(د) - علمه(عليه السلام) بالآجال
1 - أبو عمرو الكشّيّ(رحمه الله): حمدويه بن نصير قال: حدّثنا محمّد بن عيسي قال: حدّثنا عليّ بن الحسين بن عبد اللّه قال: سألته أن ( في بعض النسخ: عليّ بن الحسين بن عبد ربّه، وهو الصحيح أمّا كلمة «عبد اللّه» تحريف كما ذكره السيّد الخوئي. معجم رجال الحديث: 364/11، رقم 8050. )
( الظاهر أنّه مصحّف «عليّ بن الحسين بن عبد ربّه» كما صرّح به السيّد الخوئي(رحمه الله). معجم رجال الحديث: 364/11، رقم 8050، والمحقّق التستري. قاموس الرجال: 429/7رقم 5103.
عدّه الشيخ والبرقي من أصحاب الهادي(عليه السلام). رجال الطوسيّ: 417، رقم 5، رجال البرقي: 58، وكان وكيلاً من ناحيته(عليه السلام). غيبة الطوسيّ: 350، ح 309. وروي عن الرضا(عليه السلام) أيضاً. الكافي: 547/1، ح 23.
فعلي هذا المراد من المكتوب إليه في رواية الكشّيّ هو الهادي(عليه السلام) كما هو المستفاد من متن الحديث حيث جاء فيه: «وهذا في سنة تسع وعشرين ومائتين». )

ينسي ء في أجلي.
فقال: أو يكفيك ربّك ليغفر لك خيراً لك،
فحدّث بذلك عليّ بن الحسين إخوانه بمكّة، ثمّ مات بالخزيميّة في المنصرف من سنته، وهذا في سنة تسع وعشرين ومائتين رحمه اللّه. فقال:
وقد نعي إليّ نفسي.
قال: وكان وكيل الرجل(عليه السلام) قبل أبي عليّ بن راشد.
( رجال الكشّيّ: 510، رقم 984. )
2 - أبو عمرو الكشّيّ(رحمه الله):... أحمد بن محمّد بن عيسي قال: كتب إليه عليّ ابن الحسين بن عبد اللّه يسأله الدعاء في زيادة عمره حتّي يري مايحبّ.
فكتب(عليه السلام) إليه في جوابه: تصير إلي رحمة اللّه خير لك.
فتوفّي الرجل بالخزيميّة.
( رجال الكشّيّ: 510، رقم 985.
يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 908. )

3 - أبو عليّ الطبرسيّ(رحمه الله): وذكر أحمد بن محمّد بن عيسي قال: أخبرني أبو يعقوب قال: رأيت محمّد بن الفرج قبل موته في عشيّة من العشايا، وقد استقبل أبا الحسن(عليه السلام)، فنظر إليه نظراً شافياً، فاعتلّ محمّد بن الفرج؛ فدخلت عائداً بعد أيّام من علّته.
فحدّثني أنّ أبا الحسن(عليه السلام) قد أنفذ إليه بثوب وأرانيه مدرجاً تحت رأسه.
قال: فكفّن واللّه فيه.
( إعلام الوري: 116/2، س 1.
إرشاد المفيد: 331، س 10.
كشف الغمّة: 380/2، س 14.
الثاقب في المناقب: 537، ح 476.
المناقب لابن شهرآشوب: 414/4، س 20. عنه وعن الإعلام، البحار: 140/50، ح 24.
الكافي: 500/1، ح 6. عنه مدينة المعاجز: 427/7، ح 2429، وإثبات الهداة: 361/3، ح 10.
قطعة منه في: (إهداؤه(عليه السلام) الثياب). )


(ه') - إخباره(عليه السلام) بالآجال
وفيه تسعة أمور

الأوّل - إخباره بشهادة أبيه(عليهماالسلام):
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(رحمه الله): عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسي، عن أبي الفضل الشهباني عن هارون بن الفضل قال: ( في مدينة المعاجز: أبي الفضل الميشائي. )
رأيت أباالحسن عليّ بن محمّد(عليهماالسلام) في اليوم الذي توفّي فيه ( في دلائل الإمامة: أبا الحسن صاحب العسكر(عليه السلام). )
أبوجعفر9وقايع اليوم الذي توفّي فيه أبو جعفر، 4(عليه السلام)؛ فقال: إنّا للّه وإنّا إليه راجعون، مضي أبو جعفر(عليه السلام)!
( في دلائل الإمامة: مضي واللّه أبو جعفر(عليه السلام)! فقلت له: كيف تعلم وهو ببغداد وأنت هاهنا بالمدينة؟ فقال: لأنّه تداخلني ذلّة واستكانة.... )
فقيل له: وكيف عرفت؟
قال: لأنّه تداخلني ذلّة للّه لم أكن أعرفها.
( في إثبات الوصيّة: تداخلني ذلّ واستكانة لم أكن أعهدها. )
( في نوادر المعجزات: ذلّة، واستكانة للّه عزّ وجلّ. )
( الكافي: 381/1، ح 5. عنه البحار: 14/50، ح 15، ومدينة المعاجز: 431/7، ح 2433، والوافي: 664/3 ح 1267، وإثبات الهداة: 360/3، ح 3.
دلائل الإمامة: 415، ح 378، عن معاوية بن حكيم، عن أبي الفضل الشامي.... عنه مدينةالمعاجز: 431/7، ح 2434.
إثبات الوصيّة: 229، س 21، روي الحميري، عن معاوية بن حكيم، عن أبي الفضل الشيبانيّ....
بصائر الدرجات الجزء9: 487، ح 3 و5. عنه البحار: 292/27، ح 3، و135/50، ح 16، وإثبات الهداة: 368/3، ح 27.
نوادر المعجزات: 189، ح 8.
قطعة منه في: (إسترجاعه عند شهادة أبيه(عليهماالسلام)). )

2 - المسعوديّ(رحمه الله): وروي الحميري، عن محمّد بن عيسي، عن الحسين بن قارون، عن رجل ذكر: أنّه كان رضيع أبي جعفر(عليه السلام) قال: بينا أبو الحسن(عليه السلام) جالساً في الكتّاب، وكان مؤدّبه رجل كرخيّ من أهل بغداد يكنّي أبا زكريّا.
وكان أبو جعفر(عليه السلام) في ذلك الوقت ببغداد، وأبو الحسن(عليه السلام) بالمدينةپيقرأ في اللوح علي المؤدّب، إذ بكي بكاءً شديداً.
فسأله المؤدّب عن شأنه وبكائه، فلم يجبه، وقام فدخل الدار باكياً، وارتفع الصياح والبكاء.
ثمّ خرج(عليه السلام) بعد ذلك، فسألناه عن بكائه.
فقال: إنّ أبي توفّي.
فقلنا له: بماذا علمت ذاك؟
قال: دخلني من إجلال اللّه - جلّ وعزّ جلاله - شي ء علمت معه أنّ أبي قدمضي (صلّي اللّه عليه) فأرّخنا الوقت، فلمّا ورد الخبر نظرنا، فإذا هو قدمضي في تلك الساعة.
( إثبات الوصيّة: 229، س 10.
بصائر الدرجات الجزء9: 487، ح 2، بتفاوت. عنه البحار: 291/27، ح 2، و2/50، ح 3، وإثبات الهداة: 368/3، ح 26.
دلائل الإمامة: 415، ح 379. عنه مدينة المعاجز: 445/7، ح 2448.
قطعة منه في: (عمّه الرضاعي(عليه السلام)) و(قراءته(عليه السلام) في اللوح عند مؤدّبه) و(بكائه عند شهادة أبيه(عليهماالسلام)). )

3 - المسعوديّ(رحمه الله): روي الحميري، عن محمّد بن عيسي، وعن الحسن بن محمّد بن معلّي، عن الحسن بن عليّ الوشّاء قال: ( في عيون المعجزات: عن الحسين بن محمّد، عن المعلّي .... )
حدّثتني أُمّ محمّد مولاة أبي الحسن الرضا(عليه السلام)، قالت: جاء أبو الحسن(عليه السلام) وقد ذعر حتّي جلس في حجر أُمّ أبيها بنت موسي عمّة أبيه، فقالت ( في عيون المعجزات: أُمّ موسي وعمّة أبيه. )
له: مالك؟
فقال لها: مات أبي واللّه الساعة عشرين ومائتين، وله ستّ سنين وشهور في مثل سنّ أبيه(عليهماالسلام) بعد أن ملك المعتصم بسنتين.
( إثبات الوصيّة: 230، س 2.
عيون المعجزات: 133، س 12، قطعة منه، بتفاوت. عنه البحار: 15/50، ح 21، بتفاوت يسير.
كشف الغمّة: 384/2، س 17. عنه وعن الدلائل، إثبات الهداة: 381/3، ح 51.
دلائل الإمامة: 413، ح 374، روي محمّد بن جعفر الملّقب بسجّادة، عن الحسن بن عليّ الوشّاء، بتفاوت. عنه مدينة المعاجز: 443/7، ح 2445.
قطعة منه في: (أحوال عمّة أبيه(عليه السلام)) و(سنّه حين إمامته(عليه السلام)) و(ملاطفة عمّة أبيه له(عليه السلام) في الطفولة). )


الثاني - إخباره(عليه السلام) بشهادة نفسه:
1 - البحرانيّ(رحمه الله): الحسين بن حمدان الحضينيّ في «هدايته»: بإسناده، عن أحمد بن داود القمّيّ، ومحمّد بن عبد اللّه الطلحيّ، قالا: حملنا مالاً... فخرجنا نريد سيّدنا أبا الحسن عليّ بن محمّد(عليهماالسلام). فلمّا صرنا إلي دسكرة الملك، تلقّانا رجل... قال: يا أحمد بن داود ومحمّد بن عبد اللّه الطلحيّ! معي رسالة إليكما. فقلنا ممّن يرحمك اللّه؟ قال: من سيّدكما أبي الحسن عليّ ابن محمّد(عليهماالسلام) يقول لكما: أنا راحل إلي اللّه في هذه الليلة،....
( مدينة المعاجز: 526/7، ح 2511.
يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 832. )


الثالث - إخباره(عليه السلام) بأجل المتوكّل:
1 - المسعوديّ(رحمه الله): ووجّه [المتوكّل ] إلي أبي الحسن(عليه السلام) بثلاثين ألف درهم، وأمره أن يستعين بها في بناء دار... وقال لعبيد اللّه بن يحيي بن خاقان وزيره:... لئن ركبت ولم ترتفع دار عليّ بن محمّد لأضربنّ عنقه... فأمر له بعشرين ألف درهم، فوجّه بها.... فقال(عليه السلام): إن ركب إلي البناء....
( إثبات الوصيّة: 240، س 3.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 514. )

2 - أبو جعفر الطبريّ(رحمه الله): وروي المعلّي بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، عن عليّ بن محمّد النوفليّ قال: قال عليّ بن محمّد(عليهماالسلام) لمّا بدأ المتوكّل بعمارة الجعفريّ في سرّ من رأي: يا عليّ! ( اسم قصر بناه جعفر المتوكّل قرب سامرّاء بموضع يسمّي الماحوزة، فاستحدث عنده مدينة وانتقل إليها. معجم البلدان: 143/2. )
إنّ هذا الطاغية4الخلفاءالطاغية، 4 يُبتلي ببناء مدينة لا تتمّ، ويكون حتفه فيها قبل تمامها، علي يد فرعون من فراعنة الأتراك.
ثمّ قال: يا عليّ! إنّ اللّه (عزّ وجلّ) اصطفي محمّداً((صلي الله عليه و آله وسلم)) بالنبوّة والبرهان، واصطفانا بالمحبّة والتبيان، وجعل كرامة الصفوة لمن تري. ( في المدينة: والبيان. )
يعني نفسه((عليه السلام)).
( دلائل الإمامة: 414، ح 376، عنه مدينة المعاجز: 444/7، ح 2447، بتفاوت، وإثبات الهداة: 385/3، ح 78، قطعة منه.
إثبات الوصيّة: 239، س 14، قطعة منه.
الهداية الكبري: 320، س 17. عنه حلية الأبرار: 55/5، ضمن ح 6، وإثبات الهداة: 384/3، ح 71.
الخرائج والجرائح: 411/1، ح 15. عنه البحار: 152/50، ح 38.
قطعة منه (أحواله(عليه السلام) مع المتوكّل) و (اصطفاء محمّد(صلي الله عليه وآله وسلم) بالنبوّة والبرهان) و(اصطفاء الأئمّة(عليهم السلام) بالمحبّة والتبيان). )

3 - الحسين بن عبد الوهّاب(رحمه الله): وروي: أنّه لمّا كان في يوم الفطر في السنة التي قتل فيها المتوكّل، أمر المتوكّل بني هاشم بالترجّل والمشي بين يديه، وإنّما أراد بذلك أن يترجّل أبو الحسن(عليه السلام)، فترجّل بنو هاشم وترجّل أبوالحسن(عليه السلام) واتّكي علي رجل من مواليه، فأقبل عليه الهاشميّون.
وقالوا: يا سيدّنا! ما في هذا العالم أحد يستجاب دعاؤه، ويكفينا اللّه به تعزّز هذا؟
فقال لهم أبو الحسن(عليه السلام): في هذا العالم مَن قلامة ظفره أكرم علي اللّه من ناقة ثمود لمّا عقرت الناقة، صاح الفصيل إلي اللّه تعالي، فقال اللّه سبحانه: (تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ ثَلَثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ) فقتل ( هود: 65/11. )
المتوكّل يوم الثالث.
( عيون المعجزات: 135، س 22. عنه مدينة المعاجز: 461/7، ح 2467.
الهداية الكبري: 321، س 10. عنه مدينة المعاجز: 533/7، ضمن ح 2517، و455، ح 2458، عن كتاب الواحدة لابن جمهور العمي، وحلية الأبرار: 56/5، ضمن ح 6.
إثبات الوصيّة: 240، س 11.
مفتاح الفلاح: 491، س 3. عنه إثبات الهداة: 386/3، ح 83.
المناقب لابن شهرآشوب: 407/4، س 12.
الثاقب في المناقب: 536، ح 473.
إعلام الوري: 122/2، س 18. عنه إثبات الهداة: 370/3، ح 34، والأنوار البهيّة: 276، س 4، والبحار: 189/50، ح 1، و209، ضمن ح 23.
قطعة منه في: (ترجّله(عليه السلام) بين يدي المتوكّل) و(أحواله(عليه السلام) مع المتوكّل) و(سورة هود: 65/11). )

4 - الحسين بن عبد الوهّاب(رحمه الله): روي: أنّ رجلاً من أهل المدائن كتب إليه يسأله عمّا بقي من ملك المتوكّل.
فكتب(عليه السلام): بسم اللّه الرحمن الرحيم (قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ ي إِلَّا قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ * ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ * ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ) فقتل في أوّل خامس عشر.
( يوسف: 47/12 - 49. )
( عيون المعجزات: 135 س 16.
يأتي الحديث أيضاً في ج 3، رقم 1031. )

5 - الراونديّ(رحمه الله): روي أبو سليمان قال: حدّثنا ابن أُورمة [قال:] خرجت أيّام المتوكّل إلي سرّ من رأي، فدخلت علي سعيد الحاجب 2 يد الحاجب، 4 ودفع المتوكّل أبا الحسن(عليه السلام) إليه ليقتله، فلمّا دخلت عليه قال: تحبّ أن تنظر إلي إلهك؟
قلت: سبحان اللّه! إلهي، لا تدركه الأبصار!
قال: هذا الذي تزعمونه أنّه إمامكم.
قلت: ما أكره ذلك.
قال: قد أمرت بقتله وأنا فاعله غداً - وعنده صاحب البريد - فإذا خرج فادخل إليه، فلم ألبث أن خرج قال: ادخل، فدخلت الدار التي كان فيها محبوساً، فإذا هو ذا بحياله قبر يحفر، فدخلت وسلّمت وبكيت بكاءاً شديداً.
قال(عليه السلام): ما يبكيك؟ قلت: لما أري.
قال(عليه السلام): لا تبك لذلك [فإنّه ] لا يتمّ لهم ذلك، فسكن ما كان بي.
فقال(عليه السلام): إنّه لا يلبث أكثر من يومين حتّي يسفك اللّه دمه ودم صاحبه الذي رأيته.
قال: فواللّه! ما مضي غير يومين حتّي قتل [وقتل صاحبه ].
قلت لأبي الحسن(عليه السلام) حديث رسول اللّه(صلي الله عليه و آله وسلم) «لا تعادوا الأيّام فتعاديكم».
قال(عليه السلام): نعم! إنّ لحديث رسول اللّه(صلي الله عليه و آله وسلم) تأويلاً، أمّا السبت فرسول اللّه(صلي الله عليه و آله وسلم)، والأحد أمير المؤمنين(عليه السلام)، والاثنين الحسن والحسين(عليهماالسلام)، والثلاثاء عليّ بن الحسين ومحمّد بن عليّ وجعفر بن محمّد، والأربعاء موسي ابن جعفر وعليّ بن موسي ومحمّد بن عليّ وأنا [عليّ بن محمّد]، والخميس ابني الحسن، والجمعة القائم منّا أهل البيت.
( الخرائج والجرائح: 412/1، ح 17. عنه البحار: 195/50، ح 7، ومدينة المعاجز: 483/7، ح 2479، وإثبات الهداة: 377/3، ح 45، قطعة منه، وحلية الأبرار: 52/5، ح 4.
الصراط المستقيم: 204/2، ح 14، قطعة منه.
كشف الغمّة: 394/2، س 14، قطعة منه.
جمال الأُسبوع: 36، س 9. عنه إثبات الهداة: 377/3، س 24، مثله.
قطعة منه في: (إختصاص يوم الأربعاء به(عليه السلام)) و(أحواله(عليه السلام) مع المتوكّل) و(تفسير يوم من الأُسبوع برسول اللّه(صلي الله عليه وآله وسلم)) و(تفسير أيّام الأُسبوع بالأئمّة(عليهم السلام)). )

6 - الراونديّ(رحمه الله):... زُرافة قال: أراد المتوكّل أن يمشي عليّ بن محمّد بن الرضا(عليهم السلام) يوم السلام،... ففعل ومشي(عليه السلام) وكان الصيف، فوافي الدهليز وقد عرق.
قال: فلقيته فأجلسته في الدهليز، ومسحت وجهه بمنديل وقلت: إنّ ابن عمّك لم يقصدك بهذا دون غيرك فلا تجد عليه في قلبك. فقال(عليه السلام): إيهاً عنك (تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ ثَلَثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ ).
( هود: 65/11. )
قال زُرافة:... فلمّا كانت الليلة الرابعة، قتل المتوكّل،....
( الخرائج والجرائح: 401/1، ح 8.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 519. )

7 - ابن حمزة الطوسيّ(رحمه الله): عن الحسن بن محمّد بن جمهور العمي قال: سمعت من سعيد الصغير الحاجب قال: دخلت علي سعيد بن صالح الحاجب فقلت: يا أبا عثمان! قد صرت من أصحابك، وكان سعيد يتشيّع.
فقال: هيهات! قلت: بلي واللّه!
فقال: وكيف ذلك؟
قلت: بعثني المتوكّل وأمرني أن أكبس علي عليّ بن محمّد بن الرضا(عليهم السلام) فأنظر ما فعل، ففعلت ذلك فوجدته يصلّي، فبقيت قائماً حتّي فرغ، فلمّا انفتل من صلاته أقبل عليّ وقال: يا سعيد! لا يكفّ عنّي جعفر2 فر، 4 -أي المتوكّل الملعون- حتّي يقطع إرباً إرباً. اذهب وأعزب، وأشار بيده الشريفة، فخرجت مرعوباً ودخلني من هيبته ما لا أحسن أن أصفه.
فلمّا رجعت إلي المتوكّل سمعت الصيحة والواعية، فسألت عنه؟
فقيل: قتل المتوكّل، فرجعنا وقلت بها.
( الثاقب في المناقب: 539، ح 479. عنه مدينة المعاجز: 494/7، ح 2487.
قطعة منه في: (عظمته وهيبته(عليه السلام)) و(أحواله(عليه السلام) مع المتوكّل). )

8 - ابن حمزة الطوسيّ(رحمه الله): عن الحسن بن محمّد بن جمهور قال: كان لي صديق مؤدّب ولد بَغا أو وصيف - الشك منّي - فقال لي: قال الأمير [عند] منصرفه من دار الخلافة: حبس أمير المؤمنين هذا الذي يقولون له ابن الرضا اليوم ودفعه إلي عليّ بن كركر، فسمعته يقول: أنا أكرم علي اللّه من ناقة صالح (تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ ثَلَثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ).
( هود: 65/11. )
فلمّا كان اليوم الثالث، وثب عليه باغر وبغلون أوتامش وجماعة معهم، فقتلوه....
( الثاقب في المناقب: 536، ح 473.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 523. )

