الصفحة 57

الصفحة 58

الصفحة 59

الصفحة 60

الصفحة 61

الصفحة 62
هل حكم بافتراض المودة لغيرهم محكم التنزيل(1)(2)

____________

(1) كلا، بل اختصهم الله سبحانه بذلك تفضيلاً لهم على من سواهم، فقال: (قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة (وهي هنا مودتهم) نزد له فيها حسناً إن الله غفور (لأهل مودتهم) شكور) (لهم على ذلك). (منه قدس).

(2)

آية المودة

قال تعالى:

(قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى) سورة الشورى آية: 23 هذه الآية نزلت في قربى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وهم: علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام.

راجع: شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي: 2/130 حديث: 822 و823 و824 و825 و826 و827 و828 و832 و833 و834 و838، مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي: 307 ح352، ذخائر العقبى للطبري الشافعي ص25 و138، الصواعق المحرقة لابن حجر الشافعي: 101 و135 و136 ط الميمنية بمصر وص168 و225 ط المحمدية بمصر، مطالب السؤول لابن طلحة الشافعي: 8 ط طهران و: 1/21 ط النجف، كفاية الطالب للكنجي الشافعي: ص91 و93 و313 ط الحيدرية وص31 و32 و175 و178 ط الغري، الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي: 11، مقتل الحسين للخوارزمي الحنفي: 1/1 و57، تفسير الطبري: 25/25 مصطفى الحلبي بمصر و 25/14 و15 ط الميمنية بمصر، المستدرك للحاكم: 3/172، الاتحاف للشبراوي الشافعي ص5 و13، احياء الميت للسيوطي الشافعي بهامش الاتحاف ص110، نظم درر السمطين للزرندي الحنفي: 24، نور الأبصار للشبلنجي: 102 ط السعيدية وص106 ط العثمانية بمصر، تلخيص المستدرك للذهبي مطبوع بذيل المستدرك: 3/172، تفسير الكشاف للزمخشري: 3/402 ط مصطفى محمد و: 4/220 ط بيروت، تفسير الفخر الرازي: 27/166 ط عبدالرحمن محمد بمصر و: 7/405 ـ 406، تفسير البيضاوي: 4/123 ط مصطفى محمد بمصر و: 5/53 أفست بيروت على ط دار الكتب العربية بمصر وص642 ط العثمانية، تفسير ابن كثير: 4/112، مجمع الزوائد: 7/103 و: 9/168، فتح البيان في مقاصد القرآن لصديق حسن خان: 8/372، تفسير القرطبي: 16/22، فتح القدير للشوكاني: 4/537 ط2 و: 4/22 ط1 بمصر، الدر المنثور للسيوطي: 6/7، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 106 و194 و261 ط اسلامبول وص123 و229 و311 ط الحيدرية و: 1/105 و: 2/19 و85 ط العرفان بصيدا، تفسير النفسي: 4/105، حلية الأولياء: 3/201، الغدير للأميني: 2/306 ـ 311، إحقاق الحق للتستري: 3/2 ـ 22 و: 9/92 ـ 101 ط1 بطهران، فضائل الخمسة: 1/259، فرائد السمطين: 1/20 و: 2/13 ح359، عبقات الأنوار قسم حديث الثقلين: 1/285.

الصفحة 63
وهل هبط بآية المباهلة بسواهم جبرائيل؟(1)(2)

____________

(1) كلا، وإنما هبط بآية المباهلة بهم خاصة، فقال عز من قائل:

(فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبنائكم) الآية (منه قدس).

(2) قوله تعالى:

(فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين) سورة آل عمران آية: 61.

أجمعت الأمة الإسلامية على أن الآية نزلت في النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام.

راجع: صحيح مسلم كتاب الفضائل باب فضائل علي بن أبي طالب: 2/360 ط عيسى الحلبي و: 15/176 ط مصر بشرح النووي و: 7/120 ط محمد علي صبيح بمصر و: 4/1871 ط آخر بمصر، صحيح الترمذي: 4/293 ح3085 و: 5/301 ح3808، شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي: 1/120 ـ 129 حديث: 168 و170 و171 و172 و173 و175، المستدرك على الصحيحين للحاكم: 3/150 وصححه معرفة علوم الحديث للحاكم ذكر في النوع (17) «وقد تواترت الأخبار في التفاسير عن عبدالله بن عباس وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أخذ يوم المباهلة بيد علي وحسن وحسين وجعلوا فاطمة وراءهم ثم قال: هؤلاء أبناؤنا وأنفسنا ونساؤنا فهلموا أنفسكم وأبناءكم ونساءكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين»، تلخيص المستدرك للذهبي مطبوع بذيل المستدرك، مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي: 263 ح310، مسند أحمد بن حنبل: 1/185 ط الميمنية و: 3/97 ح1608 ط دار المعارف، كفاية الطالب للكنجي الشافعي ص54 و85 و142 ط الحيدرية وص13 و28 ـ 29 و55 و56 ط الغري، ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 1/21 ح 30 و271، تفسير الطبري: 3/299 و330 و301 و: 3/192 ط الميمنية بمصر، الكشاف للزمخشري: 1/368 ـ 370 ط بيروت و: 1/193 ط مصطفى محمد بمصر، تفسير ابن كثير: 1/370 ـ 371، تفسير القرطبي: 4/104، أحكام القرآن للحصاص: 2/295 ـ 296 «قال: لم يختلفوا فيه إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخذ بيد الحسن والحسين وعلي وفاطمة إلى آخر كلامه» ط عبدالرحمن محمد بمصر، اسباب النزول للواحدي: 59، أحكام القرآن لابن عربي: 1/275 ط2، الحلبي: 1/115 ط السعادة بمصر، التسهيل لعلوم التنزيل للكلبي: 1/109، فتح البيان في مقاصد القرآن: 2/72، زاد المسير لابن الجوزي: 1/399، فتح القدير للشوكاني: 1/347 ط2 مصطفى الحلبي بمصر: 1/316 ط1 بمصر، تفسير الفخر الرازي: 2/699 ط دار الطباعة العامرة بمصر: 8/85 ط البهية بمصر، جامع الأصول لابن الأثير: 9/470، مطالب السؤول لابن طلحة الشافعي: 18 ج1 ط النجف وص8 ط طهران، ذخائر العقبى: 25، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي الحنفي: 17 ط النجف وص14 ط الحيدرية، الدر المنثور للسيوطي: 2/38 ـ 39 تفسير البيضاوي: 2/22 أفست بيروت على ط دار الكتب العربية بمصر، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 169، الصواعق المحرقة لابن حجر الشافعي ص72 ط الميمنية بمصر وص119 ط المحمدية بمصر. وفي هذه الطبعة حذف اسم الإمام الحسن وهو موجود في الطبعة الأولى ص72 ط الميمنية وذكر نزول الآية فيهم ص87 و93 ط الميمنية وص143 و153 ط المحمدية: تفسير الخازن: 1/302، الأتحاف بحب الأشراف للشبراوي الشافعي ص5، معالم التنزيل للبغوي بهامش تفسير الخازن: 1/302، السيرة الحلبية للحلبي الشافعي: 3/212 ط المطبعة البهية بمصر و: 3/240 ط محمد علي صبيح، السيرة النبوية لزين دحلان بهامش السيرة الحلبية: 3/5، المناقب للخوارزمي الحنفي: 60 و97، الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي: 110 شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 16/291 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل: 4/108 ط1 بمصر، احقاق الحق للتستري: 3/46 ـ 62، و: 9/70 ـ 91 ط1 بطهران، فضائل الخمسة: 1/244، اسد الغابة لابن الأثير الشافعي: 4/26، الاصابة لابن حجر العسقلاني الشافعي: 2/509 ط السعادة بمصر. و: 2/503 ط مصطفى محمد بمصر، مرآة الجنان لليافعي: 1/109، مشكاة المصابيح للعمري: 3/254، البداية والنهاية لابن كثير: 5/54، ولم يذكر أمير المؤمنين عليه السلام. ط السعادة بمصر تفسير أبي السعود مطبوع بهامش تفسير الرازي: 2/143 ط الدار العامرة بمصر، تفسير الجلالين للسيوطي: 1/33 ط مصر وص77 ط دار الكتاب العربي في بيروت، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: ص9 و44 و51 و52 و232 و281 و295 ط اسلامبول وص9 و49 و57 و59 و275 و291 و353 ط الحيدرية، الرياض النضرة للطبري الشافعي: 2/248 ط2، فرائد السمطين: 1/378 ح307 و: 2/23 ح365 وص205 ح484 و485 و486، عبقات الأنوار قسم حديث الثقلين: 1/252، وألف المرحوم الشيخ عبدالله السبيتي كتاباً بعنوان المباهلة ط في النجف.

