الفرق الإسلاميّة - 1

 111 - لماذا نبحث عن الفرق في علم الرجال؟

112 - ما هو المراد من لفظ «الشيعة»؟ ولماذا سميّت الشيعة بهذا الاسم؟

111 - لاريب في أنّ لمذهب الراوي دخلا في قبول روايته وعدمه؛ فإذا كان جميع رواة الحديث عدولاً، يعتقدون بالإمامة، فيكون الحديث «صحيحاً»، وأمّا إذا كان أحد رواته منتحلاً بعض المذاهب الفاسدة، ونصّ الأصحاب على توثيقه، مع اتّصاف غيره بالعدل الإمامي، فيكون الحديث بذلك «موثّقاً»، وعلى هذا يلزمنا أن نتعرّف على أحوال الرواة، الذين ينتمّون إلى بعض الفرق الإسلاميّة؛ لنقرّر على ضوء ذلك مدى أهليّة كلّ واحد منهم لأخذ العلم عنه، ومدى اعتبار روايته.

فنقول: إنّه قد اختلف العلماء في اجتماع العدالة مع سوء المذهب، على قولين:

* القول بالعدم، كما عن العلّامة على مانقله الشهيدالثاني في أبان: «من أنّه لا فسق أعظم من عدم الإيمان».(1)

وقال السيّد الداماد: «إنّ الفسق شريطة وجوب التثبت، وأعظم الفسوق عدم‏الإيمان».(2)

وقال المحدّث البحراني في ترجمة أبان: ولا موجب لعدالته بعد ظهور فساد عقيدته، الذي هو أعظم أنواع الفسق، إن لم يكن كفراً.(3)

وقال صاحب الجواهر: وأيّ فسق، أعظم من فساد العقيدة؟!.(4)

* والقول بالاجتماع كما عن الشهيد الثاني حيث قال: والحق أنّ العدالة تتحقّق في جميع أهل الملل مع قيامهم بمقتضاها بحسب اعتقادهم، ويحتاج في إخراج بعض الأفراد إلى دليل.(5)

وقال الشيخ البهائي في‏الزبدة: إنّا نمنع صدق الفاسق على المخطئ في بعض الأصول، بعد بذل مجهوده، ونصّ الأصحاب على توثيقه، ولو جامع التفسيق؛ لارتفع الوثوق بعدالة أكثر الموثّقين من أصحابنا.

وتبعهما المحدّث الكاشاني في المفاتيح.(6)

ويؤيّده تصريح أرباب الرجال في ترجمة غير الإمامي، كثيراً بأنّه: «ثقة إلّا أنّه فطحيّ» كما في ترجمة عبد اللّه بن بكير: «أنّه فطحيّ المذهب إلّا أنّه ثقة». الفهرست: 106 رقم 452. وكذا في ترجمة إسحاق بن عمّار: «من أنّه كان فطحيّاً إلّا أنّه ثقة». مثلاً؛ بناءً على دلالة «ثقة»(7)

على العدالة كما هو المشهور.

112 - إنّ الشيعة في اللغة هم أتباع الرجل وأنصاره، وأصل الشيعة فرقة من الناس، وقد غلب هذا الاسم على من يتولّى عليّاً وأهل بيته.(8)

الشيعة هم المسلمون الذين بقوا أوفياء على ما عهد إليهم النبيّ(ص) من كون الإمام بعده عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)، وأنّ هذا المنصب من المناصب التي يعيّنها النبيّ بأمر من اللّه تعالى.

وأمّا تسميتهم بالشيعة إنّما هو لأجل أنّ النبيّ(ص) سمّى محبّي علي بن أبي‏طالب، وتابعيه بالشيعة، كما أخرج الطبري في تفسير «أولئك(9)

هم خير البريّة» قال النبيّ(ص) «أنت ياعلي وشيعتك».(10)

وروى الخوارزمي في مناقبه [بأنّ النبيّ(ص) أشار إلى عليّ(عليه السلام)] ثمّ قال: «والذي نفسي بيده! إنّ هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة».(11)

وروى ابن الصبّاغ المالكي : قال النبيّ(ص) لعليّ: «أنت وشيعتك، تأتي يوم القيامة، أنت وهم راضين، مرضيّين، ويأتي أعداؤك غضاباً مقمحين».(12)

وقريب منه عن السيوطي، وروى أيضاً عن النبيّ(ص): قال لعليّ لمّا(13)

نزلت (أولئك هم خير البريّة): «أنت وشيعتك وموعدي وموعدكم الحوض».(14)

فليست الشيعة فرقة حادثة بعد النبيّ(ص) كالفرق التي تكوّنت بعده في ظلّ الأبحاث الكلاميّة.

