الصفحة 348
نصره، واخذل من خذله، ولم خصه بهذه الدعوات التي لا يليق لها إلاّ أئمة الحق، وخلفاء الصدق، ولماذا أشهدهم من قبل، فقال: ألست أولى بكم من أنفسكم؟ فقالوا: بلى. فقال: من كنت مولاه، فعلي مولاه، أو من كنت وليه، فعلي وليه، ولماذا قرن العترة بالكتاب؟ أجعلها قدوة لأولي الألباب الى يوم الحساب؟ وفيم هذا الاهتمام العظيم من هذا النبي الحكيم؟ وما المهمة التي احتاجت الى هذه المقدمات كلها؟ وما الغاية التي توخاها في هذا الموقف المشهود؟ وما الشيء الذي أمره الله تعالى بتبليغه إذ قال عز من قائل (يا أيها الرسول بلِّغ ما أنزل إليك من ربِّك وإن لم تفعل فما بلَّغت رسالته والله يعصمك من الناس)(1) وأي مهمة استوجبت من الله هذا التأكيد؟ واقتضت الحض على تبليغها بما يشبه التهديد؟ وأي أمر يخشى النبي الفتنة بتبليغه؟ ويحتاج الى عصمة الله من أذى المنافقين ببيانه؟ أكنتم ـ بجدك لو سألكم عن هذا كله ـ تجيبونه بأن الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، إنما أراد بيان نصرة علي للمسلمين، وصداقته لهم ليس إلا، ما أراكم ترتضون هذا الجواب، ولا أتوهم أنكم ترون مضمونه جائزاً على رب الأرباب، ولا على سيد الحكماء وخاتم الرسل والأنبياء، وأنتم أجلُّ من أن تجوزوا عليه أن يصرف هممه كلها، وعزائمه بأسرها، الى تبيين شيء بين لا يحتاج الى بيان، وتوضيح أمر واضح بحكم الوجدان والعيان، ولا شك أنكم تنزهون أفعاله وأقواله عن أن تزدري بها العقلاء، أو ينتقدها الفلاسفة والحكماء، بل لا ريب في أنكم تعرفون مكانة قوله وفعله من الحكمة والعصمة، وقد قال الله تعالى: (إنه لقول رسول كريم، ذي قوة عند ذي العرش مكين، مطاع ثم أمين، وما صاحبكم بمجنون)(2) فيهتم بتوضيح الواضحات، وتبيين ما هو بحكم البديهيات، ويقدم لتوضيح هذا الواضح مقدمات أجنبية، لا ربط له بها ولا دخل لها فيه، تعالى الله

____________

(1) آية التبليغ: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) .

المائدة آية: 67 نزلت في اليوم ـ 18 ـ من ذي الحجة في غدير خم على خمس ساعات مضت من نهار يوم الخميس فأمر الله تعالى رسوله العظيم صلى الله عليه وآله وسلم أن ينصب علياً اماماً وخليفة من بعده. تقدمت مصادر نزولها في ذلك تحت رقم (626) فراجع.

(2) سورة التكوير آية: 19 و20 و21 و22.

الصفحة 349
عن ذلك ورسوله علواً كبيراً، وأنت ـ نصر الله بك الحق ـ تعلم أن الذي يناسب مقامه في ذلك الهجير، ويليق بأفعاله وأقواله يوم الغدير، إنما هو تبليغ عهده، وتعيين القائم مقامه من بعده، والقرائن اللفظية، والأدلة العقلية، توجب القطع الثابت الجازم بأنه صلى الله عليه وآله وسلم، ما أراد يومئذ إلا تعيين علي ولياً لعهده، وقائماً مقامه من بعده، فالحديث مع ما قد حف به من القرائن نص جلي، في خلافة علي، لا يقبل التأويل، وليس الى صرفه عن هذا المعنى من سبيل، وهذا واضح (لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد) .

2 ـ أما القرينة التي زعموها فجزاف وتضليل، ولباقة في التخليط والتهويل، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، بعث علياً الى اليمن مرتين، والأولى كانت سنة ثمان(1) ، وفيها أرجف المرجفون به، وشكوه الى النبي بعد رجوعهم الى المدينة، فأنكر عليهم ذلك(2) حتى أبصروا الغضب في وجهه، فلم يعودوا لمثلها، والثانية كانت سنة عشر(3) وفيها عقد النبي له اللواء، وعممه صلى الله عليه وآله وسلم بيده، وقال له: امض ولا تلتفت، فمضى لوجهه راشداً مهدياً حتى انفذ أمر النبي، ووافاه صلى الله عليه وآله وسلم، في حجة الوداع، وقد أهل بما أهل به رسول الله فأشركه صلى الله عليه وآله وسلم بهديه، وفي تلك المرة لم يرجف به مرجف، ولا تحامل عليه مجحف، فكيف يمكن ان يكون الحديث مسبباً عما قاله المعترضون؟ أو مسوقاً للرد على أحد كما يزعمون. على أن مجرد التحامل على علي، لا يمكن أن يكون سبباً لثناء النبي عليه بالشكل الذي أشاد به صلى الله عليه وآله وسلم، على منبر الحدائج يوم خم، إلا أن يكون ـ والعياذ بالله ـ مجازفاً في أقواله

____________

(1) راجع: السيرة النبوية لزين دحلان بهامش السيرة الحلبية: 2/346 ط البهية بمصر.

(2) كما بيناه في المراجعة 36، فراجعها ولا يفوتنك ما علقناه عليها (منه قدس).

(3) كما في: سيرة ابن هشام: 4/212، وتاريخ الطبري: 3/131 و149، الكامل في التاريخ لابن الأثير: 2/300، السيرة الحلبية: 3/206، السيرة النبوية لزين دحلان بهامش السيرة الحلبية: 2/45، الطبقات الكبرى لابن سعد: 2/169.

الصفحة 350
وأفعاله، وهممه وعزائمه، وحاشا قدسي حكمته البالغة، فإن الله سبحانه يقول: (إنه لقول رسول كريم، وما هو بقول شاعر قليلاً ما تؤمنون، ولا بقول كاهن قليلاً ما تذكرون، تنزيل من رب العالمين)(1) ولو أراد مجرد بيان فضله، والرد على المتحاملين عليه، لقال: هذا ابن عمي وصهري وأبو ولدي، وسيد أهل بيتي، فلا تؤذوني فيه، أو نحو ذلك من الأقوال الدالة على مجرد الفضل وجلالة القدر على أن لفظ الحديث(2) لا يتبادر الى الافهام منها، ولا يلتفت الى أسبابها كما لا يخفى. وأما ذكر أهل بيته في حديث الغدير، فإنه من مؤيدات المعنى الذي قلناه، حيث قرنهم بمحكم الكتاب، وجعلهم قدوة لأولي الألباب؛ فقال: إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وإنما فعل ذلك لتعليم الأمة أن لا مرجع بعد نبيها إلا إليهما، ولا معول لها من بعده إلا عليهما، وحسبك في وجوب اتباع الأئمة من العترة الطاهرة اقترانهم بكتاب الله عز وجل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فكما لا يجوز الرجوع الى كتاب يخالف في حكمه كتاب الله سبحانه وتعالى، لا يجوز الرجوع الى إمام يخالف في حكمه أئمة العترة(3) ، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: إنهما لن ينقضيا أو لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، دليل على أن الأرض لن تخلو بعده من إمام منهم، وهو عدل الكتاب، ومن تدبر الحديث وجده يرمي الى حصر الخلافة في أئمة العترة الطاهرة، ويؤيد ذلك ما أخرجه الامام أحمد في مسنده(4) عن زيد بن ثابت، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إني تارك فيكم خليفتين، كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الأرض، وعترتي أهل بيتي، فإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض». اهـ.(5) . وهذا نص في خلافة أئمة العترة عليهم السلام. وأنت تعلم أن النص

____________

(1) سورة الحاقة آية: 40 و41 و42 و43.

