الباب الثالث:

    شمائله عليه السلام

  وهو يشتمل على عنوانين:

   أ - لونه ‏عليه السلام

  -١محمد بن يعقوب الكليني ‏رحمه الله: ... الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين، ... قال: قال له إخوته ونحن أيضاً: ما كان فينا إمام قطّ حائل اللّون [أي الجواد عليه السلام (٩٥).

   -٢(٨۰)الحضيني ‏رحمه الله: ... وكان [الجواد] عليه السلام شديد الأدمة ... (٩٦).

  -٣ أبو جعفر الطبري ‏رحمه الله: ... عن عسكر مولى أبي جعفر محمد بن علي الرضاعليهما السلام قال: فقلت في نفسي: يا سبحان اللّه! ما أشدّ سمرة مولاي، وأضوء جسده (٩۷).

   -٤(٨١) ابن الصبّاغ: ... صفته [أي الجواد عليه السلام‏] أبيض معتدل (٩٨).

  -٥ العيّاشي رحمه الله: عن زرقان، صاحب ابن أبي دؤاد وصديقه بشدّة، قال: رجع ابن أبي دؤاد ذات يوم من عند المعتصم وهو مغتمّ، فقلت له: في ذلك ...؟

 قال: لما كان من هذا الأسود أبي جعفر محمد بن علي بن موسى‏عليهم السلام اليوم بين يدي أمير المؤمنين ... (٩٩).

 

 ب - شعره وحسن وجهه عليه السلام:

  -١ الشيخ الصدوق‏ رحمه الله: ... عن  أبي الصلت الهروي قال: ... دخل علي شابّ حسن الوجه، قطط الشعر أشبه بالرضاعليه السلام ... فقلت له: ومن أنت؟

 فقال لي: أنا حجّة اللّه عليك يا أبا صلت! أنا محمد بن علي! ... (١۰۰).

  -٢ أبو جعفر الطبري ‏رحمه الله: ... حدّثنا إبراهيم بن سعد، قال: رأيت محمد بن علي الرضاعليهما السلام وله شعرة - أو قال: وفرة - مثل حلك الغراب ... (١۰١).

     

    الباب الرابع:

    أقاربه‏ عليه السلام

   وهو يشتمل على خمسة عناوين:

   أ - أحوال أُمّه عليه السلام‏

 ويشتمل هذا العنوان على أربعة موضوعات:

   الأوّل في اسم أُمّه ‏عليه السلام في الأحاديث:

   -١(٨٢) محمد بن يعقوب الكليني ‏رحمه الله: وأُمّه [أي أبي جعفر الثاني‏ عليه السلام‏] أُمّ ولد، يقال لها: سبيكة نوبيّة.

 وقيل أيضاً: أنّ اسمها كان خيزران.

 وروي: أنّها كانت من أهل بيت مارية أُمّ إبراهيم بن رسول اللّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم (١۰٢).

  -٢ ابن شهر آشوب ‏رحمه الله: ... حكيمة بنت أبي الحسن موسى بن جعفرعليهما السلام قالت: لمّا حضرت ولادة الخيزران أُمّ أبي جعفر ... (١۰٣).

   -٣(٨٣) الشيخ الصدوق ‏رحمه الله: ... عن أبي نضرة قال: لمّا احتضر أبو جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام عند الوفاة، ... ثمّ دعا بجابر بن عبد اللّه فقال له: يا جابر! حدّثنا بما عاينت من الصحيفة.

 فقال له جابر: نعم يا أبا جعفر! دخلت على مولاتي فاطمة ... فقلت لها: يا سيدة النساء ! ما هذه الصحيفة التي أراها معك؟

 قالت: فيها أسماء الأئمّة من ولدي، ... أبو جعفر محمد بن علي الزكي أُمّه جارية اسمها خيزران  ... (١۰٤).

 والحديث طويل، أخذنا منه موضع الحاجة.

 

 الثاني في شأن أُمّه عليه السلام في الأحاديث:

  -١ محمد بن يعقوب الكليني‏ رحمه الله: ... عن زكريّا بن يحيى بن نعمان الصيرفي، قال: ... قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: بأبي ابن خيرة الإماء، ابن النوبيّة، الطيّبة الفمّ، المنتجبة الرحم(١۰٥).

  -٢ حسين بن عبد الوهّاب رحمه الله: ... كلثم بن عمران، قال: ... قال الرضاعليه السلام لأصحابه: ... وشبيه عيسى بن مريم عليهما السلام، قدّست أُمّ ولدته [أي الجواد عليه السلام‏]، فلمّا ولدته طاهرة مطهّرة ... (١۰٦).

 

 الثالث في ما ورد في الكتب في شأن أُمّه واسمها:

   -١(٨٤) ابن شهر آشوب ‏رحمه الله: وأُمّه [أي أبى جعفر الجواد عليه السلام‏] أُمّ ولد، تدعى: درّة، وكانت مريسيّة؛ ثمّ سمّاها الرضاعليه السلام: خيزران.

 وكانت من أهل بيت مارية القبطيّة.

 ويقال: إنّها سبيكة، وكانت نوبيّة.

 ويقال: ريحانة، وتكنّى: أُمّ الحسن (١۰۷).

   -٢(٨٥) الحضيني ‏رحمه الله: ... واسم أُمّه: [أي أبى جعفر الجواد عليه السلام‏] خيزران المرسيّة (١۰٨).

  -٣(٨٦)المسعودي: روي أنّه كان اسم أُمّ أبي جعفرعليه السلام ، سبيكة.

 وأ نّها كانت أفضل نساء زمانها (١۰٩).

   -٤(٨۷) أبو جعفر الطبري ‏رحمه الله: وأُمّه [أي أبى جعفر الجواد عليه السلام‏] أُمّ ولد، تسمّى ريحانة، وتكنّى أُمّ الحسن.

 ويقال: إنّ اسمها، سكينة.

 ويقال لها: خيزران المريسيّة (١١۰).

    -٥(٨٨) الشيخ المفيد رحمه الله: وأُمّه [أي أبى جعفر الجواد عليه السلام‏] أُمّ ولد، يقال لها: سبيكة، وكانت نوبيّة(١١١)

   -٦(٨٩) الإربلي ‏رحمه الله: قال الشيخ كمال الدين محمد بن طلحة رحمه الله: وأُمّه أُمّ ولد، يقال لها: سكينة، المريسيّة.

 وقيل: الخيزران (١١٢).

 قال الحافظ عبد العزيز: أُمّه ريحانة. وقيل: الخيزران (١١٣).

 وقال: أُمّه أُمّ ولد، يقال لها: خيزران. وكانت من أهل مارية القبطيّة (١١٤).

 وقال ابن الخشاب: أُمّه أُمّ ولد، يقال لها: سكينة مريسيّة.

 ويقال لها: خيزران(١١٥) واللّه أعلم (١١٦).

   -۷(٩۰) ابن الصبّاغ: وأمّا أُمّه [أي محمد بن علي الجواد] أُمّ ولد، يقال لها: سكينة النوبيّة.

 وقيل: المريسيّة (١١۷).

 (٩١) البغدادي: أُمّ محمد بن علي ‏عليه السلام سكينة، مربّية، أُمّ ولد، ويقال: خورنال (١١٨).

   -٢(٩٢) الطبرسي ‏رحمه الله: وكانت أُمّه أُمّ ولد، اسمها درّة.

 فسمّاها الرضاعليه السلام خيزران، وكانت من أهل بيت مارية القبطيّة.

 ويقال: إنّ أُمّه نوبة، واسمها سبيكة (١١٩).

