(ب) - كتبه(عليه السلام) إلي أفراد غير معيّنة
وفيه ثلاثة عشر مورداً

الأوّل - إلي تاجر بالمدينة:
1 - الراونديّ(رحمه الله): إنّ أحمد بن هارون قال: كنت جالساً أُعلّم غلاماً من غلمانه في فازة داره،- فيها بستان - إذ دخل علينا أبوالحسن(عليه السلام) راكباً علي فرس له،... فأقبل عليّ فقال: متي رأيك تنصرف إلي المدينة؟
فقلت: الليلة. قال: فأكتب إذا كتاباً معك توصله إلي فلان التاجر؟
قلت: نعم. قال: يا غلام هات الدواة والقرطاس....
ثمّ أقبل الغلام بالدواة، والقرطاس، - وقد غابت الشمس - فوضعها بين يديه، فأخذ الكتابة حتّي أظلم [الليل ] فيما بيني وبينه، فلم أر الكتاب... ثمّ كتب كتاباً طويلاً إلي أن غاب الشفق ثمّ قطعه؛ فقال للغلام: أصلحه، فأخذ الغلام الكتاب وخرج من الفازة ليصلحه، ثمّ عاد إليه وناوله ليختمه، فختمه من غير أن ينظر الخاتم مقلوباً، أو غير مقلوب، فناولني [الكتاب ] فأخذت فقمت... فخرجت مبادراً... وطلبت الرجل حيث أمرني فوجدته فأعطيته الكتاب، فأخذه ففضّه ليقرأه فلم يتبيّن قراءة في ذلك الوقت.
فدعا بسراج، فأخذته فقرأته عليه في السراج في المسجد، فإذا خطّ مستوٍ، ليس حرف ملتصقاً بحرف، وإذا الخاتم مستوٍ ليس بمقلوب.
فقال لي الرجل: عد إليّ غداً حتّي أكتب جواب الكتاب.
فغدوت فكتب الجواب، فمضيت به إليه....
( الخرائج والجرائح: 408/1، ح 14. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 381. )

الثاني - إلي مواليه بهمدان:
1 - أبو عمرو الكشّيّ(رحمه الله):... إبراهيم بن محمّد الهمدانيّ قال: وكتب(عليه السلام) إليّ: قد وصل الحساب تقبّل اللّه منك،... وكتبت إلي مواليّ بهمدان كتاباً أمرتهم بطاعتك، والمصير إلي أمرك، وأن لا وكيل لي سواك.
( رجال الكشّيّ: 611، رقم 1136.
تقدّم الحديث بتمامه مع ترجمة الراوي في رقم 813. )


الثالث - إلي بعض مواليه(عليه السلام):
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(رحمه الله): عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن الحسن بن شمّون قال: كتب أبو الحسن(عليه السلام) إلي بعض مواليه: لا تلحّوا علي المتعة3الفقه المتعة، 4، إنّما عليكم إقامة السنّة، فلا ( ألحّ السحاب (إلحاحاً) دام مطره. المصباح المنير: 550 (ألحّ). )
تشتغلوا بها عن فرشكم وحرائر كم فيكفُرن ويتبرَّين ويدعُون علي ( في المصدر: يدعين، والصحيح ما أثبتناه من الوافي. )
الآمر بذلك ويلعننا.
( في المصدر: يلعنونا، والصحيح ما أثبتناه من الوافي. )
( الكافي: 453/5، ح 3. عنه وسائل الشيعة: 23/21، ح 26423، والوافي: 347/21، ح 21348.
رسالة المتعة للشيخ المفيد ضمن المصنّفات: 14/6، ح 39. عنه البحار: 310/100، ح 51، ومستدرك الوسائل: 455/14، ح 17271.
خلاصة الإيجاز في المتعة للشيخ المفيد ضمن المصنّفات: 57/6، س 1.
قطعة منه في (النهي عن الإلحاح في المتعة) و(العناية بشئون الأزواج). )


الرابع - إلي جماعة من الموالي:
1 - أبو عمرو الكشّيّ(رحمه الله): محمّد بن مسعود قال: حدّثني محمّد بن نصير قال: حدّثني أحمد بن محمّد بن عيسي قال: نسخة الكتاب مع ابن راشد إلي جماعة الموالي الذين هم ببغداد المقيمين ( تقدّمت ترجمته في ج 2، رقم 650. )
بها، والمدائن، والسواد، ومايليها: أحمداللّه إليكم ما أنا عليه من عافيته وحسن عادته، وأُصلّي علي نبيّه وآله أفضل صلواته، وأكمل رحمته ورأفته.
وإنّي أقمت أبا عليّ بن راشد مقام عليّ بن الحسين بن عبد ربّه ومن كان قبله من وكلائي، وصار في منزلته عندي، وولّيته ماكان يتولّاه غيره من وكلائي قبلكم، ليقبض حقّي وارتضيته لكم، وقدّمته علي غيره في ذلك، وهو أهله وموضعه.
فصيروا رحمكم اللّه إلي الدفع إليه ذلك وإليّ، وأن لا تجعلوا له علي أنفسكم علّة، فعليكم بالخروج عن ذلك، والتسرّع إلي طاعة اللّه، وتحليل أموالكم، والحقن لدمائكم؛ (وَتَعَاوَنُواْ عَلَي الْبِرِّ وَالتَّقْوَي )،
( المائدة: 2/5. )
(وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)، (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا * ( في المصدر: واتّقوا اللّه، وكلمة (اللّه) ليست من القرآن. )
( الأنعام: 155/6. )
وَلَاتَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ * ).
( آل عمران: 103/3.)
( آل عمران: 102/3. )
فقد أوجبت في طاعته طاعتي، والخروج إلي عصيانه الخروج إلي عصياني، فالزموا الطريق يأجركم اللّه، ويزيدكم من فضله، فإنّ اللّه بما عنده واسع كريم، متطوّل علي عباده رحيم، نحن وأنتم في وديعة اللّه وحفظه.
وكتبته بخطّي، والحمد للّه كثيراً.
( رجال الكشّيّ: 513، رقم 992. عنه البحار: 223/50، ح 11.
غيبة الطوسيّ: 212، س 15، قطعة منه، وفيه: ابن أبي جيد، عن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن الصفّار، عن محمّد بن عيسي. عنه البحار: 220/50، ضمن ح 7.
قطعة منه في (سيرته(عليه السلام) في نصب الوكيل) و(مدح أبي عليّ بن راشد) و(مدح جماعة من الموالي) و(وكيله(عليه السلام)) و(سورة الأنعام: 155/6 والمائدة: 2/5 وآل عمران: 103/3) و(دعاؤه(عليه السلام) علي جماعة من الموالي). )


الخامس - إلي بعض أهل العسكر:
1 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله): محمّد بن أحمد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد السيّاريّ، عن بعض أهل العسكر قال: خرج عن أبي الحسن(عليه السلام): إنّ صاحب الصيد3الفقه الصيد، 4 يقصّر مادام علي الجادّة، فإذا عدل عن الجادّة أتمّ، فإذا رجع إليها قصّر.
( الاستبصار: 237/1، ح 846.
تهذيب الأحكام: 218/3، ح 543. عنه وسائل الشيعة: 480/8، ح 11221، والبحار: 32/86، س 15، والوافي: 177/7 ح 5716.
قطعة منه في (حكم صلاة الصيّاد). )


السادس - إلي بعض الشيعة:
1 - الشيخ الصدوق(رحمه الله): حدّثنا أبي قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال: حدّثنا محمّد بن عيسي بن عبيد اليقطينيّ قال: كتب عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسي الرضا(عليهم السلام) إلي بعض شيعته ببغداد:
«بسم اللّه الرحمن الرحيم»
عصمنا اللّه وإيّاك من الفتنة، فإن يفعل فأعظم به نعمة وإلّا يفعل فهي الهلكة، نحن نري أنّ الجدال في القرآن بدعة اشترك فيها السائل والمجيب، فتعاطي السائل ما ليس له، وتكلّف المجيب ما ليس عليه، وليس الخالق إلّا اللّه وما سواه مخلوق، والقرآن كلام اللّه لا تجعل له اسماً من عندك فتكون من الضالّين، جعلنا اللّه وإيّاك من الذين يخشون ربّهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون.
( الأمالي: 438، ح 14.
التوحيد: 224، ح 4. عنه وعن الأمالي، البحار: 118/89، ح 4.
روضة الواعظين: 47، س 1.
قطعة منه في (صفات اللّه عزّ وجلّ) و(الجدال في القرآن) و(دعاؤه(عليه السلام) لبعض شيعته ببغداد). )

1 - الشيخ الصدوق(رحمه الله): حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر(رضي الله عنه) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن عليّ بن صدقة، عن عليّ بن عبد الغفّار قال: لمّا مات أبو جعفر الثاني(عليه السلام) كتبت الشيعة إلي أبي الحسن صاحب العسكر(عليه السلام) يسألونه عن الأمر.
فكتب(عليه السلام): الأمر لي مادمت حيّاً فإذا نزلت بي مقادير اللّه عزّ وجلّ آتاكم اللّه الخلف منّي، وأنّي لكم بالخلف بعد الخلف.
( إكمال الدين وإتمام النعمة: 382، ح 8. عنه البحار: 160/51، ح 5، وحلية الأبرار: 133/5، ح 17، وإثبات الهداة: 394/3 ح 16.
إعلام الوري: 247/2، س 6.
قطعة منه في (النصّ علي نفسه(عليه السلام)) و(نصّه علي ابنه الحسن(عليهاالسلام)) و(نصّه علي المهديّ(عليهاالسلام)). )


السابع - إلي أهل الأهواز:
1 - ابن شعبة الحرّانيّ(رحمه الله): من عليّ بن محمّد(عليهاالسلام): سلام عليكم وعلي من اتّبع الهدي ورحمة اللّه وبركاته.
فإنّه ورد عليّ كتابكم، وفهمت ما ذكرتم من اختلافكم في دينكم، وخوضكم في القدر، ومقالة من يقول منكم بالجبر، ومن يقول بالتفويض، وتفرّقكم في ذلك وتقاطعكم وما ظهر من العداوة بينكم، ( القطع: إبانة بعض أجزاء الجرم من بعض فصلاً. تقاطع الشي ء: بان بعضه من بعضه. لسان العرب: 221/11، (قطع). )
ثمّ سألتموني عنه وبيانه لكم وفهمت ذلك كلّه.
اعلموا رحمكم اللّه أنّا نظرنا في الآثار، وكثرة ما جاءت به الأخبار فوجدناها عند جميع من ينتحل الإسلام ممّن يعقل عن اللّه جلّ وعزّ ( فلان ينتحل مذهب كذا وقبيلة كذا: إذا انتسب إليها. مجمع البحرين: 478/5 (نحل). )
لا تخلو من معنيين، إمّا حقّ فيتّبع، وإمّا باطل فيجتنب.
وقد اجتمعت الأُمّة قاطبة لا اختلاف بينهم أنّ القرآن حقّ لا ريب فيه عند جميع أهل الفرق، وفي حال اجتماعهم مقرون بتصديق الكتاب وتحقيقه مصيبون مهتدون، وذلك بقول رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم): لا تجتمع أُمّتي علي ضلالة.
فأخبر أنّ جميع ما اجتمعت عليه الأُمّة كلّها حقّ، هذا إذا لم يخالف بعضها بعضاً. والقرآن حقّ لا اختلاف بينهم في تنزيله وتصديقه، فإذا شهد القرآن بتصديق خبر وتحقيقه، وأنكر الخبر طائفة من الأُمّة لزمهم الإقرار به ضرورة حين اجتمعت في الأصل علي تصديق الكتاب، فإن [هي ] جحدت وأنكرت لزمها الخروج من الملّة.
فأوّل خبر يعرف تحقيقه من الكتاب وتصديقه والتماس شهادته عليه، خبر ورد عن رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم) ووجد بموافقة الكتاب وتصديقه بحيث لاتخالفه أقاويلهم حيث قال: «إنّي مخلّف فيكم الثقلين كتاب اللّه وعترتي - أهل بيتي- لن تضلّوا ما تمسّكتم بهما، وإنّهما لن يفترقا حتّي يردا عليّ الحوض».
فلمّا وجدنا شواهد هذا الحديث في كتاب اللّه نصّاً مثل قوله جلّ وعزّ: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ و وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَوةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَوةَ وَهُمْ رَكِعُونَ * وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ و وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَلِبُونَ ).
( المائدة: 55/5 و56. )
وروت العامّة في ذلك أخباراً لأمير المؤمنين(عليه السلام) أنّه تصدّق بخاتمه وهو راكع فشكر اللّه ذلك له وأنزل الآية فيه.
فوجدنا رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم) قد أتي بقوله: «من كنت مولاه فعليّ مولاه» وبقوله: «أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلّا أنّه لا نبيّ بعدي».
ووجدناه يقول: «عليّ يقضي ديني، وينجز موعدي، وهو خليفتي عليكم من بعدي».
فالخبر الأوّل الذي استنبطت منه هذه الأخبار، خبر صحيح مجمع عليه لااختلاف فيه عندهم، وهو أيضاً موافق للكتاب؛ فلمّا شهد الكتاب بتصديق الخبر و هذه الشواهد الأُخر لزم علي الأُمّة الإقرار بها ضرورة، إذ كانت هذه الأخبار شواهدها من القرآن ناطقة، ووافقت القرآن والقرآن وافقها.
ثمّ وردت حقائق الأخبار من رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم) عن الصادقين(عليهم السلام)، ونقلها قوم ثقات معروفون فصار الإقتداء بهذه الأخبار فرضاً واجباً علي كلّ مؤمن ومؤمنة لا يتعدّاه إلّا أهل العناد.
وذلك أنّ أقاويل آل رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم) متّصلة بقول اللّه وذلك مثل قوله في محكم كتابه: (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ و لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْأَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا).
( الأحزاب: 57/33. )
ووجدنا نظير هذه الآية قول رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم): «من آذي عليّاً فقد آذاني ومن آذاني فقد آذي اللّه، ومن آذي اللّه يوشك أن ينتقم منه».
وكذلك قوله(صلي الله وآله وسلم) «من أحبّ عليّاً فقد أحبّني ومن أحبّني فقد أحبّ اللّه».
ومثل قوله(صلي الله وآله وسلم) في بني وليعة: «لأبعثنّ إليهم رجلاً كنفسي يحبّ اللّه ورسوله، ويحبّه اللّه ورسوله، قم يا عليّ فسر إليهم».
وقوله(صلي الله وآله وسلم) يوم خيبر: «لأبعثن غ إليهم غداً رجلاً يحبّ اللّه ورسوله، ويحبّه اللّه ورسوله، كرّاراً غير فرّار لا يرجع حتّي يفتح اللّه عليه».
فقضي رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم) بالفتح قبل التوجيه، فاستشرف لكلامه أصحاب رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم)، فلمّا كان من الغد دعا عليّاً(عليه السلام) فبعثه إليهم فاصطفاه بهذه المنقبة، وسمّاه كرّاراً غير فرّار، فسمّاه اللّه محبّاً للّه ولرسوله، فأخبر أنّ اللّه ورسوله يحبّانه.
وإنّما قدّمنا هذا الشرح والبيان دليلاً علي ما أردنا، وقوّة لما نحن مبيّنوه من أمر الجبر والتفويض، والمنزلة بين المنزلتين، وباللّه العون والقوّة، وعليه نتوكّل في جميع أُمورنا.
فإنّا نبدأ من ذلك بقول الصادق(عليه السلام): «لا جبر ولا تفويض ولكن منزلة بين المنزلتين، وهي صحّة الخلقة، وتخلية السرب، والمهلة في الوقت ( السَّرب بفتح السين وسكون الراء: الطريق. مجمع البحرين: 82/2 (سرب).
يقال: خلّ سِربَه (بكسر السين): طريقه ووجهته. المعجم الوسيط: 425 (سرب). )

