كيفيّة تشخيص اعتبار الحديث عن غيره‏

8 - ما هو المراد من الثقة، والموثّق، والممدوح، والضعيف، والمجهول، والمهمل؟

9 - ما المراد من الحديث الصحيح والموثّق والحسن والمعتبر؟

10 - كيف نمهّد لعمليّة تشخيص اعتبار الحديث وعدمه؟

11 - اذكر نموذجاً من عمليّة البحث عن رجال الحديث؟

 

8 - إنّ المراد من الثقة: هو كلّ راوٍ إماميّ، عادل، ضابط.

والمراد من الموثّق: هو كلّ راوٍ غير إمامي ثقة.

والمراد من الممدوح: هو كلّ إماميّ، ممدوح، دون مرتبة الوثاقة، والمراد من الضعيف: هو كلّ راوٍ ورد فيه لفظ دالّ على الذمّ كضعيف، وكذاّب و... .

والمجهول: هو من عنون في الرجال من دون أن يرد فيه مدح، أو ذمّ.

وأمّا المهمل فهو من لم يعنون في الكتب الرجاليّة مع وروده في أسانيد الروايات.

 

9 - كلّ حديث كان جميع رواته ثقات يطلق عليه «الصحيح» أو «الصحيحة». وكلّ حديث كان أحد رواته أو أكثر، موثّقاً مع كون الباقي ثقات، يطلق عليه «الموثّق» أو «الموثّقة». وأمّا إذا كان أحد رواته أو أكثر، ممدوحاً مع كون الباقي ثقات، فيطلق عليه «الحسن» أو «الحسنة»؛ وإذا كان أحد رواته ضعيفاً أو مجهولاً أو مهملاً، يطلق عليه «الخبر».

 

10 - لتعيين اعتبار الحديث وعدمه، لابدّ من العلم والإلمام بأمور نشير إليها باختصار:

1 - العلم بأهميّة علم الرجال وكونه ضروريّاً، وأنّ معرفة رجال الحديث إحدى مقدّمات الاجتهاد، ولايصير الفقيه فقيهاً ما لم‏يكن رجاليّاً؛ كما صرّح به المحقّق الطهراني صاحب الذريعة.

وقال العلّامة الحلّي: فإنّ العلم بحال الرواة من أساس الأحكام الشرعيّة، وعليه تبنى القواعد السمعيّة، فيجب على كلّ مجتهد معرفته وعلمه، ولايسوغ له تركه وجهله؛ إذ أكثر الأحكام تستفاد من الأخبار النبويّة والروايات عن الأئمّة المهديّة، - عليهم أفضل الصلاة وأكرم التحيّات - فلابدّ من معرفة الطريق إليهم؛ حيث روى مشايخنا - رحمهم اللّه- عن الثقة وغيره، ومن يُعمل بروايته، ومن لا يجوز الاعتماد على نقله.

2 - العلم بمميّزات الكتب الرجاليّة المتكفّلة بأحوال الرواة؛ لأنّ كّل واحد من هذه الكتب له مختصّات لابدّ من الاطّلاع عليها.

كما إذا أردنا أن نعلم بأنّ الراوي الفلاني من أصحاب أيّ من المعصومين(عليهم السلام)، فلابدّ من الرجوع إلى رجال الطوسي، أو البرقي؛ إذ هما متكفّلان هذا الأمر.

وإذا أردنا أن نطّلع على أنّ الراوي الفلاني صاحب تأليف، أو أصل، أم‏لا؟ فعلينا أن نراجع رجال النجاشي، أو فهرست الطوسي اللذَين يختصّان بهذا الأمر.

وأمّا إذا أردنا الاطّلاع على الروايات الواردة عن المعصومين(عليهم السلام) في مدح الراوي المعيّن أو ذمّه. فعلينا أن نراجع رجال الكشّي.

وأمّا في معرفة مذاهب الرواة فنرجع إلى رجال النجاشي.

وقد تكفّل كلّ من رجال النجاشي، وفهرست الطوسي، ورجال الكشّي وثاقة الراوى وضعفهم، وقليلاًما أشار إليهما الطوسي في رجاله.