   -١۰(٩٣) المحدّث القميّ‏ رحمه الله: أُمّه أُمّ ولد، يقال لها: سبيكة، وسمّاها الرضاعليه السلام: الخيزران.

 وكانت نوبيّة، من أهل بيت مارية القبطيّة، أُمّ إبراهيم ابن الرسول‏ صلى الله عليه وآله وسلم.

 وكانت من أفضل نساء زمانها وأشار إليها النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: بأبي ابن خيرة الإماء،النوبيّة، الطيّبة      (١٢۰).  

   -١١(٩٤) ابن الفتّال النيسابوري ‏رحمه الله: وأُمّه أُمّ ولد، يقال لها: الخيزران، وكانت من أهل مارية القبطيّة.

 ويقال: اسمها سبيكة، وكانت نوبيّة (١٢١).

   -١٢(٩٥) حسين بن عبد الوهّاب ‏رحمه الله: روي: أنّ اسم أُمّه سبيكة، وأ نّها كانت أفضل نساء أهل زمانها (١٢٢).

  -١٣(٩٦) الطبرسي ‏رحمه الله: وأُمّه أُمّ ولد، يقال لها: سبيكة، ويقال: درّة.

 ثمّ سمّاها الرضاعليه السلام : خيزران، وكانت نوبيّة (١٢٣).

   -١٤(٩۷) ابن عنبة الحسيني رحمه الله: أُمّه [أي الجواد عليه السلام‏] أُمّ ولد (١٢٤).

 

 الرابع في اشتراء أُمّه عليه السلام :

   -١(٩٨) محمد بن يعقوب الكليني‏ رحمه الله: ... يزيد بن سليط الزيدي، قال: لقيت أبا إبراهيم ‏عليه السلام - ونحن نريد العمرة - في بعض الطريق ... ثمّ قال لي أبو إبراهيم ‏عليه السلام: إنّي أُوخذ في هذه السنة والأمر هو إلى ابني علي ‏عليه السلام ... .

 ثمّ قال لي: يا يزيد! وإذا مررت بهذا الموضع ولقيته وستلقاه، فبشّره أنّه سيولد له غلام، أمين، مأمون، مبارك، وسيعلمك

 أنّك قد لقيتني، فأخبره عند ذلك أنّ الجارية التي يكون منها هذا الغلام جارية من أهل بيت مارية، جارية رسول اللّه‏صلى الله عليه وآله وسلم أُمّ إبراهيم؛ فإن قدرت أن تبلّغها منّي السلام، فافعل.

 قال يزيد: فلقيت بعد مضي إبراهيم عليه السلام عليّاًعليه السلام فبدأني.

 فقال لي: يا يزيد! ما تقول في العمرة؟

 فقلت: بأبي أنت وأُمّي! ذلك إليك وما عندي نفقة.

 فقال: سبحان اللّه! ما كنّا نكلّف ولانكفيك.

 فخرجنا حتّى انتهينا إلى ذلك الموضع، فابتدأني، فقال: يا يزيد! إنّ هذا الموضع كثيراً مالقيت فيه جيرتك وعمومتك.

 قلت: نعم! ثمّ قصصت عليه الخبر.

 فقال لي: أمّا الجارية فلم تجى‏ء بعد، فإذا جاءت بلّغتها منه السلام.

 فانطلقنا إلى مكّة، فاشتراها في تلك السنة، فلم تلبث إلّا قليلاً  حتى حملت فولدت ذلك الغلام... (١٢٥).

 والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 

 ب - أزواجه عليه السلام‏

 ويشتمل هذا العنوان على موضوعين:

   الأوّل في أسماء أزواجه عليه السلام :

   -١(٩٩) محمد بن يعقوب الكليني ‏رحمه الله: وأُمّه [أي أُمّ أبي الحسن الهادي‏عليه السلام ]أُمّ ولد، يقال لها: سمانة(١٢٦)

 (١٢۷).

  -٢ ابن شهر آشوب رحمه الله: ... أنّ المأمون خطب، فقال: ... وإنّي قد زوّجت زينب ابنتي من محمد بن علي بن موسى الرضاعليهم السلام، ... (١٢٨).

  -٣ المسعودي رحمه الله: ... وانصرف [أبو جعفر الجواد عليه السلام‏] إلى العراق ومعه أُمّ الفضل ... .

 لم يزل المعتصم و جعفر بن المأمون يدبّرون و يعملون الحيلة في قتله، فقال جعفر لأُخته أُمّ الفضل ... لأنّه وقف على انحرافها عنه، وغيرتها عليه، لتفضيله ‏عليه السلام أُمّ أبي الحسن ابنه عليها [أي على أُمّ الفضل‏] ... (١٢٩).

  -٤ الشيخ المفيد رحمه الله: ... عن الريّان بن شبيب، قال: لمّا أراد المأمون أن يزوّج ابنته أُمّ الفضل أبا جعفر محمد بن علي‏ عليهما السلام، ... فقال أبو جعفر عليه السلام: ... ثمّ إنّ محمد بن علي بن موسى [عليهم السلام‏] يخطب أُمّ الفضل بنت عبد اللّه المأمون ... (١٣۰).

  -٥ السيّد بن طاووس رحمه الله:... حدّثني أبو نصر الهمداني، قال: حدّثتني حكيمة بنت محمد بن علي بن موسى بن جعفر عمّة أبي محمد الحسن بن علي عليهم السلام، قالت: لمّا مات محمد بن علي الرضا عليه السلام أتيت زوجته أُمّ عيسى بنت المأمون ... .

 [فقالت أُمّ عيسى‏]: فبينما أنا جالسة ذات يوم، إذ دخلت علي جارية، فسلّمت، فقلت: من أنت؟

 فقالت: أنا جارية من ولد عمّار بن ياسر، وأنا زوجة أبي جعفر محمد بن علي الرضاعليهما السلام ... (١٣١).

  -٦ الحضيني رحمه الله: ... علي بن محمد بن علي بن أحمد بن أبي الحسن، قال: دخلت على أبي جعفر في صبيحة عرسه بأُمّ الفضل بنت المأمون ... (١٣٢).

  -۷ أبو منصور الطبرسي رحمه الله: روي: أنّ المأمون بعد ما زوّج ابنته أُمّ الفضل أبا جعفر عليه السلام ... كان في مجلس وعنده أبو جعفرعليه السلام ويحيى بن أكثم وجماعة كثيرة ... (١٣٣).

  -٨ ابن شهر آشوب رحمه الله: ... قال أبو عبد اللّه الحارثي: ... وقد كان زوّجه المأمون ابنته ولم يكن له [أي لأبي جعفر الجواد عليه السلام ]منها ولد (١٣٤).

  -٩ الحضيني رحمه الله: ... عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري: ... فقالت أُمّ الخير: كيف لا أدعو على أبي وقد زوّجني ساحراً [تعني أبا جعفر عليه السلام‏] ... (١٣٥).

  - ١۰(١۰۰) الشيخ الصدوق رحمه الله: ... أشار الفضل بن سهل على المأمون، أن يتقرّب إلى اللّه عزّوجلّ وإلى رسوله‏ صلى الله عليه وآله وسلم بصلة رحمه بالبقيّة بالعهد لعلي بن موسى الرضاعليهما السلام ... وزوّج [المأمون‏] ابنه [أي الرضا عليه السلام‏] محمد بن علي ‏عليهما السلام ابنته أُمّ الفضل ... (١٣٦).

 والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

  -١١(١۰١) ابن أبي الثلج البغدادي: أُمّ علي بن محمدعليه السلام مدنب ... ويقال: غزالة المغربيّة، أُمّ ولد.