التمارين:

ورد في الكافي: «... عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن أبيه، ... عن جابر، عن أبي‏جعفر(عليه السلام) قال: قال لي: يا جابر! أ يكتفي من ينتحل التشيّع أن يقول بحبّنا أهل‏البيت، فو اللّه ما شيعتنا إلّا من اتّقى اللّه وأطاعه ... ».(15)

* بيّن: من هو المراد من أحمد بن أبي عبد اللّه؟ وما هو اسم أبيه؟

* أذكر قول النجاشي والطوسي في مكانة أحمد بن أبي عبد اللّه وأبيه.

* هل يوصف غير الإماميّ بالعدالة أم لا؟ أذكر رأي فقيهين من فقهائنا في الإطلاق وعدمه ثمّ بيّن رأيك مع الدليل.

* أذكر أسماء خمسة رجال وثّقهم علماء الرجال مع فساد عقيدتهم.

الفرق الإسلاميّة - 2

113 - من هم المعتزلة؟ وماهي أصول عقائدهم؟

114 - من هم المراد من الأشاعرة؟ وماهي أصول مذهبهم؟

113 - أُطلق هذا الاسم على واصل بن عطاء، وجماعته المعتزلين عن مجلس الحسن البصري في أواخر العهد الأموي، بسبب الخلاف حول مرتكب الكبيرة من هذه الامّة فقالوا: إنّه لا مؤمن ولا كافر، فجعلوا الفسق منزلة بين المنزلتين.

* وأصول عقائدهم خمسة:

1 - التوحيد ويراد منه إمّا نفي الصفات الزائدة عن اللّه تبارك وتعالى بمعنى عينيّتها لها، أو نيابة الذات عن الصفات.

2 - العدل ونفي الجبر عنه سبحانه.

3 - الوعد والوعيد: ويراد منهما لزوم العمل بالوعد والوعيد فلا يصحّ له سبحانه وتعالى أن يعد العباد، ولا يفي ويوعد ولا يعاقب.

4 - المنزلة بين المنزلتين: ويراد منها أنّ مرتكب الكبيرة لا مؤمن ولاكافر؛ بل له منزلة بينهما.

5 - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وأنّهما واجبان عقلاً ونقلاً باللسان والقلب واليد.

ففي الدولة الأمويّة قامت المعتزلة ضدّ الوليد بن عبد الملك وقتلته عملاً بالأمر بالمعروف؛ كما أنّهم ناصروا مروان بن محمد آخر ملوك الأمويّين لأنّه كان يدين بعقيدة المعتزلة.(16)

ومن خالفهم بالتوحيد سمّوه مشركاً، ومن خالفهم في الصفات سمّوه مشبّهاً، ومن خالفهم في الوعيد سمّوه مرجئاً.

وهم يقولون بوجوب الأصلح على اللّه، وبأنّ أوامر اللّه تعالى ونواهيه تابعة للمصالح والمفاسد، وبأنّ أفعال العباد ليست مخلوقة للّه، وبأنّ اللّه تعالى لايُرى في القيامة، ولا يجوز عليه الظلم، ويقولون بالحسن والقبح العقليّين، وأنّ القرآن مخلوق.

والمعتزلة قسمان: المعتزلة البغداديّة، والمعتزلة البصريّة، ويتفرّع من القسمين أكثر من عشرين فرقة، منهم: الواصليّة، الهذليّة، الخابطيّة، البشريّة، المعمّريّة، المُردارِيّة، الثماميّة، الهشاميّة، الجاحظيّة، الخيّاطيّة، الجبائيّة والبهشيّة.(17)

114 - الأشاعرة هم أصحاب أبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري المتوفّى سنة: 324، من ذريّة أبي موسى الأشعري. وكان أبو الحسن تلميذاً لأبي على الجُبّائي من شيوخ المعتزلة؛ ولكنّه رجع عن الاعتزال، واعتقد مذهب أهل الحديث.

