2024 December 9 - 07 جمادی الثانی 1446
تحقیق حول اقامة العزاء من المعصومین عليهم السلام للإمام الحسين عليه السلام
رقم المطلب: ٢٨٦٨ تاریخ النشر: ٠٢ محرم ١٤٤٤ - ١٠:٠٠ عدد المشاهدة: 5947
المقالات » عام
تحقیق حول اقامة العزاء من المعصومین عليهم السلام للإمام الحسين عليه السلام

البکاء و الوصية بإقامة العزاء للأئمة المعصومین، ثواب البکاء و اقامة العزاء

مقدمة

بکاء رسول الله ص علی الإمام الحسین علیه السلام

بکاء امیرالمؤمنین علیه السلام علی الإمام الحسین علیه السلام

بکاء السیدة الزهراء سلام الله عليها علی الإمام الحسین علیه السلام

اقامة العزاء من الإمام الحسن علیه السلام علی الإمام الحسین علیه السلام

وصیة الإمام الحسين عليه السلام للبکاء علیه

بکاء الإمام السجاد علیه السلام علی ابی عبدالله الحسین علیه السلام

بکاء الإمام الباقر علیه السلام علی الإمام الحسین سلام الله علیه

بکاء الإمام الصادق علیه السلام علی الإمام الحسین علیه السلام

بکاء الإمام الکاظم علیه السلام علی الإمام الحسین علیه السلام

بکاء الإمام الرضا علیه السلام علی الإمام الحسین علیه السلام

اقامة العزاء من الإمام الحسن العسکری علی الإمام الحسین علیهما السلام

بکاء الإمام ولی العصر علیه السلام علی الإمام الحسین علیه السلام

النتيجة

 

 مقدمة

البكاء، هو سيلان الدموع من العين، و ذلك لأسباب مختلفة كالحزن و الفرح و.... و قد ذكر الله تعالى البكاء في الذكر الحكيم بصيغ مختلفة، كما أنّ للبكاء مكانته في السنة النبوية و مدرسة أهل البيت عليهم السلام و من أبرز الأخبار الواردة في هذا المقام هو مصيبة الإمام الحسين عليه السلام و الحث على البكاء عليه، فضلاً عن بكاء الكون عليه عند الفريقين من السنة و الشيعة. احتلّ الإمام الحسين عليه السلام مقاماً و شأناً عظيماً عند المسلمين، بناءاً على مكانته من الله، و النبي صلى الله عليه وآله وسلم، و الصحابة. و قد كان لشهادة الإمام الحسين عليه السلام في عاشوراء سنة 61 هـ الأثر الأكبر على القلوب و أكثر ما يكشف عن قضية البكاء علی مصيبته عليه السلام هو مواقف أئمة أهل البيت عليهم السلام. بعد شهادته و التي كانت بأشكال مختلفه. البكاء هو حالة النفس الوجدانية عندما يـصادفها شـيء تتفاعـل معـه تفـاعلاً یتيح لها التعبير عما يعتريها من مكنون النفس و دواعيهـا الـشجية التـي تعمـل علـى إظهار ما تخفيه دواخلها و كواتمه و أشد ما تعتمل فيه حالة الحزن و تفعل فيها أي حدثٍ تستذكر بهـا رزيـةً مـا أو مصيبة من المـصائب عنـد ذاك تحـاول الـنفس أن تعكـس تفاعلهـا هـذا بأحـد مظاهر التعبير النفسي و هو البكاء..

فالبكاء إذن حالة نفسية لا تنطوي عليها دواعي الانتماء بقدر مـا تجـيش بهـا دواعي الحزن و الانتصار للمظلوم، و لم يتوقف هذا الأمر على فكر معين أو انتمـاءٍ ما، بل هي حالة اشترك فيهـا الجميـع، فمـا بالـك بـأمر لا ينكـر فداحتـه المـسلمون جميعاً، و لا يتخلف عنه أي إنسان يمتلك الشعور و العاطفة لم يتفاعل معـه ليحكـي ما جرى على إنسان قُتل أهل بيته و أطفالـه و منـع مـن المـاء لا لـشيء إلا لأنـه أراد الإصلاح في أمة جده؟! ذلك هو الحسين ابن بنت رسول الله صـلى االله عليـه و آلـه و سلم الذي بكاه جده صلى االله عليه وآله وسلم و أبكى أصـحابه معـه حينمـا كـان يستذكر ما يجري على الحسين عليه السلام، بـل إن ذلـك كـان سـبباً لبكـاء الجـن و الإنس و الملائكة أجمعين و كل ما يرى كما ورد عن الإمام الـصادق عليه السلام، فالبكاء على الإمام الحسين عليه السلام و ما جرى عليه لم تخـتص بـه طائفة دون أخرى، و لا جهة دون غيرها، بل البكـاء علـى الحـسين مـن مـشتركات المسلمين – الا من شذ منهم و خرج عن طـريقتهم – فكـان الحـسين عليـه الـسلام عبرة الجميع.

من جملة الشبهات التی تطرح فی ایام محرم الحرام من جانب أعداء اهل البيت عليهم السلام، عدم وجود ثقافة بإسم اقامة العزاء لابی عبدالله علیهم السلام بین المعصومین علیهم السلام، بعبارة اخری المخالفون لمكتب اهل البيت عليهم السلام یقولون لو کان اقامة العزاء للإمام الحسین علیه السلام جائز و مشروع لماذا هذه الثقافة لم تکن رائجة و متداولة بین الائمة و اهل البیت علیهم السلام و لم توجد روایة صحیحة السند فی هذا المجال ؟

هکذا اسئلة و شبهات التی تطرح من قبل المخالفین لا شک انها ناشئة من الجهل و عدم العلم أو العناد و العداوة؛ لأن ثقافة اقامة العزاء بین الائمة المعصومین علیهم السلام فی الروایات و کتب الحدیث عند الشیعة نقلت بشکل، نستطیع ان  نقول بجرأة لها درجة  التواتر المعنوی بل فوق التواتر، من جانب بین اهل العلم مبرهن ان المسئلة التی تثبت بتواتر لم تحتاج الی دراسة فی السند. فضلا عن صرف النظر عن المطلب المذکور،‌ اسناد عدد من هذه الروايات ایضا حسب علم الحديث لها الاعتبار اللازم.

 الحال مع الالتفات الی المقدمة المذكورة، فی هذا المجال ننقل الروایات التی فیها اقامة العزاء للمعصومین عليهم  السلام [عن رسول الله صلي الله عليه وآله الی الإمام المهدی  عجل الله تعالي فرجه الشريف]. من اللازم للذكر انه لم تستوی الروایات عن المعصومین علیهم السلام، و مع الالتفات الی الظروف التی عاشوا فیها الائمة علیهم السلام، نقل عن بعض الائمة عليهم السلام روایات عدیدة فی هذا المجال و عن بعض آخر، اما ان تکون الروایات قلیلة أو انه لم تنقل روایة اصلا؛ لکن فی الکل، تواتر روایات اقامة العزاء علی الإمام الحسین علیه السلام یثبت بوضوح.

بکاء رسول الله (ص) علی الإمام الحسین علیه السلام

 الروایات العدیدة عن الرسول الأکرم صلوات الله علیه واله وسلم،فی البکاء علی ابی عبدالله علیهم السلام قبل استشهاده منقولة فی الکتب الروائیة عند الشیعة، هذه الروایات علی طائفتین فی بعض هذه الروایات نری ان النبی الاکرم صلوات الله علیه یقرأ المصائب للناس أو اهل البیت علیهم السلام و یبین مصائب ابی عبدالله علیهم السلام و تبکی الناس بصوت عال، و بعضها یبکی الرسول صلي الله عليه وآله لمصیبة الحسین علیه السلام.

قراءة المصیبة من النبی الأکرم (ص) و بکاء الناس:

 قال رواة الحديث. فلما أتت على الحسين عليه السلام من مولده سنة كاملة هبط على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم إثنى عشر ملكا أحد هم على صورة الأسد، والثانى على صورة الثور، والثالث على صورة التنين، والرابع على صورة ولد آدم، والثمانية الباقون على صور شتى محمرة وجوههم باكية عيونهم قد نشروا أجنحتهم وهم يقولون، يا محمد صلى الله عليه واله وسلم سينزل بولدك الحسين عليه السلام ابن فاطمة ما نزل بهابيل من قابيل وسيعطي مثل أجر هابيل ويحمل على قاتله مثل وزر قابيل ولم يبق في السموات ملك مقرب إلا ونزل إلى النبي صلى الله عليه واله وسلم كل يقرئه السلام ويعزيهفي الحسين عليه السلام ويخبره بثواب ما يعطى ويعرض عليه تربته والنبى صلى الله عليه واله وسلم يقول: اللهم اخذل من خدله واقتل من قتله ولا تمتعه بما طلبه. قال فلما أتى على الحسين عليه السلام من مولده سنتان خرج النبي صلى الله عليه واله وسلم في سفر له فوقف في بعض الطريق وإسترجع ودمعت عيناه فسئل عن ذلك. فقال: هذا جبرائيل عليه السلام يخبرني عن أرض بشط الفرات يقال لها كربلاء يقتل عليها ولدي الحسين ابن فاطمة عليه السلام فقيل له: من يقتله يا رسول الله؟ فقال: رجل إسمهه يزيد لعنه الله وكأني أنظر إلى مصرعه ومدفنه،ثم رجع من سفره ذلك مغموما فصعد المنبر فخطب ووعظ والحسن والحسين عليهما السلام بين يديه فلما فرغ من خطبته وضع يده اليمنى على رأس الحسن ويده اليسرى على رأس الحسين، ثم رفع رأسه إلى السماء وقال:(اللهم إن محمدا عبدك ونبيك وهذان أطائب عترتي وخيار ذريتي. وأرومتى ومن أخلفهما في امتى وقد اخبرني جبرائيل عليه السلام أن ولدي هذا مقتول مخذول. اللهم فبارك له في قتله واجعله من سادات الشهداء اللهم ولا تبارك في قاتله وخاذله.) قال: فضج الناس في المسجد بالبكاء والنحيب، فقال النبي صلى الله عليه واله وسلم أتبكونه ولا  تنصرونه ثم رجع صلى الله عليه واله وسلم وهو متغير اللون محمر الوجه فخطب خطبة اخرى موجزة وعينا تنهملان دموعا

  السيد ابن طاووس المتوفی: 664، اللهوف في قتلى الطفوف ج: 1  ص: 13، الناشر: أنوار الهدى، قم، ايران.

البکاء الشدید من الرسول الاکرم صلوات الله علیه علی مسلم بن عقیل عليه السلام

حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس(رحمه الله)، قال: حدثنا أبي، عن جعفر بن محمد بن مالك، قال حدثني محمد بن الحسين بن زيد، قال: حدثنا أبو أحمد محمد بن زياد، قال: حدثنا زياد بن المنذر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال علي(عليه السلام) لرسول الله(صلى الله عليه وآله): يا رسول الله، إنك لتحب عقيلا؟قال إي والله إني لأحبه حبين: حبا له، وحبا لحب أبي طالب له، وإن ولده لمقتول في محبة ولدك، فتدمع عليه عيون المؤمنين، وتصلي عليه الملائكة المقربون. ثم بكى رسول الله(صلى الله عليه وآله) حتى جرت دموعه على صدره، ثم قال: إلى الله أشكو ما تلقى عترتي من بعدي

 الشيخ الصدوق، المتوفی: 381، الكتاب، الامالي،  ج: 1  ص: 191-الطبعة الاولی، الناشر:  تحقيق قسم الدراسات الاسلامية، مؤسسة البعثة،قم، 1417 ه‌. ق 

بکاء رسول الله (ص) عندما یسمع خبر استشهاد الإمام الحسین علیه السلام عن جبرئیل:

حدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن أبي سعيد القماط، عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبد الله(عليه السلام)، قال: بينما رسول الله(صلى الله عليه وآله) في منزل فاطمة والحسين في حجره، إذ بكى وخر ساجدا، ثم قال: يا فاطمة يا بنت محمد ان العلي الاعلى تراءى لي في بيتك هذا في ساعتي هذه في أحسن صورة وأهيا هيئة، فقال لي: يا محمد أتحب الحسين(عليه السلام)، قلت: نعم يا رب قرة عيني وريحانتي وثمرة فؤادي وجلدة ما بين عيني. فقال لي: يا محمد - ووضع يده على رأس الحسين(عليه السلام) - بورك من مولود عليه بركاتي وصلواتي ورحمتي ورضواني، ونقمتي ولعنتي وسخطي وعذابي وخزيي ونكالي على من قتله وناصبه وناواه ونازعه، اما انه سيد الشهداء من الأولين والآخرين في الدنيا والآخرة، وسيد شباب أهل الجنة من الخلق أجمعين، وأبوه أفضل منه وخير، فاقرأه السلام وبشره بأنه راية الهدى ومنار أوليائي، وحفيظي وشهيدي على خلقي، وخازن علمي، وحجتي على أهل السماوات وأهل الأرضين والثقلين الجن والإنس.