9 - السيّد ابن طاووس(رحمه الله):... عن زُرافة حاجب المتوكّل،... واللّه! سمعته [أبا الحسن الهادي(عليه السلام)] يقول، فقال لي: اعلم! أنّ المتوكّل لا يبقي في مملكته أكثر من ثلاثة أيّام ويهلك، فانظر في أمرك واحرز ما تريد إحرازه، وتأهّب لأمرك كي لا يفجوكم هلاك هذا الرجل فتهلك أموالكم بحادثة تحدث، أو سبب يجري. فقلت له: من أين لك؟
فقال: أما قرأت القرآن في قصة صالح(عليه السلام) والناقة وقوله تعالي: (تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ ثَلَثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ) ولا يجوز أن يبطل ( هود: 65/11. )
قول الإمام... قال زُرافة: فواللّه ما جاء اليوم الثالث حتّي هجم المنتصر ومعه بَغا، ووصيف، والأتراك علي المتوكّل فقتلوه وقطّعوه.....
( مهج الدعوات: 318، س 4.
يأتي الحديث بتمامه في ج 2، رقم 727. )


الرابع - إخباره(عليه السلام) بأجل الواثق:
1 - المسعوديّ(رحمه الله): الحميري، عن محمّد بن عيسي قال: حدّثني أبوعليّ بن راشد قال: قال أبو الحسن(عليه السلام) في سنة اثنتين وثلاثين ومائتين: ما فعل الرجل - يعني الواثق -؟
قلت: عليل أو قد مات.
قال(عليه السلام): لم يمت ولكنّه لا يلبث حتّي يموت.
( إثبات الوصيّة: 232، س 18. )
2 - المسعوديّ(رحمه الله): قال: حدّثني خيران الخادم مولي فراطيس أُمّ الواثق قال: حججت في سنة اثنتين وثلاثين ومائتين، فدخلت علي أبي الحسن(عليه السلام) فقال: ما حال صاحبك - يعني الواثق 4الخلفاءالواثق، 4 -.
فقلت: وجع ولعلّه قد مات.
قال: لم يمت ولكن ألماً به.
ثمّ قال: فمن يقال بعده؟ قلت: ابنه.
فقال: الناس يزعمون أنّه جعفر. قلت: لا!
قال: بلي! هو كما أقول لك.
قلت: صدق اللّه ورسوله وابن رسوله! فكان كما قال.
( إثبات الوصيّة: 232، س 7. )

الخامس - إخباره(عليه السلام) بأجل ابن الخضيب:
1 - الشيخ المفيد(رحمه الله): ذكر أحمد بن محمّد بن عيسي قال: حدّثني أبويعقوب قال: رأيت أبا الحسن(عليه السلام) مع أحمد بن الخضيب يتسايران، وقدقصر أبوالحسن(عليه السلام) عنه.
فقال له ابن الخضيب: سر جعلت فداك،
قال له أبوالحسن(عليه السلام): أنت المقدّم.
فما لبثنا إلّا أربعة أيّام، حتّي وضع الدهق علي ساق ابن الخضيب ( الدهق محرّكة: خشبتان يُغمز بهما ساق المجرمين. أقرب الموارد: 246/2 (دهق). )
وقتل قال: وألّح عليه الخضيب في الدار التي كان قد نزلها وطالبه بالانتقال منها، وتسليمها إليه.
فبعث إليه أبوالحسن(عليه السلام): لأقعدنّ بك من اللّه مقعداً لا تبقي لك معه باقية. فأخذه اللّه في تلك الأيّام.
( الإرشاد: 331، س 14.
الكافي: 500/1، ضمن ح 6. عنه مدينة المعاجز: 428/7، ح 2430، وإثبات الهداة: 361/3، ح 11، وح 12، والوافي: 838/3، ح 1451.
إعلام الوري: 116/2، س 7.
الخرائج والجرائح: 681/2، ح 11. عنه إثبات الهداة: 362/3، س 4. عنه وعن الإعلام والإرشاد، البحار: 139/50، ح 23.
الثاقب في المناقب: 535، ح 472.
المناقب لابن شهرآشوب: 407/4، س 23.
كشف الغمّة: 380/2، س 18.
قطعة منه في (استجابة دعائه علي ابن الخضيب) و(ذمّ أحمد بن الخضيب) و(دعاؤه(عليه السلام) علي ابن الخضيب). )


السادس - إخباره(عليه السلام) بأجل جعفر بن عبد الواحد:
1 - الراونديّ(رحمه الله): قال أيّوب بن نوح: كتبت إلي أبي الحسن(عليه السلام) وقدتعرّض لي جعفر بن عبد الواحد القاضي، وكان يؤذيني بالكوفة أشكو إليه ما ينالني منه من الأذي.
فكتب(عليه السلام) إليّ: تكفي أمره إلي شهرين، فعزل عن الكوفة في الشهرين واسترحت منه.
( الخرائج والجرائح: 398/1، ضمن ح 4.
يأتي الحديث أيضاً في ج 3، رقم 854. )


السابع - إخباره(عليه السلام) بأجل محمّد بن الفرج وأحمد بن الخضيب:
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(رحمه الله):... عليّ بن محمّد النوفليّ،... قال: وكتب إليه محمّد بن الفرج يسأله عن ضياعه.
فكتب إليه: سوف ترد عليك، وما يضرّك أن لا ترد عليك، فلمّا شخص محمّد بن الفرج إلي العسكر كتب إليه بردّ ضياعه، ومات قبل ذلك.
قال: وكتب أحمد بن الخضيب إلي محمّد بن الفرج يسأله الخروج إلي العسكر.
فكتب إلي أبي الحسن(عليه السلام) يشاوره.
فكتب(عليه السلام) إليه: اخرج فإنّ فيه فرجك إن شاءاللّه تعالي.
فخرج فلم يلبث إلّا يسيراً حتّي مات.
( الكافي: 500/1، ح 5.
يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 997. )


الثامن - إخباره(عليه السلام) بأجل الشابّ الذي يلفظ ويضحك:
1 - أبو عليّ الطبرسيّ(رحمه الله): الحسن بن محمّد بن جمهور العمّيّ في كتاب الواحدة قال: وحدّثني أبوالحسين سعيد بن سهلويه البصريّ، وكان يلقّب بالملّاح قال: كان يقول بالوقف جعفر بن القاسم الهاشميّ البصريّ، وكنت معه بسرّ من رأي، إذ رآه أبوالحسن(عليه السلام) في بعض الطرق فقال له: إلي كم هذه النومة أما آن لك أن تنتبه منها؟
فقال لي جعفر: سمعت ما قال لي عليّ بن محمّد(عليهماالسلام)، قد واللّه قدح في قلبي شي ء، فلمّا كان بعد أيّام حدث لبعض أولاد الخليفة وليمة، فدعانا فيها ودعا أبا الحسن(عليه السلام) معنا، فدخلنا.
فلمّا رأوه أنصتوا إجلالاً له، وجعل شابّ في المجلس لا يوقّره وجعل يلفظ ويضحك، فأقبل عليه.
فقال له: يا هذا! أتضحك مل ء فيك وتذهل عن ذكر اللّه، وأنت بعد ثلاثة أيّام من أهل القبور.
قال: فقلت: هذا دليل حتّي ننظر ما يكون.
قال: فأمسك الفتي، وكفّ عمّا هو عليه، وطعمنا، وخرجنا، فلمّا كان بعد يوم اعتلّ الفتي، ومات في اليوم الثالث من أوّل النهار، ودفن في آخره.
( إعلام الوري: 123/2، س 10. عنه إثبات الهداة: 370/3، ح 35، ومدينة المعاجز: 456/7، ح 2459. المناقب لابن شهرآشوب: 407/4، س 15، قطعة منه، و414، س 23، قطعة منه. عنه وعن الإعلام، البحار: 181/50، ح 57، و172، س 11.
كشف الغمّة: 398/2، س 14، باختصار.
الثاقب في المناقب: 536، ح 474.
قطعة منه في: (علمه(عليه السلام) بما في الضمائر)، و(إجابته(عليه السلام) لدعوة الطعام)، و(معاشرته(عليه السلام) مع سائر الفرق الإسلاميّة)، و(إجلال الناس له(عليه السلام))، و(أحواله(عليه السلام) مع خليفة زمانه). )


التاسع - إخباره(عليه السلام) بأجل رجل:
1 - النجاشيّ(رحمه الله): أخبرنا محمّد بن جعفر المؤدّب قال: ( في البحار: جعفر بن محمّد المؤدّب. )
حدّثنا أحمد بن محمّد قال: حدّثني أبو جعفر أحمد بن يحيي الأوديّ قال: «دخلت مسجد الجامع لأُصلّي الظهر.
فلمّا صلّيت، رأيت حرب بن الحسن الطحّان وجماعة من أصحابنا جلوساً، فملت إليهم فسلّمت عليهم وجلست، وكان فيهم الحسن بن سماعة فذكروا أمر الحسين بن عليّ(عليهماالسلام) وما جري عليه، ثمّ من بعد زيد بن عليّ وما جري عليه، ومعنا رجل غريب لا نعرفه.
فقال: يا قوم! عندنا رجل علويّ بسرّ من رأي من أهل المدينة4القبيلةأهل المدينة، 4 ما هو إلّا ساحر أو كاهن.
فقال له ابن سماعة: بمن يعرف؟
قال: عليّ بن محمّد بن الرضا(عليهم السلام).
فقال له الجماعة: وكيف تبيّنت ذلك منه؟
قال: كنّا جلوساً معه علي باب داره وهو جارنا بسرّ من رأي نجلس إليه في كلّ عشيّة نتحدّث معه، إذ مرّ بنا قائدٌ من دار السلطان معه خلع، معه جمع كثير من القوّاد، والرجّالة، والشاكريّة وغيرهم، فلمّا رأي عليّ بن محمّد(عليهماالسلام) وثب إليه وسلّم عليه وأكرمه.
فلمّا أن مضي قال لنا: هو فرح بما هو فيه وغداً يدفن قبل الصلاة، فعجبنا من ذلك وقمنا من عنده، وقلنا: هذا علم الغيب، فتعاهدنا ثلاثة إن لم يكن ماقال أن نقتله ونستريح منه.
فإنّي في منزلي وقد صلّيت الفجر إذ سمعت غلبة فقمت إلي الباب، فإذا خلق كثير من الجند وغيرهم، وهم يقولون: مات فلان القائد البارحة، سكر وعبر من موضع إلي موضع، فوقع واندقّت عنقه.
فقلت: أشهد أن لا إله إلّا اللّه وخرجت أحضره، وإذا الرجل كما قال أبوالحسن(عليه السلام) ميّت، فما برحت حتّي دفنته ورجعت، فتعجّبنا جميعاً من هذه الحال». وذكر الحديث بطوله.
فأنكر الحسن بن سماعة ذلك لعناده، فاجتمعت الجماعة الذين سمعوا هذا معه فوافقوه.
( رجال النجاشيّ: 41، س 2. عنه مدينة المعاجز: 440/7، ح 2440، والبحار: 186/50، ح 64، وإثبات الهداة: 383/3، ح 68.
قطعة منه في: (اسمه(عليه السلام))، و(مجالسته ومحادثته(عليه السلام) مع الناس في كلّ عشيّة). )


(و) - استجابة دعائه(عليه السلام)
وفيه ستّة موارد

الأوّل - لأبي هاشم الجعفريّ:
1 - أبو عليّ الطبرسيّ(رحمه الله): قال ابن عيّاش: وحدّثني غ أبوالقاسم عبداللّه ابن عبد الرحمان الصالحي من آل إسماعيل بن صالح 1 والقاسم عبد اللّه بن عبد الرحمان الصالحي من آل إسماعيل بن صالح، 4، وكان أهل بيته بمنزلة من السادة، وعليهم مكاتبين لهم، أنّ أبا هاشم الجعفريّ شكي إلي مولانا أبي الحسن عليّ بن محمّد(عليهماالسلام) ما يلقي من الشوق إليه، إذا انحدر من عنده إلي بغداد، وقال له: يا سيّدي! اُدع اللّه لي فما لي مركوب سوي برذوني هذا علي ضعفه.
فقال(عليه السلام): قوّاك اللّه يا أبا هاشم ا هاشم، 4! وقوّي برذونك.
( في إثبات الوصيّة: يا أبا هاشم! قوّي اللّه برذونك، وقرّب طريقك. )
قال: فكان أبوهاشم يصلّي الفجر ببغداد ويسير علي البرذون، فيدرك الزوال من يومه ذلك عسكر سّر من رأي، ويعود من يومه إلي بغداد إذا شاء علي ذلك البرذون بعينه، فكان هذا من أعجب الدلائل التي شوهدت.
( إعلام الوري: 119/2، س 4. عنه مدينة المعاجز: 454/7، ح 2457، والأنوار البهيّة: 276، س 12، وإثبات الهداة: 370/3، ح 33.
الخرائج والجرائح: 672/2، ح 1. عنه وعن الإعلام والمناقب، البحار: 137/50، ح 21.
الثاقب في المناقب: 544، ح 486.
المناقب لابن شهرآشوب: 409/4، س 17.
إثبات الوصيّة: 238، س 17.
قطعة منه في: (إشتياق الناس إلي لقائه(عليه السلام))، و(مدح أبي هاشم الجعفريّ)، و(دعاؤه(عليه السلام) لأبي هاشم الجعفريّ). )


الثاني - لرجل:
1 - الراونديّ(رحمه الله): قال أبوهاشم الجعفريّ: إنّه ظهر برجل من أهل سرّ من رأي 4القبيلةأهل سرّ من رأي، 4، برص؛ فتنغّص عليه عيشه، فجلس يوماً إلي أبي عليّ الفهريّ، فشكا إليه حاله.
فقال له: لو تعرّضت يوماً لأبي الحسن عليّ بن محمّد بن الرضا(عليهم السلام) فسألته أن يدعو لك، لرجوت أن يزول عنك، فجلس يوماً في الطريق وقت منصرفه من دار المتوكّل 3مكان دار المتوكّل، 4، فلمّا رآه قام ليدنو منه فيسأله ذلك.
فقال له: تنحّ عافاك اللّه. وأشار إليه بيده: تنحّ عافاك اللّه. وأشار إليه بيده: تنحّ عافاك اللّه - ثلاث مرّات -. فرجع الرجل ولم يجسر أن يدنو منه، وانصرف فلقي الفهريّ فعرّفه الحال وما قال فقال: قد دعا لك قبل أن تسأل، فامض فإنّك ستعافي، فانصرف الرجل إلي بيته فبات تلك الليلة، فلمّا أصبح لم ير علي بدنه شيئاً من ذلك.
( الخرائج والجرائح: 399/1، ح 5. عنه البحار: 145/50، ح 29، وإثبات الهداة: 374/3، ح 40.
الثاقب في المناقب: 554، ح 496. عنه وعن الخرائج، مدينة المعاجز: 471/7، ح 2473.
كشف الغمّة: 393/2، س 11.
الصراط المستقيم: 203/2، ح 6.
قطعة منه في (علمه(عليه السلام) بما في الضمائر)، و(دعاؤه(عليه السلام) لرجل)، و(شفاء البرص بالدعاء). )


الثالث - علي ابن الخضيب:
1 - الشيخ المفيد(رحمه الله):... أبويعقوب قال: رأيت أبا الحسن(عليه السلام) مع أحمد ابن الخضيب يتسايران،... قال: وألحّ عليه الخضيب في الدار التي كان قدنزلها وطالبه بالانتقال منها، وتسليمها إليه.
فبعث إليه أبوالحسن(عليه السلام): لأقعدنّ بك من اللّه مقعداً لا تبقي لك معه باقية. فأخذه اللّه في تلك الأيّام.
( الإرشاد: 331، س 14.
تقدّم الحديث بتمامه في: رقم 368. )


الرابع - علي المتوكّل:
1 - الحضينيّ(رحمه الله): قال: حدّثني أبو جعفر محمّد بن الحسن قال: اجتمعت عند أبي شعيب محمّد بن نصير البكريّ النميريّ، وكان باباً لمولانا الحسن، وبعده رأي مولانا محمّداً(عليهماالسلام) من بعد عمر بن الفرات، وكان معنا محمّد بن جندب، وعليّ بن أُمّ الرقاد، وفازويه الكرديّ، ومحمّد بن عمر الكاتب، وعليّ بن عبد اللّه الحسنيّ، وأحمد بن محمّد الزياديّ، ووهب ابناقارن، فشكونا إلي أبي شعيب، وقلنا: ما تري إلي ما قد نزل بنا من عدوّنا هذا الطاغي المتوكّل علي سيّدنا أبي الحسن((عليه السلام)) وعلينا، وما نخافه من شرّه، وإنفاذه إلي إبراهيم الديدج بحفر قبر أبي عبد اللّه الحسين بن عليّ 3مكان قبر أبي عبد اللّه الحسين بن عليّ، 4(عليهماالسلام) بكربلاء.
فقال أبو شعيب: الساعة تجيئكم رسالة من مولاي أبي الحسن(عليه السلام)، وترون فيها عجباً يفرح قلوبكم، وتقرّ عيونكم، وتعلمون أنّكم الفائزون.
فما لبثنا أن دخل علينا كافور الخادم من دار مولانا أبي الحسن((عليه السلام)) وقال: يا أبا شعيب! مولاي يقول لك: قد علمت اجتماع إخوانك عندك الساعة، وعرفت شكواهم إليك، فيكونوا عندك إلي أن يقدم رسولي بما تعمل.
فقال أبو شعيب: سمعاً وطاعةً لمولاي، فأقمنا عنده نهارنا، وصلّينا العشائين، وهدّت الطرق.
فقال أبو شعيب: خذوا هبتكم! فإنّ الرسول يجيئكم الساعة، فما لبثنا أن وافي الخادم، فقال: يا أبا شعيب! خذ إخوانك وصر بهم إلي مولاك، فصرنا إليه فإذا نحن بمولانا أبي الحسن(عليه السلام) قد أقبل، ونور وجهه أضوء من نور الشمس.
فقال لنا: نعمتم بياتاً.
فقلنا: يا مولانا! للّه الشكر ولك.
فقال(عليه السلام): كم تشكون إليّ ما كان من تمرّد هذا الطاغي علينا، لولا لزوم الحجّة وبلوغ الكتاب أجله ليهلك من هلك عن بيّنة، ويحيي من حيّ عن بيّنة، ويحقّ كلمة العذاب علي الكافرين، لعجّل اللّه ما بعد عنه، ولو شئت لسألت اللّه النكال الساعة ففعل، وسأُريكم ذلك، ودعا بدعوات فإذا بالمتوكّل بينهم مسحوباً يستقيل اللّه ويستغفره ممّا بدا منه من الجرأة.
( الهداية الكبري: 323، س 11.
قطعة منه في (إخباره(عليه السلام) بما في الضمائر) و(نور وجهه(عليه السلام)) و(خادمه(عليه السلام)) و(أحواله(عليه السلام) مع المتوكّل) و(الولاية التكوينيّة للإمام(عليه السلام)). )

2 - السيّد ابن طاووس(رحمه الله):... حدّثني أبو روح النسّابيّ، عن أبي الحسن عليّ بن محمّد(عليهماالسلام) أنّه دعا علي المتوكّل...
وكان يوماً قائظاً شديد الحرّ، وأخرجوا في جملة الأشراف أبا الحسن عليّ بن محمّد(عليهماالسلام)، وشقّ عليه مالقيه من الحرّ والرحمة.
قال زُرافة: فأقبلت إليه وقلت له: يا سيّدي! يعزّ واللّه عليّ ماتلقي من هذه الطغاة، وما قد تكلّفته من المشقّة،....
فقال لي: اعلم! أنّ المتوكّل لا يبقي في مملكته أكثر من ثلاثة أيّام....
قال زُرافة: فواللّه! ما جاء اليوم الثالث حتّي هجم المنتصر ومعه بَغا، ووصيف، والأتراك علي المتوكّل فقتلوه وقطّعوه، والفتح بن الخاقان جميعاً قطّعاً حتّي لم يعرف أحدهمامن الآخر، وأزال اللّه نعمته ومملكته، فلقيت الإمام أباالحسن(عليه السلام) بعد ذلك وعرّفته ما جري مع المؤدّب و ما قاله.
فقال(عليه السلام): صدق، أنّه لمّا بلغ منّي الجهد رجعت إلي كنوز نتوارثها من آبائنا، هي أعزّ من الحصون والسلاح والجنن، وهو دعاء المظلوم علي الظالم، فدعوت به عليه فأهلكه اللّه.
فقلت له: يا سيّدي! إن رأيت أن تعلّمنيه، فعلّمنيه وهو:
«اللّهمّ! إنّي وفلان بن فلان عبدان من عبيدك، نواصينا بيدك، تعلم مستقرّنا ومستودعنا...».
( مهج الدعوات: 318، س 4.
يأتي الحديث بتمامه في ج 2، رقم 727. )


