الفصل السادس في القرآن والأدعية

 ويشتمل هذا الفصل على بابين وخمسة عشر عنواناً:

   الباب الأوّل:

   ما ورد عنه ‏عليه السلام في القرآن‏

وهو يشتمل على ستّة عناوين:

     أ - ما ورد عنه عليه السلام في قرائة القرآن‏

 ويشتمل هذا العنوان على ثلاثة موضوعات:

 الأوّل في فضل قرائة القرآن:

     موسوعة الامام الجوادعليه السلام / ج ٢

 القرآن والدعاء  

  -١ الديلمي رحمه الله : وقال الجوادعليه السلام: ما اجتمع رجلان إلّا كان أفضلهما عند اللّه آدبهما.

 فقيل: يا ابن رسول اللّه! قد عرفنا فضله عند الناس فما فضله عند اللّه؟

 فقال [عليه السلام‏]: بقراءة القرآن كما أُنزل ... (١).

 

   الثاني في أنّ البسملة جزء من السورة:

  -١ محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: ... عن يحيى بن أبي عمران الهمداني، قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السلام: جعلت فداك! ما تقول في رجل ابتدأ ببسم اللّه الرحمن الرحيم في صلاته وحده في أُمّ الكتاب، فلمّا صار إلى غير أُمّ الكتاب من السورة تركها؟

 فقال العبّاسي: ليس بذلك بأس.

 فكتب عليه السلام بخطّه: يعيدها مرّتين على رغم أنفه - يعني العبّاسي(٢).

 

 الثالث في قرائة القرآن في طواف الفريضة:

  -١ الشيخ الطوسي رحمه الله: ... محمد بن فضيل، قال إنّه سئل محمد بن علي الرضاعليهما السلام ... قال عليه السلام: وطواف الفريضة لا ينبغي أن يتكلّم فيه إلّا بالدُعاء، وذكر اللّه، وقراءة القرآن ... (٣).

 

      ب - ما ورد عنه عليه السلام في القرآن من التفسير وغيره‏

 ويشتمل هذا العنوان على أحد وأربعين موضوعاً:

      الأوّل في ما ورد عنه عليه السلام في سورة البقرة [٢]

 قوله تعالى: «وَإذْ أَخَذْنَا مِيثاقَ بَنِى إِسْرءِيلَ لَاتَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْولِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِى الْقُرْبَى‏ وَالْيَتمَى‏ وَالْمَساكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأقِيمُوا الصَّلوةَ وَآتُوا الزَّكوةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنكُمْ وَأَنتُم مُّعْرِضُونَ»: ٨٣

 (۷٤٣) الإمام الحسن العسكري عليه السلام: وقال محمد بن علي الرضا عليهما السلام: من اختار قرابات أبوي دينه: محمد وعلي عليهما السلام على قرابات أبوي نسبه، اختاره اللّه تعالى على رؤوس الأشهاد يوم التناد، وشهّره بخلع كراماته، وشرّفه بها على العباد، إلّا من ساواه في فضائله أو فضله(٤).

 (۷٤٤) الإمام الحسن العسكري عليه السلام: قال محمد بن علي بن موسى عليهم السلام حين قال رجل بحضرته: إنّي لأحبّ محمداً وعلياً حتّى لو قطّعت إرباً إرباً(٥)، أو قرضت، لم أزل عنه.

 قال محمد بن علي عليهما السلام: لاجرم إنّ محمداً وعلياً يعطيانك(٦) من أنفسهما ما تعطيهما أنت من نفسك، إنّهما ليستدعيان لك في يوم فصل القضاء مالايفي ما بذلته لهما بجزء من مائة(۷) ألف ألف جزء من ذلك(٨).

 

  قوله تعالى: «مَا نَنسَخْ مِنْ ءَايَةٍ أوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أوْ مِثْلِهَا ألَمْ تَعْلَمْ أنَّ اللَّهَ عَلى‏ كُلِ‏ّ شَىْ‏ءٍ قَدِيرٌ * ألَمْ تَعْلَمْ أنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْك السَّموتِ وَالْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِن وَلِىٍ‏ّ وَلَانَصِيرٍ»: ١٠٦ و ١٠۷

 (۷٤٥) الإمام الحسن العسكري عليه السلام: قال محمد بن علي بن موسى الرضاعليهم السلام: «ما نَنسخ من آيةٍ» بأن نرفع حكمها.

«أو نُنسِها»: بأن نرفع رسمها، ونزيل عن القلوب حفظها، وعن قلبك، يا محمد! كما قال اللّه تعالى: «سنقرئك فلا تنسى‏ * إلَّا ما شاء اللّه»(٩) أن ينسيك، فرفع ذكره عن قلبك.

«نَأتِ بخَيرٍ منها» يعني: بخير لكم.

 فهذه الثانية أعظم لثوابكم، وأجلّ لصلاحكم من الآية الأُولى المنسوخة، «أو مثلها» من الصلاح لكم، أي إنّا لاننسخ ولانبدّل إلّا وغرضنا في ذلك مصالحكم.

 ثمّ قال: يا محمد! «ألم تعلم أنَّ اللّه على كلّ شي‏ء قدير» فإنّه قدير يقدر على النسخ وغيره.

«ألم تعلم - يا محمد - أنّ اللّه له ملك السموات والأرض» وهو العالم بتدبيرها ومصالحها فهو يدبّركم بعلمه.

 «وما لكم من دون اللّه من وليّ» يلي صلاحكم إذ كان العالم بالمصالح هو اللّه عزّوجلّ دون غيره «ولانصير» وما لكم [من‏] ناصر ينصركم من مكروه إن أراد [اللّه‏] إنزاله بكم، أو عقاب إن أراد إحلاله بكم.

 وقال محمد بن علي عليهما السلام: وربّما قدر عليه النسخ والتبديل لمصالحكم ومنافعكم، لتؤمنوا بها، ويتوفّر عليكم الثواب بالتصديق بها، فهو يفعل من ذلك ما فيه صلاحكم، والخيرة لكم.

 ثمّ قال: «ألم تعلم - يا محمد - أنَّ اللّه له ملك السموات والأرض» فهو يملكها بقدرته ويصرفها بحسب مشيّته لامقدّم لما أخّر، ولا مؤخّر لما قدّم.

 ثمّ قال: «وما لكم» يا معشر اليهود والمكذّبين بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم والجاحدين بنسخ الشرائع «من دون اللّه» سوى اللّه «من وليّ» يلي مصالحكم إن لم يل لكم ربّكم المصالح «ولانصير» ينصركم من دون اللّه فيدفع عنكم عذابه(١٠).

   

قوله تعالى: «وَلِكُلٍ‏ّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرتِ أَيْنَ مَاتَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إنّ اللَّهَ عَلَى‏ كُلِ‏ّ شَي‏ءٍ قَدِيرٌ»: ١٤٨

  -١ الشيخ الصدوق رحمه الله: ... عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني، قال: قلت لمحمد بن علي بن موسى عليهم السلام ...  

 فقال‏ عليه السلام: ويجتمع إليه [أي القائم عجّل اللّه تعالى فرجه الشريف‏] من أصحابه، عدّة أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً من أقاصي الأرض، وذلك قول اللّه عزّوجلّ: «أين ما تكونوا يأت بكم اللّه جميعاً إنّ اللّه على كلّ شى‏ء قدير»(١١).

 

 قوله تعالى: «إنّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَاعَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ»: ١۷٣

  -١ الشيخ الطوسي رحمه الله: ... عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني، عن أبي جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السلام إنّه قال: سألته عمّا أُهلّ لغير اللّه.

 قال‏ عليه السلام: ماذبح لصنم أو وثن أو شجر حرّم اللّه ذلك، كما حرّم الميتة والدم ولحم الخنزير «فمن اضطرَّ غير باغ ولا عادٍ فلا إثم عليه» أن يأكل الميتة ... .

 فقلت له: يا ابن رسول اللّه! فما معنى‏ قوله عزّوجلّ «فمن اضطرّ غير باغ ولا عاد»؟

 قال: العادي، السارق، والباغي، الذي يبغي الصيد بطراً ولهواً لا ليعود به على عياله، ليس لهما أن يأكلا الميتة إذ اضطرّا، هي حرام عليهما في حال الاضطرار كما هي حرام عليهما في حال الاختيار، وليس لهما أن يقصّرا في صوم ولا صلاة في سفر ... (١٢).

 

 قوله تعالى: «فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ»: ١٨١

  -١ محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: ... علي بن مهزيار، قال: كتب أبو جعفر عليه السلام إلى جعفر وموسى: وفيما أمرتكما من الإشهاد بكذا وكذا نجاة لكما في آخرتكما، وإنفاذاً لما أوصى به أبواكما، وبرّاً منكما لهما، واحذرا أن لاتكونا بدّلتما وصيّتهما، ولاغيّرتماها عن حالها، لأ نّهما قد خرجا من ذلك رضي اللّه عنهما وصار ذلك في رقابكما.

 وقد قال اللّه تبارك وتعالى في كتابه في الوصيّة: «فمن بدّله بعد ما سمعه فإنّما إثمه على الذين يبدّلونه إنَّ اللّه سميع عليم»  (١٣).

 

   قوله تعالى: «أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى‏ نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَاعَنْكُمْ فَالْئنَ باشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى‏ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْودِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَاتُباشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عاكِفُونَ فِى الْمَساجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ ءَايتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ»: ١٨۷

  -١ محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: ... علي بن مهزيار، قال: كتب أبو الحسن ابن الحصين إلى أبي جعفر الثاني عليه السلام ... .

 فكتب: ... «كلوا واشربوا حتّى يتبيّن لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر»:

« فالخيط الأبيض»: هو المعترض الذي يحرم به الأكل والشرب في الصوم، وكذلك هو الذي توجب به الصلاة(١٤).

 

   قوله تعالى:« لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَآئِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِن فَآءُو فَإِنَّ اللَّهَ غَفورٌ رَّحيمٌ»: ٢٢٦

  -١ محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: ... عن أبي جعفر الثاني عليه السلام، قال: ...

 وأمّا عدّة المتوفّى عنها زوجها، فإنَّ اللّه عزّوجلّ شرط للنساء شرطاً، وشرط عليهنّ شرطاً، فلم يجأ بهنّ فيما شرط لهنّ، ولم يجر فيما اشترط عليهنّ:

 شرط لهنّ في الإيلاء أربعة أشهر إذ يقول اللّه عزّوجلّ: «للّذين يؤلون من نسائهم تربّص أربعة أشهر... »(١٥).

