مقدمة:
اتفقت آراء علماء الشیعة عبر التاریخ علی استحباب قراءة زيارة العاشوراء، و أکّدوا علی قرائتها یومیا.
بلا شک ، هکذا روایة التی عملوا علی طبقها تمام علماء الشيعة من قديم الأيام الی الآن و أصروا علی قرائتها ، لا تحتاج الی دراسة فی السند ؛ لکن فی عین الحال نسعی فی هذه المقالة حسب الإختصار ، دراسة سندها و تحقيقها.
المصدر الأصلي لهذه الزيارة ، كتابین معتبرین؛ يعني «كامل الزيارات» تأليف جعفر بن محمد بن قولويه القمي و «مصباح المتهجد» تأليف الشيخ الطوسي رضوان الله تعالي عليهما و هما ذکرا لها ستة اسانید.
الف: اسانید الشيخ الطوسي فی «مصباح المجتهد»
السند الأول عن طريقین:
الشيخ الطوسي رحمة الله عليه، فی كتاب «مصباح المتهجد» یذکر سند زيارة العاشوراء و متنها هکذا :
«قَالَ صَالِحُ بْنُ عُقْبَةَ وَ سَيْفُ بْنُ عَمِيرَةَ قَالَ عَلْقَمَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَضْرَمِيُّ قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ ذَلِكَ الْيَوْمَ إِذَا أَنَا زُرْتُهُ مِنْ قُرْبٍ وَ دُعَاءً أَدْعُو بِهِ إِذَا لَمْ أَزُرْهُ مِنْ قُرْبٍ وَ أَوْمَأْتُ مِنْ بُعْدِ الْبِلَادِ وَ مِنْ دَارِي بِالسَّلَامِ إِلَيْهِ قَالَ فَقَالَ لِي يَا عَلْقَمَةُ إِذَا أَنْتَ صَلَّيْتَ الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ أَنْ تُومِئَ إِلَيْهِ بِالسَّلَامِ فَقُلْ بَعْدَ الْإِيمَاءِ إِلَيْهِ مِنْ بَعْدِ التَّكْبِيرِ هَذَا الْقَوْلَ فَإِنَّكَ إِذَا قُلْتَ ذَلِكَ فَقَدْ دَعَوْتَ بِمَا يَدْعُو بِهِ زُوَّارُهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَ كَتَبَ اللَّهُ لَكَ مِائَةَ أَلْفِ أَلْفِ دَرَجَةٍ وَ كُنْتَ كَمَنِ اسْتُشْهِدَ مَعَ الْحُسَيْنِ عليه السلام حَتَّى تُشَارِكَهُمْ فِي دَرَجَاتِهِمْ وَ لَا تُعْرَفُ إِلَّا فِي الشُّهَدَاءِ الَّذِينَ اسْتُشْهِدُوا مَعَهُ وَ كَتَبَ لَكَ ثَوَابَ زِيَارَةِ كُلِّ نَبِيٍّ وَ كُلِّ رَسُولٍ وَ زِيَارَةِ كُلِّ مَنْ زَارَ الْحُسَيْنَ عليه السلام مُنْذُ يَوْمَ قُتِلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ.
الزِّيَارَةُ- السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ ابْنَ سَيِّدِ الْوَصِيِّينَ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ فَاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ثَارَ اللَّهِ وَ ابْنَ ثَارِهِ وَ الْوِتْرَ الْمَوْتُورَ السَّلَامُ عَلَيْكَ وَ عَلَى الْأَرْوَاحِ الَّتِي حَلَّتْ بِفِنَائِكَ عَلَيْكُمْ مِنِّي جَمِيعاً سَلَامُ اللَّهِ أَبَداً مَا بَقِيتُ وَ بَقِيَ اللَّيْلُ وَ النَّهَارُ.
يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ لَقَدْ عَظُمَتِ الرَّزِيَّةُ وَ جَلَّتْ وَ عَظُمَتِ الْمُصِيبَةُ بِكَ عَلَيْنَا وَ عَلَى جَمِيعِ أَهْلِ الْإِسْلَامِ وَ جَلَّتْ وَ عَظُمَتْ مُصِيبَتُكَ فِي السَّمَاوَاتِ عَلَى جَمِيعِ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ فَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً أَسَّسَتْ أَسَاسَ الظُّلْمِ وَ الْجَوْرِ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً دَفَعَتْكُمْ عَنْ مَقَامِكُمْ وَ أَزَالَتْكُمْ عَنْ مَرَاتِبِكُمْ الَّتِي رَتَّبَكُمُ اللَّهُ فِيهَا وَ لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً قَتَلَتْكُمْ وَ لَعَنَ اللَّهُ الْمُمَهِّدِينَ لَهُمْ بِالتَّمْكِينِ مِنْ قِتَالِكُمْ بَرِئْتُ إِلَى اللَّهِ وَ إِلَيْكُمْ مِنْهُمْ وَ مِنْ أَشْيَاعِهِمْ وَ أَتْبَاعِهِمْ وَ أَوْلِيَائِهِمْ.
يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنِّي سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَكُمْ وَ حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَ لَعَنَ اللَّهُ آلَ زِيَادٍ وَ آلَ مَرْوَانَ وَ لَعَنَ اللَّهُ بَنِي أُمَيَّةَ قَاطِبَةً وَ لَعَنَ اللَّهُ ابْنَ مَرْجَانَةَ وَ لَعَنَ اللَّهُ عُمَرَ بْنَ سَعْدٍ وَ لَعَنَ اللَّهُ شِمْراً وَ لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً أَسْرَجَتْ وَ أَلْجَمَتْ وَ تَنَقَّبَتْ لِقِتَالِكَ بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي لَقَدْ عَظُمَ مُصَابِي بِكَ فَأَسْالُ اللَّهَ الَّذِي أَكْرَمَ مَقَامَكَ وَ أَكْرَمَنِي أَنْ يَرْزُقَنِي طَلَبَ ثَارِكَ مَعَ إِمَامٍ مَنْصُورٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي عِنْدَكَ وَجِيهاً بِالْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ.
يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلَى اللَّهِ وَ إِلَى رَسُولِهِ وَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ إِلَى فَاطِمَةَ وَ إِلَى الْحَسَنِ وَ إِلَيْكَ بِمُوَالاتِكَ وَ بِالْبَرَاءَةِ مِمَّنْ أَسَّسَ أَسَاسَ ذَلِكَ وَ بَنَى عَلَيْهِ بُنْيَانَهُ وَ جَرَى فِي ظُلَمِهِ وَ جَوْرِهِ عَلَيْكُمْ وَ عَلَى أَشْيَاعِكُمْ بَرِئْتُ إِلَى اللَّهِ وَ إِلَيْكُمْ مِنْهُمْ- وَ أَتَقَرَّبُ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ إِلَيْكُمْ بِمُوَالاتِكُمْ وَ مُوَالاةِ وَلِيِّكُمْ وَ بِالْبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِكُمْ وَ النَّاصِبِينَ لَكُمُ الْحَرْبَ وَ بِالْبَرَاءَةِ مِنْ أَشْيَاعِهِمْ وَ أَتْبَاعِهِمْ.
إِنِّي سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَكُمْ وَ حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَكُمْ وَ وَلِيٌّ لِمَنْ وَالاكُمْ وَ عَدُوٌّ لِمَنْ عَادَاكُمْ فَأَسْالُ اللَّهَ الَّذِي أَكْرَمَنِي بِمَعْرِفَتِكُمْ وَ مَعْرِفَةِ أَوْلِيَائِكُمْ وَ رَزَقَنِي الْبَرَاءَةَ مِنْ أَعْدَائِكُمْ أَنْ يَجْعَلَنِي مَعَكُمْ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ أَنْ يُثَبِّتَ لِي عِنْدَكُمْ قَدَمَ صِدْقٍ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ أَسْأَلُهُ أَنْ يُبَلِّغَنِي الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ لَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَ أَنْ يَرْزُقَنِي طَلَبَ ثَارِكُمْ مَعَ إِمَامٍ مَهْدِيٍّ ظَاهِرٍ نَاطِقٍ مِنْكُمْ وَ أَسْأَلُ اللَّهَ بِحَقِّكُمْ وَ بِالشَّأْنِ الَّذِي لَكُمْ عِنْدَهُ أَنْ يُعْطِيَنِي بِمُصَابِي بِكُمْ أَفْضَلَ مَا يُعْطِي مُصَاباً بِمُصِيبَتِهِ مُصِيبَةٍ مَا أَعْظَمَهَا وَ أَعْظَمَ رَزِيَّتَهَا فِي الْإِسْلَامِ وَ فِي جَمِيعِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ.
اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي فِي مَقَامِي هَذَا مِمَّنْ تَنَالُهُ مِنْكَ صَلَوَاتٌ وَ رَحْمَةٌ وَ مَغْفِرَةٌ اللَّهُمَّ اجْعَلْ مَحْيَايَ مَحْيَا مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ مَمَاتِي مَمَاتَ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ اللَّهُمَّ إِنَّ هَذَا يَوْمٌ تَبَرَّكَتْ بِهِ بَنُو أُمَيَّةَ وَ ابْنُ آكِلَةِ الْأَكْبَادِ اللَّعِينُ ابْنُ اللَّعِينِ عَلَى لِسَانِكَ وَ لِسَانِ نَبِيِّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي كُلِّ مَوْطِنٍ وَ مَوْقِفٍ وَقَفَ فِيهِ نَبِيُّكَ اللَّهُمَّ الْعَنْ أَبَا سُفْيَانَ وَ مُعَاوِيَةَ وَ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ عَلَيْهِمْ مِنْكَ اللَّعْنَةُ أَبَدَ الْآبِدِينَ وَ هَذَا يَوْمٌ فَرِحَتْ بِهِ آلُ زِيَادٍ وَ آلُ مَرْوَانَ بِقَتْلِهِمُ الْحُسَيْنَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ اللَّهُمَّ فَضَاعِفْ عَلَيْهِمُ اللَّعْنَ وَ الْعَذَابَ.