الصفحة 64

الصفحة 65

هل أتى هل أتى بمدح سواهم * لا ومولى بذكرهم حالها(1)(2)

____________

(1) إشارة إلى نزول سورة الدهر فيهم وفي أعدائهم، ومن أراد الوقوف على جلية الأمر في كل من آية التطهير وآية المباهلة وآية المودة في القربى وسورة الدهر، فعليه بكلمتنا الغرّاء فإنها الشفاء من كل داء وبها جماح الأعداء وزجر غراب الجهلاء والحمد لله. (منه قدس).

(2)

قصة الإطعام

قوله تعالى: (إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافوراً عيناً يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيراً يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شره مستطيراً) إلى قوله: (إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكوراً) سورة الدهر آية: 5 ـ 22 هذه الآيات نزلت في: علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام بمناسبة قصة صيامهم ثلاثة أيام وتصدقهم في تلك الثلاثة بطعامهم على المسكين واليتيم والأسير.

راجع ذلك في: شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي: 2/298 حديث: 1042 و1046 و1047 و1048 و1051 و1053 و1054 و1055 و1056 و1057 و1058 و1059 و1061، المناقب للخوارزمي الحنفي: 188 ـ 194، كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 345 ـ 348ط الحيدرية وص201 ط الغري، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي الحنفي: 312 ـ 317، مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي: 272 ح302 نور الأبصار للشبلنجي: 102 ـ 104 ط السعيدية بمصر وص101 ـ 102 ط العثمانية بمصر، الجامع لأحكام القرآن (تفسير القرطبي) 19/130، الكشاف للزمخشري: 4/670 ط بيروت و: 4/197 ط مصطفى محمد بمصر و: 2/511 ط آخر، روح المعاني للألوسي: 29/157، أسد الغابة لابن الأثير الجزري الشافعي: 5/530 ـ 531، أسباب النزول للواحدي: 251، تفسير الفخر الرازي: 13/243 ط البهية بمصر: 8/392 ط الدار العامرة بمصر، تفسير أبي السعود بهامش تفسير الرازي: 8/393 ط الدار العامرة، التسهيل لعلوم التنزيل للكلبي: 4/167، فتح القدير للشوكاني: 5/349 ط2 و: 5/338 ط1 الحلبي بمصر، الدر المنثور للسيوطي: 6/299، ذخائر العقبى: 88 و102 مطالب السؤول لابن طلحة الشافعي: 1/88، العقد الفريد لابن عبد ربه المالكي: 5/96 ط2 لجنة التأليف والنشر بمصر: 3/45 ط آخر، تفسير الخازن: 7/159، معالم التنزيل للبغوي الشافعي بهامش تفسير الخازن: 7/159، الاصابة لابن حجر: 4/387 ط السعادة: 4/376 ط مصطفى محمد بمصر، تفسير البيضاوي: 5/165 ط بيروت على ط دار الكتب العربية الكبرى و: 4/235 ط مصطفى محمد: 2/571 ط اخر، اللآلي المصنوعة للسيوطي: 1/370، تفسير النسفي: 4/318، الغدير للأميني: 3/107 ـ 111، إحقاق الحق للتستري: 3/158 ـ 169 و: 9/110 ـ 123، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 93 و212 ط اسلامبول وص107 ـ 108 و251 ط الحيدرية، نوادر الأصول للحكيم الترمذي: 64 بدون ذكر اسم المطبعة، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 1/21 و: 13/276 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل، الرياض النضرة لمحب الدين الطبري الشافعي: 2/274 و302 ط2، فضائل الخمسة من الصحاح الستة: 1/254، فرائد السمطين: 1/53 ـ 56 ح383.

الصفحة 66
أليسوا حبل الله الذي قال: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا)(1)(2) .

