فهرس المطالب
مقدمة
طرح الشبهة
نقد و دراسة
روايات اهل السنة
الرواية الاولی
الرواية الثانیة
الرواية الثالثة
الرواية الرابعة
الرواية الخامسة
الرواية السادسة
دراسة سند الرواية الأولی
اعتراف علماء السنة و الوهابية فی قلع باب خيبر بید الإمام علي عليه السلام
روايات الشيعة
الرواية الأولی
الرواية الثانیة
الرواية الثالثة
الرواية الرابعة
الرواية الخامسة
الروایة السادسة
الرواية السابعة
الرواية الثامنة
الرواية التاسعة
الرواية العاشرة
الرواية الحادیة عشرة
الرواية الثانیة عشرة
الروایة الثالثة عشرة
ما هو وزن و مقیاس باب خيبر؟
کیف یمکن قلع باب خيبر بقدرة بشرية؟
النکت الاخیرة
مقدمة
من فضائل اميرالمؤمنین عليه السلام التی لا نظیر لها و لم یشارکه فیه احد، قضية قلع باب قلعة خيبر بید الإمام علیه السلام.
تتجلى أهمية هذه الفضيلة في الحقيقة عندما نعلم أن جيش الإسلام توقف وراء بوابة هذه القلعة لعدة أيام و اندفع القادة المسلمون الواحد تلو الآخر لاحتلال هذه القلعة. لكنهم هُزموا و عجزوا و عادوا إلى المعسكر من غیر فوز.
ومن هؤلاء القائدين أبو بكر و عمر، و قد سلمهما رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم الراية لغزو القلعة و إسعاد معسكر الإسلام. لكن كلاهما لم يصلا إلى بوابة القلعة الا و ردّ مهزوما و بفرارهما زاد من إحباط و هزيمة المسلمين.
الحاكم النيسابوري فی المستدرك یقول فی فرار ابی بكر هکذا:
4338 أَخْبَرَنَا أَبُو قُتَيْبَةَ سَالِمُ بْنُ الْفَصْلِ الآدَمِيُّ بِمَكَّةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَي، عَنِ الْحَكَمِ، وَعِيسَي، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي لَيْلَي، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّهُ قَالَ: يَا أَبَا لَيْلَي أَمَا كُنْتَ مَعَنَا بِخَيْبَرَ؟ قَالَ: بَلَي وَاللَّهِ كُنْتُ مَعَكُمْ، قَالَ: فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ أَبَا بَكْرٍ إِلَي خَيْبَرَ، فَسَارَ بِالنَّاسِ وَانْهَزَمَ حَتَّي رَجَعَ ".
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
المستدرك علي الصحيحين ج3، ص39
شمس الدين الذهبي ایضا فی تلخيص المستدرك یقول ان سند هذه الرواية صحيح.
و یقول فی فرار عمر هکذا:
أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ بِمَرْوَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَي، ثنا نُعَيْمُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي مُوسَي الْحَنَفِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: " سَارَ النَّبِيُّ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ إِلَي خَيْبَرَ، فَلَمَّا أَتَاهَا بَعَثَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَي عَنْهُ، وَبَعَثَ مَعَهُ النَّاسَ إِلَي مَدِينَتِهِمْ أَوْ قَصْرِهِمْ، فَقَاتَلُوهُمْ فَلَمْ يَلْبَثُوا أَنْ هَزَمُوا عُمَرَ وَأَصْحَابَهُ، فَجَاءُوا يُجَبِّنُونَهُ وَيُجَبِّنُهُمْ، فَسَارَ النَّبِيُّ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ " الْحَدِيثُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ بِبَغْدَادَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا يَحْيَي بْنُ يَعْلَي، ثنا مَعْقِلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ دَفَعَ الرَّايَةَ يَوْمَ خَيْبَرَ إِلَي عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَانْطَلَقَ، فَرَجَعَ يُجَبِّنُ أَصْحَابَهُ وَيُجَبِّنُونُهُ ".
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَي شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
المستدرك علي الصحيحين ج3، ص40
شمس الدين الذهبي ایضا فی کتاب تلخيص المستدرك، یؤید صحة هذین الروايتین.
فی الرواية التي نقلها محمد بن اسماعيل البخاري، قال رسول الله صلي الله عليه و آله فی اللیلة التی اعطی الرایة بید اميرالمؤمنین عليه السلام هکذا:
حدثنا قُتَيْبَةُ بن سَعِيدٍ حدثنا يَعْقُوبُ بن عبد الرحمن عن أبي حَازِمٍ قال أخبرني سَهْلُ بن سَعْدٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صلي الله عليه وآله) قال يوم خَيْبَرَ لَأُعْطِيَنَّ هذه الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا يَفْتَحُ الله علي يَدَيْهِ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ الله وَرَسُولُهُ قال فَبَاتَ الناس يَدُوكُونَ لَيْلَتَهُمْ أَيُّهُمْ يُعْطَاهَا فلما أَصْبَحَ الناس غَدَوْا علي رسول اللَّهِ (صلي الله عليه وآله) كلهم يَرْجُو أَنْ يُعْطَاهَا فقال أَيْنَ عَلِيُّ بن أبي طَالِبٍ فَقِيلَ هو يا رَسُولَ اللَّهِ يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ قال فَأَرْسَلُوا إليه فَأُتِيَ بِهِ فَبَصَقَ رسول اللَّهِ (صلي الله عليه وآله) في عَيْنَيْهِ وَدَعَا له فَبَرَأَ حتي كَأَنْ لم يَكُنْ بِهِ وَجَعٌ فَأَعْطَاهُ الرَّايَةَ فقال عَلِيٌّ يا رَسُولَ اللَّهِ أُقَاتِلُهُمْ حتي يَكُونُوا مِثْلَنَا.
صحيح البخاري ج4، ص1542، ح3973
احمد بن حنبل فی مسنده ینقل بسند صحيح هکذا:
1719 حدثنا عبد اللَّهِ حدثني أبي ثنا وَكِيعٌ عن شَرِيكٍ عن أبي إِسْحَاقَ عن هُبَيْرَةَ خَطَبَنَا الْحَسَنُ بن عَلِيٍّ رضي الله عنه فقال لقد فارقكم رَجُلٌ بِالأَمْسِ لم يَسْبِقْهُ الأَوَّلُونَ بِعَلْمٍ وَلاَ يُدْرِكُهُ الآخِرُونَ كان رسول اللَّهِ صلي الله عليه وسلم يَبْعَثُهُ بِالرَّايَةِ جِبْرِيلُ عن يَمِينِهِ وَمِيكَائِيلُ عن شِمَالِهِ لاَ يَنْصَرِفُ حتي يُفْتَحَ له.
مسند أحمد بن حنبل ج2، ص344
احمد محمد شاكر، محقق كتاب مسند احمد صحح سند هذه الرواية.
محمد ناصر الدين الالباني ایضا یذکر هذه الرواية فی كتاب سلسلة الأحاديث الصحيحة:
سلسلة الأحاديث الصحيحة، ج5، ص660، ح2496
حسب هذه الروايات اميرالمؤمنین عليه السلام هو من یحب الله و رسوله و یحبه الله و رسوله. جبرئيل و ميكائيل خدام اميرالمؤمنین عليه السلام و نصراه فی فتح خيبر.
لکن ابابكر و عمر لم یحبا الله و الرسول و لم یحبهما الله و رسوله؛ لأنه اذا کان هکذا، لافدیا بانفسهما فی طریق الاسلام و لم یرجحا الفرار علی القرار.
جبرئيل و ميكائيل ایضا یفتخران بخدمة اميرالمؤمنین عليه السلام فقط و قاما بنصرة الإمام علیه السلام؛ لکن لم ینصرا ابابكر و عمر.
طرح الشبهة
قلع باب خيبر بید الإمام علي (ع) هو أحد الأحداث الشهيرة في تاريخ صدر الإسلام التي ذكرها علماء الشيعة و السنة في كتب التاريخ و الحديث. إلا أن البعض أنكر روايات قلع باب خیبر بید الإمام علي (ع) واعتبرها غير حقيقية.
و ممن اعتبر عدم صحة طرق هذه الروايات، و رأى أن جميع روايات قلع باب قلعة خيبر بید الإمام علي (ع) خيالية و غير حقيقية، هو أبو الخير محمد بن عبد الرحمن بن محمد السخاوي استاذ القسطلاني.
السخاوي بعد نقل روايات عن ابن اسحاق، و البيهقي یقول هکذا:
قلت بل كلها واهية و لذا أنكره بعض العلماء
السخاوي، شمس الدين محمد بن عبد الرحمن (المتوفی902هـ)، المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة علي الألسنة، ج1، ص313، تحقيق: محمد عثمان الخشت، ناشر: دار الكتاب العربي - بيروت، الطبعة: الأولي، 1405 هـ - 1985م
کذلک المقریزي فی كتاب امتاع الأسماع ینسب الی بعض انهم انکروا قضیة قلع باب خيبر بید الإمام علي علیه السلام و هذه الرواية مرویة عن عوام الناس.
هو يقول:
وزعم بعضهم: أن حمل علي كرم الله وجهه الباب لا أصل له، وإنما يروونه عن رعاع الناس، وليس كذلك.
المقريزي، تقي الدين أحمد بن علي بن عبد القادر بن محمد (المتوفی845 هـ)،إمتاع الأسماع بما للنبي صلي الله عليه وسلم من الأحوال والأموال والحفدة والمتاع،ج1، ص310، تحقيق وتعليق محمد عبد الحميد النميسي، ناشر: منشورات محمد علي بيضون دار الكتب العلمية ـ بيروت، الطبعة الأولي، 1420 ه ـ 1999م.
الحلبي ایضا فی السيرة الحلبية اشار الی انكار السخاوي و بعض العلماء الذین اسمائهم غیر معروفة.
الحلبي، علي بن برهان الدين (المتوفی1044هـ)، السيرة الحلبية في سيرة الأمين المأمون، ج2، ص737، ناشر: دار المعرفة - بيروت - 1400.
ملخص الکلام ان اشخاص کالسخاوي و بعض علماء اهل السنة الذین اسمائهم غیر معروفة أنكروا قضية قلع باب خيبر بید الإمام علي عليه السلام و عرفوا الروايات المذکورة فی هذا الباب ضعيفة و واهية و کذب.
نقد و دراسة
ان المنكرين لقلع باب خيبر بید الإمام علي عليه السلام، اعتبروا کل الروايات الواردة فی هذا الباب منكرة و مزیفة و اکذوبة؛ لکن لما ندرس هذه الروايات یتبین بوضوح ان هکذا شئ لم یکن اکثر من ادعاء؛ بل هو تعصب و عداوة من قبلهم بالنسبة للامام علی عليه السلام.
روايات اهل السنة
الرواية الاولی
ابن ابي شيبة ینقل رواية عن جابر بن عبدالله هکذا:
حَدَّثَنَا مُطَّلِبُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ لَيْثٍ، قَالَ: دَخَلْت عَلَي أَبِي جَعْفَرٍ، فَذَكَرَ ذُنُوبَهُ وَمَا يَخَافُ، قَالَ: فَبَكَي ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنِي جَابِرٌ،
أَنَّ عَلِيًّا حَمَلَ الْبَابَ يَوْمَ خَيْبَرَ حَتَّي صَعِدَ الْمُسْلِمُونَ فَفَتَحُوهَا، وَ إِنَّهُ جُرِّبَ فَلَمْ يَحْمِلْهُ إلَّا أَرْبَعُونَ رَجُلًا.
إبن أبي شيبة الكوفي، ابوبكر عبد الله بن محمد (المتوفی235 هـ)، الكتاب المصنف في الأحاديث والآثار، ج6، ص374، تحقيق: كمال يوسف الحوت، ناشر: مكتبة الرشد - الرياض، الطبعة: الأولي، 1409هـ.
البيهقي ایضا ینقل هذه الرواية عن طريقین عن جابر بن عبدالله هکذا:
وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَلَفٍ الدُّورِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَي السُّدِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُطَّلِبُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: " أَنَّ عَلِيًّا حَمَلَ الْبَابَ يَوْمَ خَيْبَرَ حَتَّي صَعِدَ الْمُسْلِمُونَ عَلَيْهِ، فَافْتَتَحُوهَا، وَأَنَّهُ حَرِبَ بَعْدَ ذَلِكَ فَلَمْ يَحْمِلْهُ أَرْبَعُونَ رَجُلا "، تَابَعَهُ فُضَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ زِيَادٍ، وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ ضَعِيفٍ، عَنْ جَابِرٍ، ثُمَّ اجْتَمَعَ عَلَيْهِ سَبْعُونَ رَجُلا فَكَانَ جُهْدَهُمْ أَنْ أَعَادُوا الْبَابَ.
البيهقي، أبي بكر أحمد بن الحسين بن علي (المتوفی458هـ)، دلائل النبوة، ج4، ص212، طبق برنامج الجامع الكبير.
هذه الرواية نقلها علماء آخرون من اهل السنة امثال البغدادي، ابن عساكر، العسقلاني، السخاوي، السيوطي، ملاعلي القاري، العاصمي المكي و العجلوني ایضا.
البغدادي، ابوبكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب (المتوفی463هـ)، تاريخ بغداد، ج11، ص324، ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت.
ابن عساكر الدمشقي الشافعي، أبي القاسم علي بن الحسن إبن هبة الله بن عبد الله (المتوفی571هـ)، تاريخ مدينة دمشق وذكر فضلها وتسمية من حلها من الأماثل، ج42، ص111 -، تحقيق: محب الدين أبي سعيد عمر بن غرامة العمري، ناشر: دار الفكر - بيروت - 1995.
العسقلاني الشافعي، أحمد بن علي بن حجر ابوالفضل (المتوفی852 هـ)، لسان الميزان، ج4، ص196تحقيق: دائرة المعرف النظامية - الهند، ناشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت، الطبعة: الثالثة، 1406هـ - 1986م.
السخاوي شمس الدين محمد بن عبد الرحمن (المتوفی902هـ)، المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة علي الألسنة، ج1، ص478، تحقيق: محمد عثمان الخشت، ناشر: دار الكتاب العربي - بيروت، الطبعة: الأولي، 1405 هـ - 1985م
السيوطي، جلال الدين أبو الفضل عبد الرحمن بن أبي بكر (المتوفی911هـ)، تاريخ الخلفاء، ج1، ص167، تحقيق: محمد محي الدين عبد الحميد، ناشر: مطبعة السعادة - مصر، الطبعة: الأولي، 1371هـ - 1952م.
ملا علي القاري، نور الدين أبو الحسن علي بن سلطان محمد الهروي (المتوفی1014هـ)، مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، ج11، ص245، تحقيق: جمال عيتاني، ناشر: دار الكتب العلمية - لبنان/ بيروت، الطبعة: الأولي، 1422هـ - 2001م
العاصمي المكي، عبد الملك بن حسين بن عبد الملك الشافعي (المتوفی1111هـ)، سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي، ج3، ص66، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود- علي محمد معوض، ناشر: دار الكتب العلمية
العجلوني الجراحي، إسماعيل بن محمد (المتوفی1162هـ)، كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث علي ألسنة الناس، ج1، ص438، تحقيق: أحمد القلاش، ناشر: مؤسسة الرسالة - بيروت، الطبعة: الرابعة، 1405هـ.
الرواية الثانیة
احمدبن حنبل ینقل رواية عن ابي رافع فی قلع باب خيبر بید الإمام علي عليه السلام هکذا:
حدثنا عبد اللَّهِ حدثني أَبِي ثنا يَعْقُوبُ ثنا أَبِي عن مُحَمَّدِ بن إِسْحَاقَ قال حدثني عبد اللَّهِ بن حسن عن بَعْضِ أَهْلِهِ عن أَبِي رَافِعٍ مولي رسول اللَّهِ صلي الله عليه وسلم قال خَرَجْنَا مع عَلِيٍّ حين بَعَثَهُ رسول اللَّهِ صلي الله عليه وسلم بِرَايَتِهِ فلما دَنَا مِنَ الْحِصْنِ خَرَجَ إليه أَهْلُهُ فَقَاتَلَهُمْ فَضَرَبَهُ رَجُلٌ من يَهُودَ فَطَرَحَ تُرْسَهُ من يَدِهِ فَتَنَاوَلَ عَلِيٌّ بَاباً كان عِنْدَ الْحِصْنِ فَتَرَّسَ بِهِ نَفْسَهُ فلم يَزَلْ في يَدِهِ وهو يُقَاتِلُ حتي فَتَحَ الله عليه ثُمَّ أَلْقَاهُ من يَدِهِ حين فَرَغَ فَلَقَدْ رأيتني في نَفَرٍ معي سَبْعَةٌ أنا ثَامِنُهُمْ نَجْهَدُ علي أَنْ نَقْلِبَ ذلك الْبَابَ فما نَقْلِبُهُ
الشيباني، ابوعبد الله أحمد بن حنبل (المتوفی241هـ)، مسند أحمد بن حنبل، ج6، ص8، ناشر: مؤسسة قرطبة - مصر.
