السائلة: مريم سنگي
توضيح السؤال
بعض مواقع اهل السنة و اضاعات الوهابية تنقل عن اميرالمؤمنین عليه السلام ان الامام علیه السلام یعتبر النساء «ناقصات العقل و ناقصات الايمان». نرجوا منکم توضیح كلام الامام اميرالمؤمنین علیه السلام و تفضلوا بأنه هل من الواقع حسب رأیه الشریف، ان فی النساء هذا النقص أو مقصود الإمام علیه السلام ذکر شئ آخر؟
الجواب الاجمالي
اولا: اميرالمؤمنین عليه السلام لم یقصد فی هذه الخطبة الاهانة الی شخصية النساء؛ بل ذکر الاختلاف مع الرجال فی اداء الواجبات، المیراث و الشهادة فی المحکمة.
ثانيا: مصادر اهل السنة تنقل هذه المطالب عن رسول الله صلي الله عليه و آله ایضا التی تنطبق مع کلمات امير المؤمنین ع.
ثالثا: الروايات الصحيحة عند اهل السنة، تعتبر وجود المرأة من الشرور و انها فی صف الکلب الاسود، الحمار، اليهودي و المجوسي و مرور المرأة من أمام المصلی یوجب بطلان صلاته.
قبل ذکر الجواب التفصيلي من اللازم ان نذکر نص الخطبة و نشیر الی تاريخها و موضوعها.
النكتة الاولی: نص الخطبة
اميرالمؤمنین عليه السلام فی خطبة80 من نهج البلاغة یذکر کلمات فی المرأة هذا نص کلماته:
مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنَّ النِّسَاءَ نَوَاقِصُ الْإِيمَانِ. نَوَاقِصُ الْحُظُوظِ .نَوَاقِصُ الْعُقُولِ.
فَأَمَّا نُقْصَانُ إِيمَانِهِنَّ فَقُعُودُهُنَّ عَنِ الصَّلَاةِ وَ الصِّيَامِ فِي أَيَّامِ حَيْضِهِنَّ.
وَأَمَّا نُقْصَانُ عُقُولِهِنَّ فَشَهَادَةُ امْرَأَتَيْنِ كَشَهَادَةِ الرَّجُلِ الْوَاحِدِ.
وَأَمَّا نُقْصَانُ حُظُوظِهِنَّ فَمَوَارِيثُهُنَّ عَلَي الْأَنْصَافِ مِنْ مَوَارِيثِ الرِّجَالِ.
فَاتَّقُوا شِرَارَ النِّسَاءِ وَ كُونُوا مِنْ خِيَارِهِنَّ عَلَي حَذَرٍ.
وَلَا تُطِيعُوهُنَّ فِي الْمَعْرُوفِ حَتَّي لَا يَطْمَعْنَ فِي الْمُنْكَرِ.
نهج البلاغة، الخطبة 80
عند رؤیة هذا الکلام المذکور آنفا و ما یشابهه الذی جاء فی قالب خطبة أو کتاب (حسب الاشارات التي اشار الیها بعض شراح نهج البلاغة) و کذلک بعض الكلمات القصیرة التی نقلت عن امير المؤمنین عليه السلام فی نهج البلاغة و بقیة الكتب الحدیثية و التاريخية تنتقل فورا هذا السؤال أو الشبهة الی الذهن انه هل فیه جسارة او اهانة الی شخصية و المقام الانساني للمرأة ؟ و من الاساس لماذا یعرف المرأة انها موجود «ناقص العقل»؟
مع ان الشيعة و اتباع اهل البيت عليهم السلام لم یعرفوا المعني الحقیقیة لمثل هذه الکلمات و بالتاکید لم تکن هذه الشبهات فی أذهانهم؛ لکن اعداء اهل البيت لاسیما اضاعات الوهابية یستخدمون کل یوم هذه الخطبة کذریعة و یناورون علیها دائما.