الخامس - علي بعض المخالفين:
1 - المسعوديّ(رحمه الله): روي أنّه [أي أبا الحسن الثالث(عليه السلام)] دخل دار المتوكّل 3مكان دار المتوكّل، 4 فقام يصلّي، فأتاه بعض المخالفين فوقف حياله فقال له: إلي كم هذا الرياء؟
فأسرع الصلاة وسلّم، ثمّ التفت إليه فقال: إن كنت كاذباً نسخك اللّه.
( في الأنوار البهيّة: سحتك اللّه. )
فوقع الرجل ميّتاً، فصار حديثاً في الدار.
( إثبات الوصيّة: 239، س 10. عنه إثبات الهداة: 387/3، ح 92، والأنوار البهيّة: 290، س 13.
قطعة منه في: (صلاته(عليه السلام)) و(أحواله(عليه السلام) مع المتوكّل) و(دعاؤه(عليه السلام) علي بعض المخالفين). )


السادس - علي رجل يقال له معروف:
1 - الراونديّ(رحمه الله): روي أنّه أتاه رجل من أهل بيته، يقال له: معروف، وقال: أتيتك فلم تأذن لي.
فقال(عليه السلام): ما علمت بمكانك وأُخبرت بعد انصرافك، وذكرتني بما لاينبغي، فحلف: ما فعلت.
فقال أبوالحسن(عليه السلام): فعلمت أنّه حلف كاذباً، فدعوت اللّه عليه وقلت: اللّهمّ! إنّه حلف كاذباً فانتقم منه. فمات الرجل من الغد.
( الخرائج والجرائح: 401/1، ح 7. عنه البحار: 147/50، ح 31.
كشف الغمّة: 394/2، س 5. عنه إثبات الهداة: 382/3، ح 62.
إثبات الوصيّة: 232، س 22.
قطعة منه في (إخباره(عليه السلام) بالوقائع الماضية) و(ذمّ رجل يقال له معروف) و(دعاؤه(عليه السلام) علي رجل يقال له معروف). )


(ز) - شفاء الأمراض
وفيه أربعة موارد

الأوّل - شفاء العين:
1 - المسعوديّ(رحمه الله): قال يحيي [بن هرثمة]: وصارت إليه [أي أبي الحسن الهادي(عليه السلام)] في بعض المنازل 3مكان المنازل، 4 امرأة معها ابن لها أرمد العين، ولم تزل تستذلّ وتقول: معكم رجل علويّ دلّوني عليه حتّي يرقي عين ابني هذا.
فدلّلناها عليه، ففتح عين الصبيّ حتّي رأيتها ولم أشكّ أنّها ذاهبة، فوضع يده عليها لحظة يحرّك شفتيه، ثمّ نحّاها، فإذا عين الغلام مفتوحة صحيحة ما بها علّة.
( إثبات الوصيّة: 234، س 23. عنه إثبات الهداة: 387/3، ح 91.
قطعة منه في: (شفاء العين بمسح يد الإمام(عليه السلام)). )


الثاني - شفاء الأكمه:
1 - الحسين بن عبد الوهّاب(رحمه الله): عن أبي جعفر ابن جرير الطبريّ: عن عبد اللّه بن محمّد البلويّ، عن هاشم بن زيد قال: رأيت عليّ بن محمّد صاحب العسكر3مكان العسكر، 4 وقد أُتي بأكمه فأبرأه.
( عيون المعجزات: 134، س 10. عنه مدينة المعاجز: 458/7، ضمن ح 2462.
قطعة منه في: (إبراؤه(عليه السلام) الأكمه). )


الثالث - شفاء البرص:
1 - أبو جعفر الطبريّ(رحمه الله): وقال أحمد بن عليّ: دعانا عيسي بن الحسن القمّيّ أنا وأبا عليّ، وكان أعرج، فقال لنا: أدخلني ابن عمّي أحمد ابن إسحاق علي أبي الحسن(عليه السلام)، فرأيته، وكلّمه بكلام لم أفهمه، ثمّ قال له: جعلني اللّه فداك! هذا ابن عمّي عيسي بن الحسن، وبه بياض في ذراعه، وشي ء قد تكتّل كأمثال الجوز5المثل أمثال الجوز، 4.
قال: فقال لي: تقدّم يا عيسي! فتقدّمت.
فقال: أخرج ذراعك! فأخرجت ذراعي، فمسح عليها، وتكلّم بكلام خفيّ طوّل فيه، ثمّ قال في آخره ثلاث مرّات: بسم اللّه الرحمن الرحيم.
ثمّ التفت إلي أحمد بن إسحاق، فقال له:
ياأحمد بن إسحاق! كان عليّ بن موسي الرضا(عليهماالسلام) يقول: بسم اللّه الرحمن الرحيم أقرب إلي الإسم الأعظم من بياض العين إلي سوادها.
ثمّ قال: يا عيسي! قلت: لبّيك! قال: أدخل يدك في كمّك ثمّ أخرجها! فأدخلتها ثمّ أخرجتها، وليس في ذراعي قليل ولا كثير.
( دلائل الإمامة: 419، ح 383. عنه مدينة المعاجز: 450/7، ح 2452، وإثبات الهداة: 385/3، ح 82، أشار إلي مضمونه.
نوادر المعجزات: 188، ح 7، بتفاوت.
قطعة منه في: (شفاء البرص بمسح يد الإمام(عليه السلام)) و(ما رواه عن الرضا(عليه السلام)). )


الرابع - شفاء المرض الشديد:
1 - الحضينيّ(رحمه الله): عن أبي الحسين بن عليّ البكا، عن زيد بن عليّ ابن الحسين بن زيد قال: مرضت مرضاً شديداً، فدخل عليّ ( في المصدر: زيد بن عليّ بن زيد، وفي الكافي: زيد بن عليّ بن الحسن بن زيد، والصحيح ما أثبتناه من الخرائج. )
الطبيب وقد اشتدّت بي العلّة، فأصلح لي دواءً بالليل، لم يعلم به أحد، وقال: خذ تداو فيه مدّة عشرة أيّام، فإنّك تتعافي إن شاء اللّه تعالي.
وخرج من عندي نصف الليل، وترك الدواء، فما بعد عنّي إلّا أتاني نصر، غلام أبي الحسن عليّ((عليه السلام)) فاستأذن عليّ ودخل معه هاون فيه ( الهاون: إناء. )
مثل ذلك الدواء الذي أصلحه الطبيب بتلك الساعة، وقال لي:
مولاي يقول لك: الطبيب استعمل لك دواءً مدّة عشرة أيّام، نحن إنّما بعثنا لك هذا الدواء، فخذ منه مرّة واحدةً تبرأ بإذن اللّه تعالي من ساعتك.
قال زيد: واللّه! علمت أنّ قوله حقّ، فأخذت ذلك الدواء من الهاون مرةً واحدةً فتعافيت من ساعتي، ورددت دواء الطبيب عليه، وكان نصرانيّاً، فرآني في صبيحة يومي وسألني مذ رأني معافي من علّتي ما كان السبب في عافيتي ولِمَ رددت عليه الدواء؟.
فحدّثته عن دواء أبي الحسن(عليه السلام) ولم أكتم عنه شيئاً، فمضي إلي أبي الحسن وأسلم علي يده وقال: يا سيّدي! هذا علم المسيح وليس يعلمه أحد إلّا من يكون مثله.
( الهداية الكبري: 314، س 12، عنه مدينة المعاجز: 528/7، ح 2513، بتفاوت.
إرشاد المفيد: 332، س 13، بتفاوت.
الخرائج والجرائح: 406/1، ح 12، بتفاوت. عنه وعن الإرشاد، البحار: 150/50، ح 36.
المناقب لابن شهرآشوب: 408/4، س 11، مختصراً.
الكافي: 502/1، ح 9، بتفاوت، وفيه: بعض أصحابنا، عن محمّد بن عليّ قال: أخبرني زيد بن عليّ بن الحسن بن زيد. عنه مدينة المعاجز: 430/7، ح 2432، وإثبات الهداة: 32/3، ح 14.
الثاقب في المناقب: 549، ح 492.
كشف الغمّة: 381/2، س 21.
روضة الواعظين: 268، س 20.
مدينة المعاجز:340/6، ح 2037، أورده في ضمن معاجز الإمام الكاظم.
قطعة منه في (إخباره(عليه السلام) بالوقائع الماضية) و(ما ورد عن العلماء أو غيرهم في عظمته(عليه السلام)) و(غلامه(عليه السلام)) (معالجته(عليه السلام) المرضي)، و(شفاء الأمراض بالأدوية). )


(ح) - طيّ الأرض له(عليه السلام)

إلي بغداد لإذهاب إسحاق الجلّاب:
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(رحمه الله): الحسين بن محمّد، عن معلّي بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، عن عليّ بن محمّد، عن إسحاق الجلّاب قال: اشتريت لأبي الحسن(عليه السلام) غنماً كثيرةً، فدعاني فأدخلني من إصطبل داره إلي موضع واسع لا أعرفه، فجعلت أُفرّق تلك الغنم فيمن أمرني به، فبعث إلي أبي جعفر وإلي والدته وغيرهما ممّن ( في الثاقب في المناقب، ومدينة المعاجز: فبعثت. )
أمرني ثمّ استأذنته في الانصراف إلي بغداد إلي والدي، وكان ذلك يوم التروية.
فكتب(عليه السلام) إليّ: تقيم غداً عندنا ثمّ تنصرف.
قال: فأقمت، فلمّا كان يوم عرفة أقمت عنده وبتّ ليلة الأضحي في رواق له، فلمّا كان في السحر أتاني فقال: ياإسحاق! قم.
قال: فقمت ففتحت عيني فإذا أنا علي بابي ببغداد.
قال: فدخلت علي والدي وأنا في أصحابي فقلت لهم: عرفت بالعسكر وخرجت ببغداد إلي العيد.
( الكافي: 498/1، ح 3.
بصائر الدرجات، الجزء الثامن: 426، ح 6، بتفاوت. عنه وعن الكافي، البحار: 132/50، ح 14، وإثبات الهداة: 360/3، ح 6.
المناقب لابن شهرآشوب: 411/4، س 13، باختصار. عنه أعيان الشيعة: 37/2، س 16، أشار إلي مضمونه.
الاختصاص: 325، س 11. عنه وعن الكافي، مدينة المعاجز: 423/7، ح 2425.
الثاقب في المناقب: 549، ح 491، وفيه: فبعثت إلي أبي محمّد.
قطعة منه في: (هديّته(عليه السلام) إلي أهل بيته وغيرهم) و(كتابه(عليه السلام) إلي إسحاق الجلّاب). )


(ط) - معجزته(عليه السلام) في الحيوانات
وفيه تسعة موارد

الأوّل - تكلّمه(عليه السلام) مع الفرس:
1 - الراونديّ(رحمه الله): إنّ أحمد بن هارون قال: كنت جالساً أُعلّم غلاماً من غلمانه في فازة داره،- فيها بستان - إذ دخل علينا أبوالحسن(عليه السلام) راكباً علي فرس له، فقمنا إليه فسبقنا فنزل قبل أن ندنو منه، فأخذ بعنان فرسه بيد فعلّقه في طنب من أطناب الفازة، ثمّ دخل وجلس معنا، فأقبل عليّ فقال(عليه السلام): متي رأيك تنصرف إلي المدينة3مكان المدينة، 4؟ فقلت: الليلة.
قال: فأكتب إذا كتاباً معك توصله إلي فلان التاجر؟ قلت: نعم!
قال: يا غلام! هات الدواة والقرطاس. فخرج الغلام ليأتي بهما من دار أخري، فلمّا غاب الغلام صهل الفرس، وضرب بذنبه.
فقال له بالفارسيّة: ما هذا القلق؟ فصهل الثانية فضرب بذنبه.
فقال [له ] - بالفارسيّة -: لي حاجة أُريد أن أكتب كتاباً إلي المدينة، فاصبر حتّي أفرغ. فصهل الثالثة وضرب بيديه، فقال له - بالفارسيّة -: إقلع فامض إلي ناحية البستان، وبُل هناك، ورثّ، وارجع فقف هناك مكانك.
فرفع الفرس رأسه، وأخرج العنان من موضعه، ثمّ مضي إلي ناحية البستان، حتّي لا نراه في ظهر الفازة، فبال، وراث، وعاد إلي مكانه.
فدخلني من ذلك ما اللّه به عليم، ووسوس الشيطان في قلبي، فأقبل إليّ فقال: يا أحمد! لا يعظم عليك ما رأيت إنّ ما أعطي اللّه محمّداً وآل محمّد أكثر ممّا أعطي داود وآل داود.
قلت: صدق ابن رسول اللّه(صلي الله عليه و آله وسلم) فما قال لك وما قلت له فما فهمته؟
فقال: قال لي الفرس: قم فاركب إلي البيت حتّي تفرغ عنّي.
قلت: ما هذا القلق؟ قال: قد تعبت.
فقلت: لي حاجة أُريد أن أكتب كتاباً إلي المدينة، فإذا فرغت ركبتك. قال: إنّي أُريد أن أروث، وأبول، وأكره أن أفعل ذلك بين يديك. فقلت له: اذهب إلي ناحية البستان فافعل ما أردت، ثمّ عد إلي مكانك؛ ففعل الذي رأيت.
ثمّ أقبل الغلام بالدواة، والقرطاس، - وقد غابت الشمس - فوضعها بين يديه، فأخذ الكتابة حتّي أظلم [الليل ] فيما بيني وبينه، فلم أر الكتاب، وظننت أنّه قد أصابه الذي أصابني، فقلت للغلام: قم فهات بشمعة من الدار حتّي يبصر مولاك كيف يكتب؛ فمضي، فقال للغلام: ليس لي إلي ذلك حاجة.
ثمّ كتب كتاباً طويلاً إلي أن غاب الشفق ثمّ قطعه؛ فقال للغلام: أصلحه، فأخذ الغلام الكتاب وخرج من الفازة ليصلحه، ثمّ عاد إليه وناوله ليختمه، فختمه من غير أن ينظر الخاتم مقلوباً، أو غير مقلوب، فناولني [الكتاب ] فأخذت فقمت لأذهب فعرض في قلبي - قبل أن أخرج من الفازة - أُصلّي قبل أن آتي المدينة.
قال: يا أحمد! صلّ المغرب، والعشاء الآخرة في مسجد الرسول(صلي الله عليه و آله وسلم)، ثمّ اطلب الرجل في الروضة، فإنّك توافيه إن شاء اللّه.
قال: فخرجت مبادراً فأتيت المسجد، وقد نودي للعشاء الآخرة، فصلّيت المغرب، ثمّ صلّيت معهم العتمة، وطلبت الرجل حيث أمرني فوجدته فأعطيته الكتاب، فأخذه ففضّه ليقرأه فلم يتبيّن قراءة في ذلك الوقت.
فدعا بسراج فأخذته فقرأته عليه في السراج في المسجد فإذا خطّ مستوٍ، ليس حرف ملتصقاً بحرف، وإذا الخاتم مستوٍ ليس بمقلوب.
فقال لي الرجل: عد إليّ غداً حتّي أكتب جواب الكتاب.
فغدوت فكتب الجواب، فمضيت به إليه.
فقال: أليس قد وجدت الرجل حيث قلت لك؟
فقلت: نعم! قال: أحسنت.
( الخرائج والجرائح: 408/1، ح 14.
عنه مدينة المعاجز: 480/7، ح 2478، وإثبات الهداة: 376/3، ح 44، والبحار: 153/50، ح 40.
الصراط المستقيم: 204/2، ح 12، قطعة منه.
قطعة منه في (كتابته(عليه السلام) في ظلمة الليل) و(إخباره(عليه السلام) بما في الضمائر) و(إخباره(عليه السلام) بالوقائع الآتية) و(داره(عليه السلام)) و(مركبه(عليه السلام)) و(غلمانه(عليه السلام)) و(معلّم غلمانه(عليه السلام)) و(جلوسه(عليه السلام) مع غلمانه) و(ما أعطي اللّه محمّداً(صلي الله عليه وآله وسلم) أكثر ممّا أعطي داود(عليه السلام)) و(فضل آل محمّد(عليهم السلام) علي آل داود(عليه السلام)) و(كتابه(عليه السلام) إلي تاجر بالمدينة). )


الثاني - قصّة زينب الكذّابة وإعجازه(عليه السلام) في بركة السباع:
1 - الراونديّ(رحمه الله): إنّ أبا هاشم الجعفريّ قال: ظهرت في أيّام المتوكّل امرأة تدّعي أنّها زينب بنت فاطمة بنت رسول اللّه(صلي الله عليه و آله وسلم)....
فقال لهم المتوكّل: هل عندكم حجّة علي هذه المرأة غير هذه الرواية؟
قالوا: لا!
قال: أنا بري ء من العبّاس إن [لا]أُنزلها عمّا ادّعت إلّا بحجة [تلزمها].
قالوا: فأحضر [عليّ بن محمّد] ابن الرضا(عليهم السلام) فلعلّ عنده شيئاً من الحجّة غير ما عندنا؛ فبعث إليه فحضر فأخبره بخبر المرأة.
فقال(عليه السلام):...لحوم ولد فاطمة محرّمة علي السباع، فأنزلها إلي السباع، فإن كانت من ولد فاطمة فلا تضرّها [السباع ].
فقال لها: ما تقولين؟ قالت: إنّه يريد قتلي.
قال: فهيهنا جماعة من ولد الحسن والحسين(عليهماالسلام) فأنزل من شئت منهم....
فمال المتوكّل إلي ذلك رجاء أن يذهب من غير أن يكون له في أمره صنع.
فقال: يا أبا الحسن! لِمَ لا يكون أنت ذلك؟ قال: ذاك إليك.
قال: فافعل! قال: أفعل [إن شاءاللّه ].
فأتي بسلّم وفتح عن السباع وكانت ستّة من الأسد، فنزل [الإمام ] أبوالحسن(عليه السلام) إليها، فلمّا دخل وجلس صارت الأُسود إليه ورمت بأنفسها بين يديه، ومدّت بأيديها، ووضعت رؤوسها بين يديه، فجعل يمسح علي رأس كلّ واحد منها بيده، ثمّ يشير له بيده إلي الاعتزال، فيعتزل ناحية حتّي اعتزلت كلّها، وقامت بإزائه.....
( الخرائج والجرائح: 404/1، س 11.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 520. )


الثالث - مسحه السباع وتذلّلها له(عليه السلام):
1 - القندوزيّ الحنفيّ: ونقل المسعوديّ: أنّ المتوكّل 1 متوكّل، 4 أمر بثلاثة من السباع فجي ء بها في صحن قصره، ثمّ دعا الإمام عليّ النقيّ(عليه السلام).
فلمّا دخل أغلق باب القصر، فدارت السباع حوله وخضعت له، وهو يمسحها بكمّه، ثمّ صعد إلي المتوكّل ويحدّث معه ساعةً ثمّ نزل، ففعلت السباع معه كفعلها الأوّل حتّي خرج، فأتبعه المتوكّل بجائزة عظيمة.
فقيل للمتوكّل: إنّ ابن عمّك يفعل بالسباع ما رأيت، فافعل بها ما فعل ابن عمّك.
قال: أنتم تريدون قتلي، ثمّ أمرهم أن لا يفشوا ذلك.
( ينابيع المودّة: 129/3، س 3. عنه إثبات الهداة: 390/3، س 15، وإحقاق الحقّ: 451/12، س 20.
الصواعق المحرقة: 205، س 18.
يأتي الحديث أيضاً في: (أحواله(عليه السلام) مع المتوكّل). )


الرابع - إخراجه(عليه السلام) الثعبان من الأرض:
1 - الحضينيّ(رحمه الله):... عبيد اللّه الحسنيّ قال: دخلنا علي سيّدنا أبي الحسن((عليه السلام)) بسامرّا... فقال [زُرافة]: فقال: إنّه أخرج إليّ سيفاً مسموم الشفرتين، وأمرني [أي المتوكّل ] ليرسلني إلي مولاي أبي الحسن(عليه السلام)... فأقتله... فلمّا صرت في صحن الدار، ورآني مولاي، فركل برجله وسط المجلس، فانفجرت الأرض وظهر منها ثعبان عظيم، فاتح فاه، لو ابتلع سامرّا ومن فيها لكان في فيه سعة لا تري مثله، فسقط المتوكّل لوجهه، وسقط السيف من يده، وأنا أسمعه يقول: يا مولاي ويا ابن عمّي! أقلني أقالك اللّه،....
( الهداية الكبري: 322، س 2.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 509. )