البيهقي ایضا ینقل هذه الرواية هکذا:
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ: مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ بَعْضِ أَهْلِهِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ مَوْلَي رَسُولِ اللَّهِ (صلي الله عليه وآله) قَالَ: " خَرَجْنَا مَعَ عَلِيٍّ حِينَ بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ (صلي الله عليه وآله) بِرَايَتِهِ، فَلَمَّا دَنَا مِنَ الْحِصْنِ خَرَجَ إِلَيْهِ أَهْلُهُ، فَقَاتَلَهُمْ فَضَرَبَهُ رَجُلٌ مِنْ يَهُودَ، فَطَرَحَ تُرْسَهُ مِنْ يَدِهِ، فَتَنَاوَلَ عَلِيٌّ بَابَ الْحِصْنِ فَتَرَّسَ بِهِ عَنْ نَفْسِهِ، فَلَمْ يَزَلْ فِي يَدِهِ وَهُوَ يُقَاتِلُ، حَتَّي فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَلْقَاهُ مِنْ يَدِهِ، فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي نَفَرٍ مِنْ سَبْعَةٍ أَنَا ثَامِنُهُمْ نَجْهَدُ عَلَي أَنْ نَقْلِبَ ذَلِكَ الْبَابَ فَمَا اسْتَطَعْنَا أَنْ نَقْلِبَهُ "
البيهقي، أبي بكر أحمد بن الحسين بن علي (المتوفی458هـ)، دلائل النبوة، ج4، ص212، طبق برنامج الجامع الكبير.
هذه الرواية نقلها الواقدي، الطبري، الثعلبي، ابن كثير، ابن عساكر، النويري، الذهبي، ابن الوردي، ابن الرجب، الهيثمي، ابن حجر العسقلاني، الثعالبي و الصالحي الشامي ایضا.
الواقدي، ابوعبد الله محمد بن عمر بن واقد (المتوفی207 هـ)، كتاب المغازي، ج2، ص128، تحقيق: محمد عبد القادر أحمد عطا، ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان، الطبعة: الأولي، 1424 هـ - 2004 م.
الطبري، أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب (المتوفی310)، تاريخ الطبري، ج2، ص137، ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت.
الثعلبي النيسابوري، ابوإسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم (المتوفی427هـ)، الكشف والبيان، ج9، ص51، تحقيق: الإمام أبي محمد بن عاشور، مراجعة وتدقيق الأستاذ نظير الساعدي، ناشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت، الطبعة: الأولي، 1422هـ-2002م.
ابن كثير الدمشقي، ابوالفداء إسماعيل بن عمر القرشي (المتوفی774هـ)، السيرة النبوية، ج3، ص359، طبق برنامه الجامع الكبير
ابن كثير الدمشقي، ابوالفداء إسماعيل بن عمر القرشي (المتوفی774هـ)، البداية والنهاية، ج4، ص189، ناشر: مكتبة المعارف - بيروت.
ابن عساكر الدمشقي الشافعي، أبي القاسم علي بن الحسن إبن هبة الله بن عبد الله (المتوفی571هـ)، تاريخ مدينة دمشق وذكر فضلها وتسمية من حلها من الأماثل، ج42، ص110، تحقيق: محب الدين أبي سعيد عمر بن غرامة العمري، ناشر: دار الفكر - بيروت - 1995
النويري، شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب (المتوفی733هـ)، نهاية الأرب في فنون الأدب، تحقيق مفيد قمحية وجماعة، ج17، ص180، ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة: الأولي، 1424هـ - 2004م.
الذهبي الشافعي، شمس الدين ابوعبد الله محمد بن أحمد بن عثمان (المتوفی 748 هـ)، تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، ج2، ص411، و ج3، ص626، تحقيق د. عمر عبد السلام تدمري، ناشر: دار الكتاب العربي - لبنان/ بيروت، الطبعة: الأولي، 1407هـ - 1987م.
ابن الوردي، زين الدين عمر بن مظفر (المتوفی749هـ)، تاريخ ابن الوردي، ج1، ص120، ناشر: دار الكتب العلمية - لبنان / بيروت، الطبعة: الأولي، 1417هـ - 1996م
ابن رجب البغدادي، زين الدين أبي الفرج عبد الرحمن ابن شهاب الدين (المتوفی795هـ)، فتح الباري في شرح صحيح البخاري، ج7، ص478 تحقيق: أبو معاذ طارق بن عوض الله بن محمد، ناشر: دار ابن الجوزي - السعودية / الدمام، الطبعة: الثانية، 1422هـ.
الهيثمي، ابوالحسن نور الدين علي بن أبي بكر (المتوفی 807 هـ)، مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، ج6، ص152، ناشر: دار الريان للتراث/ دار الكتاب العربي - القاهرة، بيروت - 1407هـ.
العسقلاني الشافعي، أحمد بن علي بن حجر ابوالفضل (المتوفی852 هـ)، فتح الباري شرح صحيح البخاري، ج7، ص478، تحقيق: محب الدين الخطيب، ناشر: دار المعرفة - بيروت.
الثعالبي، عبد الرحمن بن محمد بن مخلوف (المتوفی875هـ)، الجواهر الحسان في تفسير القرآن، ج9، ص51، ناشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت.
الصالحي الشامي، محمد بن يوسف (المتوفی942هـ)، سبل الهدي والرشاد في سيرة خير العباد، ج5، ص128، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود وعلي محمد معوض، ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة: الأولي، 1414هـ
الرواية الثالثة
الحلبي ینقل رواية هکذا:
وفي رواية أنه صلي الله عليه وسلم ألبسه درعه الحديد وشد ذا الفقار أي الذي هو سيفه في وسطه وأعطاه الراية ووجهه إلي الحصن فخرج علي كرم الله وجهه بها يهرول حتي ركزها تحت الحصن فاطلع عليه يهودي من رأس الحصن فقال من أنت قال علي بن أبي طالب فقال اليهودي علوتم وحق ما أنزل علي موسي ثم خرج إليه أهل الحصن وكان أول من خرج منهم إليه الحارث أخو مرحب وكان معروفا بالشجاعة فانكشف المسلمون وثبت علي كرم الله وجهه فتضاربا فقتله علي وانهزم اليهود إلي الحصن ثم خرج إليه مرحب فحمل مرحب عليه وضربه فطرح ترسه من يده فتناول علي كرم اله وجهه بابا كان عند الحصن فتترس به عن نفسه فلم يزل في يده وهو يقاتل حتي فتح الله عليه الحصن ثم ألقاه من يده أي وراء ظهره ثمانين شبرا قال الراوي فجهدت أنا وسبعة نفر علي أن نقلب ذلك الباب فلم نقدر قال بعضهم في هذا الخبر جهالة وانقطاع ظاهر قال وقيل ولم يقدر علي حمله أربعون رجلا وقيل سبعون
الحلبي، علي بن برهان الدين (المتوفی1044هـ)، السيرة الحلبية في سيرة الأمين المأمون، الحلبية ج2، ص 737، ناشر: دار المعرفة - بيروت - 1400
الرواية الرابعة
الزركشي ینقل رواية عن جابر الذی نقلها ابنه هکذا:
ومنها ما رواه عن اسماعيل بن محمد بن الفضل ثنا جدي ثنا إبراهيم بن حمزة ثنا عبد العزيز بن محمد عن حرام بن عثمان عن أبي عتيق وابن جابر عن جابر ان عليا لما انتهي إلي الحصن اجتذب أحد ابوابه فألقاه بالارض فاجتمع عليه بعده سبعون رجلا فكان جهدهم ان اعادوا الباب
الزركشي المصري الحنبلي، شمس الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الله (المتوفی794هـ)، اللآلئ المنثورة في الأحاديث المشهورة المعروف بـ ( التذكرة في الأحاديث المشتهرة )، ج1، ص166 تحقيق: مصطفي عبد القادر عطا، ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة: الأولي، 1406 هـ ـ 1986م.
السيرة الحلبية في سيرة الأمين المأمون، اسم المؤلف: علي بن برهان الدين الحلبي الوفاة: 1044، دار النشر: دار المعرفة - بيروت - 1400
الرواية الخامسة
ابن العبري ینقل رواية عن الإمام علي عليه السلام هکذا:
وينقل عن علي بن أبي طالب أنه عالج باب خيبر واقتلعه وجعله مجناً وقاتلهم
ابن العبري، غريغوريوس بن اهرون الملطي (المتوفی: 685هـ)، تاريخ مختصر الدول، ج1، ص48، دار النشر
الرواية السادسة
الحضرمي الشافعي ینقل رواية فی كتاب سيرته هکذا:
قال الراوي: فإذا نحن بعلي قد أقبل وما كنا نرجوه، فقالوا: هاهو يشتكي عينيه، فدعاه وبصق في عينيه، فبرأ لوقته، حتي كأن لم يكن به وجع، ثم أعطاه الراية، فتقدم إلي الحصن، فأشرف عليه رجل من اليهود، فقال: من أنت ؟، قال: أنا علي، قال: علوتم الآن ورب موسي وهارون، فبرز له رئيسهم مرحب، فضرب ترس علي فطرحه، فتناول علي بابا كان عند الحصن فتترس به، ثم ضرب رأس مرحب فقتله، ثم كان الفتح علي يديه، ولم يزل الباب بيد علي رضي الله عنه إلي أن انقضي القتال، ثم طرحه. قال أبو رافع [ مولي رسول الله صلي الله عليه وسلم: فلقد رأيتني ثامن ثمانية نجهد أن نقلب ذلك الباب فلم نقلبه.
الحضرمي الشافعي، محمد بن عمر بحرق المتوفی: 930هـ، حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار، ج1، ص338، اسم المؤلف:، دار النشر: دار الحاوي - بيروت - 1998م، الطبعة: الأولي، تحقيق: محمد غسان نصوح عزقول
دراسة سند الرواية الأولی
الی هنا ذکرنا ستة من الروايات بهذا المضمون ان اميرالمؤمنین عليه السلام قلع باب قلعة خيبر. من بین کل الروایات المذکورة ندرس الروایة الأولی فلنتعرض الی دراستها و صحتها و نثبتها.
الاشكال الوحید الذي اشکلوه علماء اهل السنة علی هذه الرواية، ان ليث بن أبي سليم ضعيف؛ بناء علی هذا لم تقبل الرواية.
الصالحي الشامي بعد نقل هذه الرواية عن البيهقي یقول:
رجاله ثقات إلا ليث بن أبي سليم - وهو ضعيف. قال البيهقي: وروي من وجه آخر ضعيف عن جابر قال: اجتمع عليه سبعون رجلا، وكان أجهدهم أن أعادوا الباب، قلت: رواه الحاكم.
الصالحي الشامي، محمد بن يوسف (المتوفی942هـ)، سبل الهدي والرشاد في سيرة خير العباد، ج5، ص128، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود وعلي محمد معوض، ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة: الأولي، 1414هـ.
کذلک ابن كثير الدمشقي ایضا بعد نقل هذه الرواية یقول:
وفيه ضعف أيضا
ابن كثير الدمشقي، ابوالفداء إسماعيل بن عمر القرشي (المتوفی774هـ)، البداية والنهاية، ج4، ص190، ناشر: مكتبة المعارف - بيروت
ابن كثير الدمشقي، ابوالفداء إسماعيل بن عمر القرشي (المتوفی774هـ)، السيرة النبوية، ج3، ص111، طبق برنامج الجامع الكبير.
العجلوني ایضا بعد نقل هذه الرواية یقول:
لكن في سنده ليث ضعيف والراوي عنه شيعي
العجلوني الجراحي، إسماعيل بن محمد (المتوفی1162هـ)، كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث علي ألسنة الناس، ج1، ص438، تحقيق: أحمد القلاش، ناشر: مؤسسة الرسالة - بيروت، الطبعة: الرابعة، 1405هـ
الذهبي ایضا بعد نقل هذه الرواية یقول:
هذا منكر رواه جماعة عن إسماعيل
الذهبي الشافعي، شمس الدين ابوعبد الله محمد بن أحمد بن عثمان (المتوفی748 هـ)، ميزان الاعتدال في نقد الرجال، ج5، ص139، تحقيق: الشيخ علي محمد معوض والشيخ عادل أحمد عبدالموجود، ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة: الأولي،
نحن فی الاستمرار نثبت ان هذا الاشكال بالکل مزعوم و تافه و لا یستطیع ان یکون دليلا علی ضعف هذه الرواية. و لاثبات هذا المطلب توجد دلائل عدیدة من جملتها:
1. جلال الدين السيوطي یعتبر سندها «حسن»:
السيوطي بعد نقل هذه الرواية عن ابن ابي شيبة یقول هکذا:
حسنٌ
السيوطي، جلال الدين أبو الفضل عبد الرحمن بن أبي بكر (المتوفی911هـ)، جامع الاحاديث (الجامع الصغير و زوائده و الجامع الكبير)، ج16، ص253، طبق برنامج الجامع الكبير.
ففی الادامة نثبت ان سند الرواية «حسن» فمن لحاظ الحجية لا تختلف من الرواية التی سندها «صحيح» و کلا الروایتین عند اهل السنة حجة.
2. کثیر من علماء اهل السنة وثقوا ليث بن ابي سليم:
من الصحیح ان بعض علماء اهل السنة، ضعفوا ليث بن أبي سليم؛ لکن عدد اکثر من هؤلاء حكموا بوثاقة رواياته ففی الاستمرار نشیر الی قول بعضهم.
الالباني فی جواب شخص الذي ضعف الرواية من اجل ليث بن أبي سليم یقول ان رواياته «حسن» و الذین ضعفوه و قاموا بردّ روایاته، لم یکن من اجل الدفاع عن حديث رسول الله صلي الله عليه وآله؛ بل کان من اجل اتباع الهوي النفسانیة و بدعاوی مزعومة فضعفوه:
لكنني نبهت بهذا أن ضعفه ليس بشديد، ولذلك حسنت حديثه كشاهد، فلم يجب عن ذلك بشيء، وليست هذه طريقة العلماء الذين يدافعون بحق عن حديث رسول الله - صلي الله عليه وسلم -، بل هي طريقة أهل الأهواء الذين يحكمون بالضعف علي الأحاديث الصحيحة، ثم يلتمسون لها عللاً غير قادحة، وها هو المثال بين يديك أيها القاريء الكريم؛ فإن ليثاً هذا ليس ضعفه شديداً بحيث إنه لا يستشهد به كما أوهم هذا (المتزبب)؛ فقد أخرج له مسلم في "صحيحه" مقروناً بغيره، وهذا صريح منه بأنه يستشهد به، وقد بين السبب الحافظ الناقد الإِمام الذهبي فقال في "الكاشف": "فيه ضعف يسير من سوء حفظه".وهذا معني ما ختم به ابن عدي ترجمة ليث في كتابه "الكامل" (6/87) بعد أن روي عن جمع تضعيفه: "له أحاديث صالحة، وقد روي عنه شعبة والثوري وغيرهما من الثقات، ومع الضعف الذي فيه يكتب حديثه".
فهذا كله يدل علي أن مجرد كون الراوي ضعيفاً لا يعني عند العلماء أنه لا يستشهد به، كما كنت شرحت ذلك فيما مضي، وهذا مما يجهله هذا الرجل، ولذلك ابتلي بالتوسع جدّاً في تضعيف الأحاديث الصحيحة. والله المستعان.
الألباني، أبو عبد الرحمن محمد ناصر الدين، بن الحاج نوح بن نجاتي بن آدم، الأشقودري الألباني (المتوفي: 1420هـ سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها، ج1، ص19- 20. الناشر: مكتبة المعارف للنشر والتوزيع، الرياض، طبعة: الأولي، (لمكتبة المعارف)
شمس الدين فی سير أعلام النبلاء یتکلم عنه بتفصيل و ینقل كلمات علماء علم الرجال من اهل السنة فیه هکذا:
ليث بن أبي سليم..ابن زنيم محدث الكوفة وأحد علمائها الأعيان.... قال أحمد بن حنبل ليث بن أبي سليم مضطرب الحديث ولكن حدث عنه الناس
وروي معاوية بن صالح بن يحيي قال ليث ضعيف إلا أنه يكتب حديثه... أحمد بن يونس عن فضيل بن عياض قال كان ليث بن أبي سليم أعلم أهل الكوفة بالمناسك وقال أبو داود سألت يحيي عن ليث فقال ليس به بأس
ابن عدي...له أحاديث صالحة غير ما ذكرت وقد روي عنه شعبة والثوري وغيرهما من الثقات ومع الضعف الذي فيه يكتب حديثه
وقد قال عبد الوارث كان ليث من أوعية العلم وقال أبو بكر بن عياش كان من أكثر الناس صلاة وصياما فإذا وقع علي شيء لم يرده
قال ابن حيان ليث بن أبي سليم واسمه أنس ولد بالكوفة وكان معلما بها وكان من العباد ولكن اختلط في اخر عمره حتي كان لا يدري ما يحدث به....
الذهبي الشافعي، شمس الدين ابوعبد الله محمد بن أحمد بن عثمان (المتوفی 748 هـ)، سير أعلام النبلاء، ج6، ص179 ـ182، تحقيق: شعيب الأرناؤوط , محمد نعيم العرقسوسي، ناشر: مؤسسة الرسالة - بيروت، الطبعة: التاسعة، 1413هـ
ابن حجر العسقلاني یقول فیه هکذا:
ليث بن أبي سليم بن زنيم... صدوق اختلط جدا ولم يتميز حديثه فترك
العسقلاني الشافعي، أحمد بن علي بن حجر ابوالفضل (المتوفی852هـ)، تقريب التهذيب، ج1، ص464، تحقيق: محمد عوامة، ناشر: دار الرشيد - سوريا، الطبعة: الأولي، 1406 - 1986.