ولتمييز المشتركات الذي هو العمدة في الباب، فلنراجع الكتاب القيّم «معجم رجال الحديث» للسيّد الخوئي كما أنّ في تشخيص طبقات الرواة نراجع إلى «الموسوعة الرجاليّة» للسيّد البروجردي.

3 - العلم بكيفيّة التوثيقات الصادرة عن أرباب علم الرجال بحقّ راوٍ، أو راويين، المعبّرة عنها بالتوثيقات الخاصّة، أو بحقّ جماعة تحت ضابطة خاصّة وعنوان معيّن، المعبّر عنها بالتوثيقات العامّة.

4 - العلم بمضامين الألفاظ الدالّة على الوثاقة والمدح والضعف والذمّ، كلفظة «ثقة»، هل هي تدلّ على كون الراوي إماميّاً وضابطاً أو لا؟

أو لفظة «أثبت عنه» التي وردت في رجال الشيخ في ثلاثمائة وأربعة وأربعين مورداً، هل هي تدلّ على المدح أو الذمّ، أو لاتدلّ على شي‏ء منهما؟

5 - العلم بما يوجب ضعف الرواية، وسقوطها عن درجة الاعتبار، كالإرسال والوقف والتصحيف والوضع والتدليس وغيرها.

 

نموذج من البحث عن رجال الحديث

وقد ورد في الكافي: «محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن سليمان الفرّاء مولى طربا، عن حديد بن حكيم، عن أبي عبد اللّه(عليه السلام) قال: من عظمت نعمة اللّه عليه، اشتدّت مؤونة الناس عليه، فاستديموا النعمة باحتمال المؤونة، ولا تعرّضوها للزوال، فقلّ من زالت عنه النعمة، فكادت أن تعود إليه».(1)

فعند ما نريد الفحص عن مكانة رواة الحديث، لابدّ من مراجعة الكتب الرجاليّة المختصّة، كرجال النجاشي ورجال الكشّي ورجال الشيخ وفهرسته، أو نراجع معجم رجال الحديث للسيّد الخوئي، الذي جمع فيه كلّ ما في الكتب الرجاليّة المذكورة، مضافاً إلى نكات رجاليّة اخرى، فنقول:

محمّد بن يحيى، الذي يروي عنه الكليني هو محمّد بن يحيى أبو جعفر العطّار القمّي.

قال النجاشي فيه: «شيخ أصحابنا في زمانه، ثقة، عين، كثير الرواية».(2)

قال النجاشي والشيخ في أحمد بن محمد بن عيسى: «شيخ القميّين ووجههم وفقيههم غير مدافع ...».(3)

قال الشيخ في علي بن الحكم: «ثقة، جليل القدر، له كتاب».(4)

قال النجاشي في حديد بن حكيم: «ثقة، وجه، متكلّم».(5)

قال السيّد الخوئي في ترجمة سليمان الفرّاء: «هو سليم الفرّاء».(6)

قال النجاشي في سليمان الفرّاء المعبرّ عنه ب' (سليم الفرّاء): «ثقة».(7)

قال الشيخ في علي بن الحكم: «ثقة، جليل القدر».(8)

وبعدما ثبت بأنّ جميع رواة الحديث إماميّون ثقات، تصل النوبة إلى علم الدراية والحديث؛ لتطبيق القاعدة الحديثيّة بأنّ «كلّ حديث رواته إماميّون عدول، فهو صحيح».

وبعد الرجوع إلى علم أصول الفقه، وتطبيق القاعدة الأصوليّة القائلة «بأنّ خبر الثقة حجّة»، فنقول: هذه الرواية صدرت عن المعصوم(عليه السلام)، وهي حجّة.

وحينئذ نرجع إلى علم الفقه؛ للقيام بعمليّة فقه الحديث، واستنباط الحكم الشرعي فحينئذ نقول: يستحبّ للرجل المتمكّن، الإحسان إلى ذوي الفاقة، ويكره له منعهم عمّا أعطاه اللّه من النعم.