الخامس - إحياؤه(عليه السلام) صورة السبع التي كانت علي المسورة:
1 - ابن حمزة الطوسيّ(رحمه الله): عن زُرافة حاجب المتوكّل قال: وقع رجل مشعبذ من ناحية الهند إلي المتوكّل يلعب لعب الحقّة، ولم ير مثله، وكان المتوكّل لعّاباً، فأراد أن يخجل عليّ بن محمّد الرضا(عليهم السلام).
فقال لذلك الرجل: إن أخجلته أعطيتك ألف دينار.
قال: تقدّم بأن يخبز رقاقاً خفافاً واجعلها علي المائدة، وأقعدني إلي ( الرقاق: الرقيق، الخبز المنبسط الرقيق. المعجم الوسيط: 366.)
جنبه، فقعدوا وأحضر عليّ بن محمّد(عليهماالسلام) للطعام، وجعل له مسورة عن ( في كشف الغمّة: فتقدّم أن يخبز رقاق خفاف تجعل علي المائدة، وأنا إلي جنبه، ففعل وحضر عليّ(عليه السلام) للطعام. )
يساره، وكان عليها صورة أسد، وجلس اللّاعب إلي جنب المسورة، فمدّ عليّ بن محمّد(عليهماالسلام) يده إلي رقاقة فطيّها ذلك الرجل في الهواء، ومدّ يده إلي أُخري فطيّرها ذلك الرجل، ومدّ يده إلي أُخري فطيّرها فتضاحك الجميع، فضرب عليّ بن محمّد(عليهماالسلام) يده المباركة الشريفة علي تلك الصورة التي في المسورة، وقال: خذيه!
فابتلعت الرجل وعادت كما كانت إلي المسورة، فتحيّر الجميع ونهض أبوالحسن عليّ بن محمّد(عليهماالسلام).
فقال له المتوكّل: سألتك ألّا جلست ورددته.
فقال(عليه السلام): واللّه! لا تراه بعدها، أتسلّط أعداء اللّه علي أولياء اللّه؟ وخرج من عنده فلم ير الرجل بعد ذلك.
( الثاقب في المناقب: 555، ح 497. عنه مدينة المعاجز: 472/7، ح 2474، بتفاوت.
كشف الغمّة: 393/2، س 17، بتفاوت. عنه تعليقة مفتاح الفلاح للخواجوئي: 492، س 9.
الهداية الكبري: 319، س 14، بتفاوت. عنه مدينة المعاجز: 532/7، ح 2516، وحليةالأبرار: 66/5، ح 2.
الخرائج والجرائح: 400/1، ح 6، وفيه: أبو القاسم بن أبي القاسم البغداديّ، عن زُرافة، عنه إثبات الهداة: 374/3، ح 41، وحلية الأبرار: 65/5، ح 1، والأنوار البهيّة: 281 س 10، والبحار: 146/50، ح 30.
مشارق أنوار اليقين: 99، س 17، بتفاوت. عنه مدينة المعاجز: 462/7، ح 2468، والبحار: 211/50، ح 24.
مفتاح الفلاح: 490، س 4، أشار إلي مضمونه.
الصراط المستقيم: 203/2، ح 7.
قطعة منه في: (كيفيّة جلوسه(عليه السلام) في مجلس العام) و(يمينه(عليه السلام)) و(أحواله(عليه السلام) مع المتوكّل). )


السادس - إحياؤه(عليه السلام) الحمار الخراسانيّ:
1 - الحسين بن عبد الوهّاب(رحمه الله): حدّثني أبو التحف المصريّ، يرفع الحديث برجاله إلي محمّد بن سنان الزاهريّ قال: كان أبو الحسن عليّ بن محمّد(عليهماالسلام) حاجّاً، ولمّا كان في انصرافه إلي المدينة وجد رجلاً خراسانيّاً واقفاً علي حمار له ميّت يبكي ويقول: علي ماذا أحمل رحلي؟
فاجتاز(عليه السلام) فقيل له: هذا الخراسانيّ من يتولّاكم أهل البيت(عليهم السلام)، فدنا(عليه السلام) من الحمار الميّت فقال: لم تكن بقرة بني إسرائيل بأكرم علي اللّه تعالي منّي وقد ضربوا ببعضها الميّت فعاش، ثمّ وكزه برجله اليمني وقال: قم بإذن اللّه فتحرّك الحمار، ثمّ قام فوضع الخراسانيّ رحله إليه وأتي به إلي المدينة.
وكلّما مرّ(عليه السلام) أشاروا إليه بإصبعهم وقالوا: هذا الذي أحيي حمار الخراسانيّ.
( عيون المعجزات: 134، س 15. عنه مدينة المعاجز: 459/7، ح 2463، وإثبات الهداة: 383/3، ح 65، والبحار: 185/50، ضمن ح 63.
قطعة منه في: (حجّه(عليه السلام)). )


السابع - سكوت الطيور وعدم تحرّكهم عند مجيئه(عليه السلام):
1 - الراونديّ(رحمه الله): قال أبوهاشم الجعفريّ: إنّه كان للمتوكّل مجلس بشبابيك (كيما تدور الشمس) في حيطانه، قد جعل فيها الطيور التي تصوّت، فإذا كان يوم السلام جلس في ذلك المجلس فلا يسمع ما يقال له، ولا يسمع مايقول من اختلاف أصوات تلك الطيور.
فإذا وافاه عليّ بن محمّد بن الرضا(عليهم السلام) سكتت الطيور فلا يسمع منها صوت واحد إلي أن يخرج من عنده، فإذا خرج من باب المجلس عادت الطيور في أصواتها. قال وكان عنده عدّة من القوابج في الحيطان، وكان ( القَبْج: الحَجَل، والقبج: الكروان، معرّب، وهو بالفارسيّة كبج. لسان العرب: 351/2 (قبج). )
يجلس في مجلس له عال، ويرسل تلك القوابج تقتتل، وهو ينظر إليها ويضحك منها، فإذا وافي عليّ بن محمّد(عليهماالسلام) إليه في ذلك المجلس، لصقت تلك القوابج بالحيطان فلا تتحرّك من مواضعها حتّي ينصرف، فإذا انصرف عادت في القتال.
( الخرائج والجرائح: 404/1، ح 10. عنه مدينة المعاجز: 474/7، ح 2475، والبحار: 148/50، ح 34، وإثبات الهداة: 375/3، ح 42.
الصراط المستقيم: 204/2، ح 9، باختصار.
كشف الغمّة: 394/2، س 9، باختصار.
قطعة منه في: (أحواله(عليه السلام) مع المتوكّل). )


الثامن - حمار يدلّ نصرانيّاً علي داره(عليه السلام)
1 - الراونديّ(رحمه الله):... يوسف بن يعقوب،... قال: صرت إلي سرّ من رأي وما دخلتها قطّ، فنزلت في دار وقلت: أُحبّ أن أُوصل المائة إلي ابن الرضا(عليه السلام)... ففكّرت ساعةً في ذلك، فوقع في قلبي أن أركب حماري وأخرج في البلد فلا أمنعه من حيث يذهب، لعلّي أقف علي معرفة داره من غير أن أسأل أحداً.
قال: فجعلت الدنانير في كاغدة، وجعلتها في كمّي وركبت، فكان الحمار يخترق الشوارع والأسواق يمرّ حيث يشاء، إلي أن صرت إلي باب دار، فوقف الحمار فجهدت أن يزول فلم يزل.
فقلت للغلام: سل لمن هذه الدار؟ فقيل: هذه دار [عليّ بن محمّد] بن الرضا.
فقلت: اللّه أكبر! دلالة واللّه مقنعة....
( الخرائج والجرائح: 396/1، ح 3.
تقدّم الحديث بتمامه في رقم 349. )

2 - الحافظ رجب البرسيّ(رحمه الله): محمّد بن داود القمّيّ، ومحمّد الطلحيّ قال: حملنا مالاً من خمس، و... نريد بها سيّدنا أبا الحسن الهادي(عليه السلام)،....
فجاءنا أمره بعد أيّام، أن قد أنفذنا إليكم إبلاً غبراء، فاحملوا عليها ماعندكم، وخلّوا سبيلها فحملناها، وأودعناها للّه، فلمّا كان من قابل قدمنا عليه قال(عليه السلام): انظروا إلي ما حملتم إلينا، فنظرنا فإذا المنايح كما هي.
( مشارق أنوار اليقين: 100، س 1.
تقدّم الحديث بتمامه في رقم 342. )


التاسع - إعظام الحيوانات لقبورهم(عليهم السلام):
1 - الراونديّ(رحمه الله): إنّ قبور الخلفاء من بني العبّاس 4القبيلةبني العبّاس، 4 بسامرة، عليها من ذرق الخفافيش والطيور ما لا يحصي، [وينقي منها كلّ يومٍ، ومن الغد تعود مملؤةً ذرقاً].
ولا يري علي رأس قبّة العسكريّين (ولا علي قباب مشاهد) آبائهما(عليهم السلام) ذرق طير فضلاً علي قبورهم إلهاماً للحيوانات، وإجلالاً لهم صلوات اللّه عليهم أجمعين.
( الخرائج والجرائح: 453/1، ح 40.
عنه البحار: 275/50، ح 47، ومدينة المعاجز: 628/7، ح 2612، وإثبات الهداة: 422/3، ح 77. )


(ط) - معجزته(عليه السلام) في الفواكه والمياه
وفيه ثلاثة موارد

الأوّل - إخراجه(عليه السلام) الفواكه من الأُسطوانة:
1 - أبو جعفر الطبريّ(رحمه الله): حدّثنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد البلويّ قال: حدّثنا عمارة بن زيد قال: قلت لعليّ بن محمّد الوفيّ(عليهماالسلام): ( في مدينة المعاجز: عليّ بن محمّد الرضا(عليهماالسلام)). )
هل تستطيع أن تخرج من هذه الأُسطوانة رمّاناً؟
قال: نعم! وتمراً وعنباً وموزاً7الطعام موزاً، 4.
ففعل ذلك وأكلنا وحملنا.
( دلائل الإمامة: 412، ح 371. عنه مدينة المعاجز: 442/7، ح 2442، وإثبات الهداة: 385/3، ح 75.
نوادر المعجزات: 185، ح 2.
قطعة منه في: (لقبه(عليه السلام)). )


الثاني - إنطاقه(عليه السلام) التفّاحة:
1 - الحضينيّ(رحمه الله): عن أحمد بن سعد الكوفيّ، وأحمد بن محمّد الحجليّ قال: دخلنا علي سيّدنا أبي الحسن(عليه السلام) في جماعة من أوليائه، وقد أظهرنا مسألة عن الحقّ من بعده، فإنّ بعضهم ذكروا ابنه جعفر مع سيّدنا أبي محمّدالحسن(عليه السلام).
قال: فأذن لنا فدخلنا وجلسنا فأمهلنا قليلاً، ثمّ رمي إلينا تفّاحة وقال: خذوها بأيديكم فأخذناها.
فقال(عليه السلام): قولي لهم: يا تفّاحة! بما دخلوا يسألونني عنه، فنطقت التفّاحة وقالت: أشهد أن لا إله إلّا اللّه، وأشهد أنّ محمّداً رسول اللّه، وأنّ عليّاً أميرالمؤمنين وصيّه، وأنّ الأئمّة منه إلي سيّدنا أبي الحسن عليّ تسعة، وأنّ الإمام بعده سيّدنا أبو محمّد الحسن، وأنّ المهديّ سمّي جدّه رسول اللّه(صلي الله عليه و آله وسلم) وكنّاه.
وصاح بنا: فأكثروا من ذكر اللّه وحمده علي ما هداكم إليه، وإيّاكم وجعفر، فإنّه عدّو لي ولو كان ابني، وهو عدّو لأخيه الحسن وهو إمامه، وإنّ جعفر يدلّ من بعده علي أُمّهات الأولاد فيسلّمهم إلي الطاغية، ويدّعي أنّه الحقّ وهو المعتدي جهلاً، ويله! من جرأته علي اللّه فلاينفعه نسبه منّي.
قال: فخرجنا جميعاً وما عندنا شكّ بعد الذي سمعناه، وسألتهم عن التفّاحة ما فعلت بعد ذلك القول، وقد أخذها سيّدنا منّا وخرجنا وهي في يده.
( الهداية الكبري: 320، س 2.
قطعة منه في: (شهادة التفّاحة بإمامته(عليه السلام)) و(أحوال ابنه(عليه السلام) جعفر) و(ذمّ جعفر ابنه(عليه السلام)) و(النصّ علي إمامة ابنه الحسن(عليه السلام)) و(موعظته(عليه السلام) في إكثار ذكر اللّه). )


الثالث - سخونة الماء له(عليه السلام) في ليلة باردة:
2 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله): أبو محمّد الفحّام قال: حدّثني عمّي عمر بن يحيي قال: حدّثنا كافور الخادم قال: قال لي الإمام عليّ بن محمّد(عليهماالسلام): اترك السطل الفلاني في الموضع الفلاني، لا تتطهّر منه للصلاة؛ وأنفذني في حاجة، وقال: إذا عدت فافعل ذلك ليكون معدّاً إذا تأهّبت للصلاة؛ واستلقي(عليه السلام) لينام، وأنسيت ما قال لي، وكانت ليلة باردة، فحسست به وقد قام إلي الصلاة، وذكرت أنّني لم أترك السطل، فبعدت عن الموضع خوفاً من لومه، وتألّمت له حيث يشقي بطلب الإناء، فناداني نداء مغضب.
فقلت: إنّا للّه، أيش عذري؛ أن أقول نسيت مثل هذا؟ ولم أجد بدّاً من إجابته، فجئت مرعوباً.
فقال لي: يا ويلك! أما عرفت رسمي، أنّني لا أتطهّر إلّا بماء بارد، فسخنت لي ماء وتركته في السطل؟
قلت: واللّه يا سيّدي! ما تركت السطل ولا الماء.
قال(عليه السلام): «الحمد للّه»، واللّه لا تركنا رخصةً ولارددنا منحةً، «الحمد للّه الذي جعلنا من أهل طاعته، ووفّقنا للعون علي عبادته»، إنّ النبيّ(صلي الله عليه و آله وسلم)) يقول: إنّ اللّه يغضب علي من لا يقبل رخصة.
( الأمالي: 298، ح 587. عنه مدينة المعاجز: 438/7، ح 2438، ومستدرك الوسائل: 213/1، ح 392، و309 ح 694، قطعة منه، والبحار: 126/50، ح 4، و335/77، ح 6، والأنوار البهيّة: 275، س 2، وحلية الأبرار: 35/5، ح 1، وإثبات الهداة: 368/3، ح 25.
المناقب لابن شهرآشوب: 414/4، س 9، باختصار.
قطعة منه في: (وضوؤه(عليه السلام) بالماء البارد) و(صلاته(عليه السلام) بالليل) و(نومه(عليه السلام) استلقاءً) (خادمه(عليه السلام)) و(إنّ الأئمّة(عليهم السلام) أهل طاعة اللّه وعبادته) و(حكم الوضوء بالماء البارد) و(دعاؤه(عليه السلام) لما منحه اللّه) و(ما رواه(عليه السلام) عن رسول اللّه(صلي الله عليه وآله وسلم)). )


(ي) - معجزته(عليه السلام) في الجمادات
وفيه أحد عشر مورداً

الأوّل - خلقه(عليه السلام) من الطين كهيئة الطير:
1 - الحسين بن عبد الوهّاب(رحمه الله): عن أبي جعفر ابن جرير الطبريّ، عن عبد اللّه بن محمّد البلويّ، عن هاشم بن زيد قال: ورأيته [أي أباالحسن الهادي(عليه السلام)] يهيّي ء من الطين كهيئة الطير، وينفخ فيه فيطير.
فقلت له: لا فرق بينك وبين عيسي(عليه السلام).
فقال(عليه السلام): أنا منه وهو منّي.
( عيون المعجزات: 134، س 10. عنه مدينة المعاجز: 458/7، ضمن ح 2462، وإثبات الهداة: 383/3، ح 64، والبحار: 185/50، ح 63. )

الثاني - إخراج سبيكة الذهب من الأرض:
1 - ابن شهر آشوب (رحمه الله): داود بن القاسم الجعفريّ قال: دخلت عليه [أي أبي الحسن الهادي(عليه السلام)] بسرّ من رأي وأنا أُريد الحجّ لأُودّعه، فخرج معي.
فلمّا انتهي إلي آخر الحاجز نزل، ونزلت معه، فخطّ بيده الأرض خطّة شبيهة بالدائرة، ثمّ قال لي: يا عمّ! خذ ماهذه، يكون في نفقتك، ( في مدينة المعاجز: «يا أبا هاشم» بدل «يا عمّ». )
وتستعين به علي حجّك.
فضربت بيدي فإذا سبيكة ذهب، فكان منها مائتا مثقال.
( المناقب: 409/4، س 5. عنه مدينة المعاجز: 504/7، ح 2496، وإثبات الهداة: 386/3، ح 87، والبحار: 172/50، ح 52.
قطعة منه في: (إنفاقه(عليه السلام) نفقة الحجّ) و(وداع الإمام(عليه السلام) للحاج). )


الثالث - إخراج الفضّة من الأرض:
1 - ابن حمزة الطوسيّ(رحمه الله): وعنه [أي أبي هاشم الجعفريّ ] قال: حججت سنة حجّ فيها بَغا، فلمّا صرت إلي المدينة إلي باب أبي الحسن(عليه السلام) وجدته راكباً في استقبال بَغا، فسلّمت عليه.
فقال: امض بنا إذا شئت؛ فمضيت معه حتّي خرجنا من المدينة، فلمّا أصحرنا التفت إلي غلامه وقال: اذهب فانظر في أوائل العسكر5الأوّل أوائل العسكر، 4؛ ثمّ قال: أنزل بنا يا أبا هاشم!
قال: فنزلت وفي نفسي أن أسأله شيئاً وأنا أستحيي منه، وأُقدّم وأُؤخّر. قال: فعمل بسوطه في الأرض خاتم سليمان، فنظرت فإذا في آخر الأحرف مكتوب: خذ، وفي الآخر: أُكتم، وفي الآخر: أعذر، ثمّ اقتلعه بسوطه، وناولنيه فنظرت فإذا بنقرة صافية فيها أربعمائة مثقال.
فقلت: بأبي أنت وأُمّي! لقد كنت شديد الحاجة إليها وأردت كلامك وأُقدّم وأُؤخّر، واللّه! أعلم حيث يجعل رسالته، ثمّ ركبنا.
( الثاقب في المناقب: 532، ح 468. عنه مدينة المعاجز: 493/7، ح 2485.
قطعة منه في (الأمر بكتمان معجزاته(عليه السلام)) و(علمه(عليه السلام) بما في الضمائر) و(خروجه(عليه السلام)، لاستقبال البَغا). )


الرابع - إخراج البرّ والدقيق من الأرض:
1 - أبو جعفر الطبريّ(رحمه الله): حدّثنا عبد اللّه بن محمّد قال: أخبرنا محمّد بن زيد قال: كنت عند عليّ بن محمّد(عليهماالسلام)، إذ دخل عليه قوم ( في النوادر: محمّد بن يزيد. )
يشكون الجوع.
فضرب بيده إلي الأرض وكال لهم بُرّاً ودقيقاً.
( دلائل الإمامة: 413، ح 373.
عنه مدينة المعاجز: 443/7، ح 2444، وإثبات الهداة: 385/3، ح 77.
نوادر المعجزات: 185، ح 4.
قطعة منه في: (إطعامه(عليه السلام) الجائع). )


الخامس - إخراج الدنانير من الجراب الخالي:
1 - أبو جعفر الطبريّ(رحمه الله): حدّثنا سفيان، عن أبيه قال: رأيت عليّ ابن محمّد(عليهماالسلام) ومعه جِراب ليس فيه شي ء. فقلت: أتري ما تصنع بهذا؟
فقال(عليه السلام): أدخل يدك فيه؛ فأدخلتها فما وجدت شيئاً.
فقال: أعد؛ فأعدت يدي فإذا هو مملوء دنانير.
( في مدينة المعاجز: عُدْ. )
( دلائل الإمامة: 412، ح 370.
عنه مدينة المعاجز: 441/7، ح 2441، وإثبات الهداة: 385/3، ح 74.
نوادر المعجزات: 184، ح 1. )


السادس - إخراج الروضات بخان الصعاليك:
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(رحمه الله): الحسين بن محمّد، عن معلّي بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، عن محمّد بن يحيي، عن صالح بن سعيد قال: دخلت علي أبي الحسن(عليه السلام) فقلت له: جعلت فداك، في كلّ الأُمور أرادوا إطفاء نورك، والتقصير بك، حتّي أنزلوك هذا الخان الأشنع، خان الصعاليك 3مكان خان الصعاليك، 4.
( الصعلوك: الفقير أو اللصّ. البحار: 133/50، س 8. )
فقال(عليه السلام): هاهنا أنت يا ابن سعيد2 ن سعيد، 4! ثمّ أومأ بيده وقال: انظر! فنظرت فإذا أنا بروضات آنقات، وروضات باسرات، فيهنّ خيرات عطرات، ( الأنق بالفتح: الفرح والسرور، والشي ء الأنيق: المعجب. مجمع البحرين: 136/5 (انق). )
( روضات باسرات: أي ليّنات طريات. مجمع البحرين: 221/3 (بسر). )
وولدان كأنّهنّ اللؤلؤ المكنون، وأطيار وظباء، وأنهار تفور، فحار بصري، وحسرت عيني.
فقال: حيث كنّا، فهذا لنا عتيد، لسنا في خان الصعاليك 3مكان خان الصعاليك، 4.
( الكافي: 498/1، ح 2. عنه حلية الأبرار: 50/5، ح 2، وإثبات الهداة: 360/3، ح 5، والوافي: 834/3 ح 1447.
بصائر الدرجات: 426، ح 7، و427، ح 11. عنه وعن الإعلام، البحار: 132/50، ح 15.
إرشاد المفيد: 334، س 4. عنه البحار: 200/50، ضمن ح 11.
إعلام الوري: 126/2، س 1. عنه الأنوار البهيّة: 290، س 7.
المناقب لابن شهرآشوب: 411/4، س 7.
الإختصاص: 324، س 11، بتفاوت. عنه وعن البصائر والكافي، مدينة المعاجز: 421/7، ح 2424.
كشف الغمّة: 383/2، س 12. عنه الوافي: 835/3، س 10، مثله.
الخرائج والجرائح: 680/2، ح 10. عنه وعن البصائر، إثبات الهداة: 360/3، س 22.
الثاقب في المناقب: 542، ح 483.
الصراط المستقيم: 205/2، ح 20.
قطعة منه في: (حبسه(عليه السلام) بخان الصعاليك). )