هو يقول فی تهذيب التهذيب عن ليث هکذا:
قال(ابي حاتم) وسمعت أبي يقول ليث عن طاوس أحب إلي من سلمة بن وهرام عن طاوس قلت أليس تكلموا في ليث قال ليث أشهر من سلمة ولا نعلم روي عن سلمة إلا بن عيينة وربيعة
وقال الآجري عن أبي داود عن أحمد بن يونس عن فضيل بن عياض كان ليث أعلم أهل الكوفة بالمناسك
قال أبو داود وسألت يحيي عن ليث فقال لا بأس به قال وعامة شيوخه لا يعرفون
وقال بن عدي له أحاديث صالحة وقد روي عنه شعبة والثوري ومع الضعف الذي فيه يكتب حديثه
وقال البرقاني سألت الدارقطني عنه فقال صاحب سنة يخرج حديثه....
وقال بن سعد كان رجلا صالحا عابدا وكان ضعيفا في الحديث..... قال محمد وليث صدوق يهم...
وقال البزار كان أحد العباد إلا أنه أصابه اختلاط فاضطرب حديثه وإنما تكلم فيه أهل العلم بهذا وإلا فلا نعلم أحدا ترك حديثه
وقال يعقوب بن شيبة هو صدوق ضعيف الحديث وقال بن شاهين في الثقات قال عثمان بن أبي شيبة ليث صدوق ولكن ليس بحجة وقال وقال الساجي صدوق فيه ضعف كان سيء الحفظ كثير الغلط كان....
وقال بن معين منكر الحديث وكان صاحب سنة روي عن الناس إلي أن قال الساجي وكان أبو داود لا يدخل حديثه في كتاب السنن الذي ضعفه كذا قال وحديثه ثابت في السنن لكنه قليل
العسقلاني الشافعي، أحمد بن علي بن حجر ابوالفضل (المتوفی852هـ)، تهذيب التهذيب، ج8، ص418، ناشر: دار الفكر - بيروت، الطبعة: الأولي، 1404 - 1984 م.
العجلي ایضا یقول فی ليث هکذا:
ليث بن أبي سليم كوفي جائز الحديث
العجلي، أبي الحسن أحمد بن عبد الله بن صالح (المتوفی 261هـ)، معرفة الثقات من رجال أهل العلم والحديث ومن الضعفاء وذكر مذاهبهم وأخبارهم، ج2، ص231، تحقيق: عبد العليم عبد العظيم البستوي، ناشر: مكتبة الدار - المدينة المنورة - السعودية، الطبعة: الأولي، 1405 - 1985م.
الزركشي ایضا یعتبر ليث من رواة مسلم ثم ینقل عن لسانه رواية قلع باب خيبر بید الامام علی عليه السلام هکذا:
ليث بن سليم و حديثه في مسلم و اثني عليه غير واحد ثنا أبو جعفر محمد بن علي بن حسين عن جابر ان عليا حمل الباب يوم خيبر و انه جرب بعد ذلك فلم يحمله اربعون رجلا
الزركشي المصري الحنبلي، شمس الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الله (المتوفی794هـ)، اللآلئ المنثورة في الأحاديث المشهورة المعروف بـ ( التذكرة في الأحاديث المشتهرة )، تحقيق: مصطفي عبد القادر عطا، ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة: الأولي، 1406 هـ ـ 1986م
ملا علي القاري ایضا یقول:
وليث بن أبي سليم وإن كان فيه ضعف من قبل حفظه، فقد روي له مسلم مقروناً وكان عالماً ذا صلاة وصيام.
ملاعلي القاري، نور الدين أبو الحسن علي بن سلطان محمد الهروي (المتوفی1014هـ)، مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، ج9، ص105 تحقيق: جمال عيتاني، ناشر: دار الكتب العلمية - لبنان/ بيروت، الطبعة: الأولي، 1422هـ - 2001م.
3. ليث بن أبي سليم من رواة صحيح البخاري و مسلم:
الذهبي یقول ان البخاري و مسلم نقلا عنه روايات:
وقد استشهد به البخاري في صحيحه وروي له مسلم مقرونا بأبي إسحاق الشيباني.
الذهبي الشافعي، شمس الدين ابوعبد الله محمد بن أحمد بن عثمان (المتوفی 748 هـ)، سير أعلام النبلاء، ج6، ص181، تحقيق: شعيب الأرناؤوط , محمد نعيم العرقسوسي، ناشر: مؤسسة الرسالة - بيروت، الطبعة: التاسعة، 1413هـ
هو يقول فی تاريخ الاسلام و یشیر الی هذه النكتة هکذا:
قلت: أخرج له مسلم مقروناً بغيره
الذهبي الشافعي، شمس الدين ابوعبد الله محمد بن أحمد بن عثمان (المتوفی 748 هـ)، تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، ج9، ص261، تحقيق د. عمر عبد السلام تدمري، ناشر: دار الكتاب العربي - لبنان/ بيروت، الطبعة: الأولي، 1407هـ - 1987م.
ابن حجر ایضا یقول هکذا:
و روي له مسلم مقرونا م ع امحمد بن إسحاق
العسقلاني الشافعي، أحمد بن علي بن حجر ابوالفضل (المتوفی852هـ)، هدي الساري مقدمة فتح الباري شرح صحيح البخاري، ج1، ص458، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، محب الدين الخطيب، ناشر:دار المعرفة - بيروت - 1379هـ.
هذا الدليل یكفي لاثبات حجية رواية ليث بن أبي سليم؛ لأن الکبار من اهل السنة صرحوا بأن من یخرج عنه رواية فی صحیح البخاري و مسلم، هذا جاز القنطرة و لم یحتاج الی توثيق.
ابن دقيق العيد، من کبار تاريخ اهل السنة فی علم الرجال و الحديث یقول:
وكان شيخ شيوخنا الحافظ أبو الحسن المقدسي يقول في الرجل يخرج عنه في الصحيح هذا جاز القنطرة
يعني بذلك أنه لا يلتفت إلي ما قيل فيه وهكذا يعتقد وبه نقول....
ابن دقيق العيد، تقي الدين أبي الفتح محمدبن علي بن وَهْب بن مُطيع قُشَيْري منفلوطي (المتوفی702هـ)، الاقتراح في بيان الاصطلاح، ج1، ص55، ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت - 1406هـ ـ 1986م
شمس الدين الذهبي فی الجواب عن الذین اوردوا اشكالات علی أبان بن يزيد العطار یقول:
قلت هو جاز القنطرة واحتج به الشيخان وهو من طبقة همام.
الذهبي الشافعي، شمس الدين ابوعبد الله محمد بن أحمد بن عثمان (المتوفی 748 هـ)، الرواة الثقات المتكلم فيهم بما لا يوجب ردهم، ج1، ص39، تحقيق: محمد إبراهيم الموصلي، ناشر: دار البشائر الإسلامية - بيروت - لبنان، الطبعة: الأولي، 1412هـ - 1992م.
کثیر من علماء اهل السنة من اجل ان الراوی له روایة فی البخاري و مسلم، فیوثقوه بغمض العین و حتي اشخاص مثل ابن كثير، ابوبكر الهيثمي و ... بعد نقل رواية واحدة یکتفون بقول هذه الکلمة«رجاله رجال الشيخين» أو «رجاله رجال الصحيحين» و یعتبرون روايته حجة.
حسب اننا قصدنا فی هذه المقالة الاختصار فی نقل المطالب، فلنکتفی بهذا المقدار.
4. حديث الراوي الذی «مختلف فيه» فهو «حسن»:
حتي لو فرضنا ان عدة من علماء علم الرجال ضعفوا ليث بن أبي سليم، کذلک لم یسبب ان نترک روايته؛ لأنه اولاً: اشخاص کيحيي بن معين، الالباني و... قاموا بتوثيقه الذین هم یعدون من ائمة الجرح و التعديل؛
ثانياً: مع غض النظر عن کل هذه الموارد، نفترض ان البعض قاموا بتضعيفه و البعض قاموا بتوثيقه، فمع ذلک روايته مقبولة؛ لأن حسب قواعد علم الرجال عند اهل السنة، تقع رواية هکذا شخص في مرتبة «حسن» و الرواية الحسنة هی حجة عند علماء اهل السنة فلنشیر الی موارد علی سبیل المثال.
ابن حجر العسقلاني یقول فی قزعة بن سويد هکذا:
أما قزعة بن سويد... واختلف فيه كلام يحيي بن معين فقال عباس الدوري عنه ضعيف وقال عثمان الدارمي عنه ثقة وقال أبو حاتم محله الصدق وليس بالمتين يكتب حديثه ولا يحتج به وقال ابن عدي له أحاديث مستقيمة وأرجو أنه لا بأس به وقال البزار لم يكن بالقوي وقد حدث عنه أهل العلم وقال العجلي لا بأس به وفيه ضعيف.
فالحاصل من كلام هؤلاء الأئمة فيه أن حديثه في مرتبة الحسن والله أعلم.
العسقلاني الشافعي، أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل (المتوفی852هـ)، القول المسدد في الذب عن المسند للإمام أحمد، ج1، ص30، تحقيق: مكتبة ابن تيمية، ناشر: مكتبة ابن تيمية - القاهرة، الطبعة: الأولي، 1401هـ.
و جاء فی تهذيب التهذيب فی ترجمة عبد الله بن صالح هکذا:
وقال ابن القطان هو صدوق ولم يثبت عليه ما يسقط له حديثه إلا أنه مختلف فيه فحديثه حسن.
العسقلاني الشافعي، أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل (المتوفی852هـ) تهذيب التهذيب، ج5، ص228، ناشر: دار الفكر - بيروت، الطبعة: الأولي، 1404هـ - 1984م
الزركشي فی اللآلئ المنثورة یقول:
وقد أخرجه ابن ماجة في سننه عن كثير بن شنظير عن محمد سيرين... وكثير بن شنظير مختلف فيه فالحديث حسن.
الزركشي، بدر الدين (المتوفی794 هـ) اللآلئ المنثورة في الأحاديث المشهورة المعروف بـ ( التذكرة في الأحاديث المشتهرة )، ج1، ص42، تحقيق: مصطفي عبد القادر عطا، ناشر: دار الكتب العلمية ـ بيروت، الطبعة: الأولي، 1406 هـ، 1986م.
الحافظ الهيثمي فی مجمع الزوائد یقول:
رواه أحمد وفيه عبدالله بن محمد بن عقيل وهو سيء الحفظ قال الترمذي صدوق وقد تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه وسمعت محمد بن إسماعيل يعني البخاري يقول كان أحمد بن حنبل وإسحق بن إبراهيم والحميدي يحتجون بحديث ابن عقيل قلت فالحديث حسن والله أعلم.
الهيثمي، علي بن أبي بكر (المتوفی807 هـ)، مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، ج1، ص260، ناشر: دار الريان للتراث / دار الكتاب العربي - القاهرة، بيروت - 1407هـ.
حافظ ابن قطان فی بيان الوهم والإيهام، یستند فی موارد عدیدة بهذه القاعدة فلنشیر الی موردین هکذا:
و هو إنما يرويه ابن وهب، عن أسامة بن زيد الليثي، عن نافع عنه. و أسامة مختلف فيه، فالحديث حسن. و قد تقدم ذكر أسامة في هذا الباب.
ابن القطان الفاسي، أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الملك (المتوفی628هـ)، بيان الوهم والإيهام في كتاب الأحكام، ج4، ص420، تحقيق: د. الحسين آيت سعيد، ناشر: دار طيبة ـ الرياض، الطبعة: الأولي، 1418هـ،1997م.
و هو حديث يرويه سلام أبو المنذر، عن ثابت، عن أنس. وهو سلام بن سليمان القارئ، صاحب عاصم، و هو مختلف فيه، فالحديث حسن.
ابن القطان الفاسي، أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الملك (المتوفی628هـ)، بيان الوهم والإيهام في كتاب الأحكام، ج4، ص462 ـ 463، تحقيق: د. الحسين آيت سعيد، ناشر: دار طيبة ـ الرياض، الطبعة: الأولي، 1418هـ،1997م.
و ملا علي القاري بعد نقل حديث واحد الذی فی اسناده ابوالمنيب یقول:
و رواه الحاكم وصححه وقال أبو المنيب ثقة و وثقه ابن معين أيضاً و قال ابن أبي حاتم سمعت أبي يقول صالح الحديث و أنكر علي البخاري ادخاله في الضعفاء وتكلم فيه النسائي وابن حبان وقال ابن عدي لا بأس به فالحديث حسن.
القاري، علي بن سلطان محمد (المتوفی1014هـ)، مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، ج3، ص305، تحقيق: جمال عيتاني، ناشر: دار الكتب العلمية - لبنان/ بيروت، الطبعة: الأولي، 1422هـ - 2001م.
و المناوي فی فيض القدير یقول:
طب عن عبد الله بن زيد الأنصاري الأوسي ثم الخطمي كوفي شهد الحديبية قال الهيثمي: وفيه أحمد بن بديل وثقه النسائي وضعفه أبو حاتم أي فالحديث حسن
المناوي، عبد الرؤوف (المتوفی1031 هـ)، فيض القدير شرح الجامع الصغير، ج1، ص369، ناشر: المكتبة التجارية الكبري - مصر، الطبعة: الأولي، 1356هـ.
و محيي الدين النووي، الشوكاني و المباركفوري بعد نقل رواية یقول:
وفي إسْنَادِهِ عبد الرحمن بن حَبِيبِ بن أزدك (أردك) وهو مُخْتَلَفٌ فيه قال النَّسَائِيّ مُنْكَرُ الحديث وَوَثَّقَهُ غَيْرُهُ قال الْحَافِظُ فَهُوَ علي هذا حَسَنٌ
النووي، أبي زكريا محيي الدين (المتوفی676 هـ) المجموع، ج17، ص68، ناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، التكملة الثانية.
الشوكاني، محمد بن علي بن محمد (المتوفی 1255هـ)، نيل الأوطار من أحاديث سيد الأخيار شرح منتقي الأخبار، ج7، ص20، ناشر: دار الجيل، بيروت - 1973.
المباركفوري، محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم أبو العلا(المتوفی1353هـ)، تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي، ج4، ص304، ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت.
و الزيلعي فی نصب الراية بعد ذکر حديث يقول:
حديث آخر أخرجه الترمذي... وقال غريب ورواه أحمد في مسنده قال بن القطان في كتابه وأبو معشر هذا مختلف فيه فمنهم من يضعفه ومنهم من يوثقه فالحديث من أجله حسن انتهي.
الزيلعي الحنفي، عبدالله بن يوسف أبو محمد الحنفي (المتوفی762هـ)، نصب الراية لأحاديث الهداية، ج4، ص121، تحقيق: محمد يوسف البنوري، ناشر: دار الحديث - مصر - 1357هـ.
الآن و مع الالتفات الی ما مرّ، اختلاف العلماء فی توثيق و تضعيف الراوي لم یسبب اسقاط الروایة من درجة الاعتبار؛ بل تقع الرواية فی رتبة «الحسنة» و الرواية الحسنة ایضا کالرواية الصحيحة حجة و هی مقبولة عند علماء اهل السنة.
العمل بهذه القاعدة، لم یختص بالعلماء القدیم منهم؛ بل علماء المعاصرین من اهل السنة ایضا قبلوا صحتها و التزموا بها.
محمد ناصر الالباني الذی له مکانة خاصة بین الوهابية، فی كتاب سلسلة احاديث الصحيحة، صحح الروایات فی اکثر من خمسین موضع مستفادا من هذه القاعدة فلنشیر الی 15 مورد من مختلف كتبه.
1. قلت: و هذا إسناد حسن، رجاله كلهم ثقات رجال البخاري غير ابن ثوبان واسمه عبد الرحمن بن ثابت و هو مختلف فيه.
الالباني، محمد ناصر (المتوفی 1420هـ)، سلسلة احاديث الصحيحة، ح115، طبق برنامج مكتبة الشاملة.
2. و صالح بن رستم وهو أبو عامر الخزاز البصري لم يخرج له البخاري في صحيحه إلا تعليقا، وأخرج له في الأدب المفرد أيضا ثم هو مختلف فيه، فقال الذهبي نفسه في الضعفاء: وثقه أبو داود، وقال ابن معين: ضعيف الحديث. وقال أحمد: صالح الحديث.
و هذا هو الذي اعتمده في الميزان فقال: وأبو عامر الخزاز حديثه لعله يبلغ خمسين حديثا، وهو كما قال أحمد: صالح الحديث.
قلت: فهو حسن الحديث إن شاء الله تعالي، فقد قال ابن عدي: وهو عندي لا بأس به، ولم أر له حديثا منكرا جدا. و أما الحافظ فقال في التقريب: صدوق، كثير الخطأ. وهذا ميل منه إلي تضعيفه. والله أعلم.
الالباني، محمد ناصر (المتوفی 1420هـ) سلسلة احاديث الصحيحة، ص216.
3. قلت: وهذا إسناد حسن رجاله ثقات معرفون غير سليمان بن عتبة وهو الدمشقي الداراني مختلف فيه، فقال أحمد: لا أعرفه وقال ابن معين: لا شيء، وقال دحيم: ثقة، ووثقه أيضا أبو مسهر والهيثم ابن خارجة وهشام بن عمار وابن حبان ومع أن الموثقين أكثر، فإنهم دمشقيون مثل المترجم فهم أعرف به من غيرهم من الغرباء، والله أعلم.