اللَّهُمَّ إِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ فِي هَذَا الْيَوْمِ وَ فِي مَوْقِفِي هَذَا وَ أَيَّامِ حَيَاتِي بِالْبَرَاءَةِ مِنْهُمْ وَ اللَّعْنَةِ عَلَيْهِمْ وَ بِالْمُوَالاةِ لِنَبِيِّكَ وَ آلِ نَبِيِّكَ عَلَيْهِ وَ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ-
ثُمَّ يَقُولُ مِائَةَ مَرَّةٍ اللَّهُمَّ الْعَنْ أَوَّلَ ظَالِمٍ ظَلَمَ حَقَّ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ آخِرَ تَابِعٍ لَهُ عَلَى ذَلِكَ اللَّهُمَّ الْعَنِ الْعِصَابَةَ الَّتِي جَاهَدَتِ الْحُسَيْنَ وَ شَايَعَتْ وَ بَايَعَتْ وَ تَابَعَتْ عَلَى قَتْلِهِ اللَّهُمَّ الْعَنْهُمْ جَمِيعاً.
يَقُولُ ذَلِكَ مِائَةَ مَرَّةٍ ثُمَّ يَقُولُ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَ عَلَى الْأَرْوَاحِ الَّتِي حَلَّتْ بِفِنَائِكَ عَلَيْكَ مِنِّي سَلَامُ اللَّهِ أَبَداً مَا بَقِيتُ وَ بَقِيَ اللَّيْلُ وَ النَّهَارُ وَ لَا جَعَلَهُ اللَّهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنِّي لِزِيَارَتِكَ السَّلَامُ عَلَى الْحُسَيْنِ وَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَ عَلَى أَصْحَابِ الْحُسَيْنِ يَقُولُ ذَلِكَ مِائَةَ مَرَّةٍ.
ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُمَّ خُصَّ أَنْتَ أَوَّلَ ظَالِمٍ بِاللَّعْنِ مِنِّي وَ ابْدَأْ بِهِ أَوَّلًا ثُمَّ الثَّانِيَ ثُمَّ الثَّالِثَ وَ الرَّابِعَ اللَّهُمَّ الْعَنْ يَزِيدَ خَامِساً وَ الْعَنْ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ زِيَادٍ وَ ابْنَ مَرْجَانَةَ وَ عُمَرَ بْنَ سَعْدٍ وَ شِمْراً وَ آلَ أَبِي سُفْيَانَ وَ آلَ زِيَادٍ وَ آلَ مَرْوَانَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
ثُمَّ تَسْجُدُ وَ تَقُولُ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ حَمْدَ الشَّاكِرِينَ عَلَى مُصَابِهِمْ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى عَظِيمِ رَزِيَّتِي اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي شَفَاعَةَ الْحُسَيْنِ يَوْمَ الْوُرُودِ وَ ثَبِّتْ لِي قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَكَ مَعَ الْحُسَيْنِ وَ أَصْحَابِ الْحُسَيْنِ الَّذِينَ بَذَلُوا مُهَجَهُمْ دُونَ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ عَلْقَمَةُ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَزُورَهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ بِهَذِهِ الزِّيَارَةِ مِنْ دَارِكَ فَافْعَلْ وَ لَكَ ثَوَابُ جَمِيعِ ذَلِكَ.»
الطوسي، الشيخ ابوجعفر، محمد بن الحسن بن علي بن الحسن (المتوفى460هـ)، مصباح المتهجد، ص 773 – 774، ناشر : مؤسسة فقه الشيعة - بيروت – لبنان، الطبعة: الأولى، سنة الطبعة: 1411 - 1991 م
کما یُری فی المتن ، نُقل هذا الإسناد عن طریقین فندرس الطریقین ان شاالله تعالی :
الطريق الأول: صالح بن عقبة عن علقمة بن محمد عن أبي جعفر عليه السلام
الطريق الثانی: سيف بن عميرة عن علقمة بن محمد عن أبي جعفر عليه السلام
دراسة الطريق الأول : صالح بن عقبة عن علقمة
حسب أن المرحوم الشيخ الطوسي ینقل الرواية عن كتاب صالح بن عقبة ، لابد ان ندرس طریقه الی صالح بن عقبة ایضا.
الشيخ الطوسي فی كتاب «الفهرست» یذکر طريقه الی صالح بن عقبة هکذا :
«صالح بن أبي الأسود، له كتاب. وصالح بن عقبة، له كتاب. أخبرنا بهما ابن أبي جيد، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عنهما.»
الطوسي، الشيخ ابوجعفر، محمد بن الحسن بن علي بن الحسن (المتوفى460هـ)، الفهرست، ص 147، تحقيق: الشيخ جواد القيومي، ناشر: مؤسسة نشر الفقاهة، المطبعة: مؤسسة النشر الإسلامي، الطبعة الأولى1417
فی الحقيقة سند الرواية یکون هکذا :
«الشيخ الطوسي : علي بن أحمد بن محمد بن أبي جيد، محمد بن حسن بن الوليد، صفار، محمد بن الحسين، محمد بن اسماعيل بن بزيع، صالح بن عقبة، علقمة بن محمد الخضرمي، الامام الباقر عليه السلام.»
طريق الشيخ الطوسي الی صالح بن عقبة صحیح ؛ کما یقول السید الخوئي فی ترجمة صالح بن عقبة :
«وطريق الصدوق إليه: محمد بن موسى بن المتوكل ... والطريق كطريق الشيخ إليه صحيح، وإن كان في الأول منهما: محمد بن موسى وعلي بن الحسين السعد آبادي، وفي الثاني ابن أبي جيد، لأنهم ثقات على الأظهر.»
الموسوي الخوئي، السيد أبو القاسم _المتوفى1411ق_، معجم رجال الحديث وتفصيل طبقات الرواة، ج 10، ص 86، الطبعة الخامسة، 1413هـ ـ 1992م
و لو أن صراحة كلام المرحوم السید الخوئي یکفی لإثبات صحة إسناد الشيخ الی صالح بن عقبة ؛ لکن لإستحكام اعتبار الطريق، ندرس رواة السند ایضا .
1. ابن أبي جيد :
ذکر اسمه فی كتب رجال الشيعة «علي بن أحمد بن محمد بن أبي جيد». هو من اساتذة المرحوم الشيخ الطوسي و المرحوم النجاشي و مشايخ النجاشي کلهم ثقات حسب اتفاق العلماء و لم تحتاج الی دراسة فی السند ؛ کما یقول المرحوم السید الخوئي رضوان الله تعالي عليه :
«طريق الشيخ إليه [صفار] صحيح في غير كتاب بصائر الدرجات، بل فيه أيضا على الأظهر، فإن في طريقه ابن أبي جيد، فإنه ثقة، لأنه من مشايخ النجاشي.»
الموسوي الخوئي، السيد أبو القاسم _المتوفى1411ق_، معجم رجال الحديث وتفصيل طبقات الرواة، ج 16، ص 266، الطبعة الخامسة، 1413هـ ـ 1992م
2 . محمد بن حسن بن الوليد :
هو من الأجلاء و کبار الشيعة و من علماء الجرح و التعديل الذی لا یحتاج الی التوثيق. المرحوم النجاشي یمدحه هکذا :
«محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد أبو جعفر شيخ القميين، وفقيههم، ومتقدمهم، ووجههم. ويقال: إنه نزيل قم، وما كان أصله منها. ثقة ثقة، عين، مسكون إليه.»
النجاشي الأسدي الكوفي، أحمد بن علي بن أحمد بن العباس _المتوفى450ق_، فهرست أسماء مصنفي الشيعة المشتهر ب رجال النجاشي، ص 383 ، تحقيق: السيد موسي الشبيري الزنجاني، ناشر: مؤسسة النشر الاسلامي ـ قم، الطبعة: الخامسة، 1416هـ.
3 . محمد بن حسن الصفار :
المرحوم النجاشي یقول فیه هکذا :
«محمد بن الحسن بن فروخ الصفار ... كان وجها في أصحابنا القميين، ثقة، عظيم القدر، راجحا، قليل السقط في الرواية.»
النجاشي، رجال النجاشي، ص 354 .
4 . محمد بن الحسين بن أبي الخطاب :
المرحوم النجاشي یقول فیه هکذا :
«محمد بن الحسين بن أبي الخطاب أبو جعفر الزيات الهمداني، واسم أبي الخطاب زيد، جليل من أصحابنا، عظيم القدر، كثير الرواية، ثقة، عين، حسن التصانيف، مسكون إلى روايته.»
النجاشي، رجال النجاشي، ص 334 .
5 . محمد بن اسماعيل بن بزيع :
المرحوم النجاشي یقول فیه هکذا :
«محمد بن إسماعيل بن بزيع أبو جعفر مولى المنصور أبي جعفر، وولد بزيع بيت، منهم حمزة بن بزيع. كان من صالحي هذه الطائفة وثقاتهم، كثير العمل.»
و فی الإدامة یذکر هذه الرواية :
«أخبرنا والدي رحمه الله قال: أخبرنا محمد بن علي بن الحسين قال: حدثنا محمد بن علي ما جيلويه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد الصيرفي. قال: كنا عند الرضا عليه السلام، ونحن جماعة، فذكر محمد بن إسماعيل بن بزيع، فقال: وددت أن فيكم مثله.»
النجاشي، رجال النجاشي، ص 330 – 332 .
و المرحوم الشيخ الطوسي یقول فیه ایضا هکذا :
«محمد بن إسماعيل بن بزيع، ثقة صحيح،»
الطوسي، الشيخ ابوجعفر، محمد بن الحسن بن علي بن الحسن _المتوفى460ق_، رجال الطوسي، ص 364، تحقيق: جواد القيومي الأصفهاني، ناشر: مؤسسة النشر الاسلامي ـ قم، الطبعة: الأولى، 1415هـ.
6 . صالح بن عقبة :
هو من اصحاب الإمام الصادق و الإمام الكاظم عليهما السلام و نقلوا عنه کثیر من الکبار. المرحوم النجاشي یعرفه هکذا :
«صالح بن عقبة بن قيس بن سمعان بن أبي ربيحة مولى رسول الله صلى الله عليه وآله، قيل: إنه روى عن أبي عبد الله عليه السلام، والله أعلم. روى صالح عن أبيه عن جده، وروى عن زيد الشحام، [ و ] روى عنه محمد بن الحسين بن أبي الخطاب وابنه إسماعيل بن صالح بن عقبة، قال سعد: هو مولى. له كتاب يرويه [ عنه ] جماعة منهم محمد بن إسماعيل بن بزيع. أخبرنا الحسين بن عبيد الله عن ابن حمزة قال: حدثنا علي بن إبراهيم عن ابن أبي الخطاب قال: حدثنا محمد بن إسماعيل عن صالح بكتابه.»