* أصول مذهب الأشاعرة:

1 - إنّ الإمامة تثبت بالاتّفاق والاختيار، دون النص والتعيين ولايشترط أن يكون معصوماً، ولا أفضل أهل زمانه.

2 - الباري تعالى عالم بعلم، قادر بقدرة، حيّ بحياة، مريد بإرادة، متكلّم بكلام، سميع بسمع، بصير ببصر، وهذه الصفات أزليّة قائمة بذاته تعالى، لايقال: هي هو، ولا هي غيره ولا، لا هؤلاء ولا، لا غيره.

3 - تكليف ما لا يطاق جائز.

4 - كلّ موجود يصحّ أن يُرى، والباري تعالى موجود فيصحّ أن يُرى.

5 - الإيمان هو التصديق، وأمّا القول باللسان والعمل بالأركان ففروعه.

6 - والواجبات كلّها سمعيّة والعقل لا يوجب شيئاً ولا يقتضي تحسيناً ولاتقبيحاً (لا يعتقد بالحسن والقبح العقليّين).(18) 

التمارين:

روى الكليني في الكافي: «عن علي بن إبراهيم، عن الحسين بن الحسن، عن محمد بن أورمة، رفعه، عن معلّى بن خُنَيس قال: سألت أبا عبداللّه(عليه السلام) عن حقّ المؤمن؟ فقال: سبعون حقّاً لا أخبرك إلّا بسبعة فإنّي عليك مشفق، أخشي ألّا تحتمل! فقلت: بلى إن شاء اللّه.

فقال: لا تشبع ويجوع، ولا تكتسي ويعري، وتكون دليله وقميصه الذي يلبسه، ولسانه الذي يتكلّم به، وتحبّ له ما تحبّ لنفسك، وإن كانت لك جارية بعثتها لتمهّد فراشه، وتسعى في حوائجه بالليل والنهار، فإذا فعلت ذلك وصلت ولايتك بولايتنا، وولايتنا بولاية اللّه عزّ وجلّ».(19)

* ماذا قال النجاشي في كتب محمد بن أورمة؟

* ماذا قال الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم: في مكانة محمد بن أورمة؟

* لماذا همّ الأشاعرة ليقتلوا محمد بن أورمة؟(20)

* بماذا استدلّ السيّد الخوئي على وثاقة محمد بن أرومة؟

الفرق الإسلاميّة - 3

115 - من هو كيسان؟ ومن هم الكيسانية؟

116 - من هم الزيديّة؟ وكم فرقهم؟

117 - من هو المراد من المغيريّة؟

115 - قيل: إنّ «كيسان»، هو غلام أمير المؤمنين، وقيل: هو تلميذ لمحمد بن الحنفيّة، وقيل: كان صاحب شرطة المختار بن أبي عبيدة.

والكيسانيّة: هم الذين يعتقدون بإمامة محمد بن الحنفيّة بعد أميرالمؤمنين(عليه السلام) أو بعد الحسن والحسين(عليهما السلام). وأنّه إمام حيّ وقد غاب في جبل رضوى في اليمن، وهو المهديّ الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، وهم على ما نقل عن المفيد: أوّل من شذّ عن الحقّ. وقدافترقوا إلى إحدى عشرة فرقة.(21)

116 - الزيديّة: هم القائلون بإمامة زيد بن علي بن الحسين(عليهما السلام)، وهم فرق أغلبهم يقولون بإمامة كلّ فاطميّ عالم صالح ذي رأي، يخرج بالسيف.(22)

وهم ثلاث فرق:

الجاروديّة: وقيل لهم السُرْحُوبيّة أيضاً، هم أتباع أبي الجارود، زياد بن المنذر السُرحُوب القائلون بالنصّ على عليّ(عليه السلام)، وكفرالثلاثة، وكلّ من أنكره.(23)

