السائل: رضانور و محمدصفا
توضيح السؤال:
هل الائمة علیهم السلام خلقوا من النور ؟
ما معنی الائمة من نور الله؟
اخونا السائل مع الالتفات الی الروايات التي من جانب وردت حول خلقة الائمة عليهم السلام من «نور» و من جانب آخر الآيات الاول من سورة «الانسان» التی فیها الاشارة الی خلقة الانسان من النطفة، یبدر الی الذهن هذا السؤال انه لو کانت سورة الانسان فی شأن اهل البيت عليهم السلام و الحال ان فی هذه السورة اشارة الی خلقة الانسان عن طريق النطفة فکیف لبعض الروايات التی تصرح بأن اهل البيت عليهم السلام خلقوا من النور؟
الجواب:
شأن نزول سورة الانسان:
اصل القضیة:
ابن عباس یقول: «مرض الحسن و الحسين (عليهماالسلام) فعادهما جدهما (صلى الله عليه وآله وسلّم) و وجوه العرب و قالوا يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك نذرا فنذر صوم ثلاثة أيام إن شفاهما الله سبحانه و نذرت فاطمة (عليهاالسلام) كذلك و كذلك فضة فبرءا و ليس عندهم شيء فاستقرض علي (عليه السلام) ثلاثة أصوع من شعير من يهودي و روي أنه أخذها ليغزل له صوفا و جاء به إلى فاطمة (عليهاالسلام) فطحنت صاعا منها فاختبزته و صلى علي المغرب و قربته إليهم فأتاهم مسكين يدعو لهم و سألهم فأعطوه و لم يذوقوا إلا الماء فلما كان اليوم الثاني أخذت صاعا فطحنته و خبزته و قدمته إلى علي (عليه السلام) فإذا يتيم في الباب يستطعم فأعطوه و لم يذوقوا إلا الماء فلما كان اليوم الثالث عمدت إلى الباقي فطحنته و اختبزته و قدمته إلى علي (عليه السلام) فإذا أسير بالباب يستطعم فأعطوه و لم يذوقوا إلا الماء فلما كان اليوم الرابع و قد قضوا نذورهم أتى علي (عليه السلام) و معه الحسن و الحسين (عليهماالسلام) إلى النبي (صلى الله عليه و آله و سلّم) و بهما ضعف فبكى رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلّم) و نزل جبرائيل (عليه السلام) بسورة هل أتى.
الاسانید و المصادر التفسيرية عند اهل السنّة :
نستطیع المراجعة الی كتب التفسير عند الشيعة و السنّة فلنشیر الی بعض التفاسير من اهل السنّة التی تشیر الی هذا الموضوع بصراحة:
تفسير مقاتل بن سليمان، مقاتل بن سليمان(150 ه ق) ، ج 3، ص 428 - شواهد التنزيل، حاكم الحسكاني (قرن 5 ه ق )، ج 2، ص 399 - تفسير الثعلبي، الثعلبي(427 ه ق) ج 10، ص 96 - تفسير السمرقندي، أبو الليث السمرقندي(383 ه ق)، ج 3، ص 504 - تفسير السمعاني، السمعاني(489 ه ق)، ج 6، ص 116- الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - جار الله الزمخشري(538 ه ق)، ج 4، ص 197- تفسير الرازي، فخر الرازي(606 ه ق)، ج 30، ص 244 - تفسير القرطبي، القرطبي(671 ه ق)، ج 19، ص 131- تفسير البيضاوي، البيضاوي(682 ه ق)، ج 5، ص 428 - تفسير الآلوسي، الآلوسي(1270 ه ق)، ج 29، ص 157
حسب هذا الترتيب الرواية المذکورة من الروايات المشهورة بين اهل السنة بل المتواترة.
نماذج من النصوص التفسيرية عند اهل السنّة:
علی سبیل المثال نشیر الی نصوص بعض التفاسير من اهل السنّة:
الحاكم الحسكاني من علماء الکبار عند اهل السنّة الذی کان یعیش فی القرن الخامس یقول:
عن ابن عباس في قوله تعالي : ( ويطعمون الطعام علي حبه ) ( مسكينا ويتيما وأسيرا ، إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا ، إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا ) الآيات ( قال : ) نزلت في علي ابن أبي طالب أطعم عشاءه و أفطر علي القراح
شواهد التنزيل، الحاكم الحسكاني (قرن 5 ه ق )، ج 2 ص 406 .
القرطبي فی تفسيره یقول:
فنزلت : « ويطعمون الطعام علي حبه مسكينا ويتيما وأسيرا » ذكره الثعلبي . وقال أهل التفسير: نزلت في علي وفاطمة رضي الله عنهما وجارية لهما اسمها فضة .
تفسير القرطبي، القرطبي(671 ه ق)، ج 19، ص 130 .
الشوكاني فی فتح القدير یقول:
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله ( ويطعمون الطعام ) الآية قال : نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب وفاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم
فتح القدير، الشوكاني(1255 ه ق) ، ج 5، ص 349 .