النجاشي، رجال النجاشي، ص 200 .
فی كلام النجاشي حول صالح بن عقبة مطلبین:
1. المرحوم النجاشي لم یذکر له توثیق و من جانب لم یضعّفه .
2. لم یذکر النجاشي له كتاب حتی ینقلوا عنه رواية و من جملتهم محمد بن اسماعيل بن بزيع (الراوي السابق). و یوجد هذا الراوي فی سند زيارة العاشوراء ایضا الذی ثبتت وثاقته حسب علم الرجال.
3. بناءا علی قول واحد، صالح بن عقبة من اصحاب الإمام الصادق عليه السلام.
المرحوم الشيخ الطوسي ایضا یصرح انه من اصحاب الإمام الصادق عليه السلام :
«صالح بن عقبه، من أصحاب أبي عبد الله عليه السلام.»
الطوسي، الشيخ ابوجعفر، محمد بن الحسن بن علي بن الحسن _المتوفى460ق_، رجال الطوسي، ص ص 338، تحقيق: جواد القيومي الأصفهاني، ناشر: مؤسسة النشر الاسلامي ـ قم، الطبعة: الأولى، 1415هـ.
تضعيف ابن الغضائري:
ابن الغضائري فی كتاب رجاله، یضعف صالح بن عقبة و یقول:
«صالح بن عقبة بن قيس بن سمعان بن أبي ذبيحة، مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). روى عن أبي عبد الله (عليه السلام). غال، كذاب، لا يلتفت إليه.»
الغضائري الواسطي البغدادي ، أحمد بن الحسين _المتوفی قرن 5 _، رجال ابن الغضائري، ص 69، تحقيق : السيد محمد رضا الحسيني الجلالي ، الناشر : دار الحديث الطبعة : الأولى ، 1422 ق / 1380 ش
جواب العلماء عن تضعيف ابن الغضائري
کبار و علماء الرجال من الشيعة، أجابوا عن تضعيف ابن الغضائري و قالوا فیه بعض الکلمات التی تثبت لنا وثاقته و حسن حاله .
الف: کلمات الوحيد البهبهاني رحمة الله عليه:
هو فی تعلقته علی كتاب «منهاج المقال» تألیف المرحوم ميرزا محمد، یجیب عن تضعيف ابن الغضائري الذی نقلوه بعض العلماء من جملتهم صاحب كتاب منهاج المقال ، هکذا :
«قوله في صالح بن عقبة بن قيس كذاب (اه): الظاهر انه من غض ومر ما فيه في الفائدة الثانية مع ان الظاهر من (جش) عدم صحة ما نسبه اليه سيما من قوله له كتاب يرويه جماعة (اه) ويؤيد عدم الغلو ما في (جخ) و (ست) وروايته في كتب الاخبار صريحة في خلاف الغلو كما مر فيها وفى الفائدة الثالثة قال جدي الظاهر ان الغلو الذي نسبه اليه غض للاخبار التي تدل على جلالة قدر الأئمة عليهم السلام كما رأيناها وليس فيها غلو ويظهر من المصنف يعنى الصدوق انه كتابه معتمد الأصحاب ولهذا ذكر اخباره المشايخ وعملوا عليها انتهى.»
البهبهاني (المتوفی 1205هـ)، تعليقة علي منهج المقال، ص 204، طبق برنامج مكتبة اهل البيت عليهم السلام.
توضيح الفقرة الثانیة من كلام المرحوم البهبهاني الذی نقلها عن جدّه هکذا:
ابن الغضائري و القميون کانوا یعتبرون ل الأئمة المعصومين عليهم السلام مرتبة خاصة و یعتقدون انه من یعتقد بمرتبة اعلی منها ، فهو من اهل الغلو. بعض القميون یعتبرون حتي بعض المعجزات و الكرامات و الإعتقاد ب علم الغيب ل الأئمة عليهم السلام هو الغلو و قائل هذه الکلمات أو ناقل هذه الروايات یتهم ب الغلو ؛ الحال أن مثل هذه العقیدة ، لیست من الغلو. من الذین هم متهمون ، هو صالح بن عقبة الذی رویت عنه هکذا روایات ؛ لهذا علی الفور بعد نقل الرواية، هو یتهم ب الغلو و الکذب .
فی النتيجة حسب رأی الوحيد البهبهاني لایمکن ان نعتمد علی صرف اتهام هؤلاء و نعتبره من الغُلاة .
ب: محمد تقي المجلسي:
المجلسي الأول ایضا أجاب عن کلمات ابن الغضائري، حول صالح بن عقبة و قال :
«و الظاهر أن الغلو الذي نسبه ابن الغضائري إليه للأخبار التي تدل على جلالة قدر الأئمة عليهم السلام كما رأيناها و ليس فيها غلو و يظهر من المصنف أن كتابه معتمد الأصحاب و لهذا ذكر أخباره المشايخ و عملوا عليها.»
المجلسي، محمد تقي _المتوفی1070ق_، روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه، ج14، ص 150، محقق / مصحح: موسوى كرمانى، حسين و اشتهاردى على پناه، ناشر: مؤسسه الثقافیة الاسلامیة كوشانبور، مكان الطبع: قم، سنة الطبع: 1406 ق
ج: السید الخوئي رحمة الله عليه:
هو بتشدد ، یرُد تضعيف ابن الغضائري و فی ضمنه ینبّه علی ثمة نکت ایضا و فی النتيجة هذا الراوي حسب رأیه ثقة :
«أقول: لا يعارض التضعيف المنسوب إلى ابن الغضائري، توثيق علي بن إبراهيم، لما عرفت غير مرة من أن نسبة الكتاب إلى ابن الغضائري لم تثبت، فالرجل من الثقات. وطريق الصدوق إليه: محمد بن موسى بن المتوكل - رضي الله عنه -، عن علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن محمد ابن سنان، ويونس بن عبد الرحمان، جميعا عن صالح بن عقبة بن قيس بن سمعان بن أبي ربيحة، مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله). والطريق كطريق الشيخ إليه صحيح، وإن كان في الأول منهما: محمد بن موسى وعلي بن الحسين السعد آبادي، وفي الثاني ابن أبي جيد، لأنهم ثقات على الأظهر.»
الموسوي الخوئي، السيد أبو القاسم _المتوفى1411ق_، معجم رجال الحديث وتفصيل طبقات الرواة، ج 10، ص 85 – 86، الطبعة الخامسة، 1413هـ 1992م
لتوضيح كلام آيت الله الخويي لابد ان نقول :
اولا: السید الخوئي رحمة الله عليه یشیر الی أسانید التی یذکرها المرحوم الشيخ الصدوق فی خاتمة كتاب «من لا يحضره الفقيه» أسندها الی صالح بن عقبة :
«وما كان فيه عن صالح بن عقبة فقد رويته عن محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه عن علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن محمد بن سنان، ويونس بن عبد الرحمن جميعا عن صالح بن عقبة بن قيس بن سمعان بن أبي ربيحة مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله).»
الصدوق، ابوجعفر محمد بن علي بن الحسين _المتوفى381ق_، من لا يحضره الفقيه، ج 4، ص 511، تحقيق: علي اكبر الغفاري، ناشر: جماعة المدرسين فی الحوزة العلمية قم.
و الشيخ الصدوق فی بدایة الكتاب یقول فی مصادر كتابه :
«وجميع ما فيه مستخرج من كتب مشهورة ، عليها المعول وإليها المرجع.»
الشيخ الصدوق، من لا يحضره الفقيه، ج 1، ص 3
ذِكر السند، علامة علی أن کتابه موثوق به عند الشيخ الصدوق .
ثانيا: ذکر السید الخوئي اسناد كتاب صالح بن عقبة ایضا و عبارة «والطريق كطريق الشيخ إليه صحيح، ...» یشیر الی هذه النکتة.
النكت التي ذکرت فی کلام السید الخوئي :
1. وقع صالح بن عقبة فی اسناد تفسير علي بن ابراهيم الذی رواة هذا الكتاب،لهم توثيق عام.
2. تضعيف ابن الغضائري لم یعارض توثيق علي بن ابراهيم ؛ لأنه لم یثبت نسبة كتاب الرجال، الی ابن الغضائري فی النتيجة توثيق علي بن ابراهيم، یبقی من دون معارض.
3. هذا الراوي وقع فی اسناد روايات المرحوم الشيخ الصدوق و صالح بن عقبة و كتابه موثوق به عند الشيخ الصدوق. فی النتيجة نسبته الی الغلو من غیر اساس.
د: السيد بحر العلوم رضوان الله تعالي:
هو ایضا یجیب هکذا أن مبنی المرحوم الشيخ الطوسي فی الفهرست و المرحوم النجاشي فی رجاله علی ان الرواة اذا ذکروا اماما و الراوي یکون غير شيعیا ینبهوا علیه؛ ف الراوي اذا ذکراه بصورة مطلقة ، یدل علی انه صحيح المذهب و ایضا ممدوح بمدح عام .
هو یقول فی الفائدة العاشرة من الفوائد الرجالية :
«فائدة الظاهر أن جميع من ذكر الشيخ في (الفهرست) من الشيعة الإمامية إلا من نص فيه على خلاف ذلك من الرجال: الزيدية، والفطحية، والواقفية وغيرهم، كما يدل عليه وضع هذا الكتاب، فإنه في فهرست كتب الأصحاب ومصنفاتهم، دون غيرهم من الفرق. وكذا (كتاب النجاشي). فكل من ذكر له ترجمة في الكتابين، فهو صحيح المذهب ممدوح بمدح عام يقتضيه الوضع لذكر المصنفين العلماء والاعتناء بشأنهم وشان كتبهم، وذكر الطريق إليهم، وذكر من روى عنهم ومن رووا عنه.
ومن هذا يعلم أن إطلاق الجهالة على المذكورين في (الفهرست) و (رجال النجاشي) من دون توثيق أو مدح خاص، ليس على ما ينبغي.»