من مذهبهم: النصّ من النبيّ(ص) على إمامة علي وأولاده(عليهم السلام)، وأنّه وصفهم، وإن لم يسمّهم وأنّ الصحابة كفروا بمخالفته وتركهم الاقتداء بعليّ(عليه السلام) بعد النبيّ(ص)، والإمامة بعد الحسن والحسين(عليهما السلام) شورى في أولادهما، فمن خرج منهم بالسيف وهو عالم شجاع، فهو إمام.(24)

السليمانيّة: يقال لهم الجريريّة أيضاً، وهم أتباع سليمان بن جرير القائل بأنّ الإمامة شورى فيما بين الخلق، ويصحّ أن تنعقد بعقد رجلين من خيار المسلمين، وأثبت بذلك إمامة الشيخين، وقال بكفر عثمان؛ للأحداث التي أحدثها، وكفر عائشة وطلحة والزبير؛ لإقدامهم على قتال علي(عليه السلام).(25)

وأهل السنّة يكفّرون سليمان بن جرير من أجل أنّه كفّر عثمان.(26)

البُتْرِيّة: هم أصحاب الحسن بن صالح بن حيّ وكثير النوّاء، وقولهم كقول سليمان بن جرير، غير أنّهم توقّفوا في أمر عثمان ولم يُقدِموا على ذمّه ولاعلى مدحه.(27)

قال النوبختي: إنّهم دعوا إلى ولاية عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)، ثمّ خلطوها بولاية أبي بكر وعمر، وأجمعوا أنّ عليّاً خير القوم جميعاً وأفضلهم.(28)

117 - المغيريّة: هم أتباع المغيرة بن سعيد الذي كان يعترف بإمامة محمد الباقر(عليه السلام) ويزعم أنّه هو المهديّ المنتظر؛ ولكنّه ادّعاها لنفسه بعده، وبعد ذلك ادّعى النبوّة لنفسه، واستحلّ المحارم.

وكانت المغيريّة مجسّمة فقالوا: إنّ اللّه تعالى جسم على صورة إنسان من نور، على رأسه تاج من نور، وقلبه منبع الحكمة، وجعلوا للّه أعضاء على عدد حروف الهجاء وهيئتها ... (تعالى اللّه عن ذلك علوّاً كبيراً).

فبلغ خبره خالد بن عبد اللّه القسري فقتله حرقاً بالنار، ولمّا قتل اختلف أصحابه، فمنهم من قال بانتظاره ورجعته، ومنهم من قال بانتظار إمامة محمد ابن عبد اللّه، ولمّا قُتل محمد بن عبد اللّه بيد المنصور، زعموا أنّ الذي قتل في صورة محمد إنّما كان شيطاناً، وقيل لهؤلاء المحمديّة.(29)

 التمارين:

روى الكليني عن ... ابن محبوب، عن مالك بن عطيّة، عن عنبسة بن مصعب، عن أبي جعفر(عليه السلام) قال: «ثلاث لم يجعل اللّه عزّ وجلّ لأحد فيهنّ رخصة، أداء الأمانة إلى البرّ والفاجر، والوفاء بالعهد للبرّ والفاجر، وبرّ الوالدين برّين كانا أو فاجرين».(30)

* أذكر ما قال النجاشي في مكانة مالك بن عطيّة.

* هل يوجد في سند الرواية أحد من الناووسيّة؟

* ماذا قال السيّد الخوئي في مذهب عنبسة بن مصعب ومكانته؟

* هل الرواية معتبرة أم لا؟

الفرق الإسلاميّة - 4

118 - من هم الإسماعيليّة وماهي عقيدتهم؟

119 - من هم الناووسيّة، وما هي عقائدهم؟

120 - من هم الفطحيّة؟

121 - ما هي عقيدة الواقفيّة، وما هو سبب ابتداع هذا المذهب؟

122 - كم هو عدد فِرَقهم؟

123 - من هم الخطابيّة؟

124 - من هم الغلاة؟

125 - ماهو رأي القميّين في رمي الرواة بالغلوّ؟

118 - إنّ الإسماعيليّة فرقة زعمت أنّ الامام بعد جعفر بن محمد(عليه السلام)، ابنه إسماعيل، وأنكرت موت إسماعيل في حياة أبيه، وقالوا: كان ذلك على جهة التلبيس من أبيه على الناس؛ لأنّه خاف عليه فغيّبه عنهم، وزعموا أنّ إسماعيل لا يموت حتّى يملك الأرض، وأنّه هو القائم ... .