____________

(1) أخرج الإمام الثعلبي في معنى هذه الآية من تفسيره الكبير بالإسناد إلى أبان بن تغلب عن الإمام جعفر الصادق قال: نحن حبل الله الذي قال: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) . ا هـ. وعدها ابن حجر في الآيات النازلة فيهم، فهي الآية الخامسة من آياتهم التي أوردها في الفصل الأول من الباب 11 من صواعقه، ونقل في تفسيرها عن الثعلبي ما سمعته من قول الإمام جعفر الصادق. وقال الإمام الشافعي ـ كما في رشفة الصادي للإمام أبي بكر بن شهاب الدين:

ولما رأيت الناس قد ذهبت بهم * مذاهبهم في أبحر الغي والجهل
ركبت على اسم الله في سفن النجا * وهم أهل بيت المصطفى خاتم الرسل
وأمسكت حبل الله وهو ولاؤهم * كما قد أمرنا بالتمسك بالحبل

(منه قدس)

(2)

آية الاعتصام

قوله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) سورة آل عمران آية: 103، حبل الله هم أهل البيت.

راجع: شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي: 1/130 ح177 و178 و179 و180 الصواعق المحرقة لابن حجر الهيثمي الشافعي: 149 ط المحمدية وص90 الميمنية بمصر، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 139 و328 و356 ط الحيدرية وص119 و274 و297 ط اسلامبول الاتحاف بحب الأشراف للشبراوي الشافعي: 76، روح المعاني للألوسي: 4/16، نور الأبصار للشبلنجي: 102 ط السعيدية وص101 ط العثمانية، أسعاف الراغبين للصبان الشافعي: 107 ط السعيدية وص100 ط العثمانية.

الصفحة 67

والصادقين الذين قال: (وكونوا مع الصادقين)(1)(2) ،

____________

(1) الصادقون هنا: رسول الله والأئمة من عترته الطاهرة بحكم صحاحنا المتواترة، وهو الذي أخرجه الحافظ أبو نعيم وموفق بن أحمد ونقله ابن حجر في تفسير الآية الخامسة من الباب 11 من صواعقه: 90 عن الإمام زين العابدين في كلام له أوردناه في أواخر (المراجعة 6) (منه قدس).

(2) قول الإمام الشافعي:

ولما رأيت الناس قد ذهبت بهم مذاهبهم في أبحر الغي والجهل… الخ يوجد في رشفة الصادي لأبي بكر من شهاب الدين الشافعي: 15 ط الإعلامية بمصر.

(3)

آية الصادقين

(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) سورة التوبة آية: 119، أي مع علي وأصحابه.

راجع: شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي: 1/259 ح350 و351 و352 و353 و355 و356، كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 236 ط الحيدرية وص111، ط الغري، ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 2/421 ح923، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي الحنفي: 16، المناقب للخوارزمي الحنفي: 198، نظم درر السمطين للزرندي الحنفي: 91، فتح القدير للشوكاني: 2/414، الصواعق المحرقة لابن حجر الشافعي: 150 ط المحمدية وص90 ط الميمنية بمصر، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 136 و140 ط الحيدرية وص116 و119 ط اسلامبول، الدر المنثور للسيوطي الشافعي: 3/390، الغدير للأميني: 2/305 روح المعاني للألوسي: 11/41، غاية المرام باب (42) ص248 ط ايران، فرائد السمطين للحمويني: 1/314 ح250 وص370 ح299 و300.

الصفحة 68

وصراط الله الذي قال: (وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه)(1) وسبيله الذي قال: (ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله)(2)(3) وأولي الأمر الذين قال: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)(4)(5) وأهل الذكر الذين قال: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا

____________

(1 و3) قوله تعالى:

(وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله) الأنعام آية: 153.

راجع: ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 130 ط الحيدرية وص111 ط اسلامبول، احقاق الحق: للتستري: 3/543 ط طهران، غاية المرام: 434.

(2) كان الباقر والصادق يقولان: الصراط المستقيم هنا هو الاإمام، ولا تتبعوا السبل أي أئمة الضلال، فتفرق بكم عن سبيله، ونحن سبيله. (منه قدس).

(4) أخرج ثقة الإسلام محمد بن يعقوب بسنده الصحيح عن بريد العجلي قال: سألت أبا جعفر (محمد الباقر) عن قوله عز وجل: (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) فكان جوابه: (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلاً) يقولون لأئمة الضلال والدعاة إلى النار هؤلاء أهدى من آل محمد سبيلاً (أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيراً، أم لهم نصيب من الملك) يعني الإمامة والخلافة (فاذاً لا يؤتون الناس نقيراً، أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله) ونحن الناس المحسودون على ما آتانا الله من الامامة دون خلقه (فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكاً عظيماً) يقول جعلنا منهم الرسل والأنبياء والأئمة فكيف يقرون به في آل إبراهيم وينكرونه في آل محمد (فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيراً) (منه قدس).

(5)

أولو الأمر

قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) سورة النساء آية: 59 أولو الأمر هم: علي والأئمة من ولده. راجع ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص134 و137 ط الحيدرية وص114 و117 ط اسلامبول شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي: 1/148 حديث: 202 و203 و204، تفسير الرازي: 3/357، احقاق الحق للتستري: 3/424 ط1 بطهران، فرائد السمطين: 1/314 ح250.

الصفحة 69
تعلمون)(1)(2) والمؤمنين الذين قال: (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم)(3)(4)

____________

(1) أخرج الثعلبي في معنى هذه الآية من تفسره الكبير عن جابر قال: لما نزلت هذه الآية قال علي: نحن أهل الذكر، وهذا هو المأثور عن سا+ئر أئمة الهدى؛ وقد أخرج العلامة البحريني في الباب 35 نيفاً وعشرين حديثاً صحيحاً في هذا المضمون. (منه قدس).

(2)

أهل الذكر

قوله تعالى: (فأسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) النحل آية: 43 والأنبياء آية: 7، هذه الآية نزلت في أهل البيت وهم: علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام.

راجع: شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي: 1/334 حديث: 459 و460 و463 و464 و465 و466، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص51 و140 ط الحيدرية وص46 و119 ط اسلامبول، تفسير القرطبي: 11/272، تفسير الطبري: 4/109، تفسير ابن كثير: 2/570، روح المعاني للألوسي: 14/134، احقاق الحق للتستري: 3/482 ط1 بطهران.

(3) أخرج ابن مردوية في تفسير الآية أن المراد بمشاققة الرسول هنا إنما هي المشاقة في شأن علي، وأن الهدى في قوله: من بعد ما تبين له الهدى إنما هو شأنه عليه السلام. وأخرج العياشي في تفسيره نحوه. والصحاح متواترة من طريق العترة الطاهرة في أن سبيل المؤمنين إنما هو سبيلهم عليهم السلام. (منه قدس).

