الباب الثاني الطبّ‏

 وهو يشتمل على ثلاثة عناوين:

      أ - الاستشفاء بالدعاء والتعويذ

 ويشتمل هذا العنوان على ثمانية موضوعات:

 الأوّل في الدعاء لجعل الجنين ذكراً سويّاً:

  -۱ محمد بن يعقوب الكيني‏رحمه الله: ... عن محمد بن إسماعيل، أو غيره، قال: قلت لأبي جعفرعليه السلام: جعلت فداك! الرجل يدعو للحبلى، أن يجعل اللّه ما في بطنها ذكراً سويّاً؟

 قال: يدعو ما بينه وبين أربعة أشهر...  .(۱۷٨)

 

 الثاني في شفاء وجع العين:

  -۱ أبو عمرو الكشّي رحمه الله: ... عن محمد بن سنان، قال: شكوت إلى الرضا عليه السلام وجع العين!

 فأخذ قرطاساً، فكتب إلى أبي جعفر عليه السلام، وهو أقلّ من نيّتي. فدفع الكتاب إلى الخادم، وأمرني أن أذهب معه، وقال: اكتم!

 فأتيناه، وخادم قد حمله.

 قال: ففتح الخادم الكتاب بين يدي أبي جعفر عليه السلام فجعل أبو جعفر عليه السلام ينظر في الكتاب ويرفع رأسه إلى السماء ويقول ناج.

 ففعل ذلك مراراً، فذهب كلّ وجع في عيني وأبصرت بصراً لايبصره أحد ...  .(۱۷٩)

 

 الثالث في شفاء البَهْق ووجع الخاصرة:

  -۱ابن حمزة الطوسي‏رحمه الله: عن محمد بن عمر بن واقد الرازي قال: دخلت على أبي جعفر محمد الجواد بن الرضاعليهما السلام ومعي أخي به بهقٌ شديد. فشكا إليه ذلك البهق.

 فقال عليه السلام: عافاك اللّه ممّا تشكو.

 فخرجنا من عنده وقد عوفي، فما عاد إليه ذلك البهق إلى أن مات.

 قال محمد بن عمر: وكان يصيبني وجعُ في خاصرتي، في كلّ أسبوع، فيشتدّ ذلك بي أيّاماً.

 فسألته أن يدعو لي بزواله عنّي.

 فقال: وأنت فعافاك اللّه.

 فما عاد إليّ هذه الغاية .(۱٨٠)

 

 الرابع في شفاء ريح الركبة:

  -۱ أبو جعفر الطبري رحمه الله: ... عن بكر، قال: قلت له [أي لأبي جعفر عليه السلام‏]: إنّ عمّتي تشتكي من ريح بها ... فمسح يده على ركبتها من وراء الثياب، وتكلّم بكلام.

 فخرجت ولاتجد شيئاً من الوجع.(۱٨۱)

 

 الخامس في شفاء العرق المدني:

  -۱ الراوندي رحمه الله: ... محمد بن فضيل الصيرفي، قال: كتبت إلى أبي جعفرعليه السلام كتاباً ... وخرج بإحدى رجلي العرق المدني ... .

 فقلت: جعلني اللّه فداك! عوّذ رجلي وأخبرته: أنّ هذه التي توجعني.

 فقال: لا بأس على هذه! وأعطني رجلك الاُخرى الصحيحة.

 فبسطتها بين يديه فعوّذها، فلمّا قمت من عنده خرج في الرجل الصحيحة، فرجعت إلى نفسي، فعلمت أنّه عوّذها من الوجع فعافاني اللّه بعده .(۱٨٢)

 

 السادس في إحياء الموتى بدعائه عليه السلام:

  -۱ الحضيني رحمه الله: عن محمد بن أبان، مرفوعاً إلى أبي جعفر عليه السلام، وكان في عهده رجل يقال له: «شاذويه» وكان له أهل حامل وإنّها أمويّه ... .

 فقال‏ عليه السلام: نعم! أنّ لك أهلاً حاملاً، وعن قريب تلد غلاماً، وإنّها لم تمت في ذلك الغلام ... .

 فأفاقت عن قريب، وولدت غلاماً ميّتاً ... قال محمد بن سنان قلت: يا سيّدي! تسأل اللّه أن يحييه .(۱٨۳)

 فقال: اللهمّ! إنّك عالم بسرائر عبادك، فإنّ شاذويه قد أحبّ أن يرى فضلك عليه، فأحيى له أنت الغلام ... .