 ابو القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي، المتوفی: 367،كامل الزّيارات، ج: 1ص: 69 تحقيق: بهراد الجعفري، ناشر: مکتبة الصدوق  

بکاء الرسول الأکرم صلوات الله علیه عند ذکر کیفیة استشهاد ابی عبدالله علیه السلام:

 حدثني الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن شجرة، عن سلام الجعفي، عن عبد الله بن محمد الصنعاني، عن أبي جعفر(عليه السلام)، قال كان رسول الله(صلى الله عليه وآله) إذا دخل الحسين(عليه السلام) جذبه إليه ثم يقول لأمير المؤمنين(عليه السلام): أمسكه، ثم يقع عليه فيقبله ويبكي يقول: يا أبه لم تبكي، فيقول: يا بني اقبل موضع السيوف منك وابكي قال: يا أبه و اقتل، قال: اي و الله و أبوك و أخوك وأنت، قال: يا أبه فمصارعنا شتى، قال: نعم يا بني، قال: فمن يزورنا من أمتك، قال لا يزورني ويزور أباك وأخاك وأنت الا الصديقون من أمتي

 ابو القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي، المتوفی: 367،كامل الزّيارات، ج: 1 ص: 68 تحقيق: بهراد الجعفري،الناشر: مکتبة الصدوق


بکاء الرسول الأکرم صلوات الله علیه و السیدة الزهراء علی الإمام الحسین علیهما السلام:

 حدثني أبي ومحمد بن الحسن جميعا، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن فضال، عن عبد الله ابن بكير، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله(عليه السلام)،قال: دخلت فاطمة (عليها السلام) على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعيناه تدمع، فسألته مالك، فقال: ان جبرئيل(عليه السلام) أخبرني ان أمتي تقتل حسينا، فجزعت و شق عليها، فأخبرها بمن يملك من ولدها، فطابت نفسها وسكنت

ابو القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي، المتوفی: 367،كامل الزّيارات، ج: 1ص: 56 تحقيق: بهراد الجعفري،الناشر: مکتبة الصدوق  

بکاء الرسول الأکرم صلوات الله علیه عند الاخبار عن استشهاد خمسة آل الکساء علیهم السلام:

حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد(رضي الله عنه)، قال: حدثنا أحمد بن إدريس ومحمد بن يحيى العطار جميعا، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، قال: حدثنا أبو عبد الله الرازي، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن سيف بن عميرة، عن محمد بن عتبة، عن محمد بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب(عليه السلام)، قال: بينا أنا وفاطمة والحسن والحسين عند رسول الله(صلى الله عليه وآله)، إذا التفت إلينا فبكى، فقلت: ما يبكيك يا رسول الله؟ فقال: أبكي مما يصنع بكم بعدي. فقلت: وما ذاك يا رسول الله؟ قال: أبكي من ضربتك على القرن، ولطم فاطمة خدها، وطعنة الحسن في الفخذ، والسم الذي يسقى، وقتل الحسين قال: فبكى أهل البيت جميعا، فقلت: يا رسول الله، ما خلقنا ربنا إلا للبلاء! قال:   ابشريا علي، فإن الله عز وجل قد عهد إلي أنه لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق

الشيخ الصدوق، المتوفی: 381، الكتاب، الامالي،  ج: 1  ص: 197،الطبعة الاولی، الناشر:  تحقيق قسم الدراسات الاسلامية، مؤسسة البعثة،قم، 1417 ه‌. ق  

نقل بکاء الرسول الاکرم علی الإمام الحسین عليهما السلام عن لسان الإمام الصادق علیه السلام

 حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحُسَيْنِ التَّغْلِبِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ عَنْ عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ فِي بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ فَقَالَ لَهَا لَا يَدْخُلْ عَلَيَّ أَحَدٌ فَجَاءَ الْحُسَيْنُ ع وَ هُوَ طِفْلٌ فَمَا مَلَكَتْ مَعَهُ شَيْئاً حَتَّى دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ ص فَدَخَلَتْ‏ أُمُّ سَلَمَةَ عَلَى أَثَرِهِ فَإِذَا الْحُسَيْنُ عَلَى صَدْرِهِ وَ إِذَا النَّبِيُّ ص يَبْكِي وَ إِذَا فِي يَدِهِ شَيْ‏ءٌ يُقَبِّلُهُ فَقَالَ النَّبِيُّ ص يَا أُمَّ سَلَمَةَ إِنَّ هَذَا جَبْرَئِيلُ يُخْبِرُنِي أَنَّ هَذَا مَقْتُولٌ وَ هَذِهِ التُّرْبَةُ الَّتِي يُقْتَلُ عَلَيْهَا فَضَعِيهِ‏ عِنْدَكِ‏ فَإِذَا صَارَتْ دَماً فَقَدْ قُتِلَ حَبِيبِي فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ يَا رَسُولَ اللَّهِ سَلِ اللَّهَ أَنْ يَدْفَعَ ذَلِكَ عَنْهُ قَالَ قَدْ فَعَلْتُ فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَيَّ أَنَّ لَهُ دَرَجَةً لَا يَنَالُهَا أَحَدٌ مِنَ الْمَخْلُوقِينَ وَ أَنَّ لَهُ شِيعَةً يَشْفَعُونَ فَيُشَفَّعُونَ وَ أَنَّ الْمَهْدِيَّ مِنْ وُلْدِهِ فَطُوبَى لِمَنْ كَانَ مِنْ أَوْلِيَاءِ الْحُسَيْنِ وَ شِيعَتِهِ هُمْ وَ اللَّهِ الْفَائِزُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

الشيخ الصدوق، المتوفی: 381، الكتاب، الامالي، ج: 1  ص:329، تحقيق: الشيخ احمد الماحوزی، الناشر:موسسة الصادق للطباعة والنشر

نقل بکاء الرسول الأکرم صلوات الله علیه و آله عن لسان السیدة امّ سلمة سلام الله عليها

  وروى سماك، عن ابن مخارق، عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: بينا رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم جالس والحسين عليه السلام جالس في حجره، إذ هملت عيناه بالدموع، فقلت له: يا رسول الله، ما لي أراك تبكي، جعلت فداك؟! فقال: جاءني جبرئيل عليه السلام فعزاني بابني الحسين، وأخبرني أن طائفة من أمتي تقتله، لا أنالهم الله شفاعتي

 المفيد، محمد بن محمد،المتوفی: 413 ق‌، الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، ج:2، ص:130، تحقيق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام‌،  الطبعة الاولی، الناشر: مؤتمر الشيخ المفيد 1413 ق‌

بکاء الرسول الاکرم صلوات الله علیه و آله علی الإمام الحسین عليه السلام نقلا عن صفیة ابنة عبدالمطلب

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْمَعْرُوفُ بِأَبِي عَلِيِّ بْنِ عَبْدَوَيْهِ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ السُّكَّرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْجَوْهَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ بَكَّارٍ قَالَ حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ ع عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَت‏: لَمَّا سَقَطَ الْحُسَيْنُ ع مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ فَدَفَعْتُهُ إِلَى النَّبِيِّ ص فَوَضَعَ النَّبِيُّ لِسَانَهُ فِي فِيهِ [فَمِهِ‏] وَ أَقْبَلَ الْحُسَيْنُ عَلَى لِسَانِ رَسُولِ اللَّهِ يَمُصُّهُ قَالَتْ وَ مَا كُنْتُ أَحْسَبُ رَسُولَ اللَّهِ يَغْذُوهُ إِلَّا لَبَناً أَوْ عَسَلًا...ِ فَقَبَّلَ النَّبِيُّ بَيْنَ عَيْنَيْهِ ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَيَّ وَ هُوَ يَبْكِي وَ يَقُولُ لَعَنَ اللَّهُ قَوْماً هُمْ قَاتِلُوكَ يَا بُنَيَّ يَقُولُهَا ثَلَاثاً قَالَتْ فَقُلْتُ فِدَاكَ أَبِي وَ أُمِّي وَ مَنْ يَقْتُلُهُ قَالَ بَقِيَّةُ الْفِئَةِ الْبَاغِيَةِ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ.

الشيخ الصدوق، المتوفی: 381، الكتاب، الامالي، ج: 1  ص:320، تحقيق: الشيخ احمد الماحوزی، الناشر:موسسة الصادق للطباعة والنشر

 بكاء الإمام امیرالمؤمنین علیه السلام علی الإمام الحسین علیه السلام

 الروایات المنقولة فی باب البکاء علی امیرالمؤمنین علیه السلام قبل و بعد استشهاد الإمام الحسين عليه السلام، و لو انها بالنسبة للروایات المنقولة عن النبی الأکرم صلوات الله علیه قلیلة، لکن مشتملة علی تعابیر تدل علی الحزن الشدید من امیرالمؤمنین علیه السلام بالنسبة للمصیبة الواردة علی ابی عبدالله علیه السلام. ففی هذا المجال نذكر روايات الإمام علیه السلام.

البکاء علی الإمام الحسین علیه  السلام قبل استشهاده:

حدثنا محمد بن أحمد السناني(رضي الله عنه)، قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان، قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب، قال: حدثنا تميم بن بهلول، قال: حدثنا علي بن عاصم، عن الحسين بن عبد الرحمن، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: كنت مع أمير المؤمنين(عليه السلام) في خروجه إلى صفين، فلما نزل بنينوى وهو شط الفرات، قال بأعلى صوته: يا بن عباس، أتعرف هذا الموضع؟ فقلت له: ما أعرفه، يا أمير المؤمنين. فقال علي(عليه السلام): لو عرفته كمعرفتي لم تكن تجوزه حتى تبكي كبكائي. قال: فبكى طويلا حتى اخضلت لحيته وسالت الدموع على صدره، وبكينا معا، وهو يقول: أوه أوه، مالي ولآل أبي سفيان، مالي ولآل حرب، حزب الشيطان، وأولياء الكفر، صبرا - يا أبا عبد الله - فقد لقي أبوك مثل الذي تلقى منهم. ثم دعا بماء فتوضأ وضوءه للصلاة وصلى ما شاء الله أن يصلي، ثم ذكر نحو كلامه الاول، إلا أنه نعس عند انقضاء صلاته وكلامه ساعة، ثم انتبه فقال: يا ابن عباس. فقلت: ها أنا ذا. فقال: ألا أحدثك بما رأيت في منامي آنفا عند رقدتي؟ فقلت: نامت عيناك ورأيت خيرا، يا أمير المؤمنين. قال: رأيت كأني برجال قد نزلوا من السماء معهم أعلام بيض، قد تقلدوا سيوفهم، وهي بيض تلمع، وقد خطوا حول هذه الارض خطة، ثم رأيت كأن هذه النخيل قد ضربت بأغصانها الارض تضطرب بدم عبيط، وكأني بالحسين سخلي  وفرخي ومضغتي ومخي قد غرق فيه، يستغيث فلا يغاث، وكأن الرجال البيض قد نزلوا من السماء ينادونه ويقولون: صبرا آل الرسول، فإنكم تقتلون على أيدي شرار الناس، وهذه الجنة - يا أبا عبد الله - إليك مشتاقة. ثم يعزونني ويقولون: يا أبا الحسن، أبشر، فقد أقر الله به عينك يوم القيامة، يوم يقوم الناس لرب العالمين، ثم انتبهت هكذا. والذي نفس علي بيده، لقد حدثني  الصادق المصدق أبو القاسم(صلى الله عليه وآله) أني سأراها في خروجي إلى أهل البغي علينا، وهذه أرض كرب وبلاء، يدفن فيها الحسين وسبعة عشر رجلا من ولدي وولد فاطمة، وأنها لفي السماوات معروفة، تذكر أرض كرب وبلاء كما تذكر بقعة الحرمين وبقعة بيت المقدس....