الطباطبايي، السيد مهدي بحر العلوم _المتوفی 1212ق_، الفوائد الرجالية، ج 4 ، ص111، 116، تحقيق وتعليق: محمد صادق بحر العلوم، حسين بحر العلوم، ناشر: مكتبة الصادق - طهران، الطبعة الأولى: 1363 ش
هـ : المرحوم الحاجي النوري:
ميرزا حسين النوري صاحب كتاب «خاتمة المستدرك»، یذکر کم دليل علی وثاقة صالح بن عقبة:
«وأما هو فيشير إلى مدحه بل وثاقته ولو بالمعنى الأعم أمور:
منها: رواية يونس عنه هنا، وفي الكافي في باب ما تجب فيه الدية كاملة، وهو من أصحاب الاجماع.
ومنها: رواية محمد بن أحمد بن يحيى عنه كما في التهذيب في باب الكفارة عن خطأ المحرم، وفي الاستبصار في باب من قتل جرادة، وما استثناه القميون عن نوادره فهو عندهم ممن يعتمد على رواياتهم .
ومنها: رواية جملة من الثقات عنه غيرهما، كمحمد بن سنان، ومحمد ابن إسماعيل بن بزيع، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، ومحمد بن خالد الطيالسي.
ومنها: أنه يروي عنه الحسن بن علي بن بقاح الجليل، الذي قالوا في حقه: صحيح الحديث، ومر في الفائدة السابقة، ويأتي في ( رنط ) دلالة هذه الكلمة على وثاقة كل من يروي عنه فلاحظ.
ومنها: أن النجاشي ذكره في كتابه الموضوع لذكر المصنفين من أصحابنا، وذكر نسبه وقال: له كتاب يرويه جماعة منهم محمد بن إسماعيل بن بزيع، ثم ذكر طريقه إليه، وكذا الشيخ في الفهرست ذكره وكتابه وطريقه إليه، ولم يطعنا عليه بشئ، وكذا السروي في المعالم .
ومنها : أن الصدوق عد كتابه من الكتب المعتمدة.
ومن جميع ذلك يعلم أن ما نقله ابن داود عن ابن الغضائري في ترجمته: ليس حديثه بشئ، كذاب غال، كثير المناكير، ومثله في الخلاصة من غير نسبة إليه، والظاهر أنه تبعه وأخذه عنه، في غير محله، والغلو الذي يعتقده ابن الغضائري إن لم يزدهم مدحا وعلوا ليس مما يجرح به.»
الطبرسي، ميرزا الشيخ حسين النوري _المتوفی1320ق_ خاتمة المستدرك، ج 4، ص 362 – 364، تحقيق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث، ناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث - قم – ايران، الطبعة الاولي 1415
تجمیع کلمات العلماء فی رد تضعيف ابن الغضائري و توثيق صالح بن عقبة:
1. الوحید الذی ضعف صالح بن عقبة ، هو ابن الغضائري و بعض آخر مثل العلامة الحلي أعادوا کلامه. فکل کلامهم مأخوذ من النجاشي و هذه عقيدة شخص واحد فیه .
2. حسب أن النجاشي و الشيخ الطوسي (من کبار علماء الرجال) ذکرا شرح حاله ؛ لکن لم یتکلموا فی تضعيفه ، فیتبین ان نسبة الغلو الیه لم تصح. و من جانب، له مدح عام ایضا .
3. حسب انه هذا الراوي، وقع فی اسانید روايات المرحوم الشيخ الصدوق فی من لا يحضره الفقيه ، و کبار آخرون ایضا نقلوا عنه روايات و عملوا حسب هذه الروايات ، فیتبین انه موثوق به حسب رأی العلماء .
4. عدة من الکبار و المحدّثین عند الشيعة، مثل «محمد بن سنان، محمد بن الحسين بن أبي الخطاب و محمد بن إسماعيل بن بزيع، محمد بن خالد الطيالسي و حسن بن علي بن البقاح و اصحاب الإجماع مثل يونس بن عبد الرحمن»، نقلوا عنه روايات و هذا المطلب شاهد سدید علی وثاقة هذا الشخص ؛ لأن الموثقین و اصحاب الإجماع لم ینقلوا عن شخص ضعيف.
5. المرحوم الشيخ الصدوق یذکر أن كتابه من الكتب المعتبرة .
6. محمد بن احمد بن يحيي، صاحب كتاب «نوادر الحكمة» شخص موثق و موثوق به عند علماء الشيعة. علماء قم استثنوا عدة من الروايات الغير المعتبرة و قبلوا بقية الروایات. اسم صالح بن عقبة لم یکن فی عداد المستثناة یتبین من هنا أن علماء قم، لم یحسبوه من الضعفاء .
بناء علی هذا ، نسبة الغلو الیه لا اساس له و هو حسب رأی العلماء موثوق به ؛ کما أن المرحوم السید الخوئي یصرح بهذا المطلب.
7 . علقمة بن محمد الخضرمي :
هو من اصحاب الإمام الباقر و الإمام الصادق عليهما السلام. الشيخ الطوسي رحمة الله عليه فی موضع واحد یذکره فی عداد اصحاب الإمام الباقر عليه السلام :
«38 - علقمة بن محمد الحضرمي، أخو أبي بكر الحضرمي.»
الطوسي، الشيخ ابوجعفر، محمد بن الحسن بن علي بن الحسن _المتوفى460ق_، رجال الطوسي، ص 140، تحقيق: جواد القيومي الأصفهاني، ناشر: مؤسسة النشر الاسلامي ـ قم، الطبعة: الأولى، 1415هـ.
و فی موضع آخر یذکره من اصحاب الإمام الصادق عليه السلام و یستعمل فیه عبارة التی تبین انه فی اخذ الرواية، موثوق به عند العلماء و المحدثین :
«641 - علقمة بن محمد الحضرمي الكوفي، أَسنَد عنه.»
الشيخ الطوسي، رجال الطوسي، ص 262 .
فی كتب الرجال، لم یذکر له توثيق بصراحة ؛ اما حسب دراسة شرح حاله و الروايات التی حوله و ایضا الروايات التي نقلها هو ، تثبت وثاقته :
الف: رواية الكشي فی حسن اعتقاده :
المرحوم الكشي فی ترجمة علقمة و أخیه ابي بكر الحضرمي نقل هذه الرواية :
«حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قُتَيْبَةَ الْقُتَيْبِيُّ، قَالا حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ شَاذَانَ، قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ، عَنْ بَكَّارِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الْحَضْرَمِيِّ قَالَ:، دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ وَ عَلْقَمَةُ عَلَى زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَ كَانَ عَلْقَمَةُ أَكْبَرَ مِنْ أَبِي، فَجَلَسَ أَحَدُهُمَا عَنْ يَمِينِهِ وَ الْآخَرُ عَنْ يَسَارِهِ، وَ كَانَ بَلَغَهُمَا أَنَّهُ قَالَ لَيْسَ الْإِمَامُ مِنَّا مَنْ أَرْخَى عَلَيْهِ سَتْرَهُ، إِنَّمَا الْإِمَامُ مَنْ شَهَرَ سَيْفَهُ، فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ وَ كَانَ أَجْرَأَهُمَا يَا أَبَا الْحُسَيْنِ أَخْبِرْنِي عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (ع) أَ كَانَ إِمَاماً وَ هُوَ مُرْخِي عَلَيْهِ سَتْرَهُ أَوْ لَمْ يَكُنْ إِمَاماً حَتَّى خَرَجَ وَ شَهَرَ سَيْفَهُ قَالَ، وَ كَانَ زَيْدٌ يُبْصِرُ الْكَلَامَ، قَالَ، فَسَكَتَ فَلَمْ يُجِبْهُ، فَرَدَّ عَلَيْهِ الْكَلَامَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، كُلَّ ذَلِكَ لَا يُجِيبُهُ بِشَيْءٍ، فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ: إِنْ كَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ إِمَاماً فَقَدْ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ بَعْدَهُ إِمَامٌ مُرْخِي عَلَيْهِ سَتْرَهُ، وَ إِنْ كَانَ عَلِيٌّ (ع) لَمْ يَكُنْ إِمَاماً وَ هُوَ مُرْخِي عَلَيْهِ سَتْرَهُ فَأَنْتَ مَا جَاءَ بِكَ هَاهُنَا، قَالَ، فَطَلَبَ إِلَى عَلْقَمَةَ أَنْ يَكُفَّ عَنْهُ! فَكَفَّ.»
الطوسي، الشيخ الطائفة أبى جعفر، محمد بن الحسن بن علي بن الحسين _المتوفی 460ق_، اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الكشي، ج 2 ص 715، تصحيح وتعليق: المعلم الثالث ميرداماد الاستربادي، تحقيق: السيد مهدي الرجائي، ناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام ، قم، تاريخ الطبع: 1404 ه
تحصل من هذه الرواية ثمة مطالب تُثبت حُسن حاله :
اولا: هذه الرواية تدل بصراحة أن علقمة مع أخیه کان عندهم الإهتمام الکثیر فی امر ولاية ائمة الأطهار عليهم السلام ؛ لهذا حضروا عند زيد بن علي و حاموا بین یدیه عن امامة امير المؤمنین عليه السلام و علقمة فی هذه المباحثة ، أخذ جانب أخیه .
ثانيا: حسب أن المرحوم الكشي ذکر هذه الرواية فی ترجمة علقمة یتبین اهتمامه الخاص بالنسبة لهذین الأخوین و أنه موثوق بهم عنده.
المرحوم السيد علي البروجردي یستفید من هذه الرواية، حُسن حاله، انه امامي و انه ثابت الإعتقاد و یقول:
«4905- علقمة بن محمد الحضرمي الكوفي، أسند عنه «ق» وهو أخو أبي بكر الحضرمي كما في «قر» وكان علقمة أكبر من أخيه كما في حديث بكار عن أبيه عبد الله وعمه علقمة، وحكى فيه مناظرة أبيه مع زيد، وفيه اشعار على حسنه وكونه اماميا ثابت الاعتقاد.»