الالباني، محمد ناصر (المتوفی 1420هـ) سلسلة احاديث الصحيحة، ح514.
4. وإسناد أحمد حسن رجاله ثقات رجال مسلم غير محمد بن عبد الله بن عمرو وهو سبط الحسن الملقب بـ ( الديباج ) وهو مختلف فيه.
الالباني، محمد ناصر (المتوفی 1420هـ) سلسلة احاديث الصحيحة، ح546.
5. قلت: وإسناده خير من إسناد حديث عياض رجاله ثقات رجال الشيخين غير سنان بن سعد وقيل: سعد بن سنان وهو مختلف فيه، فمنهم من وثقه ومنهم من ضعفه. قلت: فهو حسن الحديث.
الالباني، محمد ناصر (المتوفی 1420هـ) سلسلة احاديث الصحيحة، ح570.
حسب ما مرِّ تثبت هذه النكتة بوضوح ان علماء الجرح و التعديل، یسمون الرواية التي قیل فی بعض رواتها بالاختلاف منهم من ایده و منهم من رده، فیسمون الروایة «الحسنة».
ففی النتيجة حتي لو فرضنا ان بعض العلماء ضعفوا ليث بن أبي سليم، فلا یضر فی اعتبار الرواية؛ لأنه اكثر ما یقال فیه ان ليث بن أبي سليم یصبح «مختلف فيه» و رواية الراوي الذی مختلف فيه حسب هذه القاعدة، تکون بسند«حسن» و الرواية المنقولة بسند حسن هی کالرواية الصحيحة عند اهل السنة فی الاعتبار و القبول.
5. الرواية المنقولة بسند «حسن» هی کالرواية «الصحيحة» فی الحجیة:
حتي لو فرضنا ان هذه الرواية من حیث السند لم تصل الی درجة «الصحيحة» و تکون «حسنة»، لم یکن فی حجيتها خلل؛ لأن الرواية «الحسنة» ایضا کالرواية «الصحيحة» حجة حسب رأی اهل السنة و لا یوجد اختلاف من حیث الحجية بين الطائفتین من الروايات؛ کما یقول النووي هکذا:
ثم الحسن كالصحيح في الاحتجاج به و إن كان دونه في القوة؛ و لهذا أدرجته طائفة في نوع الصحيح.
النووي الشافعي، محيي الدين أبو زكريا يحيي بن شرف بن مر بن جمعة بن حزام (المتوفی676 هـ)، التقريب، ج1، ص2، طبق برنامج الجامع الكبير
و ابن تيمية یقول:
النوع الثاني. الحسن وهو في الاحتجاج به كالصحيح عند الجمهور.
ابن تيميه الحراني الحنبلي، ابوالعباس أحمد عبد الحليم (المتوفی 728 هـ)، الباعث الحثيث شرح إختصار علوم الحديث، ج1، ص129، طبق برنامج الجامع الكبير.
محمد بن جماعة یقول:
فروع: الأول الحسن حجة كالصحيح وإن كان دونه ولذلك أدرجه بعض أهل الحديث فيه ولم يفردوه عنه.
محمد بن إبراهيم بن جماعة (المتوفی733هـ)، المنهل الروي في مختصر علوم الحديث النبوي، ج1، ص36، تحقيق: د. محيي الدين عبد الرحمن رمضان، ناشر: دار الفكر - دمشق، الطبعة: الثانية، 1406هـ.
جلال الدين السيوطي یقول:
ثم الحسن كالصحيح في الاحتجاج به وإن كان دونه في القوة ولهذا أدرجته طائفة في نوع الصحيح العدل.
السيوطي، جلال الدين أبو الفضل عبد الرحمن بن أبي بكر (المتوفی911هـ)، تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي، ج1، ص88، تحقيق: عبد الوهاب عبد اللطيف، ناشر: مكتبة الرياض الحديثة - الرياض.
و عبد الرؤوف المناوي یقول هکذا:
الحسن كالصحيح في الاحتجاج به إن كان دونه في القوة. ولا بدع في الاحتجاج بحديث له طريقان، ولو انفرد كل منهما لم يكن حجة كما في مرسل ورد من وجه آخر مسنداً، أو وافقه مرسل آخر بشرطه كما ذكره ابن الصلاح.
المناوي، محمد عبد الرؤوف بن علي بن زين العابدين (المتوفی 1031هـ)، اليواقيت والدرر في شرح نخبة ابن حجر، ج1، ص392، تحقيق: المرتضي الزين أحمد، ناشر: مكتبة الرشد - الرياض، الطبعة: الأولي، 1999م.
6. توثيق يحيي بن معين، یکفی لاثبات وثاقة الراوي:
کما مرّ، يحيي بن معين وثق ليث بن أبي سليم. حسب رأی علماء علم الرجال من اهل السنة، یکفی توثيق يحيي بن معين لاثبات وثاقة الراوي و حتي تضعيف الآخرین لا یستطیع ان یقاوم فی مقابل توثیقاته.
بدر الدين العيني یقول عن الرواية التي نقلت عن ابی المنيب عبيد الله بن عبد الله هکذا:
فإن قلت: في إسناده أبو المنيب عبيد الله بن عبد الله، وقد تكلم فيه البخاري وغيره. قلت: قال الحاكم: وثقه ابن معين، وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: هو صالح الحديث، وأنكر علي البخاري إدخاله في الضعفاء، فهذا ابن معين إمام هذا الشأن وكفي به حجة في توثيقه إياه.
العيني الغيتابي الحنفي، بدر الدين ابومحمد محمود بن أحمد (المتوفی 855هـ)، عمدة القاري شرح صحيح البخاري،ج7، ص11، ناشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت.
امر ليث بن أبي سليم ايضا ما يقرب من هذه الصورة، بعض العلماء ضعفوه بذرايع غير واقعية(حسب قول الالباني)؛ لكن وثقوه يحيي بن معين و بقية ائمة الرجال من اهل السنة؛ فحسب قول بدر الدين العيني، توثيق يحيي بن معين، يكفي لاثبات حجية الرواية.
7. شعبة بن الحجاج، لا يروي الا عن ثقة:
من الذين رووا عن ليث بن أبي سليم، هو شعبة بن الحجاج. كبار اهل السنة صرحوا بأنه لا يروي الا عن ثقة. بعبارة اخري نقل الرواية عن شخص بيد شعبة، تثبت وثاقته؛ كما ان الدكتور احمد شاكر المحقق في مسند احمد بن حبنل ضمن شرح حال أبوبلج يحيي بن سليم يصرح بهذه المسألة هكذا:
وقد روي عنه شعبة، وهو لا يروي إلا عن ثقه.
مسند أحمد بن حنبل، ج3، ص331، ح3062، تحقيق: احمد شاكر، ناشر: دار الحديث ـ قاهرة، الطبعة: الأولي، 1416هـ ـ 1995م.
ابن عبد البر القرطبي في التهميد يقول في اقسام الرواية المرسلة و قبول بعضها يقول:
وقد يكون المرسِل للحديث نسي مَن حَدَّثه به وعرف المعزي اليه الحديث فذكره عنه فهذا أيضا لا يضر اذا كان أصل مذهبه أن لا يأخذ الا عن ثقة كمالك وشعبة.
ابن عبد البر النمري القرطبي المالكي، ابوعمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر (المتوفی 463هـ)، التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد، ج1، ص17، تحقيق: مصطفي بن أحمد العلوي، محمد عبد الكبير البكري، ناشر: وزارة عموم الأوقاف والشؤون الإسلامية - المغرب - 1387هـ.
ابن كثير الدمشقي السلفي فی كتاب تخليص الإستغاثة یقول:
و إنما العالمون بالجرح والتعديل هم علماء الحديث وهم نوعان: منهم من لم يرو إلا عن ثقة عنده كمالك وشعبة ويحيي ين سعيد وعبدالرحمن بن مهدي وأحمد بن حنبل وكذلك البخاري وأمثاله...
ابن كثير الدمشقي، ابوالفداء إسماعيل بن عمر القرشي (المتوفی774هـ)، تلخيص كتاب الاستغاثة، ج1، ص77.
الصالحي الشامي ايضا في توثيق الشخص الذي روي عنه شعبة يقول:
روي عنه شعبة ولم يكن يروي إلا عن ثقة عنده.
الصالحي الشامي، محمد بن يوسف (المتوفی942هـ)، سبل الهدي والرشاد في سيرة خير العباد، ج12، ص378، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود وعلي محمد معوض، ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة: الأولي، 1414هـ.
و ابو سعيد كيكلدي یقول:
ومنها أن يكون المرسل للحديث نسي من حدثه به وعرف المتن جيدا فذكره مرسلا لأن اصل طريقته أنه لا يأخذ إلا عن ثقة كمالك وشعبة فلا يضره الإرسال.
العلائي، أبو سعيد بن خليل بن كيكلدي (المتوفی: 761هـ)، جامع التحصيل في أحكام المراسيل، ج1، ص88، تحقيق: حمدي عبدالمجيد السلفي، ناشر: عالم الكتب - بيروت، الطبعة: الثانية، 1407هـ ـ 1986م
و جاء في كتاب النكت علي مقدمة إبن الصلاح هكذا:
[ فائدة ] الذي عادته لا يروي إلا عن ثقة ثلاثة يحيي بن سعيد وشعبة ومالك قاله ابن عبد البر وغيره وقال النسائي ليس أحد بعد التابعين آمن علي الحديث من هؤلاء الثلاثة.
عبد الله بن بهادر، بدر الدين أبي عبد الله محمد بن جمال الدين (المتوفی794 هـ)، النكت علي مقدمة ابن الصلاح، ج3، ص370، تحقيق: د. زين العابدين بن محمد بلا فريج، ناشر: أضواء السلف - الرياض، الطبعة: الأولي، 1419هـ ـ 1998م.
8. الخلط في آخر العمر لم يكن دليلا علي تضعيف الراوي:
لابد من الالتفات الي هذه النكتة ان خلط الراوي في آخر العمر لم يسبب غض النظر عن رواياته التي نقلها قبل الاختلاط و الشاهد علي هذا الكلام ان بعض الرواة قد اختلطوا في آخر عمرهم، لكن روي عنهم في صحيح البخاري. علي سبيل المثال عطاء بن السائب بن زيد الثقفي الذي اشاروا العلماء باختلاطه:
ابن حبان يقول فيه هكذا:
عطاء بن السائب بن زيد الثقفي...وكان قد اختلط بآخره.
التميمي البستي، ابوحاتم محمد بن حبان بن أحمد (المتوفی354 هـ)، الثقات، ج7، ص251 تحقيق السيد شرف الدين أحمد، ناشر: دار الفكر، الطبعة: الأولي، 1395هـ - 1975م.
ابن حجر ایضا یقول فیه هکذا:
عطاء بن السائب أبو محمد ويقال أبو السائب الثقفي الكوفي صدوق اختلط
العسقلاني الشافعي، أحمد بن علي بن حجر ابوالفضل (المتوفی852هـ)، تقريب التهذيب، ج1، ص391تحقيق: محمد عوامة، ناشر: دار الرشيد - سوريا، الطبعة: الأولي، 1406 - 1986.
هذا الشخص بعنوان الراوي جاء في صحيح البخاري هكذا:
حدثني عَمْرُو بن مُحَمَّدٍ حدثنا هُشَيْمٌ أخبرنا أبو بِشْرٍ وَعَطَاءُ بن السَّائِبِ عن سَعِيدِ بن جُبَيْرٍ عن بن عَبَّاسٍ
البخاري الجعفي، ابوعبدالله محمد بن إسماعيل (المتوفی256هـ)، صحيح البخاري، ج5، ص2405، تحقيق د. مصطفي ديب البغا، ناشر: دار ابن كثير، اليمامة - بيروت، الطبعة: الثالثة، 1407 - 1987.
فخلط ليث بن سليم في آخر عمره لم يسبب تضعيفه؛ لأن من المعمول ان العلماء لم ينقلوا عن الرواة التي عندهم خلط.
9. الاستفاضة و تقوية الرواية بالاسانيد العديدة:
كما مرّ سالفا نقلت رواية قلع باب خيبر بيد أمير المؤمنين (ع) بستة وثائق مختلفة على الأقل. حتى لو افترضنا أن كل هذه الوثائق فيها إشكال، فلا نستطيع إنكار حجيتها؛ لأنه حسب قواعد علم الرجال عند اهل السنة، إذا زاد سند الرواية على ثلاثة، و لو كانت جميعها ضعيفة، فإنها تقوي بعضها البعض، و تصير حجة؛ كما قال بدر الدين العيني (المتوفي855هـ) في عمدة القاري نقلا عن محيي الدين النووي هكذا:
وقالَ النَوَوِي في (شرح المهذب): إنَّ الحَدِيْثَ إذا رُوِيَ مِنْ طُرُقٍ وَمُفْرَدَاتُهَا ضِعَافٌ يَحْتَجُّ بِهِ، عَلي أنا نَقُولُ: قَد شَهِدَ لِمَذْهَبِنَا عِدَّةُ أحَادِيْثٍ مِنَ الصَّحَابَةِ بِطُرُقٍ مُخْتَلِفَةٍ كَثِيْرَةٍ يَقَوِّي بَعْضُها بَعْضاً، وَإنْ كانَ كُلُّ وَاحِدٍ ضَعِيْفاً.
العيني، محمود بن أحمد، عمدة القاري شرح صحيح البخاري، ج3، ص307.
ابن تيمية الحرّاني (المتوفي728 هـ) في مجموع الفتاوي يقول هكذا:
تَعَدُّدُ الطُّرُقِ وَكَثْرَتُهَا يُقَوِّي بَعْضُهَا بَعْضاً حتي قد يحصل العلم بها ولو كان الناقلون فجّارا فسّاقا فكيف إذا كانوا علماء عدولا ولكن كثر في حديثهم الغلط.
ابن تيمية الحراني، أحمد عبد الحليم، كتب ورسائل وفتاوي ابن تيمية، ج18، ص26.
محمد ناصر الالباني (المتوفي1420هـ) في ارواء الغليل بعد نقل طُرُق هذه الرواية يقول:
وجملة القول: أن الحديث طرقه كلها لا تخلو من ضعف ولكنه ضعف يسير إذ ليس في شئ منها من اتهم بكذب وإنما العلة الارسال أو سوء الحفظ ومن المقرر في «علم المصطلح» أن الطرق يقوي بعضها بعضا إذا لم يكن فيها متهم.
الالباني، محمد ناصر، إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل، ج1، ص160.
في النتيجة هذه الروايات حتّي لو كانت من حيث السند ضعيفة، مع ذلك هي حجّة و يمكن الاستدلال بها.
10.العمل بالرواية في باب الفضائل لم يحتاج الي سند صحيح:
المقدسي العالم الشهير و من كبار اهل السنة في كتاب الآداب الشريعة في خصوص العمل بالروايات الضعيفة في غير الاحكام و الحلال و الحرام، فتح بابا و قال:
فصل في العمل بالحديث الضعيف وروايته والتساهل في أحاديث الفضائل دون ما تثبت به الأحكام والحلال والحرام والحاجة إلي السنة وكونها بيانا للقرآن يحب اتباعه ولأجل الآثار المذكورة في الفصل قبل هذا ينبغي الإشارة إلي ذكر العمل بالحديث الضعيف والذي قطع به غير واحد ممن صنف في علوم الحديث حكاية عن العلماء أنه يعمل بالحديث الضعيف فيما ليس فيه تحليل ولا تحريم كالفضائل وعن الإمام أحمد ما يوافق هذا
المقدسي، الإمام أبي عبد الله محمد بن مفلح المقدسي (المتوفی 763هـ)، الآداب الشرعية والمنح المرعية، ج2، ص285 تحقيق: شعيب الأرنؤوط / عمر القيام، دار النشر: مؤسسة الرسالة - بيروت - 1417هـ - 1996م، الطبعة: الثانية
النووي ايضا في خصوص العمل بالروايات الضعيفة في غير الاحكام و العقايد يقول:
وقد قدمنا في مواضع أن أهل العلم متفقون علي العمل بالضعيف في غير الأحكام وأصول العقائد
النووي الشافعي، محيي الدين أبو زكريا يحيي بن شرف بن مر بن جمعة بن حزام (المتوفی676 هـ)، المجموع، ج5، ص62 ناشر: دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع، التكملة الثانية.
بهذا البيان لو كان سند رواية الفضائل، ضعيف كذلك يمكن العمل بها.
11. فضائل عمر لم تحتاج الي سند:
الشافعي المقدسي في كتابه الطبقات بعد ذكر قصة عمر و خطابه مع الماء و الارض و تأديبه للارض ينقل هكذا و يقول:
فانظر إلي عمر كيف يخاطب الماء ويكاتبه ويكلم الأرض ويؤدبها وإذا قال لك المغرور أين أصل ذلك في السنة قل أيها المتعثر في أذيال الجهالات أيطالب الفاروق بأصل وإن شئت أصلا فهاك أصولا لا أصلا واحدا
السبكي الشافعي، ابونصر تاج الدين عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي (المتوفی 771هـ)، طبقات الشافعية الكبري، ج2، ص326 تحقيق: د. محمود محمد الطناحي د.عبد الفتاح محمد الحلو، ناشر: هجر للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة: الثانية، 1413هـ.