 قال: فأسرعت إلى منزلي، فتلقتني البشارة أنّ ابني قد عاش ... .(۱٨٤)

 

 السابع في شفاء أكل الطين:

  -۱ أبو علي الطبرسي رحمه الله: قال أبو هاشم: ... فقلت له [أي لأبي جعفر عليه السلام‏]: جعلت فداك! إنّي مولع بأكل الطين، فادع اللّه لي؟

 فقال لي: ... يا أبا هاشم! قد أذهب اللّه عنك أكل الطين.

 قال أبو هاشم: فما شى‏ء أبغض إليّ منه.(۱٨٥)

 

 الثامن في أعمال أوّل الشهر لدفع الأمراض:

 (٨٥٥) السيّد الشبّر رحمه الله: عن الجوادعليه السلام، قال: إذا دخل شهر، فصلّ أوّل منه ركعتين في الأولى، «بالحمد» مرّة، و «التوحيد» ثلاثين مرّة، والثانية «بالحمد» مرّة، و«القدر» ثلاثين. وتصدّق بما تيسّر، تشتر بذلك سلامة ذلك الشهر.

 وروي أيضاً الاكتفاء «بالقدر» مرّة، و«التوحيد» مرّة.(۱٨٦)

 

 ب - الاستشفاء بمسح يد الإمام عليه السلام‏

 ويشتمل هذا العنوان على ثلاثة موضوعات:

   الأوّل في شفاء العين:

  -۱ الرواندي‏ رحمه الله: عن محمد بن ميمون، أنّه كان مع الرضاعليه السلام بمكّة قبل خروجه إلى خراسان، قال: قلت له: إنّي اُريد أن أتقدّم إلى المدينة، فاكتب معي كتاباً إلى أبي جعفر عليه السلام.

 فتبسّم وكتب، فصرت إلى المدينة، وقد كان ذهب بصري؛ فأخرج الخادم أبا جعفرعليه السلام إلينا يحمله من المهد، فناولته الكتاب.

 فقال ‏عليه السلام لموفّق الخادم: فضّه وانشره! ففضّه ونشره بين يديه.

 فنظر فيه، ثمّ قال لي: يا محمد! ما حال بصرك؟

 قلت: يا ابن رسول اللّه! اعتلّت عيناي فذهب بصري كما ترى.

 فقال: اُدن منّي!

 فدنوت منه، فمدّ يده، فمسح بها على عيني، فعاد إليّ بصري كأصحّ ما كان.

 فقبّلت يده ورجله، وانصرفت من عنده، وأنا بصير.(۱٨۷)

 

  -٢ أبو جعفر الطبري‏رحمه الله: ... عمارة بن يزيد: رأيت امرأة قد حملت ابناً لها مكفوفاً إلى أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام؛ فمسح يده عليه، فاستوى قائماً يعدو، كأن لم يكن بعينه ضرر.(۱٨٨)

 

 الثاني في شفاء الصمم:

  -۱ ابن شهر آشوب رحمه الله: أبو سلمة، قال: دخلت على أبي جعفرعليه السلام وكان بي صمم شديد، فخبّر بذلك لمّا أن دخلت عليه؛ فدعاني إليه، فمسح يده على أُذُني ورأسي، ثم قال: اسمع وعه.

 فواللّه! إنّي لأسمع الشي‏ء الخفي عن أسماع الناس من بعد دعوته.(۱٨٩)

 

 الثالث في شفاء ريح الركبة:

  -۱ الراوندي رحمه الله: روي عن أبي بكر بن إسماعيل قال: قلت لأبي جعفر بن الرضاعليهما السلام: إنّ لي جارية تشتكي من ريح بها ... .

 فمسح يده على ركبتها من وراء الثياب، فخرجت الجارية من عنده ولم تشتك وجعاً بعد ذلك.(۱٩٠)

  -٢ أبو جعفر الطبري رحمه الله: ... عن بكر، قال: قلت له [لأبي جعفر عليه السلام‏]: إنّ عمّتي تشتكي من ريح بها ... .

 فمسح يده على ركبتها من وراء الثياب، وتكلّم بكلام.