و سبب مناورتهم على مثل هذه الكلمات التي لها معاني واضحة أنهم يريدون إظهار ان أمير المؤمنين (عليه السلام) مخالف للنساء اللواتي يشكلن نصف المجتمع البشري، و نتيجة ذلك إخراج محبة ذلك الإمام و ولايته من نفوس هذه الجماعة.
النكتة الثانیة: تاريخ ايراد الخطبة
بيان النواقص و التوبیخات العامة عن امير المؤمنین من جماعة و مجتمع النساء کان بعد الحادث الدموی و المتعب فی حرب جمل الذی فیه الشخصیات البارزة من اصحاب رسول الله صلي الله عليه و آله کطلحة و الزبير بعد العهد و البيعة مع الامام علي عليه السلام و عدم الوصول الی امنیاتهم الدنيوية بمرافقتهم زوجة الرسول ص يعني عائشة و بشعار اخذ ثأر عثمان قتلوا عدد کبیر من المسلمین.
من اللازم ذکر هذه النكتة المهمة ان حركة عائشة فی مواجهة طلحة و الزبير فی اقامة غائلة جمل لم تتم فی مصلحة الجوامع الاسلامية، و قد تجاهل طلحة و الزبير نصيحة الرسول بشأن زوجات الرسول ص،و لا ینبغی لعائشة ان تنخدع بخدعة هؤلاء الذین خالفا العهد و لابد ان عائشة بدورها تقوم بحراسة الدین فی اطار وظائفها الالهية.
بعض الناس يريدون أن ينكروا صحة إسناد هذا القول لأمير المؤمنين، و آخرون يبررون و يفسرون أقواله، و آخرون يعبرون عن تلك الكلمات و المصطلحات بنفس المعنى الذي لدينا حالياً.
مؤلف خطب و كتب و كلمات أمير المؤمنين علي (ع) المرحوم السيد الرضي رحمه الله يكتب قبل ذكر كلمات الإمام هكذا:
و من خطبة له عليه السلام بعد حرب الجمل في ذم النساء
نهج البلاغة ، خطب الإمام علي (ع)، ج 1، ص 129
سبط ابن الجوزي ايضا يقول: ذكر علماء السير : ان عليا ( ع ) لما فرغ من الجمل صعد منبر البصرة فخطب الناس...
(تذكرة الخواص: 79)
و في تاريخ و زمان ايراد هذه الكلمات قيل انها كانت في شهر جمادي الثاني سنة 36 من الهجرة.
لكن في مصادر التاريخية و الحديثية، ورد ان هذه الخطبة هي جزء من رسالة مفصلة كتبها امير المؤمنين عليه السلام بعد سقوط مصر بيد عمرو بن العاص و استشهاد محمد بن أبي بكر، بناء علي هذا تاريخ تأليف هذا الكتاب أو ايراد هذه الخطبة بعد شهر صفر سنة 38.
النكتة الثالثة: موضوع الخطبة
هذه الخطبة من معدود كلمات الإمام التي وقعت مقام النقد و التحليل من زوايا مختلفة، قال البعض:
رؤية الامام بالنسبة الي شخصية المرأة متأثرة من واقعة جمل، لأن عائشة سببت حربا دمويا بهدف المخالفة مع حكومة و خلافة علي عليه السلام؛ لهذا امير المؤمنين عليه السلام استهدف كل مجتمع النساء.
لابد في الجواب عن هذا التفسير نقول:
اولا:لم تكن مخالفة عائشة أقل من عصيان طلحة و الزبير. بل كانا هؤلاء هما اللذان حرضاها على طلب دم عثمان و أتيا بها إلى ساحة المعركة، و كذلك اخذ الموقف من عائشة في مقابل علي عليه السلام لم يكن اثقل من مخالفة و اخلال معاوية و عمرو بن العاص و الخوارج بناء علی هذا لو قيل ان حديث علي عليه السلام كان بسبب وجود عائشة في ساحة المعركة، فلابد أن يتكلم بالتساوي في مذمة الرجال.