(4)

آية المنازعة

قوله تعالى: (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى... الخ) النساء آية: 115 راجع: تفسير علي بن إبراهيم القمي: 1/152 ط النجف، البرهان في تفسير القرآن: 2/415 ط طهران.

الصفحة 70

والهداة الذين قال: (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد)(1)(2) أليسوا من الذين أنعم الله عليهم، وأشار في السبع المثاني والقرآن إليهم، فقال:

____________

(1) أخرج الثعلبي في تفسيره هذه الآية من تفسيره الكبير عن إبن عباس قال: لما نزلت هذه الآية وضع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يده على صدره وقال: أنا المنذر وعلي الهادي، وبك يا علي يهتدي المهتدون، وهذا هو الذي أخرجه غير واحد من المفسرين وأصحاب السنن عن ابن عباس وعن محمد بن مسلم قال: سألت أبا عبدالله (جعفر الصادق) عن هذه الآية، فقال: كل إمام هاد في زمانه، وقال الإمام أبو جعفر الباقر في تفسيرها: المنذر رسول الله، والهادي علي، ثم قال: والله ما زالت فينا إلى الساعة ا هـ. (منه قدس).

(2)

الانذار والهداية

قوله تعالى: (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) الرعد آية: 7 المنذر: محمد، والهادي: علي.

راجع: شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي: 1/293 ـ 303 حديث 398 إلى 416، كفاية الطالب للكنجي الشافعي 233 ط الحيدرية وص 109 ط الغري، تفسير الطبري: 13/108، تفسير ابن كثير: 2/502، تفسير الشوكاني: 3/70، تفسير الفخر الرازي: 5/271 ط دار الطباعة العامرة بمصر و: 21/14 ط آخر، ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 2/415 حديث 913 و914 و915 و916، الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي 107، المستدرك الحاكم: 3/129 ـ 130، نور الأبصار للشبلنجي: 71 ط العثمانية وص71 ط السعيدية بمصر، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: ص115 و121 ط الحيدرية وص99 و104 ط اسلامبول، الدر المنثور للسيوطي: 4/45، زاد المسير لابن الجوزي الحنبلي: 4/307، نظم درر السمطين للزرندي الحنفي: 90، فتح البيان لصديق حسن خان: 5/75، روح المعاني للألوسي: 13/97، احقاق الحق للتستري: 3/88 ـ 93، فضائل الخمسة من الصحاح الستة: 1/266، فرائد السمطين: 1/148، راجع بقية المصادر فيما يأتي تحت رقم (583) عند قوله صلى الله عليه وآله وسلم «أنا المنذر وعلي الهادي».

الصفحة 71
(إهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم)(1)(2) وقال: (ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين)(3)(4) ألم يجعل لهم الولاية العامة؟ ألم يقصرها بعد الرسول عليهم؟ فاقرأ: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون. ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله

____________

(1) أخرج الثعلبي في تفسير الفاتحة من تفسيره الكبير عن أبي بريدة أن الصراط المستقيم هو صراط محمد وآله عن تفسير وكيع بن الجراح عن سفيان الثوري عن السدي عن اسباط ومجاهد عن ابن عباس في قوله: اهدنا الصراط المستقيم، قال: قولوا أرشدنا إلى حب محمد وأهل بيته. (منه قدس).

(2)

الصراط المستقيم

قوله تعالى: (إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم) الفاتحة آية 6 ـ الصراط: محمد وأهل بيته وهم: علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام راجع: شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي: 1/57 حديث: 86 و87 و88 و88 و89 و90 و91 و92 و93 و94 و95 و101 و102 و103 و104 و105، الاتحاف بحب الأشراف للشبراوي: 76. كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 162 ط الحيدرية وص67 ط الغري، إحقاق الحق للتستري: 3/534.

(3) أئمة أهل البيت من سادات الصديقين والشهداء والصالحين بلا كلام (منه قدس).

(4) قوله تعالى: (ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين) النساء آية: 69 من النبيين: محمد، والصديقين علي، والشهداء: حمزة وجعفر، والصالحين: الحسن والحسين عليهما السلام. راجع شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي: 1/153 حديث: 206 و207 و208 و209، إحقاق الحق للتستري: 3/542، غاية المرام باب ـ 182 ص426 ط ايران.

الصفحة 72
هم الغالبون)(1)(2) ألم يجعل المغفرة لمن تاب وآمن وعمل صالحاً مشروطة بالاهتداء إلى ولايتهم إذ يقول: (واني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم

____________

(1) أجمع المفسرون ـ كما اعترف به القوشجي وهو من أئمة الأشاعرة في مبحث الإمامة من شرح التجريد ـ على أن هذه الآية إنما نزلت في علي حين تصدق راكعاً في الصلاة. وأخرج النسائي في صحيحه نزولها في علي بن عبدالله بن سلام، وأخرج نزولها فيه أيضاً صاحب الجمع بين الصحاح الستة في تفسير سورة المائدة. وأخرج الثعلبي في تفسيره الكبير نزولها في أمير المؤمنين كما سنوضحه عند إيرادها. (منه قدس).

(2)

آية الولاية

قوله تعالى: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون * ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون) المائدة آية: 55/56.

نزلت هذه الآية: في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وهو راكع في الصلاة.

يوجد ذلك في: شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي: 1/161 ـ184 حديث 216 و217 و218 و219 و221 و222 و223 و224 و225 و226 و227 و228 و230 و231 و232 و233 و234 و235 و236 و237 و238 و239 و240 و241، ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 2/409 ح908 و909 ط1، أسباب النزول للواحدي: 113 و114، كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 228 و250 و251 ط الحيدرية وص 106 و122 و123 ط الغري، مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي: 311، ح354 و355 و356 و357 و358، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 115 ط اسلامبول وص135 ط الحيدرية و: 1/114 ط العرفان بصيدا، الكشاف للزمخشري: 1/649 ط بيروت و: 1/624 ط مصطفى محمد بمصر، تفسير الطبري: 6/288 و289. راجع بقية مصادر الآية ونزولها (في علي) في ما يأتي تحت رقم (533) ففيه اضعاف ما ذكرناه هنا.