والزاد، مثل الراحلة، والسبب المهيّج للفاعل علي فعله»
فهذه خمسة أشياء جمع به الصادق(عليه السلام) جوامع الفضل، فإذا نقص العبد منها خلّة، كان العمل عنه مطروحاً بحسبه، فأخبر الصادق(عليه السلام) بأصل مايجب علي الناس من طلب معرفته، ونطق الكتاب بتصديقه، فشهد بذلك محكمات آيات رسوله، لأنّ الرسول(صلي الله وآله وسلم) وآله(عليهم السلام) لا يعدون شيئاً من قوله وأقاويلهم حدود القرآن، فإذا وردت حقائق الأخبار والتمست شواهدها من التنزيل، فوجد لها موافقاً وعليها دليلاً، كان الإقتداء بها فرضاً لا يتعدّاه إلّا أهل العناد كماذكرنا في أوّل الكتاب.
ولمّا التمسنا تحقيق ما قاله الصادق(عليه السلام) من المنزلة بين المنزلتين، وإنكاره الجبر والتفويض، وجدنا الكتاب قد شهد له، وصدّق مقالته في هذا.
وخبر عنه أيضاً موافق لهذا: أنّ الصادق(عليه السلام) سئل هل أجبر اللّه العباد علي المعاصي؟
فقال الصادق(عليه السلام): هو أعدل من ذلك.
فقيل له: فهل فوّض إليهم؟
فقال(عليه السلام): هو أعزّ وأقهر لهم من ذلك.
وروي عنه(عليه السلام) أنّه قال: الناس في القدر علي ثلاثة أوجه: رجل يزعم أنّ الأمر مفوّض إليه فقد وهّن اللّه في سلطانه فهو هالك.
ورجل يزعم أنّ اللّه جلّ وعزّ أجبر العباد علي المعاصي وكلّفهم ما لايطيقون فقد ظلّم اللّه في حكمه فهو هالك.
ورجل يزعم أنّ اللّه كلّف العباد ما يطيقون ولم يكلّفهم ما لا يطيقون، فإذا أحسن حمد اللّه وإذا أساء استغفر اللّه فهذا مسلم بالغ.
فأخبر(عليه السلام): أنّ من تقلّد الجبر والتفويض ودان بهما فهو علي خلاف الحقّ.
فقد شرحت الجبر الذي من دان به يلزمه الخطأ، وأنّ الذي يتقلّد التفويض يلزمه الباطل، فصارت المنزلة بين المنزلتين بينهما.
ثمّ قال(عليه السلام): وأضرب لكلّ باب من هذه الأبواب مثلاً يقرّب المعني للطالب، ويسهّل له البحث عن شرحه، تشهد به محكمات آيات الكتاب، وتحقّق تصديقه عند ذوي الألباب، وباللّه التوفيق والعصمة.
فأمّا الجبر الذي يلزم من دان به الخطأ فهو قول من زعم أنّ اللّه جلّ وعزّ أجبر العباد علي المعاصي وعاقبهم عليها؛ ومن قال بهذا القول فقد ظلّم اللّه في حكمه وكذّبه وردّ عليه قوله: (وَلَايَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا).
( الكهف: 49/18. )
وقوله: (ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّمٍ لِّلْعَبِيدِ).
( الحجّ: 10/22. )
وقوله: (إِنَّ اللَّهَ لَايَظْلِمُ النَّاسَ شَيًْا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ). ( يونس: 44/10. )
مع آيٍ كثيرة في ذكر هذا.
فمن زعم أنّه مجبر علي المعاصي فقد أحال بذنبه علي اللّه، وقد ظلّمه في عقوبته.
ومن ظلّم اللّه فقد كذّب كتابه. ومن كذّب كتابه فقد لزمه الكفر بإجتماع الأُمّة.
ومثل ذلك مثل رجل ملك عبداً مملوكاً لا يملك نفسه ولا يملك عرضاً من عرض الدنيا، ويعلم مولاه ذلك منه فأمره علي علم منه بالمصير إلي السوق لحاجة يأتيه بها، ولم يملكه ثمن ما يأتيه به من حاجته، وعلم المالك أنّ علي الحاجة رقيباً لا يطمع أحد في أخذها منه إلّا بما يرضي به من الثمن، وقد وصف مالك هذا العبد نفسه بالعدل والنصفة، وإظهار الحكمة ونفي الجور، وأوعد عبده إن لم يأته بحاجته أن يعاقبه علي علم منه بالرقيب الذي علي حاجته أنّه سيمنعه، وعلم أنّ المملوك لا يملك ثمنها ولم يملّكه ذلك، فلمّا صار العبد إلي السوق وجاء ليأخذ حاجته التي بعثه المولي لها وجد عليها مانعاً يمنع منها إلّا بشراء، وليس يملك العبد ثمنها، فانصرف إلي مولاه خائباً بغير قضاء حاجته، فاغتاظ مولاه من ذلك وعاقبه عليه.
أليس يجب في عدله و حكمه أن لا يعاقبه وهو يعلم أنّ عبده لا يملك عرضاً من عروض الدنيا ولم يملكه ثمن حاجته؟
فإن عاقبه عاقبه ظالماً متعدّياً عليه، مبطلاً لما وصف من عدله وحكمته ونصفته، وإن لم يعاقبه كذّب نفسه في وعيده إيّاه حين أوعده بالكذب والظلم اللذين ينفيان العدل والحكمة؛ تعالي عمّا يقولون علوّاً كبيراً.
فمن دان بالجبر أو بما يدعو إلي الجبر فقد ظلّم اللّه ونسبه إلي الجور والعدوان، إذ أوجب علي من أجبر[ه ] العقوبة.
ومن زعم أنّ اللّه أجبر العباد فقد أوجب علي قياس قوله إنّ اللّه يدفع عنهم العقوبة.
ومن زعم أنّ اللّه يدفع عن أهل المعاصي العذاب فقد كذّب اللّه في وعيده حيث يقول: (بَلَي مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَطَتْ بِهِ ي خَطِيَتُهُ و فَأُوْلَل-ِكَ أَصْحَبُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَلِدُونَ).
( البقرة: 81/2. )
وقوله: (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَلَ الْيَتَمَي ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا).
( النساء: 10/4. )
وقوله: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بَِايَتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُم بَدَّلْنَهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا) مع آي ( النساء: 56/4. )
كثيرة في هذا الفن غ ممّن كذّب وعيد اللّه، ويلزمه في تكذيبه آية من كتاب اللّه الكفر.
وهو ممّن قال اللّه: (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَبِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَآءُ مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَمَةِ يُرَدُّونَ إِلَي أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَفِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)؛ بل نقول: إنّ اللّه عزّ وجلّ جازي ( البقرة: 85/2. )
العباد علي أعمالهم، ويعاقبهم علي أفعالهم بالإستطاعة التي ملّكهم إيّاها، فأمرهم ونهاهم بذلك ونطق كتابه: (مَن جَآءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ و عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَآءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَايُجْزَي إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَايُظْلَمُونَ ).
( الأنعام: 160/6. )
وقال جلّ ذكره: (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ و أَمَدَم ا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ و).
( آل عمران: 30/3. )
وقال: (الْيَوْمَ تُجْزَي كُلُّ نَفْسِ م بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ).
( غافر: 17/40. )
فهذه آيات محكمات تنفي الجبر ومن دان به، ومثلها في القرآن كثير، اختصرنا ذلك لئلّا يطول الكتاب وباللّه التوفيق.
وأمّا التفويض الذي أبطله الصادق(عليه السلام)، وأخطأ من دان به وتقلّده، فهو قول القائل: إنّ اللّه جلّ ذكره فوّض إلي العباد اختيار أمره ونهيه وأهملهم.
وفي هذا كلام دقيق لمن يذهب إلي تحريره ودقّته، وإلي هذا ذهبت الأئمّة المهتدية من عترة الرسول(صلي الله وآله وسلم)، فإنّهم قالوا: لو فوّض إليهم علي جهة الإهمال لكان لازماً له رضاً ما اختاروه واستوجبوا منه الثواب، ولم يكن عليهم فيما جنوه العقاب إذا كان الإهمال واقعاً، وتنصرف هذه المقالة علي معنيين: إمّا أن يكون العباد تظاهروا عليه فألزموه قبول إختيارهم بآرائهم ضرورة، كره ذلك أم أحبّ فقد لزمه الوهن، أو يكون جلّ وعزّ عجز عن تعبّدهم بالأمر والنهي علي إرادته، كرهوا أو أحبّوا، ففوّض أمره ونهيه إليهم وأجراهما علي محبّتهم، إذ عجز عن تعبّدهم بإرادته، فجعل الإختيار إليهم في الكفر والإيمان.
ومثل ذلك مثل رجل ملك عبداً ابتاعه ليخدمه، ويعرف له فضل ولايته، ويقف عند أمره ونهيه، وادّعي مالك العبد أنّه قاهر عزيز حكيم، فأمر عبده ونهاه، ووعده علي اتّباع أمره عظيم الثواب، وأوعده علي معصيته أليم العقاب، فخالف العبد إرادة مالكه ولم يقف عند أمره ونهيه، فأيّ أمر أمره، أو أيّ نهي نهاه عنه لم يأته علي إرادة المولي؛ بل كان العبد يتّبع إرادة نفسه، واتّباع هواه، ولا يطيق المولي أن يردّه إلي اتّباع أمره ونهيه والوقوف علي إرادته، ففوّض إختيار أمره ونهيه إليه، ورضي منه بكلّ ما فعله علي إرادة العبد لا علي إرادة المالك، وبعثه في بعض حوائجه وسمّي له الحاجة فخالف علي مولاه وقصد لإرادة نفسه واتّبع هواه، فلمّا رجع إلي مولاه نظر إلي ما أتاه به، فإذا هو خلاف ما أمره به، فقال له: لِمَ أتيتني بخلاف ما أمرتك؟
فقال العبد: اتّكلت علي تفويضك الأمر إليّ فاتّبعت هواي وإرادتي، لأنّ المفوّض إليه غير محظور عليه فاستحال التفويض.
أو ليس يجب علي هذا السبب إمّا أن يكون المالك للعبد قادراً يأمر عبده باتّباع أمره ونهيه علي إرادته، لا علي إرادة العبد، ويملّكه من الطاقة بقدر مايأمره به وينهاه عنه، فإذا أمره بأمر ونهاه عن نهي، عرّفه الثواب والعقاب عليهما؛ وحذّره ورغّبه بصفة ثوابه وعقابه، ليعرف العبد قدرة مولاه بما ملّكه من الطاقة لأمره ونهيه، وترغيبه وترهيبه، فيكون عدله وإنصافه شاملاً له، وحجّته واضحة عليه للإعذار والإنذار. فإذا اتّبع العبد أمر مولاه جازاه، وإذا لم يزدجر عن نهيه عاقبه، أو يكون عاجزاً غير قادر، ففوّض أمره إليه، أحسن أم أساء، أطاع أم عصي، عاجز عن عقوبته، وردّه إلي اتّباع أمره.
وفي إثبات العجز نفي القدرة والتألّه، وإبطال الأمر والنهي، والثواب والعقاب، ومخالفة الكتاب، إذ يقول: (وَلَايَرْضَي لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُواْ يَرْضَهُ لَكُمْ ).
( الزمر: 7/39. )
وقوله عزّ وجلّ: (اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ي وَلَاتَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ).
( آل عمران: 102/3. )
وقوله: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَآ أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَآ أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ).
( الذاريات: 56/51 - 57. )
وقوله: (اعْبُدُواْ اللَّهَ وَلَاتُشْرِكُواْ بِهِ ي شَيًْا).
( النساء: 36/4. )
وقوله: (أَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ و وَلَاتَوَلَّوْاْ عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ).
( في المصدر: أطيعوا اللّه وأطيعوا الرسول...، ولكن صححّناها بما في المصحف الشريف. )
( الأنفال: 20/8. )
فمن زعم أنّ اللّه تعالي فوّض أمره ونهيه إلي عباده فقد أثبت عليه العجز، وأوجب عليه قبول كلّ ما عملوا من خير وشرّ، وأبطل أمر اللّه ونهيه ووعده ووعيده، لعلّة ما زعم أنّ اللّه فوّضها إليه، لأنّ المفوّض إليه يعمل بمشيئته، فإن شاء الكفر أو الإيمان، كان غير مردود عليه ولا محظور، فمن دان بالتفويض علي هذا المعني فقد أبطل جميع ما ذكرنا، من وعده ووعيده، وأمره ونهيه، وهو من أهل هذه الآية: (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَبِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَآءُ مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَمَةِ يُرَدُّونَ إِلَي أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَفِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ).
( البقرة: 85/2. )
تعالي عمّا يدين به أهل التفويض علوّاً كبيراً.
لكن نقول: إنّ اللّه عزّ وجلّ خلق الخلق بقدرته، وملّكهم استطاعة تعبّدهم بها، فأمرهم ونهاهم بما أراد، فقبل منهم اتّباع أمره ورضي بذلك لهم، ونهاهم عن معصيته، وذمّ من عصاه وعاقبه عليها، وللّه الخيرة في الأمر والنهي، يختار مايريد ويأمر به، وينهي عمّا يكره ويعاقب عليه بالإستطاعة التي ملّكها عباده لاتّباع أمره واجتناب معاصيه، لأنّه ظاهر العدل والنصفة والحكمة البالغة، بالغ الحجّة بالإعذار والإنذار، وإليه الصفوة يصطفي من عباده من يشاء لتبليغ رسالته، واحتجاجه علي عباده؛ اصطفي محمّداً(صلي الله وآله وسلم) وبعثه برسالاته إلي خلقه، فقال من قال من كفّار قومه حسداً واستكباراً: (لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْءَانُ عَلَي رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ) يعني بذلك أُميّة بن أبي الصلت وأبا مسعود الثقفيّ، فأبطل اللّه ( الزخرف: 31/43. )
اختيارهم ولم يجز لهم آراءهم حيث يقول: (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ).
( الزخرف: 32/43. )
ولذلك اختار من الأُمور ما أحبّ، ونهي عمّا كره، فمن أطاعه أثابه. ومن عصاه عاقبه. ولو فوّض اختيار أمره إلي عباده لأجاز لقريش اختيار أُميّة ابن أبي الصلت، وأبي مسعود الثقفيّ، إذ كانا عندهم أفضل من محمّد(صلي الله وآله وسلم).
فلمّا أدّب اللّه المؤمنين بقوله: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَي اللَّهُ وَرَسُولُهُ و أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ) فلم يجز لهم الاختيار ( الأحزاب: 36/33. )
بأهوائهم، ولم يقبل منهم إلّا اتّباع أمره، واجتناب نهيه علي يدي من اصطفاه، فمن أطاعه رشد، ومن عصاه ضلّ وغوي، ولزمته الحجّة بما ملّكه من الإستطاعة لاتّباع أمره واجتناب نهيه، فمن أجل ذلك حرّمه ثوابه وأنزل به عقابه.
وهذا القول بين القولين ليس بجبر ولا تفويض، وبذلك أخبر أميرالمؤمنين صلوات اللّه عليه عباية بن ربعي الأسديّ حين سأله عن الإستطاعة التي بها يقوم ويقعد ويفعل.
فقال له أمير المؤمنين(عليه السلام): سألت عن الاستطاعة تملّكها من دون اللّه أو مع اللّه؟ فسكت عباية.
فقال له أمير المؤمنين(عليه السلام): قل يا عباية! قال: وما أقول؟
قال(عليه السلام): إن قلت: إنّك تملّكها مع اللّه قتلتك، وإن قلت: تملّكها دون اللّه قتلتك.
قال عباية: فما أقول يا أمير المؤمنين!؟
قال(عليه السلام): تقول إنّك تملّكها باللّه الذي يملّكها من دونك، فإن يملّكها إيّاك كان ذلك من عطائه، وإن يسلبكها كان ذلك من بلائه، هو المالك لما ملّكك، والقادر علي ما عليه أقدرك، أما سمعت الناس يسألون الحول والقوّة حين يقولون: لاحول ولا قوّة إلّا باللّه.
قال عباية: وما تأويلها يا أمير المؤمنين!؟
قال(عليه السلام): لا حول عن معاصي اللّه إلّا بعصمة اللّه، ولا قوّة لنا علي طاعةاللّه إلّا بعون اللّه.
قال: فوثب عباية فقبّل يديه ورجليه.
وروي عن أمير المؤمنين(عليه السلام) حين أتاه نجدة يسأله عن معرفة اللّه قال: ياأمير المؤمنين! بماذا عرفت ربّك؟
قال(عليه السلام): بالتمييز الذي خوّلني والعقل الذي دلّني.
( خوّله نعمة: أعطاه نعمة. مجمع البحرين: 366/5 (خول). )
قال: أفمجبول أنت عليه؟
قال: لو كنت مجبولاً ما كنت محموداً علي إحسان، ولا مذموماً علي إساءة، وكان المحسن أولي باللائمة من المسيي ء، فعلمت أنّ اللّه قائم باق، وما دونه حدث حائل زائل، وليس القديم الباقي كالحدث الزائل.
( حائل: كلّ شي ء تحرّك في مكانه. لسان العرب: 401/3 (حول). )
قال نجدة: أجدك أصبحت حكيماً يا أمير المؤمنين!
قال: أصبحت مخيّراً ! فإن أتيت السيّئة [ب ]مكان الحسنة فأنا المعاقب عليها.
وروي عن أمير المؤمنين(عليه السلام) أنّه قال لرجل سأله بعد انصرافه من الشام. فقال: يا أمير المؤمنين! أخبرنا عن خروجنا إلي الشام بقضاء وقدر.
قال(عليه السلام): نعم، يا شيخ! ما علوتم تلعة ولا هبطتم وادياً إلّا بقضاء وقدر من اللّه.
فقال الشيخ: عند اللّه أحتسب عنائي يا أمير المؤمنين!
فقال(عليه السلام): مه يا شيخ! فإنّ اللّه قد عظّم أجركم في مسيركم وأنتم سائرون، وفي مقامكم وأنتم مقيمون، وفي انصرافكم وأنتم منصرفون، ولم تكونوا في شي ء من أُموركم مكرهين، ولا إليه مضطرّين، لعلّك ظننت أنّه قضاء حتم، وقدر لازم، لو كان ذلك كذلك لبطل الثواب والعقاب، ولسقط الوعد والوعيد، ولما أُلزمت الأشياء أهلها علي الحقائق؛ ذلك مقالة عبدة الأوثان، وأولياء الشيطان، إنّ اللّه جلّ وعزّ أمر تخييراً ونهي تحذيراً، ولم يطع مكرهاً ولم يعص مغلوباً، ولم يخلق السموات والأرض وما بينهما باطلاً، ذلك ظنّ الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار.
فقام الشيخ فقبّل رأس أمير المؤمنين(عليه السلام) وأنشأ يقول:
أنت الإمام الذي نرجو بطاعته
يوم النجاة من الرحمن غفراناً
أوضحت من ديننا ما كان ملتبساً
جزاك ربّك عنّا فيه رضواناً
فليس معذرة في فعل فاحشة
قد كنت راكبها ظلماً وعصياناً
فقد دلّ أمير المؤمنين(عليه السلام) علي موافقة الكتاب ونفي الجبر والتفويض اللذين يلزمان من دان بهما وتقلّدهما الباطل والكفر، وتكذيب الكتاب، ونعوذ باللّه من الضلالة والكفر، ولسنا ندين بجبر ولا تفويض، لكنّا نقول بمنزلة بين المنزلتين وهو الامتحان والاختبار بالاستطاعة التي ملّكنا اللّه، وتعبّدنا بها علي ما شهد به الكتاب، ودان به الأئمّة الأبرار من آل الرسول صلوات اللّه عليهم.
ومثل الاختبار بالإستطاعة مثل رجل ملك عبداً وملك مالاً كثيراً أحبّ أن يختبر عبده علي علم منه بما يؤول إليه، فملّكه من ماله بعض ماأحبّ ووقفه علي أُمور عرّفها العبد، فأمره أن يصرف ذلك المال فيها، ونهاه عن أسباب لم يحبّها، وتقدّم إليه أن يجتنبها ولا ينفق من ماله فيها، والمال يتصرّف في أيّ الوجهين، فصرف المال أحدهما في اتّباع أمر المولي ورضاه، والآخر صرفه في اتّباع نهيه وسخطه؛ وأسكنه دار اختبار أعلمه أنّه غير دائم له السكني في الدار، وأنّ له داراً غيرها وهو مخرجه إليها، فيها ثواب وعقاب دائمان، فإن أنفذ العبد المال الذي ملّكه مولاه في الوجه الذي أمره به جعل له ذلك الثواب الدائم في تلك الدار التي أعلمه أنّه مخرجه إليها، وإن أنفق المال في الوجه الذي نهاه عن إنفاقه فيه جعل له ذلك العقاب الدائم في دار الخلود.
وقد حدّ المولي في ذلك حدّاً معروفاً وهو المسكن الذي أسكنه في الدار الأولي، فإذا بلغ الحدّ استبدل المولي بالمال وبالعبد علي أنّه لم يزل مالكاً للمال والعبد في الأوقات كلّها، إلّا أنّه وعد أن لا يسلبه ذلك المال ما كان في تلك الدار الأولي إلي أن يستتمّ سكناه فيها فوفي له، لأنّ من صفات المولي، العدل والوفاء والنصفة، والحكمة.
أو ليس يجب إن كان ذلك العبد صرف ذلك المال في الوجه المأمور به أن يفي له بما وعده من الثواب، وتفضّل عليه بأن استعمله في دار فانية وأثابه علي طاعته فيها نعيماً دائماً في دار باقية دائمة؟
وإن صرف العبد المال الذي ملّكه مولاه أيّام سكناه تلك الدار الأولي في الوجه المنهيّ عنه، وخالف أمر مولاه، كذلك تجب عليه العقوبة الدائمة التي حذّره إيّاها، غير ظالم له لما تقدّم إليه وأعلمه وعرّفه وأوجب له الوفاء بوعده ووعيده، بذلك يوصف القادر القاهر.
وأمّا المولي فهو اللّه جلّ وعزّ، وأمّا العبد فهو ابن آدم المخلوق، والمال قدرة اللّه الواسعة، ومحنته إظهار[ه ] الحكمة والقدرة، والدار الفانية هي الدنيا، وبعض المال الذي ملّكه مولاه هو الإستطاعة التي ملّك ابن آدم، والأُمور التي أمر اللّه بصرف المال إليها هو الإستطاعة لاتّباع الأنبياء، والإقرار بما أوردوه عن اللّه عزّ وجلّ، واجتناب الأسباب التي نهي عنها هي طرق إبليس، وأمّا وعده فالنعيم الدائم وهي الجنّة، وأمّا الدار الفانية فهي الدنيا.
وأمّا الدار الأُخري فهي الدار الباقية، وهي الآخرة، والقول بين الجبر والتفويض هو الإختبار والإمتحان، والبلوي بالإستطاعة التي ملّك العبد.
وشرحها في الخمسة الأمثال التي ذكرها الصادق(عليه السلام) أنّها جمعت جوامع الفضل وأنا مفسّرها بشواهد من القرآن والبيان إن شاءاللّه.