(2) ولاسيما بسبب ما أشرنا اليه من القرائن العقلية والنقلية (منه قدس).

(3) وذلك بحكم حديث الثقلين والأمر بالتمسك بهما كما تقدم تحت رقم (28 و29 و35). فراجع.

(4) راجع أول ص122 من جزئه الخامس. (منه قدس).

(5) يوجد في: مسند أحمد بن حنبل: 5/122 و182 و189 ط الميمنية بمصر، الدر المنثور لجلال الدين السيوطي الشافعي: 2/60، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 38 ط اسلامبول وص42 ط الحيدرية، مجمع الزوائد للهيثمي الشافعي: 9/162، راجع بقية المصادر تحت رقم (30) فيما تقدم.

الصفحة 351
على وجوب اتباع العترة، نص على وجوب اتباع علي، اذ هو سيد العترة لا يدافع، وإمامها لا ينازع، فحديث الغدير وأمثاله، يشتمل على النص على علي تارة، من حيث إنه إمام العترة، المنزلة من الله ورسوله منزلة الكتاب، وأخرى من حيث شخصه العظيم، وإنه ولي كل من كان رسول الله وليه، والسلام.

ـ ش ـ

المراجعة 59
28 المحرم سنة 1330

1 ـ حصحص الحق

2 ـ المراوغة عنه

1 ـ لم أجد فيمن عبر وغير ألين منك لهجة، ولا ألحن منك بحجة، وقد حصحص الحق بما أشرت اليه من القرائن، فانكشف قناع الشك عن محيا اليقين، ولم تبق لنا وقفة في أن المراد من الولي والمولى في حديث الغدير إنما هو الأولى، ولو كان المراد الناصر، أو نحوه ما سأل سائل بعذاب واقع فرأيكم في المولى ثابت مسلم.

2 ـ فليتكم تقنعون منا في تفسير الحديث بما ذكره جماعة من العلماء كالامام ابن حجر في صواعقه، والحلبي في سيرته، إذ قالوا: سلمنا أنه أولى بالامامة فالمراد المآل، وإلا كان هو الامام مع وجود النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولا تعرض فيه لوقت المآل، فكأن المراد حين يوجد عقد البيعة له، فلا ينافي حينئذٍ تقديم الأئمة الثلاثة عليه، وبهذا تحفظ كرامة السلف الصالح رضي الله تعالى عنهم جميعاً.

ـ س ـ

المراجعة 60
30 المحرم سنة 1330

دحض المراوغة

طلبتم ـ نصر الله بكم الحق ـ أن نقنع بأن المراد من حديث الغدير أن علياً أولى

الصفحة 352
بالإمامة حين يختاره المسلمون لها، ويبايعونه بها، فتكون أولويته المنصوص عليها يوم الغدير مآلية لا حالية، وبعبارة أخرى تكون أولوية بالقوة لا بالفعل، لئلا تنافي خلافة الأئمة الثلاثة الذين تقدموا عليه؛ فنحن ننشدكم بنور الحقيقة، وعزة العدل، وشرف الانصاف، وناموس الفضل، هل في وسعكم أن تقنعوا بهذا لنحذوا حذوكم وننحو فيه نحوكم، وهل ترضون أن يؤثر هذا المعنى عنكم، أو يعزى إليكم، لنقتص أثركم، وننسج على منوالكم؟ ما اراكم قانعين ولا راضين، وأعلم يقيناً أنكم تتعجبون ممن يحتمل ارادة هذا المعنى الذي لا يدل عليه لفظ الحديث، ولا يفهمه أحد منه، ولا يجتمع مع حكمة النبي ولا مع بلاغته صلى الله عليه وآله وسلم، ولا مع شيء من أفعاله العظيمة، وأقواله الجسيمة يوم الغدير، ولا مع ما أشرنا اليه سابقاً من القرائن القطعية، ولا مع ما فهمه الحارث بن النعمان الفهري من الحديث، فأقره الله تعالى على ذلك ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، والصحابة كافة.

على أن الأولوية المآلية لا تجتمع مع عموم الحديث، لأنها تستوجب أن لا يكون علي مولى الخفاء الثلاثة، ولا مولى أحد ممن مات من المسلمين على عهدهم كما لا يخفى، وهذا خلاف ما حكم به الرسول حيث قال صلى الله عليه وآله وسلم: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا بلى، فقال من كنت مولاه ـ يعني من المؤمنين فرداً فرداً ـ فعلي مولاه من غير استثناء كما ترى. وقد قال أبو بكر وعمر لعلي(1) ـ حين سمعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يقول فيه في الغدير ما قال ـ «أمسيت يا بن أبي طالب مولى كل مؤمنين ومؤمنة»(2) ، فصرحا

____________

(1) فيما أخرجه الدارقطني ـ كما في أواخر الفصل الخامس من الباب الأول من صواعق ابن حجر ـ فراجع منها ص26، وقد رواه غير واحد أيضاً من المحدثين بأسانيدهم وطرقهم، وأخرج أحمد نحو هذا القول عن عمر من حديث البراء بن عازب في ص281 من الجزء الرابع من مسنده، وقد مر عليك في المراجعة 54 من هذا الكتاب (منه قدس).

(2) يوجد في: الصواعق المحرقة لابن الهيثمي الشافعي: 26 ط الميمنية بمصر وص42 ط المحمدية، كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 62 ط الحيدرية وص17 ط الغري.

وذكره في الغدير: 1/273 عن: كتاب الولاية لابن عقدة، فيض القدير للمناوي الشافعي: 6/218، شرح المواهب اللدنية للزرقاني المالكي: 7/13، الفتوحات الاسلامية لأحمد زين دحلان المكي الشافعي: 2/306، زين الفتى للعاصمي.

الصفحة 353
بأنه مولى كل مؤمن ومؤمنة على سبيل الاستغراق لجميع المؤمنين والمؤمنات منذ أمسى مساء الغدير، وقيل لعمر(1) : «إنك تصنع لعلي شيئاً لا تصنعه بأحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: إنه مولاي»(2) ، فصرح بأنه مولاه، ولم يكونوا حينئذٍ قد اختاروه للخلافة، ولا بايعوه بها، فدل ذلك على أنه مولاه ومولى كل مؤمن ومؤمنة بالحال لا بالمآل، منذ صدع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بذلك عن الله تعالى يوم الغدير، واختصم اعرابيان الى عمر، فالتمس من علي القضاء بينهما، فقال أحدهما: هذا يقضي بيننا؟ فوثب اليه عمر(3) وأخذ بتلابيبه، وقال: ويحك ما تدري من هذا؟ هذا مولاك ومولى كل مؤمن، ومن لم يكن مولاه فليس بمؤمن(4) ، والأخبار في هذا المعنى كثيرة. وأنت ـ نصر الله بك الحق ـ تعلم أن لو تمت فلسفة ابن حجر وأتباعه في حديث الغير، لكان النبي

____________

(1) فيما أخرجه الدارقطني كما في ص36 من الصواعق أيضاً. (منه قدس).

(2) يوجد في: الصواعق المحرقة لابن حجر الهيثمي الشافعي: 26 ط الميمنية بمصر وص42 ط المحمدية بمصر، ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 2/82 ح581، الرياض النضرة لمحب الدين الطبري الشافعي: 2/224 ط2.

(3) أخرجه الدارقطني ـ كما في أواخر الفصل الأول من الباب الحادي عشر من الصواعق المحرقة لابن حجر ـ (منه قدس).

