الباب الخامس:

في زيارته والتوسّل به عليه السلام‏

وهو يشتمل على عنوانين:

أ: زيارته عليه السلام 

ويشتمل هذا العنوان على ستّة موضوعات: 

الأوّل في فضل زيارته عليه السلام:

(٤٥١) ١ - الشيخ الطوسي رحمه الله: محمد بن أحمد بن داود، عن محمد بن الحسن، عن عبد اللّه، عن أحمد بن محمد، عن داود الصرمي(٥٥٨) قال: قلت له - يعني أبا الحسن العسكري عليه السلام - إنّى زرت أباك وجعلت ذلك لكم.
فقال ‏عليه السلام: لك من اللّه أجر وثواب عظيم ومنّا المحمدة(٥٥٩) (٥٦٠).

(٤٥٢) ٢ - الشيخ المفيد رحمه الله: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد، عن محمد ابن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن حمدان القلانسي(٥٦١)، عن علي بن محمد الحضيني، عن علي بن عبد اللّه بن مروان(٥٦٢)، عن إبراهيم بن عقبة، قال: كتبت إلى أبي الحسن الثالث عليه السلام أسأله عن زيارة قبر أبي عبد اللّه عليه السلام وعن زيارة قبر أبي الحسن وأبي جعفر عليهما السلام. فكتب إليّ أبو عبد اللّه عليه السلام المقدّم، وهذا(٥٦٣)(٥٦٤) أجمع وأعظم أجراً (٥٦٥).

(٤٥٣) ٣ - الطبرسي‏ رحمه الله: كان [أبو جعفر الجواد] عليه السلام قد بلغ في كمال العقل والفضل والعلم والحكم والأدب - مع صغر سنّه - منزلة لم يساوه فيها أحد من ذوى السنّ من السادات وغيرهم.
ولذلك كان المأمون مشغوفاً به لما رأى من علوّ رتبته وعظم منزلته، في جميع الفضائل.
فزوّجه ابنته أُمّ الفضل وحملها معه إلى المدينة، وكان متوفّراً على تعظيمه وتوقيره وتبجيله(٥٦٦).
 


الثانى - زاره الإمام المهدي عليهما السلام في ليالي الجمعة:

(٤٥٤) ١ - السيّد بن طاووس ‏رحمه الله: بإسنادنا إلى الشيخ أبي جعفر الطبري، قال: حدّثنا أبو جعفر محمد بن هارون بن موسى التلعكبري، قال: حدّثني أبو الحسين بن أبي البغل الكاتب، قال: تقلّدت عملاً من أبي منصور الصالحان، وجرى بيني وبينه ما أوجب استتاري عنه، فطلبني وأخافني.
فمكثت مستتراً خائفاً، ثمّ قصدت مقابر قريش ليلة الجمعة، واعتمدت المبيت هناك للدعاء و المسألة.
وكانت ليلة ريح ومطر، فسألت أبا جعفر القيّم يقفل الأبواب، وأن يجتهد في خلوة الموضع، لأخلو بما أُريده من الدعاء والمسألة، خوفاً من دخول إنسان لم آمنه، وأخاف من لقائه.
ففعل وقفل الأبواب، وانتصف الليل، فورد من الريح والمطر ما قطع الناس عن الموضع، فمكثت أدعو وأزور وأُصلّي.
فبينا أنا كذلك إذ سمعت و طئاً عند مولانا موسى عليه السلام، وإذا هو رجل يزور، فسلّم على آدم وعلى أولي الغرم، ثمّ على الأئمّةعليهم السلام واحداً واحداً إلى أن انتهى إلى صاحب الزمان فلم يذكره.
فعجبت من ذلك وقلت في نفسي: لعلّه نسي، أولم يعرف، أو هذا مذهب لهذا الرجل. فلمّا فرغ من زيارته صلّى ركعتين.
وأقبل إلى مولانا أبي جعفرعليه السلام زار مثل تلك الزيارة، وسلّم ذلك السلام، وصلّى ركعتين، ... وانتهيت إلى أبي جعفر القيّم، فخرج إليّ من باب الزيت، فسألته عن الرجل ودخوله؟
فقال: الأبواب مقفّلة كما ترى ما فتحتها، فحدّثته الحديث!
فقال: هذا مولانا صاحب الزمان، وقد شاهدته دفعات في مثل هذه الليلة عند خلوتها من الناس ... (٥٦٧)
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

الثالث في منع الخليفة عن زيارة قبره عليه السلام:

(٤٥٥) ١ - الراوندي رحمه الله: ما روي عن محمد بن يعقوب، عن علي بن محمد، قال: خرج نهي عن زيارة مقابر قريش، وقبر الحسين عليهم السلام، فلمّا كان بعد أشهر [زارها رجلان من الشيعة فدعاهما] الوزير الباقطاني، وزجرهما، فقال [لخادمه‏]: ألق بني الفرات، والبرسيّين، وقل لهم: لاتزوروا مقابر قريش، فقد أمر الخليفة، أن يقبض على كلّ من زار  (٥٦٨).
 

الرابع في كيفيّة زيارته عليه السلام:

(٤٥٦)١ - محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: محمد بن جعفر الرزّاز الكوفي، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عمّن ذكره، عن أبي الحسن عليه السلام، قال: تقول ببغداد: "السلام عليك يا وليّ اللّه، السلام عليك يا حجّة اللّه، السلام عليك يا نور اللّه في ظلمات الأرض، السلام عليك يا من بدا للّه في شأنه، أتيتك عارفاً بحقّك، معادياً لأعدائك، فاشفع لي عند ربّك".
وادع اللّه وسل حاجتك، قال: وتسلّم بهذا على أبي جعفر عليه السلام(٥٦٩) (٥٧٠).

(٤٥٧)٢ - العلّامة المجلسي رحمه الله: وروى مؤلّف المزار الكبير، عن محمد بن جعفر الرزّاز بالإسناد المتقدّم إلى قوله: وسلّم بهذا على أبي جعفر عليه السلام ثمّ قال: ثمّ تصلّي صلاة الزيارة فإذا فرغت منها سبّحت تسبيح الزهراء عليها السلام وتقول:
"اللهمّ إليك نصبت يدي، وفيما عندك عظمت رغبتي، فاقبل يا سيّدى توبتي، واغفرلي، وارحمني، واجعل لي في كلّ خير نصيباً، وإلى كلّ خير سبيلاً. اللهمّ صلّ على محمد وآل محمد واسمع دعائي، وارحم تضرّعي، وتذلّلي واستكانتي وتوكّلي عليك، فأنا لك سلم، لا أرجو نجاحاً ولا معافاة ولاتشريفاً إلّا بك ومنك، فامنن عليّ بتبليغي هذا المكان الشريف من قابل، وأنا معافي من كلّ مكروه ومحذور، وأعنّي على طاعتك وطاعة أوليائك الّذين اصطفيتهم من خلقك.
اللهمّ صلّ على محمد وعلى آل محمد، وسلّمني، في ديني، وامدد لي في أجلي، وأصلح لي جسمي، يا من رحمني وأعطاني، وبفضله أغناني، اغفر لي ذنبي وأتمم لي نعمتك فيمابقي من عمري، حتّى توفّاني وأنت عنّي راض.
اللهمّ صلّ على محمد وآل محمد، ولاتخرجني من ملّة الإسلام فإنّي اعتصمت بحبلك فلاتكلني إلى غيرك.
اللهمّ صلّ على محمد وآل محمد، وعلّمني ما ينفعني، وانفعني بما علّمتني، واملأ قلبي علماً وخوفاً من سطواتك ونقماتك.
اللهمّ إنّي أسألك مسألة المضطرّ إليك، المشفق من عذابك، الخائف من عقوبتك، أن تغفر لي وتغمّدني وتحنّن عليّ برحمتك، وتعود عليّ بمغفرتك، وتؤدّي عنّي فريضتك، وتغنيني بفضلك عن سؤال أحد من خلقك، وتجيرني، من النار برحمتك.
اللهمّ صلّ على محمد وآل محمد، وعجّل فرج وليّك وابن وليّك، وافتح له فتحاً يسيراً، وانصره نصراً عزيزاً. 
اللهمّ صلّ على محمد وآل محمد، وأظهر حجّته بوليّك، وأحي سنّته بظهوره حتّى يستقيم بظهوره جميع عبادك وبلادك، ولايستخفي أحد بشي‏ء من الحقّ.
اللهمّ إنّي أرغب إليه في دولته الشريفة الكريمة، الّتي تعزّ بها الإسلام وأهله، وتذلّ بها النفاق وأهله.
اللهمّ صلّ على محمد وآل محمد، واجعلنا فيها من الداعين إلى طاعتك، والفائزين في سبيلك، وارزقنا كرامة الدنيا والآخرة.
اللهمّ ما أنكرنا من الحقّ فعرّفناه، وما قصرنا عنه فبلّغناه.
اللهمّ صلّ على محمد وآل محمد، واستجب لنا جميع ما دعوناك، وأعطنا جميع ما سألناك، واجعلنا لأنعمك من الشاكرين، ولآلائك من الذاكرين، واغفر لنا يا خير الغافرين، وافعل بنا وبالمؤمنين ما أنت أهله يا أرحم الراحمين".
ثمّ اسجد وعفّر خدّيك وامض في دعة اللّه(٥٧١).

