السائل: سعيد
توضيح السؤال:
هل توجد رواية صحيحة تقول ان الائمة و اهل البيت (عليهم السلام) توسلوا بقبر النبی (صلي الله عليه وآله) أو الإمام علي (عليه السلام) ؟
الإجابة الاجمالية:
التوسل من المعتقدات المهمة عند المسلمین التی جذورها توجد فی القرآن الكريم و الروايات الصحيحة المنقولة عن اهل البيت عليهم السلام و هذه العقيدة بصرف النظر عن الأدلة القرآنية، یمکن اثباتها عبر الروايات الصحيحة عند الشيعة و اهل السنة ایضا.
حسب روايات الشيعة التی وردت فی موضوع التوسل، الائمة الطاهرون (عليهم السلام) توسلوا بالنبی و بقية اهل البیت (عليهم السلام) و أمروا الشيعة حتی یتوسلوا باهل البيت علیهم السلام. و من جانب آخر أیدوا توسل الشيعة ایضا.
الإجابة التفصيلية
قبل الخوض فی دراسة الروايات المرتبطة بالسؤال، من اجل تنویر الإجابة نکتفی بذکر نكتتین مهمتین:
النكتة الأولی: فی بعض التقسيمات، التوسل علی نوعین:
1. التوسل بالذات (يعني التوسل بالنبی و الائمة الطاهرين عليهم السلام) ؛
2. التوسل بالواسطة (يعني نجعل النبی و اهل البيت عليهم السلام واسطة بیننا و بین الله و نطلب قضاء حواجئنا بحقهم.)
یستفاد من هذین النوعین من الروايات ما ورد فی موضوع التوسل.
النكتة الثانی: روايات التوسل تنقسم الی طوائف:
1. طائفة من الروايات تبین ان اهل البيت (عليهم السلام) انفسهم توسلوا به.
2. طائفة منها الائمة (عليهم السلام) أمروا بالتوسل؛
3. طائفة منها تقرر توسل محبی اهل بیت العصمة و الطهارة (عليهم السلام).
هذه الطوائف الثلاث من الروايات التی تبین فعل، قول، و تقرير المعصومين (عليهم السلام) توجد فی روايات الشيعة و هی حجة علینا؛من هذا المنطلق لم نحتاج الی روايات اهل السنة فی هذا المجال، الا ان یکون ذکر رواياتهم من باب الزام الخصم.
الحین نذکر نماذج من هذه الطوائف الثلاث من الروايات فی الإجابة عن هذا السؤال:
الطائفة الأولی؛ توسّل الائمة (ع) برسول الله (ص) و اهل البيت
طائفة من الروايات تبين ان الائمة (عليهم السلام) توسّلوا بالنبی و اهل البيت (عليهم السلام).
1. توسل اميرالمؤمنین (ع) برسول الله (ص) ، الملائکة و الانبياء: (سند معتبر)
امير المؤمنین (عليه السلام) بعد صلاة الظهر توسل برسول الله (صلي الله عليه وآله)، الملائکة و الانبياء و یتقرب الی الله بأن یجعل هؤلاء واسطة. المرحوم الكليني بسند معتبر یذکر الرواية هکذا:
1 مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِيِّ عَنْ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقُمِّيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ: كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام يَقُولُ إِذَا فَرَغَ مِنَ الزَّوَالِ- اللَّهُمَّ إِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِجُودِكَ وَ كَرَمِكَ وَ أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ- بِمُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِمَلَائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِينَ وَ أَنْبِيَائِكَ الْمُرْسَلِين ...
الكليني الرازي، أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق (المتوفى328 هـ)، الأصول من الكافي، ج2 ، ص545، ناشر: اسلامية، طهران، الطبعة الثانية،1362 هـ.ش.
المرحوم العلامة المجلسي فی تصحيح الرواية المذکورة یقول:
باب الدعاء في أدبار الصلوات الحديث الأول: حسن كالصحيح.