(4) يوجد في: الصواعق المحرقة لابن حجر الشافعي: 107 ط الميمنية وص177 ط المحمدية بمصر، ذخائر العقبى لمحب الدين الطبري الشافعي: 68، المناقب للخوارزمي الحنفي: 98، الرياض النضرة للطبري الشافعي: 2/224 ط2، وفي الغدير: 1/382 عن وسيلة المآل للشيخ أحمد بن باكثير المكي.

الصفحة 354
صلى الله عليه وآله وسلم، كالعابث يومئذ في هممه وعزائمه ـ والعياذ بالله ـ الهاذي في أقواله وأفعاله ـ وحاشا لله ـ اذ لا يكون له ـ بناء على فلسفتهم ـ مقصد يتوخاه في ذلك الموقف الرهيب، سوى بيان أن علياً بعد وجود عقد البيعة له بالخلافة يكون أولى بها، وهذا معنى تضحك من بيانه السفهاء، فضلاً عن العقلاء؛ لا يمتاز ـ عندهم ـ أمير المؤمنين به على غيره، ولا يختص فيه ـ على رأيهم ـ واحد من المسلمين دون الآخر، لأن كل من وجد عقد البيعة له كان ـ عندهم ـ أولى بها، فعلي وغيره من سائر الصحابة والمسلمين في ذلك شرع سواء، فما الفضيلة التي أراد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، يومئذ أن يختص بها علياً دون غيره من أهل السوابق، إذا تمت فلسفتهم يا مسلمون؟ أما قولهم بأن أولوية علي بالامامة لو لم تكن مآلية، لكان هو الامام مع وجود النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فتمويه عجيب، وتضليل غريب، وتغافل عن عهود كل من الأنبياء والخلفاء والملوك والأمراء الى من بعدهم، وتجاهل بما يدل عليه حديث: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي»(1) وتناس لقوله صلى الله عليه وآله وسلم، في حديث الدار يوم الانذار: «فاسمعوا له وأطيعوا»(2) ، ونحو ذلك من السنن المتضافرة. على أنا لو سلمنا بأن أولوية علي بالامامة لا يمكن أن تكون حالية لوجود النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فلا بد أن تكون بعد وفاته بلا فصل، عملاً بالقاعدة المقررة عند الجميع، أعني حمل اللفظ ـ عند تعذر الحقيقة ـ على أقرب المجازات اليها كما لا يخفى وأما كرامة السلف الصالح فمحفوظة بدون هذا التأويل، كما سنوضحه اذ اقتضى الأمر بذلك، والسلام.

ـ ش ـ

المراجعة 61
1 صفر سنة 1330

التماس النصوص الواردة من طريق الشيعة

اذا كانت كرامة السلف الصالح محفوظة، فلا بأس بشيء مما أرودتموه من

____________

(1) تقدم هذا الحديث مع مصادره تحت رقم (475) فراجع.

(2) تقدم تمام هذا الحديث مع مصادره تحت رقم (459) فراجع.

الصفحة 355
الأحاديث المختصة بالامام سواء في ذلك حديث الغدير وغيره، ولا موجب لتأويلها، ولعل عندكم في هذا الموضوع أحاديث لا يعرفها أهل السنة، فألتمس إيرادها لنكون على علم منها، والسلام.

ـ س ـ

المراجعة 62
1 صفر سنة 1330

أربعون نصاً

نعم عندنا من النصوص التي لا يعرفها أهل السنة صحاح متواترة، من طريق العترة الطاهرة نتلو عليك منها أربعين حديثاً(1) .

1 ـ أخرج الصدوق محمد بن علي بن الحسين بن بن موسى بن بابويه القمي في كتابه إكمال الدين وإتمام النعمة ـ بالاسناد الى عبدالرحمن بن سمرة من حديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، جاء فيه: يا بن سمرة اذا اختلفت الأهواء وتفرقت الآراء، فعليك بعلي بن أبي طالب، فإنه إمام أمتي وخليفتي عليهم من بعدي(2) .

2 ـ أخرج الصدوق في الاكمال أيضاً عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله تبارك وتعالى، اطلع على أهل الأرض اطلاعة، فاختارني منها فجعلني نبياً، ثم اطلع الثانية، فاختار علياً فجعله إماماً، ثم ارمني أن أتخذه أخاً وولياً، ووصياً وخليفة ووزيراً، الحديث(3) .

____________

(1) انما آثرنا هذا العدد لما رويناه عن كل من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وعبدالله بن عباس، وعبدالله بن مسعود، وعبدالله بن عمر، وأبي سعيد الخدري، وأبي الدرداء، وأبي هريرة، وأنس بن مالك، ومعاذ بن جبل، من طرق كثيرة متنوعة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: من حفظ على أمتي أربعين حديثاً من أمر دينها بعثه الله يوم القيامة في زمرة الفقهاء والعلماء، وفي رواية: بعثه الله فقيهاً عالماً. وفي رواية أبي الدرداء: كنت له يوم القيامة شافعاً وشهيداً، وفي رواية ابن مسعود: قيل له ادخل من أي ابواب الجنة شئت. وفي رواية ابن عمر: كتب في زمرة العلماء وحشر في زمرة الشهداء. وحسبنا في حفظ هذه الأربعين وغيرها مما اشتملت عليه مراجعاتنا كلها قوله صلى الله عليه وآله وسلم: نصر الله امراءاً سمع مقالتي فوعاها، فأداها كما سمعها، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ليبلغ الشاهد منكم الغائب (منه قدس).

(2)

أربعون نصاً من طريق أهل البيت

اكمال الدين واتمام النعمة للشيخ الصدوق وابن بابويه القمي: 251 ط الحيدرية النجف الأشرف.

(3) كتاب اكمال الدين للصدوق: 251.

الصفحة 356

3 ـ اخرج الصدوق في الاكمال أيضاً بسنده الى الامام الصادق عن أبائه عليهم السلام، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: حدثني جبرائيل عن رب العزة جل جلاله، أنه قال: من علم أن لا إله إلا أنا وحدي، وأن محمداً عبدي ورسولي، وأن علي بن أبي طالب خليفتي، وأن الأئمة من ولده حججي، أدخلته الجنة برحمتي. الحديث(1) .

4 ـ أخرج الصدوق في الاكمال أيضاً بسنده الى الامام الصادق عن أبيه عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الأئمة بعدي اثنا عشر، أولهم علي وآخرهم القائم، هم خلفائي وأوصيائي. الحديث(2) .

5 ـ أخرج الصدوق في الاكمال أيضاً بالاسناد الى الأصبغ بن نباتة، قال: خرج علينا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ذات يوم، ويده في يد ابنه الحسن، وهو يقول: خرج علينا رسول الله ذات يوم، ويده في يدي هكذا، وهو يقول: خير الخلق بعدي وسيدهم أخي هذا، وهو إمام كل مسلم، وأمير كل مؤمن بعد وفاتي. الحديث(3) .

6 ـ أخرج الصدوق في الاكمال أيضاً بسنده الى الامام الرضا عن آبائه مرفوعاً الى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: من أحب أن يتمسك بديني،

____________

(1) اكمال الدين للصدوق: 252.

(2) اكمال الدين للصدوق: 253.

(3) الاكمال للصدوق: 253.

الصفحة 357
ويركب سفينة النجاة بعدي، فليقتد بعلي بن أبي طالب فإنه وصيي، وخليفتي على أمتي في حياتي وبعد وفاتي. الحديث(1) .

7 ـ أخرج الصدوق في الاكمال أيضاً بسنده الى الامام الرضا عن أبيه عن آبائه مرفوعاً الى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، من حديث قال فيه: وأنا وعلي أبوا هذه الأمة، من عرفنا فقد عرف الله، ومن أنكرنا فقد أنكر الله عز وجل، ومن علي سبطا أمتي وسيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين، ومن ولد الحسين تسعة طاعتهم طاعتي، ومعصيتهم معصيتي، تاسعهم قائمهم ومهديهم(2) .

