(ب )ما رواه عن فاطمة الزهراء سيّدة النساء(عليهما السلام)
1 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): قال [الإمام ](عليه السلام):
قال رجل لامرأته: اذهبي إلي فاطمة(سلام اللّه عليه) بنت رسول اللّه 1ب فاطمة بنت رسول اللّه، 104 ل رجل لامرأته: اذهبي إلي فاطمة بنت رسول اللّه.... الإمام العسكريّ، 4(صلي اللّه عليه و ال وسلم) فسليها عنّي أنا من شيعتكم؟ أولست من شيعتكم؟
فسألتها، فقالت(سلام اللّه عليه): قولي له: إن كنت تعمل بما أمرناك وتنتهي عمّا زجرناك عنه فأنت من شيعتنا، وإلّا فلا.
فرجعت فأخبرته، فقال: يا ويلي! ومن ينفكّ من الذنوب والخطايا، فأنا إذن خالد في النار، فإنّ من ليس من شيعتهم فهو خالد في النار.
فرجعت المرأة، فقالت لفاطمة(سلام اللّه عليه): ما قال لها زوجها.
فقالت فاطمة(سلام اللّه عليه): قولي له: ليس هكذا [فإنّ ] شيعتنا من خيار أهل الجنّة، وكلّ محبّينا وموالي أوليائنا، ومعادي أعدائنا، والمسلّم بقلبه ولسانه لنا ليسوا من شيعتنا إذا خالفوا أوامرنا ونواهينا في سائر الموبقات، وهم مع ذلك في الجنّة، ولكن بعد ما يطهّرون من ذنوبهم بالبلايا والرزايا، أو في عرصات القيامة بأنواع شدائدها، أو في الطبق الأُعلي من جهنّم بعذابها إلي أن نستنقذهم -بحبّنا- منها وننقلهم إلي حضرتنا.
( التفسير: ص 308، ح 152. عنه البحار: 155/56، س 14، ضمن ح 11، والبرهان: 21/4، س 27، ضمن ح 4. )
2 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): وقالت فاطمة صلوات اللّه عليها: من أصعد إلي اللّه خالص عبادته، أهبط اللّه [إليه ] أفضل مصلحته.
( التفسير: 327، ح 177. عنه البحار: 68، س 9، ضمن ح 44.
عدّة الداعي: 233، س 3، مرسلاً. عنه البحار: 249/67، س 23، ضمن ح 25.
تنبيه الخواطر ونزهة النواظر: 427، س 12، مرسلاً. )

3 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): وقالت فاطمة(سلام اللّه عليه): أبوا هذه الأُمّة محمّد وعليّ يقيمان أودهم وينقذانهم من العذاب ( الإوَد [بالفتح ]: العوج، وأوِد الشي ء بالكسر، يأود أوَداً أي اعوجّ، وتأوّد: تعوّج. مجمع البحرين: 9/3، (أورد). )
الدائم إن أطاعوهما، ويبيحانهم النعيم الدائم إن وافقوهما.
( التفسير: 330، ح 191. عنه البحار: 259/23، س 20، ضمن ح 8، و9/36، س 5، ضمن ح 11، والبرهان: 245/3، س 5، ضمن ح 3. )
4 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): وقالت فاطمة(سلام اللّه عليه) لبعض النساء: أرضي أبوي دينك محمّداً وعليّاً بسخط أبوي نسبك، ولاترضي أبوي نسبك بسخط أبوي دينك.
فإنّ أبوي نسبك إن سخطا أرضاهما محمّد وعليّ(عليهما السلام) بثواب جزء من ألف ألف جزء من ساعة من طاعاتهما.
وإنّ أبوي دينك [محمّداً وعليّاً] إن سخطا لم يقدر أبوا نسبك أن يرضياهما لأنّ ثواب طاعات أهل الدنيا1ل أهل الدنيا، 4 كلّهم لا يفي بسخطهما.