المجلسى، محمد باقر بن محمد تقى، مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج12 ؛ ص335، طهران، الطبعة: الثانیة، 1404 ق.
2. توسل الإمام علي (ع) برسول الله (ص) قبل دفنه:
بعد وفاة رسول الله (صلي الله عليه وآله) اميرالمؤمنین عليه السلام توسل بالنبی ص . هذا المطلب منقول فی نهج البلاغة خطبة 235 هکذا:
235. ومن كلام له (عليه السلام ) قَالَهُ وَهُوَ يَلِي غُسْلَ رَسُولِ اللَّهِ (صلىالله عليه وآله) وَتَجْهِيزَهُ «بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدِ انْقَطَعَ بِمَوْتِكَ مَا لَمْ يَنْقَطِعْ بِمَوْتِ غَيْرِكَ مِنَ النُّبُوَّةِ وَ الْإِنْبَاءِ وَأَخْبَارِ السَّمَاءِ خَصَّصْتَ حَتَّى صِرْتَ مُسَلِّياً عَمَّنْ سِوَاكَ وَعَمَّمْتَ حَتَّى صَارَ النَّاسُ فِيكَ سَوَاءً وَلَوْ لَا أَنَّكَ أَمَرْتَ بِالصَّبْرِ وَنَهَيْتَ عَنِ الْجَزَعِ لَأَنْفَدْنَا عَلَيْكَ مَاءَ الشُّئُونِ وَلَكَانَ الدَّاءُ مُمَاطِلًا وَالْكَمَدُ مُحَالِفاً وَقَلَّا لَكَ وَلَكِنَّهُ مَا لَا يُمْلَكُ رَدُّهُ وَلَا يُسْتَطَاعُ دَفْعُهُ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي اذْكُرْنَا عِنْدَ رَبِّكَ وَاجْعَلْنَا مِنْ بَالِكَ».
نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع)، ج 2 ، ص 228
هذه الخطبة و توسل الإمام علی ع ذکروه علماء اهل السنة مثل : ابن ابي الحديد، عبد الرحمان الزجاجي فی کتابیه، و ابن عبد البر النمري القرطبي:
إبن أبيالحديد المدائني المعتزلي، ابوحامد عز الدين بن هبة الله بن محمد بن محمد (المتوفى655 هـ)، شرح نهج البلاغة، ج13، ص13، تحقيق: محمد عبد الكريم النمري، ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان، الطبعة: الأولى، 1418هـ - 1998م.
البغدادي النهاوندي الزجاجي، عبد الرحمن بن إسحاق، أبو القاسم (المتوفی337هـ)، أمالي الزجاجي، ج1، ص38، دار النشر : حسب برنامج الجامع الكبير.
البغدادي النهاوندي الزجاجي، عبد الرحمن بن إسحاق، أبو القاسم (المتوفی337هـ)، أخبار أبي القاسم الزجاجي، ج1، ص52، دار النشر : حسب برنامج الجامع الكبير.
النمري القرطبي المالكي، ابوعمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر (المتوفی 463هـ)، التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد، ج2، ص162، تحقيق: مصطفي بن أحمد العلوي، محمد عبد الكبير البكري، ناشر: وزارة عموم الأوقاف والشؤون الإسلامية - المغرب – 1387هـ.
حسب هذه الرواية، اميرالمؤمنین عليه السلام توسل بذات رسول الله صلي الله عليه وآله و طلب منه الشفاعة.
3. توسل الامام الحسين (ع) بقبر النبی (ص):
نص الرواية نقلا عن العلامة المجلسي هکذا:
فلما كانت الليلة الثانية ، خرج إلى القبر أيضا وصلى ركعات ، فلما فرغ من صلاته جعل يقول : اللهم هذا قبر نبيك محمد ، وأنا ابن بنت نبيك ، وقد حضرني من الأمر ما قد علمت ، اللهم إني أحب المعروف ، وأنكر المنكر ، وأنا أسألك يا ذا الجلال والاكرام بحق القبر ومن فيه إلا اخترت لي ما هو لك رضى ، ولرسولك رضى ....
