الصفحة 201

المبحث الثاني
في الامامة العامة
وهي الخلافة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم


الصفحة 202

الصفحة 203

المراجعة 20
9 ذي الحجة سنة 1329

1 ـ اشارة الى النصوص مجملة

2 ـ نص الدار يوم الانذار

3 ـ مخرجو هذا النص من أهل السنة

1 ـ من أحاط علماً بسيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، في تأسيس دولة الاسلام، وتشريع أحكامها،وتمهيد قواعدها، وسن قوانينها، وتنظيم شؤونها عن الله عز وجل، يجد علياً وزير رسول الله في أمره، وظهيره على عدوه، وعيبة علمه، ووارث حكمه، وولي عهده، وصاحب الأمر من بعده، ومن وقف على أقوال النبي وأفعاله، في حله وترحاله، صلى الله عليه وآله وسلم، يجد نصوصه في ذلك متواترة، من مبدأ أمره الى منتهى عمره.

2 ـ وحسبك منها ما كان في مبدأ الدعوة الاسلامية قبل ظهور الاسلام بمكة، حين أنزل الله تعالى عليه (وأنذر عشيرتك الأقربين) فدعاهم الى دار عمه ـ أبي طالب ـ وهم يومئذ أربعون رجلاً يزيدون رجلاً أو ينقصونه، وفيهم أعمامه أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب، والحديث من ذلك في صحاح السنن المأثورة، وفي آخر ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «يا بني عبدالمطلب اني والله ما أعلم شاباً من العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به، جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني أن أدعوكم اليه، فأيكم يؤازرني على أمري هذا على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم؟ فأحجم القوم عنه غير علي ـ وكان أصغرهم ـ اذ قام فقال: أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه، فأخذ رسول الله برقبته وقال: إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا، فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي

الصفحة 204
طالب: قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع. اهـ.(1) ».

3 ـ أخرجه بهذه الألفاظ كثير من حفظة الآثار النبوية، كابن اسحاق، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، وأبي نعيم، والبيهقي في سننه وفي دلائله، والثعلبي، والطبري في تفسير سورة الشعراء من تفسيريهما الكبيرين، وأخرجه الطبري أيضاً في الجزء الثاني من كتابه: تاريخ الأمم والملوك(2) ، وأرسله ابن الأثير ارسال المسلمات في الجزء الثاني من كامله(3) عند ذكره أمر الله نبيه باظهار دعوته،

____________

(1) حديث الدار يوم الانذار:

عن علي بن أبي طالب قال لما نزلت هذه الآية (وأنذر عشيرتك الأقربين) … وفي آخر الحديث قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم:

وهذا الحديث من صحاح السنن المأثورة أخرجه بهذه الألفاظ وقريب منها كثير من الحفاظ والعلماء.

فراجع: تاريخ الطبري: 2/319 ـ 321 ط دار المعارف بمصر، الكامل في التاريخ لابن الأثير الشافعي: 2/62 و63 ط دار صادر في بيروت، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 13/210 و244 وصححه ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل، السيرة الحلبية للحلبي الشافعي: 1/311 ط البهية بمصر، ومنتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد: 5/41 و42 ط الميمنية بمصر، شواهد التنزيل للحسكاني: 1/371 ح 514 و580 ط بيروت، كنز العمال: 15/115 ح334 ط2 بحيدر آباد، ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 1/85 ح139 و140 و141 ط1 بيروت وص99 ح137 و138 و139 ط2 بيروت، التفسير المنير لمعالم التنزيل للجاوي: 2/118 ط3 مصطفى الحلبي، تفسير الخازن لعلاء الدين الشافعي: 3/371 و390 ط مصر.

جنايات على الاسلام

1 ـ حياة محمد لمحمد حسين هيكل: 104 الطبعة الأولى سنة 1354هـ. وفي الطبعة الثانية وما بعدها من طبعات الكتاب حذف من الحديث قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «وأن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم؟!!» وأكبر شاهد مراجعة الطبعة الأولى والطبعات الأخرى ومراجعة الجريدة,

2 ـ تفسير الطبري: 19/121 ط2 مصطفى الحلبي، ولكن المؤلف أو الطابع حرف آخر الحديث فحذف قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «ان هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم» وذكر بدله «ان هذا أخي وكذا وكذا!!» مع أنه ذكر الحديث بتمامة في تاريخه: 2/319 ط دار المعارف بمصر فراجع.

وقريب من هذا اللفظ يوجد في:

خصائص أمير المؤمنين للنسائي الشافعي: 86 ط الحيدرية و: 30 ط بيروت، كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 205 ط الحيدرية و: 89 ط الغري، كنز العمال: 15/100 ط2، تاريخ الطبري: 2/321 ط دار المعارف بمصر، نظم درر السمطين للزرندي الحنفي: 83 ط القضاء، مجمع الزوائد: 8/302 و: 9/113 ط القدسي، فرائد السمطين: 1/86. ويأتي الحديث بلفظ آخر تحت رقم (711) فراجع.

(2) ص217 بطرق مختلفة. (منه قدس).

(3) ص22. (منه قدس).

الصفحة 205
وأبو الفداء في الجزء الأول من تاريخه(1) عند ذكره أول من أسلم من الناس، ونقله الامام أبو جعفر الاسكافي المعتزلي في كتابه: نقض العثمانية، مصرحاً بصحته(2) ، وأورده الحلبي في باب استخفائه صلى الله عليه وآله وسلم، واصحابه في دار الأرقم(3) ، من سيرته المعروفة، وأخرجه بهذا المعنى مع تقارب الألفاظ غير واحد من أثبات السنة وجهابذة الحديث، كالطحاوي، والضياء المقدسي في المختارة، وسعيد بن منصور في السنن، وحسبك ما أخرجه أحمد بن حنبل من حديث علي في

____________

(1) ص116. (منه قدس).

(2) كما في ص263 من المجلد 3 من شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، طبع مصر. أما كتاب نقض العثمانية، فانه مما لا نظير له، فحقيق بكل بحاث عن الحقائق أن يراجعه، وهو موجود في ص257 وما بعدها الى ص281 من المجلد 3 من شرح النهج، في شرح آخر الخطبة القاصعة. (منه قدس).

