(ه') - علائم إمامته(عليه السلام)
1 - الراونديّ(رحمه الله): قال أبو هاشم: ما دخلت قطّ علي أبي الحسن وأبي محمّد(عليهماالسلام) إلّا ورأيت منهما دلالةً وبرهاناً.
( الخرائج والجرائح: 684/2، ح 4. عنه البحار: 254/50، ح 8، ومدينة المعاجز: 634/7، ح 2618، وإثبات الهداة: 422/3، ح 79.
إثبات الهداة: 417/3، ح 62، عن كتاب أخبار أبي هاشم. )


(و) - خاتم إمامته(عليه السلام)
1 - أبو نصر الطبرسيّ(رحمه الله): عن محمّد بن عيسي قال: سمعت الموفّق يقول قدّام أبي جعفر الثاني(عليه السلام)، وأراني خاتماً في إصبعه، فقال لي: أتعرف هذا الخاتم؟... .
فقلت له: خاتم من هذا؟
فقال: خاتم أبي الحسن [الرضا2الرضاأبي الحسن الرضا، 4](عليه السلام).
فقلت له: وكيف صار في يدك؟
قال: لمّا حضرته الوفاة دفعه إليّ، ثمّ قال لي: لا تخرج من يدك إلّا إلي عليّ [الهادي ] ابني.
( مكارم الأخلاق: 86، س 14. )
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(ز) - شهادة النخلة بإمامته(عليه السلام)
1 - الحضينيّ(رحمه الله): عن أبي الحسن محمّد بن يحيي، وأبي داود الطوسيّ، قالا: دخلنا علي أبي شعيب... فأمرنا بالجلوس، فجلسنا دون القوم، وكان الوقت في غير أوان حمل النخل والشجر، فانثني أبو شعيب إلي عليّ بن أُمّ الرقاد، وقال: قم يا عليّ! إلي هذه النخلة واجتني منها رطباًوائتنا.
فقام عليّ إلي النخلة، نخلة في جانب الدار لا حمل فيها، فلم يصل إليها حتّي رأيناها قد تهدّلت أثمارها، فلم يزل يلقط منها، ونحن ننظر إليه حتّي لقط ملأ طبق معه، ثمّ أتي به ووضعه بين أيدينا.
وقال لنا: كلوا! واعلموا يسيراً في فضل اللّه علي سيّدكم أبي محمّد الحسن(عليه السلام)،....
فأكلنا منه، وأقبل يظهر لنا فيه ألواناً من الرطب من كلّ نوع غريب، وإذا نحن بخادم قد أتي من دار سيّدنا الحسن 3مكان دار سيّدنا الحسن، 4(عليه السلام) و....
وقال: مولاك يقول لك: يا أبا شعيب! اغرس هذا النوي في بستانك 3مكان البستان، 4 بالبصرة يخرج منه نخلة واحدة آية لك وعبرة في حياتك وبعد وفاتك....
فعدت من قابل، فجاء في نفسي من أمر النخلة،... فدنونا منها وأسعافها تحرّكها الرياح، فسمعنا في تخشخشها ألسناً تنطق وتقول: لا إله إلّا اللّه، محمّد رسول اللّه،... وعليّ، ومحمّد [الجواد]، وعليّ [الهادي ] و الحسن بن عليّ(عليهم السلام) حجج اللّه علي خلقه....
( الهداية الكبري: 338، س 9. )
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(ح) - شهادة التفّاحة بإمامته(عليه السلام)
1 - الحضينيّ(رحمه الله):... أحمد بن محمّد الحجليّ قال: دخلنا علي سيّدنا أبي الحسن(عليه السلام)... رمي إلينا تفّاحة،... فنطقت التفّاحة وقالت:... وأنّ الأئمّة منه [عليّ(عليه السلام)].
( الهداية الكبري: 320، س 2.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 388. )


(ط) - إنّه(عليه السلام) سابر هذه الأُمّة وعالمها
1 - ابن شاذان القمّيّ(رحمه الله):... عبد اللّه بن عمر بن الخطّاب قال: قال رسول اللّه (صلي الله عليه و آله وسلم) لعليّ بن أبي طالب: يا عليّ! أنا نذير أُمّتي، وأنت هاديها،... وعليّ بن محمّد [الهادي ](عليهماالسلام) سابرها، وعالمها،....
( مائة منقبة: 49، المنقبة 6.
المناقب لابن شهرآشوب: 292/1، س 10. عنه البحار: 269/36، ضمن ح 91.
إثبات الهداة: 699/1، ح 106، عن كتاب الاستنصار.
الصراط المستقيم: 150/2، س 9. عنه إثبات الهداة: 721/1، ح 210.
العدد القويّة: 88، ح 152. )

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(ي) - إنّه(عليه السلام) مزوّج الحور العين للشيعة في الجنّة
1 - ابن شاذان القمّيّ(رحمه الله):... عن عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) قال: قال رسول اللّه(صلي الله عليه و آله وسلم): أنا واردكم علي الحوض 3مكان الحوض، 4، وأنت يا عليّ! الساقي، والحسن الذائد، والحسين الآمر... وعليّ ابن محمّد [الهادي(عليه السلام)] خطيب شيعته، ومزوّجهم الحور العين،....
( مائة منقبة: 47، المنقبة 5. عنه إثبات الهداة: 700/1، ح 107
المناقب لابن شهرآشوب: 292/1، س 18. عنه البحار: 270/36، ضمن ح 91.
الصراط المستقيم: 150/2، س 1.
العدد القويّة: 88، ح 153.
حلية الأبرار: 493/5، س 5.
مقتل الحسين للخوارزمي: 144، الفصل 6، ح 21. عنه إثبات الهداة: 749/1، س 23.
البحار: 316/26، ح 80، عن كتاب تفضيل الأئمّة(عليهم السلام).
مشارق أنوار اليقين: 180، س 21. عنه البحار: 312/27، ح 7. )

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(ك) - نور وجهه(عليه السلام)
1 - الحضينيّ(رحمه الله): حدّثني أبو جعفر محمّد بن الحسن قال:... فقال أبوشعيب: خذوا هبتكم، فإنّ الرسول يجيئكم الساعة، فما لبثنا أن وافي الخادم، فقال: يا أبا شعيب! خذ إخوانك وصر بهم إلي مولاك، فصرنا إليه فإذا نحن بمولانا أبي الحسن(عليه السلام) قد أقبل، ونور وجهه أضوء من نورالشمس....
( الهداية الكبري: 323، س 11. يأتي الحديث بتمامه في رقم 373. )

(ل) - إنّه(عليه السلام) هو المراد من آية النور
1 - ابن شهر آشوب (رحمه الله): عن النبيّ(صلي الله عليه و آله وسلم)) في قوله: (اللَّهُ نُورُ السَّمَوَتِ )، أنّه قال: يا عليّ! «النور» اسمي«والمشكوة» أنت... (لَّاشَرْقِيَّةٍ) محمّد بن عليّ [الجواد] (وَلَا غَرْبِيَّةٍ) عليّ ابن محمّد[الهادي ](عليهم السلام)....
( المناقب: 280/1، س 1. عنه إثبات الهداة: 668/1، ح 887. )
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
2 - البحرانيّ(رحمه الله): روي عن جابر بن عبد اللّه الأنصاريّ قال: دخلت إلي مسجد الكوفة وأمير المؤمنين صلوات اللّه وسلامه عليه يكتب بإصبعه ويتبسّم....
فقال (عليه السلام): عجبت لمن يقرء هذه الآية ولم يعرفها حقّ معرفتها.
فقلت له: أيّ آية يا أمير المؤمنين؟
فقال: قوله تعالي: اللَّهُ نُورُ السَّمَوَتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ ي كَمِشْكَوةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ... ).
( النور: 35/24. )
«مشكوة» محمّد(صلي الله عليه و آله وسلم)... و(وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ) عليّ بن محمّد [الهادي(عليهماالسلام)]....
( البرهان: 136/3، ح 16. )
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(م) - إنّه(عليه السلام) هو المراد من قوله عزّ وجلّ:
(مِنْهَآ أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ)
1 - ابن شهر آشوب (رحمه الله): جابر بن يزيد الجعفيّ، عن الباقر(عليه السلام) في قوله: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ ) الآية قال: قال: شهورها اثنا عشر... في قوله: . (مِنْهَآ أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ) أربعة منهم باسم واحد، عليّ أمير المؤمنين، وأبي، عليّ بن الحسين، وعليّ بن موسي، وعليّ بن محمّد(عليهم السلام) (فَلَاتَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ) أي قولوا بهم جميعاً تهتدوا.
( التوبة: 36/9. )
( المناقب: 284/1، س 7. )
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(ن) - إنّه أكرم من ناقة صالح(عليهماالسلام)
1 - السيّد ابن طاووس(رحمه الله):... عن زُرافة حاجب المتوكّل،... وأخرجوا في جملة الأشراف أبا الحسن عليّ بن محمّد(عليهماالسلام)، وشقّ عليه مالقيه،....
قال(عليه السلام): يا زُرافة! ما ناقة صالح عند اللّه بأكرم منّي أو قال: بأعظم قدراً منّي،....
( مهج الدعوات: 318، س 4.
يأتي الحديث بتمامه في ج 2، رقم 727. )


(س) - تحيّة المهديّ له(عليهماالسلام) حين ولادته
1 - الراونديّ(رحمه الله): عن حكيمة، [قالت ]: دخلت يوماً علي أبي محمّد(عليه السلام)؛ فقال: يا عمّة! بيّتي عندنا الليلة، فإنّ اللّه سيظهر الخلف فيها....
فبتّ... وأشرق نور في البيت، فنظرت فإذا الخلف تحتها ساجد [للّه تعالي ] إلي القبلة، فأخذته.
فناداني أبو محمّد من الحجرة: هلمّي بابني إليّ يا عمّة!
قالت: فأتيته به...، وقال: انطق يا بنيّ باذن اللّه!
فقال(عليه السلام): «أعوذ باللّه السميع العليم، من الشيطان الرجيم ... وصلّي اللّه علي محمّد المصطفي، وعلي المرتضي، وفاطمة الزهراء... وعليّ بن محمّد [الهادي(عليه السلام)]،....».
( الخرائج والجرائح: 455/1، ح 1. عنه حلية الأبرار: 173/5، ح 1. ومدينةالمعاجز: 31/8، ح 2666.
كشف الغمّة: 498/2، س 2.
كتاب ألقاب الرسول وعترته(عليهم السلام) ضمن المجموعة النفيسة: 241، س 12.
إكمال الدين وإتمام النعمة: 424/2، ح 1، بتفاوت. عنه البحار: 2/51، ح 3.
ينابيع المودّة: 171/3، س 11، و301، س 4. )

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(ع) - إختصاص ساعة من العصر له(عليه السلام)
1 - الكفعميّ(رحمه الله): الساعة العاشرة من ساعتين بعد صلاة العصر إلي قبل اصفرار الشمس للهادي(عليه السلام)....
( مصباح الكفعميّ: 190، س 5.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 433. )


(ف) - إختصاص يوم الأربعاء به(عليه السلام)
1 - الراونديّ(رحمه الله):... ابن أُورمة [قال:]... قلت لأبي الحسن(عليه السلام) حديث رسول اللّه(صلي الله عليه و آله وسلم): «لا تعادوا الأيّام فتعاديكم».
قال(عليه السلام): نعم! إنّ لحديث رسول اللّه(صلي الله عليه و آله وسلم) تأويلاً، أمّا السبت فرسول اللّه(صلي الله عليه و آله وسلم)، والأحد أمير المؤمنين(عليه السلام)،... والأربعاء موسي بن جعفر وعليّ بن موسي ومحمّد بن عليّ وأنا [عليّ بن محمّد]،....
( الخرائج والجرائح: 412/1، ح 17.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 364. )

2 - السيّد ابن طاووس(رحمه الله): يوم الأربعاء، وهو باسم موسي بن جعفر وعليّ بن موسي، ومحمّد بن عليّ وعليّ بن محمّد صلوات اللّه عليهم أجمعين....
( جمال الأُسبوع: 40، س 22.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 411. )


(ص) - اختصاص يوم الخميس به(عليه السلام)
1 - الحافظ رجب البرسيّ(رحمه الله): وعنهم(عليهم السلام) أنّهم قالوا: نحن الليالي والأيّام، من لم يعرف هذه الأيّام لم يعرف اللّه حقّ معرفته، (فالسبت)، رسول اللّه(صلي الله عليه و آله وسلم) النبوّة ولانبيّ بعده... (والخميس) خمسة أنوار، الرضا، والجواد، والهادي، والعسكريّ، والمهديّ(عليهم السلام) و....
( مشارق أنوار اليقين: 45، س 20. )
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(ق) - علمه(عليه السلام) بأُمور شتّي

الأوّل - علمه(عليه السلام) بقرائة القرآن:
1 - المسعوديّ(رحمه الله): فروي الحميريّ، عن محمّد بن سعيد مولي لولد جعفر بن محمّد قال: قدم عمر بن الفرج الرخجي المدينة حاجّاً بعد مضيّ أبي جعفر(عليه السلام) فأحضر جماعة من أهل المدينة، والمخالفين، والمعاندين لأهل بيت رسول اللّه(صلي الله عليه و آله وسلم) فقال لهم: ابغوا لي رجلاً من أهل الأدب، والقرآن، والعلم، لا يوالي أهل هذا البيت، لأضمّه إلي هذا الغلام، وأوكّله بتعليمه، وأتقدّم إليه بأن يمنع منه الرافضة، الذين يقصدونه ويمسّونه.
فسمّوا له رجلاً من أهل الأدب يكنّي أبا عبد اللّه، ويعرف بالجنيدي، متقدّماً عند أهل المدينة في الأدب والفهم، ظاهر الغضب والعداوة، فأحضره عمر بن الفرج، وأسني له الجاري من مال السلطان، وتقدّم إليه بما أراد وعرّفه أنّ السلطان أمره با ختيار مثله وتوكيله بهذا الغلام.
قال: فكان الجنيديّ يلزم أبا الحسن في القصر بصريا، فإذا كان الليل أغلق الباب وأقفله وأخذ المفاتيح إليه.
فمكث علي هذا مدّة، وانقطعت الشيعة عنه، وعن الاستماع منه، والقراءة عليه. ثمّ إنّي لقيته في يوم جمعة، فسلّمت عليه وقلت له: ما قال هذا الغلام الهاشميّ، الذي تؤدّبه؟
فقال - منكراً عليّ -: تقول الغلام ولا تقول الشيخ الهاشميّ؟! أُنشدك اللّه هل تعلم بالمدينة أعلم منّي؟ قلت: لا!
قال: فإنّي واللّه! أذكر له الحزب من الأدب، أظنّ أنّي قد بالغت فيه، فيملي عليّ باباً فيه أستفيده منه، ويظنّ الناس أنّي أُعلّمه، وأنا واللّه أتعلّم منه.
قال: فتجاوزت عن كلامه هذا، كأنّي ما سمعته منه، ثمّ لقيته بعد ذلك فسلّمت عليه وسألته عن خبره وحاله، ثمّ قلت: ما حال الفتي الهاشميّ؟
فقال لي: دع هذا القول عنك، هذا واللّه خير أهل الأرض، وأفضل من خلق اللّه، إنّه لربما همّ بالدخول فأقول له: تنظر حتّي تقرأ عشرك.
فيقول لي: أيّ السور تحبّ أن أقرأها؟ أنا أذكر له من السور الطوال ما لم تبلغ إليه، فيهذّها بقراءة لم أسمع ( الهذّ والهَذَذ: سرعة القطع وسرعة القراءة. لسان العرب: 517/3 (هذذ). )
أصحّ منها من أحد قطّ، وجزم أطيب من مزامير داود النبيّ(عليه السلام) الذي ( جزم القراءة جزماً: وضع الحروف مواضعها في بيان ومهل. لسان العرب: 98/12 (جزم). )
إليها من قراءته يضرب المثل.
قال: ثمّ قال: هذا مات أبوه بالعراق وهو صغير بالمدينة، ونشأ بين هذه الجواري السود، فمن أين علم هذا؟
قال: ثمّ ما مرّت به الأيّام والليالي حتّي لقيته فوجدته قد قال بإمامته، وعرف الحقّ وقال به.
( إثبات الوصيّة: 230، س 11.
قطعة منه في: (ما ورد عن العلماء وغيرهم في عظمته(عليه السلام))، و(مؤدبّه(عليه السلام))، و(قرائته(عليه السلام) القرآن عندمؤدّبه). )


الثاني - علمه(عليه السلام)بالحلال والحرام:
1 - ابن شهر آشوب (رحمه الله): خرج من عند أبي محمّد(عليه السلام) في سنة خمس وخمسين ومائتين كتاب ترجمة في جهة رسالة المقنعة8الكتب ترجمة رسالة المقنعة، 4، ( في البحار: المنقبة. )
يشتمل علي أكثر علم الحلال والحرام، وأوّله: أخبرني عليّ بن محمّد بن موسي(عليهم السلام).
( في البحار: عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسي(عليهم السلام). )
وذكر الحميريّ في كتاب سمّاه مكاتبات الرجال عن العسكريّين، قطعة من أحكام الدين.
( المناقب: 424/4، س 2. عنه البحار: 310/50، ضمن ح 9. )

الثالث - علمه(عليه السلام) بحكمة تسمية قمّ «بقمّ»:
1 - العلّامة المجلسيّ(رحمه الله): الحسن بن محمّد بن الحسن القمّيّ، عن أبي مقاتل الديلميّ نقيب الريّ 1 ي مقاتل الديلمي نقيب الريّ، 4 قال: سمعت أبا الحسن عليّ بن محمّد(عليهماالسلام) يقول: إنّما سمّي قمّ به، لأنّه لمّا وصلت السفينة إليه في طوفان نوح(عليه السلام) قامت، وهو قطعة من بيت المقدس.
( البحار: 213/57، ح 24، عن كتاب تاريخ قم.
قطعة منه في (وصول سفينة(عليه السلام) نوح إلي قمّ). )


الرابع - علمه(عليه السلام) بنداء الصوامع:
1 - ابن شهر آشوب (رحمه الله): أبو محمّد الفحّام قال: سأل المتوكّل ابن الجهم: مَن أشعر الناس؟... ثمّ إنّه سأل أبا الحسن(عليه السلام) فقال: الجمانيّ حيث يقول:
لقد فاخرتنا من قريش عصابة
بمدّ خدود وامتداد أصابع
فلمّا تنازعنا المقال قضي لنا
عليهم بما نهوي نداء الصوامع
ترانا سكوتاً والشهيد بفضلنا
عليهم جهير الصوت في كلّ جامع
فإنّ رسول اللّه أحمد جدّنا
ونحن بنوه كالنجوم الطوالع
قال: وما نداء الصوامع، يا أبا الحسن؟
قال: أشهد أن لا إله إلّا الّله، وأشهد أنّ محمّداً رسول اللّه....
( المناقب: 406/4، س 8.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 522. )


الخامس - علمه(عليه السلام) بالرياح ومجيي ء المطر:
1 - المسعوديّ(رحمه الله):... يحيي بن هرثمة قال: وجّهني المتوكّل إلي المدينة لإشخاص عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسي بن جعفر(عليهم السلام) لشي ء بلغه عنه؛... فأشخصته... فبينا أنا [نائم ] يوماً من الأيّام، والسماء صاحية، والشمس طالعة؛ إذ ركب وعليه مِمطَر، وقد عقد ذنب دابّته، فعجبت من فعله،...
قال:... فأنا أعرف الرياح التي يكون في عقبها المطر.
فلمّا أصبحت هبّت ريح لا تخلف، وشممت منها رائحة المطر،....
( مروج الذهب: 170/4، س 6.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 512. )


السادس - علمه(عليه السلام) ببلاد الأحقاف:
1 - عليّ بن إبراهيم القمّيّ(رحمه الله): قال: حدّثني أبي قال: أمر المعتصم أن يحفر بالبطائيّة (البطانيّة) بئر،...
فلمّا ولّي المتوكّل أمر أن يحفر ذلك البئر أبداً حتّي يبلغ الماء، فحفروا حتّي وضعوا في كلّ مائة قامة بكرة، حتّي انتهوا إلي صخرة فضربوها بالمعول فانكسرت، فخرج منها ريح باردة، فمات من كان بقربها.
فأخبروا المتوكّل بذلك فلم يعلم بذلك ما ذاك.
فقالوا: سل ابن الرضا عن ذلك، وهو أبو الحسن عليّ بن محمّد(عليهماالسلام).
فكتب إليه يسأل عن ذلك.
فقال أبو الحسن(عليه السلام): تلك بلاد الأحقاف، وهم قوم عاد الذين أهلكهم اللّه بالريح الصرصر.
( تفسير القمّيّ: 298/2، س 9.
يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 957. )


السابع - علمه(عليه السلام) باللغات:
1 - الصفّار(رحمه الله): حدّثنا عبد اللّه بن جعفر، عن أبي هاشم الجعفريّ قال: دخلت علي أبي الحسن(عليه السلام)، فقال: يا أبا هاشم! كلّم هذا الخادم بالفارسيّة6اللسان الفارسيّة، 4، فإنّه يزعم أنّه يحسنها، فقلت للخادم: «زانويت چيست»؟ فلم يجبني.
فقال(عليه السلام): يقول: رُكبتك، ثمّ قلت: «نافت چيست»؟ فلم يجبني.
فقال(عليه السلام): يقول: سرّتك.
( بصائر الدرجات، الجزء السابع: 358، ح 2. عنه البحار: 88/49، ح 7، والفصول المهمّة للحرّ العامليّ: 417/1، ح 570، أشار إلي مضمونه.
الخرائج والجرائح: 760/2، ح 79، وفيه: عن أبي الحسن صاحب العسكر(عليه السلام)، قطعة منه، و675، ح 6، قطعة منه. عنه البحار: 157/50، ح 46، و137، ح 19. )