هل الائمة علیهم السلام خلقوا من النور ؟
النور فی القرآن
بعض آيات القرآن الكريم عند ما تتکلم عن «النور» تفسرها روايات اهل البيت عليهم السلام بالائمة عليهم السلام کالروايات التي فی كتاب اصول الكافي، المجلد الاوّل، صفحة 191 و بعدها فی باب مستقل تحت هذا العنوان «باب أنّ الائمة عليهم السلام نور الله عزّوجلّ »:
علی سبیل المثال نشیر الی کم رواية باسناد صحيح من هذا الباب هکذا:
نور الائمة نزل من الله
هذه الرواية الصحيحة فی اصول الكافي عن الشيخ الكليني هکذا:
أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ وَ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْكَابُلِيِّ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَي« فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ النُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا (التغابن/ 8) فَقَالَ يَا أَبَا خَالِدٍ النُّورُ وَ اللَّهِ الْأَئِمَّةُ عليه السلام يَا أَبَا خَالِدٍ لَنُورُ الْإِمَامِ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ أَنْوَرُ مِنَ الشَّمْسِ الْمُضِيئَةِ بِالنَّهَارِ وَ هُمُ الَّذِينَ يُنَوِّرُونَ قُلُوبَ الْمُؤْمِنِينَ وَ يَحْجُبُ اللَّهُ نُورَهُمْ عَمَّنْ يَشَاءُ فَتُظْلَمُ قُلُوبُهُمْ وَ يَغْشَاهُمْ بِهَا
رواية صحيحة عن اصول الكافي ، للشيخ الكليني(329 هق)، ج 1 ، ص195، ح 4 باب أن الائمة نور الله عزّوجلّ .
النور هو الامام
رواية صحيحة اخری عن اصول الكافي:
أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ وَ مُوسَي بْنِ عُمَرَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عليه السّلام قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِبِأَفْواهِهِمْ (الصف/ 8) قَالَ يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا وَلَايَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السّلام بِأَفْوَاهِهِمْ قُلْتُ قَوْلُهُ تَعَالَي وَ اللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ (الصف/ 8) قَالَ يَقُولُ وَ اللَّهُ مُتِمُّ الْإِمَامَةِ وَ الْإِمَامَةُ هِيَ النُّورُ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ النُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا (التغابن/ 8) قَالَ النُّورُ هُوَ الْإِمَامُ
رواية صحيحة عن اصول الكافي ، للشيخ الكليني(329 هق)، ج 1 ، ص195، ح 6 ، باب أن الائمة نور الله عزّوجلّ .
نورٌ علي نور
الشيخ الكليني یقول فی رواية صحيحة اخری هکذا:
عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَمُّونٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَصَمِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ صَالِحِ بْنِ سَهْلٍ الْهَمْدَانِيِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَي اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ (النور/ 35) فَاطِمَةُ سلام الله عليها فِيها مِصْباحٌ (النور/35)الْحَسَنُ الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ (النور/ 35) الْحُسَيْنُ الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ (النور/35) فَاطِمَةُ كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ بَيْنَ نِسَاءِ أَهْلِ الدُّنْيَا يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ (النور/35) إِبْرَاهِيمُ عليه السلام زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَ لا غَرْبِيَّةٍ (النور/ 35) لَا يَهُودِيَّةٍ وَ لَا نَصْرَانِيَّةٍ يَكادُ زَيْتُها يُضِي ءُ (النور/ 35) يَكَادُ الْعِلْمُ يَنْفَجِرُ بِهَا وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلي نُورٍ (النور/ 35) إِمَامٌ مِنْهَا بَعْدَ إِمَامٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ (النور/ 35) يَهْدِي اللَّهُ لِلْأَئِمَّةِ مَنْ يَشَاءُ وَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ (النور/ 355) قُلْتُ أَوْ كَظُلُماتٍ (النور/40) قَالَ الْأَوَّلُ وَ صَاحِبُهُ يَغْشاهُ مَوْجٌ (النور/ 40) الثَّالِثُ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ (النور/40) ظُلُمَاتٌ الثَّانِي بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ (النور/ 40) مُعَاوِيَةُ وَ فِتَنُ بَنِي أُمَيَّةَ إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ (النور/ 40) الْمُؤْمِنُ فِي ظُلْمَةِ فِتْنَتِهِمْ لَمْ يَكَدْ يَراها وَ مَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً (النور/40) إِمَاماً مِنْ وُلْدِ فَاطِمَةَ سلام الله عليها فَما لَهُ مِنْ نُورٍ (النور/ 40) إِمَامٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ قَالَ فِي قَوْلِهِ يَسْعي نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ بِأَيْمانِهِمْ (الحديد/12) أَئِمَّةُ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَسْعَي بَيْنَ يَدَيِ الْمُؤْمِنِينَ وَ بِأَيْمَانِهِمْ حَتَّي يُنْزِلُوهُمْ مَنَازِلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ
رواية صحيحة عن اصول الكافي، للشيخ الكليني(329 هق)، ج 1 ، ص195، ح 5 ، باب أن الائمة نور الله عزّوجلّ .
البتة فی آيات اخر من القرآن الكريم ذکرت «للنور» معاني اخر غير اهل البيت عليهم السلام کهذه الموارد:
1 - «القرآن المجيد»: ( المائدة/15)
2 - «الإيمان»: (البقرة/257)
3 - «الهداية الإلهية»: (الأنعام/122)
4 - «الدين الإسلامي»: (التوبة/32)
5 - «النبي الأكرم صلي الله عليه وآله وسلم»: (الأحزاب/46)
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، مكارم شيرازي، ج 11، ص 103.
لأجل المزید من الاطّلاع فی هذا المجال راجع تفاسير القرآن الكريم.
خلقة اهل البيت من النور:
کثیر من الروايات المعتبرة من جملتها زيارة الجامعة الكبيرة التی لاشک و لاریب فی سندها و اعتبارها، فیها تعابير تثبت بالقطع و اليقين ان الخلقة الاوّليّة لاهل البيت عليهم السلام کانت من النور.