   الشيخ الصدوق، المتوفی: 381،الكتاب، الامالي، ج: 1  ص: 694- 695،الطبعة الاولی، الناشر:  تحقيق قسم الدراسات الاسلامية، مؤسسة البعثة،قم، 1417 ه‌. ق  

 مرور امير المؤمنین علیه السلام بکربلا:

وَ عَنْ محمد بن عيسی، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَرَّ عَلِيٌّ بِكَرْبَلَاءَ فِي اثْنَيْنِ مِنْ أَصْحَابِهِ. قَالَ: فَلَمَّا مَرَّ بِهَا تَرَقْرَقَتْ عَيْنَاهُ لِلْبُكَاءِ، ثُمَّ قَالَ: هَذَا مُنَاخُ رِكَابِهِمْ، وَ هَذَا مُلْقَى رِحَالِهِمْ، وَ هَاهُنَا تُهَرَاقُ دِمَاؤُهُمْ، طُوبَى لَكَ مِنْ تُرْبَةٍ عَلَيْكَ تُهَرَاقُ دِمَاءُ الْأَحِبَّةِ   

عبد الله بن جعفر الحميرى، المتوفی:  نصف الثانی من القرن 3 ه‌ ق، قرب الإسناد(ط- الحديثة) ج: 1 ص: 26،تحقيق: لجنة النحقیق لمؤسسه آل البيت عليهم السلام، ‌الطبعة الاولی، الناشر: مؤسسه آل البيت عليهم السلام‌ 1413 ه‌ ق‌

  بکاء الإمام علی علیه السلام و ابن عباس علی الإمام الحسین علیه السلام:

لقد دخلت على علي عليه السلام بذي قار، فأخرج إلي صحيفة وقال لي: يا بن عباس، هذه صحيفة أملاها علي رسول الله صلى الله عليه وآله وخطي بيدي. فقلت: يا أمير المؤمنين، إقرأها علي فقرأها، فإذا فيها كل شئ كان منذ قبض رسول الله صلى الله عليه وآله إلى مقتل الحسين عليه السلام وكيف يقتل ومن يقتله ومن ينصره ومن يستشهد معه. فبكى بكاء شديدا وأبكاني فكان فيما قرأه علي: كيف يصنع به وكيف يستشهد فاطمة وكيف يستشهد الحسن ابنه وكيف تغدر به الأمة. فلما أن قرأ كيف يقتل الحسين ومن يقتله أكثر البكاء، ثم أدرج الصحيفة وقد بقي ما يكون إلى يوم القيامة

 سليم بن قيس الهلالي، المتوفی: نهایة سنة ۷۶ ه ق ،كتاب سليم بن قيس الهلالي  ج: 1 ص: 435، تحقيق: محمد باقر الانصاري الزنجاني، الطبعة الاولی، الناشر: نشر الهادي، قم، ايران  1420 هـ ق، 1378 هـ ش

بکاء السیدة الزهراء سلام الله عليها علی الإمام الحسین علیه السلام

 الروایات المنقولة فی هذا المجال عن السیدة الزهرا علیها السلام ایضا، لم تنحصر بالبکاء علی الإمام بل تجد فی بعض هذه الروایات، تعابیر محرقة للقلب مثل «الشهقة» التی تدل علی صراخ السیدة الزهراء حین البکاء، و ایضا بعض هذه الروایات تدل علی نیاحة هذه السیدة الجلیلة، التی تتبین بوضوح و صراحة من خلال الروایات المنقولة.

الشهقة و البکاء الشدید من السیدة الزهراء سلام الله علیها:

حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميريُّ، عن أبيه، عن عليِّ بن محمّد بن سالم، عن محمّد بن خالد، عن عبدالله بن حمّاد البصريّ، عن عبدالله بن عبدالرَّحمن الأصمّ قال: حدَّثنا الهَيْثم بن واقِد، عن عبدالملك بن مُقَرِّن، عن أبي عبدالله عليه‌السلام « قال: إذا زرتم أبا عبدالله عليه‌السلام فألزموا الصَّمْت إلاّ مِن خير، وإنْ ملائكة اللَّيل والنَّهار من الحفظة تحضر الملائكة الّذين بالحائر، فتصافحهم فلا يجيبونهم مِن شدَّة البُكاء فينتظرونهم حتّى تزول الشَّمس وحتّى ينوّر الفجر، ثمَّ يكلّمونهم ويسألونهم عن أشياء مِن أمر السّماء، فأمّا ما بين هذين الوقتين فإنّهم لا ينطقون، ولا يفترون عن البُكاء والدُّعاء، ولا يشغلونهم في هذين الوقتين عن أصحابهم، فإنّما شغلهم بكم إذا نطقتم.

قلت: جُعِلتُ فِداك وما الّذي يسألونهم عنه وأيّهم يسأل صاحبه؛ الحفظة أو أهل الحائر؟ قال: أهل الحائر يسألون الحفظة، لأنَّ أهل الحائر مِن الملائكة لا يَبرحون، والحفظة تنزل وتصعد، قلت: فما ترَى يسألونهم عنه؟ قال: إنّهم يمرُّون إذا عرجوا بإسماعيل صاحب الهَواء، فربّما وافقوا النَّبيَّ صلى‌الله‌ عليه ‌و آله ‌و سلم و عنده فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمّة مَن مضى منهم فيسألونهم عن أشياء، و عمّن حضر منكم الحائر، و يقولون: بَشّروهم بدعائكم، فتقول الحفظة: كيف نُبشِّرُهم وهم لا يَسمعون كلامنا؟ فيقولون لهم: باركوا عليهم وادعوا لهم عنّا فهي البشارة منّا، فإذا انصرفوا فحُفّوهم بأجْنِحَتكم حتّى يحسّوا مكانكم وإنّا نستودِعهم الَّذي لا تضيع ودائعه؛

ولو يعلمون ما في زيارته من الخير ويعلم ذلك النّاس لاقتتلوا على زيارته بالسّيوف، ولباعوا أموالهم في إتيانه، وأنَّ فاطمة عليها‌السلام إذا نَظرتْ إليهم ومعها ألفُ نبيٍّ وألفُ صِدِّيقٍ وألف شهيدٍ مِن الكَرُوبيّين ألف ألف يُسعدونها عَلى البُكاء، وإنّها لتشهق شَهْقَة فلا يبقى في السّماوات ملك إلاّ بكى رحمةً لصوتها، وما تسكن حتّى يأتيها النَّبيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيقول: يابُنَيّة قد أبكيتِ أهل السَّماوات وشَغَلْتِهم عن التَّسبيح والتَّقديس فكُفّي حتّى يقدّسوا، فإنَّ الله بالغٌ أمره، وإنّها لتنظر إلى مَن حضر منكم فتسأل الله لهم مِن كلِّ خير، ولا تزهدوا في إتيانه! فإنَّ الخير في إتيانه أكثر مِن أن يُحصى ». 

جعفر بن محمد بن قولويه، المتوفی: 368،کامل الزيارات: ج:1ص: 91،تحقيق: بهراد الجعفري،الناشر:مكتبة الصدوق

 نیاحة السیدة الزهراء سلام الله عليها فی عزاء الإمام الحسین علیه السلام:

أمالي المفيد النيسابوري أن زرة النائحة رأت فاطمة عليها السلام فيما يرى النائم أنها وقفت على قبر الحسين تبكي و أمرتها أن تنشد:

             أيها العينان فيضا             واستهلا لا تغيظا

             وابكيا بالطف ميتا            ترك الصدر رضيضا

             لم أمرضه قتيلا               لا و لا كان مريضا

 

ابن شهر آشوب،المتوفی: 588 ه‌، مناقب آل أبي طالب، ج 3 ص 220 ،تحقيق: لجنة من أساتذه النجف الاشرف، الناشر: المطبعة الحيدرية

نقل بکاء السیدة الزهراء علی الإمام الحسين علیهما السلام عن لسان الإمام الصادق علیه السلام:

حدَّثني محمّد بن عبدالله، عن أبيه، عن عليِّ بن محمّد بن سالم، عن محمّد بن خالد، عن عبدالله بن حمّاد البَصريِّ، عن عبدالله بن عبدالرَّحمن الأصمّ، عن عبدالله بن مُشكانَ، عن أبي بصير « قال: كنت عند أبي عبدالله عليه‌السلام [و] اُحدِّثه، فدخل عليه ابنُه فقال له: مَرْحباً، وضَمَه وقَبَّله، وقال: حَقَر اللهُ مَن حَقّركم، وانتقم مِمَّن وَتَركم، وخَذَلَ الله مَن خَذلكم، ولعن الله مَن قتلكم، وكان اللهُ لكم وليّاً وحافظاً وناصراً، فقد طال بُكاء النِّساء وبُكاء الأنبياء والصِّدّيقين والشّهداء وملائكة السَّماء، ثمَّ بكى وقال: يا أبا بصير إذا نظرتُ إلى وُلْدِ الحسين أتاني ما لا أملكه بما اُتي إلى أبيهم وإليهم، يا أبا بصير إنّ فاطمة عليها‌السلام لتبكيه وتشهق، فتَزْفِر جهنَّم زَفْرَة لولا أنَّ الخَزَنة يسمعون بُكاءَها وقد استَعدُّوا لذلك مَخافة أنْ يخرج منها عُنُق أو يَشْرَر دُخانها فيحرق أهل الأرض فيَكْبَحونها ما دامَتْ باكية، ويزجُرونها ويستوثِقون من أبوابها مَخافةً على أهل الأرض، فلا تَسْكنْ حتّى يسكن صوتُ فاطمة عليها‌السلام.

وإنّ البِحار تَكاد أنْ تَنْفَتِق فيدخل بعضها على بعض، وما منها قَطرةٌ إلاّ بها ملكٌ مُوَكّل، فإذا سمع الملك صوتَها أطفأ نارها بأجْنِحَته، وحبس بعضها على بعض مخافةً على الدُّنيا وما فيها ومَن على الأرض، فلا تزال الملائكة مُشفِقين يبكون لبكائِها، ويدعون الله ويتضرَّعون إليه، ويتضرَّع أهلُ العرش ومَن حَوله؛

وترتفع أصواتٌ مِن الملائكة بالتَّقديس للهِ مَخافةً على أهل الأرض، ولو أنّ صوتاً مِن أصواتهم يصل إلى الأرض لصَعِق أهلُ الأرض وتقطّعتِ الجبال وزَلزلتِ الأرض بأهلها.