2 - الراونديّ(رحمه الله): قال أبو هاشم: كنت عند أبي الحسن(عليه السلام) وهو مجدّر فقلت للمتطبّب: «آب گرفت»، ثمّ التفت إليّ وتبسّم.
( الجُدَري بضمّ الجيم وفتح الدال والجَدَري بفتحهما لغتان: قروح تنفطّ عن الجلد ممتلية ماءً ثمّ تنفتح وصاحبها جديرٌ مجدّر. مجمع البحرين: 244/3 (جدر). )
فقال: تظن ألّا يحسن الفارسيّة غيرك؟
فقال له المتطبّب: جعلت فداك، تحسنها؟
فقال(عليه السلام): أمّا فارسيّة هذا فنعم، قال لك: احتمل الجدريّ ماء.
( الخرائج والجرائح: 675/2، ح 5. عنه البحار: 136/50، ح 19. )

(ر) - تكلّمه(عليه السلام) بألسنة مختلفة

الأوّل - تكلّمه(عليه السلام) بالصقلابيّة:
1 - الشيخ المفيد(رحمه الله): محمّد بن عيسي بن عبيد، وإبراهيم بن مهزيار، عن عليّ بن مهزيار قال: أرسلت إلي أبي الحسن الثالث(عليه السلام) غلامي، وكان صقلابيّاً4القبيلةالصقلابيّ، 4، فرجع الغلام إليّ متعجّباً.
( ابن الأعرابي: الصقلاب الرجل الأبيض. وقال أبو عمرو: هو الأحمر.
قال أبو منصور: الصقالبة جِيل حُمْرُ الألوان، صَهبُ الشعور، يُتاخمون الخزر وبعض جبال الروم. وقيل للرجل الأحمر صِقلاب، تشبيهاً بهم. لسان العرب: 526/1 (صقلب). )

فقلت له: ما لك يا بنيّ؟
قال: وكيف لا أتعجّب، ما زال يكلّمني بالصقلابيّة كأنّه واحد منّا، فظننت أنّه إنّما أراد بهذا اللسان كيلا يسمع بعض الغلمان ما دار بينهم.
( الإختصاص: ص 289، س 6. عنه البحار: 191/26، ح 3.
بصائر الدرجات، الجزء السابع: 353، ح 3. عنه الفصول المهمّة للحرّ العامليّ: 414/1، ح 564، ونور الثقلين: 176/4، ح 29.
المناقب لابن شهرآشوب: 408/4، س 22. عنه مدينة المعاجز: 503/7، ح 2495.
كشف الغمّة: 389/2، س 11. عنه إثبات الهداة: 382/3، ح 61. عنه وعن البصائر والمناقب، البحار: 130/50، ح 11. )


الثاني - تكلّمه(عليه السلام) بالسنديّة:
1 - الحضينيّ(رحمه الله): عن محمّد بن موسي القمّيّ، عن الحسن بن عليّ الوشّاء قال: دخلت يوماً علي عليّ الرضا بن موسي(عليهماالسلام)، فرأيت عنده قوماً لم أرهم ولم أعرفهم، وهو يخاطبهم بالسنديّة، مثل ( في الحديث «دجاج سنديّ، ونعل سنديّة، كأنّهما نسبة إلي السِّند بلاد، أو السند نهر بالهند غير بلاد السند، أو إلي السنديّة قرية معروفة من قري بغداد. مجمع البحرين: 71/3 (سند). )
زقزقةالزرازير.
( الزقزقة: الضحكُ الضعيف والخفّة، وصوت طائر عند الصبح. القاموس المحيط: 352/3 (الزقّ). )
( الزُرزور بالضمّ: نوع من العصافير. مجمع البحرين: 316/3 (زرر). )
ثمّ لقيت بعده صاحبنا أبا الحسن عليّ بن محمّد(عليهماالسلام) بسامرّاء، وعنده نجّار يصلح عتبة بابه، وهو يخاطبه بالسنديّة كخطاب الزرازير، فقلت في نفسي:
لا إله إلّا اللّه، هكذا كان جدّه الرضا(عليه السلام) يخاطب بهذا اللسان.
فقال أبو الحسن: من فرّق بيني وبين جدّي؟ أنا هو، وهو أنا، وإلينا فصل الخطاب.
فقلت: جعلت فداك، وما معني فصل الخطاب؟
قال(عليه السلام): إجابة كلّ عن لغته لغة مثلها، وجميع ما خلق اللّه تعالي.
( الهداية الكبري: 315، س 19.
قطعة منه في (إخباره(عليه السلام) بما في الضمائر) و(علم الأئمّة(عليهم السلام) بالجميع اللغات). )

الثالث - تكلّمه(عليه السلام) بالهنديّة:
1 - أبو عليّ الطبرسيّ(رحمه الله): قال أبو عبد اللّه بن عيّاش، وحدّثني عليّ بن حبشي بن عقرقوفيّ قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مالك قال: حدّثنا أبو هاشم الجعفريّ قال: دخلت علي أبي الحسن(عليه السلام) فكلّمني بالهنديّة6اللسان الهنديّة، 4 فلم أحسن أن أردّ عليه.
وكان بين يديه ركوة ملأ حصي، فتناول حصاة واحدة ووضعها في فيه، فمصّها [ثلاثاً] ثمّ رمي بها إليّ، فوضعتها في فمي.
فو اللّه! ما برحت من عنده حتّي تكلّمت بثلاثة وسبعين لساناً أوّلها الهنديّة5الأوّل أوّلها الهنديّة، 4.
( إعلام الوري: 117/2، س 15. عنه مدينة المعاجز: 451/7، ح 2454، وإثبات الهداة: 369/3، ح 30، والأنوار البهيّة: 274، س 14.
الخرائج والجرائح: 673/2، ح 2.
الثاقب في المناقب: 533، ح 469.
المناقب لابن شهرآشوب: 408/4، س 18. عنه وعن الخرائج والإعلام، البحار: 136/50، ح 17.
كشف الغمّة: 397/2، س 19، بتفاوت.
الصراط المستقيم: 205/2، ح 18،بتفاوت.
كتاب ألقاب الرسول وعترته(عليهم السلام) ضمن المجموعة النفيسة: 233، س 7.
قطعة منه في (معجزته(عليه السلام) في تكلّم الغير بالهنديّة). )


الرابع - تكلّمه(عليه السلام) بالتركيّة:
1 - الراونديّ(رحمه الله): قال أبو هاشم: كنت بالمدينة حين مرّ «بَغا» ( بَغا من الأسماء التركيّة، كان اسم رجل من قوّاد المتوكّل. )
أيّام الواثق في طلب الأعراب.
فقال أبو الحسن(عليه السلام): أخرجوا بنا حتّي ننظر إلي تعبئة هذا التركيّ 6اللسان التركي، 4، ( التعبئة: هي أن تُعَبّأ (هيّأ) للحرب جميع قوي الدولة من رجال وعتاد. المنجد: 483 (عبأ). )
فخرجنا فوقفنا، فمرّت بنا تعبئته، فمرّ بنا تركيّ فكلّمه أبو الحسن(عليه السلام) بالتركي، فنزل عن فرسه فقبّل حافر فرس الإمام(عليه السلام)، فحلّفت التركي، فقلت له: ما قال [لك ] الرجل؟ قال: هذا نبيّ؟
قلت: ليس هو بنبيّ.
قال: دعاني باسم سمّيت به في صغري في بلاد الترك، ما علمه أحد إلي الساعة.
( الخرائج والجرائح: 674/2، ح 4.
الثاقب في المناقب: 538، ح 478، بتفاوت.
المناقب لابن شهرآشوب: 408/4، س 15، باختصار.
كشف الغمّة: 397/2، س 14، بتفاوت يسير.
إعلام الوري: 117/2، س 1. عنه إثبات الهداة: 369/3، ح 29، ومدينة المعاجز: 451/7، ح 2453، والبحار: 124/50، ح 1.
الأنوار البهيّة: 274، س 8، بتفاوت.
كتاب ألقاب الرسول وعترته(عليهم السلام) ضمن المجموعة النفيسة: 233، س 3.
قطعة منه في (إخباره(عليه السلام) بالوقائع الماضية) و(مركبه(عليه السلام)). )


الخامس - تكلّمه(عليه السلام) بالنبطيّة:
1 - الحسين بن عبد الوهّاب(رحمه الله): عن الحسن بن إسماعيل... قال: خرجت أنا ورجل من أهل قريتي إلي أبي الحسن(عليه السلام)... وكان بعض أهل القرية قد حملنا رسالة ورفع إلينا ما أوصلناه وقال: تقرئونه منّي السلام، وتسألونه عن بيض الطائر الفلاني....
فلمّا صرنا في الشارع لحقنا(عليه السلام) وقال لرفيقي بالنبطيّة: اقرء منّي السلام وقل له: بيض الطائر الفلاني لا يأكله، فإنّه من المسوخ.
( عيون المعجزات: 135، س 2.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 331. )


السادس - تكلّمه(عليه السلام) بالفارسيّة:
1 - الصفّار(رحمه الله): محمّد بن الحسين، عن عليّ بن مهزيار، عن ( في الفصول المهمّة: عليّ بن مهران. )
الطيّب الهادي(عليه السلام) قال: دخلت عليه فابتدأني وكلّمني بالفارسيّة6اللسان الفارسيّة، 4.
( بصائر الدرجات، الجزء السابع: 353، ح 1. عنه الفصول المهمّة للحرّ العامليّ: 414/1، ح 562، والبحار: 130/50، ح 10.
قطعة منه في (لقبه(عليه السلام)). )

2 - الصفّار(رحمه الله):... إبراهيم بن مهزيار قال: كان أبو الحسن(عليه السلام) كتب إلي عليّ بن مهزيار... فخرجنا جميعاً إلي أن صرنا في يوم صائف شديد الحرّ، ومعنا مسرور غلام عليّ بن مهزيار... فسقطت حصاة، فقال مسرور: هشت. فقال(عليه السلام): هشت، ثمانية؟
فقلنا: نعم، يا سيّدنا! فلبثنا عنده إلي المساء ثمّ خرجنا فقال لعليّ: ردّ إليّ مسروراً بالغداة، فوجّهه إليه فلمّا أن دخل قال له بالفارسيّة: بار خدايا چون.
فقلت له: نيك يا سيّدي! فمرّ نصر، فقال لمسرور: در ببند، در ببند، فأغلق الباب،....
( بصائر الدرجات: 357، ح 15.
يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 935. )



(ش) - ثمرة ولايته(عليه السلام)
1 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله):... أبو موسي عيسي بن أحمد بن عيسي بن المنصور قال: حدّثني أبو الحسن عليّ بن محمّد العسكريّ، عن أبيه(عليه السلام)... قال عليّ صلوات اللّه عليه: قال رسول اللّه(صلي الله عليه و آله وسلم): من سرّه أن يلقي اللّه عزّ وجلّ آمناً مطهّراً لا يحزنه الفزع الأكبر فليتولّك، وليتولّ بنيك الحسن والحسين، ... وعليّ بن موسي، ومحمّداً وعليّاً،...في آخر الزمان قوم يتولّونك ياعليّ يشنأهم الناس ....
( الغيبة: 90، س 20.
يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 1051. )


(ت) - كفاية اللّه إيّاه(عليه السلام) من حيلة الأعداء
1 - الكفعميّ(رحمه الله): الساعة العاشرة من ساعتين بعد صلاة العصر إلي قبل اصفرار الشمس للهادي(عليه السلام):... دعاء آخر لهذه الساعة:
«... وبالإمام البرّ عليّ بن محمّد عليه السلام الذي كفيته حيلة الأعداء، وأريتهم عجيب الآية إذ توسّلوا به في الدعاء،...».
( مصباح الكفعميّ: 190، س 5.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 433. )


(ث) - ملاطفة أبيه الجواد له(عليهماالسلام)
1 - الحسين بن عبد الوهّاب(رحمه الله): روي الحميريّ، عن أحمد بن محمّد بن عيسي 1 مّد بن عيسي، 4، عن أبيه: إنّ أبا جعفر(عليه السلام) لمّا أراد الخروج من المدينة إلي العراق ومعاودتها، أجلس أبا الحسن(عليه السلام) في حجره بعد النصّ عليه.
وقال: ما الذي تحبّ أن أُهدي إليك من طرائف العراق 3مكان العراق، 4؟
فقال(عليه السلام): سيفاً كأنّه شعلة نار.
ثمّ التفت إلي موسي ابنه، فقال: ما تحبّ أنت؟
فقال: فرس.
( في إثبات الوصيّة: فرش بيت. )
فقال [أبو جعفر(عليه السلام)]: أشبهني أبو الحسن، وأشبه هذا أُمّه.
( عيون المعجزات: 133، س 4. عنه البحار: 123/50، ح 5.
إثبات الوصيّة: 228، س 15، بتفاوت.
قطعة منه في (النصّ عليه عن أبيه الجواد(عليهماالسلام))، و(أحوال أخيه موسي). )


(خ) - ملاطفة عمّة أبيه له(عليه السلام) في الطفولة
1 - المسعوديّ(رحمه الله):... أُمّ محمّد مولاة أبي الحسن الرضا(عليه السلام)، قالت: جاء أبو الحسن(عليه السلام) وقد ذعر حتّي جلس في حجر أُمّ أبيها بنت موسي عمّة أبيه....
( إثبات الوصيّة: 230، س 2. يأتي الحديث بتمامه في رقم 361. )

(ذ) - حرز أبيه الجواد له(عليهماالسلام) في المهد
1 - السيّد ابن طاووس(رحمه الله): قال الشيخ عليّ بن عبد الصمد: أخبرني جماعة من أصحابنا كثّرهم اللّه تعالي، منهم الشيخ جدّي قال: حدّثني أبي الفقيه أبو الحسن(رحمه الله) قال: حدّثنا الشيخ أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسيّ(رحمه الله)، وأخبرني الشيخ أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن طحّال المقداديّ قال: حدّثنا أبو محمّد الحسين بن الحسين بن بابويه، عن الشيخ السعيد أبي جعفر محمّد بن الحسن بن عليّ الطوسيّ(رحمه الله) قال: أخبرني جماعة من أصحابنا، عن أبي المفضّل محمّد بن عبداللّه الشيبانيّ قال: حدّثني أبو أحمد عبد اللّه بن الحسين بن إبراهيم العلويّ قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا عبد العظيم بن عبد اللّه الحسنيّ: إنّ أبا جعفر محمّد بن عليّ الرضا(عليهماالسلام) كتب هذه العوذة لابنه أبي الحسن عليّ بن محمّد(عليهماالسلام)، وهو صبيّ في المهد، وكان يعوّذه بها ويأمر أصحابه به.
الحرز: «بسم اللّه الرحمن الرحيم، لا حول ولا قوّة إلّا باللّه العليّ العظيم.
اللّهمّ! ربّ الملائكة والروح، والنبيّين والمرسلين، وقاهر من في السماوات والأرضين، وخالق كلّ شي ء ومالكه، كفّ عنّا بأس أعدائنا، ومن أراد بنا سوء من الجنّ والإنس، وأعم أبصارهم وقلوبهم، واجعل بيننا وبينهم حجاباً وحرساً ومفعاً، إنّك ربّنا.لا حول ولا قوّة لنا إلّا باللّه، عليه توكّلنا، وإليه أنبنا، وإليه المصير.(رَبَّنَا لَاتَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَآ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) ربّنا ( الممتحنة: 5/60. )
عافنا من كلّ سوء، ومن شرّ كلّ دابّة أنت آخذ بناصيتها، ومن شرّ ما يسكن في اللّيل والنهار، ومن شرّ كلّ سوء، ومن شرّ كلّ ذي شرّ.
ربّ العالمين! وإله المرسلين! صلّ علي محمّد وآله أجمعين، وأوليائك، وخصّ محمّداً وآله أجمعين بأتمّ ذلك؛ ولا حول ولا قوّة إلّا باللّه العليّ العظيم.
بسم اللّه وباللّه، أُؤمن باللّه، وباللّه أعوذ، وباللّه أعتصم، وباللّه أستجير، وبعزّة اللّه ومنعته أمتنع من شياطين الإنس والجنّ، ومن رجلهم وخيلهم وركضهم وعطفهم ورجعتهم وكيدهم وشرّهم وشرّ ما يأتون به تحت الليل وتحت النهار من البعد والقرب.
ومن شرّ الغائب والحاضر، والشاهد والزائر، أحياءً وأمواتاً، أعمي وبصيراً.
ومن شرّ العامّة والخاصّة، ومن شرّ نفس ووسوستها، ومن شرّ الدناهش، والحسّ، واللمس، واللبس، ومن عين الجنّ والإنس، وبالاسم الذي اهتزّ به عرش بلقيس.
وأُعيذ ديني ونفسي وجميع ما تحوطه عنايتي، من شرّ كلّ صورة، وخيال، أو بياض، أو سواد، أو تمثال، أو معاهد، أو غير معاهد، ممّن يسكن الهواء والسحاب، والظلمات والنور، والظلّ والحرور، والبرّ والبحور، والسهل والوعور، والخراب والعمران، والآكام والآجام، والغياض، والكنائس والنواويس، والفلوات والجبّانات.
ومن شرّ الصادرين والواردين ممّن يبدو بالليل، وينتشر بالنهار، وبالعشيّ والإبكار، والغدوّ والآصال، والمريبين، والأسامرة والأفاثرة (ترة) والفراعنة والأبالسة، ومن جنودهم وأزواجهم، وعشائرهم وقبائلهم، ومن همزهم ولمزهم، ونفثهم، ووقاعهم، وأخذهم، وسحرهم وضربهم وعبثهم ولمحهم واحتيالهم واختلافهم.
ومن شرّ كلّ ذي شرّ، من السحرة والغيلان،
وأُمّ الصبيان، وما ولدوا، وماوردوا، ومن شرّ كلّ ذي شرّ، داخل وخارج، وعارض ومتعرّض، وساكن ومتحرّك، وضربان عرق وصُداع، وشقيقة، وأُمّ ملدم، والحمّي، والمثلّثة، والربع، والغبّ، والنافضة، والصالبةِ، والداخلة، والخارجة.
ومن شرّ كلّ دابّة أنت آخذ بناصيتها، إنّك علي صراط مستقيم، وصلّي اللّه علي نبيّه محمّد وآله الطاهرين».
( مهج الدعوات: 60، س 16. عنه البحار: 361/91، ح 1.
مصباح المتهجّد: 499، ح 581، بتفاوت. عنه البحار: 266/60، ح 151، باختصار.
عنه وعن البلد ومصباح الكفعميّ، البحار: 136/87، ح 5.
البلد الأمين: 88، س 20، مرسلاً.
مصباح الكفعميّ: 140، س 15.
الدعوات: 99، ضمن ح 232.
طبّ الأئمّة(عليهم السلام): 41، س 6، وفيه عن الصادق(عليه السلام). عنه البحار: 198/91، ضمن ح 1. )


(ض) - إهداء الصلاة إليه(عليه السلام)
1 - الراونديّ(رحمه الله): قالوا(عليهم السلام): إنّه يصلّي العبد... ويوم الثلاثاء9وقايع يوم الثلاثاء، 4: أربع ركعات [تهدي ] إلي عليّ بن محمّد [الهادي ](عليهماالسلام)....
الدعاء بعد كلّ ركعتين منهما:
«اللّهمّ! أنت السلام، ومنك السلام، وإليك يعود السلام، حيناً ربّنا منك السلام.
اللّهمّ! إنّ هذه الركعات هديّة منّي إلي وليّك «فلان بن فلان» فصلّ علي محمّد وآل محمّد، وبلّغه إيّاها وأعطني أفضل أملي ورجائي فيك، وفي رسولك وفيه،...». والحديث طويل أخذنا منه موضع ( الدعوات: 108، ح 243.
قطعة منه في (الصلاة التي تهدي إلي الأئمّة(عليهم السلام)). )

الحاجة.
2 - السيّد ابن طاووس(رحمه الله): حدّث أبو محمّد الصيمريّ قال: حدّثنا أبوعبد اللّه أحمد بن عبد اللّه البجليّ بإسناد رفعه إليهم صلوات اللّه عليهم قال: من جعل ثواب صلاته لرسول اللّه، وأمير المؤمنين 2علي أمير المؤمنين، 4، والأوصياء من بعده صلوات اللّه عليهم أجمعين وسلّم، أضعف اللّه له ثواب صلاته أضعافاً مضاعفة حتّي ينقطع النفس، ويقال له قبل أن يخرج روحه من جسده: «يافلان! هديّتك إلينا وألطافك لنا، فهذا يوم مجازاتك ومكافاتك، فطب نفساً، وقرّ عيناً بما أعدّ اللّه لك، وهنيئاً لك بما صرت إليه».
قال: قلت: كيف يهدي صلاته ويقول؟
قال: ينوي ثواب صلاته لرسول اللّه(صلي الله عليه و آله وسلم) ولو أمكنه أن يزيد علي صلاة الخمسين شيئاً، ولو ركعتين في كلّ ركعتين في كلّ يوم، ويهديها إلي واحد منهم:
يفتتح الصلاة في الركعة الأُولي مثل افتتاح صلاة الفريضة بسبع تكبيرات أو ثلاث مرّات، أو مرّة في كلّ ركعة، ويقول بعد تسبيح الركوع والسجود ثلاث مرّات: «صلّي اللّه علي محمّد وآله الطيّبين الطاهرين» في كلّ ركعة.
فإذا شهد وسلّم قال: «اللّهمّ! أنت السلام ومنك السلام، يا ذا الجلال والإكرام، صلّ علي محمّد وآل محمّد الطيّبين الطاهرين الأخيار، وأبلغهم منّي أفضل التحيّة والسلام... مايهديه إلي عليّ بن محمّد [الهادي ](عليهماالسلام)....
اللّهمّ! إنّ هاتين الركعتين هديّة منّي إلي عبدك وابن عبدك، ووليّك وابن وليّك، سبط نبيّك في أرضك، وحجّتك علي خلقك يا وليّ المؤمنين - ثلاثاً -».
( جمال الأُسبوع: 29، س 5، و32، س 2. عنه البحار: 215/88، ضمن ح 1، ومستدرك الوسائل: 470/6، ح 3.
قطعة منه في (الصلاة التي تهدي إلي الأئمّة(عليهم السلام)). )

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.