وفرقة قالت: كان الإمام بعد جعفر سبطه محمّد بن إسماعيل بن جعفر ... وإلى هذا مالت الباطنيّة من الإسماعيليّة، وهم القرامطة.(31)

119 - إنّ الناووسيّة هم أصحاب عبد اللّه بن ناووس المصري أو عجلان بن ناووس، وقد زعموا بأنّ جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام) هو الإمام المنتظر، وأنّه حيّ لايموت حتّى يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، وقد زعموا أنّه قال: «لو رأيتم رأسي يُدَهْدَهُ عليكم من الجبل فلا تصدّقوا! فإنّي صاحبكم صاحب السيف».(32)

120 - إنّ الفطحيّة هم القائلون بإمامة الأئمّة الإثنى عشر، مع عبد اللّه الأفطح بن الصادق(عليه السلام)، يدخلونه بين أبيه وأخيه الإمام الكاظم(عليه السلام)، وعن الشهيد أنّهم يدخلونه بين الكاظم والرضا(عليهما السلام).

وإنّما دخلت عليهم الشبهة؛ لما روي عنهم(عليهم السلام) أنّهم قالوا: الإمامة في الأكبر من ولد الإمام إذا مضى.

ثمّ إنّ منهم من رجع عن القول بإمامته، لمّا امتحنوه بمسائل من الحلال والحرام، وعجز عن الجواب عنها، ولظهور أمور منه لا تنبغي أن‏تظهر من الإمام.

ثمّ إنّ عبد اللّه مات بعد أبيه بسبعين يوماً، فرجع الباقون إلّا شُذّاذاً منهم عن القول بإمامته إلى القول بإمامة أبي الحسن موسى (عليه السلام).(33)

121 - إنّ الواقفيّة هم الذين وقفوا على موسى بن جعفر(عليهما السلام)، وزعموا أنّه حيّ لايموت، وأنّه المهديّ(عليه السلام).

وأوّل من ابتدع مذهب الواقفيّة، وأظهر الاعتقاد به هو بعض الكبار من أصحاب الإمام موسى بن جعفر(عليه السلام)، وهم: علي بن أبي حمزة البطائني وزياد بن مروان القندي، وعثمان بن عيسى الرواسي، ولم تكن هذه الانطلاقة المذهبيّة الجديدة ناشئة عن محض الاعتقاد؛ بل هي رغبات مادّيّة وعوامل دنيويّة أثرت في نفوسهم.

وليس من نوّابه(عليه السلام) إلّا وعنده المال الكثير، وكان هذا سبب وقوفهم وجحودهم لموته(عليه السلام)،فقد كان عند زياد القندي سبعون ألف دينار، وعند علي بن أبي حمزة ثلاثون ألف دينار، وعند حيّان السراج وآخر كان معه ثلاثون ألف دينار. ولمّا استشهد أبو الحسن(عليه السلام) أذاعوا في الشيعة أنّه لايموت؛ لأنّه القائم، فاعتمدت عليهم طائفة من الشيعة، ثمّ استبان للشيعة أنّهم إنّما قالوا ذلك حرصاً منهم على المال.(34)

122 - والواقفيّة ثلاث فرق:

* منهم: من يشكّون في حياة الكاظم(عليه السلام) ومماته ويسمّون بالممطورة.

* ومنهم: من يجزمون بموته ويسمّون بالقطعيّة.

* ومنهم: من يقولون بحياته ويسمّون بالواقفة.(35)

123 - الخطّابيّة: وهم من أصحاب أبي الخطّاب محمد بن مقلاص أبي زينب الأسدي المكنّى تارة: بأبي الخطّاب، وأخرى: بأبي الظبيان، وثالثة: بأبي‏إسماعيل.(36)

قال الشهرستاني: زعم أبو الخطّاب أنّ الأئمّة أنبياء، ثمّ آلهة، وقال بإلهيّة جعفر بن محمد ((عليه السلام)) وإلهيّة آبائه ((عليهم السلام))، وهم أبناء اللّه وأحبّاؤه.