(٤٥٨)٣ - ابن قولويه القميّ رحمه الله: حدّثني محمد بن جعفر الرزّاز الكوفي، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عمّن ذكره، عن أبي الحسن عليه السلام: قال:
إذا أردت زيارة موسى بن جعفر و محمد بن علي عليهم السلام فاغتسل، و تنظّف، وألبس ثوبيك الطاهرين، و زر قبر أبي الحسن موسى بن جعفر، ومحمد بن علي بن موسى الرضا عليهم السلام، وقل حين تصير عند قبر موسى بن جعفر عليهما السلام:
"السلام عليك يا وليّ اللّه، السلام عليك يا حجّة اللّه، السلام عليك يا نور اللّه في ظلمات الارض، السلام عليك يا من بدأ للّه في شأنه.
اتيتك زائراً عارفاً بحقّك، معادياً لأعدائك، موالياً لأوليائك، فاشفع لي عند ربّك يا مولاي".
ثمّ سل حاجتك.
ثمّ سلّم على أبي جعفر محمد الجواد عليه السلام بهذه الأحرف، وابدأ بالغُسل، وقل:
"اللهمّ صلّ على محمد بن علي، الإمام البرّ التقي، الرضي المرضي، وحجّتك على من فوق الأرضين ومن تحت الثّرى، صلاة كثيرةً تامّةً زاكيةً مباركةً متواصلةً متواترةً مترادفةً، كأفضل ما صلّيت على أحد من أوليائك.
السلام عليك يا وليّ اللّه، السلام عليك يا نور اللّه، السلام عليك يا حجّة اللّه، السلام عليك يا إمام المؤمنين، السلام عليك يا خليفة النبيّين، وسلالة الوصيّين.
السلام عليك يا نور اللّه في ظلمات الأرض، أتيتك زائراً عارفاً بحقّك، معادياً لأعدائك، موالياً لأوليائك، فاشفع لي عند ربّك يا مولاي".
ثمّ سل حاجتك، فإنّها تقضي إن‏شاءاللّه تعالى(٥٧٢).

(٤٥٩) ٤ - الشيخ المفيد رحمه الله: تقف على قبر أبي الحسن موسى عليه السلام، وتستقبله بوجهك وتقول:
"السلام عليك يا وليّ اللّه، السلام عليك يا حجّة اللّه، السلام عليك يا نور اللّه في ظلمات الأرض.
أشهد أنّك قد بلّغت عن اللّه ما حمّلت، وحفظت ما استودعت، وحلّلت حلال اللّه، وحرّمت حرام اللّه، وأقمت حدود اللّه، وتلوت كتاب اللّه، وصبرت على الأذى في جنب اللّه محتسباً، وعبدته مخلصاً حتّى أتاك اليقين.
أبرأ إلى اللّه وإليك من أعدائك، مستبصراً بالهُدى الذي أنت عليه، عارفاً بضلالة من خالفك، اشفع لي عند ربّك."
ثمّ قبّل التربة، وضع خدّك الأيمن عليها، وتحوّل إلى عند الرأس، وقل:
"السلام عليك يا حجّة اللّه في أرضه وسمائه".
وتصلّي ركعتين، ثمّ تحوّل إلى عند الرجلين، فتدعو بما أحببت.
وتزور أبا جعفر عليه السلام بهذه الزيارة(٥٧٣).