الصفحة 73
اهتدى)(1)(2) ألم تكن ولايتهم من الأمانة التي قال الله تعالى: (إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً)(3) (4) ألم تكن من السلم الذي أمر الله بالدخول فيه

____________

(1) قال ابن حجر في الفصل الأول من الباب 11 من صواعقه ما هذا لفظه: الآية الثامنة قوله تعالى: (وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى) (قال) قال ثابت البنائي اهتدى الى ولاية أهل بيته صلى الله عليه وآله وسلم (قال) وجاء ذلك عن أبي جعفر الباقر أيضاً، ثم روى ابن حجر أحاديث في نجاة من اهتدى إليهم عليهم السلام، وقد أشار بما نقله عن الباقر إلى قول الباقر عليه السلام للحارث بن يحيى: يا حارث ألا ترى كيف اشترط الله ولم تنفع انساناً التوبة ولا الإيمان ولا العمل الصالح حتى يهتدي إلى ولايتنا، ثم روى عليه السلام بسنده الى جده أمير المؤمنين قال: والله لو تاب رجل وآمن وعمل صالحاً ولم يهتد إلى ولايتنا ومعرفة حقنا ما أغنى ذلك عنه شيئاً. ا هـ. وأخرج أبو نعيم الحافظ عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه عن علي نحوه. وأخرج الحاكم عن كل من الباقر والصادق وثابت البناني وأنس بن مالك مثله. (منه قدس).

(2)

آية الغفران

قوله تعالى: (واني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى) طه: 82 اهتدىالى ولاية أهل البيت.

راجع: شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي: 1/375 حديث: 518 و519 و520 و521 و522، الصواعق المحرقة لابن حجر الشافعي:151 ط المحمدية وص91 طالميمنية بمصر، نظم درر السمطين للزرندي الحنفي: 86، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 129 ط الحيدرية وص110 ط اسلامبول.

(3) راجع معنى الآية في الصافي وتفسير علي بن إبراهيم، وما رواه ابن بابويه في ذلك عن كل من الباقر والصادق والرضا، وما أورده العلامة البحريني في تفسيرها من حديث أهل السنة في الباب 115 من كتابه (غاية المرام) (منه قدس).

(4)

آية الأمانة

هي الآية: 72 من سورة الاحزاب، راجع: تفسير الصافي: 2/369، تفسير علي بن إبراهيم القمي: 2/198، غاية المرام: 396 ط ايران.

الصفحة 74
فقال: (يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان)(1)(2) .

أليست هي النعيم الذي قال الله تعالى: (ثم لتسألن يومئذ عن النعيم)(3)(4) ، ألم يؤمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بتبليغها؟ ألم يضيق عليه في ذلك بما يشبه التهديد من الله عز وجل حيث يقول: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين)(5)(6) ألم يصدع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بتبليغها عن الله يوم

____________

(1) أخرج العلامة البحريني في الباب 224 من كتابه غاية المرام اثني عشر حديثاً من صحاحنا في نزولها بولاية علي والأئمة من بنيه والنهي عن اتباع غيرهم، وذكر في الباب 223 أن الأصفهاني الاموي روى ذلك عن علي من عدة طرق. (منه قدس).

(2)

آية السلم

الآية 208 من سورة البقرة وراجع: ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 130 ط الحيدرية وص111 ط اسلامبول.

(3) أخرج العلامة البحريني في الباب 48 من كتاب غاية المرام ثلاثة أحاديث من طريق أهل السنة في أن النعيم هو ما أنعم الله على الناس بولاية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين وأهل البيت؛ وأخرج في الباب 49 اثني عشر حديثاً من صحاحنا في هذا المعنى، فراجع: (منه قدس).

(4)

آية النعيم

قوله تعالى: (ثم لتسألن يومئذٍ عن النعيم) . التكاثر 8. أي عن ولاية اهل البيت. راجع: شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي: 2/368 ح1150 1151 و1152، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 131 ط الحيدرية وص111 ط اسلامبول، غاية المرام: 257 ط ايران.

(5) أخرجه غير واحد من أصحاب السنن كالامام الواحدي في سورة المائدة من كتابه أسباب النزول عن أبي سعيد الخدري، قال: نزلت هذه الآية يوم غدير خم في علي بن أبي طالب. وأخرج الإمام الثعلبي في تفسيره بسندين، ورواه الحمويني الشافعي في فرائده بطرق متعددة عن ابي هريرة مرفوعاً، ونقله أبو نعيم في كتابه نزول القرآن بسندين احدهما عن أبي رافع والآخر عن الأعمش عن عطية مرفوعين، وفي غاية المرام تسعة أحاديث عن طريق أهل السنة، وثمانية صحاح من طريق الشيعة بهذا المعنى؛ فراجع منه باب 37 وباب 38. (منه قدس).

(6)

آية التبليغ

قوله تعالى: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين) سورة المائدة آية: 67 نزلت هذه الآية يوم ـ 18 ـ من ذي الحجة سنة ـ 10 ـ من الهجرة في حجة الوداع في رجوع النبي صلى الله عليه وآله وسلم من مكة الى المدينة في مكان يقال له غدير خم. فأمر الله نبيه صلى الله عليه وآله وسلم أن ينصب علياً إماماً وخليفة من بعده. وسوف تأتي هذه الآية مع مصادرها تحت رقم(626) فراجع.

الصفحة 75
الغدير حيث هضب خطابه، وعب عبابه فأنزل الله يومئذ: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً)(1)(2) ألم تر كيف فعل ربك يومئذ بمن جحد ولايتهم علانية، وصادر بها رسول الله جهرة فقال: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم. فرماه الله بحجر من سجيل كما فعل من قبل بأصحاب الفيل، وأنزل في تلك

____________

(1) نص على ذلك الإمام أبو جعفر الباقر وخلفه الإمام أبو عبدالله الصادق فيما صح عنهما عليهما السلام، وأخرج أهل السنة ستة أحاديث بأسانيدهم المرفوعة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، صريحة في هذا المعنى والتفصيل في الباب 39 والباب 40 من غاية المرام. (منه قدس).

(2)

آية الإكمال

قوله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً) سورة المائدة: أية 3 هذه الآية نزلت يوم الغدير ـ 18 ـ من ذي الحجة سنة ـ 10 ـ من الهجرة بعد أن خطب النبي أصحابه ونصف ونصب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب خليفة من بعده. وسوف تأتي الآية مع مصادرها تحت رقم (627) فراجع.

