2024 October 16 - 12 ربیع الثانی 1446
هل اعتناق الإسلام و التشیع من الإیرانیین کان فی زمن عمر بن الخطاب ؟
رقم المطلب: ٧٧٩ تاریخ النشر: ٠١ صفر ١٤٣٩ - ١١:٥٢ عدد المشاهدة: 3765
الأسئلة و الأجوبة » عام
هل اعتناق الإسلام و التشیع من الإیرانیین کان فی زمن عمر بن الخطاب ؟

الجواب الإجمالي:

الجواب التفصيلي:

اسلام الإیرانیین

اعتناق الإسلام من الإيرانیین فی زمن رسول الله صلي الله عليه و آله و من دون احتیاج الی الحرب!

 سلمان الفارسي کان عطشانا للحقیقة و یبحث عن الإسلام فی زمن الذی کان عمر لا یزال فی کفره !

تبليغ و مدّ الإسلام الحقیقی فی ايران فی زمن الرسول الأکرم صلي الله عليه و آله بید اميرالمؤمنين عليه السلام

قبل النبی (ص)الشاب الإيراني فی حرب اُحد

الإیرانی جار النبی صلي الله عليه و آله

قبل النبی (ص) مساعدة الايراني فی فتح مكَة و تطهیر الكعبة

توجه رسول الله صلي الله عليه وآله الی خلُق الايرانيین

مساندة متبادلة عن النبی و اهل بيته من الإیرانیین

الأیرانیون أسعد المسلمین

فتح ناحیة من ايران بعد حياة رسول الأکرم صلي الله عليه و آله  من دون دعوة الی الإسلام الحقیقی

الحرب من دون الإشارة الی الإسلام و قبوله

الحرب ل الغنيمة !

التشدد الجاهلي و الأخلاق الغير الإسلامي فی الحرب مع الإيرانيین

اعتراف علماء اهل السنة: حروب الخلفاء کانت لأجل فتح البلاد و المنع عن نشر روح الإسلام

اعتراف المؤرخین المعاصرین بعدم نشر الإسلام الحقیقی بید الخلفاء

عدم مشاركة اهل البيت  عليهم السلام و مخالفتهم لحروب الخلفاء

روايات مخالفة اهل البيت  مع حروب خلفاء الجور

أصحاب اهل البیت علیهم السلام الإیرانیون و الإرشاد والموعظة بلسان الفارسي

تشیع الإیرانیین

تشيع الايرانيین فی القرن الأول الی الرابع من الهجرة

دور الأئمة و الخاص من اصحابهم من جملتهم سلمان الفارسي فی اعتناق الاسلام و تشيع الايرانيین الی القرن الثالث

دور سلمان الفارسي فی اعتناق إسلام الإيرانيین

قیاس مواجهة اهل البيت عليهم السلام و الخلفاء مع الإيرانيین

تحقير الايرانيین بید عمر بن الخطاب

مواصلة التحقير و التبعيض ضد الإيرانيین بید اتباع بني امية

قتل عمر بن الخطاب و سببه

دور الايرانيین فی قيام مختار عند اخذ الثار من وحشیة بني امية و الدفاع عن اهل البيت  عليهم السلام

قم اول و أقوي‌ مرکز ل التشيع فی ايران

مسلمو سيستان و محبتهم ب النسبة ل الامام علي بن ابيطالب و بقیة الائمة الأطهار عليهم السلام

أثر قيام زيد بن علي فی تشيع الايرانيین

دور الايرانيین و محبتهم ل اهل البيت  عليهم السلام فی قلب حکومة بني امية

سفر الامام علي بن موسي الرضا عليه السلام الی ايران و قبول الولاية من قبله

حديث سلسلة الذهب

الترغيب الی زيارة الإمام الرضا عليه السلام

حضور ابناء الأئمة فی ايران

تشيع الايرانيین فی القرون الرابعة الی السادسة من الهجرة

حكومة آل بوية

الجهود العلمي و حوارات علماء الشيعة فی القرن الرابع و الخامس من الهجرة

تشيع الايرانيین فی القرن السابع الی العاشر من الهجرة

وزارة ابن العلقمي و انقراض خلافة العباسيین

انقراض دولة العباسيین فی سنة 656 الهجرية علی ید المغول ، من جانب ازالت  الحرمة الكاذبة ل الخلفاء العباسية و من جانب اوجبت قلة التعصّب و الخفقان ضد الشيعة.

علماء الشيعة فی هذه المرحلة اغتنموا الفرصة کما فی زمن حكومة آل بويه فی القرن الرابع اغتنموا الفرصة فی ترويج التشيع بأحسن وجه و سببوا انعاش مذهب التشيع.

الجهود العلمي و حوارات علماء الشيعة فی القرن السابع الی العاشر من الهجرة

توسعة مدی الجغرافي ل التشيع فی النواحي المركزية فی ايران

الحكومة الداخلیة ل السربداران

الحكومة الصفوية

دور علماء الشيعة فی تحکیم التشيع الإثنی عشریة بعنوان مذهب الرسمي ل ايران فی حكومة الصفوية

النتيجة

 

الجواب الإجمالي:

قبول الإسلام من قبل الايرانيین لم یکن نتيجة فتح ايران فی زمن عمر ؛ بل عدة عدیدة من الإيرانیین فی زمن حياة النبی الاكرم صلي الله عليه و آله من دون أی حرب و بقیة الإيرانيین بعد عصر النبی الأکرم صلي الله عليه و آله و ابوبكر و عمر و عثمان ، من دون حرب اعتنقوا الإسلام بصورة تدریجیة .

علاوة علی ان الحروب التی وقعت فی زمن الخلفاء ، اما لم یکن الکلام فیها عن دعوة الناس الی الإسلام بتاتا ! و اما الإسلام الذی اظهروه ل الإيرانیین و بقیة البلاد المفروضة الحرب ، هو الإسلام المختلط ب البدع العدیدة .

تشيع الايرانيین لم یکن فی زمن الصفوية بل کان بصورة تدريجية التی بدأت من القرن الاول من الهجرة و ارتفعت فی القرون الآتیة .

الجواب التفصيلي:

اسلام الإیرانیین

اعتناق الإسلام من الإيرانیین فی زمن رسول الله صلي الله عليه و آله و من دون احتیاج الی الحرب!

دراسة الدقيق ل التاريخ تحكي انه لم یکن بین اسلام الايرانیین و فتوحات عمر بن الخطاب صلة مباشرة لأنه علی الأساس عندما ندرس ظاهرة اشهار اسلام الايرانیين من البدایة ، نجد ان اکثرهم لم یستسلموا علی اثر الحرب و اسالة الدماء بل طلب الحق‌ و التحدی من قبل الايرانیین ، سبب انتمائهم ب دين الإسلام .

سلمان الفارسي کان عطشانا للحقیقة و یبحث عن الإسلام فی زمن الذی کان عمر لا یزال فی کفره !

اشهار الإسلام من قبل اول و افضل الاصحاب من الايرانيین ل الرسول صلي الله عليه و آله يعني سلمان الفارسي رضوان الله عليه ،کان فی زمن حياة الرسول الاکرم صلي الله عليه و آله . لکن لم یربط ب زمن عمر بن الخطاب بل فی نفس الزمن الذی کان عمر بن الخطاب مشرکا و مشغولا ب ایذاء المسلمین فی مکة ، کان سلمان الفارسي فی البحث عن النبی الاکرم صلي الله عليه و آله و عطشانا لدين النبی الأکرم ص! سلمان الفارسي رضوان الله عليه فی ضمن رواية مفصّلة يبین قصة حیاته هکذا :

... و أتيت الصومعة و أنشأت أقول : أشهد أن لا إله إلا الله وأن عيسى روح الله وأن محمدا حبيب الله ، فأشرف علي الديراني فقال : أنت روزبه ؟ فقلت : نعم ، فقال : اصعد فصعدت إليه و خدمته حولين كاملين ، فلما حضرته الوفاة قال لي : إني ميت فقلت : على من تخلفني ؟ فقال: لا أعرف أحدا يقول بمقالتي هذه في الدنيا وإن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب قد حانت ولادته فإذا أتيته فأقرئه مني السلام ، و ادفع إليه هذا اللوح  ... فبينا أنا أدور خلفه إذ حانت من النبي صلى الله عليه وآله التفاته ، فقال : يا روزبه! تطلب خاتم النبوة ، فقلت : نعم ، فكشف عن كتفيه فإذا أنا بخاتم النبوة معجوم بين كتفيه عليه شعرات قال : فسقطت على قدم رسول الله صلى الله عليه وآله أقبلها ... فأعتقني رسول الله صلى الله عليه وآله و سماني سلمان .

الصدوق، محمد بن علي، المتوفی 381ق ، کمال الدين و تمام النعمه، ص 161- 165، تصحيح و تعليق: علي اکبر الغفاري، ناشر: انتشارات اسلامي، 1405ق.

ابن اثير ایضا فی اسد الغابة ینقل رواية بهذا المضمون ایضا.

ابن اثير، علي بن ابي الکرم ، المتوفی 630ق ، اسد الغابه في معرفة الصحابه، ج 2، ص 328- 330، ناشر: دار الکتب العربي.

من جانب آخر قبول الاسلام عن عمر کان بسنین بعد ایام فحص سلمان ل الوصول الی النبی الاکرم  صلي الله عليه و آله . الجزري یقول فی تأریخ قبول عمر الإسلام هکذا:

«و كان اسلام عمر في السنة السادسة»

ابن اثير، علي بن ابي الکرم ، المتوفی 630ق ، اسد الغابه في معرفة الصحابه، ج4، ص57، ناشر: دار الکتب العربي.

لمزید المطالب حول اذیة الذین هم حدیث العهد بالإسلام من قبل عمر إقرأ عبر هذا الرابط:

http://www.valiasr-aj.com/persian/shownews.php?idnews=5134

میزة سلمان الفارسي الذی هو فخر الإيرانيین کلهم ، هی ان النبی صلي الله عليه و آله قال فی حقه فقط :

سلمان منّا اهل البيت.

الصدوق، محمد بن علي، المتوفی 381 ق ، عيون اخبار الرضا، ج 2، ص 70، تحقيق: شيخ حسين اعلمي، ناشر: موسسه اعلمي، بيروت، اول، 1404ق.

الحاکم النيسابوري، ابو عبدالله ، 405 ق ، المستدرک علي الصحيحين، ج 3، ص 598، اشراف: د . يوسف عبد الرحمن المرعشلي، ناشر: دار المعرفة، بيروت.

تبليغ و مدّ الإسلام الحقیقی فی ايران فی زمن الرسول الأکرم صلي الله عليه و آله بید اميرالمؤمنين عليه السلام

اليمن ارض فی جنوب جزيرة العرب کما یقول الحموي فیه هکذا :

اليمن و ما اشتمل عليه حدودها بين عمان إلى نجران.

الحموي، ياقوت، المتوفی 626 ق، معجم البلدان،  ج 5، ص 447، بيروت، دار احياء التراث العربي، 1399ق.

حسب ما ورد فی تأريخ اليمن و تسلیم اهلها ، هذه المنطقة من زمن انوشيروان فی الحکومة الساسانية الی زمن الإسلام تحت سلطة ايران و هی جزء من حکومة ايران. یقول بعض المحققیین هنا هکذا :

در زمان خسرو انوشيروان کار يمن يکسره شد و در رقابت و کشاکش  ميان ايران و روم، ايران پيروزي يافت ... به هر حال سپاه ايران حدود 575 م. يا کمي زودتر ، صنعاء پايتخت يمن را به تصرف خود درآورد. پس از آن کسري، وهريز را فرمان داد که خود به ايران بازگردد و سيف بن ذي يزن را بر يمن بگمارد.

آذرنوش، آذرتاش، تاريخ زبان و فرهنگ عربي، ص 17، 19 تهران، ناشر: سمت، الرابعة، 1377ش.

(هذا مضمون الکلام :انه فی زمن خسرو انوشیروان بدء بالعمل من دون توقف و فی المنافسة مع ایران و روم، غلَبت ایران و علی کل حال جیش ایران مایقارب سنة 575م او اقرب منها تسیطر علی صنعاء عاصمة الیمن.بعدها امر کسری و هریز حتی یرد الی ایران و أمّر سیف بن ذی یزن علی الیمن.)

ابن هشام یقول فی زمن ظهور الإسلام کانت اليمن تحت سلطة الامبراطورية الإيرانیة هکذا :

« قال ابن هشام : ثم مات وهرز فأمر كسرى ابنه المرزبان بن وهرز على اليمن ثم مات المرزبان فأمر كسرى ابنه التينجان ثم مات فأمر ابن التينجان، ثم عزله عن اليمن و أمر عليها باذان وفي زمنه بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم .... كتب كسرى إلى باذان : أنه بلغني أن رجلا من قريش خرج بمكة يزعم أنه نبي فسر إليه فاستتبه فإن تاب و إلا فابعث إلي برأسه ، فبعث باذان بكتاب كسرى إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فكتب إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله قد وعدني أن يقتل كسرى في يوم كذا وكذا من شهر كذا ، فلما أتى باذان الكتاب وقف لينتظر و قال إن كان نبيا فسيكون ما قال فقتل الله كسرى في اليوم الذي قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ... فلما بلغ ذلك باذان بعث بإسلامه و إسلام من معه من الفرس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت الرسل : إلى من نحن يا رسول الله . قال أنتم منّا و إلينا أهل البيت ... و من ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم سلمان منّا أهل البيت .

الحميري المعافري، ابومحمد عبد الملك بن هشام بن أيوب (المتوفى213هـ)، السيرة النبوية، ج 1، ص 45، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، ناشرمكتبة محمد علي صبيح وأولاده ، مصر- 1383ق.

ابن كثير الدمشقي ایضا بعد نقل هذه القضية ، یقول :

و الظاهر أن هذا كان بعدما هاجر رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى المدينة و لهذا بعث الامراء إلى اليمن لتعليم الناس الخير و دعوتهم إلى الله عز و جلّ.

ابن كثير الدمشقي، اسماعيل، المتوفی 774ق، البداية و النهاية، ج2، ص 225-227 ، تحقيق و تعليق: علي شيري، بيروت، ناشر : دار إحياء التراث العربي، اول، 1408 ق.

فحكام اليمن و بعض من سکنة هناک هم من الايرانيین الذی اسلموا فی زمن الرسول صلي الله عليه و آله . فتح اليمن و تسلیم سکنته کان فی زمن الرسول الاکرم صلي الله عليه و آله ؛ فی البدایة النبی ص لدعوة اهل اليمن ، ارسل خالد بن الوليد الی هناک لکن بعد استقراره ستة اشهر فی اليمن لم یمشّی من امر و لم یستطیع علی ان یسلم احدا فی النتيجة الرسول صلي الله عليه و آله، ارسل امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام ل الفتح و تبليغ الاسلام هناک و بقراءة خطبة واحدة ، اسلمت قبيلة هَمدان و بعدها اسلموا الیمنیون .

ابن عبد البر فی كتاب الاستيعاب نقلاً عن براء بن عازب یذکر جريان فتح اليمن بید اميرالمومنين عليه السلام هکذا :

بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى أهل اليمن يدعوهم إلى الإسلام ، فكنت فيمن سار معه ، فأقام عليهم ستة أشهر ، لا يجيبونه إلى شيء ، فبعث النبيّ صلى الله عليه وسلم عليّ بن أبي طالب ، وأمره أن يقفل خالد ومن اتبعه إلا من أراد البقاء مع علي رضي الله عنه فيتركه ، قال البراء : فكنت فيمن قعد مع علي ، فلما انتهينا إلى أوائل اليمن بلغ القوم الخبر ، فجمعوا له ، فصلَّى بنا عليّ الفجر ، فلما فرغ صففنا صفا واحدا ، ثم تقدم بين أيدينا فحمد الله ، وأثنى عليه ، ثم قرأ عليهم كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأسلمت همدان كلَّها في يوم واحد ، وكتب بذلك عليّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما قرأ كتابه خرّ ساجدا ، ثم جلس ، فقال السلام على همدان و تتابع أهل اليمن على الإسلام

ابن عبد البر النمري القرطبي المالكي، ابوعمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر (المتوفى463هـ)، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، ج 3، ص 1121، تحقيق: علي محمد البجاوي، ناشر: دار الجيل - بيروت، الطبعة: الأولى، 1412هـ.

الطبري و ابن اثير یذکرا ایضا فی وقائع السنة العاشرة من الهجرة، قضیة فتح اليمن بید الإمام علي بن ابيطالب  علیه السلام  .

الطبري، أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب _المتوفى310 ق_، تاريخ الطبري، ج 2، ص 389، تحقيق، مراجعة وتصحيح وضبط : نخبة من العلماء الأجلاء، ناشر : مؤسسة الأعلمي للمطبوعات – بيروت.

ابن اثير الشيباني ، علي بن ابي الکرم ،المتوفی 630 ق ، الکامل في التاريخ، ج 2، ص 300 ، ناشر: بيروت ، دار صادر ، 1385 ق.‍

یذکر هذه الرواية المرحوم الشيخ المفيد ایضا هکذا .

الشيخ المفيد، محمد بن محمد بن النعمان، المتوفی 413 ق، الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، ج 1، ص 61 و 62 ، تحقيق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لتحقيق التراث، دار المفيد.

اميرالمؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام یقول فی جريان فتح اليمن بیده هکذا :

قال لي النبي صلى الله عليه وسلم «اركب ناقتي ثم امض إلى اليمن ، فإذا وردت عقبة أفيق و رقيت عليها رأيت القوم مقبلين يريدونك . فقل: يا حجر ، يا مدر ، يا شجر ، رسول الله يقرأ عليكم السلام» . قال علي: ففعلت فلما رقيت العقبة قلت: يا حجر يا مدر يا شجر رسول الله يقرأ عليكم السلام قال:  و ارتج الأفق فقالوا : على رسول الله صلى الله عليه و سلم السلام و عليك السلام . فلما سمع القوم نزلوا فأقبلوا إلي مسلمين .

البغدادي، ابوبكر أحمد بن علي  بن ثابت الخطيب (المتوفى463هـ)، تاريخ بغداد، ج 7، ص 62، تحقيق : مصطفى عبد القادر عطا، ناشر: دار الكتب العلمية – بيروت، الطبعة الأولی، 1417 – 1997 م.

السهمي، حمزة بن يوسف، المتوفی 427 ق، تاريخ جرجان، ص 386، اشراف: محمد عبد المعيد خان، عالم الکتب، بيروت، 1407 ق.

بناء علی هذا فتح اليمن بعنوان مقدمة امبراطور الکبیر فی ايران و ورود الإسلام فی هذه الامبراطورية لایرتبط بتاتا ب الخليفة الثانی و کان فی زمن حياة الرسول الأكرم صلي الله عليه و آله و بید اميرالمؤمنین علی عليه السلام .

بعبارة أخری لم یکن تسلیم الإيرانيین دفعة و فقط لأجل الحرب بل بدء من زمن حياة الرسول الاکرم صلي الله عليه و آله و بعد استشهاده ایضا طیلة القرون الأولية فی الإسلام. فقولنا ان نقول غیر مقید فتح ايران و تسلیم الإيرانیین کان فی زمن عمر ، کلام غير علمي و غلط فی ادامة المقالة نتعرض له بصورة مفصلة.

قبل النبی (ص) الشاب الإيراني فی حرب اُحد

من النموذج الأخر فی البسالة و اسلام الإيرانيین زمن الرسول الأکرم  صلي الله عليه و آله هو شاب ايراني الذی یحارب فی حرب احد مع الإمام ضد الاعراب المشرکین. ذکر فی سنن ابي‌داود هکذا:

حدثنا محمد بن عبد الرَّحِيمِ ثنا الْحُسَينُ بن مُحَمَّدٍ ثنا جَرِيرُ بن حَازِمٍ عن مُحَمَّدِ بن إسحاق عن دَاوُدَ بن حُصَينٍ عن عبد الرحمن بن أبي عُقْبَةَ عن أبي عُقْبَةَ و كان مَوْلًى من أَهْلِ فَارِسَ قال شَهِدْتُ مع رسول اللَّهِ صلى الله عليه و سلم أُحُدًا فَضَرَبْتُ رَجُلًا من الْمُشْرِكِينَ فقلت خُذْهَا مِنِّي و أنا الْغُلَامُ الْفَارِسِي فَالْتَفَتَ إلي رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقال فَهَلَّا قُلْتَ خُذْهَا مِنِّي و أنا الْغُلَامُ الْأَنْصَارِي.

أبو داود السجستاني الأزدي ، سليمان بن الأشعث المتوفی: 275 ، سنن أبي داود  ج 4  ص 332 ، تحقيق : محمد محيي الدين عبد الحميد ، دار النشر : دار الفكر.

من الجدیر للذکر انه فی حرب أحد شاب ایرانی هکذا یقاتل قتال الأبطال لکن فی نفس الحرب ، عمر بن الخطاب لخوفه من القتل یهرب و یلتجأ الی الجبال! کما ذکر فی الکتب العدیدة لأهل السنة عن الخليفة الثانی :

لما كان يوم أحد هزمنا ففررت حتى صعدت الجبل فلقد رأيتني أنزو كأني أروى

الأندلسي، ابومحمد عبد الحق بن غالب بن عطية (المتوفى546هـ)، المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، ج 1، ص 529، تحقيق: عبد السلام عبد الشافي محمد، ناشر: دار الكتب العلمية - لبنان، الطبعة: الأولى، 1413هـ- 1993م.

أبي حيان الأندلسي، محمد بن يوسف (المتوفى745هـ)، تفسير البحر المحيط، ج 3، ص 97، تحقيق: الشيخ عادل أحمد عبد الموجود - الشيخ علي محمد معوض، شارك في التحقيق 1) د.زكريا عبد المجيد النوقي 2) د.أحمد النجولي الجمل، ناشر: دار الكتب العلمية - لبنان/ بيروت، الطبعة: الأولى، 1422هـ -2001م .

السيوطي، جلال الدين، المتوفی 911ه،  الدر المنثور في التفسير بالمأثور، ج 2، ص 88، دار المعرفة للطباعة والنشر – بيروت.

الإیرانی جار النبی صلي الله عليه و آله

ذکر فی مصادر اهل السنة هکذا :

عن أنس أن جارا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فارسيا كانت مرقته أطيب شيء ريحا فصنع طعاما ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم و عائشة إلى جنبه فأومى إليه بيده أن تعال فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( وهذه معي ) وأشار إلى عائشة فأشار بيده أن لا ثم أشار إليه الثانية فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم (و هذه معي) وأشار إلى عائشة فأشار بيده أن لا ثم أشار إليه الثالثة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( وهذه معي) قال نعم.

الاسفرائني ، الإمام أبي عوانة يعقوب بن إسحاق الوفاة: 316هـ ، مسند أبي عوانة  ج 5، ص 172 ، دار النشر : دار المعرفة – بيروت.

 

کما رأیتم فی هذا النقل، النبی صلي الله عليه وآله مع زوجته یذهبون الی بیت هذا الشخص الفارسی لیتناولوا الطعام. هنا توجد قرائن علی ان ذلک الشخص کان مسلما، من جملتها :

1ـ ذهب النبی صلي الله عليه وآله بدعوة منه لتناول الطعام الی بیته ، الحال لو کان مشرکا بمقتضي آية

«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ»

سورة التوبة، الآية 28

لکان نجسا و لا یسمح ل النبی الأكرم  صلي الله عليه وآله ان یأکل من طعامه .

2ـ ذکر فی هذه الروایة ان النبی صلي الله عليه وآله ذهب مع عائشة لتناول الطعام الی بیت ذلک الشخص الفارسی و من الضرورة ان عائشة دخلت الی بیت رسول الله صلي الله عليه وآله و هی فی المدينة بناء علی هذا جار النبی صلي الله عليه وآله کان فی المدينة و المشركون لم یکونوا فی المدينة .

بناء علی ما سلف یثبت ان هذا الرجل الفارسی کان مسلما فی زمن رسول الله صلي الله عليه وآله .

قبل النبی (ص)مساعدة الايراني فی فتح مكَة و تطهیر الكعبة

یظهر اسلام الإيرانيین فی فتح مکّة و الحوادث التی جرت بعدها. ینقل الطبراني عن شيبة هکذا :

دخل رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم الْكَعْبَةَ فَصَلَّى رَكْعَتَينِ فَرَأَى فيها تَصَاوِيرَ فقال يا شَيبَةُ اكْفِنِي هذه فَاشْتَدَّ ذلك على شَيبَةَ فقال له رَجُلٌ من أَهْلِ فَارِسَ إن شِئْتَ طَلَيتُهَا وَلَطَخْتُهَا بِزَعْفَرَانَ فَفَعَلَ

الطبراني، سليمان بن أحمد بن أيوب أبو القاسم المتوفی: 360 ، المعجم الكبير  ج 7   ص 299، تحقيق : حمدي بن عبدالمجيد السلفي ، دار النشر : مكتبة الزهراء - الموصل - 1404 - 1983 ، الطبعة : الثانية

الهيثمي ، علي بن أبي بكر، المتوفی: 807 ، مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ج3، ص 295، دار النشر : دار الريان للتراث/‏دار الكتاب العربي - القاهرة / بيروت – 1407.