(٤٦٠) ٥ - السيّد بن طاووس رحمه الله: إذا أردت زيارته عليه السلام فينبغي أن تغتسل، ثمّ تأتي المشهد المقدّس وعليك السكينة والوقار، فإذا أتيته فقف على بابه، وقل:
"اللّه أكبر، اللّه أكبر، لا إله إلّا اللّه، واللّه أكبر، الحمد للّه على هدايته لدينه، والتوفيق لما دعا إليه من سبيله.
اللهمّ إنّك أكرم مقصود وأكرم مأتي، وقد أتيتك متقرّباً إليك بابن بنت نبيّك صلواتك عليه وعلى آبائه الطاهرين وأبنائه الطيّبين.
اللهمّ صلّ على محمد وآل محمد، ولا تخيّب سعيي، ولا تقطع رجائي.
واجعلني عندك وجيهاً في الدنيا والآخرة ومن المقرّبين".
ثمّ تقدّم رجلك اليمنى عند الدخول، وتقول:
"بسم اللّه وباللّه، وفي سبيل اللّه، وعلى ملّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله.
اللهمّ اغفرلي ولوالدي ولجميع المؤمنين والمؤمنات".
فإذا وصلت إلى باب القبّة، فقف عليه واستأذن، وقل:
"ءأدخل يا رسول اللّه، ءأدخل يا نبيّ اللّه، ءأدخل يا محمد بن عبد اللّه.
ءأدخل يا أمير المؤمنين، ءأدخل يا أبا محمد الحسن، ءأدخل يا أبا عبد اللّه الحسين، ءأدخل يا أبا محمد علي بن الحسين، ءأدخل يا أبا جعفر محمد بن علي، ءأدخل يا أبا عبد اللّه جعفر بن محمد، ءأدخل يا مولاي يا أبا الحسن موسى بن جعفر، ءأدخل يا مولاي يا أبا جعفر، محمد بن علي". فإذا دخلت فكبّر اللّه (أربع....)
تقف على قبر الجواد صلوات اللّه عليه وتقبّله، وتقول:
"السلام عليك يا أبا جعفر محمد بن علي البرّ التّقي، الإمام الوفي، السلام عليك أيّها الرضي الزكي، السلام عليك يا ولي اللّه، السلام عليك يا نجي اللّه.
السلام عليك يا سفير اللّه، السلام عليك يا سرّ اللّه، السلام عليك يا ضياء اللّه.
السلام عليك يا سناء اللّه، السلام عليك يا كلمة اللّه، السلام عليك يا رحمة اللّه، السلام عليك أيّها النور الساطع، السلام عليك أيّها البدر الطالع، السلام عليك أيّها الطيّب من الطيّبين، السلام عليك أيّها الطاهر من المطهّرين.
السلام عليك أيّها الآية العظمى، السلام عليك أيّها الحجّة الكبرى.
السلام عليك أيّها المطهّر من الزلاّت، السلام عليك أيّها المنزّه عن المعضلات.
السلام عليك أيّها العلي عن نقص الأوصاف، السلام عليك أيّها الرضي عند الأشراف، السلام عليك يا عمود الدين.
أشهد أنّك ولي اللّه وحجّته في أرضه، وأنّك جنب اللّه وخيرة اللّه، ومستودع علم اللّه، وعلم الأنبياء، وركن الإيمان، وترجمان القرآن.
وأشهد أنّ من اتّبعك، على الحقّ والهدى، وأنّ من أنكرك ونصب لك العداوة، على الضلالة والردى، أبرأ إلى اللّه وإليك منهم في الدنيا والآخرة.
والسلام عليك ما بقيت وبقي الليل والنهار".
(الصلاة عليه، صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)
"اللهمّ صلّ على محمد وأهل بيته، وصلّ على محمد بن علي الزكيّ التقيّ، والبرّ الوفيّ، والمهذّب النقيّ، هادي الأُمّة، ووارث الأئمّة، وخازن الرحمة، وينبوع الحكمة، وقائد البركة، وعديل القرآن في الطاعة، وواحد الأوصياء في الإخلاص والعبادة، وحجّتك العليا، ومثلك الأعلى، وكلمتك الحسنى.
الداعي إليك، والدالّ عليك، الذي نصبته علماً لعبادك، ومترجماً لكتابك، وصادعاً بأمرك، وناصراً لدينك، وحجّة على خلقك، ونوراً تخرق به الظلم، وقدوة تدرك بها الهداية، وشفيعاً تنال به الجنّة.
اللهمّ وكما أخذ في خشوعه لك حظّه، واستوفى من خشيتك نصيبه.
فصلّ عليه أضعاف ما صلّيت على ولي ارتضيت طاعته، وقبلت خدمته.
وبلّغه منّا تحيّة وسلاماً، وآتنا في موالاته من لدنك فضلاً وإحساناً، ومغفرة ورضواناً، إنّك ذوالمنّ القديم، والصفح الجميل".
ثمّ صلّ صلاة الزيارة، فإذا سلّمت، فقل:
"اللهمّ أنت الرب وأنا المربوب، وأنت الخالق وأنا المخلوق.
وأنت المالك وأنا المملوك، وأنت المعطي وأنا السائل.
وأنت الرازق وأنا المرزوق، وأنت القادر وأنا العاجز.
وأنت الدائم وأنا الزائل، وأنت الكبير وأنا الحقير، وأنت العظيم وأنا الصغير.
وأنت المولى وأنا العبد، وأنت العزيز وأنا الذليل، وأنت الرفيع وأنا الوضيع.
وأنت المدبّر وأنا المدبّر، وأنت الباقي وأنا الفاني، وأنت الديّان وأنا المدان.
وأنت الباعث وأنا المبعوث، وأنت الغني وأنا الفقير، وأنت الحي وأنا الميّت.
تجد من تعذّب - يا ربّ - غيري، ولا أجد من يرحمني غيرك.
اللهمّ صلّ على محمد وآل محمد، وارحم ذلّي بين يديك، وتضرّعي إليك، ووحشتي من الناس، وأُنسي بك يا كريم، ثمّ تصدّق عليّ في هذه الساعة برحمة من عندك تهدي بها قلبي، وتجمع بها أمري، وتلمّ بها شعثي، وتبيّض بها وجهي، وتكرم بها مقامي، وتحطّ بها عنّي وزري، وتغفر بها ما مضى من ذنوبي، وتعصمني فيما بقي من عمري. وتستعملني في ذلك كلّه بطاعتك، وما يرضيك عنّي؛ وتختم عملي بأحسنه، وتجعل لي ثوابه الجنّة، وتسلك بي سبيل الصالحين على صالح ما أعطيتهم؛ ولا تنزع منّي صالحاً أعطيتنيه أبداً، ولاتردّني في سوء استنقذتني منه أبداً.
ولاتشمت بي عدوّاً ولاحاسداً، ولاتكلني إلى نفسي طرفة عين أبداً.
ولا أقلّ من ذلك ولا أكثر يا ربّ العالمين.
اللهمّ صلّ على محمد وآل محمد، وأرني الحقّ حقّاً فأتّبعه، والباطل باطلاً فأجتنبه، ولا تجعله عليّ متشابهاً فأتّبع هواي بغير هدىً منك، واجعل هواي تبعاً لطاعتك، وخذ رضا نفسك من نفسي، واهدني لما اختلف فيه من الحقّ بإذنك، إنّك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم".
ثمّ ادع بما أحببت(٥٧٤).

(٤٦١) ٦ - السيد بن طاووس رحمه الله: زيارة ثانية يزار بها [قبر الجواد] صلوات اللّه عليه:
"السلام على الباب الأقصد، والطريق الأرشد، والعالم المؤيّد، ينبوع الحكم، ومصباح الظلم، سيّد العرب والعجم، الهادي إلى الرشاد، الموفّق بالتأييد والسداد.
مولاي أبي جعفر محمد بن علي الجواد؛ أشهد - يا ولي اللّه - أنّك أقمت الصلاة، وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف، ونهيت عن المنكر، وجاهدت في اللّه(٥٧٥) حقّ جهاده، وعبدت اللّه مخلصاً حتى أتاك اليقين، فعشت سعيداً، ومضيت شهيداً.
ياليتني كنت معكم، فأفوز فوزاً عظيماً، ورحمة اللّه وبركاته".
ثمّ قبّل التربة، وضع خدّك الأيمن عليها، وصلّ ركعتين للزيارة.
وادع بعدهما بما تشاء(٥٧٦).

(٤٦٢) ٧ - السيّد بن طاووس رحمه الله: زيارة ثالثة يزار بها [أبو جعفر الجوادعليه السلام ]تقف عليه وأنت مستقبله بوجهك، وتقول:
"السلام عليك يا صفي اللّه، السلام عليك يا حبيب اللّه، السلام عليك يا ولي اللّه، السلام عليك يا حجّة اللّه، السلام عليك يا نور اللّه، السلام عليك يا خيرة اللّه.
السلام عليك أيّها الإمام ابن الإمام، السلام عليك يا ابن سيّد جميع الأنام.
السلام عليك أيّها المبرأ من الآثام، السلام عليك أيّها الداعي إلى الحقّ والهدى.
السلام عليك أيّها المزيل للشك والعمى والردى.
السلام عليك أيّها الداعي إلى الخير والسداد.
السلام عليك أيّها المعروف بأبي جعفر محمد بن علي الجواد.
السلام عليك يا ابن خير الأنام، السلام عليك يا ابن الأئمّة الكرام.
السلام عليك يا خازن العلم ومعدن الحكمة. السلام عليك أيّها المؤيّد بالعصمة.
السلام عليك يا مولاي يا أبا جعفر محمد بن علي ورحمة اللّه وبركاته.
أشهد أنّك يا مولاي، أقمت الصلاة، وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف، ونهيت عن المنكر، وتلوت الكتاب حقّ تلاوته، وجاهدت في اللّه حقّ جهاده.
وصبرت على الأذى في جنبه، وعبدت اللّه مخلصاً حتّى أتاك اليقين.
أنا أبرأ إلى اللّه من أعدائك، وأتقرّب إلى اللّه بموالاتك (٥٧٧)
أتيتك يا ابن رسول اللّه زائراً، عارفاً بحقّك، عائذاً بقبرك، مقرّاً بفضلك، موالياً لمن واليت، معادياً لمن عاديت، مستبصراً بشأنك، وبضلالة من خالفك، مستشفعاً بك إلى اللّه ليغفر بك ذنوبي، ويتجاوز عن سيّئاتي، فاشفع لي عند ربّك".
ثمّ تنكبّ على القبر، وتقبّله، وتدعو بما تريد(٥٧٨).

(٤٦٣) ٨ - السيّد بن طاووس رحمه الله: يوم الأربعاء، وهو باسم موسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد صلوات اللّه عليهم أجمعين، زيارتهم عليهم السلام:
"السلام عليكم يا أولياء اللّه، السلام عليكم يا حجج اللّه، السلام عليكم يا نور اللّه في ظلمات الأرض، السلام عليكم صلوات اللّه عليكم وعلى آل بيتكم الطيّبين الطاهرين، بأبي أنتم وأُمّي لقد عبدتم اللّه مخلصين، وجاهدتم في اللّه حقّ جهاده حتّى أتاكم اليقين.
فلعن اللّه أعدائكم من الجنّ والإنس أجمعين، وأنا أبرء إلى اللّه وإليكم منهم.
يا مولاي، يا أبا إبراهيم موسى بن جعفر، يا مولاي يا أبا الحسن علي بن موسى، يا مولاي يا أبا جعفر محمد بن علي، يا مولاي يا أبا الحسن علي بن محمد، أنا مولى لكم، مؤمن بسرّكم وجهركم، متضيّف بكم في يومكم هذا، وهو يوم الأربعاء ومستجير بكم، فأضيفونى و أجيرونى بآل بيتكم الطيّبين الطاهرين"(٥٧٩).