(3) راجع الصفحة الرابعة من ذلك الباب أو ص381 من الجزء الأول من السيرة الحلبية، ولا قسط لمجازفة ابن تيمية وتحكماته التي أوحتها اليه عصبيته المشهورة، وهذا الحديث أورده الكاتب الاجتماعي المصري محمد حسين هيكل، فراجع العمود الثاني من الصفحة الخامسة من ملحق عددٍ 2751 من جريدته (السياسة) الصادر في 12 ذي القعدة سنة 1350، تجده مفصلاً، واذا راجعت العمود الرابع من صفحة 6 من ملحق عدد2785 من السياسة، تجده ينقل هذا الحديث عن كل من مسلم في صحيحه وأحمد في مسنده، وعبدالله بن أحمد في زيادات المسند، وابن حجر الهيثمي في جمع الفوائد، وابن قتيبة في عيون الأخبار، وأحمد بن عبد ربه في العقد الفريد، وعمرو بن بحر الجاحظ في رسالته عن بني هاشم، والامام أبي اسحاق الثعلبي في تفسيره، قلت: ونقل هذا الحديث جرجس الانكليزي في كتابه الموسم مقالة في الاسلام، وقد ترجمه الى العربية ذلك الملحد البروتستانتي الذي سمى نفسه بهاشم العربي. والحديث تجده في صفحة 79 من ترجمة المقالة في الطبعة السادسة، ولشهرة هذا الحديث ذكره عدة من الافرنج في كتبهم الافرنسية الانكليزية والألمانية. واختصره توماس كارليل في كتابه الأبطال. (منه قدس).

الصفحة 206
ص111 وفي ص159 من الجزء الأول من مسنده(1) ، فراجع، وأخرج في أول ص331 من الجزء الأول من مسنده أيضاً حديثاً جليلاً عن ابن عباس يتضمن هذا النص في عشر خصائص مما امتاز به علي على من سواه(2) ، وذلك الحديث الجليل أخرجه النسائي أيضاً عن ابن عباس في ص6 من خصائصه العلوية، والحاكم في ص132 من الجزء الثالث من صحيحه المستدرك، وأخرجه الذهبي في تلخيصه معترفاً بصحته، ودونك الجزء السادس من كتاب كنز العمال

____________

(1) مسند أحمد بن حنبل: 2/165 ح883 بسند حسن و: 2/352 ح1317 بسند صحيح ط دار المعارف بمصر.

(2) عشر فضائل امتاز بها الامام علي عليه السلام:

راجع: مسند احمد: 5/25 ح3062 بسند صحيح ط دار المعارف بمصر، خصائص أمير المؤمنين للنسائي الشافعي: 61 ـ 64 ط الحيدرية وص15 ط بيروت، وص8 ط التقدم بمصر وص70 بتحقيق المحمودي.

راجع بقية المصادر تحت رقم (468).

الصفحة 207
فان فيه التفصيل(1) وعليك بمنتخب الكنز وهو مطبوع في هامش مسند الامام أحمد، فراجع منه ما هو في هامش ص41 الى ص43 من الجزء الخامس تجد التفصيل؛ وحسبنا هذا ونعم الدليل، والسلام.

ـ ش ـ

المراجعة 21
10 ذي الحجة سنة 1329

التشكيك في سند هذا النص

ان خصمكم لا يعتبر سند هذا الحديث، وله في رده لهجة شديدة، وحسبكم أن الشيخين لم يخرجاه، وكذلك غير الشيخين من أصحاب الصحاح، وما أظن هذا الحديث وارداً عن طريق الثقات من أهل السنة، ولا اراكم تعتبرونه صحيحاً من طريقهم، والسلام.

ـ س ـ

المراجعة 22
12 ذي الحجة سنة 1329

1 ـ تصحيح هذا النص

____________

(1) راجع من الحديث 6008 في ص392 تجده منقولاً عن ابن جرير. والحديث 6045 في ص396 تجده منقولاً عن أحمد في مسنده، والضياء المقدسي في المختارة، والطحاوي، وابن جرير وصححه، والحديث 6056 في ص397 تجده منقولاً عن ابن اسحاق، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن مردوية، وأبي نعيم، والبيهقي في شعب الايمان وفي الدلائل، والحديث 6102 ص401 تجده منقولاً عن ابن مردويه، والحديث 6155 في ص408 وتجده منقولاً عن أحمد في مسنده، وابن جرير، والضياء في المختارة، ومن تتبع كنز العمال وجد هذا الحديث في أماكن أخر شتى، واذا راجعت ص255 من المجلد الثالث من شرح النهج للامام المعتزل الحديدي، أو أواخر شرح الخطبة القاصعة منه، تجد هذا الحديث بطوله. (منه قدس).

الصفحة 208

2 ـ لماذا أعرضوا عنه؟

3 ـ من عرفهم لا يستغرب ذلك.

1 ـ لولا اعتباري صحته من طريق أهل السنة ما أوردته هنا، على أن ابن جرير، والامام أبا جعفر الاسكافي، أرسلا صحته ارسال المسلمات(1) ، وقد صححه غير واحد من أعلام المحققين، وحسبك في تصحيحه ثبوته من طريق الثقات الأثبات، الذين احتج بهم أصحاب الصحاح بكل ارتياح، ودونك ص111 من الجزء الأول من مسند أحمد، تجده يخرج هذا الحديث عن أسود(2) بن عامر، عن شريك(3) ، عن الأعمش(4)(5) ، عن المنهال(6) ، عن عباد(7) بن عبد الله الأسدي(8) ، عن علي مرفوعاً وكل واحد من سلسة هذا

____________

(1) راجع الحديث 6045 من أحاديث الكنز في ص395 من جزئه السادس، تجد هناك تصحيح ابن جرير لهذا الحديث أيضاً أما أبو جعفر الاسكافي فقد حكم بصحته جزماً في كتابه نقض العثمانية، فراجع ما هو موجود في ص263 من المجلد3 من شرح نهج البلاغة للحديدي، طبع مصر. (منه قدس).