ابن حجر الهيثمي بعد هذا النقل یقول :

«و مسافع لم أجد من ترجمة»

الحال ان مسافع من رواة صحيح مسلم و ابي داود و الترمذي و وثقوه علماء اهل السنة.

علی کل حال مساعدة الإیرانی ل الرسول صلی الله علیه و آله فی تطهیر الکعبة دليل آخر علی ان الإيرانيین اسلموا فی زمن حياة رسول الله صلي الله عليه و آله.

توجه رسول الله صلي الله عليه وآله الی خلُق الايرانيین

توجه رسول الله صلی الله علیه و آله الی خلق الإیرانیین من النکت التی ذکرت فی کتب اهل السنة بصراحة :

عن البراء بن عازب أنه سلم على رسول الله صلی الله علیه و آله وهو يتوضأ فلم يرد عليه حتى إذا فرغ من وضوئه رد عليه ومد يده إليه فصافحه فقلت يا رسول الله ما كنت أرى هذا إلا من أخلاق الأعاجم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن المسلمين إذا التقيا فتصافحا تحاتت ذنوبهما.

الخرائطي، أبي بكر محمد بن جعفر بن سهل، المتوفی: 327هـ ، المنتقى من كتاب مكارم الأخلاق ومعاليها ومحمود طرائقها، ص 191، تحقيق : أبو طاهر أحمد بن محمد السلقي الأصبهاني، دار النشر : دار الفكر- - دمشق سورية - 1986م ز

مساندة متبادلة عن النبی و اهل بيته من الإیرانیین

فی سنن الترمذی الذی هو من اهم النصوص فی الحدیث عند اهل السنة ، توجد روایة عن رسول الله صلی الله علیه و‌ آله و تدل علی ان النبی کان یعتمد علی العجم من جملتهم الایرانیین اکثر من العرب :

حدثنا صَالِحُ بن أبي صَالِحٍ مولى عَمْرِو بن حُرَيْثٍ قَال سمعت أَبَا هُرَيْرَةَ يقول ذُكِرَتْ الْأَعَاجِمُ عِنْدَ النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لَأَنَا بِهِمْ أو بِبَعْضِهِمْ أَوْثَقُ مِنِّي بِكُمْ

الترمذی السلمی، محمد بن عيسى أبو عيسى، المتوفی: 279 ، سنن الترمذي  ج5، ص 725، تحقيق : أحمد محمد شاكر وآخرون ، دار النشر : دار إحياء التراث العربي - بيروت - .

ذکر فی روایة أخری عن رسول الله صلی الله علیه و آله هکذا :

و قال عليه السلام : لا تسبوا فارس فإنهم عصبتنا

الهمذاني ، أحمد بن محمد ، ( ابن الفقيه الهمذاني )، المتوفی 340ق، البلدان، ص 404، تحقيق : يوسف الهادي، ناشر : عالم الكتب للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة :الاولی ، سنة الطبع : 1416 - 1996 م.

الأیرانیون أسعد المسلمین

رسول الله صلی الله علیه و آله فی روایة أخری یعرف الایرانیون أسعد المسلمین و یقول :

أسعد الناس بالإسلام أهل فارس .

الهمذاني ، أحمد بن محمد ، ( ابن الفقيه الهمذاني )، المتوفی 340ق، البلدان، ص 403، تحقيق : يوسف الهادي، ناشر : عالم الكتب للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة : الاولی ، سنة الطبع : 1416 - 1996 م.

فتح ناحیة من ايران بعد حياة رسول الأکرم صلي الله عليه و آله  من دون دعوة الی الإسلام الحقیقی

فی شأن الفتوحات و الحروب التی وقعت بعد حياة الرسول الاکرم صلي الله عليه و آله لابد   ان نقول و لو ان اکثر هذه الفتوحات وقعت فی زمن الخليفة الثانی ، لکن فتح الکامل ل ايران لم یکن بشکل کامل فی زمن الخلیفة الثانی بتاتا و لم یکن هکذا انه فی زمنه دخل الاسلام الحقیقی تمام المناطق فی ايران. بل علی اساس التاريخ فی کيفية الحروب التی وقعت فی زمن عمر بن الخطاب و الباعث لأهل الحرب ، نقاط مبهمة و سلبیة کثیرة. بشکل حتی فی بعض الهجومات الی ايران لم یکن منتخب بإسم الاسلام و ما یهم اصحاب جیش عمر ،هو التوسع و الوصول الی الغنائم و الأکل و الشرب الذی نتعرض له فی العناوین المذکورة بعد .

الحرب من دون الإشارة الی الإسلام و قبوله

فی بعض هذه الحروب خالد بن الوليد خلال رسالة من دون اشارة الی الاسلام،یخیر الناس ان یقتلوا او یعطوا الجزیة و الخراج و الضرائب ل خالد بن الوليد ! 

ذکرت هذه القضیة فی کتاب مسند ابي يعلي هکذا :

كتاب خالد بسم الله الرحمن الرحيم من خالد بن الوليد إلى مرازبة أهل فارس السلام على من اتبع الهدى فإني أحمد الله الذي لا إله إلا هو بالحمد الذي فصل حرمكم و فرق جماعتكم و وهن بأسكم و سلب ملككم فإذا جاءكم كتابي هذا فاعتقدوا مني الذمة و أدوا إلي الجزية و ابعثوا إلي بالرهن و إلا فوالذي لا إله إلا هو لألقينكم بقوم يحبون الموت كحبّكم الحياة سلام على من اتبع الهدى.

مسند أبي يعلى ، اسم المؤلف:  أحمد بن علي بن المثنى أبو يعلى الموصلي التميمي المتوفی: 307 ، ج 13، ص 147، تحقيق : حسين سليم أسد، دار النشر : دار المأمون للتراث - دمشق - 1404 - 1984 ، الطبعة : الأولى.

فی نماذج اخری من هذا الحرب ذکر هکذا  :

« وأما فتحها فإن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في سنة 91 للهجرة المباركة بعد فتح نهاوند بعث عبد الله بن عبد الله بن عتبان وعلى مقدمته عبد الله بن ورقاء الرياحي وعلى مجنبته عبد الله بن ورقاء الأسدي قال سيف الذين لا يعلمون يرون أن أحدهما عبد الله بن بديل ابن ورقاء الخزاعي لذكر ورقاء فظنوا أنه نسب إلى جده وكان عبد الله بن بديل بن ورقاء قتل بصفين وهو ابن أربع وعشرين سنة فهو أيم صبي وسار عبد الله بن عتبان إلى جي والملك يومئذ بأصبهان القاذوسقان ونزل بالناس على جي فخرجوا إليه بعد ما شاء الله من زحف فلما التقوا قال القاذوسقان لعبد الله لا تقتل أصحابي ولا أصحابك ولكن أبرز لي فإن قتلتك رجع أصحابك وإن قتلتني سالمتك أصحابي فبرز له عبد الله فقال له أما أن تحمل علي وإما أن أحمل عليك فقال أنا أحمل عليك فاثبت لي فوقف له عبد الله وحمل عليه القاذوسقان فطعنه فأصاب قربوس السرج فكسره وقطع اللبب والحزام فأزال اللبب والسرج فوقف عبد الله قائما ثم استوى على فرسه عريانا فقال له اثبت فحاجزه وقال له ما أحب ان أقاتلك فإني قد رأيتك رجلا كاملا ، و لكني أرجع معك إلى عسكرك فأصالحك و أدفع المدينة إليك على أن من شاء قام و أدى الجزية و أقام على ماله و على ان يجري من أخذتم أرضه مجراهم ، و من أبى ان يدخل في ذلك ذهب حيث شاء و لكم أرضه ، قال : ذلك لك و قدم عليه أبو موسى الأشعري من ناحية الأهواز و كان عبد الله قد صالح القاذوسقان فخرج القوم من جي و دخلوا في الذمة إلا ثلاثين رجلا من أصبهان لحقوا بكرمان»

الحموي، ياقوت، المتوفی 626 ق، معجم البلدان،  ج 1، ص 209، بيروت، دار احياء التراث العربي، 1399ق.

ذکر هذا المطلب فی کتب التاريخ الطبري و طبقات المحدثين بأصبهان ایضا .

الطبري، محمد بن جرير، المتوفی 310 ق، تاريخ الطبري، ج 3، ص 224، تحقيق: نخبة من الأجلاء، بيروت، موسسة الاعلمي.

ابن حبان ، ( أبي الشيخ الأصبهاني ) عبدالله ، المتوفی 369 ق، طبقات المحدثين بأصبهان، ج 1، ص 189، تحقيق : عبد الغفور عبد الحق حسين البلوشي، بيروت، موسسة الرسالة، الثانیة، 1412ق.

لم یوجد فی هذه الرواية من جانب قائد جیش عمر، کلام عن الاسلام والدعوة الی الاسلام! بل ذکرت فقط منتخبین بین دفع الجزية من جانب اهالي اصفهان و بین خروج الاهالي عن البلد و تملک املاکهم بید جیش عمر . الحال ان اول منتخب لابد ان یکون الدعوة الی الاسلام و منتخب الثانی دفع الجزية.

الحرب ل الغنيمة !

فی بعض حروب زمن عمر بن الخطاب ضد الإيرانيین فی سنة الرابعة عشر من الهجرة، اعترفوا القیادات المنصوبة من قبل عمر بدافع دنيوي و غير اسلامي لأنفسهم! 

من جملتها ان الذهبى یقول :

«لما كان يوم القادسية ذهب المغيرة بن شعبة في عشرة إلى صاحب فارس فقال إنا قوم مجوس و إنا نكره قتلكم لأنكم تنجسون علينا أرضنا فقال إنا كنا نعبد الحجارة حتى بعث الله إلينا رسولا فاتبعناه و لم نجىء لطعام بل أمرنا بقتال عدونا فجئنا لنقتل مقاتلتكم و نسبي ذراريكم و أما ما ذكرت من الطعام فما نجد ما نشبع منه فجئنا فوجدنا في أرضكم طعاما كثيرا و ماء فلا نبرح حتى يكون لنا و لكم !»

الذهبي الشافعي، محمد بن أحمد بن عثمان ، المتوفی 748 ق ، سير أعلام النبلاء، ج3، ص32، تحقيق: شعيب الأرناؤوط ، محمد نعيم العرقسوسي، ناشر: مؤسسة الرسالة - بيروت، نهم، 1413ق.

مغيرة بن شعبة یصرح بأن هدفه و جیشه من الحرب مع الايرانیین قبل الورود الی ايران فقط الحرب و تأسر الايرانیین لکن هذا الهدف تغیر بدخوله الی ايران و رؤیة المنابع الغنية و کثرتها و تحول الی الاستفادة عن المنابع الغذائية الغزرة! غزوات الرسول الأکرم صلي الله عليه و آله و تبليغ الاسلام فی أین و حروب جیش عمر بدافع التأسر و الغنيمة و شبع البطن فی أین؟!

التشدد الجاهلي و الأخلاق الغير الإسلامي فی الحرب مع الإيرانيین

مسئلة مهمة اخری تلفت النظر ،ان المواجهات الجاهلية الخشنة و غير الاسلامیة من جانب جیوش الخلفاء الثلاثة ضد الايرانیین صرحت فی الکتب العدیدة ل اهل السنة. علی سبیل المثال ثبتت فی حرب جرجان نقطة سوداء لجیش الاعراب ـ الذین یدعون الإسلام- و وقعت جریمة عظمی. غير المسلمین، یطلبون من القائد الذی علی الظاهر مسلم اننا نفتح بوابة البلد لکم، علی شرط انه لم یقتل منا و لا احد . قبلوا جیش الخليفة ان لم یقتلوا شخصا لکن نقضوا عهدهم و قتلوا الکل  الا شخصا واحدا و قالوا اننا قلنا لم نقتل غیر شخص واحدا (و لهذا قتلنا الکل و لم نقتل الا واحدا)!! محمد بن جرير الطبرى فی تاريخه و ابن اثير فی الكامل فى التاريخ یقول:

«فأتي جرجان فصالحوه على مائتي ألف ثم أتي طميسة و هي كلها من طبرستان متاخمة جرجان و هي مدينة على ساحل البحر فقاتله أهلها فصلي صلاة الخوف أعلمه حذيفة كيفيتها و هم يقتتلون و ضرب سعيد يومئذ رجلا بالسيف على حبل عاتقه فخرج السيف من تحت مرفقه و حاصرهم فسألوا الأمان فأعطاهم على أن لا يقتل منهم رجلا واحدا ففتحوا الحصن فقتلوا أجمعين إلا رجلا واحدا ففتحوا الحصن و حوي ما في الحصن.»

الطبري، أبي جعفر محمد بن جرير ، المتوفی310 ق ، تاريخ الطبري، ج2، ص607، ناشر: دار الكتب العلمية – بيروت

ابن اثير الجزري ، علي بن ابي الكرم ، المتوفی 630 ق ، الكامل في التاريخ ، ج 3 ، ص 110 ، ناشر : دار صادر للطباعة والنشر - دار بيروت للطباعة والنشر ، 1386 ق .

نعم! فتح ايران فی زمن الخلفاء الثلاثة کان بهذه الحروب التی هی مع التشدد و اللئامة.

هل الإسلام النبوي هو ان فی الحرب مع الأعداء تعطیهم الأمان ثم بعد تسليم الأعداء ، خلافا ل التأمین و التعهد المعطی، تقتله ؟!

من القطع الإسلام الذی یسحبون اسمه هذه الأشخاص فی تلک الحروب ، لیس هو الإسلام الحقيقي و لم یکن مؤیدا من قبل النبی الاكرم و اهل البيت عليهم السلام. الإسلام الحقیقی، هو الإسلام الذی عرّفه الإمام الرضا عليه السلام و قال :

«لا دين لمن لا عهد له»

الراوندي، فضل الله بن علي المتوفی571ق ، نوادر، ص 91 ، تحقيق: سعيد رضا على عسكري، ناشر : قم، دار الحديث، الطبعة الأولی، 1377ش.

بناء علی هذا فتح ايران بعد حياة الرسول الأكرم صلي الله عليه و آله کان مع دوافع دنيوية، تشدد جاهلي و الحرص بالنسبة ل الثروة الانسانية، الطبيعیة و الاقتصادية فی ايران .

الطبري وصف تشدد اهل الحرب و جیش عمر بن الخطاب بعد نصرتهم فی حرب القادسية هکذا :

«و عن سيف عن سعيد بن المرزبان عن رجل من بني عبس قال أصاب أهل فارس يومئذ بعد ما انهزموا ما أصاب الناس قبلهم قتلوا حتى إن كان الرجل من المسلمين ليدعو الرجل منهم فيأتيه حتى يقوم بين يديه فيضرب عنقه و حتى إنه ليأخذ سلاحه فيقتله به و حتى إنه ليأمر الرجلين أحدهما بصاحبه و كذلك في العدة »

الطبري، أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب _المتوفى310 ق_، تاريخ الطبري، ج 3، ص 72، ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت.

من الظاهر أن جیش عمر بن الخطاب فی الحرب مع الايرانیین لم یقصدوا الا التشدد الجاهلي. هتکوا تمام وصایا الرسول الأكرم صلي الله عليه و آله فی أساری الحرب و المعاشرة معهم و قاموا بتعذیب و قتل الأساری الايرانيین. بناء علی ما مر فی النصوص التأريخية ، سلوک جیش عمر بن الخطاب مع الأساری الإيرانيین ، یتذکر معاشرة جیش الروم القديم مع اساری الحرب فی رمی بعضهم ببعض حتی یقتل واحدا الآخر بطریقة همجیة . 

هل جیش عمر بن الخطاب هکذا یقصد تبليغ الإسلام و نعومة القلوب بالنسبة ل الإسلام ؟!

مع تلک الحال لو کان فی زمن الخلفاء و مع هذه الحروب وردت تعالیم فی ايران ، لابد ان نقول هذه التعاليم، هی لم تکن الإسلام الحقيقي و اسلام الرسول صلي الله عليه و آله بل فی تلک الفترة وردت بدع کثیرة بإسم الإسلام التی لم یؤیدها علماء الإسلام الحقیقیون بتاتا .

اعتراف علماء اهل السنة: حروب الخلفاء کانت لأجل فتح البلاد و المنع عن نشر روح الإسلام

حب الرئاسة و التوسع و الفتوحات ل البلاد عن بعض الخلفاء کان بشکل حتی بتصريح من علماء اهل السنة یوجب غلبة هوی النفس و تجاهل اوامر الرسول الأکرم صلي الله عليه و آله بالنسبة لولاية و خلافة الإمام علي بن ابي طالب عليهما السلام . دليل هذه المسئلة قول ابی حامد الغزالي فی هذا المجال :

فقال عمر لعلي عليه السلام :  بخ بخ أصبحت مولى كل مؤمن و مؤمنة . و هذا تسليم و رضى ، ثم بعد هذا غلب عليه الهوى لحبّ الرياسة و حمل عمود الخلافة و عقود النبوة و خفقان الهوي في قعقعة الرايات و اشتباک ازدحام الخيول و فتح الامصار

الغزالي، ابو حامد، المتوفی 505 ق، مجموعة رسائل الامام الغزالي، ص 483، اشراف: توفيق شعلان، تحقيق: ابراهيم امين محمد، مکتبة التوفيقيه، قاهره.

فی الحروب التی وقعت فی زمن عمر بن الخطاب کانت دوافع غير دينية و تشدد جاهلي بشکل حتي ان بعض علماء اهل السنة اعترفوا و احتسبوا هذه الحروب موانع لنجاح روح الإسلام ؛ «العلائلي»الکاتب المصری من اهل السنة ، یقول :

و نجد سببا ثالثا کان له أثر في عدم الشعور بروح الاسلام و عدم الشعور بمعني القوميه و الامة الواحدة و هو التعجل بالفتوح الذي نقل العرب قبل اختمار المبادي عندهم في انحاء الارض غازين و لکن بعقلياتهم الاولي التي تفهم القبيله قبل الأمة و تعرف الفرد قبل الجماعة و تفقه الاسلام علي أنه أعمال فقط قبل أن تفقهه علي أنه ضمير و وجدان و روح. و بهذا نفسّر الظاهرة الاجتماعية في کلّ محيط غلب عليه العنصر العربي کالعراق و المغرب و الاندلس . هذه الظاهرة التي هي نتيجة للروح القبيلة و بعجلة الفتوح لم يترک للاسلام المهلة ليفعل فعله فيها.

علائلي، عبدالله، المتوفی ( 1996 م.) الامام الحسين عليه السلام، ج 1، ص 46 و 47 ، دار مکتبة التربيه، بيروت.

بناء علی هذا، هذه الفتوحات فی زمن الخلفاء ، بدل ان توسّع حقيقة الإسلام ، فكرة التوسع، الارستقراطية و فی کلام واحد وسّعوا ما یخالف الإسلام .

الشاهد الآخر فی احباط و تشدد عمر ضد الایرانیین نقلا عن ابی حیّان التوحیدی الذی یقول فی کتابه هکذا :

 وكان شيخ لنا يحدث أن ثابت بن قرة الحراني الصابىء الفيلسوف كان يقول : فضلت أمة محمد العربي على جميع الأمم الخالية بثلاثة لا يوجد فيمن مضى مثلهم : بعمر بن الخطاب في سياسته ، فإنه قلم أظفار العجم  و لطف في إيالة العرب و تأتى لتدبير الحروب ، وأشبع بطون العرب ،

التوحیدی، أبو حيان علي بن محمد بن العباس ، المتوفی: 414هـ ، البصائر والذخائر  ج 1، ص 189- 190، ، تحقيق : د.وداد القاضي ، دار النشر : دار صادر  - بيروت/لبنان - 1419هـ-999م .

فی هذا النص من دون أقل اشارة الی المسائل الإسلامیة، فقط احباط عمربن الخطاب ضد الإیرانیین و مراقبته بالنسبة ل الأعراب تلفت النظر!

اعتراف المؤرخین المعاصرین بعدم نشر الإسلام الحقیقی بید الخلفاء

فی نهایة هذا الفصل نلفت النظر الی هذه النکتة انه حسب التحليل التاريخي، هجوم الاعراب الی ايران و قبول الإسلام من قبل الايرانيین هما مسألتین منفکتین التی لهما علل خاصة و لم یوجد ملازمة کاملة بینهما.کما صرح بهذا الموضوع بعض المؤرخین المعاصرین و قالوا :

«هرچند حمله اعراب به ايران مقدمه و وسيله ‌اي بود براي آشنايي سريع‌ تر ساكنان اين مرز و بوم (ايران) با اسلام، ولي اين امر حادثه‌ اي بود معلول يك رشته علتها و گرايش اسلامي ايرانيان حادثه ديگري بود معلول علتهاي ديگر و در ميان اين دو حادثه هم وحدت زماني به آن اندازه نبوده است كه بتوان آن دو را يك واقعه پنداشت و هر دو را در پرتو علل و عوامل واحدي توجيه و تفسير نمود.»

ملايري، محمد، المتوفی 1381 ش، تاريخ و فرهنگ ايران در دوران انتقال از عصر ساساني به عصر اسلامي، ج1، ص 32، 33 ، تهران،‌ توس، 1379ش .(اسم الکتاب:تاریخ و ثقافة ایران فی فترة النقل من عصر الساسانی الی العصر الاسلامی )

 مضمون هذا المطلب: و لو ان هجوم الاعراب الی ایران صار مقدمة لمعرفة سکنة هذه الحدود ب الإسلام لکن هذا الأمر معلول علل عدیدة و انتماء الإیرانیین الی الإسلام قضیة اخری لها علل مختلفة و ما بین هذین القضیتین لم یکن وحدة زمنیة بشکل نفترض کلاهما قضیة واحدة و ان نفسر کلاهما لعلة واحدة.

عدم مشاركة اهل البيت عليهم السلام و مخالفتهم لحروب الخلفاء

لابد من الإلتفات الی ان الخط الفکري ل الخلفاء الثلاثة بعد نبی الأکرم صلي الله عليه و آله یختلف مع الخط الفکري ل اهل البيت عليهم السلام اختلافا کاملا و فی کثیر من الموارد یتضادان. لهذه الجهة هجوم الأعراب علی ايران فی زمن الخلفاء من جملتهم فی زمن الخليفة الثانی لم یکن مؤیدا من قبل الأئمة المعصومین عليهم السلام و حتي لم توجد رواية معتبرة علی ان اهل البيت عليهم السلام شارکوا فی هذه الحروب. بل الائمة‌ الأطهار عليهم السلام خالفوا الحرب فی زمن الخلفاء و كيفية الحروب . حضور بعض الأصحاب و الشيعة مثل سلمان الفارسی فی بعض هذه الحروب ایضا کان لأجل قصد خاص مثل صد اراقة الدماء الأزید و ایضا لأجل الدعوة الی الإسلام الأصیل و حسب الأمر الأئمة عليهم السلام.

روايات مخالفة اهل البيت  حول حروب خلفاء الجور

مخالفة اهل البيت عليهم السلام حول حروب الخلفاء ذکرت فی احاديث عدیدة نتعرض الی بعض منها :

عن علي بن أبي حمزة قال: كان لي صديق من كتاب بني أمية فقال لي: استأذن لي عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) فاستأذنت له عليه فأذن له فلما أن دخل سلم و جلس ثم قال : جعلت فداك إني كنت في ديوان هؤلاء القوم فأصبت من دنياهم مالا كثيرا و أغمضت في مطالبه. فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : لولا أن بني أمية وجدوا من يكتب لهم و يجبى لهم الفئ و يقاتل عنهم و يشهد جماعتهم لما سلبونا حقنا ولو تركهم الناس وما في أيديهم ما وجدوا شيئا إلا ما وقع في أيديهم ، قال : فقال الفتى : جعلت فداك فهل لي مخرج منه؟ قال: إن قلت لك تفعل؟ قال : أفعل ، قال له : فاخرج من جميع ما اكتسبت في ديوانهم فمن عرفت منهم رددت عليه ماله و من لم تعرف تصدقت به و أنا أضمن لك على الله عز وجل الجنة ، قال : فأطرق الفتى رأسه طويلا ثم قال : قد فعلت جعلت فداك ، قال ابن أبي حمزة: فرجع الفتى معنا إلى الكوفة فما ترك شيئا على وجه الأرض إلا خرج منه حتى ثيابه التي كانت على بدنه ، قال: فقسمت له قسمة واشترينا له ثيابا و بعثنا إليه بنفقة قال : فما أتى عليه إلا أشهر قلائل حتى مرض فكنا نعوده قال : فدخلت عليه يوما و هو في السوق  قال : ففتح عينيه ثم قال لي : يا علي وفي لي و الله صاحبك ، قال ثم مات فتولينا أمره فخرجت حتى دخلت علي أبي عبد الله (عليه السلام ) فلما نظر إلي قال: يا علي وفينا و الله لصاحبك، قال : فقلت :  صدقت جعلت فداك هكذا والله قال لي عند موته.