«تفسير صحّة الخلقة»
أمّا قول الصادق(عليه السلام) فإنّ معناه كمال الخلق للإنسان وكمال الحواسّ وثبات العقل والتمييز وإطلاق اللسان بالنطق؛ وذلك قول اللّه: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي ءَادَمَ وَحَمَلْنَهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَهُم مِّنَ الطَّيِّبَتِ وَفَضَّلْنَهُمْ عَلَي كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً).
( الإسراء: 70/17. )
فقد أخبر عزّ وجلّ عن تفضيله بني آدم علي سائر خلقه من البهائم والسباع، ودوابّ البحر والطير، وكلّ ذي حركة تدركه حواسّ بني آدم بتمييز العقل والنطق.
وذلك قوله: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَنَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ).
( التين: 4/95. )
وقوله: (يَأَيُّهَا الْإِنسَنُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّلكَ فَعَدَلَكَ*فِي أَيِ ّ صُورَةٍ مَّا شَآءَ رَكَّبَكَ) وفي آيات كثيرة.
( الانفطار: 6/82 و7 و8. )
فأوّل نعمة اللّه علي الإنسان صحّة عقله، وتفضيله علي كثير من خلقه بكمال العقل وتمييز البيان، وذلك أنّ كلّ ذي حركة علي بسيط الأرض هو قائم بنفسه بحواسّه، مستكمل في ذاته، ففضّل بني آدم بالنطق الذي ليس في غيره من الخلق المدرك بالحواسّ، فمن أجل النطق ملّك اللّه ابن آدم غيره من الخلق حتّي صار آمراً ناهياً، وغيره مسخّر له كما قال اللّه: (كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَي مَا هَدَلكُمْ). وقال: (وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ ( الحجّ: 37/22. )
الْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا). وقال: ( النحل: 14/16. )
(وَالْأَنْعَمَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْ ءٌ وَمَنَفِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ * وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ * وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَي بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُواْ بَلِغِيهِ إِلَّا بِشِقِ ّ الْأَنفُسِ ). فمن أجل ذلك دعا اللّه الإنسان إلي اتّباع أمره وإلي طاعته ( النحل: 5/16 و6 و7. )
بتفضيله إيّاه باستواء الخلق، وكمال النطق والمعرفة، بعد أن ملّكهم استطاعة ما كان تعبّدهم به بقوله: (فَاتَّقُواْ اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُواْ وَأَطِيعُواْ )، وقوله: (لَايُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا). وقوله: (لَايُكَلِّفُ ( التغابن: 16/64. )
( البقرة: 286/2. )
اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَآ ءَاتَل-هَا) وفي آيات كثيرة.
( الطلاق: 7/65. )
فإذا سلب من العبد حاسّة من حواسّه رفع العمل عنه بحاسّته كقوله: (لَّيْسَ عَلَي الْأَعْمَي حَرَجٌ وَلَا عَلَي الْأَعْرَجِ حَرَجٌ) الآية.
( النور: 61/24. )
فقد رفع عن كلّ من كان بهذه الصفة الجهاد، وجميع الأعمال التي لا يقوم بها، وكذلك أوجب علي ذي اليسار الحجّ، والزكاة لما ملّكه من استطاعة ذلك، ولم يوجب علي الفقير الزكاة والحجّ. قوله: (وَلِلَّهِ عَلَي النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً). وقوله في الظهار: (وَالَّذِينَ ( آل عمران: 97/3. )
يُظَهِرُونَ مِن نِّسَآلِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُواْ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ - إلي قوله -: فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا). كلّ ذلك دليل علي أنّ اللّه تبارك ( المجادلة: 3/58 و4. )
وتعالي لم يكلّف عباده إلّا ما ملّكهم استطاعته بقوّة العمل به ونهاهم عن مثل ذلك. فهذه صحّة الخلقة.
وأمّا قوله: «تخلية السرب»، فهو الذي ليس عليه رقيب يحظر عليه ويمنعه العمل بما أمره اللّه به، وذلك قوله فيمن استضعف وحظر عليه العمل فلم يجد حيلة ولا يهتدي سبيلاً، كما قال اللّه تعالي: (إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَآءِ وَالْوِلْدَنِ لَايَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَايَهْتَدُونَ سَبِيلاً).
( النساء: 98/4. )
فأخبر أنّ المستضعف لم يخلّ سربه وليس عليه من القول شي ء إذا كان مطمئنّ القلب بالإيمان.
وأمّا المهلة في الوقت فهو العمر الذي يمتّع الإنسان من حدّ ما تجب عليه المعرفة إلي أجل الوقت، وذلك من وقت تمييزه وبلوغ الحلم إلي أن يأتيه أجله. فمن مات علي طلب الحقّ ولم يدرك كما له فهو علي خير؛ وذلك قوله: (وَمَن يَخْرُجْ مِن م بَيْتِهِ ي مُهَاجِرًا إِلَي اللَّهِ وَرَسُولِهِ ي) الآية.
( النساء: 100/4. )
وإن كان لم يعمل بكمال شرايعه لعلّة ما لم يمهله في الوقت إلي استتمام أمره؛ وقدحظر علي البالغ ما لم يحظر علي الطفل إذا لم يبلغ الحلم في قوله: (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَرِهِنَّ) الآية؛ فلم ( النور: 31/24. )
يجعل عليهنّ حرجاً في إبداء الزينة للطفل، وكذلك لا تجري عليه الأحكام.
وأمّا قوله: (الزاد) فمعناه الجدة والبلغة التي يستعين بها العبد علي ما أمره اللّه به، وذلك قوله: (مَا عَلَي الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ) الآية.
( التوبة: 91/9.)
ألا تري أنّه قبل عذر من لم يجد ما ينفق، وألزم الحجّة كلّ من أمكنته البلغة، والراحلة للحجّ والجهاد وأشباه ذلك، وكذلك قبل عذر الفقراء وأوجب لهم حقّاً في مال الأغنياء بقوله: (لِلْفُقَرَآءِ الَّذِينَ أُحْصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ)، الآية.
( البقرة: 273/2. )
فأمر بإعفائهم ولم يكلّفهم الإعداد لما لا يستطيعون ولا يملّكون.
وأمّا قوله في السبب المهيّج؛ فهو النيّة التي هي داعية الإنسان إلي جميع الأفعال وحاسّتها القلب، فمن فعل فعلاً وكان بدين لم يعقد قلبه علي ذلك لم يقبل اللّه منه عملاً إلّا بصدق النيّة، ولذلك أخبر عن المنافقين بقوله: (يَقُولُونَ بِأَفْوَهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ ).
( آل عمران: 167/3. )
ثمّ أنزل علي نبيّه(صلي الله وآله وسلم) توبيخاً للمؤمنين (يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لِمَ تَقُولُونَ مَا لَاتَفْعَلُونَ) الآية؛
( الصفّ: 2/61. )
فإذا قال الرجل قولاً واعتقد في قوله، دعته النيّة إلي تصديق القول بإظهار الفعل، وإذا لم يعتقد القول لم تتبيّن حقيقته، وقد أجاز اللّه صدق النيّة وإن كان الفعل غير موافق لها، لعلّة مانع يمنع إظهار الفعل في قوله: (إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ و مُطْمَل-ِنُ م بِالْإِيمَنِ). وقوله: (لَّايُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ ( النحل: 106/16. )
فِي أَيْمَنِكُمْ).
( البقرة: 225/2. )
فدلّ القرآن وأخبار الرسول(صلي الله وآله وسلم) أنّ القلب مالك لجميع الحواسّ يصحّح أفعالها، ولا يبطل ما يصحّح القلب شي ء.
فهذا شرح جميع الخمسة الأمثال التي ذكرها الصادق(عليه السلام) أنّها تجمع المنزلة بين المنزلتين، وهما الجبر والتفويض.
فإذا اجتمع في الإنسان كمال هذه الخمسة الأمثال وجب عليه العمل كمّلاً، لما أمر اللّه عزّ وجلّ به ورسوله، وإذا نقص العبد منها خلّة، كان العمل عنها مطروحاً بحسب ذلك.
فأمّا شواهد القرآن علي الاختبار والبلوي بالاستطاعة التي تجمع القول بين القولين فكثيرة.
ومن ذلك قوله: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّي نَعْلَمَ الْمُجَهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّبِرِينَ وَنَبْلُوَاْ أَخْبَارَكُمْ). وقال: (سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَايَعْلَمُونَ).
( محمّد: 31/47. )
( الأعراف: 182/7، والقلم: 44/68. )
وقال: (الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُواْ أَن يَقُولُواْ ءَامَنَّا وَهُمْ لَايُفْتَنُونَ). ( العنكبوت: 1/29 و2. )
وقال في الفتن التي معناها الاختبار: (وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَنَ) وقال في ( ص: 34/38. )
قصّة موسي(عليه السلام): (فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِن م بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ). ( طه: 85/20. )
وقول موسي: (إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ)، أي اختبارك.
( الأعراف: 155/7.)
فهذه الآيات يقاس بعضها ببعض ويشهد بعضها لبعض.
وأمّا آيات البلوي بمعني الاختبار قوله: (لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ ءَاتَل-كُمْ). ( المائدة: 48/5، والأنعام: 165/6. )
وقوله: (ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ). وقوله: (إِنَّا بَلَوْنَهُمْ كَمَا بَلَوْنَآ ( آل عمران: 152/3. )
أَصْحَبَ الْجَنَّةِ). وقوله: (خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَوةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ ( القلم: 17/68. )
عَمَلاً). وقوله: (وَإِذِ ابْتَلَي إِبْرَهِيمَ رَبُّهُ و بِكَلِمَتٍ). وقوله: (وَلَوْ يَشَآءُ ( الملك: 2/67. )
( البقرة: 124/2. )
اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَاْ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ). وكلّ ما في القرآن من ( محمّد: 4/47. )
بلوي هذه الآيات التي شرح أوّلها فهي إختبار، وأمثالها في القرآن كثيرة، فهي إثبات الاختبار والبلوي، إنّ اللّه عزّ وجلّ لم يخلق الخلق عبثاً، ولاأهملهم سدي، ولا أظهر حكمته لعباً وبذلك أخبر في قوله: (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَكُمْ عَبَثًا).
( المؤمنون: 115/23. )
فإن قال قائل: فلم يعلم اللّه ما يكون من العباد حتّي اختبرهم؟
قلنا: بلي! قد علم ما يكون منهم قبل كونه وذلك قوله: (وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ) وإنّما اختبرهم ليعلمهم عدله، ولا يعذّبهم إلّا ( الأنعام: 28/6. )
بحجّة بعد الفعل، وقد أخبر بقوله: (وَلَوْ أَنَّآ أَهْلَكْنَهُم بِعَذَابٍ مِّن قَبْلِهِ ي لَقَالُواْ رَبَّنَا لَوْلَآ أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا). وقوله: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّي ( طه: 134/20. )
نَبْعَثَ رَسُولًا).
( الاسراء: 15/17. )
وقوله: (رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ). فالاختبار من اللّه بالاستطاعة ( النساء: 165/4. )
التي ملّكها عبده، وهو القول بين الجبر والتفويض؛ وبهذا نطق القرآن وجرت الأخبار عن الأئمّة من آل الرسول(صلي الله وآله وسلم).
فإن قالوا: ما الحجّة في قول اللّه: (يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ) وما أشبهها؟
( في المصدر «سدي من يشاء ويضلّ من يشاء» وليست في القرآن آية هكذا، والصحيح ما أثبتناه في المتن كما في الاحتجاج. )
( فاطر: 8/35. )
قيل: مجاز هذه الآيات كلّها علي معنيين:
أمّا أحدهما فإخبار عن قدرته أي إنّه قادر علي هداية من يشاء وضلال من يشاء، وإذا أجبرهم بقدرته علي أحدهما لم يجب لهم ثواب، ولا عليهم عقاب علي نحو ما شرحنا في، الكتاب.
والمعني الآخر أنّ الهداية منه تعريفه كقوله: (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَهُمْ) أي عرّفناهم (فَاسْتَحَبُّواْ الْعَمَي عَلَي الْهُدَي ) فلو أجبرهم علي الهدي ( فصّلت: 17/41. )
لم يقدروا أن يضلّوا، وليس كلّما وردت آية مشتبهة، كانت الآية حجّة علي محكم الآيات اللواتي أمرنا بالأخذ بها.
من ذلك قوله: (مِنْهُ ءَايَتٌ مُّحْكَمَتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَبِ وَأُخَرُ مُتَشَبِهَتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَبَهَ مِنْهُ ابْتِغَآءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَآءَ تَأْوِيلِهِ ي وَمَا يَعْلَمُ) الآية. وقال: (فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ ( آل عمران: 7/3. )
أَحْسَنَهُ و ) أي أحكمه وأشرحه (أُوْلَل-ِكَ الَّذِينَ هَدَلهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَل-ِكَ هُمْ أُوْلُواْ الْأَلْبَبِ).
( الزمر: 17/39، و18. )
وفّقنا اللّه وإيّاكم إلي القول والعمل لما يحبّ ويرضي، وجنّبنا وإيّاكم معاصيه بمنّه وفضله، والحمد للّه كثيراً كما هو أهله، وصلّي اللّه علي محمّد وآله الطيّبين وحسبنا اللّه ونعم الوكيل.
( تحف العقول: 458، س 5. عنه البحار: 68/5، ح 1، والدر المنثور للجبعي العاملي: 233/1، س 4، وإثبات الهداة: 562/1، ح 419، و107/2، ح 448، وح 449، قطعة منه.
الإحتجاج: 487/2، ح 328، بتفاوت. وفيه: وممّا أجاب به أبو الحسن عليّ بن محمّد العسكريّ(عليهاالسلام) في رسالته إلي أهل الأهواز.
عنه مستدرك الوسائل: 254/7، ح 8181، قطعة منه، والبحار: 225/2، ح 3، قطعة منه، و20/5، ح 30، بتفاوت. و95، ح 19، قطعة منه، و186/9، ح 4، قطعة منه، و184/35 ح 2، قطعة منه، وحلية الأبرار: 21/5، ح 1، والبرهان: 483/1، ح 19، قطعة منه، و358/3 ح 2، قطعة منه، و108/4، ح 3، قطعة منه، و188، س 29، قطعة منه، و359، ح 3، وإثبات الهداة: 609/1، ح 607، قطعة منه، و119/2، ح 493، قطعة منه.
قطعة منه في (ابتداؤه(عليه السلام) بالسلام في كتابه) و(تمثّله(عليه السلام) في كلامه لتقريب المعاني) و(مدح أهل الأهواز الذين كتبوا إليه في الجبر والتفويض) و(الجبر والتفويض) و(إنّ أقاويل الأئمّة(عليهم السلام) لاتتجاوز حدود القرآن) و(صدقة أمير المؤمنين(عليه السلام) في الركوع بخاتمه) و(مقدّمات الفقه) و(شرط وجوب الزكاة) و(وجوب الحجّ وشرائطه) و(من لا يجب عليه الجهاد) و(حكم إبداء المرأة زينتها للطفل) و(حقيقة القرآن) و(سورة البقرة: 81/2، و85 و124 و225 و273 و286 وآل عمران: 7/3 و30 و97 و102 و152 و167 والنساء: 10/4 و36 و56 و98 و100 و165 والمائدة: 55/5، و56 والأنعام: 28/6، و160 والأعراف: 155/7 و182 والتوبة: 91/9 ويونس: 44/10 والنحل: 5/16 - 7 و14 و106 والاسراء: 15/17 و70 والكهف: 49/18 وطه: 85/20 و134 والحجّ: 10/22 و37 والمؤمنون: 115/23 والنور: 31/24 و61 والعنكبوت: 1/29 - 2 والأحزاب: 36/33، و57 وفاطر: 8/35 وص: 34/38 والزمر: 7/39 و17 و18 وغافر: 17/40 وفصّلت: 17/41 والزخرف: 31/43 و32 ومحمّد: 4/47 و31 والذاريات: 56/51 و57 والمجادلة: 3/58 و4 والصفّ: 2/61 والتغابن: 16/64 والطلاق: 7/65 والملك: 2/67 والقلم: 17/68 و44 والانفطار: 6/82 و7 و8 والتين: 4/95) و(دعاؤه(عليه السلام) لأهل الأهواز) و(موعظة في صدق النيّة) و(موعظة في أوّل نعمة علي الإنسان) و(موعظة في طلب الحقّ) و(ما رواه(عليه السلام) عن رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم)) و(مارواه عن أمير المؤمنين(عليهاالسلام)) و(ما رواه عن الصادق(عليهاالسلام)). )


الثامن - إلي بعض أصحابه:
1 - الصفّار(رحمه الله): حدّثنا بعض أصحابنا، عن أحمد بن محمّد السيّاريّ قال: حدّثني غير واحد من أصحابنا قال: خرج عن أبي الحسن الثالث(عليه السلام) أنّه قال: إنّ اللّه جعل قلوب الأئمّة2امام الأئمّة، 4 مورداً لإرادته، فإذا شاء اللّه شيئاً شاؤه، وهوقول اللّه: (وَمَا تَشَآءُونَ إِلَّآ أَن يَشَآءَ اللَّهُ).
( الإنسان: 30/76. )
( بصائر الرجات: 537، ح 47. عنه مقدّمة البرهان:67، س 17.
تفسير القمّيّ: 409/2، س 2، وفيه: حدّثنا محمّد بن جعفر قال: حدّثنا محمّد بن أحمد، عن أحمد بن محمّد السيّاريّ. عنه البحار: 114/5، ح 44، و305/24، ح 4، و372/25، ح 23، والبرهان: 435/4 ح 3، ونور الثقلين: 519/5، ح 30. .
مختصر بصائر الدرجات: 65، س 18.
البرهان: 416/4، ح 1، و435، ح 5.
قطعة منه في (قلوب الأئمّة(عليهم السلام) مورد إرادة اللّه) و(الإنسان: 30/76). )

2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(رحمه الله): محمّد بن يحيي وغيره، عن محمّد ابن أحمد، عن بعض أصحابنا قال: كتبت إلي أبي الحسن صاحب العسكر(عليه السلام): جعلت فداك، ما معني قول الصادق(عليه السلام): حديثنا لا يحتمله ملك مقرّب، ولا نبيّ مرسل، ولا مؤمن امتحن اللّه قلبه للإيمان؟
فجاء الجواب: إنّما معني قول الصادق(عليه السلام) - أي لا يحتمله ملك، ولا نبيّ ولامؤمن، - إنّ الملك لا يحتمله حتّي يخرجه إلي ملك غيره، والنبيّ لايحتمله حتّي يخرجه إلي نبيّ غيره، والمؤمن لا يحتمله حتّي يخرجه إلي مؤمن غيره، فهذا معني قول جدّي(عليه السلام).
( الكافي: 401/1، ح 4. عنه الوافي: 645/3، ح 1238.
قطعة منه في (أحاديث الأئمّة(عليهم السلام) لا يحتمله ملك مقرّب ولا نبيّ مرسل). )

3 - الشيخ الصدوق(رحمه الله): روي محمّد بن عبد الجبّار: إنّ بعض أصحابنا كتب علي يدي أحمد بن إسحاق إلي عليّ بن محمّد العسكريّ(عليهاالسلام) أُعطي الرجل من إخواني من الزكاة الدرهمين والثلاثة.
فكتب(عليه السلام): افعل إن شاءاللّه.
( من لا يحضره الفقيه: 10/2، ح 28. عنه وسائل الشيعة: 256/9، ح 11956، والوافي: 207/10، ح 9435.
تقدّم الحديث أيضاً في (حكم إعطاء الزكاة للأقارب). )

4 - الشيخ الصدوق(رحمه الله): روي عبد اللّه بن جعفر الحميريّ، عن أيّوب بن نوح قال: كتب إليه بعض أصحابه: إنّه كانت لي امرأة ولي ( كان وكيلاً لأبي الحسن، وأبي محمّد(عليهاالسلام). رجال النجاشي: 254/102، وقال الشيخ في الفهرست: له كتاب وروايات ومسائل عن أبي الحسن الثالث(عليه السلام). 59/16.
عدّه الشيخ من أصحاب الرضا، والجواد والهادي(عليهم السلام). رجال الطوسيّ: 368 رقم 20، و398 رقم 11، و410 رقم 13.
فعلي هذا، الظاهر أنّ المكتوب إليه هو الهادي(عليه السلام) وإن كان غيره محتمل واللّه العالم. )

منها ولد، وخلّيت سبيلهما.
فكتب(عليه السلام): المرأة أحقّ بالولد إلي أن يبلغ سبع سنين إلّا أن تشاء المرأة.
( من لا يحضره الفقيه: 275/3، ح 1305. عنه وسائل الشيعة: 472/21، ح 27616.
قطعة منه في (حكم حضانة الولد بعد الطلاق). )

5 - أبو عمرو الكشّيّ(رحمه الله): حدّثني الحسين بن الحسن بن بندار القمّيّ قال: حدّثنا سهل بن زياد الآدميّ قال: كتب بعض أصحابنا إلي أبي الحسن العسكريّ(عليه السلام): جعلت فداك يا سيّدي! إنّ عليّ بن حسكة يدّعي أنّه من أوليائك وأنّك أنت الأوّل القديم، وأنّه بابك ونبيّك، أمرته أن يدعو إلي ذلك، ويزعم أنّ الصلاة، والزكاة، والحجّ، والصوم، كلّ ذلك معرفتك ومعرفة من كان في مثل حال ابن حسكة فيما يدّعي من البابيّة، والنبوّة، فهو مؤمن كامل، سقط عنه الإستعباد بالصلاة، والصوم، والحجّ، وذكر جميع شرائع الدين، أنّ معني ذلك كلّه ما ثبت لك، ومال الناس إليه كثيراً، فإن رأيت أن تمنّ علي مواليك بجواب في ذلك تنجيهم من الهلكة؟
قال: فكتب(عليه السلام): كذب ابن حسكة عليه لعنة اللّه، وبحسبك أنّي لاأعرفه في مواليّ، ماله لعنه اللّه، فواللّه! ما بعث اللّه محمّداً، والأنبياء قبله إلّا بالحنيفيّة، والصلاة، والزكاة، والصيام، والحجّ، والولاية، وما دعي محمّد(صلي الله وآله وسلم) إلّا إلي اللّه وحده لا شريك له.
وكذلك نحن الأوصياء من ولده عبيد اللّه لا نشرك به شيئاً، إن أطعناه رحمنا، وإن عصيناه عذّبنا، ما لنا علي اللّه من حجّة؛ بل الحجّة للّه عزّ وجلّ علينا وعلي جميع خلقه، أبرء إلي اللّه ممّن يقول ذلك، وانتفي ( انتفي منه: تبرّأ. لسان العرب: 337/15 (نفي). )
إلي اللّه من هذا القول، فاهجروهم، لعنهم اللّه، والجؤوهم إلي ضيق الطريق، فإن وجدت من أحد منهم خلوة فاشدخ رأسه بالصخر.
( شدخت رأسه (شدخاً): من باب نفع كسرته. المصباح المنير: 307 (شدخ). )
( رجال الكشّيّ: 518، رقم 997. عنه البحار: 316/25، ح 82، ومقدّمة البرهان: 63، س 22، ووسائل الشيعة: 336/28 ح 34897.
قطعة منه في (أمره(عليه السلام) بقتل عليّ بن حسكة) و(ذمّ عليّ بن حسكة) و(الكذّابون عليه) و(ما بعث عليه رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم)) و(ما بعث اللّه عليه الأنبياء(عليهم السلام)) و(إنّ الأئمّة(عليهم السلام) عبيد اللّه) و(حدّ من اعتقد الأُلوهيّة للإمام(عليه السلام)) و(دعاؤه(عليه السلام) علي عليّ بن حسكة). )