(2) احتج به البخاري ومسلم في صحيحيهما، وقد سمع شعبة عندهما، وسمع عبدالعزيز بن أبي سلمة عند البخاري، وسمع عند مسلم زهير بن معاوية، وحماد بن سلمة. روى عنه في صحيح البخاري محمد بن حاتم بن بزيع، وروى عنه في صحيح مسلم هارون بن عبدالله، والناقد، وابن أبي شيبة، ومهير. (منه قدس).

(3) احتج به مسلم في صحيحه، كما أوضحناه عند ذكره في المراجعة 16. (منه قدس).

(4) احتج به البخاري ومسلم في صحيحيهما، كما بيناه عند ذكره في المراجعة 16 (منه قدس).

(5 و8) روي عنهما في: صحيح البخاري، صحيح مسلم.

(6) احتج به البخاري، كما أوضحناه عند ذكره في المراجعة 16 (منه قدس).

(7) هو عباد بن عبدالله بن الزبير بن العوام القرشي الأسدي، احتج به البخاري ومسلم في صحيحيهما، سمع أسماء وعائشة، بنتي أبي بكر، وروى عنه في الصحيحين ابن أبي مليكة، ومحمد بن جعفر بن الزبير، وهشام بن عروة. (منه قدس).

الصفحة 209
السند حجة عند الخصم، وكلهم من رجال الصحاح بلا كلام، وقد ذكرهم القيسراني في كتابه ـ الجمع بين رجال الصحيحين ـ فلا مندوحة عن القول بصحة الحديث، على أن لهم فيه طرقاً كثيرة يؤيد بعضها بعضاً.

2 ـ وانما لم يخرجه الشيخان وأمثالهما، لانهم رأوه يصادم رأيهم في الخلافة، وهذا هو السبب في اعراضهم عن كثير من النصوص الصحيحة، خافوا أن تكون سلاحاً للشيعة، فكتموها وهم يعلمون، وان كثيراً من شيوخ أهل السنة ـ عفا الله عنهم ـ كانوا على هذه الوتيرة، يكتمون كل ما كان من هذا القبيل، ولهم في كتمانه مذهب معروف، نقله عنهم الحافظ بن حجر في فتح الباري، وعقد البخاري لهذا المعنى باباً في أواخر كتاب العلم من الجزء الأول من صحيحه فقال(1) : «باب من خص بالعلم قوماً دون قوم»(2) .

3 ـ ومن عرف سريرة البخاري تجاه أمير المؤمنين وسائر أهل البيت، وعلم أن يراعته ترتاع من روائع نصوصهم؛ وأن مداده ينضب عن بيان خصائصهم، لا يستغرب اعراضه، عن هذا الحديث وأمثاله، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، والسلام.

ـ ش ـ

المراجعة 23
14 ذي الحجة سنة 1329

1 ـ ايمانه بثبوت الحديث

2 ـ لا وجه للاحتجاج به مع عدم تواتره

____________

(1) من ص25 (منه قدس).

(2) صحيح البخاري ك العلم ب من خص بالعلم: 1/41 ط دار الفكر.

الصفحة 210

3 ـ دلالته على الخلافة الخاصة.

4 ـ نسخه

1 ـ راجعت الحديث في ص111 من الجزء الأول من مسند أحمد، ونقبت عن رجال سنده، فاذا هم ثقات أثبات حجج، ثم بحثت عن سائر طرقه فاذا هي متضافرة متناصرة، ويؤيد بعضها بعضاً، وبذلك آمنت بثبوته.

2 ـ غير أنهم لا يحتجون ـ في اثبات الامامة ـ بالحديث الا اذا كان متواتراً، لأن الامامة عندكم من أصول الدين، وهذا الحديث لا يمكن القول ببلوغه حد التواتر فلا وجه للاحتجاج به.

3 ـ وقد يقال بأن الحديث انما يدل على أن علياً خليفته صلى الله عليه وآله وسلم، وفي أهل بيته خاصة، فأين الصن على الخلافة العامة؟(1) .

4 ـ وربما قيل بنسخ الحديث، اذ أعرض النبي عن مفاده، ولذا لم يكن وازعاً للصحابة عن بيعة الخلفاء الثلاثة الراشدين، رضي الله تعالى عنهم أجمعين.

ـ س ـ

المراجعة 24
15 ذي الحجة سنة 1329

____________

(1) النصّ على الخلافة العامة لعلي عليه السلام:

راجع: ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر: 1/77 ح124 و126 و249 و139 و140 ط1 بيروت، كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 187 ط الحيدرية و: 79 ط الغري، المناقب للخوارزمي الحنفي: 89 و90 ط الحيدرية، مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي: 200 ح238 و313 ط1 بطهران، ذخائر العقبى: 71 ط القدسي، شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي: 1/206 ح269 و: 157 ح211 ط بيروت، فرائد السمطين: 1/54، 267، 273، 315، 316، 318، 329، 2/34 ح371 و: 134 ح431 و: 243 ح517، الغدير للأميني: 5/365 ط بيروت.

الصفحة 211

1 ـ الوجه في احتجاجنا بهذا الحديث

2 ـ الخلافة الخاصة منفية بالاجماع

3 ـ النسخ هنا محال

1 ـ ان أهل السنة يحتجون في اثبات الامامة بكل حديث صحيح، سواء كان متواتراً أو غير متواتر(1) ، فنحن نحتج عليهم بهذا لصحته من طريقهم، الزاماً لهم بما الزموا به أنفسهم، وأما استدلالنا به على الامامة فيما بيننا، فانما هو لتواتره من طريقنا كما لا يخفى(2) .