السابع - صيرورة الرمل ذهباً أحمر:
1 - أبو عليّ الطبرسيّ(رحمه الله): قال ابن عيّاش وحدّثني عليّ بن محمّد المقعد قال: حدّثني يحيي بن زكريّا الخزاعيّ، عن أبي هاشم قال: خرجت مع أبي الحسن إلي ظاهر سرّ من رأي، نتلقّي بعض الطالبيّين، فأبطأ حرسه فطرح لأبي الحسن غاشية السرج، فجلس عليها، ونزلت عن دابّتي، وجلست بين يديه، وهو يحدّثني وشكوت إليه قصور يدي، فأهوي بيده إلي رمل كان عليه جالساً، فناولني منه أكفّاً وقال: اتّسع بهذا يا أبا هاشم! واكتم ما رأيت.
فخبأته معي فرجعنا، فأبصرته فإذا هو يتّقد كالنيران ذهباً أحمر، فدعوت صائغاً إلي منزلي وقلت له: اسبك لي هذا، فسبكه.
وقال: ما رأيت ذهباً أجود منه، وهو كهيئة الرمل، فمن أين لك هذا، فمارأيت أعجب منه؟
قلت: هذا شي ء عندنا قديماً تدّخره لنا عجائزنا علي طول الأيّام.
( إعلام الوري: 118/2، س 2.
عنه مدينة المعاجز: 452/7، ح 2455، وإثبات الهداة: 369/3، ح 31.
كشف الغمّة: 397/2، س 23.
الثاقب في المناقب: 532، ح 467.
المناقب لابن شهرآشوب: 409/4، س 2، بتفاوت.
الصراط المستقيم: 205/2، ح 19.
الخرائج والجرائح: 673/2، ح 3. عنه وعن الإعلام، البحار: 138/50، ح 22.
كتاب ألقاب الرسول وعترته(عليهم السلام) ضمن المجموعة النفيسة: 232، س 10، قطعة منه.
قطعة منه في (الأمر بكتمان معجزاته(عليهم السلام)) و(فراشه(عليه السلام)). )


الثامن - إراءة الأشجار والأنهار في صحراء قفر:
1 - الراونديّ(رحمه الله): روي أبو محمّد البصريّ، عن أبي العبّاس خال شبل كاتب إبراهيم بن محمّد1 ي العباس خال شبل كاتب إبراهيم بن محمّد، 4 قال: كنّا أجرينا ذكر أبي الحسن(عليه السلام) فقال لي: ياأبامحمّد! لم أكن في شي ء من هذا الأمر وكنت أعيب علي أخي، وعلي أهل هذا القول عيباً شديداً بالذمّ، والشتم إلي أن كنت في الوفد الذين أوفد المتوكّل إلي المدينة في إحضار أبي الحسن(عليه السلام)، فخرجنا إلي المدينة.
فلمّا خرج وصرنا في بعض الطريق طوينا المنزل، وكان يوماً صائفاً شديد الحرّ، فسألناه أن ينزل.
قال: لا! فخرجنا ولم نطعم ولم نشرب.
فلمّا اشتدّ الحرّ والجوع والعطش فينا، ونحن إذ ذاك في [أرض ] ملساء لا نري شيئاً ولا ظلّ، ولا ماء نستريح إليه، فجعلنا نشخص ( ملساء: لا نبات فيها. المنجد: 773، (ملس). )
بأبصارنا نحوه.
فقال(عليه السلام): ما لكم أحسبكم جياعاً وقد عطشتم؟ فقلنا إي واللّه، وقد عيينا يا سيّدنا!
قال: عرّسوا! وكلوا، واشربوا! فتعجّبت من قوله، ونحن في صحراء ( عرّس القوم: نزلوا من السفر للإستراحة. المنجد: 496، (عرّس). )
ملساء، لا نري فيها شيئاً نستريح إليه، ولا نري ماءاً ولا ظلّاً.
قال: ما لكم عرّسوا، فابتدرت إلي القطار لأنيخ، ثمّ التفتّ، إذا أنا بشجرتين عظيمتين يستظلّ تحتهما عالَم من الناس، وإنّي لأعرف موضعهما، إنّه أرض براح قفر، وإذا [أنا] بعين تسيح علي وجه الأرض ( البراح، بالفتح: المتّسع من الأرض، لا زرع فيه ولا شجر. لسان العرب: 409/2 (برح). )
أعذب ماء وأبرده.
فنزلنا، وأكلنا، وشربنا، واسترحنا، وأنّ فينا من سلك ذلك الطريق مراراً، فوقع في قلبي ذلك الوقت أعاجيب، وجعلت أحدّ النظر إليه وأتأمّله طويلاً، وإذا نظرت إليه تبسّم وزوي وجهه عنّي.
فقلت في نفسي: واللّه لأعرفنّ هذا كيف هو، فأتيت من وراء الشجرة فدفنت سيفي، ووضعت عليه حجرين، وتغوّطت في ذلك الموضع، وتهيّأت للصلاة.
فقال أبوالحسن: استرحتم؟ قلنا: نعم!
قال: فارتحلوا علي اسم اللّه. فارتحلنا، فلمّا أن سرنا ساعة رجعت علي الأثر، فأتيت الموضع، فوجدت الأثر والسيف كما وضعت والعلامة، وكأنّ اللّه لم يخلق [ثَمّ ] شجرة، ولا ماء [وظلالاً] ولا بللاً، فتعجّبت [من ذلك ]، ورفعت يدي إلي السماء، فسألت اللّه بالثبات علي المحبّة والإيمان به، والمعرفة منه، وأخذت الأثر ولحقت القوم، فالتفت إليّ أبوالحسن(عليه السلام)، وقال: يا أبا العبّاس! فعلتها؟
قلت: نعم، يا سيّدي! لقد كنت شاكّاً ولقد أصبحت، وأنا عند نفسي من أغني الناس بك في الدنيا والآخرة.
فقال: هو كذلك، هم معدودون معلومون لا يزيد رجل ولا ينقص [رجل ].
( الخرائج والجرائح: 415/1، ح 20. عنه مدينة المعاجز: 486/7، ح 2481، وإثبات الهداة: 378/3، ح 47، والبحار: 156/50، ح 45.
الصراط المستقيم: 205/2، ح 16، باختصار.
إثبات الوصيّة: 233، س 24، بتفاوت. عنه إثبات الهداة: 387/3، ح 89.
قطعة منه في: (ضحكه(عليه السلام) التبسّم) و(أحواله(عليه السلام) مع المتوكّل) و(موعظته(عليه السلام) في الإبتداء ببسم اللّه الرحمن الرحيم). )

2 - ابن حمزة الطوسيّ(رحمه الله): عن يحيي بن هرثمة قال: أنا صحبت أباالحسن(عليه السلام) من المدينة إلي سرّ من رأي في خلافة المتوكّل، فلمّا صرنا ببعض الطريق عطشنا عطشاً شديداً فتكلّمنا، وتكلّم الناس في ذلك.
فقال أبوالحسن(عليه السلام): ألآن نصير إلي ماء عذب فنشربه؛ فما سرنا إلّا قليلاً حتّي صرنا إلي تحت شجرة ينبع منها ماء عذب بارد، فنزلنا عليه وارتوينا وحملنا معنا وارتحلنا، وكنت علّقت سيفي علي الشجرة فنسيته.
فلمّا صرت غير بعيد في بعض الطريق ذكّرته، فقلت لغلامي: ارجع حتّي تأتيني بالسيف، فمرّ الغلام ركضاً فوجد السيف وحمله ورجع متحيّراً، فسألته عن ذلك؟
فقال لي: إنّي رجعت إلي الشجرة، فوجدت السيف معلّقاً عليها، ولإ؛»، ع ًًًًًًًًظف عين ولا ماء ولا شجر، فعرفت الخبر، فصرت إلي أبي الحسن(عليه السلام) فأخبرته بذلك.
فقال: احلف أن لا تذكر ذلك لأحد، فقلت: نعم!.
( الثاقب في المناقب: 531، ح 466.
مدينة المعاجز: 492/7، ح 2484.
الظاهر اتّحاد القضيّة في الروايتين، فأفردناهما بالذكر تبعاً لبعض المؤلّفين.
قطعة منه في: (الأمر بكتمان معجزاته(عليهم السلام)). )


التاسع - تزلزل الأرض ونجاته(عليه السلام) عن المتوكّل:
1 - الحضينيّ(رحمه الله):... عبيد اللّه الحسنيّ قال: دخلنا علي سيّدنا أبي الحسن((عليه السلام)) بسامرّا... فأشار إلينا بالجلوس... .
فقلنا: حدّثنا منه يا سيّدنا ذكراً.
قال: نعم! هذا الطاغي قال مسمعاً لحفدته وأهل مملكته: تقول شيعتك الرافضة: إنّ لك قدرة والقدرة لا تكون إلّا للّه،....
فأمسكت عن جوابه،... وخرجت فأشار إلي من حوله: الآن خذوه، فلم تصل أيديهم إليّ، وأمسكها اللّه عنّي فصاح: الآن قد أريتنا قدرتك والآن نريك قدرتنا.
فلم يستتمّ كلامه حتي زلزلت الأرض، ورجفت فسقط لوجهه....
( الهداية الكبري: 322، س 2.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 509. )


العاشر - إشالة الستور له(عليه السلام):
1 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله):... شيلمة الكاتب، وكان قد عمل أخبار سرّ من رأي قال:... وكان أحد الأشرار فقال يوماً للمتوكّل: ما يعمل أحد بك أكثر ممّا تعمله بنفسك في عليّ بن محمّد،... دعه إذا دخل يشيل الستر لنفسه، ويمشي كمايمشي غيره، فتمسّه بعض الجفوة؛ فتقدّم ألّا يخدم ولايشال بين يديه ستر، وكان المتوكّل ما رُئي أحد ممّن يهتمّ بالخبر مثله.
قال: فكتب صاحب الخبر إليه: أنّ عليّ بن محمّد دخل الدار، فلم يخدم ولم يشل أحد بين يديه ستر، فهبّ هواء رفع الستر له فدخل.
فقال: اعرفوا خبر خروجه؛ فذكر صاحب الخبر أنّ هواء خالف ذلك الهواء شال الستر له حتّي خرج....
( الأمالي: 286، ح 556.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 517. )


الحادي عشر - كتابته(عليه السلام) في ظلمة الليل:
1 - الراونديّ(رحمه الله): إنّ أحمد بن هارون قال: كنت جالساً أُعلّم غلاماً من غلمانه... إذ دخل علينا أبوالحسن(عليه السلام)....
فقال:... أُريد أن أكتب كتاباً... ثمّ أقبل الغلام بالدواة، والقرطاس، - وقد غابت الشمس - فوضعها بين يديه، فأخذ الكتابة حتّي أظلم [الليل ] فيما بيني وبينه، فلم أر الكتاب، وظننت أنّه قد أصابه الذي أصابني، فقلت للغلام: قم! فهات بشمعة من الدار حتّي يبصر مولاك كيف يكتب؛ فمضي، فقال للغلام: ليس لي إلي ذلك حاجة.
ثمّ كتب كتاباً طويلاً إلي أن غاب الشفق ثمّ قطعه؛ فقال للغلام: أصلحه، فأخذ الغلام الكتاب وخرج من الفازة ليصلحه، ثمّ عاد إليه وناوله ليختمه، فختمه من غير أن ينظر الخاتم مقلوباً، أو غير مقلوب، فناولني [الكتاب ] فأخذت... فخرجت مبادراً... وطلبت الرجل حيث أمرني فوجدته فأعطيته الكتاب، فأخذه ففضّه ليقرأه فلم يتبيّن قراءة في ذلك الوقت.
فدعا بسراج فأخذته فقرأته عليه في السراج في المسجد فإذا خطّ مستوٍ، ليس حرف ملتصقاً بحرف، وإذا الخاتم مستوٍ ليس بمقلوب....
( الخرائج والجرائح: 408/1، ح 14.
تقدّم الحديث بتمامه في رقم 381. )


(ك) - معجزته(عليه السلام) في الموتي
وفيه موردان

الأوّل - إحياؤه(عليه السلام) الموتي:
1 - ابن حمزة الطوسيّ(رحمه الله): عن محمّد بن حمدان، عن إبراهيم بن بلطون 1 طون، 4، عن أبيه قال: كنت أحجب المتوكّل فأُهدي له خمسون غلاماً من الخزر، فأمرني أن أتسلّمهم وأحسن إليهم.
فلمّا تمّت سنةً كاملةً، كنت واقفاً بين يديه إذ دخل عليه أبوالحسن عليّ ابن محمّد النقيّ(عليهماالسلام)، فلمّا أخذ مجلسه أمرني أن أخرج الغلمان من بيوتهم، فأخرجتهم، فلمّا بصروا بأبي الحسن(عليه السلام) سجدوا له بأجمعهم، ( الظاهر أنّ المراد من السجدة هي التعظيم له(عليه السلام). )
فلم يتمالك المتوكّل أن قام يجرّ رجليه حتّي تواري خلف الستر، ثمّ نهض أبوالحسن(عليه السلام).
فلمّا علم المتوكّل بذلك خرج إليّ وقال: ويلك يا بلطون! ما هذا الذي فعل هؤلاء الغلمان؟
فقلت: لا، واللّه ما أدري!
قال: سلهم. فسألتهم عمّا فعلوا؟
فقالوا: هذا رجل يأتينا كلّ سنة، فيعرض علينا الدين، ويقيم عندنا عشرة أيّام، وهو وصيّ نبيّ المسلمين. فأمرني بذبحهم فذبحتهم عن آخرهم.
فلمّا كان وقت العتمة صرت إلي أبي الحسن(عليه السلام) فإذا خادم علي الباب، فنظر إليّ فلمّا بصر بي قال: ادخل فدخلت فإذا هو - (عليه السلام) - جالس فقال: يابلطون 2 طون، 4! ما صنع القوم؟
فقلت: يا ابن رسول اللّه! ذبحوا واللّه عن آخرهم.
فقال لي: كلّهم؟
فقلت: إي واللّه!
فقال(عليه السلام): أتحبّ أن تراهم؟
قلت: نعم، يا ابن رسول اللّه! فأومأ بيده أن ادخل الستر فدخلت، فإذا أنا بالقوم قعود وبين أيديهم فاكهة يأكلون.
( الثاقب في المناقب: 529، ح 465.
عنه مدينة المعاجز: 491/7، ح 2483، وحلية الأبرار: 57/5، ح 7.
قطعة منه في: (إجلال الناس له(عليه السلام)) (تعليمه(عليه السلام) الناس دينهم) و(خادمه(عليه السلام)) و(أحواله(عليه السلام) مع المتوكّل). )


الثاني - إحضاره(عليه السلام) أبا طالب في نوم المتوكّل وإخباره عمّا رأي فيه:
1 - البحرانيّ(رحمه الله): ... عليّ بن عبيد اللّه الحسينيّ قال: ركبنا مع سيّدنا أبي الحسن(عليه السلام) إلي دار المتوكّل في يوم السلام....
فقال له المتوكّل: قد سمعت هذا الحديث: أنّ أبا طالب في ضحضاح من نار، أفتقدر يا أبا الحسن أن تريني أبا طالب بصفته حتّي أقول له ويقول لي؟
قال أبو الحسن(عليه السلام): إنّ اللّه سيريك أبا طالب في منامك الليلة وتقول له ويقول لك.
قال له المتوكّل: سيظهر صدق ما تقول، فإن كان حقّاً صدّقتك في كلّ ما تقول.
قال له أبو الحسن(عليه السلام): ما أقول لك إلّا حقّاً ولا تسمع منّي إلّا صدقاً.
قال له المتوكّل: أليس في هذه الليلة في منامي؟ قال له: بلي!
قال: فلمّا أقبل الليل قال المتوكّل: أُريد أن لا أري أبا طالب الليلة في منامي، فأقتل عليّ بن محمّد بادّعائه الغيب وكذبه، فماذا أصنع؟ فما لي إلّا أن أشرب الخمر، وآتي الذكور من الرجال والحرام من النساء فلعلّ أبا طالب لايأتيني، ففعل ذلك كلّه وبات في جنابات، فرأي أبا طالب في النوم فقال له: يا عمّ! حدّثني كيف كان إيمانك باللّه وبرسوله بعد موتك.
قال: ما حدّثك به ابني عليّ بن محمّد في يوم كذا وكذا، فقال: يا عمّ! تشرحه لي. فقال له أبو طالب: فإن لم أشرحه لك تقتل عليّاً؛ واللّه! قاتلك، فحدّثه فأصبح، فأخّر أبو الحسن(عليه السلام) ثلاثاً لا يطلبه ولا يسأله، فحدّثنا أبوالحسن(عليه السلام) بما رآه المتوكّل في منامه وما فعله من القبائح لئلّا يري أباطالب في نومه، فلمّا كان بعد ثلاثة [أيّام ] أحضره فقال له: يا أبا الحسن! قد حلّ لي دمك قال له: ولم؟ قال: في ادّعائك الغيب وكذبك علي اللّه، أليس قلت لي: إنّي أري أبا طالب في منامي [تلك الليلة فأقول له ويقول لي؟ فتطهّرت وتصدّقت وصلّيت وعقّبت لكي أري أبا طالب في منامي ] فأسأله، فلم أره في ليلتي، وعملت هذه الأعمال الصالحة في الليلة الثانية والثالثة فلم أره، فقد حلّ لي قتلك وسفك دمك.
فقال له أبو الحسن(عليه السلام): يا سبحان اللّه! ويحك ما أجرأك علي اللّه؟ ويحك! سوّلت [لك ] نفسك اللوّامة حتّي أتيت الذكور من الغلمان، والمحرّمات من النساء، وشربت الخمر، لئلّا تري أبا طالب في منامك فتقتلني، فأتاك وقال لك وقلت له، وقصّ عليه ما كان بينه وبين أبي طالب في منامه، حتّي لم يغادر منه حرفاً، فأطرق المتوكّل [ثمّ ] قال: كلّنا بنوهاشم، وسحركم يا آل [أبي ] طالب من دوننا عظيم، فنهض (عنه) أبوالحسن(عليه السلام).
( مدينة المعاجز: 535/7، ح 2518.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 527. )


(ل) - تغيير حالات جسده الشريف(عليه السلام)
1 - الراونديّ(رحمه الله): روي عن أبي القاسم بن القاسم، عن خادم عليّ ابن محمّد(عليهماالسلام) قال: كان المتوكّل يمنع الناس من الدخول إلي عليّ بن محمّد، فخرجت يوماً وهو في دار المتوكّل 3مكان دار المتوكّل، 4، فإذا جماعةٌ من الشيعة جلوس بقرب الباب.
فقلت: ما شأنكم جلستم هاهنا؟
قالوا: ننتظر انصراف مولانا لننظر إليه ونسلّم عليه وننصرف.
قلت لهم: وإذا رأيتموه تعرفونه؟ قالوا: كلّنا نعرفه.
فلمّا وافي قاموا إليه فسلّموا عليه ونزل، فدخل داره وأراد أولئك الانصراف، فقلت: يا فتيان! اصبروا حتّي أسألكم، أليس قد رأيتم مولاكم؟
قالوا: بلي!
قلت: فصفوه، فقال واحد: هو شيخ أبيض الرأس، أبيض مشرب بحمرة، وقال آخر: لا يكذب، ما هو إلّا أسمر، أسود اللحية.
( في البحار: لا تكذب. )
وقال الآخر: لا! لعمري ما هو كذلك، هو كهل ما بين البياض والسمرة.
فقلت: أليس زعمتم أنّكم تعرفونه؟ انصرفوا في حفظ اللّه.
( الخرائج والجرائح: 403/1، ح 9. عنه البحار: 148/50، ح 33.
قطعة منه في (خادمه(عليه السلام)) (انتظار الناس شوقاً إلي زيارته(عليه السلام)) و(أحواله(عليه السلام) مع المتوكّل). )