 

   قوله تعالى: «الطَّلقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسانٍ وَلَايَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُوا مِمَّآ ءَاتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّآ أَن يَخَافَآ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَاجُنَاحَ عَلَيهِمَا فِيمَا افتَدَت بِهِ تِلكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعتَدُوهَا وَمَن يَتَعدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَاُوْلئِكَ هُمُ الظَّلِمُونَ»: ٢٢٩

  -١ أبو جعفر الطبري رحمه الله: ... محمد بن المحمودي، عن أبيه، قال: ... ثمّ قام إليه صاحب المسألة الأُولى فقال: يا ابن رسول اللّه! ما تقول فيمن قال لامرأته: أنت طالق عدد نجوم السماء؟

 فقال [أبو جعفر الثاني عليه السلام‏] له: يا هذا ! اقرأ كتاب اللّه، قال اللّه تبارك وتعالى: «الطلاق مرّتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان» في ‏الثالثة ... (١٦) .

 

   قوله تعالى: «وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِى أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ»: ٢٣٤

  -١ محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: ... عن محمد بن سليمان: عن أبي جعفر الثاني عليه السلام قال: ... وأمّا ما شرط عليهنَّ، فإنَّه أمرها أن تعتدّ إذا مات عنها زوجها أربعة أشهر وعشراً، فأخذ منها له عند موته ما أخذ لها منه في حياته عند إيلائه.

 قال اللّه تبارك وتعالى: «يتَربَّصنَ بأنفسِهِنَّ أربعة أشهرٍ وعشراً» ...(١۷) .

 

   قوله تعالى: «وإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَريضَةً فَنِصْفُ ما فَرَضْتُمْ إِلاَّ أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذى‏ بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقوى‏ وَلَاتَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِما تَعْمَلُونَ بَصيرٌ» ٢٣۷

  -١ محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: ... عن نجيّة العطّار، قال: سافرت مع أبي جعفرعليه السلام، إلى مكّة، فأمر غلامه بشي‏ء فخالفه إلى غيره.

 فقال أبو جعفرعليه السلام: واللّه! لأضربنّك يا غلام!

 قال: فلم أره ضربه؟

 فقلت: جعلت فداك! إنّك حلفت ... فلم ارك ضربته؟

 فقال: أليس اللّه عزّوجلّ يقول: «وأن تعفوا أقرب للتّقوى»(١٨) .

 

  قوله تعالى: «يأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَاتُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى‏ كَالَّذِى يُنفِقُ مَالَهُ رِئَآءَ النّاسِ وَلَايُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْأَخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانِ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لَّايَقْدِرُونَ عَلَى‏ شَىْ‏ءٍ مِّمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَايَهْدِى الْقَوْمَ الْكفِرِينَ»: ٢٦٤

  -١ الإمام الحسن العسكري عليه السلام: ودخل رجل على محمد بن علي بن موسى الرضاعليهم السلام ... قال له محمد بن علي عليهما السلام: اقرأ قول اللّه عزّوجلّ: «يا أيّها الذين آمنوا لاتبطلوا صدقاتكم بالمَنِ‏ّ والأذى» .

 قال الرجل: يا ابن رسول اللّه! مامننت على القوم الذين تصدّقت عليهم ولا آذيتهم.

 قال له محمد بن علي عليهما السلام: إنَّ اللّه عزّوجلّ إ نّما قال: «لاتبطلوا صدقاتكم بالمنّ والأذى» ولم يقل لاتبطلوا بالمنّ على من تتصدّقون عليه [وبالأذى لمن تتصدّقون عليه‏] وهو كلّ أذى، ...(١٩).

 

   قوله تعالى: «الَّذِينَ يَأكُلُونَ الرِبَوا لا يَقُومُونَ إِلّا كَمَا يَقُومُ الَّذي‏ يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِ‏ّ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثلُ الرِبَوا وَأَحَلَّ اللَّه الْبَيْعَ وَحَرَّم الرِبَوا فَمَنْ جَآءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى‏ فَلَهُ ماسَلَفَ وَأَمرُهُ إِلَى اللَّه وَمَن عادَ فَأُولئِكَ أَصْحبُ النارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ»: ٢۷٥

  -١ الحرّ العاملي رحمه الله: أحمد بن محمد بن عيسى في نوادره، عن أبيه قال: إنّ رجلاً أربى دهراً من الدهر، فخرج قاصداً أبا جعفر الجوادعليه السلام.

 فقال ‏عليه السلام له: مخرجك من كتاب اللّه يقول اللّه: «فمن جاءه موعظة من ربّه، فانتهى فله ما سلف». والموعظة هي التوبة ...(٢٠).

 

    الثاني في ما ورد عنه عليه السلام في سورة آل عمران [٣]

 قوله تعالى: «فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْناهُمْ لِيَومٍ لَّارَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَايُظْلَمُونَ»: ٢٥

  -١ أبو عمرو الكشّي رحمه الله:... محمد بن أحمد بن حمّاد المروزي، قال: كتب أبو جعفر عليه السلام إلى أبي في فصل من كتابه: فكأن قد في يوم أوغد: ثمّ «وُفِّيَت كلّ نفسٍ ما كسبت وهم لايظلمون» أمّا الدنيا فنحن فيها متفرّجون في البلاد ...   (٢١) .

 

   قوله تعالى: «فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْكُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِى الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ»: ١٥٩.

   -١ العيّاشي رحمه الله: ... عن علي بن مهزيار، قال: كتب إليّ أبو جعفر عليه السلام:

 أن سل فلاناً أن يشير عليّ ويتخيّر لنفسه فهو يعلم ما يجوز في بلده وكيف يعامل السلاطين، فإنَّ المشورة مباركة قال اللّه لنبيّه في محكم كتابه: «فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكّل على اللّه إنّ اللّه يحبّ المتوكّلين». ... (٢٢).

 

    الثالث في ما ورد عنه عليه السلام في سورة النساء [٤].

 قوله تعالى: «وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَآءَ أَمْولَكُمُ الَّتى‏ جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيماً وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفاً»: ٥

  (۷٤٦) العيّاشي رحمه الله: عن إبراهيم بن عبد الحميد، قال: سألت أبا جعفرعليه السلام عن هذه الآية: «ولا تؤتوا السفهاء أموالكم».

 قال: كلّ من يشرب المسكر(٢٣) فهو سفيه(٢٤).

 

   قوله تعالى: «وَلَاتَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى‏ بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَآءِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَسْئَلُوا اللَّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِ‏ّ شَىْ‏ءٍ عَلِيماً»: ٣٢

  -١ العيّاشي رحمه الله: عن الحسين بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام: فقال عليه السلام ...: لِلّه فضل يقسّمه من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس وذلك قوله: «واسئلوا اللّه من فضله» ... (٢٥).

 (۷٤۷) الحرّ العاملي رحمه الله: عن عبد الرحمن بن أبي نجران(٢٦)، قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول اللّه: «ولاتتمنّوا ما فضّل اللّه به بعضكم على بعض»؟

 قال: لايتمنّى الرجل امرأة الرجل، ولا ابنته، ولكن يتمنّى مثلهما(٢۷).

 

   قوله تعالى: «وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَبِيِّينَ وَالصِدِّيقِينَ وَالشُهَدَآءِ وَالصالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً»: ٦٩ 

  -١ الصفّار رحمه الله: ... عن الحسن بن العبّاس بن حريش، عن أبي جعفرعليه السلام، قال: ...

 قلت: واللّه! ما عندي كثير صلاح.

 قال عليه السلام: لاتكذب على اللّه! فإنّ اللّه قد سمّاك صالحا حيث يقول: «أُولئك مع الذين أنعم اللّه عليهم من النبيّين والصدّيقين والشهداء والصالحين». يعني: الذين آمنوا بنا، وبأمير المؤمنين، وملائكته، وأنبيائه، وجميع حججه، عليه وعلى محمد وآله الطيّبين الطاهرين الأخيار الأبرار، السلام (٢٨).

 

 قوله تعالى: «وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنِ مِنْهَآ أَوْ رُدُّوهَآ إِنّ اللَّهَ كَانَ عَلى‏ كُلِّ شَىْ‏ءٍ حَسِيباً»: ٨٦

   -١ الحرّ العاملي رحمه الله: ... أبو يزيد البسطامي، قال: خرجت من بسطام قاصداً لزيارة البيت الحرام، فمررت بالشام... فرأيت في القرية تلّ تراب، وعليه صبيّ رباعي السنّ يلعب بالتراب، فقلت في نفسي: هذا صبيّ! إن سلّمت عليه لما يعرف السلام، وإن تركت السلام أخللت بالواجب، فأجمعت رأيي على أن أُسلّم عليه، فسلّمت عليه.

 فرفع [أبو جعفر الثاني‏] عليه السلام رأسه إليّ وقال: ... عليك السلام ورحمة اللّه وبركاته وتحيّاته ورضوانه!

 ثمّ قال: صدق اللّه «وإذا حيّيتم بتحيّة فحيّوا بأحسن منها» وسكت.

 فقلت: «أو ردّوها».

 فقال: ذاك فعل المقصّر مثلك، فعلمت أنَّه من الأقطاب المؤيّدين ... (٢٩).

 

    الرابع في ما ورد عنه عليه السلام في سورة المائدة  [٥]

 قوله تعالى: «يأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ إِلَّا مَا يُتْلى‏ عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّى الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ»: ١

 (۷٤٨) علي بن إبراهيم القميّ رحمه الله: أخبرنا الحسين بن محمد بن عامر، عن المعلّى بن محمد البصري، عن ابن أبي عمير(٣٠) عن أبي جعفر الثاني عليه السلام في قوله: «يا أيّها الذين آمنوا أوفوا بالعقود».

 قال: إنَّ رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم عقد(٣١) عليهم لعلي عليه السلام بالخلافة(٣٢) في عشرة مواطن؛ ثمّ أنزل اللّه: «يا أيّها الذين آمنوا أوفوا بالعقود» التي(٣٣) عقدت عليكم لأمير المؤمنين عليه السلام(٣٤).