الكليني الرازي، أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق (المتوفى328 هـ)، الأصول من الكافي، ج 5، ص 106، تحقيق: غفاري، علي اكبر ناشر: اسلاميه‏، تهران‏، الطبعة الثانية،1362 هـ.ش.

  النکتة المهمة و الشاهد فی بحثنا عن هذا الحديث الشريف ، هذه الجملة عن الإمام الصادق عليه السلام  انه قال : لولا أن بني أمية وجدوا من يكتب لهم و يجبى لهم الفئ و يقاتل عنهم و يشهد جماعتهم لما سلبونا حقنا ولو تركهم الناس وما في أيديهم ما وجدوا شيئا إلا ما وقع في أيديهم.

فی حديث معتبر آخر عن الإمام الرضا عليه السلام صرح بهذه النکتة هکذا :

عن عبد الله بن مغيرة قال محمد بن عبد الله للرضا ( صلوات الله عليه ) و أنا أسمع : حدثني أبي عن أهل بيته ، عن آبائه ( عليهما السلام ) أنه قال لبعضهم : إن في بلادنا موضع رباط يقال له : قزوين و عدوا يقال له : الديلم فهل من جهاد أو هل من رباط ؟ فقال : عليكم بهذا البيت فحجوه فأعاد عليه الحديث ، فقال : عليكم بهذا البيت فحجوه ، أما يرضى أحدكم أن يكون في بيته ينفق على عياله من طوله ينتظر أمرنا فإن أدركه كان كمن شهد مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بدرا و إن مات منتظرا لأمرنا كان كمن كان مع قائمنا ( عليه السلام ) هكذا في فسطاطه – و جمع بين السبابتين – و لا أقول هكذا – و جمع بين السبابة و الوسطى - فإن هذه أطول من هذه فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : صدق .

الكليني الرازي، أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق (المتوفى328 هـ)، الأصول من الكافي، ج 5، ص 22، ناشر: اسلاميه‏، تهران‏، الطبعة الثانية،1362 هـ.ش.

فی هذا الحديث، الإمام الرضا عليه السلام یری حجّ البیت ، الجلوس فی البیت ، الإنفاق علی الأسرة و انتظار الفرج افضل من الجهاد مع الخلفاء الذین هم علی غیر الحق و لم یجعل لهذا الجهاد فضیلة .

نقلت هذه المعنی فی ضمن حديث آخر عن الإمام الجواد عليه السلام هکذا :

و لا أعلم في هذا الزمان جهادا إلا الحج و العمرة و الجوار

الكليني الرازي، أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق (المتوفى328 هـ)، الأصول من الكافي، ج 6، ص 17، ناشر: اسلاميه‏، تهران‏، الطبعة الثانية،1362 هـ.ش.

فی حديث آخر عن الإمام الصادق عليه السلام یعبر عن الحرب لمخالفی اهل البيت عليهم السلام هکذا :

عن بشير الدهان ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قلت له : إني رأيت في المنام أني قلت لك : إن القتال مع غير الإمام المفروض طاعته حرام مثل الميتة و الدم و لحم الخنزير ، فقلت لي : هو كذلك . فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : هو كذلك هو كذلك .

الكليني الرازي، أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق (المتوفى328 هـ)، الأصول من الكافي، ج 5، ص 23، ناشر: اسلاميه‏، تهران‏، الطبعة الثانية،1362 هـ.ش.

النکتة الملفة ل النظر ان مخالفة الأئمة المعصومین عليهم السلام ل الحروب فی صالح حکومات الوقت بانت بقدر حتی أن مخالفی الشيعة ایضا کانوا یعترضون لذلک. کما ذکر فی کتاب الکافي الشريف فی روایة معتبرة هکذا :

علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: لقى عباد البصري علي بن الحسين صلوات الله عليهما في طريق مكة فقال له: يا علي بن الحسين تركت الجهاد و صعوبته و أقبلت على الحج و لينته إن الله عزوجل يقول: " إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم و أموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون و يقتلون وعدا عليه حقا في التورية و الانجيل و القرآن و من أوفي بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به و ذلك هو الفوز العظيم " فقال له علي بن الحسين عليهما السلام: أتم الآية، " التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف و الناهون عن المنكر و الحافظون لحدود الله و بشر المؤمنين " فقال علي بن الحسين عليهما السلام: إذا رأينا هؤلاء الذين هذه صفتهم فالجهاد معهم أفضل من الحج.

الكليني الرازي، أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق (المتوفى328 هـ)، الأصول من الكافي، ج 5، ص 22، ناشر: اسلاميه‏، تهران‏، الطبعة الثانية،1362 هـ.ش.

تری ان الإمام عليه السلام فی الإجابة عن اعتراض اللدغ لذلک الشخص المخالف، یثبت عدم کفاية و أهلیة بني‌امية عن القرآن و یجعله دليلا لعدم المشارکة فی الجهاد مع بني امية.

اميرالمومنين عليه السلام فی حديث یعتبر الحرب مع اشخاص او فئة التی لا یعتمد علیهم ل اجراء الاحكام الالاهية اعانة علی الأعداء و اراقة دم اهل‌ البيت عليهم السلام و یقول :

لا يخرج المسلم في الجهاد مع من لا يؤمن في الحكم و لا ينفذ في الفئ أمر الله عز وجل، فإنه إن مات في ذلك المكان كان معينا لعدونا في حبس حقنا، و الاشاطة بدمائنا و ميتته ميتة جاهلية "

الصدوق، ابوجعفر محمد بن علي بن الحسين (المتوفى381هـ)، الخصال، ص 625، تحقيق، تصحيح وتعليق: علي أكبر الغفاري،‌ ناشر: منشورات جماعة المدرسين في الحوزة العلمية في قم المقدسة، سنة الطبع 1403 – 1362 ش.

فی حديث آخر عن الإمام الصادق علیه السلام ذکر هکذا :

عن محمد بن عبد الله السَمْندري قلت لأبي عبد الله عليه السلام إني أكون بالباب يعني باب من الأبواب فينادون السلاح فأخرج معهم؟ فقال: أرأيتك إن خرجت فأسرت رجلا فأعطيته الأمان و جعلت له من العهد ما جعله رسول الله صلي الله عليه و آله للمشركين أكان يفون لك به؟ قال: لا و الله جعلت فداك ما كان يفون لي قال فلا تخرج ثم قال لي أما أن هناك السيف.

الطوسي، الشيخ ابوجعفر، محمد بن الحسن بن علي بن الحسن (المتوفى460هـ)، تهذيب الأحكام، ج 6، ص 135، تحقيق: السيد حسن الموسوي الخرسان، ناشر: دار الكتب الإسلامية ـ طهران، الطبعة الرابعة،‌1365 ش .

مع هذا الکلام عن الإمام الصادق عليه السلام  ربط ذهنی ل الحرب الذی فیه العنف المتزاید و الخارج عن اوامر الإسلام التی وقعت بعد رسول الله صلي الله عليه وآله و قبل عصر اميرالمؤمنين عليه السلام ؛ کانوا یتعهدون لغير المسلمین لکن مع کل الأسف بعد الحصول علیهم، یرفضون التأمین و التعهد بسهولة و یقتلوا الجمیع. نحن فی هذه المقالة تحت عنوان « التشدد الجاهلي و الأخلاق الغير الإسلامي فی الحرب مع الإيرانيین» ذکرنا نموذج من الحروب بصورة مستندة .

عدم شرعية الحرب لأجل انتفاع اعداء اهل البيت عليهم السلام کان فی قمة الإهتمام حتی ان فی بعض الأحیان الائمة عليهم السلام کانوا هو الذین یبدأون بهذا البحث. من جملتهم فی هذا الحديث الشريف:

عن عبد الملك بن عمر قال: "قال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا عبد الملك مالي لا أراك تخرج إلي هذه المواضع التي يخرج إليها أهل بلادك، قال: قلت و أين؟ قال: جده و عبادان و المصيصة و قزوين، فقلت: انتظارا لأمركم و الاقتداء بكم، فقال: أي و الله، لو كان خيرا ما سبقونا إليه

الكليني الرازي، أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق (المتوفى328 هـ)، الأصول من الكافي، ج 5، ص 19، ناشر: اسلاميه‏، تهران‏، الطبعة الثانية،1362 هـ.ش.

أصحاب اهل البیت علیهم السلام الإیرانیون و الإرشاد والموعظة بلسان الفارسي

النکتة ‌التی تبین لنا إلتفات اهل البیت علیهم السلام الی الایرانیین و قابلیة عامتهم ل التشیّع بأحسن وجه، وجود الایرانیین فی زمرة اصحابهم و التکلم معهم بلسان الفارسی. فی هذا القسم نتعرض لبعض الروایات فی هذا المجال :

الروایة الأولی:

حدثنا عبد الله بن جعفر عن أبي هاشم الجعفري قال دخلت على أبى الحسن [الرضا] عليه السلام فقال ياابا هاشم كلم هذا الخادم بالفارسية فإنه يزعم أنه يحسنها فقلت للخادم زانويت چيست فلم يجبني فقال عليه السلام يقول ركبتك ثم قلت نافت چيست فلم يجبني فقال يقول سرتك .

الصفار، أبو جعفر محمد بن الحسن بن فروخ (المتوفی290هـ) بصائر الدرجات، ص 358، تحقيق: تصحيح وتعليق وتقديم: الحاج ميرزا حسن كوچه باغي، ناشر: منشورات الأعلمي – طهران، سنة الطبع : 1404 - 1362 ش

الروایة الثانیة :

أحمد بن مهران ، عن محمد بن علي ، عن أبي بصير قال : قلت لأبي الحسن عليه السلام : جعلت فداك بم يعرف الامام ؟ قال : فقال : بخصال : أما أولها فإنه بشئ قد تقدم من أبيه فيه بإشارة إليه لتكون عليهم حجة ويسأل فيجيب وإن سكت عنه ابتدأ ويخبر بما في غد ويكلم الناس بكل لسان ، ثم قال لي : يا أبا محمد أعطيك علامة قبل أن تقوم فلم ألبث أن دخل علينا رجل من أهل خراسان ، فكلمه الخراساني بالعربية فأجابه أبو الحسن عليه السلام بالفارسية فقال له الخراساني : والله جعلت فداك ما منعني أن أكلمك بالخراسانية غير أني ظننت أنك لا تحسنها ، فقال : سبحان الله إذا كنت لا أحسن أجيبك فما فضلي عليك ثم قال لي : يا أبا محمد إن الامام لا يخفى عليه كلام أحد من الناس ولا طير ولا بهيمة ولا شئ فيه الروح ، فمن لم يكن هذه الخصال فيه فليس هو بإمام .

الكليني الرازي، أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق (المتوفى328 هـ)، الأصول من الكافي، ج 1، ص 285، تحقيق: غفاری، علي اكبر ناشر: اسلاميه‏، تهران‏، الطبعة الثانية،1362 هـ.ش.

الروایة الثالثة:

علي بن محمد بن بندار ، عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر ، عن الحسن بن سهل ، عن الحسن ابن علي بن مهران قال : دخلت على أبي الحسن موسى عليه السلام وفي إصبعه خاتم فضة فيروزج ، نقشه " الله الملك " فأدمت النظر إليه فقال : مالك تديم النظر إليه ؟ فقلت : بلغني أنه كان لعلي أمير المؤمنين عليه السلام خاتم فضة فيروزج نقشه " الله الملك " فقال : أتعرفه ؟ قلت : لا فقال : هذا هو ، تدري ما سببه ؟ قلت : لا ، قال : هذا حجر أهداه جبرئيل عليه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فوهبه رسول الله صلى الله عليه وآله لأمير المؤمنين عليه السلام أتدري ما اسمه ؟ قلت : فيروزج قال : هذا بالفارسية ، فما اسمه بالعربية ؟ قلت : لا أدري قال : اسمه الظفر .

الكليني الرازي، أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق (المتوفى328 هـ)، الأصول من الكافي، ج 6، ص 472، تحقيق: غفاری، علي اكبر، ناشر: اسلاميه‏، تهران‏، الطبعة الثانية،1362 هـ.ش.

الروایة الرابعة:

حدثنا أبي رضي الله عنه قال : حدثنا سعد بن عبد الله قال : حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال : حدثنا أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري قال : كنت أتغدى مع أبي الحسن عليه السلام فيدعو بعض غلمانه بالصقلبية والفارسية وربما بعثت غلامي هذا بشئ من الفارسية فيعلمه وربما كان ينغلق الكلام على غلامه بالفارسية فيفتح على غلامه .

الصدوق، محمد بن علي بن الحسين بن بابويه (المتوفی381هـ)، عیون اخبار الرضا علیه السلام، ج 2، ص 251، تحقيق: تصحيح وتعليق وتقديم: الشيخ حسين الأعلمي، ناشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت – لبنان، سنة الطبع: 1404 - 1984 م.

 

الروایة الخامسة :

حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن الحسين عن علي بن مهزيار عن الطيب الهادي عليه السلام قال دخلت عليه فابتدأني وكلمني بالفارسية.

الصفار، أبو جعفر محمد بن الحسن بن فروخ (المتوفی290هـ) بصائر الدرجات، ص 353، تحقيق: تصحيح وتعليق وتقديم: الحاج ميرزا حسن كوچه باغي، ناشر: منشورات الأعلمي – طهران، سنة الطبع: 1404 - 1362 ش

الروایة السادسة :

حدثنا الحسن بن علي السرسوني عن إبراهيم بن مهزيار قال كان أبو الحسن كتب إلى علي بن مهزيار يأمره ان يعمل له مقدار الساعات فحملناه إليه في سنة ثمان وعشرين فلما صرنا بسيالة كتب يعلمه قدومه ويستأذنه في المصير إليه وعن الوقت الذي نسير إليه فيه واستأذن لإبراهيم فورد الجواب بالاذن انا نصير إليه بعد الظهر فخرجنا جميعا إلى أن صرنا في يوم صايف شديد الحر ومعنا مسرور غلام علي بن مهزيار فلما ان دنوا من قصره إذا بلال قائم ينتظرنا وكان بلال غلام أبى الحسن عليه السلام فقال ادخلوا فدخلنا حجرة وقد نالنا من العطش امر عظيم فما قعدنا حينا حتى خرج إلينا بعض الخدم و معه قلال من ماء أبرد ما يكون فشربنا ثم دعا بعلى بن مهزيار فلبث عنده إلى بعد العصر ثم دعاني فسلمت عليه واستأذنته ان يناولني يده فاقبلها فمد يده عليه السلام فقبلتها ودعاني و قعدت ثم قمت فودعته فلما خرجت من باب البيت ناداني فقال يا إبراهيم فقلت لبيك يا سيدي فقال لاتبرج فلم نزل جالسا ومسرور غلامنا معنا فامر ان ينصب المقدار ثم خرج عليه السلام فالقى له كرسي فجلس عليه والقى لعلي بن مهزيار كرسي عن يساره فجلس وكنت انا بجنب المقدار فسقطت حصاة فقال مسرور هشت فقال هشت ثمانية فقلنا نعم يا سيدنا فلبثنا عنده إلى المساء ثم خرجنا فقال لعلى رد إلى مسرورا بالغداة فوجهه إليه فلما ان دخل قال له بالفارسية بار خدايا چون فقلت له نيك يا سيدي فمرّ نصر فقال لمسرور در ببند در ببند! فاغلق الباب ثم آلقى رداه علىّ يخفينى من نصر حتى سألني عما أراد فلقيه علي بن مهزيار فقال له كل هذا حرفا من نصر فقال يا أبا الحسين يكاد خوفي (منه خوفی) من عمرو بن قرح .

الصفار، أبو جعفر محمد بن الحسن بن فروخ (المتوفی290هـ) بصائر الدرجات، ص 357، تحقيق: تصحيح وتعليق وتقديم: الحاج ميرزا حسن كوچه باغي، ناشر: منشورات الأعلمي – طهران، سنة الطبع : 1404 - 1362 ش

الروایة السابعة:

أن أبان بن تغلب قال : غدوت من منزلي بالمدينة وأنا أريد أبا عبد الله عليه السلام فلما صرت بالباب ، خرج علي قوم من عنده لم أر قوما أحسن زيا منهم و لا أحسن سيماء منهم ، كأن الطير على رؤوسهم ، ثم دخلنا على أبي عبد الله عليه السلام ، فجعل يحدثنا بحديث ، فخرجنا من عنده ، وقد فهمه خمسة نفر منا متفرق الألسن : منها اللسان العربي ، والفارسي ، والنبطي ، والحبشي ، والسقلبي. فقال بعضنا لبعض : ما هذا الحديث الذي حدثنا به ؟ فقال من لسانه عربي : حدثنا كذا بالعربية . وقال الفارسي : ما فهمت إنما حدث بكذا وكذا بالفارسية . وقال الحبشي : ما حدثني إلا بالحبشية . وقال السقلبي : ما حدثنا إلا بالسقلبية . فرجعوا إليه فأخبروه . فقال عليه السلام : الحديث واحد ، ولكنه فسر لكم بألسنتكم .

الراوندي، قطب الدين (المتوفى573هـ)، الخرائج والجرائح، ج 2، ص 616، تحقيق ونشر: مؤسسة الإمام المهدي عليه السلام ـ قم، الطبعة: الأولى، 1409هـ.

الروایة الثامنة :

روى أحمد بن قابوس ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : دخل عليه قوم من أهل خراسان ، فقال - ابتدءا قبل أن يسأل - : من جمع مالا يحرسه عذبه الله على مقداره . فقالوا له - بالفارسية - : لا نفهم بالعربية . فقال لهم : " هر كه درم اندوزد جزايش دوزخ باشد ". و قال : إن لله مدينتين إحداهما بالمشرق ، والأخرى بالمغرب ، على كل مدينة سور من حديد ، فيها ألف ألف باب من ذهب ، كل باب بمصراعين ، وفي كل مدينة سبعون ألف لسان مختلفات اللغات . و أنا أعرف جميع تلك اللغات  وما فيهما و ما بينهما حجة غيري وغير آبائي و [ غير ] أبنائي بعدي

الراوندي، قطب الدين (المتوفى573هـ)، الخرائج والجرائح، ج 2، ص 753، تحقيق ونشر: مؤسسة الإمام المهدي عليه السلام ـ قم، الطبعة: الأولى، 1409هـ.

 

الروایة التاسعة:

قال أبو هاشم : كنت عند أبي الحسن عليه السلام وهو مجدر ، فقلت للمتطبب: " آب گرفت " ؟ ثم التفت إلي وتبسم فقال : تظن ألا يحسن الفارسية غيرك ؟! فقال له المتطبب : جعلت فداك تحسنها ؟ ! فقال : أما فارسية هذا فنعم ، قال لك : احتمل الجدري ماء !

الراوندي، قطب الدين (المتوفى573هـ)، الخرائج والجرائح، ج 2، ص 675، تحقيق ونشر: مؤسسة الإمام المهدي عليه السلام ـ قم، الطبعة: الأولى، 1409هـ.

تشیع الإیرانیین

فی هذا الفصل ندرس کیفیة قبول الإسلام و التشيع من قبل الإيرانیین و عوامله فی القرون المختلفة.

تشيع الإيرانيین فی القرن الأول الی الرابع من الهجرة

فی البدایة ندرس طریقة تشيع الإيرانیین عبر التدریج و عوامله فی القرن الاول الی الرابع من الهجرة.

 دور الأئمة و الخصیصین من اصحابهم من جملتهم سلمان الفارسي فی اعتناق الإسلام و تشيع الإيرانيین الی القرن الثالث

هنا ندرس تشيع الايرانيین و العوامل الموثرة علیه فی القرن الاول الی الرابع من الهجرة.

دور سلمان الفارسي فی اعتناق إسلام الإيرانيین

کما مر سالفا الائمة الأطهار عليهم السلام لم یحضروا فی الحروب التی وقعت فی عصر عمر بن الخطاب لکن بعض الصحابة و الشيعة شارکوا بإذن من الأئمة عليهم السلام فی معدود من الحروب التی وقعت فی عصر الخلفا. من جملة الأصحاب هو سلمان الفارسي الصحابي الجلیل لرسول الله صلي الله عليه و آله و الشيعی الوفی ل الإمام علي عليه السلام الذی شارک فی حرب المدائن الذی هو أحد الحروب المهمة بین جیش الخليفة الثانی و جیش ايران ، و لعب دورا مهما فی نجاح جیش الإسلام ضد الإيرانيین . بحیث اذا لم تکن التدابير اللازمة و الفنون الحربیة لسلمان و لمعان الروحی منه لبقی نجاح المسلمین ضد الإيرانيین فی مکتنف من الغموض. الواقدي فی شرح هذه القضیة یقول هکذا :

 

قال حدثنا من شهد فتح المدائن قال خرجنا بعد فتح القصر الأبيض و كان قد تحصن به رجال من المرازبة و كانوا أشد جلدا و أقوى عزيمة من جميع الفرس و تحالفوا أنهم لا يسلمون ابدا و الذين حصلوا و تولوا حصارهم كتيبة الأهواز و هي كتيبة القعقاع فلما رأينا عزمهم على الموت بعدنا عن نشابهم و حجارة مجانيقهم و  طال علينا ذلك و شكونا ذلك إلى سعد و قلنا له قد حرمنا الجهاد بحصارنا لهؤلاء الاعلاج فقال سعد لسلمان تقدم إليهم و دبر شيئا فيه مصلحة للمسلمين و أمنهم فتقدم إليهم سلمان و كلمهم بالفارسية فأمسكوا عن رميه و قالوا له من أنت فقال أنا رسول من المسلمين اعلموا أن الرجل يقاتل عن نفسه و ماله و ولده إذا رجا الخلاص و ما أرى لكم من خلاص قط و هذا الملك قد انهزم و أخذنا مملكته و خزائنه و ما بقي في المدائن أحد غيركم فاتقوا الله في أنفسكم و لا تهلكوها و سلموا لنا هذا الحصن و لكم الأمان إلى أي جهة توجهتم لا يعارضكم منا أحد قال فلما سمعوا قوله قالوا لا نسلم حتى نهلك عن آخرنا ثم رموا سلمان بالنشاب فقرأ و ردّ الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا و كفى الله المؤمنين القتال و كان الله قويا عزيزا و أشار إلى النشاب بيده فذهبت السهام يمينا و شمالا و لم يصبه منها شيء قال فلما رأوا ذلك قالوا زنهار فبحق ما تشير اليه من أنت قال أنا روزبه و قد عمرت أربعمائة سنة و لحقت آخر أيام عيسى بن مريم و طفت الأرض حتى لحقت بنبي هذه الأمة صلى الله عليه و سلم فلما أتيته أكرمني و خدمته فعظمني حتى أنه جعلني من أهل بيته فقال سلمان منا أهل البيت فلما سمعوا قوله و حققوا معرفته علموا أنه كان من عظماء أهل دينهم قال فصقعوا له و قالوا و الله ما نخفي عليك شيئا من أمرنا و سبب قتالنا ليس بسبب مال و لا متاع و انما الملك قد مضى يريد نهاوند و لم يقدر على أخذ ابنته معه و هي مريضة و قد سلمها الينا فلزمنا من أمرها ما لزم فان كنتم تعطون الأمان عليها سلمنا لكم و الا نموت يدا واحدة فلما سمع سلمان منهم ذلك قال دعوا هذه الامر حتى أشاور الأمير ثم عاد و حدث سعدا بما سمعه فقال يا عبد الله ان المسلمين قد انتشروا في العراق و نخاف أن يقع بهم أحد فلا يبقى عليهم و لكن قل لهم لكم علينا أن نذبّ عنكم و تكونوا في ذمامنا حتى تجاوزوا أي جهة تريدونها و بعد ذلك لا نضمن لهم ما يأتي عليهم قال فحدثهم سلمان بما قاله الأمير فقال العقلاء منهم لولا أن العرب على حق ما نصروا علينا و من الرأي ان نرجع إلى دين هؤلاء العرب و نعيش في ظلهم و ان القوم لا يريدون ملكا و قد رأيتم هذا الرجل و ما ظهر لكم من كرامته قال ففتحوا باب السر و خرجوا إلى العسكر و أتوا إلى سلمان فأتى بهم إلى سعد و أسلموا على يديه.

الواقدي، أبو عبد الله محمد بن عمر (المتوفی207هـ)، فتوح الشام، ج 2، ص 204، 205، دار النشر: دار الجيل – بيروت .