8 ـ أخرج الصدوق في الاكمال بالاسناد الى الامام الحسن العسكري عن أبيه مرفوعاً الى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، من حديث قال فيه: يا بن مسعود علي بن أبي طالب إمامكم بعدي وخلفتي عليكم. الحديث(3) .

9 ـ أخرج الصدوق ف الاكمال أيضاً بالاسناد الى سلمان، قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فإذا الحسين بن علي على فخذه، وهو يلتم فاه، ويقول أنت ابن سيد، وأنت إمام ابن إمام، أخو إمام أبو الأئمة وأنت حجة الله وابن حجته، وأبو حجج تسعة من صلبك تاسعهم قائمهم(4) .

10 ـ أخرج الصدوق في الاكمال أيضاً بالاسناد الى سلمان أيضاً، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من حديث طويل جاء فيه: يا فاطمة، أما علمت أنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، وأن الله تبارك وتعالى، اطلع الى أهل الأرض اطلاعة، فاختارني من خلقه، ثم اطلع اطلاعة ثانية، فاختار زوجك، وأوحى اليَّ أن أزوجك إياه، وأتخذه ولياً ووزيراً، وأن أجعله خليفتي في أمتي، فأبوك خير الأنبياء، وبعلك خير الأوصياء، وأنت أول من يلحق بي.

____________

(1) الاكمال أيضاً للصدوق: 254.

(2) الاكمال أيضاً للصدوق: 255.

(3) الاكمال أيضاً للصدوق: 255.

(4) الاكمال للصدوق: 256.

الصفحة 358
الحديث(1) .

11 ـ أخرج الصدوق في الاكمال أيضاً من حديث طويل، ذكر فيه اجتماع أكثر من مئتي رجل من المهاجرين الأنصار في المسجد على عهد عثمان، يتذاكرون العلم والفقه، وأنهم تفاخروا بينهم، وعلي ساكت، فقالوا: يا أبا الحسن ما يمنعك أن تتكلم؟ فذكرهم بقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: علي أخي ووزيري، ووارثي ووصيي، وخليفتي في أمتي، وولي كل مؤمن بعدي، فأقروا له بذلك. الحديث(2) .

12 ـ أخرج الصدوق في الاكمال أيضاً عن كل من عبدالله بن جعفر، والحسن، والحسين، وعبدالله بن عباس، وعمر بن أبي سلمة، وأسامة بن زيد، وسلمان، وأبي ذر، والمقداد، قالوا جميعاً: سمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يقول: أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم أخي علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم. الحديث(3) .

13 ـ أخرج الصدوق في الأكمال أيضاً عن الاصبغ بن نباتة، عن ابن عباس، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يقول: أنا وعلي والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين مطهرون. الحديث(4) .

14 ـ أخرج الصدوق في الاكمال أيضاً عن عباية بن ربعي، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أنا سيد النبيين وعلي سيد الوصيين. الحديث(5) .

15 ـ أخرج الصدوق في الاكمال بالاسناد الى الامام الصادق، عن آبائه

____________

(1) الاكمال للصدوق: 257.

(2) الاكمال للصدوق: 271.

(3) الاكمال أيضاً للصدوق: 265.

(4) الاكمال للصدوق: 274.

(5) الاكمال للصدوق: 274.

الصفحة 359
مرفوعاً الى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: إن الله عز وجل اختارني من جميع الأنبياء، واختار مني علياً وفضله على جميع الأوصياء، واختار من علي الحسن والحسين، واختار من الحسين الأوصياء من ولده، ينفون عن الدين تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الضالين(1) .

16 ـ أخرج الصدوق في الاكمال أيضاً عن علي؛ قال: قال رسول الله: الأئمة من بعدي اثنا عشر، أولهم أنت يا علي، وآخرهم القائم الذي يفتح الله عز وجل على يديه مشارق الأرض ومغاربها(2)(3) .

17 ـ أخرج الصدوق في أماليه عن الامام الصادق عن آبائه مرفوعاً من حديث قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: علي مني، وأنا من علي، خلق من طينتي، يبين للناس ما اختلفوا فيه من سنتي، وهو أمير المؤمنين، وقائد الغر المحجلين، وخير الوصيين. الحديث(4) .

18 ـ أخرج الصدوق في أماليه أيضاً بسنده الى علي مرفوعاً، من حديث طويل، قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن علياً أمير المؤمنين، بولاية من الله عز وجل عقدها فوق عرشه، واشهد على ذلك ملائكته، وإن علياً خليفة الله وحجة الله، وإنه لامام المسلمين. الحديث(5) .

19 ـ أخرج الصدوق في الأمالي أيضاً عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي أنت إمام المسلمين، وأمير المؤمنين، وقائد الغر

____________

(1) الاكمال للصدوق: 275.

(2) هذا الحديث والأحاديث التي قبله موجودة في باب ما روي عن النبي في النص على القائم، وأنه الثاني عشر من الأئمة، وهو الباب الرابع والعشرون من أبواب اكمال الدين واتمام النعمة ص149 وما بعدها الى ص167 (منه قدس).

(3) الاكمال للصدوق: 276.

(4) أمالي الصدوق: 111 ط الحيدرية.

(5) أمالي الصدوق: 116.

الصفحة 360
المحجلين، وحجة الله بعدي، وسيد الوصيين. الحديث(1) .

20 ـ أخرج الصدوق في أماليه أيضاً عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي أنت خليفتي على أمتي، وأنت مني كشيت من آدم. الحديث(2) .

21 ـ أخرج الصدوق في أماليه أيضاً بالاسناد الى أبي ذر، قال: كنا ذات يوم عند رسول الله في مسجده، فقال: يدخل عليكم من هذا الباب رجل هو أمير المؤمنين، وإمام المسلمين، فإذا بعلي بن أبي طالب قد طلع، فاستقبله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم أقبل علينا بوجهه الكريم، فقال: هذا إمامكم بعدي. الحديث(3)(4) .

22 ـ أخرج الصدوق في أماليه عن جابر بن عبدالله الأنصاري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: علي بن أبي طالب أقدمهم سلماً، وأكثرهم علماً، الى ان قال: وهو الامام والخليفة بعدي(5) .

23 ـ أخرج الصدوق في أماليه أيضاً بسنده الى ابن عباس؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: معاشر الناس من أحسن من الله قيلاً؟ إن ربكم جل جلاله، أمرني أن أقيم لكم علياً علماً وإماماً وخليفة ووصياً، وأن أتخذه أخاً ووزيراً. الحديث(6) .

____________

(1) أمال الصدوق: 266.

(2) الأمالي للصدوق: 329.

(3) هذا الحديث مع الأربعة التي قبله نقلها عن الصدوق في أماليه السيد البحريني في الباب التاسع من كتابه: غاية المرام، وهي طويلة نقلنا منها محل الشاهد. أما ما بعده من الأحاديث كلها فموجود في الباب الثالث عشر من غاية المرام (منه قدس).

(4) الأمالي للصدوق: 484.

(5) الأمالي للصدوق: 7.

(6) الأمالي للصدوق: 27.

الصفحة 361

24 ـ أخرج الصدوق في أماليه أيضاً بالاسناد الى أبي عياش، قال: صعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المنبر فخطب ثم ذكر خطبته، وقد جاء فيها: وإن ابن عمي علياً هو أخي، ووزيري، وهو خليفتي، والمبلغ عني. الحديث(1) .