 

   قوله تعالى: «حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَطِيحَةُ وَمَآ أَكَلَ السَبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُوا بَالْأَزلامِ ذلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلاَتَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِى مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِاِثْمٍ فَاِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ»: ٣

  -١ الشيخ الطوسي رحمه الله: ... عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني، عن أبي جعفر محمد بن علي الرضاعليهما السلام: ... قلت له: فقوله تعالى: «والمنخنقة والموقوذة والمتردّية والنطيحة وما أكل السبع إلّا ما ذكّيتم».؟

 قال: المنخنقة، التي انخنقت بإخناقها حتّى تموت.

 والموقوذة، التي مرضت ووقذها المرض حتّى لم تكن بها حركة.

 والمتردّية، التي تتردّى من مكان مرتفع إلى أسفل، أو تتردّى من جبل، أو في بئر فتموت.

 والنطيحة، التي تنطحها بهيمة أُخرى فتموت، وما أكل السبُع منه فمات.

 وما ذبح على النصب على حجر، أو على صنم إلّا ما أُدركت ذكاته، فذكّي.

 قلت: «وأن تستقسموا بالأزلام»؟

 قال: كانوا في الجاهليّة يشترون بعيراً فيما بين عشرة أنفس، ويستقسمون عليه بالقداح، وكانت عشرة، سبعة لهم انصباء، وثلاثة لا انصباء لها.

 أمّا التي لها انصباء: فالفذّ، والتوام، والنافس، والحلس، والمسبل، والمعلى، والرقيب.

 وأمّا التي لا انصباء لها: فالسفح، والمنيح، والوغد، وكانوا يجيلون السهام بين عشرة، فمن خرج باسمه سهم من التي لا انصباء لها، أُلزم ثلث ثمن البعير، فلايزالون كذلك حتّى تقع السهام التي لا انصباء لها إلى ثلاثة فيلزمونهم ثمن البعير ثمّ ينحرونه، ويأكله السبعة الذين لم ينقدوا في ثمنه شيئاً، ولم يطعموا منه الثلاثة الذين وفروا ثمنه شيئاً.

 فلمّا جاء الإسلام حرّم اللّه تعالى ذكره ذلك فيما حرّم وقال عزّوجلّ: «وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق» يعني حراماً(٣٥).

 

   قوله تعالى: «إِنَّما جَزؤُا الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذلِكَ لَهُمْ خِزْىٌ فِي الدُنْيا وَلَهُمْ فِي الْاخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ»: ٣٤ - ٣٣

 (۷٤٩) علي بن إبراهيم القميّ رحمه الله: فإنّه حدّثني أبي، عن علي بن حسّان، عن أبي جعفرعليه السلام، قال: من حارب اللّه، وأخذ المال، وقتل، كان عليه أن يقتّل ويصلّب.

 ومن حارب وقتل، ولم يأخذ المال، كان عليه أن يقتّل ولايصلّب.

 ومن حارب فأخذ المال، ولم يقتل، كان عليه أن تقطّع يده ورجله من خلاف.

 ومن حارب، ولم يأخذ المال، ولم يقتل، كان عليه أن ينفى.

 ثمّ استثنى عزّوجلّ فقال: «إلّا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم» يعني يتوب(٣٦) من قبل أن يأخذهم(٣۷) الإمام(٣٨).

 

    الخامس في ما ورد عنه عليه السلام في سورة الأنعام [٦]

 قوله تعالى: «لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ»: ١٠٣

  -١ أبو منصور الطبرسي رحمه الله: روى أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري، قال: قلت لأبي جعفر الثاني عليه السلام : ... قوله: «لاتدرِكهُ الأبصار».

 قال عليه السلام: يا أبا هاشم! أوهام القلوب أدقّ من أبصار العيون، أنت قد تدرك بوهمك السند والهند، والبلدان التي لم تدخلها، ولاتدرك ببصرك ذلك، فأوهام القلوب لاتدركه، فكيف تدركه الأبصار (٣٩)؟

 

 (۷٥٠) البرقي رحمه الله: عن محمد بن عيسى، عن أبي هاشم الجعفري، قال: أخبرني الأشعث بن حاتم، أنّه سأل الرضاعليه السلام عن شي‏ء من التوحيد؟

 فقال: ألا تقرأ القرآن؟

 قلت: نعم!

 قال: اقرأ: «لاتدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار».

 فقرأت، فقال: ما الأبصار؟

 قلت: أبصار العين.

 قال: لا! إنّما عنى الأوهام، لاتدرك الأوهام كيفيّته، وهو يدرك كلّ فهم.

 عنه، عن محمد بن عيسى، عن أبي هاشم، عن أبي جعفرعليه السلام نحوه، إلّا أنّه قال: الأبصار هيهنا أوهام العباد، فالأوهام أكثر من الأبصار، وهو يدرك الأوهام، ولاتدركه الأوهام(٤٠).

 

    السادس في ما ورد عنه عليه السلام في سورة الأعراف [۷]

 قوله تعالى: «المص * وَ إِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّواْ أَنَّهُ وَاقِعُ بِهِمْ خُذُواْ مَآءَاتَيْناكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ»: ١ و ١۷١

  -١ ابن بابويه القميّ رحمه الله:... عن مؤدّب كان لأبي جعفرعليه السلام إنَّه قال: ... ثمّ قال عليه السلام: ... استعرضني أيّ القرآن شئت أف لك بحفظه.

 فقلت: الأعراف.

 فاستعاذ باللّه من الشيطان الرجيم.

 ثمّ قرأ: بسم اللّه الرحمن الرحيم، «وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنَّه ظلّة وظنّوا أنّه واقع بهم».

 فقلت: «المص»؟

 فقال: هذا أوّل السورة. وهذا ناسخ، وهذا منسوخ، وهذا محكم، وهذا متشابه، وهذا خاصّ، وهذا عامّ، وهذا ما غلط به الكتّاب، وهذا ما اشتبه على الناس(٤١).

 

   قوله تعالى: «وَبَيْنَهُما حِجابٌ وَعَلى‏ الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلّاً بِسِيماهُمْ وَنادُوا أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَن سَلامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوها وَهُمْ يَطْمَعُونَ»: ٤٦

  -١ الصفّار رحمه الله: ... سعد بن سعد، قال: سألت أبا جعفرعليه السلام من هذه الآية: «وعلى الأعراف رجال يعرفون كلّاً بسيماهم»؟

 فقال: هم يا سعد! الأئمّة من آل محمد صلوات اللّه عليهم(٤٢).

 

   قوله تعالى: «أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَايَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ»: ٩٩

   -١ ابن شعبة الحرّاني رحمه الله: وقال [أبو جعفر الثاني‏] عليه السلام: ... والإصرار على الذنب أمن لمكر اللّه «ولايأمن مكر اللّه إلَّا القوم الخاسرون»(٤٣).

  -٢ العيّاشي ‏رحمه الله: ... قال الحسين بن الحكم الواسطي: ...

 فقال [أبو جعفر الثاني‏]عليه السلام: إنّما الشكّ فيما لايعرف، فإذا جاء اليقين فلاشكّ، يقول اللّه: «وما وجدنا لأكثرهم من عهد، وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين». نزلت في الشكّاك(٤٤).

 

    السابع ما ورد عنه عليه السلام في سورة الأنفال [٨].

 قوله تعالى: «وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ»: ٣٣

  -١ أبو منصور الطبرسي رحمه الله: ... قال يحيى‏[بن أكثم‏]: روي أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: لو نزل العذاب لما نجى منه إلّا عمر.

 فقال [أبو جعفر] عليه السلام: وهذا محال أيضاً، لأنّ اللّه تعالى يقول: «وما كان اللّه ليعذّبهم وأنت فيهم، وما كان اللّه معذّبهم وهم يستغفرون». فأخبر سبحانه أنّه لا يعذّب أحداً مادام فيهم رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم، وما داموا يستغفرون اللّه(٤٥).

 

   قوله تعالى: «وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّنْ شَىْ‏ءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِى الْقُرْبى‏ وَالْيَتامى‏ وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ ءَامَنتُم بِاللَّهِ وَمَآ أَنْزَلْنَا عَلى‏ عَبْدِنا يَومَ الْفُرقَانِ يَوْمَ التَقى‏ الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلى‏ كُلِ‏ّ شَىْ‏ءٍ قَدِيرٌ»: ٤١

   -١ الشيخ الطوسي رحمه الله: ... كتب إليه [أي إلى علي بن مهزيار] أبوجعفرعليه السلام ... فأمّا الغنائم والفوائد فهي واجبة عليهم في كلّ عام، قال اللّه تعالى: «واعلموا أنّما غنمتم من شي‏ء فأنّ للَّه خمسه وللرّسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل إن كنتم آمنتُم باللّه وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان واللّه على كلّ شى‏ءٍ قديرٌ»    (٤٦).

 

   قوله تعالى: «وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِى الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ»: ۷٣

  -١ محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: ... عن الحسين بن بشّار الواسطي، قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السلام ... فكتب إليَّ: من خطب إليكم فرضيتم دينه وأمانته فزوّجوه «إلَّا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير»(٤۷).

 

   قوله تعالى: «وَالَّذِينَ آمَنُوا مِن بَعْدُ وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولئِكَ مِنكُمْ وَأُولُوا الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى‏ بِبَعْضٍ فِى كِتابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَىْ‏ءٍ عَلِيمُ»: ۷٥

   -١ محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: ... عن الحسين بن الحكم، عن أبي جعفر الثاني عليه السلام في رجل مات وترك خالتيه ومواليه؟

 قال عليه السلام: «اُولوا الأرحامِ بعضُهم أَولى ببعض» المال بين الخالتين(٤٨).

 

    الثامن في ما ورد عنه عليه السلام في سورة التوبة [٩]

 قوله تعالى: «خُذْ مِنْ أَمْولِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِ‏ّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَوتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلَيمٌ * أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرىَ اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلى عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَهدَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ»: ١٠٣ - ١٠٥

   -١ الشيخ الطوسي رحمه الله: ... أحمد بن محمد وعبد اللّه بن محمد، عن علي ابن مهزيار، قال: كتب إليه أبو جعفر عليه السلام ... إنّ موالي أسأل اللّه صلاحهم أو بعضهم قصّروا فيما يجب عليهم، فعلمت ذلك وأحببت أن أطهّرهم، وأزكّيهم بما فعلت في عامي هذا من الخمس.

 قال اللّه تعالى: «خذ من أمولهم صدقةً تطهِّرهم وتزكّيهم بها وصلّ عليهم إنّ صلوتك سكن لهم واللّه سميعٌ عليمٌ * ألم يعلموا أنّ اللّه هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات وأنَّ اللّه هو التَّوَّاب الرّحيم * وقل اعملوا فسيرى اللَّه عملكم ورسوله والمؤمنون وستردُّون إلى عالم الغيب والشهادة فينبّئكم بما كنتم تعملون»(٤٩).

 

   قوله تعالى: «مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الْأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُوا عَن رَّسُولِ اللَّهِ وَلايَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ لايُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلانَصَبٌ وَلامَخْمَصَةٌ في‏ سَبِيلِ اللَّهِ وَلَايَطَؤُنَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلايَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لايُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ»: ١٢٠

   -١ الراوندي رحمه الله: روي عن القاسم بن المحسن، قال: ... فلمّا دخلت المدينة صرت إلى أبي جعفر بن الرضا عليهما السلام.

 فقال لي: يا قاسم! ذهبت عمامتك في الطريق؟

 قلت: نعم! ... .

 قال: تصدّقت على الأعرابي فشكره اللّه لك وردّ إليك عمامتك، و«إنَّ اللّه لايضيع أجر المحسنينَ» (٥٠).

 

    التاسع في ما ورد عنه عليه السلام في سورة يوسف [١٢]

 قوله تعالى: «وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ ءَاتَيْنهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذلِكَ نَجْزِى الْمُحْسِنِينَ»: ٢٢

  -١ محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: ... عن علي بن أسباط ... فقال [أبو جعفر عليه السلام‏]: يا علي! إنّ اللّه احتجّ في الإمامة بمثل ما احتجّ به في النبوّة، فقال: «وآتيناه الحكم صبيّاً»، «ولمّا بلغ أشدّه»، «وبلغ أربعين سنة» فقد يجوز أن يؤتى الحكمة وهو صبيّ، ويجوز أن يؤتاها وهو ابن أربعين سنة(٥١).

 

   قوله تعالى: «فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَئاً وَآتَتْ كُلَّ وحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّيناً وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حشَ لِلَّهِ مَا هذا بَشَراً إِنْ هذآ إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ»: ٣١

   -١ الحضيني رحمه الله: ... أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: كنت في داره ببغداد، وأنا جالس بين يديه، إذ دخل عليه ياسر الخادم فرحّب به، وقرّبه.

 ثمّ قال: يا سيّدي! ستّنا أُمّ جعفر تستأذنك بالمسير إلى أُمّ الفضل للسلام عليك وعليها وقد استأذنت.

 فقال له: قل لها: أقبلي إليه ... .

 فقالت له: يا سيّدي! إنّي لأُحبّ أن أراك وأُمّ الخير بموضع واحد ... .

 فقال: أدخلي إليها فإنّي تابعك في الأثر، فدخلت أُمّ الخير فقدّمت نعليه ودخل والستور تشتال بين يديه، فما لبث أن أسرع راجعاً وهو يقول: «فلمّا رأينه أكبرنه...» .

 فخرجت أُمّ جعفر. ودنوت منه وقلت له: قد سمعتك وأنت تقول: «فلمّا رأينه أكبرنه» فهذا خبر النسوة الذي خرج عليهنّ يوسف لما رأينه، والإكبار ممّا حدث من أُمّ الفضل،فعلمت أنّه الحيض (٥٢).

 

   قوله تعالى: «قُلْ هذِهِ سَبِيلِى أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلى‏ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِى وَسُبْحانَ اللَّهِ وَمَآ أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ»: ١٠٨

  -١ محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: ... قال علي بن حسّان لأبي جعفر عليه السلام: يا سيّدي! إنَّ الناس ينكرون عليك حداثة سنّك.

 فقال عليه السلام: وماينكرون من ذلك قول اللّه عزّوجلّ؟! لقد قال اللّه عزّوجلّ لنبيّه صلى الله عليه وآله وسلم: «قل هذه سبيلي أدعوا إلى اللّه على بصيرة أنا ومن اتّبعني» فو اللّه ما تبعه إلاّ علي‏ عليه السلام وله تسع سنين و أنا ابن تسع سنين  (٥٣).

 

    العاشر في ما ورد عنه عليه السلام في سورة مريم [١٩]

 قوله تعالى: «يايَحْيَى‏ خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ وَءَاتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا»: ١٢

   -١ محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: ... عن علي بن أسباط ... فقال [أبو جعفرعليه السلام‏]: ... يا علي! إنَّ اللّه احتجّ في الإمامة بمثل ما احتجّ به في النبوّة فقال: «وآتيناه الحكم صبيّا»، «ولمّا بلغ أشدّه»، «وبلغ أربعين سنة». فقد يجوز أن يؤتى الحكمة وهو صبيّ، ويجوز أن يؤتاها وهو ابن أربعين سنة (٥٤).

 

    الحادي عشر في ما ورد عنه‏ عليه السلام في سورة طه  [٢٠]

 قوله تعالى:«فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلايَشْقى‏» : ١٢٣

  (۷٥١) محمد بن يعقوب الكليني‏ رحمه الله: الحسين بن محمد، عن معلّي بن محمد، عن السيّاري (٥٥)، عن علي بن عبد اللّه، قال: سأله رجل عن قوله تعالى: «فمن اتّبع هداي فلا يضلّ ولايشقى»؟

 قال‏ عليه السلام: من قال بالأئمّة، واتّبع أمرهم، ولم يجز طاعتهم(٥٦).

   

    الثاني عشر في ما ورد عنه عليه السلام في سورة الحجّ [٢٢]

   قوله تعالى: «اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ»: ۷٥

   -١ أبو منصور الطبرسي رحمه الله: ... فقال يحيى بن أكثم: وقد روي أيضاً أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال: ما احتبس عنّي الوحي إلّا ظننته قد نزل على آل الخطّاب.

 فقال [أبو جعفر]عليه السلام: وهذا محال أيضاً، لأ نّه لايجوز أن يشكّ النبيّ‏ صلى الله عليه وآله وسلم في نبوّته، قال اللّه تعالى: «اللّه يصطفي من الملائكة رُسلاً ومن الناس» فكيف يمكن أن تنتقل النبوّة ممّن اصطفاه اللّه تعالى إلى من أشرك به ... (٥۷).

 

    الثالث عشر في ما ورد عنه عليه السلام في سورة النور [٤٢]

 قوله تعالى: «وَأَنكِحُوا الْأَيامى‏ مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَآئِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَآءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ»: ٣٢

  -١ الشيخ المفيد رحمه الله: ... الريّان بن شبيب، قال: لمّا أراد المأمون أن يزوّج ابنته أُمّ الفضل أبا جعفر محمد بن علي عليهما السلام، ... فقال له: أتخطب يا أبا جعفر!؟

 قال عليه السلام: نعم! يا أمير المؤمنين!

 فقال له المأمون: اخطب - جعلت فداك - لنفسك ... .

 فقال أبو جعفر عليه السلام: الحمد للَّه إقراراً بنعمته، ولا إله إلَّا اللّه إخلاصاً لوحدانيّته، وصلّى اللّه على محمد سيّد بريّته، والأصفياء من عترته ... فقال سبحانه: «وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم اللّه من فضله واللّه واسعٌ عليمٌ».

 ثمّ إنّ محمد بن علي بن موسى يخطب أُمّ الفضل ... (٥٨).

 

    الرابع عشر في ما ورد عنه عليه السلام في سورة الفرقان [٢٥]

 قوله تعالى: «الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَحْمنُ وَكانَ يَوْماً عَلَى الْكافِرينَ عَسِيراً»: ٢٦

 (۷٥٢) السيّد شرف الدين الأسترآبادي رحمه الله: محمد بن العبّاس رحمه الله قال: حدّثنا محمد بن الحسن بن علي، عن أبيه الحسن، عن أبيه علي بن أسباط(٥٩)، قال: روى أصحابنا في قول اللّه عزّوجلّ: «الملك يومئذ الحقّ للرحمن»؟

 قال: إنّ الملك للرحمن اليوم وقبل اليوم وبعد اليوم، ولكن إذا قام القائم ‏عليه السلام لم يعبد [وا] إلّا اللّه عزّوجلّ(٦٠).

 

   قوله تعالى: «أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً»: ٤٤

   -١ أبو عمرو الكشّي رحمه الله: ... عن محمد بن علي الرضا عليهما السلام، أنّه قال: الواقفة هم حمير الشيعة.

 ثمّ تلا هذه الآية: «إن هم إلّا كالأنعام بل هم أضلّ سبيلاً»(٦١).

 

    الخامس عشر في ما ورد عنه عليه السلام في سورة النمل‏     [٢۷]

 قوله تعالى: «وَوَرِثَ سُلَيْمنُ دَاوُدَ وَقَالَ يَآ أَيُّهَا النَاسُ عُلِّمنَا مَنطِقَ الطَيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَىْ‏ءٍ إِنَّ هذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ»: ١٦

  -١ أبو جعفر الطبري‏ رحمه الله: ... محمد بن علي بن عمر التنوخي: رأيت محمد ابن علي‏ عليهما السلام وهو يكلّم ثوراً، فحرّك الثور رأسه ... .

 فقال عليه السلام: و«علّمنا منطق الطير وأُوتينا من كلّ شي‏ء» ... (٦٢).

 

    السادس عشر في ما ورد عنه ‏عليه السلام في سورة  القصص [٢٨]

 قوله تعالى: «وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى‏ ءَاتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذلِكَ نَجْزِى الْمُحْسِنِينَ»: ١٤

   -١ محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: ... عن علي بن أسباط ... فقال: [أبو جعفر عليه السلام‏]: يا علي! إنَّ اللّه احتجّ في الإمامة بمثل ما احتجّ به في النبوّة فقال: «وآتيناه الحكم صبيّاً»، «ولمّا بلغ أشدّه»، «وبلغ أربعين سنة» فقد يجوز أن يؤتى الحكمة وهو صبيّ، ويجوز أن يؤتاها وهو ابن أربعين سنة(٦٣).

 

    السابع عشر في ما ورد عنه عليه السلام‏  في سورة العنكبوت [٢٩]

 قوله تعالى: «وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَموتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنّى‏ يُؤْفَكُونَ»: ٦١

   -١ أبو منصور الطبرسي رحمه الله: روى أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري، قال: قلت لأبي جعفر الثاني عليه السلام: «قل هو اللّه أحد» ما معنى الأحد؟

 قال: المجمع عليه بالوحدانيّة، أما سمعته يقول: «ولئن سألتهم من خلق السَموات والأرض وسخّر الشمس والقمر ليقولنَّ اللّه» ... (٦٤).