 قال ابن أبي الثلج: سئلت أبا علي محمد بن همام عن اسمها؟

 فقال: حدّثني ماجن مولاة أُمّ محمد وجماعة الحانية أنّ اسمها حويث (١٣۷)(١٣٨).

 

 الثاني في أحوال أزواجه ‏عليه السلام:

  - ١(١۰٢) المسعودي رحمه الله: روي عن محمد بن الفرج؛ وغيره، قال: دعاني أبو جعفرعليه السلام فأعلمني أنّ قافلة قد قدمت، وفيها نخّاس معه رقيق، ودفع إليّ صرّة فيها ستّون ديناراً، ووصف لي جارية معه بحليتها وصورتها ولباسها، وأمرني بابتياعها، فمضيت واشتريتها بما استام(١٣٩) وكان سومها بها ما دفعه إليّ.

 فكانت تلك الجارية أُمّ أبي الحسن عليه السلام واسمها جمانة(١٤۰) وكانت مولده عند امرأة ربّتها، واشتراها النخّاس، ولم يقض له أن يقرّبها حتّى باعها، هكذا ذكرت (١٤١).

 (١۰٣) المسعودي رحمه الله: وروى محمد بن الفرج، وعلي بن مهزيار، عن أبي الحسن عليه السلام أ نّه قال: أُمّي عارفة بحقّي، وهي من أهل الجنّة، ما يقربها شيطان مريد، ولاينالها كيد جبّار عنيد، وهي مكلوءة بعين اللّه التي لاتنام، ولاتتخلّف عن أُمّهات الصدّيقين والصالحين (١٤٢).

  -٣(١۰٤) الشيخ المفيد رحمه الله: وقد روى الناس: أنّ أُمّ الفضل كتبت إلى أبيها من المدينة تشكو أبا جعفرعليه السلام، وتقول: إنّه يتسرّى عليّ ويغيرني.

 فكتب إليها المأمون: يا بنيّة! إنّا لم نزوّجك أبا جعفر لنحرّم عليه حلالاً، فلا تعاودي لذكر ما ذكرت بعدها (١٤٣).

  -٤ السيّد بن طاووس رحمه الله: ... عن حكيمة بنت محمد بن علي بن موسى عليهم السلام، قالت:  ... قالت [أُمّ عيسى‏]: وربّما يسمعني الكلام، فأشكو ذلك إلى أبي فيقول: يا بنيّة! احتمليه فإنّه بضعة من رسول اللّه‏ صلى الله عليه وآله وسلم.

 فبينما أنا جالسة ذات يوم، إذ دخلت عليّ جارية، فسلّمت عليّ، فقلت: من أنت؟

 فقالت: أنا جارية من ولد عمّار بن ياسر.

 وأنا زوجة أبي جعفر محمد بن علي الرضا، زوجك!

 فدخلني من الغيرة مالا أقدر على احتمال ذلك، وهممت أن أخرج وأسيح في البلاد، وكاد الشيطان يحملني على الإساءة إليها، فكظمت غيظي، وأحسنت رفدها وكسوتها. فلمّا خرجت من عندي المرأة ، نهضت ودخلت على أبي، وأخبرته بالخبر  . . .   (١٤٤).

   -٥(١۰٥) السيّد محسن الأمين‏رحمه الله: ... قال عبد العزيز بن الأخضر الجنابذي: وادخلت امرأته أُمّ الفضل إلى قصر المعتصم، فجعلت مع الحرم (١٤٥).

 -٦ الحضيني ‏رحمه الله: ... محمد بن موسى النوفلي، قال: دخلت على سيّدي أبي جعفرعليه السلام، يوم الجمعة عشيّاً ... ورأيت سيّدي أبا جعفر مطرقاً، فقلت: ... وقد وصل الشرب والطرب، إلى ذلك الوقت، وأظهره بشوقه [أي المأمون‏] إلى أُمّ الفضل، فيركب ويدخل إليّ، ويقصد إلى ابنته أُمّ الفضل ... وعهد الخدم، ليدخلون إلى مرقدي ... ويشهدوا سيوفهم ... .

 فتقول أُمّ الفضل: أين قتلتموه؟

 فيقولون لها: في مرقده ... .

 وتقول: الحمد للّه الذي أراحك من هذا الساحر الكذّاب.

 فيقول [المأمون‏] لها: يا ابنة! لاتعجلي ... (١٤٦).

 

 ج - أولاده‏ عليه السلام

 ويشتمل هذا العنوان على موضوعين:

   الأوّل في أسماء أولاده‏ عليه السلام :

   -١(١۰٦) الشيخ المفيد رحمه الله: وخلّف [أبو جعفر الثاني عليه السلام‏] بعده من الولد علياًعليه السلام ابنه الإمام من بعده؛ وموسى وفاطمة وأمامة ابنتيه.

 ولم يخلف ذكراً غير من سمّيناه(١٤۷).

   -٢(١۰۷) أبو علي الطبرسي رحمه الله: وخلّف [أبو جعفر الثاني عليه السلام‏] من الولد: ابنه علياًعليه السلام الإمام، وموسى (١٤٨).

 (ويقال:) و: فاطمة، وأمامة ابنتيه، ولم يخلّف غيرهم (١٤٩).

  -٣(١۰٨) حسن بن محمد بن حسن القميّ رحمه الله: أولاد الجواد عليه السلام: علي العسكري عليه السلام، وموسى، جدّ السادة الرضوية بقمّ.

 وخديجة، وحكيمة، وأُمّ كلثوم، وأُمّهم أُمّ ولد (١٥۰).

  -٤(١۰٩) أبو جعفر الطبري ‏رحمه الله: ذكر ولده [أي أبي جعفر محمد بن علي بن موسى‏عليهم السلام‏]: أبو الحسن علي بن محمد العسكري الإمام‏ عليه السلام، وموسى.

 ومن البنات: خديجة وحكيمة وأُمّ كلثوم (١٥١).

  -٥(١١۰) فخر الرازي‏ رحمه الله: وأمّا أبو جعفر التقي ‏عليه السلام، فله من الأبناء ثلاثة: أبو الحسن علي النقي ‏عليه السلام الإمام، وموسى، ويحيى، وولده وولده بقمّ.

 وله من البنات خمسه: فاطمة، وبهجت، صاحب الرواية، وبريهة، وحكيمة، وخديجة. لاعقب للبنات ولا ليحيى (١٥٢).

  -٦(١١١) ابن أبي الثلج البغدادي ‏رحمه الله: ولد لمحمد بن علي عليهما السلام: علي بن محمد العسكري، وموسى، وأُمّ كلثوم (١٥٣).

  -۷(١١٢) الطبرسي رحمه الله: وكان لأبي جعفر عليه السلام من الأولاد: علي الإمام ‏عليه السلام، وموسى، ولم يخلف ذكراً غيرهما.

 ومن البنات: حكيمة، وخديجة، وأُمّ كلثوم.

 ويقال: إنّ له من البنات غير من ذكرناه، فاطمة، وأمامة (١٥٤).

  -٨(١١٣) ابن شهر آشوب رحمه الله: قال ابن بابويه ‏رحمه الله: وأولاده [أي أبي جعفر الثاني‏ عليه السلام‏] علي الإمام عليه السلام، وموسى، وحكيمة، وخديجة، وأُمّ كلثوم.

 وقال أبو عبد اللّه الحارثي: خلّف [أبو جعفر الثاني عليه السلام‏] فاطمة، وأمامة فقط.

 وقد كان زوّجه المأمون ابنته ولم يكن له عليه السلام منها ولد (١٥٥).