البروجردي، السيد علي أصغر _المتوفی1313ق_، طرائف المقال، ج 1، ص 527، تحقيق: السيد مهدي الرجائي، مع إشراف: السيد محمود المرعشي، ناشر: مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي العامة، المطبعة : بهمن – قم، الطبعة الأولى1410
ب: رواية الخزاز القمي فی اثبات ولائه
المرحوم الخزاز القمي نقل رواية فی كتابه التی تبین ولائه و اعتقاده ب امامة الأئمة الطاهرين عليهم السلام :
«أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّيْبَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْكُلَيْنِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَطَّارُ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الطَّيَالِسِيِّ عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ وَ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ جَمِيعاً عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَضْرَمِيِّ عَنِ الصَّادِقِ عليه السلام قَالَ: الْأَئِمَّةُ اثْنَا عَشَرَ قُلْتُ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَسَمِّهِمْ لِي قَالَ مِنَ الْمَاضِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ وَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ ثُمَّ أَنَا قُلْتُ فَمَنْ بَعْدَكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ إِنِّي قَدْ أَوْصَيْتُ إِلَى وَلَدِي مُوسَى وَ هُوَ الْإِمَامُ بَعْدِي
قُلْتُ فَمَنْ بَعْدَ مُوسَى قَالَ عَلِيٌّ ابْنُهُ يُدْعَى بِالرِّضَا يُدْفَنُ فِي أَرْضِ الْغُرْبَةِ مِنْ خُرَاسَانَ ثُمَّ بَعْدَ عَلِيٍّ ابْنُهُ مُحَمَّدٌ وَ بَعْدَ مُحَمَّدٍ ابْنُهُ عَلِيٌّ وَ بَعْدَ عَلِيٍّ الْحَسَنُ ابْنُهُ وَ الْمَهْدِيُّ مِنْ وُلْدِ الْحَسَنِ . ...»
الخزاز القمي الرازي، علي بن محمد بن علي _المتوفی400 ق_، كفاية الأثر في النص على الأئمة الاثني عشر، ص 266، تحقيق: السيد عبد اللطيف الحسيني الكوه كمري الخوئي، ناشر: انتشارات ـ قم، 140هـ .
طبقا لهذه الرواية،یسأل علقمة عن الإمام الصادق عليه السلام اسماء ائمته و هذا یبین انه شخص له الولاء و من شيعة اهل البيت عليهم السلام .
د: نقل خطبة الغدير:
لخطبة الغدير اسانید عدیدة ، فی أحد اسانید هذه الخطبة، علقمة بن محمد الحضرمي التی نقلها عن الإمام الباقر عليه السلام و المرحوم الطبرسي فی كتاب الإحتجاج ذکر هذا السند ایضا :
«... عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عليه السلام أَنَّهُ قَالَ: حَجَّ رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه وآله مِنَ الْمَدِينَةِ وَ قَدْ بَلَّغَ جَمِيعَ الشَّرَائِعِ قَوْمَهُ غَيْرَ الْحَجِّ وَ الْوَلَايَةِ فَأَتَاهُ جَبْرَئِيلُ عليه السلام فَقَالَ لَهُ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ جَلَّ اسْمُهُ يُقْرِؤُكَ السَّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ إِنِّي لَمْ أَقْبِضْ نَبِيّاً مِنْ أَنْبِيَائِي وَ لَا رَسُولًا مِنْ رُسُلِي إِلَّا بَعْدَ إِكْمَالِ دِينِي وَ تَأْكِيدِ حُجَّتِي وَ قَدْ بَقِيَ عَلَيْكَ مِنْ ذَاكَ فَرِيضَتَانِ مِمَّا تَحْتَاجُ أَنْ تُبَلِّغَهُمَا قَوْمَكَ فَرِيضَةُ الْحَجِّ وَ فَرِيضَةُ الْوَلَايَةِ وَ الْخِلَافَةِ مِنْ بَعْدِكَ فَإِنِّي لَمْ أُخَلِّ أَرْضِي مِنْ حُجَّةٍ وَ لَنْ أُخَلِّيَهَا أَبَداً...»
الطبرسي، أبي منصور أحمد بن علي بن أبي طالب _المتوفى 548 ق_، الاحتجاج، ج 1، ص 68، تحقيق: تعليق وملاحظات: السيد محمد باقر الخرسان، ناشر: دار النعمان للطباعة والنشر - النجف الأشرف، 1386 - 1966 م.
هـ : هو موضع عناية الإمام الباقر عليه السلام
العياشي فی تفسيره حول علقمة نقل رواية، تبین لنا انه موضع عنایة الإمام الباقر عليه السلام و تصرح انه فی امر الدين، ثابت القدم :
«عن ميسر عن أبي جعفر عليه السلام قال: كنت أنا وعلقمة الحضرمي وأبو حسان العجلي وعبد الله بن عجلان ننتظر أبا جعفر عليه السلام، فخرج علينا فقال: مرحبا واهلا، والله اني لأحب ريحكم وأرواحكم وانكم لعلى دين الله. ...»
محمد بن مسعود العياشي _المتوفی320 ق_، تفسير العياشي، ج 1، ص 237، تحقيق : الحاج السيد هاشم الرسولي المحلاتي، ناشر : المكتبة العلمية الإسلامية - طهران
و: مورد عنایة اصحاب الامام الصادق عليه السلام (سيف بن عميرة و صفوان الجمال)
سيف بن عميرة و صفوان الجمال من اصحاب الإمام الصادق عليه السلام.
«وروى محمد بن خالد الطيالسي عن سيف بن عميرة قال : خرجت مع صفوان بن مهران الجمال وعندنا جماعة من أصحابنا إلى الغري بعد ما خرج أبو عبد الله عليه السلام فسرنا من الحيرة إلى المدينة فلما فرغنا من الزيارة صرف صفوان وجهه إلى ناحية أبي عبد الله الحسين عليه السلام فقال لنا : تزورون الحسين عليه السلام من هذا المكان من عند رأس أمير المؤمنين عليه السلام من هيهنا أومأ إليه أبو عبد الله الصادق عليه السلام وأنا معه قال : فدعا صفوان بالزيارة التي رواها علقمة بن محمد الحضرمي عن أبي جعفر عليه السلام في يوم عاشوراء ،...»
و فی ختم الروایة ذکر أن سيف قال ل صفوان:
«قال سيف بن عميرة: فسألت صفوان، فقلت له: إن علقمة بن محمد الحضرمي، لم يأتنا بهذا عن أبي جعفر عليه السلام إنما أتانا بدعاء الزيارة، فقال صفوان: وردت مع سيدي أبي عبد الله عليه السلام إلى هذا المكان، ففعل مثل الذي فعلناه في زيارتنا، ودعا بهذا الدعاء عند الوداع بعد أن صلى كما صلينا، وودع كما ودعنا...»
الطوسي، الشيخ ابوجعفر، محمد بن الحسن بن علي بن الحسن _المتوفى460ق_، مصباح المتهجد، ص 777 – 781، ناشر : مؤسسة فقه الشيعة - بيروت – لبنان، الطبعة : الأولى، سنة الطبع : 1411 - 1991 م
نستفید من هذه الرواية نکتتین :
النكتة الأولی: سيف بن عميرة و صفوان اعتمدا علی نقل علقمة بن محمد الحضرمي و هو مقبول عندهما بأنه راوي ضابط.
النكتة الثانیة: زيارة العاشوراء التی نقلها علقمة ، اختلافها فی الأدعية التی بعد الزيارة ؛ لکن نقلها صفوان عن الإمام الصادق عليه السلام .
النتيجة: مع الإلتفات الی الروايات المنقولة ،
اولا: یثبت حسن الإعتقاد و الولاء ل علقمة.
ثانيا: یکفی فی حسن اعتقاده أنه فی آن ذاک الذی کان فیه الإختناق من قبل بني امية و بني العباس علي اهل البيت عليهم السلام و الشيعة ، یروی رواية الغدير.
ثالثا: هذا الشخص مورد عناية الإمام الباقر عليه السلام.
رابعا: سيف بن عميرة و صفوان الجمال ایضا اعتمدا علی روايته و یعتبرانه راوي ضابط و عادل و یقبلا رواياته.
بناء علی هذا ، علقمة بن محمد الحضرمي ایضا الذی هو فی سند زيارة العاشوراء موثق و مورد ل الإعتماد.
دراسة الطريق الثانی: سيف بن عميرة عن علقمة
ذکرنا قبل هذا ان المرحوم الشيخ الطوسي رضوان الله تعالي عليه، نقل سند اصل الزيارة عن طريقین ، درسنا الطريق الأول. یذکر الطريق الثانی هکذا :
«سيف بن عميره عن علقمة بن محمد عن أبي جعفر عليه السلام»
طريق الشيخ الی سيف بن عميرة ایضا صحيح ؛لأنهم من کبار رواة الشيعة و لم یشک احد فی وثاقتهم ؛ کما أن المرحوم الخوئي یقول :
وطريق الصدوق إليه: محمد بن الحسن ... والطريق كطريق الشيخ إليه صحيح.
معجم رجال الحديث ، السيد الخوئي ، ج 9، ص 383 .
علاوة علی تصريح المرحوم الخوئي، نحن کما ذکرنا ل الطريق السابق ، فقط من باب التيمن و التبرك ندرس کل رواة هذا الطريق ایضا بصورة مستقلة و الا لم یحتاج أحدا منهم الی التوثيق و هم اعلی من التوثيق. المرحوم الشيخ الطوسي فی كتاب الفهرست،یبین طريقه الی سيف بن عميرة هکذا :
«سيف بن عميرة، ثقة، كوفي نخعي عربي. له كتاب، أخبرنا به عدة من أصحابنا، عن محمد بن علي بن الحسين بن بابويه، عن أبيه ومحمد بن الحسن، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة.»
الطوسي، الشيخ ابوجعفر، محمد بن الحسن بن علي بن الحسن (المتوفى460هـ)، الفهرست، ص 140، تحقيق: الشيخ جواد القيومي، ناشر: مؤسسة نشر الفقاهة، المطبعة: مؤسسة النشر الإسلامي، الطبعة الأولى1417
فی الحقيقة سند الرواية هکذا :
الشيخ الطوسي : عدة من الأصحاب و کبار الشيعة ، محمد بن علي بن الحسين (الشيخ الصدوق) ، علي بن الحسين بن بابويه ، محمد بن الحسن بن الوليد ، سعد بن عبد الله ، احمد بن محمد ، علي بن الحكم ، سيف بن عميرة، علقمة بن محمد الخضرمي ، الإمام الباقر عليه السلام .