قلت: جُعِلتُ فداك إنَّ هذا الأمر عظيم! قال: غَيرُه أعظمُ منه ما لم تسمعه، ثمّ قال لي: يا أبا بصير أما تحبُّ أن تكون فيمن يُسعد فاطمة عليها‌السلام؟ فبكيت حين قالها فما قدرت على النّطق، وما قدر(كذا) على كلامي من البكاء ، ثمَّ قام إلى المصلّى يدعو، فخرجت مِن عنده على تلك الحال، فما انتفعت بطعام وما جاءَني النَّوم، وأصبحت صائماً وَجِلاً حتّى أتيته، فلمّا رَأيته قد سكن سكنتُ، وحمدتُ الله حيث لم تُنزل بي عُقوبة »

  ابو القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي، المتوفی: 367،كامل الزّيارات، ج: 1ص: 85، تحقيق: بهراد الجعفري، الناشر: مکتبة الصدوق  

بکاء السیدة الزهراء علیها السلام عند ولادة الإمام الحسین علیه السلام:

حدّثنا محمّد بن عليٍّ ماجيلويه رضي‌الله‌عنه قال: حدّثني عمّي محمّد بن أبي ـ القاسم، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقيُّ قال: حدّثني محمّد بن عليٍّ القرشي قال: حدّثني أبو الربيع الزهرانيُّ قال: حدّثنا جرير  عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد قال: قال ابن عبّاس: سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: إنَّ لله تبارك وتعالى ملكا يقال له: دردائيل كان له ستّة عشر ألف جناح ما بين الجناح إلى الجناح هواء و الهواء كما بين السّماء إلى الأرض، فجعل يوماً يقول في نفسه: أفوق ربّنا جلَّ جلاله شيء؟ فعلم الله تبارك وتعالى ما قال فزاده أجنحة مثلها فصار له اثنان وثلاثون ألف جناح، ثمّ أوحى الله عزَّ وجلَّ إليه أنَّ طر، فطار مقدار خمسين عاماً فلم ينل رأس قائمة من قوام العرش، فلمّا علم الله عزَّ وجلَّ إتعابه أوحى إليه أيّها الملك عد إلى مكانك فأنا عظيم فوق كلِّ عظيم وليس فوقي شيء ولا أوصف بمكان فسلبه الله أجنحته ومقامه من صفوف الملائكة، فلمّا ولد الحسين بن عليّ عليهما‌السلام وكان مولده عشية الخميس ليلة الجمعة أوحى الله عزَّ وجلَّ إلىمالك خازن النّار أنَّ أخمد النيران على أهلها لكرامة مولود ولد لمحمّد، وأوحى إلى رضوان خازن الجنان أنَّ زخرف الجنان وطيّبها لكرامة مولود ولد لمحمّد في دار الدُّنيا  ، وأوحى الله تبارك وتعالى إلى حور العين تزّيّن وتزاورن لكرامة مولود ولد لمحمّد في دار الدُّنيا، وأوحى الله عزَّ وجلَّ إلى الملائكة أن قوموا صفوفاً بالتسبيح والتحميد والتمجيد والتكبير لكرامة مولود ولد لمحمّد في دار الدُّنيا، وأوحى الله تبارك وتعالى إلى جبرئيل عليه‌السلام أن اهبط إلي نبيّي محمّد في ألف قبيل والقبيل ألف ألف من الملائكة على خيول بلق، مسرَّجة ملجّمة، عليها قباب الدُّرِّ والياقوت، ومعهم ملائكة يقال لهم: الرُّوحانيّون، بأيديهم أطباق من نور أن هنّئوا محمّداً بمولود، وأخبره يا جبرئيل أنّي قد سميته الحسين، وهنّئه وعزِّه وقل له: يا محمّد يقتله شرار أمّتك على شرار الدَّوابِّ، فويل للقاتل، وويل للسائق، وويل للقائد. قاتل الحسين أنا منه بريء وهو منّي بريء لأنّه لا يأتي يوم القيامة أحد إلّا وقاتل الحسين عليه‌السلام أعظم جرما منه، قاتل الحسين يدخل النّار، يوم القيامة مع الّذين يزعمون أنَّ مع الله إلهاً آخر، والنار أشوق إلى قاتل الحسين ممّن أطاع الله إلى الجنّة.

قال: فبينا جبرئيل عليه‌السلام يهبط من السّماء إلى الأرض إذ مرَّ بدردائيل فقال له دردائيل: يا جبرئيل ما هذه اللّيلة في السّماء هل قامت القيامة على أهل الدُّنيا؟ قال: لا ولكن ولد لمحمّد مولود في دار الدُّنيا وقد بعثني الله عزَّ وجلَّ إليه لاهنّئه بمولوده فقال الملك: يا جبرئيل بالذي خلقك وخلقني إذا هبطتَّ إلى محمّد فأقرئه منّي السلام وقل له: بحق هذا المولود عليك إلّا ما سألت ربّك أن يرضى عني فيرد عليّ أجنحتي ومقامي من صفوف الملائكة فهبط جبرئيل عليه‌السلام على النبيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فهنّأه كما أمره الله عزَّ وجلَّ وعزَّاه فقال له النبيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله: تقتله أمّتي؟ فقال له: نعم يا محمّد، فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله: ما هؤلاء بأمّتي أنا بريء منهم، والله عزَّ وجلَّ بريء منهم، قال جبرئيل: وأنا بريء منهم  يا محمّد، فدخل النبيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله على فاطمة عليها‌السلام فهّنأها وعزَّاها فبكت فاطمة عليها‌السلام، وقالت: يا ليتني لم ألده، قاتل الحسين في النّار، فقال النبيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله: وأنا أشهد بذلك يا فاطمة ولكنّه لا يقتل حتّى يكون منه إمام يكون منه الائمّة الهادية بعده، ثمّ قال عليه‌السلام: والائمّة بعدي الهادي عليّ، والمهتدي الحسن، والناصر الحسين، والمنصور عليّ بن الحسين، والشافع محمّد بن عليٍّ، والنفاع جعفر بن محمّد، والامين موسى ابن جعفر، والرِّضا عليُّ بن موسى، والفعّال محمّد بن عليٍّ، والمؤتمن عليُّ بن محمّد، والعلام الحسن بن عليّ، ومن يصلي خلفه عيسى بن مريم عليه‌السلام القائم عليه‌السلام.

فسكتت فاطمة عليها‌السلام من البكاء ثمَّ أخبر جبرئيل عليه‌السلام النبيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بقصّة الملك وما أصيب به، قال ابن عبّاس: فأخذ النبيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله الحسين عليه‌السلام وهو ملفوف في خرق من صوف فأشار به إلى السّماء، ثمّ قال: اللّهمّ بحقِّ هذا المولود عليك لا بل بحقك عليه وعلى جدِّه محمّد وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب أنَّ كان للحسين بن عليٍّ ابن فاطمة عندك قدرٌ فارض عن دردائيل وردَّ عليه أحنجته ومقامه من صفوف الملائكة فاستجاب الله دعاءه وغفر للملك  وردِّ عليه أحنجته وردِّه إلى صفوف الملائكة ] فالملك لا يعرف في الجنّة إلّا بأن يقال: هذا مولى الحسين بن عليٍّ وابن فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله. 

الشيخ الصدوق،المتوفی381،كمال الدّين وتمام النّعمة، ج: 1 ص: 282، تحقيق: علي اكبر الغفاري، الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي

اقامة العزاء من الإمام الحسن علیه السلام للإمام الحسین علیه السلام

فی روایة التی نقلها الشیخ الصدوق رضوان الله تعالی علیه، عن الإمام الحسن علیه السلام فی لحظات الاخیرة من عمره، یعد المصیبة الواردة علیه فی مقابل المصایب الواردة علی ابی عبدالله قلیلة و یبین بحالة من الحزن ما یقع علی ابی عبدالله علیه السلام هکذا:

حدثنا أحمد بن هارون الفامي(رضي الله عنه)، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر بن جامع الحميري، قال: حدثنا أبي، عن أحمد بن محمد بن يحيى  ، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده(عليهم السلام): أن الحسين بن علي بن أبي طالب(عليه السلام) دخل يوما إلى الحسن(عليه السلام)، فلما نظر إليه بكى، فقال له: ما يبكيك يا أبا عبد الله؟ قال: أبكى لما يصنع بك. فقال له الحسن(عليه السلام): إن الذي يؤتى إلي سم يدس إلي فاقتل به، ولكن لا يوم كيومك يا أبا عبد الله، يزدلف إليك ثلاثون ألف رجل، يدعون أنهم من يدعون إنهم من أمة جدنا محمد صلى الله عليه واله وسلم وينتحلون الاسلام فيجتمعون على قتلك وسفك دمك وإنتهاك حرمتك وسبى ذراريك ونسائك وإنتهاب ثقلك فعندها يحل الله ببنى امية اللعنة وتمطر السماء دما ورمادا ويبكى عليك كل شئ حتى الوحوش والحيتان في البحار

الشيخ الصدوق، المتوفی: 381، الامالي، ج: 1  ص: 177، الطبعة الاولی، الناشر:  تحقيق قسم الدراسات الاسلامية - مؤسسة البعثة –قم، 1417 ه‌. ق   

طلب الإمام الحسين عليه السلام للبکاء علیه

 حدّثني محمّد بن الحسن، عن محمّد بن الحسن الصّفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن خالد البرقيِّ، عن أبان الأحمر، عن محمّد بن الحسين الخزَّاز، عن هارون بن خارجة، عن أبي عبدالله عليه‌السلام... فقال: قال الحسين عليه‌السلام: أنا قتيل العَبرَة، لا يذكرني مؤمن إلاّ بكى».

  جعفر بن محمد بن قولويه، المتوفی: 367 کامل الزيارات، ج: 1ص  117، تحقيق: بهراد الجعفري، الناشر:مكتبة الصدوق

بکاء الإمام السجاد علیه السلام علی ابی عبدالله علیه السلام

حسب الروایات التی نقلت اقامة العزاء و البکاء من الإمام السجاد علیه السلام، یتبین بوضوح ان البکاء و اقامة العزاء من جانب اهل البیت علیهم السلام فضلا ان یکون ثقافة بل هو من الامور المستحبة کاستمرار البکاء الکثیر للإمام الحسين عليه السلام، اقامة مراسیم العزاء و الاطعام و لبس الثوب الاسود فی ایام العزاء للإمام علیه السلام؛ تمام هذه الموارد منقولة عن الإمام سجاد عليه السلام حتي انه کان کثیر البکاء علی ابیه بشکل عدّ من البکائین الخمسة فی العالم.  

كان علي بن الحسين(عليه السلام) يعمل الطعام لمأتم الإمام الحسين عليه السلام:

وعن الحسن بن ظريف بن ناصح، عن أبيه، عن الحسين بن زيد، عن عمرو بن علي بن الحسين قال: لما قتل الحسين بن عليّ(عليه السلام) لبس نساء بني هاشم السواد و المسوح و كن لا يشتكين من حرّ و لا برد، و كان علي بن الحسين(عليه السلام) يعمل لهنّ الطعام للمأتم

 الشيخ الحر العاملي،المتوفی:1104، وسائل الشيعة، تحقيق:مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث، الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث،قم

الإمام السجاد علیه السلام من البکائین الخمسة:

 حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد ابن الحسن الصفار قال: حدثني العباس بن معروف، عن محمد بن سهل البحراني يرفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: البكاؤون خمسة: آدم، ويعقوب، ويوسف، وفاطمة بنت محمد، وعلي بن الحسين عليهم السلام. فأما آدم فبكى على الجنة حتى صار في خديه أمثال الأودية، وأما يعقوب فبكى على يوسف حتى ذهب بصره، وحتى قيل له: " تالله تفتؤ تذكر يوسف حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكين " وأما يوسف فبكى على يعقوب حتى تأذى به أهل السجن فقالوا له: إما أن تبكي الليل وتسكت بالنهار، وإما أن تبكي النهار وتسكت بالليل، فصالحهم على واحد منهما، أما فاطمة فبكت على رسول الله صلى الله عليه وآله حتى تأذى بها أهل المدينة فقالوا لها: قد آذيتنا بكثرة بكائك، فكانت تخرج إلى المقابر - مقابر الشهداء - فتبكي حتى تقضي حاجتها ثم تنصرف، وأما علي ابن الحسين فبكى على الحسين عليه السلام عشرين سنة أو أربعين سنة ما وضع بين يديه طعام إلا بكى حتى قال له مولى له: جعلت فداك يا ابن رسول الله إني أخاف عليك أن تكون من الهالكين، قال: " إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله مالا تعلمون " إني ما أذكر مصرع بني فاطمة إلا خنقتني لذلك عبرة.