فلمّا وقف الصادق ((عليه السلام)) على غلوّه الباطل في حقّه، تبرّأ منه ولعنه، وأمر أصحابه بالبراءة منه، وشدّد القول في ذلك وبالغ في التبرّي منه واللعن عليه، فلمّا اعتزل عنه ادّعى الإمامة لنفسه.

ولمّا وقف عيسى بن موسى صاحب المنصور على خبث دعوته ،قتله بسبخة الكوفة.(37)

124 - والمشهور أنّ الغلاة هم الذين جعلوا لأهل البيت(عليهم السلام) من المراتب الخارقة ما نفاه أهل البيت عن أنفسهم بشدّة، كمن يدّعي فيهم النبوّة كالبزيعيّة، والإلهيّة كالنصيريّة والعلياويّة والمخمسّة ونحوهم.(38)

125 - قال المحقّق المامقاني: لا يخفى عليك أنّه قد كثر رمي رجال بالغلوّ، وليس من الغلاة عند التحقيق، فينبغي التأمّل والاجتهاد في ذلك وعدم المبادرة إلى القدح بمجرّد ذلك، ولقد أجاد المولى الوحيد حيث قال: اعلم أنّ كثيراً من القدماء سيّما القميّين منهم وابن الغضائري كانوا يعتقدون للأئمّة(عليهم السلام) منزلة خاصّة من الرفعة والجلال، ومرتبة معيّنة من العصمة والكمال، بحسب اجتهادهم ورأيهم، وماكانوا يجوزون التعدّي عنها، وكانوا يعدّون التعدّي ارتفاعاً وغلّواً على‏حسب معتقدهم؛ حتّى أنّهم جعلوا مثل نفي السهو عنهم غلوّاً، بل ربما جعلوا مطلق التفويض إليهم، أو التفويض المختلف فيه، أو المبالغة في معجزاتهم، ونقل العجائب من خوارق العادات عنهم، والإغراق في شأنهم، أو إجلالهم وتنزيههم عن كثير من النقائص، ارتفاعاً أو موروثاً للتهمة به.(39)

التمارين:

روى الكليني عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن عبداللّه بن بكير، عن حمزة بن حمران، عن أبي جعفر(عليه السلام) قال: «الجنّة محفوفة بالمكاره والصبر، فمن صبر على المكاره في الدنيا دخل الجنّة، وجهنّم محفوفة باللذات والشهوات، فمن أعطى نفسه لذّتها وشهوتها دخل النار».(40)

* هل يوجد في سنده أحد منتحلي الفرق الباطلة؟ رجاءً أذكره مع الدليل.

* من هو أحمد بن محمّد هذا؟ وأذكر ما قيل في مكانته.

* من هو علي بن الحكم هذا؟ وأذكر ما قيل في مكانته.

* أذكر رواية عن الكافي التي وقع في سندها أحد الغلاة.


(1) تعليقة الشهيد الثاني على رجال العلّامة الحلّي: 3. المخطوط.

(2) الرواشح السماويّة: 115، الراشحة السادسة والثلاثون.

(3) معراج أهل الكمال: 20.

(4) جواهر الكلام: 19,41.

(5) المسالك: 321,2.

(6) مفاتيح الشرايع: 278,3. فيه: «لأنّ غير المؤمن، فاسق وظالم، لاعتقاده الفاسد الذي هو من أكبر الكبائر».

(7) الفهرست: 15 رقم‏52. وقريب منه في ترجمة أحمد بن الحسن بن فضّال. الفهرست: 24 رقم‏62.

(8) لسان اللسان: 707,1.

(9) راجع: الغدير للعلّامة الأميني: 57,2، 78,3 و392 و: 121,10، 134 و280.

(10) البيّنة: 7.

جامع البيان للطبري: مج 15، ج 264,30.

(11) المناقب: 111 ح 120 و: 265 ح 247. والدرّ المنثور للسيوطي: 589,8.

(12) الفصول المهمّة: 121.

(13) الدرّ المنثور: 379,6.

(14) الدرّ المنثور: 379,6.

(15) الكافي: 74,2 ح 3.

(16) تاريخ الفرق الإسلاميّة: 142.

