مقدمة:
الایدی الملوثة للوهابيین، و خوارج العصر، نبشت القبر المطهر لحجر بن عدي رضوان الله تعالي عليه؛ ذلک الصحابی الحقیقی لرسول الله صلي الله عليه وآله و انتقلوا جنازته الشريفة الی مکان غیر معلوم.
لعل هذا السؤال یتبادر الی اذهانکم انه کیف من الممكن ان یصل الانسان الی هذا الحد من الخباثة و البهیمیة ان ینبش قبر صحابي رسول الله صلي الله عليه وآله و یتجاسر الی جنازته الشریفة.
لابد ان نذکر بأن هذه القضية لم تکن موضع تعجب و هذه الحوادث لیست من الجدید ؛ بل لها سوابق فی التاريخ.
اول من سنّ سنة نبش قبورالصحابة ؛لاسیما الشهداء، و جعله تذکارا لمن بعده،هو معاوية بن هند لعنة الله عليهما الذی أمر بنبش قبورالشهداء فی الأحد.
اتباع معاوية نفذوا امره و عند نبش قبر حمزة سلام الله عليه وَأَصَابَتِ الْمِسْحَاةُ طَرَفَ رِجْلِ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَانْبَعَثَتْ دَمًا.
محمد بن سعد فی الطبقات الكبري یقول :
أَخْبَرَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ الْعَبْدِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ وَرْدٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: " لَمَّا أَرَادَ مُعَاوِيَةُ أَنْ يُجْرِيَ عَيْنَهُ الَّتِي بِأُحُدٍ كَتَبُوا إِلَيْهِ: إِنَّا لا نَسْتَطِيعُ أَنْ نُجْرِيَهَا إِلا عَلَي قُبُورِ الشُّهَدَاءِ "، قَالَ: " فَكَتَبَ: انْبُشُوهُمْ "، قَالَ: " فَرَأَيْتُهُمْ يُحْمَلُونَ عَلَي أَعْنَاقِ الرِّجَالِ كَأَنَّهُمْ قَوْمٌ نِيَامٌ، وَأَصَابَتِ الْمِسْحَاةُ طَرَفَ رِجْلِ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَانْبَعَثَتْ دَمًا "
الطبقات الكبري ، ج 3، ص 10
الصورة 1
الصورة 2
الصورة 3
ابن الجوزي ایضا فی كتاب «المنتظم في تاريخ الملوك والأمم»، ینقل الرواية بنفس السند هکذا :
أخبرنا أبو بكر بن أبي طاهر قال أخبرنا الجوهري أخبرنا ابن حيويه أخبرنا ابن معروف أخبرنا الحسين بن الفهم حدثنا محمد بن سعد أخبرنا شهاب بن عباد حدثنا عبدالجبار بن ورد عن الزبير عن جابر قال : لما أراد معاوية أن يجري عينه التي بأحد كتبوا إليه إنا لا نستطيع أن نجريها إلا علي قبور الشهداء فكتب انبشوهم فقال فرأيتهم يحملون علي أعناق الرجال كأنهم قوم نيام وأصابت المسحاة طرف رجل حمزة فانبعثت دما.
ابن الجوزي الحنبلي، جمال الدين ابوالفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد (المتوفی 597 هـ)، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، ج 3، ص 183، ناشر: دار صادر - بيروت، الطبعة: الأولي، 1358.
فی نقل آخر ابن الجوزي فی الكتاب المذکور و كتاب «صفة الصفوة»، ینقل ان معاوية کتب الی عامله بالمدینة ان یجری عینا الی احد. و هذا نص الخبر:
أخبرنا عبدالرحمن بن محمد قال أخبرنا عبدالعزيز بن علي قال أخبرنا المخلص قال أخبرنا البغوي قال حدثنا عبدالأعلي بن حماد قال حدثنا عبدالجبار بن الورد قال سمعت أبا الزبير يقول سمعت جابر بن عبدالله يقول: كتب معاوية إلي عامله بالمدينة أن يجري عينا إلي أحدفكتب إليه عامله إنها لا تجري إلا علي قبور الشهداء قال فكتب إليه أن أنفذها قال فسمعت جابر بن عبدالله يقول فرأيتهم يخرجون علي رقاب الرجال كأنهم رجال نوم حتي أصابت المسحاة قدم حمزة فانبعث دما.
المنتظم ج 3 ، ص 183
وعنه قال كتب معاوية إلي عامله بالمدينة أن يجري عينا إلي أحد فكتب إليه عامله إنها لا تجري إلا علي قبور الشهداء قال فكتب إليه أن أنفذها قال فسمعت جابر بن عبد الله يقول فرأيتهم يخرجون علي رقاب الرجال كأنهم رجال نوم حتي أصابت المسحاة قدم حمزة فانبعث دما.
ابن الجوزي الحنبلي، عبد الرحمن بن علي بن محمد أبو الفرج (متوفاي 597 هـ)، صفة الصفوة، ج1، ص377، تحقيق: محمود فاخوري - د. محمد رواس قلعه جي، دار النشر : دار المعرفة - بيروت، الطبعة: الثانية 1399 - 1979
الصورة 5
الصورة 6
الصورة 7
لا شک و لا ریب ان هدف معاويةمن هذا العمل حقده بالنسبة لحمزه سلام الله عليه ؛ الی حد ان افاق هذا الحقد بعد سنین و حتي بعد استشهاد حمزة لم یطفئ.
ابن تيمیة الحراني، امام الوهابية ایضا بهذه الحقيقة المرة و ینقل هذا الأمر عن معاوية بإعتزاز تمام :
وهذه العيون التي تسمي عيون حمزة إنما أحدثها معاوية في خلافته وأمر الناس بنقل الشهداء من موضعها فصاروا ينبشونهم وهم رطاب لم ينتنوا حتي أصابت المسحاة رجل أحدهم فانبعثت دما.
ابن تيميه الحراني الحنبلي، ابوالعباس أحمد عبد الحليم (متوفاي 728 هـ)، كتب ورسائل وفتاوي شيخ الإسلام ابن تيمية، ج 21، ص61، تحقيق: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي النجدي، ناشر: مكتبة ابن تيمية، الطبعة: الثانية.
و من الله التوفیق