زيارة الجامعة الكبيرة:
« ... خلَقَكُمُ اللهُ أَنواراً فجَعلَكُمْ بعرشِهِ مُحدِقينَ حتَّي مَنَّ عَلَينا بِكُم ، فَجَعَلَكُم في بُيُوتٍ اَذِنَ اللهُ اَنْ تُرفَعَ ويُذكَرَ فيهَا اسْمُهُ ... »
من لا يحضره الفقيه، للشيخ الصدوق(381 ه ق) ، ج 2، ص 613 .
زيارة الوارث :
«اَشْهدُ اَنّكُمْ نُورَاً فِي الْاَصْلابِ الشَّامِخَه وَ الْاَرْحامِ المُطَهَّره»
زيارة الوارث، مصباح المتهجد، للشيخ الطوسي(460 ه ق )، ص 720 .
أخبرنا محمد بن محمد ، قال : أخبرني أبو الحسن علي بن الحسن البصري ، قال : حدثنا أبو بشر أحمد بن إبراهيم العمي ، قال : حدثنا أبو الطيب محمد ابن علي الأحمر الناقد ، قال : حدثني نصر بن علي ، قال : حدثنا عبد الوهاب بن عبد الحميد ، قال : حدثنا حميد ، عن نصر بن مالك ، قال : سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله يقول : كنت أنا وعلي عن يمين العرش نسبح الله قبل أن يخلق آدم بألفي عام ، فلما خلق آدم جعلنا في صلبه ، ثم نقلنا من صلب إلي صلب في أصلاب الطاهرين وأرحام المطهرات حتي انتهينا إلي صلب عبد المطلب ، فقسمنا قسمين : فجعل في عبد الله نصفا ، وفي أبي طالب نصفا ، وجعل النبوة والرسالة في ، وجعل الوصية والقضية في علي ، ثم اختار لنا اسمين اشتقهما من أسمائه ، فالله المحمود وأنا محمد ، والله العلي وهذا علي ، فأنا للنبوة والرسالة ، وعلي للوصية والقضية
الأمالي، للشيخ الطوسي(460 ه ق)، ص 183.
أو التفتوا الی الروايات المعتبرة هنا:
أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُبَيْدٍ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَي وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَدِيدٍ عَنْ مُرَازِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يَا مُحَمَّدُ إِنِّي خَلَقْتُكَ وَ عَلِيّاً نُوراً يَعْنِي رُوحاً بِلَا بَدَنٍ قَبْلَ أَنْ أَخْلُقَ سَمَاوَاتِي وَ أَرْضِي وَ عَرْشِي وَ بَحْرِي فَلَمْ تَزَلْ تُهَلِّلُنِي وَ تُمَجِّدُنِي ثُمَّ جَمَعْتُ رُوحَيْكُمَا فَجَعَلْتُهُمَا وَاحِدَةً فَكَانَتْ تُمَجِّدُنِي وَ تُقَدِّسُنِي وَ تُهَلِّلُنِي ثُمَّ قَسَمْتُهَا ثِنْتَيْنِ وَ قَسَمْتُ الثِّنْتَيْنِ ثِنْتَيْنِ فَصَارَتْ أَرْبَعَةً مُحَمَّدٌ وَاحِدٌ وَ عَلِيٌّ وَاحِدٌ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ ثِنْتَانِ ثُمَّ خَلَقَ اللَّهُ فَاطِمَةَ مِنْ نُورٍ ابْتَدَأَهَا رُوحاً بِلَا بَدَنٍ ثُمَّ مَسَحَنَا بِيَمِينِهِ فَأَفْضَي نُورَهُ فِينَا
رواية الصحيحة عن اصول الكافي، للشيخ الكليني(329 هق)، ج 1 ، ص440 ، باب مولد النبي و وفاته .
المرحوم العلامة المجلسي(ره) ینقل فی توضيح هذا الحديث اقوال عن نفسه و عن الآخرین من العلماء، لکن ما یلفت نظرنا هو انه یقول:
وَ اللَّهُ يَعْلِمُ حَقايقَ تِلكَ الاَسْرارِ وَ حُجَجُهُ الْاَخْيارُ عَلَيْهِمُ السَّلامُ