2 ـ ودعوى أنه انما يدل على أن علياً خليفة رسول الله في أهل بيته خاصة، مردودة بأن كل من قال بأن علياً خليفة رسول الله في أهل بيته، قائل بخلافته العامة، وكل من نفى خلافته العامة، نفى خلافته الخاصة، ولا قائل بالفصل، فما هذه الفلسفة المخالفة لاجماع المسلمين؟

3 ـ وما نسيت فلا أنسى القول بنسخة، وهو محال عقلاً وشرعاً، لأنه من النسخ قبل حضور زمن الابتلاء كما لا يخفى، على أنه لا ناسخ هنا الا ما زعمه من اعراض النبي عن مفاد الحديث، وفيه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لم يعرض عن ذلك، بل كانت النصوص بعده متوالية ومتواترة، يؤيد بعضها بعضاً، ولو فرض أن لا نص بعده أصلاً، فمن اين علم اعراض النبي عن مفاده؛ وعدوله عن مؤاده؟ (إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى) ، والسلام.

ـ ش ـ

____________

(1) الصواعق المحرقة: 18 ط المحمدية.

(2) حديث الدار من طريق الشيعة:

وهذا الحديث من المسلم صدوره من طرقهم فراجع: بحار الأنوار للمجلسي: 18/163 و178 و181 و191 و212 ط طهران الجديد، البرهان في تفسير القرآن: 3/189 ـ 191، تفسير القمي: 2/124، اثبات الهداة للحر العاملي: 3/451، علل الشرايع للصدوق: 170 ط الحيدرية. وغيرها من الكتب.

الصفحة 212

المراجعة 25
16 ذي الحجة سنة 1329

1 ـ ايمانه بهذا النص

2 ـ طلبه المزيد

1 ـ آمنت بمن نور بك الظلم، وأوضح بك البهم، وجعلك آية من آياته، ومظهراً من مظاهر بيناته.

3 ـ فزدني منه لله أبوك زدني، والسلام.

ـ س ـ

المراجعة 26
17 ذي الحجة سنة 1329

1 ـ نص صريح ببضع عشرة فضائل لعلي ليست لأحد غيره.

2 ـ توجيه الاستدلال به

1 ـ حسبك من النصوص بعد حديث الدار، ما قد أخرجه الامام أحمد في الجزء الأول من مسنده(1) ، والامام النسائي في خصائصه العلوية(2) ، والحاكم في الجزء 3 من صحيحه المستدرك(3) ، والذهبي في تلخيصه معترفاً بصحته، وغيرهم من أصحاب السنن بالطرق المجمع على صحتها، عن عمرو بن ميمون: قال: اني لجالس عند ابن عباس اذ أتاه تسعة رهط، فقالوا: يا بن عباس إما أن تقوم معنا، وإما أن تخلو بنا من بين هؤلاء، فقال ابن عباس: بل أنا اقوم معكم، قال: وهو

____________

(1) في آخر صفحة 330. (منه قدس).

(2) ص6. (منه قدس).

(3) ص123. (منه قدس).

الصفحة 213
يومئذ صحيح قبل أن يعمى، قال: فابتدؤوا، فتحدثوا، فلا ندري ما قالوا، قال: فجاء ينفض ثوبه ويقول: أف وتف، وقعوا في رجل له بضع عشرة فضائل ليست لأحد غيره، وقعوا في رجل قال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: لأبعثن رجلاً لا يخزيه الله أبداً، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، فاستشرف لها من استشرف، فقال: أين علي؟ فجاء وهو أرمد لا يكاد أن يبصر، فنفث في عينيه ثم هز الراية ثلاثاً، فأعطاها اياه، فجاء علي بصفية بنت حيي، قال ابن عباس: ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فلاناً بسورة التوبة فبعث علياً خلفه، فأخذها منه، وقال: لا يذهب بها الا رجل هو مني وأنا منه، قال ابن عباس: وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لبني عمه: أيكم يواليني في الدنيا والآخرة، قال: وعلي جالس معه فأبوا، فقال علي: أنا أواليك في الدنيا والآخرة، قال: أنت وليي في الدنيا والآخرة، قال: فتركه، ثم قال: أيكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ فأبوا، وقال علي: أنا أواليك في الدنيا والآخرة، فقال لعلي: أنت وليي في الدنيا والآخرة، قال ابن عباس: وكان علي أول من آمن من الناس بعد خديجة، قال: وأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثوبه، فوضعه على علي وفاطمة وحسن وحسين، وقال: (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً) ، قال وشرى علي نفسه فلبس ثوب النبي، ثم نام مكانه وكان المشركون يرمونه، الى أن قال: وخرج رسول الله في غزوة تبوك وخرج الناس معه، فقال له علي: أخرج معك؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: لا. فبكى علي، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، الا أنه ليس بعدي نبي، أنه لا ينبغي أن أذهب الا وأنت خليفتي، وقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنت ولي كل مؤمن بعدي ومؤمنة، قال ابن عباس: وسد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ابواب المسجد غير باب علي، فكان يدخل المسجد جنباً وهو طريقه ليس له طريق غيره، قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «من كنت مولاه فان مولاه علي…» الحديث، قال الحاكم بعد اخراجه: هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه بهذه السياقة، قلت:

الصفحة 214
وأخرجه الذهبي في تلخيصه، ثم قال: صحيح(1) .

2 ـ ولا يخفى ما فيه من الأدلة القاطعة، والبراهين الساطعة، على أن علياً ولي عهده، وخليفته من بعده، ألا ترى كيف جعله صلى الله عليه وآله وسلم، وليه في الدنيا والآخرة؟ آثره بذلك على سائر أرحامه، وكيف أنزله منه منزلة هارون من موسى؟ ولم يستثن من جميع المنازل الا النبوة، واستثناؤها دليل على العموم.

