2024 March 19 - 09 رمضان 1445
الإمام الجواد سلام الله عليه من منظر اهل السنة
رقم المطلب: ٢٩٠٣ تاریخ النشر: ٢٩ ذیقعده ١٤٤٤ - ٠٨:١٠ عدد المشاهدة: 2892
المقالات » عام
الإمام الجواد سلام الله عليه من منظر اهل السنة

سيرة و فضائل الإمام حسب رأی علماء اهل السنة المعاصرین الی العصر الحاضر

ولد عليه السلام في العاشر من رجب سنة 195 ﻫ. و تهلل وجه الإمام الرضا [ع] فرحاً بمولده، و استلم المولود الجديد، فور ولادته، الأرض بمساجده السبعة، شاهداً بالوحدانية لله، و لمحمد بالرسالة.كان الإمام الرضا [ع] قد طلب من أخته حكيمة أن تبقى الى جانب زوجته خيزران (أم الإمام الجواد) بعد أن ظهرت إمارات الطلق عليها تعجبت حكيمة، أخت الإمام الرضا، من هذا النور الذي خرّ ساجداً لربه فور دخوله الى الدنيا. لكن هذا هو دأب الأئمة المعصومين الذين انتدبهم الله ليكونوا حججه على خلقه. فهم ليسوا كباقي الخلق في سلوكهم، حتى و هم أجنة في أرحام الأمهات. و ليس عجيباً من أحدهم أن يهوي ساجداً لله عند ولادته و ينطق بالشهادتين، فهو أمر ينطوي على إثبات صدقه في إمامته إمام الخلق.

كان الإمام الجواد [ع] أعجوبة لم تسبق بها الأمة الإسلامية. فقد نهض بأعباء الإمامة بعد أبيه الرضا [ع] و عمره تسع سنوات. و هو أمر استدعى التأمل و الاستغراب حتى من قبل أتباع الإمام الرضا [ع] حين سئل عمن يخلفه، فأشار إليه و هو صغير. نعم! لقد عرفوا من خبر عيسى بن مريم و خبر يحيى بن زكريا عليهما السلام من قبل، و قد قص القرآن الكريم حكايتهما. لكن من طبيعة الإنسان الركون الى المشهود المحسوس، و التعود و الحكم على المألوف. غير أنهم بعد أن رأوا آية الله حاضرة ناطقة، لم يكن إمامهم إلا التسليم.

كان ذلك ما ميّز الإمام الجواد [ع] من بين الأئمة المعصومين الباقين، فقد تأخرت ولادته زمناً جعل أتباع أهل البيت في قلق، ثم تقلد الإمامة هو صغير السن، كبير العقل، خارقاً في منطقه و حكمته و علمه، ثم توفي و هو شاب لا يتجاوز الخامسة و العشرين من عمره.

رغم أن ابنه الإمام الهادي [ع] تولى الإمامة وهو صغير أيضاً، لكن خبر تولي الإمام الجواد [ع] الإمامة و هو صغير انتشر و ذاع ذكره، و ذلك لأن مركز ذيوعه كان قصر الخليفة المأمون الذي أقام المناظرة الكبرى الشهيرة بين الإمام الجواد و بين قاضي قضاة المسلمين في حينه يحيى بن أكثم.

هذه المقالة تتعرض الی ذکر بعض آراء علماء اهل السنةحول شخصیة جواد الائمة سلام الله علیه منهم:

1.الجاحظ (المتوفی 250 هـ):

الجاحظ من علماء القرن الثالث، فی الرد عن فخر بنی امیة و الرد علیهم، یسمی عشرة من الائمة من جملتهم الإمام الجواد سلام الله علیهم و یحمدهم هکذا:

و من الذی یعد من قریش ما یعده الطالبیون عشرة فی نسق ؛ كل واحدٍ منهم : عالمٌ، زاهدٌ، ناسكٌ، شجاعٌ، جوادٌ، طاهرٌ، زاكٍ، فمنهم خلفاء، ومنهم مرشحون : ابن ابن ابن ابن، هكذا إلى عشرة، وهم الحسن [العسكری] بن علی بن محمّد بن علی بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علی بن الحسین بن علی، وهذا لم یتفق لبیت من بیوت العرب، ولا من بیوت العجم.

