏السلامثمن بيع المغنّيات:

1 ـ الحميريّ رحمه‏الله: ... إبراهيم بن أبي البلاد، قال: قلت لأبي الحسن الأوّل عليه‏السلام:
جعلت فداك، إنّ رجلاً من مواليك عنده جوارٍ مغنّيات، قيمتهنّ أربعة عشر ألف
دينار، وقد جعل لك ثلثها.

فقال عليه‏السلام: لا حاجة لي فيها، إنّ ثمن الكلب والمغنّية سحت[301].

 

السابع والثلاثون ـ اشتراؤه عليه‏السلام ضيعة للأيتام:

(771) 1 ـ أبو عمرو الكشّيّ رحمه‏الله: محمّد بن مسعود، قال: حدّثني أحمد بن منصور
الخُزاعيّ، قال: حدّثني أحمد بن الفضل الخزاعيّ، عن ابن أبي عمير، عن عليّ بن
عطيّة، عن مصادف، قال: اشترى أبو الحسن عليه‏السلام ضيعة بالمدينة، أو قال: قرب
المدينة.


قال: ثمّ قال لي: إنّما اشتريتها للصبيّة، يعني ولد مصادف، وذلك قبل أن يكون من
أمر مصادف ما كان[302].

 

الثامن والثلاثون ـ اشتراؤه خاتم أبيه عليهماالسلام

(772) 1 ـ أبو نصر الطبرسيّ رحمه‏الله: عن إسماعيل بن موسى، قال: كان خاتم جدّي
جعفر بن محمّد عليهماالسلام فضّة كلّه وعليه: «يا ثقتي قني شرّ جميع خلقك»، وإنّه بلغ في
الميراث خمسين دينارا زائدا أبي على عبد اللّه بن جعفر فاشتراه أبي[303].

 

التاسع والثلاثون ـ تنزّهه عليه‏السلام في ضيعته مع بعض أصحابه:

(773) 1 ـ الصفّار رحمه‏الله: حدّثنا الحسين بن محمّد القاسانيّ، عن أبي الأحوص داود
ابن أسد المصريّ، عن محمّد بن الحسن بن جميل، قال: حدّثني أحمد بن هارون بن
موفّق مولى أبي الحسن، قال: أتيت أبا الحسن عليه‏السلام لأُسلّم عليه، فقال لي: اركب
ندور في أموالنا، فأتيت فازة لي[304] قد ضربت على جدول ماء كان عنده خضرة،
فاستنزه ذلك، فضربت له الفازة فجلست حتّى أتى على فرس له، فقبّلت فخذه،
ونزل فأمسكت ركابه، وأهويت لأخذ العنان، فأبى وأخذه هو فأخرجه من رأس
الدابّة، وعلّقه في طنب من أطناب الفازة، فجلس وسألني عن مجيئي، وذلك عند
المغرب، فأعلمته بمجيئي من العصر[305] إلى أن حمحم الفرس، فضحك عليه‏السلامونطق
بالفارسيّة وأخذ بعرفها، فقال: إذهب فبل، فرفع رأسه فنزع العنان، ومرّ يتخطّى
الجداول والزرع إلى براح[306] حتّى بال ورجع، فنظر إليّ فقال: إنّه لم يعط داود وآل
داود شيئا إلاّ وقد أعطي محمّد وآل محمّد أكثر منه[307].

(774) 2 ـ الشيخ المفيد رحمه‏الله: أخبرني الشريف أبو محمّد الحسن بن محمّد بن
يحيى، قال: حدّثنا جدّي، قال: سمعت إسماعيل بن موسى يقول: خرج أبي عليه‏السلامبولده
إلى بعض أمواله بالمدينة، وسمّى ذلك المال إلاّ أنّ أبا الحسن يحيى نسي الإسم، قال:
فكنّا في ذلك المكان.

وكان مع أحمد بن موسى عشرون رجلاً من خدم أبي وحشمه إن قام أحمد قاموا
معه، وإن جلس أحمد جلسوا معه، وأبي بعد ذلك يرعاه ببصره ما يغفل عنه، وما
انقلبنا حتّى انشجّ أحمد بن موسى من بيننا.

وكان محمّد بن موسى من أهل الفضل والصلاح[308].

 

الأربعون ـ اهتمامه عليه‏السلام بأموال الناس:

(775) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: محمّد بن يحيى، عن أحمد، عن البرقيّ،
عن محمّد بن يحيى، عن حمّاد بن عثمان، قال: بينا موسى بن عيسى في داره التي في
المسعى يشرف على المسعى، إذ رأى أبا الحسن موسى عليه‏السلاممقبلاً من المروة على
بغلة، فأمر ابن هياج رجلاً من همدان منقطعا إليه أن يتعلّق بلجامه ويدّعي البغلة.

فأتاه فتعلّق باللجام، وادّعى البغلة، فثنّى أبو الحسن عليه‏السلام رجله، فنزل عنها وقال
لغلمانه: خذوا سرجها، وادفعوها إليه.

فقال: والسرج أيضا لي.

فقال أبو الحسن عليه‏السلام: كذبت، عندنا البيّنة بأنّه سرج محمّد بن عليّ عليهماالسلام، وأمّا
البغلة فإنّا اشتريناها منذ قريب، وأنت أعلم وما قلت[309].

 

الحادي والأربعون ـ اهتمامه عليه‏السلام لإستيفاء حقوق الناس:

1 ـ العيّاشيّ رحمه‏الله: عن الحسن بن عليّ بن النعمان، قال: لمّا بنى المهديّ في المسجد
الحرام، بقيت دار في تربيع المسجد، فطلبها من أربابها، فامتنعوا ... فقال له عليّ بن
يقطين: يا أمير المؤمنين! لو ( إنّي خ ل ) كتبت إلى موسى بن جعفر عليه‏السلاملأخبرك
بوجه الأمر في ذلك، فكتب إلى والي المدينة أن يسأل موسى بن جعفر عن دار أردنا
أن ندخلها في المسجد الحرام، فامتنع علينا صاحبها، فكيف المخرج من ذلك؟

فقال ذلك لأبي الحسن عليه‏السلام ... فقال له: اكتب: بسم اللّه الرحمن الرحيم، إن كانت
الكعبة هي النازلة بالناس، فالناس أولى بفنائها، وإن كان الناس هم النازلون بفناء
الكعبة، فالكعبة أولي بفنائها.


فلمّا أتى الكتاب إلى المهديّ أخذ الكتاب، فقبّله، ثمّ أمر بهدم الدار فأتى أهل
الدار أبا الحسن عليه‏السلام، فسألوه أن يكتب لهم إلى المهديّ كتابا في ثمن دارهم، فكتب
إليه أن أرضخ لهم شيئا، فأرضاهم[310].

 

الثاني والأربعون ـ تواضعه عليه‏السلام لبعض أصحابه:

1 ـ أبو عمرو الكشّيّ رحمه‏الله: ... عن يونس بن يعقوب، قال: كتبت إلى
أبي الحسن عليه‏السلامفى شيء كتبت إليه فيه: يا سيّدي!

فقال عليه‏السلام للرسول: قل له: إنّك أخي[311].

 

الثالث والأربعون ـ وساطته عليه‏السلام لرفع الظلم عن بعض مواليه:

1 ـ العلاّمة المجلسيّ رحمه‏الله: من كتاب قضاء حقوق المؤمنين لأبي عليّ بن طاهر
الصوريّ بإسناده عن رجل من أهل الري، قال: وُلّي علينا بعض كتّاب يحيى بن
خالد، وكان عليَّ بقايا يطالبني بها، وخفت من إلزامي إيّاها خروجا عن نعمتي،
وقيل لي: إنّه ينتحل هذا المذهب، فخفت أن أمضي إليه، فلا يكون كذلك فأقع فيما لا
أحبّ، فاجتمع رأيي على أنّي هربت إلى اللّه تعالى، وحججت ولقيت مولاي
الصابر ـ يعني موسى بن جعفر عليهماالسلام ـ فشكوت حالي إليه، فأصحبني مكتوبا
نسخته:

بسم اللّه الرحمن الرحيم، اعلم أنّ للّه تحت عرشه ظلاّ لا يسكنه إلاّ من أسدي
إلى أخيه معروفا، أو نفّس عنه كربة، أو أدخل على قلبه سرورا، وهذا أخوك،
والسلام.

قال: فعدت من الحجّ إلى بلدي، ومضيت إلى الرجل ليلاً، واستأذنت عليه
وقلت: رسول الصابر عليه‏السلام، فخرج إليّ حافيا ماشيا، ففتح لي بابه، وقبّلني وضمّني
إليه، وجعل يقبّل بين عينيّ، ويكرّر ذلك كلّما سألني عن رؤيته عليه‏السلام، وكلّما أخبرته
بسلامته، وصلاح أحواله، استبشر، وشكر اللّه، ثمّ أدخلني داره، وصدّرني في
مجلسه، وجلس بين يديّ، فأخرجت إليه كتابه عليه‏السلامفقبّله قائما وقرأه ثمّ استدعى
بماله وثيابه، فقاسمني دينارا دينارا، ودرهما درهما، وثوبا ثوبا، وأعطاني قيمة ما لم
يمكن قسمته، وفي كلّ شيء من ذلك يقول: يا أخي! هل سررتك؟

فأقول: إي، واللّه! ... [312].

 

الرابع والأربعون ـ اهتمامه عليه‏السلام بأمور المسلمين:

1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ... عن زياد بن أبي سلمة، قال: دخلت
على أبي الحسن موسى عليه‏السلام، فقال لى: يا زياد! إنّك لتعمل عمل السلطان؟! ... .

فقال لى: يا زياد! لئن أسقط من حالق، فأتقطّع قطعة قطعة، أحبّ إليّ من أن
أتولّى لأحد منهم عملاً أو أطأبساط أحدهم إلاّ لما ذا؟

قلت: لا أدرى جعلت فداك.

فقال: إلاّ لتفريج كربة عن مؤمن أوفكّ أسره أو قضاء دينه ... [313].


 

الخامس والأربعون ـ اشتراؤه عليه‏السلام الدار لبعض مواليه:

(776) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن
عيسى، عن معمّر بن خلاّد، قال: إنّ أبا الحسن عليه‏السلام اشترى دارا، وأمر مولى له أن
يتحوّل إليها، وقال: إنّ منزلك ضيق.

فقال: قد أحدث هذه الدار أبي، فقال أبو الحسن عليه‏السلام: إن كان أبوك أحمق
ينبغي[314] أن تكون مثله؟![315].

 

السادس والأربعون ـ إعطاؤه عليه‏السلام لمادح جدّه الحسين عليه‏السلام:

1 ـ ابن شهر آشوب  رحمه‏الله: حكي أنّ المنصور تقدّم إلى موسى بن جعفر بالجلوس
للتهنئة في يوم النيروز، وقبض ما يحمل إليه ... فجلس ودخلت عليه الملوك والأمراء
والأجناد يهنّؤونه، ويحملون إليه الهدايا والتحف، وعلى رأسه خادم المنصور يحصي
ما يحمل.

فدخل في آخر الناس رجل شيخ كبير السنّ، فقال له: يا ابن بنت رسول اللّه!
إنّني رجل صعلوك لا مال لي، أتحفك بثلاث أبيات، قالها جدّي في جدّك الحسين بن
عليّ:


عجبت لمصقول علاك فرنده

 يوم الهياج وقد علاك غبار


ولا سهم نفذتك دون حرائر

 يدعون جدّك والدموع غزار


ألا تقضقضت السهام وعاقها

 عن جسمك الإجلال والإكبار



قال: قبلت هديّتك، اجلس بارك اللّه فيك، ورفع رأسه إلى الخادم، وقال: امض
إلى أمير المؤمنين وعرّفه بهذا المال وما يصنع به.

فمضى الخادم، وعاد وهو يقول: كلّها هبة منّي له، يفعل به ما أراد.

فقال موسى للشيخ: اقبض جميع هذا المال، فهو هبة منّي لك[316].

 

السابع والأربعون ـ إرساله عليه‏السلام الأموال إلى بعض أصحابه للتجارة:

1 ـ أبو عمرو الكشّيّ رحمه‏الله: ... الحسن بن عليّ بن يقطين، قال: كان
أبو الحسن عليه‏السلام إذا أراد شيئا من الحوائج لنفسه، أو ممّا يعني به أموره، كتب إلى أبي،
يعني عليّا: اشتر لي كذا وكذا ... وليتولّ ذلك لك هشام بن الحكم ... ولم يذكر هشاما
إلاّ فيما يعني به من أمره.

وذكر أنّه بلغ من عنايته به وحاله عنده أنّه سرّح إليه خمسة عشر ألف درهم،
وقال له: اعمل بها، وكل أرباحها، وردّ إلينا رأس المال، ففعل ذلك هشام رحمه اللّه،
وصلّى على أبي الحسن عليه‏السلام[317].


 

الثامن والأربعون ـ أمره عليه‏السلام بعض مواليه في اشتراء ما يحتاج إليه:

1 ـ أبو عمرو الكشّيّ رحمه‏الله: ... الحسن بن عليّ بن يقطين، قال: كان
أبو الحسن عليه‏السلام إذا أراد شيئا من الحوائج لنفسه، أو ممّا يعني به أموره، كتب إلى أبي،
يعني عليّا: اشتر لي كذا وكذا، واتّخذ لي كذا وكذا، وليتولّ ذلك لك هشام بن الحكم.

فإذا كان غير ذلك من أموره كتب إليه: اشتر لي كذا وكذا، ولم يذكر هشاما إلاّ فيما
يعني به من أمره ... . [318].

 

التاسع والأربعون ـ إعطاؤه عليه‏السلام الدراهم إلى بعض أصحابه لنكاح المتعة:

1 ـ الراونديّ رحمه‏الله: إنّ عليّ بن أبي حمزة، قال: بعثني أبو الحسن عليه‏السلام في حاجة،
فجئت وإذا مُعَتّب على الباب، فقلت: أعلم مولاي بمكاني.

فدخل معتّب، ومرّت بي امرأة، وقلت: لولا أنّ معتّبا دخل فأعلم مولاي بمكاني
لاتّبعت هذه المرأة فتمتّعت بها.

فخرج معتّب، فقال: ادخل، فدخلت عليه وهو على مصلّى تحته مرفقة، فمدّ يده
وأخرج من تحت المرفقة صرّة فناولنيها، وقال: ألحق المرأة، فإنّها على دكّان العلاّف
بالبقيع تنتظرك.

فأخذت الدراهم ... فأتيت البقيع، فإذا المرأة على دكّان العلاّف تقول: يا عبد
اللّه! قد حبستني.

قلت: أنا!؟ قالت: نعم، فذهبت بها وتمتّعت بها[319].


 

الخمسون ـ إعطاؤه عليه‏السلام الدراهم لمؤونة من لم يسأله:

1 ـ أبو جعفر الطبريّ رحمه‏الله: ... عن عليّ بن أبي حمزة، قال: أرسلني
أبو الحسن عليه‏السلام إلى رجل من أهل الوازارين ... قال: فإنّ على باب الزقاق شيخ يقعد
على ظهر الطريق، بين يديه طبق فيه نبع، يبيعه بنفسه للصبيان بفلس فلس، فائته
وأقرئه منّي السلام، وأعطه هذه الثمانية عشر درهما، وقل له: يقول لك أبو الحسن:
انتفع بهذه الدراهم، فإنّها تكفيك حتّى تموت ... .

فقلت: ومن أنت، لا أعرفك من إخواني؟

قال: أنا عبد اللّه بن صالح ... فقلت له: أوصني بما أحببت، أنفذه من مالي.

قال: يا عليّ! لست أخلّف إلاّ ابنتي، وهذه الدويرة، فإذا أنا متّ فزوّج ابنتي ممّن
أحببت من إخوانك، ولا تزوّجها إلاّ من رجل يدين اللّه بدينك، فإذا فعلت، فبع
داري واحمل ثمنها إلى أبي الحسن عليه‏السلام، ولتشهد لي بالوصيّة، ولا يلي أحد غسلي
غيرك حتّى تدخلني قبري.

ففعلت جميع ما أوصاني به، وزوّجت ابنته رجلاً من أصحابنا له دين، وبعت
داره، وحملت الثمن إلى أبي الحسن عليه‏السلام، وأخبرته بجميع ما أوصاني به.

فقال أبو الحسن عليه‏السلام: رحمه اللّه، قد كان من شيعتنا، وكان لا يعرف[320].

 

الحادي والخمسون ـ إعطاؤه عليه‏السلام نفقة السفر:

1 ـ الراونديّ رحمه‏الله: ... بكّار القمّيّ، قال: حججت أربعين حجّة، فلمّا كان في
آخرها أصبت بنفقتي بجمع، فقدمت مكّة، فأقمت حتّى يصدر الناس، ثمّ قلت: أصير
إلى المدينة، فأزور رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم وأنظر إلى سيّدي أبي الحسن موسى عليه‏السلام،
وعسى أن أعمل عملاً بيدي، فأجمع شيئا فأستعين به على طريقي إلى الكوفة ... .

(فلمّا كان من الغد ... قال لي: ادن، فدنوت فدفع إليّ صرّة فيها خمسة عشر
دينارا، فقال: خذ، هذه نفقتك إلى الكوفة.

ثمّ قال: اخرج غدا، قلت: نعم، جعلت فداك! ولم أستطع أن أردّه، ثمّ ذهب وعاد إليّ
الرسول، فقال: قال أبو الحسن
عليه‏السلام: ائتني غدا قبل أن تذهب، [فقلت: سمعا وطاعة].

فلمّا كان من الغد أتيته، فقال: اخرج الساعة حتّى تصير إلى فيد، فإنّك توافق
قوما يخرجون إلى الكوفة ... [321].

(777) 2 ـ الشيخ المفيد رحمه‏الله: أخبرني الشريف أبو محمّد الحسن بن محمّد بن
يحيى، قال: حدّثنا جدّي يحيى بن الحسن بن جعفر، قال: حدّثنا إسماعيل بن يعقوب،
قال: حدّثنا محمّد بن عبد اللّه البكريّ، قال: قدمت المدينة أطلب بها دينا فأعياني،
فقلت: لو ذهبت إلى أبي الحسن موسى عليه‏السلام فشكوت إليه! فأتيته بنَقَمى[322] في
ضيعته، فخرج إليّ ومعه غلام معه مِنسَف[323] فيه قديد[324] مجزّع ليس غيره، فأكل
وأكلت معه، ثمّ سألني عن حاجتي؟

فذكرت له قصّتي، فدخل ولم يقم إلاّ يسيرا حتّى خرج إليّ، فقال لغلامه: اذهب،
ثمّ مدّ يده إليّ فدفع إليّ صرّة فيها ثلاثمائة دينار، ثمّ قام فولّى، فقمت فركبت دابّتي
وانصرفت[325].

(778) 3 ـ الشيخ المفيد رحمه‏الله: وذكر جماعة من أهل العلم: أنّ أبا الحسن عليه‏السلامكان
يصل بمائتي دينار إلى ثلائمائة دينار، كانت صرار موسى عليه‏السلام مثلاً[326].


 

الثاني والخمسون ـ تلطّفه عليه‏السلام بالزارع الغريم وإنفاقه له:

1 ـ الخطيب البغداديّ: ... محمّد بن الحسين بن محمّد بن عبد المجيد
الكِنانيّ  اللَيْثيّ، قال: حدّثني عيسى بن محمّد بن مغيث القرظيّ ـ وبلغ تسعين سنة ـ
قال: زرعت بطّيخا وقثّاءا وقرعا في موضع بالجُوّانيّة على بئر، يقال لها: أُمّ عظام.

فلمّا قرب الخير واستوي الزرع بغتني الجراد، وأتى على الزرع كلّه، وكنت غرمت
على الزرع وفي ثمن جملين مائة وعشرين دينارا، فبينا أنا جالس طلع موسى بن
جعفر بن محمّد عليهم‏السلام فسلّم، ثمّ قال: ايش حالك؟

فقلت: أصبحت كالصريم بغتني الجراد، فأكل زرعي.

قال: وكم غرمت فيه؟

قلت: مائة وعشرين دينارا مع ثمن الجملين.

فقال: يا عرفة! زن لأبي المغيث مائة وخمسين دينارا، فربحك ثلاثين دينارا
والجملين ... [327].

 

الثالث والخمسون ـ اشتراؤه عليه‏السلام الثمرة يوما بيوم كسائر المسلمين:

(779) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: عليّ بن محمّد بن بُنْدار، عن أحمد بن
أبي عبد اللّه، عن محسن بن أحمد، عن يونس بن يعقوب، عن مُعَتِّب، قال:

كان أبو الحسن عليه‏السلام يأمرنا إذا أدركت الثمرة أن نخرجها فنبيعها، ونشتري مع
المسلمين يوما بيوم[328].


 

(و) ـ معاشرة الناس معه:

وفيه خمسة موارد

 

الأوّل ـ تقبيل الناس يده ورجله ورأسه عليه‏السلام:

1 ـ الصفّار رحمه‏الله: ... أحمد بن هارون بن موفّق مولى أبي الحسن، قال: أتيت
أبا الحسن عليه‏السلام لأُسلّم عليه، فقال لي: اركب ندور في أموالنا، فأتيت فازة لي قد
ضربت على جدول ماء كان عنده خضرة، فاستنزه ذلك، فضربت له الفازة
فجلست حتّى أتى على فرس له، فقبّلت فخذه، ونزل فأمسكت ركابه، وأهويت
لأخذ العنان، فأبى وأخذه هو فأخرجه من رأس الدابّة، وعلّقه في طنب من أطناب
الفازة ... [329].

2 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ... عن حمّاد بن عيسى، عمّن أخبره، عن
العبد الصالح عليه‏السلام، قال: دخلت عليه وأنا أريد أن أسأله عن مسائل كثيرة، فلمّا رأيته
عظم عليّ كلامه، فقلت له: ناولني يدك أو رجلك أقبّلها، فناولني يده فقبّلتها ... [330].

3 ـ أبو عمرو الكشّيّ رحمه‏الله: ... محمّد بن سالم، قال: لمّا حمل سيّدي موسى بن
جعفر عليهماالسلام إلى هارون جاء إليه هشام بن إبراهيم العبّاسيّ، فقال له: يا سيّدي! قد
كُتِب لي صكّ إلى الفضل بن يونس، فسله أن يروّج أمري.

قال: فركب إليه أبو الحسن عليه‏السلام، فدخل عليه حاجبه، فقال: يا سيّدي!
أبو الحسن موسى عليه‏السلام بالباب ... فخرج الفضل بن يونس حافيا يعدو حتّى خرج
إليه، فوقع على قدميه يقبّلهما ... [331].

4 ـ ابنا بسطام النيسابوريّان رحمهماالله: ... أحمد بن بشارة، قال: حججت فأتيت
المدينة، فدخلت مسجد الرسول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، فإذا أبو إبراهيم عليه‏السلام جالس في جنب
المنبر، فدنوت فقبّلت رأسه ويديه وسلّمت عليه ... [332].

5 ـ أبو جعفر الطبريّ رحمه‏الله: ... عن خالد الجَوّان، قال: دخلت على
أبي الحسن عليه‏السلام، وهو في عرصة داره، وهو يومئذ بالرميلة، فلمّا نظرت إليه، قلت في
نفسي: بأبي وأُمّي، سيّدي مظلوم، مغصوب مضطهد، ثمّ دنوت منه، فقبّلت بين عينيه،
ثمّ جلست بين يديه ... [333].

 

الثاني ـ وساطته عليه‏السلام لقضاء حوائج الناس

(780) 1 ـ أبو عمرو الكشّيّ رحمه‏الله: وجدت بخطّ محمّد بن الحسن بن بُنْدار القمّيّ في
كتابه، حدّثني عليّ بن إبراهيم بن هشام، عن محمّد بن سالم، قال: لمّا حمل سيّدي
موسى بن جعفر عليهماالسلام إلى هارون جاء إليه هشام بن إبراهيم العبّاسيّ، فقال له: يا
سيّدي! قد كُتِب لي صكّ[334] إلى الفضل بن يونس، فسله أن يروّج أمري.

قال: فركب إليه أبو الحسن عليه‏السلام، فدخل عليه[335] حاجبه، فقال: يا سيّدي!
أبو الحسن موسى عليه‏السلام بالباب.

فقال: إن كنت صادقا فأنت حرّ ولك كذا وكذا، فخرج الفضل بن يونس حافيا
يعدو حتّى خرج إليه، فوقع على قدميه يقبّلهما، ثمّ سأله أن يدخل فدخل، فقال له:
اقض حاجة هشام، فقضاها.

ثمّ قال: يا سيّدي! قد حضر الغداء فتكرمني أن تتغدّى عندي؟

فقال: هات، فجاء بالمائدة، وعليها البوارد، فأجال أبو الحسن عليه‏السلام يده في
البارد، وقال: البارد تجال اليد فيه، فلمّا رفعوا البارد، وجاؤوا بالحارّ.

فقال أبو الحسن عليه‏السلام: الحارّ حمى[336]،[337].

 

الثالث ـ معاشرت الناس معه و إجلالهم له عليه‏السلام:

(781) 1 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: حدّثنا أبي رحمه‏الله، قال: حدّثنا أحمد بن إدريس،
قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن يحيى بن عِمْران الأشعريّ، قال: حدّثنا محمّد بن
عبد الحميد، عمّن حدّثه، قال: مات رجل من آل أبي طالب لم يكن حضره
أبو الحسن عليه‏السلام، فجاء قوم[338] فلمّا جلس أمسك القوم كأنّ على رؤوسهم الطير،
وكانوا في ذكر الفقراء والموت، فلمّا جلس قال ابتداء منه:

قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: ما بين الستّين إلى السبعين معترِك المنايا.