 

الشيخ الصدوق، المتوفی: 381، الخصال: ج: 1  ص: 272، تحقيق: علي أكبر الغفاري،الناشر: جماعة المدرسين في الحوزة العلمية 1403

الإمام السجاد علیه السلام بکی على أبيه حسين بن عليٍّ صلوات الله عليهما عشرين سَنَة:  

حدّثني أبي رحمه‌الله عن جماعة مشايخي، عن سعد بن عبدالله، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن أبي داود المُسترق ـ عن بعض أصحابنا ـ عن أبي عبدالله عليه‌السلام « قال: بكى عليُّ بن الحسين على أبيه حسين بن عليٍّ صلوات الله عليهما عشرين سَنَة ـ أو أربعين سَنَة   ـ، وما وضع بين يديه طعاماً إلاّ بكى على الحسين حتّى قال له مولى له: جُعلتُ فِداك يا ابن رَسول الله إنّي أخاف عليك أن تكون مِن الهالِكين، قال: « إنَّما أشْكُو بَثِّي وَحُزْني إلى اللهِ وأعْلمُ مِنَ اللهِ ما لا يَعْلَمُون   »، إنّي لم أذكر مصرع بني فاطمة إلاّ خَنَقَتني العَبرة   لذلك

  جعفر بن محمد بن قولويه،المتوفی: 368، کامل الزيارات: ج:1ص: 114، تحقيق: بهراد الجعفري،الناشر:مكتبة الصدوق   

   عدم انقضاء حزن الإمام السجاد علیه السلام علی ابیه:

 حدَّثني محمّد بن جعفر الرَّزَّاز، عن خاله محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب الزَّيّات، عن عليِّ بن أسباط، عن إسماعيلَ بن منصور ـ عن بعض أصحابنا ـ « قال: أشرف مولى لعليِّ بن الحسين عليهما‌السلام وهو في سقيفة له ساجدٌ يبكي، فقال له: يا مولاي يا عليَّ بن الحسين أما آنَ لِحُزنك أن ينقضي؟ فرفع رأسَه إليه وقال: ويلك ـ أو ثَكَلَتكَ اُمُّك ـ [والله] لقد شكى يعقوبُ إلى رَبّه في أقلّ ممّا رأيت حتّى قال: « يا أسَفى عَلى يُوسُفَ[٤]»، إنّه فَقَدَ ابْناً واحِداً، وأنا رَأيت أبي وجماعة أهل بيتي يُذبَّحون حَولي، قال: وكان عليُّ بن الحسين عليهما‌السلام يميل إلى ولد عقيل، فقيل له: ما بالك تميل إلى بني عَمّك هؤلاء دون آل جعفر؟ فقال: إنّي أذكر يومهم مع أبي عبدالله الحسين بن عليٍّ عليهما‌السلام فأرقّ لهم »

  جعفر بن محمد بن قولويه،المتوفی: 368،کامل الزيارات: ج:1ص: 115، تحقيق: بهراد الجعفري،،الناشر:مكتبة الصدوق

    بکاء الإمام السجاد علی الإمام الحسین علیهما السلام عند أکل الطعام: 

 روى عن الصادق عليه السلام أنه قال: ان زين العابدين عليه السلام بكى على أبيه أربعين سنة صائما نهاره و قائما ليلة فإذا حضر الافطار وجاء غلامه بطعامه وشرابه فيضعه بين يديه فيقول كل يا مولاى فيقول قتل ابن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم جائعا، قتل ابن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم عطشانا، فلا يزال يكرر ذلك ويبكى حتى يبتل طعامه من دموعه ثم يمزج شرابه بدموعه فلم يزل كذلك حتى لحق بالله عز وجل

السيد ابن طاووس المتوفی: 664، اللهوف في قتلى الطفوف ج: 1  ص: 121، الناشر: أنوار الهدى،قم، ايران.

   بکاء الإمام السجاد علیه السلام عند رؤیة رأس عمر بن سعد الملعون:

 ولما بعث المختار برأس عمر بن سعد(عليه اللعنة) إليه وقال(لا تعلم أحدا ما معك حتى يضع الغداء) فدخل وقد وضعت المائدة، فخر زين العابدين عليه السلام ساجدا وبكى وأطال البكاء ثم جلس، فقال: الحمد لله الذى ادرك لى بثأري قبل وفاتی

قطب الدين الراوندي، المتوفی:573، الدّعوات  ج: 1 ص: 162،  تحقيق: مدرسة الإمام المهدي، الناشر: مدرسة الإمام المهدي(ع) - قم 

بکاء الإمام الباقر علیه السلام علی الإمام الحسین سلام الله علیه

الروایات المنقولة عن الإمام الباقر علیه السلام، لها اشکال مختلفة، بعض هذه الروایات، تحکی عن اهتمام الإمام بإقامة مجالس العزاء فی داره و ایضا الوصیة بالبکاء و اقامة مجالس العزاء لابی عبدالله علیه السلام فی الدور ، و بعض الروایات تحکی عن بیان ثواب البکاء علی ابی عبدالله علیه السلام بید الإمام الباقر علیه السلام، التی یتبین بوضوح مشروعیة و استحباب هذه الامور من خلالها.

اقامة مجلس العزاء فی ییت الإمام الباقر علیه السلام:

 حدثنا أبو المفضل، قال حدثنا جعفر بن محمد بن القاسم العلوي، قال حدثنا عبد الله   بن احمد بن نهيل ، قال حدثني محمد ابن ابى عمير، عن الحسين   بن عطية، عن عمر بن يزيد، عن الورد بن الكميت، عن أبيه الكميت بن ابى المستهل قال: دخلت على سيدي ابى جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام فقلت: يا ابن رسول الله اني قد قلت فيكم أبياتا افتأذن لي في انشادها. فقال: انها أيام البيض. قلت: فهو فيكم خاصة. قال: هات، فأنشأت أقول:

 أضحكني الدهر وأبكاني * والدهر ذو صرف

   وألوان لتسعة بالطف قد غودروا * صاروا جميعا رهن اكفان

 فبكى عليه السلام وبكى أبو عبد الله وسمعت جارية تبكي من وراء الخباء، فلما بلغت الى قولي:

 وستة لا؟؟ حارى   بهم * بنو عقيل خير فتيان   ثم علي الخير مولاكم   * ذكرهم هيج أحزاني 

فبكى ثم قال عليه السلام: ما من رجل ذكرنا أو ذكرنا عنده فخرج  من عينيه ماء ولو قدر  مثل جناح البعوضة الا بنى الله له بيتا في الجنة و جعل ذلك حجابا بينه و بين النار، فلما بلغت الى قولي:

 من كان مسرورا بما مسكم * أو شامتا يوما من الان فقد ذللتم بعد عز فما * أدفع ضيما حين يغشاني

 أخذ بيدي و قال: اللهم اغفر للكميت ما تقدم من ذنبه و ماتأخر، فلما بلغت الى قولي: متى يقوم الحق فيكم متى * يقوم مهديكم الثاني قال سريعا ان شاء الله سريعا، 

علي بن محمد بن علي الخزاز القمى الرازى،  المتوفی:400،  كفاية الأثر  ج: 1 ص:249،  تحقيق: العلم الحجة السيد عبد اللطيف الحسينى الكوه كمرى، الناشر: انتشارات بيدار   مطعة الخيام - قم(1401 ه‌)

 وصية الإمام الباقر علیه السلام باقامة مجلس العزاء فی الدور و البکاء علی الإمام الحسین علیه السلام

حدَّثني حكيم بن داود بن حكيم؛ وغيره، عن محمّد بن موسى الهَمدانيِّ، عن محمّد بن خالد الطّيالسيِّ، عن سيف بن عَمِيرة؛ وصالِح بن عُقْبة جميعاً، عن عَلقمةَ بنِ محمّد الحَضرميّ؛ و(كذا) محمّد بن إسماعيل، عن صالِح بن عُقْبة، عن مالك الجُهنيّ، عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام « قال: مَن زار الحسين عليه‌السلام يوم عاشوراء من المحرَّم حتّى يظلَّ عنده باكياً لقي الله تعالى يوم القيامة بثواب ألفَـ[ـي] ألف حَجّة وألفَـ[ـي] ألف عُمرة، وألفي ألف غَزوة، وثواب كلِّ حَجّة وعُمرة وغزوة كثواب مَن حجّ واعتمر وغَزا مع رسول الله  صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومع الأئمّة الرَّاشدين صلوات الله عليهم أجمعين. قال: قلت: جُعِلتُ فِداك لِمَن كان في بُعدِ البلاد واقاصيها ولم يمكنه المسير إليه في ذلك اليوم؟ قال: إذا كان ذلك اليوم بَرزَ إلى الصَّحراء أو صَعد سَطحاً مُرتفعاً في دارِه، وأومأ إليه بالسّلام، واجتهد على قاتله بالدُّعاء، وصلّى بعد رَكعتين يفعل ذلك في صَدرِ النَّهار قبل الزَّوال، ثمَّ ليندُب الحسين عليه‌السلام ويَبكيه ويأمر مَن في داره بالبُكاء عليه، ويقيم في داره مصيبته بإظهار الجزع عليه، ويتلاقون بالبُكاء بعضهم بعضاً في البيوت، وليعزّ بعضهم بعضاً بمصاب الحسين عليه‌السلام، فأنا ضامِنٌ لهم إذا فعلوا ذلك على الله عزَّوجلَّ جميع هذا الثَّواب، فقلت: جُعِلتُ فِداك وأنت الضّامِن لهم إذا فعلوا ذلك والزَّعيم به؟ قال: أنا الضّامن لهم ذلك والزَّعيم لمن فعل ذلك. قال: قلت: فكيف يعزّي بعضهم بعضاً؟ قال: يقولون: عَظَّم اللهُ اُجُورَنا بِمُصابنا بِالحسينِ عليه‌السلام، وجَعَلَنا وإيّاكم مِن الطّالِبين بِثأرِه مع وَليّه الإمام المَهديّ مِن آل محمّدٍ؛ فإن استطعت أن لا تنتشر يومك في حاجة فافعل، فإنّه يوم نحس لا تقضى فيه حاجة، وإن قضيت لم يبارك له فيها ولم ير رُشْداً، ولا تدَّخِرنَّ لمنزلك شيئاً، فإنّه مَن ادَّخر لمنزلِه شيئاً في ذلك اليوم لم يُبارك له فيما يدَّخره ولا يُبارك له في أهله، فمن فعل ذلك كُتِبَ له ثوابُ ألفِ ألفِ حَجّة و ألف ألف عُمرة، وألف ألف غَزوة كلُّها مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكان له ثواب مصيبة كلِّ نبيٍّ ورَسولٍ وصِدِّيق وشَهيدٍ مات أو قُتِل منذ خلق الله الدُّنيا إلى أن تقوم السّاعة

ابو القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي، المتوفی: 367،كامل الزّيارات ج: 1 ص193: تحقيق: بهراد الجعفري -  الناشر: مکتبة الصدوق 

الإمام الباقر علیه السلام و بیان ثواب البکاء علی ابی عبدالله الحسین علیه السلام: 

حدِّثني الحسن بن عبدالله بن محمّد بن عيسى، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن العلاء بن رزين، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه‌السلام « قال: كان عليّ بن الحسين عليهما‌السلام يقول: أيّما مؤمنٍ دمعتْ عَيناه لقتل الحسينابن عليٍّ عليهما‌السلام دمعةً حتّى تسيل على خدِّه بوَّأه الله بها في الجنّة غُرفاً يسكنها أحقاباً، وأيّما مؤمن دَمَعَتْ عيناه حتّى تسيل على خَدِّه فينا لاُذى مسّنا مِن عَدوِّنا في الدُّنيا بوَّأه الله بها في الجنّة مبوَّأ صِدقٍ، وأيّما مؤمنٍ مَسَّه أذىً فينا فَدَمَعَتْ عيناه حتّى تسيل على خَدِّه مِن مَضَاضةِ ما اُوذِي فينا صرَّف اللهُ عن وجهه الأذى وآمنه يوم القيامة مِن سَخطه والنّار 

ابو القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي، المتوفی: 367،كامل الزّيارات،   ج: 1ص: 107 تحقيق: بهراد الجعفري - الناشر: مکتبة الصدوق  

الجنة جزاء البکاء علی الإمام الحسین علیه السلام :

حدثني حكيم بن داود، عن سلمة بن الخطاب، عن الحسن بن علي، عن العلاء بن رزين القلاء، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر(عليه السلام) قال: أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين(عليه السلام) دمعة حتى تسيل على خده بوأه الله بها غرفا في الجنة يسكنها أحقابا

   جعفر بن محمد بن قولويه، المتوفی: 367،کامل الزيارات ج:1 ص: 207، تحقيق: الشيخ جواد القيومي، لجنة التحقيق -الطبعة الاولی، الناشر:موسسة نشر الفقاهة عيد الغدير 1417

بکاء الإمام الصادق علیه السلام علی الإمام الحسین علیه السلام

الروایات المنقولة فی باب اقامة العزاء للإمام الصادق علیه السلام، هی اکثر مما روی عن بقیة المعصومین فی هذا الباب، و ربما هذا ناشئ من الشرائط الخاصة فی زمن الإمام الصادق علیه السلام، فی هذه الروایات الإمام الصادق علیه السلام ضمن انه یقیم العزاء و البکاء، یوصی الآخرین بإقامة العزاء و یبین ثواب البکاء علی ابی عبدالله علیه السلام، کذلک فی بعض الروایات المنقولة یطلب فیها الإمام علیه السلام من الشعراء ان ینشدوا الشعر فی عزاء الإمام ابی عبدالله علیه السلام و یبکی الإمام بشدة. 