(17) راجع: الملل والنحل للشهرستاني: 43,1، معجم الفرق الإسلاميّة:226، تاريخ الفرق الإسلاميّة: 130، وأصول الحديث وأحكامه: 167.

(18) راجع: معجم الفرق الإسلاميّة: 35، تاريخ الفرق الإسلاميّة: 150، فرهنگ فرق إسلامي: 55، الملل والنحل: 94,1 وأصول الحديث وأحكامه: 167.

(19) الكافي: 174,2 ح 14.

(20)راجع: كتاب مجمع الرجال ترجمة محمد بن أورمة، مانقله القهبائي عن ابن الغضائري.

(21) مقباس الهداية: 317,2 نقلاً عن الفصول المختارة: 81,2.

معجم الفرق الإسلاميّة: 202، مقالات الإسلاميّين لأبي الحسن الأشعري: 18 - 23 ، الفرق بين الفرق: 27، فرق الشيعة للنوبختي: 23، الملل والنحل: 147,1، مقباس الهداية: 317,2، فرهنگ فرق إسلامي: 373 وأصول الحديث وأحكامه: 205.

(22) مقباس الهداية: 347,2.

(23) نفس المصدر: 353.

(24) راجع: معجم الفرق الإسلاميّة: 78. راجع: الفرق بين الفرق: 22، فرق الشيعة للنوبختي: 55، فرهنگ فرق إسلامي: 134 وأصول الحديث وأحكامه: 183.

(25) مقباس الهداية: 354,2.

(26) راجع: الفرق بين الفرق: 23. وراجع: فرق الشيعة للنوبختي:9 ، فرهنگ فرق إسلامي: 234، معجم الفرق الإسلاميّة: 135 وأصول الحديث وأحكامه: 210.

(27) الفرق بين الفرق: 24.

(28) فرق الشيعة: 13. راجع أيضاً: معجم فرق الإسلاميّة: 51، الملل والنحل: 154,1، فرهنگ فرق إسلامي: 9 مقباس الهداية: 349,2 وأصول الحديث وأحكامه: 184.

(29) راجع: معجم الفرق الإسلاميّة: 232 والفرق بين الفرق: 229. وراجع أيضاً: فرق الشيعة للنوبختي: 59، الملل والنحل: 176,1، مقباس الهداية: 372,2 وأصول الحديث وأحكامه: 211.

(30) الكافي: 162,2 ح‏15.

(31) فرق الشيعة للنوبختي: 67. راجع أيضاً: مقباس الهداية: 321,2، معجم الفرق الإسلاميّة: 34، الملل والنحل: 191,1، وأصول الحديث وأحكامه: 215.

(32) معجم الفرق الإسلاميّة: 244. راجع أيضاً: فرق الشيعة: 67، الملل والنحل: 166,1 وأصول الحديث وأحكامه: 188.

(33) رجال الكشّي: 254 رقم 472، مقباس الهداية: 323,2، الملل والنحل: 167,1، أصول الحديث وأحكامه: 190، ومعجم الفرق الإسلاميّة: 41 - 186.

(34) راجع: رجال الكشّي: 405 رقم 759، 459 رقم 871، 467 رقم 888 و493 رقم 946 وعلل الشرائع: 235، باب 1، ح 1 و172. الغيبة للطوسي: 42 وعيون أخبار الرضا: 113,1 باب 10، ح 2، والبحار: 308,11.

(35) مقباس الهداية: 327,2، راجع أيضاً: فرق الشيعة: 89، معجم الفرق الإسلاميّة: 244، الملل والنحل: 165,1 وأصول الحديث وأحكامه: 190 - 191.

(36) الفرق الإسلاميّة: 110.

(37) الملل والنحل: 179,1. وراجع أيضاً: فرق الشيعة: 69، مقباس الهداية: 355,2 وأصول الحديث وأحكامه:192.

(38) مقباس الهداية: 396,2. راجع: معجم الفرق الإسلاميّة: 180، الملل والنحل: 173,1 وأصول الحديث وأحكامه:220.

(39) مقباس الهداية: 397,2. وراجع: هامش منهج المقال: 8 والفوائد الرجاليّة المطبوعة في آخر رجال الخاقاني: 39.

(40) الكافي: 89,2 ح 7.

ابتداى ليست