اذا كان فضائل عمر لم تحتاج الي سند و اصل، فلماذا البعض يتوخي في فضائل الإمام علي عليه السلام الاصل و السند؟!
ملخص المباحث الرجالية:
الف: البخاري و مسلم رويا عن ليث بن أبي سليم؛
ب: شعبة بن الحجاج نقل عنه روايات و هو الذي لم يروي الا عن ثقة و هذا يكفي لاثبات وثاقته؛
ج: يحيي بن معين وثقه و هذا يكفي في توثيقه و لا يستقيم تضعيف الاخرين في مقابل توثيقه؛
د: كثير من علماء اهل السنة وثقوه بصراحة؛
هـ: حسب قول الالباني لم يكن تضعيف الآخرين له من اجل الدفاع عن حديث رسول الله صلي الله عليه و آله؛ بل قاموا بتضعيفه من اجل الأهواء النفسانية؛ بناء علي هذا تضعيفات هؤلاء لم يكن لها قيمة.
و: الخلط في آخر العمر، لم يكن دليلا علي ضعف الرواية؛ لأن بعض رواة البخاري كانوا هكذا و علماء اهل السنة صححوا رواياتهم.
ز: نقلت هذه الرواية عن كم طريق؛ حتي لو كان كلهم من الضعاف. حسب «قاعدة يقوي بعضها بعضا» يقوي بعضها الآخر و هي حجة علي اهل السنة.
ح: هذه الرواية علي الاقل سندها«حسن» و الرواية التي سندها «حسن» هي كالرواية التي سندها «صحيح» تكون حجة علي اهل السنة.
بناء علي هذا مع وجود الرواية الحسنة و الروايات العديدة في قلع باب خيبر بيد الامام علي عليه السلام في كتب اهل السنة، تبين ان هذه المسألة من مسلمات التاريخ و لم تكن شيئا مزعوما و مزيفا كما يدعون بعض علماء اهل السنة. و الشيء الوحيد الذي يمكن قوله عن إنكار هذه الحقيقة من قبل بعض العلماء أنهم يسعون عمياء إلى إنكار فضائل الإمام علي (ع) بأي ثمن بسبب تعصبهم الأعمي، لدرجة أن رواة هذه الرواية و هم عبد الله بن الحسن و الإمام الباقر (ع) و أبي رافع و غيره، الذين يحترمهم أهل السنة، يعتبرونهم كأناس عاديين بقول "يروونه عن رعاع الناس".
اعتراف علماء اهل السنة و الوهابية بقلع باب خيبر بيد الإمام علي عليه السلام
و قد وردت حتى الآن روايات عن أهل السنة تثبت أن أمير المؤمنين (ع) قلع باب قلعة خيبر التي يحتاج الي عشرات لفتحه و إغلاقه، و وضعه جسراً على الخندق الذي حفروا خلفه. اجتازها جنود المسلمين و استولوا على القلعة.
و سنشير في هذا الباب إلى أقوال علماء اهل السنة الذين اعتبروا هذه المسألة أمرا مفروغا عنه ، و استشهدوا بها من فضائل أميرالمؤمنين عليه السلام.
عمرو بن ابي عاصم (المتوفی 287هـ):
عمرو بن ابي عاصم في كتاب السنه، يعتبر قلع باب خيبر من فضائل الإمام علي عليه السلام و يقول:
ومن فضائله التي أبانه الله بها تزويجه بفاطمة وولده الحسن والحسين رحمه الله عليهما وحمله باب خيبر وقتله مرحبا وأشياء يكثر ذكرها
الشيباني، عمرو بن أبي عاصم الضحاك (المتوفی287هـ)، السنة، ج2، ص646، تحقيق: محمد ناصر الدين الألباني، ناشر: المكتب الإسلامي - بيروت، الطبعة: الأولي، 1400هـ.
اليعقوبي (المتوفی 292هـ):
اليعقوبي بعد نقل قضیة فتح خيبر یقول:
واقتلع باب الحصن وكان حجارة طوله أربع أذرع في عرض ذراعين في سمك ذراع فرمي به علي بن أبي طالب خلفه ودخل الحصن ودخله المسلمون
اليعقوبي، أحمد بن أبي يعقوب بن جعفر بن وهب بن واضح (المتوفی292هـ)، تاريخ اليعقوبي، ج2، ص56، ناشر: دار صادر - بيروت
الخوارزمي (المتوفی 383هـ):
هو يقول فی قضیة قلع باب خيبر هکذا:
فصلي الله عليه...وعلي الذي بيده باب خيبر قالع
الخوارزمي، أبي بكر محمد بن العباس (المتوفي:383هـ)، مفيد العلوم و مبيد الهموم،ص9، الناشر: المكتبة العنصرية، بيروت، عام النشر: 1418 هـ
فخر الرازي (المتوفی 604هـ):
فخر الرازي یقول هنا هکذا:
قال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: والله ما قلعت باب خيبر بقوة جسدانية ولكن بقوة ربانية.
الرازي الشافعي، فخر الدين محمد بن عمر التميمي (المتوفی604هـ)، التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب، ج21، ص77 ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة: الأولي، 1421هـ - 2000م.
التلمساني البري (المتوفی 644هـ):
هو يعترف بهذه القضية هكذا:
والله ما اقتلعت باب خيبر بقوة جسدانيَّة ولا بحركة غذائية.
الانصاري التلمساني، محمد بن أبي بكر المعروف بالبري (المتوفی644هـ) الجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة، ج1، ص298طبق برنامج الجامع الكبير.
ابن ابي الحديد (المتوفي 655هـ):
هو يقول هنا هكذا:
وهو الذي قلع باب خيبر، واجتمع عليه عصبة من الناس ليقلبوه فلم يقلبوه، وهو الذي اقتلع هبل من أعلي الكعبة وكان عظيما جدا، وألقاه إلي الأرض، وهو الذي اقتلع الصخرة العظيمة في أيام خلافته عليه السلام بيده بعد عجز الجيش كله عنها، وأنبط الماء من تحتها.
إبن أبي الحديد المدائني المعتزلي، ابوحامد عز الدين بن هبة الله بن محمد بن محمد (المتوفی655 هـ)، شرح نهج البلاغة، ج1، ص20، تحقيق محمد عبد الكريم النمري، ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان، الطبعة: الأولي، 1418هـ - 1998م..
ابن ابي الحديد فی موضع آخر یقول:
ونحو قول علي: والله ما قلعت باب خيبر بقوة جسدانية، بل بقوة إلهية.
إبن أبي الحديد المدائني المعتزلي، ابوحامد عز الدين بن هبة الله بن محمد بن محمد (المتوفی655 هـ)، شرح نهج البلاغة، تحقيق محمد عبد الكريم النمري، ج5، ص5 ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان، الطبعة: الأولي، 1418هـ - 1998م.
في موضع آخر يقول ايضا:
والله ما قلعت باب خيبر، ودكدكت حصن يهود بقوة جسمانية بل بقوة إلهية.
إبن أبي الحديد المدائني المعتزلي، ابوحامد عز الدين بن هبة الله بن محمد بن محمد (المتوفی655 هـ)، شرح نهج البلاغة، ج20، ص169، تحقيق محمد عبد الكريم النمري، ج5، ص5 ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان، الطبعة: الأولي، 1418هـ - 1998م.
نظام الدين النيسابوري (المتوفي 728هـ):
هذا العالم من اهل السنة ايضا يعترف في موضعين من تفسيره بقلع باب خيبر و يقول:
والله ما قلعت باب خيبر بقوة جسدانية
النيسابوري، نظام الدين الحسن بن محمد بن حسين المعروف بالنظام الأعرج (المتوفی 728 هـ)، تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان، ج4، ص418 و ج5، ص29، تحقيق: الشيخ زكريا عميران، ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان، الطبعة: الأولي، 1416هـ - 1996م
ابن تيمية(المتوفی 728هـ):
ابن تيمية يقول هنا هكذا:
ولكن المعروف عند اهل العلم ان عليا قلع باب خيبر
ابن تيميه الحراني الحنبلي، ابوالعباس أحمد عبد الحليم (المتوفی 728 هـ)، كتب ورسائل وفتاوي شيخ الإسلام ابن تيمية، ج18، ص362، تحقيق: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي النجدي، ناشر: مكتبة ابن تيمية، الطبعة: الثانية.
هو يقول ايضا في كتاب منهاج السنة ضمن الجواب عن سؤال في صحة فتح خيبر بيد علي عليه السلام هكذا:
وقد روي أن عليا اقتلع باب الحصن وأما جعله جسرا فلا
ابن تيميه الحراني الحنبلي، ابوالعباس أحمد عبد الحليم (المتوفی 728 هـ)، منهاج السنة النبوية، ج8، ص122، تحقيق: د. محمد رشاد سالم، ناشر: مؤسسة قرطبة، الطبعة: الأولي، 1406هـ
الذهبي (المتوفي 748هـ):
الذهبي ايضا يعترف بقلع باب خيبر بيد الإمام علي عليه السلام و يقول:
وقد روي أن عليا اقتلع الباب أما كونه يغلقه عشرون رجلا وأنه جعل جسرا فلا أصل له
الذهبي،: أبو عبد الله محمد بن عثمان الذهبي الوفاة: 748هـ، المنتقي من منهاج الاعتدال في نقض كلام أهل الرفض والاعتزال، ج1، ص518 تحقيق: محب الدين الخطيب دارالنشر:
قاضي عضد الدين الايجي (المتوفي 756هـ):
الايجي ايضا بعد ذكر ان الشيعة ذكرت قلع باب خيبر من الادلة علي خلافة الإمام علي عليه السلام لم يذكر اشكالا:
مزيد قوته حتي قلع باب خيبر بيده وقال « ما قلعت باب خيبر بقوة جسمانية لكن بقوة إلهية »
الإيجي، عضد الدين (المتوفي756هـ)، كتاب المواقف، ج3، ص628 تحقيق: عبد الرحمن عميرة، ناشر: دار الجيل، لبنان، بيروت، الطبعة: الأولي، 1417هـ، 1997م
الزركشي (المتوفي 794هـ):
الزركشي بعد نقل قول الذين يعتبرون روايات قلع باب خيبر مزيفة، يقوم برده و يقول:
زعم العلماء ان هذا الحديث لا اصل له وانما يروي عن رعاع الناس وليس كما قال فقد أخرجه ابن اسحاق في سيرته عن أبي رافع وان سبعة لم يقلبوه
الزركشي المصري الحنبلي، شمس الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الله (المتوفی794هـ)، اللآلئ المنثورة في الأحاديث المشهورة المعروف بـ ( التذكرة في الأحاديث المشتهرة )، ج1، ص166 تحقيق: مصطفي عبد القادر عطا، ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة: الأولي، 1406 هـ ـ 1986م.
ابن حجر الهيثمي (المتوفي 973هـ):
ابن حجر ايضا يقول:
وحمل يومئذ باب حصنها علي ظهره حتي صعد المسلمون عليه ففتحوها وأنهم جروه بعد ذلك فلم يحمله إلا أربعون رجلا وفي رواية أنه تناول بابا من الحصن حصن خيبر فتترس به عن نفسه فلم يزل يقاتل وهو في يده حتي فتح الله عليهم ثم ألقاه فأراد ثمانية أن يلقوه فما استطاعوا
الهيثمي، ابوالعباس أحمد بن محمد بن علي ابن حجر (المتوفی973هـ)، الصواعق المحرقة علي أهل الرفض والضلال والزندقة، ج2، ص352، تحقيق عبد الرحمن بن عبد الله التركي - كامل محمد الخراط، ناشر: مؤسسة الرسالة - لبنان، الطبعة: الأولي، 1417هـ - 1997م.
عبدالقادر العيدروسي (المتوفي 1037هـ):
عبدالقادر ايضا يقول:
والله ما قلعت باب خيبر بقوة جسدانية
العيدروسي، عبد القادر بن شيخ بن عبد الله المتوفي: 1037، تاريخ النور السافر عن أخبار القرن العاشر، ج1، ص81 دار النشر: دار الكتب العلمية - بيروت - 1405، الطبعة: الأولي
برهان الدين الحلبي (المتوفي 1044هـ):
الحلبي ايضا ضمن رد قول المنكرين لقلع باب خيبر بيد الإمام عليه السلام، يعترف باصل قلع باب خيبر و يقول:
قال بعضهم وطرق حديث الباب كلها واهية وفي بعضها قال الذهبي إنه منكر وفي الإمتاع وزعم بعضهم أن حمل علي كرم الله وجهه الباب لا أصل له وإنما يروي عن رعاع الناس وليس كذلك ثم ذكر جملة ممن خرجه من الحفاظ
الحلبي، علي بن برهان الدين (المتوفی1044هـ)، السيرة الحلبية في سيرة الأمين المأمون، ج2، ص737 ناشر: دار المعرفة - بيروت - 1400.
ابو سعيد الخادمي الحنفي (المتوفي 1156هـ):
ابو سعيد ايضا في كتابه بريقة محمودية يقول:
وَتَوَاتَرَتْ وَقْعَتُهُ فِي خَيْبَرَ وَغَيْرِهِ وَأَنَّهُ اُشْتُهِرَ حُسْنُ خُلُقِهِ وَمَزِيدُ قُوَّتِهِ فِي بَدَنِهِ حَتَّي قَلَعَ بَابَ خَيْبَرَ بِيَدِهِ
الخادمي، أبو سعيد محمد بن محمد (المتوفی 1156هـ) بريقة محمودية،ج2، ص9، حسب برنامج الجامع الكبير.
ابن عثيمين (المتوفي 1421هـ):
ابن عثيمين الذي هو من علماء الوهابية، بعد الحمد و الثناء و بعد الصلاة علي النبي صلي الله عليه و آله و الخلفاء يقول:
صلي الله عليه....علي علي قالع باب خيبر ومُزَلْزِل حصونه
العثيمين، محمد بن صالح بن محمد (المتوفي: 1421هـ)، مجموع فتاوي ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين، جمع وترتيب: فهد بن ناصر بن إبراهيم السليمان، الناشر: دار الوطن - دار الثريا، الطبعة: الأخيرة - 1413 هـ
روايات الشيعة
مصادر الشيعة تحتوي روايات عديدة تشير الي قلع باب خيبر بيد الإمام علي عليه السلام حسب ان هذه الرواية في الابواب المختلفة من كتب الشيعة عديدة و بل هي متواترة، فالآن نذكر لحضرتكم ثلاثة عشرة رواية بهذا الموضوع من باب التيمن و التبرك.
من الطبيعي انه مع الالتفات الي تواتر هذه الروايات، فلم نحتاج الي دراسة في السند.
الرواية الاولي
الشيخ الصدوق رحمة الله عليه يذكر رواية عن ابي سعيد الخدري هكذا:
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِيسَ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَي بْنِ عِمْرَانَ الْأَشْعَرِيِّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُذَافِرٍ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَزَوَّرِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: أَتَتْ فَاطِمَةُ عليها السلام النَّبِيَّ فَذَكَرَتْ عِنْدَهُ ضَعْفَ الْحَالِ فَقَالَ لَهَا أَ مَا تَدْرِينَ مَا مَنْزِلَةُ عَلِيٍّ عِنْدِي كَفَانِي أَمْرِي وهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً وضَرَبَ بَيْنَ يَدَيَّ بِالسَّيْفِ وهُوَ ابْنُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً وقَتَلَ الْأَبْطَالَ وهُوَ ابْنُ تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً وفَرَّجَ هُمُومِي وهُوَ ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةً ورَفَعَ بَابَ خَيْبَرَ وهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وعِشْرِينَ سَنَةً كَامِلَةً وكَانَ لَا يَرْفَعُهُ خَمْسُونَ رَجُلًا قَالَ فَأَشْرَقَ لَوْنُ فَاطِمَةَ ولَمْ تَقَرَّ قَدَمَاهَا حَتَّي أَتَتْ عَلِيّاً عليه السلام فَأَخْبَرَتْهُ فَقَالَ كَيْفَ لَوْ حَدَّثْتُكِ بِفَضْلِ اللَّهِ عَلَيَّ كُلِّه
الصدوق، ابوجعفر محمد بن علي بن الحسين (المتوفی381هـ)، الأمالي، ص483، تحقيق و نشر: قسم الدراسات الاسلامية - مؤسسة البعثة - قم، الطبعة: الأولي، 1417هـ.
و قد وردت هذه الرواية في المصادر المذكورة في الذيل ايضا:
الطبري، محمد بن جرير الطبري ( الشيعي المتوفی قرن 4) دلائل الامامة،-، ص70، تحقيق: قسم الدراسات الإسلامية - مؤسسة البعثة - قم، چاپ: الأولي، سنة الطبع: 1413، ناشر: مركز الطباعة والنشر في مؤسسة البعثة
الإربلي، أبو الحسن علي بن عيسي بن أبي الفتح (المتوفی693هـ)، كشف الغمة في معرفة الأئمة، - ج2، ص28،ناشر: دار الأضواء ـ بيروت، الطبعة الثانية، 1405هـ ـ 1985م.