انشاد الشعراء فی محضر الإمام الصادق علیه السلام و اهل بیته المکرّمین:

حدَّثني محمّد بن جعفر، عن محمّد بن الحسين، عن ابن أبي عُمَير، عن عبدالله بن حسّان، عن ابن أبي شعبة عن عبدالله بن غالب « قال: دخلت على أبي عبدالله عليه‌السلام فأنشدته مَرْثِيةَ الحسين عليه‌السلام، فلمّا انتهيتُ إلى هذا الموضع:

 

لَبلِيَّة تَسقو حُسَيناً      بمَسقاةِ الثَّرى غَير التُّرابِ

فصاحت باكية من وراء السّتر: واأبتاه!!!

  جعفر بن محمد بن قولويه،  المتوفی: 367، کامل الزيارات  ج: 1ص:112، تحقيق: بهراد الجعفري، الناشر:مكتبة الصدوق   

انشد جعفر بن عفان الشعر للإمام الصادق عليه السلام:

  حدثنی نصر بن الصباح، قال حدثنی أحمد بن محمد بن عیسی، عن يحيی بن عمران، قال حدثنا محمد بن سنان، عن زيد الشحام، قال کنا عند أبی عبد الله(ع) ونحن جماعة من الکوفيين،فدخل جعفر بن عفان علی أبی عبد الله(ع)فقربه وأدناه، ثم قال يا جعفر قال لبيک جعلنی الله فداک، قال بلغنی أنک تقول الشعر فی الحسين(ع) وتجيد فقال له نعم جعلنی الله فداک، فقال قل فأنشده(ع) و من حوله حتی صارت له الدموع علی وجهه ولحيته، ثم قال يا جعفر و الله لقد شهدک ملائکة الله المقربون هاهنا يسمعون قولک فی الحسين(ع) ولقد بکوا کمابکينا أوأکثر، ولقد أوجب الله تعالی لک يا جعفر فی ساعته الجنة بأسرها وغفر الله لک، فقال يا جعفر أ لاأزيدک قال نعم ياسيدی، قال ما من أحد قال فی الحسين(ع)شعرا فبکی وأبکی به إلاأوجب الله له الجنة وغفر له

  الشيخ الطوسی، المتوفی: 46، رجال الکشی، ج:1  ص: 289، المحقق: السيد مهدي الرّجائي صححه و علق عليه و قدم له و وضع فهارسه حسن المصطفوی، الناشر: انتشارات مرکز تحقيقات و مطالعات جامعة الهيات و المعارف الاسلامیة، جامعة مشهد  ۱۳۴۸

انشد ابوهارون الشعر للإمام الصادق عليه السلام:

 حدثنا أبو العباس القرشي، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن أبي هارون المكفوف، قال: قال أبو عبد الله(عليه السلام): يا أبا هارون أنشدني في الحسين(عليه السلام)، قال: فأنشدته، فبكى، فقال: أنشدني كما تنشدون - يعني بالرقة -قال: فأنشدته:

امرر على جدث الحسين * فقل لأعظمه الزكية

قال: فبكى، ثم قال: زدني، قال: فأنشدته القصيدة الأخرى، قال:فبكى، وسمعت البكاء من خلف الستر، قال: فلما فرغت قال لي: يا أبا هارون من أنشد في الحسين(عليه السلام) شعرا فبكى وأبكى عشرا كتبت له الجنة، ومن أنشد في الحسين شعرا فبكى وأبكى خمسة كتبت له الجنة، ومن أنشد في الحسين شعرا فبكى وأبكى واحدا كتبت لهما الجنة، ومن ذكر الحسين(عليه السلام) عنده فخرج من عينه من الدموع مقدار جناح ذباب كان ثوابه على الله ولم يرض له بدون الجنة.

   جعفر بن محمد بن قولويه،  المتوفی: 367، کامل الزيارات ج:1 ص: 208،  تحقيق: الشيخ جواد القيومي، لجنة التحقيق -الطبعة الاولی، الناشر:موسسة نشر الفقاهة عيد الغدير 1417

  حالة تشویش و البکاء الشدید من الإمام الصادق علیه السلام فی یوم عاشوراء:

روى عبد الله بن سنان قال: دخلت على سيدي أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام في يوم عاشوراء فألفيته كاسف اللون ظاهر الحزن ودموعه تنحدر من عينيه كاللؤلؤ المتساقط. فقلت: يا ابن رسول الله! مم بكاؤك؟ لا أبكي الله عينيك، فقال لي: أو في غفلة أنت؟ أما علمت أن الحسين بن علي أصيب في مثل هذا اليوم؟ فقلت: يا سيدي! فما قولك في صومه؟ فقال لي: صمه من غير تبييت، وأفطره من غير تشميت، ولا تجعله يوم صوم كملا وليكن إفطارك بعد صلاة العصر بساعة على شربة من ماء، فإنه في مثل ذلك الوقت من ذلك اليوم تجلت الهيجاء عن آل رسول الله وانكشفت الملحمة عنهم، وفي الأرض منهم ثلاثون صريعا في مواليهم يعز على رسول الله صلى الله عليه وآله مصرعهم ولو كان في الدنيا يومئذ حيا لكان صلوات الله عليه هو المعزي بهم، قال: وبكي أبو عبد الله عليه السلام حتى اخضلت لحيته بدموعه، ثم قال: إن الله جل ذكره لما خلق النور خلقه يوم الجمعة في تقديره في أول يوم من شهر رمضان، وخلق الظلمة في يوم الاربعاء يوم عاشوراء في مثل ذلك يعني يوم العاشر من شهر المحرم في تقديره، وجعل لكل منهما شرعة ومنهاجا 

  الشيخ الطوسی،المتوفی:460، مصباح المتهجد ج: 1 ص: 782، الطبعة الاولی،الناشر:-مؤسسة فقه الشيعة بيروت – لبنان  1411 - 1991 م

بکاء الإمام الصادق علیه السلام عند ذکر اسم ابی عبدالله علیه السلام:

 حدّثني محمّد بن الحسن، عن محمّد بن الحسن الصّفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن خالد البرقيِّ، عن أبان الأحمر، عن محمّد بن الحسين الخزَّاز، عن هارون بن خارجة، عن أبي عبدالله عليه‌السلام « قال: كنّا عنده فذكرنا الحسين عليه‌السلام [وعلى قاتله لعنة الله] فبكى أبو عبدالله عليه‌السلام وبكينا، قال: ثمَّ رفع رأسَه فقال: قال الحسين عليه‌السلام: أنا قتيل العَبرَة، لا يذكرني مؤمن إلاّ بكى ـ وذكر الحديث ـ ».

  جعفر بن محمد بن قولويه، المتوفی: 367 کامل الزيارات، ج: 1ص  117، تحقيق: بهراد الجعفري، الناشر:مكتبة الصدوق

 بکاء الإمام الصادق علیه السلام علی ابی عبدالله سلام الله علیه عند شرب الماء:

 مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ، عَنِ الْخَشَّابِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَّانِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّيِّ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام إِذَا  اسْتَسْقَى الْمَاءَ، فَلَمَّا شَرِبَهُ رَأَيْتُهُ قَدِ اسْتَعْبَرَ، وَاغْرَوْرَقَتْ عَيْنَاهُ بِدُمُوعِهِ، ثُمَّ قَالَ لِي: « يَا دَاوُدُ، لَعَنَ اللهُ قَاتِلَ الْحُسَيْنِ   صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِ، وَمَا  مِنْ عَبْدٍ شَرِبَ الْمَاءَ، فَذَكَرَ الْحُسَيْنَ عليه‌السلام وَأَهْلَ بَيْتِهِ   وَلَعَنَ قَاتِلَهُ إِلاَّ كَتَبَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَهُ مِائَةَ أَلْفِ حَسَنَةٍ، وَحَطَّ عَنْهُ مِائَةَ أَلْفِ سَيِّئَةٍ، وَرَفَعَ  لَهُ مِائَةَ أَلْفِ دَرَجَةٍ، وَكَأَنَّمَا أَعْتَقَ مِائَةَ أَلْفِ نَسَمَةٍ، وَحَشَرَهُ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَلِجَ الْفُؤَادِ

الشيخ الكليني، المتوفی:329،الکافی ج: 12 ص: 658، تحقيق: قسم احياء التراث مرکز بحوث دار الحديث، الناشر: دارالحديث قم تاريخ الانتشار: 1387 ش

وصیة الإمام الصادق علیه السلام بالبکاء علی الإمام الحسین علیه السلام:

حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريّ، عن أبيه، عن عليِّ بن محمّد بن سالم، عن محمّد بن خالد، عن عبدالله بن حماد البصريّ، عن عبدالله بن عبدالرَّحمن الأصمّ، عن مِسْمَع بن عبدالملك كِرْدين البصريّ « قال: قال لي أبو عبدالله عليه‌السلام: يا مِسْمَع أنت مِن أهل العِراق؛ أما تأتي قبر الحسين عليه‌السلام؟ قلت: لا؛ أنا رَجلٌ مشهورٌ عند أهل البصرة، وعندنا مَن يتّبع هوى هذا الخليفة، وعدوّنا كثير مِن أهل القبائل مِن النُّصّاب وغيرهم، ولستُ آمنهم أنْ يرفعوا حالي عند ولد سليمان فيُمثِّلون بي، قال لي: أفما تذكر ما صنع به؟ قلت: نعم، قال: فتجزع؟ قلت: إي والله وأستعبر لذلك حتّى يرى أهلي أثر ذلك عليَّ فأمتنع مِن الطّعام حتّى يستبين ذلك في وَجهي، قال: رحِمَ الله دَمعتَك، أما إنّك مِن الَّذين يُعدُّون مِن أهل الجزع لنا، والّذينَ يَفرحون لِفَرحِنا ويحزنون لِحُزننا ويخافون لَخوْفنا ويأمنون إذا أمنّا، أما إنّك سترى عند موتك حضور آبائي لك ووصيّتهم ملكَ الموت بك، وما يلقّونك به مِن البشارة أفضل، ولملك الموت أرقّ عليك وأشدُّ رَحمةً لك من الاُمّ الشّفيقة على ولدها، قال: ثمَّ استعبر واستعبرتُ معه، فقال: الحمد للهِ الّذي فضّلنا على خلقِه بالرَّحمة وخصَّنا أهل البيت بالرَّحمة، يا مِسمَع إنَّ الأرض والسَّماء لتبكي مُنذُ قُتل أمير المؤمنين عليه‌السلام رَحمةً لنا، وما بكى لنا مِن الملائكة أكثر وما رَقأتْ دُموع الملائكة منذ قُتلنا، وما بكى أحدٌ رَحمةً لنا ولما لقينا إلاّ رحمه الله قبل أن تخرج الدَّمعة من عينه، فإذا سالَتْ دُموعُه على خَدِّه، فلو أنَّ قطرةً مِن دُموعِه سَقَطتْ في جهنَّم لأطْفَئتْ حَرَّها حتّى لا يوجد لها حَرٌّ، وإنّ الموجع لنا قلبه ليفرح يوم يرانا عند مَوته فرحَةً لا تزال تلك الفرْحَة في قلبه حتّى يرد علينا الحوض، وإنّ الكوثر ليفرح بمحبِّنا إذا ورد عليه حتّى أنّه ليذيقه مِن ضروب الطَّعام ما لا يشتهي أن يصدر عنه، يا مِسْمع مَن شرب منه شَربةً لم يظمأ بعدها أبداً، ولم يستق بعدها أبداً، وهو في بَرْدِ الكافور وريح المِسْك وطعم الزَّنجبيل، أحلى مِن العَسل، وألين مِن الزَّبد، وأصْفى مِن الدَّمع، وأذكى مِن العَنبر يخرج من تَسْنيم، ويمرُّ بأنهار الجِنان يجري على رَضْراض الدُّرِّ والياقوت، فيه من القِدْحان أكثرُ من عدد نجوم السَّماء، يوجد ريحه مِن مَسيرةِ ألف عام، قِدْحانه مِن الذَّهب والفِضّة وألوان الجوهر، يفوح في وجه الشّارب منه كلُّ فائحة حتّى يقول الشّارب منه: يا ليتني تركت ههنا لا أبغي بهذا بَدلاً، ولا عنه تَحويلاً، أما إنّك يا [ابن] كِرْدين ممّن تروي منه، وما مِن عَين بَكتْ لنا إلاّ نَعِمَتْ بالنّظر إلى الكوثر وسُقِيتْ منه، وأنَّ الشَّارب منه ممّن أحبَّنا ليعطى مِن اللَّذَّة والطَّعم والشَّهوة له أكثر ممّا يعطاه مَن هو دونه في حُبِّنا.