(٤٦٤)٩ - الشهيد الأوّل رحمه الله: في زيارة مولانا أبي جعفر محمد بن علي الجواد عليهما السلام وهو بظهر جدّه عليه السلام تقف عليه بعد فراغك من زيارة جدّه وتقول:
"السلام عليك يا ولي اللّه، السلام عليك يا حجّة اللّه، السلام عليك يا نور اللّه في ظلمات الأرض، السلام عليك يا ابن رسول اللّه، السلام عليك وعلى آبائك، السلام عليك وعلى أبنائك، السلام عليك وعلى أوليائك.
أشهد أنّك قد أقمت الصلاة، وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف، ونهيت عن المنكر، وتلوت الكتاب حقّ تلاوته، وجاهدت في اللّه حقّ جهاده، وصبرت على الأذى في جنبه حتّى أتاك اليقين.
أتيتك زائراً عارفاً بحقّك، موالياً لأوليائك، معادياً لأعدائك، فاشفع لي عند ربّك".
ثمّ قبّل القبر، وضع خدّيك عليه، ثمّ صلّ ركعتين للزيارة، وصلّ بعدهما ما شئت.
ثمّ اسجد، وقل: "ارحم من أساء واقترف، واستكان و اعترف".
ثمّ اقلب خدّك الأيمن، وقل: "إن كنت بئس العبد، فأنت نعم الربّ".
ثمّ اقلب خدّك الأيسر، وقل: "عظم الذنب من عبدك، فليحسن العفو من عندك يا كريم".
ثمّ تعود إلى السجود، وتقول: "شكراً، شكراً" مأئة مرّة(٥٨٠).

(٤٦٥)١٠ - الشهيد الأوّل رحمه الله: زيارة أُخرى لهما [أي لأبي الحسن موسى وأبي جعفر الجواد عليهما السلام‏] فإذا أردت ذلك قف على ضريحها الطاهر وقل:
"السلام عليكما يا وليّي اللّه، السلام عليكما يا حجتّي اللّه، السلام عليكما يا نوري اللّه في ظلمات الأرض.
أشهد أنّكما قد بلّغتما عن اللّه ما حمّلكما، وحفظتما ما استودعتما، وحلّلتما حلال اللّه، وحرّمتما حرام اللّه، وأقمتما حدود اللّه، وتلوتما كتاب اللّه، وصبرتما على الأذى في جنب اللّه محتسبين، حتّى أتاكما اليقين، أبرأ إلى اللّه من أعدائكما، وأتقرّب إلى اللّه بولايتكما، أتيتكما زائراً عارفاً بحقّكما، موالياً لأوليائكما، معادياً لأعدائكما، مستبصراً بالهدى الذي أنتما عليه، عارفاً بضلالة من خالفكما، فاشفعا لي عند [اللّه‏] ربّكما، فإنّ لكما عند اللّه جاهاً [عظيماً]، ومقاماً محموداً".
ثمّ قبّل التربة، وضع خدّك الأيمن عليها، وتحوّل إلى عند الرأس فقل:
"السلام عليكما يا حجّتي اللّه في أرضه وسمائه، عبدكما ووليّكما زائركما متقرّباً إلى اللّه بزيارتكما.
اللهمّ اجعل لي لسان صدق في أوليائك المصطفين، وحبّب إليّ مشاهدهم، واجعلني معهم في الدنيا والآخرة، يا أرحم الراحمين".
وتصلّي لكلّ إمام، ركعتين زيارة مندوباً، وتدعو بما أحببت(٥٨١).

الخامس في كيفيّة الصلوة عليه عليه السلام:
(٤٦٦) ١ - الشيخ الطوسي رحمه الله: أخبرنا جماعة من أصحابنا، عن أبي المفضّل الشيباني، قال:
حدّثنا أبو محمد عبد اللّه بن محمد العابد بالدالية لفظاً، قال:
سألت مولاي أبا محمد الحسن بن علي عليهما السلام في منزله بسرّ من رأى، سنة خمس وخمسين ومائتين أن يملي عليّ من الصلوة على النبيّ وأوصيائه عليه وعليهم، السلام وأحضرت معي قرطاساً كثيراً، فأملى عليّ لفظاً من غير كتاب.
الصلوة على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ... الصلاة على محمد بن علي بن موسى عليهم السلام:
"اللهمّ صلّ على محمد بن علي بن موسى، علم التُقى، ونور الهدى، ومعدن الوفاء، وفرع الأزكياء، وخليفة الأوصياء، وأمينك على وحيك.
اللهمّ وكما هديت به من الضلالة، واستنقذت به من الحيرة، وأرشدت به من اهتدى، وزكّيت من تزكّى، فصلّ عليه أفضل ما صلّيت على أحد من أوليائك إنّك عزيز حكيم ... "(٥٨٢).
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(٤٦٧) ٢ - الشيخ الطوسي رحمه الله: ... وفي التوقيع: ... إذا صلّيت على نبيّك كيف تصلّى عليه؟ ... إذا صلّيت على النبيّ فصلّ عليه وعلى أوصيائه على هذه النسخة ..
(نسخة الدفتر الذي خرج) بسم اللّه الرحمن الرحيم:
"اللهمّ صلّ على محمد سيّد المرسلين و... وصلّ على أمير المؤمنين ... وصلّ على محمد بن علي إمام المؤمنين ووارث المرسلين وحجّة رب العالمين ...(٥٨٣).

(٤٦٨) ٣ - الراوندي رحمه الله: قالوا عليهم السلام: إنّه يصلّى العبد ... ويوم الإثنين: أربع ركعات [تهدى‏] إلى محمد بن علي [الجواد] عليهما السلام...(٥٨٤).
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(٤٦٩) ٤ - العلّامة المجلسي رحمه الله: "السلام والصلاة على محمد بن علي الجوادعليهما السلام. السلام على الإمام، ابن الإمام، وابن سيّد الأنام، هادي العباد، وشافع يوم التناد، محمد بن علي الجواد.
السلام عليك يا ابن سيّد المرسلين، وابن خير الوصيّين، وسمّي نبيّ ربّ العالمين، والإمام المجتبى، وابن الخليفة الرضا.
اللهمّ صلّ عليه في الملأ الأعلى، وبلّغه الدرجات العلى، واجزه عنّا خير جزاء المحسنين، وشفّعه فينا يوم الدين، وأبلغه منّا التحيّة والسلام، واردد علينا منه التحيّة والسلام. والسلام عليه ورحمة اللّه وبركاته"(٥٨٥).

(٤٧٠) ٥ - السيّد بن طاووس رحمه الله: حدّث أبو محمد الصيمري، قال: حدّثنا أبو عبد اللّه أحمد بن عبد اللّه البجلي بإسناد رفعه إليهم صلوات اللّه عليهم، قال: من جعل ثواب صلاته لرسول اللّه وأمير المؤمنين والأوصياء من بعده صلوات اللّه عليهم أجمعين وسلّم، أضعف اللّه له ثواب صلاته أضعافاً مضاعفة، حتّى ينقطع النفس، ويقال له قبل أن يخرج روحه من جسده: يا فلان! هديّتك إلينا وألطافك لنا، فهذا يوم مجازاتك ومكافاتك، فطب نفساً، وقرّ عيناً بما أعدّ اللّه لك، وهنيئاً لك بما صرت إليه.
قال: قلت: كيف يهدي صلاته ويقول؟
قال: ينوي ثواب صلاته لرسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم ولو أمكنه أن يزيد على صلاة الخمسين شيئاً، ولو ركعتين في كلّ ركعتين في كلّ يوم، ويهديها إلى واحد منهم: 
يفتتح الصلاة في الركعة الأُولى مثل افتتاح صلاة الفريضة بسبع تكبيرات أو ثلاث مرّات، أو مرّة في كلّ ركعة، ويقول بعد تسبيح الركوع والسجود ثلاث مرّات: "صلّى اللّه على محمد وآله الطيّبين الطاهرين". في كلّ ركعة.
فإذا شهد وسلّم، قال: "اللهمّ أنت السلام ومنك السلام، يا ذا الجلال والإكرام، صلّ على محمد وآل محمد الطيّبين الطاهرين الأخيار، وأبلغهم منّي أفضل التحيّة والسلام...".
ما يهديه إلى محمد بن علي [الجواد عليه السلام‏] ... : "اللهمّ إنّ هاتين الركعتين هديّة منّي إلى عبدك وابن عبدك، ووليّك وابن وليّك، سبط نبيّك؛ في أرضك وحجّتك على خلقك، يا وليّ المؤمنين - ثلاثاً "(٥٨٦).