(م) - معجزته(عليه السلام) في عرض عسكره(عليه السلام) علي المتوكّل
1 - الراونديّ(رحمه الله): حديث تلّ المخاليّ، وذلك أنّ الخليفة أمر العسكر وهم تسعون ألف فارس من الأتراك، الساكنين بسرّ من رأي، أن يملأ كلّ واحد مخلاة فرسه، من الطين الأحمر، ويجعلوا بعضه علي ( المخلاة: ما يجعل فيه الخَلْي، ومنه المخلاة لما يوضع فيه العلف ويعلّق في عنق الدابّة لتعتلفه. أقرب الموارد: 102/2 (خلي). )
بعض في وسط بريّة واسعة هناك، ففعلوا.
فلمّا صار مثل جبل عظيم، صعد فوقه واستدعي أبا الحسن(عليه السلام) واستصعده وقال: استحضرتك لنظارة خيولي، وقد كان أمرهم أن يلبسوا التجافيف، ويحملوا الأسلحة، وقد عرضوا بأحسن زينة، وأتمّ عدّة، ( التجفاف: آلة للحرب يلبسه الفرس والإنسان ليقيه في الحرب. القاموس المحيط: 183/3 (جفّ). )
وأعظم هيبة، (وكان غرضه أن يكسر قلب كلّ من يخرج عليه وكان خوفه من أبي الحسن(عليه السلام) أن يأمر أحداً من أهل بيته أن يخرج علي الخليفة).
فقال له أبو الحسن(عليه السلام): وهل [تريد أن ] أعرض عليك عسكري؟ قال: نعم! فدعا اللّه سبحانه فإذا بين السماء والأرض من المشرق إلي المغرب ملائكة مدجّجون فغشي علي الخليفة.
فلمّا أفاق قال أبو الحسن(عليه السلام): نحن لا ننافسكم في الدنيا، نحن مشتغلون بأمر الآخرة، فلا عليك شي ء ممّا تظنّ.
( الخرائج والجرائح: 414/1، ح 19. عنه البحار: 155/50، ح 44، وحلية الأبرار: 69/5، ح 1، وإثبات الهداة: 377/3 ح 46، بتفاوت.
الثاقب في المناقب: 557، ح 499، بتفاوت. عنه مدينة المعاجز: 484/7، ح 2480.
كشف الغمّة: 395/2، س 2، بتفاوت.
الصراط المستقيم: 205/2، ح 15، بتفاوت.
ألأنوار البهيّة: 282، س 9.
كتاب ألقاب الرسول وعترته(عليهم السلام) ضمن المجموعة النفيسة: 236، س 4، بتفاوت.
المنتخب للطريحي: 247، س 5، بتفاوت.
قطعة منه في: (أحواله(عليه السلام) مع المتوكّل) و(إنّ الأئمّة(عليهم السلام) مشتغلون بأمر الآخرة). )


(ن) - معجزته(عليه السلام) في إلقاء الرعب في قلوب الذين
أرادوا قتله
1 - الراونديّ(رحمه الله): روي أبو سعيد سهل بن زياد، [قال ]: حدّثنا أبوالعبّاس فضل بن أحمد بن إسرائيل الكاتب، ونحن في داره بسامرة، فجري ذكر أبي الحسن(عليه السلام).
فقال: يا أبا سعيد! إنّي أُحدّثك بشي ء حدّثني به أبي قال: كنّا مع المعتزّ وكان أبي كاتبه. قال: فدخلنا الدار وإذا المتوكّل علي سريره قاعد،....
ثمّ قال: جئني بأربعة من الخزر جلّاف لا يفهمون.
فجي ء بهم ودفع إليهم أربعة أسياف وأمرهم [أن ] يرطّنوا بألسنتهم إذا دخل أبو الحسن وأن يقبلوا عليه بأسيافهم... فما علمت إلّا بأبي الحسن(عليه السلام) قد دخل وقد بادر الناس قدّامه وقالوا: [قد] جاء، والتفت ورأي فإذا أنابه وشفتاه تتحرّكان، وهو غير مكترث، ولا جازع، فلمّا بصر به المتوكّل رمي بنفسه عن السرير إليه، وهو يسبقه، فانكبّ عليه يقبّل بين عينيه ويديه، وسيفه بيده... فلمّا بصر به الخزر خرّوا سجّداً مذعنين، فلمّا خرج دعاهم المتوكّل (ثمّ أمر الترجمان أن يخبره) بما يقولون.
ثمّ قال لهم: لِمَ لم تفعلوا ما أمرتم؟
قالوا: شدّة هيبته؛ ورأينا حوله أكثر من مائة سيف لم نقدر أن نتأمّلهم، فمنعنا ذلك عمّا أمرت به، وامتلأت قلوبنا من ذلك [رعباً]....
( الخرائج والجرائح: 417/1، ح 21.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 521. )


(س) - معجزته(عليه السلام) في التوصّل إلي الهدايا التي
حملت إليه(عليه السلام)
1 - الحضينيّ(رحمه الله):... قال عليّ بن يونس: حملت ألطافاً وبزّاً من قوم من الشيعة، وجعلوني رسولهم إلي أبي الحسن((عليه السلام))... فأودعتها... ودخلت البيت، فلم أُصادف البزّ ولا الألطاف.
فقلت: وا أسفاه! أيّ شي ء أقول له وقد سرقت منّي؟ فلم أشعر إلّا وغلامه نصر يدعوني... وهو يقول: يا عليّ بن يونس! علم سيّدي أنّ البزّ والألطاف له، فحملها ورفهك من حملها،....
( الهداية الكبري: 316، س 3.
تقدّم الحديث بتمامه في رقم 354. )


(ع) - معجزته(عليه السلام) في تكلّم الغير بالهنديّة
1 - أبو عليّ الطبرسيّ(رحمه الله):... أبو هاشم الجعفريّ قال: دخلت علي أبي الحسن(عليه السلام) فكلّمني بالهنديّة فلم أحسن أن أردّ عليه.
وكان بين يديه ركوة ملأ حصي، فتناول حصاة واحدة ووضعها في فيه، فمصّها [ثلاثاً] ثمّ رمي بها إليّ، فوضعتها في فمي.
فواللّه! ما برحت من عنده حتّي تكلّمت بثلاثة وسبعين لساناً أوّلها الهنديّة.
( إعلام الوري: 117/2، س 15.
تقدّم الحديث بتمامه في رقم 313. )


(ف) - معجزته(عليه السلام) في انتباه شارب الخمر
1 - الحضينيّ(رحمه الله): عن محمّد بن إبراهيم الكوفيّ قال: حدّثني أحمد بن الخصيب بسامرّا وقد سألته عن لعن أبي الحسن(عليه السلام) لفارس بن حاتم بن ماهويه؟
وكان السبب فيه أنّ المتوكّل 1 متوكّل، 4 بعث في يوم دجن والسحاب يلقي ( الدجنة من الغيم: المطّبق تطبيقاً، الريّان المظلم الذي لا مطر فيه. مجمع البحرين: 245/6 (دجن). )
رذاذاً وكان في وقت الربيع من الزمان، وقد أمر المتوكّل فزخرفت ( الرذاذ: المطر الضعيف. مجمع البحرين: 181/3، (رذذ). )
داره، وأظهر فيها من الجوهر وألوان الطيب، وأفضل ممّا كان يظهر، وأظهر القينات والمغنّين في ألوان التزيين، ووقفوا صفوفاً والملاهي علي صدورهم، وجلس علي السرير ولبس البردة، وجعل التاج علي رأسه، وأنفذ رسلاً إلي أبي الحسن(عليه السلام) ودخل معه فارس بن ماهويه، وفي يد المتوكّل كأس مملوء خمراً.
فلمّا انتهي أبو الحسن(عليه السلام) إلي داره في المدينة، فعلي له رتبة وتطاول إليه، ودعا بسفرة فجعلت مع جانبه وأقبل عليه، وقال: يا ابن العمّ ما تري إلي هذه الدنيا وحسن هذا اليوم، واستشعارنا فيه والسرور بك؟
فقال: للّه وهو غير باش به، وقال: إنّ سروري أتاني بما أطعتني فيه، رفعت منزلتك وأطعتك فيما تحبّ، وأفضلت علي أهل بيتك ومواليك، وكنت لك كنفسك، وإن خالفتني فيه حملتني علي قطع الرحم بيني وبينك، ومعصيةاللّه فيك، وقصد أهل ومواليك بما لا تحبّه، فاختر أيّ الحالتين شئت، وأرجوا أن لاتخالفني؛ ثمّ حلف له بغليظ الأيمان المؤكّدة لينفي له ما سمعه منه.
فقال أبو الحسن(عليه السلام): هذه تباشير خير، سنة شرّ لا خير فيه، فقال: اللّه الكافي.
فقال المتوكّل للمغنّين: غنّوا واضربوا بالملاهي، وغنّوا وشربوا، وشرب المتوكّل، فقال للخادم: هاته في كأس خمر وادفعه إليه، وأقبل المتوكّل علي أبي الحسن(عليه السلام) وقال: قد سمعت مأمون الأيمان وأنا بها أسألك أن تشرب هذا الكأس.
فقال له أبو الحسن: أستغفر اللّه من الشيطان الرجيم، فأخاف اللّه وأخشاه، فإنّي لا أبدّل طاعتك في معصية اللّه.
فضحك المتوكّل وقال للخادم: هلّمه واسق فارس بن ماهويه، فأخذ فارس الكأس فشربه وخرج مع أبي الحسن.
فقال المتوكّل: لا يسير ابن عمّي في هذا المطر إلّا راكباً؛ فقدّموا إليه الطيّارة ليفعلوا ذلك، فجلس(عليه السلام) ومعه فارس، فلمّا سار الطيّار كشف أبوالحسن أستاره وأمر فارس فعل مثل ذلك.
فقال له: يا فارس ورأسه مدلي علي الماء، فانظر إلي الكأس الذي شربته أنا، ثمّ مجّه من فيه في الماء، فإذا هو يجري مع الطيّار لا يختلط بالماء ولاينقطع.
فقال له: خذه يا فارس بيدك واشتمّه وذقه، فمدّ فارس يده وأخذه من الماء واشتمّه وذاقه، فوجده عسلاً ومسكاً!
فقال له: خلّه من يدك، فخلّاه فقال له: مجّ مع الماء ما شربت أنت، فمجّ فارس في الماء فسار مع الطيّار ولم ينقطع ولم يختلط بالماء.
فقال: خذ بيدك واشتمّه، فأخذه بيده واشتمّه.
فقال له: ما هو؟
قال: يا مولاي! خمراً.
قال(عليه السلام) له: ويحك يا فارس! حين لم تستأذننا بلسانك، ولا بطرفك ماتناجينا بقلبك، فيعصمه منه كما عصمت أنا، فكان هذا أوّل ما أنكره علي فارس.
( الهداية الكبري: 317، س 9.
قطعة منه في: (إستغفاره(عليه السلام)) و(أحواله(عليه السلام) مع المتوكّل) و(ذمّ فارس بن ماهويه). )


(ص) - معجزته(عليه السلام) في جواب المسائل التي ما رآها
1 - الراونديّ(رحمه الله): روي عن محمّد بن الفرج قال: [قال ] لي عليّ بن محمّد(عليهماالسلام): إذا أردت أن تسأل مسألةً فاكتبها، وضَعْ الكتاب تحت مصلّاك، ودَعْه ساعةً، ثمّ أخرجه وانظر فيه.
قال: ففعلت فوجدت جواب ما سألت عنه موقّعاً فيه.
( الخرائج والجرائح: 419/1، ح 22. عنه البحار: 155/50، ح 41، وكشف المحجّة: 211، س 16.
الثاقب في المناقب: 548، ح 489.
كشف الغمّة: 395/2، س 11.
البحار: 306/53، س 4، عن جنّة المأوي.
قطعة منه في: (كتابه(عليه السلام) إلي محمّد بن الفرج). )


(ق) - معجزته(عليه السلام) في من لا يري له إجلالاً
1 - أبو عليّ الطبرسيّ(رحمه الله): قال ابن عيّاش: وحدّثني أبو طاهر الحسن بن عبد القاهر الطاهريّ قال: حدّثنا محمّد بن الحسن بن الأشتر العلويّ قال: كنت مع أبي علي باب المتوكّل 4الخلفاءالمتوكّل، 4 - وأنا صبيّ - في جمع من الناس ما بين عبّاسيّ إلي طالبيّ إلي جنديّ، وكان إذا جاء أبوالحسن(عليه السلام) ترجّل الناس كلّهم حتّي يدخل.
فقال بعضهم لبعض: لم نترجّل لهذا الغلام، وما هو بأشرفنا ولا بأكبرنا سنّاً! واللّه! لا ترجّلنا له.
فقال أبو هاشم الجعفريّ: واللّه! لترجّلنّ له صغرة إذا رأيتموه.
فما هو إلّا أن أقبل وبصروا به حتّي ترجّل له الناس كلّهم.
فقال لهم أبو هاشم: أليس زعمتم أنّكم لا تترجّلون له؟
فقالوا له: واللّه! ما ملكنا أنفسنا حتّي ترجّلنا.
( إعلام الوري: 118/2، س 12. عنه مدينة المعاجز: 453/7، ح 2456، وإثبات الهداة: 369/3، ح 32، وأعيان الشيعة: 37/2، س 18، بتفاوت.
الخرائج والجرائح: 675/2، ح 7. عنه البحار: 137/50، ح 20.
كشف الغمّة: 398/2، س 7.
الثاقب في المناقب: 542، ح 484، بتفاوت.
المناقب لابن شهرآشوب: 407/4، س 18.
قطعة منه في: (إجلال الناس له(عليه السلام)). )


(ر)- معجزته(عليه السلام) في قتل فارس بن حاتم القزوينيّ
1 - أبو عمرو الكشّيّ(رحمه الله):... جنيد [قال ]: أرسل إليّ أبو الحسن العسكريّ(عليه السلام) يأمرني بقتل فارس بن حاتم القزوينيّ لعنه اللّه،....
فصرت إليه، فقال(عليه السلام): آمرك بقتل فارس بن حاتم!....
فجئت إلي فارس، وقد خرج من المسجد بين الصلاتين المغرب والعشاء، فضربته علي رأسه فصرعته، وثنيت عليه، فسقط ميّتاً، ووقعت الضجّة، فرميت الساطور بين يدي، واجتمع الناس وأُخذت، إذ لم يوجد هناك أحد غيري، فلم يروا معي سلاحاً ولا سكّيناً، وطلبوا الزقاق والدور، فلم يجدوا شيئاً، ولم ير أثر الساطور بعد ذلك.
( رجال الكشّيّ: 523، ضمن رقم 1006.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 497. )


(ش) - إرتفاعه(عليه السلام) في الهواء واتيانه بطير
من طيور الجنّة
1 - أبو جعفر الطبريّ(رحمه الله): حدّثنا عبد اللّه بن محمّد قال: حدّثنا عُمارة بن زيد قال: قلت لأبي الحسن عليّ((عليه السلام)): أتقدر أن تصعد إلي السماء حتّي تأتي بشي ء ليس في الأرض لنعلم ذلك؟
فارتفع في الهواء وأنا أنظر إليه حتّي غاب، ثمّ رجع ومعه طير من ذهب، في أُذنيه أشنفة من ذهب، وفي منقاره درّة، وهو يقول: لا إله ( في النوادر: أشرفة، وفي المدينة: أشنقة. )
( الأشنفة جمع شنف: ما علّق في الأذان أو أعلاها من الحليّ. المنجد: 404، (شنف). )
إلّا اللّه، محمّد رسول اللّه 2النبي محمّد رسول اللّه، 4، عليّ وليّ اللّه.
فقال: هذا طير من طيور الجنّة. ثمّ سيّبه فرجع.
( دلائل الإمامة: 413، ح 372. عنه مدينة المعاجز: 442/7، ح 2443، وإثبات الهداة: 385/3، ح 76.
نوادر المعجزات: 185، ح 3. )


الفصل الخامس: زيارته والتوسّل به(عليه السلام)
وفيه موضوعان
ممّا لاريب فيه أنّ زيارة القبور، خاصّة قبور الأنبياء، وأئمّة أهل بيت النبوّة(عليهم السلام)، والصالحين، والتوسّل بهم، من الأُمور المرغّب فيها شرعاً عند المسلمين، وعند الشيعة الإماميّة، لأنّ رسول اللّه وأهل بيته(عليهم السلام)، هم الوسيلة إلي اللّه تعالي، انطلاقاً من الآية الكريمة: (يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ) والتي قال رسول اللّه بعد قراءتها: ( المائدة: 35/5. )
«نحن الوسيلة إلي اللّه والوصلة إلي رضوان اللّه.... وأنّ زيارتهم(عليهم السلام) ( البحار: 22/25، ح 38. )
بمنزلة زيارة اللّه تبارك وتعالي، كما ورد عن عليّ بن موسي الرضا(عليهماالسلام)، عن رسول اللّه(صلي الله عليه و آله وسلم) في حديث طويل: «من زارني في حياتي أو بعد موتي فقد زار اللّه».
( وسائل الشيعة: 325/14، ح 19320. )
وأنّ زيارة قبورهم تُعدّ جزءاً من المودّة التي سألها رسول اللّه(صلي الله عليه و آله وسلم) من المسلمين، تقول الآية: (قُل لَّآ أَسَْلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَي ).
( الشوري: 23/42. )
وتشكّل تمام الوفاء لهم بالعهد، فقد روي الكلينيّ بإسناده عن الحسن بن عليّ الوشّاء قال: سمعت الرضا(عليه السلام) يقول: «إنّ لكلّ إمام عهداً في عنق أوليائه وشيعته، وإنّ من تمام الوفاء بالعهد وحسن الأداء، زيارة قبورهم»،
( الكافي: 567/4 ح 2. )
ثمّ جعلها أئمّة أهل البيت(عليهم السلام) من تمام الحجّ، كما ورد عن الإمام الصادق(عليه السلام): «إذا حجّ أحدكم فليختم بزيارتنا، لأنّ ذلك من تمام الحجّ»
( وسائل الشيعة: 324/14، ح 19316. )
ثمّ راح(عليه السلام) يبيّن شروط زيارتهم التي تترتّب عليها شفاعتهم بقوله: «فمن زارهم(عليهم السلام) رغبة في زيارتهم، وتصديقاً بما رغبوا فيه، كان أئمّتهم شفعاؤهم يوم القيامة»،
( الكافي: 567/4 ح 2. )
وما أعظمها من شفاعة! وما أحوجنا إليها، ونحن نقف ذلك الموقف العظيم الذي يصوّره لنا القرآن الكريم أدقّ تصوير:(يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّآ أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَي النَّاسَ سُكَرَي وَمَا هُم بِسُكَرَي وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ)
( الحجّ: 2/22.
ولهذا كلّه ولغيره راح رسول اللّه(صلي الله عليه و آله وسلم) وأهل بيته الطاهرون، يحثّون المسلمين عليها، ويرغّبونهم فيها لمنافعها الجليلة، فهي من أفضل الطاعات بعد العبادات الواجبة، وحظيت بثواب عظيم وأجر كريم.
وأمّا كيفيّة الزيارة والتوسّل بهم(عليهم السلام) فقد وردت في ذلك زيارات مأثورة وغير مأثورة، تتقدّمها آداب خاصّة، تدلّ علي عظم مكانتهم وعلوّ شأنهم(عليهم السلام)، وأنّ في مفردات ومعاني تلك الزيارات شفاءً لأسقام الأفهام، وضياءً لظلام الأيّام.