  -٩(١١٤) ابن الصبّاغ رحمه الله: وخلّف [أبو جعفر الثاني عليه السلام‏] من الولد، علياً الإمام‏ عليه السلام، وموسى، وفاطمة، وأمامة.

 ابنين وابنتين (١٥٦).

  -١۰(١١٥) القندوزي الحنفي : والعقب من ولده [أي أبي جعفر الثاني ‏عليه السلام ]في رجلين: علي الهادي عليه السلام، وموسى المبرقع، فأولاد موسى، بالري وقمّ وما قاربهما.

 وسائر أولاده الحسن وحكيمة وأمامة وفاطمة رضي اللّه عنهم (١٥۷).

   -١١(١١٦) سبط ابن الجوزي: وكان له [أي الجواد عليه السلام‏] أولاد، المشهور منهم: علي (الإمام عليه السلام)      (١٥٨).

  -١٢(١١۷) الگنجي الشافعي: وخلّف [أبو جعفر محمد الجواد عليه السلام‏] من الولد: الهادي علياًعليه السلام (١٥٩).

  -١٣(١١٨) كبار المحدّثين والمورّخين ‏رحمهم الله: ولد لمحمد بن علي عليهما السلام علي ابن محمد العسكري عليهما السلام، وموسى، وأُمّ كلثوم (١٦۰).

  -١٤(١١٩) القندوزي الحنفي: وله [أي الجوادعليه السلام‏] ولدان ذكران وبنتان: أحدهما: موسى، وثانيهما: علي النقي عليه السلام وهو وارث أبيه علماً وكمالاً وسخاءً (١٦١).

  -١٥(١٢۰) القندوزي الحنفي: ... موسى بن محمد بن القاسم بن حمزة بن موسى الكاظم (رضي اللّه عنهم) قال: حدّثتني حكيمة بنت الإمام محمد التقي الجوادعليه السلام ... (١٦٢).

 والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

  -١٦(١٢١) الحافظ رجب البرسي رحمه الله: ما رواه الحسن بن حمدان عن حليمة بنت محمد بن علي الجواد ...(١٦٣).

  -١۷(١٢٢) العلّامة الحلي رحمه الله: وخلّف [الجوادعليه السلام‏] بعده من الولد علياً ابنه الإمام من بعده، وموسى، وفاطمة وأمامة ابنتيه، ولم يخلّف ذكراً غير من سمّيناه (١٦٤).

 -١٨(١٢٣) علي العلوي العمري: فولد الإمام التقي أبو جعفر محمد بن علي ابن موسى الكاظم‏ عليهم السلام: محمداً، وعلياً، وموسى، والحسن، وحكيمة، وبريهة، وأمامة، وفاطمة (١٦٥).

  -١٩(١٢٤) ابن حجر الهيتمي: يقال: إنّه [أي أبا جعفر الثاني عليه السلام‏] سمّ أيضاً عن ذكرين وبنتين، أجلّهم علي العسكري (١٦٦).

  -٢۰(١٢٥) عبد اللّه الشبراوي: ترك [أبو جعفر محمد بن علي الثاني‏ عليهما السلام ]ابنين وبنتين (١٦۷).

  -٢١(١٢٦)فاضل الصفوي: بنات الإمام الجوادعليه السلام: زينب أُمّ محمد، وميمونة، وخديجة، وحكيمة، وأُمّ كلثوم، أُمّهن أُمّ الولد (١٦٨).

 -٢٢(١٢۷) القندوزي الحنفي: ... موسى بن محمد بن القاسم بن حمزة بن موسى الكاظم (رضي اللّه عنهم) قال: حدّثتني حكيمة بنت الإمام محمد التقي الجوادعليه السلام ... (١٦٩).

 والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

  -٢٣(١٢٨) ابن شهر آشوب ‏رحمه الله: ... عن حكيمة بنت أبي الحسن القرشي ... عن حكيمة بنت محمد بن علي بن موسى التقي عليهم السلام ... (١۷۰).

  -٢٤(١٢٩) العلّامة الحلي ‏رحمه الله: وخلّف [الجوادعليه السلام‏] بعده من الولد: عليّاً ابنه الإمام من بعده، وموسى، وفاطمة، وأمامة ابنتيه، ولم يخلّف ذكراً غير من سمّيناه (١۷١).

  -٢٥ الحافظ رجب البرسي ‏رحمه الله: مارواه الحسن بن حمداني عن حليمة بنت محمد بن علي الجواد ... (١۷٢).

 

 الثاني في أحوال أولاده‏ عليه السلام:

(الإمام علي الهادي عليه السلام والسيّد موسى المبرقع)

  (١٣۰) الشيخ المفيد رحمه الله: وكان الإمام بعد أبي جعفرعليه السلام ابنه أبا الحسن علي بن محمد عليهما السلام ... والاشارة إليه من أبيه بالخلافة وكان مولده بصريا بمدينة الرسول للنصف من ذي الحجّة سنة إثنتي عشرة ومائتين(١۷٣).

  -٢(١٣١) حسين بن عبد الوهّاب رحمه الله: روى الحميري، عن أحمد بن محمد ابن عيسى، عن أبيه: أنّ أبا جعفر عليه السلام لمّا أراد الخروج من المدينة إلى العراق ومعاودتها، أجلس أبا الحسن‏ عليه السلام في حجره بعد النصّ عليه.

 وقال: ما الذي تحبّ أن أهدي إليك من طرائف العراق؟

 فقال عليه السلام: سيفاً، كأنّه شعلة نار.

 ثمّ التفت إلى موسى ابنه، فقال: ما تحبّ أنت؟

 فقال: فرس (١۷٤).

 فقال [أبو جعفرعليه السلام‏]: أشبهني أبو الحسن، وأشبه هذا أُمّه (١۷٥).

 (١٣٢) ابن عنبة الحسيني رحمه الله: محمد الجوادعليه السلام ... أعقب من رجلين هما علي الهادي‏ عليه السلام، وموسى المبرقع، ... .

 أمّا علي الهادي، فيلقّب العسكري، لمقامه بسرّ من رأى، وكانت تسمّى العسكر، وأُمّه أُمّ ولد. وكان في غاية الفضل ونهاية النبل، أشخصه المتوكّل إلى سرّ من رأى، فأقام بها إلى أن توفّي (١۷٦).

  -٤ ابن الحجر الهيتمي: وله [أي الجوادعليه السلام‏] ولدان ذكران وبنتان: أحدهما: موسى، وثانيهما: علي النقي‏ عليه السلام وهو وارث أبيه علماً وكمالاً وسخاءً (١۷۷).

 -٥(١٣٣) محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: الحسين بن الحسن الحسني(١۷٨)، قال: حدّثني أبو الطيّب المثنّى يعقوب بن ياسر، قال: كان المتوكّل يقول: ويحكم! قد أعياني أمر ابن الرضا؛أبى أن يشرب معي، أو ينادمني، أو أجد منه فرصة في هذا.

 فقالوا له: فإن لم تجد منه، فهذا أخوه موسى قصّاف(١۷٩) عزّاف(١٨۰) يأكل ويشرب ويتعشّق.

 قال: ابعثوا إليه فجيئوا به حتّى نموّه به على الناس، ونقول: ابن الرضا.

 فكتب إليه واُشخص مكرماً، وتلقّاه جميع بني هاشم والقوّاد والناس على أ نّه إذا وافى أقطعه قطيعة وبنى له فيها، وحوّل الخمّارين والقيان إليه، ووصله وبرّه، وجعل له منزلاً سريّاً حتّى يزوره هو فيه.