الجاحظ، أبو عثمان عمرو بن بحر بن محبوب بن فزارة اللیثی الكنانی البصری، رسائل الجاحظ، ص 453، تحقیق: علی ابو ملحم،  ناشر : دار ومكتبة الهلال، بیروت، 2002 م.

2.ابن عربی (المتوفی 638 هـ):

المرحوم آیت الله العظمی المرعشی النجفی رحمه الله نقلا عن کتاب المناقب التی طبع ضمن کتاب وسیلة الخادم لابن روزبهان،‌ نقلا عن ابن عربی فی وصف الإمام الجواد علیه السلام یقول هکذا:

وعلى باب الله المفتوح , وكتاب الله المشروح , ماهیة الماهیات، مطلق المقیدات، وسر السریات الوجود، ظل الله الممدود، المنطبع فی مرآة العرفان، والمنقطع مِن نیله حبل الوجدان، غواص بحر القدم، محیط الفضل والكرم، حامل سر الرسول، مهندس الأرواح والعقول، أدیب معلمة الأسماء والشؤون، فهرس الكاف والنون، غایة الظهور والإیجاد، محمد بن علی الجواد (علیه السلام).

المرعشی النجفی، السید شهاب الدین (المتوفی1411هـ)، شرح إحقاق الحق، ج 29 ص 21، تحقیق وتعلیق: السید شهاب الدین المرعشی النجفی،‌ ناشر: منشورات مكتبة آیة الله العظمى المرعشی النجفی - قم – ایران.

3.محمد بن طلحة (المتوفی 652 هـ):

محمد بن طلحة الشافعی ایضا یمدح الإمام هکذا:

هذا أبو جعفر محمد الثانی .. وهو وإن كان صغیر السن فهو كبیر القدر رفیع الذكر . ثم قال: وأما مناقبه فما اتّسعت حلبات مجالها، ولا امتدّت أوقات آجالها.

الشافعی، محمد بن طلحة (المتوفی652هـ)، مطالب السؤول فی مناقب آل الرسول (ع)، ص 467 و 468، تحقیق : ماجد ابن أحمد العطیة. حسب برنامج مکتبة اهل البیت علیهم السلام.

4.سبط بن الجوزی (المتوفی 654 هـ):

هو یقول فی الإمام هکذا:

فصل فی ذکر ولده محمد الجواد

هو محمد بن علی بن موسی بن جعفر بن محمد بن علی بن الحسین بن علی بن ابی طالب ... وکان علی منهاج ابیه فی العلم والتقی والزهد والجود ولما مات ابوه قدم علی المامون فاکرمه واعطاه ما کان یعطی اباه.

سبط بن الجوزی الحنفی، شمس الدین أبوالمظفر یوسف بن فرغلی بن عبد الله البغدادی (المتوفى654هـ)، تذكرة الخواص، ص358 - 359، ناشر: مكتبة نینوى الحدیثة ـ طهران، ناصر خسرو.

5.محمد بن عبدالواحد الموصلی (المتوفی 657 هـ):

الموصلی من علماء الشافعیة عند اهل السنة ایضا یعرف جواد الائمة سلام الله علیه هکذا:

وهو الإمام التاسع الناطق بالسداد والمتصف بالرشاد و العلم المستفاد، والفضل المنتشر بین العباد، المکین الامین، وارث النبیین، و خلاصة رب العالمین، الکبیر العلم والحلم، ذوالمنطق البلیغ والتبیان، و الفصاحة والبیان، والجواد العامر، والعقل الباهر، الذی له من الروایات اعلاها، و من المناقب اجلها و اسماها.

الموصلی، شرف الدین أبی محمد عمر بن شجاع الدین محمد بن عبدالواحد، مناقب آل محمد المسمی بـ النعیم المقیم لعتره النبأ العظیم، ص 144، تحقیق العلامة السید علی عاشور، دارالنشر: موسسة الأعلمی – بیروت – لبنان، الطبعة الأولی، 1424 هـ - 2003 م.

 6.ابن خلکان (المتوفی 681 هـ):

ابن خلکان ایضا یقول فی الإمام هکذا:

محمد الجواد أبو جعفر محمد بن علی الرضا بن موسى الكاظم ... المعروف بالجواد أحد الأئمة الاثنی عشر.