ثانيا: يعبر الإنسان دائمًا عن مشاعره الشرسة و الانتقامية تجاه من يرى الطرف الآخر في موقع متفوق و موقع منتصر، و لا تظهر هذه المشاعر لشخص في حالة ضعف و فشل.
ثالثا: السياسة الانسانية و الاسلامية تقتضي اننا لم نسري خطأ شخص واحد الي العموم، و هل نتمكن ان ننسب هذا الي شخص مثل امير المؤمنين عليه السلام الذي هو باب مدينة علم الرسول ص ؟
رابعا: و لو ان ايراد هذه الخطبة عن امير المؤمنين عليه السلام كانت في عائشة و شركتها في حرب جمل في حال شنع عليها، لكن مخاطبه كل النساء و ايرادها كان لأبد التاريخ حتي يبين الاختلاف الاساسي بين النساء و الرجال.
النكتة الثالثة: الاختلاف أو النقصان
استعمال كلمات و تعابير مثل «النقص» و ما شابهها و مترادفها، لعل لبعض الاذهان توجب الايهام و الخطا في فهم المراد و لهذا استعمال كلمة الاختلاف، يقلل من اثر السلبي لهذه الرؤية، و من الاحسن ان نقول هو تغيير في الكلمة فقط.
لكن حقيقة الامر هو ان وجود هذه الاختلافات مما لا يمكن انكاره؛ لأن الاختلاف الجسمي و الروحي للنساء هو كالاختلاف الذي يوجد في اعضاء جسم الانسان؛ يعني كل عضو لديه وظيفة و مسئولية خاصة؛ لكن في نفس الحال يرتبط بعضها مع بعض، في المثال عين الانسان عضو حساس و ظريف و لطيف وظيفتها اخبار الانسان من اطرافه و العالم الخارجي؛ لكن عضو آخر مثل رجل الانسان، عضو قوي لا يعمل عمل العين و لا يعد هذا أي نقص لها، فالاختلاف لا يمكن ان يكون دليلا علي النقص.
بناء علي هذا اميرالمؤمنين عليه السلام يبين هذه الاختلافات في محاور ثلاث مع ذكر فلسفتها و عللها.
الجواب الحلي
لتبيين الجواب الحلي لابد ان نقول ان هذه الخطبة تقسم علی كم محور رئيسي التي يجب شرحها بشكل منفصل و الإجابة عليها.
المحور الاول للخطبة: النقصان أو الاختلاف في الايمان
الاسلام بصراحة كاملة و حاسمة يعتبر هوية الانسان واحدة بين النساء و الرجال.
النصوص القطعية للقرآن تبين وحدة هوية الانسان من النساء و الرجال فلم تقبل الخدشة و الترديد. من جملة النصوص المبينة لهذه الوحدة هي الآيات المذكورة في الذيل:
الآیة الاولي: التساوي في الخلفة:
يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثي وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ. (سورة الحجرات، الآية 13)
الآية الثانية؛ التساوي في الجزاء علي اساس العمل:
فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثي . (آل عمران: 195)
الآية الثالثة؛ تساوي النساء و الرجال في نيل المكارم و الصفات العالية الانسانية:
إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَ الْمُسْلِماتِ وَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ وَ الْقانِتِينَ وَ الْقانِتاتِ وَ الصَّادِقِينَ وَ الصَّادِقاتِ وَ الصَّابِرِينَ وَ الصَّابِراتِ وَ الْخاشِعِينَ وَ الْخاشِعاتِ وَ الْمُتَصَدِّقِينَ وَ الْمُتَصَدِّقاتِ وَ الصَّائِمِينَ وَ الصَّائِماتِ وَ الْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَ الْحافِظاتِ وَ الذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَ الذَّاكِراتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَ أَجْراً عَظِيماً. (احزاب: 35)
مع وجود الآيات الثلاثة المذكورة و آيات اخر التي بصراحة و من دون اقل ابهام، تعتبر النساء و الرجال من حيث الشخصية و العناصر و الاوصاف العالية و القيم واحدة. الاهانة و التحقير للمرأة أو اسناد الاهانة و التحقير للمرأة الي الاسلام ناشئ من عدم الاطلاع من مفاد الآيات العديدة المذكورة في القرآن الكريم. هذا هو البعد الانساني و الهوية الشخصية للمرأة حسب رؤية الاسلام.