25 ـ أخرج الصدوق في أماليه أيضاً بسنده الى أمير المؤمنين؛ قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم، فقال: أيها الناس إنه قد أقبل شهر الله، ثم ساق الحديث في فضل شهر رمضان، قال علي: فقال يا رسول الله ما أفضل الأعمال في هذا الشهر؟ قال: الورع عن محارم الله، ثم بكى، فقلت: يا رسول الله ما يبكيك؟ فقال: يا علي أبكي لما يُستحل منك في هذا الشهر، الى أن قال: يا علي أنت وصيي، وأبو ولدي، وخليفتي على امتي في حياتي وبعد موتي، أمرك أمري، ونهيك نهيي. الحديث(2) .

26 ـ أخرج الصدوق في أماليه أيضاً عن علي عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي أنت أخي وأنا أخوك، أنا المصطفى للنبوة وأنت المجتبى للامامة، أنا صاحب التنزيل وأنت صاحب التأويل وأنت أبو هذه الأمة يا علي أنت وصيي وخليفتي، ووزيري ووارثي، وأبو ولدي، الحديث(3) .

27 ـ أخرج الصدوق في أماليه أيضاً بسنده الى ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ذات يوم في مسجد قباء، والأنصار مجتمعون، يا علي أنت أخي، وأنا أخوك، وأنت وصيي وخليفتي، وإمام أمتي بعدي، والى الله من والاك، وعادى الله من عاداك(4) .

28 ـ أخرج الصدوق في أماليه أيضاً من حديث طويل عن أم سلمة، قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا أم سلمة اسمعي واشهدي، هذا علي بن

____________

(1) الأمالي للصدوق: 58.

(2) الأمالي للصدوق: 84.

(3) الأمالي للصدوق: 295.

(4) الأمالي للصدوق: 315.

الصفحة 362
أبي طالب وصيي وخليفتي من بعدي، وقاضي عداتي، والذائذ عن حوضي(1) .

29 ـ أخرج الصدوق في أماليه أيضاً بسنده الى سلمان الفاراسي، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يقول: يا معاشر المهاجرين والأنصار، ألا أدلكم على ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: هذا علي أخي ووصيي، ووزيري ووارثي وخليفتي، إمامكم فأحبوه بحبي، وأكرموه كرامتي، فإن جبرائيل أمرني أن أقول لكم(2) .

30 ـ أخرج الصدوق في أماليه أيضاً بسنده الى زيد بن أرقم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ألا أدلكم على ما إن تمسكتم به لن تهلكوا، ولن تضلوا، قال: إن إمامكم ووليكم علي بن أبي طالب فوازروه وناصحوه، وصدقوه، فإن جبرائيل أمرني بذلك(3) .

31 ـ أخرج الصدوق في أماليه أيضاً عن ابن عباس، من حديث قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي أنت إمام أمتي وخليفتي عليها بعدي. الحديث(4) .

32 ـ أخرج الصدوق في أماليه عن ابن عباس أيضاً، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله تبارك وتعالى أوحى إلي أنه جاعل من أمتي أخاً ووارثاً، وخليفة ووصياً، فقلت: يا رب من هو؟ فأوحى إليّ أنه إمام أمتك، وحجتي عليها من بعدك، فقلت: يا رب من هو؟ فقال: ذاك من أحبه ويحبني، الى أن قال في بيانه: هو علي بن أبي طالب(5) .

33 ـ أخرج الصدوق في أماليه عن الامام الصادق عن آبائه مرفوعاً قال: قال

____________

(1) الأمالي للصدوق: 341.

(2) الأمالي للصدوق: 427.

(3) الأمالي للصدوق: 427.

(4) الأمالي للصدوق: 228.

(5) الأمالي للصدوق: 490.

الصفحة 363
رسول الله: لما اسري بي الى السماء عهد الي ربي جل جلاله في علي: إنه إمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، ويعسوب المؤمنين. الحديث(1) .

34 ـ أخرج الصدوق في أماليه بسنده الى الامام الرضا عن آبائه مرفوعاً الى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: علي مني وأنا من علي، قاتل الله من قاتل علياً، علي إمام الخليقة بعدي(2) .

35 ـ أخرج شيخ الطائفة أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي في أماليه بسنده الى عمار بن ياسر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي: إن الله زينك بزينة لم يزين العباد بزينة أحب الى الله منها، زينك في الزهد بالدنيا فجعلك لا ترزأ منها شيئاً، ولا ترزأ منك شيئاً، ووهب لك حب المساكين، فجعلك ترضى بهم أتباعاً، ويرضون بك إماماً، فطوبى لمن أحبك وصدق فيك، وويل لمن أبغضك وكذب عليك. الحديث(3) .

36 ـ أخرج الشيخ في أماليه أيضاً بالاسناد الى علي، اذ قال على منبر الكوفة: أيها الناس إنه كان لي من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، عشر خصال، هن أحب الي مما طلعت عليه الشمس، قال لي صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي أنت أخي في الدنيا والآخرة، وأنت أقرب الخلائق إليَّ يوم القيامة، ومنزلك في الجنة مواجه منزلي، وأنت الوارث لي، وأنت الوصي من بعدي في عداتي وأسرتي، وأنت الحافظ لي في أهلي عند غيبتي، وأنت الامام لأمتي، وأنت القائم بالقسط في رعيتي، وأنت وليي، ووليي ولي الله، وعدوك عدوي، وعدوي عدو الله(4) .

37 ـ أخرج الصدوق في كتاب النصوص على الأئمة بإسناده الى الحسن بن علي، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يقول لعلي: أنت وارث

____________

(1) الأمالي للصدوق: 426.

(2) أمالي الشيخ الصدوق: 589.

(3) أمالي الطوسي: 1/184 ط النعمان في النجف.

(4) أمالي الشيخ الطوسي: 1/136.

الصفحة 364
علمي، ومعدن حكمي، والامام بعدي(1) .

38 ـ أخرج الصدوق في كتاب النصوص على الأئمة أيضاً، بسنده الى عمران بن حصين، قال سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول لعلي: وأنت الامام والخليفة بعدي(2) .

39 ـ أخرج الصدوق في كتاب النصوص على الأئمة أيضاً، بسنده الى علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي أنت الوصي على الأموات من أهل بيتي، والخليفة على الاحياء من أمتي. الحديث(3) .

40 ـ أخرج الصدوق في كتاب النصوص على الأئمة أيضاً بسنده الى الحسين بن علي، قال: لما أنزل الله تعالى: (وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله) ، سألت رسول الله عن تأويلها، فقال: أنتم أولو الأرحام، فإذا مت فأبوك علي أولى بي وبمكاني، فإذا مضى أبوك، فأخوك الحسن أولى به، فإذا مضى الحسن، فأنت أولى به. الحديث(4) .

هذا آخر ما أردنا إيراده في هذه العجالة، وما نسبته الى ما بقي من النصوص إلاّ كنسبة الباقة الى الزهر، أو القطرة الى البحر؛ على أن البعض منها كاف والحمد لله رب العالمين، والسلام.

ـ ش ـ

المراجعة 63
3 صفر سنة 1330

1 ـ لا حجة بنصوص الشيعة

2 ـ لماذا لم يخرجها غيرهم؟

____________

(1) غاية المرام للسيد البحراني: 65 باب 13 ح54 ط ايران.

(2) غاية المرام: 56 باب 13 ح5 ط ايران.

(3) غاية المرام: 56 باب 13 ح56 ط ايران.

(4) غاية المرام: 56 باب 13 ح57 ط ايران.

الصفحة 365

3 ـ طلب المزيد من غيرها

1 ـ لا حجة بهذه النصوص على أهل السنة إذ لم تثبت عندهم.

2 ـ ولماذا لم يخرجوها لو كانت ثابتة؟

3 ـ فعج بنا إلى ما بقي من حديث أهل السنة في هذا الموضوع، والسلام.

ـ س ـ

المراجعة 64
4 صفر سنة 1330

1 ـ إنما أوردناها إجابة للطلب.