ثمّ قال عليه‏السلام: الفقراء محن الإسلام[339].

 

الرابع ـ مشاورة الناس معه عليه‏السلام:

1 ـ أبو عمرو الكشّيّ رحمه‏الله: ... عن هشام بن الحكم، قال: كنت في طريق مكّة
قائما أريد شراء بعير، فمرّ بي أبو الحسن عليه‏السلام.

فلمّا نظرت إليه تناولت رقعة، فكتبت إليه: جعلت فداك! إنّي أريد شراء هذا
البعير فما ترى؟

فنظر إليه ثمّ قال: لا أرى في شراه بأسا، فإن خفت عليه ضعفا فألقمه، فاشتريته
وحملت عليه، فلم أر منكرا حتّى إذا كنت قريبا من الكوفة في بعض المنازل عليه
حمل ثقيل، رمى بنفسه واضطرب للموت، فذهب الغلمان ينزعون عنه، فذكرت
الحديث فدعوت بلقم، فما ألقموه إلاّ سبعا حتّى قام بحمله[340].

 

الخامس ـ إجابته عليه‏السلام لدعوة الناس:

1 ـ أبو عمرو الكشّيّ رحمه‏الله: ... محمّد بن سالم، قال: لمّا حمل سيّدي موسى بن
جعفر عليهماالسلام إلى هارون جاء إليه هشام بن إبراهيم العبّاسيّ، فقال له: يا سيّدي! قد
كُتِب لي صكّ إلى الفضل بن يونس، فسله أن يروّج أمري.

قال: فركب إليه أبو الحسن عليه‏السلام، فدخل عليه حاجبه، فقال: يا سيّدي!
أبو الحسن موسى عليه‏السلام بالباب ... فخرج الفضل بن يونس حافيا يعدو حتّى خرج
إليه، فوقع على قدميه يقبّلهما، ثمّ سأله أن يدخل فدخل، فقال له: اقض حاجة
هشام، فقضاها.

ثمّ قال: يا سيّدي! قد حضر الغداء فتكرمني أن تتغدّى عندي؟

فقال: هات، فجاء بالمائدة، وعليها البوارد ... [341].

 

(ز) ـ موقفه عليه‏السلام مع الفرق الضالّة:

وفيه موردان اثنان

 

الأوّل ـ المرجئة:

1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ... محمّد بن عبيدة، قال: قال لي
أبو الحسن عليه‏السلام: يا محمّد! أنتم أشدّ تقليدا، أم المرجئة؟ ... .

إنّ المرجئة نصبت رجلاً لم تفرض طاعته وقلّدوه، وأنتم نصبتم رجلاً وفرضتم
طاعته، ثمّ لم تقلّدوه، فهم أشدّ منكم تقليدا[342].


 

الثاني ـ معاشرته عليه‏السلام مع الواقفة:

(782) 1 ـ الصفّار رحمه‏الله: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سليمان النوفليّ، عن محمّد بن عبد
الرحمن الأسديّ والحسن بن صالح[343] قال: أتاه رجل من الواقفة، وأخذ بلجام دابّته
وقال: إنّي أريد أن أسئلك؟

فقال: إذا لا أجيبك، فقال: ولم لا تجيبني؟

قال: لأن ذلك إليّ، إن شئت أجبتك وإن شئت لم أجبك[344].

 

(ح) ـ معاشرته مع مخالفيه

وفيه خمسة موارد

 

الأوّل ـ سيرته عليه‏السلام مع مخالفيه:

(783) 1 ـ السيّد المرتضى رحمه‏الله: أخبرنا أبو عبد اللّه المرزبانيّ، قال: حدّثني عبد
الواحد بن محمّد الحُصَيْنيّ، قال: حدّثني أبو عليّ أحمد بن إسماعيل، قال: حدّثني
أيّوب بن الحسين الهاشميّ، قال: قدم على الرشيد رجل من الأنصار يقال له: نفيع،
وكان عرّيضا[345]، قال: فحضر باب الرشيد يوما ومعه عبد العزيز بن عمر بن عبد
العزيز، وحضر موسى بن جعفر عليهماالسلام على حمار له، فتلّقاه الحاجب بالبشر والإكرام،
وأعظمه من كان هناك، وعجّل له الإذن، فقال نفيع لعبد العزيز: من هذا الشيخ؟


قال: أوَما تعرفه؟

قال: لا. قال: هذا شيخ آل أبي طالب، هذا موسى بن جعفر.

فقال: ما رأيت أعجز من هؤلاء القوم يفعلون هذا برجل يقدر أن يزيلهم عن
السرير، أما لئن خرج لأسوأنّه.

فقال له عبد العزيز: لا تفعل، فإنّ هؤلاء أهل بيت قلّ ما تعرّض لهم أحد في
خطاب إلاّ وسموه بالجواب سمة يبقى عارها عليه مدى الدهر.

قال: فخرج موسى بن جعفر عليهماالسلام، فقام إليه نفيع الأنصاريّ، فأخذ بلجام حماره
ثمّ قال له: من أنت؟

قال: يا هذا! إن كنت تريد النسب فأنا ابن محمّد حبيب اللّه بن إسماعيل ذبيح اللّه
ابن إبراهيم خليل اللّه، وإن كنت تريد البلد فهو الذي فرض اللّه على المسلمين،
وعليك إن كنت منهم الحجّ إليه، وإن كنت تريد المفاخرة فواللّه ! ما رضي مشركو
قومي مسلمي قومك أكفّاءً لهم حتّى قالوا: يا محمّد! أخرج إلينا أكفّاءنا من قريش،
وإن كنت تريد الصيت والاسم فنحن الذين أمر اللّه تعالى بالصلاة علينا في
الصلوات الفرائض، بقول: «اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد»، ونحن آل محمّد،
خلّ عن الحمار.

قال: فخلّى عنه ويده ترتعد، وانصرف بخزي.

فقال له عبد العزيز: ألم أقل لك[346].


 

الثاني ـ ملاطفته عليه‏السلام مع مخالفيه:

(784) 1 ـ الشيخ المفيد رحمه‏الله: أخبرني الشريف أبو محمّد الحسن بن محمّد، عن
جدّه، عن غير واحد من أصحابه ومشايخه: أنّ رجلاً من ولد عمر بن الخطّاب كان
بالمدينة يؤذي أبا الحسن موسى عليه‏السلام، ويسبّه إذا رآه، ويشتم عليّا عليه‏السلام.

فقال له بعض جلسائه يوما: دعنا نقتل هذا الفاجر، فنهاهم عن ذلك أشدّ النهي
وزجرهم أشدّ الزجر، فسأل عن العمريّ فذكر[347] أنّه يزرع بناحية من نواحي
المدينة، فركب إليه فوجده في مزرعة له، فدخل المزرعة بحماره، فصاح به العمريّ
لا توطّئ زرعنا، فتوطّأه أبو الحسن عليه‏السلام بالحمار حتّى وصل إليه، فنزل وجلس عنده
وباسطه وضاحكه، وقال له: كم غرمت في زرعك حسن بن محمّد بن يحيى هذا؟

فقال له: مائة دينار.

قال: وكم ترجو أن تصيب؟

قال: لست أعلم الغيب.

قال له: إنّما قلت لك: ترجو أن يجيئك فيه؟

قال: أرجو أن يجيئني فيه مائتا دينار.


قال: فأخرج أبو الحسن عليه‏السلام صرّة فيها ثلاثمائة دينار، وقال: هذا زرعك على
حاله، واللّه يرزقك فيه ما ترجو، قال: فقام العمريّ فقبّل رأسه، وسأله أن يصفح
عن فارطه، فتبسّم إليه أبو الحسن عليه‏السلام وانصرف.

قال: وراح إلى المسجد فوجد العمريّ جالسا، فلمّا نظر إليه قال: «اللَّهُ أَعْلَمُ
حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُو
»[348].

قال: فوثب أصحابه إليه، فقالوا له: ما قصّتك قد كنت تقول غير هذا؟

قال: فقال لهم: قد سمعتم ما قلت الآن، وجعل يدعو لأبي الحسن عليه‏السلامفخاصموه
وخاصمهم، فلمّا رجع أبو الحسن عليه‏السلام إلى داره، قال لجلسائه الذين سألوه في قتل
العمريّ: أيّما كان خيرا ما أردتم أو ما أردت؟ إنّني أصلحت أمره بالمقدار الذي
عرفتم، وكفيت به شرّه[349].


 

الثالث ـ معاشرته عليه‏السلام مع من يستهزء به:

(785) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: عليّ بن إبراهيم أو غيره، رفعه، قال:
خرج عبد الصمد بن عليّ ومعه جماعة، فبصر بأبي الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام
مقبلاً راكبا بغلاً، فقال لمن معه: مكانكم حتّى أضحككم من موسى بن جعفر، فلمّا
دنى منه، قال له: ما هذه الدابّة التي لا تدرك عليها الثأر، ولا تصلح عند النزال؟

فقال له أبو الحسن عليه‏السلام: تطأطأت عن سموّ الخيل، و تجاوزت قموء العير[350]، وخير
الأمور أوسطها، فأفحم عبد الصمد، فما أحار جوابا[351].

 

الرابع ـ تلطّفه عليه‏السلام مع من يريد قتله:

1 ـ الطريحيّ رحمه‏الله: روي أنّ الرشيد لمّا أراد أن يقتل الإمام موسى بن
جعفر عليهماالسلام أعرض قتله على سائر جنده وفرسانه، فلم يقتله أحد منهم، فأرسل إلى
عمّاله في بلاد الإفرنج، يقول لهم: التمسوا إليّ قوما لا يعرفون اللّه ولا يعرفون رسول
اللّه، فإنّي أريد أستعين بهم على مهمّ.

قال: فأرسلوا إليه قوما، لا يعرفون من شرائط الإسلام كلمة واحدة ... وأنزلهم
في دار الكرامة، وحمل لهم الهدايا والتحف والخلع الثمينة ... .

فقال لوزيره: قل لهم: إنّ الملك له عدوّ في هذا البيت جالس ـ يعني موسى بن
جعفر عليهماالسلام ـ، فادخلوا إليه واقتلوه، ولكم الجائزة العظمى، فقالوا: سمعا وطاعة،
وهذا أمر هيّن علينا، فإن أردتم قطّعناه قطعا، وأكلنا لحمه.

قال: فقاموا جميعا بأسلحتهم، كأنّهم السباع الضارية، ودخلوا على الإمام موسى
ابن جعفر عليهماالسلام، والرشيد ينظر إليهم من طاقة حجرته، ويبصر ما ذا يفعلون.

قال: فلمّا رأوه رموا أسلحتهم، وارتعدت فرائصهم، وخرّوا سجّدا يبكون رحمة
له.

قال: فجعل الإمام عليه‏السلام يمرّ يده الشريفة على رؤوسهم، وهم يبكون، ومع ذلك
يخاطبهم بلحنهم ولغتهم ... [352].

 

الخامس ـ نهيه  عليه‏السلام عن قتل مخالفيه:

1 ـ الشيخ المفيد رحمه‏الله: أخبرني الشريف أبو محمّد الحسن بن محمّد، عن جدّه،
عن غير واحد من أصحابه ومشايخه: أنّ رجلاً من ولد عمر بن الخطّاب كان
بالمدينة يؤذي أبا الحسن موسى عليه‏السلام، ويسبّه إذا رآه، ويشتم عليّا عليه‏السلام.

فقال له بعض جلسائه يوما: دعنا نقتل هذا الفاجر، فنهاهم عن ذلك أشدّ النهي
وزجرهم أشدّ الزجر ... [353].

 


 

 

 

 

 

 

 

الفصل الثاني: أحواله عليه‏السلام مع خلفاء زمانه

وفيه خمسة موضوعات

 

(أ) ـ الخلفاء المعاصرون له عليه‏السلام:

(786) 1 ـ أبو جعفر الطبريّ رحمه‏الله: وعاش ج أبو الحسن موسى عليه‏السلامج بعد أبيه
أيّام إمامته خمسا وثلاثين سنة، فيها بقيّة مُلك المنصور، ثمّ مُلك ابنه محمّد المهديّ
عشر سنين وشهر وأيّام، ثمّ ملك ابن المهديّ موسى المعروف بالهادي سنة وخمس
وعشرون يوما، ثمّ ملك هارون المعروف بالرشيد ثلاث وعشرين سنة وشهران
وتسعة وعشرون يوما[354].


(787) 2 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: وروى عليّ بن عبد اللّه، عن زُرْعَة بن محمّد، عن
مفضّل، قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه‏السلام يقول: إنّ بني العبّاس سيعبثون[355] بابني هذا، ولن
يصلوا إليه، ثمّ قال: وما صائحة تصيح، وما ساقة تسق، وما ميراث يقسّم، وما أمة تباع[356].

(788) 3 ـ العلاّمة الطبرسيّ رحمه‏الله: وكان ج أبو الحسن موسى عليه‏السلامج محبوسا في
أيّام إمامته مرّة طويلة من جهة الرشيد عشر سنين وشهرا وأيّاما، ثمّ ملك ابن
المهديّ موسى بن محمّد المعروف بالهادي سنة وشهرا وأيّاما، ثمّ ملك هارون بن
محمّد المعروف بالرشيد ثلاثا وعشرين سنة وشهرين وسبعة عشر يوما[357].

(789) 4 ـ المسعوديّ رحمه‏الله: وأقام موسى بالمدينة باقي أيّام المهديّ، وتوفّي المهديّ
سنة تسع وستّين ومائة في إحدى وعشرين سنة من إمامة أبي الحسن عليه‏السلام، وبويع
لابنه موسى ولقّب بالهادي، فأقام سنة وشهرين، ومات في سنة سبعين ومائة في
اثنين وعشرين سنة من إمامة أبي الحسن عليه‏السلام[358].

(790) 5 ـ الشبلنجيّ: معاصره عليه‏السلام: موسى الهادي، وهارون الرشيد[359].

 

(ب) ـ أحواله عليه‏السلام مع هارون الرشيد

(791) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى،
عن الحسن بن محمّد بن بشّار، قال: حدّثني شيخ من أهل قطيعة الربيع[360] من العامّة
ببغداد ممّن كان ينقل عنه، قال: قال لي: قد رأيت بعض من يقولون بفضله من أهل
هذا البيت، فما رأيت مثله قطّ في فضله ونسكه.

فقلت له: من؟ وكيف رأيته؟

قال: جمعنا (أيّام)[361] السنديّ بن شاهك ثمانين رجلاً من الوجوه المنسوبين إلى
الخير، فأدخلنا على موسى بن جعفر عليهماالسلام، فقال لنا السنديّ: يا هؤلاء انظروا إلى
هذا الرجل هل حدث به حدث؟

فإنّ الناس يزعمون أ نّه قد فعل به، ويكثرون في ذلك وهذا منزله وفراشه موسّع
عليه غير مضيّق، ولم يرد به أمير المؤمنين سوءً، وإنّما ينتظر به أن يقدم فيناظر
أمير المؤمنين، وهذا هو صحيح موسّع عليه في جميع أموره، فسلوه.

قال: ونحن ليس لنا همّ إلاّ النظر إلى الرجل وإلى فضله وسمته، فقال موسى بن
جعفر عليهماالسلام: أمّا ما ذكر من التوسعة وما أشبهها، فهو على ما ذكر، غير أ نّي أخبركم
أيّها النفر! أ نّي قد سقيت السمّ في سبع تمرات، وأنا غدا أخضرّ وبعد غد أموت، قال:
فنظرت إلى السنديّ بن شاهك يضطرب ويرتعد مثل السعفة[362]،[363].


(792) 2 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن
زياد، عن عليّ بن حسّان، عن بعض أصحابنا، قال: حضرت أبا الحسن الأوّل عليه‏السلام،
وهارون الخليفة، وعيسى بن جعفر، وجعفر بن يحيى بالمدينة، قد جاؤوا إلى قبر
النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، فقال هارون لأبي الحسن عليه‏السلام: تقدّم! فأبى، فتقدّم هارون، فسلّم وقام
ناحية.

وقال عيسى بن جعفر لأبي الحسن عليه‏السلام: تقدّم فأبى، فتقدّم عيسى، فسلّم ووقف
مع هارون، فقال جعفر لأبي الحسن عليه‏السلام: تقدّم فأبى، فتقدّم جعفر، فسلّم ووقف مع هارون.

وتقدّم أبو الحسن عليه‏السلام فقال: السلام عليك يا أبة! أسأل اللّه الذي اصطفاك
واجتباك، وهداك وهدى بك أن يصلّي عليك.

فقال هارون لعيسى: سمعت ما قال؟

قال: نعم، فقال هارون: أشهد أنّه أبوه حقّا[364].


(793) 3 ـ أبو عمرو الكشّيّ رحمه‏الله: عليّ بن يقطين مولى بني أسد، وكان قبل يبيع
الأبزار[365]، وهي التوابل ومات في زمن أبي الحسن موسى عليه‏السلام، وأبو الحسن محبوس
سنة ثمانين ومائة، وبقي أبو الحسن عليه‏السلام في الحبس أربع سنين، وكان حبسه
هارون[366].

(794) 4 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: حدّثنا عليّ بن عبد اللّه الوَرّاق، والحسين بن
إبراهيم بن أحمد بن هِشام بن المُكَتِّب، وأحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيّ، والحسين
ابن إبراهيم بن تاتانة، وأحمد بن عليّ بن إبراهيم بن هاشم، ومحمّد بن عليّ
ماجِيلَوَيْه، ومحمّد بن موسى بن المتوكّل رضى اللّه عنهم، قالوا: حدّثنا عليّ بن
إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عثمان بن عيسى، عن سفيان بن نِزار، قال: كنت يوما
على رأس المأمون، فقال: أتدرون من علّمني التشيّع؟

فقال القوم جميعا: لا واللّه ! ما نعلم.

قال: علّمنيه الرشيد.

قيل له: وكيف ذلك، والرشيد كان يقتل أهل هذا البيت؟

قال: كان يقتلهم على الملك، لأنّ الملك عقيم، ولقد حججت معه سنة، فلمّا صار
إلى المدينة تقدّم إلى حُجّابه، وقال: لا يدخلنّ عليّ رجل من أهل المدينة ومكّة من
أهل المهاجرين والأنصار وبني هاشم وسائر بطون قريش إلاّ نسب نفسه.

وكان الرجل إذا دخل عليه قال: أنا فلان بن فلان ينتهي إلى جدّه من هاشميّ أو
قرشيّ أو مهاجريّ أو أنصاريّ، فيصله من المال بخمسه آلاف دينار، وما دونها إلى
مائتي دينار على قدر شرفه وهجرة آبائه.

فأنا ذات يوم واقف إذ دخل الفضل بن الربيع، فقال: يا أمير المؤنين! على الباب
رجل يزعم أنّه موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي
طالب عليهم‏السلام، فأقبل علينا ونحن قيام على رأسه، والأمين والمؤتمن وسائر القوّاد،
فقال: احفظوا على أنفسكم، ثمّ قال لآذنه: ائذن له، ولا ينزل إلاّ على بساطي، فأنا
كذلك إذ دخل شيخ مسخّد[367] قد انهكته العبادة، كأنّه شنّ بال، قد كلّم من السجود
وجهه وأنفه.

فلمّا رأى الرشيد رمى بنفسه عن حمار كان راكبه، فصاح  الرشيد: لا واللّه ! إلاّ
على بساطي، فمنعه الحجّاب من الترجّل، ونظرنا إليه بأجمعنا بالإجلال والإعظام، فما
زال يسير على حماره حتّى صار إلى البساط والحجّاب والقوّاد محدقون به، فنزل،
فقام إليه الرشيد واستقبله إلى آخر البساط، وقبّل وجهه وعينيه، وأخذ بيده حتّى
صيّره في صدر المجلس، وأجلسه معه، وجعل يحدّثه ويقبل بوجهه عليه، ويسأله عن
أحواله.

ثمّ قال له: يا أبا الحسن! ما عليك من العيال؟

فقال: يزيدون على الخمسمائة.

قال: أولاد كلّهم.

قال: لا، أكثرهم موالي وحشم، أمّا الولد فلي نيّف وثلاثون، والذكران منهم كذا،
والنسوان منهم كذا.

قال: فلم لا تزوّج النسوان من بني عمومتهنّ وأكفّائهنّ؟


قال: اليد تقصر عن ذلك.

قال: فما حال الضيعة؟

قال: تعطي في وقت، وتمنع في آخر.

قال: فهل عليك دين؟

قال: نعم، قال: كم؟

قال: نحو عشرة آلاف دينار.

فقال له الرشيد: يا ابن عمّ! أنا أعطيك من المال ما تزوّج الذكران والنسوان،
وتقضي الدين، وتعمر الضياع.

فقال له: وصلتك رحم يا ابن عمّ! وشكر اللّه لك هذه النيّة الجميلة، والرحم
ماسّة، والقرابة واشجة، والنسب واحد، والعبّاس عمّ النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، وصنو أبيه، وعمّ
عليّ بن أبي طالب عليه‏السلام وصنو أبيه، وما أبعدك اللّه من أن تفعل، وقد بسط يدك،
وأكرم عنصرك، وأعلى محتدك.

فقال: أفعل ذلك يا أبا الحسن! وكرامة.

فقال: يا أمير المؤمنين! إنّ اللّه عزّ وجلّ قد فرض على ولاة عهده أن ينعشوا
فقراء الأُمّة، ويقضوا عن الغارمين، ويؤدّوا عن المثقل، ويكسوا العاري، ويحسنوا
إلى العاني، فأنت أولى من يفعل ذلك.

فقال: أفعل يا أبا الحسن! ثمّ قام، فقام الرشيد لقيامه، وقبّل عينيه ووجهه، ثمّ
أقبل عليّ وعلى الأمين والمؤتمن، فقال: يا عبد اللّه! ويا محمّد! ويا إبراهيم! امشوا بين
يدي عمّكم وسيّدكم، خذوا بركابه، وسوّوا عليه ثيابه، وشيّعوه إلى منزله.

فأقبل عليّ أبو الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام سرّا بيني وبينه، فبشّرني بالخلافة،
فقال لي: إذا ملكت هذا الأمر فأحسن إلى ولدي، ثمّ انصرفنا، وكنت أجرأ ولد أبي
عليه.


فلمّا خلا المجلس قلت: يا أمير المؤمنين! من هذا الرجل الذي قد أعظمته
وأجللته، وقمت من مجلسك إليه، فاستقبلته، وأقعدته في صدر المجلس وجلست
دونه، ثمّ أمرتنا بأخذ الركاب له!؟

قال: هذا إمام الناس، وحجّة اللّه على خلقه، وخليفته على عباده.

فقلت: يا أمير المؤمنين! أوليست هذه الصفات كلّها لك وفيك؟

فقال: أنا إمام الجماعة في الظاهر والغلبة والقهر، وموسى بن جعفر إمام حقّ
واللّه! يا بنيّ! إنّه لأحقّ بمقام رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم منّي ومن الخلق جميعا.

و واللّه! لو نازعتني هذا الأمر لأخذت الذي فيه عيناك، فإنّ الملك عقيم.

فلمّا أراد الرحيل من المدينة إلى مكّة أمر بصرّة سوداء فيها مائتا دينار، ثمّ أقبل
على الفضل بن الربيع، فقال له: اذهب بهذه الى موسى بن جعفر، وقل له: يقول لك
أمير المؤنين: نحن في ضيقة، وسيأتيك برّنا بعد الوقت.

فقمت في صدره فقلت: يا أمير المؤمنين! تعطي أبناء المهاجرين والأنصار وسائر
قريش وبني هاشم ومن لا تعرف حسبه ونسبه خمسه آلاف دينار إلى ما دونها؟
وتعطى موسى بن جعفر وقد أعظمته وأجللته مائتي دينار، أخسّ عطيّة أعطيتها
أحدا من الناس!؟

فقال: اسكت، لا أُمّ لك، فإنّي لو أعطيت هذا ما ضمنته له ما كنت أمنته أن
يضرب وجهي غدا بمائة ألف سيف من شيعته ومواليه، وفقر هذا وأهل بيته أسلم لي
ولكم من بسط أيديهم وأعينهم.

فلمّا نظر إلى ذلك مخارق المغنّي دخله في ذلك غيظ، فقام إلى الرشيد، فقال: يا أمير
المؤمنين! قد دخلت المدينه وأكثر أهلها يطلبون منّي شيئا، وإن خرجت ولم أقسّم
فيهم شيئا لم يتبيّن لهم تفضّل أمير المؤمنين عليّ ومنزلتي عنده، فأمر له بعشرة آلاف
دينار.


فقال : يا أمير المؤمنين! هذا لأهل المدينة، وعليّ دين أحتاج أن أقضيه، فأمر له
بعشرة آلاف دينار أخرى.

فقال له: يا أمير المؤمنين! بناتي أريد أزوّجهنّ، وأنا محتاج إلى جهازهنّ، فأمر له
بعشرة آلاف دينار أخرى.

فقال له: يا أمير المؤمنين! لا بدّ من غلّة تعطينيه،ا تردّ عليّ وعلى عيالي وبناتي
وأزواجهنّ القوت، فأمر له بأقطاع ما تبلغ غلّته في السنة عشرة آلاف دينار، وأمر
أن يعجّل ذلك عليه من ساعته.

