2024 March 28 - 18 رمضان 1445
الجيش السوري يتقدم وسط انهيار الارهابيين وعجز داعميهم
رقم المطلب: ٢٥٥٩ تاریخ النشر: ١٦ رمضان ١٤٤٠ - ١٢:٥٧ عدد المشاهدة: 339
أنباء » عام
فيما يواصل عمليته العسكرية بريفي ادلب وحماة..
الجيش السوري يتقدم وسط انهيار الارهابيين وعجز داعميهم

يواصل الجيش السوري تقدمه في الشمال بوتيرة متسارعة وسط انهيار كبير في داخل صفوف الجماعات الارهابية وتحرير مزيد من القرى والبلدات وعجز الطرف التركي عن مواصلة الدعم اللازم لهذه الجماعات التي تشكل اداة لسياسة انقرة على الساحة السورية.

يقوم الجيش السوري بقصف مواقع للمسلحين في ريفي ادلب وحماة ردا على خروقاتهم المتكررة لاتفاق خفض التصعيد مكبدهم خسائر فادحة مستعيدا بذلك السيطرة على العديد من القرى والمزارع.

ويمضي الجيش السوري بخطوات ثابتة، منذ بداية شهر مايو الجاري، في طريقه لتحرير ريف حماة الشمالي من الجماعات الارهابية ولن يبقى في موضع الرد على استفزازات المسلحين واعتداءاتهم وأن عملية تطهير المنطقة منزوعة السلاح (كمرحلة أولى) باتت ضرورة لا يمكن تأجيلها.

ويسيطر تنظيم "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقا) الموالي لتنظيم "القاعدة" الإرهابي، على مختلف مناطق في محافظة إدلب، كما انه ينتشر في ريفي حماة الشمالي واللاذقية الشمالي الشرقي مع عدة تنظيمات إرهابية اخرى كـ"حراس الدين"، و"الحزب التركستاني"، و"أنصار التوحيد" المبايع لـ"داعش"، وفصائل أخرى من جنسيات عدة وردا على استفزازات هذه التنظيمات في المنطقة منزوعة السلاح بدأ الجيش السوري عمليات عسكرية لتطهير ريف حماة.

ومع تقدم قوات الجيش السوري في الشمال وتحقيق مزيد من الانتصارات وانهيار صفوف العناصر الارهابية، ظهر القائد العام لهيئة تحرير الشام الارهابية (جبهة النصرة سابقاً) أحمد الشرع الملقب بالجولاني للمرة الثالثة في هذا الاسبوع ليدعو الفصائل السورية المسلحة الموالية لأنقرة لفتح جبهات قتال مع قوات الجيش السوري، والسكان لحفر ملاجئ بدلاً من النزوح من المنطقة هربا من القصف.

وقال الجولاني في لقاء نشرته الهيئة على تطبيق “تلغرام”: “بعض الفصائل الموجودة في درع الفرات والمنطقة هناك، بإمكانهم أن يخففوا علينا ويفتحوا جبهة على حلب مثلاً”. وأضاف “لديهم محاور مع القوات السورية، وتشتيت العدو وفتح أكثر من محور يصب في صالحنا”، حسب تعبيره.

وتسيطر الفصائل الموالية لأنقرة والمعروفة بـ”درع الفرات” على منطقة في ريف حلب الشمالي تمتد من جرابلس في الريف الشمالي الشرقي إلى عفرين في الريف الشمالي الغربي.

ويدل ظهور الجولاني للمرة الثلاثة في غضون اسبوع واحد على مدى ارتباك وانهيار صفوف العناصر المسلحه الارهابية في شمال سوريا تحت ضربات الجيش السوري وعجز الطرف التركي عن مواصلة دعمه لها.

هذا ويشهد محور عين دقنة ومحاور أخرى في ريف حلب الشمالي، اشتباكات عنيفة "بين الفصائل المدعومة من تركيا من جهة، والقوات الكردية المتواجدة والمنتشرة في المنطقة من جهة أخرى خلفت عدد من القتلي والجرحي من الجانبين".

وتسيطر تركيا والقوات الموالية لها مما يسمى "الجيش السوري الحر" على مناطق واسعة بمحافظة حلب شمال سوريا، بما في ذلك مدينتي أعزاز وعفرين، نتيجة عمليتي "درع الفرات"، التي نفذت في 24 أغسطس 2016 ضد "داعش"، و"غصن الزيتون"، الجارية منذ 20 يناير من العام 2018، ضد ما يسمى "وحدات حماية الشعب"، التي بسطت سيطرتها على تل رفعت في ريف حلب منذ نحو 3 سنوات.

وفي هذا السياق شنت القوات التركية ضربة مكثفة على مدينة تل رفعت.

وعودة الى عمليات الجيش السوري في ريفي حماة وادلب فان وحدات الجيش "تتصدى لهجوم مجموعات إرهابية من جبهة النصرة باتجاه المناطق المحررة والنقاط العسكرية في محور أبو الضهور بريف إدلب الجنوبي الشرقي، وتكبدها خسائر بالأفراد والعتاد".

وجاءت هذه الاشتباكات عقب تقدم القوات السورية، بعد مغيب شمس امس السبت، على عدة نقاط بالحرش "لتشن الفصائل هجوما معاكسا على مواقع تمركز قوات النظام، بالتزامن مع قصف صاروخي من قبل قوات النظام على مناطق في الأربعين وميدان غزال بريفي حماة الشمالي والشمالي الغربي".