قیاس مواجهة اهل البيت عليهم السلام و الخلفاء مع الإيرانيین

فی القرن الأول الی الرابع من الهجرة المواجهة الكريمة من اهل البيت عليهم السلام مع الإيرانيین، هو السبب المهم فی قبول التشيع من قبل الناس الإيرانیین. أحد هذه المواجهات انعکست فی رواية حول زواج ابی عبدالله الحسين عليه السلام ب إبنة من سلالة الساسانية. القضیة اللطیفة لهذا الزواج ذکرت فی الکتب الشريفة مثل الكافي و بصائر الدرجات هکذا:

«لما أقدمت بنت يزدجرد على عمر أشرف لها عذارى المدينة و أشرق المسجد بضوئها لما دخلته ، فلما نظر إليها عمر غطت وجهها وقالت : " أف بيروج بادا هرمز " فقال عمر : أتشتمني هذه و همّ بها ، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : ليس ذلك لك ، خيرها رجلا من المسلمين و أحسبها بفيئه ، فخيرها فجاءت حتى وضعت يدها على رأس الحسين عليه السلام فقال لها أمير المؤمنين : ما اسمك ؟ فقالت : جهان شاه ، فقال لها أمير المؤمنين عليه السلام : بل شهربانويه ، ثم قال للحسين : يا أبا عبد الله لتلدنّ لك منها خير أهل الأرض ، فولدت علي بن الحسين عليه السلام و كان يقال لعلي بن الحسين عليه السلام : ابن الخيرتين فخيرة الله من العرب هاشم و من العجم فارس . و روي أن أبا الأسود الدئلي قال فيه : و إن غلاما بين كسرى و هاشم * لاكرم من نيطت عليه التمائم»

الصفار، محمد بن حسن، المتوفی 290ق، بصائر الدرجات، ص 355، تصحيح ، تعليق و تقديم: کوچه باغي ، حاج ميرزا حسن ، تهران، انتشارات اعلمي، 1404 ق.

الکليني، محمد بن يعقوب، المتوفی 329ق، الكافي، ج 1 ص 466، تصحيح و تعليق: علي اکبر غفاري، تهران، دار الکتب الاسلاميه، الثالثة، 1338ق.

 ذکرت هذه القضیة فی الکتب المختلفة بصورة مفصّلة‌ التی من جانب هی تبیانا لخلق عمر بن الخطاب فی مواجهة الاُسراء خلافا لسيرة الرسول الاكرم صلي الله عليه وآله و من جانب أخر خلق امير المومنين عليه السلام فی مواجهة الأسراء الإيرانیين هی مواجهة انسانیة و ب احترام و مساو ل السيرة النبوية . کما یقول الطبري الکاتب الشيعي فی كتاب دلائل الامامة هکذا :

لما ورد سبي الفرس إلى المدينة أراد عمر بن الخطاب بيع النساء ، و أن يجعل الرجال عبيدا للعرب ، و أن يرسم عليهم ، أن يحملوا العليل و الضعيف و الشيخ الكبير في الطواف على ظهورهم حول الكعبة ، فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : إن رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) قال : أكرموا كريم كل قوم . فقال عمر : قد سمعته يقول : إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه و إن خالفكم . فقال له أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : فمن أين لك أن تفعل بقوم كرماء ما ذكرت ، إن هؤلاء قوم قد ألقوا إليكم السلم ، و رغبوا في الاسلام و السلام  و لا بد من أن يكون لي منهم ذرية و أنا أشهد الله و أشهدكم أني قد أعتقت نصيبي منهم لوجه الله  قال جميع بني هاشم : قد وهبنا حقنا أيضا لك . فقال : اللهم اشهد أني قد أعتقت جميع ما وهبونيه من نصيبهم لوجه الله . فقال المهاجرون و الأنصار : قد وهبنا حقنا لك يا أخا رسول الله . فقال : اللهم اشهد أنهم قد وهبوا حقهم و قبلته و اشهد لي بأني قد أعتقتهم لوجهك . فقال عمر : لم نقضت علي عزمي في الأعاجم ؟ و ما الذي رغبك عن رأيي فيهم ؟ فأعاد عليه ما قال رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) في إكرام الكرماء  و ما هم عليه من الرغبة في الاسلام  فقال عمر : قد وهبت لله و لك - يا أبا الحسن - ما يخصّني و سائر ما لم يوهب لك . فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : اللهم اشهد على ما قالوه ، و على عتقي إياهم . فرغبت جماعة من قريش في أن يستنكحوا النساء ، فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : هؤلاء لا يكرهن على ذلك و لكن يخيرن فما اخترنه عمل به . فأشار جماعة الناس إلى شهربانويه بنت كسرى فخيرت و خوطبت من وراء حجاب  و الجمع حضور  فقيل لها : من تختارين من خطابك ؟ و هل أنت ممن تريدين بعلا ؟ فسكتت . فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : قد أرادت و بقي الاختيار . فقال عمر : و ما علمك بإرادتها البعل ؟ فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : إن رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) كان إذا أتته كريمة قوم لا ولي لها و قد خطبت أمر أن يقال لها : أنت راضية بالبعل ؟ فإن استحيت و سكتت جعل إذنها صماتها و أمر بتزويجها و إن قالت : لا ، لم تكره على ما لا تختاره . و إن شهربانويه أريت الخطاب و أومأت بيدها  و أشارت إلى الحسين بن علي ، فأعيد القول عليها في التخيير فأشارت بيدها و قالت بلغتها : هذا إن كنت مخيرة . و جعلت أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وليها . و تكلم حذيفة بالخطبة ، فقال : أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ما اسمك ؟ قالت : شاه زنان  . قال : نه شاه زنان نيست ، مگر دختر محمد ( صلى الله عليه وآله ) و هي سيدة نساء، أنت شهربانويه و أختك مرواريد بنت كسرى . قالت : آريه.

الطبري، محمد بن جرير، المتوفی قرن 4 ه. ق،  دلائل الإمامة، ص 194-196، تحقيق:  قسم الدراسات الإسلامية - مؤسسة البعثة، ناشر : مركز الطباعة والنشر في مؤسسة البعثة،الأول، 1413ق.

هذه القصة نقلت فی کتاب مناقب ابن شهر آشوب ایضا هکذا :

لما ورد بسبي الفرس إلى المدينة أراد الثاني أن يبيع النساء و أن يجعل الرجال عبيد العرب و عزم على أن يحمل العليل و الضعيف و الشيخ الكبير في الطواف و حول البيت على ظهورهم . فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : إن النبي ( صلى الله عليه وآله ) : قال : أكرموا كريم قوم و إن خالفوكم ، و هؤلاء الفرس حكماء كرماء ، فقد ألقوا إلينا السلام و رغبوا في الإسلام ، و قد أعتقت منهم لوجه الله حقي و حق بني هاشم

ابن شهرآشوب، رشيد الدين أبي عبد الله محمد بن علي السروي المازندراني (المتوفى588هـ)، مناقب آل أبي طالب، ج 3، ص 207، تحقيق: لجنة من أساتذة النجف الأشرف، ناشر: المكتبة والمطبعة الحيدرية، 1376هـ ـ 1956م.

من الطبيعی ان المواجهة بسماحة ، منطقية و مع العطوفة عن امير المومنین عليه السلام مع شهربانو، الأمیرة الايرانية و قواد جیوش الايرانیة ، أثر علی الإيرانیین الذین هم اهل الأدب و الثقافة و الحضارة الأعلی آن ذاک ، تأثيرا عميقا و له الدور الجاد فی رغبتهم الی مكتب اهل البيت عليهم السلام. لکن فی المقابل المواجهة السیئة عن عمر بن الخطاب مع الآمراء و قادة الجیوش و الحكومة الايرانية و التکلم عن استرقاقهم ایضا یبقی مجالا ل التأمل لأن الايرانيین اناس صاحبی ثقافة و حضارة عریقة و العقل السليم یقضی ان عمر بن الخطاب یستفید من هذه الحضارة و الثقافة لا انه یقوم ب استرقاقهم . وقف امير المومنین علي عليه السلام  فی وجه هذا الأمر القبیح –الذی حاصله ابراز صورة عنیفة من الدين و الهروب عن الإسلام و الحرب معه-؛ علی ع بدراية كاملة و ب الاستناد الی سيرة الرسول الأكرم صلی الله عليه و آله لم یجوز هکذا اهانة بینة ضد الايرانیین. هو الذی أحيی سنة رسول الله صلي الله عليه و آله فی قوله:

«أكرموا كريم كل قوم»

 اضافة علی استناد اميرالمؤمنین عليه السلام بسيرة الرسول صلي الله عليه و آله اشتياق و رغبة الأسراء الإيرانیین ب الاسلام الحقيقي دليل آخر علی اكرام الإمام لهم. کما قالوا فیه هکذا:

رغبوا في الاسلام 

هذا الکلام عن اميرالمؤمنين عليه السلام هو شاهد علی ان الإيرانیین هناک لم یستسلموا حسب الحروب و الضغوط . بل هم من صمیم قلوبهم یمیلون و یشتاقون الی الإسلام .

لکن امیرالمؤمنین منع عن ذلة و استرقاق الايرانیین بل جعلهم احرارا و فی احسن موضع الذی یمکن . حسب هذا الترتيب محبة الإمام علي عليه السلام وقعت فی قلوب الاُسراء الايرانیین      و بقیة الايرانيین الذین وصلهم هذا الخبر.

فی بعض النصوص الأخر تصریح ایضا ب المواجهة الکریمة عن اميرالمؤمنين عليه السلام مع الإيرانيین و مواجهة المحتقرة عن عمر بن الخطاب مع الإيرانيین :

قال مغيرة : كان علي عليه السلام أميل إلى الموالي وألطف بهم و كان عمر أشد تباعدا منهم.

الثقفي الكوفي، ابراهيم بن محمد -المتوفی 283ه- الغارات، ج 2، ص 499، تحقيق: حسيني ارموي ، سيد جلال الدين، شماره ثبت كتابخانه ملي 717، المطبعة: مطبعة بهمن.

فی الحال ان القرآن الكريم فی مجال الأقوام و العشائر المختلفة ل البشر، یخالف بشدة المسائل التی ترتبط ب العرقیة و یعرف الملاك الوحید عند الله هو التقوی . علی سبیل المثال یقول فی سورة الحجرات هکذا :

يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثى‏ وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ‏ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَليمٌ خَبيرٌ

سورة الحجرات، الآية 12

بناء علی هذا فی قاموس القرآن الكريم المسائل العرقیة مذمومة و الملاك فی أفضلیة الأقوام، لیس هو نسبهم بل التقوی .

النكتة الجدیرة ل الذکر هی ان نفس هذا الملاك القرآني يعني التقوی و الايمان فی اصحاب الرسول صلي الله عليه و‌ آله الايرانيین کان اکثر. بشکل حتی ان الرسول الأکرم صلي الله عليه و‌ آله صرح بها بکثیر. من جملة انه قال :

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأنزلت عليه سورة الجمعة وآخرين منهم لما يحلقوا بهم قال قلت من هم يا رسول الله فلم يراجعه حتى سأل ثلاثا وفينا سلمان الفارسي وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على سلمان ثم قال لو كان الايمان عند الثريا لناله رجال أو رجل من هؤلاء.

البخاري الجعفي، ابوعبدالله محمد بن إسماعيل (المتوفى256هـ)، صحيح البخاري، ج 6، ص 66، ناشر: دار الفکر، بیروت، 1401 ق.

تحقير الايرانيین بید عمر بن الخطاب

فی هذا الفصل نتعرض الی امثلة کثیرة عن تحقیر الایرانیین بید عمر بن الخطاب .

عمر من دون الإلتفات الی المبانی الدینیة و الانسانیة و فقط علی اساس العصّبیة و العرقیة ان العربی لا یسترق و لا یملک و الاسترقاق لابد ان یکون من بین الأعاجم و الايرانيین! الصنعاني یقول هنا هکذا :

 

عبد الرزاق عن أبي بكر بن عياش قال أبو حصين عن الشعبي قال لما استخلف عمر قال ليس على عربي ملك

الصنعاني، أبو بكر عبد الرزاق بن همام ، المتوفی 211 هالمصنف، ج7، ص 278، تحقيق : حبيب الرحمن الأعظمي، دار النشر : المكتب الإسلامي ، الطبعة الثانیة، - بيروت – 1403ه.

ابن اثیر ایضا یشیر الی سعی عمر بن الخطاب لإسترقاق الايرانيین بدل الاعراب و یصرح هکذا :

ولما ولي عمر بن الخطاب قال إنه لقبيح بالعرب أن يملك بعضهم بعضا وقد وسع الله عز وجل وفتح الأعاجم

الشیبانی، أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد، المتوفی 630هـ ، الكامل في التاريخ، ج 2، ص 237، تحقيق : عبد الله القاضي ، دار النشر : دار الكتب العلمية – الطبعة الثانیة ، بيروت - 1415هـ .

من اذلال عمر بن الخطاب بالنسبة ل الایرانیین، منع ورود الایرانیین فی المدینة ! الصنعانی یقول هنا هکذا :

عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال كان عمر بن الخطاب لايترك أحدا من العجم يدخل المدينة

الصنعاني، أبو بكر عبد الرزاق بن همام (المتوفی211هـ)، المصنف، ج5، ص 474، تحقيق : حبيب الرحمن الأعظمي، دار النشر: المكتب الإسلامي – بيروت، الطبعة : الثانية 1403 

هذا الأمر من عمر بن الخطاب هو ب التطبیق خلافا لسیرة رسول الاکرم صلی الله علیه و آله . لأنه حسب الدلیل اولا: فی هذا المقال اشرنا الی حضور الایرانیین فی المدینة طیلة عصر الرسول الاکرم صلی الله علیه و آله و عشرتهم معه. ثانیا: الرسول صلی الله علیه و آله فی ضمن الأحادیث العدیدة شوّق الناس الی زیارته و زیارة قبره الشریف فی المدینة . من جملة انه (ص) قال :

من حج فزار قبري بعد موتى كان كمن زارني في حياتي

الدارقطني البغدادي، ابوالحسن علي بن عمر (المتوفى 385هـ)، سنن الدارقطني، ، ج 2، ص244 تحقيق : مجدي بن منصور سيد الشوري، ناشر : دار الكتب العلمية – بيروت، الطبعة: الأولى 1417ق.

البيهقي، أحمد بن الحسين بن علي بن موسي ابوبكر (المتوفى 458هـ)، سنن البيهقي الكبرى، ج5، ص 246، ناشر: مكتبة دار الباز - مكة المكرمة، تحقيق: محمد عبد القادر عطا، 1414 - 1994.

النبی الأکرم صلی الله علیه و آله فی هذا الحدیث الشریف یشوق المسلمین فی صراحة بمجیئهم الی المدینة و زیارة قبره الشریف . لکن عمر بن الخطاب خلافا ل الحدیث الشریف عن النبی صلی الله علیه و آله منع بعض المسلمین یعنی الإیرانیین من الورود فی المدینة و زیارة قبر النبی (ص) . هذه المسأله لم تکن سوی مخالفة امر الرسول صلی الله علیه و آله و ابراز روح العرقیة من الخلیفة الثانی! عمر بن الخطاب خلافا ل السیرة النبویة و فقط علی اساس العصبیة العربیة ، صوب قانونا تحت عنوان ممنوعیة ورود غیر الاعراب فی المدینه و نفذّه .

العلامة المجلسی یبین علة عداوة عمر ل العجم هکذا :

و ذلك أنه سمع من النبي صلى الله عليه وآله أن أنصار علي وأهل بيته عليهم السلام يكونون من العجم و لذا حكم بقتل العجم جميعا لما استولى على بلاد فارس ، فمنعه أمير المؤمنين عليه السلام عن ذلك ، وقال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : سنوا بهم سنة أهل الكتاب . فصار أولادهم من أهل العراق وغيرهم من أصحاب أئمتنا صلوات الله عليهم وأنصارهم ومحل أسرارهم ، ودونوا الأصول ، وانتشر ببركتهم علوم أهل البيت صلوات الله عليهم في العالم .

المجلسي، محمد باقر _المتوفى1111ق_، بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار، ج 64 ص 170، تحقيق: محمد الباقر البهبودي، ناشر: مؤسسة الوفاء - بيروت - لبنان، الطبعة: الثانية المصححة، 1403هـ - 1983م.

من المواضع التی تبین لنا العصبیة فی خلافة عمر بن الخطاب ، هی زوال و حرق کثیر من الکتب العلمیة و الذخائر الثقافیة لبلدنا ایران التی هی البتة تدل علی قلة علم الخلیفة الثانی بالنسبة الی تعالیم الدین و العلم فی الإسلام . هذه النقطة السوداء ذکرت فی مصادر عدیدة عن اهل السنة :

و لما فتحت أرض فارس ووجدوا فيها كتبا كثيرة كتب سعد ابن أبي وقاص إلى عمر بن الخطاب ليستأذنه في شانها وتنقيلها للمسلمين فكتب إليه عمر أن اطرحوها في الماء فان يكن ما فيها هدى فقد هدانا الله باهدى منه وإن يكن ضلالا فقد كفانا الله فطرحوها في الماء أو في النار وذهبت علوم الفرس فيها عن أن تصل إلينا.

ابن خلدون الحضرمي، عبد الرحمن بن محمد المتوفی: 808 ، مقدمة ابن خلدون ص 480، دار النشر : دار القلم الطبعة : الخامسة - بيروت - 1984 ،

القنوجي، صديق بن حسن، المتوفی: 1307، أبجد العلوم الوشي المرقوم في بيان أحوال العلوم، ج1، ص261، تحقيق : عبد الجبار زكار ، دار النشر : دار الكتب العلمية - بيروت - 1978 .

النکتة المهمة فی الروایة السابقة هی ان عمر بن الخطاب من دون الإلتفات الی المسائل الثقافیة و العلمیة المفیدة و غیر المنافیة ل الاسلام ، یأمر ان یطرحوا الکتب العلمیة فی شتی المجالات مثل النجوم، الطب ، الجغرافیة و ... فی الماء او النار ! الیس عمر بن الخطاب لا یعلم ان الرسول الأکرم صلی الله علیه و آله یحب العلم و المعرفة ؟! اما سمع الرسول صلی الله علیه و آله انه قال :

اطلبوا العلم ولو بالصين.

النمري القرطبي المالكي، ابوعمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر (المتوفى 463هـ)، جامع بيان العلم وفضله، ص 7 ، 8 ، 9، ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت – 1398هـ.

من القطع ان اطلاق کلام الرسول صلی الله علیه و آله یشمل تمام العلوم من الطب و الجغرافیة و ... . العلوم التی امر عمر بن الخطاب بحرقها !

مواصلة التحقير و التبعيض ضد الإيرانيین بید اتباع بني امية

المواجهة المحتقرة ل عمر بن الخطاب مع الایرانیین لم تنحصر فیه بل امَر موظفوه ان یواجهوا بتلک المواجهة المحتقرة ایضا . من جملة عمال عمر بن الخطاب، هو معاوية بن ابي سفيان التی جعله حاكما فی الشام. هو بعد سنین من وفاة عمر کان یتابع مواجهته المحتقرة مع غیر الأعراب و الایرانیین . معاوية فی رسالته الی زياد بن ابيه یحتقر الايرانيین هکذا :

«و لعمري يا أخي لو أن عمر سن دية المولى نصف دية العربي لكان أقرب إلى التقوى! و لو وجدت السبيل إلى ذلك و رجوت أن تقبله العامة لفعلت و لكني قريب عهد بحرب فأتخوف فرقة الناس و اختلافهم علي و بحسبك ما سنه عمر فيهم فهو خزي لهم و ذل . فإذا جاءك كتابي هذا فأذل العجم و أهنهم و أقصهم و لا تستعن بأحد منهم و لا تقض لهم حاجة.»

الهلالي، سليم بن قيس، (المتوفى80هـ)، كتاب سليم بن قيس الهلالي، ص 283، تحقيق : محمد باقر الأنصاري الزنجاني، ناشر دليل ما، الطبعة الأولی، 1422 ق- 1380 ش

علی کل حال المواجهة المحتقرة من عمر بن الخطاب، معاوية و بني امية مع الايرانیین، هی من اهم العلل لتجنب الناس الایرانیین عن الخلفاء و بني امية و اتجاههم المتزاید ل اهل البيت عليهم السلام و التشيع .

استمرت اذلالات معاوية و من بعده بني امية بالنسبة ل الايرانيین الی القرون المتوالیة . ببالغ الحزن و الأسی اثقب هذا الفکر و المعتقد فی بعض علماء المتعصب الناصبي ، حتی انهم اظهروه بصراحة و اهانة تامة فی کتبهم !من جملة هؤلاء العلماء المتعصبین التی قام بحمل رایة العداوة مع اهل البيت عليهم السلام و الشيعة ، هو ابن تيمية . هو یقول فی فضل الجوهری ل العرب علی العجم هکذا :

جنس العرب أفضل من جنس العجم. فإن الذي عليه أهل السنة و الجماعة: اعتقاد أن جنس العرب أفضل من جنس العجم، عبرانيهم و سريانيهم، روميهم و فرسيهم و غيرهم.

ابن تيميه حراني، احمد بن عبد الحليم، المتوفی 728ه ، اقتضاء الصراط المستقيم ، ج8، ص 11، دراسة وتحقيق: ناصر عبد الكريم العقل، الناشر: دار عالم الكتب، بيروت، الطبعة: السابعة، 1419هـ/ 1999م.

هذا الکلام عن ابن تيمية بعنوان عالم متعصب ، له المجال الواسع للبحث فلنشیر الی ثمة نکت مهمة فی هذا المقال فقط :

1) الله تعالي یقول فی القرآن الکريم هکذا :

ان اکرمکم عند الله اتقاکم.

سورة الحجرات، الآية‌  13

ابن تيمية یضرب هذه الآية الشريفة عرض الجدار و بإهانة تامة فی مقابل کلام الله الذی یعرف «التقوي» هی الملاک فی الأفضلیة و الاکرام ، یعتبر الملاک فی الأفضلیة هی العربیة !

2) ابن تيمية بتصریحه هذه العقيدة یکون من العلماء المتشددین. لأنه خلافا لتعالیم الإسلام، الذی یدعوا للمساواة فی الجنس ، یعرف جنس العرب أفضل من البقیة .

3) ابن تيمية یخطوا خطوة معاوية و بني امية . لأنهم من جانب سعوا کل السعی فی انكار فضائل اهل البيت عليهم السلام الحتمیة و فی العداوة ل الشیعة و من جانب آخر فی ازدراء الإيرانیین و استعمال التبعيض عليهم. فی الواقع هذا النوع من الرؤیة ، نفس الرؤیة التی کانت ل الأعراب الجاهلية قبل الإسلام.

4) ابن تيمية عاش فی القرن الثامن من الهجرة و هذه الجملة العنصریة ضد غير الاعراب من جملتهم الايرانيین، علامة علی تداوم نفس الافکار الجاهلية الی قرون بعدها .

5) ابن تيمية ینسب عقيدته العنصریة فی افضلیة الاعراب علی غير الأعراب ، الی تمام علماء اهل السنة! منفصلا عن صدق او کذب کلام ابن تیمیة فی هذه المسئلة ، طرح ادعاء ان الاعراب افضل من الايرانیین و نسبته الی اهل السنة قاطبة ، هو یثیر التفرقة و التنفّر من قبل الايرانيین عن الأعراب و مکتب اهل السنة‌.

علی کل حال کلام ابن تيمية فی افضلیة جنس العرب علی غیره ، یحکي عن تداوم الاذلالات و التبعيضات من الخلفا و بني امية ضد الايرانیین الذی مع الأسف صار لها صورة علمية و دينية و اصبحت مکتوبة .

قتل عمر بن الخطاب و سببه

فی زمن حكومة الخليفة الثانی وقعت مواجهات شدیدة و ظلم و تبعیض بالنسبة لمحبی اهل البيت عليهم السلام –الذی الايرانيون من ابرز امثلته -،اکثر من الماضی. دامت هذه المواجهات الی آخر حياته و فی النهاية سببت قتله بید مسلم ايراني بإسم ابولؤلؤة. ذکرت هذه المسئلة فی کتب عدیدة عن اهل السنة فلنذکرها عن کتاب المصنف ل الصنعاني :

كان عمر بن الخطاب لا يترك أحدا من العجم يدخل المدينة ، فكتب المغيرة بن شعبة إلى عمر : أن عندي غلاما نجارا ، نقاشا ، حدادا ، فيه منافع لأهل المدينة ، فإن رأيت أن تأذن لي أن أرسل به فعلت ، فأذن له ، و كان قد جعل عليه كل يوم درهمين  و كان يدعى أبا لؤلؤة و كان مجوسيا في أصله . فلبث ما شاء الله ، ثم إنه أتى عمر يشكو إليه كثرة خراجه ، فقال له عمر : ما تحسن من الأعمال ؟ قال : نجار ، نقاش ، حداد ، فقال عمر : ما خراجك بكبير في كنه  ما تحسن من الأعمال ، قال : فمضى و هو يتذمر   ثم مر بعمر و هو قاعد ، فقال : ألم أحدث أنك تقول : لو شئت أن أصنع رحى  تطحن بالريح فعلت ، فقال أبو لؤلؤة : لاصنعن رحى يتحدث بها الناس ، قال : و مضى أبو لؤلؤة ، فقال عمر : أما العبد فقد أوعدني آنفا ، فلما أزمع بالذي أزمع به ، أخذ خنجرا فاشتمل عليه ، ثم قعد لعمر في زاوية من زوايا المسجد  و كان عمر يخرج بالسحر فيوقظ الناس بالصلاة  فمر به ، فثار إليه ، فطعنه ثلاث طعنات ، إحداهن تحت سرته  و هي التي قتلته.