(٤٧١) ٦ - العلّامة المجلسي ‏رحمه الله: دعاء مستجاب يروى أنّه لمولانا أبي إبراهيم موسى بن جعفر الصادق صلوات اللّه عليه.
ما دعا به مغموم إلّا فرج اللّه عنه، ولامكروب إلّا نفّس اللّه عنه كربه ... .
أسألك أن تصلّي على مولانا وسيّدنا ورسولك محمد حبيبك الخالص و... ومحمد بن علي الجواد ... صلاة تامّة عامّة دائمة نامية باقية شاملة متواصلة ...(٥٨٧)
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

السادس في وداعه بعد زيارته عليه السلام‏
(٤٧٢)١ - الشيخ المفيد رحمه الله: فإذا أردت الانصراف، فودّعهما [أي أبا الحسن موسى الكاظم، وأبا جعفر محمد الجواد] عليهما السلام، وتقف على قبر كلّ واحد منهما وتقول:
"السلام عليك يا ولي اللّه، استودعك اللّه، وأقرأ عليك السلام، آمنّا باللّه، وبالرسول، وبما جئتم به، ودللتم عليه. اللهمّ فاكتبنا مع الشاهدين"(٥٨٨).

٢ - الشيخ الطوسي رحمه الله: تقف عليه [أي على قبر الجواد عليه السلام‏] كوقوفك عليه حين بدأت بزيارته. وتقول: 
"السلام عليك يا مولاي يا ابن رسول اللّه، ورحمة اللّه وبركاته. أستودعك اللّه، وأقرأ عليك السلام، آمنّا باللّه وبرسوله، وبما جئت به ودللت عليه. اللهمّ اكتبنا مع الشاهدين".
ثمّ تسأله أن لايجعله آخر العهد منك، وادع بما شئت، وقبّل القبر، وضع خدّيك عليه إن‏شاءاللّه(٥٨٩).

(٤٧٣) ٣ - السيّد بن طاووس رحمه الله: ذكر وداع له وللكاظم عليهما السلام، تقف على قبر محمد بن علي عليهما السلام وتقول:
"السلام عليك يا ولي اللّه وابن وليّه، السلام عليك يا حجّة اللّه وابن حجّته، السلام عليك يا ابن رسول اللّه، السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين، السلام عليك يا ابن فاطمة الزهراء، السلام عليك يا ابن الحسن والحسين، السلام عليك يا ابن الأئمّة الطاهرين، السلام عليك وعلى آبائك المطهّرين، وعلى أبنائك الطيّبين، السلام عليك يا مولاي يا أبا جعفر، ورحمة اللّه وبركاته.
السلام عليك سلام مودّع لاسئم ولا قال، ورحمة اللّه وبركاته.
أستودعك اللّه يا مولاي، وأسترعيك، وأقرأ عليك السلام، آمنت باللّه، وبالرسول، وبما جاء به من عنداللّه.
اللهمّ صلّ على محمد وآل محمد، واكتبنا مع الشاهدين.
اللهمّ لاتجعله آخر العهد من زيارتي إيّاه، وارزقني زيارته أبداً ما أبقيتني، فإن توفّيتني فاحشرني معه وفي زمرته وزمرة آبائه الطيّبين الطاهرين.
اللهمّ لاتفرّق بيني وبينه أبداً، ولاتخرجني من هذه القبّة الشريفة إلاّ مغفوراً ذنبي، مشكوراً سعيي، مقبولاً عملي، مبروراً زيارتي، مقضيّاً حوائجي، قد كشفت جميع البلاء عنّي.
اللهمّ صلّ على محمد وآل محمد، واجعلني ممّن ينقلب مفلحاً، منجحاً، سالماً، غانماً، بأفضل ما ينقلب به أحد من زوّاره ومواليه ومحبّيه.
بأبي أنت وأُمّي ونفسي وأهلي ومالي يا موسى بن جعفر، ويا محمد بن علي، اجعلاني في همّكما، وصيّراني في حزبكما، وأدخلاني في شفاعتكما، واذكراني عند ربّكما.
صلىّ اللّه عليكما وعلى أهلكما، لافرّق اللّه بيني وبينكما، ولاقطع عنّي بركتكما، وغفر لي، ولوالدي، ولجميع المؤمنين والمؤمنات، إنّه حميد مجيد".
ثمّ تدعو بما تحبّ، ثمّ تخرج، ولا تجعل ظهرك إلى الضريح، وامض كذلك حتّى يغيب عن معاينتك(٥٩٠).

(٤٧٤) ٤ - الشهيد الأوّل رحمه الله: فإذا أردت الانصراف فودّعهما [أي أبا الحسن الكاظم وأبا جعفر الجواد عليهما السلام‏] تقف عليهما كما وقفت أوّل مرّة وتقول:
"السلام عليكما يا وليّي اللّه، أستودعكما اللّه، وأسترعيكما، وأقرأ عليكما السلام.
آمنّا باللّه وبالرسول وبما جئتما به ودللتما عليه؛ اللهمّ اكتبنا مع الشاهدين.
اللهمّ لاتجعله آخر العهد من زيارتي لهما وارزقني مرافقتهما واحشرني معهما [وانفعني‏] بحبّهما، والسلام عليكما ورحمة اللّه وبركاته"(٥٩١).



ب: التوسل به عليه السلام‏

ويشتمل هذا العنوان على عشرة موضوعات:

الأوّل - لأداء الدين:
(٤٧٥) ١ - الشيخ الطوسي رحمه الله: ... عن محمد بن سليمان الديلمي، عن أبيه، قال:
جاء رجل إلى سيّدنا الصادق عليه السلام، فقال له: يا سيّدي! أشكو إليك ديناً ركبني، وسلطاناً غشمني ... .
فقال عليه السلام: إذا جنّك الليل، فصلّ ركعتين، اقرأ في الأُولى منهما: "الحمد وآية الكرسي"، وفي الركعة الثانية: "الحمد وآخر الحشر" ... .
ثمّ تقول: ... يا محمد بن علي، عشر مرّات ... (٥٩٢)
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

الثاني - للاستغناء:
(٤٧٦) ١ - العلّامة المجلسي ‏رحمه الله: الدعاء المتضمّن للتوسّل بكلّ واحد من الأئمّةعليهم السلام لما جعل له.
"اللهمّ صلّ على محمد وأهل بيته، وأسألك اللهمّ بحقّ محمد وابنته وابنيها الحسن والحسين : إلّا أعنتني بهم على طاعتك ورضوانك، وبلّغتني بهم أفضل ما بلّغته أحداً من أوليائهم في ذلك... .
وأسألك اللهمّ بحقّ وليّك أبي جعفر الجواد عليه السلام، إلّا جدت عليّ به من فضلك، وتفضّلت عليّ به من وسعك، ما أستغني به عمّا في أيدي خلقك وخاصّة يا ربّ لئامهم، وبارك لي فيه، وفيما لك عندي من نعمك وفضلك ورزقك.
إلهي انقطع الرجاء إلّا منك، وخابت الآمال إلّا فيك، يا ذا الجلال والإكرام.
أسألك بحقّ من حقّه عليك واجب، أن تصلّي على محمد وأهل بيته وأن تبسط عليّ ما حظرته من رزقك، وأن تسهّل ذلك وتيسّره في خير منك وعافية، وأنا في خفض عيش ودعة، يا أرحم الراحمين ... "(٥٩٣).