البحراني، السيد هاشم البحراني، المتوفی: 1107، حلية الأبرار، ج2، ص84، تحقيق: الشيخ غلام رضا مولانا البروجردي، ناشر: مؤسسة المعارف الإسلامية - قم - ايران، سنة الطبع: 1414 الطبعة: الأولي
المجلسي، محمد باقر (المتوفی 1111هـ)، بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار، ج40، ص7، تحقيق: محمد الباقر البهبودي، ناشر: مؤسسة الوفاء - بيروت - لبنان، الطبعة: الثانية المصححة، 1403هـ - 1983م.
النجفي المرعشي، سيد شهاب الدين (المتوفی1411هـ)، شرح إحقاق الحق، ج18، ص171، تحقيق، تعليق و نشر: السيد شهاب الدين المرعشي النجفي / تصحيح: السيد إبراهيم الميانجي
الشيخ الطوسي ايضا باختلاف يسير من نص الحديث، ينقل هكذا:
بِالْإِسْنَادِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِيسَ (رَحِمَهُ اللَّهُ)، قَالَ:حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَي بْنِ عِمْرَانَ الْأَشْعَرِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُذَافِرٍ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَزَوَّرِ، عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: أَتَتْ فَاطِمَةُ (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهَا) ذَاتَ يَوْمٍ أبيها [أَبَاهَا] (صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ)، فَذَكَرَتْ عِنْدَهُ ضَعْفَ الْحَالِ فَقَالَ لَهَا: أَ مَا تَدْرِينَ مَا مَنْزِلَةُ عَلِيٍّ عِنْدِي كَفَانِي أَمْرِي وهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً، وضَرَبَ بَيْنَ يَدَيَّ بِالسَّيْفِ وهُوَ ابْنُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً، وقَتَلَ الْأَبْطَالَ وهُوَ ابْنُ تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً، وفَرَّجَ هُمُومِي وَهُوَ ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةً، وقَلَعَ بَابَ خَيْبَرَ وَهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ سَنَةً، وكَانَ لَا يَقْلَعُهُ خَمْسُونَ رَجُلًا.قال: فَأَشْرَقَ لَوْنُ فَاطِمَةَ (عَلَيْهَا السَّلَامُ) ولَمْ تَقِرَّ قَدَماً عَلَي الْأَرْضِ حَتَّي أَتَتْ عَلِيّاً (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَأَخْبَرَتْهُ. فَقَالَ: كَيْفَ ولَوْ حَدَّثَكَ بِفَضْلِ اللَّهِ عَلَيَّ كُلِّه
الطوسي، الشيخ ابوجعفر محمد بن الحسن بن علي بن الحسن (المتوفی460هـ)، الأمالي، ص439، تحقيق: قسم الدراسات الاسلامية - مؤسسة البعثة، ناشر: دار الثقافة ـ قم، الطبعة: الأولي، 1414هـ الأمالي-
الرواية الثانية
الشيخ المفيد ينقل رواية طويلة في قلع باب خيبر و جعله جسرا بيد الإمام علي عليه السلام هكذا:
فَرَوَي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَي الْأَزْدِيُّ عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ الْيَسَعِ وعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ هِشَامٍ ومُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وغَيْرِهِمْ مِنْ أَصْحَابِ الْآثَارِ قَالُوا لَمَّا دَنَا رَسُولُ اللَّهِ، صمِنْ خَيْبَرَ قَالَ لِلنَّاسِ قِفُوا فَوَقَفَ النَّاسُ فَرَفَعَ يَدَيْهِ إِلَي السَّمَاءِ وقَالَ اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ ومَا أَظْلَلْنَ ورَبَّ الْأَرَضِينَ السَّبْعِ ومَا أَقْلَلْنَ ورَبَّ الشَّيَاطِينِ ومَا أَضْلَلْنَ أَسْأَلُكَ خَيْرَ هَذِهِ الْقَرْيَةِ وخَيْرَ مَا فِيهَا وأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وشَرِّ مَا فِيهَا ثُمَّ نَزَلَ تَحْتَ شَجَرَةٍ فِي الْمَكَانِ فَأَقَامَ وأَقَمْنَا بَقِيَّةَ يَوْمِنَا ومِنْ غَدِهِ. » فَلَمَّا كَانَ نِصْفُ النَّهَارِ نَادَانَا مُنَادِي رَسُولِ اللَّهِ، صفَاجْتَمَعْنَا إِلَيْهِ فَإِذَا عِنْدَهُ رَجُلٌ جَالِسٌ فَقَالَ إِنَّ هَذَا جَاءَنِي وأَنَا نَائِمٌ فَسَلَّ سَيْفِي وقَالَ يَا مُحَمَّدُ مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي الْيَوْمَ قُلْتُ اللَّهُ يَمْنَعُنِي مِنْكَ فَشَامَ السَّيْفَ وهُوَ جَالِسٌ كَمَا تَرَوْنَ لَا حَرَاكَ بِهِ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ لَعَلَّ فِي عَقْلِهِ شَيْئاً فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ نَعَمْ دَعُوهُ ثُمَّ صَرَفَهُ ولَمْ يُعَاقِبْهُ.
وَ حَاصَرَ رَسُولُ اللَّهِ، صخَيْبَرَ بِضْعاً وعِشْرِينَ لَيْلَةً وكَانَتِ الرَّايَةُ يَوْمَئِذٍ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام فَلَحِقَهُ رَمَدٌ أَعْجَزَهُ عَنِ الْحَرْبِ وكَانَ الْمُسْلِمُونَ يُنَاوِشُونَ الْيَهُودَ مِنْ بَيْنِ أَيْدِي حُصُونِهِمْ وجَنَبَاتِهَا.
فَلَمَّا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ فَتَحُوا الْبَابَ وقَدْ كَانُوا خَنْدَقُوا عَلَي أَنْفُسِهِمْ وخَرَجَ مَرْحَبٌ بِرِجْلِهِ يَتَعَرَّضُ لِلْحَرْبِ فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ، صأَبَا بَكْرٍ فَقَالَ لَهُ خُذِ الرَّايَةَ فَأَخَذَهَا فِي جَمْعٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ فَاجْتَهَدَ ولَمْ يُغْنِ شَيْئاً فَعَادَ يُؤَنِّبُ الْقَوْمَ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ ويُؤَنِّبُونَهُ.فلما كَانَ مِنَ الْغَدِ تَعَرَّضَ لَهَا عُمَرُ فَسَارَ بِهَا غَيْرَ بَعِيدٍ ثُمَّ رَجَعَ يُجَبِّنُ أَصْحَابَهُ ويُجَبِّنُونَهُ فَقَالَ النَّبِيُّ، صلَيْسَتْ هَذِهِ الرَّايَةُ لِمَنْ حَمَلَهَا جِيئُونِي بِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَقِيلَ لَهُ إِنَّهُ أَرْمَدُ قَالَ أَرُونِيهِ تُرُونِي رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ ورَسُولَهُ ويُحِبُّهُ اللَّهُ ورَسُولُهُ يَأْخُذُهَا بِحَقِّهَا لَيْسَ بِفَرَّارٍ فَجَاءُوا بِعَلِيٍّ عليه السلام يَقُودُونَهُ إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ، صمَا تَشْتَكِي يَا عَلِيُّ قَالَ رَمَدٌ مَا أُبْصِرُ مَعَهُ وصُدَاعٌ بِرَأْسِي فَقَالَ لَهُ اجْلِسْ وضَعْ رَأْسَكَ عَلَي فَخِذِي فَفَعَلَ عَلِيٌّ عليه السلام ذَلِكَ فَدَعَا لَهُ النَّبِيُّ، صوَ تَفَلَ فِي يَدِهِ فَمَسَحَهَا عَلَي عَيْنَيْهِ ورَأْسِهِ فَانْفَتَحَتْ عَيْنَاهُ وسَكَنَ مَا كَانَ يَجِدُهُ مِنَ الصُّدَاعِ وقَالَ فِي دُعَائِهِ لَهُ اللَّهُمَّ قِهِ الْحَرَّ والْبَرْدَ وأَعْطَاهُ الرَّايَةَ وكَانَتْ رَايَةً بَيْضَاءَ وقَالَ لَهُ خُذِ الرَّايَةَ وامْضِ بِهَا فَجَبْرَئِيلُ مَعَكَ والنَّصْرُ أَمَامَكَ والرُّعْبُ مَبْثُوثٌ فِي صُدُورِ الْقَوْمِ واعْلَمْ يَا عَلِيُّ أَنَّهُمْ يَجِدُونَ فِي كِتَابِهِمْ أَنَّ الَّذِي يُدَمِّرُ عَلَيْهِمُ اسْمُهُ إِلْيَا فَإِذَا لَقِيتَهُمْ فَقُلْ أَنَا عَلِيٌّ فَإِنَّهُمْ يُخْذَلُونَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ قَالَ عَلِيٌّ عليه السلام فَمَضَيْتُ بِهَا حَتَّي أَتَيْتُ الْحُصُونَ فَخَرَجَ مَرْحَبٌ وعَلَيْهِ مِغْفَرٌ وحَجَرٌ قَدْ ثَقَبَهُ مِثْلَ الْبَيْضَةِ عَلَي رَأْسِهِ وهُوَ
يَرْتَجِزُ ويَقُولُ
قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَرْحَبٌ شَاكٍ سِلَاحِي بَطَلٌ مُجَرَّبٌ
فَقُلْتُ
أَنَا الَّذِي سَمَّتْنِي أُمِّي حَيْدَرَةً لَيْثٌ لِغَابَاتٍ شَدِيدٌ قَسْوَرَةٌ
أَكِيلُكُمْ بِالسَّيْفِ كَيْلَ السَّنْدَرَةِ
فَاخْتَلَفْنَا ضَرْبَتَيْنِ فَبَدَرْتُهُ فَضَرَبْتُهُ فَقَدَدْتُ الْحَجَرَ والْمِغْفَرَ ورَأْسَهُ حَتَّي وَقَعَ السَّيْفُ فِي أَضْرَاسِهِ فَخَرَّ صَرِيعاً.
وَ جَاءَ فِي الْحَدِيثِ: أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام لَمَّا قَالَ أَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَالَ حِبْرٌ مِنْ أَحْبَارِ الْقَوْمِ غُلِبْتُمْ ومَا أُنْزِلَ عَلَي مُوسَي فَدَخَلَ قُلُوبَهُمْ مِنَ الرُّعْبِ مَا لَمْ يُمْكِنْهُمْ مَعَهُ الِاسْتِيطَانُ بِهِ. وَ لَمَّا قَتَلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام مَرْحَباً رَجَعَ مَنْ كَانَ مَعَهُ وأَغْلَقُوا بَابَ الْحِصْنِ عَلَيْهِمْ دُونَهُ فَصَارَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام إِلَيْهِ فَعَالَجَهُ حَتَّي فَتَحَهُ وأَكْثَرُ النَّاسِ مِنْ جَانِبِ الْخَنْدَقِ لَمْ يَعْبُرُوا مَعَهُ فَأَخَذَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام بَابَ الْحِصْنِ فَجَعَلَهُ عَلَي الْخَنْدَقِ جِسْراً لَهُمْ حَتَّي عَبَرُوا فَظَفِرُوا بِالْحِصْنِ ونَالُوا الْغَنَائِمَ. فَلَمَّا انْصَرَفُوا مِنَ الْحُصُونِ أَخَذَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ بِيُمْنَاهُ فَدَحَا بِهِ أَذْرُعاً مِنَ الْأَرْضِ وكَانَ الْبَابُ يُغْلِقُهُ عِشْرُونَ رَجُلًا مِنْهُمْ.
وَ لَمَّا فَتَحَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام الْحِصْنَ وقَتَلَ مَرْحَباً وأَغْنَمَ اللَّهُ الْمُسْلِمِينَ أَمْوَالَهُمْ اسْتَأْذَنَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ رَسُولَ اللَّهِ أَنْ يَقُولَ شِعْراً فَقَالَ لَهُ قُلْ فَأَنْشَأَ يَقُولُ
وَ كَانَ عَلِيٌّ أَرْمَدَ الْعَيْنِ يَبْتَغِي دَوَاءً فَلَمَّا لَمْ يُحِسَّ مُدَاوِياً
شَفَاهُ رَسُولُ اللَّهِ مِنْهُ بِتَفْلَةٍ فَبُورِكَ مَرْقِيّاً وبُورِكَ رَاقِياً
وَ قَالَ سَأُعْطِي الرَّايَةَ الْيَوْمَ صَارِماً كَمِيّاً مُحِبّاً لِلرَّسُولِ مُوَالِياً «
يُحِبُّ إِلَهِي وعَ الْإِلَهُ يُحِبُّهُ بِهِ يَفْتَحُ اللَّهُ الْحُصُونَ الْأَوَابِيَا
فَأَصْفَي بِهَا دُونَ الْبَرِيَّةِ كُلِّهَا عَلِيّاً وسَمَّاهُ الْوَزِيرَ الْمُؤَاخِيَا
الشيخ المفيد، محمد بن محمد بن النعمان ابن المعلم أبي عبد الله العكبري البغدادي (المتوفی413 هـ)، الإرشاد في معرفة حجج الله علي العباد، تحقيق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لتحقيق التراث، ج1، ص124 ناشر: دار المفيد للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان، الطبعة: الثانية، 1414هـ - 1993 م.
الرواية الثالثة
كذلك ينقل الشيخ المفيد رواية اخري هكذا:
قَدْ رَوَي أَصْحَابُ الْآثَارِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْجَدَلِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام يَقُولُ لَمَّا عَالَجْتُ بَابَ خَيْبَرَ جَعَلْتُهُ مِجَنّاً لِي وَقَاتَلْتُ الْقَوْمَ فَلَمَّا أَخْزَاهُمُ اللَّهُ وَضَعْتُ الْبَابَ عَلَي حِصْنِهِمْ طَرِيقاً ثُمَّ رَمَيْتُ بِهِ فِي خَنْدَقِهِمْ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ لَقَدْ حَمَلْتَ مِنْهُ ثِقْلًا فَقَالَ مَا كَانَ إِلَّا مِثْلَ جُنَّتِيَ الَّتِي فِي يَدِي فِي غَيْرِ ذَلِكَ الْمَقَامِ.
هو يقول في الاستمرار هكذا:
وَ ذَكَرَ أَصْحَابُ السِّيَرِ أَنَّ الْمُسْلِمِينَ لَمَّا انْصَرَفُوا مِنْ خَيْبَرَ رَامُوا حَمْلَ الْبَابِ فَلَمْ يُقِلَّهُ مِنْهُمْ إِلَّا سَبْعُونَ رَجُلًا.
الشيخ المفيد، محمد بن محمد بن النعمان ابن المعلم أبي عبد الله العكبري البغدادي (المتوفی413 هـ)، الإرشاد في معرفة حجج الله علي العباد، تحقيق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لتحقيق التراث، ج1، ص128 ناشر: دار المفيد للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان، الطبعة: الثانية، 1414هـ - 1993 م.
الإربلي، أبو الحسن علي بن عيسي بن أبي الفتح (المتوفی693هـ)، كشف الغمة في معرفة الأئمة، - ج2، ص215،ناشر: دار الأضواء ـ بيروت، الطبعة الثانية، 1405هـ ـ 1985م.
المجلسي، محمد باقر (المتوفی1111هـ)، بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار، ج21، ص17، تحقيق: محمد الباقر البهبودي، ناشر: مؤسسة الوفاء - بيروت - لبنان، الطبعة: الثانية المصححة، 1403هـ - 1983م.