الصنعاني، أبو بكر عبد الرزاق بن همام (المتوفی211هـ)، المصنف، ج5، ص 474، 475 ، تحقيق : حبيب الرحمن الأعظمي، دار النشر: منشورات المجلس العلمي .

من القطع ان المواجهة الصالحة الاسلامیة و المبتنية علی السنة النبوية من جانب اهل البيت عليهم السلام و فی المقابل، الظلم و التبعيض من جانب جهاز الحکومة بالنسبة ل الايرانيین، أحد العلل المهمة فی انتمائهم الی مذهب یقابل الخلفاء يعني مكتب اهل البيت عليهم السلام. قتل عمر بید رجل ایرانی أحد العلامات البارزة لتنفر الایرانیین عن عمر بن الخطاب.

دور الايرانيین فی قيام مختار عند اخذ الثار من وحشیة بني امية و الدفاع عن اهل البيت  عليهم السلام

الظلم و التبعيض من بني امية و اسلافها بالنسبة ل المسلمین الأعجمیین لا سیما الايرانیین، و استشهاد عترة النبی صلي الله عليه وآله، لها الآثار و ارتکازات عدیدة. إحدی آثارها ، حضور بلیغ من الايرانيین فی قيام مختار ضد بني‌امية و طلب ثأر ابی عبد الله الحسين عليه السلام. هذا الحضور مسلّم بصورة، جیاش و ملحمي الذی المورخون من اهل السنة یصفونه هکذا :

و كان أكثر من استجاب له همدان  و قوم كثير من أبناء العجم.

الدينوري، أحمد بن داود _المتوفی 282ق_، الأخبار الطوال، ص 288، تحقيق : عبد المنعم عامر / مراجعة : الدكتور جمال الدين الشيال، ناشر : دار إحياء الكتب العربي - عيسى البابي الحلبي وشركاه / منشورات شريف الرضي، الطبعة الأولی، سنة الطبع: 1960م.

هو یقول فی موضع آخر هکذا :

و كان جلهم أبناء الفرس الذين كانوا بالكوفة و يسمون الحمراء

الدينوري، أحمد بن داود _المتوفی 282ق_، الأخبار الطوال، ص 293، تحقيق : عبد المنعم عامر / مراجعة : الدكتور جمال الدين الشيال، ناشر : دار إحياء الكتب العربي - عيسى البابي الحلبي وشركاه / منشورات شريف الرضي، الطبعة الأولی، سنة الطبعة: 1960 م.

نکتة أخری فی امتداد التبعيض ضد الايرانیین هی انها بعد هزیمة قيام مختار بید ابن زبير، من اقتراحات المحیطون ب ابن زبير فی اساری جیش مختار ان یبقون الاعراب من جیش مختار احیاءا لکن یقتلون الايرانيین من جیشه! الطبري یقول هنا هکذا :

و اقتل هؤلاء الموالى فإنهم قد بدا كفرهم و عظم كبرهم و قل شكرهم

الطبري، أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب _المتوفى310 ق_، تاريخ الطبري، ج 4، ص 577، تحقيق،مراجعة وتصحيح وضبط : نخبة من العلماء الأجلاء، ناشر : مؤسسة الأعلمي للمطبوعات – بيروت

حسب هذا الترتيب الانصاف و العطوفت عن اهل البيت عليهم السلام بالنسبة ل الايرانيین من جانب و التشدد، التحقير و التبعيض عن اعداء اهل البيت عليهم السلام بالنسبة ل الايرانيین من جانب آخر ، سبب رغبة الايرانیین الی مذهب اهل البيت عليهم السلام و تنفرهم عن اعداء هذا المذهب . 

قم اول و أقوي‌ مرکز ل التشيع فی ايران

التقاریر التأريخية تحکي عن تشيع الايرانیین من بدایة القرن الأول من الهجرة. کتاب معجم البلدان یخبر عن تأسيس بلدة قم فی سنة 83 من الهجرة القمرية بإستقرار الاشعريون من الشيعة فیها. بناء علی هذا تعد بلدة قم اول مرکز التشيع الاثنی عشریة فی ايران التی تصل قدمتها الی القرن الاول من الهجرة .

وذكر بعضهم أن قم بين أصبهان و ساوة  و هي كبيرة حسنة طيبة و أهلها كلهم شيعة إمامية  و كان بدء تمصيرها في أيام الحجاج بن يوسف سنة 83 وذلك أن عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث بن قيس كان أمير سجستان من جهة الحجاج ثم خرج عليه و كان في عسكره سبعة عشر نفسا من علماء التابعين من العراقيين فلما انهزم ابن الأشعث ورجع إلى كابل منهزما كان في جملته إخوة يقال لهم عبد الله والأحوص وعبد الرحمن وإسحاق ونعيم وهم بنو سعد بن مالك ابن عامر الأشعري وقعوا إلى ناحية قم ... و كان متقدم هؤلاء الاخوة عبد الله بن سعد وكان له ولد قد ربي بالكوفة فانتقل منها إلى قم وكان إماميا فهو الذي نقل التشيع إلى أهلها فلا يوجد بها سني قط.

الحموي، ياقوت بن عبدالله ، المتوفی 626 ق ، معجم البلدان، ج 4، ص 397 ، بيروت، دار إحياء التراث العربي ، 1399ق.

البتة كتاب تأريخ قم یذکر تأسيس بلدة قم و استقرار الاشعريون من الشيعة فیها فی سنة 94 من الهجرة .

القمي، حسن بن محمد، المتوفی378 ق، ترجمة: القمي، حسن بن على، المتوفی 805- 806 ق، تاريخ قم، ص 240، تصحيح: تهراني، سيد جلال الدين، مطبعة المجلس.

اول سكنة من الشيعة فی قم عائلة الأشعريون. جدّهم الأعلی ابوعامر الاشعري من صحابة رسول الأكرم صلي الله عليه و آله و الشيعة المحبین ل امير المؤمنين عليه السلام. جابر بن عبدالله الأنصاري فی ضمن حديث ینقل هکذا :

عن جابر بن عبدالله الانصاري قال: " وفد على رسول الله(صلى الله عليه وآله) أهل اليمن فقال النبى(صلى الله عليه وآله): جاء كم أهل اليمن يبسون بسيسا فلما دخلوا على رسول الله(صلى الله عليه وآله) قال: قوم رقيقة قلوبهم راسخ إيمانهم، ومنهم المنصور، يخرج في سبعين ألفا ينصر خلفى وخلف وصيي، حمائل سيوفهم المسك فقالوا: يا رسول الله ومن وصيك؟ فقال: هوالذى أمركم الله بالاعتصام به فقال عزوجل: " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " فقالوا: يا رسول الله بين لنا ما هذا الحبل، فقال: هو قول - الله، " إلا بحبل من الله وحبل من الناس "فالحبل من الله كتابه، والحبل من الناس وصيي: فقالوا: يا رسول الله من وصيك؟ فقال: هو الذى أنزل الله فيه " أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله" فقالوا: يا رسول الله وما جنب الله هذا؟ فقال: هو الذى يقول الله فيه: " ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتنى اتخذت مع الرسول سبيلا " هو وصيي، والسبيل إلى من بعدي، فقالوا: يا رسول الله بالذي بعثك بالحق نبيا أرناه فقد اشتقنا إليه، فقال: هو الذى جعله الله آية للمؤمنين المتوسمين، فإن نظرتم إليه نظر من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد عرفتم أنه وصيي كما عرفتم أني نبيكم، فتخللوا الصفوف وتصفحوا الوجوه فمن أهوت إليه قلوبكم فإنه هو، لان الله عزوجل يقول في كتابه: " فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم " [أي] إليه وإلى ذريته(عليهم السلام).

ثم قال: فقام أبوعامر الاشعرى في الاشعريين، وأبوغرة الخولانى في الخولانيين، وظبيان، وعثمان بن قيس في بنى قيس، وعرنة الدوسى في الدوسيين، ولا حق بن علاقة ، فتخللوا الصفوف وتصفحوا الوجوه وأخذوا بيد الانزع الاصلع البطين وقالوا: إلى هذا أهوت أفئدتنا يا رسول الله، فقال النبى(صلى الله عليه وآله):

« أنتم نجبة الله حين عرفتم وصي رسول الله قبل أن تعرفوه ، فبم عرفتم أنه هو؟ فرفعوا أصواتهم يبكون و يقولون : يا رسول الله ، نظرنا إلى القوم فلم تحن لهم قلوبنا و لما رأيناه رجفت قلوبنا ثم اطمأنت نفوسنا و انجاشت أكبادنا و هملت أعيننا و انثلجت صدورنا حتى كأنه لنا أب و نحن له بنون . فقال النبي (صلى الله عليه و آله) : ( و ما يعلم تأويله إلا الله و الراسخون في العلم ) أنتم منهم بالمنزلة التي سبقت لكم بها الحسنى و أنتم عن النار مبعدون . قال : فبقي هؤلاء القوم المسمّون حتى شهدوا مع أمير المؤمنين (عليه السلام) الجمل و صفين ، فقتلوا في صفين  رحمهم الله و كان النبي (صلى الله عليه و آله) بشرهم بالجنة و أخبرهم أنهم يستشهدون مع علي بن أبي طالب (عليه السلام)  .

النعماني، محمد بن ابراهيم (ابن ابي زينب)، المتوفی 360ق، الغيبة، ص46-48، تحقيق: فارس حسون كريم، انوار الهدي، الاول، 1422ق .

 من احفاد ابوعامر الاشعري – الذی قتل مع امير المؤمنين عليه السلام - سائب بن مالك و سعد بن مالك الاشعريین .

سائب بن مالك الأشعری ، من الشيعة الأبطال الذی طاوع مختار الثقفي فی قیامه و یعد جزء من اركان جیش مختار . هو مع عدم قبول الامان عن مصعب بن زبير الی آخر لحظاته حارب مع مختار ضد جیش مصعب حتی استشهد . کما یقول مؤلف كتاب تاريخ قم هکذا :

«سائب گفت تو امان قبول مكن كه او با تو بدان وفا نكند بيرون رو تا جنگ كنيم يا خود را خلاص دهيم يا كريمانه بميريم و شربت شهادت بنوشيم پس مختار با سائب با تتمه هفده مرد از اهل خُبرَت و بصيرت بيرون آمد پس مختار و آن جماعت كه با او بودند حرب كردند و از اصحاب مصعب جمعى را بكشتند پس مختار و سائب و ياران ايشان را بموضع «زياتين» بكشتند روز دوشنبه وقت زوال چهارده روز از ماه رمضان گذشته سنه‌ ي سبع و ستّين هجرية»

القمي، حسن بن محمد، المتوفی378 ق، ترجمه: قمي، حسن بن على، المتوفی 805- 806 ق، تاريخ قم، ص 289، 290، تصحيح: تهراني، سيد جلال الدين، مطبعة المجلس

(مضمون هذا المطلب:قال سائب لا تقبل الأمان لأنه لم یفی به، اخرج حتی نحارب اما ان ننجح و اما ان نقتل عزیزا و نستشهد فخرج مختار مع سائب و سبعة عشر رجلا من اهل الخبرة و البصیرة فحارب مختار و سائب و من معه و قتلوا جمعا من اصحاب مصعب .فقتلوا المختار و سائب و اصحابهم بموضع (زیاتین)یوم الإثنین عند الزوال فی الیوم الرابع عشر من شهر رمضان سنة سبع و ستین من الهجرة .)

محمد بن سائب الذی کان یحارب بجانب ابیه فی الحرب مع جیش مختار تأسر مع عدة من جیش مختار و احتبس سنین لکن فی النهایة انقتل علی ید الحجاج بن يوسف الثقفي . بعد هذا امر الحجاج بإخراج من یکون من اسرة الاشعریين عن الكوفة و الا فیقتل و هذا لأجل تشيع الاشعريین و عناد الحجاج مع الشيعة. لهذه الجهة ابناء سائب بن مالك و ابناء سعد بن مالك الاشعري تركوا الكوفة قهرا و هاجروا الی ايران. العاقبة سکنوا فی قم. تاريخ قم ینقل هکذا :

«حجاج بن يوسف، همه فرزندان مالك بن عامر اشعرى را امر كرد كه از كوفه بيرون روند پس همه از كوفه بيرون آمدند و فرزندان سائب بماهين مقام كردند و فرزندان سعد بن مالك بجانب قم كشيده شدند و آنجا فرود آمدند بعد از آن فرزندان سائب را به خود دعوت كردند و ايشان نيز بناحيت قم آمدند پس شوكت يافتند و معزّز و مكرّم شدند.»

قمي، حسن بن محمد، المتوفی378 ق، ترجمه: قمي، حسن بن على، المتوفی 805- 806 ق، تاريخ قم، ص260، تصحيح: تهراني، سيد جلال الدين، مطبعة المجلس.

(مضمون هذا المطلب : امر الحجاج بن یوسف ان یخرجوا ابناء مالک بن عامر الأشعری من الکوفة فخرجوا کلهم من الکوفة .سکنوا ابناء سائب بماهین و ابناء سعد بن مالک بجانب قم و من بعد دعو ابناء سائب الی جنبیهم فهم جاءوا الی قم فصارت لهم الشوکة و المهابة و العظمة و العزة)

العزة و القدرة ل الاشعريین فی قم هی مرهونة دفاعهم عن اهل قم فی مقابل الديلميان . الدیلمیان فی کل سنة یهجموا علی اهل قم و ینهبونهم . ذکر تاريخ قم هکذا :

«پس عبد الله بن سعد با برادران خود احوص، عبد الرحمن و نعيم و ديگر خدمتكاران و ايشان مجموع هفتاد سوار بودند از كوفه بيرون آمدند و چون به زمين قم رسيدند بديه «فرابه» فرود آمدند بعد از آن خواستند كه بجانب اصفهان روند نظر كردند بمردم اين ديه ها ديدند كه ايشان در حصار مي‌ گريختند و از راه قارص سواران و پيادگان ديدند كه بر پشته‌ اي آمدند. از اهل آن ديه ها پرسيدند كه ايشان كيستند و چه طايفه ‌اند گفتند كه اين قوم ديلمانند هر سال با ما غزا كنند و غارت كنند و برده برند عبدالله با شانزده سوار بر نشست و پيش ايشان باز رفت و با ايشان جنگ و حرب كرد و جمعى را ازيشان باسيرى گرفت و اسبان و مالهاى بسيار بغنيمت بياورد و بموضع خود باز گرديد و كارسازى كرد كه باصفهان رود وجوه و اشراف اين ناحيت چون چنان ديدند پيش عبد الله رفتند و درخواه كردند كه او با مردم خود بدين ناحيت مقيم شود و ساكن بباشد و هر چه ايشان بدان محتاج باشند و حكم كنند بديشان دهند.»

قمي، حسن بن محمد، المتوفی378 ق، ترجمه: قمي، حسن بن على، المتوفی 805- 806 ق، تاريخ قم، ص262، 263، تصحيح: تهراني، سيد جلال الدين، مطبعة المجلس

(مضمون هذا المطلب :فعبدالله  بن سعد مع اخوانه احوص ،عبدالرحمن و نعیم و بقیة الخدمة

الذی یبلغ عددهم سبعین راکبا خرجوا من الکوفة و عندما وصلوا الی قم نزلوا فی قریة (فرابه) قصدوا بعدها الی جانب اصفهان فرأو الناس تفر من قوم فسألوا من هم؟ قالوا :الدیلمیان ینهبوننا کل سنة فذهب عبدالله بستة عشرة راکبا وحاربهم و أسر منهم عدة اخذ منهم اموالا غنیمة و رجع الی موضعه و اراد الذهاب الی اصفهان فحضروا عنده اشراف القوم و ارادوا منه ان یبقی بتلک القریة) 

حسب هذا الترتيب الاشعریون الذین هم من الشيعة و محبی اهل البيت ، سکنوا فی قم و بعزتهم و قدرتهم سببوا ان یتبدل قم بسرعة الی مرکز التشيع فی ايران .

بين اسرة الاشعريین، منهم اصحاب هم اهل التقوی و الفقه مدحوهم الائمة الاطهار عليهم السلام. من جملة هذه الأشخاص الذی هو من اصحاب الامام الصادق عليه السلام، الامام الكاظم عليه السلام، الامام الرضا عليه السلام و الامام الجواد عليه السلام ، هو زكريا بن آدم القمي . ذکر فی فضائله عن علي بن مسيب هکذا :

« قلت للرضا (ع) شقتي بعيدة و لست أصل إليك في كل وقت فممن آخذ معالم ديني؟ فقال: من زكريا بن آدم القمي المأمون على الدين و الدنيا»

الطوسي، محمد بن حسن، المتوفی 460 ق، اختيار معرفة الرجال (رجال الكشي)، ج 2، ص 858، تحقيق، تصحيح و تعليق : استر آبادي، مير داماد ، رجائي، سيد مهدي  ناشر : مؤسسة آل البيت (ع) لإحياء التراث

من هذه الجهة یقول النجاشي، من علماء الرجال عند الشيعة فیه هکذا :

« ثقة جليل عظيم القدر و كان له وجه عند الرضا عليه السلام.»

النجاشي الأسدي الكوفي، أحمد بن علي بن أحمد بن العباس _المتوفى450ق_، فهرست أسماء مصنفي الشيعة (رجال النجاشي) ، ص174، تحقيق: السيد موسي الشبيري الزنجاني، ناشر: مؤسسة النشر الاسلامي ـ قم، الطبعة: الخامسة، 1416هـ.

اضافة علی هذا ،توجد روايات عدیدة فی اهمية بلدة قم و اهلها فی آن ذاک . علی سبیل المثال فی ضمن رواية عن الامام الصادق عليه السلام فی مدح اهل قم ذکر هکذا :

«هم خيار شيعتنا من بين سائر البلاد »

قمى ، حسن بن محمد بن حسن (المتوفی 378)، تاريخ قم، ص 279،‌ ترجمه: قمي، حسن بن على، المتوفی 805- 806 ق، محقق: محمد رضا انصاري قمي، ناشر: مكتبة آيت الله العظمي المرعشي النجفي، الطبعة الأولی،‌ قم- ايران، 1385 ش؛  العلامة المجلسي، محمد باقر، بحار الانوار، ج 60، ص 228، بيروت، مؤسسة الوفاء ، الثانیة، 1403 ق.

من جانب آخر ورود فاطمة المعصومه بنت الامام موسي بن جعفر عليه السلام،الی ايران لزیارة اخیها الامام الرضا عليه السلام الذی انجر الی سکونتها فی بلدة قم ، دليل آخر علی اهمية بلدة قم و تشيع اهلهم. شهرة اهالي قم ب التشيع و محبة اهل البيت عليهم السلام، سببت اختیار هذه البلدة لسکونة الموقتة فیها من جانب السیدة المعصومه سلام الله عليها. السیدة بعد سکونتها فی بلدة قم خلال ایام و اکرام و احترام اهالي قم بالنسبة الیها ، توفت و دفن جسدها المطهر فی بلدة قم .

القمي، حسن بن محمد، المتوفی378 ق، تاريخ قم، ص 213، 214، ترجمه: قمي، حسن بن على، متوفاي 805- 806 ق، تصحيح: تهراني، سيد جلال الدين، مطبعة المجلس

فی رواية معتبرة عن الامام الرضا علیه السلام ذکر هکذا :

حدثني علي بن الحسين بن موسى بن بابويه ، عن علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن سعد بن سعد ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام )، قال : سألته عن زيارة فاطمة بنت موسى ( عليه السلام ) ، قال : من زارها فله الجنة.

ابن قولويه، جعفر بن محمد، كامل الزيارات، ص 536، تحقيق : شيخ جواد قيومي ، و لجنه تحقيق، نشر فقاهت ، اول، 1417ق.

الإمام الجواد عليه السلام قال فی ثواب زيارتها هکذا :

من زار قبر عمّتي بقم فله الجنة.

ابن قولويه، جعفر بن محمد، كامل الزيارات، ص 536، تحقيق : شيخ جواد قيومي و لجنه تحقيق، نشر فقاهت ، اول، 1417ق.

من الطبیعی ان کلام الإمام الرضا و الإمام الجواد عليهما السلام یوجب اختلاف الشيعة الی قم و تعزیز التشيع فی ايران .

مسلمو سيستان و محبتهم ب النسبة ل الامام علي بن ابيطالب و بقیة الائمة الأطهار عليهم السلام

فی القرون الأول الهجرية، تشمل منطقة سيستان قسم وسيع من اراضی الشرق و جنوب الشرق فی ايران. التقاریر التأريخية و الأحاديث، حاكية عن دفاع اهالي هذه المناطق عن اهل البيت عليهم السلام.   

من الوقائع المهمة و المؤسفة فی عهد خلافة معاوية التی وقعت بأمره ، مسئلة السبّ و اللعن علی علي بن ابيطالب عليه السلام . أمر معاوية بسب علی عليه السلام ذکر فی كتاب صحيح مسلم هکذا :

«أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال ما منعك أن تسبّ أبا تراب ؟ قال أما ما ذكرت ثلاثا قالهن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلن أسبّه لان تكون لي واحدة منهن أحب إلى من حمر النعم ، سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لعلى و خلفه في بعض مغازيه فقال له علي يا رسول الله تخلفني مع النساء و الصبيان ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : أما ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي . و سمعته يقول يوم خيبر لأعطين الراية رجلا يحب الله و رسوله و يحبه الله و رسوله . قال فتطاولنا لها فقال ادعوا لي عليا ، قال فأتاه و به رمد فبصق في عينه فدفع الراية إليه ففتح الله عليه و أنزلت هذه الآية ( ندع أبناءنا و أبناءكم و نساءنا و نساءكم ) الآية دعا رسول الله صلى الله عليه و سلم عليا و فاطمة و حسنا و حسينا فقال اللهم هؤلاء أهلي " .

النيسابوري القشيري، ابوالحسين مسلم بن الحجاج (المتوفى261هـ)، صحيح مسلم، ج 4، ص 1871، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، ناشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت.

أمر معاوية فی لعن امیر المومنین علیه السلام تنفذ فی کثیر من المناطق الاسلامية. کما یقول الزمخشري هکذا :

وإن بني أمية لعنوا عليا على منابرهم سبعين سنة فما زاده الله إلا رفعة ونبلاً.

الزمخشري (المتوفی 538هـ)، ربيع الأبرار ونصوص الأخبار ج2، ص 335، تحقيق : عبد الأمير مهنا، الطبعة : الاولی، ناشر : مؤسسة الأعلمي للمطبوعات – بيروت، سنة الطبع: 1412 - 1992م.

هذه المسألة ذکرت فی نصوص أخر ل اهل السنة هکذا :

كان خلفاء بني أمية يسبون علياً رضي الله عنه من سنة إِحدى وأربعين وهي السنة التي خلع الحسن فيها نفسه من الخلافة إلى أول سنة تسع وتسعين آخر أيام سليمان بن عبد الملك فلما ولي عمر أبطل ذلك.

أبي الفدا (المتوفی: 732)، المختصر في أخبار البشر، ج 1 ص 201، ناشر : دار المعرفة للطباعة والنشر - بيروت – لبنان.

القلقشندي، أحمد بن علي ( المتوفی: 821 هـ.ق)، مآثر الإنافة في معالم الخلافة ج 1 ص 143، تحقيق : عبد الستار أحمد فراج، ناشر : سلسلة تصدرها وزارة الارشاد والانباء في الكويت، 1964.

فی هذا البين، منطقة سيستان فی ايران من معدود المناطق و یمکن ان نقول المنطقة الوحیدة التی قاومت الناس فیها فی مقابل لعن الامام علي عليه السلام ببسالة و لم یستسلموا ل السبّ و اللعن علی وصي رسول الله صلي الله عليه و آله .

الحموي یقول فی وصف اهل سيستان :

و أجل من هذا كله أنه لعن علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه ، على منابر الشرق و الغرب و لم يلعن على منبرها إلا مرة ، و امتنعوا على بنى أمية حتى زادوا في عهدهم أن لا يلعن على منبرهم أحد ... و أي شرف أعظم من امتناعهم من لعن أخي رسول الله ، صلى الله عليه و سلم ، على منبرهم و هو يلعن على منابر الحرمين مكة و المدينة.

الحموي، ياقوت، المتوفی 626 ق، معجم البلدان، ج 3، ص 191، بيروت، دار احياء التراث العربي، 1399ق.

فی بعض المصادر التأريخية الأخری یقول ایضا :

قال محمد بن بحر الذهبي: لم تزل سجستان مفردة بمحاسن لم تعرف لغيرها من البلدان ... و أجل من هذا کله أنهم امتنعوا على بني أميه أن يلعنوا علي بن أبي طالب على منبرهم.

القزويني، زكريا بن محمد بن محمود القزويني (المتوفى: 682هـ)، آثار البلاد وأخبار العباد، ص202، ناشر: دار صادر – بيروت.