خُطْبَةٌ أُخْرَي فِي مَدْحِ رَسُولِ اللَّهِ صلّي الله عليه و آله وَ الْأَئِمَّةِ عليه السّلام رَوَاهَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَاشِمِيُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَي بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عليهم السّلام قَالَ الْحُسَيْنُ عليه السّلام خَطَبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ خُطْبَةً بَلِيغَةً فِي مَدْحِ رَسُولِ اللَّهِ صلي الله عليه و آله و سلّم فَقَالَ بَعْدَ حَمْدِ اللَّهِ وَ الصَّلَاةِ عَلَي نَبِيِّهِ لَمَّا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُنْشِئَ الْمَخْلُوقَاتِ وَ يُبْدِعَ الْمَوْجُودَاتِ أَقَامَ الْخَلَائِقَ فِي صُورَةٍ وَاحِدَةٍ قَبْلَ دَحْوِ الْأَرْضِ وَ رَفْعِ السَّمَاوَاتِ ثُمَّ أَفَاضَ نُوراً مِنْ نُورِ عِزِّهِ فَلَمَعَ قَبَساً مِنْ ضِيَائِهِ وَ سَطَعَ ثُمَّ اجْتَمَعَ فِي تِلْكَ الصُّورَةِ وَ فِيهَا صُورَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلي الله عليه و آله و سلّم فَقَالَ لَهُ تَعَالَي أَنْتَ الْمُرْتَضَي الْمُخْتَارُ وَ فِيكَ مُسْتَوْدَعُ الْأَنْوَارِ مِنْ أَجْلِكَ أَضَعُ الْبَطْحَاءَ وَ أَرْفَعُ السَّمَاءَ وَ أُجْرِي الْمَاءَ وَ أَجْعَلُ الثَّوَابَ وَ الْعِقَابَ وَ الْجَنَّةَ وَ النَّارَ وَ أَنْصِبُ أَهْلَ بَيْتِكَ عَلَماً لِلْهِدَايَةِ وَ أُودِعُ فِيهِمْ أَسْرَارِي بِحَيْثُ لَا يَغِيبُ عَنْهُمْ دَقِيقٌ وَ لَا جَلِيلٌ وَ لَا يَخْفَي عَنْهُمْ خَفِيٌّ أَجْعَلُهُمْ حُجَّتِي عَلَي خَلِيقَتِي وَ أُسْكِنُ قُلُوبَهُمْ أَنْوَارَ عِزَّتِي وَ أُطْلِعُهُمْ عَلَي مَعَادِنِ جَوَاهِرِ خَزَائِنِي ثُمَّ أَخَذَ اللَّهُ تَعَالَي عَلَيْهِمُ الشَّهَادَةَ بِالرُّبُوبِيَّةِ وَ الْإِقْرَارَ بِالْوَحْدَانِيَّةِ وَ إِنَّ الْإِمَامَةَ فِيهِمْ وَ النُّورَ مَعَهُمْ ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ أَخْفَي الْخَلِيقَةَ فِي غَيْبِهِ وَ غَيَّبَهَا فِي مَكْنُونِ عِلْمِهِ وَ نَصَبَ الْعَوَالِمَ وَ مَوَّجَ الْمَاءَ وَ أَثَارَ الزَّبَدَ وَ أَهَاجَ الدُّخَانَ فَطَفَا عَرْشُهُ عَلَي الْمَاءِ ثُمَّ أَنْشَأَ الْمَلَائِكَةَ مِنْ أَنْوَارٍ أَبْدَعَهَا وَ أَنْوَاعٍ اخْتَرَعَهَا ثُمَّ خَلَقَ الْمَخْلُوقَاتِ فَأَكْمَلَهَا ثُمَّ قَرَنَ بِتَوْحِيدِهِ نُبُوَّةَ نَبِيِّهِ فَشَهِدَتْ لَهُ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ وَ الْمَلَائِكَةُ وَ الْعَرْشُ وَ الْكُرْسِيُّ وَ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ وَ النُّجُومُ وَ مَا فِي الْأَرْضِ بِالنُّبُوَّةِ وَ الْفَضِيلَةِ ثُمَّ خَلَقَ آدَمَ وَ أَبَانَ لِلْمَلَائِكَةِ فَضْلَهُ وَ أَرَاهُمْ مَا خَصَّهُ بِهِ مِنْ سَابِقِ الْعِلْمِ فَجَعَلَهُ مِحْرَاباً وَ قِبْلَةً لَهُمْ فَسَجَدُوا لَهُ وَ عَرَفُوا حَقَّهُ.
ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَي بَيَّنَ لِآدَمَ عليه السلام حَقِيقَةَ ذَلِكَ النُّورِ وَ مَكْنُونَ ذَلِكَ السِّرِّ فَأَوْدَعَهُ شَيْئاً وَ أَوْصَاهُ وَ أَعْلَمَهُ أَنَّهُ السِّرُّ فِي الْمَخْلُوقَاتِ ثُمَّ لَمْ يَزَلْ يَنْتَقِلُ مِنَ الْأَصْلَابِ الطَّاهِرَةِ إِلَي الْأَرْحَامِ الزَّكِيَّةِ إِلَي أَنْ وَصَلَ إِلَي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَأَلْقَاهُ إِلَي عَبْدِ اللَّه ثُمَّ صَانَهُ اللَّهُ عَنِ الْخَثْعَمِيَّةِ حَتَّي وَصَلَ إِلَي آمِنَةَ فَلَمَّا أَظْهَرَهُ اللَّهُ بِوَاسِطَةِ نَبِيِّنَا صلي الله عليه و آله و سلّم.
تذكرة الخواص ، ص121 ، باب السادس ، خطبة في مدح النبي والأئمة . ومروج الذهب ، ج1،ص 17 ، ط . مصر و 43 - 44 ط . بيروت،باب ذكر المبدأ وشأن الخليقة . و بحار الأنوار ، ج 74، ص 302 .