 

    الثامن عشر في ما ورد عنه عليه السلام في سورة لقمان [٣١]

 قوله تعالى: «وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَموتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَايَعْلَمُونَ»: ٢٥

   -١ الشيخ الصدوق رحمه الله: ... عن أبي هاشم الجعفري، قال: سألت أبا جعفر الثاني ‏عليه السلام ما معنى الواحد؟

 قال‏ عليه السلام: الذي اجتماع الألسن عليه بالتوحيد، كما قال اللّه عزّوجلّ: «ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولنّ اللّه»(٦٥).

 

    التاسع عشر في ما ورد عنه عليه السلام‏ في سورة الأحزاب [٣٣]

 قوله تعالى: «وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُوحٍ وَإِبْرهِيمَ وَمُوسَى‏ وَعِيسَى بْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثقاً غَلِيظاً»: ۷

  -١ أبو منصور الطبرسي رحمه الله: ... فقال يحيى [بن أكثم‏]: قد روي أنّ النبيّ‏ صلى الله عليه وآله وسلم قال: لو لم أُبعث لبعث عمر.

 فقال [أبو جعفر]عليه السلام: كتاب اللّه أصدق من هذا الحديث، يقول اللّه في كتابه: «وإذ أخذنا من النبيّين ميثاقهم ومنك ومن نوح».

 فقد أخذ اللّه ميثاق النبيّين، فكيف يمكن أن يبدّل ميثاقه، وكلّ الأنبياء عليهم السلام لم يشركوا باللَّه طرفة عين، فكيف يبعث بالنبوّة من أشرك، وكان أكثر أيّامه مع الشرك باللَّه، و... (٦٦).

 

    العشرون في ما ورد عنه عليه السلام في سورة يس [٣٦].

 قوله تعالى: «وَجَآءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى‏ قَالَ ياقَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ»: ٢٠

  -١ الإمام الحسن العسكري عليه السلام: قال: ودخل رجل على محمد بن علي ابن موسى الرضا عليهم السلام وهو مسرور، ... .

 قال [عليه السلام‏]: شيعتنا الخلّص حزقيل المؤمن، مؤمن آل فرعون، وصاحب يس الذي قال اللّه تعالى [فيه‏]: «وجاء من أقصا المدينةِ رجلٌ يسعى» ...  (٦۷).

 

    الحادي والعشرون في ما ورد عنه ‏عليه السلام‏ في سورة ص [٣٨]

 قوله تعالى: «وَاذْكُرْ إِسْماعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَاالْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الأَخْيَارِ»: ٤٨

  -١ الراوندي رحمه الله: ... عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني، قال: كتبت إلى أبي جعفر أعني محمد بن علي بن موسى عليهم السلام، أسأله عن ذي الكفل ما اسمه؟ وهل كان من المرسلين؟

 فكتب صلوات اللّه عليه: ... وأنّ ذا الكفل منهم صلوات اللّه عليهم، ... وكان اسمه عويديا، وهو الذي ذكره اللّه تعالى جلّت عظمته في كتابه حيث قال: «واذكر إسماعيل واليسع وذاالكفل وكلّ من الأخيار»(٦٨).

 

    الثانى والعشرون في ‏ما ورد عنه عليه السلام‏ في سورة الزمر [٣٩]

 قوله تعالى: «وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَموتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كاشِفتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِىَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ»: ٣٨

  -١ الشيخ الصدوق رحمه الله: ... عن أبي هاشم الجعفري، قال: سألت أبا جعفر الثاني ‏عليه السلام ما معنى الواحد؟

 قال عليه السلام: الذي اجتماع الألسن عليه بالتوحيد كما قال اللّه عزّوجلّ: «ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولنّ اللّه»(٦٩).

 

    الثالث والعشرون في ماورد عنه ‏عليه السلام في ‏سورة الشورى [٤٢]

 قوله تعالى: «وَكَذلِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ قُرْءَاناً عَرَبِيّاً لِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى‏ وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَارَيْبِ فِيهِ فَرِيقٌ فِى الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِى السَّعِيرِ»: ۷

  -١ الصفّار رحمه الله: ... علي بن أسباط، أوغيره، قال: قلت لأبي جعفرعليه السلام: فلم سمّي النبيّ‏ صلى الله عليه وآله وسلم أُمّيّاً؟

 قال عليه السلام: نسبت إلى مكّة، وذلك قول اللّه عزّوجلّ: «لتنذر أُمّ القرى ومن حولها»، فأُمّ القرى: المكّة ... (۷٠).

 

  -٢ الشيخ الصدوق رحمه الله:... عن جعفر بن محمد الصوفي، قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السلام، فقلت: يا ابن رسول اللّه! لم سمّي النبيّ: الأُمّي؟

 فقال عليه السلام: ... وإنّما سمّي الأُمّي، لأنّه كان من أهل مكّة، ومكّة من أُمّهات القرى، وذلك قول اللّه عزّوجلّ: «لتنذر أُمّ القرى ومن حولها»(۷١).

 

   قوله تعالى: «وَكَذلِكَ أَوْحَيْنآ إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْري‏ ما الْكِتبُ وَلاَ الْإيمانُ وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدي‏ بِهِ مَنْ نَشآء مِنْ عِبادِنا وَإِنَّكَ لَتَهْدي‏ إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقيمٍ» ٥٢

   (۷٥٣) الصفّاررحمه الله: حدّثنا محمد بن الحسين، عن علي بن أسباط(۷٢)، قال: سأله رجال من أهل هيت وأنا حاضر، عن قول اللّه عزّوجلّ: «وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا»؟

 قال: منذ أنزل اللّه ذلك الروح على محمد صلى الله عليه وآله وسلم ما صعد إلى السماء، وإنّه لفينا(۷٣).

 

    الرابع والعشرون في ما ورد عنه ‏عليه السلام‏ في سورة الزخرف‏[٤٣]

 قوله تعالى: «الْأَخِلَّآءُ يَوْمَئِذِ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ»: ٦۷

   -١ الإربلي رحمه الله: قال [الجواد عليه السلام‏]: ... الناس إخوان، فمن كانت أُخوّته في غير ذات اللّه فإنَّها تحوز عداوة، وذلك قوله تعالى: «الأخلّاء يومئذ بعضهم لبعضٍ عدوّ إلَّا المتّقين»(۷٤).

 

   قوله تعالى: «أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْويهُمْ بَلى‏ وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ»: ٨٠

  -١ الحضيني رحمه الله: ... عن علي بن محمد بن علي بن أحمد بن أبي الحسن ... فقال [الجواد عليه السلام‏]: يا علي! واللّه! نحن كما قال تعالى: «أم يَحسبون أنّا لانسمع سِرَّهم ونجواهم بلى ورسُلنالديهم يكتبون»... (۷٥).

 

    الخامس والعشرون في ما ورد عنه‏ عليه السلام‏ في سورة الدخان‏[٤٤]

 قوله تعالى: «فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ»: ٤

  -١ السيّد بن طاووس رحمه الله: ... عن أبي جعفر الثاني عليه السلام: ... ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان، وهي الليلة التي يرجى أن تكون ليلة القدر، و«فيها يُفرقُ كلُّ أمر حكيمٍ» ... (۷٦).

 

    السادس والعشرون في ما ورد عنه ‏عليه السلام في سورة الأحقاف [٤٦]:

 قوله تعالى: «وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِولِدَيْهِ إِحْساناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلثُونَ شَهْراً حَتَّى‏ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِى أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِى أَنْعَمْتَ عَلَىَّ وَعَلى‏ ولِدَىَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَأَصْلِحْ لِى فِى ذُرِّيَّتِى إِنِّى تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّى مِنَ الْمُسْلِمِينَ»: ١٥

  -١ محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: ... عن علي بن أسباط ... فقال [أبو جعفر عليه السلام‏]: يا علي! إنّ اللّه احتجّ في الإمامة بمثل ما احتجّ به في النبوّة.

 فقال: «وآتيناه الحكم صبيّاً»، «ولمّا بلغ أشدّه»، «وبلغ أربعين سنة» فقد يجوز أن يؤتى الحكمة وهو صبيّ، ويجوز أن يؤتاها وهو ابن أربعين سنة(۷۷).

 

قوله تعالى: «فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَاتَسْتَعْجِل لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ بَلغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفاسِقُونَ»: ٣٥

  -١ أبو جعفر الطبري رحمه الله: ... أبو محمد الحسن بن علي عليهما السلام، قال: كان أبو جعفر عليه السلام شديد الأُدْمَة، ولقد قال فيه الشاكّون المرتابون ... وقال عليه السلام: ... وأيم اللّه لولا تظاهر الباطل علينا، وغلبة دولة الكفر، وتوثّب أهل الشكوك، والشرك، والشقاق علينا لقلت قولًا يتعجّب منه الْأَوّلون والآخرون.

 ثمّ وضع يده على فيه ثمّ قال: يا محمد! اُصمت، كما صمت آباؤك، «فاصبر كما صبر أُولوا العزم من الرُّسل ولاتستعجل لهم» ...  (۷٨).

 

      السابع والعشرون في ما ورد عنه عليه السلام في سورة محمد صلى الله عليه وآله وسلم [٤۷]

 قوله تعالى: «فَكَيْفَ إِذا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبارَهُمْ»: ٢۷

 (۷٥٤) العيّاشي رحمه الله: أبو علي المحمودي(۷٩)، عن أبيه رفعه في قول اللّه: «يضربون وجوههم وأدبارهم».

 قال: إنّما أراد وأستاههم، إنّ اللّه كريم يكنّ(٨٠) (٨١).

 

    الثامن والعشرون في ما ورد عنه عليه السلام في سورة ق‏[٥٠]

 قوله تعالى: «وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ»: ١٦

  -١ أبو منصور الطبرسي رحمه الله: ... فقال له يحيى بن أكثم: ما تقول يا ابن رسول اللّه في الخبر الذي روي: أنَّه نزل جبرئيل عليه السلام على رسول اللّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم وقال: يا محمد! إنَّ اللّه عزّوجلّ يقرؤك السلام، ويقول لك: سل أبابكر هل هو عنّي راضٍ فإنّي عنه راضٍ؟

 فقال أبو جعفر عليه السلام: ... وليس يوافق هذا الخبر كتاب اللّه، قال اللّه تعالى: «ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد». فاللّه عزّوجلّ خفي عليه رضاء أبي بكر من سخطه حتّى سأل عن مكنون سرّه؟! هذا مستحيل في العقول ... (٨٢).