الصفحة 76
الحال: (سأل(1) سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع)(2) وسائل الناس عن ولايتهم يوم يبعثون كما جاء في تفسير قوله تعالى: (وقفوهم إنهم

____________

(1) أخرج الإمام الثعلبي في تفسيره الكبير هذه القضية مفصلة، ونقلها العلامة المصري الشبلنجي في أحوال علي من كتابه ـ نور الأبصار ـ فراجع منه ص71 والقضية مستفيضة، ذكرها الحلبي في أواخر حجة الوداع من الجزء 3 من سيرته، وأخرجها الحاكم في تفسير المعارج من المستدرك، فراجع صفحة 502 من جزئه الثاني. (منه قدس).

(2)

آية العذاب

قوله تعالى: (سأل سائل بعذاب واقع، للكافرين ليس له دافع من الله ذي المعارج) المعارج آية: 1 ـ 3 نزلت هذه الآية: في النعمان الفهري لما شك في تنصيب النبي لعلي عليه السلام فوقع عليه العذاب… الخ القصة.

راجع ذلك في: شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي: 2/286 حديث: 1030 و1031 و1033 و1034، السيرة الحلبية لعلي بن بزهان الدين الحلبي الشافعي: 3/275 ط البهية بمصر سنة 1320 هـ، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي الحنفي: 30، نظم درر السمطين للزرندي الحنفي: 93، الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي: 25، نور الأبصار للشبلنجي: 71 ط السعيدية وص71 ط العثمانية بمصر، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 328 ط الحيدرية وص274 ط اسلامبول، تفسير أبي السعود بهامش تفسير الرازي: 8/292 ط دار الطباعة العامرة بمصر، تفسير القرطبي: 18/278، فرائد السمطين للحمويني: 1/82. ونقله في الغدير: 1/239 ـ 267 عن: غريب القرآن لأبي عبيد الهروي، شفاء الصدور لأبي بكر النقاش تفسير الثعلبي مخطوط، دعاة الهداة للحسكاني الحنفي، الاكتفاء في فضل الأربعة الخلفاء للوصابي الشافعي، معارج الوصول للزرندي الحنفي، هداية السعداء لأحمد دولت، السراج المنير للشربيني الشافعي: 4/364، الاربعين في مناقب أمير المؤمنين للشيرازي، فيض القدير في شرح الجامع الصغير: 6/218، العقد النبوي والسر المصطفوي، وسيلة المآل في عد مناقب الآل، نزهة المجالس للصفوري: 2/242، الصراط السوي في مناقب النبي للقادري، شرح الجامع الصغير للسيوطي: 2/387، معارج العلي في مناقب المرتضى، تفسير شاهي،شرح المواهب اللدنية للزرقاني المالكي: 7/13، ذخيرة المآل للحفظي الشافعي، الروضة الندية في شرح التحفة العلوية، تفسير المنار: 6/464 وغيرها من المصادر.

الصفحة 77
مسؤولون)(1)(2) ولا غرو فإن ولايتهم لما بعث الله به الأنبياء وأقام عليه الحجج والأوصياء، كما جاء في تفسير قوله تعالى: (واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا)(3)(4) بل هي مما أخذ الله به العهد من عهد، ألست بربكم، كما جاء

____________

(1) أخرج الديلمي «كما في تفسير هذه الآية من الصواعق» عن أبي سعيد الخدري أن النبي قال: وقفوهم أنهم مسؤولون عن ولاية علي. وقال الواحدي ـ كما في تفسيرها من الصواعق أيضاً ـ: روي في قوله تعالى وقفوهم انهم مسؤولون أي عن ولاية علي وأهل البيت «قال» لأن الله أمر نبيه أن يعرف الخلق أنه لا يسألهم عن تبليغ الرسالة أجراً إلا المودة في القربى، «قال» والمعنى أنهم يسألون هل والوهم حق الموالاة كما أوصاهم النبي أم أضاعوها أو هملوها فتكون عليهم المطالبة والتبعة، انتهى كلام الواحدي. وحسبك أن ابن حجر عدها في الباب11 من الصواعق من الآيات النازلة فيهم، فكانت الآية الرابعة وقد أطال الكلام فيها، فراجع. (منه قدس).

(2)

المساءلة

قوله تعالى: (وقفوهم إنهم مسؤولون) الصافات آية: 24 مسؤولون عن ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام راجع في ذلك: شواهد التنزيل للحاكم الحنفي: 2/106 حديث: 785 و786 و787 و788 و789، كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 247 ط الحيدرية وص120 ط الغري، نظم درر السمطين للزرندي الحنفي: 109، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي الحنفي: 17، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 112 و114 و270 و295 ط اسلامبول وص131 و133 و324 و354 و355 ط الحيدرية، المناقب للخوارزمي الحنفي: 195، الصواعق المحرقة لابن حجر الشافعي: 147 ط المحمدية وص89 ط الميمنية بمصر، روح المعاني للألوسي في تفسير هذه الآية، فرائد السمطين: 1/79.

(3) حسبك ما أخرجه في تفسيرها أبو نعيم الحافظ في حليته، وما أخرجه كل من الثعلبي والنيسابوري والبرقي في معناها من تفاسيرهم، وما رواه إبراهيم بن محمد الحمويني وغيره من أهل السنة، ودونك ما رواه أبو علي الطبرسي في تفسيرها من مجمع البيان عن أمير المؤمنين، وفي الباب 44 والباب 45 من غاية المرام، سنن في هذا المعنى تثلج الأوام. (منه قدس).

(4)

الارسال

قوله تعالى: (واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا) . الزخرف 45 أرسلوا على ولاية محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعلي عليه السلام. راجع في ذلك شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي: 2/156 حديث: 855 و856 و857، المناقب للخوارزمي الحنفي: 220 ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ ابن عساكر الشافعي: 2/97 ح599، غاية المرام باب ـ 44 ـ ص249 ط ايران، فرائد السمطين: 1/81.

الصفحة 78
في تفسير قوله تعالى: (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى)(1)(2) وتلقى آدم من ربه كلمات التوسل بهم فتاب عليه(3)(4) .

____________

(1) يدلك على هذا حديثنا عن أهل البيت في تفسير الآية. (منه قدس).

(2)

آية الشهادة

الأعراف: 172 راجع: تفسير فرات بن إبراهيم الكوفي: 48، الاكليل للسيوطي: 89 ط مصر، إحقاق الحق للتستري: 3/307 ط1 بطهران.