کذلک ذکر فی روایة اخری هکذا:
عَنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ قُلْتُ لِمَوْلَانَا الصَّادِقِ عليه السلام مَا كُنْتُمْ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ قَالَ كُنَّا أَنْوَاراً نُسَبِّحُ اللَّهَ تَعَالَي وَ نُقَدِّسُهُ حَتَّي خَلَقَ اللَّهُ الْمَلَائِكَةَ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ سَبِّحُوا فَقَالَتْ أَيْ رَبَّنَا لَا عِلْمَ لَنَا فَقَالَ لَنَا سَبِّحُوا فَسَبَّحْنَا فَسَبَّحَتِ الْمَلَائِكَةُ بِتَسْبِيحِنَا أَلَا إِنَّا خُلِقْنَا أَنْوَاراً وَ خُلِقَتْ شِيعَتُنَا مِنْ شُعَاعِ ذَلِكَ النُّورِ فَلِذَلِكَ سُمِّيَتْ شِيعَة
اثبات الوصية، ص 153 - بحار الأنوار، ج 25 ، ص 21، ح 34 باب بدء خلقهم
السيّد هاشم البحراني فی غاية المرام یقول:
ابن بابويه في ( كتاب النصوص علي الأئمة الاثني عشر ) قال : حدثنا أبو الحسن علي بن الحسين بن محمد قال : حدثنا أبو محمد هارون بن موسي في شهر ربيع الأول سنة إحدي وثمانين وثلاثمائة ، قال : حدثني أبو علي محمد بن همام قال : حدثني أبو علي بن كثير البصري قال : حدثني الحسن بن محمد بن أبي شعيب الحراني قال : حدثنا سكين بن كثير أبو بسطام ، عن شعبة بن الحجاج ، عن هشام بن زيد عن أنس بن مالك . قال هارون : وحدثنا حيدر بن محمد نعيم السمرقندي ، قال : حدثنا أبو النضر محمد بن مسعود العياشي ، عن يوسف بن السحت البصري ، قال : حدثنا منجاب بن الحرث ، قال : حدثنا محمد بن بشار ، عن محمد بن جعفر عبد ربه قال : حدثنا شعبة ، عن هشام بن زيد عن أنس بن مالك أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ كُنْتُ أَنَا وَ أَبُو ذَرٍّ وَ سَلْمَانُ وَ زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلي الله عليه و آله و سلّم إِذْ دَخَلَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ عليه السلام فَقَبَّلَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ وَ قَامَ أَبُو ذَرٍّ فَانْكَبَّ عَلَيْهِمَا وَ قَبَّلَ أَيْدِيَهُمَا ثُمَّ رَجَعَ فَقَعَدَ مَعَنَا فَقُلْنَا لَهُ سِرّاً يَا أَبَا ذَرٍّ أَنْتَ رَجُلٌ شَيْخٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ تَقُومُ إِلَي صَبِيَّيْنِ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ فَتَنْكَبُّ عَلَيْهِمَا وَ تُقَبِّلُ أَيْدِيَهُمَا فَقَالَ نَعَمْ لَوْ سَمِعْتُمْ مَا سَمِعْتُ فِيهِمَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلي الله عليه و آله و سلّم لَفَعَلْتُمْ لَهُمَا أَكْثَرَ مِمَّا فَعَلْتُ أَنَا فَقُلْنَا وَ مَا سَمِعْتَ يَا أَبَا ذَرٍّ قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ لِعَلِيٍّ عليه السلام وَ لَهُمَا يَا عَلِيُّ وَ اللَّهِ لَوْ أَنَّ رَجُلًا صَلَّي وَ صَامَ حَتَّي يَصِيرَ كَالشَّنِّ الْبَالِي إِذًا مَا نَفَعَتْهُ صَلَاتُهُ وَ لَا صَوْمُهُ إِلَّا بِحُبِّكُمْ يَا عَلِيُّ مَنْ تَوَسَّلَ إِلَي اللَّهِ جَلَّ شَأْنُهُ بِحُبِّكُمْ فَحَقٌّ عَلَي اللَّهِ أَنْ لَا يَرُدَّهُ يَا عَلِيُّ مَنْ أَحَبَّكُمْ وَ تَمَسَّكَ بِكُمْ فَقَدْ تَمَسَّكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَي قَالَ ثُمَّ قَامَ أَبُو ذَرٍّ وَ خَرَجَ فَتَقَدَّمْنَا إِلَي رَسُولِ اللَّهِ فَقُلْنَا أَخْبَرَنَا أَبُو ذَرٍّ عَنْكَ بِكَيْتَ وَ كَيْتَ فَقَالَ صَدَقَ أَبُو ذَرٍّ وَ صَدَقَ وَ اللَّهِ أَبُو ذَرٍّ مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ وَ لَا أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ عَلَي ذِي لَهْجَةٍ أَصْدَقَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ ثُمَّ قَالَ صلي الله عليه و آله و سلّم خَلَقَنِيَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي وَ أَهْلَ بَيْتِي مِنْ نُورٍ وَاحِدٍ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ آدَمَ عليه السلام بِسَبْعَةِ آلَافِ عَامٍ ثُمَّ نَقَلَنَا إِلَي صُلْبِ آدَمَ عليه السلام ثُمَّ نَقَلَنَا مِنْ صُلْبِهِ إِلَي أَصْلَابِ الطَّاهِرِينَ إِلَي أَرْحَامِ الطَّاهِرَاتِ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَيْنَ كُنْتُمْ وَ عَلَي أَيِّ مِثَالٍ كُنْتُمْ قَالَ أَشْبَاحاً مِنْ نُورٍ تَحْتَ الْعَرْشِ نُسَبِّحُ اللَّهَ تَعَالَي وَ نُقَدِّسُهُ وَ نُمَجِّدُهُ ثُمَّ قَالَ صلي الله عليه و آله و سلّم لَمَّا عُرِجَ بِي إِلَي السَّمَاءِ وَ عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَي وَدَّعَنِي جَبْرَائِيلُ عليه السلام فَقُلْتُ لَهُ فِي هَذَا الْمَكَانِ تُفَارِقُنِي فَقَالَ إِنِّي لَا أَجُوزُهُ فَتُحْرَقَ أَجْنِحَتِي ثُمَّ قَالَ زُجَّ بِي فِي النُّورِ مَا شَاءَ اللَّهُ وَ أَوْحَي اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي إِلَيَّ يَا مُحَمَّدُ إِنِّي اطَّلَعْتُ إِلَي الْأَرْضِ اطِّلَاعَةً فَاخْتَرْتُكَ مِنْهَا فَجَعَلْتُكَ نَبِيّاً ثُمَّ اطَّلَعْتُ ثَانِيَةً فَاخْتَرْتُ مِنْهَا عَلِيّاً وَ جَعَلْتُهُ وَصِيَّكَ وَ وَارِثَكَ وَ وَارِثَ عِلْمِكَ وَ الْإِمَامَ مِنْ بَعْدِكَ وَ أُخْرِجُ مِنْ أَصْلَابِكُمَا الذُّرِّيَّةَ الطَّاهِرَةَ وَ الْأَئِمَّةَ الْمَعْصُومِينَ خُزَّانَ عِلْمِي فَلَوْلَاكُمْ مَا خَلَقْتُ الدُّنْيَا وَ لَا الْآخِرَةَ وَ لَا الْجَنَّةَ وَ لَا النَّارَ يَا مُحَمَّدُ أَ تُحِبُّ أَنْ تَرَاهُمْ قُلْتُ نَعَمْ فَنُودِيتُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا أَنَا بِأَنْوَارِ عَلِيٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ وَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ مُوسَي بْنِ جَعْفَرٍ وَ عَلِيِّ بْنِ مُوسَي وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وَ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَ الْحُجَّةِ بْنِ الْحَسَنِ يَتَلَأْلَأُ وَجْهُهُ مِنْ بَيْنِهِمْ نُوراً كَأَنَّهُ كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ فَقُلْتُ يَا رَبِّ وَ مَنْ هَؤُلَاءِ وَ مَنْ هَذَا قَالَ يَا مُحَمَّدُ هُمُ الْأَئِمَّةُ مِنْ بَعْدِكَ الْمُطَهَّرُونَ مِنْ صُلْبِكَ وَ هَذَا الْحُجَّةُ الَّذِي يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطاً وَ عَدْلًا وَ يَشْفِي صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ فَقُلْنَا بِآبَائِنَا وَ أُمَّهَاتِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ص لَقَدْ قُلْتَ عَجَباً فَقَالَ صلي الله عليه و آله و سلّم وَ أَعْجَبُ مِنْ هَذَا أَنَّ قَوْماً يَسْمَعُونَ مِنِّي هَذَا الْكَلَامَ ثُمَّ يَرْجِعُونَ عَلَي أَعْقَابِهِمْ بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَ يُؤْذُونَنِي فِيهِمْ مَا لَهُمْ لَا أَنَالَهُمُ اللَّهُ شَفَاعَتِي .
غاية المرام، السيد هاشم البحراني(1107 هق) ، ج 1، ص 45 - ارشاد القلوب ، ج 2 ، ص 415 - كفاية الأثر، ص 70 - بحار الأنوار، ج 36 ، ص 301
حسن بن سليمان الحلّي فی المحتضر یقول:
سَأَلَ ابْنُ مهروان عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَي وَ إِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ وَ إِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ قَالَ كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلي الله عليه و آله و سلّم فَأَقْبَلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام فَلَمَّا رَآهُ النَّبِيُّ الْمُكَرَّمُ تَبَسَّمَ فِي وَجْهِهِ وَ قَالَ مَرْحَباً بِمَنْ خَلَقَهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي قَبْلَ كُلِّ شَيْ ءٍ خَلَقَنِي اللَّهُ وَ عَلِيّاً قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ آدَمَ عليه السلام بِأَرْبَعِينَ أَلْفَ عَامٍ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَانَ الِابْنُ قَبْلَ الْأَبِ فَقَالَ نَعَمْ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي خَلَقَنِي وَ خَلَقَ عَلِيّاً قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ آدَمَ بِهَذِهِ الْمُدَّةِ وَخَلَقَ نُوراً فَقَسَمَهُ نِصْفَيْنِ خَلَقَنِي مِنْ نِصْفٍ وَ خَلَقَ عَلِيّاً مِنَ النِّصْفِ الْآخَرِ قَبْلَ الْأَشْيَاءِ فَنُورُهَا مِنْ نُورِي وَ نُورِ عَلِيٍّ ثُمَّ جَعَلَنَا عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ ثُمَّ خَلَقَ الْمَلَائِكَةَ فَسَبَّحْنَا وَ سَبَّحَتِ الْمَلَائِكَةُ وَ هَلَّلْنَا وَ هَلَّلَتِ الْمَلَائِكَةُ وَ كَبَّرْنَا وَ كَبَّرَتِ الْمَلَائِكَةُ وَ كَانَ ذَلِكَ مِنْ تَعْلِيمِي وَ تَعْلِيمِ عَلِيٍّ عليه السلام وَ كَانَ فِي عِلْمِ اللَّهِ السَّابِقِ أَنْ لَا يَدْخُلَ النَّارَ مُحِبٌّ لِي وَ لِعَلِيٍّ وَ كَذَا كَانَ فِي عِلْمِهِ أَنْ لَا يَدْخُلَ الْجَنَّةَ مُبْغِضٌ لِي وَ لِعَلِيٍّ أَلَا وَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَ الْمَلَائِكَةَ بِأَيْدِيهِمْ أَبَارِيقُ مِنَ اللُّجَيْنِ مَمْلُوءَةٌ مِنْ مَاءِ الْجَنَّةِ مِنَ الْفِرْدَوْسِ فَمَا أَحَدٌ مِنْ شِيعَةِ عَلِيٍّ إِلَّا وَ هُوَ طَاهِرُ الْوَالِدَيْنِ تَقِيٌّ نَقِيٌّ مُؤْمِنٌ بِاللَّهِ...
المحتضر، حسن بن سليمان الحلي، ص 286 - ارشاد القلوب ، ج 2، ص 372 .