الفصل الرابع: معجزاته(عليه السلام)
وفيه واحد وعشرون موضوعاً
الإعجاز في اللغة: الفوت، أعجزه الشي ءُ أي فاته، أعجز فلاناً أي وجده عاجزاً وصيّره عاجزاً. ومعجزة النبيّ(صلي الله عليه و آله وسلم)) ما أعجز به الخصم عند التحدّي. وهو في الاصطلاح أن يأتي المدّعي لمنصب من المناصب ( راجع: القاموس المحيط، والمصباح المنير. )
الإلهيّة بما يخرق نواميس الطبيعة، ويعجز عنه غيره، شاهداً علي صدق دعواه.
( كما قال به السيّد الخوئي في كتابه البيان في تفسير القرآن: ص 32، وهذا معني عامّ شامل لمنصب النبوّة والإمامة، وإن كان للإعجاز معني آخر، يختصّ بمدّعي النبوّة ولاغير، كما التزم به الشيخ محمد جواد البلاغي في مقدّمة تفسير آلاء الرحمن حيث قال: «المعجز هو الذي يأتي به مدّعي النبوّة بعناية اللّه الخاصّة، خارقاً للعادة، وخارجاً عن حدود القدرة البشريّة، وقوانين العلم والتعلّم، ليكون بذلك دليلاً علي صدق النبيّ، وحجّته في دعواه النبوّة ودعوته». مقدّمة تفسير آلاء الرحمن، المطبوع ضمن تفسير الشبّر: ص 3. )
ومن البديهيّ أنّ النبوّة والإمامة من المناصب الإلهيّة العظيمة، التي يكثر لها المدّعون ، ويرغب فيها الراغبون، وقد يشتبه الصادق بالكاذب، فلابدّ لمدّعيها من أن يقيم شاهداً يدلّ علي صدق دعواه، ولا يكون هذا الشاهد، إلّا بما يخرق نواميس الطبيعة، ولايقدر أن يأتي بنظيرها غيره، ولا يمكن أن يقع من أحد، إلّا بعناية خاصّة من اللّه تعالي، وإقدار منه، وهذا هو الذي يعبّر عنه بالإعجاز.
واعلم أنّ الإعجاز الذي صدر عن أيدي الأنبياء والأئمّة(عليهم السلام) علي قسمين:
القسم الأوّل: المعجزات الإبتدائيّة، وهي التي صدرت عنهم(عليهم السلام)، لتكون دليلاً علي صدق المدّعي، وحثّاً وتشويقاً لقبول ادّعائهم، وتخويفاً لمن ردّه.
القسم الثاني: المعجزات الاقتراحيّة، وهي التي يقترح الناس لهم(عليهم السلام) أن يُريهم بعض الأفعال والأعمال الخارقة عن قدرة البشر، حتّي يؤمنوا بهم، ولكن هذا النوع من الإعجاز لم يصدر عنهم(عليهم السلام) إلّا قليلاً، لأنّهم يعلمون بعلم إلهيّ أنّ هؤلاء لايؤمنون بهم(عليهم السلام) قطّ، وإن يروا معاجزهم مراراً كثيرة.
ولايخفي أنّ معجزات الأنبياء والأئمّة(عليهم السلام) لاتختصّ بموضوع خاصّ، بل تتنوّع بأنواع مختلفة، كإخبارهم بالمغيبات، واستجابة دعواتهم، وتصرّفاتهم في الأرض، والسماء، والجمادات، والنباتات، وغير ذلك.
وقد أوردنا هنا جميع ما عثرنا عليه من معجزات الإمام الهادي(عليه السلام)، حسب تتبّعنا في الكتب والمصادر.

(أ) - الأمر بكتمان معجزاته(عليه السلام)
1 - أبو عليّ الطبرسيّ(رحمه الله):... عن أبي هاشم قال: خرجت مع أبي الحسن(عليه السلام) إلي ظاهر سرّ من رأي،... وشكوت إليه قصور يدي، فأهوي بيده إلي رمل كان عليه جالساً، فناولني منه أكفّاً وقال: اتّسع بهذا ياأبا هشام! واكتم ما رأيت....
( إعلام الوري: 118/2، س 2.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 396. )

2 - ابن حمزة الطوسيّ(رحمه الله): وعنه [أي أبي هاشم الجعفريّ ] قال: حججت سنة حجّ فيها بَغا فلمّا صرت إلي المدينة إلي باب أبي الحسن(عليه السلام) وجدته راكباً في استقبال بَغا،... فمضيت معه... فلمّا أصحرنا التفت إلي غلامه وقال: اذهب فانظر في أوائل العسكر.
ثمّ قال: انزل بنا يا أبا هاشم!
قال: فنزلت وفي نفسي أن أسأله شيئاً....
قال: فعمل بسوطه في الأرض خاتم سليمان، فنظرت فإذا في آخر الأحرف مكتوب: خذ، وفي الآخر: اُكتم، وفي الآخر: أعذر، ثمّ اقتلعه بسوطه ... فإذا بنقرة صافية فيها أربعمائة مثقال... .
فقلت..لقد كنت شديد الحاجة إليها....
( الثاقب في المناقب: 532، ح 468.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 392. )

3 - ابن حمزة الطوسيّ(رحمه الله): عن يحيي بن هرثمة قال: أنا صحبت أباالحسن(عليه السلام) من المدينة إلي سرّ من رأي... فلمّا صرنا ببعض الطريق عطشنا عطشاً شديداً....
فقال أبوالحسن(عليه السلام): الآن نصير إلي ماء عذب فنشربه؛ فما سرنا إلّا قليلاً حتّي صرنا إلي تحت شجرة ينبع منها ماء عذب بارد، فنزلنا عليه وارتوينا... إنّي رجعت إلي الشجرة... لا عين ولا ماء ولا شجر....
فعرفت الخبر، فصرت إلي أبي الحسن(عليه السلام) فأخبرته بذلك.
فقال: احلف أن لا تذكر ذلك لأحد....
( الثاقب في المناقب: 531، ح 466.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 398. )


(ب) - علمه(عليه السلام) بالمغيبات
وفيه أربعة أمور

الأوّل - علمه(عليه السلام) بما في الضمائر:
1 - الراونديّ(رحمه الله): قال أبوهاشم الجعفريّ: إنّه ظهر برجل من أهل سرّمن رأي برص، فتنغّص عليه عيشه، فجلس يوماً إلي أبي عليّ الفهريّ، فشكا إليه حاله.
فقال له: لو تعرّضت يوماً لأبي الحسن عليّ بن محمّد بن الرضا(عليهم السلام)... فجلس يوماً في الطريق وقت منصرفه من دار المتوكّل، فلمّا رآه قام ليدنو منه فيسأله ذلك.
فقال له: تنحّ عافاك اللّه... - ثلاث مرّات -. فرجع الرجل ولم يجسر أن يدنو منه، وانصرف فلقي الفهريّ....
فقال: قد دعا لك قبل أن تسأل....
( الخرائج والجرائح: 399/1، ح 5.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 372. )

2 - أبو عليّ الطبرسيّ(رحمه الله):... أبوالحسين سعيد بن سهلويه البصريّ، وكان يلقّب بالملّاح قال: كان يقول بالوقف جعفر بن القاسم الهاشميّ البصريّ، وكنت معه بسرّ من رأي، إذ رآه أبوالحسن(عليه السلام) في بعض الطرق فقال له: إلي كم هذه النومة، أما آن لك أن تنتبه منها؟....
( إعلام الوري: 123/2، س 10.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 369. )

3 - ابن حمزة الطوسيّ(رحمه الله): وعنه [أي أبي هاشم الجعفريّ ] قال: حججت سنة حجّ فيها بَغا، فلمّا صرت إلي المدينة إلي باب أبي الحسن(عليه السلام) وجدته راكباً في استقبال بَغا... فمضيت معه حتّي خرجنا من المدينة، فلمّا أصحرنا... قال: انزل بنا يا أبا هاشم!
قال: فنزلت وفي نفسي أن أسأله شيئاً وأنا أستحيي منه، وأُقدّم وأُؤخّر. قال: فعمل بسوطه في الأرض خاتم سليمان... وناولنيه فنظرت فإذا بنقرة صافية فيها أربعمائة مثقال.
فقلت: بأبي أنت وأُمّي! لقد كنت شديد الحاجة إليها وأردت كلامك وأُقدّم وأُؤخّر،....
( الثاقب في المناقب: 532، ح 468.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 392. )


الثاني - علمه(عليه السلام) بما في الأرحام:
1 - المسعوديّ(رحمه الله):... أيّوب بن نوح قال: كتبت إلي أبي الحسن(عليه السلام): إنّ لي حملاً وأسأله أن يدعو اللّه يجعله لي ذكراً، فوقّع(عليه السلام) لي: سمّه محمّداً....
( إثبات الوصيّة: 237، س 12.
يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 848. )


الثالث - علمه(عليه السلام) بالوقائع الحاليّة:
1 - ابن شهر آشوب (رحمه الله): وفي كتاب البرهان عن الدهني أنّه لمّاورد به [أي أبي الحسن الهادي(عليه السلام)] سرّ من رأي كان المتوكّل برّاً به، ووجّه إليه يوماً بسلّة فيها تين، فأصاب الرسول المطر، فدخل إلي المسجد، ثمّ شرهت نفسه إلي التين، ففتح السلّة وأكل منها، فدخل وهو قائم يصلّي، فقال له بعض خدمه: ماقصّتك؟ فعرّفه القصّة.
قال له: أو ما علمت أنّه قد عرف خبرك وما أكلت من هذا التين، فقامت علي الرسول القيامة، ومضي مبادراً حتّي إذا سمع صوت البريد ارتاع هو ومن في منزله بذلك الخبر.
( المناقب: 415/4، س 8. عنه مدينة المعاجز: 506/7، ح 2499، والبحار: 174/50، ح 54.
قطعة منه في: (خادمه(عليه السلام)) و(أحواله(عليه السلام) مع المتوكّل). )


الرابع - علمه(عليه السلام) بالوقائع الآتية:
1 - أبو عمرو الكشّيّ(رحمه الله):... قال: قال يوسف بن السخت: كان عليّ بن جعفر وكيلاً لأبي الحسن(عليه السلام)... فسعي به إلي المتوكّل فحبسه، فطال حبسه واحتال من قبل عبيد اللّه بن خاقان بمال ضمنه عنه ثلاثة آلاف دينار، وكلّمه عبيد اللّه فعرض جامعة علي المتوكّل.
فقال: يا عبيد اللّه! لو شككت فيك لقلت أنّك رافضيّ، هذا وكيل فلان وأناعلي قتله.
قال: فتأدّي الخبر إلي عليّ بن جعفر، فكتب إلي أبي الحسن(عليه السلام): ياسيّدي! اللّه! اللّه! فيّ فقد واللّه خفت أن أرتاب.
فوقّع(عليه السلام) في رقعته: أما إذا بلغ بك الأمر ما أري فسأقصد اللّه فيك.
وكان هذا في ليلة الجمعة، فأصبح المتوكّل محموماً فازدادت علّته حتّي صرخ عليه يوم الاثنين، فأمر بتخلية كلّ محبوس عرض عليه اسمه حتّي ذكر هو عليّ بن جعفر، فقال لعبيد اللّه: لِمَ لم تعرض عليّ أمره؟
فقال: لاأعود إلي ذكره أبداً.
قال: خلّ سبيله الساعة، وسله أن يجعلني في حلّ، فخليّ سبيله وصار إلي مكّة بأمر أبي الحسن(عليه السلام)، فجاور بها وبرأ المتوكّل من علّته.
( رجال الكشّيّ: 606، رقم 1129.
يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 907. )

2 - الراونديّ(رحمه الله): روي عن يحيي بن هرثمة قال: دعاني المتوكّل، فقال: اختر ثلاثمائة رجل ممّن تريد، واخرجوا إلي الكوفة، فخلّفوا أثقالكم فيها، واخرجوا علي طريق البادية إلي المدينة، فأحضروا عليّ بن محمّد بن الرضا(عليهم السلام) إلي عندي مكرماً معظمّاً مبجّلاً.
قال: ففعلت وخرجنا وكان في أصحابي قائد من الشراة، وكان لي ( الشُراة: الخوارج، سمّوا بذلك لأنّهم غضبوا ولجّوا، وأمّا هم فقالوا: نحن الشراة لقوله عزّوجلّ: «ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة اللّه». لسان العرب: 429/14 (شري). )
كاتب يتشيّع وأنا علي مذهب الحشويّه، وكان ذلك الشاريّ يناظر ذلك ( الحَشَويّة والحَشْوية: طائفة من أصحاب الحديث تمسكّوا بالظواهر، ويذهب الحشويّة إلي أنّ طريق معرفة الحقّ هو التقليد، فهم يمنعون من تأويل الآيات في الصفات ويقولون بالجمود علي الظواهر. معجم الفرق الإسلاميّة: 97 و98. )
الكاتب، وكنت أستريح إلي مناظرتهما لقطع الطريق.
فلمّا صرنا إلي وسط الطريق قال الشاري للكاتب: أليس من قول صاحبكم عليّ بن أبي طالب: «إنّه ليس من الأرض بقعة إلّا وهي قبر، أو ستكون قبراً». فانظر إلي هذه البريّة أين من يموت فيها حتّي يملأها اللّه قبوراً كما تزعمون؟
قال: فقلت للكاتب: أهذا من قولكم؟
قال: نعم! قلت: صدق، أين من يموت في هذه البريّة العظيمة حتّي تمتلي ء قبوراً؟ وتضاحكنا ساعةً إذ انخذل الكاتب في أيدينا.
قال: وسرنا حتّي دخلنا المدينة فقصدت باب أبي الحسن عليّ بن محمّد ابن الرضا(عليهم السلام) فدخلت إليه فقرأ كتاب المتوكّل.
فقال: انزلوا وليس من جهتي خلاف.
قال: فلمّا صرت إليه من الغد، وكنّا في تمّوز أشدّ ما يكون من الحرّ، فإذا بين يديه خيّاط، وهو يقطع من ثياب غلاظ خفاتين له ولغلمانه.
ثمّ قال للخيّاط: أجمع عليها جماعة من الخيّاطين، واعمد علي الفراغ منها يومك هذا، وبكّر بها إليّ في هذا الوقت.
ثمّ نظر إليّ وقال: يا يحيي! اقضوا وطركم من المدينة في هذا اليوم، واعمل علي الرحيل غداً في هذا الوقت.
قال: فخرجت من عنده وأنا أتعجّب منه من الخفاتين، وأقول في نفسي: نحن في تمّوز وحرّ الحجاز، وإنّما بيننا وبين العراق مسيرة عشرة أيّام، فمايصنع بهذه الثياب.
ثمّ قلت في نفسي: هذا رجل لم يسافر وهو يقدّر أنّ كلّ سفر يحتاج فيه إلي هذه الثياب، وأتعجّب من الرافضة حيث يقولون بإمامة هذا مع فهمه هذا!
فعدت إليه في الغد في ذلك الوقت، فإذا الثياب قد أُحضرت، فقال لغلمانه: ادخلوا وخذوا لنا معكم لبابيد وبرانس.
ثمّ قال: ارحل يا يحيي! فقلت في نفسي: وهذا أعجب من الأوّل، أيخاف أن يلحقنا الشتاء في الطريق، حتّي أخذ معه اللبابيد والبرانس؟
فخرجت وأنا أستصغر فهمه! فسرنا حتّي وصلنا إلي موضع المناظرة في القبور ارتفعت سحابة، واسودّت، وأرعدت، وأبرقت، حتّي إذا صارت علي رؤوسنا أرسلت علينا برداً مثل الصخور، وقد شدّ علي نفسه وعلي غلمانه الخفاتين، ولبسوا اللبابيد، والبرانس.
وقال لغلمانه: ادفعوا إلي يحيي لُبّادةً، وإلي الكاتب برنساً، وتجمعنا والبرد يأخذنا حتّي قتل من أصحابي ثمانين رجلاً، وزالت ورجع الحرّ كما كان.
فقال لي: يا يحيي! أنزل أنت من بقي من أصحابك، ليدفن من [قد]مات من أصحابك. [ثمّ قال ]: فهكذا يملأ اللّه هذه البريّة قبوراً.
قال يحيي: فرميت بنفسي عن دابّتي وعدوت إليه، فقبّلت ركابه ورجله وقلت: أنا أشهد أن لا اله إلّا اللّه، وأنّ محمّداً عبده ورسوله، وأنّكم خلفاءاللّه في أرضه، وقد كنت كافراً وإنّني الآن قد أسلمت علي يديك يامولاي!
قال يحيي: وتشيّعت ولزمت خدمته إلي أن مضي.
( الخرائج والجرائح: 393/1، ح 2.
عنه إثبات الهداة: 372/3، ح 38، والبحار: 142/50، ح 27.
الثاقب في المناقب: 551، ح 494. عنه وعن الخرائج، مدينة المعاجز: 466/7، ح 2471.
كشف الغمّة: 390/2، س 11.
كتاب ألقاب الرسول وعترته(عليهم السلام) ضمن المجموعة النفيسة: 230، س 2.
الصراط المستقيم: 202/2، ح 2.
قطعة منه في: (غلمانه(عليه السلام)) و(تهيئة اللباس لغلمانه(عليه السلام)) و(تقبيل الناس رجله وركابه(عليه السلام))، (خادمه(عليه السلام)) و(أحواله(عليه السلام) مع المتوكّل) و(إخباره(عليه السلام) بما في الضمائر). )

3 - ابن شهر آشوب (رحمه الله): المعتمد في الأُصول قال عليّ بن مهزيار: وردت العسكر وأنا شاكّ في الإمامة، فرأيت السلطان قد خرج إلي الصيد في يوم من الربيع إلّا أنّه صائف، والناس عليهم ثياب الصيف، وعلي أبي الحسن(عليه السلام) لبّاد، وعلي فرسه تجفاف لبود، وقد عقد ذنب الفرس، والناس يتعجّبون منه، ويقولون: ألا ترون إلي هذا المدنيّ وما قد فعل بنفسه؟
فقلت في نفسي: لو كان هذا إماماً ما فعل هذا؟
فلمّا خرج الناس إلي الصحراء، لم يلبثوا أن ارتفعت سحابة عظيمة هطلت، فلم يبق أحد إلّا ابتلّ حتّي غرق بالمطر، وعاد(عليه السلام) وهو سالم من جميعه.
فقلت في نفسي: يوشك أن يكون هو الإمام، ثمّ قلت: أُريد أن أسأله عن الجنب إذا عرق في الثوب.
فقلت في نفسي: إن كشف وجهه فهو الإمام، فلمّا قرب منّي كشف وجهه. ثمّ قال: إن كان عرق الجنب في الثوب وجنابته من حرام، لايجوز الصلاة فيه وإن كانت جنابته من حلال، فلا بأس، فلم يبق في نفسي بعد ذلك شبهة.
( المناقب: 413/4، س 21. عنه مدينة المعاجز: 498/7، ح 2490، والبحار: 173/50، ضمن ح 53، و117/77 ح 5.
قطعة منه في: (إخباره(عليه السلام) بما في الضمائر) و(لباسه(عليه السلام)) و(مركبه(عليه السلام))، و(حكم عرق الجنابة) و(الصلاة في الثوب الذي فيه عرق الجنب من الحرام). )

4 - ابن شهر آشوب (رحمه الله): وجّه المتوكّل عتاب بن أبي عتاب إلي المدينة يحمل عليّ بن محمّد(عليهماالسلام) إلي سرّ من رأي، وكان الشيعة يتحدّثون أنّه يعلم الغيب، فكان في نفس عتاب من هذا شي ء.
فلمّا فصل من المدينة رآه وقد لبس لبّادة والسماء صاحية، فما كان أسرع من أن تغيّمت وأمطرت.
وقال عتاب: هذا واحد! ثمّ لمّا وافي شطّ القاطول رآه مقلق القلب.
( في المصدر: القاطون، والصحيح: القاطول كما في بقيّة المصادر، وهو اسم نهر كأنّه مقطوع من دجلة. وهو نهرٌ كان في موضع سامرّا قبل أن تعمّر. معجم البلدان: 297/4. )
فقال له: مالك يا أبا أحمد2 و أحمد، 4؟
فقال: قلبي مقلق بحوايج التمستها من أمير المؤمنين.
قال له: فإنّ حوائجك قد قضيت، فما كان بأسرع من أن جاءته البشارات بقضاء حوائجه.
قال: الناس يقولون إنّك تعلم الغيب وقد تبيّنت من ذلك خلّتين.
( المناقب: 413/4، س 14. عنه البحار: 173/50، ضمن ح 53.
ومدينة المعاجز: 505/7، ح 2498، وإثبات الهداة: 387/3، ح 88.
إثبات الوصيّة: 234، س 16.
قطعة منه في: (إخباره(عليه السلام) بالوقائع العامّة) و(لباسه(عليه السلام)) و(أحواله(عليه السلام) مع المتوكّل). )

5 - ابن حمزة الطوسيّ(رحمه الله): عن الطيّب بن محمّد بن الحسن بن شمّون قال: ركب المتوكّل ذات يوم وخلفه الناس، وركب آل أبي طالب إلي أبي الحسن(عليه السلام) ليركبوا بركوبه، فخرج في يوم صائف شديد الحرّ والسماء صافية، ما فيها غيم، وهو(عليه السلام) معقود ذنب الدابّة بسرج جلود طويل، وعليه ممطر وبرنس.
فقال زيد بن موسي بن جعفر لجماعة آل أبي طالب: انظروا إلي هذا الرجل يخرج مثل هذا اليوم، كأنّه وسط الشتاء.
قال: فساروا جميعاً، فما جاوزوا الجسر ولا خرجوا عنه حتّي تغيّمت السماء وأرخت عزاليها كأفواه القرب، وابتلّت ثياب الناس فدنا منه ( أنزلت السماء عزاليها: إشارة إلي شدّة وقع المطر. أقرب الموارد: 541/3 (عزل). )
زيد ابن موسي بن جعفر، وقال: يا سيّدي! أنت قد علمت أنّ السماء قد تمطر فهلاّ أعلمتنا فقد هلكنا وعطبنا.
( الثاقب في المناقب: 540، ح 481. عنه مدينة المعاجز: 499/7، ح 2491.
قطعة منه في: (أحوال عمّ أبيه(عليه السلام) زيد بن موسي بن جعفر) و(مركبه(عليه السلام)) و(لباسه(عليه السلام)) و(أحواله(عليه السلام) مع المتوكّل). )