 فخرجت، ولاتجد شيئاً من الوجع.(۱٩۱)

 

    ج - التداوي بالأدوية

 ويشتمل هذا العنوان على عشرة موضوعات:

   الأوّل في الحجامة:

 (٨٥٦) ابن شهر آشوب رحمه الله: وفي كتاب معرفة تركيب الجسد: عن الحسين بن أحمد التميمي، روى عن أبي جعفر الثاني عليه السلام، إنّه استدعى فاصداً في أيّام المأمون، فقال له: افصدني في العرق الزاهر.

 فقال له: ما أعرف هذا العرق يا سيّدي! ولاسمعته. فأراه إيّاه. فلمّا فصده خرج منه ماء أصفر، فجرى حتّى امتلاء الطست.

 ثمّ قال له: أمسكه! فأمر بتفريغ الطست.

 ثمّ قال: خلّ عنه، فخرج دون ذلك.

 فقال: شدّه الآن.

 فلمّا شدّ يده أمر له بمائة دينار، فأخذها وجاء إلى بخناس(۱٩٢)(۱٩۳) فحكى له ذلك، فقال: واللّه! ما سمعت بهذا العرق مذ نظرت في الطبّ، ولكن هاهنا فلان الاُسقف قد مضت عليه السنون، فامض بنا إليه، فإن كان عنده علمه، و إلّا لم نقدر على من يعلمه، فمضيا ودخلا عليه وقصّ القصص؛ فأطرق مليّاً.

 ثمّ قال: يوشك أن يكون هذا الرجل نبيّاً، أو من ذرّيّة نبيّ.(۱٩٤)

   

 الثاني في برد المعدة وخفقان الفؤاد:

 (٨٥۷) ابنا بسطام النيسابوريّان رحمهما الله: محمد بن علي بن رنجويه(۱٩٥) المتطبّب، قال: حدّثنا عبد اللّه بن عثمان، قال: شكوت إلى أبي جعفر محمد بن علي بن موسى‏عليهم السلام برد المعدة في معدتي وخفقاناً في فؤادي.

 فقال ‏عليه السلام: أين أنت عن دواء أبي وهو الدواء الجامع ؟!

 قلت: يا ابن رسول اللّه! وما هو؟

 قال: معروف عند الشيعة.

 قلت: سيّدي ومولاي! فأنا كأحدهم، فأعطني صفته حتّى أُعالجه، وأعطي الناس؟

 قال: خذ زعفران وعاقر قرحا وسنبل وقاقلة وبنج وخربق أبيض وفلفل أبيض، أجزاء سواء، وأبرفيون جزءين، يدقّ ذلك كلّه دقّاً ناعماً، وينخل بحريرة، ويعجن بضعفي وزنه عسلاً منزوع الرغوة.

 فيسقى منه صاحب خفقان الفؤاد، ومن به برد المعدة حبّة بماء كمّون يطبخ، فإنّه يعافي بإذن اللّه تعالى.(۱٩٦)

 

 الثالث في ضعف المعدة:

 (٨٥٨) محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: محمد بن يحيى، عن غير واحد، عن محمد بن عيسى، عن محمد بن عمرو بن إبراهيم، قال: سألت أبا جعفرعليه السلام وشكوت إليه ضعف معدتي.

 فقال: اشرب الحزاء بالماء البارد .(۱٩۷)

 ففعلت، فوجدت منه ما أحبّ.(۱٩٨)

 

 الرابع في ريح الخبيثة:

 (٨٥٩) ابنا بسطام النيسابوريّان رحمهما الله : أحمد بن إبراهيم بن رياح، قال: حدّثنا الصباح بن محارب، قال : كنت  (۱٩٩) عند أبي جعفر ابن الرضا عليهما السلام فذكر: أنّ شيب بن جابر ضربته الريح الخبيثة، فمالت بوجهه وعينيه.(٢٠٠)

 فقال: يؤخذ له القرنفل خمسة مثاقيل، فيصير في قنينة يابسة، ويضمّ رأسها ضمّاً شديداً، ثمّ تطين وتوضع في الشمس قدر يوم في الصيف، وفي الشتاء قدر يومين.

 ثمّ تخرجه فتسحقه سحقاً(٢٠۱) ناعماً، ثمّ يديفه(٢٠٢) بماء المطر حتّى يصير بمنزلة الخلوق، ثمّ يستلقي على قفاه، ويطلي ذلك القرنفل المسحوق على الشقّ المائل، ولايزال مستلقياً حتّى يجفّ القرنفل(٢٠۳)، فإنّه إذا جفّ رفع اللّه عنه، وعاد إلى أحسن عادته، بإذن اللّه تعالى.