ثمّ قام مخارق من فوره، وقصد موسى بن جعفر عليهماالسلام، وقال له: قد وقفت على ما
عاملك به هذا الملعون، وما أمر لك به، وقد احتلت عليه لك، وأخذت منه صلات
ثلثين ألف دينار وأقطاعا يغلّ في السنة عشرة آلاف دينار، ولا واللّه يا سيّدي! ما
أحتاج إلى شيء من ذلك، ما أخذته إلاّ لك، وأنا أشهد لك بهذه الأقطاع، وقد حملت
المال إليك.

فقال: بارك اللّه لك في مالك، وأحسن جزاءك! ما كنت لآخذ منه درهما واحدا،
ولا من هذه الأقطاع شيئا، وقد قبلت صلتك وبرّك، فانصرف راشدا، ولا تراجعني
في ذلك، فقبّل يده وانصرف[368].


(795) 5 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيّ، قال:
حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عبد اللّه بن صالح، قال: حدّثني
صاحب الفضل بن الربيع، عن الفضل بن الربيع، قال: كنت ذات ليلة في فراشي مع
بعض جواري، فلمّا كان في نصف الليل سمعت حركة باب المقصورة، فراعني ذلك،
فقالت الجاريه: لعلّ هذا من الريح فلم يمض إلاّ يسير حتّى رأيت باب البيت الذي
كنت فيه قد فتح، وإذا مسرور الكبير قد دخل عليّ، فقال لي: أجب الأمير، ولم
يسلّم عليّ، فآيست في نفسي وقلت: هذا مسرور دخل إليّ بلا إذن ولم يسلّم، ما هو
إلا القتل، وكنت جنبا فلم أجسر أن أسأله إنظاري حتّى أغتسل.

فقالت الجارية لمّا رأت تحيّري وتبلّدي: ثق باللّه عزّ وجلّ وانهض، فنهضت
ولبست ثيابي وخرجت معه حتّى أتيت الدار، فسلّمت أمير المؤنين، وهو في
مرقده، فردّ عليّ السلام فسقطت، فقال: تداخلك رعب؟

قلت: نعم، يا أمير المؤنين! فتركني ساعة حتّى سكنت، ثمّ قال لي: سر إلى
حبسنا فأخرج موسى بن جعفر بن محمّد، وادفع إليه ثلاثين ألف درهم، فاخلع عليه
خمس خلع، واحمله على ثلاث مراكب، وخيّره بين المقام معنا أو الرحيل عنّا إلى أيّ
بلد أراد وأحبّ.

فقلت: يا أمير المؤمنين! تأمر بإطلاق موسى بن جعفر؟

قال لي: نعم، فكرّرت ذلك عليه ثلاث مرّات، فقال لي: نعم، ويلك! أتريد أن
أنكث العهد!؟

فقلت: يا أمير المؤنين! وما العهد؟

قال: بينا في مرقدي هذا إذ ساورني أسود ما رأيت من السودان أعظم منه، فقعد
على صدري، وقبض على حلقي وقال لي: حبست موسى بن جعفر عليهماالسلامظالما له!؟

فقلت: فأنا أطلقه وأهب له وأخلع عليه، فأخذ عليّ عهد اللّه عزّ وجلّ وميثاقه،
وقام عن صدري، وقد كادت نفسي تخرج.

فخرجت من عنده ووافيت موسى بن جعفر عليهماالسلام، وهو في حبسه، فرأيته قائما
يصلّي، فجلست حتّى سلّم، ثمّ أبلغته سلام أمير المؤنين، وأعلمته بالذي أمرني به في
أمره، وإنّي قد أحضرت ما أوصله به.

فقال: إن كنت أمرت بشيء غير هذا فافعله.

فقلت: لا، وحقّ جدّك رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم ما أمرت إلاّ بهذا.

قال: لا حاجه لي في الخلع والحملان والمال إذا كانت فيه حقوق الأُمّة.

فقلت: ناشدتك باللّه، أن لا تردّه فيغتاظ.

فقال: اعمل به ما أحببت، فأخذت بيده عليه‏السلام وأخرجته من السجن، ثمّ قلت له:
يا ابن رسول اللّه! أخبرني السبب الذي نلت به هذه الكرامة من هذا الرجل؟ فقد
وجب حقّي عليك لبشارتي إيّاك، ولما أجراه اللّه على يدي من هذا الأمر.

فقال عليه‏السلام: رأيت النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم ليلة الأربعاء في النوم، فقال لي: يا موسى! أنت
محبوس مظلوم! فقلت: نعم، يا رسول اللّه! محبوس مظلوم.

فكرّر عليّ ذلك ثلاثا، ثمّ قال: «وَ إِنْ أَدْرِى لَعَلَّهُو فِتْنَةٌ لَّكُمْ وَ مَتَـعٌ إِلَى
حِينٍ
»[369] أصبح غدا صائما وأتبعه بصيام الخميس والجمعة، فإذا كانت وقت
الإفطار فصلّ اثنا عشر ركعة، تقرأ في كلّ ركعة الحمد مرّة، واثنا عشر مرّة «قُلْ هُوَ
اللَّهُ أَحَدٌ
»[370]، فإذا صلّيت منها أربع ركعات فاسجد، ثمّ قل: «يا سابق الفوت، ويا
سامع كلّ صوت، يا محيي العظام وهي رميم بعد الموت، أسألك باسمك
العظيم الأعظم أن تصلّي على محمّد عبدك ورسولك، وعلى أهل بيته
الطيّبين، وتعجّل لي الفرج ممّا أنا فيه»
، ففعلت فكان الذي رأيت[371].

(796) 6 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيّ رضى‏الله‏عنه،
قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، قال: حدّثني محمّد بن الحسن المدنيّ، عن
أبي عبد اللّه بن الفضل، عن أبيه الفضل، قال: كنت أحجب الرشيد فأقبل عليّ يوما
غضبانا وبيده سيف يقلّبه، فقال لي: يا فضل! بقرابتي من رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، لئن
لم تأتني بابن عمّي الآن لآخذنّ الذي فيه عيناك، فقلت: بمن أجيئك؟

فقال: بهذا الحجازيّ، فقلت: وأيّ الحجازيّ؟

قال: موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم‏السلام،
قال الفضل: فخفت من اللّه عزّ وجلّ أن أجيء به إليه، ثمّ فكّرت في النقمة، فقلت له: أفعل.

فقال: ائتني بسوطين وهبّارين[372] وجلاّدين.

قال: فأتيته بذلك، ومضيت إلى منزل أبي إبراهيم موسى بن جعفر عليهماالسلام، فأتيت
إلى خربة فيها كوخ من جرائد النخل، فإذا أنا بغلام أسود، فقلت له: استأذن لي على
مولاك، يرحمك اللّه!

فقال لي: لج، فليس له حاجب ولا بوّاب، فولجت إليه، فإذا أنا بغلام أسود بيده
مِقَصّ يأخذ اللحم من جبينه، وعرنين أنفه من كثرة سجوده.

فقلت له: السلام عليك يا ابن رسول اللّه! أجب الرشيد؟

فقال: ما للرشيد، وما لي؟ أما تشغله نقمته عنّي؟!

ثمّ وثب مسرعا، وهو يقول: لولا أنّي سمعت في خبر عن جدّي رسول
اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: إنّ طاعة السلطان للتقيّة واجبة إذا ما جئت.

فقلت له: استعدّ للعقوبة يا أبا إبراهيم! رحمك اللّه!

فقال عليه‏السلام: أليس معي من يملك الدنيا والآخرة!؟ ولن يقدر اليوم على سوء بي إن
شاء اللّه تعالى.

قال فضل بن الربيع: فرأيته وقد أدار يده عليه‏السلام يلوّح  بها على رأسه عليه‏السلامثلاث
مرّات، فدخلت على الرشيد، فإذا هو كأنّه امرأة ثكلى قائم حيران، فلمّا رآني قال
لي: يا فضل! فقلت: لبّيك.

فقال: جئتني بابن عمّي؟

قلت: نعم، قال: لا تكون أزعجته؟


فقلت: لا.

قال: لا تكون أعلمته أنّي عليه غضبان، فإنّي قد هيّجت على نفسي ما لم أرده،
ائذن له بالدخول، فأذنت له، فلمّا رآه وثب إليه قائما وعانقه، وقال له: مرحبا بابن
عمّي وأخي ووارث نعمتي، ثمّ أجلسه على فخذيه، فقال له: ما الذي قطعك عن
زيارتنا؟

فقال: سعة مملكتك، وحبّك للدنيا.

فقال: ايتوني بحقّة الغالية، فأتي بها، فغلفه بيده، ثمّ أمر أن يحمل بين يديه خلع
وبدرتان[373] دنانير.

فقال موسى بن جعفر عليهماالسلام: واللّه! لولا أنّي أرى أن أزوّج بها من عزّاب بني
أبي طالب، لئلاّ ينقطع نسله أبدا، ما قبلتها، ثمّ تولّى عليه‏السلام وهو يقول: الحمد للّه ربّ
العالمين.

فقال الفضل: يا أمير المؤنين! أردت أن تعاقبه، فخلعت عليه وأكرمته؟!

فقال لي: يا فضل! إنّك لمّا مضيت لتجيئني به رأيت أقواما قد أحدقوا بداري
بأيديهم حراب قد غرسوها في أصل الدار، يقولون: إن آذى ابن رسول اللّه خسفنا
به، وإن أحسن إليه انصرفنا عنه وتركناه.

فتبعته عليه‏السلام فقلت له: ما الذي قلت حتّى كفيت أمر الرشيد؟

فقال عليه‏السلام: دعاء جدّي عليّ بن أبي طالب، كان إذا دعا به ما برز إلى عسكر إلاّ
هزمه، ولا إلى فارس إلاّ قهره، وهو دعاء كفاية البلاء.

قلت: وما هو؟

قال: قلت: «اللّهم بك أساور، وبك أحاول، وبك أجاور، وبك أصول، وبك
أنتصر، وبك أموت، وبك أحيا، أسلمت نفسي إليك، وفوّضت أمري إليك،
ولا حول ولا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم، اللّهمّ إنّك خلقتني ورزقتني
وسترتني عن العباد بلطف ما خوّلتني وأغنيتني، إذا هويت رددتني، وإذا
عثرت قوّمتني، وإذا مرضت شفيتني وإذا دعوت أجبتني، يا سيّدي! ارض
عنّي فقد أرضيتني»
[374].

(797) 7 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: حدّثنا أبو أحمد هاني بن محمّد بن محمود
العبديّ رضى‏الله‏عنه، قال: حدّثني أبي بإسناده، رفعه: أنّ موسى بن جعفر عليهماالسلام دخل على
الرشيد، فقال له الرشيد: يا ابن رسول اللّه! أخبرني عن الطبائع الأربع؟

فقال موسى عليه‏السلام: أمّا الريح فإنّه ملك يداري.

وأمّا الدم فإنّه عبد غارم[375]، وربما قتل العبد مولاه.

وأمّا البلغم فإنّه خصم جدل، إن سددته من جانب انفتح من آخر.

وأمّا المرّة فإنّها الأرض إذا اهتزّت رجفت بما فوقها.

قال له هارون: يا ابن رسول اللّه! تنفق الناس من كنوز اللّه ورسوله[376].


(798) 8 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن
هاشم، عن أبيه، عن الرَيّان بن شَبيب، قال: سمعت المأمون يقول: ما زلت أحبّ أهل
البيت عليهم‏السلام، وأظهر للرشيد بغضهم تقرّبا إليه، فلمّا حجّ الرشيد كنت أنا ومحمّد
والقاسم معه، فلمّا كان بالمدينة استأذن عليه الناس، فكان آخر من أذن له موسى بن
جعفر عليهماالسلام، فدخل فلمّا نظر إليه الرشيد تحرّك ومدّ بصره وعنقه إليه حتّى دخل
البيت الذي كان فيه.

فلمّا قرب منه جثا الرشيد على ركبتيه وعانقه، ثمّ أقبل عليه فقال له: كيف أنت يا
أبا الحسن! كيف عيالك؟ كيف عيال أبيك؟ كيف أنتم؟ ما حالكم؟

فما زال يسأله عن هذا وأبو الحسن عليه‏السلام يقول: خير، خير.

فلمّا قام أراد الرشيد أن ينهض فأقسم عليه أبو الحسن عليه‏السلام، فقعد وعانقه فسلّم
عليه وودّعه.

قال المأمون: وكنت أجرأ ولد أبي عليه، فلمّا خرج أبو الحسن موسى بن
جعفر عليهماالسلام قلت لأبي: يا أمير المؤمنين! لقد رأيتك عملت بهذا الرجل شيئا ما
رأيتك فعلت بأحد من أبناء المهاجرين والأنصار، ولا ببني هاشم، فمن هذا الرجل؟

فقال: يا بنيّ! هذا وارث علم النبيّين، هذا موسى بن جعفر بن محمّد، إن أردت
العلم الصحيح فعند هذا.

قال المأمون: فحينئذ انغرس في قلبي حبّهم[377].


9 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: ... محمّد بن محمود بإسناده رفعه إلى موسى بن
جعفر عليهماالسلام، أنّه قال: لمّا دخلت على الرشيد سلّمت عليه، فردّ عليَّ السلام، ثمّ قال:
يا موسى بن جعفر! خليفتين يجبى إليهما الخراج؟!

فقلت: يا أمير المؤنين! أعيذك باللّه أن تبوء بإثمي وإثمك، وتقبل الباطل من
أعدائنا علينا، فقد علمت أنّه قد كذب علينا منذ قبض رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلمبما علم
ذلك عندك، فإن رأيت بقرابتك من رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم أن تأذن لي أحدّثك بحديث
أخبرني به أبي، عن آبائه، عن جدّه رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم؟

فقال: قد أذنت لك.

فقلت: أخبرني أبي، عن آبائه، عن جدّه رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم أنّه قال: إنّ الرحم إذا
مسّت الرحم تحرّكت واضطربت، فناولني يدك، جعلني اللّه فداك!

فقال: ادن، فدنوت منه، فأخذ بيدي، ثمّ جذبني إلى نفسه وعانقني طويلاً، ثمّ
تركني وقال: اجلس، يا موسى! فليس عليك بأس، فنظرت فإذا انّه قد دمعت
عيناه، فرجعت إلى نفسي.

فقال: صدقت وصدق جدّك صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، لقد تحرّك دمي واضطربت عروقي حتّى
غلبت على الرقّة وفاضت عيناي وأنا أريد أن أسألك عن أشياء تتلجلج في صدري
منذ حين لم أسأل عنها أحدا، فإن أنت أجبتني عنها خلّيت عنك، ولم أقبل قول أحد
فيك، وقد بلغني أنّك لم تكذب قطّ فاصدقني عمّا أسألك ممّا قلبي ... [378].

(799) 10 ـ الشيخ المفيد رحمه‏الله: وذكر ابن عمّار وغيره من الرواة أنّه لمّا خرج
الرشيد إلى الحجّ وقرب من المدينة، استقبله الوجوه من أهلها، ويقدمهم موسى بن
جعفر عليهماالسلام على بغلة، فقال له الربيع: ما هذه الدابّة التي تلقّيت عليها أمير المؤمنين،
واللّه! إن طلبت عليها لم تدرك، وإن طلبت عليها لم تفت؟

فقال عليه‏السلام: إنّها تطأطأت عن خيلاء الخيل، وارتفعت عن ذلّة العير، وخير
الأمور أوسطها.

قالوا: ولمّا دخل هارون الرشيد المدينة، فوجّه لزيارة النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، ومعه الناس،
فتقدّم الرشيد إلى قبر رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، فقال: السلام عليك يا رسول اللّه! السلام
عليك يا ابن عمّ! مفتخرا بذلك على غيره.

فتقدّم أبو الحسن عليه‏السلام إلى القبر، فقال: السلام عليك يا رسول اللّه! السلام عليك يا أبة.

فتغيّر وجه الرشيد، وتبيّن الغيض فيه[379].


11 ـ الشيخ المفيد رحمه‏الله:  ... محمّد بن الزبرقان الدامغانيّ الشيخ، قال: قال
أبو الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام: لمّا أمرهم هارون الرشيد بحملي دخلت عليه
فسلّمت، فلم يردّ السلام، وأريته مغضبا فرمى إليّ بطومار، فقال: اقرأه.

فإذا فيه كلام قد علم اللّه عزّ وجلّ براءتي منه، وفيه: أنّ موسى بن جعفر يجبى
إليه خراج الآفاق من غلاة الشيعة، ممّن يقول بإمامته، يدينون اللّه بذلك ويزعمون
أنّه فرض عليهم إلى أن يرث اللّه الأرض ومن عليها.

ويزعمون أنّه من لم يوهب إليه العشر، ولم يصلّ بإمامتهم، ويحجّ بإذنهم، ويجاهد
بأمرهم، ويحمل الغنيمة إليهم، ويفضّل الأئمّة على جميع الخلق، ويفرض طاعتهم مثل
طاعة اللّه وطاعة رسوله فهو كافر حلال ماله ودمه، وفيه كلام شناعة مثل المتعة بلا
شهود، واستحلال الفروج بأمره ولو بدرهم، والبراءة من السلف، ويلعنون عليهم
في صلاتهم، ويزعمون أنّ من يتبرّأ منهم فقد بانت امرأته منه، ومن أخّر الوقت فلا
صلاة له، لقول اللّه تبارك وتعالى: «أَضَاعُواْ الصَّلَوةَ وَ اتَّبَعُواْ الشَّهَوَ تِ فَسَوْفَ
يَلْقَوْنَ غَيًّا
»، يزعمون أنّه واد في جهنّم ... والكتاب طويل.

وأنا قائم أقرأ وهو ساكت، فرفع رأسه وقال: قد اكتفيت بما قرأت، فكلّم بحجّتك
بما قرأته.

قلت: يا أمير المؤمنين! والذي بعث محمّدا صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم بالنبوّة! ما حمل إليّ قطّ أحد
درهما ولا دينارا من طريق الخراج، لكنّا معاشر آل أبي طالب نقبل الهديّة التي
أحلّها اللّه عزّ وجلّ لنبيّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم في قوله: لو أهدي إليّ كراع لقبلته ولو دعيت إلى
ذراع لأجبت.

وقد علم أمير المؤمنين ضيق ما نحن فيه، وكثرة عدوّنا وما منعنا السلف من
الخمس الذي نطق لنا به الكتاب، فضاق بنا الأمر، وحرمت علينا الصدقة، وعوّضنا
اللّه عزّ وجلّ منها الخمس، فاضطررنا إلى قبول الهديّة، وكلّ ذلك ممّا علمه
أمير المؤمنين، فلمّا تمّ كلامي سكت، ثمّ قلت: إن رأى أمير المؤمنين أن يأذن لابن
عمّه في حديث عن آبائه، عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، فكأنّه اغتنمها.

فقال: مأذون لك، هاته.

فقلت: حدّثني أبي، عن جدّي يرفعه إلى النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: أنّ الرحم إذا مسّت رحما
تحرّكت واضطربت، فإن رأيت أن تناولني يدك، فأشار بيده إليّ، ثمّ قال: ادن،
فدنوت فصافحني وجذبني إلى نفسه مليّا، ثمّ فارقني، وقد دمعت عيناه، فقال لي:
اجلس يا موسى! فليس عليك بأس، صدقت، وصدق جدّك، وصدق النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم،
لقد تحرّك دمي واضطربت عروقي، واعلم أنّك لحمي ودمي، وأنّ الذي حدّثتني به
صحيح ... [380].

(800) 12 ـ أبو جعفر الطبري رحمه‏الله: حدّثنا أبو محمّد سفيان، قال: حدّثنا وكيع،
عن الأعمش، قال: رأيت كاظم الغيظ عليه‏السلام عند الرشيد، وقد خضع له، فقال له
عيسى بن أبان: يا أمير المؤمنين! لم تخضع له؟

قال: رأيت من ورائي أفعيّ تضرب بنابها، وتقول: أجبه بالطاعة، وإلاّ بلعتك،
ففزعت منها فأجبته[381].

(801) 13 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: وحدّثني إبراهيم بن محمّد بن حُمْران، عن يحيى
ابن القاسم الحَذّاء وغيره، عن جَميل بن صالح، عن داود بن زربيّ، قال: بعث إليّ
العبد الصالح عليه‏السلام - وهو في الحبس - فقال: ائت هذا الرجل - يعني يحيى بن خالد
- فقل له: يقول لك أبو فلان: ما حملك على ما صنعت؟

أخرجتني من بلادي، وفرّقت بيني وبين عيالي.

فأتيته وأخبرته، فقال: زبيدة طالق، وعليه أغلظ الأيمان، لوددت أنّه غرم
الساعة ألفي ألف، وأنت خرجت، فرجعت إليه فأبلغته، فقال: ارجع إليه، فقل له:
يقول لك: واللّه ! لتخرجنّي، أو لأخرجنّ[382].

14 ـ ابن حمزة الطوسيّ رحمه‏الله: لقد وجدت في بعض كتب أصحابنا رضي اللّه
عنهم أنّه كان للرشيد باز أبيض يحبّه حبّا شديدا، فطار في بعض متصيّداته حتّى
غاب عن أعينهم، فأمر الرشيد أن يضرب له قبّة ونزل تحتها، وحلف أنّه لا يبرح من
موضعه أو يجيئوا إليه بالباز، وأقام بالموضع، وأنفذ وجوه العسكر، وسرّح الأمراء
والأقواد في طلبه على مسيرة يوم أو يومين وثلاثة.

فلمّا كان في اليوم الثاني آخر النهار نزل البازي عليه في يده حيوان يتحرّك،
ويلمع كما يلمع السيف في الشمس، فأخذه من يده بالرفق، ورجع إلى داره فطرحه
في طست ذهب، ودعا بالأشراف والأطبّاء والحكماء والفقهاء والقضاة والحكّام،
فقال: هل فيكم من رأى مثل هذه الصورة قطّ، فقالوا: ما رأينا مثلها قطّ ولا ندري ما هي؟

قال: كيف لنا بعلمها؟

فقال له ابن أكثم القاضي[383] وأبو يوسف يعقوب القاضي: ما لك غير إمام
الروافض موسى بن جعفر تبعث وتحضر جماعة من الروافض، وتسأله عنها، فإن
علم كانت معرفتها لنا فائدة، وإن لم يعلم افتضح عند أصحابه الذين عندهم أنّه يعلم
الغيب، وينظر في السماء إلى الملائكة.

فقال: هذا وتربة المهديّ، نعم الرأي، وأرسلوا خلف أبي الحسن عليه‏السلاموسألوه أن
يحضر المجلس الساعة ومن عنده من أصحابه، وبعثوا خلف فلان وفلان من
أصحاب الروافض.

فحضر أبو الحسن عليه‏السلام وجماعة من الشيعة معه، فقال: يا أبا الحسن! إنّما
أحضرتك شوقا إليك.

فقال: دعني من شوقك ألا إنّ اللّه تبارك خلق بين السماء والأرض بحرا مكفوفا
عذبا زلالاً ... .

وخلق له سكّانا أشخاصا على عمل السمك صغارا وكبارا، فأكبر ما فيه من هذه
الصورة شبر ... .

فقال الرشيد: أخرجوا الطست، فأخرجوه، فنظر إليها، فما أخطأ ممّا قال
أبو الحسن موسى عليه‏السلام شيئا، ثمّ انصرف، فطرحها الرشيد للبازي فقطعها وأكلها، فما
نقط لها دم، ولا سقط منها شيء. فقال الرشيد لجماعة الهاشميّين ومن حضر: أترانا لو
حدّثنا بهذا كنّا نصدّق؟![384].

(802) 15 ـ العلاّمة الطبرسيّ رحمه‏الله: وكان ج موسى بن جعفر عليهماالسلامج محبوسا في
أيّام إمامته مدّة طويلة من جهة الرشيد عشر سنين وشهرا وأيّاما[385].

(803) 16 ـ ابن شهرآشوب رحمه‏الله: وفي كتاب أحوال الخلفاء: إنّ هارون الرشيد
كان يقول لموسى بن جعفر عليهماالسلام: خذ فدكا حتّى أردّها إليك، فيأبى حتّى ألحّ عليه،
فقال عليه‏السلام: لا آخذها إلاّ بحدودها.

قال: وما حدودها؟

قال: إن حدّدتها لم تردّها، قال: بحقّ جدّك إلاّ فعلت.

قال: أمّا الحدّ الأوّل فعدن، فتغيّر وجه الرشيد، وقال: إيها.

قال: والحدّ الثاني سمرقند، فاربدّ وجهه، والحدّ الثالث إفريقيّة، فاسودّ وجهه،
فقال: هيه، قال: والرابع سيف البحر ممّا يلي الجزر وإرمينية[386].


قال الرشيد: فلم يبق لنا شيء، فتحوّل إلى مجلسي.

قال موسى: قد أعلمتك أنّني إن حدّدتها لم تردّها، فعند ذلك عزم على قتله.

وفي رواية ابن أسباط أنّه قال: أمّا الحدّ الأوّل فعريش مصر، والثاني دومة
الجندل، والثالث أُحد، والرابع سيف البحر.