وإنْ على الكوثر أمير المؤمنين عليه‌السلام وفي يده عصاً مِن عَوسَج يحطم بها أعداءَنا، فيقول الرَّجل منهم: إنّي أشهد الشَّهادتين، فيقول: انطلقْ إلى إمامك فلانٍ فاسأله أنْ يشفع لك، فيقول: تبرَّأ منّي إمامي الَّذي تذكره، فيقول: ارجع إلى ورائِك فقلْ للَّذي كنتَ تتولاّه وتقدِّمه على الخلق فاسأله إذ كان خير الخلق عِندَك أن يشفعَ لك، فإنَّ خيرَ الخلق مَن يَشفَع، فيقول: إنّي اُهلك عَطَشاً، فيقول له: زادكَ اللهُ ظَمأُ وزادَكَ اللهُ عَطَشاً.

قلت: جُعِلتُ فِداك وكيف يقدر على الدُّنوّ مِن الحوض ولم يقدر عليه غيره؟ فقال: ورع عن أشياء قبيحةٍ، وكفّ عن شتمنا [أهل البيت] إذا ذكرنا، وترك أشياء اجترء عليها غيره، وليس ذلك لِحبّنا ولا لِهوى منه لنا، ولكن ذلك لشدَّة اجتهاده في عبادته وتَدَيُّنه ولما قد شغل نفسه به عن ذكر النّاس، فأمّا قلبه فمنافق ودينه النَّصب واتّباع أهل النَّصب وولاية الماضينَ وتقدُّمه لهما على كلِّ أحدٍ ».

جعفر بن محمد بن قولويه، المتوفی: 367، کامل الزيارات، ج: 1ص  108،تحقيق: بهراد الجعفري،الناشر:مكتبة الصدوق  

 اغفار الذنوب ثواب البکاء علی الإمام الحسين عليه السلام:

حدثني حكيم بن داود، عن سلمة، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن بكر بن محمد، عن فضيل بن يسار، عن أبي عبد الله(عليه السلام)، قال: من ذكرنا عنده ففاضت عيناه و لو مثل جناح الذباب غفر له ذنوبه و لو كانت مثل زبد البحر     

جعفر بن محمد بن قولويه، المتوفی: 367، کامل الزيارات ج:1 ص: 208، تحقيق: الشيخ جواد القيومي، لجنة التحقيق،الطبعة الاولی، الناشر:موسسة نشر الفقاهة عيد الغدير 1417

الإمام الصادق علیه السلام و بیان جواز البکاء علی الإمام الحسین علیه السلام:

 حدثنا محمد بن محمد، قال: حدثنا أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه رحمه‌الله، قال: حدثني أبي، قال: حدثني سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد ابن عيسى، عن الحسن بن محبوب الزراد، عن أبي محمد الأنصاري، عن معاوية بن وهب، قال: كنت جالسا عند جعفر بن محمد عليهما‌السلام إذ جاء شيخ قد انحنى من الكبر، فقال: السلام عليك ورحمة الله وبركاته. فقال له أبو عبد الله: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، يا شيخ ادن مني، فدنا منه فقبل يده فبكى، فقال له أبو عبد الله عليه‌السلام: وما يبكيك يا شيخ؟

قال له: يا بن رسول الله، أنا مقيم على رجاء منكم منذ نحو من مائة سنة، أقول هذه السنة وهذا الشهر وهذا اليوم، ولا أراه فيكم، فتلومني أن أبكي! قال: فبكى أبو عبد الله عليه‌السلام ثم قال: يا شيخ، إن أخرت منيتك كنت معنا، وإن عجلت كنت يوم القيامة مع ثقل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله. فقال الشيخ: ما أبالي ما فاتني بعد هذا يا بن رسول الله. فقال له أبو عبد الله عليه‌السلام: يا شيخ، إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال: إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا: كتاب الله المنزل، وعترتي أهل بيتي، تجئ وأنت معنا يوم القيامة. قال: يا شيخ، ما أحسبك من أهل الكوفة. قال: لا. قال: فمن أين أنت؟ قال: من سوادها جعلت فداك. قال: أين أنت من قبر جدي المظلوم الحسين عليه‌السلام؟ قال: إني لقريب منه قال: كيف إتيانك له؟ قال: إني لآتيه وأكثر. قال: يا شيخ، ذاك دم يطلب الله(تعالى) به، ما أصيب ولد فاطمة ولا يصابون بمثل الحسين عليه‌السلام، ولقد قتل عليه‌السلام في سبعة عشر من أهل بيته، نصحوا لله وصبروا في جنب الله، فجزاهم أحسن جزاء الصابرين، إنه إذا كان يوم القيامة أقبل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ومعه الحسين عليه‌السلام ويده على رأسه بقطر دما فيقول: يا رب، سل أمتي فيم قتلوا ولدي. وقال عليه‌السلام. كل الجزع والبكاء مكروه سوى الجزع والبكاء على الحسين عليه‌السلام.

  أبي جعفر محمّد بن الحسن بن علي بن الحسن الطّوسي [ شيخ الطائفة ] المتوفی: 460، الامالی ج:1ص:161  تحقيق: مؤسسة البعثة، الطبعة الاولی،الناشر: دار الثقافة ١٤١٤ هـ.ق

  الإمام الصادق عليه السلام و بيان جواز اللطم علی الإمام الحسين عليه السلام:

و ذكر أحمد بن محمد بن داود القمي في نوادره قال: روى محمد بن عيسى عن أخيه جعفر بن عيسى عن خالد بن سدير أخى حنان بن سدير قال: سألت ابا عبد الله عليه‌السلام عن رجل شق ثوبه على أبيه أو على امه أو على اخيه أو على قريب له فقال: لا بأس بشق الجيوب. قد شق موسى بن عمران على أخيه هارون، ولا يشق الوالد على ولده ولا زوج على امرأته، وتشق المرأة على زوجها سألت ابا عبد الله عليه‌السلام عن رجل شق ثوبه على أبيه أو على امه أو على اخيه أو على قريب له فقال: لا بأس بشق الجيوب. قد شق موسى بن عمران على أخيه هارون، ولا يشق الوالد على ولده ولا زوج على امرأته، وتشق المرأة على زوجها وإذا شق زوج على امرأته أو والد على ولده فكفارته حنث يمين ولا صلاة لهما حتى يكفرا ويتوبا من ذلك، وإذا خدشت المرأة وجهها أو جزت شعرها أو نتفته ففي جز الشعر عتق رقبة أو صيام شهرين متتابعين أو اطعام ستين مسكينا، وفي الخدش إذا دميت وفي النتف كفارة حنث يمين، ولا شئ في اللطم على الخدود سوى الاستغفار والتوبة، و قد شققن الجيوب و لطمن الخدود الفاطميات على الحسين بن علي عليهما‌السلام، و على مثله تلطم الخدود و تشق الجيوب.

الشيخ الطوسی، المتوفی:460، تهذيب الاحکام، ج: 8  ص : 325، تحقيق: السيد حسن الخراسان، الطبعة الثالثة،الناشر:دار الکتب الاسلامية –طهران 1362

الإمام الصادق علیه السلام و بیان استغفار الإمام الحسین علیه السلام للبکائین:

   حدَّثني أبي رحمه‌الله عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن عبدالله بن المغيرة، عن عبدالله بن عبدالرَّحمن الأصمّ، عن عبدالله بن بُكَير الاُرجانيِّ. وحدَّثني أبي رحمه‌الله عن سعد بن عبدالله، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن عبدالله بن زُرارة، عن عبدالله بن عبدالرَّحمن الأصمّ، عن عبدالله بن بُكَير « قال: حَجَجْتُ مع أبي عبدالله عليه‌السلام ـ في حديث طويل ـ فقلت: ياابن رسول الله لو نُبِش قبرُ الحسين بن عليٍّ عليهما‌السلام هل كان يُصابُ في قبره شيءٌ؟ فقال: ياابن بُكَير ما أعظم مسائِلُك، إنَّ الحسين عليه‌السلام مع أبيه واُمّه وأخيه في منزل رَسول اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومعه يُرزقون ويحبون وأنّه لعَلى يمين العَرش متعلّق(كذا) يقول: يارَبِّ أنْجزْ لي ما وَعَدتَني، وإنّه لينظر إلى زُوَّاره، وأنّه أعرف بهم و بأسمائهم و أسماءِ آبائهم و ما في رِحالهم من أحَدِهم بولده، وأنّه لينظر إلى مَن يبكيه فيستغفر له ويسأل أباه الاستغفار له، ويقول: أيّها الباكي لَو عَلِمتَ ما أعدّ اللهُ لك لَفَرِحْتَ أكثر ممّا حَزِنْتَ، وإنّه ليستغفر له مِن كلِّ ذنبٍ وخطيئةٍ

  جعفر بن محمد بن قولويه، المتوفی: 367، کامل الزيارات،ج: 1ص  110، تحقيق: بهراد الجعفري،الناشر:مكتبة الصدوق  

الإمام الصادق علیه السلام و بیان ثواب البکاء علی اهل البیت علیهم السلام:

وعن حكيم بن داود، عن سَلَمَةَ، عن عليِّ بن سَيف، عن بَكر بن محمّد، عن فَضَيل بن فَضالة، عن أبي عبدالله عليه‌السلام « قال: مَن ذُكِرْنا عِنده ففاضَتْ عَيناه حرَّم اللهُ وَجْهَه على النّار ».