( التفسير: 334، ح 203. عنه البحار: 261/23، س 17، ضمن ح 8، بتفاوت يسير. )
5 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): قال [الإمام ](عليه السلام): وحضرت امرأة عند الصدّيقة فاطمة الزهراء(سلام اللّه عليه)، فقالت: إنّ لي والدة ضعيفة، وقد لبس عليها في أمر صلاتها شي ء، وقد بعثتني إليك أسألك؟
فأجابتها فاطمة(سلام اللّه عليه) عن ذلك، ثمّ ثنّت، فأجابت، ثمّ ثلثّت، [فأجابت ] إلي أن عشّرت، فأجابت.
ثمّ خجلت من الكثرة، فقالت: لا أشقّ عليك، يا بنت رسول اللّه!
قالت فاطمة(سلام اللّه عليه): هاتي وسلي عمّا بدا لك، أرأيت من اكتري يوماً يصعد إلي سطح بحمل ثقيل، وكراؤه مائة ألف دينار، أيثقل عليه؟ فقالت: لا!
فقالت(سلام اللّه عليه): اكتريت أنا لكلّ مسألة بأكثر من مل ء ما بين الثري إلي العرش 1ظ العرش، 4 لؤلؤاً، فأحري أن لا يثقل عليّ.
سمعت أبي [رسول اللّه ](صلي اللّه عليه و ال وسلم)، يقول: إنّ علماء شيعتنا1خا علماء شيعتنا، 4 يحشرون، فيخلع عليهم من خلع الكرامات علي قدر كثرة علومهم وجدّهم في إرشاد عباداللّه حتّي يخلع علي الواحد منهم ألف ألف خلعة من نور.
ثمّ ينادي منادي ربّنا عزّ وجلّ: أيّها الكافلون لأيتام آل محمّد! الناعشون لهم عند انقطاعهم عن آبائهم الذين هم أئمّتهم، هؤلاء تلامذتكم، والأيتام الذين كفّلتموهم ونعّشتموهم، فاخلعوا عليهم [كما خلعتموهم ] خلع العلوم في الدنيا.
فيخلعون علي كلّ واحد من أولئك الأيتام علي قدر ما أخذوا عنهم من العلوم حتّي أنّ فيهم - يعني في الأيتام - لمن يخلع عليه مائة ألف خلعة، وكذلك يخلع هؤلاء الأيتام علي من تعلّم منهم.
ثمّ إنّ اللّه تعالي يقول: أعيدوا علي هؤلاء العلماء الكافلين للأيتام حتّي تتمّوا لهم خلعهم وتضعّفوها.
فيتمّ لهم ماكان لهم قبل أن يخلعوا عليهم، ويضاعف لهم، وكذلك من بمرتبتهم ممّن يخلع عليه علي مرتبتهم.
وقالت فاطمة(سلام اللّه عليه): يا أمة اللّه! إنّ سلكاً من تلك الخلع لأفضل ممّا طلعت عليه الشمس ألف ألف مرّة، وما فضل فإنّه مشوب بالتنقيص والكدر.
( التفسير: 340، ح 216. عنه البحار: 3/2، ح 3، بتفاوت يسير، و224، س 17، ضمن ح 143، قطعة منه، والفصول المهمّة للحرّ العامليّ: 600/1، ح 939، قطعة منه، ومنية المريد: 32، س 6، والمحجّة البيضاء: 30/1، س 3، ومستدرك الوسائل: 317/17، ح 21460، قطعة منه. )
6 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): قال [الإمام(عليه السلام)] وقالت فاطمة(سلام اللّه عليه): البشر في وجه المؤمن، يوجب لصاحبه الجنّة10 بشر في وجه المؤمن، يوجب لصاحبه الجنّة.... فاطمة الزهراء، 4.
والبشر في وجه المعاند يقي صاحبه عذاب النار.
( التفسير: 354، ح 243. عنه مستدرك الوسائل: 262/12، س 2، ضمن ح 14062، والبحار: 401/72، س 12، ضمن ح 42. )
7 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): ...
إنّ رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم) لمّا بني مسجده بالمدينة، وأشرع فيه بابه، وأشرع المهاجرون والأنصار أبوابهم ....
فنزل جبرئيل(عليه السلام) عن اللّه تعالي بأن سدّوا الأبواب عن مسجد رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم) قبل أن ينزل بكم العذاب ....