فقال: هذا كلّه هذه الدنيا، فقال: هذا كان في أيدي اليهود بعد موت أبي هالة،
فأفاءه اللّه على رسوله بلا خيل ولا ركاب، فأمره اللّه أن يدفعه إلى فاطمه عليهاالسلام[387].

17 ـ ابن شهر آشوب رحمه‏الله: ... محمّد بن عبّاد المهلبيّ، قال: لمّا حبس هارون
الرشيد موسى بن جعفر، وأظهر الدلائل والمعجزات وهو في الحبس دعا الرشيد
يحيى بن خالد البرمكيّ، وسأله تدبيرا في شأن موسى عليه‏السلام؟

فقال: الذي أراه لك أن تمنّ عليه، وتصل رحمه.

فقال الرشيد: انطلق إليه وأطلق عنه الحديد، وأبلغه عنّي السلام، وقل له: يقول
لك ابن عمّك: إنّه قد سبق منّي فيك يمين أن لا أخلّيك حتّى تقرّ لي بالإساءة،
وتسألني العفو عمّا سلف منك، وليس عليك في إقرارك عار، ولا في مسألتك إيّاي
منقصة، وهذا يحيى وهو ثقتي ووزيري، فله بقدر ما أخرج من يميني، وانصرف
راشدا ... .

ثمّ قال له: يا أبا عليّ! أبلغه عنّي، يقول موسى بن جعفر: رسولي يأتيك يوم
الجمعة، ويخبرك بما يرى، وستعلم غدا إذا جاثيتك بين يدي اللّه، من الظالم والمتعدّي
على صاحبه؟.

فلمّا أخبره بجوابه، قال له هارون: إن لم يدّع النبوّة بعد أيّام، فما أحسن حالنا! فلمّا
كان يوم الجمعة توفّي أبو إبراهيم عليه‏السلام[388].

(804) 18 ـ ابن شهرآشوب  رحمه‏الله: في كتاب الأنوار: قال العامريّ: إنّ هارون
الرشيد أنفذ إلى موسى بن جعفر عليهماالسلام جارية خصيفة[389] لها جمال ووضاءة لتخدمه
في السجن، فقال: قل له: «بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ»[390] لا حاجة لي في هذه ولا
في أمثالها.

قال: فاستطار هارون غضبا، وقال: ارجع إليه وقل له: ليس برضاك حبسناك،
ولا برضاك خدمناك، واترك الجارية عنده، وانصرف.

قال: فمضى ورجع، ثمّ قام هارون عن مجلسه، وأنفذ الخادم إليه ليتفحّص عن
حالها، فرآها ساجدة لربّها لا ترفع رأسها، تقول: «قدّوس سبحانك، سبحانك»،
فقال هارون: سحرها واللّه موسى بن جعفر! بسحره، عليّ بها فأتي بها، وهي ترتعد
شاخصة نحو السماء بصرها، فقال: ما شأنك؟

قالت: شأني الشأن البديع، إنّي كنت عنده واقفة، وهو قائم يصلّي ليله ونهاره،
فلمّا انصرف من صلاته بوجهه، وهو يسبّح اللّه ويقدّسه، قلت: يا سيّدي! هل لك
حاجة أعطيكها؟

قال: وما حاجتي إليك!؟

قلت: إنّي أدخلت عليك لحوائجك.

قال: فما بال هؤلاء؟

قالت: فالتفتّ، فإذا روضة مزهرة لا أبلغ آخرها من أوّلها بنظري، ولا أوّلها من
آخرها، فيها مجالس مفروشة بالوشي والديباج، وعليها وصفاء ووصائف لم أر مثل
وجوههم حسنا، ولا مثل لباسهم لباسا، عليهم الحرير الأخضر، والأكاليل والدرّ
والياقوت، وفي أيديهم الأباريق والمناديل، ومن كلّ الطعام، فخررت ساجدة حتّى
أقامني هذا الخادم، فرأيت نفسي حيث كنت.

قال: فقال هارون: يا خبيثة! لعلّك سجدت فنمت فرأيت هذا في منامك؟

قالت: لا، واللّه ! يا سيّدي! إلاّ قبل سجودي رأيت، فسجدت من أجل ذلك.

فقال الرشيد: اقبض هذه الخبيثة إليك، فلا يسمع هذا منها أحد، فأقبلت في
الصلاة، فإذا قيل لها في ذلك قالت: هكذا رأيت العبد الصالح، فسئلت عن قولها؟

قالت: إنّي لمّا عاينت من الأمر نادتني الجواري: يا فلانة! ابعدي عن العبد الصالح
حتّى ندخل عليه، فنحن له دونك، فما زالت كذلك حتّى ماتت، وذلك قبل موت
موسى عليه‏السلام بأيّام يسيرة[391].

(805) 19 ـ ابن شهر آشوب  رحمه‏الله: لمّا أمر هارون موسى بن جعفر عليهماالسلام أن يحمل
إليه أدخل عليه، وعليّ بن يقطين على رأسه متوكّئ على سيفه، فجعل يلاحظ
موسى عليه‏السلام ليأمره فيضرب به هارون.

ففطن له هارون، فقال: قد رأيت ذلك.

فقال: يا أمير المؤمنين! سللت من سيفي شبرا رجاء أن تأمرني فيه بأمرك، فنجا
منه بهذه المقالة[392].

(806) 20 ـ ابن شهر آشوب  رحمه‏الله: الفضل بن الربيع ورجل آخر، قالا: حجّ
هارون الرشيد، وابتدأ بالطواف، ومنعت العامّة من ذلك لينفرد وحده، فبينما هو في
ذلك إذ ابتدر أعرابيّ البيت، وجعل يطوف معه، وقال الحجّاب: تنحّ يا هذا عن وجه
الخليفة، فانتهزم الأعرابيّ وقال: إنّ اللّه ساوى بين الناس في هذا الموضع، فقال:
«سَوَآءً الْعَـكِفُ فِيهِ وَ الْبَادِ»[393].

فأمر الحاجب بالكفّ عنه، فكلّما طاف الرشيد طاف الأعرابيّ أمامه، فنهض إلى
الحجر الأسود ليقبّله فسبقه الأعرابيّ إليه والتثمه، ثمّ صار الرشيد إلى المقام ليصلّي
فيه، فصلّى الأعرابيّ أمامه، فلمّا فرغ الرشيد من صلاته استدعى الأعرابيّ، فقال
الحجّاب: أجب أمير المؤمنين؟

فقال: ما لي إليه حاجة فأقوم إليه، بل إن كانت الحاجة له، فهو بالقيام إليّ أولى،
قال: صدق فمشى إليه وسلّم عليه، فردّ عليه السلام.

فقال هارون: أجلس يا أعرابيّ؟

فقال: ما الموضع لي فتستأذنني فيه بالجلوس، إنّما هو بيت اللّه نصبه لعباده، فإن
أحببت أن تجلس فاجلس، وإن أحببت أن تنصرف، فانصرف، فجلس هارون
وقال: ويحك يا أعرابيّ! مثلك من يزاحم الملوك!؟

قال: نعم، وفيّ مستمع، قال: فإنّي سائلك، فإن عجزت آذيتك.

قال: سؤالك هذا سؤال متعلّم، أو سؤال متعنّت؟

قال: بل متعلّم، قال: اجلس مكان السائل من المسؤول وسل وأنت مسؤول،

فقال: أخبرني ما فرضك؟

قال: إنّ الفرض رحمك اللّه واحد، وخمسة، وسبعة عشر، وأربع وثلاثون، وأربع
وتسعون، ومائة وثلاثة وخمسون على سبعة عشر، ومن اثنى عشر واحد، ومن
أربعين واحد، ومن مائتين خمس، ومن الدهر كلّه واحد، وواحد بواحد.

قال: فضحك الرشيد وقال: ويحك! أسألك عن فرضك، وأنت تعدّ عليّ الحساب؟

قال: أما علمت أنّ الدين كلّه حساب، ولو لم يكن الدين حسابا لما اتّخذ اللّه
للخلائق حسابا ثمّ قرأ: «وَ إِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَ كَفَى بِنَا
حَـسِبِينَ
»[394].

قال: فبيّن لي ما قلت، وإلاّ أمرت بقتلك بين الصفا والمروة، فقال الحاجب: تهبه
للّه، ولهذا المقام.

قال: فضحك الأعرابيّ من قوله، فقال الرشيد: ممّا ضحكت يا أعرابيّ؟

قال: تعجّبا منكما، إذ لا أدري من الأجهل منكما، الذي يستوهب أجلاً حضر،
أو الذي استعجل أجلاً لم يحضر؟

فقال الرشيد: فسّر ما قلت، قال: أمّا قولي: الفرض واحد، فدين الإسلام كلّه
واحد، وعليه خمس صلوات وهي سبع عشرة ركعه، وأربع وثلاثون سجدة، وأربع
وتسعون تكبيرة، ومائة وثلاث وخمسون تسبيحة.


وأمّا قولي: من اثني عشر واحد، فصيام شهر رمضان من اثني عشر شهرا.

وأمّا قولي: من الأربعين واحد، فمن ملك أربعين دينارا، أوجب اللّه عليه دينارا.

وأمّا قولي: من مائتين خمسة، فمن ملك مائتي درهم، أوجب اللّه عليه خمسة دراهم.

وأمّا قولي: فمن الدهر كلّه واحد، فحجّة الإسلام.

وأمّا قولي: واحد من واحد، فمن أهرق دما من غير حقّ وجب إهراق دمه، قال
اللّه تعالى: «النَّفْسَ بِالنَّفْسِ»[395].

فقال الرشيد: للّه درّك، وأعطاه بدرة.

فقال: فبم أستوجب منك هذه البدرة يا هارون! بالكلام أو بالمسألة؟

قال: بل بالكلام.

قال: فإنّي مسائلك عن مسألة، فإن أنت أتيت بها كانت البدرة لك تصدّق بها في
هذا الموضع الشريف، فإن لم تجبني عنها أضفت إلى البدرة بدرة أخرى لأتصدّق بها
على فقراء الحىّ من قومي.

فأمر بإيراد أخرى، وقال: سل عمّا بدا لك؟

فقال: أخبرني عن الخنفساء تزقّ، أم ترضع ولدها؟

فخرّد هارون وقال: ويحك يا أعرابيّ! مثلي من يسأل عن هذه المسألة؟

فقال: سمعت ممّن سمع من رسول اللّه يقول: من ولي أقواما وهب له من العقل
كعقولهم، وأنت إمام هذه الأُمّة يجب أن لا تسأل عن شيء من أمر دينك، ومن
الفرائض إلاّ وأجبت عنها، فهل عندك له الجواب؟

قال هارون: رحمك اللّه! لا، فبيّن لي ما قلته، وخذ البدرتين؟

فقال: إنّ اللّه تعالى لمّا خلق الأرض خلق دبابات الأرض من غير فرث ولا دم
خلقها من التراب، وجعل رزقها وعيشها منه، فإذا فارق الجنين أُمّه لم تزقّه،
ولم ترضعه، وكان عيشها من التراب.

فقال هارون: واللّه ! ما ابتلي أحد بمثل هذه المسألة، وأخذ الأعرابيّ البدرتين
وخرج، فتبعه بعض الناس، وسأله عن اسمه، فإذا هو موسى بن جعفر بن محمّد عليهم‏السلام،
فأخبر هارون بذلك، فقال: واللّه ! لقد ركنت أن تكون هذه الورقة من تلك الشجرة.

وزاد التستري بعد ذكر الحديث هذه الأبيات، منه عليه‏السلام:


هب الدنيا تؤاتينا سنينا

 فتكدر تارة وتلذّ حينا


فما أرضي بشيء ليس يبقى

 وأتركه غدا للوارثينا


كأنّي بالتراب عليّ يحثى

 وبالإخوان حولي نائحينا


ويوم تزفر النيران فيه

 وتقسم جهرة للسامعينا


وعزّة خالقي وجلال ربّي

 لأنتقمنّ منكم أجمعينا[396].



(807) 21 ـ الراونديّ رحمه‏الله: روي أنّ أبا إبراهيم موسى بن جعفر عليهماالسلام دخل على
الرشيد ـ عليه ما يستحقّه ـ يوما، فقال له هارون: إنّي واللّه! قاتلك!

فقال: لا تفعل! يا أمير المؤمنين!، فإنّي سمعت أبي، عن آبائه، قال:

قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم إنّ العبد ليكون واصلاً لرحمه، وقد بقي من أجله ثلاث
سنين، فيجعلها ثلاثين سنة، ويكون الرجل قاطعا لرحمه وقد بقي من أجله ثلاثون
سنة فيجعلها اللّه ثلاث سنين.

فقال الرشيد: اللّه لقد سمعت هذا من أبيك!؟


قال: نعم، فأمر له بمائة ألف درهم، وردّه إلى منزله[397].

(808) 22 ـ السيّد ابن طاووس رحمه‏الله: بإسناد صحيح عن عبد اللّه بن مالك
الخُزاعيّ، قال: دعاني هارون الرشيد، فقال (يا)
[398] عبد اللّه: كيف أنت وموضع
السرّ منك؟ فقلت: يا أمير المؤمنين! ما أنا إلاّ عبد من عبيدك، فقال: امض إلى تلك
الحجرة، وخذ مَن فيها، واحتفظ به إلى أن أسألك عنه.

فقال: دخلت فوجدت موسى بن جعفر عليهماالسلام، فلمّا رآني سلّمت عليه، وحملته
على دابّتي إلى منزلي، فأدخلته داري، وجعلته مع حرمي، وأقفلت عليه، والمفتاح
معي، وكنت أتولّى خدمته، ومضت الأيّام، فلم أشعر إلاّ برسول الرشيد، يقول:
أجب أمير المؤمنين.

فنهضت ودخلت عليه، وهو جالس، وعن يمينه فراش، وعن يساره فراش،
فسلّمت عليه، فلم يردّ غير أنّه قال: ما فعلت بالوديعة؟ فكأنّي لم أفهم ما قال.

فقال: ما فعل صاحبك؟

فقلت: صالح. فقال: امض إليه، وادفع إليه ثلاثة آلاف درهم، واصرفه إلى منزله
وأهله، فقمت وهممت بالإنصراف، فقال: أتدري ما السبب في ذلك، وما هو؟ قلت:
لا، يا أمير المؤمنين!

قال: نمت على الفراش الذي عن يميني، فرأيت في منامي قائلاً يقول لي:
يا هارون! أطلق موسى بن جعفر، فانتبهت، فقلت: لعلّها لما في نفسي منه، فقمت إلى
هذا الفراش الآخر، فرأيت ذلك الشخص بعينه، وهو يقول: يا هارون! أمرتك أن
تطلق موسى بن جعفر، فلم تفعل، فانتبهت وتعوّذت من الشيطان، ثمّ قمت إلى هذا
الفراش الذي أنا عليه، وإذا بذلك الشخص بعينه، وبيده حربة كأنّ أوّلها بالمشرق
وآخرها بالمغرب، وقد أومأ إليّ، وهو يقول: واللّه! يا هارون! لئن لم تطلق موسى بن
جعفر لأضعنّ هذه الحربة في صدرك، وأطلعها من ظهرك، فأرسلت إليك فامض فيما
أمرتك به، ولا تظهره إلى أحد فأقتلك، فانظر لنفسك.

قال: فرجعت إلى منزلي، وفتحت الحجرة، ودخلت على موسى بن جعفر،
فوجدته قد نام في سجوده، فجلست حتّى استيقظ ورفع رأسه، وقال: يا عبد اللّه!
أفعلت ما أمرت به؟

فقلت له: يا مولاي! سألتك باللّه، وبحقّ جدّك رسول اللّه! هل دعوت اللّه
عزّ وجلّ في يومك هذا بالفرج؟

فقال: أجل، إنّي صلّيت المفروضة، وسجدت وغفوت في سجودي، فرأيت
رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، فقال: يا موسى! أتحبّ أن تطلق؟

فقلت: نعم، يا رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم!.

فقال: ادع بهذا الدعاء: «يا سابغ النعم، يا دافع النقم، يا بارئ النسم،
يا مجلّي الهمم، يا مغشّي الظلم، يا كاشف الضرّ والألم، يا ذا الجود والكرم،
ويا سامع كلّ صوت، يا مدرك كلّ فوت، يا محيي العظام وهي رميم،
ومنشئها بعد الموت صلّ على محمّد وآل محمّد، واجعل لي من أمري فرجا
ومخرجا، يا ذا الجلال والإكرام»،
فلقد دعوت به ورسول اللّه يلقّننيه حتّى سمعته
يقول: قد استجاب اللّه فيك.

ثمّ قلت له: ما أمرني الرشيد، وأعطيته ذلك[399].


23 ـ السيّد ابن طاووس رحمه‏الله: قال الشيخ عليّ بن عبد الصمد رحمه‏الله: وجدت في
كتب أصحابنا مرويّا عن المشايخ رحمهم‏الله: أنّه لمّا همّ هارون الرشيد بقتل موسى بن
جعفر عليهماالسلام دعا الفضل بن الربيع، وقال له: قد وقعت لي إليك حاجة أسألك أن
تقضيها، ولك مائة ألف درهم؟

قال: فخرّ الفضل ساجدا، فقال: أمرا، أم مسألة؟

قال: بل مسألة، ثمّ قال: أمرت بأن تحمل إلى دارك في هذه الساعة مائة ألف
درهم، وأسألك أن تصير إلى دار موسى بن جعفر، وتأتيني برأسه.

قال الفضل: فذهبت إلى ذلك البيت، فرأيت فيه موسى بن جعفر، وهو قائم
يصلّي، فجلست حتّى قضى صلاته، وأقبل إليّ وتبسّم، وقال: عرفت لما ذا حضرت،
أمهلني حتّى أصلّي ركعتين.

قال: فأمهلته، فقام وتوضّأ، وأسبغ الوضوء وصلّى ركعتين، وأتمّ الصلاة بحسن
ركوعها وسجودها، وقرأ خلف صلاته بهذا الحرز.

فاندرس وساخ في مكانه ولا أدري أأرض ابتلعته أم سماء اختطفته، فذهبت إلى
هارون، وقصصت عليه القصّة، قال: فبكى هارون الرشيد، ثمّ قال: قد أجاره اللّه
منّي ...
[400].

24 ـ السيّد ابن طاووس  رحمه‏الله:  ... عن عليّ بن يقطين، قال: كنت واقفا على
رأس هارون الرشيد، إذ دعى موسى بن جعفر عليهماالسلام، وهو يتلظّى عليه، فلمّا دخل
حرّك شفتيه بشيء، فأقبل هارون عليه ولاطفه وبرّه، وأذن له في الرجوع، فقلت له:
يا ابن رسول اللّه! جعلني اللّه فداك! إنّك دخلت على هارون وهو يتلظّى عليك،
فلم أشكّ إلاّ أنّه يأمر بقتلك، فسلّمك اللّه منه، فما الذي كنت تتحرّك  به شفتاك؟

فقال: إنّي دعوت بدعائين أحدهما خاصّ، والآخر عامّ، فصرف اللّه شرّه
عنّي ...
[401].

(809) 25 ـ النباطيّ البياضيّ رحمه‏الله: قيل: حضر مجلس الرشيد هنديّ حكيم،
فدخل الكاظم عليه‏السلام، فرفع الرشيد مقامه، فحسده الهنديّ وقال: اغتنيت بعلمك عن
غيرك، فكنت كما قال تعالى:«كَلاَّ إِنَّ الاْءِنسَـنَ لَيَطْغَى * أَن رَّءَاهُ اسْتَغْنَى»
[402].

فقال عليه‏السلام: أخبرني، الصور الصدفيّة إذا تكاملت فيها الحرارة الكليّة، وتواترت
عليها الحركات الطبيعيّة، واستحكمت فيها القوى العنصريّة، صارت أخصاصا
عقليّة، أم أشباحا وهميّة؟

فبهت الهنديّ وقبّل رأس الإمام عليه‏السلام، وقال: لقد كلّمتني بكلام لاهوت، من
جسم ناسوت.

فقال: الرشيد: كلّما أردنا أن نضع أهل هذا البيت أبي اللّه إلاّ أن يرفعه.

فقال عليه‏السلام:«يُرِيدُونَ لِيُطْفِـٔواْ نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَ هِهِمْ وَ اللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِى وَ لَوْ كَرِهَ
الْكَـفِرُونَ
»
[403][404].

(810) 26 ـ الطريحيّ رحمه‏الله: روي أنّ الرشيد لمّا أراد أن يقتل الإمام موسى بن
جعفر عليهماالسلام أعرض قتله على سائر جنده وفرسانه، فلم يقتله أحد منهم، فأرسل إلى
عمّاله في بلاد الإفرنج، يقول لهم: التمسوا إليّ قوما لا يعرفون اللّه ولا يعرفون رسول
اللّه، فإنّي أريد أستعين بهم على مهمّ.

قال: فأرسلوا إليه قوما، لا يعرفون من شرائط الإسلام كلمة واحدة،
ولا يعرفون من لغة العربيّة كلمة واحدة أبدا، وكانوا خمسين رجلاً، فلمّا دخلوا إليه
أكرمهم وأعزّهم، وأنزلهم في دار الكرامة، وحمل لهم الهدايا والتحف والخلع الثمينة، ثمّ
استدعاهم وسألهم: من ربّكم؟ ومن نبيّكم؟

فقالوا: لا نعرف لنا ربّا، ولا نبيّا أبدا.

فقال لهم: هذا مرادي، وهذا قصدي.

فقال لوزيره: قل لهم: إنّ الملك له عدوّ في هذا البيت جالس ـ يعني موسى بن
جعفر عليهماالسلام ـ، فادخلوا إليه واقتلوه، ولكم الجائزة العظمى، فقالوا: سمعا وطاعة،
وهذا أمر هيّن علينا، فإن أردتم قطّعناه قطعا، وأكلنا لحمه.

قال: فقاموا جميعا بأسلحتهم، كأنّهم السباع الضارية، ودخلوا على الإمام موسى
بن جعفر عليهماالسلام، والرشيد ينظر إليهم من طاقة حجرته، ويبصر ما ذا يفعلون.

قال: فلمّا رأوه رموا أسلحتهم، وارتعدت فرائصهم، وخرّوا سجّدا يبكون رحمة له.

قال: فجعل الإمام عليه‏السلام يمرّ يده الشريفة على رؤوسهم، وهم يبكون، ومع ذلك
يخاطبهم بلحنهم ولغتهم.

قال: فلمّا رأى الرشيد ذلك منهم خشي من الفضيحة، وصاح بالوزير: أخرجهم
عنه، فخرجوا، وهم يمشون القهقرى إجلالاً للإمام عليه‏السلام، ثمّ إنّهم ركبوا خيولهم
وأخذوا الهدايا والتحف التي وصلتهم منه ومضوا لشأنهم، من غير إذن الرشيد
[405].


(811) 27 ـ العلاّمة المجلسيّ رحمه‏الله: كتاب الاستدراك: عن التَلَّعُكْبريّ، بإسناده
عن الكاظم عليه‏السلام، قال: قال لي هارون: أتقولون أنّ الخمس لكم؟

قلت: نعم، قال: إنّه لكثير.

قال: قلت: إنّ الذي أعطانا علم أنّه لنا غير كثير[406].

(812) 28 ـ الحرّ العامليّ رحمه‏الله: يروى أنّ الرشيد قال للكاظم عليه‏السلام: إنّي مولع بأكل
الطين، لا أقدر على تركه، وقد وصف لي الأطبّاء كلّ دواء فلم ينفعني، فعلّمني شيئا
لذلك، فقال عليه‏السلام: أين عزمة من عزمات الملوك؟

قال الرشيد: فما هممت بأكل الطين إلاّ ذكرت كلامه، فتركته[407].

(813) 29 ـ ابن حجر الهيتميّ رحمه‏الله: ولمّا حجّ الرشيد سعي به إليه، وقيل له: إنّ
الأموال تحمل إليه [ أي إلى موسى الكاظم عليه‏السلام ] من كلّ جانب حتّى اشترى صنيعة
بثلاثين ألف دينار.

فقبض عليه، وأنفذه لأميره بالبصرة عيسى بن جعفر بن المنصور، فحبسه سنة،
ثمّ كتب له الرشيد في دمه، فاستعفى وأخبر أنّه لم يدع على الرشيد، وأنّه إن لم يرسل
بتسليمه، وإلاّ خلّي سبيله.

فبلغ الرشيد كتابه، فكتب للسنديّ بن شاهك[408] بتسليمه، وأمره فيه بأمر.


فجعل له سمّا في طعامه، وقيل: في رطب، فتوعّك ومات بعد ثلاثة أيّام[409].

(814) 30 ـ القندوزيّ الحنفيّ رحمه‏الله: وذكر المسعوديّ: أنّ الرشيد رأى عليّا رضى‏الله‏عنه
في المنام، ومعه حربة وهو يقول: خلّص الكاظم وإلاّ قتلتك بهذه الحربة.

فاستيقط فزعا وأمر باطلاقه، وأمر له ثلاثين ألف درهم، وخيّره بين الإقامة
ببغداد وبين الذهاب إلى المدينة، فاختار المدينة.

قيل: إنّ الهادي حبسه أوّلاً، ثمّ أطلق لأنّه رأى عليّا رضى‏الله‏عنه يقول له: «فَهَلْ
عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا
ْ فِى الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُواْ أَرْحَامَكُمْ
»
[410].

فانتبه [ وعرف أنّه المراد] فأطلقه ليلاً.