6 - الإربليّ(رحمه الله): محمّد بن الفضل البغداديّ قال: كتبت إلي أبي الحسن: إنّ لنا حانوتين خلّفهما لنا والدنا(رضي الله عنه)، وأردنا بيعهما وقد ( الحانوت: الدكّان. المنجد: 157 (حنت). )
عسر علينا ذلك؛ فادع اللّه لنا يا سيّدنا أن يتيسّر اللّه لنا بيعهما باصلاح الثمن، ويجعل لنا في ذلك الخيرة.
فلم يجب فيهما بشي ء؛ وانصرفنا إلي بغداد والحانوتان قد احترقا.
( كشف الغمّة: 385/2، س 15.
عنه إثبات الهداة: 381/3، ح 54، والبحار: 176/50، ضمن ح 55. )

7 - البحرانيّ(رحمه الله): حدّث أبو الفتح غازي بن محمّد الطرائفيّ بدمشق سلخ شعبان سنة تسع وتسعين وثلاثمائة قال: حدّثنا أبو الحسن عليّ بن عبداللّه الميموني قال: حدّثني أبو الحسين محمّد بن عليّ بن معمّر قال: حدّثني عليّ بن يقطين بن موسي الأهوازيّ قال: كنت رجلاً أذهب مذاهب المعتزلة، وكان يبلغني من أمر أبي الحسن عليّ بن محمّد(عليهماالسلام) ما أستهزي ء به ولا أقبله، فدعتني الحال إلي دخولي بسرّ من رأي للقاء السلطان فدخلتها.
فلمّا كان يوم وعد السلطان للناس أن يركبوا الميدان، فلمّا كان من الغد ركب الناس في غلائل القصب، بأيديهم المراوح، وركب أبو الحسن ( والغلائل: الدروع، وقيل: بطائن تلبس تحت الدروع، وقيل: هي مَسامير الدروع التي تجمع بين رؤوس الحَلَق لأنّها تغلّ فيها أي تدخل، واحدتها غليلة. لسان العرب: 502/11 (غلل). )
صلوات اللّه عليه علي زيّ الشتاء، وعليه لُبّادة وبرنس، و[علي ] سرجه بخناق طويل، وقد عقد ذنب دابّته، والناس يهزؤن به وهو يقول: ( البُخْنُق: بُرقع يغشّي العنق والصدر، والبرنص الصغير يُسمّي بخنقاً. لسان العرب (بخنق). )
(إِنَ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ ).
( هود: 81/11. )
فلمّا توسّطوا الصحراء وجاءوا بين الحائطين ارتفعت سحابة وأرخت السماء عزاليها، وخاضت الدوابّ إلي ركبها في الطين ولوّثتهم أذنابها، ( العزلا: مصبّ الماء من القربة ونحوها. المنجد: 504. (العزلا). )
فرجعوا في أقبح زيّ ورجع أبو الحسن صلوات اللّه عليه في أحسن زيّ، ولم يصبه شي ء ممّا أصابهم. فقلت: إن كان اللّه عزّ وجلّ اطّلعه علي هذا السرّ فهو حجّة، (وجعلت في نفسي أن أسأله عن عرق الجنب وقلت: إن هو أخذ البرنس عن رأسه وجعله علي قربوس سرجه ثلاثاً، فهو حجّة). ثمّ إنّه لحي إلي بعض الشعاب، فلمّا قرب نحّي البرنس وجعله علي قربوس سرجه ثلاث مرّات، ثمّ التفت إليّ وقال: إن كان من حلال فالصلاة في الثوب حلال، وإن كان من حرام فالصلاة في الثوب حرام، فصدّقته وقلت بفضله ولزمته(عليه السلام). فلمّا أردت الانصراف جئت لوداعه، فقلت: زوّدني بدعوات، فدفع إليّ هذا الدعاء وأوّله «اللّهمّ! إنّي أسألك وجلاً من انتقامك، حذراً من عقابك» والدعاء طويل.
( مدينة المعاجز: 496/7، ح 2489.
البحار: 187/50، ح 65، عن الكتاب العتيق للغروي، و142/87، س 6، عن كتاب مجموع الدعوات للتلعكبري.
قطعة منه في (إخباره(عليه السلام) بما في الضمائر) و(لباسه(عليه السلام)) (مركبه(عليه السلام)) و(حكم الصلاة في الثوب الذي أصابه عرق الجنابة) و(سورة هود: 81/11) و(تعليمه(عليه السلام) الدعاء لعليّ بن يقطين بن موسي الأهوازيّ). )


(ج) - إخباره(عليه السلام) بالمغيبات
وفيه خمسة أمور

الأوّل - إخباره(عليه السلام) بما في الضمائر:
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(رحمه الله): الحسين بن محمّد، عن معلّي بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن عبد اللّه قال: كان عبد اللّه بن هُليل يقول بعبداللّه 2 د اللّه، 4، فصار إلي العسكر، فرجع عن ذلك فسألته عن ( هليل بضمّ الهاء وسكون الياء المثنّاة من تحت، وبعدها لام، تصغير هلال. تنقيح المقال: 223/2. )
سبب رجوعه.
فقال: إنّي عرّضت لأبي الحسن(عليه السلام) أن أسأله عن ذلك، فوافقني في طريق ضيّق، فمال نحوي حتّي إذا حاذاني أقبل نحوي بشي ء من فيه، فوقع علي صدري فأخذته، فإذا هو رقّ فيه مكتوب: ما كان هنالك ولاكذلك.
( الكافي:355/1، ح 14. عنه البحار: 184/50، ح 61، والوافي: 174/2، ح 625، وإثبات الهداة:174/3، ح 11.
قطعة منه في: (معاشرته(عليه السلام) مع مخالفيه) و(كتابه(عليه السلام) إلي عبد اللّه بن هليل). )

2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(رحمه الله):... أبو هاشم الجعفريّ قال: كنت عند أبي الحسن(عليه السلام) بعد ما مضي ابنه أبو جعفر، وإنّي لأُفكّر في نفسي أُريد أن أقول كأنّهما أعني أبا جعفر، وأبا محمّد في هذا الوقت كأبي الحسن موسي، وإسماعيل ابني جعفر بن محمّد(عليهم السلام)، وإنّ قصّتهما كقصّتهما، إذ كان أبومحمّد(عليه السلام) المرجي بعد أبي جعفر؛ فأقبل عليّ أبو الحسن قبل أن أنطق.
فقال: نعم، يا أبا هاشم! بدا للّه في أبي محمّد(عليه السلام) بعد أبي جعفر(عليه السلام)... وهو كما حدّثتك نفسك،....
( الكافي: 327/1، ح 10. يأتي الحديث بتمامه في ج 2، رقم 583. )
3 - الحضينيّ(رحمه الله): الحسن بن عليّ الوشّاء قال: دخلت يوماً علي عليّ الرضا بن موسي(عليهماالسلام)، فرأيت عنده قوماً... وهو يخاطبهم بالسنديّة،... .
ثمّ لقيت بعده صاحبنا أبا الحسن عليّ بن محمّد(عليهماالسلام) بسامرّاء، وعنده نجّار،... يخاطبه بالسنديّة،... فقلت في نفسي:... كان جدّه الرضا(عليه السلام) يخاطب بهذا اللسان.
فقال أبو الحسن: من فرّق بيني وبين جدّي؟ أنا هو، وهو أنا، وإلينا فصل الخطاب....
( الهداية الكبري: 315، س 19.
تقدّم الحديث بتمامه في رقم 312. )

4 - الحضينيّ(رحمه الله): قال: حدّثني أبو جعفر محمّد بن الحسن قال: اجتمعت عند أبي شعيب محمّد بن نصير البكريّ النميريّ، و... محمّد بن جندب،... فشكونا إلي أبي شعيب، و... دخل علينا كافور الخادم من دار مولانا أبي الحسن((عليه السلام)) وقال: يا أبا شعيب! مولاي يقول لك: قد علمت اجتماع إخوانك عندك الساعة، وعرفت شكواهم إليك،....
( الهداية الكبري: 323، س 11.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 373. )

5 - المسعوديّ(رحمه الله): روي أحمد بن محمّد بن قابنداذ الكاتب الإسكافيّ قال: تقلّدت ديار ربيعة3مكان ديار ربيعة، 4 وديار مضر3مكان ديار مضر، 4، فخرجت وأقمت بنصيبين، وقلّدت عمّالي وأنفذتهم إلي نواحي أعمالي، وتقدّمت أن يحمل إلي كلّ واحد منهم كلّ من يجده في عمله ممّن له مذهب.
فكان يرد عليّ في اليوم، الواحد والإثنان والجماعة منهم، فأسمع منهم وأعامل كلّ واحد بما يستحقّه فأنا ذات يوم جالس إذ ورد كتاب عامل بكفرتوثي، يذكر أنّه قد وجّه إليّ برجل يقال له: إدريس بن زياد، فدعوت به فرأيته وسيماً قسيماً قبلته نفسي، ثمّ ناجيته فرأيته ممطوراً ورأيته ( رجل ممطور: إذا كان كثير السواك طيّب النكهة. لسان العرب: 180/5 (مطر). )
من المعرفة بالفقه والأحاديث علي ما أعجبني، فدعوته إلي القول بإمامة الاثني عشر، فأبي وأنكر عليّ ذلك وخاصمني فيه، وسألته بعد مقامه عندي أيّاماً أن يهب لي زورة إلي سرّ من رأي، لينظر إلي أبي الحسن(عليه السلام) وينصرف.
فقال لي: أنا أقضي حقّك بذلك.
وشخص بعد أن حملته فأبطأ عنّي وتأخّر كتابه، ثمّ إنّه قدم فدخل إليّ، فأوّل ما رآني أسبل عينيه بالبكاء، فلمّا رأيته باكياً لم أتمالك حتّي بكيت، فدنا منّي وقبّل يدي ورجلي.
ثمّ قال: يا أعظم الناس منّةً نجّيتني من النار وأدخلتني الجنّة.
وحدّثني فقال لي: خرجت من عندك وعزمي إذا لقيت سيّدي أباالحسن(عليه السلام) أن أسأله من مسائل، وكان فيما أعددته أن أسأله عن عرق الجنب هل يجوز الصلاة في القميص الذي أعرق فيه وأنا جنب أم لا؟
فصرت إلي سرّ من رأي فلم أصل إليه وأبطأ من الركوب لعلّة كانت به، ثمّ سمعت الناس يتحدّثون بأنّه يركب، فبادرت، ففاتني ودخل دار السلطان فجلست في الشارع وعزمت أن لا أبرح أو ينصرف.
واشتدّ الحرّ عليّ فعدلت إلي باب دار فيه، فجلست أرقُبه ونعست، فحملتني عيني فلم أنتبه إلّا بمقرعة قد وضعت علي كتفي، ففتحت عيني، فإذا هو مولاي أبو الحسن(عليه السلام) واقف علي دابّته، فوثبت فقال لي: يا إدريس! أما آن لك؟ فقلت: بلي يا سيّدي!
فقال: إن كان العرق من حلال فحلال، وإن كان من حرام فحرام، من غير أن أسأله، فقلت به سلّمت لأمره.
( إثبات الوصيّة: 237، س 17. عنه مستدرك الوسائل: 571/2، ح 2755.
ذكري الشيعة: 14، س 20، قطعة منه، بتفاوت. عنه وسائل الشيعة: 447/3، ح 4134، والبحار: 118/77، ح 9، والوافي: 170/6 س 7.
قطعة منه في: (مركبه(عليه السلام)) و(أحواله(عليه السلام) مع المتوكّل) و(الصلاة في الثوب الذي أصابه عرق الجنابة). )

6 - المسعوديّ(رحمه الله):... يحيي بن هرثمة قال:... فبينا أنا [نائم ] يوماً من الأيّام، والسماء صاحية، والشمس طالعة؛ إذ ركب [أبو الحسن(عليه السلام)] وعليه ممطر، وقد عقد ذنب دابّته، فعجبت من فعله، فلم يكن بعد ذلك إلّا هنيهةً حتّي جاءت سحابة... ونالنا من المطر أمر عظيم جدّاً.
فالتفت إليّ، وقال: أنا أعلم أنّك أنكرت ما رأيت، وتوهّمت أنّي علمت من الأمر ما لا تعلمه،....
( مروج الذهب: 170/4، س 6. يأتي الحديث بتمامه في رقم 512. )
7 - المسعوديّ(رحمه الله):... أبو بكر الفهفكيّ قال: كتبت إلي أبي الحسن(عليه السلام): أسأله عن مسائل فلمّا نفذ الكتاب قلت في نفسي: إنّي كتبت فيما كتبت أسأله عن الخلف من بعده،... فأجابني عن مسائلي: وكنت أردت أن تسألني عن الخلف، وأبو محمّد ابني أصحّ آل محمّد(صلي الله عليه و آله وسلم)،....
( إثبات الوصيّة: 245، س 17.
يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 819. )

8 - المسعوديّ(رحمه الله):... الفتح بن يزيد الجرجانيّ قال: ضمّني وأباالحسن(عليه السلام) الطريق... فلمّا كان في المنزل الآخر دخلت عليه وهو متّكي ء، وبين يديه حنطة مقلوّة يعبث بها، وقد كان أوقع الشيطان(لعنه اللّه) في خلدي أنّه لا ينبغي أن يأكلوا ولا يشربوا.
فقال(عليه السلام): اجلس يا فتح! فإنّ لنا بالرسل أُسوة. كانوا يأكلون ويشربون ويمشون في الأسواق، وكلّ جسم متغذٍّ إلّا خالق الأجسام الواحد الأحد....
( إثبات الوصيّة: 235، س 3.
يأتي الحديث بتمامه في ج 2، رقم 535. )

9 - الشيخ الصدوق(رحمه الله): روي عن أبي هاشم الجعفريّ، أنّه قال: أصابتني ضيقة شديدة، فصرت إلي أبي الحسن عليّ بن محمّد(عليهماالسلام)، فاستأذنت عليه، فأذن لي، فلمّا جلست.
قال: يا أبا هاشم! أيّ نعم اللّه عليك تريد أن تؤدّي شكرها؟
قال أبو هاشم: فوجمت فلم أدر ما أقول له، فابتدأني(عليه السلام).
( في الحديث «فوجمت ولم أدر ما أقول» الواجم: الذي اشتدّ حُزنه حتّي أمسك عن الكلام. مجمع البحرين: 182/6 (وجم). )
فقال: إنّ اللّه عزّ وجلّ رزقك الإيمان فحرّم به بدنك علي النار، ورزقك العافية فأعانك علي الطاعة، ورزقك القنوع فصانك عن التبذّل.
( تَبذَّل: ترك التصاون وعمل عمل نفسه. أقرب الموارد: 154/1 (بذل). )
يا أبا هاشم! إنّما ابتدأتك بهذا لأنّي ظننت أنّك تريد أن تشكو لي من فعل بك هذا، قد أمرت لك بمائة دينار فخذها.
( من لا يحضره الفقيه: 286/4، ح 859. عنه الوافي: 707/5، ح 2919.
أمالي الصدوق: 336، ح 11، بتفاوت. عنه البحار: 129/50، ح 7، و326/69، ح 7، والأنوار البهيّة: 275، س 15.
المواعظ للصدوق: 59، س 2.
قطعة منه في: (إعطاؤه(عليه السلام) لمن أصابه ضيق شديد) و (موعظته(عليه السلام) في شكر النعمة). )

10 - الشيخ الصدوق(رحمه الله):... الصقر بن أبي دلف قال: لمّا حمل المتوكّل سيّدنا أبا الحسن(عليه السلام) جئت أسأل عن خبره. قال: فنظر إليّ الزراقيّ... قال لغلام له: خذ بيد الصقر! فأدخله إلي الحجرة التي فيها العلويّ المحبوس... فإذا هو(عليه السلام) جالس علي صدر حصير وبحذاه قبر محفور، ... قال: ثمّ نظرت إلي القبر، فبكيت فنظر إليّ. فقال: يا صقر! لا عليك لن يصلوا إلينا بسوء،....
( معاني الأخبار: 123، ح 31.
يأتي الحديث بتمامه في ج 2، رقم 557. )

11 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله): أبو محمّد الفحّام قال: حدّثني أبو الحسن محمّد بن أحمد قال: حدّثني عمّ أبي قال: قصدت الإمام(عليه السلام) يوماً، فقلت: ياسيّدي! إنّ هذا الرجل قد اطّرحني وقطع رزقي وملّني، وما اتّهم في ذلك إلّا علمه بملازمتي لك، فإذا سألته شيئاً منه يلزمه القبول منك، فينبغي أن تتفضّل علّي بمسألة.
فقال(عليه السلام): تكفي إن شاء اللّه.
فلمّا كان في الليل طرقني رسل المتوكّل، رسول يتلو رسولاً، فجئت والفتح علي الباب قائم، فقال: يا رجل! ما تأوي في منزلك بالليل؟ كدّ هذا الرجل ممّا يطلبك؛ فدخلت وإذا المتوكّل جالس في فراشه.
فقال: يا أبا موسي! نشغل عنك وتنسينا نفسك، أيّ شي ء لك عندي؟
فقلت: الصلة الفلانية، والرزق الفلاني؛ وذكرت أشياء، فأمر لي بها وبضعفها.
فقلت للفتح: وافي عليّ بن محمّد إلي هاهنا؟
فقال: لا! فقلت: كتب رقعة؟ فقال: لا!
فولّيت منصرفاً فتبعني، فقال لي: لست أشكّ أنّك سألته دُعاءً لك، فالتمس لي منه دعاءً.
فلمّا دخلت إليه(عليه السلام) قال لي: يا أبا موسي! هذا وجه الرضا.
فقلت: ببركتك يا سيّدي! ولكن قالوا لي: إنّك ما مضيت إليه ولا سألته.
فقال(عليه السلام): إنّ اللّه (تعالي) علم منّا أنّا لا نلجأ في المهمّات إلّا إليه، ولانتوكّل في الملمّات إلّا عليه، وعوّدنا إذا سألنا الإجابة، ونخاف أن نعدل فيعدل بنا.
قلت: إنّ الفتح قال لي كيت وكيت.
قال(عليه السلام): إنّه يوالينا بظاهره، ويجانبنا بباطنه، الدُعاء لمن يدعو به، إذا أخلصت في طاعة اللّه، واعترفت برسول اللّه((صلي الله عليه و آله وسلم)) وبحقّنا أهل البيت، وسألت اللّه (تبارك وتعالي) شيئاً لم يحرمك.
قلت: يا سيّدي! فتُعلّمني دُعاءً أختصّ به من الأدعية.
قال(عليه السلام): هذا الدعاء كثيراً ما أدعو اللّه به، وقد سألت اللّه أن لا يخيّب من دعا به في مشهدي بعدي، وهو: «يا عدّتي عند العدد، ويا رجائي والمعتمد، ويا كهفي والسند، ويا واحد ياأحد، ويا قل هو اللّه أحد، أسألك اللّهمّ بحق من خلقته من خلقك، ولم تجعل في خلقك مثلهم أحداً، أن تصلّي عليهم، وتفعل بي كيت وكيت».
( الأمالي: 285، ح 555، و280، ح 538، قطعة منه. عنه مدينة المعاجز: 436/7، ح 2437، والبحار: 127/50، ح 5، و59/99، ح 2، قطعة منه، ومستدرك الوسائل: 363/10، ح 12188، والأنوار البهيّة: 299، س 15، قطعة منه، وأعيان الشيعة: 39/2، س 13، وإثبات الهداة: 366/3، ح 22.
الدعوات: 50، ح 124، قطعة منه. عنه وعن الأمالي، البحار: 156/92، ح 4.
المناقب لابن شهرآشوب: 410/4، ح 21، قطعة منه.
مهج الدعوات: 324، س 6، قطعة منه. عنه البحار: 165/92، ح 20.
عدّة الداعي: 65، س 3، مرسلاً. عنه البحار: 59/99، ح 3.
البحار: 162/92، ح 15، عن الكتاب العتيق للغروي.
بشارة المصطفي لشيعة المرتضي: 134، س 24.
قطعة منه في: (دعاؤه(عليه السلام)) و(ذمّ فتح القلانسي) و(التجاء الأئمّة(عليهم السلام) إلي اللّه في المهمّات) و(تعليمه(عليه السلام) الدعاء في مشهده) و(موعظة في شرائط استجابة الدعاء). )

12 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله):... المنصوريّ قال: حدّثني عمّ أبي قال: دخلت يوماً علي المتوكّل وهو يشرب،... فجئت إلي الإمام عليّ بن محمّد((عليهماالسلام))... وقال لي:... لِمَ لَمْ تُعد الرسالة الأوّلة؟
فقلت: أجللتك يا سيّدي!... فقال له: قد كنت شاكّاً فتيقّنت.
( الأمالي: 275، ح 528.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 347. )

13 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله):... شاهويه بن عبد اللّه الجلّاب، [قال ]: كنت رويت عن أبي الحسن العسكريّ(عليه السلام) في أبي جعفر ابنه روايات تدلّ عليه، فلمّا مضي أبو جعفر قلقت لذلك... فكتبت إليه... فرجع الجواب بالدعاء....
وكتب في آخر الكتاب: أردت أن تسأل عن الخلف بعد مضيّ أبي جعفر وقلقت لذلك، فلا تغتمّ فإنّ اللّه لا يضلّ قوماً بعد إذ هداهم حتّي يبيّن لهم ما يتّقون.
صاحبكم بعدي أبو محمّد ابني، وعنده ما تحتاجون إليه، يقدّم اللّه ما يشاء، ويؤخّر ما يشاء....
( الغيبة: 121، س 5.
يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 888. )