ذکرت قصة مقاومة و وفاء اهل سيستان فی محبتهم الی اميرالمؤمنين علي بن ابيطالب  عليه السلام  فی بعض المصادر التأريخية هکذا :

هرچند متصديان معاويه و آل مروان تکليف سبّ امير المومنين به آن جماعت نمودند از اين معني ابا کردند و افسون و افسانه آن قوم قبول طبع سيستانيان نيفتاد. بالاخره از دار الظلم بني اميه فرمان رسيد که از هر يک نفر نيم مثقال طلا بازيافت نمايند. چون مردم بي اکراه آن وجه را ادا نمودند ، رفته رفته آن وجه به ده مثقال رسيد. چون دريافتند که بالطوع و الرغبه هر چيز که طلب شود مي ‌دهند و مرتکب آن عمل شنيع نمي ‌شوند، حکم کردند که در بازار سرهاي زنان اکابر آنجا را بتراشند تا بگفتن آن کلمه زشت راضي شوند. آن توفيق يافتگان به اين امر راضي شدند و به سبّ حضرت امير راضي نشدند. چون ديدند که به هيچ وجه به اين گفتگو همداستان نشدند دست از ايشان داشتند. از آن زمان تا حال به محبت اهل بيت راسخ و ثابت قدمند. ان الله لا يضيع اجر المحسنين.

 سيستاني، ملک شاه حسين، (المتوفی بعد سنة 1028) احياء الملوک، ص 6 ، به کوشش: ستوده، منوچهر، انتشارات بنگاه ترجمه و نشر کتاب، 1344 ه.

(مضمون هذا المطلب: و لو ان من یتصدی معاویة و آل مروان وظفوا الجماعة بسب علی ع ابو من هذه المعنی و لم یقبلوا اهل سیستان فی الأخیر بنی امیة امرت ان یأخذوا من کل شخص مثقالا من ذهب.بعد ما ادت الناس هذا من غیر اکراه اوصلوا هذا المقدار الی عشرة مثاقیل . فعندما وجدوهم انهم یعطوا ما یسألوهم برغبة و لم ینفذوا هذا العمل الشنیع امروا ان یحلقوا رئوس النساء الأکابر حتی یقبلوا بهذا العمل السخیف و عندما لم یعملوا بأی وجه فرفضوهم و من تلک الزمن الی الآن هم علی محبة اهل البیت ان الله لا یضیع اجر المحسنین .)

من الطبیعی ان هذا الاتفاق وقع فی القرن الاول من الهجرة لأن اللعن و السب الی امير المؤمنین عليه السلام منع فی بدایة سنة 99 الهجرية . بعض المحققین ایضا نبهوا علی هذه المسألة هکذا :

گرچه تاريخ دقيق مقاومت مردم سيستان معلوم نيست اما ابتدای تقابل آنان با بنی امیه در دفاع از حضرت علی علیه السلام بعد شهادت حضرت در سال 45 هجری است اما این امر منحصر به یک دوره نبوده و در زمان حاکميت عبيداللّه بن أبي بکرة خواهر زاده زياد يا حاکميت عباد پسر زياد يعني در بين سال پنجاه هجري تا شصت و يک هجري روي داده است.

حيدري نسب، محمد باقر، معاصر، تشيع در سيستان از ورود اسلام تا ابتداي غيبت صغري، ص 97، ناشر: زیتون سبز، الطبعة الأولی، ‌1396 ش.

(مضمون هذا المطلب: و لو ان تأریخ مقاومة اهل سیستان لم یسجل بالضبط لکن بدایة تقابلهم مع بنی امیة فی الدفاع عن الإمام علی ع بعد استشهاد الإمام فی سنة 45من الهجرة لکن هذا الأمر لم ینحصر ب دورة خاصة و وقع فی زمن حکومة عبیدالله بن ابی بکرة ابن اخت زیاد او حکومة عباد بن زیاد بین سنة خمسین من الهجرة الی سنة واحد و ستین .) 

من دون شك هذه المواجهة التی کانت ببسالة من قبل اهل سيستانِ الايرانیین مع الحکام الامويین ،هی دليل تشيعهم أو محبتهم بالنسبة ل الامام علي عليه السلام و ابناءه الطاهرین .

اضافة علی هذا بعض من اهالي سيستان هم من اصحاب الخاص ل الائمة الاطهار عليهم السلام . فی الادامة نتعرض الی ذكرهم :

محمد بن الفرج الرخجي

هو اصالتا من بلدة رخَج لأن والده اهل هذه البلدة و بلدة رخَج من بلاد سيستان. ذکر فی كتاب البلدان هکذا:

و من مدنها الرخج.

الهمذاني ، أحمد بن محمد ، ( ابن الفقيه الهمذاني )، المتوفی 340 ق، البلدان، ص 416، تحقيق : يوسف الهادي، ناشر : عالم الكتب للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة :الاولی ، سنة الطبع : 1416 - 1996 م.

الحموي و ابن اثير ایضا یعرفون رخج من دیار سيستان .

الحموی، یاقوت، المتوفی 626 ق، معجم البلدان، ج 3، ص 191، بیروت، دار احیاء التراث العربی، 1399ق.

الشيباني الجزري، علي بن أبي الكرم محمد بن محمد (المتوفی630هـ)، اللباب في تهذيب الأنساب، ج 2، ص20، دار النشر: دار صادر - بيروت - 1400هـ - 1980م

محمد بن الفرج من اصحاب الخاص ل الامام الرضا ، الامام الجواد و الامام الهادي عليهم السلام. الشيخ الطوسي یقول فیه هکذا :

محمد بن الفرج الرخجي ثقة.

الطوسي، الشيخ ابوجعفر، محمد بن الحسن بن علي بن الحسن _المتوفى460ق_، رجال الطوسي، ص 364، تحقيق: جواد القيومي الأصفهاني، ناشر: مؤسسة النشر الاسلامي ـ قم، الطبعة: الأولى، 1415هـ.

یقول الشيخ فی موضع آخر فیه هکذا :

محمد بن الفرج الرخجي من اصحاب الرضا.

الطوسي، الشيخ ابوجعفر، محمد بن الحسن بن علي بن الحسن _المتوفى460ق_، رجال الطوسي، ص 377، تحقيق: جواد القيومي الأصفهاني، ناشر: مؤسسة النشر الاسلامي ـ قم، الطبعة: الأولى، 1415هـ .

محمد بن الفرج فی زمن الامام الجواد عليه السلام له شأن ممتاز حتی انه وکّله مهمة شراء سمانة التی صارت زوجة الإمام الجواد و أمّ الإمام الهادي عليهما السلام .

محمد بن الفرج ابن إبراهيم بن عبد الله بن جعفر ، قال : دعاني أبو جعفر محمد بن علي بن موسى (عليهم السلام) فأعلمني أن قافلة قد قدمت و فيها نخاس معه جوار  و دفع إلي سبعين دينارا  و أمرني بابتياع جارية وصفها لي . فمضيت و عملت بما أمرني به ، فكانت تلك الجارية أم أبي الحسن (عليه السلام).

الطبري، ابي جعفر محمد بن جرير بن رستم (المتوفی قرن الخامس)،‌ دلائل الامامة، ص 410، تحقيق: قسم الدراسات الإسلامية - مؤسسة البعثة، ناشر: مركز الطباعة والنشر في مؤسسة البعثة، قم، الطبعة: الأولى1413

فی زمن الامام الهادي عليه السلام، محمد بن الفرج من اهل الكمالات و الارتباط المعنوی مع الإمام حتی انه یقول :

قال لي علي بن محمد إذا أردت ان تسأل مسألة فاكتبها و ضع الكتاب تحت مصلاك و دعه ساعة ثم أخرجه و انظر فيه قال ففعلت فوجدت جواب المسألة موقعا فيه.

الإربلي، أبي الحسن علي بن عيسي بن أبي الفتح (المتوفى693هـ)، كشف الغمة في معرفة الأئمة، ج 3، ص 189، ناشر: دار الأضواء ـ بيروت، الطبعة الثانية، 1405هـ ـ 1985م.

فی منزلة محمد بن الفرج عند الامام الهادي عليه السلام ایضا ذکرت هکذا:

و روى أحمد بن عيسى قال : أخبرني أبو يعقوب  قال : رأيت محمد بن الفرج قبل موته بالعسكر في عشية من العشايا و قد استقبل أبا الحسن عليه السلام فنظر إليه نظرا شافيا ، فاعتل محمد بن الفرج من الغد ، فدخلت عليه عائدا بعد أيام من علته ، فحدثني أن أبا الحسن عليه السلام قد أنفذ إليه بثوب و أرانيه مدرجا تحت رأسه ، قال : فكفن فيه و الله.

الشيخ المفيد، (العکبری البغدادی) محمد بن محمد بن النعمان (المتوفى413 هـ)، الإرشاد في معرفة حجج الله علي العباد، ج 2، ص 305، 306، تحقيق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لتحقيق التراث، ناشر: دار المفيد للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان، الطبعة: الثانية، 1414هـ - 1993 م.

حريز بن عبد الله السجستاني

من الشخصيات العلمية و المؤثرة عند الشيعة فی ايران، حريز بن عبدالله السجستاني. هو ولو اصالتا کوفي لکن من سکنة سيستان . النجاشي یقول فیه هکذا :

حريز بن عبد الله السجستاني أبو محمد الأزدي من أهل الكوفة ، أكثر السفر و التجارة إلى سجستان ، فعرف بها.

النجاشي الأسدي الكوفي، أحمد بن علي بن أحمد بن العباس _المتوفى450ق_، فهرست أسماء مصنفي الشيعة (‍رجال النجاشي)، ص 144، تحقيق: السيد موسي الشبيري الزنجاني، ناشر: مؤسسة النشر الاسلامي ـ قم، الطبعة: الخامسة، 1416هـ.

 

حريز فی عداد اصحاب الامام الباقر و الامام الصادق عليهما السلام  و له کتب ایضا . الشيخ الطوسي یقول فیه هکذا:

حريز بن عبد الله السجستاني ، ثقة ، كوفي ، سكن سجستان . له كتب  منها : كتاب الصلاة ، كتاب الزكاة ، كتاب الصوم ، كتاب النوادر ، تعد كلها في الأصول.

الطوسي، الشيخ ابوجعفر، محمد بن الحسن بن علي بن الحسن (المتوفى460هـ)، الفهرست، ص 118، تحقيق: الشيخ جواد القيومي،‌ ناشر: مؤسسة نشر الفقاهة،‌ الطبعة الأولى، 1417هـ.

الشيخ الطوسي فی کتابه الآخر یقول :

حريز بن عبد الله الأزدي عربي كوفي ، انتقل إلى سجستان فقتل بها رحمه الله.

الطوسي، الشيخ الطائفة أبى جعفر،‌ محمد بن الحسن بن علي بن الحسين (المتوفی460هـ)، اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الكشي، ج 2، ص 681، تصحيح و تعليق: المعلم الثالث ميرداماد الاستربادي، تحقيق: السيد مهدي الرجائي، ناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام ، قم، تاريخ الطبع: 1404 ه‍

حريز بن عبدالله استشهد فی سنة 148 من الهجرة فی سيستان علی ید الخوارج .

بناء علی ما نقل فی معجم رجال الحدیث، ذکرت بعنوان «حریز بن عبدالله السجستانی» ما یقارب 131 حدیث فی مصادر الشیعة .

الموسوي الخوئي، السيد أبو القاسم _المتوفى1411ق_، معجم رجال الحديث وتفصيل طبقات الرواة، ج 5 ص 243، الطبعة الخامسة، 1413هـ ـ 1992م .

ايوب السجستاني، حبيب السجستاني، عمار السجستاني، ابوخالد الكابلي و محول السجستاني کلهم من اهالي أو سکنة سيستان فی ايران و من اصحاب الامام الصادق أو الامام السجاد ، الامام الكاظم و الامام الرضا عليهم السلام.

حيدري نسب، محمد باقر، معاصر، تشيع در سيستان از ورود اسلام تا ابتداي غيبت صغري، ص 96- 98، 153 و 154.

من القطع وجود رواة الحديث و اصحاب الخاص ل الائمة الاطهار عليهم السلام مثل  الشخصيات الذی مر ذکرهم و هم من اهل سيستان فی ايران او سکنته ،‌ لها تأثيرات غير قابلة ل الانكار فی الرشد و تقوية تشيع الايرانيین فی القرن الاول الی الرابع من الهجرة .

أثر قيام زيد بن علي فی تشيع الايرانيین

قيام زيد بن علي ابن الامام السجاد عليه السلام و استشهاده فی سنة 120 الهجریة ایضا له دور خاص فی نشاط تشيع الايرانيین. کما یقول اليعقوبي فی تأريخه هکذا :

لمّا قتل زيد بن علي ... تحرّکت الشيعه بخراسان و ظهر أمرهم  و كثر من يأتيهم و يميل معهم  و جعلوا يذكرون للناس أفعال بني أمية.

اليعقوبي ، أحمد بن أبي يعقوب ، 284 ق ، تاريخ اليعقوبي ، ج 2 ، ص 326 ، بيروت ، دار صادر ، بي‌تا .

اضافة علی قيام زيد ، قيام ابنه يحيي بن زيد الذی وقع فی سنة 125 الهجریة ایضا له دور خاص علی اهالي شرق ايران لا سیما خراسان و تشيعهم. المسعودي یقول فی هذا المجال هکذا:

و أظهر اهل خراسان النّياحة على يحيى بن زيد سبعة أيام في سائر أعمالها في حال أمنهم على أنفسهم من سلطان بني أمية  و لم يولد في تلك السنة بخراسان مولود إلّا و سمّي بيحيي او بزيد ، لما داخل اهل خراسان من الجزع و الحزن عليه و كان ظهور يحيى في آخر سنة خمس و عشرين.

المسعودي ، علي بن الحسين، المتوفی 346، مروج الذهب و معادن الجواهر ، ج 3، ص 213 ، ناشر : منشورات دار الهجرة ايران - قم ، دوم ، 1404 ق؛

الحميري، أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عبد المنعم (المتوفی: بعد 866 هـ)، صفة جزيرة الأندلس منتخبة من كتاب الروض المعطار في خبر الأقطار ج1،‌ ص182، تحقيق: إ . لافي بروفنصال، ناشر: دار الجيل، بيروت- لبنان، 1408 هـ،  1988 م ، الطبعة : الثانية.

دور الايرانيین و محبتهم ل اهل البيت  عليهم السلام فی قلب حکومة بني امية

من وقائع القرن الثانی من الهجرة فی سنة 132الهجرية ، سقوط سلطة بني‌امية و اخذ الحکم من قبل حکومة العباسيین . علة سقوط بني امية و اخذ الحکم من قبل العباسيین، فضلا عن جرائم بني‌امية من جملتها استشهاد الامام الحسين عليه السلام و واقعة الحرّه و ... ، دعوة تدريجية فی الخفي ، واسعة و ب نفاق من دعاة العباسيین بشعار «الرضا من آل محمد». کما یقول الذهبی هکذا :

فلما قتل يزيد بن أبي مسلم بإفريقية ، ونقضت البربر ، بعث محمد الامام رجلا إلى خراسان وأمره أن يدعو إلى الرضا من آل محمد ، ولا يسمي أحدا .

الذهبي الشافعي، محمد بن أحمد (المتوفى748 هـ)، سير أعلام النبلاء، ج 6، ص 58، تحقيق: شعيب الأرنؤوط، محمد نعيم العرقسوسي، ناشر: مؤسسة الرسالة - بيروت، الطبعة: التاسعة، 1413هـ.

العباسيون بإساءة استعمالهم من تنفّر عامة المجتمع عن بني امية و عملهم ، طرحوا بحيلة شعار الرضا و الحماية من آل محمد  صلي الله عليه و آله .

النکتة‌ الهامة فی هذا المقال ، هی دور الايرانیین فی انتماء و قبول دعوة اهل البيت عليهم السلام. عامة الايرانيین لم یطلعوا عن اهداف العباسيین المنحوسة وراء شعار الحماية عن آل محمد صلي الله عليه و آله و رغبتهم الی دعوة العباسيین ، من القطع ناشئ عن تنفرهم بالنسبة الی ظلم بني‌امية و محبتهم ل ائمة الاطهار و آل النبی صلي الله عليه و آله.

حب الايرانيین ل اهل البيت عليهم السلام و الظلم الذی وقع من جانب الخلفاء و بني امية ضد الايرانيین صنع منهم اناس صامدون و احرار فی انتظار بارقة ل القيام علي ظلم بني امية. هذه المسئلة من المسلّمات و غير قابلة ل الانکار حتی ان محمد بن علي بن عبدالله بن عباس الداعي الکبیر ل العباسيین، فی رسالة ل المبلغین الذین هم تحت امره، من خراسان فی ايران و اناسه یعرفهم بعنوان احسن مختار لدعوة الناس ب قيام ینفع آل محمد صلي الله عليه و آله و یقول هکذا:

أما الكوفة و سوادها فهناك شيعة علي بن أبي طالب . و أما البصرة فعثمانية تدين بالكفّ و تقول : كن عبد اللَّه المقتول و لا تكن عبد اللَّه القاتل . و أما الجزيرة فحرورية مارقة و أعراب كأعلاج و مسلمون في أخلاق النصارى . و أما أهل الشام فليس يعرفون إلا آل أبي سفيان و طاعة بني مروان ، عداوة لنا راسخة و جهلا متراكما و أما أهل مكة و المدينة فقد غلب عليهما أبو بكر و عمر و لكن عليكم بخراسان فإن هناك العدد الكثير و الجلد الظاهر و صدورا سليمة و قلوبا فارغة لم تتقسّمها الأهواء ...  و لم يزالوا يذالون و يمتهنون و يظلمون و يكظمون و يتمنّون الفرج .

الدينوري، ابومحمد عبد الله بن مسلم ابن قتيبة (المتوفى276هـ)، عيون الأخبار، ج 1، ص 303، ناشر : منشورات محمد علي بيضون - دار الكتب العلمية الطبعة: الثالثة،  1424 - 2003م

 

هذه المسئلة‌ الواضحة فی التأريخ تکفینا لإثبات دور الايرانیین فی قلب حکومة بني‌امية، محبتهم و انتمائهم الی اهل البيت عليهم السلام و ذوقهم لقبول مکتب التشيع – ولو بصورة تدريجية-.

قول أحد المستشرقین ایضا فی هذا المجال یلفت النظر :

اما کراهتهم للأمويين فانما کانت لحکمهم الظالم و نيرهم الذي لا يحتمل. کذلک لم يکن ميلهم إلي اهل البيت الا رغبة فيما کانوا ينتظرونه علي أيديهم من الحکم بالحق و العدل في السيرة.

فان فلوتن، (المتوفی 1903م)السيادة العربية و الشيعة و الاسرائيليات في عهد بني اميه، ص 105، ترجمه و تعليق: حسن ابراهيم حسن، محمد زکي ابراهيم، مکتبة النهضة المصرية، قاهره، الطبعة الثانية، 1965م

هو یقول فی موضع آخر هکذا :

اما اهل خراسان و ان كانوا اقل غلوا فقد كانوا اكثر حماسة للدعوة لآل البيت و قد جدّ دعاة بني العباس في ضمّ الخراسانيين الذين عركتهم الحرب الي الدعوة العباسية ... لم يكن ذلك الدافع (الذي حمل هولاء علي الخروج علي بني اميه) سوي عقيدة هولاء بالمهدي المنتظر.

فان فلوتن، (المتوفی 1903م)السيادة العربية و الشيعة و الاسرائيليات في عهد بني اميه، ص 107، ترجمه و تعليق: حسن ابراهيم حسن، محمد زکي ابراهيم، مکتبة النهضة المصرية، قاهره، الطبعة الثانية، 1965م

فی هذا المقال نكتتین تلفتا النظر : الاول ان اهل خراسان فی الحماية عن اهل البيت علیهم السلام و دعوة الناس الی هؤلاء الکرام، لهم شجاعة مشهورة . هذه المسئلة – ما عدا مسألة المذهب – تبین تهیئهم و اتساع اهل خراسان فی ايران ل الجذب و الدخول فی مذهب التشيع .

ثانیا و لو ان الاعتقاد ب المهدي ارواحنا فداه من العقائد الاسلامية لکن اصالة هذه العقيدة و التأكيد علیه و مواصفاتهم الكاملة توجد فقط فی مذهب اهل البيت علیهم السلام. التوجه الجاد الی عقيدة المهدوية ایضا یبین قطعا اتساع الايرانيین فی قبول مكتب اهل البيت علیهم السلام.

سفر الامام علي بن موسي الرضا عليه السلام الی ايران و قبول الولاية من قبله

لسفر الامام علي بن موسي الرضا عليه السلام الی ايران و عبوره و توقفه فی شتی بلاد ایران (200-201ق)، قبول الولاية منه عن المأمون (201ق)، مناظراته العلمية فی العلن مع علماء المذاهب الأخر و بالأخیر استشهاده و تدفینه فی ایران سنة (203ق) فی التفات الناس الی الإمام و انتماء الايرانيین ب التشيع و محبة اهل البيت عليهم السلام، من آن ذاک الی الآن دور خاص. هذا الدور هام بشکل حتی ان بعض المستشرقین المعاصرین أیدوه و ینقل :

(این مسیر پر پیچ و خم [مدینه تا مرو]) و اقامت دو ساله امام در خراسان فرصت های بیشتری برای تماس مستقیم و غیر مستقیم با هواداران ایجاد کرد و منجر به افزایش تعداد مومنان (شیعیان) شد.

نيومن،‌ آندروجي، دوره شكل گيري تشيع دوازده امامي،‌ گفتمان حديثي ميان قم و بغداد،‌ ترجمه مهدي ابوطالب، محمد رضا امين و حسن شكراللهي، ص 159، موسسه شيعه شناسي، قم، 1386ش.

(مضمون هذا المطلب:مسیرة (مدینة الی مرو ) و اقامة الإمام خلال سنتین فی خراسان اتاهت فرصة غزیرة ل التواصل المباشر او غیر المباشر مع الانصار و سبب ازدیاد عدد الشیعة)

أحد المؤرخین المعاصرین ایضا یقول :

 به هر روی در بحث تاریخ تشیع در ایران یکی از نکات غیر قابل انکار ، آمدن امام رضا علیه السلام به ایران است. توجه به حفظ آثار برجای مانده از مسیر امام در شهرها و مناطقی که به نحوی محل استقرار امام بوده نشان از علاقه ویژه شیعی در میان مردم است.

جعفريان، رسول، تاريخ تشيع در ايران از آغاز تا قرن دهم هجری، ج 1، ص 226، انتشارات انصاریان، قم،  1375ش.

(مضمون هذا المطلب: عند البحث عن تاریخ التشیع فی ایران من النکت التی لا تقبل الانکار وصول الإمام الرضا (ع) الی ایران .الالتفات الی حفظ الآثار المبقیة من مسیرة الامام فی الدیار و المناطق التی استقر فیها الامام تدل علی محبة خاصة من الناس بالنسبة ل الشیعة )

هو یذکر فی الادامة بحثا مفصّلا حول الأمکنة التی استقر فیها الإمام و هی 26 مکان فی سفره الی مرو . هذه الامکنة تعم الخطوة ،محل الراحة أو المصلی ل الإمام الرضا علیه السلام .

جعفريان، رسول، تاريخ تشيع در ايران از آغاز تا قرن دهم هجری، ج 1، ص 226- 230، انتشارات انصاریان، قم،  1375ش.

المهم ان مثل هذه الأمکنة من بدایة القرن الثانی من الهجرة الی الآن طوال سنین اقبال التاریخ و ادباره لا یزال یعرفونه و وقایته بید الناس بعنوان أمکنة متبرّکة و مقدسة و هذه المسئلة اولاً من ابرز دلائل محبة اهل ایران الی اهل بیت الرسول صلی الله علیه و آله من جملتهم الامام الرضا علیه السلام و ثانیا تدل علی استعدادهم الکامل لقبول مذهب الشیعة .

حديث سلسلة الذهب

الحديث المعروف ب سلسلة الذهب الذی افاده الامام الثامن ل الشیعة فی السفر الی مرو فی بلدة نيسابور له التأثير الهام فی ترويج الاسلام الأصیل يعني التشيع. النكتة المهمة فی هذا الحديث طلب محدثی نيسابور عن الامام الرضا عليه السلام لنقل الحديث التی تدل علی اعتباره ، وثاقته و محبوبيته بين الناس (شيعه و سنة) فی نيسابور . قال الإمام و هو راکب علی هودج الجمل ، عن ابائه عن رسول الله و عن قول الله تعالي هکذا :

لا إله إلا الله حصني فمن دخل حصني أمن عذابي فلمّا مرّت الراحلة نادانا : بشروطها و أنا من شروطها.

الصدوق ، محمد بن علي ، المتوفی 381ق، الأمالي، ص 306، تحقيق : قسم الدراسات الإسلامية ، مؤسسة البعثة ، قم، ناشر : مركز الطباعة والنشر في مؤسسة البعثة،اول، 1417 ق.