2 ـ إنما حجتنا على الجمهور صحاحهم

3 ـ السبب في عدم إخراجهم صحاحنا.

4 ـ الاشارة الى نص الوراثة

1 ـ إنما أوردنا هذه النصوص لتحيطوا بها علماً، وقد رغبتم الينا في ذلك.

2 ـ وحسبنا حجة عليكم ما قد أسلفناه من صحاحكم.

3 ـ أما عدم إخراج تلك النصوص فإنما هو لشنشنة نعرفها لكل من أضمر لآل محمد حسيكة، وأبطن لهم الغل من حزب الفراعنة في الصدر الأول، وعبدة أولي السلطة والتغلب الذين بذلوا في إخفاء فضل أهل البيت؛ وإطفاء نورهم كل حول وكل طول، وكل ما لديهم من قوة وجبروت، وحملوا الناس كافة على مصادرة مناقبهم وخصائصهم بكل ترغيب وترهيب، واجلبوا على ذلك تارة بدراهمهم ودنانيرهم وأخرى بوظائفهم ومناصبهم، ومرة بسياطهم وسيوفهم، يدنون من كذب بها، ويقصون من صدّق بها، أو ينفونه أو يقتلونه. وأنت تعلم أن نصوص الامامة، وعهود الخلافة لما يخشى الظالمون منها أن تدمر عروشهم، وتنقض أساس ملكهم، فسلامتها منهم ومن أوليائهم المتزلفين إليهم، ووصولها إلينا بالأسانيد المتعددة، والطرق المختلفة، آية من آيات الصدق، ومعجزة من

الصفحة 366
معجزات الحق، إذ كان المستبدون بحق أهل البيت، والمستأثرون بمراتبهم التي رتبهم الله فيها، يسومون من يتهمونه بحبهم سوء العذاب، يحلقون لحيته، ويطوفون به في الأسواق، ثم يرذلونه ويسقطونه ويحرمونه من كل حق، حتى ييأس من عدل الولاة(1)(2) ، ويقنط من معاشرة الرعية، فإذا ذكر علياً ذاكر بخير برئت منه الذمة، وحلت بساحته النقمة، فتستصفى أمواله، وتضرب عنقه، وكم استلوا ألسنة نطقت بفضله، وسملوا أعيناً رمقته باحترام، وقطعوا أيدياً أشارات إليه بمنقبة، ونشروا أرجلاً سعت نحوه بعاطفة، وكم حرقوا على أوليائه بيوتهم، وأجتثوا نخيلهم، ثم صلبوهم على جذوعها، أو شردوهم عن عقر ديارهم، فكانوا طرائق قددا(3) وكان في حملة الحديث وحفظة الآثار، قوم يعبدون أولئك

____________

(1) راجع 15 من المجلد الثالث من شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، تجد بعض ما وقع من المحن لأهل البيت وشيعتهم في تلك الأيام، وللإمام الباقر ثمة كلام في هذا الموضوع، ألفت اليه الباحثين (منه قدس).

(2)

اضطهاد أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم

راجع: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 3/15 ط1 بمصر و: 11/43 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل، الغدير للأميني: 11/16 ـ 37.

(3)

قتل شيعة آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم

قتل معاوية من شيعة أهل البيت خلقاً كثيراً منهم:

1 ـ حجر بن عدي الكندي الصحابي الجليل وستة من أصحابه.

2 ـ شريك بن شداد الحضرمي.

3 ـ صيفي بن فسيل الشيباني.

4 ـ قبيصة بن ضبيعة العبسي.

5 ـ محرز بن شهاب المنقري.

6 ـ كدام بن حيان العنزي.

7 ـ عبدالرحمن بن حسان العنزي.

8 ـ عمرو بن الحمق الخزاعي ـ صحابي ـ وحمل رأسه، وهو أول رأس حمل في الاسلام.

9 ـ مسلم بن زيمر الحضرمي.

10 ـ عبدالله بن نجى الحضرمي.

11 ـ مالك بن الحارث الأشتر النخعي.

12 ـ محمد بن أبي بكر قتله ووضع في جيفة حمار ثم أحرق.

هكذا يفعل بأولياء الله.

راجع: تاريخ الطبري: 5/253 ـ 280 و95 ـ 105، عيون الاخبار لابن قتيبة: 1/147، الكامل في التاريخ لابن الأثير: 3/352 ـ 357 و: 3/472 ـ 488، الغدير للأميني: 11/37 ـ 70، أحاديث أم المؤمنين عائشة للعسكري ق1 ص258 ـ 260.

الصفحة 367
الملوك الجبابرة وولاتهم من دون الله عز وجل، ويتزلفون إليهم بكل ما لديهم من تصحيف، وتحريف، وتصحيح وتضعيف(1) ، كالذين نراهم في زماننا هذا

____________

(1)

تزلف أهل الحديث الى السلطات الجائرة

فهناك من حملة الأحاديث من يعبد المادة فينعقون مع كل ناعق فيضعون الأحاديث على الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم كذباً واختلافاً.

راجع: الغدير للعلامة الأميني: 5/208 ـ 356 و: 7/87 ـ 114 وص237 ـ 239 و: 8/30 ـ 96 و: 9/218 ـ 396 و: 10/67 ـ 137 و: 11/74 ـ 195، شرح النهج لابن أبي الحديد: 1/358 و: 3/15 و258 ط1 بمصر و: 4/63 و: 11/44 و: 13/219 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل، كتاب أبو هريرة للسيد عبدالحسين شرف الدين: 132.

بعض المنحرفين عن علي يضعون الأحاديث في ذمه

1 ـ أبو هريرة الدوسي.

راجع: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 1/358 و359 ـ 360 ط1 بمصر و: 4/63 و64 و67 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل، كتاب أبو هريرة للسيد عبدالحسين شرف الدين: 42 و43.

2 ـ عمرو بن العاص:

راجع: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 1/358 ط1 بمصر و: 4/64 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل.

3 ـ المغيرة بن شعبة: شرح النهج لابن أبي الحديد: 1/358 و: 3/258 ط1 بمصر و: 13/220 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل.

4 ـ عروة بن الزبير:

شرح النهج لابن أبي الحديد: 1/358 ط1 بمصر و: 4/64 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل.

5 ـ حريز بن عثمان:

شرح النهج لابن أبي الحديد: 1/360 ط1 بمصر و: 4/69 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل.

6 ـ سمرة بن جندب:

شرح النهج لابن أبي الحديد: 1/361 ط1 بمصر و: 4/73 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل.

الصفحة 368
من شيوخ التزلف، وعلماء الوظائف، وقضاة السوء، يتسابقون الى مرضاة الحكام، بتأييد سياستهم عادلة كانت أو جائرة، وتصحيح أحكامهم، صحيحة كانت أو فاسدة، فلا يسألهم الحاكم فتوى تؤيد حكمه، أو تقمع خصمه، إلا بادروا إليها على ما تقتضيه رغبته، وتستوجبه سياسته، وإن خالفوا نصوص الكتاب والسنة، وخرقوا إجماع الأمة، حرصاً على منصب يخافون العزل عنه، أو يطمعون في الوصول إليه، وشتان بين هؤلاء وأولئك، فإنه لا قيمة لهؤلاء عند حكوماتهم، أما أولئك فقد كانت حاجة الملوك اليهم عظيمة، إذ كانوا يحاربون الله ورسوله بهم، ولذا كانوا عند الملوك والولاة أولي منزلة سامية، وشافعة مقبولة؛ فكانت لهم بسبب ذلك صولة ودولة، وكانوا يتعصبون على الأحاديث الصحيحة إذا تضمنت فضيلة لعلي أو لغيره من أهل بيت النبوة، فيردونها بكل شدة، ويسقطونها بكل عنف، وينسبون رواتها الى الرفض ـ والرفض أخبث شيء عندهم ـ هذه سيرتهم في السنن الواردة في علي(1) ، ولا سيما اذا تشبث الشيعة بها، وكان لأولئك المتزلفين من يرفع ذكرهم من الخاصة في كل قطر، ولهم من بروج رأيهم من طلبة العلم الدنيويين، ومن المرائين بالزهد والعبادة، ومن الزعماء وشيوخ العشائر، فإذا سمع

____________

(1)

تعصب القوم في فضائل علي عليه السلام

فان جماعة منهم اذا رأوا فضيلة للامام أمير المؤمنين عليه السلام حاولوا تضعيفها برمي رواتها بالرفض أو غيرها كما في الذهبي وغيره: فهذه طريقته في ميزانه وتذكرة الحفاظ.