14 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله):... أبو إسحاق بن عبد اللّه العلويّ العريضيّ قال: وحك في صدري ما الأيّام التي تصام؟
فقصدت مولانا أبا الحسن عليّ ابن محمّد(عليهماالسلام) وهو بصربا ولم أبد ذلك لأحد من خلق اللّه، فدخلت عليه، فلمّا بصر بي قال(عليه السلام): يا أبا إسحاق! جئت تسألني عن الأيّام التي يصام فيهنّ، وهي أربعة،....
( تهذيب الأحكام: 305/4، ح 922.
يأتي الحديث بتمامه في ج 2، رقم 641. )

15 - الحسين بن عبد الوهّاب(رحمه الله): عن الحسن بن إسماعيل شيخ من أهل النهرين قال: خرجت أنا ورجل من أهل قريتي إلي أبي الحسن(عليه السلام) بشي ء كان معنا، وكان بعض أهل القرية قد حملنا رسالة ورفع إلينا ما أوصلناه وقال: تقرؤونه منّي السلام، وتسألونه عن بيض الطائر الفلاني من طيور الآجام، هل يجوز أكلها أم لا؟
فسلّمنا ما كان معنا إلي جارية، وأتاه رسول السلطان، فنهض ليركب وخرجنا من عنده ولم نسأله عن شي ء.
فلمّا صرنا في الشارع لحقنا(عليه السلام) وقال لرفيقي بالنبطيّة: اقرء منّي السلام وقل له: بيض الطائر الفلاني لا يأكله، فإنّه من المسوخ.
( عيون المعجزات: 135، س 2.
عنه مدينة المعاجز: 459/7، ح 2464، والبحار: 185/50، ح 63، وإثبات الهداة: 383/3، ح 66.
إثبات الوصيّة: 238، س 23.
قطعة منه في: (تكلّمه(عليه السلام) باللغة النبطيّة) و(جاريته(عليه السلام)) و(أحواله(عليه السلام) مع خليفة زمانه) و(حكم أكل بيض بعض طيور الآجام) و(حكم أكل الممسوخ). )

16 - أبو جعفر الطبريّ(رحمه الله): وحدّثني أبو عبد اللّه الحسين بن إبراهيم بن عيسي المعروف بابن الخيّاط القمّيّ قال: حدّثني أحمد بن محمّد ابن عبيد اللّه بن عيّاش قال: حدّثني أبو طالب عبيد اللّه بن أحمد الأنباري قال: حدّثني عبد اللّه ابن عامر الطائيّ قال: حدّثنا جماعة ممّن حضر العسكر بسرّ من رأي، قالوا: شهدنا هذا الحديث.
قال أبو طالب: هو ما حدّثني به مقبل الديلميّ قال: كان رجل بالكوفة له صاحب يقول بإمامة عبد اللّه بن جعفر بن محمّد، قال له صاحب له كان يميل إلي ناحيتنا ويقول بأمرنا: لا تقل بإمامة عبد اللّه فإنّه باطل، وقل بالحقّ.
قال: وما الحقّ حتّي أتّبعه؟ قال: إمامة موسي بن جعفر(عليهماالسلام) ومن بعده.
قال له الفطحيّ: ومن الإمام اليوم منهم؟ قال: عليّ بن محمّد بن ( الفطحيّة: فرقة من الإماميّة قال هؤلاء: إنّ الإمامة لم تنتقل من الصادق(عليه السلام) إلي ولده إسماعيل ولا إلي ولده موسي الكاظم(عليه السلام)؛ بل إلي ولده الأكبر، وهو عبد اللّه الأفطح، وهم من الفرق البائدة ولا يوجد منهم أحد. معجم الفرق الإسلاميّة: 186. )
عليّ الرضا(عليهم السلام).
قال: فهل من دليل استدلّ به علي ما قلت؟ قال: نعم! قال: وما هو؟
قال: أضمر في نفسك ما تشاء، وألقه بسرّ من رأي فإنّه يخبرك به. فقال: نعم! فخرجا إلي العسكر وقصدا شارع أبي أحمد3مكان شارع أبي أحمد، 4، فأخبرا أنّ أبا الحسن عليّ ابن محمّد مولانا ركب إلي دار المتوكّل 3مكان دار المتوكّل، 4، فجلسا ينتظران عودته.
فقال الفطحيّ لصاحبه: إن كان صاحبك هذا إماماً فإنّه حين يرجع ويراني يعلم ما قصدته، فيخبرني به من غير أن أسأله.
قال: فوقفا إلي أن عاد أبو الحسن(عليه السلام) من موكب المتوكّل وبين يديه الشاكريّة ومن ورائه الركبة يشيّعونه إلي داره.
( الشاكريّة: معرّب جاكر بالفارسيّة، ومعناه الأجير والمستخدم. أقرب الموارد: 86/3 (شكر). )
قال: فلمّا بلغ إلي الموضع الذي فيه الرجلان، التفت إلي الرجل الفطحيّ فتفل بشي ء من فيه في صدر الفطحيّ، كأنّه غرقي ء البيض، ( الغرقي ء: القشرة الملتزقة ببياض البيض. أقرب الموارد: 34/4 (غرق). )
فالتصق في صدر الرجل كمثل دارة الدرهم، وفيه سطر مكتوب بخضرة: «ما كان عبداللّه هناك، ولا كذلك».
فقرأه الناس، وقالوا له: ما هذا؟ فأخبرهم وصاحبه بقصّتهما، فأخذ التراب من الأرض، فوضعه علي رأسه وقال: تبّاً لما كنت عليه قبل يومي هذا، والحمد للّه علي حسن هدايته وقال بإمامته.
( دلائل الإمامة: 416، ح 380. عنه مدينة المعاجز: 446/7، ح 2449، وإثبات الهداة: 385/3، ح 79، أشار إلي مضمونه.
قطعة منه في: (كيفيّة رجوعه(عليه السلام) عن دار المتوكّل) و(مشايعة الناس له(عليه السلام)). )

17 - أبو جعفر الطبريّ(رحمه الله): حدّثني أبو عبد اللّه القمّيّ قال: حدثني ابن عيّاش قال: حدّثني أبو طالب عبيد اللّه بن أحمد قال: حدّثني مقبل الديلميّ قال: كنت جالساً علي بابنا بسرّ من رأي، ومولانا أبوالحسن((عليه السلام)) راكب لدار المتوكّل 3مكان دار المتوكّل، 4 الخليفة، فجاء فتح القلانسي، وكانت له خدمة لأبي الحسن((عليه السلام))، فجلس إلي جانبي وقال: إنّ لي علي مولانا أربعمائة درهم، فلو أعطانيها لانتفعت بها.
قال: قلت له: ما كنت صانعاً بها؟
قال: كنت أشتري منها بمائتي درهم خرقاً تكون في يدي، أعمل منها قلانس، وأشتري بمائتي درهم تمراً فأنبذه نبيذاً.
قال: فلمّا قال لي ذلك أعرضت عنه بوجهي، فلم أكلّمه لما ذكر، وأمسكت، وأقبل أبو الحسن((عليه السلام)) علي أثر هذا الكلام، ولم يسمع هذا الكلام أحد ولا حضره، فلمّا أبصرت به قمت إجلالاً له، فأقبل حتّي نزل بدابّته في دار الدوابّ، وهو مقطّب الوجه، أعرف الغضب في وجهه، ( قَطَّب وجهه تقطيباً: أي عبس وغضب. لسان العرب: 680/1 (قطب). )
فحين نزل عن دابّته دعاني، فقال: يا مقبل! ادخل. فأخرج أربعمائة درهم 5النقدالدرهم، 4، وادفعها إلي فتح هذا الملعون، وقل له: هذا حقّك فخذه واشتر منه خرقاً بمائتي درهم، واتّق اللّه فيما أردت أن تفعله بالمائتي درهم الباقية.
فأخرجت الأربعمائة درهم، فدفعتها إليه وحدّثته القصّة، فبكي وقال: واللّه! لا شربت نبيذاً ولا مسكراً أبداً، وصاحبك يعلم ما نعمل.
( دلائل الإمامة: 417، ح 381، عنه مدينة المعاجز: 447/7، ح 2450، وإثبات الهداة: 385/3، ح 80، أشار إلي مضمونه.
نوادر المعجزات: 186، ح 5، بتفاوت.
قطعة منه في: (غضبه(عليه السلام) علي من أراد فعل الحرام) و(مركبه(عليه السلام)) و(إجلال الناس له(عليه السلام)) و(أداء دَينه(عليه السلام)) و(أحواله(عليه السلام) مع المتوكّل) و(ذمّ فتح القلانسي). )

18 - أبو جعفر الطبريّ(رحمه الله): حدّثني أبو عبد اللّه القمّيّ قال: حدّثني ابن عيّاش قال: حدّثني أبو الحسين محمّد بن إسماعيل بن ( في النوادر: ابن عيسي. )
أحمد الفهقليّ 1 سماعيل بن أحمد الفهقليّ، 4 الكاتب بسرّ من رأي سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة قال: ( في المدينة: الفهفكي. )
حدّثني أبي قال: كنت بسرّ من رأي أسير في درب الحصا، فرأيت يزداد النصراني تلميذ بختيشوع وهو منصرف من دار موسي بن بَغا، فسايرني وأفضي بنا الحديث إلي أن قال لي: أتري هذا الجدار، تدري من صاحبه؟
قلت: ومن صاحبه؟
قال: هذا الفتي العلويّ الحجازيّ يعني عليّ بن محمّد بن الرضا(عليهم السلام)، وكنّا نسير في فناء داره، قلت ليزداد: نعم! فما شأنه؟
قال: إن كان مخلوق يعلم الغيب فهو.
قلت: وكيف ذلك؟
قال: أُخبرك عنه بأُعجوبة لن تسمع بمثلها أبداً، ولا غيرك من الناس، ولكن لي اللّه عليك كفيل وراعٍ أنّك لا تحدّث به عنّي أحداً، فإنّي رجل طبيب، ولي معيشة أرعاها عند هذا السلطان، وبلغني أنّ الخليفة استقدمه من الحجاز فرقاً منه، لئلّا ينصرف إليه وجوه الناس، فيخرج هذا الأمر عنهم يعني بني العبّاس.
قلت: لك عليّ ذلك، فحدّثني به وليس عليك بأس، إنّما أنت رجل نصرانيّ، لا يتّهمك أحد فيما تحدّث به عن هؤلاء القوم، وقد ضمنت لك الكتمان.
قال: نعم! أُعلمك أنّي لقيته منذ أيّام وهو علي فرس أدهم، وعليه ثياب سود7ألبسةثياب سود، 4، وعمامة سوداء7ألبسةعمامة سوداء، 4، وهو أسود اللون. فلمّا بصرت به وقفتُ إعظاماً له -لاوحقّ المسيح، ما خرجت من فمي إلي أحد من الناس - وقلت في نفسي: ثياب سود7ألبسةثياب سود، 4، ودابّة سوداء7الحيوان دابّة سوداء، 4، ورجل أسود، سواد في سواد في سواد.
فلمّا بلغ إليّ وأحدّ النظر قال: قلبك أسود ممّا تري عيناك من سواد في سواد في سواد.
قال أبي(رحمه الله): قلت له: أجل، فلا تحدّث به أحداً، فما صنعت؟ وما قلت له؟
قال: سقط في يدي فلم أجد جواباً.
قلت له: أفما ابيضّ قلبك لما شاهدت؟
قال: اللّه أعلم!
قال أبي: فلمّا اعتلّ يزداد بعث إليّ فحضرت عنده، فقال: إنّ قلبي قد ابيضّ بعد سواده، وأنا أشهد أن لا إله إلّا اللّه، وأنّ محمّداً رسول اللّه، وأنّ عليّ بن محمّد حجّة اللّه علي خلقه وناموسه الأعلم، ثمّ مات في مرضه ذلك، وحضرتُ الصلاة عليه(رحمه الله).
( دلائل الإمامة: 418، ح 382. عنه مدينة المعاجز: 448/7، ح 2451، وإثبات الهداة: 385/3، ح 1، أشار إلي مضمونه.
نوادر المعجزات: 187، ح 6، بتفاوت.
فرج المهموم: 233، س 13، بتفاوت. عنه البحار: 161/50، ح 50.
قطعة منه في: (ما ورد عن العلماء في عظمته(عليه السلام)) و(لونه(عليه السلام)) و(لباسه(عليه السلام)) و(مركبه(عليه السلام)) و(إجلال الناس له(عليه السلام)) و(أحواله(عليه السلام) مع المتوكّل). )

19 - أبو جعفر الطبريّ(رحمه الله):... محمّد بن الحسين بن مُصْعَب المدائنيّ يسأله [أي أبا الحسن الهادي(عليه السلام)] عن السجود علي الزجاج؟
قال: فلمّا نفذ الكتاب حدّثت نفسي: إنّه ممّا أنبتت الأرض، وأنّهم قالوا: لابأس بالسجود علي ما أنبتت الأرض.
قال: فجاء الجواب: لا تسجد، وإن حدّثتك نفسك أنّه ممّا أنبتت الأرض فإنّه من الرمْل والملح، والملح سَبَخ، والرمل سَبَخٌ، والسبَخ بلدٌ ممسوخ.
( دلائل الإمامة: 414، ح 375.
يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 969. )

20 - أبو جعفر الطبريّ(رحمه الله):... حكيمة بنت محمّد بن عليّ بن موسي(عليهم السلام)، فقالت:... كانت عندي صبيّة يقال لها (نرجس)،... فصرت إلي أخي [(عليه السلام)]،... وقال: يا حكيمة! جئت تستأذنيني في أمر الصبيّة،....
( دلائل الإمامة: 499، ح 490.
يأتي الحديث بتمامه في ج 2، رقم 595. )

21 - الراونديّ(رحمه الله): حدّث جماعة من أهل إصفهان 3مكان إصفهان، 4، منهم أبوالعبّاس أحمد بن النصر، وأبو جعفر محمّد بن علويّة، قالوا: كان ( في الثاقب: العيّاشيّ محمّد بن النضر. )
باصفهان رجل يقال له: عبد الرحمن، وكان شيعيّاً.
قيل له: ما السبب الذي أوجب عليك به القول بإمامة عليّ النقيّ(عليه السلام) دون غيره من أهل الزمان؟
قال: شاهدت ما أوجب ذلك عليّ، وذلك إنّي كنت رجلاً فقيراً، وكان لي لسان وجرأة، فأخرجني أهل إصفهان سنة من السنين مع قوم آخرين إلي باب المتوكّل متظلّمين.
فكنّا بباب المتوكّل 4الخلفاءالمتوكّل، 4 يوماً إذ خرج الأمر بإحضار عليّ بن محمّد بن الرضا(عليهم السلام).
فقلت لبعض من حضر: من هذا الرجل الذي قد أمر بإحضاره؟
فقيل: هذا رجل علويّ تقول الرافضة بإمامته.
ثمّ قيل: ويقدّر أنّ المتوكّل يحضره للقتل.
فقلت: لا أبرح من هاهنا حتّي أنظر إلي هذا الرجل أيّ رجل هو؟
قال: فأقبل راكباً علي فرس، وقد قام الناس يمنة الطريق ويسرته صفّين ينظرون إليه، فلمّا رأيته وقع حبّه في قلبي، فجعلت أدعو له في نفسي بأن يدفع اللّه عنه شرّ المتوكّل، فأقبل يسير بين الناس وهو ينظر إلي عرف دابتّه، لاينظر يمنة ولا يسرة، وأنا دائم الدعاء له، فلمّا صار ( العرف بضمّتين: شعر عنق الفرس. أقرب الموارد: 524/3، (عرف). )
بإزائي أقبل إليّ بوجهه، وقال: استجاب اللّه دعاءك، وطوّل عمرك، وكثّر مالك وولدك.
قال: فارتعدت [من هيبته ] ووقعت بين أصحابي، فسألوني وهم يقولون: ماشأنك؟ فقلت: خير، ولم أُخبرهم بذلك.
فانصرفنا بعد ذلك إلي إصفهان، ففتح اللّه عليّ [الخبر بدعائه، و] وجوهاً من المال، حتّي أنا اليوم أغلق بابي علي ما قيمته ألف ألف درهم، سوي مالي خارج داري، ورزقت عشرة من الأولاد، وقد بلغت الآن من عمري نيّفاً وسبعين سنة، وأنا أقول بإمامة هذا الذي علم ما في قلبي، واستجاب اللّه دعاءه فيّ ولي.
( الخرائج والجرائح: 392/1، ح 1. عنه البحار: 141/50، ح 26، والأنوار البهيّة: 277، س 11، ومدينة المعاجز: 463/7 ح 2470، وإثبات الهداة: 371/3، ح 37، وحليةالأبرار: 51/5، ح 3.
الثاقب في المناقب: 549، ح 493.
كشف الغمّة: 389/2، س 14.
الصراط المستقيم: 202/2، ح 1.
كتاب ألقاب الرسول وعترته(عليهم السلام) ضمن المجموعة النفيسة: 233، س 11.
قطعة منه في: (مركبه(عليه السلام)) و(إجلال الناس له(عليه السلام)) و(أحواله(عليه السلام) مع المتوكّل). )

22 - الراونديّ(رحمه الله): إنّ أبا محمّد الطبريّ قال غ: تمنّيت أن يكون لي خاتم 3الحلي خاتم، 4 من عنده(عليه السلام).
فجاءني نصر الخادم 2 ر الخادم، 4 بدرهمين، فصنعت منه خاتماًفدخلت علي قوم يشربون الخمر، فتعلّقوا بي حتّي شربت قدحاً أو قدحين، وكان الخاتم ضيّقاً في إصبعي لا يمكنني إدارته للوضوء، فأصبحت وقد افتقدته فتبت إلي اللّه.
( الخرائج والجرائح: 413/1، ح 18. عنه البحار: 155/50، ح 43.
كشف الغمّة: 394/2، س 22.
قطعة منه في: (خادمه(عليه السلام)) و(إعطاؤه(عليه السلام) الدرهمين لمن تمنّي أن يكون له خاتم). )

23 - الراونديّ(رحمه الله): روي عن يحيي بن هرثمة قال: دعاني المتوكّل، فقال:... فأحضروا عليّ بن محمّد بن الرضا(عليهم السلام)....
قال:... وأنا علي مذهب الحشويّه،....
قال الشاري...: أليس من قول صاحبكم عليّ بن أبي طالب: إنّه ليس من الأرض بقعة إلّا وهي قبر،... فسرنا حتّي وصلنا إلي موضع المناظرة في القبور ارتفعت سحابة،... أرسلت علينا برداً مثل الصخور،... حتّي قتل من أصحابي ثمانين رجلاً،....
فقال(عليه السلام) لي: يا يحيي! انزل أنت من بقي من أصحابك، ليدفن من [قد]مات من أصحابك، [ثمّ قال ]: فهكذا يملأ اللّه هذه البريّة قبوراً....
( الخرائج والجرائح: 393/1، ح 2.
تقدّم الحديث بتمامه في رقم 321. )

24 - الراونديّ(رحمه الله): إنّ أحمد بن هارون قال:... دخل علينا أبوالحسن(عليه السلام)... فلمّا غاب الغلام صهل الفرس، وضرب بذنبه، فقال له بالفارسيّة: ما هذا القلق؟
فصهل الثانية فضرب بذنبه، فقال [له ] - بالفارسيّة -: لي حاجة... فدخلني من ذلك ما اللّه به عليم، ووسوس الشيطان في قلبي، فأقبل إليّ فقال: يا أحمد! لا يعظم عليك مارأيت....
( الخرائج والجرائح: 408/1، ح 14.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 381. )

25 - ابن شهر آشوب (رحمه الله): وفي تخريج أبي سعيد العامريّ رواية، عن صالح بن الحكم بيّاع السابريّ 1 لح بن الحكم بيّاع السابريّ، 4 قال: كنت واقفيّاً، فلمّا أخبرني حاجب المتوكّل بذلك، أقبلت أستهزي ء به، إذ خرج أبو الحسن(عليه السلام) فتبسّم في وجهي من غير معرفة بيني وبينه.
قال(عليه السلام): يا صالح! إنّ اللّه تعالي قال في سليمان: (فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ ي رُخَآءً حَيْثُ أَصَابَ) ونبيّك وأوصياء نبيّك أكرم علي اللّه ( ص: 36/38.
تعالي من سليمان.
قال: وكأنّما انسلّ من قلبي الضلالة، فتركت الوقف.
( المناقب: 407/4، س 3.
قطعة منه في: (ضحكه(عليه السلام) التبسّم) و(معاشرته(عليه السلام) مع سائر الفرق الإسلاميّة) و(إنّ رسول اللّه(صلي الله عليه وآله وسلم) أكرم من سليمان(عليه السلام)) و(إن الأئمّه(عليهم السلام) عنداللّه عزّ وجلّ أكرم من سليمان) و(سورة ص: 36). )

26 - ابن شهر آشوب (رحمه الله):... قال عليّ بن مهزيار: وردت العسكر وأنا شاكّ في الإمامة،... فقلت في نفسي: يوشك أن يكون هو الإمام،....
فقلت في نفسي: إن كشف وجهه فهو الإمام، فلمّا قرب منّي كشف وجهه،....