ثمّ مرّ العبّاس بفاطمة(سلام اللّه عليه) فرآها قاعدة علي بابها، وقد أقعدت الحسن والحسين(عليهما السلام)، فقال لها: ما بالك قاعدة؟...
فمرّ بهم رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم)، فقال لها: ما بالك قاعدة؟
قالت: أنتظر أمر رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم) بسدّ الأبواب.
فقال لها: إنّ اللّه تعالي أمرهم بسدّ الأبواب، واستثني منهم رسوله و[إنّما] أنتم نفس رسول اللّه....
( التفسير: 17، ح 4.
تقدّم الحديث بتمامه في رقم 864. )

8 - أبو منصور الطبرسيّ(ره): وقال أبو محمّد(عليه السلام):
قالت فاطمة(سلام اللّه عليه) وقد اختصم إليها امرأتان فتنازعتا في شي ء من أمرالدين، إحداهما معاندة والاُخري مؤمنة، ففتحت علي المؤمنة حجتّها، فاستظهرت علي المعاندة، ففرحت فرحاً شديداً.
فقالت فاطمة: إنّ فرح الملائكة باستظهارك عليها أشدّ من فرحك، وإنّ حزن الشيطان ومردته بحزنها عنك أشدّ من حزنها.
وإنّ اللّه عزّ وجلّ قال للملائكة: أوجبوا لفاطمة بما فتحت علي هذه المسكينة الأسيرة من الجنان ألف ألف ضعف ما كنت أعددت لها، واجعلوا هذه سنّة في كلّ من يفتح علي أسير مسكين، فيغلب معانداً مثل ألف ألف ما كان له معدّاًمن الجنان.
( الإحتجاج: 18/1، ح 15.
التفسير المنسوب إلي الإمام العسكري 7: 346، ح 229، بتفاوت يسير. عنه البحار: 180/8، س 6، ضمن ح 137. وعنه وعن الاحتجاج، البحار: 8/2، ح 15.
الصراط المستقيم: 57/3، س 8.
قطعة منه في (ما رواه 7 من الأحاديث القدسيّة). )


(ج) - ما رواه عن الإمام الحسن بن عليّ المجتبي(عليهم السلام)
1 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): قال الإمام(عليه السلام): [وقال الحسن بن عليّ(عليهما السلام)]: من دفع فضل أمير المؤمنين(عليه السلام) علي جميع من ( ليس هذه الجملة: «الحسن بن عليّ 8» في البحار. )
بعد النبيّ(صلي اللّه عليه و ال وسلم) فقد كذّب بالتوراة، والإنجيل، والزبور، وصحف إبراهيم، وسائر كتب اللّه المنزلة، فإنّه ما نزل شي ء منها إلّا وأهمّ ما فيه بعد الأمر بتوحيد اللّه تعالي، والإقرار بالنبوّة، الإعتراف بولاية عليّ، والطيّبين من آله(عليهم السلام).
( التفسير: 88، ح 46. عنه البحار: 285/65، س 16، ضمن ح 43، بتفاوت يسير، وتأويل الآيات الظاهرة: 35، س 19، بتفاوت يسير. )
2 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): [قال الإمام(عليه السلام)]: وقال رجل للحسن بن عليّ(عليهما السلام): يا ابن رسول اللّه! أنا من شيعتكم.
فقال الحسن بن عليّ(عليهما السلام): يا عبد اللّه! إن كنت لنا في أوامرنا وزواجرنا مطيعاً فقد صدقت، وإن كنت بخلاف ذلك، فلا تزد في ذنوبك بدعواك مرتبة شريفة لست من أهلها، لا تقل أنا من شيعتكم، ولكن قل: أنا من مواليكم ومحبّيكم، ومعادي أعدائكم، وأنت في خير وإلي خير.
( التفسير: ص 308، ح 153. عنه البحار: 156/65، س 1، ضمن ح 11، والبرهان: 21/4، س 35، ضمن ح 4، ومقدّمة البرهان: 201، س 24.