(أ) - زيارته(عليه السلام)
وفيه سبعة أُمور

الأوّل - إذن المهديّ بزيارة قبره(عليهماالسلام) :
1 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله): وروي الشلمغانيّ في كتاب الأوصياء: أبوجعفر المروزيّ [قال ]: خرج جعفر بن محمّد بن عمر وجماعة إلي ( في إكمال الدين: جعفر بن عمرو. )
العسكر، ورأوا أيّام أبي محمّد(عليه السلام) في الحياة.
وفيهم عليّ بن أحمد بن طنين، فكتب جعفر بن محمّد بن عمر يستأذن في الدخول إلي القبر، فقال له عليّ بن أحمد: لا تكتب اسمي، فإنّي لا أستأذن، فلم يكتب اسمه.
فخرج إلي جعفر: ادخل أنت ومن لم يستأذن.
( الغيبة: 208، س 6. عنه البحار: 293/51، ح 2. عنه وعن الإكمال، إثبات الهداة: 676/3، ح 67.
إكمال الدين وإتمام النعمة: 498، ح 21، بتفاوت يسير. عنه البحار: 334/51، ضمن ح 58.
الخرائج والجرائح: 1131/3، ح 50، وفيه: سعد بن عبد اللّه، عن جعفر بن عمرو، بتفاوت. )


الثاني - إذن المهديّ بزيارته(عليهماالسلام) من داخل الحرم:
1 - محمّد بن عليّ الطبريّ(رحمه الله): أخبرنا الشيخ أبو عليّ الحسن بن محمّد بن الحسن الطوسيّ(رحمه الله) بقراءتي في مشهد مولانا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) في شهر رمضان سنة إحدي عشرة وخمسمائة، عن أبيه قال: أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيي الفحّام قال: حدّثني أبو الطيّب أحمد بن محمّد بن بويطة - وكان لا يدخل المشهد ويزور من وراء الشبّاك - فقال لي: جئت يوم عاشوراء نصف النهار ظهراً والشمس تغلي، والطريق خال من واحد، وأنا فزع من الذعار ومن أهل البلد، أتخفّي إلي أن بلغت الحايط الذي أمضي منه ( الذعر بالضمّ: الخوف. القاموس المحيط: 50/2، (ذعر). )
إلي الشبّاك، فمددت عيني فإذا أنا برجل جالس علي الباب، ظهره إليّ كأنّه ينظر في دفتر، فقال لي: إلي أين يا أبا الطيّب 2 ا الطيّب، 4!؟ بصوت يشبه صوت حسين بن عليّ بن محمّد بن الرضا.
فقلت: هذا حسين! قد جاء يزور أخاه؛ فقلت: يا سيّدي! أمضي أزور من الشبّاك وأجيئك فأقضي حقّك.
فقال: ولم لا تدخل يا أبا الطيّب! تكون مولي لنا ورقّاً وتوالينا حقّاً وتمنعك تدخل الدار، ادخل يا أبا الطيّب!
فقلت: أمضي أُسلّم عليه ولا أقبل منه، فجئت إلي الباب وليس عليه أحد، فيشعر بي وبادرت إلي عند البصريّ خادم الموضع، ففتح لي الباب فدخلت، فكنّا نقول له: أليس كنت لا تدخل؟
فقال: أمّا أنا فقد أذنوا لي، بقيتم أنتم.
قال محمّد بن أبي القاسم: لا شكّ أنّه كان صاحب الدار القائم بالحقّ صلوات اللّه وسلامه عليه وعلي آبائه، لمّا رأي وليّه أبا الطيّب أنّه يزورهم من وراء الشبّاك، ولا يدخل الدار احتراماً منه لصاحب الأمر، فقال له هذا القول وأذن له بالدخول.
( بشارة المصطفي لشيعة المرتضي: 142، س 13.
أمالي الطوسيّ: 287، ح 558. عنه البحار: 23/52، ح 15، و60/99، ح 4. )


الثالث - جزاء من منع زيارته(عليه السلام):
1 - العلّامة المجلسيّ(رحمه الله):... الآميرزا محمّد باقر(رحمه الله) قال:... قال والدي: ممّا ذكر من الكرامات للأئمّة الطاهرين(عليهم السلام) في سرّ من رأي في المائة الثانية، والظاهر أنّه أواخر المائة، أو في أوائل المائة الثالثة بعد الألف من الهجرة.
أنّه جاء رجل من الأعاجم إلي زيارة العسكريّين(عليهماالسلام)، وذلك في زمن الصيف وشدّة الحرّ، وقد قصد الزيارة في وقت كان الكليد دار في الرواق ومغلقاً أبواب الحرم، ومتهيّئاً للنوم عند الشبّاك الغربي.
فلمّا أحسّ بمجيي ء الزوّار، فتح الباب وأراد أن يزوره، فقال له الزائر: خذ هذا الدينار واتركني حتّي أزور بتوجّه وحضور فامتنع المزوّر وقال: لاأخرم القاعدة، فدفع إليه الدينار الثاني والثالث، فلمّا رأي المزوّر كثرة ( خرم خرماً عن الطريق: عدل. المنجد: 177، (خرم). )
الدنانير ازداد امتناعاً ومنع الزائر من الدخول إلي الحرم الشريف وردّ إليه الدنانير .
فتوجّه الزائر إلي الحرم وقال بانكسار: بأبي أنتما وأُمّي! أردت زيارتكما بخضوع وخشوع، وقد اطّلعتما علي منعه إيّاي، فأخرجه المزوّر، وغلّق الأبواب ظنّاً منه أنّه يرجع إليه ويعطيه بكلّ ما يقدر عليه، وتوجّه إلي الطرف الشرقي قاصداً السلوك إلي الشبّاك الذي في الطرف الغربيّ.
فلمّا وصل إلي الركن، وأراد الانحراف إلي طرف الشبّاك، رأي ثلاثة أشخاص مقبلين، صافّين، إلّا أنّ أحدهم متقدّم علي الذي في جنبه بيسير، وكذا الثاني ممّن يليه، وكان الثالث هو أصغرهم، وفي يده قطعة رمح، وفي رأسه سنان، فبهت المزوّر عند رؤيتهم، فتوجّه صاحب الرمح إليه وقد امتلأ غيظاً واحمرّت عيناه من الغضب، وحرّك الرمح مريداً طعنه قائلاً: يا ملعون ابن الملعون! كأنّه جاء إلي دارك أو إلي زيارتك فمنعته؟
فعند ذلك توجّه إليه أكبرهم، مشيراً بكفّه، مانعاً له قائلاً: جارك ارفق بجارك! فأمسك صاحب الرمح، ثمّ هاج غضبه ثانياً محرّكاً للرمح، قائلاً ما قاله أوّلاً، فأشار إليه الأكبر أيضاً كما فعل، فأمسك صاحب الرمح.
وفي المرّة الثالثة لم يشعر المزوّر أن سقط مغشيّاً عليه، ولم يفق إلّا في اليوم الثاني، أو الثالث، وهو في داره أتوا به أقاربه، بعد أن فتحوا الباب عند المساء لمّا رأوه مغلقاً، فوجدوه كذلك وهم حوله باكون، فقصّ عليهم ما جري بينه وبين الزائر والأشخاص، وصاح: أدركوني بالماء! فقد احترقت وهلكت، فأخذوا يصبّون عليه الماء، وهو يستغيث إلي أن كشفوا عن جنبه، فرأوا مقدار درهم منه قد اسودّ، وهو يقول: قد طعنني صاحب القطعة....
والظاهر أنّ اسم هذا الخبيث كان حسّاناً.
( البحار: 294/53، الحكاية الثامنة والأربعون. )
والحكاية طويلة أخذنا منها موضع الحاجة.

الرابع - زيارة الخليفة المستنصر قبره الشريف(عليه السلام):
1 - الإربليّ(رحمه الله): حكي لي بعض الأصحاب: إنّ الخليفة المستنصر مشي مرّة إلي سرّ من رأي 3مكان سرّ من رأي، 4 وزار العسكريّين(عليهماالسلام).
( كشف الغمّة: 519/2، س 2. عنه الأنوار البهيّة: 331، س 2. )

الخامس - كيفيّة زيارته(عليه السلام):
1 - ابن قولويه القمّيّ(رحمه الله): روي عن بعضهم(عليهم السلام) أنّه قال: إذا أردت زيارة أبي الحسن الثالث عليّ بن محمّد الجواد، وأبي محمّد الحسن العسكريّ(عليهم السلام)، تقول بعد الغسل إن وصلت إلي قبريهما، وإلّا أومأت بالسلام من عند الباب الذي علي الشارع الشبّاك، تقول:
«السلام عليكما يا وليّي اللّه، السلام عليكما يا حجّتي اللّه، السلام عليكما يانوري اللّه في ظلمات الأرض، السلام عليكما يا من بدا للّه في شأنكما، السلام عليكما يا حبيبي اللّه، السلام عليكما يا إمامي الهدي.
أتيتكما عارفاً بحقّكما معادياً لأعدائكما، موالياً لأوليائكما، مؤمناً بما آمنتما به، كافراً بما كفرتما به، محقّقاً لما حقّقتما، مبطلاً لما أبطلتما.
أسأل اللّه ربّي وربّكما أن يجعل حظّي من زيارتكما الصلاة علي محمّد وآله، وأن يرزقني مرافقتكما في الجنان مع آبائكما الصالحين، وأسأله أن يعتق رقبتي من النار، ويرزقني شفاعتكما ومصاحبتكما، ويعرّف بيني وبينكما، ولا يسلبني حبّكما وحبّ آبائكما الصالحين، وأن لا يجعله آخر العهد من زيارتكما، ويحشرني معكما في الجنّة برحمته.
اللّهمّ ارزقني حبّهما، وتوفّني علي ملّتهما، اللّهمّ العن ظالمي آل محمّد حقّهم، وانتقم منهم.
اللّهمّ العن الأوّلين منهم والآخرين، وضاعف عليهم العذاب، وبلّغ بهم وبأشياعهم وأتباعهم، ومحبّيهم ومتّبعيهم أسفل درك من الجحيم، إنّك علي كلّ شي ء قدير.
اللّهمّ عجّل فرج وليّك وابن وليّك، واجعل فرجنا مع فرجهم يا أرحم الراحمين.»
وتجتهد في الدعاء لنفسك ولوالديك، وتخيّر من الدعاء، فإن وصلت إليهما(عليهماالسلام) فصلّ عند قبريهما ركعتين، وإذا دخلت المسجد وصلّيت دعوت اللّه بما أحببت، إنّه قريب مجيب.
وهذا المسجد إلي جانب الدار، وفيه كانا يصلّيان(عليهماالسلام).
( كامل الزيارات: 520، ح 802. عنه البحار: 61/99، ح 5، ومستدرك الوسائل: 364/10، ح 12189، أشار إلي مضمونه.
من لا يحضره الفقيه: 368/2، س 10، بتفاوت. عنه البحار: 62/99، ح 6، أشار إلي مضمونه.
تهذيب الأحكام: 94/6، س 2، بتفاوت. عنه البحار: 62/99، ح 8، قطعة منه.
المزار للمفيد: 203، س 3. عنه البحار: 62/99، ح 7.
مصباح الكفعميّ: 656، س 8، بتفاوت.
المقنعة: 486، ح 38.
المزار للشهيد: 223، س 6.
قطعة منه في: (صلاته(عليه السلام) في المسجد). )

2 - السيّد ابن طاووس(رحمه الله): يوم الأربعاء، وهو باسم موسي بن جعفر2الكاظم موسي بن جعفر، 4، وعليّ بن موسي، ومحمّد بن عليّ، وعليّ بن محمّد، صلوات اللّه عليهم أجمعين.
زيارتهم(عليهم السلام): «السلام عليكم يا أولياء اللّه، السلام عليكم يا حجج اللّه، السلام عليكم يانور اللّه في ظلمات الأرض، لسلام عليكم صلوات اللّه عليكم وعلي آل بيتكم الطيّبين الطاهرين، بأبي أنتم وأُمّي، لقد عبدتم اللّه مخلصين، وجاهدتم في اللّه حقّ جهاده حتّي أتاكم اليقين.
فلعن اللّه أعدائكم من الجنّ والإنس أجمعين، وأنا أبرء إلي اللّه وإليكم منهم.
يا مولاي، يا أبا إبراهيم موسي بن جعفر، يا مولاي يا أبا الحسن عليّ ابن موسي، يا مولاي يا أبا جعفر محمّد بن عليّ، يا مولاي يا أبا الحسن عليّ بن محمّد، أنا مولي لكم، مؤمن بسرّكم وجهركم، متضيّف بكم في يومكم هذا، وهو يوم الأربعاء ومستجير بكم، فأضيفوني وأجيروني بآل بيتكم الطيّبين الطاهرين».
( جمال الأُسبوع: 40، س 22. عنه البحار: 210/99، ضمن ح 1.
قطعة منه في: (اختصاص يوم الأربعاء به(عليه السلام)). )