( المناقب: 413/4، س 21.
تقدّم الحديث بتمامه في رقم 322. )

27 - الإربليّ(رحمه الله): حدّث محمّد بن شرف قال: كنت مع أبي الحسن(عليه السلام) أمشي بالمدينة، فقال لي: ألست ابن شرف؟ قلت: بلي! فأردت أن أسأله عن مسألة، فابتدأني من غير أن أسأله، فقال: نحن علي قارعة الطريق وليس هذا موضع مسألة.
( كشف الغمّة: 385/2، س 12. عنه إثبات الهداة: 381/3، ح 53، والبحار: 176/50، ضمن ح 55.
قطعة منه في: (موعظته(عليه السلام) في السؤال). )

28 - ابن حمزة الطوسيّ(رحمه الله): عن موسي بن جعفر البغداديّ قال: كانت لي حاجة أحببت أن أكتب إلي العسكريّ(عليه السلام)، فسألت محمّد بن عليّ بن مهزيار أن يكتب في كتابه إليه بحاجتي فإنّي كتبت إليه كتاباً ولم أذكر فيه حاجتي بل بيّضت موضعها.
فورد الكتاب في حاجتي مفسّراً في كتاب لمحمّد بن إبراهيم الحمّصيّ.
( الثاقب في المناقب: 540، ح 482.
يأتي الحديث أيضاً في ج 3، رقم 960. )

29 - البحرانيّ(رحمه الله):... عليّ بن يقطين بن موسي الأهوازيّ قال: كنت رجلاً أذهب مذاهب المعتزلة، وكان يبلغني من أمر أبي الحسن عليّ بن محمّد(عليهماالسلام) ما أستهزي ء به ولا أقبله، فدعتني الحال إلي دخولي بسرّ من رأي... فدخلتها....
فقلت: إن كان اللّه عزّ وجلّ اطّلعه علي هذا السرّ فهو حجّة، وجعلت في نفسي أن أسأله عن عرق الجنب.
وقلت: إن هو أخذ البرنس عن رأسه وجعله علي قربوس سرجه ثلاثاً، فهو حجّة.
ثمّ إنّه لحي إلي بعض الشعاب، فلمّا قرب نحّي البرنس وجعله علي قربوس سرجه ثلاث مرّات، ثمّ التفت إليّ، وقال: إن كان من حلال فالصلاة في الثوب حلال، وإن كان من حرام فالصلاة في الثوب حرام.
فصدّقته وقلت بفضله ولزمته(عليه السلام) ....
( مدينة المعاجز: 496/7، ح 2489.
تقدّم الحديث بتمامه في رقم 326. )


الثاني - إخباره(عليه السلام) بالوقائع الماضية:
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(رحمه الله): الحسين بن محمّد، عن معلّي بن محمّد، عن الوشّاء، عن خيران الأسباطيّ قال: قدمت علي أبي الحسن(عليه السلام) المدينة فقال لي: ما خبر الواثق عندك؟ ( في الإعلام والإرشاد والهداية: أبي الحسن عليّ بن محمّد(عليهماالسلام) وفي المناقب: النقيّ(عليه السلام). )
قلت: جعلت فداك، خلّفته في عافية، أنا من أقرب الناس عهداً به، عهدي به منذ عشرة أيّام.
قال: فقال لي: إنّ أهل المدينة3مكان المدينة، 4 يقولون: إنّه مات، فلمّا أن قال لي الناس، علمت أنّه هو.
ثمّ قال لي: ما فعل جعفر؟
قلت: تركته أسوء الناس حالاً في السجن.
قال: فقال: أما إنّه صاحب الأمر، ما فعل ابن الزيّات؟
قلت: جعلت فداك، الناس معه والأمر أمره.
قال: فقال: أما إنّه شؤم عليه قال: ثمّ سكت وقال لي: لابدّ أن تجري مقادير اللّه تعالي وأحكامه، يا خيران! مات الواثق، وقد قعد المتوكّل جعفر، وقد قتل ابن الزيّات.
فقلت: متي جعلت فداك،؟ قال(عليه السلام): بعد خروجك بستّة أيّام.
( الكافي: 498/1، ح 1. عنه مدينة المعاجز: 420/7، ح 2423، وإثبات الهداة: 360/3، ح 4، والوافي: 834/3، ح 1446.
إعلام الوري: 114/2، س 4، بتفاوت.
إرشاد المفيد: 329، س 7، بتفاوت. عنه وعن الإعلام، البحار: 158/50، ح 48.
المستجاد من الإرشاد: 237، س 5.
المناقب لابن شهرآشوب: 410/4، س 9.
الثاقب في المناقب: 534، ح 470.
الهداية الكبري: 314، س 2.
روضة الواعظين: 269، س 3.
الخرائج والجرائح: 407/1، ح 13. عنه إثبات الهداة: 360/3، س 14.
الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: 279، س 10.
الصراط المستقيم: 204/2، ح 11.
كشف الغمّة: 378/2، س 8.
نور الأبصار: 335، س 19. عنه إثبات الهداة: 39/3، ح 5، وإحقاق الحقّ: 451/12، س 4.
قطعة منه في: (أحواله(عليه السلام) مع الواثق). )

2 - الحضينيّ(رحمه الله):... زيد بن عليّ بن الحسين بن زيد قال: مرضت مرضاً شديداً فدخل عليّ الطبيب وقد اشتدّت بي العلّة، فأصلح لي دواء بالليل، لم يعلم به أحد، وقال: خذ تداو فيه مدّة عشرة أيّام،....
فما بعد عنّي إلّا أتاني نصر غلام أبي الحسن عليّ((عليه السلام)) فاستأذن عليّ ودخل معه هارون فيه مثل ذلك الدواء الذي أصلحه الطبيب بتلك الساعة، وقال لي: مولاي يقول لك: الطبيب استعمل لك دواء مدّة عشرة أيّام، نحن إنّما بعثنا لك هذا الدواء، فخذ منه مرّة واحدةً تبرأ بإذن اللّه تعالي من ساعتك....
( الهداية الكبري: 314، س 12. يأتي الحديث بتمامه في رقم 379. )
3 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله):... المنصوريّ قال: حدّثني عمّ أبي قال:... قال [أبو الحسن الهادي(عليه السلام)] لي: قد جاء الرجل ومعه المال، وقد منعه الخادم الوصول إليّ، فاخرج وخذ ما معه، فخرجت فإذا معه الزنفيلجة فيها المال، فأخذته ودخلت به إليه.
فقال: قل له: هات المخنقة التي قالت لك القمّيّة: إنّها ذخيرة جدّتها؛ فخرجت إليه فأعطانيها، فدخلت بها إليه.
فقال لي: قل له: الجبّة التي أبدلتها منها ردّها إلينا، فخرجت إليه، فقلت له ذلك.
فقال: نعم! كانت ابنتي استحسنتها، فأبدلتها بهذه الجبّة، وأنا أمضي فأجي ء بها.
فقال: اُخرج فقل له: إنّ اللّه (تعالي) يحفظ ما لنا وعلينا، هاتها من كتفك، فخرجت إلي الرجل فأخرجها من كتفه....
( الأمالي: 275، ح 528.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 347. )

4 - الراونديّ(رحمه الله): روي عن أحمد بن عيسي الكاتب قال: رأيت رسول اللّه(صلي الله عليه و آله وسلم) فيما يري النائم، كأنّه نائم في حجرتي، وكأنّه دفع إليّ كفّاً من تمر، عدده خمس وعشرون تمرةً.
قال: فما لبثت حتّي أقدم بأبي الحسن عليّ بن محمّد(عليهماالسلام)، ومعه قائد فأنزله في حجرتي، وكان القائد يبعث ويأخذ من العلف من عندي فسألني يوماً كم لك علينا؟
قلت: لست آخذ منك شيئاً من ثمنه.
قال لي: أفتحبّ أن تدخل إلي هذا العلويّ فتسلّم عليه؟
قلت: لست أكره ذلك، فدخلت فسلّمت عليه وقلت له: إنّ في هذه القرية كذا وكذا من مواليك، فان أمرتنا بإحضارهم فعلنا.
قال: لا تفعلوا! قلت: فإنّ عندنا تمور7الطعام التمور، 4اً جياداً فتأذن لي أن أحمل لك بعضها؟
قال: إن حملت شيئاً لم يصل إليّ، ولكن احمله إلي القائد، فإنّه سيبعث إليّ منه، فحملت إلي القائد أنواعاً من التمر، وأخذت نوعاً جيّداً في كمّي وسكرّجة من زبد، فحملته إليه ثمّ جئت فقال لي القائد: أتحبّ أن ( السُكرُجة، والسُكُرُّجة: الصحفة التي يوضع فيها الأكل. المنجد: 341 (سكر). )
( الزبد بالضمّ: ما يستخرج من اللبن بالمخض وهو خاص بما للبقر والغنم. أقرب الموارد: 518/2 (زبد). )
تدخل علي صاحبك؟
قلت: نعم! فدخلت فإذا قدّامه من ذلك التمر الذي بعثت به إلي القائد، فأخرجت التمر الذي معي والزبد، فوضعته بين يديه، فأخذ كفّاً من تمر فدفعه إليّ وقال: لو زادك رسول اللّه(صلي الله عليه و آله وسلم) لزدناك.
فعددته فإذا هو كما رأيته في النوم لم يزد ولم ينقص.
( الخرائج والجرائح: 411/1، ح 16. عنه البحار: 153/50، ح 39.
الصراط المستقيم: 204/2، ح 13، مختصراً. عنه إثبات الهداة: 386/3، ح 86.
قطعة منه في: (قبوله(عليه السلام) هدايا الناس). )

5 - الراونديّ(رحمه الله): قال أبو هاشم: كنت بالمدينة حين مرّ «بَغا» أيّام الواثق في طلب الأعراب.
فقال أبو الحسن(عليه السلام): أخرجوا بنا حتّي ننظر إلي تعبئة هذا التركيّ، فخرجنا فوقفنا، فمرّت بنا تعبئته، فمرّ بنا تركيّ، فكلّمه أبو الحسن(عليه السلام) بالتركيّ، فنزل عن فرسه فقبّل حافر فرس الإمام(عليه السلام)... قال: هذا نبيّ؟ قلت: ليس هو بنبيّ. قال: دعاني باسم سمّيت به في صغري في بلاد الترك، ما علمه أحد إلي الساعة.
( الخرائج والجرائح: 674/2، ح 4.
تقدّم الحديث بتمامه في رقم 314. )

6 - الراونديّ(رحمه الله): روي أنّه أتاه رجل من أهل بيته، يقال له: معروف، وقال: أتيتك فلم تأذن لي.
فقال(عليه السلام): ما علمت بمكانك وأُخبرت بعد انصرافك، وذكرتني بما لاينبغي....
( الخرائج والجرائح: 401/1، ح 7.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 375. )

7 - السيّد ابن طاووس(رحمه الله): عن أبي محمّد القاسم بن العلاء المدائنيّ قال: حدّثني خادم لعليّ بن محمّد(عليهماالسلام) قال: استأذنته في الزيارة إلي طوس،... فخرجت في سفري ذلك،... ورجعت حدّثته، فقال(عليه السلام) لي: بقيت عليك خصلة لم تحدّثني بها، إن شئت حدّثتك بها.
فقلت: يا سيّدي! عليّ نسيتها.
فقال(عليه السلام): نعم! بتّ ليلة بطوس عند القبر، فصار إلي القبر قوم من الجنّ لزيارته، فنظروا إلي الفصّ في يدك وقرؤا نقشه، فأخذوه من يدك وصاروا به إلي عليل لهم، وغسلوا الخاتم بالماء وسقوه ذلك الماء فبرأ، وردّوا الخاتم إليك، وكان في يدك،....
( الأمان من أخطار الأسفار والأزمان: 48، س 2.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 353. )


الثالث - إخباره(عليه السلام) بالوقائع الحالية:
1 - الحضينيّ(رحمه الله):... محمّد بن عبد اللّه القمّيّ قال: حملت ألطافاً من قمّ إلي سيّدي أبي الحسن(عليه السلام)، في وقت وروده من سرّ من رأي، فوردتها....
فإذا أنا بطارق يطرق الباب، فخرجت إليه، فإذا أنا بغلام، فقلت له: ما حاجتك؟
فقال: سيّدي أبو الحسن(عليه السلام) قد شكر لك بألطافك التي حملتها تريدنا بها....
( الهداية الكبري: 315، س 1.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 343. )

2 - الراونديّ(رحمه الله): روي عن ابن أُورمة قال: حملت إليّ امرأة ( هو محمّد بن أورمة (اُورمة) أبو جعفر القمّيّ. كما قال به السيّد الخوئي 1 في المعجم: 158/22، رقم 15028، والمحقّق التستري(رحمه الله) في القاموس: 238/10، عدّه الشيخ من أصحاب الرضا(عليه السلام). رجال الطوسيّ: 392، رقم 75.
وقال الزنجاني: نعدّه من أصحاب الجواد(عليه السلام). الجامع في الرجال: 724/2.
عنونه السيّد البروجردي 1 وقال: من الطبقة السابعة. الموسوعة الرجاليّة: 312/4.
أوردناها في هذه الموسوعة لما روي الإربليّ في كشف الغمّة: 394/2 عن ابن أُورمة معجزة عن أبي الحسن الهادي(عليه السلام). وفي رجال النجاشيّ: 329، رقم 891، وقال بعض أصحابنا أنّه رأي توقيعاً من أبي الحسن الثالث(عليه السلام) إلي أهل قم في معني محمّد بن أُورمة وبرائته ممّا قذف به. )

شيئاً من حُلِيّ، وشيئاً من دراهم، وشيئاً من ثياب؛ فتوهّمت أنّ ذلك كلّه لها، ولم أسألها أنّ لغيرها في ذلك شيئاً، فحملت ذلك إلي المدينة مع بضاعات لأصحابنا.
وكتبت في الكتاب: إنّي (قد) بعثت إليك من قبل فلانة كذا، ومن قبل فلان كذا، ومن قبل فلان، وفلان بكذا.
فخرج في التوقيع: قد وصل ما بعثت من قبل فلان وفلان ومن قبل المرأتين، تقبّل اللّه منك، ورضي عنك وجعلك معنا في الدنيا ( في إثبات الهداة: يقبّل اللّه منهما ومنك. )
والآخرة.
فلمّا رأيت ذكر المرأتين شككت في الكتاب أنّه غير كتابه، وأنّه قد عمل عليّ دونه؛ لأنّي كنت في نفسي علي يقين أنّ الذي دفعت إليّ المرأة، كان (كلّه) لها، وهي مرأة واحدة، فلمّا رأيت [في التوقيع ] إمرأتين اتّهمت موصل كتابي.
فلمّا انصرفت إلي البلاد، جاءتني المرأة، فقالت: هل أوصلت بضاعتي؟
قلت: نعم! قالت: وبضاعة فلانة؟ قلت: وكان فيها لغيرك شي ء؟
قالت: نعم! كان لي فيها كذا، ولأُختي فلانة كذا.
قلت: بلي! قد أوصلت ذلك، وزال ما كان عندي.
( الخرائج والجرائح: 386/1، ح 15. عنه إثبات الهداة: 338/3، ح 28، بتفاوت، والبحار: 52/50، ح 26، بتفاوت، ومدينة المعاجز: 374/7، ح 2383، بتفاوت.
قطعة منه في: (قبوله(عليه السلام) أمتعة أرسلها الناس اليه) و(مدح ابن أورمة) و(دعاؤه(عليه السلام) لمحمد بن أُورمة) و(كتابه(عليه السلام) إلي محمّد بن أُورمة). )

3 - الإربليّ(رحمه الله): عليّ بن محمّد الحجّال قال: كتبت إلي أبي الحسن(عليه السلام): أنا في خدمتك، وأصابني علّة في رجلي لا أقدر علي النهوض والقيام بما يجب، فإن رأيت أن تدعوا اللّه أن يكشف علّتي ويعينني علي القيام بمايجب....
فوقّع(عليه السلام): كشف اللّه عنك وعن أبيك.
قال: وكان بأبي علّة ولم أكتب فيها، فدعا له ابتداء.
( كشف الغمّة: 388/2، س 19.
يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 925. )

4 - الحافظ رجب البرسيّ: محمّد بن داود القمّيّ، ومحمّد الطلحيّ قال: حملنا مالاً من خمس، ونذور، وهدايا، وجواهر، اجتمعت في قمّ وبلادها وخرجنا نريد بها سيّدنا أبا الحسن الهادي(عليه السلام)، فجاءنا رسوله في الطريق أن ارجعوا فليس هذا وقت الوصول إلينا.
فرجعنا إلي قمّ وأحرزنا ما كان عندنا، فجاءنا أمره بعد أيّام، أن قد أنفذنا إليكم إبلاً غبراء، فاحملوا عليها ما عندكم، وخلّوا سبيلها، فحملناها، وأودعناها للّه، فلمّا كان من قابل قدمنا عليه.
قال(عليه السلام): انظروا إلي ما حملتم إلينا، فنظرنا فإذا المنايح كما هي.
( المنحة بالكسر: العطيّة. أقرب الموارد: 270/5 (منح). )
( مشارق أنوار اليقين: 100، س 1. عنه مدينة المعاجز: 463/7، ح 2469، وإثبات الهداة: 380/3، ح 50، والبحار: 185/50، ح 62.
قطعة منه في (معجزته(عليه السلام) في الحيوانات) و(قبوله(عليه السلام) هدايا الناس) و(وجوب إيصال الخمس إلي الإمام(عليه السلام)). )


الرابع - إخباره(عليه السلام) بالوقائع الآتية:
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(رحمه الله):... أبو الطيّب المثنّي يعقوب بن ياسر قال: كان المتوكّل يقول: ويحكم! قد أعياني أمر ابن الرضا؛ أبي أن يشرب معي،....
فقالوا له:... فهذا أخوه موسي قصّاف عزّاف يأكل ويشرب ويتعشّق قال: ابعثوا إليه... تلقّاه أبو الحسن(عليه السلام)....
ثمّ قال له: إنّ هذا الرجل قد أحضرك ليهتكك،....
فأبي عليه، فكرّر عليه؛ فلمّا رأي أنّه لا يجيب قال: أما أنّ هذا مجلس لاتجمع أنت وهو عليه أبداً.
فأقام ثلاث سنين يبكّر كلّ يوم، فيقال له: قد تشاغل اليوم، فَرُحْ؛ فيروح... فما زال علي هذا ثلاث سنين حتّي قتل المتوكّل، ولم يجتمع معه عليه.
( الكافي: 502/1، ح 8.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 508. )

2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(رحمه الله):... عليّ بن محمّد النوفليّ قال لي محمّد ابن الفرج: إنّ أبا الحسن كتب إليه: يا محمّد! أجمع أمرك، وخذ حذرك.
قال: فأنا في جمع أمري [و]ليس أدري ما كتب إليّ، حتّي ورد عليّ رسول حملني من مصر مقيّداً، وضرب علي كلّ ما أملك، وكنت في السجن ثمان سنين.
ثمّ ورد عليّ منه في السجن كتاب فيه: يا محمّد! لا تنزل في ناحية الجانب الغربي.
فقرأت الكتاب فقلت: يكتب إليّ بهذا وأنا في السجن، إنّ هذا لعجب، فمامكثت أن خلّي عنّي، والحمد للّه.
قال: وكتب إليه محمّد بن الفرج يسأله عن ضياعه.
فكتب إليه: سوف ترد عليك، وما يضرّك أن لا ترد عليك، فلمّا شخص محمّد بن الفرج إلي العسكر كتب إليه بردّ ضياعه، ومات قبل ذلك.
قال: وكتب أحمد بن الخضيب إلي محمّد بن الفرج يسأله الخروج إلي العسكر.
فكتب إلي أبي الحسن(عليه السلام) يشاوره.
فكتب(عليه السلام) إليه: اخرج فإنّ فيه فرجك إن شاءاللّه تعالي، فخرج فلم يلبث إلّا يسيراً حتّي مات.
( الكافي: 500/1، ح 5.
يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 997. )

3 - الحضينيّ(رحمه الله): عن أبي بكر الصفّار، عن أبي الحسن الوشّاء، عن محمّد بن عبد اللّه القمّيّ قال: حملت ألطافاً من قمّ إلي سيّدي ( اللطفة محرّكة: الهديّة. أقرب الموارد: 58/5 (لطف). )
أبي الحسن(عليه السلام) في وقت وروده من سرّ من رأي، فوردتها واستأجرت لها منزلاً، ودخلت أروم الوصول إليه، أو بوصول تلك الألطاف التي حملتها، وأعتذر بذلك وكلّفت عجوزاً كانت معي في الدار تلتمس لي إمرأة أتمتّع بها، فخرجت في طلب حاجتي، فإذا أنا بطارق يطرق الباب، فخرجت إليه، فإذا أنا بغلام، فقلت له: ما حاجتك؟
فقال: سيّدي أبو الحسن(عليه السلام) قد شكر لك بألطافك التي حملتها تريدنإ؛ث ًًًًًًًًد
بها، فاخرج إلي بلدك، واردد ألطافك معك، واحذر كلّ الحذر أن تقيم بسامرّا أكثر من ساعة، فإن خالفت عوقبت، فانظر لنفسك.
قلت: اي؛ أخرج ولا أُقيم، فجائت العجوز ومعها المتعة، فأعجبتني، فتمتّعت وبتّ ليلتي وقلت: في غد أخرج، فلمّا تولّي الليل طرق بابي طارق، وقرعه قرعاً شديداً.
فخرجت العجوز إليهم فإذا بالطائف والحارث وشرطه، ومعهم ( الطائف: العاسّ الذي يدور حول البيوت ونحوها ليحرسها وبخاصّة في الليل. المعجم الوسيط: 571 (طاف). )
شمع، فقالوا لها: أخرجي إلينا الرجل والامرأة من دارك، فجحدتنا فهجموا علي الدار وأخذوني والإمرأة، ونهبوا كلّما كان معي من الألطاف وغيرها، ورفعت فقمت بالحبس ستّة أشهر، فجاء بعض مواليه وقال: حلّت بك العقوبة التي حذرتك منها، واليوم تخرج من حبسك وتصير إلي بلدك.
فأُخرجت ذلك اليوم من الحبس هائماً حتّي وردت قمّ، فعلمت أنّ ( الهائم: المتحيّر. لسان العرب: 626/12 (هيم). )
بخلافي لسيّدي الهادي(عليه السلام) التقيت تلك العقوبة.
( الهداية الكبري: 315، س 1. عنه مدينة المعاجز: 529/7، ح 2514، وإثبات الهداة: 384/3، ح 69.
قطعة منه في (إخباره(عليه السلام) بالوقائع الحالية) و(قبوله(عليه السلام) هدايا الناس) و(غلمانه(عليه السلام)) و(عقوبة مخالفة أمر الإمام(عليه السلام)). )