راجع: كلام المغربي فيه في كتاب فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي للمغربي: 160 ط الحيدرية وص98 ط مصر.

وراجع: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 3/259 ط1 بمصر و: 13/223 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل.

الصفحة 369
هؤلاء ما يقولون في رد تلك الأحاديث الصحيحة اتخذوا قولهم حجة، وروجوه عند العامة والهمج، وأشاعوه وأذاعوه في كل مصر، وجعلوه أصلاً من الأصول المتبعة في كل عصر. وهناك قوم آخرون من حملة الحديث في تلك الأيام، اضطرهم الخوف الى ترك التحديث بالمأثور من فضل علي وأهل البيت، وكان هؤلاء المساكين إذا سئلوا عما يقوله أولئك المتزلفون في رد السنن الصحيحة المشتملة على فضل علي وأهل البيت يخافون ـ من مبادهة العامة بغير ما عندهم ـ أن تقع فتنة عمياء صماء بكماء، فكانوا يضطرون في الجواب الى اللواذ بالمعاريض من القول، خوفاً من تألب أولئك المتزلفين، ومروجيهم من الخاصة، وتألب من ينعق معهم من العامة ورعاع الناس، وكان الملوك والولاة أمروا الناس بلعن أمير المؤمنين، وضيقوا عليهم في ذلك، وحملوهم بالنقود، وبالجنود، وبالوعيد والوعود، على تنقيصه وذمه، وصوروه للناشئة في كتاتيبها بصورة تشمئز منها النفوس، وحدثوها عنه بما تستك منها المسامع، وجعلوا لعنه على منابر المسلمين من سنن العيدين والجمعة(1) ،

____________

(1)

معاوية يلعن أمير المؤمنين علياً عليه السلام

العقد الفريد لابن عبد ربه: 4/366 ط لجنة التأليف والنشر: 2/301 ط اخر، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 1/356 و: 3/258 ط1 بمصر و: 4/56 و: 13/220 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل.

معاوية يأمر بسب علي بن أبي طالب عليه السلام

راجع في ذلك: صحيح مسلم: 2/360، صحيح الترمذي: 5/301 ح3808، المستدرك على الصحيحين للحاكم: 3/109، ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 1/206 ح271 و272، خصائص أمير المؤمنين للنسائي الشافعي: 48 و81 ط الحيدرية، نظم درر السمطين للزرندي الحنفي: 107، كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 84 ـ 86 ط الحيدرية وص28 ط الغري، المناقب للخوارزمي الحنفي: 59، أسد الغابة لابن الأثير: 1/134 و: 4/25 ـ 26، الاصابة لابن حجر العسقلاني الشافعي: 2/509، الغدير للعلامة الأميني: 1/257 و: 3/200، العقد الفريد: 4/29 ط لجنة التأليف والترجمة بمصر و: 2/144 ط آخر، وقعة صفين لنصر بن مزاحم: 92 و82، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 1/256 و361 ط1 بمصر و: 3/100 و: 4/72 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي الحنفي: 63.

عمال معاوية يسبون علياً عليه السلام

راجع: تاريخ الطبري: 5/167 ـ 168، الكامل في التاريخ لابن الأثير: 3/413، المستدرك للحاكم: 1/385 و: 2/358، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 1/356، و361 ط1 بمصر و: 4/57 و71 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 190، العقد الفريد: 4/365 ط لجنة التأليف والنشر بمصر و: 2/300 ط آخر.

وفي الغدير للأميني: 10/264 عن: ارشاد الساري في شرح صحيح البخاري للقسطلاني الشافعي: 4/368، تحفة الباري في شرح صحيح البخاري للأنصاري مطبوع بذيل ارشاد الساري.

الصفحة 370
فلولا أن نور الله لا يطفأ، و فضل أوليائه لا يخفى، ما وصلت إلينا السنن من طريق الفريقين صحيحة صريحة بخلافته، ولا تواترت النصوص بفضله، وإني والله لأعجب من الفضل الباهر الذي اختص به عبده و أخا رسوله، علي بن أبي طالب، كيف خرق نوره الحجب من تلك الظلمات المتراكمة، والأمواج المتلاطمة، فأشرق، على العالم كالشمس في رائعة النهار.

4- و حسبك ـ مظافاً الى كل ما سمعت من الأدلة القاطعة ـ نص الورائة، فإنه بمجرده حجة بالغة، والسلام.

- ش -

المراجعة 65
5 صفر سنة 1330

حدثنا بحديث الوراثة من طريق أهل السنة، والسلام.

- س -

المراجعة 66
5 صفر سنة 1330

علي وارث النبي صلي الله عليه وآله وسلم، قد أورث علياً من العلم


الصفحة 371
والحكمة، ما أورث الأنبياء أوصياءهم، حتى قال صلى الله عليه وآله وسلم: «أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب(1) »(2) .

وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «أنا دار الحكمة وعلي بابها»(3) وقال: «علي باب علمي، ومبين من بعدي لأمتي ما أرسلت به، حبه إيمان، وبغضه نفاق… الحديث»(4) وقال صلى الله عليه وآله وسلم، في حديث زيد بن أبي أوفى(5) : «وأنت أخي ووارثي؛ قال: وما أرث منك؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم: ما ورث الأنبياء من قبلي»(6) ، ونص صلى الله عليه وآله وسلم؛ في حديث بريدة(7) على أن وارثه علي بن أبي طالب(8) ،

____________

(1) أوردنا هذا الحديث والحديثين اللذين بعده في المراجعة 48 ودونك من تلك المراجعة الحديث 9 والحديث 10 والحديث 11، فراجع ولا تغفل عما علقناه ثمة (منه قدس).

(2) هذا الحديث تقدم مع مصادره تحت رقم (558) فراجع.

(3) تقدم هذا الحديث مع مصادره تحت رقم (559) فراجع.

(4) يوجد في: كنز العمال: 6/156 ط1، فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي للمغربي: 47 ط2، بالحيدرية وص18 ط مصر، الغدير للأميني: 3/96، كشف الخلفاء: 1/204. كشف الخلفاء: 1/204. وتقدم هذا الحديث تحت رقم (560) فراجع.

(5) راجعه في المراجعة 68 (منه قدس).

(6) راجع: ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 1/108 ح148، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي الحنفي: 23، الغدير للأميني: 3/115، الرياض النضرة: 2/234 ط2. تقدم الحديث مع مصادر أخرى تحت رقم (482) فراجع.

(7) أوردناه في المراجعة 32 (منه قدس).

(8) قوله صلى الله عليه وآله وسلم من حديث بريدة: «لكل نبي وصي ووارث وان علياً وصيي ووراثي».

ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 3/5 ح1021 و1022، مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي: 200 ح238 المناقب للخوارزمي الحنفي: 42، ذخائر العقبى: 71، الميزان للذهبي: 2/273، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 232 و248 و79 ط اسلامبول، وص90 و275 ط الحيدرية و: 1/77 و: 2/56 و72 ط العرفان بصيدا، علي والوصية للعسكري: 59 ط الآداب.