بناء علي هذا المقصود من فقرة «نواقص الايمان» في كلام الإمام، الاختلاف في الايمان لم يكن بمعني الايمان و الاعتقاد بالله و النبي و بقية الاصول و الفروع الاعتقادية؛ لأن الايمان في النساء و الرجال واحد و لا يمكن تعيين نسبتها الا لله تعالي؛ بل الايمان الذي اشار اليه اميرالمؤمنين، الانتفاع من العمل و العبادات و قلة نصيب المرأة بشكل قهري في ايام عادتها النسائية.
ببيان آخر، المرأة في ايام عادتها تترك الصلاة و الصيام. و ليس معناها ان المرأة في ايام عادتها فاسقة و ليست عادلة، كاذبة و ليست صادقة، و ليس ان شخصيتها الاعتقادية قد اختلت، بل من اجل الاثر النفسي الخاص الذي تواجهه[و اطباء النفس يطرحون هذا الوضع النفساني للمرأة بشكل مفصل] من اجل لزوم تخلص نفس المرأة من الالتفات بالدقة، الذي يحصل لها حال الصلاة و لزوم تخلص جهاز الهضم و المعدة للأكل و الشرب الذي لها اهمية خاصة في ايام عادتها، فيرفع عن المرأة التكليف بالصلاة و الصيام.
في عين الحال ارتباط المرأة بالله محفوظ و دائمي عن طريق الذكر في الصلاة من دون ان تحس بضغط عن تكليف معين، و هي تستطيع ان تكون في اوقات الصلاة في حال ذكر الله و الصوم الذي تتركه في ايام عادتها، تقوم بقضاءه في غير تلك الايام.
التفتوا الي توضيح ذكره الامام حين الخطبة:
فَأَمَّا نُقْصَانُ إِيمَانِهِنَّ فَقُعُودُهُنَّ عَنِ الصَّلَاةِ وَ الصِّيَامِ فِي أَيَّامِ حَيْضِهِنَّ.
النتيجة: يتبين من هذا البحث و التحقيق ان المقصود من نقص ايمان المرأة، لم يكن نقص رابطة المرأة مع الله، بل المقصود حالة استثنائي موقتة لتخلص المرأة حسب حالة تعرض علي جسمها توافق في اغلب الاحيان تقلب في النفس، من ضغط تكليف معين و مقرر.
المحور الثاني: الاختلاف او النقصان في الارث
عبارة: «نواقص الحظوظ» في كلمات الامام ناظرة الي الاختلاف الثالث بين النساء و الرجال في سهم الارث الذي اخذ من هذه الآية الشريفة:
يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ؛ (النساء/ 17)
او ذكر في آية اخري هكذا:
فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْ ءٍ عَليمٌ (النساء/176)
و اميرالمؤمنين عليه السلام في تفصيل المطلب يقول:
وَأَمَّا نُقْصَانُ حُظُوظِهِنَّ فَمَوَارِيثُهُنَّ عَلَي الْأَنْصَافِ مِنْ مَوَارِيثِ الرِّجَالِ.