6 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله): محمّد بن أحمد بن يحيي، عن العبّاس، عن بعض أصحابنا، قال: كتبت إليه: جعلت فداك، إنّ امرأة ( الظاهر أنّ المراد من «العبّاس» هو «العبّاس بن معروف» الذي يروي عنه محمّد بن يحيي؛ ويحتمل أن يكون المراد من «بعض أصحابنا» هو «عليّ بن مهزيار الأهوازي» وله كتب عديدة إلي الجواد والهادي(عليهاالسلام). )
أوصت إلي امرأة، ودفعت إليها خمسمائة درهم، ولها زوج وولد، فأوصتها أن تدفع سهماً منها إلي بعض بناتها، وتصرف الباقي إلي الإمام.
فكتب(عليه السلام): تصرف الثلث من ذلك إليّ، والباقي يقسم علي سهام اللّه عزّوجلّ بين الورثة.
( تهذيب الأحكام: 242/9، ح 938. عنه الوافي: 48/24، ح 23638.
الاستبصار: 126/4، ح 475. عنه وعن التهذيب والمقنع، وسائل الشيعة: 277/19، ح 24588.
قطعة منه في (حكم الوصيّة بالثلث وما زاد عليه). )

7 - ابن إدريس الحلّيّ(رحمه الله): أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن عبيد اللّه ابن الحسن بن عبّاس الجوهريّ، وعبد اللّه بن جعفر الحميريّ، عن أيّوب ابن نوح قال: كتب [يعني عليّ بن محمّد(عليهاالسلام)] إلي بعض ( أثبتناه من وسائل الشيعة. )
أصحابنا: عاتب فلاناً وقل له: إنّ اللّه إذا أراد بعبد خيراً إذا عوتب قبل.
( السرائر: 581/3، س 8. عنه وسائل الشيعة: 18/12، ح 15529.
تحف العقول: 481، س 10، مرسلاً. عنه مستدرك الوسائل: 329/8، ح 9577.
قطعة منه في (موعظة في قبول نصح الغير). )

8 - المحدّث القمّيّ(رحمه الله): عن سهل بن زياد قال: كتب إليه [أي أبي الحسن الهادي(عليه السلام)] بعض أصحابنا يسأله أن يعلّمه دعوةً ( أورده المحدّث القمّيّ في فصل من كلام أبي الحسن الهادي(عليه السلام). )
جامعة للدنيا والآخرة.
فكتب(عليه السلام) إليه: أكثر من الاستغفار والحمد، فإنّك تدرك بذلك الخير كلّه.
( الأنوار البهيّة: 287، س 8، عن الدرّ النظيم.
تقدّم الحديث أيضاً في (موعظة في الاستغفار). )

9 - العامليّ الإصبهانيّ(رحمه الله): في مكاتبة أبي الحسن الهادي(عليه السلام) إلي بعض أصحابه: إنّ شيعتنا المكتوبون بأسمائهم، وأسماء آبائهم عندنا، ليس علي ملّة إبراهيم غيرنا وغيرهم.
( مقدّمة البرهان: 303، س 34.
تقدّم الحديث أيضاً في (عند الأئمّة(عليهم السلام) أسماء الشيعة وآبائهم). )

10 - العامليّ الإصبهانيّ(رحمه الله): وفي مكاتبة الهادي(عليه السلام) إلي بعض أصحابه قال: الشجرة المباركة عليّ بن أبي طالب 2علي عليّ بن أبي طالب، 4(عليه السلام).
( مقدّمة البرهان: 17، س 27.
تقدّم الحديث أيضاً في (إنّ عليّاً(عليه السلام) هو الشجرة المباركة في القرآن)، و(سورة النور: 24/35). )

11 - العامليّ الإصبهانيّ(رحمه الله): في مكاتبة الهادي(عليه السلام): نحن أفراط الأنبياء2النبي الأنبياء، 4.
( الفرط: العلم المستقيم يُهتدي به، والجمع أفراط وأفرُط، ولعلّ منه حديث أهل البيت(عليهم السلام): «نحن أفراط الأنبياء وأبناء الأوصياء». مجمع البحرين: 265/4 (فرط). )
( مقدّمة البرهان: 259 س 17.
تقدّم الحديث أيضاً في (إنّ الأئمّة(عليهم السلام) أفراط الأنبياء) )


التاسع - إلي رجل من أهل المدائن:
1 - الحسين بن عبد الوهّاب(رحمه الله): روي: أنّ رجلاً من أهل المدائن كتب إليه يسأله عمّا بقي من ملك المتوكّل.
فكتب(عليه السلام): بسم اللّه الرحمن الرحيم (قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنم-بُلِهِ ي إِلَّا قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ * ثُمَّ يَأْتِي مِن م بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ * ثُمَّ يَأْتِي مِن م بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ) فقتل في أوّل خامس عشر.
( يوسف: 47/12، 48 و49. )
( عيون المعجزات: 135، س 16. عنه مدينة المعاجز: 461/7، ح 2466، والبحار: 185/50، ضمن ح 63، وإثبات الهداة: 383/3، ح 67، باختصار.
الهداية الكبري: 320، س 17، بتفاوت يسير. عنه مدينة المعاجز: 533/7، ضمن ح 2517.
إثبات الوصيّة: 239، س 20.
تقدّم الحديث أيضاً في (إخباره(عليه السلام) بأجل المتوكّل)، و(سورة يوسف: 47/12 و48 و49). )


العاشر - إلي رجل:
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(رحمه الله): أحمد بن إدريس، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن عليّ بن مهزيار، عن رجل سأل الماضي(عليه السلام) ( قال العلّامة المجلسيّ 1: واعلم! أنّ عبارات هذا الخبر لا يخلو من تشويش، والذي يمكن توجيهه به هو أنّ عليّ بن مهزيار كتب إلي أبي الحسن الثالث وإلي العسكريّ 8، وسأل عن تفسير الخبر الذي ورد عن أبي الحسن الثالث أو الثاني، فأجاب 7 بالتفسير تقيّة حيث خصّ النهي بالذي يلصق به الجلد، لأنّ جواز الصلاة في الوبر عندهم مشهور، وأمّا الجلد فيمكن التخلّص باعتبار كونه ميتة غالباً، فتكون التقيّة فيه أخف.
ويقول محمّد بن عبد الجبّار: أنّ أبا الحسن أي عليّ بن مهزيار بعد ما لقيه 7 سأل عنه مشافهة فأجاب 7 بغير تقيّة ولم يخصّه بالجلد.
هذا علي نسخة لم يوجد فيها«عليه السلام»، وأمّا علي تقديره كما في بعض النسخ فيمكن توجيهه علي نسخة الماضي بأن يكون المكتوب إليه والذي سأل عنه الرجل واحداً، وهو أبوالحسن الثالث 7 ويكون المعني أنّ عليّ بن مهزيار يقول: إنّي لما لقيت أبا الحسن 7 ذكر لي أن السائل الذي سألت عنه 7 عن تفسير مسألته أجابه 7 بالتفصيل حين سأله عنها، فلم ينقله وجواب المكاتبة صدر عنه 7 تقيّة؛ هذا غاية توجيه الكلام واللّه أعلم بالمرام. مرآة العقول: 311/15 و312. )

عن الصلاة في الثعالب فنهي عن الصلاة فيها، وفي الثوب الذي يليها فلم أدر أيّ الثوبين الذي يلصق بالوبر، أو الذي يلصق بالجلد.
فوقّع(عليه السلام) بخطّه: الذي يلصق بالجلد. قال: وذكر أبو الحسن(عليه السلام) أنّه سأله عن هذه المسألة؟
فقال: لا تصلّ في الثوب الذي فوقه ولا في الذي تحته.
( الكافي: 399/3، ح 8.
تهذيب الأحكام: 206/2، ح 808.
الاستبصار: 381/1، ح 1446، وفيه: سأل الرضا(عليه السلام). عنه وعن التهذيب والكافي، وسائل الشيعة: 357/4، ح 5382.
قطعة منه في (الصلاة في الثوب المصنوع من وبر الثعالب). )

2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(رحمه الله): سهل بن زياد، عن أحمد بن إسحاق الرازيّ قال: كتب رجل إلي أبي الحسن الثالث(عليه السلام): رجل استأجر ضيعة من رجل فباع المؤاجر تلك الضيعة التي آجرها بحضرة المستأجر ولم ينكر المستأجر البيع، وكان حاضراً له شاهداً عليه، فمات المشتري وله ورثة، أيرجع ذلك في الميراث؟ أو يبقي في يد المستأجر إلي أن تنقضي إجارته؟
فكتب(عليه السلام): إلي أن تنقضي إجارته.
( في الفقيه: يثبت في يد المستأجر إلي. )
( الكافي: 271/5، ح 3. عنه وسائل الشيعة: 136/19، ح 24310.
تهذيب الأحكام: 207/7، ح 910، وفيه: إبراهيم بن محمّد الهمدانيّ قال: كتبت إلي أبي الحسن(عليه السلام).
من لا يحضره الفقيه: 160/3، ح 701، وفيه: كتب أبو همّام إلي أبي الحسن(عليه السلام)، وهو يروي عن الكاظم والرضا(عليهاالسلام).
قطعة منه في (حكم من يؤاجر أرضاً ثمّ يبيعها قبل انقضاء الأجل أو يموت) و(حكم انتقال العين المستأجرة المشتراة قبل انقضاء الإجارة إلي الورثة). )

3 - المسعوديّ(رحمه الله): حدّثني بعض الثقات قال: كان بين المتوكّل وبين بعض عمّاله من الشيعة معاملة، فعملت له مؤامرة ألزم فيها ثمانون ألف درهم.
فقال المتوكّل: إن باعني غلامه الفلاني بهذا المال، فليؤخذ منه ويخلّي له السبيل....
فقلت في نفسي: واللّه! ما بعته غلاماً، وقد ربّيته،... قلت للعدول: اشهدوا أنّه حرّ لوجه اللّه.
فكتب عبيد اللّه بن يحيي بالخبر، فخرج التوقيع أن يقيّد بخمسين رطلاً ويغلّ بخمسين ويوضع في أضيق الحبوس....
وكتبت بعد ذلك بخبري إلي أبي الحسن(عليه السلام).
فوقّع إليّ: لا واللّه! لا يكون الفرج حتّي تعلم أنّ الأمر للّه وحده....
( إثبات الوصيّة: 241، س 3.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 355. )

4 - الشيخ الصدوق(رحمه الله): روي عن داود الصرميّ، أنّه قال: سأل رجل أبا الحسن الثالث(عليه السلام)، عن الصلاة في الخزّ يغشّ بوبر الأرانب.
فكتب(عليه السلام): يجوز ذلك.
( من لا يحضره الفقيه: 170/1، ح 805.
تهذيب الأحكام: 213/2، ح 834، وفيه: سعد بن عبد اللّه، عن أحمد وعبد اللّه ابني محمّد بن عيسي، عن داود الصرميّ، و212، ح 833، وفيه: قال: سألته مضمراً.
الاستبصار: 387/1، ح 1471، وفيه: محمّد بن أحمد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن داود الصرميّ قال: حدّثني بشير بن يسار قال: سألته.
عنه وعن التهذيب والفقيه، وسائل الشيعة: 362/4، ح 5394.
البحار: 220/80، س 17.
الاحتجاج: 589/2، س 1، وفيه: عن صاحب العسكر(عليه السلام). عنه وسائل الشيعة: 366/4، ح 5409، والبحار: 170/53، س 1، و223/80، ح 11.
تقدّم الحديث أيضاً في (حكم الصلاة في الخزّ المغشوش بوبر الأرانب). )

5 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله): ما أخبرني به الشيخ أيّده اللّه تعالي، عن أبي القاسم جعفر بن محمّد، عن محمّد بن يحيي، وأحمد بن إدريس، عن محمّد ابن أحمد بن يحيي، عن محمّد بن عيسي، عن فارس قال: كتب إليه رجل يسأله عن ذرق الدجاج تجوز الصلاة ( هو فارس بن حاتم القزوينيّ الذي ذكره النجاشي في رجاله: 31 رقم 848، وعدّه الشيخ من أصحاب الهادي(عليه السلام). رجال الطوسيّ: 420 رقم 3.
قتل في زمن أبي الحسن العسكريّ بأمر منه(عليه السلام). رجال الكشّيّ: 524 رقم 1006.
صرّح الشيخ 1 بأنّ المراد من المكتوب إليه هو صاحب العسكر(عليه السلام). التهذيب: 284/1، ح 831. وقال المحقّق التستري 1: العسكريّ المطلق ينصرف عند القدماء إلي الهادي(عليه السلام). قاموس الرجال: 365/8.
فالظاهر أنّ الضمير في «إليه» يرجع إلي أبي الحسن الهادي(عليه السلام). )

( ذرق الطائر: خرؤه. مجمع البحرين: 165/5 (ذرق). )
فيه؟
فكتب(عليه السلام): لا.
( تهذيب الأحكام: 266/1، ح 782.
الاستبصار: 178/1، ح 619. عنه وعن التهذيب، وسائل الشيعة: 412/3، ح 4017، والوافي: 198/6، ح 4099.
عوالي اللئالي: 53/3، ح 151.
قطعة منه في (حكم الصلاة في الثوب الذي فيه ذرق الدجاج). )

6 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله): محمّد بن عليّ بن محبوب، عن ( عدّه السيّد البروجردي 1 من كبار الطبقة الثامنة. الموسوعة الرجاليّة: 954/7.
وقال: والغالب في هده الطبقة هو كون ولادتهم في حدود سنة ثلاثين إلي خمسين ومائتين ووفاتهم في حدود ثلاثمائة إلي عشرة وثلاثمائة. الموسوعة الرجاليّة: 112/1.
فالظاهر أنّ المراد من الفقيه إمّا أبو محمّد العسكريّ(عليه السلام) فيما إذا كان الكاتب في طبقته، وإمّا أبوالحسن الهادي(عليه السلام) فيما إذا كان دون طبقته، حيث أنّ الرواة عن أبي الحسن الثالث وأبي محمّد(عليهاالسلام) جلّهم من السابعة، وربما شاركهم في الأوّل بعض من صغار السادسة، وفي الثاني شاذّ من كبار الثامنة أيضاً. الموسوعة الرجاليّة: 113/1.
وإن كان الثاني أظهر حيث أنّ الفقيه في الروايات يطلق علي الكاظم وأبي الحسن العسكريّ والقائم(عليهم السلام). جامع الرواة: 461/2. )

رجل قال: كتبت إلي الفقيه(عليه السلام) في رجل اشتري من رجل نصف دار مشاعاً غير مقسوم، وكان شريكه الذي له النصف الآخر غائباً، فلمّا قبضها وتحوّل عنها، تهدّمت الدار، وجاء سيل جارف فهدّمها وذهب بها، ( سيلٌ (جُراف): وزان غراب يذهب بكلّ شي ء. المصباح المنير: 97 (جرف). )
فجاء شريكه الغائب، فطلب الشفعة من هذا، فأعطاه الشفعة علي أن يعطيه ماله كمّلاً الذي نقد في ثمنها، فقال له: ضع عنّي قيمة البناء، فإنّ البناء قد تهدّم وذهب به السيل، ما الذي يجب في ذلك؟
فوقّع(عليه السلام): ليس له إلّا الشراء والبيع 3الفقه البيع، 4 الأوّل إن شاءاللّه.
( تهذيب الأحكام: 192/7، ح 850. عنه وسائل الشيعة: 405/25، ح 32231.
قطعة منه في (حكم ما لو تلف بعض المبيع قبل الأخذ بالشفعة). )

7 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله): محمّد بن عليّ بن محبوب قال: ( تقدّمت ترجمته في الحديث السابق. )
كتب رجل إلي الفقيه(عليه السلام): رجل أوصي لمواليه وموالي أبيه بثلث ماله، فلم يبلغ ذلك؟
قال(عليه السلام): المال لمواليه وسقط موالي أبيه.
( تهذيب الأحكام: 244/9، ح 948. عنه وسائل الشيعة: 402/19، ح 24846، والوافي: 154/24، ح 23812.
تقدّم الحديث أيضاً في (حكم من أوصي بالثلث لمواليه وموالي أبيه ولم يبلغ المال). )

8 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله): الصفّار، عن محمّد بن عيسي قال: ( تقدّمت ترجمته في الحديث الأوّل من كتبه(عليه السلام) إليه. )
كتب إليه رجل: هل يجب الوضوء، ممّا خرج من الذكر بعد الاستبراء؟
فكتب(عليه السلام): نعم!
( الاستبصار: 49/1، ح 138.
تهذيب الأحكام: 28/1، ح 72. عنه الوافي: 148/6، ح 3973.
قطعة منه في (حكم البلل المشتبه بعد الإستبراء). )

9 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله): الحسين بن سعيد قال: قرأت بخطّ رجل أعرفه إلي أبي الحسن(عليه السلام)، وقرأت جواب أبي الحسن(عليه السلام) بخطّه، هل علي رجل لعب بغلام بين فخذيه حدّ، فإنّ بعض العصابة روي: أنّه لا بأس بلعب الرجل بالغلام بين فخذيه.
فكتب(عليه السلام): لعنة اللّه علي من فعل ذلك.
وكتب أيضا هذا الرجل، ولم أقرأ الجواب: ما حدّ رجلين نكح أحدهما الآخر طوعاً بين فخذيه، وما توبته؟
فكتب(عليه السلام): القتل.وما حدّ رجلين وجدا نائمين في ثوب واحد؟
فكتب(عليه السلام): مائة سوط.
( الاستبصار: 222/4، ح 829.
تهذيب الأحكام: 56/10، ح 204. عنه وعن الاستبصار، وسائل الشيعة: 154/28، ح 34449.
قطعة منه في (حكم من لعب بين فخذي الغلام ) و(حدّ من نكح بين فخذي رجل طوعاً) و(حدّ رجلين وجدا نائمين في ثوب واحد) و(دعاؤه(عليه السلام) علي من لعب بالغلام). )

10 - السيّد ابن طاووس(رحمه الله): محمّد بن يعقوب الكلينيّ في كتاب (الرسائل) عمّن سمّاه قال: كتبت إلي أبي الحسن(عليه السلام): إنّ الرجل يجب أن يفضي إلي إمامه، ما يجب أن يفضي به إلي ربّه.
( في البحار: يحبّ وكذا بعده. )
( الافضاء في الحقيقة الانتهاء؛ ومنه قوله تعالي: «وكيف تأخذونه وقد أفضي بعضكم إلي بعض»: أي انتهي وأوي. لسان العرب: 157/15 (فضا). )
قال: فكتب(عليه السلام): إن كانت لك حاجة فحرّك شفتيك، فإنّ الجواب يأتيك.
( كشف المحجّة: 211، س 12. عنه البحار: 155/50، ح 42.
البحار: 306/53، س 1، عن كتاب الرسائل للكليني.
تقدّم الحديث أيضاً في (التوسّل بالأئمّة(عليهم السلام)). )


الحادي عشر - إلي من سأل عن التوحيد:
1 - أبو منصور الطبرسيّ(رحمه الله): سئل أبو الحسن(عليه السلام) عن ( في البحار: أبو الحسن عليّ بن محمّد(عليهاالسلام) وفي الفصول المهمّة: أبو الحسن العسكريّ(عليه السلام). )
التوحيد فقيل له: لم يزل اللّه وحده لا شي ء معه، ثمّ خلق الأشياء بديعاً واختار لنفسه الأسماء، ولم تزل الأسماء والحروف له معه قديمه؟
فكتب(عليه السلام): لم يزل اللّه موجوداً ثمّ كوّن ما أراد، لا رادّ لقضائه، ولامعقّب لحكمه، تاهت أوهام المتوهّمين، وقصر طرف الطارفين، ( يُقال تاه في الأرض: ذهب متحيّراً. مجمع البحرين: 344/6 (تيه). )
وتلاشت أوصاف الواصفين، واضمحلّت أقاويل المبطلين عن الدرك لعجيب شأنه، أو الوقوع بالبلوغ علي علّو مكانه، فهو بالموضع الذي لايتناهي، وبالمكان الذي لم يقع عليه عيون بإشارة ولا عبارة، هيهات، هيهات!
( الاحتجاج: 485/2، ح 325.
عنه البحار: 160/4، ح 4، و83/54، ح 64، والفصول المهمّة للحرّ العاملي: 151/1 ح 65، قطعة منه، و153، ح 68، قطعة منه.
قطعة منه في (صفات اللّه عزّ وجلّ). )