إبن خلكان، ابوالعباس شمس الدین أحمد بن محمد بن أبی بكر (المتوفى681هـ)، وفیات الأعیان و انباء أبناء الزمان، ج 4 ص 175، تحقیق احسان عباس، ناشر: دار الثقافة - لبنان.

7.ابن تیمیة الحرانی (المتوفی 728 هـ):

ابن تیمیة الحرانی مؤسس فکرة الوهابیة یقول فی شخصیة الإمام هکذا:

«إن محمد بن علی الجواد كان من أعیان بنی هاشم و هو معروف بالسخاء والسؤدد ولهذا سمی الجواد»

ابن تیمیة الحرانی الحنبلی، ابوالعباس أحمد عبد الحلیم (المتوفى 728 هـ)، منهاج السنة النبویة، ج 4 ص 68، تحقیق: د. محمد رشاد سالم، ناشر: مؤسسة قرطبة، الطبعة: الأولى، 1406هـ..

8.الذهبی (المتوفى748 هـ):

شمس الدین الذهبی، من اساطین العلم عند اهل السنة یقول هکذا:

محمد بن الرضا علی بن الكاظم موسى بن الصادق جعفر بن الباقر محمد بن زبد العابدین علی بن الشهید الحسین ابن أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب كان یلقب بالجواد، وبالقانع، وبالمرتضى كان من سروات آل بیت النبی صلى الله علیه و سلم ... وكان أحدالموصوفین بالسخاء، ولذلك لقب بالجواد.

الذهبی الشافعی، شمس الدین ابوعبد الله محمد بن أحمد بن عثمان (المتوفى748 هـ)، تاریخ الإسلام ووفیات المشاهیر والأعلام، ج 15 ص 385، تحقیق: د. عمر عبد السلام تدمرى، ناشر: دار الكتاب العربی - لبنان/ بیروت، الطبعة: الأولى، 1407هـ - 1987م.

الصفدی الشافعی ایضا ینقل هذه الکلمات من الذهبی:

الصفدی، صلاح الدین خلیل بن أیبك (المتوفى764هـ)، الوافی بالوفیات، ج 4 ص 79، تحقیق أحمد الأرناؤوط وتركی مصطفى، ناشر: دار إحیاء التراث - بیروت - 1420هـ- 2000م.

9.ابن صباغ المالكی (المتوفی 855 هـ):

ابن صباغ یصف الإمام الجواد سلام الله علیه هکذا:

وإن كان صغیر السنّ فهو كبیر القدر رفیع الذكر، القائم بالإمامة بعد علی بن موسى الرضا

المالكی، علی بن محمد بن أحمد المالكی المكی المعروف بابن الصباغ (المتوفی885هـ)، الفصول المهمة فی معرفة الأئمة، ج 2 ص 103، تحقیق: سامی الغریری، ناشر: دار الحدیث للطباعة والنشر مركز الطباعة والنشر فی دار الحدیث – قم، الطبعة الأولى: 1422 هـ .

 10.ابن طولون (المتوفی 953 هـ):

شمس الدین محمد بن طولون الدمشقی ایضا یقول فی الإمام هکذا:

تاسعهم ابنه محمد و هو ابوجعفر محمد الجواد بن علی الرضا بن موسی الکاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علی زین العبادین بن الحسین بن علی بن ابی طالب رضی الله عنهم، المعروف بالجواد... و له حکایات و اخبار کثیرة.

شمس الدین محمد بن طولون، (المتوفی 953 هـ)، الأئمة الاثنا عشر، ص 103-104، تحقیق: الدکتور صلاح الدین المنجد، دارالنشر: منشورات الرضی -قم .

11.القرمانی(المتوفی 1019 هـ):

احمد بن یوسف القرمانی من علماء اهل السنة یقول حول شخصیة الإمام هکذا :

وأما مناقبه فما امتدت أوقاتها ولا تأخر میقاتها، بل قضت علیه الأقدار الإلهیة بقلة بقائه فی الدنیا، فقل مقامه وعاجله حمامه، ولم تطل أیامه غیر أن الله عزوجل خصه بمنقبة شریفة وآیة منیفة.

القرمانی، أحمد بن یوسف، (المتوفى: 1019هـ)، أخبار الدول و آثار الأول فی التاریخ، ج 1 ص 346، المحقق، الدکتور فهمی سعد، الدکتور أحمد حطیط، دار النشر: عالم الکتاب، الطبعة الأولی: 1412 هـ.