وعلى الصعيد السياسي فان مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، شن هجوما حادا على السلطات التركية، خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة الأوضاع في إدلب.

وقال الجعفري، ان “إدلب هي محافظة سورية، وبالتالي فإن الدولة السورية هي المعنية بحماية إدلب وسكانها السوريين من الإرهاب.. وواجب مجلس الأمن هو مساعدة الدولة السورية في هذا المضمار”.

وأشار الجعفري إلى أن “مدينة إدلب وبعض المناطق المجاورة لها تخضع لسيطرة تنظيم هيئة تحرير الشام الإرهابي، أي تنظيم جبهة النصرة المدرج على قائمة مجلس الأمن للتنظيمات الإرهابية”.

واعتبر الجعفري أن “تنظيم هيئة تحرير الشام استغل عدم وفاء النظام التركي بتعهداته بموجب اتفاق خفض التصعيد وتفاهمات أستانا وسوتشي، لفرض سيطرته على إدلب وخلق بؤرة إرهابية”.

وتابع الدبلوماسي السوري: “اتفاق خفض التصعيد في إدلب هو اتفاق مؤقت لا يمكن استدامته، ويجب أن يدرك الجميع أن الحفاظ عليه يتطلب التزاما من النظام التركي بإنهاء احتلاله لمساحات واسعة من المناطق السورية والوفاء بتعهداته ووقف دعمه التنظيمات الإرهابية في إدلب”.

وشدد الجعفري على أن العمليات العسكرية الجارية في إدلب تجري لتحرير المدنيين من استخدام تنظيم “القاعدة” الإرهابي لهم كرهائن، موضحا أن تنظيم “هيئة تحرير الشام” يضم في صفوفه “عشرات الآلاف من المقاتلين الإرهابيين الأجانب الذين قامت دول بتجنيدهم واستقدامهم من جميع أنحاء العالم”.

وأردف أن هذا التنظيم يتخذ مئات الآلاف من المدنيين دروعا بشرية، ويرتكب بحقهم أبشع الجرائم الهمجية وينشر الموت والخراب والدمار.

وتابع بالقول: “رعاة هذا التنظيم استحدثوا له ذراعا إجرامية إعلامية أسموها الخوذ البيضاء، تحظى برعايتهم وتفوز بجوائزهم الاستخباراتية”.
وتساءل الجعفري: “متى ستتوقف حكومات دول في مجلس الأمن وخارجه عن رعاية الإرهاب في سوريا؟”.

وفي ظل الهزائم المتتالية للجماعات الارهابية الموالية لانقرة في شمال سوريا امام الجيش السوري وتحرير المناطق واحدة تلو الاخرى فان النظام التركي استجدى هدنة 72 ساعة، حصل عليها، وبدأت منتصف ليلة الجمعة – السبت، والتزم بها الجيش السوري في حين رفضتها التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة وقامت بخرقها.

وكشف مصدر ميداني لـ"الوطن" أن الهدنة تسمح بإعادة تموضع نقاط المراقبة التركية الروسية وانسحاب المجموعات الإرهابية إلى عمق وشمال محافظة إدلب، وقد التزمت بها الوحدات العسكرية العاملة بريفي حماة وإدلب، فيما رفضتها التنظيمات الإرهابية، واشترطت "أحرار الشام والجبهة الوطنية للتحرير" لقبول الهدنة ووقف إطلاق النار انسحاب الجيش السوري من المواقع التي حررها مؤخراً في ريف حماة الشمالي الغربي".

وأكد المصدر الميداني ذاته أن "الوحدات العسكرية العاملة في ريفي حماة وإدلب ملتزمة بأوامر قيادتها ووقف العمليات العسكرية طيلة مدة الهدنة التي تراقبها بدقة وهي على أهبة الاستعداد للتعامل مع أي خرق محتمل".

وبيَّنَ المصدر، أن تلك الوحدات سيطرت خلال الأيام الماضية على 19 قرية ومزرعة وموقع إستراتيجي، وتوغلت بعمق 20 كم في ريف حماة الشمالي وسهل الغاب.

وعلمت "الوطن" من مصادر خاصة، أن الهدنة طلبها النظام التركي كي يقوم بسحب نقاط المراقبة الخاصة به لتتناسب مع خريطة السيطرة الحالية ومع التحولات التي ستطرأ على تلك الخريطة، بعد انتهاء الهدنة.

وأوضح المصدر أن سبب رفض التنظيمات الإرهابية والميليشيات التابعة لها، للهدنة يعود إلى إدراكها أن الجانب التركي سيسحب نقاط المراقبة خاصته من طريق الجيش السوري الذي سيكمل عمليته العسكرية شمالاً، خصوصاً أن تلك التنظيمات والميليشيات أدركت أن داعمها التركي لم يعد قادراً على حمياتها.

وتشير المستجدات الميدانية الى تراجع الجماعات الارهابية وانهيار صفوفها في ظل تقدم الجيش السوري، الامر الذي ارغم الطرف التركي بان يسحب نقاط مراقبته الخاصة وفقا لتغيير الخريطة من جهة وان يترك هذه الجماعات وحيدة امام القوة العسكرية السورية.




Share
* الاسم:
* البرید الکترونی:
* نص الرأی :
* رقم السری:
  

أحدث العناوین
الاکثر مناقشة
الاکثر مشاهدة