البتة هذا القانون لم يكن بشكل كلي في جمبع مسائل الارث من جملتها:
1. لو كان وارث الميت امه و ابيه و له ابن واحد فقط، يقسم المال علي ستة اسهم، اربعة اسهم للابن و لكل من الوالدين سهم واحد؛
2. لو كان للميت كم اخ و اخت امي، يقسم المال بشكل مساوي بينهم؛
3. سهم الارث لابناء الاخ و الاخت من الام يقسم بين النساء و الرجال بشكل مساوي؛
4. لو كان وارث الميت منحصر بجده و جدته من امه، يقسم المال بينهما بشكل مساوي؛
5. لو كان وارث الميت خاله و خالته و هما من الاب و الام أو من الاب، او الأم فيقسم المال بشكل مساوي بينهم. و في الموارد الذي يرث الرجل ضعف المرأة، من اجل انه من المتداول تتعهد النساء ادارة شئون الاسرة فيتعذرن من الشركة الدائمية في المسائل الاقتصادية في المجتمع و الاشتغال بانواع المختلفة من المسائل، لهذا تهيئة وسائل معيشتهن واجب علي الرجال، من جانب آخر الرجال كانوا في معرض التقلبات الاقتصادية من حيث النفع و الضرر اكثر فاكثر، في صورة ان صنف النساء ليس كالرجال في معرض الضرر و خسائر الاقتصادية و هي ما زال مؤمّنة من حيث المعاش. اضافة الي ان المهر الذي تاخذه المرأة من الزوج بمقدار عادل، يمكن ان يكون نوع من جبران سهم الارث لها.
المحور الثالث: النقصان او الاختلاف في العقل
المحور الثالث كلام اميرالمؤمنين عليه السلام في (نواقص العقول). في توضيح هذه الجملة نقول:
اولا: كما ذكرنا فيما بحثنا عنه سالفا: ان المقصود من النقص، لا يعني قلة قدرها؛ بل عدم تساوي شهادة الرجل و المرأة الذي قاله امير المؤمنين عليه السلام، بالنظر الي تحديد الطبيعي في ارتباطات المرأة مع الحوادث و الاحداث العديدة المختلفة التي يتوغل فيها الرجل و يتمكن من الدقة و دراسة العوامل و مختصاتها و نتائجها اكثر من المرأة و استطلاع الرجل و نفوذ فكرته في جذور الحوادث امر طبيعي فينتج ان يقع الرجل في امواج مختلفة و يسبب الاضطرابات العديدة في الحياة.
لهذا لو فرضنا رجلا متبعد من ان يقع في امواج و خطوط متعرجة لما يحدث في الحياة و هذه العزلة في الارتباطات العادية تحدده في عالم الواقع و الحياة، فمن دون شك شهادته في امور هو منعزل عنها في اغلب الاحيان، تواجه الاشكال.
من اجل هذا شهادة المرأة في موارد عديدة حتي من غير تعدد، تساوي شهادة الرجال و تلك الموارد عبارة عن المواضيع التي تعرف بشهادة و افادة و اعتراف النساء.
كشهادة المرأة بانها في ايام عادتها أو في ايام طهرها و ان الطفل الذي في بطنها من أي رجل و غير ذلك.
مع الالتفات الي التوضيح المذكور يكون كلام امير المؤمنين عليه السلام هكذا:
وَ أَمَّا نُقْصَانُ عُقُولِهِنَّ فَشَهَادَةُ امْرَأَتَيْنِ كَشَهَادَةِ الرَّجُلِ الْوَاحِدِ.
النکتة التي يرجوا الانتباه اليها هي من حيث ان المرأة هی الحارثة الطبيعية و الاولية للحياة، الله تعالي جعل عواطفها و احاسيسها اكثر فاكثر أقوي و أنوع من الرجل، لأنه:
اولا: اکبر مسئولية فی عاتق المرأة تهیئة المحيط الصالح للحیاة و توطئة الجو المناسب و الملتئم من اجل تربية الاجیال الآتیة التی تطلب ظرافة تختص بها و الرجال لیس لهم نصیب من هکذا ظرافة الا القلیل.
ثانيا: النشاط النفسی هو الحرف الاول فی سلامة النفس و بتبعها الجسم الذی یاخذ الرجل هذا النشاط من جو البیت و فی استمرار محنته و حیاته یستعین به.