ولمّا قال له الرشيد حين رآه جالسا عند الكعبة: أنت الذي يبايعك الناس سرّا؟

فقال: أنا إمام القلوب، وأنت إمام الجسوم.

ولمّا اجتمعا أمام وجه رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم قال الرشيد: السلام عليك يا ابن عمّ!،
[ سمعها من حوله].

وقال الكاظم عليه‏السلام: السلام عليك يا أبت، فحسده الرشيد، وحمله معه إلى بغداد،
وحبسه مقيّدا، فلم يخرج من حبسه إلاّ ميتا من السمّ
[411].

(815) 31 ـ القندوزيّ الحنفيّ رحمه‏الله: روي أنّ هارون الرشيد قال: رأيت في المنام
حسن المجتبى عليه‏السلام، ومعه حربة، وقال لي: أطلق موسى الساعة، وإلاّ نحرتك بهذه
الحربة، وأعطه ثلاثين ألف درهم، وقل له: إن أحببت المقام في بغداد فلك ما تحبّ،
وإن أحببت المضيّ إلى المدينة، فلك ذلك.

فاستيقظ، ثمّ أطلقه وأعطاه ثلاثين ألف درهم، فاختار المدينة[412].

(816) 32 ـ الخطيب البغداديّ: حدّثني الحسن بن محمّد الخَلاّل، حدّثنا أحمد بن
محمّد بن عمران، حدّثنا محمّد بن يحيى الصُوْليّ، حدّثنا عون بن محمّد، قال: سمعت
إسحاق الموصليّ ـ غير مرّة ـ يقول: حدّثني الفضل بن الربيع، عن أبيه، أنّه لمّا حبس
المهديّ موسى بن جعفر رأى المهديّ في النوم عليّ بن أبي طالب عليه‏السلاموهو يقول: يا
محمّد! «فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُواْ فِى الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُواْ أَرْحَامَكُمْ»
[413].

قال الربيع: فأرسل إليّ ليلاً، فراعني ذلك، وجئته فإذا هو يقرأ هذه الآية ـ وكان
أحسن الناس صوتا ـ .

وقال: عليَّ بموسى بن جعفر، فجئته به فعانقه وأجلسه إلى جانبه، وقال:
يا أبا الحسن! إنّي رأيت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‏السلام في النوم يقرأ عليَّ كذا،
فتؤمنني أن تخرج عليَّ أو على أحد من ولدي؟

فقال: واللّه! لا فعلت ذاك، ولا هو من شأني.

قال: صدقت، يا ربيع! أعطه ثلاثة آلاف دينار، وردّه إلى أهله إلى المدينة.

قال الربيع: فأحكمت أمره ليلاً، فما أصبح إلاّ وهو في الطريق خوف العوائق[414].


(817) 33 ـ سبط ابن الجوزيّ رحمه‏الله: وذكر أبو بكر الصوليّ في كتاب (الأوراق):
أنّ هارون كان يجري على موسى بن جعفر عليهماالسلام، وهو في حبسه كلّ سنة ثلاثمائة
ألف درهم، وأنزله عشرين ألفا
[415].

 

(ج) ـ أحواله عليه‏السلام مع المهديّ العبّاسيّ:

1 ـ العيّاشيّ رحمه‏الله: عن الحسن بن عليّ بن النعمان، قال: لمّا بنى المهديّ في المسجد
الحرام، بقيت دار في تربيع المسجد، فطلبها من أربابها، فامتنعوا، فسأل عن ذلك الفقهاء؟

فكلّ قال له: إنّه لا ينبغي أن يدخل شيئا في المسجد الحرام غصبا.

فقال له عليّ بن يقطين: يا أمير المؤمنين! لو ( أنّي) كتبت إلى موسى بن جعفر عليه‏السلام
لأخبرك بوجه الأمر في ذلك، فكتب إلى والي المدينة أن يسأل موسى بن جعفر عن
دار أردنا أن ندخلها في المسجد الحرام، فامتنع علينا صاحبها، فكيف المخرج من ذلك؟

فقال ذلك لأبي الحسن عليه‏السلام، فقال أبو الحسن عليه‏السلام: ... اكتب:

بسم اللّه الرحمن الرحيم، إن كانت الكعبة هي النازلة بالناس، فالناس أولى
بفنائها، وإن كان الناس هم النازلون بفناء الكعبة، فالكعبة أولى بفنائها.


فلمّا أتى الكتاب إلى المهديّ أخذ الكتاب، فقبّله، ثمّ أمر بهدم الدار ... [416].

2 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ... عليّ بن يقطين، قال: سأل المهديّ
أبا الحسن عليه‏السلام عن الخمر، هل هي محرّمة في كتاب اللّه عزّ وجلّ، فإنّ الناس إنّما
يعرفون النهي عنها، ولا يعرفون التحريم لها؟

فقال له أبو الحسن عليه‏السلام: بل هي محرّمة في كتاب اللّه عزّ وجلّ ... .

فقال المهديّ: يا عليّ بن يقطين هذه واللّه فتوى هاشميّة ... [417].

(818) 3 ـ ابن شهرآشوب رحمه‏الله: لمّا بويع محمّد المهديّ دعا حميد بن قحطبة نصف
الليل، وقال: إنّ إخلاص أبيك وأخيك فينا أظهر من الشمس، وحالك عندي
موقوف، فقال: أفديك بالمال والنفس؟

فقال: هذا لسائر الناس، قال: أفديك بالروح والمال والأهل والولد.

فلم يجبه المهديّ.

فقال: أفديك بالمال والنفس والأهل والولد والدين.

فقال: للّه درّك! فعاهده على ذلك، وأمره بقتل الكاظم عليه‏السلام في السحر بغتة، فنام
فرأى في منامه عليّا عليه‏السلام يشير إليه ويقرأ: «فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُواْ فِى
الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا
ْ أَرْحَامَكُمْ
»[418] فانتبه مذعورا، ونهى حميدا عمّا أمره، وأكرم
الكاظم ووصله[419].


 

(د) ـ أحواله عليه‏السلام مع المهديّ والرشيد:

(819) 1 ـ الخطيب البغداديّ رحمه‏الله: وأقدمه  [أي أبا الحسن موسى عليه‏السلام]المهديّ
بغداد، ثمّ ردّه إلى المدينة، وأقام بها إلى أيّام الرشيد، فقدم هارون منصرفا من عمرة
شهر رمضان سنة تسع وسبعين، فحمل موسى معه إلى بغداد، وحبسه بها إلى أن
توفّي في محبسه[420].

 

(ه) ـ أحواله عليه‏السلام مع موسى بن المهدي:

1 ـ السيّد ابن طاووس  رحمه‏الله:  ... أبو الوضّاح محمّد بن عبد اللّه بن زيد النهشليّ،
قال: أخبرني أبي ... قال: لمّا قتل الحسين بن عليّ صاحب فخّ، وهو الحسين بن عليّ
ابن الحسن بن الحسن بفخّ، وتفرّق الناس عنه حمل رأسه عليه‏السلام، والأسرى من
أصحابه إلى موسى بن المهديّ، فلمّا بصر بهم أنشأ يقول متمثّلاً:


بني عمّنا لا تنطقوا الشعر بعد ما

 دفنتم بصحراء الغميم القوافيا


فلسنا كمن كنتم تصيبون نيله

 فنقبل ضيماً أو نحكّم قاضيا


ولكنّ حكم السيف فينا مسلّط

 فنرضى إذا ما أصبح السيف راضيا


وقد سائني ما جرّت الحرب بيننا

 بني عمّنا لو كان أمرا مدانيا


فإن قلتم إنّا ظلمنا فلم نكن

 ظلمنا ولكن قد أسأنا التقاضيا




ثمّ أمر برجل من الأسرى فوبّخه، ثمّ قتله، ثمّ صنع مثل ذلك بجماعة من ولد
أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليه، وأخذ من الطالبيّين، وجعل
يسأل منهم إلى أن ذكر موسى بن جعفر صلوات اللّه عليه، فسأل عنه، ثمّ قال: واللّه!
ما خرج حسين إلاّ عن أمره، ولا اتّبع إلاّ محبّته لأنّه صاحب الوصيّة في أهل هذا
البيت، قتلني اللّه إن أبقيت عليه.

فقال له أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم القاضي، وكان جريّا عليه:
يا أمير المؤمنين! أقول، أم أسكت؟

فقال: قتلني اللّه إن عفوت عن موسى بن جعفر، ولولا ما سمعت من المهديّ فيما
أخبر به المنصور ما كان به جعفر من الفضل المبرز عن أهله في دينه وعمله وفضله
وما بلغني من السفّاح فيه من تعريضه وتفصيله لنبشت قبره وأحرقته بالنار إحراقا.

فقال أبو يوسف: نساؤه طوالق، وعتق جميع ما يملك من الرقيق، وتصدّق بجميع
ما يملك من المال، وحبس دوابّه، وعليه المشي إلى بيت اللّه الحرام إن كان مذهب
موسى بن جعفر الخروج، ولا يذهب إليه، ولا مذهب أحد من ولده، ولا ينبغي أن
يكون هذا منهم، ثمّ ذكر الزيديّة وما ينتحلون.

فقال: وما كان بقي من الزيديّة إلاّ هذه العصابة الذين كانوا قد خرجوا مع
حسين، وقد ظفر أمير المؤمنين بهم، ولم يزل يرفق به حتّى سكن غضبه.

وقال: وكتب عليّ بن يقطين إلى أبي الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلامبصورة الأمر،
فورد الكتاب، فلمّا أصبح أحضر أهل بيته وشيعته، فأطّلعهم أبو الحسن عليه‏السلامعلى ما
ورد من الخبر، وقال لهم: ما تشيرون في هذا؟

فقالوا: نشير عليك أصلحك اللّه وعلينا معك أن نباعد شخصك عن هذا الجبّار،
وتغيب شخصك دونه فإنّه لا يؤمن شرّه، وعاديته وغشمه سيّما وقد توعّدك وإيّانا معك.

فتبسّم موسى عليه‏السلام ثمّ تمثّل ببيت كعب بن مالك أخي بني سلمة، وهو:



زعمت سخينة أن ستغلب ربّها

 فليغلبنّ مغالب الغلاب



ثمّ أقبل على من حضره من مواليه وأهل بيته، فقال: ليفرح روعكم أنّه لا يرد
أوّل كتاب من العراق إلاّ بموت موسى بن المهديّ وهلاكه.

فقالوا: وما ذاك، أصلحك اللّه؟!

فقال: قد وحرمة هذا القبر! مات في يومه هذا، واللّه! «إِنَّهُ‏و لَحَقٌّ مِّثْلَ مَآ أَنَّكُمْ
تَنطِقُونَ
»، سأخبركم بذلك بين ما أنا جالس في مصلاّي بعد فراغي من وردي،
وقد تنومّت عيناي إذ سنح لي جدّي رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم في منامي فشكوت إليه
موسى بن المهديّ، وذكرت ما جرى منه في أهل بيته، وأنا مشفق من غوائله، فقال
لي: لتطب نفسك، يا موسى! فما جعل اللّه لموسى عليك سبيلاً، فبينما هو يحدّثني إذ
أخذ بيدي، وقال لي: قد أهلك اللّه آنفا عدوّك، فلتحسن للّه شكرك.

قال: ثمّ استقبل أبو الحسن القبلة، ورفع يديه إلى السماء يدعو.

فقال أبو الوضّاح: فحدّثني أبي، قال: كان جماعة من خاصّة أبي الحسن عليه‏السلاممن
أهل بيته وشيعته يحضرون مجلسه، ومعهم في أكمامهم ألواح آبنوس لطاف وأميال،
فإذا نطق أبو الحسن عليه‏السلامبكلمة، أو أفتى في نازلة أثبت القوم ما سمعوا منه في ذلك،
قال: فسمعناه وهو يقول في دعائه شكرا للّه جلّت عظمته ...
[421].

 

(و) ـ أحواله عليه‏السلام مع المنصور:

(820) 1 ـ ابن شهر آشوب  رحمه‏الله: حكي أنّ المنصور تقدّم[422] إلى موسى بن جعفر
بالجلوس للتهنئة في يوم النيروز، وقبض ما يحمل إليه، فقال عليه‏السلام: إنّي قد فتّشت
الأخبار عن جدّي رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، فلم أجد لهذا العيد خبرا، وإنّه سنّة للفرس،
ومحاها الإسلام، ومعاذ اللّه أن نحيي ما محاه الإسلام.

فقال المنصور: إنّما نفعل هذا سياسة للجند، فسألتك باللّه العظيم إلاّ جلست،
فجلس ودخلت عليه الملوك والأمراء والأجناد يهنّؤونه، ويحملون إليه الهدايا
والتحف، وعلى رأسه خادم المنصور يحصي ما يحمل.

فدخل في آخر الناس رجل شيخ كبير السنّ، فقال له: يا ابن بنت رسول اللّه!
إنّني رجل صعلوك لا مال لي، أتحفك بثلاث أبيات، قالها جدّي في جدّك الحسين بن عليّ:


عجبت لمصقول علاك فرنده[423]

 يوم الهياج وقد علاك غبار


ولا سهم نفذتك دون حرائريدعون جدّك والدموع غزار

ألا تقضقضت[424] السهام وعاقهاعن جسمك الإجلال والإكبار


قال: قبلت هديّتك، اجلس بارك اللّه فيك، ورفع رأسه إلى الخادم، وقال: امض
إلى أمير المؤمنين وعرّفه بهذا المال وما يصنع به.

فمضى الخادم، وعاد وهو يقول: كلّها هبة منّي له، يفعل به ما أراد.

فقال موسى للشيخ: اقبض جميع هذا المال، فهو هبة منّي لك[425].


 

 



[1] إعلام الورى: 2/29، س 7.

يأتي الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3381.

 

[2] قرب الإسناد: 332، ح 1232.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 401.

 

[3] الكافي: 6/448، ح 12. عنه وسائل الشيعة: 5/31، ح 5813.

مكارم الأخلاق: 99، س 3، مرسلاً.

 

[4] الكافي: 6/450، ح 5.

عنه وسائل الشيعة: 4/457، ح 5711، و5/337، ح 6724، وحلية الأبرار: 4/319، ح 2.

 

[5] الكافي: 6/455، ح 11.

عنه وسائل الشيعة: 4/373، ح 5431، وحلية الأبرار: 4/320، ح 3، والوافي: 7/425، ح
6254.

 

[6] نوادر المعجزات: 154، ح 1.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 408.

 

[7] دلائل الإمامة: 317، ح 263.

يأتي الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3389.

 

[8] مكارم الأخلاق: 108 س 19.

عنه البحار: 76/314 س 7، ضمن، ح 15.

 

[9] مكارم الأخلاق: 112، س 16.

 

[10] المصنّع: المكسّر بالظفر.

 

[11] مكارم الأخلاق: 113 س 3.

عنه وسائل الشيعة: 5/60، ح 5909.

 

[12] الكافي: 6/472، ح 2.

عنه وسائل الشيعة: 5/94، ح 6020، والبحار: 42/70، ح 22.

وعنه وعن ثواب الأعمال، البحار: 26/221، ح 45.

ثواب الأعمال وعقاب الأعمال: 209، ح 2، بتفاوت يسير.

عنه البحار: 42/69، 20، و16/122، ح 51.

مكارم الأخلاق: 83، س 23، وفيه: عن عليّ بن مهزيار، قال: دخلت على موسى بن
جعفر
عليهماالسلام ... .

أعلام الدين: 393، س 2، باختصار.

عدّة الداعي: 130، س 13، مرسلاً، وباختصار.

جامع الأخبار: 135، س 12، نحو ما في المكارم.

عنه مستدرك الوسائل: 3/300، ح 3629.

 

[13] الكافي: 6/470، ح 17.

عنه وسائل الشيعة: 5/76، ح 5963.

 

[14] الكافي: 6/473، ح 4.

عنه وسائل الشيعة: 4/443، ح 5666، و5/99، ح 6034، والبحار: 48/10، ح 4،
و80/246، ح 13، وأعيان الشيعة: 2/5، س 7، قطعات منه.

مكارم الأخلاق: 84، س 12 و14، قطعتان منه.

 

[15] الكافي: 6/473، ح 5.

عنه وسائل الشيعة: 5/100، ح 6035.

 

[16] عيون أخبار الرضا عليه‏السلام: 2/54، ح 206.

عنه حلية الأبرار: 1/418، ح 8، قطعة منه.

وعنه وعن الأمالي، البحار: 11/62، ح 1، و107، ح 13، أشار إليه، و285، ح 1،
و90/205، ح 2، قطعتان منه، ونور الثقلين: 2/261، ح 109، قطعة منه.

الأمالي للصدوق: 371، ح 5.

عنه وعن العيون: وسائل الشيعة: 5/102، ح 6041، وأعيان الشيعة: 2/5، س 5.

الكافي: 6/474، ح 8، بتفاوت يسير.

عنه وسائل الشيعة: 1/331، ح 869، و5/83، ح 5987، و100، ح 6037، قطعات منه.

 

[17] دلائل الإمامة: 309، س 2.

 

[18] مكارم الأخلاق: 85، س 16.

 

[19] المصباح للكفعميّ: 691، س 10.

 

[20] الفصول المهمّة: 232، س 11.

عنه أعيان الشيعة: 2/5، س 8، والبحار: 48/11، ح 9.

نور الأبصار: 301، س 7.

 

[21] ألمّ الرجلُ بالقوم: أثاهم فنزل بهم. المصباح المنير: 559.

 

[22] سعد السعود: 236، س 1.

عنه مستدرك الوسائل: 3/452، ح 3971، والبحار: 6/258، س 1.

 

[23] الثاقب في المناقب: 439، ح 376.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 456.

 

[24] الكافي: 1/313 ح 14.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 363.

 

[25] الكافي: 6/10، ح 11.

يأتي الحديث بتمامه في ج 4 رقم 2218.

 

[26] الكافي: 6/127، ح 3.

يأتي الحديث بتمامه في ج 4 رقم 2306.

 

[27] بصائر الدرجات: الجزء السابع: 369، ح 9.

يأتي الحديث بتمامه في رقم 772.

 

[28] الكافي: 8/72، ح 48.

يأتي الحديث بتمامه في رقم 774.

 

[29] الإرشاد للمفيد: 297، س 20.

يأتي الحديث بتمامه في رقم 798.

 

[30] الثاقب في المناقب: 439، ح 376.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 456.

 

[31] الأمالي: 1/198، س 24.

يأتي الحديث بتمامه في رقم 782.

 

[32] الكافي: 8/72، ح 48.

يأتي الحديث بتمامه في رقم 774.

 

[33] الكافي: 3/92، ح 1.

يأتي الحديث بتمامه في ج 3 رقم 1155.

 

[34] قرب الإسناد: 252، ح 997.

يأتي الحديث بتمامه في ج 4 رقم 2134.

 

[35] الكافي: 3/92، ح 1.

يأتي الحديث بتمامه في ج 3 رقم 1155.

 

[36] الكافى: 1/56، ح 9.

يأتي الحديث بتمامه في ج 3 رقم 1015.

 

[37] الكافي: 6/518، ح 3.

عنه وسائل الشيعة: 2/155، ح 1791، والبحار: 49/104، ح 27، وحلية الأبرار:
4/313، ح 2، والوافي: 6/713، ح 5345.

 

[38] الِمجمَر: ما يوضع فيه الجمر مع البخور، والعود يتبخّر به. المعجم الوسيط: 134.

 

[39] الكافي: 6/518، ح 4.

عنه وسائل الشيعة: 2/155، ح 1790، والبحار: 48/111، ح 19، وحلية الأبرار:
4/313، ح 3، والوافي: 6/417، ح 5346.

مكارم الأخلاق: 40، س 11.

عنه البحار: 73/143، س 8، ضمن ح 1.

 

[40] الشليثا: هو دهن معروف فيما بينهم. مجمع البحرين: 2/257، شلث.

 

[41] الزَنْبَق: نبات من الفصيلة الزنبقيّة، له زهر طيّب الرائحة. المعجم الوسيط: 402.

 

[42] الكافي: 6/524، ح 2.

عنه وسائل الشيعة: 2/168، ح 1837، والوافي: 6/724، ح 3574.

مسائل عليّ بن جعفر: 343، ح 845.

 

[43] العتيدة: صندوق تضع المرأة ما يعزّ عليها من طيب وبخور ومشط وغيره. المعجم الوسيط:
852، عتد.

الأبنوس والآبنوس: شجر من فصيلة الأبنوسيّات، يعيش في البلدان الحارّة، خشبه ثمين أسود اللون، صلب العود للغاية (يونانيّة). المنجد: 2، (أبن).

 

[44] الكافي: 6/515، ح 4.

عنه وسائل الشيعة: 2/148، ح 1768، وحلية الأبرار: 4/313، ح 1، والوافي: 6/704، ح 5329.

 

[45] الكافي: 5/567، ح 50.

عنه وسائل الشيعة: 20/243، ح 25545، قطعة منه، و246، ح 25549، والبحار: 11/66،
ح 13، و22/211، ح 38، قطعتان منه فيهما.

مكارم الأخلاق: 37، س 15، و74، س 6، وفيه على أبي الحسن الثاني عليه‏السلام، وس 19.

قطعة منه في عدد نساء النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم و(ما رواه عن سليمان بن داود عليهماالسلام) و(أخلاق الأنبياء عليهم‏السلام) و(موعظته عليه‏السلام فيما يزيد في عفّة النساء).

 

[46] الأمالي: 250، ح 9. عنه وسائل الشيعة: 2/91، ح 1575.

روضة الواعظين: 521، س 6.

قطعة منه في خضاب عليّ عليه‏السلام و(ما رواه عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم).

 

[47] الكافي: 6/480، ح 1.

يأتي الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3333.

 

[48] الكافي: 6/494، ح 2.

عنه وسائل الشيعة: 2/103، ح 1618، و3/529، ح 4372، قطعات منه، والوافي:
6/691، ح 5293.

مكارم الأخلاق: 43، س 12، مرسلاً.

عنه البحار: 73/96، س 6، ضمن ح 11.

 

[49] الكافي: 6/499، ح 13.

عنه وسائل الشيعة: 2/78، ح 1539، والوافي: 6/626، ح 5092، و5092، وحلية الأبرار:
4/318، ح 3.

 

[50] الهداية ضمن الجوامع الفقيّة: 49، س 14.

عنه البحار: 77/346، س 5، ومستدرك الوسائل: 1/371، س 893.

 

[51] الكافي: 6/489، ح 4.

عنه وسائل الشيعة: 2/123، ح 1679، و17/171، ح 2227، والوافي: 6/670، ح
5213، والبحار: 48/111، ح 17، وحلية الأبرار: 4/316، ح 3.

 

[52] الكافي: 6/488، ح 3.

يأتي الحديث بتمامه في ج 3 رقم 1127.

 

[53] قرب الإسناد: 336، ح 1239.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 428.

 

[54] الكافي: 8/107، ح 95.

يأتي الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3461.

 

[55] اللِبَد ج لُبود وألباد: البساط من صوف. المنجد: 710، لبد.

 

[56] الكافي: 6/509، ح 1.

عنه وسائل الشيعة: 2/64، ح 1494، و73، ح 1520، و76، ح 1533، قطعات منه،
والوافي: 6/627، ح 5094، والبحار: 48/110، ح 15، حلية الأبرار: 4/317، ح 1.

 

[57] السكباج: طعام يعمل من اللحم والخلّ مع توابل وأفاويه، القطعة منه سكباجة. المعجم الوسيط: 438، سكب.

 

[58] الكافي: 6/323، ح 3.

عنه وعن المحاسن، وسائل الشيعة: 25/75، ح 31229.

المحاسن للبرقيّ: 477، ح 494.

عنه البحار: 62/210، ح 52.

 

[59] الكافي: 8/166، ح 224. عنه وسائل الشيعة: 17/109، ح 22108، والبحار:
59/130، ح 95.

مكارم الأخلاق: 70، س 4. عنه البحار: 56/46، ح 17، و59/126، ح 77.

قطعة منه في وقت الحجامة.

 

[60] الخصال: 386، ح 71.

عنه وسائل الشيعة: 17/115، ح 22128، والبحار: 56/43، ح 3، و59/113، ح 14.

قرب الإسناد: 302، ح 1187.

عنه البحار: 56/31، ح 1.

قطعة منه في معالجته الحمّى بالحجامة.

 

[61] الخصال: 390، ح 83.

عنه وسائل الشيعة:17/117، ح 22132، والبحار:56/32، ح 3، و59/109، ح 6، ونور
الثقلين:5/326، ح 39.

قطعة منه في فضل آية الكرسيّ.

 

[62] السعد بالضمّ: طيب، وفيه منفعة عجيبة في القروح التي عسر اندمالها. القاموس المحيط: 1/582، سعد.

 

[63] الكافي: 6/379، ح 6.

عنه وسائل الشيعة: 24/426، ح 30972، والبحار: 59/161، ح 5، والفصول المهمّة للحرّ
العامليّ: 3/55، ح 2568، وطبّ الإئمّة
عليهم‏السلام للسيّد الشبّر: 152، س 3.

 

[64] عَذَرَ عذرا، وأعذر الغلام: ختنه. المنجد: 494، عذر.

 

[65] الكافي: 6/267، ح 2.

عنه وعن التهذيب والعيون والمحاسن، وسائل الشيعة: 3/505، ح 4300.

تهذيب الأحكام: 9/91، ح 390.

المحاسن للبرقيّ: 582، ح 67.