الثاني عشر - إلي قاتل فارس بن حاتم القزوينيّ:
1 - أبو عمرو الكشّيّ(رحمه الله): حدّثني الحسين بن الحسن بن بندار القمّيّ قال: حدّثني سعد بن عبد اللّه بن أبي خلف القمّيّ قال: حدّثني محمّد ابن عيسي ابن عبيد : أنّ أبا الحسن العسكريّ(عليه السلام) أمر بقتل فارس بن حاتم القزوينيّ وضمن لمن قتله الجنّة، فقتله جنيد. وكان فارس فتّاناً يفتن الناس، ويدعو إلي البدعة.
فخرج من أبي الحسن(عليه السلام): هذا فارس! لعنه اللّه يعمل من قبلي فتّاناً داعياً إلي البدعة، ودمه هدر لكلّ من قتله، فمن هذا الذي يريحني منه ويقتله وأنا ضامن له علي اللّه الجنّة.
( رجال الكشّيّ: 523، رقم 1006. عنه وسائل الشيعة: 124/15، ح 20127، و320/28،ح 34858.
منهج المقال: 257، س 26.
قطعة منه في (أمره(عليه السلام) بقتل فارس بن حاتم القزوينيّ) و(الشفاعة لقاتلي أهل البدع) و(حدّ الدعاة إلي البدعة) و(قتل الدعاة إلي البدعة) و(دعاؤه(عليه السلام) علي فارس بن حاتم القزوينيّ) و(ذمّ فارس بن حاتم القزوينيّ). )


الثالث عشر - كتابه(عليه السلام) في دَين الأعرابيّ:
1 - ابن الصبّاغ: إنّ أبا الحسن [(عليه السلام)] كان قد خرج يوماً من سرّمن رأي ... فجاء رجل من بعض الأعراب يطلبه ... فلّما وصل إليه قال(عليه السلام)له:ما حاجتك؟
فقال له: أنا رجل ... ركبتني ديون فادحة أثقل ظهري حملها ... فأخذ أبوالحسن ورقة، وكتب فيها بخطّه ديناً عليه للأعرابي بالمذكور....
( الفصول المهمّة: 278، س 7.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 494. )


الباب التاسع ما رواه عن آبائه: أو غيرهم
وفيه فصول


الفصل الأوّل: ما رواه من الأحاديث القدسيّة
الفصل الثاني: ما رواه عن الملائكة
الفصل الثالث: ما رواه عن الأنبياء
الفصل الرابع: ما رواه عن الأئمّة
الفصل الخامس: ما رواه عن غيرهم
الباب التاسع ما رواه عن آبائه(عليهم السلام) أو غيرهم
وهو يشتمل علي خمسة فصول

الفصل الأوّل: ما رواه من الأحاديث القدسيّة
وفيه ثمانية أحاديث
1 - الإمام العسكريّ(عليه السلام): قال عليّ بن محمّد(عليهاالسلام):... فإنّ رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم) لمّا ترك التجارة إلي الشام،... كان يغدو كلّ يوم إلي حراء يصعده وينظر من قلله إلي آثار رحمة اللّه ... ونودي في سرّه: يا محمّد! هذا عليّ بن أبي طالب صفيّي الذي أُؤيّد به هذا الدين، يرجّح علي جميع أُمّتك بعدك....
( تفسير الإمام العسكريّ(عليه السلام): 156، ح 78.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 2، رقم 547. )

2 - الشيخ الصدوق(رحمه الله):... عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسنيّ، عن عليّ بن محمّد(عليه السلام)... قال: لمّا كلّم اللّه عزّ وجلّ موسي بن عمران(عليهاالسلام) قال موسي: إلهي! ما جزاء من شهد أنّي رسولك ونبيّك وأنّك كلّمتني؟
قال: يا موسي! تأتيه ملائكتي فتبشّره بجنّتي.
قال موسي: إلهي! فما جزاء من قام بين يديك يصلّي؟ قال: يا موسي! أُباهي به ملائكتي راكعاً وساجداً وقائماً وقاعداً، ومن باهيت به ملائكتي لم أُعذّبه....
( الأمالي: 173، ح 8.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 1046. )

3 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله): أبو محمّد الفحّام قال: حدّثنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عبيد اللّه المنصوريّ قال: حدّثنا عمّ أبي، أبو موسي عيسي بن أحمد بن عيسي بن المنصور قال: حدّثنا الإمام عليّ بن محمّد قال: حدّثني أبي، محمّد ابن عليّ قال: حدّثنا أبي، عليّ بن موسي قال: حدّثنا أبي، موسي بن جعفر قال: حدّثني أبي، جعفر بن محمّد قال: حدّثني أبي، محمّد ابن عليّ قال: حدّثني أبي، عليّ بن الحسين قال: حدّثني أبي، الحسين بن عليّ، عن أمير المؤمنين(عليهم السلام) قال: قال النبيّ(صلي الله وآله وسلم): يقول اللّه عزّ وجلّ: ياابن آدم! ماتنصفني، أتحبّب إليك بالنعم، وتتمقّت إليّ بالمعاصي، خيري عليك نازل وشرّك إليّ صاعد، ولا يزال ملك كريم يأتيني عنك في كلّ يوم وليلة بعمل قبيح. يابن آدم! لو سمعت وصفك من غيرك وأنت لا تعلم من الموصوف لسارعت إلي مقته. يابن آدم! أذكرني حين تغضب أذكرك حين أغضب، ولا أمحقك فيمن أمحق.
( الأمالي: 278، ح 532. عنه البحار: 352/70، ح 51، و152/90، ح 8.
الجواهر السنيّة: 125، س 23. )

4 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله):... عليّ بن محمّد النوفليّ قال: سمعته [أي أبا الحسن(عليه السلام)] يقول: إنّ العبد ليقوم في الليل فيميل به النعاس يميناً وشمالاً، وقدوقع ذقنه علي صدره فيأمر اللّه تعالي أبواب السماء، فتنفتح ثمّ يقول للملائكة: اُنظروا إلي عبدي ما يصيبه في التقرّب إليّ بما لم أفترض عليه راجياً منّي لثلاث خصال، ذنباً أغفره له، أو توبة أُجدّدها له، أو رزقاً أزيده فيه، اشهدوا ملائكتي! أنّي قد جمعتهنّ له.
( تهذيب الأحكام: 121/2، ح 460.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 2، رقم 634. )

5 - الراونديّ(رحمه الله):... عبد العظيم بن عبد اللّه الحسنيّ قال: سمعت عليّ ابن محمّد العسكريّ صلوات اللّه عليهما يقول:... وأوحي اللّه تعالي إلي نوح(عليه السلام): إنّي قد جعلت قوسي أماناً لعبادي وبلادي، وموثقاً منّي بيني وبين خلقي، يأمنون به إلي يوم القيامة من الغرق، ومن أوفي بعهده منّي....
( قصص الأنبياء: 85، ح 77.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 2، رقم 543. )

6 - الحرّ العامليّ(رحمه الله): حدّثنا أبو نصر أحمد بن الحسين بن أحمد بن عبيد الضبي قال: حدّثنا أبو القاسم محمّد بن عبيد اللّه بن بابويه الرجل الصالح قال: حدّثنا أبو محمّد أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن هاشم الحافظ قال: حدّثني الحسين ابن عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسي بن جعفر، السيّد المحجوب إمام عصره بمكّة1 حسين بن عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسي بن جعفر السيّد المحجوب إمام عصره بمكّة، 4 قال: حدّثني أبي عليّ بن محمّد النقيّ قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ التقيّ قال: حدّثني أبي عليّ بن موسي الرضا قال: حدّثني أبي موسي بن جعفر الكاظم قال: حدّثني أبي جعفر بن محمّد الصادق قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ الباقر قال: حدّثني أبي عليّ بن الحسين السجّاد زين العابدين قال: حدّثني أبي الحسين ابن عليّ سيّد شباب أهل الجنّة قال: حدّثني أبي أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب سيّد الأوصياء قال: حدّثني محمّد بن عبد اللّه سيّد الأنبياء(صلي الله وآله وسلم) قال: حدّثني جبرائيل سيّد الملائكة قال: قال اللّه سيّد السادات عزّ وجلّ: «إنّي أنا اللّه لا إله إلّا أنا، فمن أقرّ بالتوحيد دخل حصني، ومن دخل حصني أمن من عذابي».
( الجواهر السنيّة: 118، س 12. )
7 - الحرّ العامليّ(رحمه الله): عن والده قال: أخبرنا أبو محمّد الفحّام السرّمن رائيّ قال: حدّثنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عبد اللّه المنصوريّ قال: حدّثنا عمّ أبي موسي بن عيسي بن أحمد بن عيسي المنصوريّ قال: حدّثني الإمام عليّ بن محمّد قال: حدّثني أبي محمّد ( في المصدر: عمّ أبي موسي بن عيسي بن أحمد بن عيسي المنصوريّ، وهو تصحيف وما أثبتناه هو الصحيح. )
بن عليّ قال: حدّثني أبي عليّ بن موسي قال: حدّثني أبي موسي بن جعفر قال: حدّثني أبي جعفر بن محمّد قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ قال: حدّثني أبي عليّ بن الحسين قال: حدّثني أبي الحسين بن عليّ قال: حدّثني أبي عليّ بن أبي طالب(عليهم السلام) قال: قال النبيّ(صلي الله وآله وسلم): قال اللّه عزّ وجلّ: «لا إله إلّا اللّه حصني فمن دخله أمن من عذابي».
( الجواهر السنيّة: 126، س 12. )
8 - البحرانيّ(رحمه الله):... عليّ بن عبيد اللّه الحسينيّ قال: ركبنا مع سيّدنا أبي الحسن(عليه السلام) إلي دار المتوكّل في يوم السلام،... .
قال(عليه السلام):... اعلم! أنّ رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم) حجّ حجّة الوداع، فنزل بالأبطح بعد فتح مكّة، فلمّا جنّ عليه الليل أتي القبور، قبور بني هاشم، وقد ذكر أباه وأُمّه وعمّه أبا طالب،... فأوحي اللّه إليه أنّ الجنّة محرّمة علي من أشرك بي، وإنّي أُعطيك يا محمّد! ما لم أُعطه أحداً غيرك، فادع أباك وأُمّك وعمّك فإنّهم يجيبونك ويخرجون من قبورهم أحياء لم يمسّهم عذابي لكرامتك عليّ،فادعهم إلي الإيمان [باللّه وإلي ] رسالتك و[إلي ] موالاة أخيك عليّ والأوصياء منه إلي يوم القيامة، فيجيبونك ويؤمنون بك....
( مدينة المعاجز: 535/7، ح 2518.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 527. )


الفصل الثاني: ما رواه عن الملائكة
(أ) - ما رواه(عليه السلام) عن جبرائيل
1 - الإمام العسكريّ(عليه السلام): قال عليّ بن محمّد(عليهاالسلام):... ونظر إلي جبرئيل الروح الأمين المطوّق بالنور ... وقال: يا محمّد! إقرأ! قال: وما أقرأ؟
قال: يا محمّد! (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَنَ مِنْ عَلَقٍ - إلي قوله - مَا لَمْ يَعْلَمْ)....
( تفسير الإمام العسكريّ(عليه السلام): 156، ح 78.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 547. )

الفصل الثالث: ما رواه عن الأنبياء(عليهم السلام)
وفيه أربعة موضوعات

(أ) - ما رواه عن نوح(عليهاالسلام)
1 - الراونديّ(رحمه الله):... عبد العظيم بن عبد اللّه الحسنيّ قال: سمعت عليّ ابن محمّد العسكريّ صلوات اللّه عليهما يقول: عاش نوح صلوات اللّه عليه ألفين وخمسمائة سنة، وكان يوماً في السفينة نائماً، فضحك حام ويافث، فزجرهما سام ونهاهما عن الضحك، فانتبه نوح صلوات اللّه عليه، وقال لهما: جعل اللّه ذرّيتكما خولاً لذريّة سام إلي يوم القيامة، لأنّه برّني وعققتماني، فلازالت سمة عقوقكما في ذريّتكما ظاهرة، وسمة البرّ في ذريّة سام ظاهرة ما بقيت الدنيا،....
( قصص الأنبياء: 85، ح 77.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 543. )


(ب) - ما رواه عن موسي(عليهاالسلام)
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(رحمه الله):... الجعفريّ قال: سمعت أباالحسن(عليه السلام) يقول:...أما علمت بالذي كان من أصحاب موسي(عليه السلام)، وكان أبوه من أصحاب فرعون، فلمّا لحقت خيل فرعون موسي، تخلّف عنه ليعظ أباه، فيلحقه بموسي، فمضي أبوه، وهو يراغمه حتّي بلغا طرفا من البحر فغرقا جميعاً، فأتي موسي(عليه السلام) الخبر.
فقال(عليه السلام): هو في رحمة اللّه، ولكن النقمة إذا نزلت لم يكن لها عمّن قارب المذنب دفاع.
( الكافي: 374/2، ح 2.
تقدّم الحديث بتمامه في رقم 753. )

2 - الشيخ الصدوق(رحمه الله): حدّثنا عليّ بن أحمد قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفيّ، عن سهل بن زياد الآدميّ، عن عبد العظيم بن عبداللّه الحسنيّ، عن عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسي بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب(عليهم السلام) قال: لمّا كلّم اللّه عزّ وجلّ موسي بن عمران(عليهاالسلام) قال موسي: إلهي! ما جزاء من شهد أنّي رسولك ونبيّك وإنّك كلّمتني؟
قال: يا موسي! تأتيه ملائكتي فتبشّره بجنّتي.
قال موسي: إلهي! فما جزاء من قام بين يديك يصلّي؟
قال: يا موسي! أُباهي به ملائكتي راكعاً وساجداً وقائماً وقاعداً، ومن باهيت به ملائكتي لم أُعذّبه.
قال موسي: إلهي! فما جزاء من أطعم مسكيناً ابتغاء وجهك؟
قال: يا موسي! آمر منادياً ينادي يوم القيامة علي رؤوس الخلائق إنّ فلان ابن فلان من عتقاء اللّه من النار.
قال موسي: إلهي! فما جزاء من وصل رحمه؟
قال: يا موسي! أُنسي له أجله، وأهون عليه سكرات الموت، ويناديه خزنة الجنّة هلمّ إلينا فادخل من أيّ أبوابها شئت.
قال موسي: إلهي! فما جزاء من كفّ أذاه عن الناس وبذل معروفه لهم؟
قال: يا موسي! يناديه النار يوم القيامة لا سبيل لي عليك.
قال: إلهي! فما جزاء من ذكرك بلسانه وقلبه؟
قال: يا موسي! أُظلّه يوم القيامة بظلّ عرشي، وأجعله في كنفي.
قال: إلهي! فما جزاء من تلا حكمتك سرّاً وجهراً؟
قال: يا موسي! يمرّ علي الصراط كالبرق.
قال: إلهي! فما جزاء من صبر علي أذي الناس وشتمهم فيك؟
قال: أُعينه علي أهوال يوم القيامة.
قال: إلهي! فما جزاء من دمعت عيناه من خشيتك؟
قال: يا موسي! أقي وجهه من حرّ النار وأُؤمّنه يوم الفزع الأكبر.
قال: إلهي! فما جزاء من ترك الخيانة حياء منك؟
قال: يا موسي! له الأمان يوم القيامة.
قال: إلهي! فما جزاء من أحبّ أهل طاعتك؟
قال: يا موسي! أُحرّمه علي ناري.
قال: إلهي! فما جزاء من قتل مؤمناً متعمّداً؟
قال: لا أنظر إليه يوم القيامة، ولا أقيل عثرته.
( وفي الحديث «من أقال نادماً أقاله اللّه من نار جهنّم»: أي وافقه علي نقض البيع وأجابه إليه. مجمع البحرين: 459/5 (قول). )
( العثرة: الزلّة. المعجم الوسيط: 584 (عثر).)
قال: إلهي! فما جزاء من دعي نفساً كافرة إلي الإسلام؟
قال: يا موسي! آذن له في الشفاعة يوم القيامة لمن يريد.
قال: إلهي! فما جزاء من صلّي الصلاة لوقتها؟
قال: أعطيه سؤله، وأبيحه جنّتي.
قال: إلهي! فما جزاء من أتمّ الوضوء من خشيتك؟
قال: أبعثه يوم القيامة وله نور بين عينيه يتلألأ.
قال: إلهي! فما جزاء من صام شهر رمضان لك محتسباً؟
قال: يا موسي! أُقيمه يوم القيامة مقاماً لا يخاف فيه.
قال: إلهي! فما جزاء من صام شهر رمضان يريد به الناس؟
قال: يا موسي! ثوابه كثواب من لم يصمه.
( الأمالي: 173، ح 8.
عنه البحار: 327/13، ح 4، 383/66، ح 46، و421/68، ح 57، قطعة منه، و382/71، ح 89، قطعة منه، و170/72، ح 1، قطعة منه، و301/77، ح 1، قطعة منه، و204/79، ح 5، و328/90 ح 1، قطعة منه، و363/93، ح 33، قطعة منه، و369/101، ح 2، قطعة منه، ومستدرك الوسائل: 97/3، ح 3110، قطعة منه، و238/11، ح 12849، قطعة منه، و240/12 ح 13995، قطعة منه، و485/7، ح 8712، قطعة منه، والفصول المهمّة للحرّ العامليّ: 605/1، ح 953، قطعة منه.
الجواهر السنيّة: 47، س 23.
قصص الأنبياء للجزايريّ: 301، س 9.
قطعة منه في (مناجاة موسي(عليه السلام))، و(ما رواه من الأحاديث القد سيّة). )


(ج) - ما رواه عن رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم)
1 - الإمام الحسن العسكريّ(عليه السلام): وقال عليّ بن محمّد صلوات اللّه عليهما: وأمّا دعاؤه(صلي الله وآله وسلم) الشجرة، فإنّ رجلاً من ثقيف كان أطبّ الناس يقال له: الحارث بن كلدة الثقفي جاء إلي رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم).
فقال: يا محمّد! جئت لأداويك من جنونك، فقد داويت مجانين كثيرة فشفوا علي يدي.
فقال رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم): يا حارث! أنت تفعل أفعال المجانين وتنسبني إلي الجنون.
قال الحارث: وماذا فعلته من أفعال المجانين؟
قال(صلي الله وآله وسلم): نسبتك إيّاي إلي الجنون من غير محنة منك، ولا تجربة، ولانظر في صدقي أو كذبي.
فقال الحارث: أو ليس قد عرفت كذبك وجنونك بدعواك النبوّة التي لاتقدر لها؟
فقال رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم): وقولك لا تقدر لها فعل المجانين لأنّك لم تقل لم قلت كذا، ولا طالبتني بحجّة فعجزت عنها.
فقال الحارث: صدقت أنا أمتحن أمرك بآية أُطالبك بها، إن كنت نبيّاً فادع تلك الشجرة - وأشار لشجرة عظيمة بعيد عمقها - فإن أتتك علمت أنّك رسول اللّه وشهدت لك بذلك، وإلّا فأنت [ذلك ] المجنون الذي قيل لي.
فرفع رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم) يده إلي تلك الشجرة وأشار إليها أن تعالي، فانقلعت الشجرة بأصولها وعروقها، وجعلت تخدّ في الأرض أخدوداً عظيماً كالنهر حتّي دنت من رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم)، فوقفت بين يديه، ونادت بصوت فصيح: هاأنا ذا يا رسول اللّه [صلي اللّه عليك ] ما تأمرني؟
فقال لها رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم): دعوتك لتشهدي لي بالنبوّة بعد شهادتك للّه بالتوحيد، ثمّ تشهدي [بعد شهادتك لي ] لعلي(عليه السلام) هذا بالإمامة، وإنّه سندي وظهري، وعضدي وفخري [وعزّي ]، ولولاه ما خلق اللّه عزّ وجلّ شيئاً ممّاخلق.
فنادت، أشهد أنّ لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له، وأشهد أنّك يا محمّد عبده ورسوله، أرسلك بالحقّ بشيراً [ونذيراً]، وداعياً إلي اللّه بإذنه، وسراجاً منيراً، وأشهد أنّ عليّاً ابن عمّك هو أخوك في دينك، [و] أوفر خلق اللّه من الدين حظّاً، وأجزلهم من الإسلام نصيباً، وأنّه سندك وظهرك، [و]قامع أعدائك، وناصر أوليائك، [و]باب علومك في أُمّتك، وأشهد أنّ أولياءك الذين يوالونه ويعادون أعداءه حشو الجنّة، وأنّ ( (حشا) الوسادة ونحوها حشواً: ملأها بالقطن ونحوه. المعجم الوسيط: 177. )
أعداءك الذين يوالون أعداءه ويعادون أولياءه حشو النار.
فنظر رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم) إلي الحارث بن كلدة.
فقال: يا حارث! أو مجنوناً يعدّ من هذه آياته؟
فقال الحارث بن كلدة: لا واللّه يا رسول اللّه! ولكنّي أشهد أنّك رسول ربّ العالمين وسيّد الخلق أجمعين، وحسن إسلامه.
( تفسير الإمام العسكريّ(عليه السلام): 168، ح 83. عنه البحار: 3.7/17، ضمن ح 14، ومدينةالمعاجز: 350/1، ح 227، وحلية الأبرار: 162/2، ح 2، وإثبات الهداة: 392/1، ح 600، قطعة منه.
قطعة منه في (شهادة الشجرة برسالة رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم)) )