هذا عدد قلیل من الروايات التي اشرنا الیها لأجل المزید من الاطّلاع عن هکذا روايات تستطیع ان تراجع المصادر المذکورة فی الذیل:
أصول الكافي ، ج 1 ، ص 439 باب مولد النبي و وفاته - بحار الأنوار ، ج 25 ، ص 1 تا 33 - الطرائف ، ج 1 ، ص 15 - بصائر الدرجات ، ص 73 و ص 84 - تفسير فرات الكوفي ، ص 207 - معاني الاخبار ، ص 396 - ميزان الحكمة ، ج10 ، ص 229 - كشف الغطاء ، ص 7 - الهداية الكبري ، ص 100 .
فلابد ان نکرر هذا الكلام من العلّامة المجلسي رحمة الله عليه الذی قال:
وَ اللَّهُ يَعْلِمُ حَقايقَ تِلكَ الاَسْرارِ وَ حُجَجُهُ الْاَخْيارُ عَلَيْهِمُ السَّلامُ
رفع ابهام الغلوّ و المبالغة:
لو ان هذه الروايات توجب التعجّب و الاستغراب أو احتمال الغلّو و المبالغة فی هذه الموارد لابد ان نقول:
اذا تیقنا بصدور رواية عن الامام المعصوم عليه السلام فلا نستطیع قیاسها بالعقل الشخصي و المعلومات الناقصة و ان نقیس اهل البیت بانسان عادي و من هذا المنطلق نستبعده و ناخذ جانب الانكار و انه مستحیل و من باب الغلوّ و المبالغة من جانب الغلاة بل:
تحذیر القرآن الكريم فی الاجتناب عن استغراب بعض الحقايق!
القرآن الكريم یتذکر بالمرّات فریقا کأصحاب الكهف و الرقيم الذین هم فی المراتب أقل شأنا و مقاما من اهل بيت العصمة و الطهارة عليهم السلام و یعطی هذا الدرس المهمّ للإنسان و يوصی هکذا:
أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَ الرَّقيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَبا(كهف/9)
تحذیر الروايات!
الامام الصادق عليه السلام ایضا یشیر الی هذا المطلب و یقول:
عَنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام مَا جَاءَكُمْ مِنَّا مِمَّا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فِي الْمَخْلُوقِينَ وَ لَمْ تَعْلَمُوهُ وَ لَمْ تَفْهَمُوهُ فَلَا تَجْحَدُوهُ وَ رُدُّوهُ إِلَيْنَا وَ مَا جَاءَكُمْ عَنَّا مِمَّا لَا يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ فِي الْمَخْلُوقيِنَ فَاجْحِدُوهُ وَ لَا تَرُدُّوهُ إِلَيْنَا
بحار الأنوار، للعلامة المجلسي، ج 25 ، ص 364 .
فی رواية اخری عن الامام الباقر عليه السّلام یقول هکذا:
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ(الامامُ الباقر) عليه السلام: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه و آله و سلّم إِنَّ حَدِيثَ آلِ مُحَمَّدٍ صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ لَا يُؤْمِنُ بِهِ إِلَّا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ أَوْ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ أَوْ عَبْدٌ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِيمَانِ فَمَا وَرَدَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَدِيثِ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ فَلَانَتْ لَهُ قُلُوبُكُمْ وَ عَرَفْتُمُوهُ فَاقْبَلُوهُ وَ مَا اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُكُمْ وَ أَنْكَرْتُمُوهُ فَرُدُّوهُ إِلَي اللَّهِ وَ إِلَي الرَّسُولِ وَ إِلَي الْعَالِمِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ عليه السلام وَ إِنَّمَا الْهَالِكُ أَنْ يُحَدَّثَ بِشَيْ ءٍ مِنْهُ لَا يَحْتَمِلُهُ فَيَقُولَ وَ اللَّهِ مَا كَانَ هَذَا شَيْئاً وَ الْإِنْكَارُ هُوَ الْكُفْر
بحار الأنوار ، للعلامة المجلسي(1111هق)، ج 25 ، ص 364 .
سرّ الاستغراب فی اخبار اهل البيت عليهم السلام :
سرّ الاستغراب فی اخبار اهل البيت عليهم السلام یمکن ان یکون من اجل دلائل مختلفة:
1 . عظمة هؤلاء الکرام و عدم امكان معرفتهم الحقيقية کما ذکر فی الرواية هکذا:
... فَإِنَّكُمْ لَا تَبْلُغُونَ كُنْهَ مَا فِينَا وَ لَا نِهَايَتَهُ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ أَعْطَانَا أَكْبَرَ وَ أَعْظَمَ مِمَّا يَصِفُهُ وَ أَصِفُكُمْ أَوْ يَخْطُرُ عَلَي قَلْبِ أَحَدِكُمْ فَإِذَا عَرَفْتُمُونَا هَكَذَا فَأَنْتُمُ الْمُؤْمِنُون ...