الرواية الرابعة
الطبرسي ينقل رواية عن الامام الباقر عليه السلام هكذا:
قَالَ أَبَانٌ وحَدَّثَنِي زُرَارَةُ قَالَ قَالَ الْبَاقِرُ عليه السلام انْتَهَي إِلَي بَابِ الْحِصْنِ وقَدْ أُغْلِقَ فِي وَجْهِهِ فَاجْتَذَبَهُ اجْتِذَاباً وتَتَرَّسَ بِهِ ثُمَّ حَمَلَهُ عَلَي ظَهْرِهِ وَاقْتَحَمَ الْحِصْنَ اقْتِحَاماً واقْتَحَمَ الْمُسْلِمُونَ والْبَابُ عَلَي ظَهْرِهِ قَالَ فَوَ اللَّهِ مَا لَقِيَ عَلِيٌّ عليه السلام مِنَ النَّاسِ تَحْتَ الْبَابِ أَشَدَّ مِمَّا لَقِيَ مِنَ الْبَابِ ثُمَّ رَمَي بِالْبَابِ رَمْياً وخَرَجَ الْبَشِيرُ إِلَي رَسُولِ اللَّهِ، صأَنَّ عَلِيّاً دَخَلَ الْحِصْنَ فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ فَخَرَجَ عَلِيٌّ يَتَلَقَّاهُ فَقَالَ قَدْ بَلَغَنِي نَبَؤُكَ الْمَشْكُورُ وصَنِيعُكَ الْمَذْكُورُ قَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْكَ ورَضِيتُ أَنَا عَنْكَ فَبَكَي عَلِيٌّ عليه السلام فَقَالَ لَهُ مَا يُبْكِيكَ يَا عَلِيُّ قَالَ فَرَحاً بِأَنَّ اللَّهَ ورَسُولَهُ عَنِّي رَاضِيَانِ قَالَ وأَخَذَ عَلِيٌّ فِيمَنْ أَخَذَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ فَدَعَا بِلَالًا فَدَفَعَهَا إِلَيْهِ وقَالَ لَهُ لَا تَضَعْهَا إِلَّا فِي يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّي يَرَي فِيهَا رَأْيَهُ فَأَخْرَجَهَا بِلَالٌ ومَرَّ بِهَا إِلَي رَسُولِ اللَّهِ عَلَي الْقَتْلَي وقَدْ كَادَتْ تَذْهَبُ رُوحُهَا جَزَعاً فَقَالَ أَنُزِعَتْ مِنْكَ الرَّحْمَةُ يَا بِلَالُ ثُمَّ اصْطَفَاهَا، صلِنَفْسِهِ ثُمَّ أَعْتَقَهَا وتَزَوَّجَهَا قَالَ فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ، صمِنْ خَيْبَرَ عَقَدَ لِوَاءً ثُمَّ قَالَ مَنْ يَقُومُ فَيَأْخُذُهُ بِحَقِّهِ وهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَبْعَثَ بِهِ إِلَي حَوَائِطِ فَدَكٍ فَقَامَ الزُّبَيْرُ إِلَيْهِ فَقَالَ أَنَا فَقَالَ لَهُ أَمِطْ عَنْهُ ثُمَّ قَامَ سَعْدٌ فَقَالَ أَمِطْ عَنْهُ ثُمَّ قَالَ يَا عَلِيُّ قُمْ إِلَيْهِ فَخُذْهُ فَأَخَذَهُ فَبَعَثَ بِهِ إِلَي فَدَكٍ فَصَالَحَهُمْ عَلَي أَنْ يَحْقِنَ دِمَاءَهُمْ فَكَانَتْ حَوَائِطُ فَدَكٍ لِرَسُولِ اللَّهِ خَاصّاً خَالِصاً فَنَزَلَ جَبْرَئِيلُ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ يَأْمُرُكَ أَنْ تُؤْتِيَ ذَوِي الْقُرْبَي حَقَّهُ فَقَالَ يَا جَبْرَئِيلُ ومَنْ قَرَابَاتِي ومَا حَقُّهَا قَالَ فَاطِمَةُ فَأَعْطِهَا حَوَائِطَ فَدَكٍ ومَا لِلَّهِ ولِرَسُولِهِ فِيهَا فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ، صفَاطِمَةَ عليه السلام وَ كَتَبَ لَهَا كِتَاباً جَاءَتْ بِهِ بَعْدَ مَوْتِ أَبِيهَا إِلَي أَبِي بَكْرٍ وقَالَتْ هَذَا كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ، صلِي ولِابْنَيَّ قَالَ ولَمَّا فَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ، صخَيْبَرَ أَتَاهُ الْبَشِيرُ بِقُدُومِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وأَصْحَابِهِ مِنَ الْحَبَشَةِ إِلَي الْمَدِينَةِ فَقَالَ مَا أَدْرِي بِأَيِّهِمَا أُسَرُّ بِفَتْحِ خَيْبَرَ أَمْ بِقُدُومِ جَعْفَر
الطبرسي، أبي علي الفضل بن الحسن (المتوفی548هـ)، إعلام الوري بأعلام الهدي، - ج1، ص 208تحقيق و نشر: تحقيق مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم، الطبعة: الأولي، 1417هـ.
ابن شهرآشوب، رشيد الدين أبي عبد الله محمد بن علي السروي المازندراني (المتوفی588هـ)، مناقب آل أبي طالب، ج2، ص125 تحقيق: لجنة من أساتذة النجف الأشرف، ناشر: المكتبة والمطبعة الحيدرية، 1376هـ ـ 1956م.
المجلسي، محمد باقر (المتوفی 1111هـ)، بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار،- ج21، ص22 تحقيق: محمد الباقر البهبودي، ناشر: مؤسسة الوفاء - بيروت - لبنان، الطبعة: الثانية المصححة، 1403هـ - 1983م.
الرواية الخامسة
ابن شهرآشوب في كتاب المناقب ينقل رواية هكذا:
أَبُو الْقَاسِمِ مَحْفُوظٌ الْبُسْتِيُّ فِي كِتَابِ الدَّرَجَاتِ- أَنَّهُ حَمَلَ بَعْدَ قَتْلِ مَرْحَبٍ عَلَيْهِمْ فَانْهَزَمُوا إِلَي الْحِصْنِ فَتَقَدَّمَ إِلَي بَابِ الْحِصْنِ وَضَبَطَ حَلْقَتَهُ وكَانَ وَزْنُهَا أَرْبَعِينَ مَنّاً وهَزَّ الْبَابَ فَارْتَعَدَ الْحِصْنُ بِأَجْمَعِهِ حَتَّي ظَنُّوا زَلْزَلَةً ثُمَّ هَزَّهُ أُخْرَي فَقَلَعَهُ ودَحَا بِهِ فِي الْهَوَاءِ أَرْبَعِينَ ذِرَاعاً.
ابن شهرآشوب، رشيد الدين أبي عبد الله محمد بن علي السروي المازندراني (المتوفی588هـ)، مناقب آل أبي طالب، ج2، ص125تحقيق: لجنة من أساتذة النجف الأشرف، ناشر: المكتبة والمطبعة الحيدرية، 1376هـ ـ 1956م.
المجلسي، محمد باقر (المتوفی 1111هـ)، بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار، ج41، ص280 تحقيق: محمد الباقر البهبودي، ناشر: مؤسسة الوفاء - بيروت - لبنان، الطبعة: الثانية المصححة، 1403هـ - 1983م.
الرواية السادسة
ابن شهر آشوب في استمرار الرواية السابقة ينقل رواية اخري عن ابي سعيد الخدري هكذا:
أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ وَهَزَّ حِصْنَ خَيْبَرَ حَتَّي قَالَتْ صَفِيَّةُ قَدْ كُنْتُ جَلَسْتُ عَلَي طَاقٍ كَمَا تَجْلِسُ الْعَرُوسُ فَوَقَعْتُ عَلَي وَجْهِي فَظَنَنْتُ الزَّلْزَلَةَ فَقِيلَ هَذَا عَلِيٌّ هَزَّ الْحِصْنَ يُرِيدُ أَنْ يَقْلَعَ الْبَاب
ابن شهرآشوب، رشيد الدين أبي عبد الله محمد بن علي السروي المازندراني (المتوفی588هـ)، مناقب آل أبي طالب، ج2، ص125تحقيق: لجنة من أساتذة النجف الأشرف، ناشر: المكتبة والمطبعة الحيدرية، 1376هـ ـ 1956م.
المجلسي، محمد باقر (المتوفی 1111هـ)، بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار، ج41، ص280 تحقيق: محمد الباقر البهبودي، ناشر: مؤسسة الوفاء - بيروت - لبنان، الطبعة: الثانية المصححة، 1403هـ - 1983م
الرواية السابعة
ابن المغازلي ينقل رواية عن عبدالله بن عمر هكذا:
قال عبد الله بن عمر: ان رسول الله ( صلي الله عليه وآله ) دفع الراية يوم خيبر إلي رجل من أصحابه فرجع منهزما فدفعها إلي آخر فرجع يجبن أصحابه، ويجبنوه قد رد الراية منهزما فقال رسول الله ( صلي الله عليه وآله ): لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله لا يرجع حتي يفتح الله علي يديه، فلما أصبح قال: ادعوا لي عليا فقيل يا رسول الله هو رمد فقال: ادعوه فلما جاء تفل رسول الله ( صلي الله عليه وآله ) في عينيه، فقال اللهم ادفع عنه الحر والبرد، ثم دفع الراية إليه فمضي وما رجع إلي رسول الله إلا بفتح خيبر، ثم قال اما إنه لما دنا من القموص اقبل أعداء الله من اليهود يرمونه بالنبل، والحجارة فحمل عليهم علي " عليه السلام " حتي دنا من الباب فثنا رجله، ثم نزل مغضبا إلي أصل عتبة الباب فاقتلعه ثم رمي به خلف ظهره أربعين ذراعا، قال ابن عمر: وما عجبنا من فتح الله خيبر علي يدي علي " عليه السلام " ولكنا عجبنا من قلعه الباب ورميه خلفه أربعين ذراعا، ولقد تكلف حمله أربعون رجلا فما أطاقوه فأخبر النبي ( صلي الله عليه وآله ) بذلك فقال: والذي نفسي بيده لقد أعانه عليه أربعون ملكا.
النيسابوري، ابو علي محمد بن الفتال (الشهيد 508هـ)، روضة الواعظين، تحقيق: السيد محمد مهدي السيد حسن الخرسان، ناشر: منشورات الرضي ـ قم. روضة الواعظين - الفتال النيسابوري -، ص127
الرواية الثامنة
الشيخ المفيد في الارشاد ينقل هكذا:
وَ قَدْ ذَكَرَ ذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ فِيمَا رَوَاهُ عَنْ مَشِيخَتِهِ فَقَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ حَرَامٍ عَنْ أَبِي عَتِيقٍ عَنِ ابْنَيْ جَابِرٍ عَنْ جَابِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ، صدَفَعَ الرَّايَةَ إِلَي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام فِي يَوْمِ خَيْبَرَ بَعْدَ أَنْ دَعَا لَهُ فَجَعَلَ عَلِيٌّ عليه السلام يُسْرِعُ الْمَسِيرَ وأَصْحَابُهُ يَقُولُونَ لَهُ ارْفُقْ حَتَّي انْتَهَي إِلَي الْحِصْنِ فَاجْتَذَبَ بَابَهُ فَأَلْقَاهُ بِالْأَرْضِ ثُمَّ اجْتَمَعَ عَلَيْهِ مِنَّا سَبْعُونَ رَجُلًا وكَانَ جُهْدُهُمْ أَنْ أَعَادُوا الْبَابَ
و هذا مما خصه الله تعالي به من القوة وخرق به العادة وجعله علما معجزا كما قدمناه
الشيخ المفيد، محمد بن محمد بن النعمان ابن المعلم أبي عبد الله العكبري البغدادي (المتوفی413 هـ)، الإرشاد في معرفة حجج الله علي العباد،. ج1، ص333، تحقيق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لتحقيق التراث، ناشر: دار المفيد للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان، الطبعة: الثانية، 1414هـ - 1993 م
ابن شهرآشوب، رشيد الدين أبي عبد الله محمد بن علي السروي المازندراني (المتوفی588هـ)، مناقب آل أبي طالب، ج2، ص125تحقيق: لجنة من أساتذة النجف الأشرف، ناشر: المكتبة والمطبعة الحيدرية، 1376هـ ـ 1956م.
المجلسي، محمد باقر (المتوفی 1111هـ)، بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار، - ج41، ص279تحقيق: محمد الباقر البهبودي، ناشر: مؤسسة الوفاء - بيروت - لبنان، الطبعة: الثانية المصححة، 1403هـ - 1983م.
الرواية التاسعة
الشيخ الصدوق رحمة الله ينقل رواية هكذا:
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَقْرٍ الصَّائِغُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ بَسَّامٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَزِيزٍ الدِّمَشْقِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ لَهِيعَةَ عَنِ ابْنِ قُنْبُلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ، صدَفَعَ الرَّايَةَ يَوْمَ خَيْبَرَ إِلَي رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَرَجَعَ مُنْهَزِماً فَدَفَعَهَا إِلَي آخَرَ فَرَجَعَ يُجَبِّنُ أَصْحَابَهُ ويُجَبِّنُونَهُ قَدْ رَدَّ الرَّايَةَ مُنْهَزِماً فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صلَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَداً رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ ورَسُولَهُ ويُحِبُّهُ اللَّهُ ورَسُولُهُ لَا يَرْجِعُ حَتَّي يَفْتَحَ اللَّهُ عَلَي يَدَيْهِ فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ ادْعُوا إِلَيَّ عَلِيّاً فَقِيلَ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هُوَ رَمِدٌ فَقَالَ ادْعُوهُ فَلَمَّا جَاءَ تَفَلَ رَسُولُ اللَّهِ، صفِي عَيْنَيْهِ وقَالَ اللَّهُمَّ ادْفَعْ عَنْهُ الْحَرَّ والْبَرْدَ ثُمَّ دَفَعَ الرَّايَةَ إِلَيْهِ ومَضَي فَمَا رَجَعَ إِلَي رَسُولِ اللَّهِ إِلَّا بِفَتْحِ خَيْبَرَ ثُمَّ قَالَ إِنَّهُ لَمَّا دَنَا مِنَ الْغَمُوصِ أَقْبَلَ أَعْدَاءُ اللَّهِ مِنَ الْيَهُودِ يَرْمُونَهُ بِالنَّبْلِ والْحِجَارَةِ فَحَمَلَ عَلَيْهِمْ عَلِيٌّ عليه السلام حَتَّي دَنَا مِنَ الْبَابِ فَثَنَي رِجْلَهُ ثُمَّ نَزَلَ مُغْضَباً إِلَي أَصْلِ عَتَبَةِ الْبَابِ فَاقْتَلَعَهُ ثُمَّ رَمَي بِهِ خَلْفَ ظَهْرِهِ أَرْبَعِينَ ذِرَاعاً قَالَ ابْنُ عَمْرٍو مَا عَجِبْنَا مِنْ فَتْحِ اللَّهِ خَيْبَرَ عَلَي يَدَيْ عَلِيٍّ ولَكِنَّا عَجِبْنَا مِنْ قَلْعِهِ الْبَابَ ورَمْيِهِ خَلْفَهُ أَرْبَعِينَ ذِرَاعاً ولَقَدْ تَكَلَّفَ حَمْلَهُ أَرْبَعُونَ رَجُلًا فَمَا أَطَاقُوهُ- فَأُخْبِرَ النَّبِيُّ، صبِذَلِكَ فَقَالَ والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ أَعَانَهُ عَلَيْهِ أَرْبَعُونَ مَلَكاً
الصدوق، ابوجعفر محمد بن علي بن الحسين (المتوفی381هـ)، الأمالي،ص 602، تحقيق و نشر: قسم الدراسات الاسلامية - مؤسسة البعثة - قم، الطبعة: الأولي، 1417هـ.
المجلسي، محمد باقر (المتوفی 1111هـ)، بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار،ج21، ص26 تحقيق: محمد الباقر البهبودي، ناشر: مؤسسة الوفاء - بيروت - لبنان، الطبعة: الثانية المصححة، 1403هـ - 1983م.
الرواية العاشرة
التميمي المغربي ينقل رواية طويلة عن سعد و يقول:
الأعمش، باسناده، عن سعد بن أبي وقاص .... ودفع الراية إليه، فخرج يمشي كأنه أسد، ففتح اللّه عليه خيبر، ثم حمل باب المدينة حتي وضعه ناحية، فاجتمع عليه بعد ذلك سبعون رجلا، فلم يقدروا أن يحملوه ...
التميمي المغربي، أبي حنيفة النعمان بن محمد (المتوفی363 هـ)، شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار، ج2 ص195، تحقيق: السيد محمد الحسيني الجلالي، ناشر: مؤسسة النشر الاسلامي ـ قم، الطبعة: الثانية، 1414 هـ.
الرواية الحادیة عشرة
ابن شهر آشوب ينقل رواية عن ابي رافع هكذا:
تاريخ الطبري قال أبو رافع: سقط من شماله ترسه فقلع بعض أبوابه وتترس بها فلما فرغ عجز خلق كثير عن تحريكها
ابن شهرآشوب، رشيد الدين أبي عبد الله محمد بن علي السروي المازندراني (المتوفی588هـ)، مناقب آل أبي طالب، ج2، ص126، تحقيق: لجنة من أساتذة النجف الأشرف، ناشر: المكتبة والمطبعة الحيدرية، 1376هـ ـ 1956م.
المجلسي، محمد باقر (المتوفی 1111هـ)، بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار، ج41، ص281، تحقيق: محمد الباقر البهبودي، ناشر: مؤسسة الوفاء - بيروت - لبنان، الطبعة: الثانية المصححة، 1403هـ - 1983م.
الروایة الثانیة عشرة
محمد بن سليمان الكوفي ينقل رواية في كتاب مناقب الامام امير المؤمنين عليه السلام هكذا:
محمد بن سليمان قال: حدثنا عثمان بن محمد بن الألثغ قال: حدثنا جعفر بن مسلم السراج قال: حدثنا يحيي بن الحسن الحريري القزاز قال: حدثنا علي بن عياش عن ليث:
عن أبي جعفر محمد بن علي قال: لما أقبل علي علي أهل خيبر أمر بالباب يقلع ثم احتمله علي ظهره فكان جسر الناس يعبرون عليه إلي ذلك الجانب قال: فوضعه فأمر عشرة أن يحملوه فلم يطيقوه قال: ثم أمر عشرين أن يحملوه فلم يطيقوه قال ثم أمر ثلاثين، فلم يطيقوه قال: ثم أمر أربعين فحملوه.
الكوفي القاضي، محمد بن سليمان (المتوفی حدود300هـ)، مناقب الامام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام،ج2، 562، تحقيق: الشيخ محمد باقر المحمودي، ناشر: مجمع إحياء الثقافة الاسلامية ـ قم، الطبعة: الأولي، 1412هـ
الروایة الثالثة عشرة
الطبرسي ينقل رواية في ان الامام علي عليه السلام احتج في يوم الشوري بقضية قلع باب خيبر هكذا:
رَوَي عَمْرُو بْنُ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَاقِرِ عَلَيْهِ وعَلَي آبَائِهِ السَّلَامُ......قَالَ قَالَ: نَشَدْتُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ احْتَمَلَ بَابَ خَيْبَرَ حِينَ فَتَحَهَا فَمَشَي بِهِ مِائَةَ ذِرَاعٍ ثُمَّ عَالَجَهُ بَعْدَهُ أَرْبَعُونَ رَجُلًا فَلَمْ يُطِيقُوهُ ، غَيْرِي؟!. قَالُوا: لا...