  جعفر بن محمد بن قولويه، المتوفی: 367،کامل الزيارات،ج: 1ص  111، تحقيق: بهراد الجعفري،الناشر:مكتبة الصدوق  

بکاء الإمام الکاظم علیه السلام علی الإمام الحسین علیه السلام

التعبیر الذی یوجد عن حزن و ألم الإمام الکاظم علیه السلام فی الروایات، هو تعبیر قابل للالتفات الذی یمکن لنا ان نقول بجرأة مع وجود هکذا تعابیر من الائمة فی عزاء الإمام الحسین علیه السلام طرح هکذا شبهات، فی یومنا هذا هی لا اساس لها و هی بعیدة عن البحوث العلمیة، توجد روایة فی کتاب الأمالی للشیخ الصدوق عن لسان الإمام الرضا علیه السلام هکذا:

حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور(رحمه الله)، قال: حدثنا الحسين بن محمد بن عامر، عن عمه عبد الله بن عامر، عن إبراهيم بن أبي محمود، قال: قال الرضا(عليه السلام): إن المحرم شهر كان أهل الجاهلية يحرمون فيه القتال، فاستحلت فيه دماؤنا، وهتكت فيه حرمتنا، وسبي فيه ذرارينا ونساؤنا، وأضرمت النيران في مضاربنا، وانتهب ما فيها من ثقلنا، ولم ترع لرسول الله(صلى الله عليه وآله) حرمة في أمرنا. إن يوم الحسين أقرح جفوننا، وأسبل دموعنا، وأذل عزيزنا، بأرض كرب وبلاء، أورثتنا الكرب والبلاء، إلى يوم الانقضاء، فعلى مثل الحسين فليبك الباكون، فإن البكاء يحط الذنوب العظام. ثم قال(عليه السلام): كان أبي(صلوات الله عليه) إذا دخل شهر المحرم لا يرى ضاحكا، وكانت الكآبة تغلب عليه حتى يمضي منه عشرة أيام، فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه، ويقول: هو اليوم الذي قتل فيه الحسين(صلوات الله عليه) 

 الشيخ الصدوق، المتوفی: 381، الامالي، ج: 1  ص: 191، الطبعة الاولی، الناشر:  تحقيق قسم الدراسات الاسلامية - مؤسسة البعثة –قم، 1417 ه‌. ق  

بکاء الإمام الرضا علیه السلام علی الإمام الحسین علیه السلام

الإمام الرضا علیه السلام ایضا فی روایات عدیدة تعرض الی البکاء و بیان ثواب البکاء و حتی النیاحة و بیان المصائب، کذلک یجعل یوم عاشوراء یوم حزنه و المه و بکاءه لابدمن اقامة العزاء و البکاء علی ابی عبدالله علیه السلام. 

الإمام الرضا عليه السلام و بيان ثواب البکاء علی الإمام الحسين عليه السلام:

حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق(رحمه الله)، قال: أخبرنا أحمد بن محمد الهمداني، عن علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه، قال: قال الرضا(عليه السلام): من تذكر مصابنا وبكى لما ارتكب منا كان معنا في درجتنا يوم القيامة، ومن ذكر بمصابنا فبكى وأبكى لم تبك عينه يوم تبكي العيون، ومن جلس مجلسا يحيى فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب   

الشيخ الصدوق، المتوفی: 381، الكتاب، الامالي،  ج: 1  ص: 131،الطبعة الاولی، الناشر:  تحقيق قسم الدراسات الاسلامية - مؤسسة البعثة –قم، 1417 ه‌. ق  

 

نیاحة الإمام الرضا عليه السلام و بيان ثواب البکاء:

 حدثنا محمد بن علي ماجيلويه(رحمه الله)، قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الريان بن شبيب، قال: دخلت على الرضا(عليه السلام) في أول يوم من المحرم، فقال لي: يا بن شبيب، أصائم أنت؟ فقلت: لا. فقال: إن هذا اليوم هو اليوم الذي دعا فيه زكريا(عليه السلام) ربه عز وجل، فقال:(رب هب لى من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء)  فاستجاب به، وأمر الملائكة فنادت زكريا وهو قائم يصلي في المحراب:(أن الله يبشرك بيحيى) فمن صام هذا اليوم ثم دعا الله عز وجل استجاب الله له، كما استجاب لزكريا(عليه السلام). ثم قال: يا بن شبيب، إن المحرم هو الشهر الذي كان أهل الجاهلية فيما مضى يحرمون فيه الظلم والقتال لحرمته، فما عرفت هذه الامة حرمة شهرها ولا حرمة نبيها(صلى الله عليه وآله)، لقد قتلوا في هذا الشهر ذريته، وسبوا نساءه، وانتهبوا ثقله، فلا غفر الله لهم ذلك أبدا. يا بن شبيب، إن كنت باكيا لشئ، فابك للحسين بن علي بن أبي طالب(عليه السلام)، فإنه ذبح كما يذبح الكبش، وقتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلا ما لهم في الارض شبيه، ولقد بكت السماوات السبع والارضون لقتله، ولقد نزل إلى الارض من الملائكة أربعة آلاف لنصره فوجدوه قد قتل، فهم عند قبره شعث قبر إلى أن يقوم القائم، فيكونون من أنصاره، وشعارهم: يا لثارات الحسين. يا بن شبيب، لقد حدثني أبي، عن أبيه، عن جده(عليه السلام): أنه لما قتل جدي الحسين(صلوات الله عليه)، مطرت السماء دما وترابا أحمر. يا بن شبيب، إن بكيت على الحسين(عليه السلام) حتى تصير دموعك على خديك غفر الله لك كل ذنب أذنبته، صغيرا كان أو كبيرا، قليلا كان أو كثيرا. يا بن شبيب، إن سرك أن تلقى الله عز وجل ولا ذنب عليك، فزر الحسين(عليه السلام). يا بن شبيب، إن سرك أن تسكن الغرف المبنية في الجنة مع النبي وآله(صلوات الله عليهم)، فالعن قتلة الحسين. يا بن شبيب، إن سرك أن يكون لك من الثواب مثل ما لمن استشهد مع الحسين(عليه السلام) فقل متى ما ذكرته: يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما. يا بن شبيب، إن سرك أن تكون معنا في الدرجاب العلى من الجنان، فاحزن لحزننا وافرح لفرحنا، وعليك بولايتنا، فلو أن رجلا تولى حجرا لحشره الله معه يوم القيامة

 الشيخ الصدوق، المتوفی: 381، الكتاب، الامالي، ج: 1  ص: 192، الطبعة الاولی، الناشر:  تحقيق قسم الدراسات الاسلامية - مؤسسة البعثة –قم، 1417 ه‌. ق 

  عاشوراء یوم الحزن و البکاء :

   حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا قَال‏ مَنْ تَرَكَ السَّعْيَ فِي حَوَائِجِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ قَضَى اللَّهُ لَهُ حَوَائِجَ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ مَنْ كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ يَوْمَ مُصِيبَتِهِ وَ حُزْنِهِ وَ بُكَائِهِ جَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَوْمَ فَرَحِهِ وَ سُرُورِهِ وَ قَرَّتْ بِنَا فِي الْجِنَانِ عَيْنُهُ وَ مَنْ سَمَّى يَوْمَ عَاشُورَاءَ يَوْمَ بَرَكَةٍ وَ ادَّخَرَ فِيهِ لِمَنْزِلِهِ شَيْئاً لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيمَا ادَّخَرَ وَ حُشِرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ يَزِيدَ وَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ وَ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ لَعَنَهُمُ اللَّهُ إِلَى أَسْفَلِ دَرْكٍ مِنَ النَّار 

الشيخ الصدوق، المتوفی: 381، الكتاب، الامالي، ج: 1  ص:306، تحقيق: الشيخ احمد الماحوزی، الناشر:موسسة الصادق للطباعة والنشر

اقامة العزاء من الإمام الحسن العسکری للإمام الحسین علیهما السلام

الإمام الحسن العسکری علیه السلام ایضا، له تعبیر جدیر للإمام الحسین علیه السلام یدل علی حزنه و المه بالنسبة لمصیبة الإمام الحسین علیه السلام، هو یقول فی دعاء له هکذا:

قال الشيخ أبوجعفر الطوسي رحمه الله   

خرج الي القاسم بن العلاء الهمداني وكيل أبي محمد عليه السلام أن مولانا الحسين عليه السلام ولد يوم الخميس لثلاث خلون من شعبان، فصمه فيها و ادع بهذا الدعاء:

اللهم اني أسألك بحق المولود في هذا اليوم، الموعود بشهادته قبل استهلاله و ولادته، بكته السماء و من فيها و الأرض و من عليها و لما يطألأبتيها، قتيل العبرة، و سيد الاسرة، الممدود بالنصرة يوم الكرة، المعوض من قتله أن الأئمة من نسله، و الشفاء في تربته، و الفوز معه في أوبته، و الأوصياء من عترته بعد قائمهم و غيبته، حتي يدركوا الأوتار، و يثأروا الثأر، و يرضوا الجبار، و يكونوا خير أنصار، صلي الله عليهم مع اختلاف الليل و النهار

الشيخ الطوسی،المتوفی:460، مصباح المتهجد ج: 1 ص:826، الطبعة الاولی،الناشر: مؤسسة فقه الشيعة بيروت – لبنان  1411 - 1991 م 

الإمام علیه السلام فی هذا الدعاء الجمیل، یعبر بتعبیر جدیر وهو "قتیل العبرة "، یقول العلامة المجلسی فی توضیح هذه العبارة المهمة هکذا:

  «أنا قَتيلُ العَبَرةِ» أي قتيلٌ منسوبٌ إلى العبرة والبكاء وسببٌ لها. أو اُقتل مع العبرة والحزن وشدّة الحال. والأوّل أظهر

العلامة المجلسي، المتوفی: 1111، بحار الأنوار ج: 44  ص: 279،الناشر:  مؤسسةالوفاء  

بکاء الإمام ولی العصر علیه السلام علی الإمام الحسین علیه السلام

بکاء الإمام ولی العصر عجل الله تعالی فرجه الشریف، منقول فی کتاب المزار الکبیر بتعابیر محرقة، التی تدل علی جواز اقامة العزاء بل یمکن ان نقول تدل علی اهمیة اقامة العزاء ایضا.

کتاب المزار الکبیر یذکر هکذا:

فلئن أخرتني الدهور، وعاقني عن نصرك المقدور، ولم أكن لمن حاربك محاربا، ولمن نصب لك العداوة مناصبا، فلأندبنك صباحا ومساء، ولأبكين عليك بدل الدموع دما، حسرة عليك وتأسفا على ما دهاك وتلهفا، حتى أموت بلوعة  المصاب وغصة الاكتياب

الشيخ أبو عبد الله محمّد بن جعفر المشهدي، المتوفی: 610، المزار الكبير ج:1 ص:501 تحقيق: جواد القيومي الاصفهاني، الطبعة الاولی، الناشر: نشر القيوم ١٤١٩ هـ.ق

السلام عليك، سلام العارف بحرمتك، المخلص في ولايتك، المتقرب إلى الله بمحبتك، البرئ من أعدائك، سلام من قلبه بمصابك مقروح، ودمعه عند ذكرك مسفوح، سلام المفجوع المحزون، الواله المستكين.

الشيخ أبو عبد الله محمّد بن جعفر المشهدي،المتوفی: 610، المزار الکبير ج:1ص:500 تحقيق: جواد القيومي الاصفهاني،الطبعة الاولی، الناشر: نشر القيوم ١٤١٩ هـ.ق

النتيجة

کما اشرنا الیه سالفا المعصومون عليهم السلام یهتمون اهتماما خاصا بالنسبة الی اقامة العزاء للإمام الحسين عليه السلام و حثوا علی احیاء امره عبر «البکاء، اقامة مراسیم العزاء و الوصیة به، الإطعام فی مراسیم عزاءه، النیاحة له و... ». من جانب آخر بین هذه الروایات عدد کبیر منها لها سند صحیح و معتبر، لکن الکلام عن سند هذه الروایات، مع الالتفات الی کثرتها عبث و غیر نافع. لأنه یثبت من هذه الروایات التواتر المعنوی فی باب اقامة العزاء، و حسب علم الحديث مبرهن انه فی کذا حالة لا احتیاج الی دراسة فی السند.

کذلک لا یخفی ان هذه الروایات لم تدل علی جواز البکاء علی ابی عبدالله علیه السلام فقط، بل تثبت اقامة العزاء بصورة کلیة، کما فی بعض هذه الروایات یطلب الإمام المعصوم من الشعراء ان ینوحوا علی الحسین علیه السلام و یبکی الإمام المعصوم مع اهل بیته المکرمین علیهم السلام.

 

و من الله التوفیق

فریق الإجابة عن الشبهات

مؤسسة الإمام ولي العصر(عج) للدراسات العلمیة



Share
* الاسم:
* البرید الکترونی:
* نص الرأی :
* رقم السری:
  

أحدث العناوین
الاکثر مناقشة
الاکثر مشاهدة