المجلسي، محمد باقر (المتوفی1111هـ)، بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار، ج 44 ، ص 328، تحقيق: محمد الباقر البهبودي، ناشر: مؤسسة الوفاء - بيروت - لبنان، الطبعة: الثانية المصححة، 1403هـ - 1983م.
هذه الرواية نقلها ابن اعثم الكوفي ایضا.
الكوفي، أبي محمد أحمد بن أعثم (المتوفی314هـ)، كتاب الفتوح، ج 5، ص 19، تحقيق: علي شيري (ماجستر في التاريخ الإسلامي )، ناشر: دار الأضواء للطباعة والنشر والتوزيع ـ بيروت، الطبعة: الأولى، 1411هـ
فی کلمات الامام الحسين (عليه السلام) عبارة «بحق القبر ومن فيه» التی لها معاني عالیة يعني بها ان وجود رسول الله صلي الله عليه وآله (التوسل بالذات) المبارک یطلب من الله تعالی.
4. توسل الامام السجاد عليه السلام بأهل البيت:
موارد عدیدة من ادعیة الصحيفة السجادية تذکر ان الامام السجاد (عليه السلام) توسل بالنبی و اهل البيت (عليهم السلام) و فی احد ادعیته (دعاء 87) یقول هکذا:
إنا نتوسل إليك بمحمد صلواتك عليه وآله رسولك ، وبعلي وصيه ، وفاطمة ابنته ، وبالحسن والحسين ، وعلي ومحمد وجعفر وموسى وعلي ومحمد وعلي والحسن والحجة عليهم السلام أهل بيت الرحمة .
الصحيفة السجادية، الإمام زين العابدين (ع) ، ص 168، تحقيق : الابطحي الإصفهاني، السيد محمد باقر الموحد ناشر : مؤسسة الإمام المهدي (ع) / مؤسسة الأنصاريان للطباعة والنشر - قم – ايران، سنة الطبعة: 25 محرم الحرام 1411
و فی فقرة اخری من هذا الدعا یقول:
فإني بمحمد وعلي وأوصيائهما إليك أتوسل ، وعليك أتوكل ...
الصحيفة السجادية (الابطحي) - الإمام زين العابدين (ع) - ص 205
یتبین من خلال هذه الادعیة ان الامام السجاد عليه السلام جعل النبی و اهل بيته وسيلة لیطلب حاجته و طلبه.
الطائفة الثانیة؛ الائمة (عليهم السلام) امروا بالتوسل
حسب طائفة اخری من الروايات، الائمة عليهم السلام امروا اتباعهم ان یتوسلوا بالنبی و اهل البيت (عليهم السلام) و علموهم الدعاء و الذكر.
الرواية الأولی: أمر اميرالمؤمنین عليه السلام بالتوسل (بسند صحيح):
المرحوم الكليني بسند معتبر ینقل هکذا :
17 عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ابْتِدَاءً مِنْهُ يَا مُعَاوِيَةُ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ رَجُلًا أَتَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام فَشَكَا الْإِبْطَاءَ عَلَيْهِ فِي الْجَوَابِ فِي دُعَائِهِ فَقَالَ لَهُ أَيْنَ أَنْتَ عَنِ الدُّعَاءِ السَّرِيعِ الْإِجَابَةِ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ مَا هُوَ ... وَ أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ أَسْأَلُكَ بِكَ وَ بِهِمْ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَفْعَلَ بِي كَذَا وَ كَذَا.
الكليني الرازي، أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق (المتوفی328 هـ)، الأصول من الكافي، ج2، ص583 ، ح17، ناشر: اسلامية، طهران، الطبعة الثانية،1362 هـ.ش.