الثالث - للخلاص من الأسر:
(٤٧٧) ١ - الراوندي رحمه الله: وحدّث أبو الوفاء الشيرازي، قال:
كنت مأسوراً [بكرمان في يد ابن إلياس مقيّداً مغلولاً]، فوقفت على أنّهم همّوا بقتلي، فاستشفعت إلى اللّه تعالى بمولانا أبي محمد علي بن الحسين زين العابدين عليهما السلام، فحملتني عيني.
فرأيت [في المنام‏] رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم، وهو يقول: لاتتوسّل بي [ولا بابنتي ]ولا بابنيّ في شي‏ء من عروض الدنيا، بل للآخرة، ولما تؤمّل من فضل اللّه تعالى فيها ... .
وأمّا محمد بن علي، فاستنزل به الرزق من اللّه تعالى ... (٥٩٤)
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

الرابع - لدفع الوباء والطاعون:
(٤٧٨) ١ - السيّد الشبّر رحمه الله: في كتاب المحدّث الكاشاني ... أيضاً يكتب ويحمل معه <أي من أصابه الوباء والطاعون‏>
بسم اللّه الرحمن الرحيم "ياهو، يا من هو هو، يا من ليس هو إلّا هو، صلّ على محمد و آل محمد [واجعل لحامل كتابي هذا من كلّ همّ وغمّ وخوف فرجاً ومخرجاً] ... بحقّ محمد وعلي ... وعلي ومحمد..."(٥٩٥).
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

الخامس - لسرعة الإجابة:
(٤٧٩) ١ - العلّامة المجلسي رحمه الله: وجدت في نسخة قديمة، من مؤلّفات بعض أصحابنا رضي اللّه عنهم ما هذا لفظه: هذا الدعاء رواه محمد بن بابويه ‏رحمه الله عن الأئمّةعليهم السلام، وقال: ما دعوت في أمر إلّا رأيت سرعة الإجابة وهو:
"اللهمّ إنّي أسألك وأتوجّه إليك بنبيّك نبيّ الرحمة ... يا أبا جعفر، يا محمد ابن علي، أيّها الجواد، يا ابن رسول اللّه، يا حجّة اللّه على خلقه، يا سيّدنا ومولانا، إنّا توجّهنا واستشفعنا وتوسّلنا بك إلى اللّه، وقدّمناك بين يدي حاجاتنا، يا وجيهاً عنداللّه، اشفع لنا عنداللّه ... "(٥٩٦).
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

السادس - توسّل الملائكة به عليه السلام:
(٤٨٠) ١ - الكفعمي رحمه الله: ومنها دعاء أهل البيت المعمور، وهو:
"يا من أظهر الجميل وستر القبيح، يا من لم يؤاخذ بالجريرة ولم يهتك الستر؛ يا عظيم العفو يا حسن التجاوز، يا باسط اليدين بالرحمة، يا صاحب كلّ حاجة، يا واسع المغفرة، يا مفرّج كلّ كربة، يا مقيل العثرات، يا كريم الصفح، يا عظيم المنّ، يا مبتدئاً بالنعم قبل استحقاقها، يا ربّاه، يا سيّداه، يا غاية رغبتاه؛ أسألك بك، وبمحمد، وعلي، وفاطمة، والحسن، والحسين، وعلي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، وموسى بن جعفر، وعلي بن موسى، ومحمد بن علي، وعلي بن محمد، والحسن بن علي، والقائم المهدي؛ الأئمّة الهادية عليهم السلام أن تصلّي على محمد وآل محمد.
وأسألك يا اللّه، أن لاتشوّه خلقي بالنار، وأن تفعل بي ما أنت أهله، [ولا تفعل بي ما أنا أهله(٥٩٧)] "(٥٩٨).


السابع - في عالم الرؤيا:
(٤٨١) ١ - السيّد بن طاووس رحمه الله: ... حدّثنا أبو العباس أنّه كان ممّن أُسر بالهبير مع أبي الهيجاء بن حمدان، قال:
وكان أبو ظاهر سليمان مكرماً لأبي الهيجاء بأن كان يستدعيه إلى طعامه، فيأكل معه، ويستدعيه أيضاً بالليل للحديث معه.
فلمّا كان ذات ليلة سألت أبا الهيجاء أن يجري ذكري عند سليمان بن الحسن ويسأله إطلاقي؟
فأجابني إلى ذلك، ومضى إلى أبي ظاهر في تلك الليلة على رسمه، وعاد من عنده، ولم يأتني، وكان من عادته أن يغشاني عند عوده من عند سليمان ... .
فلمّا لم يعاودنا في تلك الليلة ... استوحشت لذلك، فصرت إليه، إلى منزله المرسوم ... فانصرفت إلى موضعي الّذي أُنزلت فيه في حالة عظيمة من الإياس من الحياة واستشعار الهلكة، فاغتسلت ولبست ثياباً جعلتها كفني وأقبلت على القبلة، فجعلت أُصلّي وأُناجي ربّي وأتضرّع وأعترف بذنوبي وأتوب منها ذنباً ذنباً، وتوجّهت إلى اللّه بمحمد وعلي و... محمد و علي ... ولم أزل أقول هذا وشبهه من الكلام إلى أن انتصف الليل، وجاء وقت الصلاة والدعاء وأنا أستغيث إلى اللّه وأتوسّل إليه بأمير المؤمنين عليه السلام إذ نعست عيني فرقدت.
فرأيت أمير المؤمنين‏ عليه السلام فقال لي: يا ابن كشمرد!
قلت: لبّيك يا أمير المؤمنين!
فقال: مالي أراك على هذه الحالة؟
فقلت: يا مولاى! أما يحقّ لمن يقتل صباح هذه الليلة غريباً عن أهله وولده بغير وصيّة ... .
فقال: تحول كفاية اللّه ودفاعه بينك وبين الذي يوعدك في ما أرصدك به من سطواته، أُكتب:
بسم اللّه الرحمن الرحيم "من العبد الذليل فلان بن فلان إلى المولى الجليل الّذي لا إله إلّا هو الحي القيّوم، وسلام على آل يسن، ومحمد وعلي وفاطمة و... ومحمد وعلي و... ."
فقال: ارم بها في البئر، وفي ما دنا منك من منابع الماء.
قال ابن كشمرد: فانتبهت وقمت ففعلت ما أمرني به ... .
فلمّا أصبحنا وطلعت الشمس استدعيت ... فلمّا دخلت على أبي ظاهر... .
ثمّ أقبل عليّ فقال: قد كنّا عزمنا في أمرك على ما بلغك، ثمّ رأينا بعد ذلك أن نفرّج عنك وأن نخيّرك أحد أمرين: إمّا أن تجلس فنحسن إليك، وإمّا أن تنصرف إلى عيالك ... فخرجت منصرفاً من بين يديه ... (٥٩٩).
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