وأنت تعلم أن أطهر المنازل التي كانت لهارون من موسى وزارته له وشد أزره به، واشتراكه معه في أمره، وخلافته عنه، وفرض طاعته على جميع أمته بدليل قوله (واجعل لي وزيراً من أهلي هارون أخي اشدد به ازري وأشركه في أمري)(2) وقوله: (أخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين) وقوله عز

____________

(1) عشر فضائل لعلي ليست لأحد غيره:

راجع: مستدرك الصحيحين للحاكم: 3/132 وصححه، تلخيص المستدرك للذهبي وصححه مطبوع بذيل المستدرك، مسند أحمد بن حنبل: 5/25 ح3062 بسند صحيح ط دار المعارف بمصر، خصائص أمير المؤمنين للنسائي الشافعي: 61 ـ 64 ط الحيدرية وص15 ط بيروت وص8 ط التقدم بمصر وص70 بتحقيق المحمودي، ذخائر العقبى: 87، كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 240 ط الحيدرية وص115 ط الغري، المناقب للخوارزمي الحنفي ص72، الاصابة لابن حجر العسقلاني: 2/509، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 34 ط اسلامبول وص38 ط الحيدرية و: 1/33 ط العرفان، ترجمة الامام علي بن ابي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 1/183 ح249 و250 و251، الرياض النضرة لمحب الدين الطبري الشافعي: 2/269 و270 ط2، أنساب الأشراف للبلاذري: 2/106 ح43، فضائل الخمسة: 1/230، الغدير للأميني: 1/51، و: 3/197، فرائد السمطين: 1/328 ح255.

(2) سورة طه: 29؛ وزارة علي من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كوزارة هارون من موسى.

راجع: شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي: 1/368 ح510 و511 و512 و513، مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي: 328 ح375 ط الاسلامية بطهران، ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 1/107 ح147.

الصفحة 215
وعلا: (قد أوتيت سؤلك يا موسى) فعلي بحكم هذا النص خليفة رسول الله في قومه، ووزيره في أهله، وشريكه في أمره ـ على سبيل الخلافة لا على سبيل النبوة ـ وأفضل أمته، وأولاهم به حياً وميتاً، وله عليهم من فرض الطاعة زمن النبي ـ بوزارته له ـ مثل الذي كان لهارون على أمة موسى زمن موسى، ومن سمع حديث المنزلة فانما يتبادر منه الى ذهنه هذه المنازل كلها، ولا يرتاب في ارادتها منه، وقد أوضح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، الأمر فجعله جلياً بقوله: انه لا ينبغي أن أذهب الا وأنت خليفتي، وهذا نص صريح في كونه خليفته، بل نص جلي في أنه لو ذهب ولم يستخلفه كان قد فعل ما لا ينبغي أن يفعل، وهذا ليس الا لأنه كان مأموراً من الله عز وجل باستخلافه، كما ثبت في تفسير قوله تعالى: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته)(1) ومن تدبر قوله تعالى في هذه الآية: (فما بلغت رسالته) ثم أمعن النظر في قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: انه لا ينبغي أن أذهب الا وأنت خليفتي، وجدهما يرميان الى غرض واحد كما لا يخفى، ولا تنس قوله، صلى الله عليه وآله وسلم، في هذا الحديث: أنت ولي كل مؤمن بعدي، فانه نص في أنه ولي الأمر وواليه والقائم مقامه فيه، كما قال الكميت رحمه الله تعالى:

ونعم ولي الأمر بعد وليه * ومنتجع التقوى ونعم المؤدب(2)

والسلام.

ـ ش ـ

المراجعة 27
18 ذي الحجة سنة 1329

التشكيك في سند حديث المنزلة

____________

(1) نزلت هذه الآية في 18 من ذي الحجة في غدير خم بجعل الامام علي خليفة من بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وسوف تأتي مع مصادرها تحت رقم (626) فراجع.

(2) الهاشميات للكميت بن زيد الأسدي بشرح الرافعي: 49 ط2 شركة التمدن بمصر.

الصفحة 216

حديث المنزلة صحيح مستفيض، لكن المدقق الآمدي ـ وهو فحل الفحول في علم الأصول ـ شك في أسانيده، وارتاب في طرقه، وربما تشبث برأيه خصومكم؛ فبماذا تستظهرون عليهم؟ والسلام.

ـ س ـ

المراجعة 28
19 ذي الحجة سنة 1329

1 ـ حديث المنزلة من أثبت الآثار

2 ـ القرائن الحاكمة بذلك

3 ـ مخرجوه من أهل السنة

4 ـ السبب في تشكيك الآمدي

1 ـ ظلم الآمدي ـ بهذا التشكيك ـ نفسه، فان حديث المنزلة اصح السنن واثبت الآثار.

2 ـ لم يختلج في صحة سنده ريب، ولا سنح في خواطر أحد أن يناقش في ثبوته بينت شفة، حتى أن الذهبي ـ على تعنته ـ صرح في تلخيص المستدرك بصحته(1) ، وابن حجر الهيثمي ـ على محاربته بصواعقه ـ ذكر الحديث في الشبهة 12 من الصواعق، فنقل القول بصحته عن أئمة الحديث الذين لا معول فيه الا عليهم، فراجع(2)(3) . ولولا أن الحديث بمثابة الثبوت، ما أخرجه البخاري في كتابه، فان الرجل يغتصب نفسه عند خصائص علي وفضائل أهل البيت اغتصاباً.

____________

(1) سمعت في المراجعة 26 تصريحه بصحته. (منه قدس).

(2) ص29 من الصواعق. (منه قدس).

(3) الصواعق المحرقة ص47 ط المحمدية بمصر.

الصفحة 217

ومعاوية كان امام الفئة الباغية، ناصب أمير المؤمنين وحاربه، ولعنه على منابر المسلمين، وأمرهم بلعنه، لكنه ـ بالرغم عن وقاحته في عداوانه ـ لم يجحد حديث المنزلة، ولا كابر فيه سعد بن أبي وقاص حين قال له. فيما أخرجه مسلم(1) ـ: «ما منعك أن تسب أبا تراب؟ فقال: أما ما ذكرت ثلاثاً قالهن له رسول الله، فلن اسبه، لأن تكون لي واحدة منها أحب الي من حمر النعم، سمعت رسول الله يقول له وقد خلفه في بعض مغازيه: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا أنه لا نبوة بعدي… الحديث(2)(3) . فأبلس معاوية، وكف عن تكليف سعد.

أزيدك على هذا كله أن معاوية نفسه حدث بحديث المنزلة، قال ابن حجر في صواعقه(4) : أخرج أحمد أن رجلاً سأل معاوية عن مسألة، فقال: سل عنها علياً

____________

(1) في باب فضائل علي أول ص324 من الجزء الثاني من صحيحه. (منه قدس).