الامام عليه السلام بقوله جملة «بشرطها و شروطها و أنا من شروطها» أوقع هذه الحقيقة فی قلوب الناس ان روح الاسلام و التوحيد ، ولاية اهل البيت عليهم السلام و النیل الی حقائق الاسلام لا یتمکن الا ب الاتباع عن ائمة الاطهار عليهم السلام . هذا القول عن الامام عليه السلام فی الواقع هی عصیرة مكتب التشيع الذی الامام الثامن عليه السلام مبلّغ هذا المذهب بین الايرانيین.

قبول الولایة من جانب الامام الرضا علیه السلام فی عهد مأمون العباسی و لو انها کانت بإکراه و لم یرضی به الإمام لکن أثر تأثیراته التی لا یمکن انکارها فی ترویج مذهب الشیعة .

  الذهبي ب الإشارة الی مسئلة قبول ولاية الإمام الرضا عليه السلام ، یقول انها سببت اغتیاظ العباسيین و ترويج الضمني ل التشيع حسب رأیهم و قال :

و كان المأمون يعظمه و يخضع له و يتغالى فيه حتى أنه جعله ولي عهده من بعده و كتب بذلك إلى الآفاق فثار لذلك بنو العباس و تألموا لإخراج الأمر عنهم.

الذهبي ، محمد بن احمد، (المتوفی 748 ق) تاريخ الاسلام و وفيات المشاهير و الاعلام، ج 14، ص 270 ، تحقيق : د. عمر عبد السلام تدمرى، بيروت، دار الكتاب العربي، اول، 1407ق.

شيخ المفيد ایضا یقول فی ضرب السكة و قراءة الخطبة فی تمام البلاد الاسلامية بإسم الامام الرضا عليه السلام هکذا :

و أمر المأمون فضربت له الدراهم و طبع عليها اسم الرضا عليه السلام ... و خطب للرضا عليه السلام في كلّ بلد بولاية العهد.

الشيخ المفيد، محمد بن محمد بن النعمان، (المتوفی 413ق) الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، ج 2، ص 262، تحقيق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لتحقيق التراث، دار المفيد

من الطبيعی ان قراءة خطبة بإسم الامام الرضا عليه السلام فی شتی البلاد من جملتهم بلاد ايران، لها تبعات من جملتها : معرفة الناس بإلإمام و وراءها قبول تعاليم مكتب اهل البيت عليهم السلام.

المأمون علی اساس سياسته الغدارة فی اظهاره التشيع و جلب رضی الشيعة الذی لم یرضون عن بني امية، حتي بعد استشهاد الامام الرضا عليه السلام ایضا له اوامر الذی هی رغم میله لها التأثیر فی تبليغ و نشر التشيع فی ايران. الذهبي یقول فی هذا المجال :

و فيها أمر المأمون بأن ينادى: برئت الذمة ممن ذكر معاوية بخير أو فضله على أحد من الصحابة و إن أفضل الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه.»

الذهبي ، محمد بن احمد، المتوفی 748، تاريخ الاسلام،‌ ج15، ص 5 و 6 ، تحقيق : د. عمر عبد السلام تدمرى ، ناشر : بيروت ، دار الكتاب العربي ،الأول ، 1407 ق.

ابن اثير ایضا یقول :

و فيها ... ظهر تفضيل علي بن أبي طالب على جميع الصحابة و قال هو أفضل الناس بعد رسول الله صلىّ الله عليه و سلّم.

ابن اثير الجزري ، علي بن ابي الكرم ، المتوفی 630 ق ، الكامل في التاريخ ، ج 6 ، ص 408 ، ناشر : دار صادر للطباعة والنشر - دار بيروت للطباعة والنشر ، 1386 ق .

و لو ان هدف مأمون العباسي، فی ظل الکرامة الظاهرية ل اهل بيت عليهم السلام، یتتبع تثبيت حكومته لکن هذا الأمر ، رغم میله سبب ترويج مكتب اهل البيت عليهم السلام ایضا و له التأثير المتمیز فی ترويج التشيع .

الترغيب و الحث علی زيارة الامام الرضا عليه السلام

سنین قبل ولادة الامام الرضا عليه السلام، الرسول الاکرم صلي الله عليه و آله بصورة الإخبار عن الغيب و معجزة عن استشهاد و تدفین الامام الرضا عليه السلام فی خراسان ايران ، و ضمن ترغيب الناس ب الزيارة قال :

ستدفن بضعة منّي بأرض خراسان ما زارها مكروب إلّا نفّس الله كربته و لا مذنب إلّا غفر الله ذنوبه.

الصدوق، محمد بن علي، المتوفی 381ق، عيون اخبار الرضا، ص 288، تحقيق، تعليق و تقديم: شيخ حسين اعلمي، ناشر: بيروت، موسسه اعلمي، 1404ق.

علي بن موسي الرضا عليه السلام عندما وصل الی الطوس دخل فی محل دفن هارون الرشيد و خط خطا فی جنب قبر هارون و قال :

هذه تربتي و فيها أدفن و سيجعل الله هذا المكان مختلف شيعتي و أهل محبتي و الله ما يزورني منهم زائر و لا يسلّم علي منهم مسلم إلّا وجب له غفران الله و رحمته بشفاعتنا أهل البيت.

الصدوق، محمد بن علي، المتوفی 381 ق ، عيون اخبار الرضا، ج 2، ص 147، تحقيق: شيخ حسين اعلمي، ناشر: موسسه اعلمي، بيروت، الطبعة الأولی، 1404ق.

من القطع حضور الامام الرضا عليه السلام فی ايران ، استشهاده فی ايران، إخبار الرسول الأكرم صلي الله عليه و آله و وصیته بزيارة الإمام الرضا عليه السلام و ایضا إخبار الامام الرضا عليه السلام بمحل دفنه فی الآتیة القریبة و وقوع هذا الخبر، أثر تأثيرا غير قابل ل الانکار فی تشيع الايرانيین و حبهم ل اهل البيت عليهم السلام .

مضافا لهذا ، الامام الرضا عليه السلام قال:

سيجعل الله هذا المكان مختلف شيعتي و أهل محبتي.

هذا الکلام المبارک عن الإمام، علامة علی ان حضور الامام عليه السلام و استشهاده، یوجب نمو التشيع فی ايران بعد استشهاده.

فی حدیث آخر الامام الرضا علیه السلام  یبین ثواب زیارة مرقده المطهر و یقول:

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا ع أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ بِخُرَاسَانَ لَبُقْعَةً يَأْتِي عَلَيْهَا زَمَانٌ تَصِيرُ مُخْتَلَفَ الْمَلَائِكَةِ فَلَا يَزَالُ فَوْجٌ يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَ فَوْجٌ يَصْعَدُ إِلَى أَنْ يُنْفَخَ فِي الصُّورِ فَقِيلَ لَهُ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَ أَيَّةُ بُقْعَةٍ هَذِهِ قَالَ هِيَ بِأَرْضِ طُوسَ وَ هِيَ وَ اللَّهِ رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ مَنْ زَارَنِي فِي تِلْكَ الْبُقْعَةِ كَانَ كَمَنْ زَارَ رَسُولَ اللَّهِ ص وَ كَتَبَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لَهُ بِذَلِكَ ثَوَابَ أَلْفِ عُمْرَةٍ مَقْبُولَةٍ وَ كُنْتُ أَنَا وَ آبَائِي شُفَعَاءَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

الصدوق، محمد بن علي، المتوفی 381 ق ، امالي، المجلس الخامس عشر ، ص 56، حديث 7 ، تحقيق: شيخ حسين اعلمي، ناشر: موسسه اعلمي، بيروت، طبعة الاولی، 1430ق.

من القطع هذا الحدیث و بقیة الأحادیث فی اهمیة و فضیلة زیارة الإمام الرضا علیه السلام ، یبعث الترغیب فی محبی اهل البیت ل الحضور فی مرقده المطهر فی ایران و حتی یهیأ الأرضیة ل المهاجرة عن سائر البلاد الی الطوس فی ایران .

حضور ابناء الأئمة فی ايران

دخول اولاد الائمة فی ايران، حضورهم فی شتی بلاد ایران و الاستشهاد المضطهد لکثیرهم ، مهّد الأرضیة کثیرا لإنتماء الايرانيین الی التشيع. الحضور الوافر من اولاد الائمة من جملتهم السید علي بن محمد الباقر فی قاسان، السیدة المعصومه سلام الله عليها فی قم، السید احمد بن موسي فی شيراز و السید عبدالعظيم الحسني – من احفاد الامام الحسن المجتبي عليه السلام و اصحاب الامام الرضا، الامام الجواد و الامام الهادي عليهم السلام - فی الري، سبب آخر فی ترويج مكتب اهل البيت عليهم السلام و جذب فئات الشعب الیه .

تشيع الايرانيین فی القرون الرابعة الی السادسة من الهجرة

حكومة آل بوية

حکومة آل بوية التی هی حکومة شيعية و ايرانية طوال 127 سنة (321 الی

 448 ق) لها التأثير الوافر فی تخفیف الضغط علی الشیعة و رواج التشيع فی ايران.

لهذا الدليل القاضي عبد الجبار المعتزلي یعرف القرن الرابع - قرن حكومة الاسرة الايرانية آل بوية فی تمام المناطق الاسلامية- قرن الضعف و افتضاحات بني العباس و  الديلم (مازندران) و آذربايجان الايران فی عداد المناطق التی تحت نفوذ عقائد الشيعة و یقول :

و ملوك الارض منذ نحو مئة سنة من الديلم و بني حمدان و من بالبحرين و عمران في البطيحة و من باليمن و الشام و أذربيجان و كل هؤلاء الملوك أصحاب إمامة و مشيعة و في الأرض كلها و دولة بني العباس لم يبق منها إلا اسمها في بعض المواضع و الموضع الذي فيه سلطانهم و ملكهم و عزهم يشتم فيه العباس و ولده و المهاجرون و الأنصار و يلعنون.

الهمداني المعتزلي، قاضى عبد الجبار بن أحمد ، المتوفى 415ق ، تثبيت دلائل النبوة، ج 2، ص 443، تحقيق: عبدالكريم عثمان، ناشر: دار المصطفى - شبرا- قاهرة.

ابن كثير یقول فی اهتمام حكام آل بوية بترويج شعائر مذهب التشيع هکذا :

في عاشر المحرم من هذه السنة أمر معز الدولة بن بويه قبحه الله أن تغلق الأسواق و أن يلبس النساء المسوح من الشعر و أن يخرجن في الأسواق حاسرات عن وجوههن ، ناشرات شعورهن يلطمن وجوههن ينحن على الحسين بن علي بن أبي طالب و لم يمكن أهل السنة منع ذلك لكثرة الشيعة و ظهورهم و كون السلطان معهم.

ابن كثير الدمشقي، اسماعيل، المتوفی 774ق، البداية و النهاية، ج 11، ص 276 ، تحقيق و تعليق: علي شيري، بيروت، ناشر : دار إحياء التراث العربي، اول، 1408 ق.

دائما فی طوال التاريخ، اقامة العزاء ل سيدالشهداء عليه السلام هی أبرز شعار فی مذهب التشيع و العامل ل الرشد فیهم. من القطع اجرائات آل بوية فی اقامة المشهود لهذا الشعار، لها الدور المهم و الاستخدام فی ترويج و تثبيت التشيع فی تمام بلاد الاسلام لاسیما فی ايران.

ابن كثير یقول هکذا :

و في عشر ذي الحجة منها أمر معز الدولة بن بويه بإظهار الزينة في بغداد و أن تفتح الأسواق بالليل كما في الأعياد و أن تضرب الدبادب و البوقات و أن تشعل النيران في أبواب الأمراء و عند الشرط ، فرحا بعيد الغدير - غدير خم -.

ابن كثير الدمشقي، اسماعيل، المتوفی 774ق، البداية و النهاية، ج 11، ص 276 ، تحقيق و تعليق: علي شيري، بيروت، ناشر : دار إحياء التراث العربي، اول، 1408 ق.

ابن اثير الجزري یشیر الی نكتة دقیقة أخری فی هذا المجال و یصرح هکذا :

«في هذه السنة في ربيع الآخر كتب عامة الشيعة ببغداد بأمر معز الدولة على المساجد ما هذه صورته لعن الله معاوية بن أبي سفيان و لعن من غصب فاطمة رضي الله عنها فدكاً و من منع من أن يدفن الحسن عند قبر جدّه عليه السلام و من نفى أباذر الغفاري»

ابن اثير الجزري ، علي بن ابي الكرم، المتوفی  630ق ، الكامل في التاريخ، ج 8، ص 542 ، 543 ، ناشر : دار صادر للطباعة والنشر - دار بيروت للطباعة والنشر ، 1386 ق .

من المسلّم، حریة الکلام و ترويج عقائد التشيع فی حدّ البرائة عن اعداء اهل البيت عليهم السلام، فی أبرز امكنة الاسلام يعني المساجد ، تحدیدا عاصمة الحكومة الکبری الاسلامية، لها التأثير المباشر و غير قابل ل الانكار فی تشيع المناطق الاسلامية الاخر لاسیما ايران.

نكتة مهمة اخری فی القرن الخامس هی ان نفوذ التشيع بان ایضا فی مركز الديني ل عالم الاسلام و أهم بلاد الإسلام عند المسلمین يعني مكة. مكة هی البلدة التی طوال السنة لاسیما فی ايام الحج، تستقبل المسلمین من تمام البلاد الاسلامية. من الطبیعی ان عدة من الحاج ، هم ايرانيون و بعد الرجوع عن مكة الی ايران یقررون نفوذ التشيع هناک. هذه المسئلة فی التقاریر التاريخية و المتعصّبة ضد الشيعة ذکرت هکذا :

و فيها توفي الشريف أمير مكة محمد بن أبي هاشم كان ظالما جبارا فاتكا سفاكا للدماء مسرفا رافضيا سبابا خبيثا متلونا تارة مع الخلفاء العباسيين وتارة مع المصريين وكان يقتل الحجاج و يأخذ أموالهم و هلك بمكة.

الاتابكي، يوسف بن تغري، المتوفی 874 ه، النجوم الزاهرة في ملوك مصر و القاهره، ج 5، ص 140، ناشر : وزارة الثقافة و الارشاد القومي - المؤسسة المصرية العامة للتأليف و الترجمة و الطباعة و النشر.

بعض النصوص التاريخية فی القرن الرابع من الهجرة تحکي عن حضور الشيعة فی ناحية من خوزستان فی ايران. یقول المقدسي هکذا :

و نصف الاهواز شيعة.

المقدسي، محمد بن احمد، المتوفی 380ق، أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم، ص279، تحقيق : غازي طليمات، وزارة الثقافة والارشاد القومي - دمشق – 1980م

فی ناحية من خراسان لاسیما فی نيسابور و مشهد ایضا قرروا حضور و کثرة الشيعة. علی سبیل المثال کان صاعد بن محمد الذی من فقهاء اهل السنة فی منطقه نيسابور فی ايران ،عندما ذهب الی البلاد العباسية فی بغداد ، عاتبوه لماذا منع من نصب الصندوق[الضريح]علی قبر هارون الرشيد. قال :

كنت مفتيا فأفتيت بما وافق الشرع و المصلحة رعاية أنه لو نصب الصندوق فإنه يقلع منه لاستيلاء المتشيعة و يصير ذلك سبب وقوع الفتنة و التعصب و الاضطراب و يؤدي ذلك إلى فساد المملكة.

الفارسي،  عبد الغافر بن إسماعيل ، تاريخ نيسابور - المنتخب من السياق ،المنتخب : الصريفيني، إبراهيم بن محمد ، ص400، 401 ، تحقيق: محمد كاظم المحمودي، ناشر : قم، جامعه مدرسين، 1403 ق .

هذا الکلام و الاستدلال من فقيه اهل السنّة بصراحة، یثبت کثرة الشيعة و تقدم مذهب التشيع فی مشهد الرضا عليه السلام  و خراسان .

الجهود العلمي و حوارات علماء الشيعة فی القرن الرابع و الخامس من الهجرة

من المسائل المهمة التی لها دور خاص فی القرن الرابع و الخامس فی ترويج التشيع ، السعی العلمي و التبليغي من علماء الشيعة فی قالب تأليف الكتاب و المناظرة مع علماء المذاهب الأخر.

المحدثون و الفقهاء الکبار من الشيعة، مثل الشيخ الصدوق، الشيخ الکليني و الشيخ الطوسي الذین یعیشون فی القرن الرابع و الخامس ، کلهم ايرانيون. کثیر من تلامذة الشيخ الطوسي ایضا، من اهل ايران‌ و حتي کثیر من تلامذة ابی علي، ولد الشيخ الطوسي ایضا من اهل ايران من جملتهم محمد بن ابي القاسم الطبري الآملي مؤلف کتاب «بشارة المصطفي» و فضل بن حسين الطبرسي مؤلف کتاب «مجمع البيان». ابن قبة الرازي (المتوفی قبل 319ق) من المتکلمین السني المعتزلي الذی صار من الشيعة.

جعفريان، رسول، تاريخ تشيع در ايران از آغاز تا طلوع دولت صفوي، ص 410، 478- 484، نشر علم، الثالثة، 1388ش.

علي بن الحسين بابويه والد الشيخ الصدوق له مناظرة‌ مع محمد بن مقاتل الذی انجر الی ان صار من الشيعة. له ایضا مناظرة مع المنصور الحلاج فی قم الذی انجر الی فضیحة و خروج منصور الحلاج من قم .

الموسوي الخوانساري، محمد باقر، المتوفی 1313 ق، روضات الجنات في احوال العلماء و السادات، ج 4، ص 275، مكتبة اسماعيليان، قم، 1391 ق.

فی العظمة و التقوي عن علي بن بابويه القمي، هذا العالم الشيعی الايراني، نقول ان الامام الحسن العسكري عليه السلام فی ضمن رسالة عرفه انه الشيخ المنسوب الیه و یرسل له السلام و یقول :

فاصبر يا شيخي يا أبا الحسن علي و أمر جميع شيعتي بالصبر فان الأرض لله يورثها من يشاء من عباده و العاقبة للمتقين و السلام عليك و على جميع شيعتنا و رحمة الله و بركاته و صلى الله على محمد و آله.

ابن شهرآشوب المازندرانی، محمد بن علي (المتوفى588هـ)، مناقب آل أبي طالب، ج 3، ص 527، تحقيق: لجنة من أساتذة النجف الأشرف، ناشر: المكتبة والمطبعة الحيدرية، 1376هـ ـ 1956م.

مضافا علی علي بن بابويه القمي، ابنه، محمد بن علي بن بابويه، المشهور ب الشيخ الصدوق، من کبار علماء الشيعة و ايراني. فی عظمة قدره نقول انه ولد ب دعاء الامام العصر ارواحنا فداه. کما انه من جانب النائب الثالث ، ل الامام العصر ارواحنا فداه، حسين بن روح، ارسل رسالة لأبیه فی ولادته هکذا:

أنه قد دعا لعلي بن الحسين وأنه سيولد له ولد مبارك ينفع [ الله ] به و بعده أولاد.

الصدوق، ابوجعفر محمد بن علي بن الحسين (المتوفى381هـ)، كمال الدين و تمام النعمة، ص 502، تحقيق : تصحيح وتعليق : غفاري، علی اکبر، ناشر: جامعة المدرسين ، قم، محرم الحرام 1405 - 1363 ش

الشيخ الصدوق له اکثر من ثلاث مئة مجلد کتاب مؤلف و سافر کثیرا الی شتی بلاد ايران. من جملة هذه البلاد : المشهد المقدسة، المرو، البلخ، السرخس، الايلاق،الفرغانه، السمرقند، الري، الهمدان.

الشیخ الطوسي، محمد بن الحسن (المتوفى460هـ)، الفهرست، ص 237، تحقيق: الشيخ جواد القيومي،‌ ناشر: مؤسسة نشر الفقاهة،‌ المطبعة: مؤسسة النشر الإسلامي، الطبعة الأولى1417

حسينيان مقدم، حسين، داداش نژاد، منصور، مرادي نسب، حسين، هدايت پناه، محمدرضا، تاريخ تشيع، ج 2، ص 220، اشراف: خضري، سيد احمد رضا، تهران، سمت، الخامسة، 1385 ش.

 من القطع ان حاصل مؤلفات و سفرات الشيخ الصدوق الی البلاد المختلفة فی ايران، نشر معارف اهل البيت عليهم السلام و ترويج مذهب التشيع. النكتة المهمة هی ان كتاب «من لا يحضره الفقيه» الذی من مؤلفات الشيخ الصدوق و أحد الكتب الأربعة لدی الشيعه ، ألفه حسب سؤال أحد اهالي أو سكنة بلخ فی ايران، کما یقول فی مقدمة الكتاب هکذا :

فإنه لما ساقني القضاء إلى بلاد الغربة  و حصلني القدر منها بأرض بلخ من قصبة إيلاق وردها شريف الدين أبو عبد الله المعروف بنعمة– و هو محمد بن الحسن بن إسحاق- ... سألني أن أصنف له كتابا في الفقه و الحلال و الحرام و الشرايع و الأحكام ، ... و أترجمه ب‍کتاب من لا يحضره الفقيه ليكون إليه مرجعه و عليه معتمده.

الصدوق، محمد بن علي _المتوفى381ق_، من لا يحضره الفقيه، ج 1، ص 2، تحقيق: غفاري، علي اكبر ، ناشر: جامعه مدرسين حوزه علميه قم، الطبعة الثالثة.

الشيخ الصدوق ایضا مثل ابیه ، له مناظرات عدیدة فی ايران کلها لأجل تقوية و تثبيت مذهب التشيع من جملتها المناظرة التی وقعت فی مجلس ركن الدولة الديلمي .

الصدوق، ابوجعفر محمد بن علي بن الحسين (المتوفى381هـ)، كمال الدين و تمام النعمة، ص 87، 88، تحقيق : تصحيح وتعليق : علي أكبر الغفاري، ناشر: قم، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين ، محرم الحرام 1405 - 1363 ش.

تشيع الايرانيین فی القرن السابع الی العاشر من الهجرة

            وزارة ابن العلقمي و انقراض خلافة العباسيین

خلافة المستعصم آخر الخلفاء العباسيین، وافق وزارة محمد بن العلقمي. ابن العلقمي وزير المستعصم و شخصية شيعية، عالم و اديب فی الدفاع عن التشيع و تقويته له دور خاص . حتی ان ابن ابي الحديد کتب شرح نهج البلاغه لأجله .

الذهبي حسب تعصّبه یعرف ابن العلقمي من الرافضة و یقول فیه هکذا : 

الوزير الكبير المدبر المبير مؤيد الدين محمد بن محمد بن علي بن أبي طالب ابن العلقمي البغدادي الرافضي وزير المستعصم و كانت دولته أربع عشرة سنة فأفشى الرفض فعارضه السنة.

الذهبي ، محمد بن أحمد بن عثمان ، المتوفی 748 ق ، سير أعلام النبلاء، ج 23، ص 361، 362، تحقيق: شعيب الأرناؤوط ، محمد نعيم العرقسوسي، ناشر: مؤسسة الرسالة - بيروت، التاسعة ، 1413ق.

ایضا الذهبي فی ضمن التهم التی ینسبها الی ابن العلقمي ، یصرح بسعیه فی بنیان مدرسة حسب مذهب التشيع :

و عمل ابن العلقمي على ترك الجمعات و أن يبني مدرسة على مذهب الرافضة.

الذهبي ، محمد بن أحمد بن عثمان ، المتوفی 748 ق ، سير أعلام النبلاء، ج 23، ص183، تحقيق: شعيب الأرناؤوط ، محمد نعيم العرقسوسي، ناشر: مؤسسة الرسالة - بيروت، التاسعة، 1413ق.

من القطع ان اربعة عشرة سنة وزارة شخص شيعي من اهل العلم و الادب،فی اواخر حکومة العباسيین، و فی نفس العاصمة يعني بغداد، لها التأثيرات المهمة فی الدفاع عن كيان التشيع و ترويجه فی تمام البلاد الاسلامية من جملتهم ايران .

انقراض حکومة العباسيین فی سنة 656 من الهجرة علی ید المغولیا ، من جانب ازالت القداسة الكاذبة التی کانت عند خلفاء العباسيین و من جانب آخر سببت قلة التعصّب و الإختناق ضد الشيعة.

 علماء الشيعة فی هذه المرحلة اغتنموا الفرصة کما انهم فعلوا کذلک فی زمن حكومة آل بويه فی القرن الرابع لترويج التشيع و هیئوا اسباب انتعاش مذهب التشيع .

الجهود العلمي و حوارات علماء الشيعة فی القرن السابع الی العاشر من الهجرة

خواجه نصير الدين الطوسي من أشهر علماء الشيعة ،الايراني الذی سعی بعد اسقاط خلافة العباسيین، فی ترويج مذهب التشيع. هو الذی بدرايته و صلاحیته صار وزير هولاكو (سلطان المغول) ، له كتب عدیدة فی العقائد، الفقه، الاخلاق،الطبّ، الرياضيات و النجوم. أهم كتبه فی العقائد هو «تجريد الاعتقاد» أو «تجريد الكلام» الذی الفه لأجل تبيين و ترويج عقائد الشيعة الإثنی عشریة. النكتة الملفة ل النظر هی ان خواجه نصيرالدين الطوسي الف کثیر من كتبه بلسان الفارسي الذی اهمها «البدایة و الإنجاز» و «اساس الاقتباس». المرحوم الطهراني یقول هکذا:

تجريد الكلام في تحرير عقايد الاسلام لسلطان الحكماء والمتكلمين خواجة نصير الدين محمد بن محمد بن الحسن الطوسي المتوفى سنة 672 هو اجل كتاب في تحرير عقايد الامامية.