1 . عدة من اصحابنا :
المقصود من هذه الجملة، عدة من کبار الشيعة؛ منهم الشيخ المفيد ؛ کما ان المرحوم صاحب المعالم فی توضيح «عدة من اصحابنا» الذی یذکره الشيخ الطوسي فی بعض كتبه ، یقول :
«ورواياته عدة من أصحابنا، وقد بينا في مقدمة الكتاب أن المفيد (ره) من جملة العدة عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ابن بابويه القمي، عن أبيه ... .»
الحسن بن زين الدين الشهيد _المتوفی 1011ق_، منتقى الجمان في الأحاديث الصحاح والحسان، ج 1، ص 202، تحقيق : تصحيح وتعليق : علي أكبر الغفاري، ناشر : مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة، الطبعة : الأولى، سنة الطبع: 1362 ش
بالقطع إسنادها هنا لم یواجه مشکلة .
2 . محمد بن علي بن الحسين (الشيخ الصدوق ) :
المرحوم النجاشي یقول فیه :
«محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي أبو جعفر، نزيل الري، شيخنا وفقيهنا ووجه الطائفة بخراسان، وكان ورد بغداد سنة خمس وخمسين وثلاثمائة، وسمع منه شيوخ الطائفة وهو حدث السن.»
النجاشي، رجال النجاشي ص 389 .
و الشيخ الطوسي ایضا یقول :
«محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي، جليل القدر، يكنى أبا جعفر، كان جليلا، حافظا للأحاديث، بصيرا بالرجال، ناقدا للاخبار، لم ير في القميين مثله في حفظه وكثرة علمه. له نحو من ثلاثمائة مصنف.»
الشيخ الطوسي، الفهرست، ص 237 .
3 . علي بن الحسين بن بابويه :
النجاشي یقول فیه هکذا :
«علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي أبو الحسن، شيخ القميين في عصره، ومتقدمهم، وفقيههم، وثقتهم. كان قدم العراق واجتمع مع أبي القاسم الحسين بن روح رحمه الله وسأله مسائل ثم كاتبه بعد ذلك على يد علي بن جعفر بن الأسود، يسأله أن يوصل له رقعة إلى الصاحب عليه السلام ويسأله فيها الولد. فكتب إليه: قد دعونا الله لك بذلك، وسترزق ولدين ذكرين خيرين. فولد له أبو جعفر وأبو عبد الله من أم ولد. وكان أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله يقول: سمعت أبا جعفر يقول: أنا ولدت بدعوة صاحب الامر عليه السلام، ويفتخر بذلك.»
النجاشي، رجال النجاشي، ص 261 .
و الشيخ الطوسي یقول :
«علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي رضي الله عنه، كان فقيها جليلا، ثقة. وله كتب كثيرة.»
الشيخ الطوسي، الفهرست، ص 157 .
4 . محمد بن الحسن بن الوليد :
ذکرناه فی الإسناد السابق .
5 . سعد بن عبد الله :
النجاشي یقول فی وصفه :
«سعد بن عبد الله بن أبي خلف الأشعري القمي أبو القاسم، شيخ هذه الطائفة وفقيهها و وجهها.»
النجاشي، رجال النجاشي، ص 177 .
الشيخ الطوسي یقول:
«سعد بن عبد الله القمي، يكنى أبا القاسم، جليل القدر، واسع الاخبار، كثير التصانيف، ثقة.»
الفهرست ، الشيخ الطوسي ، ص 135 .
6 . احمد بن محمد بن عيسي :
المرحوم النجاشي و الشيخ الطوسي یقولا فیه هکذا :
«أحمد بن محمد بن عيسى بن عبد الله ... يكنى أبا جعفر، وأول من سكن قم من آبائه سعد بن مالك بن الأحوص ... وأبو جعفر رحمه الله شيخ القميين، ووجههم، وفقيههم، ...»
النجاشي، رجال النجاشي، ص 82 ؛ الشيخ الطوسي، الفهرست، ص 68 .
7 . علي بن الحكم :
الشيخ الطوسي یعرفه بأنه ثقة و جلیل القدر :
«علي بن الحكم الكوفي، ثقة، جليل القدر.»
الشيخ الطوسي، الفهرست، ص 151 .
الی الآن سند الرواية صحیح قطعاً و تمام رواته من أفضل رواة الحديث عند الشيعة .
8 . سيف بن عميرة :
هو من الأشخاص الذین نقل الشيخ الطوسي سند اصل زيارة العاشوراء عنه. لاشک فی وثاقته؛ کما یقول المرحوم النجاشي فیه هکذا :
«سيف بن عميرة النخعي عربي، كوفي، ثقة، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما السلام. له كتاب يرويه جماعات من أصحابنا.»
النجاشي، رجال النجاشي، ص 189 .
و المرحوم الشيخ الطوسي رحمة الله عليه ایضا یقول :
«[ 333 ] 2 ، سيف بن عميرة، ثقة، كوفي نخعي عربي. له كتاب، أخبرنا به عدة من أصحابنا، عن محمد بن علي بن الحسين بن بابويه، عن أبيه ومحمد بن الحسن، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة.»
الفهرست ، الشيخ الطوسي ، ص 140 .
حسب هذا التفصيل، سند الرواية الی هنا صحيح؛ لأن لو یستشکل احدا علی صالح بن عقبة ؛ حیث انه یوجد فی هذه الطبقة سيف بن عميرة ایضا ، سند الرواية تام و لیس فیه مشكلة.
9 . علقمة بن محمد الخضرمي :
فی الإسناد السابق مع الإلتفات الی الروايات التي نقلناها ،أثبتنا وثاقته أو حد الأقل حسن حاله و عقيدته.
السند الثالث: سيف بن عميرة عن صفوان الجمال
الشيخ الطوسي، ینقل زيارة العاشوراء بسند آخر بهذه الصورة :
«وروى محمد بن خالد الطيالسي عن سيف بن عميرة قال: خرجت مع صفوان بن مهران الجمال وعندنا جماعة من أصحابنا إلى الغري بعد ما خرج أبو عبد الله عليه السلام فسرنا من الحيرة إلى المدينة فلما فرغنا من الزيارة صرف صفوان وجهه إلى ناحية أبي عبد الله الحسين عليه السلام فقال لنا: تزورون الحسين عليه السلام من هذا المكان من عند رأس أمير المؤمنين عليه السلام من هيهنا أومأ إليه أبو عبد الله الصادق عليه السلام وأنا معه قال : فدعا صفوان بالزيارة التي رواها علقمة بن محمد الحضرمي عن أبي جعفر عليه السلام في يوم عاشوراء .»
الطوسي، الشيخ ابوجعفر، محمد بن الحسن بن علي بن الحسن _المتوفى460ق_، مصباح المتهجد، ص 777، ناشر : مؤسسة فقه الشيعة - بيروت – لبنان، الطبعة : الأولى، سنة الطبع : 1411 - 1991 م
المرحوم الشيخ الطوسي، ینقل هذه الرواية عن كتاب محمد بن خالد الطيالسي و یذکر طريقه الی الطیالسی هکذا :
«محمد بن خالد الطيالسي. له كتاب، رويناه عن الحسين بن عبيد الله، عن أحمد بن محمد بن يحيى، عن أبيه، عن محمد بن علي بن محبوب، عنه.»
ف اسناد الرواية یکون هکذا :
الشيخ الطوسي، حسين بن عبيد الله الغضائري، احمد بن محمد بن يحيي، محمد بن يحيي العطار، محمد بن علي بن محبوب، محمد بن خالد الطيالسي، سيف بن عميرة، صفوان بن مهران الجمال، الامام الصادق عليه السلام.
دراسة رواة السند :
1 . حسين بن عبيد الله الغضائري:
هو من مشايخ الشيخ الطوسي و المرحوم النجاشي ؛ کما یقول المرحوم النجاشي هکذا:
«الحسين بن عبيد الله بن إبراهيم الغضائري أبو عبد الله، شيخنا رحمه الله.»
النجاشي، رجال النجاشي، ص 69 .
و المرحوم الشيخ الطوسي یقول ایضا:
«الحسين بن عبيد الله الغضائري، يكنى أبا عبد الله، كثير السماع، عارف بالرجال، وله تصانيف ذكرناها في الفهرست، سمعنا منه وأجاز لنا بجميع رواياته، مات سنة أحدي عشره وأربعمائة.»
الشيخ الطوسي، رجال الطوسي، ص 425 .
و کما ذکرنا فی ترجمة ابن أبي جيد ، الأساتذة و الشيوخ ل المرحوم النجاشي بالإتفاق کلهم ثقة و لا یحتاجون الی التوثيق ؛ کما یقول السید الخوئي رضوان الله تعالي عليه :
«أنه شيخ النجاشي وجميع مشايخه ثقات.»
معجم رجال الحديث ، السيد الخوئي ، ج 7 ، ص 23 .
2 . احمد بن محمد بن يحيي :
ل اثبات وثاقة هذا الشخص، یمکن ان یستدل ب الدلائل المذکورة فی الذيل :
اولاً : هو من مشايخ المرحوم الصدوق رحمة الله عليه و نقل الشيخ الصدوق منه روايات عدیدة و استفاد بعد ذکر اسمه من جملة «رضي الله عنه» و هذه تدل علی انه موثوق به عنده. مع الفحص فی بعض كتب الشيخ الصدوق ، نجد انه في كتبه المختلفة کررّ هذه الجملة کم مرة :
«حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه».
هذا یدل علی ان الشیخ الصدوق کان یعتمد علی هذا الشخص و الا لم یروی عنه روایات بهذا العدد و بعد ذکر اسمه کل مرة ، لم یستفید من جملة «رضي الله عنه».
ثانياً: هو من مشايخ الإجازة و حسب رأی علماء الرجال، کل مشايخ الإجازة موثقون ؛ کما ینقل المرحوم البهبهاني عن المحقق البحراني هکذا :
«وقال المحقق البحراني: مشايخ الإجازة في أعلى درجات الوثاقة والجلالة.»