 فلمّا وافى موسى، تلقّاه أبو الحسن ‏عليه السلام في قنطرة وصيف وهو موضع تتلقّى فيه القادمون، فسلّم عليه ووفّاه حقّه، ثمّ قال له: إنّ هذا الرجل قد أحضرك ليهتكك، ويضع منك، فلاتقرّ له أ نّك شربت نبيذاً قطّ.

 فقال له موسى: فإذا كان دعاني لهذا فما حيلتي؟

 قال عليه السلام: فلاتضع من قدرك، ولاتفعل فإنّما أراد هتكك.

 فأبى عليه، فكرّر عليه. فلمّا رأى أ نّه لايجيب، قال: أما أنّ هذا مجلس لاتجمع أنت وهو عليه أبداً.

 فأقام ثلاث سنين يبكّر كلّ يوم، فيقال له: قد تشاغل اليوم، فَرُحْ. فيروح.

 فيقال: قد سكر، فبكّر. فيبكّر، فيقال: شرب دواء.

 فما زال على هذا ثلاث سنين حتّى قتل المتوكّل، ولم يجتمع معه عليه (١٨١).

  (١٣٤) العلّامة المجلسي ‏رحمه الله: قال الحسن بن علي القميّ في ترجمة تاريخ قمّ نقلاً عن الرضائية للحسين بن محمد بن نصر: أوّل من انتقل من الكوفة إلى قمّ من السادات الرضويّة كان أبا جعفر موسى بن محمد بن علي الرضاعليهم السلام في سنة ستّ وخمسين ومائتين وكان يسدل على وجهه برقعاً دائماً فأرسلت إليه العرب أن أخرج من مدينتنا وجوارنا.

 فرفع البرقع عن وجهه فلم يعرفوه فانتقل عنهم إلى كاشان فأكرمه أحمد بن عبد العزيز بن دلف العجلي فرحّب به، وألبسه خلاعاً فاخره، وأفراساً جياداً ووظّفه في كلّ سنة ألف مثقال من الذهب وفرساً مسرّجا.

 فدخل قمّ بعد خروج موسى منه أبو الصديم الحسين بن علي بن آدم ورجل آخر من رؤساء العرب وأنبآهم على إخراجه فأرسلوا رؤساء العرب لطلب موسى وردّوه إلى قمّ واعتذروا منه وأكرموه واشتروا من مالهم له داراً ووهبوا له سهاماً من قرى هنبرد واندريقان وكارجة وأعطوه عشرين ألف درهم واشترى ضياعاً كثيرة.

 فأتته أخواته زينب، وأُمّ محمد، وميمونه بنات الجوادعليه السلام ونزلن عنده فلمّا متن عند فاطمة بنت موسى‏عليهما السلام وأقام موسى بقمّ حتّى مات ليلة الأربعاء لثمان ليال بقين من ربيع الآخر سنة ستّ وتسعين ومائتين، ودفن في داره وهو المشهد المعروف اليوم (١٨٢).

   -۷(١٣٥) ابن عنبة الحسيني رحمه الله: وأمّا موسى المبرقع، بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم‏ عليهم السلام وهو لأُمّ ولد: مات بقمّ، وقبره بها، ...(١٨٣) .

  -٨(١٣٦) المامقاني رحمه الله: موسى بن محمد، أخي أبي الحسن الهادي عليه السلام، قد روى في باب ميراث الخنثى من التهذيب عن الحسن بن علي بن كيسان عنه، عن أبي الحسن الثالث عليه السلام (١٨٤).

 

 د - إخوته وأخواته وأعمامه ‏عليه السلام‏

 ويشتمل هذا العنوان على أربعة موضوعات:

   الأوّل في إخوته وأخواته‏ عليه السلام:

  (١٣۷) الإربلي رحمه الله: [قال محمد بن طلحة]: وأمّا أولاده [أي الرضا عليه السلام ]فكانوا ستّة: خمسة ذكور، وبنت واحدة.

 وأسماء أولاده: محمد القانع عليه السلام، الحسن، جعفر، إبراهيم، الحسين، عائشة.

 وقال عبدالعزيز بن الأخضر: له من الولد: خمسة رجال، وابنة واحدة، هم: محمد الإمام ‏عليه السلام، وأبو محمد الحسن، وجعفر، وإبراهيم، والحسين، وعائشة.

 وقال ابن الخشّاب: ولد له خمس بنين وابنة واحدة، أسماء بنيه: محمد الإمام أبو جعفر الثاني‏ عليه السلام، أبومحمد الحسن، وجعفر، وإبراهيم، والحسن، وعائشة فقط (١٨٥).

  -٢(١٣٨) ابن أبي الثلج البغدادي ‏رحمه الله: ولد لعلي بن موسى الرضاعليهما السلام: محمدعليه السلام، وموسى(١٨٦).

 (١٣٩) الشيخ الصدوق رحمه الله: ... أبو الحسن بكر بن محمد بن إبراهيم بن زياد بن موسى بن مالك الأشج العصري، قال: حدّثتنا فاطمة بنت علي بن موسى عليهما السلام، قالت: سمعت أبي علياً يحدّث عن أبيه ... (١٨۷).

 والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 (١٤۰) العلّامة المجلسي ‏رحمه الله: كتاب المسلسات: ... عن بكر بن أحنف قال: حدّثتنا فاطمة بنت علي بن موسى الرضاعليهما السلام قالت: حدّثتني فاطمة، وزينب، وأُمّ كلثوم بنات موسى بن جعفرعليهما السلام : ... (١٨٨).

 والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 -٥(١٤١) علي بن يوسف الحلّي ‏رحمه الله: كان له [أي للرضاعليه السلام‏]: ولدان، أحدهما محمد، والآخر موسى. لم يترك غيرهما.

 في كتاب الدر: مضى الرضاعليه السلام، ولم يترك ولداً إلّا أبا جعفر محمد بن علي ‏عليهما السلام وكان سنّه يوم وفاة أبيه سبع سنين وأشهر(١٨٩).

  (١٤٢) الراوندي رحمه الله: أنّ محمد بن إبراهيم الجعفري، روى عن حكيمة بنت الرضاعليه السلام، قالت: ...       (١٩۰).

 (١٤٣) ابن الصبّاغ: قال ابن الخشّاب في كتابه مواليد أهل البيت ‏عليهم السلام: ولد للرضاعليه السلام: خمس بنين وابنة واحدة، أسماء أولاده: محمد القانع، والحسن، وجعفر، وإبراهيم، والحسين، والبنت: عائشة - رضوان اللّه عليهم أجمعين- (١٩١).

 (١٤٤) فخر الرازي: أبو الحسن علي الرضاعليه السلام وله من الأبناء: خمسة وبنت واحدة.

 أمّا البنون: فأبو جعفر محمد التقي الإمام عليه السلام، والحسن، وعلي، قبره بمرو، والحسين وموسى.

 والبنت هي: فاطمةعليها السلام (١٩٢).

 -٩(١٤٥) القندوزي الحنفي: أولاده [أي الرضاعليه السلام‏] خمسة وبنت واحدة، أجلّهم وأكملهم محمد التقي الجوادعليه السلام.

 وولده [أى الرضاعليه السلام‏] : محمد الجوادعليه السلام، وموسى، وفاطمة، وأعقب محمد (١٩٣).

  -١۰ المسعودي رحمه الله: ... الحسين بن قارون، عن رجل ذكر أنّه كان رضيع أبي جعفرعليه السلام ... (١٩٤).