سند هذه الرواية معتبر. العلامة المجلسي فی اعتبار هذه الرواية یقول:
الحديث السابع عشر: حسن.
المجلسى، محمد باقر بن محمد تقى، مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج12 ؛ ص455، طهران، الطبعة: الثانیة، 1404 ق.
سند هذه الرواية صحيح و السر فیه ان العلامة المجلسي عبر عنه بأنه «حسن» من اجل حضور «ابراهیم بن هاشم» فی السند المذکور الذی حسب رأیه هو امامی ممدوح (ورد فیه مدح) و لم یوثق؛ لکن عند مراجعة کتب الرجال من علماء الشیعة تجد ان له توثیقات.
الکلام الجامع للسید الخوئي قدس الله نفسه الزکية فی شرح حال ابراهيم بن هاشم هکذا:
أقول: لا ينبغي الشك في وثاقة إبراهيم بن هاشم، و يدل على ذلك عدة أمور:
1. أنه روى عنه ابنه علي في تفسيره كثيرا، و قد التزم في أول كتابه بأن ما يذكره فيه قد انتهى إليه بواسطة الثقات. و تقدم ذكر ذلك في (المدخل) المقدمة الثالثة.
2. أن السيد ابن طاووس ادعى الاتفاق على وثاقته، حيث قال عند ذكره رواية عن أمالي الصدوق في سندها إبراهيم بن هاشم: و رواة الحديث ثقات بالاتفاق. فلاح السائل: الفصل التاسع عشر، الصفحة 158.
3. أنه أول من نشر حديث الكوفيين بقم. و القميون قد اعتمدوا على رواياته، و فيهم من هو مستصعب في أمر الحديث، فلو كان فيه شائبة الغمز لم يكن يتسالم على أخذ الرواية عنه، و قبول قوله.
الموسوي الخوئي، السيد أبو القاسم (المتوفی1411هـ)، معجم رجال الحديث وتفصيل طبقات الرواة، ج 1 ، ص 291، الطبعة الخامسة، 1413هـ ـ 1992م
بناء علی هذا لابراهيم بن هاشم توثيق صريح و علی الاقل شخصية مثل السيد بن طاووس ادعي اتفاق تمام العلماء علی وثاقته.
وقال السيد الداماد في ( الرواشح ) : .. والصحيح الصريح عندي : أن الطريق من جهته صحيح ، فأمره أجل وحاله أعظم من أن يعدل بمعدل أو يوثق بموثق.
الطباطبايي، السيد مهدي بحر العلوم (المتوفی 1212هـ)، الفوائد الرجالية، ج 1، ص 450، تحقيق وتعليق: محمد صادق بحر العلوم، حسين بحر العلوم، ناشر: مكتبة الصادق - طهران، الطبعة الأولى: 1363 ش
السيد بن طاووس فی السند الذي فی سلسلته ابراهيم بن هاشم، قال هکذا:
ورواة الحديث ثقات بالاتفاق.
فلاح السائل، ص158؛ معجم رجال الحديث، ج1، ص291، رقم: 332.
بناء علی هذا سند هذه الروایة صحيح.
حسب هذه الرواية لو اراد شخص ان یسرع فی قضاء حاجته و استجابة دعائه، یستطیع ان یتوسل بالنبی و اهل البيت (عليهم السلام) لیصل الی مقصوده.
الرواية الثانیة: أمر الامام الصادق عليه السلام بالتوسل بقبر النبی (ص) بسند صحيح
الامام الصادق (عليه السلام) فی رواية صحيحة یعلّم معاوية بن عمار كيفية زيارة قبر رسول الله صلي الله عليه وآله و فی فقرة منها یعلّمه طریقة التوسل بالنبی ص. هذه الرواية نقلها المرحوم الكليني بثلاثة اسانید هکذا:
عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ عَنْ صَفْوَانَ وَ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ:
إِذَا دَخَلْتَ الْمَدِينَةَ فَاغْتَسِلْ قَبْلَ أَنْ تَدْخُلَهَا أَوْ حِينَ تَدْخُلُهَا ثُمَّ تَأْتِي قَبْرَ النَّبِيِّ صلي الله عليه وآله ثُمَّ تَقُومُ فَتُسَلِّمُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلي الله عليه وآله ...
اللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ- وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً وَ إِنِّي أَتَيْتُ نَبِيَّكَ مُسْتَغْفِراً تَائِباً مِنْ ذُنُوبِي وَ إِنِّي أَتَوَجَّهُ بِكَ إِلَى اللَّهِ رَبِّي وَ رَبِّكَ لِيَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي.
وَ إِنْ كَانَتْ لَكَ حَاجَةٌ فَاجْعَلْ قَبْرَ النَّبِيِّ صلي الله عليه وآله خَلْفَ كَتِفَيْكَ وَ اسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ وَ ارْفَعْ يَدَيْكَ وَ اسْأَلْ حَاجَتَكَ فَإِنَّكَ أَحْرَى أَنْ تُقْضَى إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
الكافي، ج4 ، ص550، ح1، بَابُ دُخُولِ الْمَدِينَةِ وَ زِيَارَةِ النَّبِيِّ ص وَ الدُّعَاءِ عِنْدَ قَبْرِه.
هذه الرواية نقلها الشيخ الطوسي فی كتاب «تهذيب الاحكام عبر هذا العنوان:
الطوسي، الشيخ ابوجعفر، محمد بن الحسن بن علي بن الحسن (المتوفی460هـ)، تهذيب الأحكام، ج 6، ص6، تحقيق: السيد حسن الموسوي الخرسان، ناشر: دار الكتب الإسلامية ـ طهران، الطبعة الرابعة،1365 ش .
فی نقل كامل الزيارات ذکر فقرة امرهم بالتوسل هکذا:
يا محمد اني أتوجه بك إلى الله ربي وربك ليغفر لي ذنوبي .
القمي، أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه (المتوفی367هـ)، كامل الزيارات، ص 50، تحقيق: الشيخ جواد القيومي، لجنة التحقيق، ناشر: مؤسسة نشر الفقاهة، الطبعة: الأولى1417هـ
تصحيح الرواية:
هذه الرواية حسب رأی علماء الشيعة صحيحة و تصرح بهذا المطلب.
المرحوم العلامة المجلسي یصحح هذه الرواية و یقول:
روى الكليني في الصحيح ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إذا دخلت المدينة فاغتسل قبل أن تدخلها...
المجلسي، محمد تقي (المتوفی1070هـ)، روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه، ج 5 ص 326، محقق / مصحح: موسوى كرمانى حسين و اشتهاردى على پناه، ناشر: مؤسسه الثقافیة الاسلامىة كوشانبور، مكان الطبع: قم، سنة الطبعة: 1406 ق
العلامة الحلي فی كتاب «منتهي المطلب» ایضا یصحح هذه الروایة هکذا:
وصفة زيارته صلى الله عليه وآله ما رواه الشيخ في الصحيح عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله (ع) قال إذا دخلت المدينة فاغتسل قبل أن تدخلها..
الحلي الأسدي، جمال الدين أبو منصور الحسن بن يوسف بن المطهر (المتوفی726هـ)، منتهى المطلب في تحقيق المذهب، ج 2 ص 887، تحقيق: قسم الفقه في مجمع البحوث الإسلامية، ناشر: مجمع البحوث الإسلامية - إيران – مشهد، المطبعة: مؤسسة الطبع والنشر في الآستانة الرضوية المقدسة، الطبعة: الأولى1412
وأما صفة زيارته (صلى الله عليه وآله) فهو ما رواه الكليني والشيخ في الصحيح عن معاوية ابن عمار عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : إذا دخلت المدينة فاغتسل قبل أن تدخلها...