آقا بزرگ الطهراني، محمد حسن (المتوفی 1389هـ)، الذريعة إلى تصانيف الشيعة ، ج 3، ص 352، الطبعة الثانية، دار الأضواء بيروت.

تجريد الاعتقاد أو تجريد الكلام في تحرير عقائد الإسلام هو كتاب من الكتب الكلامية عند الشيعة الإمامية، وهو من تأليف العالم الشيعي المعروف نصير الدين الطوسي المتوفّى سنة 597 هـ / 1201 م، ويعد التجريد من أشهر الكتب وأبرزها في هذا المجال في العالم الإسلامي إذ اندفع علماء المسلمون باختلاف مذاهبهم نحو كتابة الشروح والحواشي والتعليقات على هذا الكتاب.

آغاز و أنجام لسلطان المحققين خواجة نصير الملة والدين محمد بن محمد ابن الحسن الطوسي المتوفى سنة 672 فارسي صنفه لالتماس بعض أحبائه في المبدأ والمعاد وأحوال القيامة والجنة والنار وغيرها

آقا بزرگ الطهراني، محمد حسن (المتوفی 1389هـ)، الذريعة إلى تصانيف الشيعة،  ج 1، ص 36 الطبعة الثانية، دار الأضواء بيروت.

أساس الاقتباس في المنطق لسلطان الحكماء خواجة نصير الدين محمد بن محمد بن الحسن الطوسي ... أوله ( خداوندا متعلمان حكمت را بالهام حق وتلقين صدق وتوفيق خير مؤيد گردان )

آقا بزرگ الطهراني، محمد حسن (المتوفی 1389هـ)، الذريعة إلى تصانيف الشيعة ، ج 2، ص 5 ، الطبعة الثانية، دار الأضواء بيروت.

یقول «الصفدي» فی خواجه نصير الدين الطوسي و درايته فی وزارة هولاكو و ترويج التشيع و فی عين الحال التعامل مع بقیة المذاهب :

و كان يعمل الوزارة لهولاكو من غير أن يدخل يده في الأموال و احتوى على عقله حتى أنه لا يركب و لا يسافر إلا في وقت يأمره به ... و ولّاه هولاكو جميع الأوقاف في سائر بلاده ... و كان للمسلمين به نفع خصوصا الشيعة و العلويين و الحكماء و غيرهم و كان يبرهم و يقضي اشغالهم و يحمي أوقافهم و كان مع هذا كله فيه تواضع و حسن ملتقى.

الصفدي، صلاح الدين خليل بن أيبك (المتوفى764هـ)، الوافي بالوفيات، ج 1، ص 149، 150، تحقيق أحمد الأرناؤوط وتركي مصطفى، ناشر: دار إحياء التراث - بيروت - 1420هـ- 2000م.

بعد جهود خواجه نصير الدين الطوسي فی توفیر المجری لتوسعة التشيع، وصلت النوبة الی تلمیذه العلامة‌ الحلّي. الجهود العلمية و التوفیقات العالیة ل العلامة الحلّي رحمه الله فی ترويج مذهب التشيع، جدیر بالتقدیر . بشکل حتی ان أحد سلاطين المغول بإسم «اولجايتو» بدراية علمية من العلامة الحلّي رحمه الله التحق الی مذهب التشيع الاثنی عشرية و اختار اسم «سلطان محمد خدابنده» لنفسه. العلامة الحلي فی مواجهاته و مناظراته‌ فی مجلس سلطان محمد خدابنده مع علماء المذاهب الاربعة لأهل السنة، أثبت حقانية مذهب التشيع و سبب تشيع سلطان المغول. المرحوم محمد تقي المجلسي رحمه الله یقول فی هذه المناظرة و تشيع «اولجايتو» و أیضا تأثيره فی ترويج اسم ائمة الاطهار و مذهب التشيع الاثنی عشریة فی ايران :

«و شرع في البحث مع علماء العامة حتى ألزمهم جميعا ، فتشيع الملك و بعث إلى البلاد و الأقاليم حتى يخطبوا للأئمة الاثني عشر في الخطبة و يكتبوا أساميهم عليهم السلام في المساجد و المعابد و الذي في أصبهان موجود الآن في الجامع القديم الذي كتب في زمانه في ثلاث مواضع و على منارة دار السيادة التي تممها سلطان محمد بعد ما أحدثها أخوه غازان أيضا موجود.»

المجلسي، محمد تقي، المتوفی 1070 ه، روضه المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه، ج 9، ص 31، 32 ،  تحقيق و تعليق: موسوي الكرماني، سيد حسين ، الاشتهاردي، شيخ علي پناه، ناشر : بنياد فرهنك اسلامي حاج محمد حسين كوشانپور، قم، محرم الحرام 1398 ه.

ابن بطوطة یقول فی ترويج التشيع بید سلطان محمد خدا بنده هکذا :

و كان السلطان أمر بأن تسقط أسماء الخلفاء و سائر الصحابة من الخطبة و لا يذكر إلا اسم علي و من تبعه كعمار رضي الله عنهم.

ابن بطوطة ، محمد بن عبد الله ، المتوفی 779 ، أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة )، ص 199، 200 ، بيروت ، دار التراث ،  1388 ق .

توسعة مدی الجغرافي ل التشيع فی النواحي المركزية فی ايران

النصوص التاريخية فی القرن السابع و الثامن تحکی عن تشيع تمام اهالي قاصان و قم و اكثرية اهالي الري. یقول الحموي حول قم هکذا :

و اهلها كلّهم شيعة امامية.

الحموي، ياقوت، المتوفی 626 ق، معجم البلدان،  ج 4، ص 397، بيروت، دار احياء التراث العربي، 1399ق.

 

هو یقول حول قاصان هکذا :

و اهلها كلّهم شيعة امامية.

الحموي، ياقوت، المتوفی 626 ق، معجم البلدان،  ج 4، ص 296، بيروت، دار احياء التراث العربي، 1399ق.

هو يقول حول منطقة الري التی تعد آنذاک محافظة کبیرة :

« كان أهل المدينة ثلاث طوائف : شافعية و هم الأقل و حنفية و هم الأكثر  و شيعة و هم السواد الأعظم ، لان أهل البلد كان نصفهم شيعة و أما أهل الرستاق فليس فيهم إلا شيعة و قليل من الحنفيين»

الحموي، ياقوت، المتوفی 626 ق، معجم البلدان،  ج3، ص 117، بيروت، دار احياء التراث العربي، 1399ق.

حمد الله المستوفي ایضا یذکر تشيع اهل ورامين فی القرن الثامن هکذا :

«ورامين در ما قبل ديهي بود و اكنون قصبه شده ... و اهل آنجا شيعه اثني عشري‌ اند.»

المستوفي، حمد الله، نزهة القلوب، ص 59، مصحح: دبيرسياقي، محمد، 1336ق ش.

( مضمون هذا المطلب : ورامین کانت فی ما سبق قریة و الان هی قصبة ...و اهلها شیعة اثنی عشریة.)

اعتراف الحموي و المستوفي بعنوان مورخین فی القرن السابع و الثامن ، بأن  تمام اهالي قم ، قاصان و ورامين من الشيعة ،‌ تبین لنا جیدا نمو التشيع فی مركز ايران لأن المناطق المركزية فی ايران مثل قاصان فی القرن الاول من الهجرة ، لم تکن تماما علی نسج الشيعة لکن فی القرن السابع و الثامن من الهجرة صارت علی نسج الشيعة و ایضا من حیث الجغرافي توسعت و ضمت البلاد المجاورة .

الحكومة الداخلیة ل السربداران

 الحكومة المحلية ل السربداران من سنة 736 الی 783 الهجریة، ما یقارب خمسین سنة احتوت مناطق وسيعة من خراسان آن ذاک. وضع حجر الأساس و الحکام لهذه الحكومة کلهم من الشيعة و محبی اهل البيت عليهم السلام. لهذا السبب حكومة السربداران دلیل علی حضور التشيع فی ايران و دوره الموثر فی تقوية و ترويج التشيع فی ايران.

ابن بطوطة السیاح من اهل السنة، یقول حول تشيع السربداران هکذا :

و كان بمشهد طوس شيخ من الرافضة يسمى بحسن و هو عندهم من الصلحاء فوافقهم على ذلك و سموه بالخليفة و أمرهم بالعدل.

ابن بطوطة، محمد بن عبدالله، المتوفی 779 ق، ادب الرحلات (رحله ابن بطوطه)، ص 368، ناشر : دار التراث - بيروت – لبنان، 1388 ق - 1968 م .

هو یقول فی موضع آخر بتوصیف قبر المطهر ل الامام الثامن یعنی علی بن موسی الرضا  علیه السلام ، هکذا :

و رحلنا منها إلى مدينة مشهد الرضا وهو علي بن موسى الكاظم ... وإزاء هذا القبر قبر هارون الرشيد ... و إذا دخل الرافضي للزيارة ضرب قبر الرشيد برجله وسلم على الرضا .

ابن بطوطة، محمد بن عبدالله، المتوفی 779 ق، ادب الرحلات (رحله ابن بطوطه)، ص 373، ناشر : دار التراث - بيروت – لبنان، 1388 ق - 1968 م

هذا البیان التاریخی،من جهتین یؤیّد نمو تعالیم الشیعة. احدها زیارة قبر الامام الرضا علیه السلام و اظهار المحبة الی الکرام الذی هو التولّي و اخری اظهار الإستنکار و البراءة عن اعداء اهل البیت علیهم السلام یعنی التبرّي بصورة علنیة .

الولاء و المحبة من قبل السربداران بمعارف اهل البيت عليهم السلام، الی حد حتی ان آخر حكّام السربداران يعني خواجه علي المويد، ارسل رسالة ممتلئة من التجليل و الاحترام ل الشهيد الاول فی دمشق و دعاه الی التبليغ و ترويج التشيع فی ايران. الشهيد الاول تعذر من المجئ الی ايران لکن بدله کتب كتابه المشهور «اللمعة الدمشقية» فی تبيين فقه الشيعة، ل اهل خراسان. کما یقول فی مقدمة هذا الكتاب هکذا :

«فهذه اللمعة الدمشقية في فقه الإمامية إجابة لالتماس بعض الديانين»

الشهيد الاول، المكّي، محمد بن جمال الدين، المتوفی 786 ق، اللمعة الدمشقية، ص 13، قم، منشورات دار الفكر، اول، 1411ق.

الشهيد الثانی ، زين الدين العاملي فی شرح هذه الجملة من الشهيد الاول یقول :

بعض الديانين أي المطيعين لله في أمره و نهيه و هذا البعض هو شمس الدين محمد الآوي  من أصحاب السلطان علي بن مؤيد ملك خراسان  و ما والاها في ذلك الوقت إلى أن استولى على بلاده تيمور لنك. فصار معه قسرا إلى أن توفي ... و كان بينه و بين المصنف ( قدس سره ) مودة و مكاتبة على البعد إلى العراق ، ثم إلى الشام . و طلب منه أخيرا التوجه إلى بلاده في مكاتبة شريفة أكثر فيها من التلطف و التعظيم و الحث للمصنف ( رحمه الله ) على ذلك، فأبى و اعتذر إليه و صنف له هذا الكتاب بدمشق في سبعة أيام لا غير.

العاملي، الشهيد الثاني، زين الدين، المتوفی 965 ق، الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية، ج 1، ص 238، 239، تحقيق و تعليق: كلانتر، سيد محمد، نجف، منشورات جامعة النجف الدينية، دوم، 1398 ق.

 

كتاب «اللمعة الدمشقية» من أهم كتب الفقهية عند الشيعة الذی مع شرحه یدرس الآن فی مدارس العلمية ل الشيعة فی ايران. بناء علی هذا حسب ان هذا الكتاب المهم فی القرن الثامن من الهجرة تألف بدعوة الشيعة فی ايران و دعی من مولّفه (الشهيد الاول) ایضا ل الحضور فی ايران ، تبینت كثرة و تعزیز الشيعة فی مناطق من ايران فی القرن الثامن.

الحكومة الصفوية

فی النهاية، هی حكومة الصفوية التی طوال 230 سنة (905 - 1135ق)جاهدت فی تثبيت، ترويج مذهب التشيع الاثنی عشریة فی ايران و علاوة علی اعطاء الشرعیة لمذهب التشيع فی ايران، بسلطة و مساندة علماء الشيعة اسس حکومة مستقلة، ذو قدرة و شيعية .

جعفريان ، رسول ، صفويه در عرصه دين ، فرهنگ و سياست ، ج 1، ص 13- 15 ، قم ، پژوهشگاه حوزه و دانشگاه ، اول ، 1389 ق.

عبدي بيك الشيرازي یقول فی هذا المجال هکذا :

برقراري دولت شيعي تا آن زمان ميسر نشده بود و زماني هم كه خدا بنده (م716) تشيع را اعلام كرد، بسياري از شهرها مخالفت كردند كه از جمله آن‌ها اصفهان بود. بعد از آن تلاشي صورت نگرفت تا آن كه سلطان حسين بايقرا خواست تا اسامي دوازده امام را در خطبه ذكر كند اما هجوم عامه به مرتبه‌ اي رسيد كه مير سيد علي قائني را از منبر به زير كشيدند ... اما در عهد نواب كامياب خاقاني (شاه اسماعيل، اولين پادشاه صفوي) اين توفيق شد كه سكه و خطبه به نام ائمه هدي مزين ساخت و غلغله تبرّا در گنبد فيروزه ‌گون فلك انداخت و مذهب حق شيعه اماميه اثنا عشريه را كه در زمان ائمه معصومين در لباس تقيه مستور بود، ظاهر و شايع گردانيده، شمشير خارجي كش برافراخت و روي زمين از متمردان بپرداخت و اين مذهب آن چنان رواج گرفت كه حال به دولت شاه دين پناه ابو المظفر شاه طهماسب در ممالك غير محروسه آن حضرت نيز بي مزاحمي معمول است، چنان كه در هندوستان پادشاه نظام الملك و سپاهي و رعاياي او اين مذهب دارند.

الشيرازي، عبدي بيك، المتوفی 998 ق، تكمله الاخبار، ص 40 و 41، به كوشش عبدالحسين نوايي، تهران، 1369ش.

(مضمون هذا المطلب: الی الان لن تمکن حکومة شیعیة و فی الوقت الذی اعلن خدا بنده التشیع خالفت اکثر البلاد منها اصفهان .بعدها لم یبذل جهدا حتی ان سلطان حسین اراد ذکر اسام الائمة الإثنی عشر فی الخطبة اما الهجوم وصل الی مرتبة حتی انزل میرسید علی القائنی من علی المنبر...لکن فی عهد کامیاب الخاقانی (سلطان اسماعیل،اول سلاطین الصفویة ) وفق ان یزین السکة و الخطبة بإسم الائمة و اظهر التبری و مذهب الشیعة الاثنی عشریة و کشف عنها لباس التقیة و نشر الشیعة فی الممالک الغیر المحروسة کما فی الهند و الجیش و الرعایا من الناس.)  

البتة لابد ان نلتفت الی ان سير التدريجي لتشيع الايرانيین فی حكومة الصفويین اقدم بسرعة بلیغة و ادی الی رسمية مذهب التشيع فی ايران و لیس هکذا ان قبل الصفويین، عدد الشيعة فی ايران کان قلیلا، بل صار لها تطور متمیز. کما ان حكومات المحلية ل السربداران، المرعشيان و آل كيا فی القرن الثامن من الهجرة شاهد علی هذا المطلب.

فی هذا المجال مارينو سانوتو، المورخة الايطالیة :

در آستانه حكومت صفوي در ابتداي قرن دهم ، چهار پنجم ساكنان مناطق غرب ايران و آسياي صغير شيعه بوده‌ اند.

پارسا دوست، منوچهر، شاه اسماعيل اول، ص 363 ، تهران، شركت سهامي انتشار، 1375ش .

(مضمون هذا المطلب: فی بدایة القرن العاشر اربعة اخماس سکنة المناطق  فی غرب ایران و آسیا کانت من الشیعة )

دور علماء الشيعة فی تحکیم التشيع الإثنی عشریة بعنوان مذهب الرسمي ل ايران فی حكومة الصفوية

علماء الشيعة فی زمن حكومة الصفوية، لهم الدور النافذ فی تثبيت و ترويج الشيعة الاثنی عشریة . أحد هذه العلماء ، الفقيه الکبیر ، علي بن الحسين الكركي المعروف ب المحقق الكرکی (865 – 940 ق). هو استاذ ل الشهيد الثاني، جاء بدعوة شاه طهماسب من جبل عامل فی لبنان الی ايران و اعطاه شاه طهماسب منصب شيخ الإسلام يعني اعلی مقام الديني فی حكومة الصفوية. المحقق الكركي بهذه الوسيلة بذل خدمات عدیدة فی ترويج مذهب التشيع. کما ذکر فی شدة العلاقة و المحبة من شاه طهماسب ل المحقق الكركي و قدرة المحقق فی اجراء احكام الدين و ترويج معارف الشيعة:

الشيخ علي بن عبدالعالي – عطّر الله مرقده – لمّا قدم اصفهان و قزوين في عصر السلطان العادل شاه طهماسب – أنار الله برهانه- مكّنه من الملك و السلطان و قال له أنت احق بالملك لانّك النائب عن الامام و انّما أكون من عمّالك أقوم بأمرك و نواهيك.

الموسوي الخوانساري، محمد باقر، المتوفی 1313 ق، روضات الجنات في احوال العلماء و السادات، ج 4، ص 361، مكتبته اسماعيليان، قم، 1391 ق.

حسب هذا الترتيب نستطیع ان نعد المحقق الكركي هو المتنفذ المقتدر من علماء الشيعة فی زمن الصفوية . من جانب ان حکام الصفوية لهم رغبة الی الصوفية ،بدؤا علماء الشيعة لاسیما المحقق الكركي بجهدهم فی اصلاح هذه الرغبات و معرفتهم و عامة الناس ب الشيعة الاثنی عشریة الاصيلة . المحقق الكركي علی اساس احتیاج اهل ايران ب الفقه الشيعی و تبيينه، الف كتابه المعروف جامع المقاصد فی شرح «قواعد الاسلام» ل العلامة الحلّي و سعیه الجزیل فی نشر عقائد الشيعة و تطبیق الفقه. فی هذا البين ما ینقل من تاريخ حسن بيك فی كتاب روضات الجنات ، یلفت النظر :

بعد خواجة نصير الطوسي ما سعى أحد من العلماء حقيقة مثل ما سعى الشيخ علي الكركي في إعلاء أعلام المذهب الجعفري و ترويج دين الحق الاثني عشري ... و كان له في منع الفجرة و الفسقة و زجرهم و قلع القوانين المبدعة بأسرهم و في إزالة الفجور و المنكرات و إزالة الخمور والمسكرات  و إجراء الحدود و التعزيرات و إقامة الفرائض والواجبات ... مساعي بليغة ومراقبات شديدة  و كانت يرغب عامة الناس في تعلم شرائع الدين و مراسم الإسلام.

الموسوي الخوانساري، محمد باقر، المتوفی 1313 ق، روضات الجنات في احوال العلماء و السادات، ج 4، ص 369، مكتبته اسماعيليان، قم، 1391 ق.

محمد بن حسين العاملي المعروف ب الشيخ البهائي (953 – 1030ق) من العلماء الذین بعد استشهاد الشهيد الثاني هاجر مع ابیه عن جبل عامِل الی ايران . هو ایضا فی زمن شاه عباس له المنصب الديني الحكومی يعني شيخ الاسلام و بذل خدمته ل التشيع.

تركمان، اسكندر بيگ، (اسکندرمنشي)، المتوفی 1043 ق، تاريخ عالم آراي عباسي، ج 1، ص 155- 157، تهران، اميركبير، اصفهان، تأييد، 1350 ش.

قاضي سيد نورالله التستری (۹۵۶ -۱۰۱۹ق) عالم کبیر فی زمن الصفوية بدء ب الدفاع عن مذهب التشيع و رد شبهات اهل السنة. هو لعدم الأمن فی مشهد، هاجر من هناک الی بلدة هند و فی النهایة استشهد ایضا لأجل الدفاع عن التشيع و تألیف كتاب ضد شبهات اهل السنة.

من جملة آثار قاضي نور الله التستری التی کتبها فی الرد عن شبهات اهل السنة و تعزیز التشيع هی عبارة عن :

كتاب «الصوارم المهرقة» فی الردّ علی كتاب «الصواعق المحرقة» ل ابن حجر الهيثمي؛

كتاب «احقاق الحق» فی الردّ علی كتاب «ابطال نهج الباطل» ل القاضي فضل الله روزبهان؛

كتاب «مصائب النواصب» فی الردّ علی كتاب «النواقض علي الروافض» ل مير مخدوم الشريفي.

جعفريان، رسول، صفويه در عرصه دين ، فرهنگ و سياست، ج 1، ص 74، مرکز تحقیق ل الحوزه و الجامعة ، اول، 1389ش.

العلامة محمد تقي المجلسي (1003 – 1070ق) بتأليفه كتاب «روضة المتقين» الذی هو شرح مفصّل علی كتاب «من لا يحضره الفقيه» ، من الروّاد لشرح  و تبيين احاديث الشيعة فی زمن الصفوية.

هو یقول فی تطور التشيع فی منطقة اصفهان من ايران هکذا :

و الحمد لله رب العالمين على هذه النعمة - أن أصبهان بعد ما كان أبعد البلاد من التشيع ، صار بحيث لا يوجد في البلد و لا في قراه ( والمشهور أنه ألف قرية و ذكر اكثرها الفيروزآبادي في قاموسه ) من خلاف المذهب الحق أحد حتى إنه لا يتهم بالتسنن إلا واحد و هو محض الاتهام ... والحمد لله رب العالمين - على شيوع التشيع في جميع البلاد سيما في بلاد إيران قاطبة حتى في الحرمين الشريفين و قزوين و گيلان و همدان و بلاد فارس و يزد و نواحيه و حتى البصرة .

المجلسي، محمد تقي _المتوفي1070ق_، روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه، ج 9، ص 32 محقق / مصحح: موسوى كرمانى، حسين و اشتهاردى على پناه‏، ناشر: مؤسسه فرهنگى اسلامى كوشانبور، المطبعة: قم‏، سنة الطبع: 1406 ق‏

هذا القول من المرحوم المجلسي الاوّل الذی عاش فی اواسط حكومة الصفوية ، هی علامة اولا علی احاطة التشيع فی اصفهان الذی کان فی قرنین قبل هذا ، مركز مهم لأهل التسنن المتعصبین. ثانيا علامة احاطة التشيع فی بلاد ايران الأخر، و حتي البلاد التی هی خارج ايران مثل المكة، المدينة و البصرة.

ابنه الجلیل، العلامة محمد باقر المجلسي (1037- 1110ق) ایضا بادر بتجمیعه الموسوعة الحديثية القیمة«بحار الانوار» خدمة مهمة لمذهب التشيع و ترويج معارفه فی ايران و بل فی كلّ عالم التشيع.

کل هذه الإجتهادات و التوفیقات فی نشر مذهب الشيعة الاثنی عشریة ، فارغا عن محبة حکام الصفوية ب التشيع، مرهونة لإستعمال المنتقی ل علماء الشيعة من هذه المحبة و الأرضیة الموجودة بنفع الشيعة .

النتيجة

مع الالتفات الی الجواب المفصّل المذکور و الدلائل المذکورة ، تحصل هذه النتيجة :

 اولا: مسئلة اشهار الإسلام من الايرانيین و مسئلة اشهارهم ب التشيع مسألتان مستقلتان و لو من الممکن ان فی بعض الفواصل الزمنية کانتا معاً.

ثانيا: مسئلة اشهار الإسلام من الايرانيین و مسئلة اشهارهم ب التشيع مرهون تعاليم الخالصة عن رسول الله صلی الله علیه و آله ، جهد الائمة الأطهار عليهم السلام ، حضور اولاد الأئمة  عليهم السلام المبارک، نشر روايات النبی صلي الله عليه وآله فی مکانة اهل البيت عليهم السلام و تبليغ علماء الشيعة .

بناء علی هذا عمر بن الخطاب لم یکن له دور فی اشهار اسلام الايرانیین و اشهارهم ب التشيع و الاسلام لم یحصل فی فترة عمر بن الخطاب بل طوال ثمة قرون بصورة تدريجية .  و لو کان فی زمن عمر، کلام عن الاسلام ،‌ کان اسلاماً معجونا بالبدعة.

و من الله التوفیق



Share
* الاسم:
* البرید الکترونی:
* نص الرأی :
* رقم السری:
  

أحدث العناوین
الاکثر مناقشة
الاکثر مشاهدة