تنبيه الخواطر ونزهة النواظر: 425، س 3. )

3 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام):
قال الإمام [العسكريّ ](عليه السلام): قال الحسن بن عليّ بن أبي طالب(عليهما السلام): إنّ اللّه تعالي لمّا وبّخ [هؤلاء] اليهود علي لسان رسوله محمّد(صلي اللّه عليه و ال وسلم)، وقطع معاذيرهم، وأقام عليهم الحجج الواضحة بأنّ محمّد(صلي اللّه عليه و ال وسلم) سيّد النبيّين 1أ محمّد سيّد النبيّين، 4، وخير الخلائق أجمعين، وأنّ عليّاً سيّد الوصيّين 1ت عليّ سيّد الوصيّين، 4، وخير من يخلّفه بعده في المسلمين، وأنّ الطيّبين من آله هم القوّام بدين اللّه، والأئمّة لعباد اللّه عزّ وجلّ.
وانقطعت معاذيرهم، وهم لا يمكنهم إيراد حجّة، ولا شبهة، فجاءوا إلي أن كابروا فقالوا: لا ندري ما تقول، ولكنّا نقول: إنّ الجنّة خالصة لنا من دونك يامحمّد، ودون عليّ، ودون أهل دينك وأُمّتك، وإنّا بكم مبتلون [و] ممتحنون ونحن أولياء اللّه المخلصون، وعباده الخيرّون، ومستجاب دعاؤنا غير مردود علينا بشي ء من سؤالنا ربّنا.
فلمّا قالوا ذلك، قال اللّه تعالي لنبيّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم): (قُلْ ) يا محمّد! لهؤلاء اليهود (إِن كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْأَخِرَةُ ) الجنّة ونعيمها (خَالِصَةً مِّن دُونِ النَّاسِ )، محمّد وعليّ والأئمّة، وسائر الأصحاب ومؤمني الأُمّة، وأنّكم بمحمّد وذرّيّته ممتحنون، وأنّ دعاءكم مستجاب غير مردود (فَتَمَنَّوُاْ الْمَوْتَ ) للكاذبين منكم، ومن مخالفيكم.
فإنّ محمّداً وعليّاً وذويهما يقولون: إنّهم هم أولياء اللّه عزّ وجلّ من دون الناس الذين يخالفونهم في دينهم، وهم المجاب دعاؤهم، فإن كنتم معاشر اليهود كما تدّعون فتمنّوا الموت للكاذبين منكم، ومن مخالفيكم.
(إِن كُنتُمْ صَدِقِينَ ) بأنّكم أنتم المحقّون المجاب دعاؤكم علي مخالفيكم، ( البقرة: 94/2. )
فقولوا: «اللّهمّ أمت الكاذب منّا، ومن مخالفينا ليستريح منه الصادقون، ولتزداد حجّتكم وضوحاً بعد أن قد صحّت ووجبت».
ثمّ قال لهم رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم) بعد ما عرض هذا عليهم: لا يقولها أحد منكم إلّا غصّ بريقه فمات مكانه.
( غصّ غصصاً بالطعام والماء: اعترض في حلقه شي ء منه، فمنعه التنفّس، المنجد: 552، (غصّ). )
وكانت اليهود علماء بأنّهم هم الكاذبون، وأنّ محمّداً(صلي اللّه عليه و ال وسلم) وعليّاً(عليه السلام) ومصدّقيهما هم الصادقون، فلم يجسروا أن يدعوا بذلك لعلمهم بأنّهم إن دعوا فهم الميّتون.
فقال اللّه تعالي: (وَلَن يَتَمَنَّوْهُ أَبَدَم ا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ) يعني اليهود لن يتمنّوا الموت بما قدّمت أيديهم من كفرهم باللّه وبمحمّد رسول اللّه ونبيّه وصفيّه، وبعليّ أخي نبيّه ووصيّه، وبالطاهرين من الأئمّة المنتجبين.
قال اللّه تعالي: (وَاللَّهُ عَلِيمُ م بِالظَّلِمِينَ ) اليهود أنّهم لا يجسرون أن ( البقرة: 95/2. )
يتمنّوا الموت للكاذب، لعلمهم بأنّهم هم الكاذبون، ولذلك آمرك أن تبهرهم بحجّتك وتأمرهم أن يدعوا علي الكاذب ليمتنعوا من الدعاء، ويتبيّن للضعفاء أنّهم هم الكاذبون.