البحراني، الشيخ يوسف، (المتوفی1186هـ)، الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة، ج 17 ، ص 424، ناشر : مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة، حسب برنامج مكتبة اهل البيت.
الرواية الثالثة: أمر الإمام الصادق (ع) التوسل بالنبی(ص)
الرواية الصحيحة الاخری للامام الصادق عليه السلام هکذا:
3 - وَ عَنْهُ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ فَضَالَةَ عَنْ أَبَانٍ وَ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ قَالا قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلَاةِ فَقُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أُقَدِّمُ إِلَيْكَ مُحَمَّداً صلي الله عليه وآله بَيْنَ يَدَيْ حَاجَتِي وَ أَتَوَجَّهُ بِهِ إِلَيْكَ فَاجْعَلْنِي بِهِ وَجِيهاً عِنْدَكَ فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ وَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ اجْعَلْ صَلَاتِي بِهِ مَقْبُولَةً وَ ذَنْبِي بِهِ مَغْفُوراً وَ دُعَائِي بِهِ مُسْتَجَاباً إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الكافي (ط - الإسلامية) ؛ ج3 ؛ ص309
المرحوم الشيخ الصدوق ایضا یذکر هذه الرواية فی «من لا يحضره الفقيه» و الشيخ الطوسي فی کتابه تهذيب الاحکام عبر هذا العنوان هکذا:
الصدوق، ابوجعفر محمد بن علي بن الحسين (المتوفی381هـ)، من لا يحضره الفقيه، ج 1 ص 302، ح 916، تحقيق: علي اكبر الغفاري، ناشر: جامعه مدرسين حوزه علميه قم.
الطوسي، الشيخ ابوجعفر، محمد بن الحسن بن علي بن الحسن (المتوفی460هـ)، تهذيب الأحكام، ج 2، ص287، ح5 باب كيفة الصلاة ، تحقيق: السيد حسن الموسوي الخرسان، ناشر: دار الكتب الإسلامية ـ طهران، الطبعة الرابعة،1365 ش .
تصحيح الرواية:
هذه الرواية من حیث السند صحيحة و علماء الشيعة صرحوا بهذا المطلب. العلامة المجلسي (المجلسي الاول) یقول:
رواه الشيخ في الصحيح عنه عليه السلام «إذا قمت إلى الصلاة» الظاهر أنه بعد الإقامة «فقل (إلى قوله) حاجتي» يعني أسألك بحقه أو اجعله شفيعي
المجلسى، محمدتقى بن مقصودعلى، روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه (ط - القديمة)، ج2 ؛ ص268، قم، الطبعة: الثانیة، 1406 ق.
العلامة المجلسي الثانی ایضا یعتبر سند هذه الرواية «حسن» و یقول:
الحديث الثالث: حسن.
المجلسى، محمد باقر بن محمد تقى، مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج15؛ ص96، طهران، الطبعة: الثانیة، 1404 ق.
و فی كتاب «بحار الانوار» یصرح بصحة سند هذه الروایة هکذا:
وَ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ: إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلَاةِ فَقُلِ اللَّهُمَّ إِنِّي أُقَدِّمُ إِلَيْكَ مُحَمَّداً ص بَيْنَ يَدَيْ حَاجَتِي وَ أَتَوَجَّهُ بِهِ إِلَيْكَ فَاجْعَلْنِي بِهِ وَجِيهاً عِنْدَك...
المجلسى، محمد باقر بن محمد تقى، بحار الأنوار، ج81 ؛ ص370، بيروت، الطبعة: الثانیة، 1403 ق.