3 - السيّد ابن طاووس(رحمه الله): فإذا وقفت علي قبريهما، [أي أبي الحسن الهادي وأبي محمّد العسكريّ ] صلوات اللّه عليهما فقف عندهما، واجعل القبلة بين كتفيك، وكبّر اللّه (مائة تكبيرة) وقل:
«السلام عليكما يا ولييّ اللّه، السلام عليكما يا حبيبي اللّه، السلام عليكما ياحجّتي اللّه، السلام عليكما يا نوري اللّه في ظلمات الأرض، السلام عليكما ياأميني اللّه، السلام عليكما يا سيّدي الأُمّة، السلام عليكما يا حافظي الشريعة.
السلام عليكما يا تاليي كتاب اللّه، السلام عليكما يا وارثي الأنبياء، السلام عليكما يا خازني علم الأوصياء، السلام عليكما يا علمي الهدي، السلام عليكما يا مناري التقي، السلام عليكما يا عروتي اللّه الوثقي.
السلام عليكما يا ساكني ذكر اللّه، السلام عليكما يا حاملي سرّ اللّه، السلام عليكما يا معدني كلمة اللّه، السلام عليكما يا ابني رسول اللّه، السلام عليكما يا ابني وصيّ رسول اللّه، السلام عليكما يا قرّتي عين فاطمة الزهراء سيّدة النساء.
السلام عليكما يا ابني الأئمّة المعصومين، السلام عليكما وعلي آبائكم الطاهرين، السلام عليكما وعلي ولدكما الحجّة علي العالمين، السلام عليكما وعلي أرواحكما وأجسادكما وأبدانكما ورحمة اللّه وبركاته.
بأبي أنتما وأُمّي وأهلي ومالي يا ابني رسول اللّه صلّي اللّه عليه وآله، أتيتكما زائراً لكما، عارفاً بحقّكما، مؤمناً بما آمنتما به، كافراً بما كفرتما به، محقّقاً لما حقّقتما، مبطلاً لما أبطلتما، موالياً لكما، معادياً لأعدائكما ومبغضاً لهم، مسالماً لمن سالمتما، محارباً لمن حاربتما، عارفاً بفضلكما، محتملاً لعلمكما، محتجباً بذمّتكما، مؤمناً بإيابكما، مصدّقاً بدولتكما، مرتقباً لأمركما، معترفاً بشأنكما وبالهدي الذي أنتما عليه، مستبصراً بضلالة من خالفكما، وبالعمي الذي هم عليه.
أسأل اللّه ربّي وربّكما أن يجعل حظّي من زيارتي إيّاكما الصلاة علي محمّد وآله، وأن يرزقني شفاعتكما، ولا يفرّق بيني وبينكما، ولا يسلبني حبّكما وحبّ آبائكما الصالحين، وأن يحشرني معكما، ويجمع بيني وبينكما في جنّته برحمته وفضله».
ثمّ تنكّب علي قبر كلّ واحد منهما فتقبّله، وتضع خدّك الأيمن عليه والأيسر، ثمّ ترفع رأسك وتقول:
«اللّهمّ! ارزقني حبّهم، وتوفّني علي ولايتهم، اللّهمّ العن ظالمي آل محمّد حقّهم وانتقم منهم، اللّهمّ العن الأوّلين منهم والآخرين، وضاعف عليهم العذاب الأليم، إنّك علي كلّ شي ء قدير.
اللّهمّ! عجّل فرج وليّك وابن نبيّك، واجعل فرجنا مقروناً بفرجهم، يا أرحم الراحمين.
اللّهمّ! إنّي قد أتيت لزيارة هؤلاء الأئمّة المعصومين رجاءً لجزيل الثواب، وفراراً من سوء الحساب.
اللّهمّ! إنّي أتوجّه إليك بأوليائك الدالّين عليك، في غفران ذنوبي، وحطّ سيّئاتي، وأتوسّل إليك في هذه الساعة عند أهل بيت نبيّك في هذه البقعة المباركة الشريفة.
اللّهمّ! فتقبّل منّي وجازني علي حسن نيّتي، وصالح عقيدتي، وصحّة موالاتي، أفضل ما جازيت أحداً من عبيدك المؤمنين، وأدم لي ما خوّلتني، واستعملني صالحاً فيما آتيتني، ولا تجعلني أخسر وارد إليهم، وأعتق رقبتي من النار، وأوسع عليّ من رزقك الحلال الطيّب، واجعلني من رفقاء محمّد وآل محمّد، وحل بيني وبين معاصيك حتّي لا أعصيك، وأعنّي علي طاعتك وطاعة أوليائك، حتّي لا تفقدني حيث أمرتني، ولا تراني حيث نهيتني.
اللّهمّ! صلّ علي محمّد وآل محمّد، واغفر لي وارحمني، واعف عنّي وعن جميع المؤمنين والمؤمنات، اللّهمّ! صلّ علي محمّد وآل محمّد، وأعذني من هول المطلع، ومن فزع يوم القيامة، ومن ظلمة القبر ووحشته، ومن مواقف الخزي في الدنيا والآخرة.
اللّهمّ! صلّ علي محمّد وآل محمّد، واجعل جائزتي في موقفي هذا غفرانك، وتحفتك في مقامي هذا عند أئمّتي وموالي صلوات اللّه عليهم أن تقيل عثرتي، وتقبل معذرتي، وتتجاوز عن خطيئتي، وتجعل التقوي زادي، وما عندك خيراً لي في معادي، وتحشرني في زمرة محمّد صلّي اللّه عليه وآله، وتغفر لي ولوالديّ، فإنّك خير مرغوب إليه، وأكرم مسؤول أعتمد عليه، ولكلّ وافد كرامة، ولكلّ زائر جائزة، فاجعل جائزتي في موقفي هذا غفرانك، والجنّة لي ولجميع المؤمنين والمؤمنات.
اللّهمّ! وأنا عبدك الخاطي ء المذنب المقرّ بذنبه، فأسألك يا اللّه يا كريم بحقّ محمّد وآل محمّد لا تحرمني الأجر والثواب من فضل عطائك، وكريم تفضّلك.
يا مولاي يا أبا الحسن عليّ بن محمّد، ويا مولاي أبا محمّد الحسن بن عليّ أتيتكما زائراً لكما، أتقرّب إلي اللّه عزّ وجلّ وإلي رسوله وإليكما وإلي أبيكما وإلي أُمّكما بذلك، أرجو بزيارتكما فكاك رقبتي من النار، فاشفعا لي عند ربّكما في إجابة دعائي، وغفران ذنوبي، وذنوب والديّ وإخواني المؤمنين وأخواتي المؤمنات.
يا اللّه! يا اللّه! يا اللّه! يا اللّه! يا اللّه! يا اللّه!، يا رحمن! يا رحمن! يارحمن! يا رحمن! يا رحمن! يا رحمن،! لا إله إلّا أنت صلّ علي محمّد وآل محمّد، واستجب دعائي فيما سألتك، وصل بذلك من بمشارق الأرض ومغاربها.
يا اللّه! يا كريم! لا إله إلّا أنت الحليم الكريم، لا إله إلّا أنت العليّ العظيم، سبحان اللّه ربّ السماوات السبع؛ وربّ الأرضين السبع. وما فيهنّ وما بينهنّ وما تحتهنّ وربّ العرش العظيم، وسلام علي المرسلين، والحمد للّه ربّ العالمين، والصلاة علي محمّد النبيّ وآله الطاهرين وسلّم تسليماً كثيراً».
( مصباح الزائر: 495، س 7. عنه البحار: 73/99، ح 10. )
ثمّ تصلّي عند الضريح أربع ركعات صلاة الزيارة، فإذا فرغت رفعت يديك إلي السماء ودعوت ب'«اللّهمّ! أنت الربّ وأنا المربوب، وأنت الخالق وأنا المخلوق، وأنت المالك وأنا المملوك، وأنت المعطي وأنا السائل، وأنت الرازق وأنا المرزوق، وأنت القادر وأنا العاجز، وأنت الدائم وأنا الزائل، وأنت الكبير وأنا الحقير، وأنت العظيم وأنا الصغير، وأنت المولي وأنا العبد، وأنت العزيز وأنا الذليل، وأنت الرفيع وأنا الوضيع، وأنت المدبِّر وأنا المدبَّر، وأنت الباقي وأنا الفاني، وأنت الديّان وأنا المدان، وأنت الباعث وأنا المبعوث، وأنت الغني وأنا الفقير، وأنت الحيّ وأنا الميّت، تجد من تعذّ يا ربّ - غيري ولا أجد من يرحمني غيرك.
اللّهمّ! صلّ علي محمّد وآل محمّد، وارحم ذلّي بين يديك، وتضرّعي إليك، ووحشتي من الناس وأُنسي بك يا كريم، ثمّ تصدّق عليّ في هذه الساعة برحمة من عندك تهدي بها قلبي، وتجمع بها أمري، وتلمّ بها شعثي، وتبيّض بها وجهي، وتكرم به مقامي، وتحطّ بها عنّي وزري، وتغفر بها ما مضي من ذنوبي، وتعصمني فيما بقي من عمري، وتستعملني في ذلك كلّه بطاعتك وما يرضيك عنّي، وتختم عملي بأحسنه، وتجعل لي ثوابه الجنّة، وتسلك بي سبيل الصالحين علي صالح ما أعطيتهم، ولا تنزع منّي صالحاً أعطيتنيه أبداً، ولا تردّني في سوء استنقذتني منه أبداً، ولا تشمت بي عدوّاً ولا حاسداً، ولا تكلني إلي نفسي طرفة عين أبداً، ولا أقلّ من ذلك ولا أكثر يا ربّ العالمين.
اللّهمّ! صلّ علي محمّد وآل محمّد وأرني الحقّ حقّاً فأتّبعه، والباطل باطلاً فأجتنبه، ولا تجعله عليّ متشابهاً فأتّبع هواي بغير هدي منك، واجعل هواي تبعاً لطاعتك، وخذ رضا نفسك من نفسي، واهدني لما اختلف فيه من الحقّ بإذنك، إنّك تهدي من تشاء إلي صراط مستقيم». ثم ادع بما أحببت.
( مصباح الزائر: 397، س 1. عنه البحار: 75/99، ح 11. )
4 - السيّد ابن طاووس(رحمه الله): فإذا وصلت إلي محلّه الشريف بسرّ من رأي فاغتسل عند وصولك غسل الزيارة والبس أطهر ثيابك، وامش علي سكينة ووقار إلي أن تصل الباب الشريف، فإذا بلغته فاستأذن وقل:
«أأدخل يا نبيّ اللّه؟ أأدخل يا أمير المؤمنين؟ أأدخل يا فاطمة الزهراء سيّدة نساء العالمين؟ أأدخل يا مولاي الحسن بن عليّ؟ أأدخل يا مولاي الحسين بن عليّ؟ أأدخل يا مولاي عليّ بن الحسين؟ أأدخل يا مولاي محمّد بن عليّ؟ أأدخل يا مولاي جعفر بن محمّد؟ أأدخل يا مولاي موسي بن جعفر؟ أأدخل يا مولاي عليّ بن موسي؟ أأدخل يا مولاي محمّد بن عليّ؟ أأدخل يا مولاي يا أبا الحسن عليّ بن محمّد؟ أأدخل يا مولاي يا أبا محمّد الحسن بن عليّ؟ أأدخل يا ملائكة اللّه الموكّلين بهذا الحرم الشريف؟».
ثمّ تدخل مقدّماً رجلك اليمني، وتقف علي ضريح الإمام أبي الحسن الهادي(عليه السلام) مستدبر القبلة، وتكبّر اللّه مائة تكبيرة وتقول:
«السلام عليك يا أبا الحسن عليّ بن محمّد الزكيّ الراشد، النور الثاقب ورحمة اللّه وبركاته، السلام عليك يا صفيّ اللّه، السلام عليك يا سرّ اللّه، السلام عليك يا حبل اللّه، السلام عليك يا آل اللّه، السلام عليك يا خيرةاللّه، السلام عليك يا صفوة اللّه، السلام عليك يا أمين اللّه، السلام عليك يا حقّ اللّه، السلام عليك يا حبيب اللّه، السلام عليك يا نور الأنوار، السلام عليك يا زين الأبرار، السلام عليك يا سليل الأخيار، السلام عليك يا عنصر الأطهار، السلام عليك يا حجّة الرحمن، السلام عليك يا ركن الإيمان.
السلام عليك يا مولي المؤمنين، السلام عليك يا وليّ الصالحين، السلام عليك يا علم الهدي، السلام عليك يا حليف التقي، السلام عليك يا عمود الدين.
السلام عليك يا ابن خاتم النبيين، السلام عليك يا ابن سيّد الوصيين.
السلام عليك يا ابن فاطمة سيّدة نساء العالمين.
السلام عليك أيّها الأمين الوفيّ، السلام عليك أيّها العلم الرضيّ، السلام عليك أيّها الزاهد التقيّ.
السلام عليك أيّها الحجّة علي الخلق أجمعين، السلام عليك أيّها التالي للقرآن، السلام عليك أيّها المبيّن للحلال من الحرام، السلام عليك أيّها الوليّ الناصح، السلام عليك أيّها الطريق الواضح، السلام عليك أيّها النجم اللائح.
( لاح النج وألاح: إذ بدا وظهر وتلألأ. مجمع البحرين: 410/2، (لوح). )
أشهد يا مولاي! يا أبا الحسن! أنّك حجّة اللّه علي خلقه، وخليفته في بريّته، وأمينه في بلاده، وشاهده علي عباده، وأشهد أنّك كلمة التقوي، وباب الهدي، والعروة الوثقي، والحجّة علي من فوق الأرض ومن تحت الثري؛ وأشهد أنّك المطهّر من الذنوب، المبرّأ من العيوب، والمختصّ بكرامة اللّه، والمحبو بحجّة اللّه، ( حبا الرجل حبوةً: أي أعطاه. لسان العرب: 162/14 (حبا). )
والموهوب له كلمة اللّه، والركن الذي يلجأ إليه العباد، وتحيي به البلاد.
أشهد يا مولاي! أنّي بك وبآبائك وأبنائك موقن مقرّ، ولكم تابع في ذات نفسي وشرائع ديني، وخاتمة عملي ومنقلبي ومثواي. وأنّي ولي لمن والاكم، عدوّ لمن عاداكم، مؤمن بسرّكم وعلانيتكم، وأوّلكم وآخركم، بأبي أنت وأُمّي، ورحمة اللّه وبركاته».
ثمّ قبّل ضريحه، وضع خدّك الأيمن عليه ثمّ الأيسر وقل:
«اللّهمّ! صلّ علي حجّتك الوفيّ، ووليّك الزكي، وأمينك المرتضي، وصفيّك الهادي، وصراطك المستقيم، والجادّة العظمي، والطريقة الوسطي، نور قلوب المؤمنين، ووليّ المتّقين، وصاحب المخلصين.
اللّهمّ! صلّ علي سيّدنا محمّد وأهل بيته، وصلّ علي عليّ بن محمّد الراشد المعصوم من الزلل، والطاهر من الخلل، والمنقطع إليك بالأمل، المبلو بالفتن، والمختبر بالمحن، والممتحن بحسن البلوي وصبر الشكوي، مرشد عبادك، وبركة بلادك، ومحلّ رحمتك، ومستودع حكمتك، والقائد إلي جنّتك، العالم في بريّتك، والهادي في خليقتك، الذي ارتضيته وانتجبته واخترته لمقام رسولك في أُمّته، وألزمته حفظ شريعته، فاستقلّ بأعباء الوصيّة ناهضاًبها، ( العبو: الثقل. المنجد: 485، (عبا).
ومضطلعاً بحملها، لم يعثر في مشكل، ولا هفا في معضل، بل ( في الدعاء «اللّهمّ ارحم الهفوة» هي : الزلّة. مجمع البحرين: 478/1، (هفا). )
كشف الغمّة، وسدّ الفرجة، وأدّي المفترض.
اللّهمّ! فكما أقررت ناظر نبيّك به فرقّه درجته، وأجزل لديك مثوبته، وصلّ عليه وبلّغه منّا تحيّة وسلاماً، وآتنا من لدنك في موالاته فضلاً وإحساناً، ومغفرةً ورضواناً، إنّك ذو الفضل العظيم».
ثمّ تصلّي صلاة الزيارة، فإذا سلّمت فقل:
«يا ذا القدرة الجامعة، والرحمة الواسعة، والمنن المتتابعة، والآلاء المتواترة، والأيادي الجليلة، والمواهب الجزيلة، صلّ علي محمّد وآل محمّد الصادقين، واعطني سؤلي، واجمع شملي، ولمّ شعثي، وزكّ عملي، ولا تزع قلبي بعد إذ هديتني، ولا تزلّ قدمي، ولا تكلني إلي نفسي طرفة عين أبداً، ولاتخيّب طمعي، ولا تبد عورتي، ولا تهتك ستري، ولا توحشني، ولاتؤيسني، وكن بي رؤوفاً رحيماً، واهدني، وزكّني، وطهّرني، وصفّني، واصطفني، وخلّصني واستخلصني، واصنعني واصطنعني، وقرّبني إليك، ولاتباعدني منك، والطف بي، ولا تجفني، وأكرمني ولا تهنّي، وما أسألك فلا تحرمني، وما لا أسألك فاجمعه لي، برحمتك يا أرحم الراحمين.
وأسألك بحرمة وجهك الكريم، وبحرمة نبيّك محمّد صلواتك عليه وآله، وبحرمة أهل بيت رسولك - أمير المؤمنين عليّ، والحسن، والحسين، وعليّ، ومحمّد، وجعفر، وموسي، وعليّ، ومحمّد، وعليّ، والحسن، والخلف الباقي صلواتك وبركاتك عليهم - أن تصلّي عليهم أجمعين، وتعجّل فرج قائمهم بأمرك، وتنصره وتنتصر به لدينك، وتجعلني في جملة الناجين به، والمخلصين في طاعته.
وأسألك بحقّهم لما استجبت لي دعوتي، وقضيت حاجتي، وأعطيتني سؤلي، وكفيتني ما أهمّني من أمر دنياي وآخرتي يا أرحم الراحمين.
يا نور يا برهان، يا منير يا مبين، يا ربّ اكفني شرّ الشرور، وآفات الدهور، وأسألك النجاة يوم ينفخ في الصور».
وادع بما شئت وأكثر من قولك: «يا عدّتي عند العدد، ويا رجائي المعتمد، وياكهفي والسند، يا واحد يا أحد، ويا قل هو اللّه أحد، أسألك اللّهمّ بحقّ من خلقت من خلقك ولم تجعل في خلقك مثلهم أحداً، صلّ علي جماعتهم وافعل بي كذا وكذا».
فقد روي عنه صلوات اللّه عليه أنّه قال: «إنّني دعوت اللّه عزّ وجلّ ألّاتخيّب من دعا به في مشهدي بعدي».
( مصباح الزائر: 404، س 8. عنه البحار: 63/99، س 20. )
5 - السيّد ابن طاووس(رحمه الله): تقف عليهما [أي أبي الحسن الهادي وأبي محمّد العسكريّ 2العسكري أبي محمّد العسكريّ، 4(عليهماالسلام)] وأنت علي غسل وتقول:
«السلام علي رسول اللّه، السلام علي محمّد بن عبد اللّه 2النبي محمّد بن عبد اللّه، 4، السلام علي أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب، السلام علي الأئمّة المعصومين من ولده المهديّين، الذين أمروا بطاعة اللّه، وقرّبوإ؛چپ ك ًًًًًًًًظأ أولياء اللّه، واجتنبوا معصية اللّه، وجاهدوا أعداءه، ودحضوا ( الدحض: الدفع. لسان العرب: 108/7، (دحض). )
حزب الشيطان الرجيم، وهدوا إلي صراط مستقيم.
السلام عليكما أيّها الإمامان الطاهران الصدّيقان، اللذان استنقذا المؤمنين من مخالطة الفاسقين، وحقنا دماء المحبّين بمداراة المبغضين.
أشهد أنّكما حجّتا اللّه علي عباده، وسراجا أرضه وبلاده، وتجرّعتما في ربّكما غيظ الظالمين، وصبرتما في مرضاته علي عناد المعاندين، حتّي أقمتما منار الدين، وأبنتما الشكّ من اليقين، فلعن اللّه مانعكما الحقّ، والباغي عليكما من الخلق».
ثمّ ضع خدّك الأيمن علي القبر وقل:
«اللّهمّ! إنّ هذين إمامي قائداي، وبهما وبآبائهما أرجو الزلفة ( الزلف، والزلفة، والزلفي: القربة والدرجة والمنزلة. لسان العرب: 138/9، (زلف). )

لديك يوم قدومي عليك، اللّهمّ! إنّي أشهدك ومن حضر من ملائكتك أنّهما عبدان لك، اصطفيتهما وفضّلتهما، وتعبّدت خلقك بموالاتهما، وأذقتهما المنيّة التي كتبت عليهما، وما ذاقا فيك أعظم ممّا ذاقا منك، وجمعتني، وإيّاهما في الدنيا علي صحّة الاعتقاد في طاعتك، فاجمعني وإيّاهما في جنّتك، يا من حفظ الكنز بإقامة الجدار، وحرس محمّداً صلّي اللّه عليه وآله بالغار، ونجّي إبراهيم عليه السلام من النار.
اللّهمّ! إنّي أبرأ إليك ممّن اعتقد فيهما اللاهوت، وقدّم عليهمإ؛ح ت ك ًًًًًًًًٍّلاً الطاغوت، اللّهمّ العن الناصبة الجاحدين، والمسرفين الغالين، والشاكّين المقصّرين، والمفوّضين.
اللّهمّ! إنّك تسمع كلامي، وتري مقامي، وعلمك محيط بما خلفي وأمامي، فاحرسني من كلّ سوء يخرج ديني، واكفني كلّ شبهة تشكل يقيني، واشرك في دعائي إخواني ومن أمره يعنيني.
اللّهمّ! إنّ هذا موقف خضت إليه المتالف، وقطعت دونه المخاوف، طلباً أن تستجيب فيه دعائي، وأن تضاعف فيه حسناتي، وأن تمحو فيه سيّئاتي.
اللّهمّ! فأعطني وإخواني من آل محمّد وشيعتهم، وأهل حزانتي وأولادي وقراباتي من كلّ خير مزلف في الدنيا، ومحظ في الآخرة، واصرف عن جمعنا كلّ شرّ يورث في الدنيا عدماً، ويحجب غيث السماء، ويعقّب في الآخرة ندماً.
اللّهمّ! صلّ علي محمّد وآل محمّد، واستجب، وصلّ علي محمّد وآله أجمعين». ثمّ تخرج عنهما ولا تولّ ظهرك إليهما.
( مصباح الزائر: 499، س 2. عنه البحار: 77/99، ح 12. )

السادس - وداعه بعد زيارته(عليه السلام):
1 - الشيخ المفيد(رحمه الله): تقف في المكان المذكور [بإزاء قبر أبي الحسن وأبي محمّد(عليهماالسلام)] كوقوفك في أوّل زيارتك وتقول:
«السلام عليكما يا وليي اللّه، أستودعكما اللّه وأقرأ عليكما السلام، آمناً باللّه، وبالرسول، وبما جئتما به، ودللتما عليه، اللّهمّ! اكتبنا مع الشاهدين».
ثمّ اسأل اللّه العود إليهما وادع بما أحببت إن شاء اللّه.
( المقنعة: 487، س 14.
المزار للمفيد: 204، س 11.
تهذيب الأحكام: 95/6، س 8. عنه البحار: 63/99، س 7. )

2 - السيّد ابن طاووس(رحمه الله): فإذا فرغت من زيارة أُمّ القائم(عليه السلام)، وأردت وداع العسكريّين صلوات اللّه عليهما، فقف علي ضريحهما وقل:
«السلام عليكما يا وليي اللّه، السلام عليكما يا حجّتي اللّه، السلام عليكما يانوري اللّه، السلام عليكما وعلي آبائكما وأجدادكما وأولادكما، السلام عليكما وعلي أرواحكما وأجسادكما.
السلام عليكما سلام مودّع لا سئم ولا قال ولا مالّ ورحمة اللّه ( السَآمة: الملل والضجر. لسان العرب: 280/12، (سأم). )
وبركاته، السلام عليكما سلام وليّ غير راغب عنكما، ولا مستبدل بكما غيركما، ولامؤثر عليكما. يا ابني رسول اللّه! صلّي اللّه عليه وآله أستودعكما اللّه وأسترعيكما، وأقرأ عليكما السلام، آمنت باللّه وبالرسول وبما جاء به من عند اللّه.
اللّهمّ! صلّ علي محمّد وآل محمّد. واكتبنا مع الشاهدين، اللّهمّ! لا تجعله آخر العهد من زيارتهما، وارزقني العود ثمّ العود إليهما ما أبقيتني، فإن توفّيتني فاحشرني معهما ومع آبائهما الأئمّة الراشدين.
اللّهمّ! صلّ علي محمّد وآل محمّد وتقبّل عملي، واشكر سعيي، وعرّفني الإجابة في دعائي، ولا تخيّب سعيي، ولا تجعله آخر العهد منّي، وارددني إليهما ببرّ وتقوي، وعرّفني بركة زيارتهما في الدنيا والآخرة.
اللّهمّ! صلّ علي محمّد وآل محمّد.
ولا تردّني خائباً ولا خاسراً، وارددني مفلحاً منجحاً، مستجاباً دعائي، مرحوماً صوتي، مقضيّاً حوائجي، واحفظني من بين يديّ ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي، واصرف عنّي شرّ كلّ ذي شرّ، وشرّ كلّ دابّة أنت آخذ بناصيتها إنّ ربّي علي صراط مستقيم»، ثمّ انصرف مرحوماً إن شاءاللّه تعالي.
( مصباح الزائر: 416، س 3. عنه البحار: 72/99، س 4. )

السابع - كيفيّة الصلاة عليه(عليه السلام):
1 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله): أخبرنا جماعة من أصحابنا، عن أبي المفضّل الشيبانيّ قال: حدّثنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد العابد قال: سألت مولاي أبا محمّد الحسن بن عليّ(عليهماالسلام) في منزله بسرّ من رأي سنة خمس وخمسين ومائتين، أن يملي عليّ من الصلاة علي النبيّ وأوصيائه عليه وعليهم السلام، وأحضرت معي قرطاساً كثيراً فأملي عليّ لفظاً من غير كتاب... .
الصلاة علي عليّ بن محمّد(عليهماالسلام) «اللّهمّ! صلّ علي عليّ بن محمّد وصيّ الأوصياء، وإمام الأتقياء، وخلف أئمّة الدين، والحجّة علي الخلائق أجمعين، اللّهمّ! كما جعلته نوراً يستضي ء به المؤمنون، فبشّر بالجزيل من ثوابك، وأنذر بالأليم من عقابك، وحذّر بأسك، وذكّر بأيامك، وأحلّ حلالك، وحرّم حرامك، وبيّن شرائعك وفرائضك، وحضّ علي عبادتك، وأمر بطاعتك، ونهي عن معصيتك، فصلّ عليه أفضل ما صلّيت علي أحد من أوليائك وذريّة أنبيائك، يا إله العالمين».
( مصباح المتهجّد: 399، س 12.
جمال الاُسبوع: 295، س 13، عنه البحار: 77/91، ضمن ح 1.
البلد الأمين: 305، س 17.
قطعة منه في: (النصّ علي إمامته عن ابنه أبي محمّد(عليهماالسلام)) )

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
2 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله):... وفي التوقيع:... إذا صلّيت علي نبيّك كيف تصلّي عليه؟... إذا صلّيت علي النبيّ فصلّ عليه وعلي أوصيائه علي هذه النسخة....(نسخة الدفتر الذي خرج) بسم اللّه الرحمن الرحيم، اللّهمّ! صلّ علي محمّد سيّد المرسلين... وصلّ علي أميرالمؤمنين... وصلّ علي عليّ ابن محمّد إمام المؤمنين ووارث المرسلين وحجة ربّ العالمين....
( الغيبة: 165، س 20.
عنه البحار: 17/52، ضمن ح 14.
جمال الأُسبوع: 301، س 14.
عنه البحار: 78/91، ح 2.
قطعة منه في: (النصّ علي إمامته عن المهديّ(عليه السلام) وإنّه إمام المؤمنين). )

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
3 - السيّد ابن طاووس(رحمه الله): - في الصلاة علي النبيّ والأئمّة2امام الأئمّة، 4(عليهم السلام) في كلّ يوم من شهر رمضان - ...:
«اللّهمّ! صلّ علي عليّ بن محمّد إمام المسلمين، ووال من والاه، وعاد من عاداه، وضاعف العذاب علي من شرك في دمه، وهو المتوكّل..».
( إقبال الأعمال: 372، س 12.
عنه البحار: 206/50، ح 19، قطعة منه، و108/95، ضمن ح 3.
مصباح المتهجّد: 620، ح 699.
مصباح الكفعميّ: 829، س 8.
المقنعة: 329، س 7.
البلد الأمين: 229، س 16.
روضة الواعظين: 355، س 7. )

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
4 - العلّامة المجلسيّ(رحمه الله): ذكر السلام والصلاة علي النبيّ 2النبي النبيّ، 4 وأميرالمؤمنين، والأئمّة من ولده عليهم أفضل التحيّة والسلام، فأوّل ذلك علي رسول اللّه:... (السلام والصلاة علي الإمام عليّ بن محمّد الهادي(عليهماالسلام)):
«السلام عليك يا سيّدي يا أبا الحسن عليّ بن محمّد، ورحمة اللّه وبركاته، اللّهمّ! صلّ علي الإمام ابن محمّد الإمام، ابن خير الأنام، وابن الأوصياء الكرام الدالّ عليك، والداعي إليك، المظهر للدين، والمنتقم من الظالمين، عليّ بن محمّد، وارث الأئمّة، وخازن الحكمة، العالم بالتأويل، ابن سيّد النبيّين، وأُمّه سيّدة نساء العالمين، صلّي اللّه عليهم أجمعين، من الملاء الأعلي، وفي الآخرة والأُولي.
اللّهمّ! كما خصصته بجدّه النبيّ المصطفي، وبعليّ المرتضي، وبفاطمة الزهراء، سيّدة النساء، فعظّم درجته، وأعل منزلته، وأكرم أولياءه، آمين ربّ العالمين، وأبلغه منّا التحيّة والسلام، واردد علينا منه التحيّة والسلام، والسلام عليه ورحمة اللّه وبركاته...».
( البحار: 226/99، س 17، عن الكتاب العتيق للغروي. )
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.