(3) أخرج ابن المغازلي الشافعي عن ابن عباس قال: سئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه قال صلى الله عليه وآله وسلم سأله بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين فتاب عليه وغفر له. ا هـ. وهذا هو المأثور عندنا في تفسير الآية. (منه قدس).

(4)

آية التوبة

قوله تعالى: (فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه) البقرة: 37 الكلمات التي سأل آدم ربه بها سأله بحق محمد، وعلي وفاطمة، والحسن والحسين عليهم السلام.

راجع في ذلك: مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي: 63 ح89، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 97 و239 ط اسلامبول وص111 و112 و283 ط الحيدرية منتخب كنز العمال للمتقي الهندي مطبوع بهامش مسند أحمد بن حنبل: 1/419، الدر المنثور للسيوطي الشافعي: 1/60، الغدير للأميني: 7/300، إحقاق الحق للتستري: 3/76.

الصفحة 79

وما كان الله ليعذبهم(1)(2) وهم أمان أهل الأرض ووسيلتهم إليه(3) فهم الناس المحسودون الذين قال الله فيهم: (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله)(4)(5) وهم الراسخون في العلم الذين قال: (والراسخون في

____________

(1) راجع من الصواعق المحرقة لابن حجر تفسير قوله تعالى؛ (وما كان الله ليعذبهم) . وهي الآية السابعة من آيات فضلهم التي أوردها في الباب 11 من ذلك الكتاب تجد الاعتراف بما قلناه. (منه قدس).

(2)

الرسول أمان

قوله تعالى: (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم) الأنفال: 33 راجع: الصواعق المحرقة لابن حجر الشافعي: 91 ط الميمنية بمصر وص150 ط المحمدية بمصر، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 357 ط الحيدرية وص298 ط اسلامبول.

(3) إشارة إلى قوله صلى الله عليه وآله وسلم المتقدم تحت رقم (41) فراجع.

(4) كما اعترف به ابن حجر حيث عد هذه الآية من الآيات النازلة فيهم فكانت الآية السادسة من آياتهم التي أوردها في الباب 11 من صواعقه. وأخرج ابن المغازلي الشافعي ـ كما في تفسير هذه الآية من الصواعق ـ عن الإمام الباقر أنه قال: نحن الناس المحسودون والله. وفي الباب 60 والباب 61 من غاية المرام ثلاثون حديثاً صحيحاً صريحاً بذلك. (منه قدس).

(5)

(الحسد)

قوله تعالى: (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله) النساء: 54 المحسودون هم أهل البيت.

يوجد ذلك في: شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي: 1/143 حديث: 195 و196 و197 و198، مناقب الإمام علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي: 467 ح314، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 142 و328 و357 ط الحيدرية وص121 و274 و298 ط اسلامبول، الصواعق المحرقة لابن حجر الشافعي: 150 ط المحمدية وص91 ط الميمنية بمصر، نور الأبصار للشبلنجي: 102 ط السعيدية وص101 ط العثمانية، اسعاف الراغبين للصبان الشافعي مطبوع بهامش نور الأبصار: 108 ط السعيدية وص100 ط العثمانية، الاتحاف بحب الأشراف للشبراوي الشافعي: 76، رشفة الصادي لأبي بكر الحضرمي: 37، الغدير للأميني: 3/61.

الصفحة 80
العلم يقولون آمنا به)(1)(2) وهم رجال الأعراف الذين قال: (وعلى الأعراف رجال يعرفون كلاً بسيماهم)(3)(4) ورجال الصدق الذين قال:

____________

(1) أخرج ثقة الإسلام محمد بن يعقوب بسنده الصحيح عن الإمام الصادق قال: نحن قوم فرض الله عز وجل طاعتنا ونحن الراسخون في العلم ونحن المحسودون، قال الله تعالى: (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله) وأخرجه الشيخ في التهذيب بإسناده الصحيح عن الامام الصادق عليه السلام أيضاً. (منه قدس).

(2) قوله تعالى: (والراسخون في العلم يقولون آمنا به) آل عمران راجع: تفسير علي بن إبراهيم القمي: 1/96.

(3) أخرج الثعلبي في معنى هذه الآية تفسيره عن ابن عباس قال: الأعراف موضع عال من الصراط عليه العباس وحمزة وعلي وجعفر ذو الجناحين يعرفون محبيهم ببياض الوجوه ومبغضيهم بسواد الوجوه. ا هـ. وأخرج الحاكم بسنده إلى علي قال: نقف يوم القيامة بين الجنة والنار، فمن نصرنا عرفناه بسيماه فأدخلناه الجنة ومن أبغضنا عرفناه بسيماه، وعن سلمان الفارسي سمعت رسول الله يقول: يا علي إنك والأوصياء من ولدك على الأعراف… الحديث. ويؤيده حديث أخرجه الدارقطني ـ كما في أواخر الفصل الثاني من الباب 9 من الصواعق أن علياً قال للستة الذين جعل عمر الأمر شورى بينهم كلاماً طويلاً من جملته: أنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله: يا علي أنت قسيم الجنة والنار يوم القيامة غيري؟ قالوا: اللهم لا. قال ابن حجر: معناه ما رواه عنترة عن علي الرضا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال له: يا علي أنت قسيم الجنة والنار، فيوم القيامة تقول للنار هذا لي وهذا لك (قال ابن حجر): وروى ابن السماك أن أبا بكر قال لعلي رضي الله عنهما: سمعت رسول الله يقول: لا يجوز أحد الصراط إلا من كتب له علي الجواز. (منه قدس).

(4)

آية الأعراف

قوله تعالى: (وعلى الأعراف رجال يعرفون كلاً بسيماهم) الأعراف: 46 رجال الأعراف هم: علي وجعفر وحمزة والعباس يعرفون محبيهم ومبغضيهم. راجع: شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي: 1/198 ح256 و257 و258 ط بيروت، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص118 و119 ط الحيدرية وص102 ط اسلامبول، الصواعق المحرقة لابن حجر الشافعي: 101 ط الميمنية وص167 ط المحمدية بمصر، تفسير القرطبي: 7/212، فتح القدير للشوكاني: 2/208، فضائل الخمسة من الصحاح الستة: 1/286.