12.عبد الفتاح الحنفی الهندی (المتوفى 1096 هـ):

المرحوم آیت الله العظمی المرعشی النجفی رحمه الله نقلا عن کتاب مفتاح العارف تألیف العلّامة العارف مولوی عبد الفتاح ابن محمد نعمان الحنفی الهندی یقول هکذا:

كان الإمام محمد بن علی الرضا یكنى بأبی جعفر، فهو سمی جده الباقر وكنیه، ولذلك یقال له أبو جعفر الثانی، وكان علیه السلام صاحب الخوارق والكرامة من طفولیته.

المرعشی النجفی، السید شهاب الدین (المتوفی1411هـ)، شرح إحقاق الحق، ج 19 ص 585، تحقیق وتعلیق: السید شهاب الدین المرعشی النجفی،‌ ناشر: منشورات مكتبة آیة الله العظمى المرعشی النجفی - قم – ایران.

13.الشبراوی الشافعی (المتوفی 1171 هـ):

هو یقول فی شخصیة الإمام الجواد علیه السلام هکذا:

التاسع من الائمة محمد الجواد

وهو ابو جعفر محمد الجواد بن علی الرضا...وکراماته رضی الله عنه کثیرة ومناقبه شهیرة.

الشبراوی، الشافعی، عبدالله بن محمد بن عامر، الاتحاف بحب الاشراف، ص64، مطعبة مصطفی البابی الحلبی و أخویه بمصر .

 14.الشبلنجی (المتوفی 1308 هـ):

الشبلنجی من کبار العلماء الشوافع فی المذهب ایضا بعد ذکر ثمة موارد من کرامات الإمام الجواد سلام الله علیه یقول هکذا:

ولم یزل مشعوفا به لما ظهر له بعد ذلک من فضله وعلمه وکمال عقله وظهور براهنه مع صغر سنه وعزم علی تزویجه بابنته ام الفضل.

الشبلنجی الشافعی، حسن بن مومن، نور الابصار فی مناقب آل بیت النبی المختار، ص 297، قدم له: دکتور عبدالعزیز سالمان، المکتبة التوفیقیة.

15.النبهانی الشافعی (المتوفی 1350 هـ):

هو ایضا یقول حول شخصیة الإمام هکذا:

محمد الجواد بن علی الرضا أحد أکابر الائمة ومصابیح الامة من ساداتنا أهل البیت.

النبهانی، یوسف بن اسماعیل، جامع کرامات الأولیاء، ص168، مرکز أهل سنة برکات رضا فور بندر غجرات، هند، الطبعة الأولی، 2001 م.

16.خیر الدین الزرکلی (المتوفی1410هـ):

الزرکلی الذی هو من علماء النسب عند اهل السنة، یقول فی الإمام هکذا:

«الملقب بالجواد تاسع الائمة الاثنی عشر عند الإمامیه کان رفیع القدر کأسلافه ذکیا طلق اللسان قوی البدیهة»

الزركلی، خیر الدین (المتوفی1410هـ)،‌ الأعلام، ج 6 ص 272، ناشر: دار العلم للملایین - بیروت – لبنان، الطبعة: الخامسة، سنة الطبعة: أیار - مایو 1980 حسب برنامج مكتبة اهل البیت.

النتیجة:

الشخصیة العظیمة للإمام التاسع من سماء الإمامة و الولایة، الإمام محمد بن علی الجواد سلام الله علیهما تفوق ان تصفه علماء الاسلام و تتکلم حول شخصیته و ما مرّ حول شخصیته، هی قطرة من اعترافات علماء اهل السنة فی بحر شخصیته. و الاشارات التی فی کتبنا، تشیر الی قلیل من عظمة هذا الإمام لأن تعریف اهل بیت العصمة و الطهارة سلام الله علیهم اجمعین لم یکن فی وسع احد غیر الله المتعال و انوارهم المقدسة.

 و من الله التوفیق

فریق الاجابة عن الشبهات

مؤسسة الإمام ولی العصر عجل الله تعالی فرجه الشریف للدراسات العلمیة



Share
* الاسم:
* البرید الکترونی:
* نص الرأی :
* رقم السری:
  

أحدث العناوین
الاکثر مناقشة
الاکثر مشاهدة