العلامة الحلي ایضا یصحح سند هذه الرواية هکذا:
ويستحب له أن يقول إذا قام إلى الصلاة ما رواه الشيخ في الصحيح عن أبان ومعاوية بن وهب جميعا عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إذا قمت إلى الصلاة فقل اللهم إني أقدم إليك محمدا بين يدي حاجتي وأتوجه به إليك
منتهى المطلب (ط.ق) - العلامة الحلي ، ج 1 ، ص 298
الطائفة الثالثة ؛ تأييد توسل الشيعة بالنبی(ص) من جانب الائمة (عليهم السلام)
عدة من الروايات صريحة فی ان الشيعة یتوسلوا برسول الله صلي الله عليه وآله و هذا التوسل مؤید من قبل الائمة الطاهرين عليهم السلام.
توسل هشام بن سالم بقبر النبی (ص)
بعد استشهاد الامام الصادق (عليه السلام) جاء هشام بن سالم الی المدينة و من اجل شکه فی الامام الذی بعده، استغاث بقبر رسول الله (صلي الله عليه وآله) و بهذا التوسل تبین له من هو حجة الله و امام زمانه. هذه الرواية نقلها محمد بن جرير الطبري بسند صحيح هکذا:
أخبرني أبو الحسن علي بن هبة الله ، قال : حدثنا أبو جعفر محمد ابن علي بن الحسين بن موسى ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، قال : دخلت على عبد الله بن جعفر بن محمد بعد موت أبي عبد الله ( عليه السلام ) وكان ادعى الإمامة ، فسألته عن شئ من الزكاة ، فقلت له : كم في المائة ؟ فقال : خمسة دراهم . قلت: وكم في نصف المائة ؟ قال : درهمين ونصف . فقلت : ما قال بهذا أحد من الأمة . فخرجت من عنده إلى قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) مستغيثا برسول الله ، فقلت : يا رسول الله ، إلى من ؟ إلى القدرية ؟ إلى الحرورية ؟ إلى المرجئة ؟ إلى الزيدية ؟ فإني لكذلك إذ أتاني رسول أبي الحسن (عليه السلام) ، غلام صغير دون الخماسي ، فقال : أجب مولاك موسى بن جعفر . فأتيته فلما بصر بي من صحن الدار ابتدأني فقال : يا هشام ! قلت : لبيك . قال : لا إلى القدرية ، ولا إلى الحرورية ، ولا إلى المرجئة ، ولا إلى الزيدية ، ولكن إلينا . فقلت : أنت صاحبي ، فسألته فأجابني عن كل ما أردت.
الطبري، ابي جعفر محمد بن جرير بن رستم (المتوفی قرن الخامس)، دلائل الامامة، ص 324، تحقيق: قسم الدراسات الإسلامية - مؤسسة البعثة، ناشر: مركز الطباعة و النشر في مؤسسة البعثة، قم، الطبعة: الأولى1413
حسب هذه الرواية التوسل و الاستغاثة بأولياء الله عمل جائز: مستغيثا برسول الله؛ علاوة علی ذلک، تبین الرواية تأیید الامام المعصوم (عليه السلام) ایضا، لو لم یکن التوسل جائزا، لقال الامام الكاظم (عليه السلام) لهشام: لماذا استغثت برسول الله ص ؟ لکن الإمام لم یمنعه و لم یقبح عمله، بل أید هذا التوسل.
النتيجة:
اولا: الائمة الطاهرون (عليهم السلام) توسلوا برسول الله صلي الله عليه وآله علی سبیل المثال توسل اميرالمؤمنین و الامام السجاد عليهم السلام بالنبی ص.
ثانيا: حسب طائفة اخری من الروايات، الائمة الاطهار عليهم السلام وصوا بالتوسل بالنبی ص.
ثالثا: الشيعة ایضا توسلوا برسول الله ص فی زمن الائمة علیهم السلام و الائمة أیدوا هذا التوسل.
و من الله التوفیق
فریق الإجابة عن الشبهات
مؤسسة الإمام ولي العصر (عجل الله تعالي فرجه الشريف) للدراسات العلمیة