 قال: فابتدر إليه أصحابنا فبشّروه بذلك، فعالجه بما أمره به عليه السلام، فعاد إلى أحسن ما كان بعون اللّه تعالى.(٢٠٤)

 

   الخامس في اليرقان:

 (٨٦٠) محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: عن محمد بن عيسى، عن علي بن مهزيار، قال: تغدّيت مع أبي جعفر عليه السلام فاُتي بقطاة(٢٠٥)، فقال: إنّه مبارك، وكان أبي عليه السلام يعجبه، وكان يأمر أن يطعم صاحب اليرقان، يشوي له، فإنّه ينفعه(٢٠٦).

 

 السادس في وجع الحصاة:

 (٨٦۱) ابنا بسطام النيسابوريّان رحمهما الله: محمد بن حكيم(٢٠۷) قال: حدّثنا محمد بن النضر، مؤدّب ولد أبي جعفر محمد بن علي بن موسى عليهم السلام قال: شكوت إليه ما أجد من الحصاة؟

 فقال: ويحك! أين أنت عن الجامع دواء أبي؟

 فقلت: سيّدي ومولاي! أعطني صفته.

 فقال: هو عندنا، يا جارية! أخرجي البستوقة(٢٠٨) الخضراء.

 قال: فأخرجت البستوقة، وأخرج منها مقدار حبّة.

 فقال: اشرب هذه الحبّة بماء السداب، أو بماء الفجل المطبوخ، فإنّك تعافي منه.

 قال: فشربته بماء السداب، فواللّه! ما أحسست بوجعه إلى يومنا هذا(٢٠٩).

 

 السابع في وجع الأضلاع:

 (٨٦٢) ابنا بسطام النيسابوريّان رحمهما الله: إبراهيم بن محمد بن إبراهيم، قال: حدّثنا الفضل بن ميمون الأزدي، قال: حدَّثنا أبو جعفر بن علي بن موسى عليهم السلام، قال: قلت: يا ابن رسول اللّه! إنّي أجد من هذه الشوصة(٢۱٠) وجعاً شديداً

 فقال له: خذ حبّة واحدة من دواء الرضاعليه السلام مع شي‏ء من زعفران، وأطل به حول الشوصة.

 قلت: وما دواء أبيك؟

 قال: الدواء الجامع، وهو معروف عند فلان وفلان.

 قال: فذهبت إلى أحدهما، وأخذت منه حبّةً واحدةً، فلطخت به ما حول الشوصة مع ما ذكره من ماء الزعفران، فعوفيت منها.(٢۱۱)

   

 الثامن معالجة الصداع بالبنفسج :

 (٨٦۳) محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: سهل بن زياد، عن علي بن أسباط(٢۱٢)، رفعه، قال: دهن الحاجبين بالبنفسج يذهب بالصداع.(٢۱۳)

 

 التاسع في قطع الحيض المستمرّ:

 (٨٦٤) محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: محمد بن يحيى، عن محمد بن عيسى، عن علي بن مهزيار، قال: إنّ جارية لنا أصابها الحيض، وكان لاينقطع عنها حتّى أشرفت على الموت.

 فأمر أبو جعفر عليه السلام أن تسقى سويق(٢۱٤) العدس.

 فسقيت فانقطع عنها، وعوفيت.(٢۱٥)

 

   العاشر في إزدياد العقل ووجع الاُذن:

 (٨٦٥) محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: محمد بن يحيى، عن محمد بن موسى، عن علي بن الحسن الهمداني، عن محمد بن عمرو بن إبراهيم، عن أبي جعفر، أو أبي الحسن عليهما السلام - الوهم من محمد بن موسى - قال: ذكر السداب.(٢۱٦)

 فقال: أما أنّ فيه منافع: زيادة في العقل، وتوفير في الدماغ، غير أنّه ينتن ماء الظهر.

 وروي: أنّه جيّد لوجع الأُذن.(٢۱۷)

 

 الحادى عشر في مايسقط من الخوان:

  -۱ الحضيني رحمه الله: ... محمد بن الوليد بن يزيد قال: أتيت أبا جعفر عليه السلام... فنظر إلى الغلام، ارفع ما سقط من الخوان على الأرض، فقال له: ما كان معك في الخوان فدعه ولو كان فخذ شاة.

 وما كان معك في البيت فالقطه وكله، فإنّ فيه رضى الربّ، ومجلبة الرزق، وشفاء من الداء ... .(٢۱٨)