الطباطبايي، السيد مهدي بحر العلوم _المتوفی 1212ق_، الفوائد الرجالية، ص 45، تحقيق وتعليق: محمد صادق بحر العلوم، حسين بحر العلوم، ناشر: مكتبة الصادق - طهران، الطبعة الأولى: 1363 ش
العلامة الوحيد البهبهاني یقول فی علائم وثاقة و مدحه هکذا :
«(منها) كون الرجل من مشايخ الإجازة و المتعارف عدّه من أسباب الحسن، وربما يظهر من جدّي ـ رحمه اللّه ـ دلالته على الوثاقة وكذا من المصنف في ترجمة الحسن بن علي بن زياد ..»
هو بعد ذکر کلام المحقق البحراني یقول :
«وما ذكروه لا يخلو عن قرب.»
الوحيد البهبهاني، الفوائد الرجالية، ص 45
المرحوم الشهيد الثاني رضوان الله تعالي عليه یقول:
«لا يحتاج أحد من هؤلاء المشايخ المشهورين إلى تنصيص على تزكية، ولا بينة على عدالة، لما اشتهر في كل عصر، من ثقتهم وضبطهم وورعهم، زيادة على العدالة وإنما يتوقف على التزكية، غير هؤلاء من الرواة، الذين لم يشتهروا بذلك ككثير ممن سبق على هؤلاء، وهم طرق الأحاديث المدونة في الكتب غالبا.»
العاملي، زين الدين بن علي بن أحمد الجبعي العاملي، معروف به شهيد ثاني _المتوفی965ق_، الرعاية في علم الدراية، ص 192 – 193، تحقيق: عبد الحسين محمد علي بقال، ناشر: مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي - قم المقدسة، الطبعة الثانية1408
المرحوم ميرداماد ایضا یقول :
«أن مشيخة المشايخ الذين هم كالأساطين والأركان أمرهم أجل من الاحتياج إلى تزكية مزك، وتوثيق موثق. ولقد كنا أثبتنا ذلك فيما قد أسلفناه بما لا مزيد عليه.»
الأستر آبادي ميرداماد، محمد باقر الحسيني، _المتوفی 1041ق_ الرواشح السماوية، ص 261، تحقيق : غلامحسين قيصريهها ، نعمة الله الجليلي، ناشر : دار الحديث للطباعة والنشر، چاپخانه : دار الحديث، الطبعة : الأولى، سنة الطبع : 1422-1380ش
ثالثاً : کثیر من العلما حكموا بصحة روايته و وثقوه ؛ منهم المرحوم العلامة المجلسي فی كتاب «الوجيزه» عنده كلام الذی ذکره المرحوم السيد بحر العلوم هکذا :
«وفي (الوجيزة): هو من مشايخ الإجازة، وحكم الأصحاب بصحة حديثه»
الطباطبايي، السيد مهدي بحر العلوم _المتوفی 1212ق_، الفوائد الرجالية، ج 2، ص 21، تحقيق وتعليق: محمد صادق بحر العلوم، حسين بحر العلوم، ناشر: مكتبة الصادق - طهران، الطبعة الأولى: 1363 ش
و ایضا العلامة الحلي فی الفائدة الثامنة من كتاب خلاصة الأقوال، یصحح طريق الشيخ الصدوق الی عبد الرحمن بن أبي نجران و عبد الله بن أبي يعفور ؛ الحال انه فی کلا الطریقین یوجد احمد بن محمد بن يحيي العطار . هذا المطلب یبین لنا ان وثاقة هذا الشخص محرزة عند العلامة الحلي.
و ایضا المرحوم الشهيد الثاني رحمة الله عليه،یحكم بالقطع فی وثاقة هذا الشخص. هو في تمييز الرواة المشارکین فی الإسم الذین یمکن توهم انهم شخص واحد ، یقول:
«وفائدة معرفته: خشية أن يظن الشخصان، شخصا واحدا ... منهم، محمد بن يحيى العطار القمي. ومنهم، محمد بن يحيى الخزاز بالخاء المعجمة والزاء قبل الألف وبعدها. ومحمد بن يحيى بن سليمان الخثعمي الكوفي. والثلاثة ثقاة.»
العاملي، زين الدين بن علي بن أحمد الجبعي العاملي، معروف به شهيد ثاني _المتوفی965ق_، الرعاية في علم الدراية، ص 371، تحقيق: عبد الحسين محمد علي بقال، ناشر: مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي - قم المقدسة، الطبعة الثانية1408
ميرداماد الأستر آبادي یقول :
«ثم إن لمشايخنا الكبراء مشيخة يوقرون ذكرهم، ويكثرون من الرواية عنهم، والاعتناء بشأنهم، ويلتزمون إرداف تسميتهم بالرضية عنهم، أو الرحمة لهم ألبتة فأولئك أيضا ثبت فخماء، وأثبات أجلاء، ذكروا في كتب الرجال أو لم يذكروا، والحديث من جهتهم صحيح معتمد عليه، نص عليهم بالتزكية والتوثيق أو لم ينص ...وكأشياخ الصدوق ابن الصدوق عروة الإسلام أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه رضوان الله تعالى عليهما: ... وأحمد بن محمد بن يحيى العطار أحد شيوخ التلعكبري ذكره الشيخ في كتاب الرجال.»
الحسيني الأستر آبادي، ميرداماد محمد باقر، الرواشح السماوية ، ص 171 – 172 .
الشيخ البهائي ایضا یقول :
«قد يدخل في أسانيد بعض الأحاديث من ليس له ذكر في كتب الجرح والتعديل بمدح ولا قدح غير أن أعاظم علمائنا المتقدمين قدس الله أرواحهم قد اعتنوا بشأنه وأكثروا الرواية عنه وأعيان مشايخنا المتأخرين طاب ثراهم قد حكموا بصحة روايات هو في سندها والظاهر أن هذا القدر كاف في حصول الظن بعدالتهوذلك مثل ... أحمد بن محمد بن يحيى العطار فإن الصدوق يروي عنه كثيرا وهو من مشايخه والواسطة بينه وبين سعد بن عبد الله.»
البهائي العاملي، _المتوفی 1031ق_، مشرق الشمسين ، ص 276 ، ناشر : منشورات مكتبة بصيرتي – قم، طبق برنامج مكتبة اهل البيت.
مع هذا التفصيل، لم یبق شك فی وثاقة هذا الشخص.
3 . محمد بن يحيي العطار :
هو استاذ المرحوم الشيخ الكليني رضوان الله تعالي عليه الذی نقلت عن طریقه روايات عدیدة. المرحوم النجاشي یقول فیه هکذا :
«محمد بن يحيى أبو جعفر العطار القمي، شيخ أصحابنا في زمانه، ثقة، عين، كثير الحديث.»
النجاشي، رجال النجاشي، ص 353 .
و الشيخ الطوسي یقول :
«محمد بن يحيى العطار، روى عنه الكليني، قمي، كثير الرواية.»
الشيخ الطوسي، رجال الطوسي، ص 439 .
4 . محمد بن علي بن محبوب :
المرحوم النجاشي یقول فی وصفه هکذا :
«محمد بن علي بن محبوب الأشعري القمي أبو جعفر، شيخ القميين في زمانه، ثقة، عين، فقيه، صحيح المذهب.»
النجاشي، رجال النجاشي، ص 349 .
5 . محمد بن خالد الطيالسي :
کان هو من اصحاب الإمام الكاظم عليه السلام. الشيخ الطوسي رحمة الله عليه یقول:
«محمد بن خالد الطيالسي، روى عنه علي بن الحسن بن فضال وسعد ابن عبد الله.»
الشيخ الطوسي، رجال الطوسي، ص 438
فی موضع آخر یقول :
«محمد بن خالد الطيالسي، يكنى أبا عبد الله، روى عنه حميد أصولا كثيرة.»
الشيخ الطوسي، رجال الطوسي، ص 441 .
فی العبارات السالفة ، الشيخ الطوسي یصرح بأن ثلاثة من الأشخاص الموثقین و البارزین من رواة الشيعة نقلوا عنه روايات؛ علي بن الحسن بن فضال، سعد بن عبد الله الأشعري و حميد بن زياد من الرواة الموثقین .
النجاشي یقول حول علي بن الحسن بن فضال :
«علي بن الحسن بن علي بن فضال ... كان فقيه أصحابنا بالكوفة، ووجههم، وثقتهم، وعارفهم بالحديث، والمسموع قوله فيه.»
النجاشي، رجال النجاشي، ص 257
النجاشي یقول حول سعد بن عبد الله الأشعري ایضا:
«سعد بن عبد الله بن أبي خلف الأشعري القمي أبو القاسم، شيخ هذه الطائفة وفقيهها و وجهها.»
النجاشي، رجال النجاشي، ص 177
الشيخ الطوسي یقول فی حميد بن زياد :
«حميد بن زياد، من أهل نينوى، قرية إلى جانب الحائر على ساكنه السلام، ثقة، كثير التصانيف، روى الأصول أكثرها، له كتب كثيرة على عدد كتب الأصول.»
الشيخ الطوسي، الفهرست، ص 114
یثبت لنا هذا المطلب أن محمد بن خالد الطيالسي، شخص موثق و معتمد ؛ کما یصرح به المرحوم الوحيد البهبهاني فی ترجمته و یقول :
«قوله محمد بن خالد الطيالسي اه : رواية الأجلة عنه تشير إلى الاعتماد عليه ويؤيده قوله روى عنه حميد أصولا كثيرة.»
تعليقة على منهج المقال - الوحيد البهبهاني - ص 306
علاوة علی هذا ، وقع هو فی اسانید روايات كامل الزيارات الذین ل رواة هذا الكتاب مدح و توثيق عام.
نقلاً عن السید الخوئي رحمة الله عليه، أنه علي بن ابراهيم القمي، محمد بن علي بن محبوب، محمد بن يحيى المعاذي، ومعاوية بن حكيم، من الأشخاص الموثقین الذین نقلوا عنه روایات .
السيد الخوئي، معجم رجال الحديث، ج 17، ص 76
مع الدقة فی هذه النكتة تثبت لنا انه حسب رأی محدثی الشيعة معتمد.
6 . سيف بن عميرة :
درسنا وثاقته فی السند السابق .