الصفحة 81
(من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً)(1)(2) ورجال التسبيح الذين قال الله تعالى:

____________

(1) ذكر ابن حجر في الفصل الخامس من الباب 9 من صواعقه حيث ذكر وفاة علي أنه عليه السلام سئل وهو على المنبر بالكوفة عن قوله تعالى: (رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) فقال: اللهم غفراً، هذه الآية نزلت في وفي عمي حمزة وفي ابن عمي عبيدة بن الحرث بن المطلب، فأما عبيدة فقد قضى نحبه شهيداً يوم بدر، وحمزة قضى نحبه شهيداً يوم أحد، وأما أنا فأنتظر أشقاها يخضب هذه من هذه، وأشار بيده الى لحيته وهامته، عهد عهده إلي حبيبي أبو القاسم صلى الله عليه وآله وسلم. اهـ. وأخرج الحاكم ـ كما في تفسيرها من مجمع البيان ـ عن عمرو بن ثابت عن أبي إسحاق عن علي عليه السلام قال: فينا نزلت (رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) وأنا والله المنتظر وما بدلت تبديلاً.

(2)

الصادقون

قوله تعالى: (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً) الأحزاب: 23.

المنتظر هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.

راجع في ذلك: شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي: 2/1 حديث: 627 و628، كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 249 ط الحيدرية وص122 ط الغري، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 96 ط اسلامبول وص110 ط الحيدرية، المناقب للخوارزمي الحنفي ص197 ط الحديرية، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي الحنفي: 17، الفصول المهمة لابن الصباع المالكي: 116، الصواعق المحرقة لابن حجر الشافعي: 80 ط الميمنية وص132 ط المحمدية بمصر، نور الأبصار للشبلنجي: 98 ط السعيدية وص97 ط العثمانية، تفسير الخازن: 5/203، معالم التنزيل للبغوي الشافعي بهامش تفسير الخازن: 5/203، الغدير للأميني: 2/51، إحقاق الحق للتستري: 3/363، فضائل الخمسة من الصحاح الستة: 1/287.

الصفحة 82
(يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار)(1)(2) وبيوتهم هي التي ذكرها الله عز وجل فقال: (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها أسمه)(3)(4)

____________

(1) عن تفسير مجاهد ويعقوب بن سفيان عن ابن عباس في قوله تعالى: (وإذا رأوا تجارة أو لهواً انفضوا إليها وتركوك قائماً) ان دحية الكلبي جاء يوم الجمعة من الشام بالميرة، فنزل عند أحجار الزيت ثم ضرب بالطبول ليؤذن الناس بقدومه، فنفر الناس إليه وتركوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم قائماً يخطب، على المنبر إلاّ علياً والحسن والحسين وفاطمة وسلمان وأبا ذر والمقداد، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: لقد نظر الله إلى مسجدي يوم الجمعة فلولا هؤلاء لاضرمت المدينة على أهلها ناراً وحصبوا بالحجارة كقوم لوط. وأنزل الله فيمن بقي مع رسول الله في المسجد قوله تعالى: (يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة) الآية (منه قدس).

(2و4)

البيوت المقدسة

قوله تعالى: (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال، رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار) سورة النور: 36 ـ 37.

نزلت في أهل البيت.

راجع: شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي: 1/409 ح566 و567 و568، الدر المنثور للسيوطي: 5/50، روح المعاني للألوسي: 18/157، غاية المرام ص317 ط ايران.

(3) أخرج الثعلبي في معنى الآية من تفسيره الكبير بالاسناد إلى أنس بن مالك وبريد قالا: قرأ رسول الله هذه الآية (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه) فقام اليه أبو بكر فقال: يا رسول الله هذا البيت منها، وأشار إلى بيت علي وفاطمة، قال نعم من أفاضلها. ا هـ. وفي الباب 12 من غاية المرام تسعة صحاح، ينشق منها عمود الصباح. (منه قدس).

الصفحة 83
وقد جعل الله مشكاتهم في آية النور مثلاً لنوره(1)(2) (وله المثل الأعلى في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم) وهم (السابقون السابقون أولئك المقربون)(3)(4) .

____________

(1) اشارة إلى قوله تعالى: (مثل نوره كمشكاة) الآية فقد أخرج ابن المغازلي الشافعي في مناقبه بالاسناد إلى علي بن جعفر قال سالت أبا الحسن الكاظم عن قوله عز وجل: (كمشكاة فيها مصباح) قال عليه السلام: المشكاة فاطمة، والمصباح الحسن والحسين، و (الزجاجة كأنها كوكب دري) قال: كانت فاطمة كوكباً درياً بين نساء العالمين (توقد من شجرة مباركة) شجرة إبراهيم، (لا شرقية ولا غربية) لا يهودية ولا نصرانية (يكاد زيتها يضيء) قال: يكاد العلم ينطق منها (ولو لم تمسسه نار نور على نور) قال: فيها إمام بعد إمام (يهدي الله لنوره من يشاء) يهدي الله لولايتنا من يشاء ا هـ. وهذا التأويل مستفيض عن أهل بيت التنزيل. (منه قدس).

(2)

النور

قوله تعالى: (مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة) النور: 35.

راجع: مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي: 316 حديث: 361 ط1 بطهران.

(3) أخرج الديلمي ـ كما في الحديث 29 من الفصل الثاني من الباب 9 من الصواعق المحرقة لابن حجر ـ عن عائشة والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس أن النبي قال: السبق ثلاثة فالسابق إلى موسى يوشع بن نون. والسابق إلى عيسى صاحب ياسين. والسابق إلى محمد علي بن أبي طالب اهـ. وأخرجه الموفق بن أحمد والفقيه بن المغازلي بالإسناد إلى ابن عباس (منه قدس).

(4)

السابقون

قوله تعالى: (والسابقون السابقون أولئك المقربون) الواقعة: 10 ـ 11 نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام.

راجع: شواهد التنزيل للحسكاني: 2/213 ح924 و925 و926 و927 و928 و929 و930 و931، مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي: 320 ح365، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي الحنفي ط17، الدر المنثور للسيوطي: 6/154، الصواعق المحرقة لابن حجر الشافعي: 123 ط المحمدية وص74 ط الميمنية، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 60 و115 ط اسلامبول وص69 و135 ط الحيدرية، العقد الفريد لابن عبدربه المالكي: 5/94 ط2، فتح البيان لصديق حسن خان: 9/254، تفسير ابن كثير: 4/283، روح المعاني للألوسي: 27/114، البداية والنهاية لابن كثير: 1/231، فضائل الخمسة: 1/184 احقاق الحق للتستري: 3/114. راجع بقية المصادر فيما يأتي تحت رقم (591) عند قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «السبق ثلاثة».