 التمارين:

* قد ورد عن أمير المؤمنين(عليه السلام): «عليكم بالدرايات لا بالروايات».(9)

* وعنه(عليه السلام) أيضاً: «همّة السفهاء الرواية، وهمّة العلماء الدراية».(10)

* وعن الصادق (عليه السلام): «حديث تدريه، خير من ألف ترويه...».(11)

* ما الفرق بين الدراية والرواية؟

* ما هو المراد من السفهاء؟

وجه الحاجة إلى علم الرجال‏

12 - ما هي أدلّة القائلين بالحاجة إلى علم الرجال؟

12 - استدلّ على الحاجة إلى علم الرجال بوجوه:(12)

الأوّل: حجيّة قول الثقة، وهو يتمّ بامور.

* قد ثبت بالأدلّة الأربعة حرمة العمل بالظنّ، وأنّه لايجوز نسبة الحكم إلى اللّه سبحانه ما لم‏يثبت ذلك بدليل قطعي، أو بما ينتهي إلى الدليل القطعي.

* ثمّ لا ريب في أنّ العقل لا طريق له إلى إثبات الأحكام الشرعيّة؛ لعدم إحاطته بالجهات الواقعيّة، الداعية إلى جعل الأحكام الشرعيّة؛ نعم يمكن ذلك في موارد قليلة، وهي إدراك العقل الملازمة بين حكم شرعيّ وحكم آخر.

* وأمّا الكتاب العزيز، فهو غير متكفّل ببيان جميع الأحكام، ولا بخصوصيّات ما تكفّل ببيانه.

* وأمّا الإجماع الكاشف عن قول المعصوم(عليه السلام)، فهو نادر الوجود، وأمّا غير الكاشف، فهو لايكون حجّة.

والمحصّل: أنّ استنباط الحكم الشرعي في الغالب، لايكون إلّا من الروايات المأثورة عن أهل بيت العصمة(عليهم السلام).

ومعلوم أنّ كلّ خبر عن معصوم لا يكون حجّة، وإنّما الحجّة هو خصوص خبر الثقة أو الحسن، كما أشبع الكلام فيه في المباحث الأصوليّة. ومن الواضح أنّ تشخيص ذلك لا يكون إلّا بمراجعة علم الرجال، ومعرفة أحوالهم، وتمييز الثقة والحسن عن غيرهما.(13)

الثاني: الرجوع إلى صفات الراوي في الأخبار العلاجيّة.

* إنّ الأخبار العلاجيّة تأمر بالرجوع إلى صفات الراوي من الأعدليّة والأفقهيّة، حتّى يرتفع به التعارض بين الخبرين بترجيح أحدهما على الآخر.

ومن المعلوم أنّ إحراز هذه الصفات في الرواة، لايحصل إلّا بالمراجعة إلى علم الرجال.

 الثالث: وجود الوضّاعين والمدلّسين في الرواة

* لاريب في وجود الوضّاعين والمتعمّدين للكذب بين الرواة كما ورد عن الصادق(عليه السلام) «إنّ المغيرة بن سعيد دسّ في كتب أصحاب أبي أحاديث لم‏يحدّث بها أبي».(14)

وقال أيضاً: «إنّا أهل بيت صادقون، لانخلو من كذّاب يكذب علينا فيسقط صدقنا بكذبه علينا عند الناس».(14-1)

وهذا القسم من الروايات يثبت به المدّعى على كلّ تقدير، سواء أصحّت الروايات أم لم تصحّ؛ لأنّها إنّ كانت صحيحة، يثبت وجود روايات مفتعلة على لسان المعصومين(عليهم السلام)، وإن كانت مكذوبة، فيثبت أيضاً وجود تلك الروايات المصنوعة في الكتب الروائيّة.

الرابع: السيرة المستمرّة على تدوين الكتب الرجاليّة

* قد استقرّت سيرة العلماء قديماً وحديثاً على تدوين الكتب الرجاليّة وتنقيحها والرجوع إليها في معرفة أحوال الرواة والعمل بها،كما صرّح به الشيخ الطوسي في العدّة بقوله: «إنّا وجدنا الطائفة ميّزت الرجال الناقلة لهذه الأخبار، فوثّقت الثقات منهم، وضعّفت الضعفاء، وفرّقوا بين من يعتمد على حديثه وروايته، ومن لا يعتمد على خبره، ومدحوا الممدوح منهم، وذمّوا المذموم، وقالوا: فلان متّهم في حديثه، وفلان كذّاب، وفلان مخلّط، وفلان مخالف في المذهب والاعتقاد، وفلان واقفيّ، وفلان فطحيّ، وغير ذلك من الطعون التي ذكروها، وصنّفوا في ذلك الكتب، واستثنوا الرجال من جملة ما رووه من التصانيف في فهارستهم».(15)

وتؤيّده الكتب الرجاليّة المؤلّفة في عصر الأئمّة(عليهم السلام)، كما صرّح به في تراجمهم.