 

    التاسع والعشرون في ما ورد عنه ‏عليه السلام في سورة النجم‏[٥٣]

 قوله تعالى: «وَالنَّجْمِ إِذا هَوى‏»: ١

  -١ الشيخ الصدوق رحمه الله: روي عن علي بن مهزيار، قال: قلت لأبي جعفر الثاني عليه السلام: ... وقوله عزّوجلّ: «والنجمِ إذا هوى» وما أشبه هذا؟

 فقال عليه السلام: إنَّ اللّه عزّوجلّ يقسم من خلقه بما يشاء، وليس لخلقه أن يقسموا إلَّا به عزّوجلّ(٨٣).

 

 قوله تعالى: «ماضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى‏ * وَمايَنْطِقُ عَنِ الْهَوى‏ * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْىٌ يُوحى‏ * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى‏ * ذُومَرَّةٍ فَاسْتَوى‏ * وَهُوَ بِالْاُفُقِ الْأَعْلى‏ * ثُمَّ دَنا فَتَدَلّى‏ * فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى‏ * فَأَوْحى‏ إِلى‏ عَبْدِهِ ما أَوْحى‏ * ماكَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى‏ * أَفَتُمرُونَهُ عَلى‏ ما يَرى‏ * وَلَقَدْ رَءَاهُ نَزْلَةً أُخْرى‏ * عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى‏ * عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى‏ * إِذْيَغْشى‏ السِدْرَةَ ما يَغْشى‏ * ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى‏ * لَقَدْ رَأَى‏ مِنْ ءَاياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى‏»: ١٨ - ٢

 (۷٥٥) علي بن إبراهيم القميّ رحمه الله: أخبرنا أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن العبّاس، عن أبي جعفرعليه السلام في قوله: «ما ضلّ صاحبكم وما غوى».

 يقول: ما ضلّ في علي‏ عليه السلام وما غوى، وما ينطق فيه عن الهوى، وما كان ما قال فيه إلّا بالوحي الذي أوحى إليه.

 ثمّ قال: «علّمه شديد القوى» ثمّ أذن له فوفد إلى السماء، فقال: «ذو مرّة فاستوى وهو بالأُفق الأعلى ثمّ دنا فتدلّى فكان قاب قوسين أو أدنى». كان بين لفظه وبين سماع محمدصلى الله عليه وآله وسلم كما بين وتر القوس وعودها، «فأوحى إلى عبده ما أوحى».

 فسئل رسول اللّه‏ صلى الله عليه وآله وسلم عن ذلك الوحى؟ فقال: أوحى إليّ أنّ علياً سيّد الوصيّين (المؤمنين)، وإمام المتّقين، وقائد الغرّ المحجّلين، وأوّل خليفة يستخلفه خاتم النبيّين.

 فدخل القوم في الكلام فقالوا: أمن اللّه ومن رسوله؟

 فقال اللّه جلّ ذكره لرسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم : قل لهم: «ما كذب الفؤاد ما رأى» ثمّ ردّ عليهم فقال: «أفتمارونه على ما يرى».

 ثمّ قال لهم رسول اللّه‏ صلى الله عليه وآله وسلم : قد أمرت فيه بغير هذا، أمرت أن أنصبه للناس، وأقول لهم: هذا وليّكم من بعدي، وهو بمنزلة السفينة يوم الغرق، من دخل فيها نجى ومن خرج منها غرق.

 ثمّ قال: «ولقد رآه نزلة أخرى» يقول: رأيت الوحى مرّة أُخرى. «عند سدرة المنتهى» التي يتحدّث تحتها الشيعة في الجنان.

 ثمّ قال اللّه: قل لهم: «إذ يغشى السدرة ما يغشى» يقول: إذ يغشى السدرة ما يغشى من حجب النور.

 و«ما زاغ البصر» يقول: ما عمي البصر عن تلك الحجب، «وما طغى».

 يقول: وما طغى القلب بزيادة فيما أوحى إليه ولانقصان.

 «لقد رأى من آيات ربّه الكبرى» يقول: لقد سمع كلاماً لولا أنّه قوي ما قوي (٨٤).

 

    الثلاثون في ما ورد عنه عليه السلام في سورة القمر[٥٤]

 قوله تعالى: «فَقَالُوا أَبَشَراً مِّنَّا وحِداً نَتَّبِعُهُ إِنَّآ إِذاً لَّفِى ضَلالٍ وَسُعُرٍ * أَءُلْقِىَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ»: ٢٤ و ٢٥

  -١ الإربلي رحمه الله: القاسم بن عبد الرحمان وكان زيديّاً، قال: خرجت إلى بغداد فبينا أنا بها إذ رأيت الناس يتعادون ويتشرّفون ويقفون.

 فقلت: يا هذا!؟ فقالوا: ابن الرضا. فقلت: واللّه! لأنظرنّ إليه، فطلع على بغل أو بغلة.

 فقلت: لعن اللّه أصحاب الإمامة حيث يقولون: إنّ اللّه افترض طاعة هذا. فعدل إليَّ وقال: يا قاسم بن عبد الرحمان! «أبشراً منّا واحداً نتبّعه إنَّا إذاً لفي ضلال وسعر».

 فقلت في نفسي: ساحر واللّه!

 فعدل إليَّ فقال: «أَءُلقِي الذكر عليه من بيننا بل هو كذّاب أشر»  (٨٥).

 

    الحادي والثلاثون في ما ورد عنه عليه السلام في سورة المجادلة [٥٨]

 قوله تعالى: «لَّاتَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْأَخِرِ يُوَآدُّونَ مَنْ حَآدَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْكَانُواْ ءَابَآءَهُمْ أَوْ أَبْنَآءَهُمْ أَوْ إِخْونَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولئِكَ كَتَبَ فِى قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ أُوْلئكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَآإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» ٢٢

 (۷٥٦) العلّامة الحلّي رحمه الله: أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبي جعفر، عن(٨٦) أبي الحسن عليهما السلام، قال: لا لوم على من أحبّ قومه، وإن كانوا كفّاراً.

 فقلت له(٨۷): قول اللّه عزّوجلّ: «لاتجد قوما يؤمنون باللّه واليوم الآخر يوادّون من حادّ اللّه ورسوله».

 فقال عليه السلام: ليس حيث تذهب، إنّه يبغضه في اللّه ولايودّه، ويأكله ولايطعمه غيره من الناس(٨٨).

 

    الثاني والثلاثون في ما ورد عنه عليه السلام في سورة الجمعة[٦٢]

 قوله تعالى: «هُوَ الَّذِى بَعَثَ فِى الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ ءَاياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِى ضَلالٍ مُّبِينٍ»: ٢

  -١ الصفّاررحمه الله: ... علي بن أسباط، أو غيره، قال: قلت لأبي جعفرعليه السلام: إنَّ الناس يزعمون أنَّ رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن يكتب ولايقرأ؟!

 فقال عليه السلام: كذبوا لعنهم اللّه! أنّى ذلك، وقد قال اللّه: «وهو الذي بعث في الأمّيّينَ رسولاً مِنهم يتلُوا عليهِم آياتهِ ويزكّيهِم ويعلّمهُم الكتابَ والحكمةَ و إِن كانوا مِن قبل لفِي ضَلالٍ مبينٍ»... (٨٩).

  -٢ الشيخ الصدوق رحمه الله: ... جعفر بن محمد الصوفي، قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السلام ... قلت: يزعمون أنَّه سمّي الأُمّي لأ نّه لم يكتب.

 فقال عليه السلام: كذبوا، عليهم لعنة اللّه! أ نّى ذلك، واللّه عزّوجلّ يقول في محكم كتابه: «هو الذي بعثَ في الأُمّيّين رسولاً مِنهم يتلوا عليهم آياتهِ ويزكّيهم ويعلمّهم الكتابَ والحِكمَة» فكيف كان يعلّمهم ما لايحسن؟!

 واللّه لقد كان رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم يقرء ويكتب باثنين وسبعين - أو قال بثلاثة وسبعين - لساناً ...      (٩٠).

 

    الثالث والثلاثون في ما ورد عنه عليه السلام‏ في سورة الطلاق‏[ ٦٥]

 قوله تعالى: «فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَىْ عَدْلٍ مِّنكُمْ وَأَقِيمُوا الشهادَةَ لِلَّهِ ذلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْأَخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مّخْرَجاً»: ٢

  -١ ابن شهر آشوب رحمه الله: ... جاء محمد بن جمهور العمّي والحسن بن راشد وعلي بن مدرك وعلي بن مهزيار ... فقالوا: ... فقال الرجل الثاني: يا ابن رسول اللّه! ما تقول في رجل طلّق امرأته عدد نجوم السماء؟

 قال [أبو جعفر]عليه السلام: تقرأ القرآن؟ قال: نعم!

 قال عليه السلام: اقرأ سورة الطلاق إلى قوله: «وأقيموا الشهادة لِلّه».

 يا هذا لاطلاق إلاّ بخمسن: شهادة شاهدين عدلين في طهر من غير جماع بإرادة عزم ... (٩١).

 

    الرابع والثلاثون في ما ورد عنه عليه السلام‏ في سورة نوح‏[۷١]

 قوله تعالى: «إِنَّا أَرْسَلنا نُوحاً إِلى‏ قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَك مِنْ قَبْلِ أَن يَأْتِيَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ»: ١

  -١ محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: ... عن أبي عمرو الحذّاء، قال: ساءت حالي، فكتبت إلى أبي جعفر عليه السلام، فكتب إليّ: أدم قراءة «إنّا أرسَلنَا نُوحاً إلى قومِهِ».

 قال: فقرأتها حولًا فلم أر شيئاً فكتبت إليه أُخبره بسوء حالي وإنّي قد قرأت «إنّا أَرْسَلنَا نوحاً إلى قومِهِ» حولاً كما أمرتني ولم أر شيئاً.

 قال: فكتب إلىَّ قد وفى لك الحول ... (٩٢).