الثامن في الساعة المخصوصة:
(٤٨٢)١ - الكفعمي رحمه الله: الساعة التاسعة، من صلاة العصر إلى أن يمضي(٦٠٠) ساعتان، للجواد عليه السلام:
"يا من دعاه المضطرّون فأجابهم، والتجأ إليه الخائفون فآمنهم، وعبده الطائعون فشكرهم، وشكره المؤمنون فحباهم، وأطاعوه فعصمهم.
وسألوه فأعطاهم، ونسوا نعمته فلم يخل شكره من قلوبهم، وامتنّ عليهم فلم يجعل اسمه منسيّاً عندهم.
أسألك بحقّ وليّك محمد بن علي‏ عليهما السلام حجّتك البالغة، ونعمتك السابغة، ومحجّتك الواضحة؛ وأُقدّمه بين يدي حوائجي، ورغبتي إليك، أن تصلّي على محمد وآل محمد، وأن تجود علي من فضلك، وتتفضّل عليّ من وسعك بما أستغني به عمّا في أيدي خلقك، وأن تقطع رجائي إلاّ منك، وتخيّب آمالي إلاّ فيك.
اللهمّ وأسألك بحقّ من حقّه عليك واجب، ممّن أوجبت له الحقّ عندك، أن تصلّي على محمد وآل محمد، وأن تبسط علي ما حظرته من رزقك، وتسهّل لي ذلك، وتيسّره هنيئاً مريئاً في يسر منك، وعافية.
برحمتك يا أرحم الراحمين، وخير الرازقين، وأن تفعل بي كذا وكذا.
اللهمّ يا خالق الأنوار، ومقدّر الليل والنهار، و"اللّه يعلم ما تحمل كلّ أُنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد، وكلّ شي‏ء عنده بمقدار"(٦٠١) إذا تفاقم أمر طرح عليك، وإذا غلّقت الأبواب قرع باب فضلك، وإذا ضاقت الحاجات فزع إلى سعة طولك، وإذا انقطع الأمل من الخلق اتّصل بك، وإذا وقع اليأس من الناس وقف الرجاء عليك.
أسألك بمحمد النبيّ الأوّاب، الذي أنزلت عليه الكتاب، ونصرته على الأحزاب، وهديتنا به إلى دار المآب، وبأمير المؤمنين علي بن أبي طالب الكريم النصاب، المتصدّق بخاتمه في المحراب، وبالإمام الفاضل محمد بن علي الذي سئل فوفّقته لردّ الجواب، وامتحن فعضدته بالتوفيق والصواب.
صلّى اللّه عليه، وعلى أهل بيته الأطهار، وأن تجعل موالاتهم، ومحبّتهم عصمة من النار، ومحجّة إلى دار القرار.
فقد توسّلت بهم إليك، وقدّمتهم أمامي، وبين يدي حوائجي، وتعصمني من التعرّض لمواقف سخطك، وتوفّقني لسلوك محبّتك ومرضاتك، يا أرحم الراحمين "(٦٠٢).

٢ - السيّد بن طاووس رحمه الله: بإسنادي إلى جدّي السعيد أبي جعفر الطوسي رضوان اللّه عليه، قال: روي عن الصادق عليه السلام أنّه قال: من دهمه أمر من سلطان أو من عدوّ حاسد فليصم يوم الأربعاء والخميس والجمعة ... وليقل في دعائه:
"أي ربّاه، أي سيّداه... يا حيّ يا قيّوم، يا حيّاً لايموت، لاحيّ لا إله إلاّ أنت، بمحمد يا اللّه، بعليّ يا اللّه...".
قال الحسن بن محبوب: فعرضته على أبي الحسن الرضاعليه السلام فزادني فيه:
"بجعفر يا اللّه، بموسى يا اللّه، بعلي يا اللّه، بمحمد يا اللّه... "(٦٠٣)
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣ - الشيخ الطوسي رحمه الله: روي عن الصادقين عليهم السلام: أنّ من غفل من صلاة الليل فليصلّ عشر ركعات ... ثمّ يدعو بما يختصّ عقيب السادسة، ... ثمّ تسجد سجدة الشكر، فتقول فيها إثنتي عشرة مرّة: "الحمد للّه، شكراً".
ثمّ تقول:
"اللهمّ صلّ على محمد وآل محمد، وصلّ على علي وفاطمة ... وموسى وعلي ومحمد ... "(٦٠٤)
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

التاسع: في الأدعية: 
١ - الشيخ الطوسي رحمه الله: روي عن الصادق‏ عليه السلام ، أنّه قال: قم يوم الأربعاء والخميس والجمعة، ... ثمّ ارفع يديك إلى السماء ... وتقول ... :
"أسألك بالحقّ الذي جعلته عند محمد وآل محمد، وعند الأئمّة: على، والحسن، ... ومحمد، ... أن تقضي حاجتي وتُيسّر عسيرها، ... "(٦٠٥).
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(٤٨٣) ٢ - الشيخ الطوسي رحمه الله: فإذا صليّت الفجر ... ثمّ تقول ما يختصّ هذا الموضع: اللهمّ صلّ على محمد وآل محمد ... ثمّ تقول:
"اللهمّ إنّي وهذا اليوم المقبل خلقان من خلقك ... رضيت باللّه ربّاً، وبالإسلام ديناً، وبمحمدصلى الله عليه وآله وسلم نبيّاً، وبالقرآن كتاباً، وبعلي إماماً، وبالحسن والحسين و... ومحمد بن علي و... أئمّة وسادة وقادة... "(٦٠٦)
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(٤٨٤) ٣ - الشيخ الطوسي رحمه الله: ومن دعاء السرّ، يا محمد! ... قل للذين يريدون التقرّب إليّ اعلموا علماً يقيناً أنّ هذا الكلام أفضل ما أنتم متقرّبون به إليّ بعد الفرائض أن تقولوا:
"اللهمّ إنّه لم يصبح أحد من خلقك ..." ثمّ اسجد سجدة الشكر وقل ما كتب أبو إبراهيم عليه السلام إلى عبد اللّه بن جندب.
فقال: إذا سجدت، فقل:
"اللهمّ إنّي أُشهدك، وأُشهد ملائكتك وأنبياءك ورُسُلك وجميع خلقك بأنّك أنت اللّه ربّي ... وعلي وليّى، والحسن والحسين ... ومحمد بن علي ... أئمّتي، بهم أتولّى، ومن عدوّهم أتبرّء... "(٦٠٧)
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(٤٨٥) ٤ - الراوندي رحمه الله: روي عن الأئمّة عليهم السلام: إذا حزنك [أمر] فصلّ ركعتين، ... ثمّ خذ المصحف وارفعه فوق رأسك وقل:
"اللهمّ [إنّي سألك‏]... بحقّ محمد وآل محمدصلى الله عليه وآله وسلم... وبحقّ التقي،..."(٦٠٨)
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(٤٨٦) ٥ - السيّد بن طاووس رحمه الله: إنّه لمولانا أبي إبراهيم موسى بن جعفر الصادق (صلوات اللّه عليه) ما دعا به مغموم إلّا فرّج اللّه غمّه،... :
بسم اللّه الرحمن الرحيم "سبحانك اللهمّ وبحمدك،... أسألك أن تصلّي على مولانا وسيّدنا ورسولك محمد حبيبك الخالص،... ومحمد بن علي الجوادعليه السلام ..."(٦٠٩).