2 . العجز عن درك حقائق العوالم الملكوتية التی ترتبط باهل البيت عليهم السلام التی امرونا هؤلاء الکرام فی هذه الموارد ان نسعی علی قدر وسعنا و نجتهد الی حدّ الامكان حتی نعرفهم حسب الظاهر ففی هذه الصورة هم یمدوننا و یکشفون لنا بواطن الأمر:
التَّمِيمِيِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يَا مِيثَمُ التَّمِيمِيُّ إِنَّ قَوْماً آمَنُوا بِالظَّاهِرِ وَ كَفَرُوا بِالْبَاطِنِ فَلَمْ يَنْفَعْهُمْ شَيْ ءٌ وَ جَاءَ قَوْمٌ مِنْ بَعْدِهِمْ فَآمَنُوا بِالْبَاطِنِ وَ كَفَرُوا بِالظَّاهِرِ فَلَمْ يَنْفَعْهُمْ ذَلِكَ شَيْئاً وَ لَا إِيمَانَ بِظَاهِرٍ إِلَّا بِبَاطِنٍ وَ لَا بِبَاطِنٍ إِلَّا بِظَاهِر
بصائر الدرجات، محمد بن حسن الصفار(290 ه ق)، ص 557 و بحار الأنوار، علامه مجلسي(1111 ه ق) ، ج 24، ص 302 و ج 69 ، ص 97
رفع التناقض:
فی هذه الفقرة من السؤال التی تقول لو ان اهل البيت خلقوا من النور لماذا الله تعالی یقول فی سورة «الانسان»هکذا:
إِنَّا خَلَقْنَا الْانسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاج
نقول هنا انه حسبما مر فی الروايات الماضیة ان خلقة اهل البيت عليهم السلام من النور لیس بهذا المعنی انهم لم یخلقوا عن طريق الصلب و النطفة و الرحم قط و لم تمر علیهم هذه العملیة اصلا و ان تولّدهم النهائي ایضا من نور الهي و بطريق غير بشري بل طبق ما یستفاد من فقرة زيارة الجامعة الكبيرة ان خلقتهم النورية فی المرحلة الاولي کانت من الخلقة التی ترتبط بعالم الذرّ فلهذا بعد ما یقول: خلَقَكُمُ اللهُ أَنواراً قال:(فجعلكم بعرشه محدقين حتّي منّ علينا فجعلكم في بيوت أذن الله أن ترفع و ...) و...
المرحوم الشيخ الكليني فی اصول الكافي یذکر روايات ترتبط بعالم الذرّ فلنشیر الی بعضها هنا:
عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السّلام كَيْفَ أَجَابُوا وَ هُمْ ذَرٌّ قَالَ جَعَلَ فِيهِمْ مَا إِذَا سَأَلَهُمْ أَجَابُوهُ يَعْنِي فِي الْمِيثَاق
رواية صحيحة عن الاصول الكافي ، للشيخ الكليني(329 هق)، ج 2 ، ص 12 ، ح 1 ، بَابُ كَيْفَ أَجَابُوا وَ هُمْ ذَرّ .
بعض علماء الشيعة فسروا اخبار عالم الذرّ حسب هذه الرواية و قالوا:
ان الله نصب لهم دلائل ربوبيته، و ركب في عقولهم ما يدعوهم الى الاقرار بها، حتى صاروا بمنزلة الاشهاد على طريقة التمثيل، نظير ذلك قوله عزوجل: " انما قولنا لشئ إذا أردناه أن نقول له كن فيكون " و قوله جل وعلا " فقال لها و للارض ائتيا قالتا أتينا طائعين و معلوم أنه لا قول ثمة، وانما هو تمثيل و تصوير للمعنى. وذلك حين كانت أنفسهم في أصلاب آبائهم العقلية، ومعادنهم الاصلية، يعنى شاهدهم وهم دقائق في تلك الحقائق، و عبر عن تلك الاباء بالظهور، لان كل واحد منهم ظهر أو مظهر لطائفة من النفوس أو ظاهر عنده لكونه صورة عقلية نورية ظاهرة بذاتها...
الكتاب : بحار الأنوار المؤلف : الشيخ محمد باقر المجلسي " قدس الله سره "الناشر : مؤسسة الوفاء - بيروت – لبنان/ج 64 ص 101
هذه العقيدة ب 12 اشكال الذی اوردته المعتزلة و الاجوبة التی اعطوها، ذکرها المرحوم المجلسي فی ج 2 ص 12 و 13 من کتاب مرآت العقول و ایضا تحقيقات دقيقة عن الشيخ المفيد و السيد المرتضي قدس سرهما التی لا تناسب هذا المختصر.
فیستفاد منها ان عدد من الروايات التی وردت فی خلقة النورية لاهل البيت عليهم السّلام ترتبط بعالم الذرّ و زمان قبل ورودهم الی عالم الدنيا و فی بعضها کزيارة الوارث التی تقول:
اشهد انكم نورا في الأصلاب الشامخة و الارحام المطهرة
فی هذه الموارد المقصود من النور لیس بمعني النور مقابل الظلمة بل بمعناه الذی ذکرناه فی بعض الروايات السالفة(رواية الأمالي للشيخ الطوسي، ص 183) يعني: طهارتهم من الرجس و القذارات؛ کما تشهد به آية التطهير.
إِنَّما يُريدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً (احزاب/33)
و هذا بمعنی انه فی النهاية، خلقتهم کانت عن طریق بشري لکن من البشر الذین هم عندما کانوا فی اصلاب آبائهم و أرَحاِم امهاتهم کانوا کالانوار الالهية منزهین من أی رجس و قذارة و هم مطهرون.
و فی الأخیر ان نزول تمام أو بعض هذه السورة«انسان» فی شأن اهل البيت عليهم السّلام لا ینافی خلقتهم النورية أیة منافات ضمن ان بعض الآيات من سورة الانسان نزلت فی شأن اهل البيت عند انفاق افطارهم فی ثلاثة ایام متوالیة و لیس فی شکل خلقتهم و هل انهم من النور أو من النطفة؟!
و من الله التوفیق
فریق الإجابة عن الشبهات
مؤسسة الإمام وليّ العصر (عج) للدراسات العلمیة