7 . صفوان بن مهران الجمال :
کان صفوان من اعلام اصحاب الإمام الصادق عليه السلام.ذکره الشيخ الطوسي فی عداد اصحاب الإمام الصادق (ع) :
[ 3064 ] 42 - صفوان بن مهران الجمال، أبو محمد الأسدي الكاهلي، مولاهم كوفي .
الشيخ الطوسي، رجال الطوسي، ص 227
صرح النجاشي بوثاقته :
صفوان بن مهران بن المغيرة الأسدي ... ثقة.
النجاشي، رجال النجاشي، ص 198 .
صرح الشیخ النمازي الشاهرودي انه من اصحاب الإمام الكاظم عليه السلام ایضا:
صفوان بن مهران الجمال الأسدي الكاهلي: من أصحاب الصادق والكاظم صلوات الله عليهما. ثقة جليل القدر عظيم الشأن قوي الايمان بالاتفاق.
الشاهرودي، الشيخ علي النمازي _المتوفی1405ق_، مستدركات علم رجال الحديث، ج 4، ص 265، ناشر: ابن المؤلف، المطبعة: شفق – طهران، الأولى1412هـ
ذکر المرحوم الشيخ الطوسي، فی المجموع ثلاثة أسانید ل زيارة العاشوراء درسنا کل واحد منها بصورة مستقلة. فی المجموع فی الأسانید الثلاثة، فی کل طبقة یوجد اکثر من شخص واحد :
الطبقة الاولی : علقمة بن محمد الخضرمي و صفوان بن مهران الجمال ؛
الطبقة الثانیة: سيف بن عميرة و صالح بن عقبة؛
الطبقة الثالثة: محمد بن اسماعيل بن بزيع، علي بن الحكم و محمد بن خالد الطيالسي.
حتي و ان لم تثبت وثاقة علقمة فی الطبقة الأولی ، مع وجود صفوان فی هذه الطبقة، یصح سند هذه الرواية. و فی الطبقة الثانیة لو لم تثبت وثاقة صالح بن عقبة ، تنجبر مع وجود سيف بن عميرة، و کذلک فی الطبقة الثالثة حتي علی فرض أن محمد بن خالد یکون مجهولا ، مع وجود محمد بن اسماعيل بن بزيع و علي بن الحكم یکون سند الرواية صحيح و لیس فیه أی مشكلة .
المرحوم ابن قولويه فی كتاب «كامل الزيارات» ایضا یقول فی ثواب زيارة العاشوراء :
«حَدَّثَنِي حَكِيمُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ حَكِيمٍ وَ غَيْرُهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْهَمْدَانِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الطَّيَالِسِيِّ عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ وَ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ جَمِيعاً عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَضْرَمِيِّ وَ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ مَالِكٍ الْجُهَنِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ عليه السلام قَالَ مَنْ زَارَ الْحُسَيْنَ عليه السلام يَوْمَ عَاشُورَاءَ مِنَ الْمُحَرَّمِ، حَتَّى يَظَلَّ عِنْدَهُ بَاكِياً لَقِيَ اللَّهَ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِثَوَابِ أَلْفَيْ [أَلْفِ] أَلْفِ حِجَّةٍ وَ أَلْفَيْ [أَلْفِ] أَلْفِ عُمْرَةٍ وَ أَلْفَيْ أَلْفِ غَزْوَةٍ وَ ثَوَابُ كُلِّ حِجَّةٍ وَ عُمْرَةٍ وَ غَزْوَةٍ كَثَوَابِ مَنْ حَجَّ وَ اعْتَمَرَ وَ غَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلي الله عليه وآله وَ مَعَ الْأَئِمَّةِ الرَّاشِدِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ ... .»
و بعد یقول فی اصل سند الزيارة العاشوراء :
«قَالَ صَالِحُ بْنُ عُقْبَةَ الْجُهَنِيُّ وَ سَيْفُ بْنُ عَمِيرَةَ قَالَ عَلْقَمَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَضْرَمِيُّ فَقُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ إِذَا أَنَا زُرْتُهُ مِنْ قَرِيبٍ وَ دُعَاءً أَدْعُو بِهِ إِذَا لَمْ أَزُرْهُ مِنْ قَرِيبٍ وَ أَوْمَأْتُ إِلَيْهِ مِنْ بُعْدِ الْبِلَادِ وَ مِنْ سَطْحِ دَارِي بِالسَّلَامِ قَالَ فَقَالَ يَا عَلْقَمَةُ إِذَا أَنْتَ صَلَّيْتَ رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ أَنْ تُومِئَ إِلَيْهِ بِالسَّلَامِ وَ قُلْتَ عِنْدَ الْإِيمَاءِ إِلَيْهِ وَ مِنْ بَعْدِ الرَّكْعَتَيْنِ هَذَا الْقَوْلَ فَإِنَّكَ إِذَا قُلْتَ ذَلِكَ فَقَدْ دَعَوْتَ بِمَا يَدْعُو بِهِ مَنْ زَارَهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَ كَتَبَ اللَّهُ لَكَ بِهَا أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةٍ وَ مَحَا عَنْكَ أَلْفَ أَلْفِ سَيِّئَةٍ وَ رَفَعَ لَكَ مِائَةَ أَلْفِ [أَلْفِ] دَرَجَةٍ وَ كُنْتَ مِمَّنِ اسْتُشْهِدَ مَعَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ حَتَّى تُشَارِكَهُمْ فِي دَرَجَاتِهِمْ وَ لَا تُعْرَفُ إِلَّا فِي الشُّهَدَاءِ الَّذِينَ اسْتُشْهِدُوا مَعَهُ وَ كَتَبَ لَكَ ثَوَابَ كُلِّ نَبِيٍّ وَ رَسُولٍ وَ زِيَارَةِ مَنْ زَارَ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ عليه السلام مُنْذُ يَوْمَ قُتِلَ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا خِيَرَةَ اللَّهِ وَ ابْنَ خِيَرَتِهِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ ابْنَ سَيِّدِ الْوَصِيِّينَ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ فَاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِين ... .»
القمي، أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه _المتوفى367ق_، كامل الزيارات، ص 325 – 328، تحقيق: الشيخ جواد القيومي، لجنة التحقيق، ناشر: مؤسسة نشر الفقاهة، الطبعة: الأولى1417هـ
فی الحقيقة نقلت الرواية بثلاثة اسانید :
الف : حكيم بن داود بن حكيم وغيره، عن محمد بن موسى الهمداني، عن محمد بن خالد الطيالسي ، عن سيف بن عميرة عن علقمة بن محمد الحضرمي.
ب : حكيم بن داود بن حكيم وغيره، عن محمد بن موسى الهمداني، عن محمد بن خالد الطيالسي، عن صالح بن عقبة، عن علقمة بن محمد الحضرمي .
ج : محمد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن مالك الجهني، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام).
فی السند الثالث احتمالین :
الإحتمال الأول هو أن محمد بن قولويه، نقل الزيارة العاشوراء عن كتاب محمد بن اسماعيل ؛ کما أن المرحوم الشيخ الطوسي ایضا نقل عن كتابه ففی هذه الصورة سند الرواية الی محمد بن اسماعيل و بعده صالح بن عقبة یکون صحیحا.
الإحتمال الثانی هو ان محمد بن اسماعيل عطف ایضا الی محمد بن خالد الطيالسي فیکون السند هکذا :
حكيم بن داود، محمد بن موسي الهمداني، محمد بن خالد الطيالسي، محمد بن اسماعيل بن بزيع، صالح بن عقبة، مالك الجهني.
البتة هذا الإحتمال یبعد عن النظر ؛ هذا الإحتمال أقوی لأن كتاب محمد بن اسماعيل کان معروفا آن ذاک و یحتمل بکثیر ان الشيخ الطوسي و ابن قولويه کلاهما نقلا الزیارة عن هذا الکتاب.
و حسب أن المرحوم ابن قولويه فی مقدمة كتابه یقول :
«وقد علمنا انا لا نحيط بجميع ما روي عنهم في هذا المعنى ولا في غيره، لكن ما وقع لنا من جهة الثقات من أصحابنا رحمهم الله برحمته، ولا أخرجت فيه حديثا روي عن الشذاذ من الرجال، يؤثر ذلك عنهم عن المذكورين غير المعروفين بالرواية المشهورين بالحديث والعلم.»
جعفر بن محمد بن قولويه، كامل الزيارات، ص 37 .
بناء علی هذا تمام الرواة الموجودین فی اسانيد كتاب ابن قولويه یکونوا موثقین ؛ کما یقول السید الخوئي هنا هکذا :
فإنك ترى أن هذه العبارة واضحة الدلالة على أنه لا يروي في كتابه رواية عن المعصوم إلا وقد وصلت إليه من جهة الثقات من أصحابنا رحمهم الله .
معجم رجال الحديث، السيد الخوئي، ج 1، ص 50 .
هذه العبارة، لها دلالة واضحة علی ان ابن قولويه لم یروی رواية عن المعصومين عليهم السلام ؛ الا ان تکون عن اشخاص موثقین من اصحابنا .
و الشيخ الحر العاملي ایضا بعد ما یشهد بوثاقة رواة تفسير علي بن ابراهيم ، یقول فی رواة كامل الزيارات هکذا :
«وكذلك جعفر بن محمد بن قولويه فإنه صرح بما هو أبلغ من ذلك في أول مزاره.»
الحر العاملي، محمد بن الحسن _المتوفى1104ق_، تفصيل وسائل الشيعة إلي تحصيل مسائل الشريعة، ج 30 ، ص 202، تحقيق و نشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث، الطبعة: الثانية، 1414هـ.
زيارة العاشوراء لم تواجه أی مشکلة حسب السند و علاوة علی هذا، زيارة العاشوراء من جملة الزيارات التی أکدوا علی قرائتها تمام علماء الشيعة من دون استثناء عبر التاريخ و هم ایضا کانوا یلتزموا بقرائتها. و الرواية التی هی مقبولة عند علماء الشيعة من قديم الأيام الی الآن ، لم تحتاج الی دراسة فی السند ؛ و لو اننا اثبتنا انها حسب السند ایضا لم تواجه أی مشکلة.
و من الله التوفیق