  -١١ أبو عمرو الكشي ‏رحمه الله: ... حدّثني أبي الجليل الملقّب بشاذان، قال: حدّثني أحمد بن أبي خلف، ظئر أبي جعفرعليه السلام، قال: كنت مريضاً، فدخل عليّ أبو جعفرعليه السلام، يعودني في مرضي ... (١٩٥).

 

 الثاني في أحوال عمّه ‏عليه السلام، الحسين بن موسى:

  (١٤٦) الحميري رحمه الله: وقال أحمد بن محمد بن عيسى، قال أحمد بن محمد بن أبي نصر: كنت عند الرضا علي بن موسى عليهما السلام وكان كثيراً ما يقول: استخرج منه الكلام - يعني أبا جعفر عليه السلام - ؛ فقلت له يوماً: أيّ عمومتك أبرّ بك؟ قال: الحسين.

 فقال أبوه صلّى اللّه عليه: صدق واللّه! هو واللّه أبرّهم به، وأخيرهم له. - صلّى اللّه عليهما جميعاً - (١٩٦).

 

 الثالث في أحوال عمّه عليه السلام، عبد اللّه بن موسى:

 (١٤۷) أبو جعفر الطبري رحمه الله: حدّثني أبو المفضّل محمد بن عبد اللّه، قال: حدّثني أبو النجم بدر بن عمّار الطبرستاني، قال: حدّثني أبو جعفر محمد بن علي، قال: روى محمد بن المحمودي، عن أبيه، قال: كنت واقفاً على رأس الرضا عليه السلام بطوس، فقال له بعض أصحابه: إن حَدَث حَدَثٌ فإلى من؟

 قال: إلى ابني أبي جعفر.

 قال: فإن استصغر سنّه؟

 فقال له أبو الحسن: إنّ اللّه بعث عيسى بن مريم قائماً بشريعته في دون السنّ التي يقوم فيها أبو جعفر على شريعته.

 فلمّا مضى الرضاعليه السلام، وذلك في سنة إثنتين ومائتين، وسنّ أبي جعفرعليه السلام ستّ سنين وشهور(١٩۷) واختلف الناس في جميع الأمصار، واجتمع الريّان بن الصلت، وصفوان بن يحيى، ومحمد بن حكيم، وعبد الرحمان بن الحجّاج، ويونس بن عبد الرحمان، وجماعة من وجوه العصابة في دار عبد الرحمان بن الحجّاج، في بركة زلزل(١٩٨)، يبكون ويتوجّعون من المصيبة.

 فقال لهم يونس: دعوا البكاء، من لهذا الأمر يفتي بالمسائل إلى أن يكبر هذا الصبي؟ - يعني أبا جعفرعليه السلام - وكان له ستّ سنين وشهور. ثمّ قال: أنا ومن مثلي!

 فقام إليه الريّان بن الصلت، فوضع يده في حلقه، ولم يزل يلطم وجهه ويضرب رأسه، ثمّ قال له: يا ابن الفاعلة! إن كان أمر من اللَّه جلّ وعلا، فابن يومين مثل ابن مائة سنة، وإن لم يكن من عند اللَّه فلو عمّر الواحد من الناس خمسة آلاف سنة ما كان يأتي بمثل ما يأتي به السادةعليهم السلام أو ببعضه، أو هذا ممّا ينبغي أن ينظر فيه؟ وأقبلت العصابة على يونس تعذله.

 وقرب الحجّ، واجتمع من فقهاء بغداد والأمصار وعلمائهم ثمانون رجلاً، وخرجوا إلى المدينة، وأتوا دار أبي عبد اللَّه عليه السلام، فدخلوها، وبسط لهم بساط أحمر، وخرج إليهم عبد اللَّه بن موسى، فجلس في صدر المجلس، وقام منادٍ فنادى: هذا ابن رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم، فمن أراد السؤال، فليسأل.

 فقام إليه رجل من القوم فقال له: ما تقول في رجل قال لإمرأته: أنت طالق عدد نجوم السماء؟

 قال: طلّقت ثلاث دون الجوزاء.

 فورد على الشيعة ما زاد في غمّهم وحزنهم.

 ثمّ قام إليه رجل آخر فقال: ما تقول في رجل أتى بهيمة؟

 قال: تقطع يده، ويجلد مائة جلدة، وينفى.

 فضجّ الناس بالبكاء.

 وكان قد اجتمع فقهاء الأمصار. فهم في ذلك إذ فتح باب من صدر المجلس، وخرج موفّق.

 ثمّ خرج أبو جعفر عليه السلام، وعليه قميصان، وإزار، وعمامة بذؤابتين، إحداهما من قدّام، والاُخرى من خلف؛ ونعل بقبالين، فجلس وأمسك الناس كلّهم، ثمّ قام إليه صاحب المسألة الاُولى، فقال: يا ابن رسول اللّه! ما تقول فيمن قال لامرأته: أنت طالق عدد نجوم السماء؟»

 فقال له: يا هذا ! اقرأ كتاب اللّه، قال اللّه تبارك وتعالى: «الطلاق مرّتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان(١٩٩).» في الثالثة.

 قال: فإنّ عمّك أفتاني. بكيت وكيت !!

 فقال له: يا عمّ! اتّق اللّه، ولاتفت وفي الأُمّة من هو أعلم منك.

 فقال إليه صاحب المسألة الثانية، فقال له: يا ابن رسول اللّه! ما تقول في رجل أتى بهيمة؟»

 فقال: يعزّر ويحمى ظهر البهيمة، وتخرج من البلد، لايبقى على الرجل عارها.

 فقال: إنّ عمّك أفتاني. بكيت وكيت.

 فالتفت وقال بأعلى صوته: لا إله إلّا اللّه، يا عبد اللّه! إنّه عظيم عند اللّه أن تقف غداً بين يدي اللّه، فيقول لك: لِمَ أفتيت عبادي بما لاتعلم، وفي الأُمّة من هو أعلم منك؟

 فقال له عبد اللّه بن موسى: رأيت أخي الرضا عليه السلام وقد أجاب في هذه المسألة بهذا الجواب.

 فقال له أبو جعفر عليه السلام: إنّما سئل الرضا عليه السلام عن نبّاش نبش قبر امرأة ففجر بها، وأخذ ثيابها، فأمر بقطعه للسرقة، وجلده للزنا، ونفيه للمثلة. ففرح القوم (٢۰۰).

  -٢(١٤٨) حسين بن عبد الوهّاب رحمه الله: عن صفوان بن يحيى قال:

 قلت للرضاعليه السلام قد كنّا نسألك عن الإمام بعدك قبل أن يهب اللّه لك أبا جعفر و كنت تقول: يهب اللّه لي غلاماً، و قد وهب اللّه لك و أقرّ عيوننا ولا أرانا اللّه يومك، فإن كانت الحادثة فإلى من نفزع؟

 فأشار بيده إلى أبي جعفر و هو قائم بين يديه، فقلت: جعلت فداك و هو ابن ثلاث سنين؟!

 فقال عليه السلام و ما يضرّه ذلك؟ قد قام عيسى عليه السلام بالحجّة و هو ابن سنتين.

 و لمّا قبض الرضا عليه السلام كان سنّ أبي جعفرعليه السلام نحو سبع سنين، فاختلفت الكلمة بين الناس ببغداد وفي الأمصار، واجتمع الريّان بن الصلت، وصفوان بن يحيى، ومحمد بن حكيم، وعبد الرحمان بن حجّاج، ويونس بن عبد الرحمان، وجماعة من وجوه الشيعة وثقاتهم في دار عبد الرحمان بن الحجّاج في بركة زلول(٢۰١) يبكون ويتوجّعون من المصيبة.