2 - الإمام الحسن العسكريّ(عليه السلام): فقلت لأبي عليّ بن محمّد(عليهاالسلام): فهل كان رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم) يناظرهم إذا عانتوه ويحاجّهم؟
قال(عليه السلام): بلي! مراراً كثيرة، منها: ما حكي اللّه من قولهم (وَقَالُواْ مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَآ أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ) إلي قوله:(رَجُلاً مَّسْحُورًا).
( الفرقان: 7/25 و8. )
(وَقَالُواْ لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْءَانُ عَلَي رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ). (وَقَالُواْ ( الزخرف: 31/43. )
لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّي تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنم-بُوعًا) - إلي قوله - (كِتَبًا نَّقْرَؤُهُ و).
( الإسراء: 90/17 - 93. )
ثمّ قيل له في آخر ذلك: لو كنت نبيّاً كموسي لنزلت علينا الصاعقة في مسألتنا إليك لأنّ مسألتنا أشدّ من مسألة قوم موسي لموسي.
قال: وذلك أنّ رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم) كان قاعداً ذات يوم بمكّة بفناء الكعبة إذ اجتمع جماعة من رؤساء قريش منهم الوليد بن المغيرة المخزومي، وأبوالبختريّ بن هشام، وأبو جهل بن هشام، والعاص بن وائل السهمي، وعبداللّه بن أبي أُميّة المخزومي، وكان معهم جمع ممن يليهم كثير، ورسول اللّه(صلي الله وآله وسلم) في نفر من أصحابه يقرأ عليهم كتاب اللّه ويؤدّي إليهم عن اللّه أمره ونهيه.
فقال المشركون بعضهم لبعض: لقد استفحل أمر محمّد، وعظم ( استفحل الأمر: تفاقم. المنجد: 571 (فحل). )
خطبه فتعالوا نبدأ بتقريعه، وتبكيته، وتوبيخه، والاحتجاج عليه، ( الخَطبُ: الأمر الشديد. المصباح المنير: 173 (خطب).)
( قرّعه : أوجعه باللوم والعتاب. المعجم الوسيط: 735 (قرع). )
( التبكيت: التقريع والتوبيخ. مجمع البحرين: 192/2 (بكت). )
وإبطال ماجاءبه ليهوّن خطبه علي أصحابه، ويصغّر قدره عندهم، فلعلّه ينزع عمّا هو فيه من غيّه وباطله، وتمرّده وطغيانه، فإن انتهي وإلّا عاملناه بالسيف الباتر.
( الباتر: السيف القاطع. مجمع البحرين: 213/3 (بتر). )
قال أبو جهل: فمن [ذا] الذي يلي كلامه، ومجادلته؟
قال عبد اللّه بن أبي أُميّة المخزومي: أنا إلي ذلك، أفما ترضاني له قرناً حسيباً، ومجادلاً كفيّاً؟
قال أبو جهل: بلي!
فأتوه بأجمعهم، فابتدأ عبد اللّه بن أبي أُميّة المخزومي، فقال: يا محمّد! لقدادعيت دعوي عظيمة، وقلت مقالاً هائلاً زعمت أنّك ( الهول: العظيم، المراد به الفزع العظيم، ومنه الحديث «المال رزق هائل». مجمع البحرين: 501/5 (هول). )
رسول اللّه ربّ العالمين، وما ينبغي لربّ العالمين، وخالق الخلق أجمعين، أن يكون مثلك رسولاً له! بشر مثلنا تأكل كما نأكل، وتمشي في الأسواق كما نمشي، فهذا ملك الروم، وهذا ملك الفرس، لا يبعثان رسولاً إلّا كثير المال، عظيم الحال، له قصور ودور، [وبساتين ] وفساطيط وخيام، وعبيد وخدّام، وربّ العالمين فوق هؤلاء كلّهم أجمعين، فهم عبيده ولو كنت نبيّاً لكان معك ملك يصدّقك ونشاهده. بل لوأراد اللّه أن يبعث إلينا نبيّاً لكان إنّما يبعث إلينا ملكاً لابشراً مثلنا، ما أنت يا محمّد! إلّإ؛ا« مسحوراً، ولست بنبيّ.
فقال رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم): هل بقي من كلامك شي ء؟
قال: بلي! لو أراد اللّه أن يبعث رسولاً لبعث أجلّ من فيما بيننا مالاً، وأحسنه حالاً، فهلّا نزل هذا القرآن - الذي تزعم أنّ اللّه أنزله عليك وابتعثك به رسولاً- علي رجل من القريتين عظيم، إمّا الوليد بن المغيرةبمكّة، وإمّا عروة بن مسعود الثقفيّ بالطائف؟
فقال رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم): هل بقي من كلامك شي ء يا عبد اللّه!؟
قال: بلي! لن نؤمن لك حتّي تفجر لنا من الأرض ينبوعاً بمكّة هذه، فإنّها ذات حجارة وعرة، وجبال تكسح أرضها وتحفرها، وتجري فيها العيون، فإنّنا إلي ذلك محتاجون، أو تكون لك جنّة من نخيل وعنب، فتأكل منها، وتطعمنا فتفجر الأنهار خلالها - خلال تلك النخيل والأعناب - تفجيراً، أو تسقط السماء كمازعمت علينا كسفاً، فإنّك قلت لنا: (وَإِن يَرَوْاْ كِسْفًا مِّنَ السَّمَآءِ سَاقِطًا يَقُولُواْ سَحَابٌ مَّرْكُومٌ) ولعلّنا نقول ذلك.
( الطور: 44/52. )
ثمّ قال: ولن نؤمن لك أو تأتي باللّه والملائكة قبيلاً، تأتي به وبهم وهم لنا مقابلون، أو يكون لك بيت من زخرف تعطينا منه وتغنينا به، فلعلّنا نطغي فإنّك قلت لنا: (كَلَّآ إِنَّ الْإِنسَنَ لَيَطْغَي * أَن رَّءَاهُ اسْتَغْنَي ).
( العلق: 6/96. )
ثمّ قال: أو ترقي في السماء - أي تصعد في السماء - ولن نؤمن لرقيّك -لصعودك- حتّي تنزل علينا كتاباً نقرأه من اللّه العزيز الحكيم إلي عبد اللّه ابن أبي أُميّة المخزومي ومن معه بأن آمنوا بمحمد بن عبد اللّه بن عبدالمطلب فإنّه رسولي وصدّقوه في مقاله فإنّه من عندي.
ثمّ لا أدري يا محمّد! إذا فعلت هذا كلّه أومن بك، أو لا أومن بك، بل لورفعتنا إلي السماء وفتحت أبوابها وأدخلتناها لقلنا: إنّما سكّرت أبصارنا وسحرتنا.
فقال رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم): يا عبد اللّه! أبقي شي ء من كلامك؟
قال: يا محمّد! أو ليس فيما أوردته عليك كفاية وبلاغ؟ مابقي شي ء، فقل مابدا لك، وافصح عن نفسك إن كانت لك حجّة، واتنا بما سألناك.
فقال رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم): اللّهمّ! أنت السامع لكلّ صوت، والعالم بكلّ شي ء تعلم ما قاله عبادك...
فأنزل اللّه عليه يا محمّد! (وَقَالُواْ مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ - إلي قوله - رَجُلاً مَّسْحُورًا).
( الفرقان: 7/25 و8. )
ثمّ قال اللّه تعالي: (انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّواْ فَلَايَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً).
( الإسراء: 48/17. )
ثمّ قال اللّه: يا محمّد (تَبَارَكَ الَّذِي إِن شَآءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِّن ذَلِكَ جَنَّتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَرُ وَيَجْعَل لَّكَ قُصُورَم ا).
( الفرقان: 10/25. )
وأنزل عليه يامحمّد (فَلَعَلَّكَ تَارِكُ م بَعْضَ مَا يُوحَي إِلَيْكَ وَضَآلِقُ م بِهِ ي صَدْرُكَ) الآية.
( هود: 12/11. )
وأنزل عليه: يا محمّد (وَقَالُواْ لَوْلَآ أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكًا لَّقُضِيَ الْأمْرُ - إلي قوله - وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ).
( الأنعام: 8/6 و9. )
فقال له رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم): يا عبد اللّه! أمّا ما ذكرت من أنّي آكل الطعام كماتأكلون، وزعمت أنّه لا يجوز لأجل هذه أن أكون للّه رسولاً، فإنّما الأمرللّه يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، وهو محمود، وليس لك ولا لأحد الاعتراض عليه بلِمَ، وكيف. ألا تري أنّ اللّه تعالي كيف أفقر بعضاً وأغني بعضاً، وأعزّ بعضاً وأذلّ بعضاً، وأصحّ بعضاً وأسقم بعضاً، وشرّف بعضاً ووضع بعضاً، وكلّهم ممّن يأكل الطعام.
ثمّ ليس للفقراء أن يقولوا: لِمَ أفقرتنا وأغنيتهم؟ ولا للوضعاء أن يقولوا: لِمَ وضعتنا وشرّفتهم؟ ولا للزمني والضعفاء أن يقولوا: لِمَ أزمنتنا وأضعفتنا وصححّتهم؟ ولا لاذلّاء أن يقولا: لِمَ أذللتنا وأعززتهم؟ ولا لقبائح الصور أن يقولوا: لِمَ قبّحتنا وجمّلتهم؟ بل إن قالوا ذلك كانوا علي ربّهم رادّين، وله في أحكامه منازعين، وبه كافرين، ولكان جوابه لهم: [إنّي ] أنا الملك، الخافض الرافع، المغني المفقر، المعزّ المذلّ، المصحّح المسقم، وأنتم العبيد، ليس لكم إلّا التسليم لي، والانقياد لحكمي، فإن سلّمتم كنتم عباداً مؤمنين، وإن أبيتم كنتم بي كافرين، وبعقوباتي من الهالكين.
ثمّ أنزل اللّه تعالي عليه: يا محمّد (قُلْ إِنَّمَآ أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَي إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَحِدٌ) يعني آكل الطعام (يُوحَي إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَحِدٌ) ( الكهف: 110/18. )
يعني قل لهم أنا في البشريّة مثلكم، ولكن ربّي خصّني بالنبوّة دونكم كمإ؛أا يخصّ بعض البشر بالغناء والصحّة والجمال دون بعض من البشر، فلاتنكروا أن يخصّني أيضاً بالنبوّة.
ثمّ قال رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم): وأمّا قولك: «[إنّ ] هذا ملك الروم، وملك الفرس لايبعثان رسولاً إلّا كثير المال، عظيم الحال، له قصور ودور، وفساطيط وخيام، وعبيد وخدّام، وربّ العالمين فوق هؤلاء كلّهم فهم عبيده»، فإنّ اللّه له التدبير والحكم لا يفعل علي ظنّك وحسبانك، ولاباقتراحك؛ بل يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، وهو محمود يا عبد اللّه، إنّما بعث اللّه نبيّه ليعلّم الناس دينهم، ويدعوهم إلي ربّهم ويكدّ نفسه في ذلك آناء الليل وأطراف النهار، فلو كان صاحب قصور يحتجب فيها، وعبيد وخدم يسترونه عن الناس، أليس كانت الرسالة تضيع والأمور تتباطأ ما؟
أو تري الملوك إذا احتجبوا كيف يجري الفساد والقبائح من حيث لايعلمون به ولا يشعرون، يا عبد اللّه وإنّما بعثني اللّه ولا مال لي ليعرّفكم قدرته وقوّته، وإنّه هو الناصر لرسوله لا تقدرون علي قتله، ولا منعه من رسالته، فهذا أبين في قدرته وفي عجزكم، وسوف يظفرني اللّه بكم فأوسعكم قتلاً وأسراً، ثمّ يظفرني اللّه ببلادكم، ويستولي عليها المؤمنون من دونكم ودون من يوافقكم علي دينكم.
ثمّ قال رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم): وأما قولك لي: «ولو كنت نبيّاً لكان معك ملك يصدّقك ونشاهده؛ بل لو أراد اللّه أن يبعث إلينا نبيّاً لكان إنّما يبعث ملكاً لابشراً مثلنا»، فالملك لا تشاهده حواسّكم لأنّه من جنس هذا الهواء، لاعيان منه ولو شاهدتموه - بأن يزاد في قوي أبصاركم - لقلتم ليس هذا ملكاً بل هذا بشر، لأنّه إنّما كان يظهر لكم بصورة البشر الذي قد ألفتموه لتفهموا عنه مقاله، وتعرفوا به خطابه ومراده، فكيف كنتم تعلمون صدق الملك وإنّ مايقوله حقّ؟ بل إنّما بعث اللّه بشراً، وأظهر علي يده المعجزات التي ليست في طبائع البشر الذين قد علمتم ضمائر قلوبهم، فتعلمون بعجزكم عمّا جاء به أنّه معجزة، وأنّ ذلك شهادة من اللّه تعالي بالصدق له، ولو ظهر لكم ملك وظهر علي يده ما يعجز عنه البشر، لم يكن في ذلك ما يدلّكم، إنّ ذلك ليس في طبائع سائر أجناسه من الملائكة، حتّي يصيّر ذلك معجزاً.
ألا ترون أنّ الطيور التي تطير ليس ذلك منها بمعجز، لأنّ لها أجناساً يقع منها مثل طيرانها، ولو أنّ آدميّاً طار كطيرانها كان ذلك معجزاً، فاللّه عزّ وجلّ سهّل عليكم الأمر، وجعله بحيث تقوم عليكم حجّته، وأنتم تقترحون عمل الصعب الذي لا حجّة فيه.
( الاقتراح: ارتجال الكلام، والاقتراح: ابتداع الشي ء تبتدعه وتقترحه من ذات نفسك من غير أن تسمعه. لسان العرب: 558/2 (قرح). )
ثمّ قال رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم): وأمّا قولك «ما أنت إلّا رجلٌ مسحورٌ» فكيف أكون كذلك، وقد تعلمون أنّي في صحّة التمييز والعقل فوقكم، فهل جرّبتم عليّ منذ نشأت إلي أن استكملت أربعين سنة جريرة، أو زلّة أو كذبة أو خيانة، أو خطأ من القول، أو سفهاً من الرأي؟
أتظنّون أنّ رجلاً يعتصم طول هذه المدّة بحول نفسه وقوّتها، أو بحول اللّه وقوّته، وذلك ما قال اللّه تعالي: (انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّواْ فَلَايَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً) إلي أن يثبتوا عليك عميً بحجّة أكثر من دعاويهم الباطلة التي تبيّن عليك تحصيل بطلانها.
ثمّ قال رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم): وأمّا قولك (وَقَالُواْ لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْءَانُ عَلَي رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ). الوليد بن المغيرة بمكّة، أو عروة بالطائف، فإنّ اللّه تعالي ليس يستعظم مال الدنيا كما تستعظمه أنت، ولا خطر له عنده كما [له ] عندك؛ بل لو كانت الدنيا عنده تعدل جناح بعوضة لما سقي كافراً به مخالفاً له شربة ماء، وليس قسمة رحمة اللّه إليك؛ بل اللّه [هو] القاسم للرحمات، والفاعل لما يشاء في عبيده وإمائه، وليس هو عزّ وجلّ ممّن يخاف أحداً كما تخافه [أنت ] لماله وحاله، فتعرفه بالنبوّة لذلك، ولا ممّن يطمع في أحد في ماله [أو في حاله ] كماتطمع فتخصّه بالنبوّة لذلك، ولا ممّن يحبّ أحداً محبّة الهوي كما تحبّ، فتقدّم من لا يستحقّ التقديم.
وإنّما معاملته بالعدل، فلا يؤثر بأفضل مراتب الدين وجلاله إلّا الأفضل في طاعته، والأجد في خدمته، وكذلك لا يؤخّر في مراتب الدين وجلاله إلّا أشدّهم تباطوا عن طاعته، وإذا كان هذا صفته لم ينظر إلي مال، ولا إلي حال، بل هذا المال والحال من تفضّله، وليس لأحد من عباده عليه ضربة لازب؛ فلايقال إذا تفضّل بالمال علي عبده فلا بدّ [من ] أن يتفضّل عليه بالنبوّة أيضاً، لأنّه ليس لأحد إكراهه علي خلاف مراده، ولا إلزامه تفضّلاً، لأنّه تفضّل قبله بنعمه.
ألا تري يا عبد اللّه! كيف أغني واحداً وقبّح صورته، وكيف حسّن صورة واحد وأفقره، وكيف شرّف واحداً وأفقره، وكيف أغني واحداً ووضعه.
ثمّ ليس لهذا الغني أن يقول: وهلّا أُضيف إلي يساري جمال فلان، ولاللجميل أن يقول: هلّا أُضيف إلي جمالي مال فلان، ولا للشريف أن يقول: هلّا أضيف إلي شرفي مال فلان، ولا للوضيع أن يقول: هلّا أضيف إلي ضعتي شرف فلان، ولكنّ الحكم للّه يقسم كيف يشاء، ويفعل كما يشاء، وهو حكيم في أفعاله، محمود في أعماله، وذلك قوله تعالي: (وَقَالُواْ لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْءَانُ عَلَي رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ). قال اللّه تعالي:. (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ - يا محمّد - نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَوةِ الدُّنْيَا) فأحوجنا بعضاً إلي بعض، أحوجنا هذا إلي مال ( الزخرف: 32/43. )
ذلك وأحوج ذاك إلي سلعة هذا، [وهذا] إلي خدمته، فتري أجلّ الملوك وأغني الأغنياء محتاجاً إلي أفقر الفقراء في ضرب من الضروب، إمّا سلعة معه ليست معه، وإمّا خدمة يصلح لها لا يتهيّأ لذلك الملك أن يستغني [إلّا] به، وإمّا باب من العلوم والحكم فهو فقير إلي أن يستفيدها من هذا الفقير، فهذا الفقير يحتاج إلي مال ذلك الملك الغني، وذلك الملك يحتاج إلي علم هذا الفقير، أو رأيه أو معرفته.
ثمّ ليس للفقير أن يقول: هلّا اجتمع إلي رأيي وعلمي وما أتصرّف فيه من فنون الحكم مال هذا الملك الغني، ولا للملك أن يقول: هلّا اجتمع إلي ملكي علم هذا الفقير.
ثمّ قال: (وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا) ثم قال: يا محمّد (وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ) يجمع هؤلاء من أموال الدنيا.
ثمّ قال رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم): وأمّا قولك (وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّي تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنم-بُوعًا) إلي آخر ماقلته، فإنّك اقترحت علي محمّد رسول اللّه أشياء، منها: ما لو جاءك به لم يكن برهاناً لنبوّته، ورسول اللّه يرتفع عن أن يغتنم جهل الجاهلين، ويحتجّ عليهم بما لا حجّة فيه.
ومنها: ما لو جاءك به لكان معه هلاكك وإنّما يؤتي بالحجج والبراهين ليلزم عباد اللّه الإيمان بها، لا ليهلكوا بها، فإنّما اقترحت هلاكك، وربّ العالمين أرحم بعباده، وأعلم بمصالحهم من أن يهلكهم كما يقترحون.
ومنها: المحال الذي لا يصحّ ولا يجوز كونه، ورسول اللّه ربّ العالمين يعرّفك ذلك ويقطع معاذيرك، ويضيق عليك سبيل مخالفته، ويلجئك بحجج اللّه إلي تصديقه حتّي لا يكون لك عنه محيد ولا ( حاد عنه يحيدُ حَيْداً وحَيْداناً ومحيداً وحيوداً وحَيْدَةً وحَيْدودةً: مال. القاموس المحيط: 564/1 (حاد). )
محيص.
( المحيص: المحيدَ والمَعْدِلْ، والمَميلُ والمَهْرَب. القاموس المحيط: 440/1 (حاص). )
ومنها: ما قد اعترفت علي نفسك أنّك فيه معاند متمرّد، لا تقبل حجّة ولاتصغي إلي برهان، ومن كان كذلك فدواؤه عقاب النار النازل من سمائه، أو في جحيمه، أو بسيوف أوليائه.
وأمّا قولك يا عبد اللّه! «لن نؤمن لك حتّي تفجر لنا من الأرض ينبوعاً، بمكّة» فإنّها ذات حجارة وصخور، وجبال تكسح أرضها وتحفرها ( الكَسْحُ: الكَنْس، كسح البيت والبئر، كنسه. لسان العرب: 570/2 (كسح). )
وتجري فيها العيون، فإنّنا إلي ذلك محتاجون فإنّك سألت هذا وأنت جاهل بدلائل اللّه تعالي. يا عبد اللّه أرأيت لو فعلت هذا كنت من أجل هذا نبيّاً! أرأيت الطائف التي لك فيها بساتين أما كان هناك مواضع فاسدة صعبة أصلحتها، وذللّتها وكسحتها، وأجريت فيها عيوناً استنبطتها؟
قال: بلي!
قال: وهل لك في هذا نظراء؟
قال: بلي!
أفصرت بذلك أنت وهم أنبياء؟
قال: لا!
قال: فكذلك لا يصير هذا حجّة لمحمد لو فعله علي نبوّته، فما هو إلّا كقولك «لن نؤمن لك حتّي تقوم وتمشي علي الأرض، أو حتّي تأكل الطعام كما يأكل الناس».
وأمّا قولك يا عبد اللّه «أو تكون لك جنّة من نخيل وعنب، فتأكل منها وتطعمنا، وتفجر الأنهار خلالها تفجيراً»، أو ليس لأصحابك ولك جنّات من نخيل وعنب بالطائف، تأكلون وتطعمون منها، وتفجرون الأنهار خلالها تفجيراً، أفصرتم أنبياء بهذا؟ قال: لا!
قال: فما بال اقتراحكم علي رسول اللّه أشياء لو كانت كما تقترحون، لمادلّت علي صدقه؛ بل لو تعاطاها لدلّ تعاطيه إيّاها علي كذبه، لأنّه حينئذ يحتجّ بمالاحجّة فيه، ويختدع الضعفاء عن عقولهم وأديانهم، ورسول ربّ العالمين يجلّ ويرتفع عن هذا.
ثمّ قال رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم): يا عبد اللّه! وأمّا قولك «أو تسقط السماء كمازعمت علينا كسفاً فإنّك قلت وإن يروا كسفاً من السماء ساقطاً يقولوا سحاب مركوم»، فإنّ في سقوط السماء عليكم هلاككم وموتكم؛ فإنّما تريد بهذا من رسول اللّه أن يهلكك، ورسول ربّ العالمين أرحم بك من ذلك ولايهلكك، ولكنّه يقيم عليك حجج اللّه، وليس حجج اللّه لنبيّه وحده علي حسب اقتراح عباده؛ لأنّ العباد جهّال بما يجوز من الصلاح وبما لايجوز منه وبالفساد، وقديختلف اقتراحهم ويتضادّ حتّي يستحيل وقوعه - إذ لو كانت اقتراحاتهم واقعة لجاز أن تقترح أنت أن تسقط السماء عليكم ويقترح غيرك أن لا تسقط عليكم السماء؛ بل أن ترفع الأرض إلي السماء، وتقع السماء عليها، وكان ذلك يتضادّ ويتنافي، أو يستحيل وقوعه - واللّه لايجري تدبيره علي ما يلزم به المحال.
ثمّ قال رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم): وهل رأيت يا عبد اللّه! طبيباً كان دواؤه للمرضي علي حسب اقتراحاتهم، وإنّما يفعل بهم ما يعلم صلاحهم فيه، أحبّه العليل أو كرهه، فأنتم المرضي، واللّه طبيبكم، فإن انقدتم لدوائه شفاكم، وإن تمرّدتم عليه أسقمكم، وبعد، فمتي رأيت يا عبد اللّه مدّعي حقّ قِبَل رجل أوجب عليه حاكم من حكّامهم - فيما مضي - بيّنة علي دعواه علي حسب اقتراح المدّعي عليه إذن، ما كان يثبت لأحد علي أحد دعوي ولا حقّ، ولا كان بين ظالم من مظلوم، ولا صادق من كاذب فرق.
ثمّ قال: يا عبد اللّه! وأمّا قولك «أو تأتي باللّه والملائكة قبيلاً يقابلوننا ونعاينهم»، فإنّ هذا من المحال الذي لا خفاء به، إنّ ربّنا عزّ وجلّ ليس كالمخلوقين يجي ء ويذهب، ويتحرّك ويقابل شيئاً حتّي يؤتي به فقد سألتم بهذا المحال، وإنّما هذا الذي دعوت إليه صفة أصنامكم، الضعيفة المنقوصة التي لا تسمع ولا تبصر، وتعلم ولا تغني عنكم شيئاً ولا عن أحد. ياعبداللّه! أو ليس لك ضياع وجنان بالطائف وعقار بمكّة وقوّام عليها؟
قال: بلي! قال أفتشاهد جميع أحوالها بنفسك، أو بسفراء بينك وبين معامليك؟ قال: بسفرائي.
قال: أرأيت لو قال معاملوك وأُكرتك وخدمك لسفرائك: لا نصدّقكم في هذه السفارة إلّا أن تأتونا بعبد اللّه بن أبي أُميّة لنشاهد فنسمع ماتقولون عنه شفاهاً، كنت تسوغهم هذا أو كان يجوز لهم عندك ذلك؟ قال: لا!
قال: فما الذي يجب علي سفرائك، أليس أن يأتوهم عنك بعلامة صحيحة تدلّهم علي صدقهم فيجب عليهم أن يصدّقوهم؟ قال: بلي!
قال: يا عبد اللّه! أرأيت سفيرك لو أنّه لمّا سمع منهم هذا عاد إليك، وقال: قم معي فإنّهم قد اقترحوا عليّ مجيئك، أليس يكون [هذا] لك مخالفاً وتقول له: إنّما أنت رسولٌ لا مشير ولا آمر؟ قال: بلي!
قال: فكيف صرت تقترح علي رسول ربّ العالمين ما لا تسوغ لأكرتك ومعامليك أن يقترحوه علي رسولك إليهم؟
وكيف أردت من رسول ربّ العالمين أن يستذّم إلي ربّه بأن يأمر عليه وينهي، وأنت لا تسوغ مثل هذا لرسولك إلي أكرتك وقوّامك؟ هذه حجّة قاطعة لإبطال جميع ما ذكرته في كلّ ما اقترحته يا عبد اللّه.
وأمّا قولك يا عبد اللّه! «أو يكون لك بيت من زخرف» وهو الذهب أما بلغك أنّ لعزيز مصر بيوتاً من زخرف؟ قال: بلي!
قال: أفصار بذلك نبيّاً؟ قال: لا!
قال: فكذلك لا يوجب ذلك لمحمد - لو كان له - نبوّة، ومحمّد لا يغتنم جهلك بحجج اللّه.
وأمّا قولك يا عبد اللّه «أو ترقي في السماء». ثمّ قلت: (وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّي تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَبًا نَّقْرَؤُهُ و )ولن نؤمن لرقيّك حتّي تنزل علينا كتاباً نقرؤه» يا عبد اللّه! الصعود إلي السماء أصعب من النزول عنها، وإذا اعترفت علي نفسك بأنّك لا تؤمن إذا صعدت فكذلك حكم النزول.
ثمّ قلت «حتّي تنزّل علينا كتاباً نقرؤه ومن بعد ذلك لا أدري أُومن بك أو لاأُومن بك» فأنت يا عبد اللّه! مقرّ بأنّك تعاند حجة اللّه عليك فلادواء لك إلّا تأديبه [لك ] علي يد أوليائه من البشر، أو ملائكته الزبانية، وقد أنزل اللّه تعالي عليّ حكمة جامعة لبطلان كلّ ما اقترحته؛ فقال تعالي: (قُلْ - يا محمّد - سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَّسُولًا) ما أبعد ربّي عن أن يفعل الأشياء علي [قدر] ما يقترحه الجهّال بما يجوز، وبما لا يجوز، وهل كنت إلّا بشراً رسولاً؟ لايلزمني إلّا إقامة حجّة اللّه التي أعطاني، وليس لي أن آمر علي ربّي، ولاأنهي، ولا أُشير، فأكون كالرسول الذي بعثه ملك إلي قوم من مخالفيه فرجع إليه يأمره أن يفعل بهم ما اقترحوه عليه.
فقال أبوجهل: يا محمّد! هاهنا واحدة، ألست زعمت أنّ قوم موسي احترقوا بالصاعقة لمّا سألوه أن يريهم اللّه جهرة؟ قال: بلي!
قال:] فلو كنت نبيّاً لاحترقنا نحن أيضاً، فقد سألنا أشدّ ممّا سأل قوم موسي(عليه السلام) لأنّهم بزعمك قالوا: (أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً)، ونحن قلنا: لن ( النساء: 153/4. )
نؤمن لك حتّي تأتي باللّه والملائكة قبيلاً نعاينهم.
فقال رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم): يا أبا جهل! أو ما علمت قصة إبراهيم الخليل(عليه السلام) لما رفع في الملكوت وذلك قول ربّي: (وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَوَتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ) قوّي اللّه بصره لمّا رفعه دون ( الأنعام: 75/6. )
السماء حتّي أبصر الأرض ومن عليها، ظاهرين ومستترين، فرأي رجلاً وامرأة علي فاحشة فدعا عليهما بالهلاك فهلكا، ثمّ رأي آخرين فدعا عليهما بالهلاك فهلكا، ثمّ رأي آخرين فهمّ بالدعاء عليهما فأوحي اللّه تعالي إليه: ياإبراهيم! أُكفف دعوتك عن عبادي وإمائي فإنّي أنا الغفور الرحيم، الحنّان الحليم، لا تضرّني ذنوب عبادي كما لا تنفعني طاعتهم، ولست أسوسهم لشفاء الغيظ كسياستك، فاكفف دعوتك عن عبادي فإنّما أنت عبد نذير لاشريك في المملكة، ولا مهيمن عليّ ولا علي عبادي، وعبادي معي بين خلال ثلاث:
إمّا تابوا إليّ فتبت عليهم وغفرت ذنوبهم وسترت عيوبهم.
وإمّا كففت عنهم عذابي لعلمي بأنّه سيخرج من أصلابهم ذرّيّات مؤمنون، فأرفق بالآباء الكافرين، وأتاني بالأمّهات الكافرات، وأرفع عنهم عذابي ليخرج ذلك المؤمن من أصلابهم، فإذا تزايلوا حلّ بهم عذابي وحاق بهم بلائي، وإن لم يكن هذا ولا هذا فإنّ الذي أعددته لهم من عذابي أعظم ممّا تريده بهم، فإنّ عذابي لعبادي علي حسب جلالي وكبريائي.
يا إبراهيم! فخلّ بيني وبين عبادي، فإنّي أرحم بهم منك، وخلّ بيني وبين عبادي، فإنّي أنا الجبّار الحليم، العلّام الحكيم، أُدبّرهم بعلمي، وأنفذ فيهم قضائي وقدري.
ثمّ قال رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم): إنّ اللّه تعالي - يا أبا جهل - إنّما دفع عنك العذاب لعلمه بأنّه سيخرج من صلبك ذرّيّة طيّبة، عكرمة ابنك، وسيلي من أُمور المسلمين ما إن أطاع اللّه ورسوله فيه كان عند اللّه جليلاً، وإلّا فالعذاب نازل عليك، وكذلك سائر قريش السائلين لما سألوه هذا، إنّما أُمهلوا لأنّ اللّه علم أنّ بعضهم سيؤمن بمحمد، وينال به السعادة، فهو تعالي لا يقطعه عن تلك السعادة (ولا يبخل بها عليه أو من يولد منه مؤمن فهو ينظر أباه لإيصال ابنه إلي السعادة)، ولو لا ذلك لنزل العذاب بكافّتكم، فانظر نحو السماء.
فنظر فإذا أبوابها مفتّحة، وإذا النيران نازلة منها مسامتة لرؤوس القوم ( سامته: قابله ووازاه. المنجد: 349 (سمت). )
تدنو منهم حتّي وجدوا حرّها بين أكتافهم، فارتعدت فرائص أبي جهل والجماعة.
فقال رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم): لا تروعنّكم فإنّ اللّه لا يهلككم بها، وإنّما أظهرها عبرة. ثمّ نظروا وإذا قد خرج من ظهور الجماعة أنوار قابلتها ورفعتها، ودفعتها حتّي أعادتها في السماء كما جاءت منها.
فقال رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم): بعض هذه الأنوار أنوار من قد علم اللّه أنّه سيسعده بالإيمان بي منكم من بعد، وبعضها أنوار ذرّيّة طيّبة ستخرج من بعضكم ممّن لا يؤمن وهم مؤمنون.
( تفسير الإمام العسكريّ(عليه السلام): 500، ح 314. عنه البرهان: 445/2، ح 1، و140/4، ح 3.
الإحتجاج: 47/1، ح 22. عنه نور الثقلين: 704/1، ح 23، قطعة منه، و221/3، ح 446، و314، ح 260، قطعة منه، و6/4، ح 21، قطعة منه، و597، ح 28. عنه وعن تفسير الإمام العسكريّ(عليه السلام)، البحار: 269/9، ح 2، و352/17، ح 2، قطعة منه.
قطعة منه في (إحتجاج رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم) علي المشركين واليهود) و(سورة الفرقان: 8/25 - 7) و(سورة الإسراء: 93/17 - 90) و(سورة الزخرف: 31/43). )