ثالثا: ان سياسة الحصول علی الزوج التی فی النهاية هی تملیك الزوج بید الزوجة من المسائل الحساسة التی یتمکن لها الروح اللطيف و الحساس.
النتيجة الكلية :
النتيجة الكلية من المباحث المذکورة سالفا هی ان هدف امير المؤمنین عليه السلام لیس تبيین اختلاف شخصية المرأة و الرجل بل اشارة الی مختصات البنیة الفوقیة لحیاتهما.
بعبارة اخری: اشارة الی الاختلافات التی عند المرأة فی اداء العبادت، الشهادة فی المحکمة، و سهم الارث فی بعض الموارد التی هذه الاختلافات لها جذور فی القرآن الكريم ایضا.
الاجوبة النقضية
الجواب الاول: رسول الله (ص) یعتبر النساء ناقصات العقل و الدين
عندما اهل السنة و اضاعات الوهابية اقاموا هذا الکلام عن اميرالمؤمنین عليه السلام فی مقابل حقوق النساء و یتکلمون ضد الشيعة و اهل البيت، فی أصح الكتب عندهم يعني الصحيح البخاري ایضا قاله رسول الله صلي الله عليه و آله قبل امير المؤمنین عليه السلام فیعتبر النساء «ناقصات العقل و الدين».
البخاري فی كتاب صحيحه ینقل هذا الحديث عن رسول الله صلي الله عليه و آله هکذا:
حدثنا سَعِيدُ بن أبي مَرْيَمَ قال أخبرنا محمد بن جَعْفَرٍ قال أخبرني زَيْدٌ هو بن أَسْلَمَ عن عِيَاضِ بن عبد اللَّهِ عن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قال خَرَجَ رسول اللَّهِ صلي الله عليه وسلم في أَضْحَي أو فِطْرٍ إلي الْمُصَلَّي فَمَرَّ علي النِّسَاءِ فقال يا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ فَإِنِّي أُرِيتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ فَقُلْنَ وَبِمَ يا رَسُولَ اللَّهِ قال تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ ما رأيت من نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ من إِحْدَاكُنَّ قُلْنَ وما نُقْصَانُ دِينِنَا وَعَقْلِنَا يا رَسُولَ اللَّهِ قال أَلَيْسَ شَهَادَةُ الْمَرْأَةِ مِثْلَ نِصْفِ شَهَادَةِ الرَّجُلِ قُلْنَ بَلَي قال فَذَلِكِ من نُقْصَانِ عَقْلِهَا أَلَيْسَ إذا حَاضَتْ لم تُصَلِّ ولم تَصُمْ قُلْنَ بَلَي قال فَذَلِكِ من نُقْصَانِ دِينِهَا
صحيح البخاري ،ج 1، ص 116، ح298، كتاب الحيض، بَاب تَرْكِ الْحَائِضِ الصَّوْمَ
کما نری فی هذه الرواية رسول الله صلي الله عليه وآله فسر نقصان الدين و العقل عند النساء و بینه.
فی الخطبة المذکورة ایضا امير المؤمنین یبین مقصوده کتبیین رسول الله صلي الله عليه و آله.
سؤالنا من الوهابية و الذین اثاروا الشبهات لماذا اهملوا هذه التوضيحات ثم تصددوا القاء الشبهات و اجتزعوا كلام الامام، فی المواقع و الاضاعات؟
الجواب الثانی: الاهانة الی النساء فی روايات اهل السنة (باسانید معتبرة)
مع الالتفات الی التوضيحات التي ذکرناها فی هذه الخطبة و کلمات رسول الله صلي الله عليه وآله، یتبین ان رسول الله و ایضا اميرالمؤمنین لم یهن شخصية النساء؛ بل بین الاختلافات التی جذورها فی القرآن الکريم.