كعبد اللّه بن جَبَلة، المتوفّى سنة 219، من أصحاب الكاظم(عليه السلام)؛ بل له رواية عن الصادق(عليه السلام)، له كتاب الرجال.(16)

والفضل بن شاذان، المولود قبل سنة 180 من أصحاب الرضا(عليه السلام)، ينقل عنه الرجاليّون كثيراً.

ومحمّد بن خالد البرقي من أصحاب الكاظم(عليه السلام)؛ بل له رواية عن الصادق(عليه السلام)، له كتاب الرجال.(17)

وابنه أحمد بن محمد بن خالد، المتوفّى سنة 274، له كتاب الطبقات وكتاب الرجال.(18)

راجع لتفصيل المقال، ما ذكره المحقّق المتتبع السيّد محسن الأمين في مؤلّفي الشيعة في علم الرجال(19)

التمارين:

عن أبي جعفر(عليه السلام): «يا بنيّ! اعرف منازل الشيعة على قدر روايتهم ومعرفتهم...».(20)

عن أمير المؤمنين(عليه السلام) : «إذا حدّثتم بحديث، فاسندوه إلى الذي حدّثكم، فإن كان حقّاً فلكم، وإن كان كذباً فعليه».(21)

* ماهو المراد من قدر رواياتهم؟

* ماهو المراد من الإسناد، وما هو دوره في قبول الرواية وردّها؟

وجه الحاجة إلى علم الرجال‏

13 - ما هي أدلّة النافين، للحاجة إلى علم الرجال، وما هو الجواب عنها؟

13 - أنكر بعض الأصحاب من الأخباريّين الحاجة إلى علم الرجال واستدلّوا على ذلك باُمور ذكر المحقّق المامقاني إثنى عشر وجهاً منها. وذكر شيخنا المحقّق السبحاني ثماني‏(22)

وجوه، ونحن نكتفي بذكر ثلاثة وجوه.

الأوّل: قطعيّة روايات الكتب الأربعة

قال المحدّث الحرّ العاملي: إنّا قد علمنا علماً قطعيّاً بالتواتر والأخبار المحفوفة بالقرائن، أنّه قد كان دأب قدمائنا وأئمّتنا(عليهم السلام) في مدّة تزيد على ثلاثمائة سنة، ضبط الأحاديث وتدوينها في مجالس الأئمّة(عليهم السلام) وغيرها، وكانت همّة علمائنا مصروفة في تلك المدّة الطويلة في تأليف مايحتاج إليه من أحكام الدين، لتعمل به الشيعة، وقد بذلوا أعمارهم في تصحيحها، وضبطها، وعرضها على أهل العصمة.

واستمرّ ذلك إلى زمان الأئمّة الثلاثة أصحاب الكتب الأربعة، وبقيت تلك المؤلّفات بعدهم أيضاً مدّة، وأنّهم نقلوا كتبهم من تلك الكتب المعلومة، المجمع على ثبوتها، وكثير من تلك، وصلت إلينا.(23)

وقال في موضع آخر: إنّ جميع علماء الإماميّة أجمعوا على اعتبار الكتب الأربعة، والعمل بها، والشهادة بكونها منقولة عن الاُصول الأربعمائة المجمع عليها، المعروضة على الأئمة(عليهم السلام)؛ بل بعضهم يدّعي انحصار المعتمدة في الفروع، أو الكتب المتواترة فيها.(24)

قال السيّد الخوئي: ذهب جماعة من المحدّثين إلى أنّ روايات الكتب الأربعة قطعيّة الصدور، وهذا القول باطل من أصله؛ إذ كيف يمكن دعوى القطع بصدور رواية رواها واحد عن واحد، ولا سيّما أنّ في رواة الكتب الأربعة من هو معروف بالكذب والوضع؟!.(25)