3 - الإمام العسكريّ(عليه السلام): قال عليّ بن محمّد(عليهاالسلام):...فلمّا استكمل أربعين سنة ونظر اللّه عزّ وجلّ إلي قلبه [أي قلب محمّد(صلي الله وآله وسلم)] ... وأذن للملائكة فنزلوا، ومحمّد(صلي الله وآله وسلم) ينظر إليهم،... ونظر إلي جبرئيل الروح الأمين، المطوّق بالنور، طاووس الملائكة، هبط إليه وأخذ بضبعه وهزّه، وقال: يا محمّد!إقرأ!
قال: وما أقرأ؟
قال: يا محمّد! (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَنَ مِنْ عَلَقٍ - إلي قوله - مَا لَمْ يَعْلَمْ)... وسوف ينعم ويفرح أولياءك بوصيّك عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)....
فقلت في سرّي: يا ربّ من عليّ بن أبي طالب الذي وعدتني به - وذلك بعد ماولد عليّ(عليه السلام) وهو طفل - أوهو ولد عمّي؟....
( تفسير الإمام العسكريّ(عليه السلام): 156، ح 78.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 547. )

4 - الإمام العسكريّ(عليه السلام): قال عليّ بن محمّد(عليهاالسلام):... ورد مكّة قوم من يهود الشام، فنظروا إلي محمّد(صلي الله وآله وسلم) وشاهدوا نعته وصفته،... فحملهم الحسد ... فجاءوا إلي أبي طالب فصادفوه ودعوه إلي دعوة لهم، فلمّا حضر رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم)، قدّموا إليه وإلي أبي طالب، والملأ من قريش، دجاجة مسمنة، كانوا قد وقذوها وشووها، فجعل أبو طالب وسائر قريش يأكلون منها، ورسول اللّه(صلي الله وآله وسلم) يمدّ يده نحوها، فيعدل بها يمنة ويسرة، ثمّ أماماً، ثمّ خلفاً، ثمّ فوقاً، ثمّ تحتاً، لا تصيبها يده(صلي الله وآله وسلم).
فقالوا: ما لك يا محمّد! لا تأكل منها؟
فقال(صلي الله وآله وسلم): يا معشر اليهود! قد جهدت أن أتناول منها، وهذه يدي يعدل بها عنها، وما أراها إلّا حراماً يصونني ربّي عزّ وجلّ عنها.
فقالوا: ما هي إلّا حلال فدعنا نلقمك [منها]؟
فقال رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم): فافعلوا إن قدرتم.
فذهبوا ليأخذوا منها ويطعموه فكانت أيديهم يعدل بها إلي الجهات، كماكانت يد رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم) تعدل عنها.
فقال رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم): [ف']هذه قد منعت منها، فأتوني بغيرها إن كانت لكم.
فجاءوه بدجاجة أُخري مسمنة مشويّة قد أخذوها لجار لهم غائب - لم يكونوا اشتروها - وعمدوا إلي أن يردّوا عليه ثمنها إذا حضر، فتناول منها رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم) لقمة، فلمّا ذهب ليرفعها، ثقلت عليه وفصلت، حتّي سقطت من يده، وكلّما ذهب يرفع ما قد تناوله بعدها ثقلت وسقطت.
فقالوا: يا محمّد! فما بال هذه لا تأكل منها؟
[ف'] قال رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم): وهذه أيضاً قد منعت منها، وما أراها إلّا من شبهة يصونني ربّي عزّ وجلّ عنها....
( تفسير الإمام العسكريّ(عليه السلام): 159، ح 79. تقدّم الحديث بتمامه في ج 2، رقم 548. )
5 - الإمام العسكريّ(عليه السلام): قال عليّ بن محمّد(عليهاالسلام): وأمّا الشجرتان اللتان تلاصقتا، فإنّ رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم) كان ذات يوم في طريق له [ما] بين مكّة والمدينة، وفي عسكره منافقون من المدينة، وكافرون من مكّة ... .
فقال لزيد بن ثابت: اذهب إلي تينك الشجرتين المتباعدتين - يومي إلي شجرتين بعيدتين قد أوغلتا في المفازة وبعدتا عن الطريق قدر ميل - فقف بينهما، وناد إنّ رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم) يأمركما أن تلتصقا وتنضمّا ليقضي رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم) خلفكما حاجته....
قال لزيد بن ثابت: عد إلي الشجرتين، وقل لهما: إنّ رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم) يأمركما أن تعودا إلي أماكنكما ....
( تفسير الإمام العسكريّ(عليه السلام): 163، ح 81 و82.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 2، رقم 549. )

6 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(رحمه الله): عليّ بن إبراهيم، (عن أبيه)، عن ياسر، عن أبي الحسن(عليه السلام) قال: قال رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم): قال لي حبيبي ( تقدّمت ترجمته في ج 2، رقم 622. )
جبرئيل(عليه السلام): تطيّب يوماً ويوماً لا، ويوم الجمعة لا بدّ منه، ولا تترك له.
( في الوسائل: ولا مترك له. )
( الكافي: 511/6، ح 12.
عنه وسائل الشيعة: 365/7، ح 9592، والوافي: 695/6، ح 5304. )

7 - ابن قولويه القمّيّ(رحمه الله):... عليّ بن جعفر الهمانيّ قال: سمعت عليّ بن محمّد العسكريّ(عليهاالسلام) يقول: من خرج من بيته يريد زيارة الحسين(عليه السلام)... فإذا فرغ من صلاته أتاه ملك فقال: إنّ رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم) يقرؤك السلام ويقول لك: أمّا ذنوبك فقد غفرك لك، استأنف العمل.
( كامل الزيارات: 344، ح 582.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 2، رقم 664. )

8 - ابن شعبة الحرّانيّ(رحمه الله): من عليّ بن محمّد(عليهاالسلام):... قول رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم): لا تجتمع أُمّتي علي ضلالة... قال: «إنّي مخلّف فيكم الثقلين كتاب اللّه وعترتي - أهل بيتي - لن تضلّوا ما تمسّكتم بهما، وإنّهما لن يفترقا حتّي يردا عليّ الحوض»... فوجدنا رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم) قد أتي بقوله: «من كنت مولاه فعلي مولاه» وبقوله: «أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلّا أنّه لا نبيّ بعدي».
ووجدناه يقول: «عليّ يقضي ديني، وينجز موعدي، وهو خليفتي عليكم من بعدي»... قول رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم): «من آذي عليّاً فقد آذاني ومن آذاني فقد آذي اللّه، ومن آذي اللّه يوشك أن ينتقم منه».
وكذلك قوله(صلي الله وآله وسلم) «من أحبّ عليّاً فقد أحبّني ومن أحبّني فقد أحبّ اللّه». ومثل قوله(صلي الله وآله وسلم) في بني وليعة: «لأبعثنّ إليهم رجلاً كنفسي يحبّ اللّه ورسوله، ويحبّه اللّه ورسوله، قم يا عليّ! فسر إليهم».
وقوله(صلي الله وآله وسلم) يوم خيبر: «لأبعثنّ إليهم غداً رجلاً يحبّ اللّه ورسوله، ويحبّه اللّه ورسوله، كرّاراً غير فرّار لا يرجع حتّي يفتح اللّه عليه»....
( تحف العقول: 458، س 5.
تقدّم الحديث بتمامه في رقم 1019. )

9 - الشيخ المفيد(رحمه الله): روي، عن عليّ بن محمّد العسكريّ، عن أبيه، عن جدّه، عن أمير المؤمنين(عليهم السلام) قال: قال رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم): لمّا أُسري بي إلي السماء3مكان السماء، 4 الرابعة نظرت إلي قبّة من لؤلؤ، لها أربعة أركان وأربعة أبواب، كلّها من استبرق أخضر.
قلت: يا جبرئيل! ما هذه القبّة التي لم أر في السماء الرابعة أحسن منها؟
فقال: حبيبي محمّد! هذه صورة مدينة يقال لها: قمّ، يجتمع فيها عباد اللّه المؤمنون، ينتظرون محمّداًوشفاعته للقيامة والحساب، يجري عليهم الغمّ، والهمّ، والأحزان، والمكاره.
قال: فسألت عليّ بن محمّد العسكريّ(عليهاالسلام): متي ينتظرون الفرج؟
قال(عليه السلام): إذا ظهر الماء علي وجه الأرض.
( الاختصاص: 101، س 14. عنه البحار: 311/18، ح 21، و207/57، ح 7.
قطعة منه في (فرج القائم(عليه السلام)). )