عيون أخبار الرضا عليه‏السلام: 2/19، س 3 ضمن ح 44.

عنه وعن الكافي والمحاسن، البحار: 63/527، ح 5.

 

[66] طبّ الأئمّة عليهم‏السلام: 111 س 6، عنه وسائل الشيعة: 11/520، ح 15430.

مكارم الأخلاق: 122 س 6، بتفاوت يسير، عنه البحار: 73/163 س 13، ضمن، ح 1.

الكافي: 6/547، ح 9، وفيه: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن القاسم بن يحيى،
عن جدّه الحسن بن راشد، عن يعقوب بن جعفر، قال: قال أبو الحسن
عليه‏السلام، قطعة منه. 

عنه وسائل الشيعة: 11/517، ح 15420، والبحار: 62/18، ح 22.

طبّ الأئمّة عليهم‏السلام للسيّد الشبّر: 402، س 14، مرسلاً نحو ما في الكافي.

 

[67] تهذيب الأحكام: 1/314، ح 912.

عنه وعن الاستبصار، وسائل الشيعة: 3/171، ح 3321، والوافي: 25/511، ح 24533.

الاستبصار: 1/213، ح 752.

 

[68] عيون أخبار الرضا عليه‏السلام: 1/114 س 2.

عنه البحار: 48/253 س 17.

 

[69] قرب الإسناد: 332، ح 1233.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 406.

 

[70] الكافي: 6/531، ح 3.

عنه وعن المحاسن، وسائل الشيعة: 5/316، ح 6653.

كتاب حسين بن عثمان بن شريك  المطبوع ضمن كتاب الأصول الستّة عشر: 112، س 8.

المحاسن للبرقيّ: 623، ح 75.

عنه البحار: 73/153، ح 32.

 

[71] فقه القرآن: 2/24، س 1.

 

[72] الكافي: 6/540، ح 18.

يأتي الحديث بتمامه في رقم 784.

 

[73] ترّب الشيء: وضع عليه التراب، ويقال: ترّب الكتاب. المعجم الوسيط: 83.

 

[74] الكافي: 2/673، ح 9. عنه وسائل الشيعة: 12/139، ح 15876، والبحار: 48/112، ح
21، والوافي: 5/711، ح 2928.

مشكاة الأنوار: 144، س 2.

 

[75] قرب الإسناد: 364، ح 1302، و383، ح 1348..

عنه البحار: 73/48، ح 1، ووسائل الشيعة: 12/139، ح 15877.

 

[76] الكافي: 6/341، ح 2.

عنه البحار: 47/42، ح 54، طبّ الأئمّة عليهم‏السلام للسيّد الشبّر: 197، س 10.

وعنه وعن المحاسن، وسائل الشيعة: 25/123، ح 31392، والبحار: 63/261، ح 5.

المحاسن للبرقيّ: 503، ح 634.

عنه البحار: 59/196، ح 1.

 

[77] الكافي: 6/364، ح 3.

يأتي الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3353.

 

[78] الكافي: 6/304، ح 11.

يأتي الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3090.

 

[79] الكافي: 6/291، ح 2.

عنه حلية الأبرار: 4/311، ح 9.

وعنه وعن التهذيب والمحاسن، وسائل الشيعة: 24/343، ح 30730.

تهذيب الأحكام: 9/98، ح 426.

المحاسن للبرقيّ: 428، ح 244.

عنه البحار: 63/360، ح 32.

مكارم الأخلاق: 131، س 16.

 

[80] الكافي: 6/291، ح 3.

عنه حلية الأبرار: 4/310، ح 7.

وعنه وعن التهذيب والمحاسن، وسائل الشيعة: 24/340، ح 30723، قطعة منه، و341، ح
30727.

تهذيب الأحكام: 9/98، ح 425.

المحاسن للبرقيّ: 425، ح 228، بتفاوت يسير.

عنه البحار: 63/357، ح 23.

 

[81] المحاسن: 430، ح 251.

عنه وسائل الشيعة: 24/377، ح 30823، والبحار: 63/361، ح 36.

 

[82] في الحديث: «تحرّك الرجل لسانه في لهواته»، هي بالتحريك جمع «لهات كحصاة، وهي سقف الفمّ، وقيل: هي اللحمة الحمراء المتعلّقة في أصل الحنك. مجمع البحرين: 1/385، لها. وفي الحديث: «فلوى شدقه»، هو بالفتح والكسر: جانب الفمّ، والأشداق: جوانب الفمّ. المصدر: 5/189، شدق).

 

[83] أترع الإناء: ملأه. المنجد: 60. 

 

[84] المحاسن: 450، ح 364.

عنه وسائل الشيعة: 24/434، ح 30992، و30993، والبحار: 63/407، ح 1.

 

[85] المحاسن: 463، ح 422.

عنه وسائل الشيعة: 25/55، ح 31158، والبحار: 63/63، ح 30.

 

[86] في الحديث: «يحلب في سكرُّجة» هى بضم السين والكاف والراء والتشديد: إناء صغير يؤكل فيه الشيء القليل من الأدم، وهي فارسيّة. مجمع البحرين: 2/310، سكرج.

الربيثا بالراء المفتوحة والباء الموحّدة المكسورة والياء المثنّاة من تحت والثاء المثلّثة والألف المقصورة: ضرب من السمك له فلس لطيف. المصدر: 2/254، (ربث).

 

[87] المحاسن: 478، ح 496.

عنه البحار: 62/210، ح 54، ووسائل الشيعة: 24/141، ح 30187.

 

[88] قال العلاّمة المجلسيّ رحمه‏الله: بيان: «فيها خشيتج»، وفي بعض النسخ: «خشنيج»، ولم أعرف معناهما في اللغة، وفي بحر الجواهر: الخشكنانج السكّريّ، هو الخبز المَقليّ بالسكّر.

 

[89] المحاسن: 409، ح 132.

عنه وسائل الشيعة: 25/276، ح 31901، والبحار: 63/286، ح 8.

 

[90] سكرّجة: هي بضمّ السين والكاف والراء والتشديد: إناء صغير يؤكل فيه الشيء القليل من الأدم، وهي فارسيّة. مجمع البحرين: 2/310، سكرج.

 

[91] الربيثا بالراء المهملة المفتوحة والباء الموحّدة المكسورة والياء المثنّى من تحت والثاء المثلّثة والألف المقصورة: ضرب من السمك له فلس لطيف. المصدر: 2/254، ربث.

 

[92] تهذيب الأحكام: 9/82، ح 348.

عنه وسائل الشيعة: 24/141، ح 30186، وحلية الأبرار: 4/308، ح 5.

الاستبصار: 4/91، ح 347، وفيه تغدّى أبو عبد اللّه عليه‏السلام.

 

[93] تهذيب الأحكام: 9/126، ح 545.

عنه وعن الاستبصار، وسائل الشيعة: 25/381، ح 32180، ومستدرك الوسائل: 17/76،
ح 20808.

الاستبصار: 4/96، ح 374.

الرسائل العشر: 264، س 5، قطعة منه.

قطعة منه في حكم الفقّاع الغير المغليّ.

 

[94] الكعك: خبز يعمل من الدقيق والسكّر والسمن، ويسوّى مستديرا. المعجم الوسيط: 790، كعّ.

 

[95] الكافي: 6/288، ح 5.

عنه وعن المحاسن، وسائل الشيعة: 24/329، ح 30681.

المحاسن للبرقيّ: 423، ح 211.

عنه وعن المكارم، البحار: 63/345، ح 19.

مكارم الأخلاق: 185، س 8، مرسلاً، بتفاوت.

طبّ الأئمّة عليهم‏السلام للسيّد الشبّر: 135، س 17.

 

[96] القصعة: وعاء يؤكل فيه ويثرد، وكان يتّخذ من الخشب غالبا. المعجم الوسيط: 740، قصع.

 

[97] القصعة: وعاء يؤكل فيه ويثرد، وكان يتّخذ من الخشب غالبا. المعجم الوسيط: 740،
قصع.

 

[98] الكافي: 6/327، ح 1.

عنه حلية الأبرار: 4/108، ح 9.

وعنه وعن المحاسن، وسائل الشيعة: 25/86، ح 31263.

المحاسن للبرقيّ: 482، ح 519.

عنه البحار: 63/180، ح 8.

 

[99] قرب الإسناد: 308، ح 1203.

عنه البحار: 48/119، ح 37، 63/385، ح 3، ووسائل الشيعة: 24/260، ح 30491.

 

[100] الكافي: 6/515، ح 8.

يأتي الحديث بتمامه في ج 3 رقم 1128.

 

[101] الكافي: 6/332، ح 1.

عنه البحار: 48/110، ح 13، وحلية الأبرار: 4/307، ح 1.

وعنه وعن المحاسن، وسائل الشيعة: 25/104، ح 31331.

المحاسن للبرقيّ: 501، ح 624.

عنه البحار: 63/299، ح 8.

 

[102] في البحار: فاستقبلنا أبو الحسن موسى عليه‏السلام.

 

[103] السِكباج: طعام يعمل من اللحم والخلّ مع توابل وأفاويه. المعجم الوسيط: 438، سكبج.

 

[104] مكارم الأخلاق: 135 س 13.

عنه وسائل الشيعة: 25/34 س 11، ضمن، ح 31091، والبحار: 48/117، ح 35 بتفاوت،
و63/306، ح 5، قطعة منه، و421، ح 36.

بحار الأنوار: 71/231، س 3، ضمن ح 28، عن كتاب قضاء الحقوق للصوريّ

 

[105] القُلّة: الجَرّة العظيمة، الكوز الصغير. المنجد: 648، قلّ.

 

[106] قرب الإسناد: 308، ح 1202.

عنه البحار: 80/62، ح 25، و93/313، ح 9، ووسائل الشيعة: 10/127، ح 13022.

 

[107] الجَرْجير: بقلة من فصيلة الصلبيّات، لها أزهار صغيرة بيضاء وأوراق مركّبة شديدة
الخضرة، تنبت بقرب الينابيع والمستنقعات. المنجد: 84، جرجر.

 

[108] البقرة: 2/24.

 

[109] الكافي: 6/368، ح 4.

عنه البحار: 8/306، ح 65، والفصول المهمّة للحرّ العاملي: 1/368، ح 484، والوافي:
19/458، ح 19772.

وعنه وعن المحاسن، وسائل الشيعة: 25/197، ح 31655.

المحاسن للبرقي: 518، ح 719.

عنه وعن الكافي، البحار: 63/237، ح 5.

قطعة منه في سورة البقرة: 2/24.

 

[110] الجاوَرْس: نبات عشبيّ زراعيّ، أوراقه عريضة، وحبّه مدوّر أبيض، وهذا الصنف من الحبوب أقلّ جودة من القمح، وهو يزرع في البلدان الحارّة. المنجد: 109، جار.

 

[111] الكافي: 6/344، ح 1.

عنه وسائل الشيعة: 25/131، ح 31421، والبحار: 63/257، ح 4، طبّ الأئمّة عليهم‏السلامللسيّد
الشبّر: 304، س 10.

 

[112] الكافي: 6/378، ح 2.

عنه البحار: 59/236، ح 5، و63/435، ح 4، ووسائل الشيعة: 24/428، ح 30977.

 

[113] الكافي: 6/345، ح 6.

عنه وسائل الشيعة: 25/136، ح 31438.

 

[114] بحار الأنوار: 59/283، س 7، نقلاً عن الشهيد رحمه‏الله.

 

[115] الكافي: 6/362، ح 1.

عنه البحار: 63/425، ح 44، وحلية الأبرار: 4/307، ح 4، والفصول المهمّة للحرّ العامليّ:
2/443، ح 2236، قطعة منه.

وعنه وعن المحاسن، وسائل الشيعة: 24/419، ح 30947.

المحاسن للبرقيّ: 507، ح 651.

عنه البحار: 63/199، ح 2.

 

[116] المشارة: الدبرة المقطّعة للزراعة والغراسة. لسان العرب: 4/436، شور.

 

[117] الكافي: 6/365، ح 2.

عنه وعن المحاسن وسائل الشيعة: 25/189، ح 31628.

المحاسن للبرقيّ: 511، ح 685.

عنه البحار: 63/203، ح 12.

 

[118] الكافي: 6/365، ح 3.

عنه حلية الأبرار: 4/307، ح 3.

وعنه وعن المحاسن، وسائل الشيعة: 25/190، ح 31629.

المحاسن للبرقيّ: 512، ح 690.

عنه البحار: 63/204، ح 16.

 

[119] الكافي: 6/376، ح 6.

عنه وعن المحاسن، وسائل الشيعة: 24/421، ح 30953.

المحاسن للبرقيّ: 506، ح 938.

عنه البحار: 63/440، ح 16.

 

[120] المحاسن: 570، ح 6.

عنه البحار: 63/455، ح 34، ووسائل الشيعة: 25/235، ح 31778، وطبّ الأئمّة عليهم‏السلام
للسيّد الشبّر: 286، س 17.

 

[121] قرب الإسناد: 310، ح 1208.

عنه البحار: 48/100، ح 1.

 

[122] من لا يحضره الفقيه: 1/269، ح 1226.

عنه وسائل الشيعة: 7/353، ح 9556، والوافي: 8/1094، ح 7798.

 

[123] وعَكَ يعِك وَعْكا الحرُّ: اشتدّ، وعَكته الحُمّى: اشتدّت عليه وآذته، فهو موعوك. المنجد: 908.

 

[124] الكافي: 8/94، ح 87.

عنه وسائل الشيعة: 2/431، ح 2558، قطعة منه، والبحار: 59/102، ح 31، والفصول
المهمّة: 3/27، ح 2507، قطعة منه.

 

[125] دلائل الإمامة: 317، ح 263.

يأتي الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3388.

 

[126] الكافي: 2/606، ح 10.

يأتي الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3289.

 

[127] قُدَيْد، مصغّرا: موضع بين مكّة والمدينة، بينها وبين ذى الحليفة مسافة بعيدة. مجمع البحرين: 3/125، قدد.

 

[128] قرب الإسناد: 270، ح 1074.

عنه البحار: 48/42، ح 19، و101/249، ح 7، ووسائل الشيعة: 25/445، ح 32320،
وإثبات الهداة: 3/189، ح 58.

مسائل عليّ بن جعفر: 311، ح 787.

 

[129] الكافي: 3/31، ح 7.

يأتي الحديث بتمامه في ج 3 رقم 1101.

 

[130] -  عدّه البرقيّ من أصحاب الصادق7، بعنوان عبد اللّه بن يحيى الكاهليّ. رجال البرقيّ: 22.

وعدّه الشيخ من أصحاب الكاظم7. رجال الشيخ: 357، رقم 51.

 

[131] -  الكافي: 3/62 ح 3. عنه وعن التهذيب، وسائل الشيعة: 3/358، ح 3861.

تهذيب الأحكام: 1/207 ح 600.

الاستبصار: 1/170 ح 589.

 

[132] قرب الإسناد: 360، ح 1285.

عنه البحار: 78/127، ح 12، و87/23، ح 6، ووسائل الشيعة: 3/317، ح 3749، و322،
ح 3764، بتفاوت يسير.

 

[133] تهذيب الأحكام: 1/374، ح 1147.

يأتي الحديث بتمامه في ج 3 رقم 1117.

 

[134] الأمالي: 126، ح 18.

عنه وعن العيون، مدينة المعاجز: 6/360، ح 2047، والبحار: 48/210، ح 9.

من لا يحضره الفقيه: 1/218، ح 970، قطعة منه.

عنه الوافي: 8/823، ح 7198.

عيون أخبار الرضا عليه‏السلام: 1/106، ح 10.

عنه البحار: 79/363، ح 50، قطعة منه، ووسائل الشيعة: 4/281، ح 5167، قطعة منه،
وحلية الأبرار: 4/244، ح 2، والوافي: 8/823، س 13.

وعنه وعن الأمالي، البحار: 82/317، ح 1، قطعة منه.

روضة الواعظين: 238 س 17، بتفاوت يسير.

المناقب لابن شهر آشوب: 4/318 س 3، قطعة منه، و327 س 17، باختصار.

عنه البحار: 48/107، س 14، ضمن ح 9.

 

[135] عيون أخبار الرضا عليه‏السلام: 1/95، ح 14.

عنه البحار: 48/220، ح 24، ووسائل الشيعة: 7/9، ح 8569، قطعة منه، وحلية الأبرار:
4/243، ح 1.

 

[136] الإرشاد: 300، س 21.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 202.

 

[137] المناقب: 4/297، س 16.

يأتي الحديث بتمامه في رقم 803.

 

[138] إحقاق الحقّ: 12/306، س 21، عن المختار في مناقب الأخبار للعلاّمة مجد الدين
الجزري.

 

[139] مصباح المتهجّد: 798، ح 2.

يأتي الحديث بتمامه في ج 5 رقم 3022.

 

[140] الكافي: 2/98، ح 26.

عنه وسائل الشيعة: 7/19، ح 8593، والوافي: 4/353، ح 2110، والبحار: 48/116، ح 29،
و68/35، ح 21، وحلية الأبرار: 4/248، ح 7، والفصول المهمّة للحرّ العامليّ: 3/321، ح 3030.

مشكاة الأنوار: 29، س 14،

عنه البحار: 83/220، ح 39، ومستدرك الوسائل: 5/152، ح 5541.

 

[141] منتهى المطلب: 1/200، س 27.

عنه البحار: 80/44، ح 19، ومستدرك الوسائل: 3/112، ح 3152.

 

[142] البلد الأمين: 163، س 21.

الدعوات للراونديّ: 88، س 13، عنه مستدرك الوسائل: 6/381، ح 7037.

 

[143] جمال الأسبوع: 179، س 1، بتفاوت يسير، عنه البحار: 88/188، س 21، ضمن ح 10،
ووسائل الشيعة: 8/184، س 19، ضمن ح 10374.

 

[144] تهذيب الأحكام: 5/428، ح 1486.

يأتي الحديث بتمامه في ج 3 رقم 1671.

 

[145] جمال الأسبوع: 183، س 16.

يأتي الحديث بتمامه في ج 5 رقم 3033.

 

[146] فلاح السائل: 233، س 11.

عنه البحار: 84/90، ضمن ح 9، ومستدرك الوسائل: 4/172 ح 4408.

مصباح المتهجّد: 98، س 18، مرسلاً وبتفاوت يسير.

عنه البحار: 84/87، ضمن ح 2، و90 س 20، ووسائل الشيعة: 6/64 ح 7357.

قطعة منه في نافلة المغرب، و(الآيات والسور التي قرأها  عليه‏السلامفي الصلاة).

 

[147] ق: 50/16.

 

[148] الكافي: 3/297، ح 4.

عنه وسائل الشيعة: 5/135، ح 6137، والبحار: 48/171، ح 8، و80/299، س 11،
والوافي: 7/484، ح 6408، ونور الثقلين: 5/108، ح 18، وإثبات الهداة: 3/161، ح 22.

الإختصاص للمفيد: 189، س 8، بتفاوت يسير.

عنه مستدرك الوسائل: 17/266، ح 21300، قطعة منه، والبحار: 10/204، ح 8.

المناقب لابن شهرآشوب: 4/311، س 4، مرسلاً.

 

[149] التوحيد: 179، ح 14.

عنه وسائل الشيعة: 5/132، ح 6129، والبحار: 80/297، ح 5.

 

[150] كتاب زيد، المطبوع ضمن الأصول الستّة عشر: 53، س 6.

عنه البحار: 81/225، ح 12، ومستدرك الوسائل: 4/85، ح 4205، و420، ح 5053،
و434، ح 5097، و438، ح 5109، و453، ح 5140، قطعة منه، و445، ح 5124، و476، ح 5206، و477، ح 5212، قطعة منه.

 

[151] كتاب زيد النرسيّ، المطبوع ضمن الأُصول الستّة عشر: 52، س 15.

عنه البحار: 82/184، ح 10، ومستدرك الوسائل: 4/447، ح 5125، و456، ح 5147.

 

[152] من لا يحضره الفقيه: 1/218، ح 970.

عنه وسائل الشيعة: 7/8، ح 8566، والوافي: 8/823، ح 7198، ومفتاح الفلاح: 315، س
9.

 

[153] تهذيب الأحكام: 2/114، ح 427.

يأتي الحديث بتمامه في ج 3 رقم 1481.

 

[154] الجُؤجُؤ: مجتمع رؤس عظام الصدر. المعجم الوسيط: 103، الجؤجؤ.

 

[155] الكافي: 3/324، ح 14.

عنه حلية الأبرار: 4/304، ح 4.

وعنه وعن التهذيب، وسائل الشيعة: 7/13، ح 8581.

تهذيب الأحكام: 2/85، ح 311، بتفاوت يسير.

 

[156] قرب الإسناد: 309، ح 1207.

عنه البحار: 84/198، ح 5، ووسائل الشيعة: 6/494، ح 8523.

 

[157] تهذيب الأحكام: 2/317، ح 1297، عنه وسائل الشيعة: 6/419، ح 8324.

مسائل عليّ بن جعفر: 309، ح 778، قطعة منه في حكم النظر إلى اليمين واليسار عند تسليم
الصلاة.

 

[158] الكافي: 3/404 ح 31.

تهذيب الأحكام: 2/234 ح 921، عنه وعن الكافي، وسائل الشيعة: 3/493 ح 4268.

 

[159] تهذيب الأحكام: 2/332، ح 1369.

عنه وعن الفقيه، وسائل الشيعة: 5/503، ح 7173.

من لا يحضره الفقيه: 1/243، ح 1079، بتفاوت يسير. عنه البحار: 81/340، س 11.

وعنه وعن التهذيب، الوافي: 8/901، ح 7347.

قطعة منه في حكم إعانة الضعيف في الصلاة.

 

[160] تهذيب الأحكام: 2/339، ح 1401.

عنه البحار: 80/124، ح 66، قطعة منه، ووسائل الشيعة: 4/261، ح 5010، و272، ح
5139، قطعتان منه، والوافي: 7/313، ح 5986.

مفتاح الفلاح: 648، س 14، قطعة منه.

 

[161] تهذيب الأحكام: 3/67، ح 219.

عنه وعن الاستبصار، وسائل الشيعة: 8/34، ح 10043.

الاستبصار: 1/466، ح 1803.

قرب الإسناد: 353، ح 263.

عنه وسائل الشيعة: 8/35، ح 10045، والبحار: 93، ح 384، ح 2.

قطعة منه في نوافل عشر الأواخر من شهر رمضان.

 

[162] تهذيب الأحكام: 5/140، ح 464. عنه وسائل الشيعة: 13/433، ح 18143.

الكافي: 4/423، ح 2، وفيه: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن الحسين بن
عثمان ... بتفاوت يسير. عنه وسائل الشيعة: 13/433، ح 18144.

قطعة منه في حكم صلاة الطواف بحيال المقام.

 

[163] الكافي: 3/454، ح 15.

عنه البحار: 48/114، ح 24.

تهذيب الأحكام: 2/11، ح 24.

عنه وعن الكافي، وسائل الشيعة: 4/68، ح 4532، والوافي: 7/92، ح 5513.

 

[164] تهذيب الأحكام: 2/11، ح 23.

عنه وسائل الشيعة: 4/68، ح 4531، والوافي: 7/91، ح 5512.

 

[165] المقنعة: 299، س 11.

عنه وسائل الشيعة: 10/300، ح 13468.

 

[166] تهذيب الأحكام: 4/298، ح 901. عنه وعن الاستبصار، وسائل الشيعة: 10/203، ح
13220، قطعة منه، و465، ح 13857.

الاستبصار: 133، ح 433.

 

[167] الثاقب في المناقب: 439، ح 376.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 456.

 

[168] تهذيب الأحكام: 5/48، ح 147.

يأتي الحديث بتمامه في ج 4 رقم 1899.

 

[169] تهذيب الأحكام: 5/73، ح 241. عنه وعن الإستبصار، وسائل الشيعة: 12/490، ح
16886، والوافي: 12/581، ح 12632.

الإستبصار: 2/165، ح 543.

قطعة منه في حكم لبس الخاتم في حال الإحرام.

 

[170] قرب الإسناد: 242، ح 959.

عنه البحار: 96/207، ح 7، ووسائل الشيعة: 13/372، ح 17987.

مسائل عليّ بن جعفر: 265، ح 639.

قطعة منه في حكم التوقّف بين أشواط الطواف.

 

[171] قرب الإسناد: 305، ح 1196.

عنه البحار: 80/147، ح 2، و96/215، ح 7، ووسائل الشيعة: 13/372، ح 17988.

قطعة منه في حكم تأخير صلاة الطواف.

 

[172] قرب الإسناد: 299، ح 1175.

عنه البحار: 96/103، ح 3، ووسائل الشيعة: 14/317، ح 19305.

مسائل عليّ بن جعفر: 310، ح 783.

 

[173] تهذيب الأحكام: 5/48، ح 147. عنه وعن الإستبصار، وسائل الشيعة: 12/320، ح
16404، والوافي: 12/420، ح 12232.

الإستبصار: 2/161، ح 525.

 

[174] قرب الإسناد: 379، ح 1337.

عنه البحار: 96/189، ح 2، ووسائل الشيعة: 12/396، ح 16608.

 

[175] الاُسبوع من الأيّام: سبعة أيّام، وجمعُه: أسابيع، ومن العرب من يقول فيهما سُبوع مثال قعود وخروج. المصباح المنير: 264.

 

[176] قرب الإسناد: 316، ح 1226.