ودعوى القطع بصدقهم في خصوص روايات الكتب الأربعة - لقرائن دلّت على ذلك - لا أساس لها؛ فإنّها بلابيّنة وبرهان.(26)

ثمّ نقل ما ذكره في الوسائل فأجاب عنه بما هذا ملخّصه:

اولاً: إنّ أصحاب الأئمّة(عليهم السلام)، وإن بذلوا غاية جهدهم في أمر الحديث، إلّا أنّ كونهم في دور التقيّة، وعدم تمكنّهم من نشر الأحاديث علناً، ممّا لايشكّ فيه ذو مسكة، ومع ذلك كيف يمكن دعوى أنّها قطعيّة الصدور؟

وثانياً: أنّ الاهتمام المزبور غاية ما يورثه العلم بصدور هذه الكتب عن أربابها، ولايحصل لنا العلم بصدور رواياتها عن المعصومين(عليهم السلام)؛ لأنّ أرباب الكتب لم يكونوا كلّهم ثقاتاً، أو ممّن لا يحتمل السهو والاشتباه فيهم، وهكذا من روى عنه صاحب الكتب.

ثمّ استدلّ بما ذكره الشيخ في العدّة: «... إنّ واحداً منهم إذا أفتى بشي‏ء لايعرفونه سألوه من أين قلت هذا؟ فإذا أحالهم إلى كتب معروف، أو أصل مشهور، وكان روايه ثقة لا ينكر حديثه، سكتوا، وسلّموا الأمر في ذلك وقبلوا قوله».(27)

فإنّ دلالة هذا الكلام على أنّ روايات الكتب المعروفة لم تكن قطعيّة الصدور، وإنّما يلزم قبولها بشرط أن تكون رواتها ثقات، للإجماع على حجيّتها حينئذ واضحة ظاهرة ...

وعلى الجملة: إنّ دعوى القطع بصدور جميع روايات الكتب الأربعة من المعصومين(عليهم السلام) واضحة البطلان، ويؤكّد ذلك أنّ أرباب هذه الكتب بأنفسهم لم يكونوا يعتقدون ذلك.(28)

الثاني: عمل المشهور جابر لضعف السند

ذهب بعضهم إلى أنّ كلّ خبر عمل به المشهور فهو حجّة، سواء أكان الراوي ثقة، أم لا، وكلّ خبر لم يعمل به المشهور فليس بحجّة، وإن كانت رواته ثقات.

وفيه: أنّ معرفة المشهور في كلّ المسائل أمر مشكل؛ لأنّ جملة من المسائل غير معنونة في كتبهم، وجملة اُخرى لاشهرة لها؛ بل اختلفت فيها العلماء كما عنونها العلّامة في كتابه المسمّى ب' «مختلف الشيعة»، وقسم منها يعدّ من الأشهر والمشهور؛ فلامناص إذاً من القول بحجيّة قول الثقات وإن لم يكن مشهوراً.

 الثالث: فضح الناس‏

إنّ علم الرجال علم منكر يجب التحرّز منه؛ لأنّ فيه كشف مساوئ الناس، وقد نهينا عن تجسّس معايبهم، واُمرنا بالغضّ والستر.

وفيه: أوّلاً: النقض بباب المرافعات؛ حيث إنّ للمنكِر جرح شاهد المدعّى وتكذيبه، وبالأمر بذكر المعايب في مورد الاستشارة، وغير ذلك ممّا يجوز فيه الاغتياب.

ثانياً: أنّ الأحكام الإلهيّة أولى بالحفظ من الحقوق التي اُشير إليها.

ثالثاً: سقوط حرمة المقدّمة المنحصرة، إذا توقّف عليها واجب أهمّ، كإنقاذ الغريق عند كونه أجنبيّة، أو توقّفه على غصب في الآلة، أو الطريق أو غيرهما.