4 - الحضينيّ(رحمه الله): عن محمّد بن إسماعيل الحسنيّ، عن يزيد بن الحسين بن موسي قال: أنفذني سيّدي أبو الحسن ورجلين حسنيين من بني عمّه إلي صاحب الدار قال: لست أبيعها، فرجعنا إليه((عليه السلام)) فأخبرناه.
فلمّا كان في غد أمرنا أن نعاوده فقال لنا: لست أبيعها.
فلمّا كان اليوم الثالث، أمرنا بمعاودته، فعاودناه.
فقال: كم تتردّدون وما أُريد أبيع داري؟
فقال أحد أولاد عمّه الحسنيّ: إلي كم يردّدنا إلي صاحب الدار، ويؤذينا ويتعبنا، والرجل ليس يبيع داره.
فقال: يا هذا! جري مجري آل فرعون 4القبيلةآل فرعون، 4، ف'(وَإِن يَكُ كَذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ و وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ) فتبيّن صدقه فجئناه، وأخبرناه أنّ ( غافر: 28/40. )
صاحب الدار قد تبرّم وقال: كم تردّدون وما أُريد البيع.
( تبرّم: تضجّر. أقرب الموارد: 40/1، (تبرّم). )
فقال لنا: ارجعوا إليه.
فقال: بعت الدار واسترحت منكم، فعدنا إليه(عليه السلام).
فقال(عليه السلام): قد كذب، ما باعها، ولا بدّ من بيعها وأُبنيها وأُسكنها، ويولد لي غلام أُسمّيه حسناً وأري منه ما أُحبّ.
قال زيد: فلم نزل نتردّد حتّي باعنا الدار واشتراها أبو الحسن وسكنها وكان فيها مولد أبي محمّد الحسن الإمام عليه السلام والتحيّة.
( الهداية الكبري: 316، س 20.
قطعة منه في: (بشارته بولادة ابنه الحسن(عليهماالسلام)) و(إشترائه(عليه السلام) الدار) و(حكم توكيل الغير للشراء) و(سورة غافر: 28/40). )

5 - الحضينيّ(رحمه الله): عن أحمد بن مالك القمّيّ، عن فارس بن ماهويه قال: بعث المتوكّل إلي سيّدنا أبي الحسن((عليه السلام)) أن اركب واخرج معنا إلي الصيد لنشاركك.
فقال(عليه السلام) للرسول: قل له إنّي راكب، فلمّا خرج الرسول قال: كذب، مايريد إلّا غير ما قال.
( في المصدر: ما يدري غير ما قال، ولعلّ الصحيح ما أثبتناه من مدينة المعاجز. )
قلنا: يا مولانا! فما الذي يريد؟
قال: فما يظهر ما يريده بما يعيده من اللّه، وهو يركب في هذا اليوم ويخرج إلي الصيد فيه همّه جيشه علي القنطرة في النهر، فيعبر سائر العسكر ولا تعبر دابّتي وأرجع؛ فيسقط المتوكّل عن فرسه وتزيل رجله، فتوهن يده ويمرض شهراً.
قال فارس: فركب سيّدنا علي ركوبه مع المتوكّل قال له: يا ابن عمّي! فقال: نعم! وهو سائر معه في ورود النهر والقنطرة، فعبر سائر الجيش وتشعّثت القنطرة وانهدمت، ونحن في أواخر القوم مع سيّدنا وأرسل الملك تحته.
فلمّا وردنا النهر والقنطرة فامتنعت دابّته أن تعبر، وعبر سائر الجيش ودوابّنا، واجتهدت رسل المتوكّل في دابّته ولم تعبر، وبعد المتوكّل، فلحقوا به ورجع سيدّنا، فلم يمض من النهار ساعةً حتّي جاء الخبر: أنّ المتوكّل سقط عن دابّته، وزالت رجله وتوهنت يده وبقي عليلاً شهراً، وعتب علي أبي الحسن.
فقال أبو الحسن(عليه السلام): ما رجع إلّا فزع لا تصيبه هذه السقطة عليه، وإنّما رجعنا غصب عنّا لا تصيبنا هذه السقطة، فقال أبو الحسن: صدق الملعون وأبدي ما كان في نفسه.
( الهداية الكبري: 318، س 22. عنه مدينة المعاجز: 530/7، ح 2515، وإثبات الهداة: 384/3، ح 70 فطعة منه بتفاوت.
قطعة منه في: (أحواله(عليه السلام) مع المتوكّل). )

6 - الحضينيّ(رحمه الله):... عبيد اللّه الحسنيّ قال: دخلنا علي سيّدنا أبي الحسن((عليه السلام)) بسامرّا،....
فقال: هذا ولّينا زُرافة يقول: إنّه قد أخرج [أي المتوكّل ] سيفاً مسموماً من الشفرتين، وأمره أن يرسل إليّ فإذا حضرت مجلسه أُخلّي زُرافة لامته منّي، ودخل إليّ بالسيف ليقتلني به، ولن يقدر علي ذلك....
( الهداية الكبري: 322، س 2.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 509. )

7 - الشيخ الصدوق(رحمه الله):... فاطمة بنت محمّد بن الهيثم المعروف بابن سيابة، قالت: كنت في دار أبي الحسن عليّ بن محمّد العسكريّ(عليهماالسلام)، في الوقت الذي ولد فيه جعفر،....
فقلت له: يا سيّدي! مالي أراك غير مسرور بهذا المولود؟
فقال(عليه السلام): يهوّن عليك أمره فإنّه سيضلّ خلقاً كثيراً.
( إكمال الدين وإتمام النعمة: 321، س 7.
تقدّم الحديث بتمامه في رقم 106. )

8 - الشيخ الصدوق(رحمه الله):... بشر بن سليمان النخّاس من ولد أبي أيّوب الأنصاريّ، أحد موالي أبي الحسن وأبي محمّد(عليهماالسلام) وجارهما بسرّ من رأي... فبينما أنا ذات ليلة في منزلي بسرّ من رأي، وقد مضي هويٌّ من الليل، إذ قرع الباب قارع، فعدوت مسرعاً، فإذا أنا بكافور الخادم، رسول مولانا أبي الحسن عليّ بن محمّد(عليهماالسلام) يدعوني إليه، فلبست ثيابي، ودخلت عليه.
فرأيته يحدّث ابنه أبا محمّد، وأُخته حكيمة من وراء الستر، فلمّا جلست قال: يا بشر! إنّك من ولد الأنصار، وهذه الولاية لم تزل فيكم، يرثها خلف عن سلف، فأنتم ثقاتنا أهل البيت، وإنّي مزكّيك ومشرّفك بفضيلة تسبق بها شاو الشيعة في الموالاة بها، بسرّ أطّلعك عليه، وأنفذك في ابتياع أمة، فكتب كتاباً ملصقاً بخطّ رومّي ولغة روميّة، وطبع عليه بخاتمه، وأخرج شستقةً صفراءً فيها مائتان وعشرون ديناراً، فقال: خذها وتوجّه بها إلي بغداد، واحضر معبر الفرات ضحوة كذا، فإذا وصلت، إلي جانبك زواريق السبايا، وبرزن الجواري منها، فستحدق بهم طوائف المبتاعين من وكلاء قوّاد بني العبّاس، وشراذم من فتيان العراق، فإذا رأيت ذلك فأشرف من البعد علي المسمّي عمر بن يزيد النخّاس عامّة نهارك، إلي أن يبرز للمبتاعين جارية صفتها كذا وكذا، لابسة حريرتين صفيقتين، تمتنع من السفور، ولمس المعترض، والانقياد لمن يحاول لمسها، ويشغل نظره بتأمّل مكاشفها من وراء الستر الرقيق، فيضربها النخّاس فتصرخ صرخة روميّة، فاعلم أنّها تقول: واهتك ستراه.
فيقول بعض المبتاعين: عليّ بثلاثمائة دينار، فقد زادني العفاف فيها رغبة، فتقول بالعربيّة: لو برزت في زيّ سليمان، وعلي مثل سرير ملكه، مابدت لي فيك رغبة، فاشفق علي مالك.
فيقول النخّاس: فما الحيلة! ولا بدّ من بيعك.
فتقول الجارية: وما العجلة؟ ولا بدّ من اختيار مبتاع يسكن قلبي [إليه و] إلي أمانته، وديانته، فعند ذلك قم إلي عمر بن يزيد النخّاس، وقل له: إنّ معي كتاباً ملصقاً لبعض الأشراف كتبه بلغة روميّة، وخطّ روميّ، ووصف فيه كرمه ووفاه، ونبله وسخاءه، فناولها لتتأمّل منه أخلاق صاحبه، فإن مالت إليه ورضيته، فأنا وكيله في ابتياعها منك.
قال بشر بن سليمان النخّاس: فامتثلت جميع ما حدّه لي مولاي أبوالحسن(عليه السلام) في أمر الجارية، فلمّا نظرت في الكتاب بكت بكاءً شديداً، وقالت لعمر بن يزيد النخّاس: بعني من صاحب هذا الكتاب، وحلفت بالمحرّجة المغلظة أنّه متي امتنع من بيعها منه، قتلت نفسها، فمازلت أُشاحه في ثمنها حتّي استقرّ الأمر فيه علي مقدار ما كان أصحبنيه مولاي(عليه السلام)، من الدنانير في الشستقة الصفراء، فاستوفاه منّي، وتسلّمت منه الجارية، ضاحكة مستبشرة، وانصرفت بها إلي حجرتي التي كنت آوي إليها ببغداد،....
( إكمال الدين وإتمام النعمة: 417، ح 1.
يأتي الحديث بتمامه في ج 2، رقم 594. )

9 - أبو عمرو الكشّيّ(رحمه الله): قال أبو النضر: سمعت أبا يعقوب يوسف ابن السخت قال: كنت بسرّ من رأي أتنفّل في وقت الزوال، إذ جاء إليّ عليّ ابن عبدالغفّار.
فقال لي: أتاني العمريّ(رحمه الله) فقال لي: يأمرك مولاك أن توجّه رجلاً ثقةً في طلب رجل يقال له: عليّ بن عمرو العطّار قدم من قزوين، وهو ينزل في جنبات دار أحمد بن الخضيب 3مكان دار أحمد بن الخضيب، 4.
فقلت: سمّاني؟
فقال: لا! ولكن لم أجد أوثق منك. فدفعت إلي الدرب الذي فيه عليّ، فوقفت علي منزله، فإذا هو عند فارس، فأتيت علياً فأخبرته، فركب وركبت معه، فدخل علي فارس فقام وعانقه وقال: كيف أشكر هذا البرّ؟
فقال: لا تشكرني! فإنّي لم آتك، إنّما بلغني أنّ عليّ بن عمرو قدم يشكو ولد سنان وأنا أضمن له مصيره إلي ما يحبّ، فدلّه عليه فأخذ بيده فأعلمه أنّي رسول أبي الحسن(عليه السلام) وأمره أن لا يحدث في المال الذي معه حدثاً، وأعلمه أنّ لعن فارس قد خرج، ووعده أن يصير إليه من غد، ففعل فأوصله العمريّ، وسأله عمّا أراد، وأمر بلعن فارس وحمل ما معه.
( رجال الكشّيّ: 526 رقم 1008.
قطعة منه في: (ذمّ فارس بن حاتم بن ماهويه). )

10 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله): الفحّام قال: حدّثني المنصوريّ قال: حدّثني عمّ أبي قال: دخلت يوماً علي المتوكّل وهو يشرب، فدعاني إلي الشرب.
فقلت: يا سيّدي! ما شربته قطّ. فقال: أنت تشرب مع عليّ بن محمّد.
فقلت له: ليس تعرف من في يديك، إنّما يضرّك ولا يضرّه؛ ولم أُعد ذلك عليه.
قال: فلمّا كان يوماً من الأيّام قال لي الفتح بن خاقان: قد ذكر الرجل -يعني المتوكّل - خبر مال يجي ء من قمّ، وقد أمرني أن أرصده لأُخبره به، فقل لي: من أيّ طريق يجي ء حتّي أجتنبه؟ فجئت إلي الإمام عليّ بن محمّد((عليهماالسلام)) فصادفت عنده من احتشمه، فتبسّم وقال لي: لا يكون إلّإ؛ج ًًًًًًًًظة خير. يا أبا موسي! لِمَ لَمْ تُعد الرسالة الأوّلة؟
فقلت: أجللتك يا سيّدي!
فقال لي: المال يجي ء الليلة، وليس يصلون إليه، فبت عندي.
فلمّا كان من الليل وقام إلي ورده قطع الركوع بالسلام، وقال لي: قد جاء الرجل ومعه المال، وقد منعه الخادم الوصول إليّ، فاخرج وخذ ما معه، فخرجت فإذا معه الزنفيلجة فيها المال، فأخذته ودخلت به إليه.
( الزنفيلجة: بكسر الزاي والفتح، وفتح اللام، شبيه بالكِتْف قال: وهو معرّب، وأصله بالفارسيّة: زين بيله. لسان العرب: 291/2 (زنفلج). )
فقال: قل له: هات المخنقة التي قالت لك القمّيّة: إنّها ذخيرة جدّتها؛ ( المخنقة بكسر الميم: القلادة، وسمّيت بذلك لأنّها تطيف بالعنق. مجمع البحرين: 160/5 (خنق). )
فخرجت إليه فأعطانيها، فدخلت بها إليه.
فقال لي: قل له: الجبّة التي أبدلتها منها ردّها إلينا، فخرجت إليه، فقلت له ذلك.
فقال: نعم، كانت ابنتي استحسنتها، فأبدلتها بهذه الجبّة، وأنا أمضي فأجي ء بها.
فقال: اُخرج فقل له: إنّ اللّه (تعالي) يحفظ ما لنا وعلينا، هاتها من كتفك، فخرجت إلي الرجل فأخرجها من كتفه فغشي عليه، فخرج إليه((عليه السلام)) فقال له: قد كنت شاكّاً فتيقّنت.
( الأمالي: 275، ح 528. عنه البحار: 124/50، ح 2، ومدينة المعاجز: 432/7، ح 2435، وإثبات الهداة: 366/3، ح 20.
المناقب لابن شهرآشوب: 417/4، س 9، قطعة منه، و413، س 1.
قطعة منه في (إخباره(عليه السلام) بالوقائع الماضية) و(إخباره(عليه السلام) بما في الضمائر) و(ضحكه(عليه السلام) التبسّم) و(قبوله(عليه السلام) الهدايا والنذورات) و(أحواله(عليه السلام) مع المتوكّل) و(إنّ الأئمّة(عليهم السلام) في حفظ اللّه). )

11 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله): أبو محمّد الفحّام قال: حدّثني المنصوريّ، عن عمّ أبيه، وحدّثني عمّي، عن كافور الخادم.
قال: كان في الموضع مجاور الإمام من أهل الصنائع صنوف من الناس، وكان الموضع كالقرية، وكان يونس النقّاش 2 نس النقّاش، 4 يغشي سيّدنا الإمام ويخدمه، فجاءه يوماً يرعد، فقال له: يا سيّدي! أُوصيك بأهلي خيراً.
قال(عليه السلام): وما الخبر؟ قال: عزمت علي الرحيل.
قال(عليه السلام): ولِمَ يا يونس؟ وهو يتبسّم.
قال: قال يونس: ابن بَغا وجّه إليّ بفصّ ليس له قيمة، أقبلت أنقشه فكسرته باثنين، وموعده غداً، وهو موسي بن بَغا، إمّا ألف سوط، أو القتل.
قال(عليه السلام): امض إلي منزلك، إلي غد فرج، فما يكون إلّا خيراً؛ فلمّا كان من الغد وافي بكرة يرعد، فقال: قد جاء الرسول يلتمس الفصّ.
قال(عليه السلام): امض إليه فما تري إلّا خيراً. قال: وما أقول له، يا سيّدي!؟
قال: فتبسّم، وقال: امض إليه واسمع ما يُخبرك به، فلن يكون إلّا خير.
قال: فمضي وعاد يضحك. قال: قال لي: يا سيّدي! الجواري اختصموا، فيمكنك أن تجعله فصّين حتّي نغنيك.
فقال سيّدنا الإمام(عليه السلام): «اللّهمّ لك الحمد إذ جعلتنا ممّن يحمدك حقّاً»، فأيش قلت له؟ قال: قلت: أمهلني حتّي أتأمّل أمره كيف أعمله.
فقال: أصبت.
( الأمالي: 288، ح 559. عنه مدينة المعاجز: 439/7، ح 2439، أورده في ضمن المعاجز الإمام الهادي(عليه السلام)، والبحار: 125/50، ح 2، وإثبات الهداة: 367/3، ح 24.
قطعة منه في: (خادمه(عليه السلام)) و(ضحكه(عليه السلام) التبسّم) و(محلّ سكونته(عليه السلام)) و(دعاؤه(عليه السلام) حين حصول الفرج في أمر الناس). )

12 - الراونديّ(رحمه الله): إنّ هبة اللّه بن أبي منصور الموصليّ قال: كان بديار ربيعة كاتب نصرانيّ وكان من أهل كفرتوثا4القبيلةأهل كفرتوثا، 4، يسمّي يوسف بن يعقوب، وكان بينه وبين والدي صداقة.
قال: فوافانا فنزل عند والدي فقال له والدي: ما شأنك قدمت في هذا الوقت؟
قال: قد دعيت إلي حضرة المتوكّل ولا أدري ما يراد منّي إلّا أنّي اشتريت نفسي من اللّه بمائة دينار، وقد حملتها لعليّ بن محمّد بن الرضا(عليهم السلام) معي.
فقال له والدي: قد وفقت في هذا. قال: وخرج إلي حضرة المتوكّل وانصرف إلينا بعد أيّام قلائل فرحاً مستبشراً.
فقال له والدي: حدّثني حديثك؟
قال: صرت إلي سرّ من رأي وما دخلتها قطّ، فنزلت في دار وقلت: أُحبّ أن أُوصل المائة إلي ابن الرضا(عليه السلام) قبل مصيري إلي باب المتوكّل 4الخلفاءالمتوكّل، 4، وقبل أن يعرف أحد قدومي.
قال: فعرفت أنّ المتوكّل قد منعه من الركوب وأنّه ملازم لداره.
فقلت: كيف أصنع، رجل نصرانيّ يسأل عن دار ابن الرضا! لا آمن أن ينذر بي فيكون ذلك زيادة فيما أحاذره.
قال: ففكّرت ساعةً في ذلك، فوقع في قلبي أن أركب حماري وأخرج في البلد فلا أمنعه من حيث يذهب، لعلّي أقف علي معرفة داره من غير أن أسأل أحداً.
قال: فجعلت الدنانير في كاغدة، وجعلتها في كمّي وركبت، فكان ( في البحار: كاغذة، وهو الصحيح. )
الحمار يخترق الشوارع والأسواق يمرّ حيث يشاء، إلي أن صرت إلي باب دار، فوقف الحمار فجهدت أن يزول فلم يزل.
فقلت للغلام: سل لمن هذه الدار؟
فقيل: هذه دار [عليّ بن محمّد] بن الرضا(عليهم السلام)!
فقلت: اللّه أكبر! دلالة واللّه مقنعة قال: وإذا خادم أسود3الحرف خادم أسود، 4 قد خرج [من الدار] فقال: أنت يوسف بن يعقوب؟
قلت: نعم!
قال: انزل!
فنزلت فأقعدني في الدهليز ودخل، فقلت في نفسي: وهذه دلالة أُخري من أين عرف هذا الخادم اسمي [واسم أبي ]! وليس في هذا البلد من يعرفني ولا دخلته قطّ!
قال: فخرج الخادم، فقال: المائة الدينار التي في كمّك في الكاغدة هاتها! فناولته إيّاها، فقلت: وهذه ثالثة، ثمّ رجع إليّ فقال: ادخل، فدخلت إليه وهو في مجلسه وحده.
فقال: يا يوسف! أما آن لك أن تسلم؟ فقلت: يا مولاي! قد بان [لي من البرهان ] ما فيه كفايةً لمن اكتفي.
فقال: هيهات! أما إنّك لا تسلم، ولكن سيسلم ولدك فلان وهو من شيعتنا.
[فقال:] يا يوسف! إنّ أقواماً يزعمون أنّ ولايتنا لا تنفع أمثالك، كذبوا واللّه! إنّها لتنفع أمثالك، امض فيما وافيت له، فإنّك ستري ما تحبّ [وسيولد لك ولد مبارك ].
قال: فمضيت إلي باب المتوكّل 3مكان باب المتوكّل، 4 فقلت كلّ ما أردت، فانصرفت.
قال هبة اللّه: فلقيت ابنه بعد [موت أبيه ] وهو مسلم حسن التشيّع فأخبرني أنّ أباه مات علي النصرانيّة، وأنّه أسلم بعد موت والده. وكان يقول: أنا بشارة مولاي(عليه السلام).
( الخرائج والجرائح: 396/1، ح 3. عنه إثبات الهداة: 373/3، ح 39، والبحار: 144/50، ح 28، وفرج المهموم: 234 س 17.
الصراط المستقيم: 203/2، ح 3.
الثاقب في المناقب: 553، ح 495. عنه وعن الخرائج، مدينة المعاجز: 469/7، ح 2472.
كشف الغمّة: 392/2، س 7.
قطعة منه في (معجزته(عليه السلام) في الحيوانات) و(لقبه(عليه السلام)) و(خادمه(عليه السلام)) و(نذر رجل نصرانيّ له(عليه السلام)) و(أحواله(عليه السلام) مع المتوكّل) و(انتفاع أهل الكتاب بولاية الأئمّة(عليهم السلام)). )

13 - الراونديّ(رحمه الله): إنّ أحمد بن هارون قال:... دخل علينا أبوالحسن(عليه السلام)... فأقبل عليّ فقال: متي رأيك تنصرف إلي المدينة؟
فقلت: الليلة. قال(عليه السلام): فأكتب إذا كتاباً معك توصله إلي فلان التاجر،... فناولني [الكتاب ] فأخذت فقمت لأذهب فعرض في قلبي - قبل أن أخرج من الفازة - أُصلّي قبل أن آتي المدينة.
قال(عليه السلام): يا أحمد! صلّ المغرب، والعشاء الآخرة في مسجد الرسول(صلي الله عليه و آله وسلم)، ثمّ اطلب الرجل في الروضة، فانّك توافيه إن شاءاللّه.
قال: فخرجت مبادراً فأتيت المسجد، وقد نودي للعشاء الآخرة، فصلّيت المغرب ثمّ... وطلبت الرجل حيث أمرني فوجدته....
( الخرائج والجرائح: 408/1، ح 14.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 381. )