عنه البحار: 96/194، ح 1، ووسائل الشيعة: 13/348، ح 17918.

 

[177] قرب الإسناد: 241، ح 950.

عنه البحار: 96/207، ح 6، ووسائل الشيعة: 13/372، ح 17986.

مسائل عليّ بن جعفر: 265، ح 638.

 

[178] الكافي: 6/484، ح 3. عنه وعن الفقيه، الوافي: 6/650، ح 5161.

من لا يحضره الفقيه: 2/309، ح 1535.

عنه وعن الكافي، وسائل الشيعة: 2/105، ح 1624، و14/231، ح 19067.

 

[179] تهذيب الأحكام: 5/263، ح 897. عنه وسائل الشيعة: 14/71، ح 18616.

قطعة منه في حكم رمي الجمار عند طلوع الفجر.

 

[180] تهذيب الأحكام: 5/444، ح 1547. عنه وسائل الشيعة: 11/447، ح 15226.

مستطرفات السرائر: 58، ح 23، مرسلاً، وبتفاوت.

قطعة منه في تعليمه عليه‏السلام الدعاء عند ملاقات الإخوان.

 

[181] الكافي: 4/529، ح 5.

عنه حلية الأبرار: 4/306، ح 8.

وعنه وعن التهذيب، وسائل الشيعة: 13/277، ح 17740.

تهذيب الأحكام: 5/278، ح 951.

 

[182] مكارم الأخلاق: 108، س 22.

عنه وسائل الشيعة: 5/106، ح 6055.

 

[183] الأسبوع من الطواف: سبع طوافات، والجمع أسبوعات وأسابيع، مجمع البحرين: 4/344،
سبع.

 

[184] مسائل عليّ بن جعفر: 179، ح 336.

عنه البحار: 10/282، س 7، ضمن ح 1، ووسائل الشيعة: 13/373، ح 17989.

 

[185] الكافي: 4/435، ح 7.

عنه وسائل الشيعة: 13/483، ح 18260.

 

[186] الكافي: 4/433، ح 8.

عنه وعن التهذيب، وسائل الشيعة: 13/480، ح 18253.

تهذيب الأحكام: 5/147، ح 484.

 

[187] الكافي: 4/439، ح 2.

عنه وسائل الشيعة: 13/516، ح 18345.

 

[188] الكافي: 4/443، ح 2.

عنه وعن التهذيب، والاستبصار، وسائل الشيعة: 13/515، ح 18343.

تهذيب الأحكام: 5/161، ح 540، و172، ح 572.

الاستبصار: 2/243، ح 849، و247، ح 867.

من لا يحضره الفقيه: 2/242، ح 1157.

عنه وعن الكافي والتهذيب والاستبصار، وسائل الشيعة: 11/291، ح 14829.

 

[189] الحجّ: 22/36.

 

[190] الكافي: 4/501، ح 9.

عنه نور الثقلين: 3/498، ح 136، والبرهان: 3/92، ح 4.

تهذيب الأحكام: 5/224، ح 755.

عنه وعن الكافيّ، وسائل الشيعة: 14/166، ح 18884.

قطعة منه في سورة الحجّ: 22/36.

 

[191] الكافي: 4/505، ح 3.

عنه وسائل الشيعة: 14/235، ح 19078.

 

[192] الخبيص: الحلواء المخبوصة من التمر والسمن. المعجم الوسيط: 216.

 

[193] الكافي: 4/506، ح 4.

عنه وعن التهذيب، والاستبصار، وسائل الشيعة: 14/237، ح 19084.

تهذيب الأحكام: 5/246، ح 833.

الاستبصار: 2/288، ح 1022.

 

[194] الكافى: 4/316، ح 8.

يأتي الحديث بتمامه في ج 4 رقم 1868.

 

[195] عمدة الطالب: 58، س 9.

نزهة الجليس: 1/104، س 6.

 

[196] قرب الإسناد: 300، ح 1179.

عنه البحار: 90/210، ح 3.

مسائل عليّ بن جعفر: 309، ح 780.

 

[197] التوحيد: 67، ح 21.

عنه البحار: 83/228، ح 50، ومستدرك الوسائل: 4/450، ح 5133.

 

[198] تاريخ بغداد: 13/27، س 19، عنه وفيات الأعيان: 5/308، س 6.

سير أعلام النبلاء: 6/271، س 4.

نزهة الجليس: 2/74، س 15.

مناقب أهل البيت: 276، س 13.

 

[199] مهج الدعوات: 74، س 18.

يأتي الحديث بتمامه في ج 5 رقم 3030.

 

[200] الإرشاد: 296، س 9.

عنه البحار: 83/230، 54، ووسائل الشيعة: 7/10، ح 8574، وأعيان الشيعة: 2/7، س
36، و10، س 34، قطعتان منه.

الكافي: 3/323، ح 10، قطعة منه.

عنه وعن الكافي، الوافي: 9/1670، ح 8935.

إعلام الورى: 2/25، س 8، بتفاوت يسير.

عنه وعن الإرشاد، حلية الأبرار: 4/249، س 11، ضمن، ح 8.

الخرائج والجرائح: /896 2، س 8، قطعة منه.

الدعوات للراونديّ: 179، ح 495، نحو ما في الكافي.

عنه البحار: 83/218، س 14، ضمن، ح 34، ومستدرك الوسائل :

دلائل الإمامة: 310، س 3، قطعة منه.

مكارم الأخلاق: 305، س 3، قطعة منه.

عنه البحار: 90/336، س 21، ضمن، ح 30، ومستدرك الوسائل: 11/243، ح 12873.

كشف الغمّة: 2/228، س 3.

المناقب لابن شهرآشوب: 4/381، س 16، بتفاوت يسير.

عنه البحار: 48/108، س 2، ضمن، ح 9.

نور الأيصار: 305، س 31.

إحقاق الحقّ: 305، س 4، عن ربيع الأبرار للزمخشريّ، قطعة منه.

الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: 237، س 21، قطعة منه.

عنه إحقاق الحقّ: 303، س 21.

 

[201] مكارم الأخلاق: 139 س 4.

يأتي الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3088.

 

[202] الكافي: 3/379، ح 4.

يأتي الحديث بتمامه في ج 3 رقم 1637.

 

[203] مهج الدعوات: 44، س 14.

يأتي الحديث بتمامه في ج 5 رقم 3030.

 

[204] إحقاق الحقّ: 12/307، س 22، عن  تاريخ أبي الفداء للعلاّمة زين الدين الشهير بابن
الورديّ.

 

[205] الزهد: 74، ح 199.

عنه البحار: 48/119، ح 36، و90/282، ح 26، ووسائل الشيعة: 16/86، ح 21054.

 

[206] إقبال الأعمال: 651 س 9.

عنه البحار: 95/215، س 21، ضمن ح 3، ومستدرك الوسائل: 10/37، ح 11399.

 

[207] الإرشاد: 300، س 21.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 202.

 

[208] ما بين القوسين عن هامش رقم 1، عن المصدر.

 

[209] المصباح: 415، س 6.

بحار الأنوار: 90/231 س 24، عن كتاب صفوة الصفات، نقلاً عن كتاب التهجّد،
و91/313، ح 23، نقلاً عن خطّ الشهيد.

 

[210] عيون أخبار الرضا عليه‏السلام: 1/59، ح 29.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 358.

 

[211] الثاقب في المناقب: 459، ح 387.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 504.

 

[212] مهج الدعوات: 45، س 5 و49 س 7. عنه البحار: 91/339، ح 7.

المصباح للكفعميّ: 323، س 17، بتفاوت يسير.

 

[213] الكافي: 3/ 59، ح 6، و109، ح 3.

يأتي الحديث بتمامه في ج 3 رقم 1064.

 

[214] الكافي: 6/55، ح 2.

يأتي الحديث بتمامه في ج 4 رقم 2291.

 

[215] في الأصل: «أفلا أزودّ ببضاعة ليشتري لي لها عصب»، وما أثبتناه عن البحار.

العَصْب مثل فلس: بُرْد يُصبغ غزلُه ثمّ يُنسج. المصباح المنير: 413.

 

[216] النساء: 4/5.

 

[217] قرب الإسناد: 315، ح 1222.

عنه البحار: 76/127، ح 10، و100/178، ح 3، ووسائل الشيعة: 19/84، ح 24210،
و24211، ونور الثقلين: 1/442، ح 51.

 

[218] آلِ عِمْرَانَ: 3/34.

 

[219] المناقب لابن شهر آشوب: 4/319، س 19. عنه البحار: 48/109، ح 10، وأعيان
الشبعة: 2/10، س 38، بتفاوت يسير.

قطعة منه في أشعاره عليه‏السلام.

 

[220] دلائل الإمامة: 328، ح 285.

يأتي الحديث بتمامه في ج 7 رقم 3885.

 

[221] تهذيب الأحكام: 1/434، ح 1393.

يأتي الحديث بتمامه في ج 3 رقم 1188.

 

[222] كتاب الطُرَف: 17، الطرفة العاشرة.

يأتي الحديث بتمامه في ج 7 رقم 3913.

 

[223] مهج الدعوات 265، س 5.

يأتي الحديث بتمامه في ج 5 رقم 3032.

 

[224] المحاسن: 2/611، ح 26.

يأتي الحديث بتمامه فى ج 6 رقم 3174.

 

[225] تهذيب الأحكام: 1/289، ح 843.

يأتي الحديث بتمامه في ج 3 رقم 1221.

 

[226] الكافي: 3/202، ح 3.

يأتي الحديث بتمامه في ج 3 رقم 1216.

 

[227] الكافي: 3/42، ح 6.

يأتي الحديث بتمامه في ج 3 رقم 1229.

 

[228] تهذيب الأحكام: 2/323، ح 1321.

عنه وعن الاستبصار، وسائل الشيعة: 5/133، ح 6132، والوافي: 7/485، ح 6409.

الاستبصار: 1/407، ح 1554.

 

[229] في الأصل: «تعيش سعيدا، وتموت حميدا»، وما أثبتناه عن كشف الغمّة والبحار.

 

[230] حلية الأولياء: 3/195، س 8.

كشف الغمّة: 2/157، س 17، و184، س 15، بتفاوت يسير.

عنه البحار: 75/201، ح 33، و204، ح 42، وإثبات الهداة: 3/167، ح 49.

العدد القويّة: 151، ح 75، مرسلاً وبتفاوت.

الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: 224، س 4، بتفاوت يسير.

عنه إثبات الهداة: 3/169، ح 54.

نور الأبصار: 299، س 12، بتفاوت يسير.

 

[231] دلائل الإمامة: 371، ح 330. عنه مدينة المعاجز: 7/102، ح 2205، وإثبات الهداة:
3/310، ح 183 أشار إليه.

 

[232] قرب الإسناد: 286، ح 1129.

يأتي الحديث بتمامه في ج 4 رقم 2226.

 

[233] قرب الإسناد: 302، ح 1188.

عنه البحار: 48/159، ح 1، وإثبات الهداة: 3/190، ح 59.

كشف الغمّة: 2/245، س 14.

مستطرفات السرائر: 159، ح 1.

 

[234] عيون أخبار الرضا عليه‏السلام: 1/69، ح 1.

تقدّم الحذيث بتمامه في ج 1 رقم 431.

 

[235] المجديّ في أنساب الطالبيّين: 100، س 5.

 

[236] صرم النخل والشجر: جزّهما... الصرام: جني الثمر. المعجم الوسيط: 513.

 

[237] الكارَة ج كارات: مقدار معلوم من الطعام أو الحنطة. المنجد: 702، كور.

 

[238] الكافي: 2/108، ح 7.

عنه الوافي: 4/441، ح 2287، والبحار: 48/115، ح 26، و68/402، ح 7، وحلية
الأبرار: 4/291، ح 3.

 

[239] قرب الإسناد: 331، ح 1230.

عنه البحار: 48/119، ح 38، ومدينة المعاجز: 6/279، ح 2005.

 

[240] الكافي: 5/532، ح 3.

عنه وعن التهذيب والاستبصار، وسائل الشيعة: 20/226، ح 25487.

تهذيب الأحكام: 7/480، قطعة منه.

الاستبصار: 3/252، ح 903، نحو ما في التهذيب.

عيون أخبار الرضا عليه‏السلام: 2/19، س 1، ضمن ح 44.

 

[241] تهذيب الأحكام: 7/459، ح 1838. عنه وسائل الشيعة: 21/201، ح 26896.

 

[242] الكافي: 5/555، ح 4.

عنه وسائل الشيعة: 20/173، ح 25345، والوافي: 21/319، ح 21314.

 

[243] الوشي: نقش الثوب، ويكون من كلّ لون. المعجم الوسيط: 1036، وشى.

 

[244] الكافي: 6/453، ح 3.

عنه وسائل الشيعة: 5/36، ح 5830، والبحار: 48/110، ح 14.

 

[245] الفالوذ والفالوذج: حلواء تعمل من الدقيق والماء والعسل، وتصنع الآن من النشا والماء والسكّر. المعجم الوسيط: 700، فلذ.

 

[246] الجفنة ج جِفَن وجِفان وجَفنات: القصعة الكبيرة. المصدر: 94، جفن.

 

[247] الزُقاق: الطريق الضيق، نافذا أو غير نافذ. المصدر: 396، زقّ.

 

[248] ص: 38/39.

 

[249] الحشر: 59/7.

 

[250] الكافي: 6/281، ح 1. عنه وسائل الشيعة: 24/307، ح 30622، وحلية الأبرار:
4/309، ح 6، ونور الثقلين: 4/463، ح 67، و5/282، ح 38، والبحار: 48/110، ح 12.

قطعة منه في سورة ص: 38/39، و(سورة الحشر: 59/7).

 

[251] نجّد البيت: زيّنه بستور وفرش والوسائد ونحوها. المعجم الوسيط: 602.

 

[252] مكارم الأخلاق: 76 س 23.

 

[253] المحاسن: 2/624، ح 82. عنه البحار: 100/129، ح 9.

 

[254] الدُرّاعة: جبّة مشقوق المقدّم. المنجد: 213.

 

[255] الإرشاد: 293، س 15.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 433.

 

[256] الثاقب في المناقب: 439، ح 376.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 456.

 

[257] عيون أخبار الرضا عليه‏السلام: 1/76، ح 5.

يأتي الحديث بتمامه في رقم 795.

 

[258] الكافي: 6/377، ح 3.

يأتي الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3091.

 

[259] قرب الإسناد: 331، ح 1231.

يأتي الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3410.

 

[260] مكارم الأخلاق: 139 س 4.

يأتي الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3087.

 

[261] قرب الإسناد: 335، ح 1238.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 499.

 

[262] العفص: شجرة من البلوط، تحمل سنة بلوطا وسنة عفصا، وهو دواء قابض مجفّف، يردّ الموادّ المنصبّة، ويشدّ الأعضاء الرخوة الضعيفة، وإذا نقع في الخلّ سوّد الشعر. القاموس المحيط: 2/452، عفص.

 

[263] التفسير: 322 ح 169. عنه وسائل الشيعة: 16/223، ح 21417، و17/422، ح
22899، قطعتان منه، والبحار: 72/415، س 15، ضمن ح 68، ومدينة المعاجز: 6/451، ح 2097، بتفاوت يسير، وحلية الأبرار: 4/258، ح 4.

 

[264] الكافي: 1/478، ح 4.

يأتي الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3389.

 

[265] الثاقب في المناقب: 439، ح 376.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 456.

 

[266] الغيبة: 347، ح 298. عنه البحار: 47/342، ح 29.

قطعة منه في وكلاؤه عليه‏السلام.

 

[267] رجال الكشّيّ: 328، ح 595.

الغيبة: 347، ح 299. عنه البحار: 47/342، ح 30.

قطعة منه في وكلاؤه عليه‏السلام.

 

[268] الكافي: 3/321، ح 9.

يأتي الحديث بتمامه في ج 3 رقم 1455.

 

[269] الخرائج والجرائح: 1/318، ح 11.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 405.

 

[270] الكافي: 6/512، ح 3.

عنه وسائل الشيعة: 2/147، ح 1765، و148، ح 1767، و12/102، ح 1575، قطعات
منه، والوافي: 6/698، ح 5317.

قطعة منه في ما رواه عن الإمام عليّ عليهماالسلام.

 

[271] فرج المهموم: 114، س 7.

يأتي الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3458.

 

[272] الكافي: 8/107، ح 95.

يأتي الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3461.

 

[273] مستطرفات السرائر: 50، ح 13. عنه وسائل الشيعة: 11/455، ح 15249، والبحار:
72/455، ح 27.

 

[274] الثاقب في المناقب: 435، ح 370. عنه مدينة المعاجز: 6/433، ح 2085.

بصائر الدرجات: الجزء السادس/283، ح 5، وفيه: حدّثنا معاوية بن حكيم، عن جعفر بن
محمّد بن يونس، عن عبد الرحمن بن الحجّاج، بتفاوت يسير. وفي متنه إغلاق.

عنه البحار: 48/53، ح 52، وإثبات الهداة: 3/188، ح 50.

الخرائج والجرائح: 2/716، ح 15، نحو ما في الثاقب.

قطعة منه في علمه عليه‏السلام بالغائب.

 

[275] القهرمنة: مدبّرة البيت ومتولية شؤونه. المعجم الوسيط: 764، (قهر).

 

[276] الكافي: 6/518، ح 5.

عنه الوافي: 6/714، ح 5347، والبحار: 48/111، ح 20.

 

[277] رجال الكشّيّ: 328، ح 596.

 

[278] تحف العقول: 413، س 5. عنه البحار: 75/325، ح 30، وأعيان الشيعة: 2/7، س 28.قطعة منه في إنشاده الشعر.

[279] الذكرى: 19، س 19.

 

[280] بحار الأنوار: 73/79، س 23، ضمن ح 21.

 

[281] مختصر بصائر الدرجات: 94، س 22.

 

[282] إثبات الوصيّة: 194 س 6.

 

[283] الكافي: 3/92، ح 1.

يأتي الحديث بتمامه في ج 3 رقم 1155.

 

[284] الكافي: 3/ 182، ح 1.

يأتي الحديث بتمامه في ج 3 رقم 1199.

 

[285] إثبات الوصيّة: 203، س 23.

 

[286] ساية: واد بين حاميتين، وهما حرّتان سوداوان، بها قرى كثيرة ... وفيها نخيل ومزارع وموز ورمّان وعنب، وأصلها لولد عليّ بن أبي طالب عليه‏السلام. معجم البلدان: 3/180.

 

[287] الفَخّار: أوان ونحوها تُصنع من الطين وتُحرق. المعجم الوسيط: 677.

 

[288] العَصيدة: دقيق يلتّ بالسمن ويطبخ. المنجد: 508، عصد.

 

[289] تاريخ بغداد: 13/29، س 16. عنه أعيان الشيعة: 2/7، س 18.

دلائل الإمامة: 311، س 18، بتفاوت يسير. عنه البحار: 100/69، ح 27، قطعة منه،
ومستدرك الوسائل: 13/55، ح 14732، نحو ما في البحار.

إحقاق الحقّ: 12/305، س 20، عن المختار في مناقب الأخيار لابن الأثير الجزريّ.

قطعة منه في ما رواه عن عن جدّه  عليهماالسلام.

 

[290] المحاسن: 602، ح 23.

عنه وسائل الشيعة: 12/44، ح 15602.

 

[291] من لا يحضره الفقيه 3/101، س 8.

عنه وسائل الشيعة: 17/53، ح 21961، والوافي: 17/69، ح 16877.

 

[292] الكافي: 3/198، ح 1.

عنه وسائل الشيعة: 3/189، ح 3370، و212، ح 3434، قطعة منه، والوافي: 25/524، ح
24567.

 

[293] تهذيب الأحكام: 1/318، ح 925.

عنه وسائل الشيعة: 3/191، ح 3374، والوافي: 25/524، ح 24568.

 

[294] الأمالي: 111، ح 2.

عنه وسائل الشيعة: 14/504، ح 19697، قطعة منه، والبحار: 44/283، ح 17.

روضة الواعظين: 187، س 13، مرسلاً.

 

[295] المنتخب: 315، س 6.

قطعة منه في مدح فضيل بن عبد ربّه ، و(السيّد إسماعيل الحميريّ).

 

[296] الكافي: 3/205، ح 9.

عنه البحار: 79/112، س 5.

وعنه وعن الفقيه، والتهذيب، والاستبصار، وسائل الشيعة: 3/215، ح 3444.

تهذيب الأحكام: 1/463، ح 1516.

عنه وعن الكافي، والفقيه، الوافي: 25/552، ح 24641.

الاستبصار: 1/217، ح 769.

من لا يحضره الفقيه: 1/110، ح 503.

 

[297] في الفقية: «خير منّي ومن أبي في أرضه»، بدل ما في المتن.

 

[298] الكافي: 5/75، ح 10. عنه البحار: 48/115، ح 27، وحلية الأبرار: 1/330، ح 3،
و2/253، ح 5، و4/319، ح 1.

وعنه وعن الفقيه، وسائل الشيعة: 17/38، ح 21923، والوافي: 17/33، ح 16814.

من لا يحضره الفقيه: 3/98، ح 380.

عوالي اللئالي: 3/200، ح 22.

قطعة منه في إنّهم عليهم‏السلام كانوا يعملون بأيديهم.

 

[299] في الأصل: «فتقيّأه»، وما أثبتناه عن البحار والوسائل والوافي.

تقيّأ: تكلّف القيء، وقاءَ يقيء ما أكله: ألقاه من فمه. المنجد: 665، قيأ.

 

[300] الكافي: 5/123، ح 3.

عنه وسائل الشيعة: 17/165، ح 22255، والبحار: 48/117، ح 32، والوافي: 17/227،
ح 17161، وحلية الأبرار: 4/300، ح 3.

 

[301] قرب الإسناد: 305، ح 1195.

يأتي الحديث بتمامه في ج 4 رقم 2479.

 

[302] رجال الكشّيّ: 449، ح 846.

 

[303] مكارم الأخلاق: 86 س 5.

عنه البحار: 47/10 س 11، ضمن، ح 8.

 

[304] في الاختصاص: «فازة له».

الفازة: مظلّة بعمودين. المنجد: 598.

 

[305] في المصدر: «فأعلمت بمجيئي من القصر»، وما أثبتناه عن الاختصاص.

 

[306] البَراح مثل سلام: المكان الذي لا سُتْرة فيه من شجر وغيره. المصباح المنير: 42.

 

[307] بصائر الدرجات: الجزء السابع/369، ح 9. عنه البحار: 48/57، ح 66.

الاختصاص: 298، س 17. عنه البحار: 27/270، ح 21.

قطعة منه في مركبه  عليه‏السلام، و(تقبيل الناس يده ورجله عليه‏السلام)، و(علمه عليه‏السلام بمنطق الحيوانات)،
و(ما أعطي لآل محمّد
عليهم‏السلام).

 

[308] الإرشاد: 303، س 8. عنه البحار: 48/287، ح 2.

 

[309] الكافي: 8/72، ح 48. عنه وسائل الشيعة: 27/291، ح 33778، والوافي: 3/812، ح
1419، والبحار: 48/148، ح 23، وحلية الأبرار: 4/299، ح 1.

قطعة منه في مركبه عليه‏السلام، و(غلمانه  عليه‏السلام).

 

[310] تفسير العيّاشيّ: 1/185، ح 90.

يأتي الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3491.

 

[311] رجال الكشّيّ: 388، ح 725.

يأتي الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3501.

 

[312] بحار الأنوار: 48/174، ح 16، و71/313، س 8، ضمن ح 69.

يأتي الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3508.

 

[313] الكافي: 5/109، ح 1.

يأتي الحديث بتمامه في ج 4 رقم 2103.

 

[314] في المحاسن: «فتبغي». وبغيتُه أبغيه بَغيا: طلبته. المصباح المنير: 57.

 

[315] الكافي: 6/525، ح 2.

عنه وسائل الشيعة: 5/302، ح 6605، و19/217، ح 24457، قطعة منه.

المحاسن للبرقيّ: 611، ح 27، بتفاوت يسير.

عنه البحار: 73/152، ح 30.

مكارم الأخلاق: 117، س 10، بتفاوت يسير.

عنه البحار: 73/153، س 17، ضمن ح 34.

 

[316] المناقب: 4/318، س 23.

يأتي الحديث بتمامه في رقم 819.

 

[317] رجال الكشّيّ: 269، ح 484.

يأتي الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3464.

 

[318] رجال الكشّيّ: 269، ح 484.

يأتي الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3464.

 

[319] الخرائج والجرائح: 1/319، ح 12.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 403.

 

[320] دلائل الإمامة: 330، س 21، ضمن ح 289.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 465.

 

[321] الخرائج والجرائح: 1/319، ح 13.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 423.

 

[322] نَقَمَى بالتحريك والقصر من النقمة، وهى العقوبة: موضع من أعراض المدينة كان لآل أبي طالب. معجم البلدان: 5/300.

 

[323]المِنسَف: ما ينسف به الحبّ، والغربال الكبير. المعجم الوسيط: 918، نسف.

 

[324] القديد من اللحم: ما قطع طولاً وملّح وجفّف في الهواء والشمس. المصدر: 718، قدّ.

 

[325] الإرشاد: 296، س 16.

عنه البحار: 48/102، ح 6، وحلية الأبرار: 4/260، ح 6.

كشف الغمّة: 2/228، س 11.

روضة الواعظين: 237، س 16.