رابعاً: صدور ذلك عن أئمّتنا بالنسبة إلى كثير من الرواة المجروحين بالاعتقاد والجوارح.(29)

4 - التمارين:

حدّثنا محمّد بن الحسن قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن علي بن محمّد القاساني، عن القاسم بن محمد الاصفهاني، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث، عن أبي عبد اللّه(عليه السلام) قال: إذا رأيتم العالم محبّاً للدنيا، فاتّهموه على دينكم؛ فإنّ كلّ محبّ يحوط بما أحبّ، وقال: أوحى اللّه عزّ وجل ّإلى داود(عليه السلام): لاتجعل بيني وبينك عالماً مفتوناً بالدنيا فيصدّك عن طريق محبّتي؛ فإنّ أولئك قطّاع طريق عبادي المريدين؛ إنّ أدنى ما أنا صانع بهم، أن أنزع حلاوة مناجاتي من قلوبهم.(30)

* ما هو المراد من الاتّهام؟

* ما ذا قال النجاشي في حقّ محمّد بن الحسن الصفّار؟

* اذكر ثلاثة من كتب محمّد بن الحسن الصفّار.

* من هو مؤلّف كتاب بصائر الدرجات من بين الرواة الواقعة في السند؟ وما هو موضوع هذا الكتاب؟


(1) الكافي: 37,4 ح‏1.

(2) رجال النجاشي: 353.

(3) رجال النجاشي: 81، والفهرست: 25.

(4) الفهرست: 87 رقم 364.

(5) رجال النجاشى: 148 رقم 385.

(6) معجم رجال الحديث: 288,8 رقم 5533.

(7) رجال النجاشى: 193 رقم 516.

(8) الفهرست: 87 رقم 366.

(9) بحارالأنوار: 160,2 ح‏12، و206 ح‏67.

(10) كنز الفوائد:31,2، وإرشاد القلوب:14، وعدّة الداعي: 76، وبحار الأنوار: 160,2 ح‏12.

(11) بحار الأنوار: 184,2 ح‏5.

(12) راجع: معجم رجال الحديث: 19,1، وتنقيح المقال: 174,1.

(13) راجع: معجم رجال الحديث: 19,1.

(14) رجال الكشّي: 224 رقم‏401.

(14-1) رجال الكشّي: 108 رقم 174، و305 رقم‏549.

(15) عدّة الاُصول: 366,1.

(16) كما في التهذيب: 9 ح‏1207، والاستبصار: 4 ح 669.

رجال النجاشي: 216 رقم 536.

والحسن بن علي بن فضّال، المتوفّى سنة 224، من أصحاب الكاظم(عليه السلام)، له كتاب الرجال.

المصدر نفسه: 37 رقم 72.

وكذا ابنه علي بن الحسن المتولد سنة 206، له كتاب الرجال.

المصدر نفسه: 257 رقم 676.

(17) كما في الكافي: 183,8 ح‏208.

(18) رجال النجاشي: 76 رقم 182.

(19) أعيان الشيعة: 149,1، وراجع أيضاً: مصفّى المقال في علم الرجال للمحقّق المتتبع الطهراني.

(20) بحار الأنوار: 184,2 ح‏4.

(21) الكافي: 52,1 ح‏7.

(22) راجع: تنقيح المقال: 175,1.

(23) وسائل الشيعة: 193,30. طبعة آل البيت، وراجع أيضاً: الحدائق الناضرة: 20,1.

(24) الفوائد الطوسيّة: 10، الفائدة الأولى.

(25) كما قال النجاشي في عبد الرحمن بن كثير: «كان ضعيفاً غمز أصحابنا عليه، وقالوا: كان يضع الحديث». رجال النجاشي:234. وقع هذا في أسناد اثنتين وأربعين رواية. راجع: معجم رجال الحديث: 344,9.

وقال العلّامة في المفضّل بن صالح أبي جميلة: «ضعيف، كذّاب، يضع الحديث». الخلاصة: 258. وقد وقع بعنوان المفضّل بن صالح وأبي جميلة في أسناد جملة من الروايات تبلغ مائة وخمسة وخمسين مورداً. راجع: معجم رجال الحديث: 277,18 و96,21.

(26) معجم رجال الحديث: 22,1. ويأتي الكلام في ذلك مفصّلاً عند البحث في التوثيقات العامّة.

(27) العدّة في الاُصول: 338,1.

(28) معجم رجال الحديث: 24,1.

(29) راجع: تنقيح المقال: 176,1.

(30) علل الشرايع: 394,2 ح 12، والكافي: 46,1 ح‏4.

 ابتداى ليست