 فقال لهم يونس بن عبد الرحمان: دعوا البكاء! من لهذا الأمر؟ وإلى من نقصد بالمسائل إلى أن يكبر هذا؟ يعني أبا جعفر عليه السلام.

 فقام إليه الريّان بن الصلت، ووضع يده في حلقه، ولم يزل يلطمه، ويقول له: أنت تظهر الإيمان لنا، وتبطن الشكّ والشرك، إن كان أمره من اللّه، فلو أ نّه كان ابن يوم واحد لكان بمنزلة الشيخ العالم وفوقه، وإن لم يكن من عند اللّه فلو عمّر ألف سنة فهو واحد من الناس، هذا ممّا ينبغي أن يفكّر فيه.

 فأقبلت العصابة عليه تعذله وتوبّخه، وكان وقت الموسم، فاجتمع من فقهاء بغداد والأمصار وعلمائهم ثمانون رجلاً، فخرجوا إلى الحجّ، وقصدوا المدينة ليشاهدوا أبا جعفر عليه السلام. فلمّا وافوا، أتوا دار جعفر الصادق عليه السلام لأ نّها كانت فارغة، ودخلوها وجلسوا على بساط كبير، وخرج إليهم عبد اللّه بن موسى،(٢۰٢) فجلس، وقام مناد وقال: هذا ابن رسول اللّه، فمن أراد السؤال فليسأله.

 فسئل عن أشياء أجاب عنها بغير الواجب، فورد على الشيعة ما حيّرهم وغمّهم، واضطربت الفقهاء، وقاموا وهمّوا بالإنصراف، وقالوا في أنفسهم: لو كان أبو جعفر عليه السلام يكمل جواب المسائل، لما كان من عبد اللّه ما كان، ومن الجواب بغير الواجب.

 ففتح عليهم باب من صدر المجلس ودخل موفّق وقال: هذا أبو جعفر! فقاموا إليه بأجمعهم واستقبلوه وسلّموا عليه.

 فدخل صلوات اللّه عليه وعليه قميصان وعمامة بذؤابتين، وفي رجليه نعلان.

 وأمسك الناس كلّهم، فقام صاحب المسألة، فسأله عن مسأئله.

 فأجاب عنها بالحقّ، ففرحوا ودعوا له، وأثنوا عليه، وقالوا له: إنّ عمّك عبد اللّه أفتى بكيت وكيت!

 فقال: لا إله إلّا اللّه، يا عمّ ! إنّه عظيم عند اللّه أن تقف غداً بين يديه فيقول لك: لم تفتي عبادي بما لم تعلم، وفي الأُمّة من هو أعلم منك؟! (٢۰٣).

 (١٤٩) الشيخ المفيد رحمه الله: علي بن إبراهيم بن هاشم، قال: حدّثني أبي، قال: لمّا مات أبو الحسن الرضاعليه السلام حججنا فدخلنا على أبي جعفر عليه السلام وقد حضر خلق من الشيعة من كلّ بلد لينظروا إلى أبي جعفر عليه السلام.

 فدخل عمّه عبد اللّه بن موسى، وكان شيخاً كبيراً نبيلاً، عليه ثياب خشنة، وبين عينيه سجّادة، فجلس وخرج أبو جعفر عليه السلام من الحجرة، وعليه قميص قصب، ورداء قصب، ونعل جدد(٢۰٤) بيضاء.

 فقام عبد اللّه، فاستقبله وقبّل بين عينيه، وقام الشيعة، وقعد أبو جعفر عليه السلام على كرسي، ونظر الناس بعضهم إلى بعض وقد تحيّروا لصغر سنّه.

 فابتدر رجل من القوم، فقال لعمّه: أصلحك اللّه، ما تقول في رجل أتى بهيمة؟ فقال: تقطع يمينه ويضرب الحدّ. فغضب أبو جعفر عليه السلام ثمّ نظر إليه، فقال: يا عمّ ! اتّق اللّه! اتّق اللّه! ، إنّه لعظيم أن تقف يوم القيامة بين يدي اللّه عزّوجلّ فيقول لك: لِمَ أفتيت الناس بما لاتعلم؟

 فقال له عمّه: أستغفر اللّه يا سيّدي، أليس قال هذا أبوك صلوات اللّه عليه؟

 فقال أبو جعفر عليه السلام: إنّما سئل أبي عن رجل نبش قبر امرأة فنكحها.

 فقال أبي: تقطع يمينه للنبش، ويضرب حدّ الزنا، فإنّ حرمة الميتة كحرمة الحيّة.

 فقال: صدقت يا سيّدي، وأنا أستغفر اللّه.

 فتعجّب الناس، فقالوا: يا سيّدنا أتأذن لنا أن نسألك؟

 فقال: نعم!

 فسألوه في مجلس عن ثلاثين ألف مسألة فأجابهم فيها وله تسع سنين (٢۰٥).

 (١٥۰) ابن شهر آشوب رحمه الله: الجلاء والشفاء في خبر أ نّه لمّا مضى الرضا عليه السلام جاء محمد بن جمهور العمّي(٢۰٦)، والحسن بن راشد، وعلي بن مدرك، وعلي بن مهزيار، وخلق كثير من سائر البلدان إلى المدينة وسألوا عن الخلف بعد الرضا عليه السلام؟

 فقالوا: بصريا، وهي قرية أسّسها موسى بن جعفر عليهما السلام، على ثلاثة أميال من المدينة.

 فجئنا ودخلنا القصر، فإذاً الناس فيه متكابسون(٢۰۷) فجلسنا معهم إذ خرج علينا عبد اللّه بن موسى وهو شيخ، فقال الناس: هذا صاحبنا؟!

 فقال الفقهاء: قد روينا عن أبي جعفر وأبي عبد اللّه عليهما السلام : أنّه لاتجتمع الإمامة في أخوين بعد الحسن والحسين عليهما السلام، وليس هذا صاحبنا. فجاء حتّى جلس في صدر المجلس، فقال رجل: ما تقول أعزّك اللّه في رجل أتى حماراً؟

 فقال: تقطع يده، ويضرب الحدّ، وينفى من الأرض سنة.

 ثمّ قام إليه آخر فقال : ما تقول أصلحك اللّه في رجل طلّق امرأته عدد نجوم السماء؟

 قال: بانت منه بصدر الجوزاء والنسر الطائر والنسر الواقع (٢۰٨).

 فتحيّرنا في جرأته على الخطاء، إذ خرج علينا أبو جعفر عليه السلام وهو ابن ثمان سنين، فقمنا إليه، فسلّم على الناس، وقام عبد اللّه بن موسى من مجلسه، فجلس بين يديه.

 وجلس أبو جعفر عليه السلام في صدر المجلس، ثمّ قال: سلوا، رحمكم اللّه.

 فقام إليه الرجل الأوّل، وقال: ما تقول أصلحك اللّه في رجل أتى حمارة؟

 قال: يضرب دون الحدّ، ويغرم ثمنها، ويحرم ظهرها ونتاجها، وتخرج إلى البريّة، حتّى تأتي عليها منيّتها، سبع أكلها، ذئب أكلها ثمّ قال بعد كلام: يا هذا ! ذاك الرجل ينبش عن ميتة فيسرق كفنها، ويفجر بها، يوجب عليه القطع بالسرق، والحدّ بالزناء، والنفي إذا كان عزباً، فلو كان محصناً لوجب عليه القتل والرجم.