10 - الشيخ المفيد(رحمه الله):... موسي بن محمّد بن عليّ بن موسي، سأله ببغداد في دار الفطن قال: قال موسي: كتب إليّ يحيي بن أكثم يسألني عن عشر مسائل، أو تسع،...فدخلت علي أخي(عليه السلام)... قال(عليه السلام):... وأمّا قول عليّ: بشّر قاتل ابن صفيّة بالنار لقول رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم): بشّر قاتل ابن صفيّة بالنار....
( الاختصاص: 91، س 8.
تقدّم الحديث بتمامه في رقم 1010. )

11 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله): أخبرني جماعة، عن أبي محمّد هارون بن موسي التلعكبري، عن محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الهاشميّ قال: حدّثني أبوموسي عيسي بن أحمد بن عيسي بن المنصور قال: حدّثني أبو الحسن عليّ بن محمّد العسكريّ، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن موسي، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ صلوات اللّه عليهم قال: قال عليّ صلوات اللّه عليه: قال رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم): من سرّه أن يلقي اللّه عزّ وجلّ آمناً مطهّراً لا يحزنه الفزع الأكبر فليتولّك، وليتولّ بنيك الحسن والحسين، وعليّ بن الحسين، ومحمّد بن عليّ، وجعفر بن محمّد، وموسي بن جعفر، وعليّ بن موسي، ومحمّداً وعلياً، والحسن، ثمّ المهديّ وهو خاتمهم.
وليكوننّ في آخر الزمان قوم يتولّونك يا عليّ! يشنأهم الناس، ولو أحبّهم كان خيراً لهم لو كانوا يعلمون، يؤثرونك وولدك علي الآباء والأُمّهات، والإخوة والأخوات، وعلي عشائرهم والقرابات صلوات اللّه عليهم أفضل الصلوات.
أولئك يحشرون تحت لواء الحمد يتجاوز عن سيّئاتهم، ويرفع درجاتهم جزاء بما كانوا يعملون.
( الغيبة: 90، س 20. عنه إثبات الهداة: 547/1، ح 372، والبحار: 258/36، ح 77.
المناقب لابن شهرآشوب: 293/1، س 7، قطعة منه.
الصراط المستقيم: 151/2، س 12.
قطعة منه في (ثمرة ولايته(عليه السلام)). )

12 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله): أبو محمّد الفحّام قال: حدّثنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عبيد اللّه المنصوريّ قال: حدّثنا عمّ أبي، أبو موسي عيسي بن أحمد بن عيسي بن المنصور قال: حدّثنا الإمام عليّ بن محمّد قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ قال: حدّثني أبي عليّ بن موسي قال: حدّثنا أبي موسي بن جعفر قال: حدّثني أبي جعفر بن محمّد قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ قال: حدّثني أبي عليّ بن الحسين قال: حدّثني أبي الحسين بن عليّ، عن أمير المؤمنين(عليه السلام) قال النبيّ(صلي الله وآله وسلم): أحبّوا اللّه بما يغذوكم به من نِعَمِه، وأحبّوني لحبّ اللّه، وأحبّوا أهل بيتي لحبّي.
( الأمالي: 278، ح 531. عنه البحار: 76/27، ح 6، 14/67، س 8.
بشارة المصطفي لشيعة المرتضي: 132، س 16. )

13 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله): أبو محمّد الفحّام قال: حدّثني أبو الحسن المنصوريّ قال: حدّثني عمّ أبي قال: حدّثني الإمام عليّ بن محمّد قال: حدّثني أبي، محمّد بن عليّ قال: حدّثني أبي، عليّ بن موسي قال: حدّثني أبي، موسي بن جعفر قال: حدثني أبي، جعفر بن محمّد قال: حدّثني أبي، محمّد بن عليّ قال: حدثني أبي، عليّ بن الحسين قال: حدّثني أبي، الحسين ابن عليّ قال: حدّثني أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(عليهم السلام) قال: سمعت النبيّ(صلي الله وآله وسلم) وهو يقول: من أدّي للّه مكتوبةً فله في أثرها دعوة مستجابة.
قال ابن الفحّام: رأيت واللّه أمير المؤمنين(عليه السلام) في النوم، فسألته عن الخبر، فقال(عليه السلام): صحيح، إذا فرغت من المكتوبة، فقل وأنت ساجد: اللّهمّ بحقّ من رواه ورُوي عنه صلّ علي جماعتهم، وافعل بي كيت وكيت.
( الأمالي: 289، ح 560. عنه البحار: 218/83، ح 34، ووسائل الشيعة: 66/7، ح 8744، و431/6، ح 8361.
الدعوات: 27، ح 47. عنه مستدرك الوسائل: 136/5، ح 5511. )

14 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله): أبو محمّد الفحّام قال: حدّثني المنصوريّ قال: حدّثني عمّ أبي، أبو موسي عيسي بن أحمد قال: حدّثني الإمام عليّ بن محمّد قال: حدّثني أبي، عن أبيه عليّ بن موسي قال: حدّثني أبي، موسي بن جعفر قال: قال الصادق(عليه السلام) قال: قال رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم): يا عليّ! إنّ اللّه عزّوجلّ قد غفر لك ولشيعتك، ومحبّي شيعتك، فأبشر فإنّك الأنزع البطين، منزوع من الشرك، بطين من العلم.
( الأمالي: 293، ح 570. عنه البحار: 52/35، س 16، مثله، و101/65، ح 9.
بشارة المصطفي لشيعة المرتضي: 186، س 16. )

15 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله): أبو محمّد الفحّام قال: حدّثني المنصوريّ قال: حدّثني عمّ أبي، أبو موسي بن أحمد قال: حدّثني الإمام عليّ بن محمّد قال: حدّثني أبي، عن أبيه عليّ بن موسي قال: حدّثني أبي، موسي بن جعفر قال: قال الصادق(عليه السلام): قال: قال رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم): إنّما سمّيت ابنتي فاطمة2فاطمةفاطمة، 4 لأنّ اللّه عزّ وجلّ فطمها وفطم من أحبّها من ( فطم العود فطماً: قطعه، وفطم الصبيّ يفطمه فطماً فهو فطيم: فصله من الرضاع. لسان العرب: 454/12 (فطم). )
النار.
( الأمالي: 293، ح 571. عنه البحار: 15/43، ح 12.
بشارة المصطفي لشيعة المرتضي: 184، س 22. )

16 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله): أبو محمّد الفحّام قال: حدّثني المنصوريّ قال: حدّثني عمّ أبي، أبو موسي عيسي بن أحمد بن عيسي بن المنصور قال: حدّثني الإمام عليّ بن محمّد قال: حدّثني أبي، محمّد بن عليّ قال: حدّثني أبي، عليّ بن موسي الرضا قال: حدّثني أبي، موسي بن جعفر قال: حدّثني أبي، جعفر بن محمّد قال: حدّثني أبي، محمّد بن عليّ قال: حدّثني أبي، عليّ ابن الحسين قال: حدّثني أبي، الحسين بن عليّ قال: حدّثني أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(عليهم السلام) قال: قال رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم): لمّا أُسري بي إلي السماء3مكان السماء، 4 كنت من ربّي كقاب قوسين أو أدني، فأوحي إليّ ربّي ما أوحي، ثمّ قال: يامحمّد! اقرأ عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين السلام، فما سمّيت بهذا أحداً قبله، ولا أُسمّي بهذا أحداً بعده.
( الأمالي: 295، ح 578. عنه مدينة المعاجز: 70/1، ح 20، والبحار: 290/37، ح 2، ومستدرك الوسائل: 398/10، ح 12251.
بشارة المصطفي لشيعة المرتضي: 186، س 4.
الجواهر السنيّة: 204، س 1. )

17 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله): أبو محمّد الفحّام قال: حدّثني المنصوريّ قال: حدّثني عمّ أبي، أبو موسي عيسي بن أحمد بن عيسي بن المنصور قال: حدّثني الإمام عليّ بن محمّد قال: حدّثني أبي، محمّد بن عليّ قال: حدّثني أبي، موسي بن جعفر قال: حدّثني أبي، جعفر بن محمّد قال: حدّثني أبي، محمّد بن عليّ قال: حدّثني جابر قال: سمعت ابن مسعود يقول: قال النبيّ(صلي الله وآله وسلم): حُرّمت النار علي من آمن بي وأحبّ عليّاً وتولّاه، ولعن اللّه من ماري عليّاً وناواه، عليّ منّي كجلدةٍ مابين العين والحاجب.
( الأمالي: 295، ح 579. عنه البحار: 247/39، ح 5. )
18 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله): أبو محمّد الفحّام قال: حدّثني المنصوريّ قال: حدّثني عمّ أبي أبو موسي عيسي بن أحمد بن عيسي بن المنصور قال: حدّثني الإمام عليّ بن محمّد قال: حدّثني أبي، محمّد بن عليّ قال: حدّثني أبي، عليّ بن موسي الرضا قال: حدّثني أبي، موسي بن جعفر قال: حدّثني أبي، جعفر بن محمّد قال: حدّثني أبي، محمّد بن عليّ قال: حدّثني جابر بن عبد اللّه الأنصاريّ قال: سمعت النبيّ(صلي الله وآله وسلم) يقول: من أحبّ أن يجاور الخليل 2النبي الخليل، 4 في داره، ويأمن حرّ ناره، فليتولّ عليّ بن أبي طالب(عليه السلام).
( الأمالي: 295، ح 580.
بشارة المصطفي لشيعة المرتضي: 187، س 9. )

19 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله): الفحّام، عن المنصوريّ، عن عمّ أبيه قال: حدّثني الإمام عليّ بن محمّد بإسناده عن الباقر(عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(عليه السلام): سمعت النبيّ(صلي الله وآله وسلم) يقول: إذا حُشِر الناس يوم القيامة نادي مناد: يا رسول اللّه! إنّ اللّه جلّ اسمه قد أمكنك من مجازاة محبّيك ومحبّي أهل بيتك، الموالين لهم فيك، والمعادين لهم فيك، فكافئهم بماشئت؛ فأقول: يا ربّ الجنّة! فأُنادي: فولّهم منها ( كافأته علي ما كان منه مكافأة وكفاءً: جازيته. مجمع البحرين: 360/1 (كفا). )
حيث شئت، فذلك المقام المحمود الذي وعدت به.
( الأمالي: 298، ح 586. عنه البحار: 39/8، ح 20، و117/65، ح 42، والبرهان: 438/2، ح 7.
بشارة المصطفي لشيعة المرتضي: 192، س 13. )

20 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله): الفحّام قال: حدّثنا المنصوريّ بإسناده قال: قال النبيّ(صلي الله وآله وسلم): لا تُخيّب راجيك، فيمقتك اللّه ويعاديك.
( الأمالي: 299، ح 589. عنه البحار: 173/72، ح 2، ومستدرك الوسائل: 435/12، ح 14548، وفيه: أبو عليّ في أماليه، عن أبيه، عن أبي محمّد عمير بن يحيي الفحّام، عن محمّد بن أحمد الهاشميّ المنصوريّ، عن عمّ أبيه، عن أبي الحسن الثالث، عن آبائه(عليهم السلام) قال: قال رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم). )
21 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله): أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن ياسين بن محمّد بن عجلان التميميّ العابد مولي الباقر(عليه السلام) قال: حدّثني مولاي أبو الحسن عليّ بن محمّد بن عليّ ابن موسي بن جعفر قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن موسي بن جعفر، عن أبيه الصادق، عن آبائه(عليهم السلام)، عن عليّ(عليه السلام) قال: قال: رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم): الناس اثنان: رجل أراح ورجل استراح.
فالمؤمن استراح من الدنيا وتعبها، وأفضي إلي رحمة اللّه وكريم ثوابه.
وأمّا الذي أراح، فالفاجر أراح منه الناس والشجر والدوابّ، وأفضي إلي ماقدّم.
( الأمالي: 571، ح 1182. عنه البحار: 172/6، ح 51. )
22 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله):... كافور الخادم قال: قال لي الإمام عليّ بن محمّد(عليهاالسلام):... إنّ النبيّ(صلي الله وآله وسلم) يقول: إنّ اللّه يغضب علي من لا يقبل رخصة.
( الأمالي: 298، ح 587.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 389. )

23 - ابنا بسطام النيسابوريّان»:... حدّثنا أبو جعفر، عن أبي الحسن(عليه السلام) وسئل عن الحمّي الغبّ الغالبة؟ فقال(عليه السلام):... قال رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم): في الحبّة السوداء شفاء من كلّ داء إلّا السام.
قيل: يا رسول اللّه! وما السام؟ قال(صلي الله وآله وسلم): الموت....
( طبّ الأئمّة(عليهم السلام): 51، س 13.
تقدّم الحديث بتمامه في رقم 793. )

24 - أبو جعفر الطبريّ(رحمه الله): وأخبرني أبو الحسين محمّد بن هارون قال: حدّثنا أبي، هارون بن موسي(رضي الله عنه) قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن عبيداللّه بن أحمد الهاشميّ المنصوريّ بسرّ من رأي من لفظه قال: حدّثنا أبوموسي عيسي بن أحمد بن عيسي بن المنصور الهاشميّ قال: حدّثنا أبوالحسن عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسي، عن عليّ بن موسي، عن موسي ابن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد قال: حدّثني محمّد بن عليّ قال: حدّثني أبي، عليّ بن الحسين قال: حدّثني أبي، الحسين بن عليّ قال: قال أميرالمؤمنين صلوات اللّه عليه: قال لي رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم): رأيت ليلة أُسري بي إلي السماء قُصوراً من ياقوت أحمر، وزبرجد أخضر، ودرّ ومرجان، وعقيان، بَلَاطها المسك الأذفر، ( في حديث خَيْمَةُ آدم التي هبط بها جبرئيل عليه: «كان أوتادها من عِقْيان الجنّة» هو بالكسر: الذهب الخالص. مجمع البحرين: 301/1 (عقا). )
( البلاط: كلّ شي ء فرشت به الدار من حجر وغيره. المصباح المنير: 60 (البلاط) )
وترابها الزعفران، وفيها فاكهة ونخل ورمّان، وحور وخيرات حسان، وأنهار من لبن، وأنهار من عسل، تجري علي الدرّ والجوهر، وقباب علي حافّتي تلك الأنهار، وغرف وخيام، وخدم وولدان، وفرشها الاستبرق والسندس والحرير، وفيها أطيار، فقلت: يا حبيبي جبرئيل! لمن هذه القصور؟ وما شأنها؟ فقال لي جبرئيل: هذه القصور وما فيها، خلقها اللّه عزّ وجلّ كذا، وأعدّ فيها ما تري، ومثلها أضعاف مُضاعفة لشيعة أخيك عليّ، وخليفتك من بعدك علي أُمّتك، وهم يدعون في آخر الزمان باسم يُراد به غيرهم، يُسمّون (الرافضة) وإنّما هم زين لهم، لأنّهم رفضوا الباطل، وتمسّكوا بالحقّ، وهو السواد الأعظم، ولشيعة ابنه الحسن من بعده، ولشيعة أخيه الحسين من بعده، ولشيعة ابنه عليّ بن الحسين من بعده، ولشيعة ابنه محمّد بن عليّ من بعده، ولشيعة ابنه جعفر بن محمّد من بعده، ولشيعة ابنه موسي بن جعفر من بعده، ولشيعة ابنه عليّ بن موسي من بعده، ولشيعة ابنه محمّد بن عليّ من بعده، ولشيعة ابنه عليّ بن محمّد من بعده، ولشيعة ابنه الحسن بن عليّ من بعده، ولشيعة ابنه محمّد المهديّ من بعده.
يا محمّد! فهؤلاء الأئمّة من بعدك، أعلام الهُدي، ومصابيح الدجي، شيعتهم وشيعة جميع ولدك ومحبّيهم شيعة الحقّ، وموالي اللّه، وموالي رسوله، الذين رفضوا الباطل واجتنبوه، وقصدوا الحقّ واتّبعوه، يتولّونهم في حياتهم، ويزورونهم من بعد وفاتهم، مُتناصرين لهم، قاصدين علي محبّتهم، رحمة اللّه عليهم، إنّه غفور الرحيم.
( دلائل الإمامة: 475، ح 466. عنه إثبات الهداة: 655/1، ح 835، قطعة منه.
نوادر المعجزات: 76، ح 40.
الصراط المستقيم: 150/2، س 23. عنه إثبات الهداة: 722/1، ح 211.
قطعة منه في (النصّ عليه(عليه السلام) عن رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم) وأنّ لشيعته قصراً من ياقوت أحمر). )

25 - البحرانيّ(رحمه الله):... عليّ بن عبيد اللّه الحسينيّ قال: ركبنا مع سيّدنا أبي الحسن(عليه السلام) إلي دار المتوكّل في يوم السلام،....
فقال(عليه السلام):... اعلم! أنّ رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم) حجّ حجّة الوداع، فنزل بالأبطح بعد فتح مكّة، فلمّا جنّ عليه الليل أتي القبور، قبور بني هاشم، وقد ذكر أباه وأُمّه وعمّه أبا طالب،... .
فرجع النبيّ(صلي الله وآله وسلم) إلي أمير المؤمنين(عليه السلام) فقال له: قم يا أبا الحسن! فقد أعطاني ربّي هذه الليلة ما لم يعطه أحداً من خلقه في أبي وأُمّي وأبيك عمّي، وحدّثه بما أوحي اللّه إليه وخاطبه به، وأخذ بيده وصار إلي قبورهم، فدعاهم إلي الإيمان باللّه وبه وبآله(عليهم السلام)، والإقرار بولاية عليّ بن أبي طالب أميرالمؤمنين(عليه السلام) والأوصياء منه، فآمنوا باللّه وبرسوله وأمير المؤمنين والأئمّة منه واحداً بعد واحد إلي يوم القيامة.
فقال لهم رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم): عودوا إلي اللّه ربّكم وإلي الجنّة، فقد جعلكم اللّه ملوكها....
( مدينة المعاجز: 535/7، ح 2518. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 527. )
26 - العلّامة المجلسيّ(رحمه الله):... روي عن أبي محمّد الحسن بن العسكريّ، عن أبيه صلوات اللّه عليهما وذكر أنّه(عليه السلام) زار بها في يوم الغدير ... : ولمّا رأيت أن قتلت الناكثين والقاسطين والمارقين، وصدّقك رسول اللّه صلّي اللّه عليه وآله وعده فأوفيت بعهده، قلت: أما آن أن تخضب هذه من هذه؟ أم متي يبعث أشقاها؟ واثقاً بأنّك علي بيّنة من ربّك وبصيرة من أمرك، قادم علي اللّه، مستبشر ببيعك الذي بايعته به، وذلك هو الفوز العظيم... عمّار يجاهد وينادي بين الصفّين: الرواح الرواح إلي الجنّة، ولمّا استسقي فسقي اللبن كبّر وقال: قال لي رسول اللّه صلّي اللّه عليه وآله: آخر شرابك من الدنيا ضياح من لبن، وتقتلك الفئة الباغية،...وأنّ اللّه تعالي استجاب لنبيّه صلّي اللّه عليه وآله فيك [أي عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)] دعوته، ثمّ أمره باظهار ما أولاك لأُمّته، إعلاءً لشأنك وإعلاناً لبرهانك، ودحضاً للأباطيل، وقطعاً للمعاذير، فلمّا أشفق من فتنة الفاسقين واتّقي فيك المنافقين، أوحي إليه ربّ العالمين: (يَأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ و وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ).
فوضع علي نفسه أوزار المسير، ونهض في رمضاء الهجير، فخطب فأسمع ونادي فأبلغ ثمّ سألهم أجمع، فقال: هل بلّغت؟ فقالوا: اللّهمّ! بلي!
فقال: اللّهمّ! اشهد، ثمّ قال: ألست أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟
فقالوا: بلي! فأخذ بيدك، وقال: من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه، اللّهمّ وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله...وأنّه [أي رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم)] القائل لك [أي لعليّ(عليه السلام)]: والذي بعثني بالحقّ ماآمن بي من كفر بك، ولا أقرّ باللّه من جحدك، وقد ضلّ من صدّ عنك، ولم يهتد إلي اللّه ولا إليّ من لا يهتدي بك، وهو قول ربّي عزّوجلّ: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَلِحًا ثُمَّ اهْتَدَي ) إلي ولايتك،....
( البحار: 359/97، ح 6.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 2، رقم 663. )

27 - الخطيب البغداديّ:... محمّد بن يحيي المعازي قال: قال يحيي بن أكثم في مجلس الواثق - والفقهاء بحضرته -: من حلق رأس آدم حين حج؟ فتعابي القوم عن الجواب.
فقال الواثق: أنا أحضركم من ينبئكم بالخبر، فبعث إلي عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسي بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب(عليهم السلام)، فأحضر،... قال: قال رسول اللّه(صلي الله وآله وسلم): أمر جبريل أن ينزل بياقوته من الجنّة، فهبط بها، فمسح بها رأس آدم(عليه السلام)، فتناثر الشعر منه، فحيث بلغ نورها صار حرماً.
( تاريخ بغداد: 56/12 رقم 6440.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 505. )