(2) وأخرجه الحاكم أيضاً في أول ص109 من الجزء الثالث من المستدرك، وصححه على شرط الشيخين. وأورده الذهبي في تلخيصه معترفاً بصحته على شرط مسلم. (منه قدس).

(3) حديث المنزلة برواية سعد:

راجع: ترجمة الامام علي بن ابي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 1/206 ح271 و272، صحيح مسلم الفضائل ب من فضائل علي بن أبي طالب: 2/360، خصائص أمير المؤمنين للنسائي الشافعي: 48 و81 ط الحيدرية و: 106 ح45 و46 و47 و48 و61 ط بيروت بتحقيق المحمودي، نظم درر السمطين للزرندي الحنفي: 107، كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 84 ـ 86 ط الحيدرية وص28 ط الغري، المناقب للخوارزمي الحنفي: 59، صحيح الترمذي: 5/301 ح3808، أسد الغابة: 4/25 ـ 26، الاصابة لابن حجر: 2/509، جامع الأصول لابن الأثير: 9/469، الرياض النضرة: 2/247، فرائد السمطين: 1/378 ح307، الغدير: 10/257.

(4) أثناء المقصد الخامس من المقاصد التي أوردها في الآية الرابعة عشر من الباب 11 ص107 من الصواعق. (منه قدس).

الصفحة 218
فهو أعلم، قال: جوابك فيها أحب الي من جواب علي، قال: بئس ما قلت! لقد كرهت رجلاً كان رسول الله يغره بالعلم غراً، ولقد قال له: أنت مني بمنزلة هارون من موسى الا أنه لا نبي بعدي، وكان عمر اذ أشكل عليه شيء أخذ منه. الى آخر كلامه(1)(2) . وبالجملة فان حديث المنزلة مما لا ريب في ثبوته بإجماع المسلمين على اختلافهم في المذاهب والمشارب.

3 ـ وقد أخرجه صاحب الجمع بين الصحاح الستة(3) . وصاحب الجمع بين الصحيحين(4) ، وهو موجود في غزوة تبوك من صحيح البخاري(5) . وفي باب فضائل علي من صحيح مسلم(6) . وفي باب فضائل أصحاب النبي من سنن ابن

____________

(1) حيث قال وأخرجه آخرون (قال) ولكن زاد بعضهم: قم لا أقام الله رجليك، ومحا اسمه من الديوان الى آخر ما نقله في ص107 من صواعقه مما يدل على أن جماعة من المحدثين غير أحمد أخرجوا حديث المنزلة بالاسناد الى معاوية. (منه قدس).

(2) حديث المنزلة برواية معاوية:

راجع شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي: 2/21، مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي: 34 ح52 ط1 بطهران، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديث: 18/24 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل، الصواعق المحرقة لابن حجر: 177 ط المحمدية، فرائد السمطين: 1/371 ح302، ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر: 1/339 ح410 و411 ط1 و: 369 ح410 و411 ط2 بيروت.

(3) في مناقب علي. (منه قدس).

(4) في فضائل علي وفي غزوة تبوك. (منه قدس).

(5) في ص58 من جزئه الثالث. (منه قدس).

(6) في ص323 من جزئه الثاني. (منه قدس).

الصفحة 219
ماجة(1) وفي مناقب علي من مستدرك الحاكم(2) . وأخرجه الامام أحمد بن حنبل في مسنده من حديث سعد بطرق اليه كثيرة(3) . ورواه في المسند أيضاً من حديث كل من: ابن عباس(4) . واسماء بنت عميس(5) . وأبي سعيد الخدري(6) . ومعاوية بن أبي سفيان(7) وجماعة آخرين من الصحابة. وأخرجه الطبري من حديث كل من: أسماء بنت عميس، وأم سلمة، وحبيش بن جنادة، وابن عمر، وابن عباس، وجابر بن سمرة، وزيد بن أرقم، والبراء بن عازب، وعلي بن أبي طالب(8) . وغيرهم. وأخرجه البزار في مسنده(9) ، والترمذي في صحيحه(10) ، من حديث أبي سعيد الخدري. وأورده ابن عبدالبر في الاستيعاب،

____________

(1) في ص28 من جزئه الأول، حيث يذكر فضل علي. (منه قدس).

(2) في أول ص109 من جزئه 3 وفي أماكن أخر، يعرفها المتتبعون. (منه قدس).

(3) راجع ص173 و175 و177 و179 و182 و185، تصفح هذه الصحائف كلها من الجزء الأول من المسند. (منه قدس).

(4) راجع ص331 من الجزء الأول من المسند. (منه قدس).

(5) في ص369 وفي ص438 من الجزء السادس من المسند. (منه قدس).

(6) في ص32 من الجزء الثالث من المسند. (منه قدس).

(7) كما ذكرناه في صدر هذه المراجعة نقلاً عن المقصد الخامس من مقاصد الآية 14 من آيات الباب 11 من الصواعق المحرقة: 107. (منه قدس).

(8) كما نص عليه ابن حجر في الحديث الأول من الأربعين التي أوردها في الفصل الثاني من الباب 9 ص72 من صواعقه. وذكر السيوطي في أحوال علي من تاريخ الخلفاء: أن الطبري أخرج هذا الحديث عن هؤلاء كلهم، وزاد أسماء بنت قيس. (منه قدس).

(9) كما نص عليه السيوطي في أحوال علي من تاريخ الخلفاء: 65. (منه قدس).

(10) كما يدل عليه الحديث 2504 من أحاديث الكنز في: 152 من جزئه السادس. (منه قدس).