لکن فی مصادر اهل السنة توجد روايات هی فی الحقيقة تعد وهنا الی شخصية النساء نتخجل من بيانها و نقلها. لکن الهدف من ذكرها الجواب عن الشبهات التي تعتبر هذا الکلام عن اميرالمؤمنین وهنا الی نساء امة الاسلام؛ فلیعلموا ان الروايات المذکورة فی الذيل هی وهن و لیس ما استدلوا به.
لاَ يَقْطَعُ صَلاَةَ الْمُسْلِمِ شيء إِلاَّ الْحِمَارُ وَالْكَافِرُ وَالْكَلْبُ وَالْمَرْأَةُ
اهل السنة نقلوا هذه الرواية انه قال رسول الله ص: لاَ يَقْطَعُ صَلاَةَ الْمُسْلِمِ شيء إِلاَّ الْحِمَارُ وَالْكَافِرُ وَالْكَلْبُ وَالْمَرْأَةُ. هذه الرواية نقلت عن عدة طرق عن رسول الله صلي الله عليه وآله:
1. عن طريق عائشة:
24590 حدثنا عبد اللَّهِ حدثني أبي قال ثنا أبو الْمُغِيرَةِ قال ثنا صَفْوَانُ قال ثنا رَاشِدُ بن سَعْدٍ عن عَائِشَةَ زَوْجِ النبي صلي الله عليه وسلم قالت قال رسول اللَّهِ صلي الله عليه وسلم لاَ يَقْطَعُ صَلاَةَ الْمُسْلِمِ شيء إِلاَّ الْحِمَارُ وَالْكَافِرُ وَالْكَلْبُ وَالْمَرْأَةُ فقالت عَائِشَةُ يا رَسُولَ اللَّهِ لقد قُرِنَّا بِدَوَابِّ سُوءٍ
مسند أحمد بن حنبل، ج 6، ص 84
ابو بكر الهيثمي یصرح فی رجال هذه الرواية ان الرجال فی سندها موثقون:
عن عائشة زوج النبي صلي الله عليه وسلم قالت قال رسول الله صلي الله عليه وسلم لا يقطع صلاة المسلم شيء إلا الجماد والكافر والكلب والمرأة فقالت عائشة يا رسول الله صلي الله عليه وسلم لقد قرنا بدواب سوء رواه أحمد ورجاله موثقون.
مجمع الزوائد، ج 2، ص 60
2. عن طريق ابی ذر الغفاري:
هذه الرواية منقولة فی صحيح مسلم هکذا:
حدثنا أبو بَكْرِ بن أبي شَيْبَةَ حدثنا إسماعيل بن عُلَيَّةَ ح قال وحدثني زُهَيْرُ بن حَرْبٍ حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن يُونُسَ عن حُمَيْدِ بن هِلَالٍ عن عبد اللَّهِ بن الصَّامِتِ عن أبي ذَرٍّ قال قال رسول اللَّهِ صلي الله عليه وسلم إذا قام أحدكم يُصَلِّي فإنه يَسْتُرُهُ إذا كان بين يَدَيْهِ مِثْلُ آخِرَةِ الرَّحْلِ فإذا لم يَكُنْ بين يَدَيْهِ مِثْلُ آخِرَةِ الرَّحْلِ فإنه يَقْطَعُ صَلَاتَهُ الْحِمَارُ وَالْمَرْأَةُ وَالْكَلْبُ الْأَسْوَدُ قلت يا أَبَا ذَرٍّ ما بَالُ الْكَلْبِ الْأَسْوَدِ من الْكَلْبِ الْأَحْمَرِ من الْكَلْبِ الْأَصْفَرِ قال يا بن أَخِي سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم كما سَأَلْتَنِي فقال الْكَلْبُ الْأَسْوَدُ شَيْطَانٌ
النيسابوري القشيري، ابوالحسين مسلم بن الحجاج (المتوفي261هـ)، صحيح مسلم، ج1، ص365، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، ناشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت.