المناقب لابن شهر آشوب: 4/318، س 22، باختصار.

دلائل الإمامة: 310، س 9.

تاريخ بغداد: 13/28، س 3، بتفاوت يسير.

عنه إحقاق الحقّ: 12/301، س 17.

سير أعلام النبلاء: 6/271، س 11، قطعة منه.

 

[326] الإرشاد: 297، س 18.

عنه وعن الإعلام، حلية الأبرار: 4/259، ح 5، والبحار: 48/103، س 9، ضمن، ح 7.

إعلام الورى: 2/27، س 8.

المناقب لابن شهر آشوب: 4/ 318، س 20.

عنه البحار: 48/108، س 7، ضمن، ح 9.

مقاتل الطالبيّين: 413، س 13، بتفاوت يسير.

عنه البحار: 48/104، س 6، وأعيان الشيعة: 2/7، س 7.

كشف الغمّة: 2/229، س 13.

دلائل الإمامة: 310، س 7، بتفاوت.

تاريخ بغداد: 13/28، س 1، بتفاوت.

عنه أعيان الشيعة: 2/7، س 39.

سير أعلام النبلاء: 271، س 7، بتفاوت.

 

[327] تاريخ بغداد: 13/29، س 3.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 424.

 

[328] الكافي: 5/166، ح 3.

عنه البحار: 48/117، ح 33.

وعنه وعن التهذيب، وسائل الشيعة: 17/437، ح 22933.

تهذيب الأحكام: 7/161، ح 711.

 

[329] بصائر الدرجات: الجزء السابع/369، ح 9.

تقدّم الحديث بتمامه في رقم 772.

 

[330] الكافي: 4/412، ح 3.

يأتي الحديث بتمامه في ج 7 رقم 3564.

 

[331] رجال الكشّيّ: 500، ح 957.

يأتي الحديث بتمامه في رقم 779.

 

[332] طبّ الأئمّة عليهم‏السلام: 85، س 11.

يأتي الحديث بتمامه فيج 6 رقم 3362.

 

[333] دلائل الإمامة: 323، ح 274.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 409.

 

[334] الصَكّ ج أصُكّ وصُكوك وصِكاك: الكتاب. المنجد: 430.

 

[335] في المصدر: «دخل إليه»، وما أثبتناه عن البحار وحلية الأبرار.

 

[336] قال العلاّمة المجلسيّ: بيان: الحارّ حمى أي تمنع حرارته عن إجالة اليد فيه، أو كناية عن
استحباب ترك إدخال اليد فيه قبل أن يبرد.

 

[337] رجال الكشّيّ: 500، ح 957. عنه حلية الأبرار: 4/310، ح 8، بتفاوت يسير، والبحار: 48/109، ح 11.

قطعة منه في تقبيل الناس قدميه و(إجابته عليه‏السلام لدعوة الناس).

 

[338] في البحار: فجاءه قوم.

 

[339] معاني الأخبار: 402، ح 66. عنه البحار: 6/119، ح 2، و69/40، ح 40.

قطعة منه في مارواه عليه‏السلام عن النبيّ  صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم.

 

[340] رجال الكشّيّ: 271، ح 489.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 430.

 

[341] رجال الكشّيّ: 500، ح 957.

تقدّم الحديث بتمامه في رقم 779.

 

[342] الكافى: 1/53، ح 2.

يأتي الحديث بتمامه في ج 3 رقم 1011.

 

[343] -  عدّه الشيخ والأردبيليّ من أصحاب الكاظم عليه‏السلام. رجال الطوسيّ: 348، رقم 19، وجامع الرواة: 1/214.

 

[344] -  بصائر الدرجات: الجزء الأوّل، 63 ح 2. عنه البحار: 23/182 ح 39.

 

[345] في بعض المصادر: عرّيفا.

 

[346] الأمالي: 1/198، س 24. عنه أعيان الشيعة: 4/8، س 34.

وعنه وعن أعلام الدين، البحار: 48/143، ح 19.

المناقب لابن شهر آشوب: 4/316، س 3، بتفاوت يسير.

إعلام الورى: 2/28 س 5، بتفاوت يسير. عنه مدينة المعاجز: 6/350، ح 2044.

أعلام الدين: 305، س 18 بتفاوت يسير. عنه البحار: 75/333، س 19 ضمن ح 9.

دلائل الإمامة: 319، ح 264، وفيه: حدّثني القاضي أبو الفرج المعافي، قال: حدّثنا أحمد بن
إسماعيل الكاتب، قال: ... بتفاوت يسير.

عنه مدينة المعاجز: 6/351، ح 2045.

نزهة الناظر وتنبيه الخاطر: 125، ح 22.

قطعة منه في مركبه عليه‏السلام، و(إنّ اللّه فرض عليهم عليهم‏السلام الصلاة في كلّ الصلوات).

 

[347] في إعلام الورى: «فقيل»، بدل «فذكر».

 

[348] الأنعام: 6/124.

 

[349] الإرشاد: 297، س 1. عنه حلية الأبرار: 4/289، ح 2.

إعلام الورى: 2/26، س 2، بتفاوت يسير. عنه وعن الإرشاد، البحار: 48/102، ح 7.

دلائل الإمامة: 311، س 2، أورده مرسلاً، وبتفاوت.

عنه وعن الإعلام والإرشاد، مدينة المعاجز: 6/192، ح 1936.

مقاتل الطالبيّين: 413، س 16، بتفاوت يسير.

كشف الغمّة: 2/228، س 17، نحو ما في الدلائل.

المناقب لابن شهر آشوب: 4/319، س 14، مرسلاً، باختصار.

تاريخ بغداد: 13/28، س 10، بتفاوت. عنه إحقاق الحقّ: 12/301، س 13، باختصار،
و302، س 2، وأعيان الشيعة: 2/7، س 12.

سير أعلام النبلاء: 271، س 14، نحو ما في تاريخ بغداد.

قطعة منه في نهيه عليه‏السلام عن قتل مخالفيه.

 

[350] قمَأت الماشيةُ قُموءا: سمنت. وقَمُؤَ الرجل وغيره: صغر وذلّ في الأعين. المعجم الوسيط: 757. العَيْر: الحمار، المصدر: 639.

 

[351] الكافي: 6/540، ح 18. عنه البحار: 48/154، ح 26، و61/196، ح 41، ووسائل
الشيعة: 11/473، ح 15291.

قطعة منه في ركوبه عليه‏السلام الدابّة .

 

[352] المنتخب: 178، س 7.

يأتي الحديث بتمامه في رقم 809.

 

[353] الإرشاد: 297، س 1.

تقدّم الحديث بتمامه في رقم 783.

 

[354] دلائل الإمامة: 305، س 18.

المناقب: 4/323، س 22، بتفاوت يسير.

عنه البحار: 48/6، س 15، ضمن ح 9.

أعيان الشيعة: 2/5، س 13، بتفاوت يسير.

إعلام الورى: 2/6، س 12، بتفاوت يسير.

عنه البحار: 48/1، س 15.

 

[355] في إثبات الهداة: «سيبعثون».

 

[356] الغيبة: 60، ح 58.

عنه إثبات الهداة: 3/95، ح 61، قطعة منه.

 

[357] تاج المواليد، المطبوع ضمن مجموعة نفيسة: 122، س 8.

 

[358] إثبات الوصيّة: 199، س 15.

 

[359] نور الأبصار: 301، س 7.

الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: 232، س 11.

 

[360] قطيعة الربيع: وهي منسوبة إلى الربيع بن يونس، حاجب المنصور ومولاه، وهو والد الفضل وزير المنصور، وكانت قطيعة الربيع بالكرخ مزارعَ الناس من قرية يقال لها: بياوري، من أعمال بادوريا، وهما قطيعتان خارجة وداخلة، فالداخلة أقطعه إيّاها المنصور، والخارجة أقطعه إيّاها المهديّ، وكان التجّار يسكنونها ختّى صارت ملكا لهم دون ولد الربيع. معجم البلدان: 377.

 

[361] ما بين القوسين ليس في كتاب الغيبة.

 

[362] السَعَف: أغصان النخل ما دامت بالخُوص، فإن زال الخُوص عنها قيل: جَرِيد، الواحدة
سَعَفَة، مثل قصب وقصبة. المصباح المنير: 277.

 

[363] الكافي: 1/258، ح 2، عنه الوافي: 3/596، ح 1166، ومدينة المعاجز: 6/376، ح 2050، عنه وعن الأمالي والعيون وقرب الإسناد، إثبات الهداة: 3/171، ح 2، باختصار.

قرب الإسناد: 333، ح 1236، بتفاوت يسير، عنه البحار: 48/213، ح 11، أشار إليه.

الأمالي للصدوق: 128، ح 20، بتفاوت يسير، عنه وعن العيون، البحار: 48/212، ح 10.

عيون أخبار الرضا عليه‏السلام: 1/96، ح 2، بتفاوت يسير، عنه الوافي: 3/597، س 11.

الغيبة للطوسيّ: 31، ح 7، عنه البحار: 48/213، ح 12، أشار إليه.

روضة الواعظين: 239، س 21، بتفاوت يسير.

المناقب لابن شهرآشوب: 4/327، س 24، بتفاوت يسير.

قطعة منه في إخباره عليه‏السلام بكيفيّة شهادته.

 

[364] الكافي: 4/553، ح 8.

عنه البحار: 97/155، ح 26، وحلية الأبرار: 4/285، ح 1.

تهذيب الأحكام: 6/6، ح 10.

عنه نور الثقلين: 4/284، ح 141.

وعنه وعن الكافي، وسائل الشيعة: 14/344، ح 19356، قطعة منه.

كامل الزيارات: 55، ح 33.

عنه البحار: 48/136، ح 9.

 

[365] البِزْر ج أبزار: التابل، وهو ما يُطيّب به الغذاء. المنچد: 36.

 

[366] رجال الكشّيّ: 430، ح 805.

 

[367] رجل مسخّد: مورّم مصفّر ثقيل من مرض أو غيره. لسان العرب: 3/206، سخد.

 

[368] عيون أخبار الرضا عليه‏السلام: 1/88، ح 11. عنه البحار: 48/129، ح 4، وإثبات الهداة:
3/180، ح 29، قطعة منه، ومدينة المعاجز: 6/333، ح 2035، وحلية الأبرار: 4/248، ح 5، قطعة منه، و277، ح 1، ومستدرك الوسائل: 8/270، ح 9420، و13/389، ح 15690، قطعتان منه، وأعيان الشيعة: 2/8، س 9، قطعة منه.

الاحتجاج: 2/341 رقم272، قطعة منه. عنه البحار: 48/133، ح 5، أشار إليه.

إحقاق الحقّ: 12/308، س 13، عن كتاب فصل الخطاب، قطعة منه.

ينابيع الموّدة: 3/165، س 3، قطعة منه.

قطعة منه في عدد أولاده عليه‏السلام، و(إخباره عليه‏السلام بالوقائع الآتية)، و(موعظته عليه‏السلام للرؤساء).

 

[369] الأنبياء: 21/111.

 

[370] الإخلاص: 112/1.

 

[371] عيون أخبار الرضا عليه‏السلام: 1/73، ح 4. عنه البحار: 48/213، ح 14، و88/342، ح 4،
وحلية الأبرار: 4/265، ح 3، ومدينة المعاجز: 6/316، ح 2028، وإثبات الهداة: 3/178، ح 26. وعنه وعن مصباح المتهجّد، وسائل الشيعة: 8/139، ح 10252، قطعة منه.

جمال الأسبوع: 113 س 1، قطعة منه، وس 13، بتفاوت.

عنه البحار: 87/331، ح 46، ومستد رك الوسائل: 6/320، ح 6905.

البلد الأمين: 154، س 9، قطعة منه.

الاختصاص: 59 س 3، بتفاوت. عنه البحار: 48/215، ح 15، أشار إليه.

مصباح المتهجّد: 424، س 16، قطعة منه. عنه وجمال الأسبوع، البحار: 87/331 س 6.

المصباح للكفعميّ: 239، س 8، نحو ما في مصباح المتهجّد.

المناقب لابن شهر آشوب: 4/306، س 5. عنه البحار: 48/220، ح 23.

مروج الذهب: 3/356 س 20، وفيه: ذكر عبد اللّه بن مالك الخزاعيّ ـ وكان على دار الرشيد وشرطته ـ قال: أتاني رسول الرشيد ... بتفاوت يسير.

عنه نزهة الجليس: 2/75 س 18، و إثبات الهداة: 3/222 س 2، وإحقاق الحقّ: 12/326، س 16، و328، 19. ينابيع المودّة: 3/164، س 9، قطعة منه.

الصواعق المحرقة: 204، س 7، قطعة منه.

قطعة منه في ما رواه عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم .

 

[372] في المصدر: «وهسارين» ولم نجده في اللغة، وما أثبتناه عن نسخة في هامش المصدر.

الهَبّار، سيف هبّار: قطّاع. المنجد: 852.

 

[373] البَدْرَة ج بِدَر وبُدُور: عشرة آلاف درهم، ومن المال: كميّة عظيمة منه. المنجد: 29.

 

[374] عيون أخبار الرضا عليه‏السلام: 1/76، ح 5. عنه وسائل الشيعة: 6/377، ح 8227، و16/221،
ح 21408، قطعة منه فيهما، والبحار: 48/215، ح 16، و92/212، ح 5، ومدينة المعاجز: 6/319، ح 2029، وإثبات الهداة: 3/179، ح 27، قطعة منه، وحلية الأبرار: 4/248، ح 6، قطعة منه، و261، ح 2، أورده بتمامه.

مهج الدعوات: 458، س 5، عن كتاب كنوز النجاح للطبرسيّ، قطعة منه.

قطعة منه في قبوله  عليه‏السلام هدايا الخليفة لتزويج العزّاب، و(ما رواه عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم)، و(ما رواه عن عليّ أمير المؤمنين عليه‏السلام).

 

[375] في سائر المصادر: «عارم» بالعين المهمة، بمعنى سيّى‏ء الخلق الشديد، كما بيّنة العلاّمة
المجلسيّ
رحمه‏الله.

 

[376] عيون أخبار الرضا عليه‏السلام: 1/80، ح 8. عنه البحار: 58/294، ح 4.

الاختصاص: 197 س 20.

 

[377] الأمالي: 307، ح 1.

عنه وعن العيون، البحار: 48/134، ح 6.

عيون أخبار الرضا عليه‏السلام: 1/93، ح 12.

عنه حلية الأبرار: 4/283، ح 2.

المناقب لابن شهر آشوب: 4/310، ح 9، بتفاوت يسير.

مشارق أنوار اليقين: 94، س 18، بتفاوت.

 

[378] عيون أخبار الرضا عليه‏السلام: 1/81، ح 9.

يأتي الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3383.

 

[379] الإرشاد للمفيد: 297، س 20. عنه وعن الإعلام، البحار: 48/103، س 11، ضمن ح 7،
وأعيان الشيعة: 2/8، 12.

تذكرة الخواصّ: 314، س 5 قطعة منه. كشف الغمّة: 2/229، س 15.

الإحتجاج: 2/343، ح 273، قطعة منه. عنه البحار: 48/135، ح 8.

وعنه وعن كنز الكراجكيّ، البحار: 93/239، ح 1 و2.

المناقب لابن شهرآشوب: 4/320، س 2، بتفاوت يسير.

روضة الواعظين: 237، س 22. إعلام الورى: 2/27، س 10.

عنه وعن الإرشاد، البحار: 48/103، س 11، ضمن ح 7، وحلية الأبرار: 4/286، ح 2.

كنز الفوائد: 166، س 13، قطعة منه. عنه البحار: 25/243، ح 25.

تاريخ بغداد: 13/31، س 7، وفيه: أخبرنا القاضي أبو العلاء محمّد بن عليّ الواسطيّ، حدّثنا عمرو بن أحمد الواعظ، حدّثنا الحسين بن القاسم، حدّثني أحمد بن وهب، أخبرنا عبد الرحمن بن صالح الأزديّ، قال: ... قطعة منه.

عنه أعيان الشيعة: 2/8، س 7، وإحقاق الحقّ: 12/303، س 7.

كفاية الطالب: 457، س 6، قطعة منه. عنه إحقاق الحقّ: 12/335، س 3.

الفصول المختارة، ضمن مصنّفات الشيخ المفيد: 2/36، س 11، قطعة منه.

نزهة الجليس: 2/75، س 14، قطعة منه. وفيات الأعيان: 5/309، س 5، قطعة منه.

سير أعلام النبلاء: 6/273، قطعة منه.

مقاتل الطالبيّين: 414، س 4، وفيه: حدّثني أحمد بن عبيد اللّه بن عمّار، قال: حدّثني محمّد ابن عبد اللّه المدائنيّ، قال: حدّثني أبي، قال بعض أصحابنا: ... قطعة منه.

صواعق المحرقة: 204، س 15، قطعة منه. عنه إحقاق الحقّ: 12/337، س 12.

ينابيع المودّة: 3/120، س 3، نحو ما في الصواعق.

نزهة الناظر وتنبيه الخاطر: 126، ح 23، قطعة منه.

أعلام الدين: 306، س 9، قطعة منه. عنه البحار: 61/175، ح 33، و75/334، ح 9.

الدرّة الباهرة: 36، س 1، قطعة منه.

عنه بحار الأنوار: 48/176 س 10، ضمن، ح 19، و73/292، ح 16.

مستدرك الوسائل: 8/255، ح 9383، عن كتاب الأخلاق لأبي القاسم الكوفيّ. إحقاق الحقّ: 12/314، س 19، عن المحاضرات، للراغب الأصبهانيّ، قطعة منه فيهما.

قطعة منه في مركبه عليه‏السلام.

 

[380] الاختصاص، المطبوع ضمن مصنّفات الشيخ: 12/54، س 19.

يأتي الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3384.

 

[381] دلائل الإمامة: 320، ح 266.

عنه مدينة المعاجز: 6/198، ح 1938، وإثبات الهداة: 3/209، ح 118، قطعة منه،
وحليه‏الأبرار: 4/261، ح 1.

نوادر المعجزات: 163، ح 5.

 

[382] الغيبة: 51، ح 39.

عنه البحار: 48/237، ح 44.

 

[383] يحيى بن أكثم قاضي سامرّاء. وسأل يحيى بن أكثم القاضى أبا الحسن الأوّل عليه‏السلامفي باب وصف الصلاة من فاتحتها إلى خاتمتها. جامع الرواة: 2/325.

 

[384] الثاقب في المناقب: 447، ح 378.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 490.

 

[385] تاج المواليد ضمن المجموعة النفيسة: 122، س 8.

 

[386] في البحار: «الخزر»، بدل «الجزر».

الجَزْر: بالفتح ثمّ السكون وراء، أصله في لغة العرب القطع ... والجزر: موضع
بالبادية ... والجزر أيضا: كورة من كور حلب. معجم البلدان: 2/133.

إرمينيَة، بكسر أوّله ويُفتح، وسكون ثانيه، وكسر الميم، وياء ساكنة، وكسر النون، وياء خفيفة مفتوحة: اسم لصقع عظيم واسع في جهة الشمال، والنسبة إليها أرمِنيّ، على غير قياس. المصدر: 1/159.

 

[387] المناقب لابن شهر آشوب: 4/320 س 21.

عنه البحار: 29/200، 41، و48/144، ح 20.

تذكرة الخواصّ: 314 س 11، عن ربيع الأبرار للزمخشريّ، قطعة منه، وكذا عنه في أعيان
الشيعة: 2/8، س 18.

قطعة منه في حدود فدك التي أعطاها النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم إلى فاطمة عليهاالسلام.

 

[388] المناقب: 4/290، س 2.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 459.

 

[389] كلّ ذات لونين مجتمعين. المعجم الوسيط: 238.

 

[390] النمل: 27/36.

 

[391] المناقب: 4/297، س 16. عنه مدينة المعاجز: 6/423، ح 2076، والبحار: 48/238
س 11 ضمن، ح 46، وإثبات الهداة: 3/214، ح 145، باختصار.

قطعة منه في عبادته  عليه‏السلام في السجن، و(سورة النمل: 27/36).

 

[392] المناقب: 4/308 س 2.

 

[393] الحجّ: 22/25.

 

[394] الأنبياء: 21/47.

 

[395] المائدة: 5/45.

 

[396] المناقب: 4/312 س 5. عنه البحار: 48/141، ح 18.إحقاق الحق: 12/309، س 9.قطعة منه في سورة المائدة: 5/45، و(الأنبياء: 21/47)، و(الحجّ 22/25) و (إنشاده عليه‏السلام
الشعر).

[397] الدعوات: 125، ح 307. عنه البحار: 71/104، ح 64، ومستدرك الوسائل: 15/247،
ح 18133.

قطعة منه في ما رواه عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم.

 

[398] ما بين القوسين عن البحار.

 

[399] مهج الدعوات: 294 س 19. عنه البحار: 48/245، ح 52، و91/331، ح 4.

قطعة منه في ما رواه عليه‏السلام عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم.

 

[400] مهج الدعوات: 38، س 12.

يأتي الحديث بتمامه في ج 5 رقم 3014.

 

[401] مهج الدعوات: 44، س 14.

يأتي الحديث بتمامه في ج 5 رقم 3030.

 

[402] العلق: 96/6 و7.

 

[403] الصف: 61/8.

 

[404] الصراط المستقيم: 2/194، س 8.

قطعة منه في علمه عليه‏السلام و(سورة الصفّ: 8/61).

 

[405] المنتخب: 178، س 7.

مشارق أنوار اليقين: 95، س 20، بتفاوت يسير. عنه مدينة المعاجز: 6/382، ح 2057،
والبحار: 48/249، س 1، بتفاوت يسير، وإثبات اهداة: 3/200، ح 92.

قطعة منه في تلطّفه عليه‏السلام مع من يريد قتله، و(تكلّمه عليه‏السلام باللغة الإفرقيّة).

 

[406] بحار الأنوار: 48/158، ح 33، و93/188، ح 20.

عنه مستدرك الوسائل: 7/289، 8242.

قطعة منه في (أنّ الخمس حقّ لآل محمّد عليهم‏السلام).

 

[407] وسائل الشيعة: 24/223، هامش رقم 1.

يأتي الحديث أيضا في معالجته عليه‏السلام عادة الرشيد.

 

[408] في المصدر «سدى بن ساهك».

 

[409] الصواعق المحرقة: 204، س 2.

تقدّم الحديث أيضاً في كيفيّة شهادته عليه‏السلام.

 

[410] محمّد: 47/22.

 

[411] ينابيع المودّة: 3/119، س 8، ولم نعثر عليه في إثبات الوصيّة ولا في مروج الذهب.

الصواعق المحرقة: 204، س 7، عن المسعوديّ، بتفاوت يسير.

قطعة منه في كيفيّة شهادته عليه‏السلام.

 

[412] ينابيع المودّة: 3/164، س 9.

 

[413] محمّد: 47/22.

 

[414] تاريخ بغداد: 13/30، س 17.

عنه وعن الفصول المهمّة، والصواعق، إثبات الهداة: 3/220، س 5، وإحقاق الحقّ:
12/322، س 11.

تذكرة الخواصّ: 313، س 22.

كشف الغمّة: 2/213، س 1، أورده بتفاوت يسير، وزاد في آخره: ورواه الجنابذيّ وذكر أنّه وصله بعشرة آلاف دينار.

عنه البحار: 48/148، ح 22.

الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: 232، س 15، نحو ما في كشف الغمّة.

الصواعق المحرقة: 240، س 11، باختصار.

نزهة الجليس: 2/75، س 1، بتفاوت يسير.

ينابيع المودّة: 3/163، س 17، مرسلاً وباختصار.

 

[415] تذكرة الخواصّ: 318، س 12.

 

[416] تفسير العيّاشيّ: 1/185، ح 90.

يأتي الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3491.

 

[417] الكافي: 6/406، ح 1، و2.

يأتي الحديث بتمامه في ج 4 رقم 2628.

 

[418] محمّد: 47/22.

 

[419] المناقب: 4/300 س 16. عنه مدينة المعاجز: 6/425، ح 2078، والبحار: 48/139، ح 15.

 

[420] تاريخ بغداد: 13/27، س 15. عنه كشف الغمّة: 2/218، س 7، و250، س 11، عن سبط بن
الجوزيّ، والبحار: 48/8، س 2، ضمن ح 10.

إحقاق الحقّ: 12/296، س 7، عن تاريخ بغداد، و297، س 15، عن الفصول المهمّة لابن الصبّاغ، ولم نعثر عليه فيه.

تقدّم الحديث أيضا في مكان شهادته عليه‏السلام.

 

[421] مهج الدعوات 265، س 5.

يأتي الحديث بتمامه في ج 5 رقم 3032.

 

[422] تقدّم إليه: تقرّب منه، و ـ إلى فلان بكذا: أمره به، أو طلبه منه. المعجم الوسيط: 720.

 

[423] الفِرِنْد بكسر الفاء والراء: ثوب معروف معرّب، والفِرِنْد أيضا: السيف. مجمع البحرين:
3/120، فرند.

[424] قضقض العزم: صات عند كسره، وتقضقض: تكسّر، وتفرّق. المنجد: 635، قضّ.

 

[425] المناقب: 4/318، س 23.

عنه البحار: 48/108، ح 9، و95/419، ح 1، قطعة منه.

قطعة منه في إعطاؤه عليه‏السلام لمادح جدّه الحسين عليه‏السلام.