الصفحة 220
ثم قال ما هذا نصه: وهو من أثبت الآثار وأصحها، رواه عن النبي سعد بن أبي وقاص، (قال) وطرق حديث سعد فيه كثيرة جداً، ذكرها ابن أبي خيثمة وغيره، (قال) ورواه ابن عباس، وأبو سعيد الخدري، وأم سلمة، وأسماء بنت عميس، وجابر بن عبدالله، وجماعة يطول ذكرهم، هذا كلام ابن عبدالبر. وكل من تعرض لغزوة تبوك من المحدثين وأهل السير والأخبار، نقلوا هذا الحديث، ونقله كل من ترجم علياً من أهل المعاجم في الرجال من المتقدمين والمتأخرين على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم، ورواه كل من كتب في مناقب أهل البيت، وفضائل الصحابة من الأئمة، كأحمد بن حنبل، وغيره ممن كان قبله أو جاء بعده، وهو من الأحاديث المسلمة في كل خلف من هذه الأمة(1) .

____________

(1)

حديث المنزلة

قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي» وغيره من الألفاظ. وهذا الحديث من الأحاديث المتواترة فقد رواه جماعة كثيرة من الصحابة منهم.

سعد بن أبي وقاص، معاوية، حبشي بن جنادة، جابر، أبو سعيد الخدري، سعد بن مالك، أسماء بنت عميس، عبدالله بن عمر، ابن أبي ليلى، مالك بن الحويرث، علي بن أبي طالب، عمر بن الخطاب، عبدالله بن عباس، أم سلمة، عبدالله بن مسعود، أنس بن مالك، زيد بن أرقم، أبو ايوب، أبو بردة، جابر بن سمرة، البراء، أبو هريرة، زيد بن ابي أوفى، نبيط بن شريط، فاطمة بنت حمزة.

وهذا الحديث يوجد في: صحيح البخاري ك المغازي ب غزوة تبوك: 5/129 ط دار الفكر و: 3/63 ط الخيرية و: 6/3 ط مطابع الشعب و: 3/86 ط دار احياء الكتب و: 3/58 ط المعاهد و: 3/61 ط الشرفية و: 6/3 ط محمد علي صبيح و: 6/3 ط الفجالة و: 3/54 ط الميمنية و: 5/37 ط بمبي، صحيح مسلم ك الفضائل ب من فضائل علي بن أبي طالب: 2/360 ط عيسيى الحلبي و: 7/120 ط محمد علي صبيح، صحيح الترمذي: 5/301 ح3808 وصححه وح3813 وصححه وح3814 وحسنه ط دار الفكر، مسند أحمد بن حنبل: 3/50 ح1490 بسند صحيح و: 56 ح1505 بسند صحيح و: 57 ح1509 بسند صحيح و: 66 ح1532 بسند صحيح و: 74 ح1547 بسند صحيح و: 88 ح1583 بسند صحيح و: 94 ح1600 بسند حسن و: 97 ح1608 بسند صحيح و: 5/25 ح3062 بسند صحيح ط دار المعارف بمصر، سنن ابن ماجة: 1/42 ح115 و121 ط دار احياء الكتب، صحيح البخاري ك بدء الخلق ب مناقب علي بن أبي طالب: 4/208 ط دار الفكر و:5/19 ط الأميرية و:4/71 ط بمبي، المستدرك للحاكم: 3/109 و: 2/337 وصححه، تاريخ الطبري: 3/104، ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: ج1 حديث: 30 و125 و148 و149 و150 و251 و271 و272 و273 و274 و276 و277 و278 و279 و280 و281 و329 و330 و336 و337 و338 و339 و340 و341 و342 و343 و344 و345 و346 و347 و348 و349 و350 و351 و352 و353 و354 و355 و356 و357 و358 و359 و360 و361 و362 و363 و364 و365 و366 و367 و368 و369 و370 و371 و372 و373 و374 و375 و376 و377 و378 و379 و380 و381 و382 و383 و384 و385 و386 و387 و388 و389 و390 و391 و392 و393 و394 و396 و397 و398 و399 و400 و401 و402 و403 و404 و405 و406 و407 و408 و409 و410 و411 و412 و413 و414 و415 و416 و417 و418 و419 و420 و421 و422 و423 و424 و425 و426 و427 و428 و429 و430 و431 و432 و433 و434 و435 و436 و437 و438 و439 و440 و441 و442 و443 و444 و445 و446 و447 و448 و449 و450 و451 و452 و453 و454 و455 و456 ط1 بيروت، أنساب الأشراف للبلاذري: 2/106 ح43 و: 92 ح8 و15 و16 و17 و18، الاصابة لابن حجر: 2/507 و509، الاستيعاب بهامش الاصابة: 3/34 و35، خصائص أمير المؤمنين للنسائي الشافعي: 76 و77 و78 و79 و80 و81 و82 و83 و84 و85 ط الحيدرية، مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي: 27 ح40 و41 و42 و43 و44 و45 و46 و47 و48 و49 و50 و51 و52 و53 و54 و55 و56 و303 ط1 بطهران، حلية الأولياء: 7/194 وصححه وص195 و196 و197 وصححه، المناقب للخوارزمي الحنفي: 60 و74 و83 و84 و86 و130 و76 و19 و24 و214، ذخائر العقبى: 63 و64 و69 و87، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 168، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 35 و44 و49 و50 و51 و56 و57 و63 و80 و86 و88 و114 و130 و176 و182 و185 و204 و220 و234 و254 و408 و496 ط اسلامبول، أسدل الغابة: 2/8 و: 4/26 و27، نظم درر السمطين للزرندي الحنفي: 95 و107، كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 281 و282 و283 و284 و285 و287 ط الحيدرية و: 148 و149 و150 و151 و153 ط الغري، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 2/495 و575 و: 3/255 و: 4/220 ط1 بمصر و: 9/305 و: 10/222 وج13 للسبط بن الجوزي الحنفي: ص18 و19 و20 و23، الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي: ص21 و22 و110، شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي: 1/150 ح204 و205، مقتل الحسين للخوارزمي الحنفي: 1/48 و49، اسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار: 148 و149 ط السعيدية و: 134 و136 ط العثمانية، المعجم الصغير للطبراني: 2/22 و54، مجمع الزوائد: 9/109 و110 و111 و119، الرياض النضرة: 2/214 و215 و216 و248 ط2، كنز العمال: 15/139 ح403 و404 و410 و411 و432 و487 ط2، مرآة الجنان لليافعي: 1/109 وصححه ط بيروت، العقد الفريد لابن عبد ربه: 4/311 و: 5/100 ط لجنة التأليف بمصر و: 2/279 و: 3/48 ط العثمانية، مصابيح السنة للبغوي: 2/275 وصححه ط محمد علي صبيح، الفتح الكبير للنبهاني: 1/277 و: 3/398، جامع الأصول لابن الأثير: 9/468 و469، مشكاة المصابيح: 3/242، الجامع الصغير للسيوطي: 2/56، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد: 5/31 و53 و55، احقاق الحق: 5/133 ـ 234 ط1 بطهران، فرائد السمطين: 1/122 و123 و124 و126 و127 و317 و329 وغيرهما من عشرات الكتب.