14 - الراونديّ(رحمه الله): إنّ أيّوب بن نوح قال: كان ليحيي بن زكريّا حمل فكتب إلي أبي الحسن(عليه السلام): إنّ لي حملاً أُدع اللّه لي أن يرزقني ابناً.
فكتب(عليه السلام) إليه: ربّ ابنة خير من ابن، فولدت له ابنة.
( الخرائج والجرائح: 398/1، ح 4.
يأتي الحديث أيضاً في ج 3، رقم 1011. )

15 - ابن شهر آشوب (رحمه الله): أبو محمّد الفحّام، عن المنصوريّ، عن عمّ أبيه قال: قال يوماً الإمام عليّ بن محمّد(عليهماالسلام): يا أبا موسي! ( في المصدر: عن عمّه، عن أبيه، وهو تصحيف. )
أُخرجت إلي سرّ من رأي 3مكان سرّ من رأي، 4 كرهاً، ولو أُخرجت عنها، أُخرجت كرهاً.
قال: قلت: ولِمَ يا سيّدي!؟
فقال(عليه السلام): لطيب هوائها، وعذوبة مائها، وقلّة دائها. ثمّ قال: تخرب سرّمن رأي حتّي يكون فيها خان وقفاً للمارّة، وعلامة خرابها تدارك العمارة في مشهدي من بعدي.
دخلنا كارهين لها فلمّا
ألفناها خرجنا مكرهينا
( المناقب: 417/4، س 17. عنه مدينة المعاجز: 508/7، ح 2502، والأنوار البهيّة: 290، س 17.
أمالي الطوسيّ: 281، ح 545. عنه مستدرك الوسائل: 25/17، ح 20643، والبحار: 129/50، ح 8، وإثبات الهداة: 366/3، ح 21.
البحار: 201/53، س 3، عن جنّة المأوي.
قطعة منه في: (مدفنه(عليه السلام)) و(حبّه(عليه السلام) لسرّ من رأي) و(شعره(عليه السلام)). )

16 - أبو عليّ الطبرسيّ(رحمه الله): الحسن بن محمّد بن جمهور العمّيّ في كتاب الواحدة، وحدّثني سعيد أيضاً قال: اجتمعنا في وليمة لبعض أهل سرّمن رأي، وأبوالحسن(عليه السلام) معنا، فجعل رجل يعبث ويمزح ولا يري له جلالاً، فأقبل علي جعفر.
فقال: أما إنّه لا يأكل من هذا الطعام، وسوف يرد عليه من خبر أهله ماينغّص عليه عيشه.
قال: فقدّمت المائدة قال جعفر: ليس بعد هذا خبر، قد بطل قوله، فو اللّه لقدغسل الرجل يده وأهوي إلي الطعام، فإذا غلامه قد دخل من باب البيت يبكي، وقال له: إلحق أُمّك، فقد وقعت من فوق البيت وهي بالموت.
قال جعفر: فقلت: واللّه! لا وقفت بعد هذا، وقطعت عليه.
( إعلام الوري: 124/2، س 5. عنه مدينة المعاجز: 457/7، ح 2460، وإثبات الهداة: 371/3، ح 36.
المناقب لابن شهرآشوب: 415/4، س 4. عنه وعن الإعلام، البحار: 181/50، ضمن ح 57.
الثاقب في المناقب: 537، ح 475.
كشف الغمّة: 398/2، س 19.
قطعة منه في: (إجابته(عليه السلام) دعوة الطعام) و(هدايته(عليه السلام) رجلاً من الواقفة). )

17 - الإربليّ(رحمه الله): محمّد بن الريّان بن الصلت قال: كتبت إلي أبي الحسن(عليه السلام): أستأذنه في كيد عدوّ لم يمكّن كيده، فنهاني عن ذلك، وقال كلاماً معناه: تكفاه.
فكفيته واللّه! أحسن كفاية، ذلّ وافتقر ومات في أسوء الناس حالاً في دنياه ودينه.
( كشف الغمّة: 388/2، س 16.
يأتي الحديث أيضاً في ج 3، رقم 977. )

18 - ابن حمزة الطوسيّ(رحمه الله): عن عبد اللّه بن طاهر قال: خرجت إلي سرّ من رأي لأمر من الأُمور أحضرني المتوكّل، فأقمت مدّة ثمّ ودّعت وعزمت علي الانحدار إلي بغداد، فكتبت إلي أبي الحسن(عليه السلام) أستأذنه في ذلك وأُودّعه.
فكتب(عليه السلام) لي: فإنّك بعد ثلاث يحتاج إليك ويحدث أمران... وقد صرت إلي مصري وأنا جالس مع خاصّتي (إذ ثمانية فوارس) يقولون: أجب أميرالمؤمنين المنتصر.
فقلت: ما الخبر؟
فقالوا: قتل المتوكّل وجلس المنتصر واستوزر أحمد بن محمّد بن الخصيب، فقمت من فوري راجعاً.
( الثاقب في المناقب: 539، ح 480.
يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 893. )

19 - ابن حمزة الطوسيّ(رحمه الله): عن الحسن بن محمّد بن عليّ قال: جاء رجل إلي عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسي(عليهم السلام) وهو يبكي وترتعد فرائصه، فقال: يا ابن رسول اللّه! إنّ فلاناً - يعني الوالي - أخذ ابني، واتّهمه بموالاتك، فسلّمه إلي حاجب من حجّابه وأمره أن يذهب به إلي موضع كذا، فيرميه من أعلي جبل هناك ثمّ يدفنه في أصل الجبل.
فقال(عليه السلام): فما تشاء؟ فقال: ما يشاء الوالد الشفيق لولده.
قال: اذهب فإنّ ابنك يأتيك غداً إذا أمسيت ويخبرك بالعجب من أمره.
فانصرف الرجل فرحاً. فلمّا كان عند ساعة من آخر النهار غداً، إذا هو بابنه قد طلع عليه في أحسن صورة، فسرّه وقال: ما خبرك يا بنيّ؟
فقال: يا أبت! إنّ فلاناً - يعني الحاجب - صار بي إلي أصل ذلك الجبل فأمسي عنده إلي هذا الوقت يريد أن يبيت هناك ثمّ يصعدني من غد الي أعلي الجبل ويدهدهني لبئر حفر لي قبراً في هذه الساعة، فجعلت ( دهده الحجر: دحرجه والشي ء: قلّب بعضه علي بعض. أقرب الموارد: 243/2، (دهده). )
أبكي وقوم موكّلون بي يحفظونني فأتاني جماعة عشرة لم أر أحسن منهم وجوهاً، وأنظف منهم ثياباً، وأطيب منهم روائح، والموكّلون بي لا يرونهم.
فقالوا لي: ما هذا البكاء والجزع، والتطاول والتضرّع؟
( تطاول الرجل: تمدّد قائماً لينظر إلي بعيد. أقرب الموارد: 405/3 (طول). )
فقلت: ألا ترون قبراً محفوراً، وجبلاً شاهقاً، وموكّلين لا يرحمون، ( الشاهق: المرتفع من الجبال والأبنية وغيرها. أقرب الموارد: 112/3 (شهق). )
يريدون أن يدهدهوني منه، ويدفنوني فيه.
قالوا: بلي! أرأيت لو جعلنا الطالب مثل المطلوب فدهدهناه من الجبل ودفنّاه في القبر، أتحرّر نفسك فتكون لقبر رسول اللّه 2النبي رسول اللّه، 4(صلي الله عليه و آله وسلم) خادماً؟
قلت: بلي، واللّه! فمضوا إليه - يعني الحاجب - فتناولوه وجرّوه وهو يستغيث ولا يسمع به أصحابه ولا يشعرون به، ثمّ صعدوا به إلي الجبل، ودهدهوه منه فلم يصل إلي الأرض حتّي تقطّعت أوصاله، فجاء أصحابه وضجّوا عليه بالبكاء واشتغلوا عنّي.
فقمت وتناولني العشرة فطاروا بي إليك في هذه الساعة وهم وقوف ينتظرونني ليمضوا بي إلي قبر رسول اللّه(صلي الله عليه و آله وسلم) لأكون خادماً ومضي. فجاء الرجل إلي عليّ بن محمّد(عليهماالسلام) فأخبره ثمّ لم يلبث إلّا قليلاً حتّي جاء الخبر: بأنّ قوماً أخذوا ذلك الحاجب، فدهدهوه من ذلك الجبل، فدفنه أصحابه في ذلك القبر، وهرب ذلك الرجل الذي كان أراد أن يدفنه في ذلك القبر، فجعل عليّ بن محمّد(عليهماالسلام) يقول للرجل: إنّهم لا يعلمون ما نعلم، ويضحك.
( الثاقب في المناقب: ص 543، ح 485. عنه وعن المناقب، مدينة المعاجز: 500/7، ح 2493.
المناقب لابن شهرآشوب: 416/4، س 18، باختصار. عنه البحار: 174/50، ضمن ح 54.
قطعة منه في: (ضحكه(عليه السلام)) و(علم الأئمّة(عليهم السلام)). )

20 - السيّد ابن طاووس(رحمه الله): عن أبي محمّد القاسم بن العلاء المدائنيّ قال: حدّثني خادم لعليّ بن محمّد(عليهماالسلام) قال: استأذنته في الزيارة إلي طوس، فقال لي: يكون معك خاتم فصّه عقيق أصفر7اللون أصفر، 34الحلي عقيق أصفر، 4، عليه: «ما شاء اللّه، لا قوّة إلّا باللّه، أستغفر اللّه»، وعلي الجانب الآخر: «محمّد وعليّ»، فإنّه أمان من القطع، وأتمّ للسلامة، وأصون لدينك.
قال: فخرجت وأخذت خاتماً علي الصفة التي أمرني بها، ثمّ رجعت إليه لوداعه، فودّعته وانصرفت، فلمّا بعدت عنه أمر بردّي، فرجعت إليه فقال(عليه السلام): يا صافي! قلت: لبيك يا سيّدي!
قال(عليه السلام): ليكن معك خاتم آخر فيروزج، فإنّه يلقاك في طريقك أسد بين طوس ونيشابور، فيمنع القافلة من المسير، فتقدّم إليه وأره الخاتم، وقل له: مولاي يقول لك: تنحّ عن الطريق.
ثمّ قال: ليكن نقشه: «اللّه الملك»، وعلي الجانب الآخر: «الملك للّه الواحد القهّار» فإنّه خاتم أمير المؤمنين عليّ(عليه السلام) كان عليه: «اللّه الملك»، فلمّا ولّي الخلافة نقش علي خاتمة: «الملك للّه الواحد القهّار»، وكان فصّه فيروزج، وهو أمان من السباع - خاصّة - وظفر في الحروب.
قال الخادم: فخرجت في سفري ذلك، فلقيني - واللّه - السبع، ففعلت ماأمرت، ورجعت حدّثته، فقال(عليه السلام) لي: بقيت عليك خصلة لم تحدّثني بها، إن شئت حدّثتك بها.
فقلت: يا سيّدي! عليّ نسيتها.
فقال(عليه السلام): نعم! بتّ ليلة بطوس عند القبر، فصار إلي القبر قوم من الجنّ لزيارته، فنظروا إلي الفصّ في يدك وقرؤا نقشه، فأخذوه من يدك وصاروا به إلي عليل لهم، وغسلوا الخاتم بالماء وسقوه ذلك الماء فبرأ، وردّوا الخاتم إليك، وكان في يدك اليمني فصيّروه في يدك اليسري، فكثر (تعجبك من ذلك)، ولم تعرف السبب فيه، ووجدت عند رأسك حجراً ياقوتاً فأخذته، وهو معك فاحمله إلي السوق، فإنّك ستبيعه بثمانين ديناراً، وهي هدية القوم إليك. فحملته إلي السوق فبعته بثمانين ديناراً، كما قال سيّدي(عليه السلام).
( الأمان من أخطار الأسفار والأزمان: 48، س 2.
عنه الأنوار البهيّة: 280، س 8، ووسائل الشيعة: 428/11، ح 15175.
قطعة منه في (إخباره(عليه السلام) بالوقائع الماضية) و(خادمه(عليه السلام)) و(أثر كتابة اسم النبيّ(صلي الله عليه وآله وسلم) علي خاتم العقيق) و(نقش خاتم أمير المؤمنين(عليه السلام)) و(أثر كتابة اسم عليّ(عليه السلام) علي خاتم العقيق) و(حضور قوم من الجنّ لزيارة الرضا(عليه السلام)) و(لبس خاتم العقيق والفيروزج) و(موعظة في إتّخاذ خاتم العقيق والفيروزج في السفر). )


الخامس - إخباره(عليه السلام) بالوقائع العامّة:
1 - الحضينيّ(رحمه الله): عن أبي العبّاس بن عتاب بن يونس الديلميّ، عن عليّ بن يونس وكان رجل من عبّاد الشيعة وصلحائهم زهداً وورعاً قال علي بن يونس: حملت ألطافاً وبزّاً من قوم من ( البزّ: الثياب، وقيل: ضرب من الثياب. لسان العرب: 311/5 (بزز). )
الشيعة، وجعلوني رسولهم إلي أبي الحسن((عليه السلام)) بعد وروده من سامرّاء. فلمّا دخلت سألت عنه.
فقيل لي: هو مع المتوكّل في الحلّة، فأودعت ما كان معي وصرت إلي الحلّة طمعاً أنّي أراهم فلم أصل إليه، ورأيت الناس جلوساً يترقّبونه.
فوقفت علي الطريق مع ذلك الخلق، فما لبث أن انصرف المتوكّل ومن كان معه، وأقبل أبو الحسن((عليه السلام))، ومعه غلامه نصر، ومن أصحابه جماعة وبني عمّه، وأنا في جملة الناس، فلمّا صار بإزائي نظر إليّ وأشار بيده نحوي وقال: كيف كنت في سفرك؟ احمل إلينا الألطاف البزّ الذي جئت به!
فقلت: لا إله إلّا اللّه، عرفني من كلّ هذا الخلق العظيم وعلم ما حملته إليه، ففكّرت فيمن يحمل الألطاف والبزّ إليه من حيث لا يعلم بي أحد، فأودعتها فصرت إلي الموضع ودخلت البيت، فلم أُصادف البزّ ولاالألطاف.
فقلت: وا أسفاه! أيّ شي ء أقول له وقد سرقت منّي؟ فلم أشعر إلّا وغلامه نصر يدعوني باسمي واسم أبي وهو يقول: يا عليّ بن يونس! علم سيّدي أنّ البزّ والألطاف له، فحملها ورفّهك من حملها، فسألته ( رَفُهَ العيش بالضمّ: اتّسع ولان، ورجل رافهٌ مستريح مستمتع بنعمة. ورفّه نفسه ترفيهاً: أراحها. المصباح المنير: 234. )
من كان إيّاها من داخل البيت.
فقال: سبحان اللّه! تسألنا عمّا لم نره، ما دخل علينا أحد ولا دخل بيتك أحد.
( الهداية الكبري: 316، س 3.
قطعة منه في: (معجزته(عليه السلام) في التوصّل إلي الهدايا التي يرسل إليه(عليه السلام)) و(خادمه(عليه السلام)) و(إجلال الناس له(عليه السلام)) و(قبوله(عليه السلام) هدايا الناس) و(أحواله(عليه السلام) مع المتوكّل). )

2 - المسعوديّ(رحمه الله): حدّثني بعض الثقات قال: كان بين المتوكّل وبين بعض عمّاله من الشيعة معاملة، فعملت له مؤامرة ألزم فيها ثمانون ألف درهم.
فقال المتوكّل: إن باعني غلامه الفلاني بهذا المال، فليؤخذ منه ويخلّي له السبيل.
قال الرجل: فأحضرني عبيد اللّه بن يحيي وكان يعني بأمري ويحبّ خلاصي، فعرّفني الخبر ووصف سروره بما جري وأمرني بالإشهاد علي نفسي ببيع الغلام، فأنعمت له، ووجّه لإحضار العدول وكتب العهدة.
فقلت في نفسي: واللّه! ما بعته غلاماً، وقد ربّيته، وقد عرف بهذا الأمر واستبصر فيه فيملكه طاغوت فإنّ هذا حرام عليّ.
فلمّا حضر الشهود وأحضر الغلام فأقرّ لي بالعبوديّة، قلت للعدول: اشهدوا أنّه حرّ لوجه اللّه.
فكتب عبيد اللّه بن يحيي بالخبر، فخرج التوقيع أن يقيّد بخمسين رطلاً ويغلّ بخمسين ويوضع في أضيق الحبوس.
قال: فوجّهت بأولادي وجميع أسبابي إلي أصدقائي وإخواني يعرّفونهم الخبر، ويسألونهم السعي في خلاصي، وكتبت بعد ذلك بخبري إلي أبي الحسن(عليه السلام).
فوقّع إليّ: لا واللّه! لا يكون الفرج حتّي تعلم أنّ الأمر للّه وحده.
قال: فأرسلت إلي جميع من كنت راسلته وسألته السعي في أمري، أسأله أن لا يتكلّم ولا يسعي في أمري، وأمرت أسبابي ألّا يعرفوا خبري، ولا يسيروا إلي زاير منهم.
فلمّا كان بعد تسعة أيّام فتحت الأبواب عنّي ليلاً، فحملت فأُخرجت بقيودي، فأُدخلت إلي عبيد اللّه بن يحيي فقال لي وهو مستبشر: وردّ عليّ الساعة توقيع أمير المؤمنين يأمرني بتخلية سبيلك.
فقلت له: إنّي لا أُحبّ أن يحلّ قيودي حتّي تكتب إليه تسأله عن السبب في إطلاقي.
فاغتاظ عليّ واستشاط غضباً وأمرني فنحّيت من يديه.
( إستشاط: أي احتدم كأنّه التهب في غضبه. لسان العرب: 339/7 (شيط). )
فلمّا أصبح ركب إليه ثمّ عاد فأحضرني وأعلمني أنّه رأي في المنام كأنّ آتياً أتاه وبيده سكّين، فقال له: لئن لم تخل سبيل فلان بن فلان لأذبحنّك.
وإنّه انتبه فزعاً فقرأ وتعوّذ ونام، فأتاه الآتي فقال له: أليس أمرتك بتخلية سبيل فلان، لئن لم تخل سبيله الليلة لأذبحنّك.
فانتبه مذعوراً وداخله شأن في تخليتك ونام، فعاد إليه الثالثة
( ذعر، ذعراً: دهش. أقرب الموارد: 299/2، (ذعر). )
فقال له: واللّه! لئن لم تخل سبيله في هذه الساعة لأذبحنّك بهذا السكّين.
قال: فانتبهت ووقعت إليك بما وقعت.
قال: ثمّ نمت فلم أر شيئاً.
فقلت له: أمّا الآن فتأمر بحلّ قيودي.
فحلّوها، فخرجت إلي منزلي وأهلي، ولم أرد من المال درهماً.
( إثبات الوصيّة: 241، س 3.
قطعة منه في: (يمينه(عليه السلام)) و(موعظة في تحصيل الفرج) و(كتابه(عليه السلام) إلي رجل). )

3 - الشيخ المفيد(رحمه الله):... ابن النعيم بن محمّد الطاهريّ قال:... سعي البطحائيّ بأبي الحسن(عليه السلام) إلي المتوكّل، وقال: عنده أموال وسلاح. فتقدّم المتوكّل إلي سعيد الحاجب أن يهجم عليه ليلاً،....
قال إبراهيم بن محمّد: قال لي سعيد الحاجب: صرت إلي دار أبي الحسن بالليل، ومعي سلّم فصعدت منه إلي السطح، ونزلت من الدرجة إلي بعضها في الظلمة،....
فناداني أبو الحسن(عليه السلام) من الدار: يا سعيد! مكانك حتّي يأتوك بشمعة،....
( الإرشاد: 329، س 18.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 515. )

4 - ابن حمزة الطوسيّ(رحمه الله): عن المنتصر بن المتوكّل قال: زرع والدي الآس في بستان وأكثر منه، فلمّا استوي الآس كلّه وحسن، أمر ( الآس: ضرب من الرياحين، شجرة ورقها عَطِر. لسان العرب: 19/6 (أوس). )
الفرّاشين أن يفرشوا له علي دكّان في وسط البستان، وأنا قائم علي رأسه، فرفع رأسه إليّ وقال: يا رافضيّ! سل ربّك الأسود عن هذا الأصل الأصفر، ماله من بين ما بقي من هذا البستان قد اصفرّ، فإنّك تزعم أنّه يعلم الغيب.
فقلت: يا أمير المومنين! إنّه ليس يعلم الغيب.
فأصبحت [وغدوت ] إلي أبي الحسن(عليه السلام) من الغد وأخبرته بالأمر.
فقال: يا بنيّ! إمض أنت واحفر الأصل الأصفر7اللون الأصفر، 4، فإنّ تحته جمجمة نخرة، واصفراره لبخارها ونتنها.
قال: ففعلت ذلك، فوجدته كما قال(عليه السلام)، ثمّ قال لي: يا بنيّ! لا تخبرنّ أحداً بهذا الأمر إلّا لمن يحدّثك بمثله.
( الثاقب في المناقب: ص 538، ح 477. عنه مدينة المعاجز: 494/7، ح 2486.
قطعة منه في: (أحواله(عليه السلام) مع المتوكّل). )

5 - ابن شهر آشوب (رحمه الله): وجّه المتوكّل عتاب بن أبي عتاب إلي المدينة يحمل عليّ بن محمّد(عليهماالسلام) إلي سرّ من رأي،....
فقال له: مالك يا أبا أحمد!؟
فقال: قلبي مقلق بحوايج التمستها من أمير المؤمنين.
قال له: فإنّ حوائجك قد قضيت.
فما كان بأسرع من أن جاءته البشارات بقضاء حوائجه....
( المناقب: 413/4، س 14.
تقدّم الحديث بتمامه في رقم 323. )