 

    الخامس والثلاثون في ما ورد عنه عليه السلام في سورة الجنّ‏[ ۷٢]

 قوله تعالى: «وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلَاتَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً»: ١٨

  -١ العيّاشي رحمه الله: عن زرقان ... فالتفت [المعتصم‏] إلى محمد بن علي عليهما السلام فقال: ما تقول في هذا يا أبا جعفر!؟

 فقال: ... وقال اللّه تبارك وتعالى: «وأنّ المساجد للّه» يعني به، هذه الأعضاء السبعة التي يسجد عليها «فَلاتدعُوا مع اللّهِ أحداً» وما كان للّه لم يقطع ...  (٩٣).

 

    السادس والثلاثون في ما ورد عنه ‏عليه السلام في سورة القيامة [۷٥]

 قوله تعالى: «أَوْلى‏ لَكَ فَأَوْلى‏ * ثُمَّ أَوْلى‏ لَكَ فَأَوْلى‏»: ٣٤ و ٣٥

 (۷٥۷) الشيخ الصدوق رحمه الله: حدّثنا علي بن أحمد بن عمران الدقّاق، قال: حدّثنا محمد بن هارون الصوفي، قال: حدّثني أبو تراب عبيد اللّه بن موسى الروياني، عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني، قال: سألت محمد بن علي الرضاعليهما السلام عن قوله عزّوجلّ: «أولى لك فَأولى * ثمّ أولى لك فأولى»؟

 قال: يقول اللّه عزّوجلّ: بعداً لك من خير الدنيا، بعداً وبعداً لك من خير الآخرة(٩٤).

 

    السابع والثلاثون في ما ورد عنه عليه السلام‏ في سورة الإنسان [۷٦]

 قوله تعالى: «إِنَّا هَدَيْناهُ السبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً»: ٣

 (۷٥٨) علي بن إبراهيم القميّ رحمه الله: أخبرنا أحمد بن إدريس، قال: حدّثنا أحمد بن محمد، عن ابن أبي عمير، قال: سألت أبا جعفرعليه السلام عن قول اللّه: «إنّا هديناه السبيل إمّا شاكراً وإمّا كفوراً»؟

 قال‏ عليه السلام: إمّا آخذ فشاكر، وإمّا تارك فكافر(٩٥).

 

    الثامن والثلاثون في ما ورد عنه عليه السلام‏ في سورة الأعلى [٨۷]

 قوله تعالى: «سَنُقْرِئُكَ فَلَاتَنسَى‏ * إِلَّا مَا شَآءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفى‏»: ٦ و ۷

  -١ الإمام الحسن العسكري عليه السلام: قال محمد بن علي بن موسى الرضاعليهم السلام: ... قال اللّه تعالى: «سنقرِئك فَلا تنسى * إلّا ما شاء اللّه» أن ينسيك، فرفع ذكره عن قلبك»(٩٦).

 

    التاسع والثلاثون في ما ورد عنه عليه السلام في سورة الغاشية [٨٨]

 قوله تعالى: «وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ * عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ»: ٢ و ٣

 (۷٥٩) أبو عمرو الكشّي رحمه الله: محمد بن الحسن، قال: حدّثني أبو علي، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عمّن حدّثه، قال: سألت محمد بن علي الرضا عليهما السلام عن هذه الآية: «وجوهٌ يومئذ خاشعةٌ عاملة ناصبةٌ».

 قال: نزلت في النصّاب والزيديّة والواقفة من النصّاب(٩۷).

 

    الأربعون في ما ورد عنه عليه السلام في سورة الليل‏[ ٩٢]

 قوله تعالى: «وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى‏ * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى‏»: ١ و ٢

  -١ الشيخ الصدوق رحمه الله: روي عن علي بن مهزيار، قال: قلت لأبي جعفر الثاني عليه السلام قوله: عزّوجلّ: «واللّيل إذا يغشى * والنَّهارِ إذا تجلّى ... »

 فقال عليه السلام: إنَّ اللّه عزّوجلّ يقسم من خلقه بما يشاء، وليس لخلقه أن يقسموا إلّا به عزّوجلّ (٩٨).

 

    الحادي والأربعون في ما ورد عنه عليه السلام في سورة القدر[٩۷]

 (۷٦٠) العلّامة المجلسي‏ رحمه الله: من كتاب طريق النجاة لابن الحدّاد العاملي بإسناده عن أبي جعفر الجوادعليه السلام قال: من قرأ سورة القدر في صلاة رفعت في علّيّين مقبولة مضاعفة، ومن قرأها ثمّ دعا رفع دعاؤه إلى اللّوح المحفوظ مستجاباً(٩٩).

  -٢ محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: ... إسماعيل بن سهل، قال: كتبت إلى أبي جعفر صلوات اللّه عليه: إنّي قد لزمني دين فادح!

 فكتب عليه السلام: أكثر من الاستغفار، ورطّب لسانك بقراءة «إنّا أنزلناه»(١٠٠).

  -٣ محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله:... [عن‏] أبي عمرو الحذّاء، قال: ساءت حالي فكتبت إلى أبي جعفر عليه السلام، فكتب إليَّ: أدم قراءة «إنّا أرسلنا» ... قال: فقرأتها حولاً فلم أر شيئاً ...

 فكتب عليه السلام إليّ: قد وفى لك الحول فانتقل منها إلى قراءة «إنَّا أنزلناه» ... (١٠١).

  -٤ الشيخ الصدوق رحمه الله: ... إسماعيل بن سهل، قال: كتبت إلى أبي جعفر الثاني عليه السلام : علّمني شيئاً إذا أنا قلته كنت معكم في الدنيا والآخرة؟

 قال: فكتب‏ عليه السلام بخطّه أعرفه: أكثر من تلاوة «إنَّا أنزلناه» ورطّب شفتيك بالاستغفار(١٠٢).

  -٥ أبو عمرو الكشّي رحمه الله: ... محمد بن إسماعيل بن بزيع، أنّه سمع أبا جعفر عليه السلام، يقول: من زار قبر أخيه المؤمن فجلس عند قبره، واستقبل القبلة، ووضع يده على القبر، وقرأ «إنَّا أنزلناه في ليلة القدر» سبع مرّات، أمن من الفزع الأكبر(١٠٣).

  -٦ الشيخ الطوسي رحمه الله: ... حسن بن علي، عن أبيه، قال: كتب رجل إلى أبي جعفر عليه السلام يسأله عن صلاة نوافل شهر رمضان، وعن الزيادة فيها.

 فكتب عليه السلام إليه كتاباً قرأته بخطّه ... وأكثر من قراءة «إنَّا أنزلناه»(١٠٤).

 (۷٦١) السيّد بن طاووس رحمه الله: محمد بن علي بن محمد اليزدآبادي، قال: حدّثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطّار، قال: حدّثنا أبي، عن أحمد بن محمد ابن عيسى، عن الحسن بن العبّاس بن الحريش(١٠٥) الرازي، عن أبي جعفر محمد بن علي بن موسى بن جعفر عليهم السلام، قال: من قرأ «إنَّا أنزلناه في ليلة القدر» بعد صلاة العصر عشر مرّات، له على مثل أعمال الخلائق(١٠٦).

   (۷٦٢) السيّد بن طاووس رحمه الله: محمد بن علي اليزدآبادي، قال: حدّثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطّار القميّ، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن العبّاس بن الحريش الرازي، عن أبي جعفر محمد بن علي بن موسى بن جعفر عليهم السلام، قال: من قرأ «إنَّا أنزلناه في ليلة القدر» سبع مرّات قبل(١٠۷) عشاء الآخرة، كان في ضمان اللّه تعالى حتّى يصبح(١٠٨)  

 (۷٦٣) العلّامة المجلسي رحمه الله: قال الكفعمي في بعض كتب أدعيته: ذكر الشيخ عزّالدين الحسن بن ناصر بن إبراهيم الحدّاد العاملي في كتابه «طريق النجاة»، عن الجواد عليه السلام:

 أنّه من قرأ سورة القدر في كلّ يوم وليلة ستّاً وسبعين مرّة، خلق اللّه له ألف ملك، يكتبون ثوابها ستّة وثلاثين ألف عام.

 ويضاعف اللّه تعالى استغفارهم له ألفي سنة، ألف مرّة؛ وتوظيف ذلك في سبعة أوقات:

 الأوّل: بعد طلوع الفجر وقبل صلاة الصبح سبعاً، ليصلّي عليه الملائكة ستّة أيّام.

 الثاني: بعد صلاة الغداة عشراً، ليكون في ضمان اللّه إلى المساء.

 الثالث: إذا زالت الشمس قبل النافلة عشراً، لينظر اللّه تعالى إليه، ويفتح له أبواب السماء.

 الرابع: بعد نوافل الزوال إحدى وعشرين(١٠٩)، ليخلق اللّه تعالى له منها بيتاً طوله ثمانون ذراعاً، وكذا عرضه، وستّون ذراعاً سمكه، وحشوه ملائكة يستغفرون له إلى يوم القيامة، ويضاعف اللّه تعالى استغفارهم ألفي سنة، ألف مرّة.

 الخامس: بعد العصر عشراً، لتمرّ على مثل أعمال الخلائق يوماً.

 السادس: بعد العشاء سبعاً، ليكون في ضمان اللّه إلى أن يصبح.

 السابع: حين يأوي إلى فراشه إحدى عشر، ليخلق اللّه له منها ملكاً، راحته أكبر من سبع سموات وسبع أرضين، في موضع كلّ ذرّة من جسده شعرة، ينطق(١١٠) كلّ شعرة بقوّة الثقلين، يستغفرون لقارئها إلى يوم القيامة(١١١).

   

    الثاني والأربعون في ما ورد عنه ‏عليه السلام‏ في سورة الإخلاص [١١٢]

 قوله تعالى: «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ»: ١

  -١ أبو منصور الطبرسي رحمه الله: روى أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري، قال: قلت لأبي جعفر الثاني عليه السلام: «قُل هو اللّه أحدٌ»، ما معنى الأحد؟

 قال: المجمع عليه بالوحدانيّة ... (١١٢).

 

 قوله تعالى: «اللَّهُ الصَّمَدُ»: ٢

  -١ ابن شعبة الحرّاني رحمه الله: قال داود بن القاسم:

 سألته عن «الصمد»؟

 فقال عليه السلام: الذي لاسرّة له.

 قلت: فإنَّهم يقولون: إنّه الذي لاجوف له؟

 فقال عليه السلام: كلّ ذي جوف له سرّة(١١٣).