الصفحة 221

فلا عبرة بتشكي الآمدي في سنده، فانه ليس من علم الحديث في شيء، وحكمه في معرفة الأسانيد والطرق حكم العوام لا يفقهون حديثاً، وتبحرفي علم

الصفحة 222
الأصول هو الذي أوقعه في هذه الورطة، حيث رآه بمقتضى الأصول نصاً صريحاً لا يمكن التخلص منه الا بالتشكيك في سنده، ظناً منه أن هذا من الممكن. وهيهات هيات ذلك، والسلام.

ـ ش ـ

المراجعة 29
20 ذي الحجة سنة 1329

1 ـ التصديق بما قلناه في سند الحديث

2 ـ التكشيك في عمومه

الصفحة 223

3 ـ الشك في حجيته

1 ـ كل ما ذكرتموه في ثبوت الحديث ـ حديث المنزلة ـ حق لا ريب فيه مطلقاً، والآمدي عثر فيه عثرة دلت على بعده عن علم الحديث وأهله، وقد أزعجناك بذكر رأيه فأحوجناك الى توضيح الواضحات، وتلك خطيئة نستغفرك منها وأنت أهل لذلك.

2 ـ وقد بلغني أن غير الآمدي من خصومكم، يزعم أن لا عموم في حديث المنزلة وأنه خاص بمورده، واستدل بسياق الحديث، وسببه لأنه انما قاله لعلي حين استخلفه على المدينة في غزوة تبوك، فقال له الامام رضى الله عنه: اتخلفني في النساء والصبيان؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، الا أنه لا نبي بعدي، وكأنه صلى الله عليه وآله وسلم، أراد كونه منه بمنزلة هارون من موسى حيث استخلفه في قومه عند توجهه الى الطور، فيكون المقصود أنت مني أيام غزوة تبوك، بمنزلة هارون من موسى أيام غيبته في مناجاة ربه.

3 ـ وربما قالوا: ان الحديث غير حجة وان كان عاماً لكونه مخصوصاً، والعام المخصوص غير حجة في الباقي، والسلام.

ـ س ـ

المراجعة 30
22 ذي الحجة سنة 1329

1 ـ أهل الضاد يحكمون بعموم الحديث

2 ـ تزييف القول باختصاصه

3 ـ ابطال القول بعدم حجيته

1 ـ نحن نوكل الجواب عن قولهم بعد عموم الحديث الى أهل اللسان والعرف العربيين، وأنت حجة العرب لا تدافع، ولا تنازع، فهل ترى أمتك

الصفحة 224
ـ أهل الضاد ـ يرتابون في عموم المنزلة من هذا الحديث. كلا وحاشا مثلك أن يرتاب في عموم اسم الجنس المضاف وشموله لجميع مصاديقه، فلو قلت: منحتكم انصافي مثلاً، أيكون انصافك هذا خاصاً ببعض الأمور دون بعض، أم عاماً شاملاً لجميع مصاديقه؟ معاذ الله أن تراه غير عام، أو يتبادر منه الا الاستغراق، ولو قال خليفة المسلمين لأحد أوليائه: جعلت لك ولايتي على الناس، أو منزلتي منهم، أو منصبي فيهم، أو ملكي؛ فهل يتبادر الى الذهن غير العموم؟ وهل يكون مدعي التخصيص ببعض الشؤون دون بعض، الا مخالفاً مجازفاً؟ ولو قال لأحد وزرائه: لك في أيامي منزلة عمر في أيام أبي بكر الا أنك لست بصاحبي، أكان هذا بنظر العرف خاصاً ببعض المنازل أم عام؟ ما أراك والله تراه الا عاماً، ولا أرتاب انك قائل بعموم المنزلة في قوله صلى الله عليه وآله وسلم «أنت مني بمنزلة هارون من موسى»، قياساً على نظائره في العرف واللغة، ولا سيما بعد استثناء النبوة فانه يجعله نصاً في العموم، والعرب ببابك، فسلها عن ذلك.

2 ـ أما قول الخصم بأن الحديث خاص بمورده فمردود من وجهين.

الوجه الأول: ان الحديث في نفسه عام كما علمت، فمورده ـ لو سلمنا كونه خاصاً ـ لا يخرجه عن العموم، لأن المورد لا يخصص الوارد كما هو مقرر في محله؛ ألا ترى لو رأيت الجنب يمس آية الكرسي مثلاً فقلت له: لا يمسسن آيات القرآن محدث؛ أيكون هذا خاصاً بمورده أم عاماً شاملاً لجميع آيات القرآن ولكل محدث؟ ما أظن أحداً يفهم كونه خاصاً بمس الجنب بخصوصه لآية الكرسي بالخصوص، ولو رأى الطبيب مريضاً يأكل التمر، فنهاه عن أكل الحلو، أيكون في نظر العرف خاصاً بمورده، أم عاماً شاملاً لكل مصاديق الحلو؟ ما أرى والله القائل بكونه خاصاً بمورده الا في منتزح عن الأصول، بعيداً عن قواعد اللغة، نائياً عن الفهم العرفي، أجنبياً عن عالمنا كله، وكذا القائل بتخصيص العموم في حديث المنزلة بمورده من غزوة تبوك لا فرق بينهما أصلاً.

الوجه الثاني: ان الحديث لم تنحصر موارده باستخلاف علي على المدينة في