تقدم هذا الحديث تحت رقم (244) ويأتي تحت رقم (718) مع بقية مصادره.

الصفحة 372

وحسبك حديث الدار يوم الانذار(1) ، وكان علي يقول في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «والله إني لأخوه، ووليه وابن عمه، ووارث علمه، فمن أحق به مني(2) ؟»(3) .

وقيل له مرة: «كيف ورثت ابن عمك دون عمك، فقال: جمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بني عبدالمطلب وهم رهط، كلهم يأكل الجذعة، ويشرب الفرق، فصنع لهم مداً من طعام، فأكلوا حتى شبعوا، وبقي الطعام كما هو كأنه لم يمس، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: يا بني عبدالمطلب إني بعثت إليكم خاصة، والى بقية الناس عامة، فأيكم يبايعني على أن يكون أخي، وصاحبي ووارثي؟ فلم يقم إليه أحد، فقمت إليه وكنت من أصغر القوم، فقال لي: اجلس، ثم قال ثلاث مرات كل ذلك أقوم إليه، فيقول لي: اجلس حتى كان في

____________

(1) حديث الدار يوم الانذر: هذا الحديث مع مصادر المتعددة قد تقدم تحت رقم (459) فراجع.

(2) هذه الكلمة بعين لفظها ثابتة عن علي؛ أخرجها الحاكم في صفحة 126 من الجزء 3 من المستدرك بالسند الصحيح على شرط البخاري، ومسلم، واعترف الذهبي في تلخيصه بذلك (منه قدس).

(3) يوجد في: خصاص أمير المؤمنين للنسائي الشافعي: 18 ط مصر وص86 ط الحيدرية وص29 ط بيروت، فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي للمغربي: 21 ط مصر وص51 ط الحيدرية، نظم درر السمطين للزرندي الحنفي: 97، مجمع الزوائد للهيثمي الشافعي: 9/134 وصححه، ذخائر العقبى للمحب الطبري الشافعي: 100، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 13 ص288 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل راجع بقية مصادر هذا الحديث تحت رقم (503).

الصفحة 373
الثالثة، ضرب بيده على يدي، فلذلك ورثت ابن عمي دون عمي(1)(2) . وسئل قثم بن العباس ـ في ما أخرجه الحاكم في المستدرك(3) والذهبي في تلخيصه جازمين بصحته ـ فقيل له: كيف ورث علي رسول الله دونكم فقال: لأنه كان أولنا به لحوقاً، وأشدنا به لزوقاً»(4) قلت: كان الناس يعلمون أن وارث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، إنما هو علي، دون عمه العباس وغيره من بني

____________

(1)

كيف ورث علي الرسول صلى الله عليه وآله وسلم

ان رجلاً قال لعلي عليه السلام: يا أمير المؤمنين، بم ورثت ابن عمك دون عمك؟ فقال: هاؤم ثلاث مرات حتى اشرأب الناس ونشروا آذانهم. ثم قال: جمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ـ أو دعا رسول الله ـ بني عبد المطلب منهم رهطه….».

يوجد في تاريخ الطبري: 2/321، خصائص أمير المؤمنين للنسائي الشافعي: 18 ط مصر وص86 ط الحيدرية وص30 ط بيروت، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 13/212 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل، كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 206 ط الحيدرية وص90 ط الغري، الغدير للأميني: 2/280 ط بيروت، مسند أحمد بن حنبل: 2/352 ح1371 بسند صحيح ط دار المعارف. ذكره بالمعنى، منتخب كنز العمال للمتقي الهندي بهامش مسند أحمد: 5/42 ط الميمنية بمصر، كنز العمال: 15/154 ح453 بحيدر آباد.

(2) هذا الحديث ثابت ومستفيض، أخرجه الضياء المقدسي في المختارة، وابن جرير في تهذيب الآثار، وهو الحديث 6155 في صفحة 408 من الجزء 6 من كنز العمال، وأخرجه السنائي في صفحة 18 من الخصائص العلوية، ونقله ابن أبي الحديد عن تاريخ الطبري في أواخر شرح الخطبة القاصعة 255 من المجلد 3 من شرح النهج، ودونك صفحة 159 من الجزء الأول من مسند الامام أحمد بن حنبل، تجد الحديث بالمعنى (منه قدس).

(3) صفحة 125 من جزئه الثالث، وأخرجه ابن أبي شيبة أيضاً، وهو الحديث 6084 في صفحة 400 من الجزء السادس من كنز العمال (منه قدس).

(4) يوجد في: المستدرك للحاكم: 3/125 أفست على ط حيدر آباد، تلخيص المستدرك للذهبي مطبوع بذيل المستدرك: 3/125 وصححه، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد: 5/42 ط الميمنية، كنز العمال للمتقي الهندي: 15/125 ح362 ط2 و: 6/400 ح6084 ط1.

الصفحة 374
هاشم، وكانوا يرسلون ذلك إرسال المسلمات كما ترى، وإنما كانوا يجهلون السبب في حصر ذلك التراث بعلي وهو ابن عم النبي دون العباس، وهو عمه، ودون غيره من بني أعمامه وسائر أرحامه صلى الله عليه وآله وسلم، ولذلك سألوا علياً تارة، وقثماً أخرى، فأجابهم بما سمعت، وهو غاية ما تصل اليه مدارك أولئك السائلين، وإلا فالجواب: «إن الله عز وجل اطلع الى أهل الأرض فاختار منهم محمداً فجعله نبياً، ثم اطلع ثانية فاختار علياً، فاوحى الى نبيه صلى الله عليه وآله وسلم: أن يتخذه وارثاً ووصياً»(1) قال الحاكم في صفحة 125 من الجزء الثالث من المستدرك بعد أن أخرج عن قثم ما سمعته: حدثني قاضي القضاة أبو الحسن محمد بن صالح الهاشمي، قال: سمعت ابا عمر القاضي، يقول سمعت اسماعيل بن اسحاق القاضي يقول: وقد ذكر له قول قثم هذا فقال: إنما يرث الوارث بالنسب؛ أو بالولاء، ولا خلاف بين أهل العلم أن ابن العم لا يرث مع العم (قال) فقد ظهر بهذا الاجماع أن علياً ورث العلم من النبي دونهم. اهـ.(2) قلت: والأخبار في هذا متواترة ولا سيما من طريق العترة الطاهرة،(3) وحسبنا الوصية ونصوصها الجلية والسلام.

ـ ش ـ

____________

(1) يأتي تحت رقم (721) فراجع.

وقريب منه في: المناقب للخوارزمي الحنفي: 62، مناقب الامام علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي: 101 ح144 ط1.

(2)

علي وارث النبي

راجع: كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 261 ح309 ط1، ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 1/89 ح141 و148 ط بيروت، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 53 و114 ط اسلامبول وص59 و135 ط الحيدرية، فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي: 19 ط الاسلامية وص48 ط الحيدرية، الرياض النضرة للطبري الشافعي: 2/234 ط2، فرائد السمطين: 1/315.

ويأتي ما يدل على الوراثة تحت رقم (718) فراجع.

(3)

علي وارث النبي صلى الله عليه وآله وسلم
من طريق أهل البيت

الكافي لثقة الاسلام الكليني: 1/234 ح3 و7 و8 و9 وص279 ح1 ط الجديد بطهران.

بحار الأنوار: 22 ص456 ح3 وحديث 31 ط الجديد بطهران، علل الشرائع للشيخ الصدوق: 196 باب ـ 133 ـ ح1 و2 وص469 ح30 ط الحيدرية، أمالي الشيخ الصدوق: 13 و34 و110 و162 و272 و295 و309 و326 و329 و427 و521 و587 ط الحيدرية.