 فقال الرجل الثاني: يا ابن رسول اللّه! ما تقول في رجل طلّق امرأته عدد نجوم السماء؟

 قال: تقرأ القرآن؟ قال: نعم! قال: إقرأ سورة الطلاق إلى قوله: «وأقيموا الشهادة للّه»(٢۰٩) يا هذا ! لا طلاق إلّا بخمس: شهادة شاهدين عدلين، في طهر، من غير جماع، بإرادة عزم.

 ثمّ قال بعد كلام: يا هذا ! هل ترى في القرآن عدد نجوم السماء؟ قال: لا! الخبر(٢١۰).

 

 الرابع في أحوال عمّ أبيه عليهما السلام علي بن جعفر:

  -١(١٥١) محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: الحسين بن محمد، عن محمد بن أحمد النهدي، عن محمد بن خلّاد الصيقل، عن محمد بن الحسن بن عمّار(٢١١)، قال: كنت عند علي بن جعفر بن محمد جالساً بالمدينة، وكنت أقمت عنده سنتين أكتب عنه ما يسمع من أخيه - يعني أبا الحسن عليه السلام - إذ دخل عليه أبو جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السلام المسجد - مسجد رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم - ، فوثب علي ابن جعفر بلاحذاء ولا رداء، فقبّل يده وعظّمه.

 فقال له أبو جعفر عليه السلام: يا عمّ! اجلس رحمك اللّه!

 فقال: يا سيّدي! كيف أجلس وأنت قائم؟

 فلمّا رجع علي بن جعفر إلى مجلسه، جعل أصحابه يوبّخونه، ويقولون: أنت عمّ أبيه وأنت تفعل به هذا الفعل؟! فقال: اسكتوا ! إذ كان اللّه عزّوجلّ- وقبض على لحيته- لم يؤهّل هذه الشيبة، وأهّل هذا الفتى، ووضعه حيث وضعه، أُنكر فضله!؟ نعوذ باللّه ممّا تقولون، بل أنا له عبد(٢١٢).

  -٢ محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله: ... عن زكريّا بن يحيى بن النعمان الصيرفي، قال: سمعت علي بن جعفر يحدّث ... ثمّ جاؤوا بأبي جعفر عليه السلام فقالوا: ألحقوا هذا الغلام بأبيه.

 فقالوا: ليس له ههنا أب، ولكن هذا عمّ أبيه، وهذا عمّ أبيه، وهذا عمّه، وهذه عمّته، وإن يكن له ههنا أب فهو صاحب البستان، فإنّ قدميه وقدميه واحدة.

 فلمّا رجع أبو الحسن عليه السلام قالوا: هذا أبوه.

 قال علي بن جعفر: فقمت فمصصت ريق أبي جعفر عليه السلام ثمّ قلت له: أشهد أنّك إمامي عند اللّه ... (٢١٣).

  (١٥٢) أبو عمرو الكشي رحمه الله: حدّثني نصر بن الصباح، البلخي، قال: حدّثني إسحاق بن محمد البصري أبو يعقوب، قال: حدّثني أبو عبد اللّه الحسن(٢١٤) بن موسى بن جعفر عليهما السلام قال: كنت عند أبي جعفر عليه السلام بالمدينة وعنده علي بن جعفر، وأعرابي من أهل المدينة جالس، فقال لي الأعرابي: من هذا الفتى!؟ وأشار بيده إلى أبي جعفرعليه السلام.

 قلت: هذا وصي رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم.

 فقال: يا سبحان اللّه! رسول اللّه قد كان منذ مائتي سنة، وكذا وكذا سنة، وهذا حدث كيف يكون؟!

 قلت: هذا وصي علي بن موسى، وعلي وصي موسى بن جعفر، وموسى وصي جعفر بن محمد، وجعفر وصي محمد بن علي، ومحمد وصي علي بن الحسين، وعلي وصي الحسين، والحسين وصي الحسن، والحسن وصي علي ابن أبي طالب، وعلي وصي رسول اللّه صلوات اللّه عليهم أجمعين.

 قال: ودنا الطبيب ليقطع له العرق، فقام علي بن جعفر، فقال: يا سيّدي! يبدأ بي ليكون حدّة الحديد بي قبلك. قال: قلت: يهنئك هذا عمّ أبيه.

 قال: فقطع له العرق؛ ثمّ أراد أبو جعفر عليه السلام النهوض، فقام علي بن جعفرعليه السلام فسوّى له نعليه حتّى لبسهما

(٢١٥).

 (١٥٣) أبو عمرو الكشّي رحمه الله: حمدويه بن نصير، قال حدّثنا الحسين بن موسى الخشّاب، عن علي بن اسباط وغيره، عن علي بن جعفر بن محمد، قال: قال لي رجل أحسبه من الواقفة: ما فعل أخوك أبو الحسن؟

 قلت: قد مات.

 قال: ومايدريك بذاك؟

 قلت: اقتسمت أمواله وأُنكحت نساؤه(٢١٦) ونطق الناطق من بعده.

 قال: ومن الناطق من بعده؟

 قلت: ابنه علي.

 قال: فما فعل؟

 قلت: له مات.

 قال: وما يدريك أنّه مات؟

 قلت: قسّمت أمواله ونكحت نساؤه ونطق الناطق من بعده.

 قال: ومن الناطق من بعده؟

 قلت: أبو جعفر ابنه.

 قال: فقال له: أنت في سنّك وقدرك وابن جعفر محمد تقول هذا القول في هذا الغلام!

 قال: قلت: ما أراك إلّا شيطاناً.

 قال: ثمّ أخذ بلحية فرفعها إلى السماء.

 ثمّ قال: فما حيلتي إن كان اللّه رآه أهلاً لهذا ولم ير هذه الشيبة لهذا أهلاً (٢١۷).

 (١٥٤) ابن عنبة الحسيني رحمه الله: وأمّا عليّ العريضي(٢١٨)، ابن جعفر الصادق‏عليه السلام: ويكنّى أبا الحسن وهو أصغر ولد أبيه مات أبوه وهو طفل.

 وكان عالماً كبيراً روى عن أخيه موسى الكاظم، وعن ابن عمّ أبيه الحسين ذي الدمعة بن زيد الشهيد.

 وعاش إلى أن أدرك الهادي علي بن محمد بن علي بن الكاظم‏عليه السلام ومات في زمانه، وخرج مع أخيه محمد بن جعفر بمكّة ثمّ رجع عن ذلك.

 وكان يرى رأي الإماميّة. فيروي: أن أبا جعفر الأخير وهو محمد بن علي ابن موسى الكاظم‏عليه السلام دخل على العريضي فقام له قائماً وأجلسه في موضعه ولم يتكلّم حتّى قام.

 فقال له أصحاب مجلسه: أتفعل هذا مع أبي جعفر وأنت عمّ أبيه؟

 فضرب بيده على لحيته وقال: إذا لم ير اللّه هذه الشيبة أهلاً للإمامة، أراها أنا أهلاً للنار.

 ونسبته إلى العريض قرية على أربعة أميال من المدينة كان يسكن بها، وأُمّه أُمّ ولد.

 ويقال لولده العريضيّون وهم كثير. فأعقب من أربعة رجال: محمد وأحمد الشعراني والحسن، وجعفر الأصغر (٢١٩).

 (١٥٥) القندوزي الحنفي رحمه الله: روي: أنّ محمد الجواد عليه السلام دخل على عمّ أبيه علي بن جعفر الصادق عليه السلام، فقام واحترمه وعظّمه، فقالوا: إنّك عمّ أبيه، وأنت تعظّمه!؟

 فأخذ بيده لحيته، وقال: إذا لم ير اللّه هذه الشيبة للإمامة، أراها أهلاً للنار، إذا لم أقرّ بإمامته (٢٢۰).