3. عن طريق عبد الله بن مغفل:
ابن ماجه القزويني و احمد بن حنبل نقلا هذه الرواية عن عبد الله بن مغفل عن رسول الله صلي الله عليه وآله هکذا:
حدثنا جَمِيلُ بن الْحَسَنِ ثنا عبد الأعلي ثنا سَعِيدٌ عن قَتَادَةَ عن الْحَسَنِ عن عبد اللَّهِ بن مُغَفَّلٍ عن النبي صلي الله عليه وسلم قال يَقْطَعُ الصَّلَاةَ الْمَرْأَةُ وَالْكَلْبُ وَالْحِمَارُ
القزويني، ابوعبدالله محمد بن يزيد (المتوفي275هـ)، سنن ابن ماجه، ج1، ص306، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، ناشر: دار الفكر - بيروت.
الشيباني، ابوعبد الله أحمد بن حنبل (المتوفي241هـ)، مسند أحمد بن حنبل، ج5، ص57، ناشر: مؤسسة قرطبة - مصر.
4. عن طريق ابن عباس: (يَقْطَعُ صَلَاتَهُ الْكَلْبُ وَالْحِمَارُ وَالْخِنْزِيرُ وَالْيَهُودِيُّ وَالْمَجُوسِيُّ وَالْمَرْأَةُ)
ابو داود السجستاني ایضا ینقل فی سننه هکذا:
حدثنا محمد بن إسماعيل الْبَصْرِيُّ ثنا مُعَاذٌ ثنا هِشَامٌ عن يحيي عن عِكْرِمَةَ عن بن عَبَّاسٍ قال أَحْسَبُهُ عن رسول اللَّهِ صلي الله عليه وسلم قال إذا صلي أحدكم إلي غَيْرِ سُتْرَةٍ فإنه يَقْطَعُ صَلَاتَهُ الْكَلْبُ وَالْحِمَارُ وَالْخِنْزِيرُ وَالْيَهُودِيُّ وَالْمَجُوسِيُّ وَالْمَرْأَةُ وَيُجْزِئُ عنه إذا مَرُّوا بين يَدَيْهِ علي قَذْفَةٍ بِحَجَرٍ .
السجستاني الأزدي، ابوداود سليمان بن الأشعث (المتوفي 275هـ)، سنن أبي داود، سنن أبي داود ، ج1، ص187، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، ناشر: دار الفكر.
ابن رجب البغدادي ، زين الدين أبي الفرج عبد الرحمن ابن شهاب الدين (المتوفي795هـ) ، فتح الباري في شرح صحيح البخاري ، ج2، ص703، تحقيق : أبو معاذ طارق بن عوض الله بن محمد ، ناشر : دار ابن الجوزي - السعودية / الدمام ، الطبعة : الثانية ، 1422هـ .
روايات اخری ذکرت فی مصادر اهل السنة ایضا تعتبر وجود النساء من الشرور و انهن شياطین، حبل الشيطان و حتي عمر بن الخطاب و الشافعي رئيس مذهب الشوافع یعرف النساء بانهن من الشياطین.
هذه الروايات یمکن مراجعتها عبر العنوان المذکور فی الذیل:
http://www.valiasr-aj.com/persian/shownews.php?idnews=5072
الحال سؤالنا من اهل السنة هو انه لو کان ذکر الاختلافات الذی یؤیدهن القرآن، وهنا الی جماعة النساء، فما جوابکم عن الروايات المذکورة فی أصح المصادر عندکم الذی تعتبر النساء بانها تساوي الحيوانات النجسة کالکلب الاسود أو الحمار و اليهودی و المجوسی؟
هل شأن المرأة یقل حتی تکون فی عداد هذه الحيوانات و اعداء الاسلام کاليهودي و المجوسي، فتبطل الصلاة؟
و من الله التوفیق
فریق الاجابة عن الشبهات
مؤسسة الإمام ولي العصر (عج)للدراسات العلمیة