الطبرسي، أبي منصور أحمد بن علي بن أبي طالب (المتوفی 548هـ)، الاحتجاج، ص205، تحقيق: تعليق وملاحظات: السيد محمد باقر الخرسان، ناشر: دار النعمان للطباعة والنشر - النجف الأشرف، 1386 - 1966 م.
ما هو وزن و مقیاس باب خيبر؟
اليعقوبي یقول فی ثقل و ضخامة باب خيبر الذی قلعه الإمام علي عليه السلام هکذا:
ثم كانت وقعة خيبر في أول سنة 7 ففتح حصونهم وهي ستة حصون السلالم والقموص والنطاة والقصارة والشق والمربطة وفيها عشرون ألف مقاتل ففتحها حصنا حصنا فقتل المقاتلة وسبي الذرية وكان القموص من أشدها وأمنعها وهو الحصن الذي كان فيه مرحب بن الحارث اليهودي فقال رسول الله لأدفعن الراية غدا إن شاء الله إلي رجل كرار غير فرار يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله لا ينصرف حتي يفتح الله علي يده فدفعها إلي علي فقتل مرحبا اليهودي واقتلع باب الحصن وكان حجارة طوله أربع أذرع في عرض ذراعين في سمك ذراع فرمي به علي بن أبي طالب خلفه ودخل الحصن ودخله المسلمون
اليعقوبي، أحمد بن أبي يعقوب بن جعفر بن وهب بن واضح (المتوفی292هـ)، تاريخ اليعقوبي، ج2، ص56، ناشر: دار صادر - بيروت
محمد بن جرير الطبري ایضا فی مقیاس باب قلعة خيبر هکذا:
حمل باب خيبر بشماله وهو أربعة أذرع في خمسة أشبار في أربعة أصابع عمقا، حجرا صلدا دور ثمانية، فأثر فيه بأصابعه، وحمله بغير مقبض! ثمّ ترس به، وضارب الأقران بسيفه حتّي هجم عليهم، ثمّ زجّه من ورائه أربعين ذراعا، فاجتمع عليه قسامة حتّي أزالوه عن مكانه!.
الطبري،محمد بن جرير ( الشيعي قرن 4 )، المسترشد في إمامة علي بن أبي طالب عليه السلام، ص: 328 تحقيق: الشيخ أحمد المحمودي، المطبعة: سلمان الفارسي - قم سنة الطبع: 1415 الطبعة : الأولي المحققة
و يكفي في ثقل خيبر أن سبعين أو أربعين شخصاً لا يستطيعون تحريكه، كما ورد في الروايات السابقة، و قد ورد في بعض الروايات أن عدداً كبيراً من الناس اجتمعوا. لكن مرة أخرى ، لم يتمكنوا من تحريك الباب.
کیف یمکن قلع باب خيبر بقدرة بشرية؟
و لما كان باب قلعة خیبر ثقيل و لم يستطع تحريكه حتى سبعين رجلاً، فبأي قوة يستطيع الإمام علي (ع) وحده أن يحرك باب قلعة خيبر الثقيل و يرميه خلفه حتى أربعين ذراعاً؟
الف: بقوة الهية
النقطة الأولى في هذا الصدد، كما يقر بها الإمام علي (ع) نفسه، هي أنه استطاع أن يرفع الباب الذی مصنوع من حجر بقوة إلهية و ربانیة.
فخر الرازي یقول هنا هکذا:
قال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: والله ما قلعت باب خيبر بقوة جسدانية ولكن بقوة ربانية. وذلك لأن علياً كرم الله وجهه في ذلك الوقت انقطع نظره عن عالم الأجساد وأشرقت الملائكة بأنوار عالم الكبرياء فتقوي روحه وتشبه بجواهر الأرواح الملكية وتلألأت فيه أضواء عالم القدس والعظمة فلا جرم حصل له من القدرة ما قدر بها علي ما لم يقدر عليه غيره وكذلك العبد إذا واظب علي الطاعات بلغ إلي المقام الذي يقول الله كنت له سمعاً وبصراً فإذا صار نور جلال الله سمعاً له سمع القريب والبعيد وإذا صار ذلك النور بصراً له رأي القريب والبعيد وإذا صار ذلك النور يداً له قدر علي التصرف في الصعب والسهل والبعيد والقريب
الرازي الشافعي، فخر الدين محمد بن عمر التميمي (المتوفی604هـ)، التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب، ج21، ص77 ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة: الأولي، 1421هـ - 2000م.
الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم بن أبي بكر أحمد (المتوفی548هـ)، الملل والنحل، ج1، ص152تحقيق: محمد سيد كيلاني، ناشر: دار المعرفة - بيروت - 1404هـ.
النيسابوري، نظام الدين الحسن بن محمد بن حسين المعروف بالنظام الأعرج (المتوفی 728 هـ)، تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان، ج4، ص418تحقيق: الشيخ زكريا عميران، ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان، الطبعة: الأولي، 1416هـ - 1996م.
العيدروسي، عبد القادر بن شيخ بن عبد الله المتوفی: 1037، تاريخ النور السافر عن أخبار القرن العاشر، ج1، ص81 دار النشر: دار الكتب العلمية - بيروت - 1405، الطبعة: الأولي
الايجي ایضا یطرح هذه المسالة من ادلة الشيعة لخلافة الإمام علي عليه السلام و لم یشکل علیها:
مزيد قوته حتي قلع باب خيبر بيده وقال « ما قلعت باب خيبر بقوة جسمانية لكن بقوة إلهية »
الإيجي، عضد الدين (المتوفی756هـ)، كتاب المواقف، ج3، ص628 تحقيق: عبد الرحمن عميرة، ناشر: دار الجيل، لبنان، بيروت، الطبعة: الأولي، 1417هـ، 1997م.
ابن ابي الحديد ایضا یقول:
ونحو قول علي: والله ما قلعت باب خيبر بقوة جسدانية، بل بقوة إلهية،
إبن أبي الحديد المدائني المعتزلي، ابوحامد عز الدين بن هبة الله بن محمد بن محمد (المتوفی655 هـ)، شرح نهج البلاغة، تحقيق محمد عبد الكريم النمري، ج5، ص5 ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان، الطبعة: الأولي، 1418هـ - 1998م.
هو يقول فی موضع آخر هکذا:
والله ما قلعت باب خيبر، ودكدكت حصن يهود بقوة جسمانية بل بقوة إلهية.
إبن أبي الحديد المدائني المعتزلي، ابوحامد عز الدين بن هبة الله بن محمد بن محمد (المتوفی655 هـ)، شرح نهج البلاغة، ج20، ص169، تحقيق محمد عبد الكريم النمري، ج5، ص5 ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان، الطبعة: الأولي، 1418هـ - 1998م.
الذهبي فی كتاب المنتقي من منهاج الاعتدال ینقل هذه الرواية عن النبی صلي الله عليه و آله هکذا:
و قال صلي الله عليه وسلم ما اقتلعه بقوة جسمانية بل بقوة ربانية
أبو عبد الله محمد بن عثمان الذهبي المتوفی: 748هـ، المنتقي من منهاج الاعتدال في نقض كلام أهل الرفض والاعتزال، ج1، ص518 تحقيق: محب الدين الخطيب دارالنشر
قطب الراوندي ینقل رواية عن الإمام علي عليه السلام هکذا:
قَوْلُهُ عليه السلام وَ اعْلَمْ أَنَّ إِمَامَكُمْ قَدِ اكْتَفَي مِنْ دُنْيَاهُ بِطَمْرَيْهِ يَسُدُّ فَوْرَةَ جُوعِهِ بِقُرْصَيْهِ لَا يَطْعَمُ الْفِلْذَةَفِي حَوْلَيْهِ إِلَّا فِي سُنَّةِ أُضْحِيَّةٍ ولَنْ تَقْدِرُوا عَلَي ذَلِكَ فَأَعِينُونِي بِوَرَعٍ واجْتِهَادٍ وكَأَنِّي بِقَائِلِكُمْ يَقُولُ إِذَا كَانَ قُوتُ ابْنِ أَبِي طَالِبٍ هَذَا قَعَدَ بِهِ الضَّعْفُ عَنْ مُبَارَزَةِ الْأَقْرَانِ ومُنَازَلَةِ الشُّجْعَانِ واللَّهِ مَا قَلَعْتُ بَابَ خَيْبَرَ بِقُوَّةٍ جَسَدَانِيَّةٍ ولَا بِحَرَكَةٍ غَذَائِيَّةٍ لَكِنِّي أُيِّدْتُ بِقُوَّةٍ مَلَكِيَّةٍ ونَفْسٍ بِنُورِ رَبِّهَا مُضِيَّة
الراوندي، قطب الدين (المتوفی573هـ)، الخرائج والجرائح، تحقيق ونشر مؤسسة الإمام المهدي عليه السلام ـ قم، الطبعة: الأولي، 1409هـ
الشيخ الصدوق ایضا یقول هنا هکذا:
فَرُوِيَ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام قَالَ فِي رِسَالَتِهِ إِلَي سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ رَحِمَهُ اللَّهُ واللَّهِ مَا قَلَعْتُ بَابَ خَيْبَرَ ورَمَيْتُ بِهِ خَلْفَ ظَهْرِي أَرْبَعِينَ ذِرَاعاً بِقُوَّةٍ جَسَدِيَّةٍ ولَا حَرَكَةٍ غِذَائِيَّةٍ لَكِنِّي أُيِّدْتُ بِقُوَّةٍ مَلَكُوتِيَّةٍ ونَفْسٍ بِنُورِ رَبِّهَا مُضِيئَةٍ وأَنَا مِنْ أَحْمَدَ كَالضَّوْءِ مِنَ الضَّوْءِ واللَّهِ لَوْ تَظَاهَرَتِ الْعَرَبُ عَلَي قِتَالِي لَمَا وَلَّيْتُ ولَوْ مَكَّنَتْنِي الْفُرْصَةُ مِنْ رِقَابِهَا لَمَا بَقَّيْتُ ومَنْ لَمْ يُبَالِ مَتَي حَتْفُهُ عَلَيْهِ سَاقِطٌ فَجَنَانُهُ فِي الْمُلِمَّاتِ رَابِطٌ- حَدَّثَنِي بِذَلِكَ وبِجَمِيعِ الرِّسَالَةِ الَّتِي فِيهَا هَذَا الْفَصْلُ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَي الدَّقَّاقُ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الصُّوفِيُّ عَنْ أَبِي بَكْرٍ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَي الْحَبَّالِ الطَّبَرِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْخَشَّابُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِحْصَنٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ ظَبْيَانَ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ ع .
الصدوق، ابوجعفر محمد بن علي بن الحسين (المتوفی381هـ)، الأمالي، ص604 تحقيق و نشر: قسم الدراسات الاسلامية - مؤسسة البعثة - قم، الطبعة: الأولي، 1417هـ.
المجلسي، محمد باقر (المتوفی 1111هـ)، بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار،- ج21، ص26 تحقيق: محمد الباقر البهبودي، ناشر: مؤسسة الوفاء - بيروت - لبنان، الطبعة: الثانية المصححة، 1403هـ - 1983م.
ابن شهرآشوب، رشيد الدين أبي عبد الله محمد بن علي السروي المازندراني (المتوفی588هـ)، مناقب آل أبي طالب، ج2، ص78 تحقيق: لجنة من أساتذة النجف الأشرف، ناشر: المكتبة والمطبعة الحيدرية، 1376هـ ـ 1956م.
کذلک الديلمي ینقل رواية بهذا المضمون هکذا:
وقال عليه السلام والله ما قعلت باب خيبر بقوة جسمانية ولكن بقوة ربانية
الديلمي، الحسن بن محمد المتوفی: ق 8، إرشاد القلوب، ج2، ص246 ناشر: انتشارات الشريف الرضي، سنة الطبع: 1415 - 1374ش المطبعة: امير - قم، الطبعة: الثانية
ب: بإعانة الملائكة
الروايات التي تشیر الی قضیة فتح خیبر علی ید الإمام علي (ع) فیها اشارة ایضا إلى أن الملائكة كانوا في خدمة الإمام علي (ع) في فتح خيبر، و ساعدوه في قلع باب خيبر.
الشيخ الصدوق رحمه الله یقول هنا هکذا:
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَقْرٍ الصَّائِغُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ بَسَّامٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَزِيزٍ الدِّمَشْقِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ لَهِيعَةَ عَنِ ابْنِ قُنْبُلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ ابْنُ عَمْرٍو مَا عَجِبْنَا مِنْ فَتْحِ اللَّهِ خَيْبَرَ عَلَي يَدَيْ عَلِيٍّ ولَكِنَّا عَجِبْنَا مِنْ قَلْعِهِ الْبَابَ ورَمْيِهِ خَلْفَهُ أَرْبَعِينَ ذِرَاعاً ولَقَدْ تَكَلَّفَ حَمْلَهُ أَرْبَعُونَ رَجُلًا فَمَا أَطَاقُوهُ- فَأُخْبِرَ النَّبِيُّ، صبِذَلِكَ فَقَالَ والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ أَعَانَهُ عَلَيْهِ أَرْبَعُونَ مَلَكاً
الصدوق، ابوجعفر محمد بن علي بن الحسين (المتوفی381هـ)، الأمالي،ص 602، تحقيق و نشر: قسم الدراسات الاسلامية - مؤسسة البعثة - قم، الطبعة: الأولي، 1417هـ.
المجلسي، محمد باقر (المتوفی 1111هـ)، بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار،ج21، ص26 تحقيق: محمد الباقر البهبودي، ناشر: مؤسسة الوفاء - بيروت - لبنان، الطبعة: الثانية المصححة، 1403هـ - 1983م.
النيسابوري، ابو علي محمد بن الفتال (الشهيد 508هـ)، روضة الواعظين، ص127، تحقيق: السيد محمد مهدي السيد حسن الخرسان، ناشر: منشورات الرضي ـ قم.
ابن شهر آشوب ایضا ینقل رواية عن النبی صلي الله عليه و اله فی عون جبرئيل للإمام علي عليه السلام هکذا:
روض الجنان قال بعض الصحابة: ما عجبنا يا رسول الله من قوته في حمله ورميه واتراسه وإنما عجبنا من اجساره واحدي طرفيه علي يده فقال النبي صلي الله عليه وآله كلاما معناه يا هذا نظرت إلي يده فانظر إلي رجليه، قال: فنظرت إلي رجليه فوجدتهما مملقتين فقلت هذا أعجب رجلاه علي الهواء، فقال صلي الله عليه وآله: ليستا علي الهواء وانهما علي جناحي جبرئيل
ابن شهرآشوب، رشيد الدين أبي عبد الله محمد بن علي السروي المازندراني (المتوفی588هـ)، مناقب آل أبي طالب، ج2، ص126تحقيق: لجنة من أساتذة النجف الأشرف، ناشر: المكتبة والمطبعة الحيدرية، 1376هـ ـ 1956م.
المجلسي، محمد باقر (المتوفی 1111هـ)، بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار، ج41، ص 281، تحقيق: محمد الباقر البهبودي، ناشر: مؤسسة الوفاء - بيروت - لبنان، الطبعة: الثانية المصححة، 1403هـ - 1983م.
النكت الأخيرة
1. قلع باب خيبر للإمام علي (ع) من الحقائق التي لا يمكن إنكارها. و قد أكدت العديد من الروايات على هذه المسألة و اعترف بها كبار علماء السنة.
2. ورد في الروايات أن الإمام علي (ع) لم يكتف بقلع الباب، بل جعله جسرا حتى يتمكن الجيش من عبوره و دخول القلعة.
3. كان باب القلعة ثقيل لدرجة أن سبعين شخصًا أو أربعين شخصًا أو أقل لم يتمكنوا من تحريكه أو رفعه. و هذا الاختلاف في أعداد الأفراد لا يشير إلى تعارض الروايات بل يمكن جمعها بطريقة أن الناس في مجموعات، عدة أشخاص، جاءوا و حاولوا في باب القلعة، لكنهم لم يتمكنوا من تحريكه أو رفعه. كما أشار ابن حجر إلى هذه المسألة و قال:
والجمع بينهما أن السبعة عالجوا قلبه والأربعين عالجوا حمله والفرق بين الأمرين ظاهر
العسقلاني الشافعي، أحمد بن علي بن حجر ابوالفضل (المتوفی852 هـ)، فتح الباري شرح صحيح البخاري، ج7، ص478، تحقيق: محب الدين الخطيب، ناشر: دار المعرفة - بيروت.
. 4ورد في بعض الروايات أن الإمام قلع عدة أبواب من قلعة خيبر.
5. إن الإمام علي (ع) قلع باب القلعة بقدرة من الله أو بعون جبريل و الملائكة، و ليس بقوة جسدية.
الحمد لله الذي جعلنا من المتمسكين بولايهء علي بن أبي طالب عليه السلام
و من الله التوفيق
فريق الإجابة عن الشبهات
مؤسسة الإمام ولي العصر (عج)للدراسات العلمية