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(٤٨٧) ٦ - السيّد بن طاووس رحمه الله: "اللهمّ إنّي أُدينك بطاعتك، وولايتك، وولاية محمد نبيّك، وولاية أمير المؤمنين حبيب نبيّك، وولاية الحسن والحسين ... ومحمد بن علي... أدينك يا ربّ بطاعتهم وولايتهم وبالتسليم بما فضّلتهم راضياً غير منكر ولا مستكبر على ما أنزلت في كتابك..."(٦١٠)
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(٤٨٨) ٧ - السيّد بن طاووس رحمه الله: ... عن المفضّل بن عمر، عن أبي عبد اللّه الصادق عليه السلام، قال: كان لأُمّي فاطمة عليها السلام صلاة تصلّيها، علّمها جبرئيل ... وتدعو بهذا الدعاء، وتسأل حاجتك تعطها إن‏شاءاللّه تعالى.
الدعاء: ترفع يديك بعد الصلوة على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وتقول:
"اللهمّ إنّي أتوجّه إليك بهم، وأسألك بحقّك العظيم ... أن تقضي لي حوائجي وتسمع محمداً وعلياً و... وموسى وعلياً ومحمداً و..."(٦١١).
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(٤٨٩)٨ - السيّد بن طاووس رحمه الله: في كتاب القاضي علي بن محمد الفروراري [الفراري خ - ل‏] أيّده اللّه قال: قرأت على أبي جعفر الزاهد أحمد ابن عيسى العلوي، وذكر أنّه لبعض الأئمّةعليهم السلام، ... ويعرف بدعاء الساراي:
"بسم اللّه، بسم اللّه، ما شاء اللّه توجّهاً بالدعاء إلى اللّه، ... وعلى ولاية علي وإمامته و ... بمحمد بن علي التقي من المتّقين، ...(٦١٢).
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(٤٩٠)٩ - السيّد بن طاووس رحمه الله: ... علي المسمّى ابن وزير الورّاق في جملة مجلّد أوّله دعاء الطلحي وهو عتيق ...:
"اللهمّ إنّي أسألك يا راحم العبرات، ... أتقرّب إليك بأوّل من توّجته تاج الجلالة،... محمد رسولك‏ صلى الله عليه وآله وسلم، ... وبالإمام الأمجد، والباب الأقصد، والطريق الأرشد، والعالم المؤيّد، ينبوع الحكم، ومصباح الظلم، سيّد العرب والعجم، الهادي إلى الرشاد، و الموفّق بالتأييد والسداد، مولانا محمد بن علي الجواد، ..."(٦١٣).
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(٤٩١) ١٠ - السيّد بن طاووس رحمه الله: في كتاب إغاثة الداعي عن مولانا الصادق صلوات اللّه عليه، قال: خذ المصحف فدعه على رأسك وقل:
"اللهمّ بحقّ هذا القرآن وبحقّ من أرسلته به وبحقّ ... وبمحمد بن علي‏ عليهما السلام" عشر مرّات ... وتسأل حاجتك      (٦١٤).
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(٤٩٢) ١١ - السيّد بن طاووس رحمه الله: ... عن جابر بن يزيد الجعفي، قال: قال: أبو جعفر عليه السلام: من دعا بهذا الدعاء مرّة واحدة في دهره كتب في رقّ، ورفع في ديوان القائم عليه السلام، فإذا قام قائمنا ناداه باسمه واسم أبيه، ...:
"اللهمّ يا إله الآلهة، يا واحد يا أحد،... أتقرّب إليك برسولك المنذرصلى الله عليه وآله وسلم، وبعلي أمير المؤمنين،... وبمحمد بن علي، الحبر الفاضل، المرتضى في المؤمنين، ..."(٦١٥)
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(٤٩٣) ١٢ - العلّامة المجلسي رحمه الله: عن الشيخ الفاضل الشيخ جعفر البحريني ‏رحمه الله، أنّه رأى في بعض مؤلّفات أصحابنا الإماميّة أنّه روى مرسلاً عن الصادق ‏عليه السلام، قال: ما لأحدكم إذا ضاق بالأمر ذرعاً أن لايتناول المصحف بيده عازماً على أمر يقتضيه من عند اللّه، ... قائلا:
"اللهمّ إنّي أتوجّه إليك بالقرآن العظيم، ... بحقّ محمد وعلي، ... ومحمد الجواد، ..."(٦١٦)
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(٤٩٤)١٣ - العلاّمة المجلسي رحمه الله: عن الشيخ يوسف بن الحسين، أنّه وجد بخطّ الشهيد السيّد محمد بن مكّي قدّس اللّه روحه، قال: تقرأ "إنّا أنزلناه" عشر مرّات: ثمّ تدعو بهذا الدعاء:
"اللهمّ إنّي أستخيرك لعلمك بعاقبة الأُمور، ... فأسألك بمحمد وعلي، ... وعلي ومحمد، ..."(٦١٧).
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(٤٩٥) ١٤ - السيّد بن طاووس رحمه الله: أبو جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام، ... الحسين بن علي، عن أبيه أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه وعليهم أجمعين أنّه قال: يا بنيّ! إنّه لابدّ أن يمضي اللّه عزّوجلّ مقاديره وأحكامه على ما أحبّ وقضا، ... ولاتدعو اللّه عزّوجلّ بدعوة في يومك ذلك في حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلّا أتتك كائنة ما كانت ... .
فقال علي عليه السلام: يا بنيّ! إذا أردت ذلك فقل:
"بسم اللّه الرحمن الرحيم، بسم اللّه وباللّه وسبحان اللّه، ... وأشهد أنّ علي ابن أبي طالب والحسن، و ... محمد بن علي، ... هم الأئمّة الهداة المهتدون ..."(٦١٨).
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(٤٩٦) ١٦ - السيّد بن طاووس رحمه الله: من كتاب أصل يونس بن بكير، قال: وسألت سيّدي أن يعلّمني دعاء أدعو به عند الشدائد، فقال لي: يا يونس! تحفظ ما أكتبه لك، وادع به في كلّ شدّة تجاب وتعطى ما تتمنّاه، ثمّ كتب لي:
"بسم اللّه الرحمن الرحيم، اللهمّ إنّ ذنوبي وكثرتها قد أخلقت وجهي عندك ... اللهمّ وقد أصبحت يومي هذا لاثقة لي، ولارجاء، ولالجأ، ولامفزع، ولامنجا غير من توسّلت بهم إليك، متقرّباً إلى رسولك محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ثمّ علي أمير المؤمنين ... ومحمد، ..."(٦١٩).
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(٤٩٧) ١٧ - السيّد بن طاووس رحمه الله: قال أبو حمزة الثمالي، انكسرت يد ابني مرّة فأتيت به يحيى بن عبد اللّه المجبر، فنظر إليه، فقال: أرى كسراً قبيحاً، ثمّ صعد غرفته يجي بعصابة ورفادة فذكرت في ساعتي تلك ما علّمني علي بن الحسين زين العابدين‏ عليه السلام.
فأخذت يد ابني فقرأت عليه ومسحت الكسر فاستوى الكسر بإذن اللّه تعالى، ... :
"بسم اللّه الرحمن الرحيم، يا حيّ قبل كلّ حيّ ... وأستشفع إليك بنبيّك نبيّ الرحمة، ... ومحمد بن علي الرشيد القائم بأمرك الناطق بحكمك، وحقّك وحجّتك على بريّتك ووليّك وابن أوليائك، وحبيبك وابن أحبّائك، ..."(٦٢٠)
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(٤٩٨) ١٨ - السيّد بن طاووس رحمه الله: ... عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد اللّه‏ عليه السلام، قال:
إنّ عندنا ما نكتمه ولانعلّمه غيرنا، أشهد على أبي، أنّه حدّثني عن أبيه، عن جدّه، قال: قال لي علي بن أبي طالب عليه السلام: يا بنيّ! إنّه لابدّ من أن تمضي مقادير اللّه وأحكامه على ما أحبّ وقضى، وسينفذ اللّه قضاءه وقدره، وحكمه فيك فعاهدني أن لاتلفظ بكلام أسرّه إليك حتّى أموت، ... فقل: هذا الدعاء:
"سبحان اللّه والحمد للّه ولا إله إلّا إللّه ...، وأنّ محمداً صلواتك عليه وآله، عبدك و رسولك ... ومحمد بن علي عليه السلام، ... الأئمّة الهداة المهديّون ..."(٦٢١)
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(٤٩٩) ١٩ - السيّد بن طاووس رحمه الله: حرز لمقتدى الساجدين الإمام زين العابدين عليه السلام:
"بسم اللّه الرحمن الرحيم، يا أسمع السامعين، يا أبصر الناظرين، ... اللهمّ صلّ على محمد المصطفى، وعلى علي المرتضى، ... ومحمد بن علي التقي، ..."(٦٢٢).
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

العاشر - للميّت:
١ - الشيخ الطوسي ‏رحمه الله: نسخة الكتاب الذي يوضع عند الجريدة، مع الميّت يقول قبل أن يكتب:
"بسم اللّه الرحمن الرحيم، أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لاشريك له ... وأنّ محمداًصلى الله عليه وآله وسلم عبده ورسوله، وأنّه مقرّ بجميع الأنبياء والرسل‏ عليهم السلام، وأنّ علياً وليّ اللّه وإمامه.
وأنّ الأئمّة من ولده أئمّته .... ومحمد بن علي [الجوادعليه السلام ] ..."(٦٢٣)
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.