 (۷٦٤) محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: علي بن محمد؛ ومحمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن محمد بن الوليد، ولقبه شباب الصيرفي، عن داود بن القاسم الجعفري، قال: قلت لأبي جعفر الثاني عليه السلام: جعلت فداك! ما «الصمد»؟

 قال: السيّد المصمود إليه في القليل والكثير(١١٤).

 

    ج - الآيات والسور التي قرأها عليه السلام في الصلاة

   ويشتمل هذا العنوان على ثلاثة موضوعات:

 الأوّل في صلاة المغرب:

  -١ الشيخ المفيد رحمه الله: ... الريّان بن شبيب، ... صلّى [أبو جعفر الجواد عليه السلام ]بالناس صلاة المغرب فقرأ في الأُولى منها «الحمد» و «إذا جاء نصر اللّه»، وقرأ في الثانية «الحمد» و «قل هو اللّه أحد» ... (١١٥).

 

 الثاني في صلاة كلّ شهر:

  -١ السيّد بن طاووس رحمه الله:... عن الوشّا - يعني الحسن بن علي بن إلياس الخزّاز - قال: كان أبو جعفر محمد بن علي عليهما السلام إذا دخل شهر جديد يصلّي أوّل يوم منه ركعتين، يقرأ في أوّل ركعة: «قل هو اللّه أحد» ثلاثين مرّة بعدد أيّام الشهر وفي الركعة الثانية: «إنّا أنزلناه في ليلة القدر» مثل ذلك ... .

 قال السيّد: ورأيت في غير هذه الرواية زيادة: فقال: ويستحبّ إذا فرغت من هذه الصلاة أن تقول: بسم اللّه الرحمن الرحيم «وما من دابّة في الأرض إلّا على اللّه رزقها ويعلم مستقرّها ومستودعها كلّ في كتاب مبين»(١١٦)، «وإن يمسسك اللّه بضرّ فلا كاشف له إلاَّ هو وإن يمسسك بخير فهو على كلّ شى‏ء قدير»(١١۷).

 بسم اللّه الرحمن الرحيم: «سيجعل اللّه بعد عسر يسراً»(١١٨)، «ما شاء اللّه لا قوّة إلّا باللّه»(١١٩)، «حسبنا اللّه ونعم الوكيل»(١٢٠)، «واُفوّض أمري إلى اللّه إنّ اللّه بصير بالعباد»(١٢١)، «لا إله إلّا أنت سبحانك إنّي كنت من الظالمين»      (١٢٢)، «ربّ إنّي لما أنزلت إلىّ من خير فقير»(١٢٣)، «ربّ لاتذرني فرداً وأنت خير الوارثين» (١٢٤)(١٢٥).

 الثالث في نوافل المغرب:

  -١ السيّد بن طاووس رحمه الله: ... عن أبي سعيد الآدمي، رفعه إلى أبي الحسن، وأبي جعفرعليهما السلام: أنّهما كانا يقرءان في الركعتين الثالثة، والرابعة، من نوافل المغرب، في الثالثة «الحمد» وأوّل «الحديد» إلى «عليم بذات الصدور» وفي الرابعة «الحمد» وآخر «الحشر»(١٢٦).

 

    د - الآيات والسور التي أمر عليه السلام بقراءتها في الصلاة

 ويشتمل هذا العنوان على ثلاثة موضوعات:

 الأوّل في صلاة ليلة سبع وعشرين من رجب:

  -١ السيّد بن طاووس رحمه الله: ... عن أبي جعفر الثاني عليه السلام، قال: قال: إنَّ في رجب ليلة هي خير للناس ممّا طلعت عليه الشمس، وهى ليلة سبع وعشرين منه ... .

 قال: إذا صليّت العشاء الآخرة وأخذت مضجعك، ثمّ استيقظت أي ساعة من ساعات الليل كانت، قبل زواله أو بعده، صلّيت اثنتي عشرة ركعة باثنتي عشرة سورة من خفاف المفصّل من بعد «يس» إلى «الجحد».

 فإذا فرغت بعد كلّ شفع جلست بعد التسليم، وقرأت «الحمد» سبعاً و«المعوّذتين» سبعاً و «قل هو اللّه أحد» سبعاً و «قل يا أيّها الكافرون» سبعاً و«إنَّا أنزلناه» سبعاً و «آية الكرسي» سبعاً ...  (١٢۷).

 

 الثاني في صلاة يوم النصف ويوم السابع والعشرين من رجب:

  -١ السيّد بن طاووس رحمه الله: ... الريّان بن الصلت، قال: صام أبو جعفر الثاني عليه السلام لمّا كان ببغداد يوم النصف من رجب، ويوم سبعة وعشرين منه، وصام جميع حشمه وأمرنا أن نصلّى الصلاة التي هى اثنتا عشرة ركعة: يقرأ في كلّ ركعة «بالحمد، وسورة» فإذا فرغت قرأت «الحمد» أربعاً، و «قل هو اللّه أحد» أربعاً، و «المعوّذتين» أربعاً ...        (١٢٨).

 

 الثالث في صلاة الحرز المعروف بحرز الجواد عليه السلام:

  -١ السيّد بن طاووس رحمه الله: ... حكيمة بنت محمد بن علي بن موسى بن جعفر عمّة أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام، قالت: ... قال أبو جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السلام: يا أمير المؤمنين ! ... عندي عقد تحصّن به نفسك، وتحرز به من الشرور والبلايا والمكاره ... .

 وليصلّ أربع ركعات يقرأ في كلّ ركعة «فاتحة الكتاب» مرّة، وسبع مرّات «آية الكرسي»، وسبع مرّات «شهد اللّه»(١٢٩)، وسبع مرّات «والشمس وضحيها»، وسبع مرّات «والليل إذا يغشى»، وسبع مرّات «قل هو اللّه أحد» ... (١٣٠).

 

    ه  - الآيات والسور التي قرأها عليه السلام في الأدعية

 ويشتمل هذا العنوان على موضوعين:

 الأوّل في حجاب محمد بن علي عليهما السلام :

  -١ السيّد بن طاووس رحمه الله: حجاب محمد بن علي عليهما السلام: «الخالق أعظم من المخلوقين ... احتجبت واستترت واستجرت واعتصمت وتحصّنت ، ب : «الم»، وب «كهيعص»، وب «طه»، وب «طسم»، وب «حم»، وب «حم عسق»، وب «ن»، وب «طس»، وب «ق، والقرآن المجيد»، «وإنّه لقسم لو تعلمون عظيم»(١٣١)، واللّه وليّي ونعم الوكيل(١٣٢).

 

 الثاني في عوذات أيّام الأسبوع:

  -١ الراوندي رحمه الله: ... عوذة يوم الأحد:

    بسم اللّه الرحمن الرحيم‏

  وأحتجب باللّه الذي جعل في السماء بروجاً، وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً ... أن يوصل إليّ سوء، أو فاحشة، أو بليّة.

«حم، حم، حم، تنزيل من الرحمن الرحيم»، «حم، حم، حم، عسق، كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك اللّه العزيز الحكيم»

 وصلّى اللّه على محمد وآله.

 

 عوذة يوم الثلاثاء:

 بسم اللّه الرحمن الرحيم، أُعيذ نفسي باللّه الأكبر ... .

 «وخلق الأرض في يومين»، «وقدّر فيها أقواتها» ...

«في أربعة أيّام سواء للسائلين».

 

 عوذة يوم الأربعاء:

 بسم اللّه الرحمن الرحيم، أُعيذ نفسي باللّه الأحد الصمد، «من شرّ النفّاثات في العقد...» .

 

 عوذة يوم الخميس:

 بسم اللّه الرحمن الرحيم، أُعيذ نفسي بربّ المشارق والمغارب ...» .

وينزّل عليكم من السماء ماءً ليطهّركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبّت به الأقدام»، «اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب»، «وأنزلنا من السماء ماءً طهوراً لنحيي به بلدة ميتاً ولنسقيه ممّا خلقنا أنعاماً وأناسي كثيراً»، «ألآن خفّف اللّه عنكم ...»، «ذلك تخفيف من ربّكم ورحمة»، «يريد اللّه أن يخفّف عنكم ...»، «فسيكفيكهم اللّه وهو السميع العليم» ... .

 

 عوذة يوم الجمعة:

 بسم اللّه الرحمن الرحيم، لاحول ولاقوة إلّا باللّه العلي العظيم، ... .

 ومن شرّ كلّ دابّة أنت «آخذ بناصيتها إنّ ربي على صراط المستقيم».

 وصلّى اللّه على محمد وآله وسلّم تسليما(١٣٣).

 

      و - الآيات والسور التي أمرعليه السلام بقراءتها في الأدعية

 ويشتمل هذا العنوان على موضوعين:

   الأوّل في حرز الجواد عليه السلام:

  -١ السيّد بن طاووس رحمه الله: ... حكيمة بنت محمد بن علي بن موسى بن جعفر عمّة أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام، قالت: ... قال أبو جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السلام: يا أمير المؤمنين [أي المأمون‏] ! ... عندي عقد تحصّن به نفسك وتحرز به من الشرور والبلايا والمكاره ... .

(الحرز): «بسم اللّه الرحمن الرحيم الحمد للّه ربّ العالمين...» إلى آخرها، «ألم تر أنَّ اللّه سخّر لكم ما في الأرض والفلك تجري في البحر بأمره ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلّا بإذنه، إنَّ اللّه بالناس لرؤف رحيم» ...  (١٣٤).

 

 الثاني في عقيب صلاة الفجر:

  -١ الشيخ الصدوق رحمه الله: روي عن محمد بن الفرج أنّه قال: كتب إليّ أبو جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السلام بهذا الدعاء وعلّمنيه وقال: من دعا به في دُبُر صلاة الفجر لم يلتمس حاجة إلَّا يسّرت له وكفاه اللّه ما أهمّه: بسم اللّه وباللّه وصلّى اللّه على محمد وآله «وأُفوّض أمري إلى اللّه إنَّ اللّه بصير بالعباد فوقيه اللّه سيّئات ما مكروا»، «لا إله إلّا أنت سبحانك إنّي كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجّيناه من الغمّ وكذلك ننجي المؤمنين»، «حسبنا اللّه ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من اللّه وفضل لم يمسسهم سوء»، ... «حسبي اللّه لا إله إلّا هو عليه توكّلت وهو ربّ العرش العظيم»(١٣٥).