ثمّ قال: يا محمّد! (وَلَتَجِدَنَّهُمْ ) يعني تجد هؤلاء اليهود (أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَي حَيَوةٍ )، وذلك ليأسهم من نعيم الآخرة - لانهماكهم في كفرهم - الذي يعلمون أنّه لاحظّ لهم معه في شي ء من خيرات الجنّة.
(وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ ) قال [تعالي ]: هؤلاء اليهود (أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَي حَيَوةٍ ) وأحرص (مِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ ) علي حياة يعني المجوس، لأنّهم لايرون النعيم إلّا في الدنيا، ولايأملون خيراً في الآخرة، فلذلك هم أشدّ الناس حرصاً علي حياة.
ثمّ وصف اليهود فقال: (يَوَدُّ - يتمنّي - أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ - التعمير ألف سنة - بِمُزَحْزِحِهِ ي - بمباعده - مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ ) [تعميره ].
وإنّما قال: (وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ ي [من العذاب ] أَن يُعَمَّرَ ) ولم يقل (وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ ي ) فقطّ، لأنّه لو قال: وما هو بمزحزحه [من العذاب ] واللّه بصير، لكان يحتمل أن يكون «وما هو» يعني ودّه وتمنّيه «بمزحزحه» فلمّا أراد وما تعميره قال: (وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ ي أَن يُعَمَّرَ ).
ثمّ قال: (وَاللَّهُ بَصِيرُم بِمَا يَعْمَلُونَ ) فعلي حسبه يجازيهم، ويعدل ( البقرة: 96/2. )
عليهم، ولايظلمهم.
قال الحسن بن عليّ بن أبي طالب(عليهما السلام): لمّا كاعت اليهود عن هذا التمنّي، وقطع اللّه معاذيرها، قالت طائفة منهم - وهم بحضرة رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم) وقدكاعوا وعجزوا -: يا محمّد! فأنت والمؤمنون المخلصون لك مجاب دعاؤكم، وعليّ أخوك ووصيّك أفضلهم وسيّدهم؟!
قال رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم): بلي!
قالوا: يا محمّد! فإن كان هذا كما زعمت، فقل لعليّ(عليه السلام): يدعو اللّه لابن رئيسنا هذا فقد كان من الشباب جميلاً نبيلاً وسيماً قسيماً، لحقه برص وجذام، وقد صار حمي لا يقرب، ومهجوراً لا يعاشر يتناول الخبز علي أسنّة الرماح.
( حَمي الشي ء فلاناً حَمْياً وحماية: منعه ودفع عنه. المعجم الوسيط: 200، (حمي). )
فقال رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم): ائتوني به، فأتي به، ونظر رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم) وأصحابه [منه ] إلي منظر فظيع سمج قبيح كريه، فقال رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم): ياأباحسن! ادع اللّه له بالعافية، فإنّ اللّه تعالي يجيبك فيه.
فدعا له، فلمّا كان بعد فراغه من دعائه إذ الفتي قد زال عنه كلّ مكروه، وعاد إلي أفضل ما كان عليه من النبل والجمال والوسامة والحسن في المنظر.
فقال رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم) للفتي: [يا فتي ] آمن بالذي أغاثك من بلائك.
قال الفتي: قد آمنت - وحسن إيمانه -.
فقال أبوه: يا محمّد! ظلمتني وذهبت منّي بابني، ليته كان أجذم وأبرص كماكان ولم يدخل في دينك، فإنّ ذلك كان أحبّ إليّ.
قال رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم). لكنّ اللّه عزّ وجلّ قد خلّصه من هذه الآفة، وأوجب له نعيم الجنّة.
قال أبوه: يا محمّد! ما كان هذا لك ولا لصاحبك إنّما جاء وقت عافيته فعوفي، وإن كان صاحبك هذا - يعني عليّاً(عليه السلام) - مجاباً في الخير فهو أيضاً مجاب في الشرّ فقل له: يدعو عليّ بالجذام والبرص فإنّي أعلم أنّه لايصيبني، ليتبيّن لهؤلاء الضعفاء - الذين قد اغترّوا بك - أنّ زواله عن ابني لم يكن بدعائه.
فقال رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم): يا يهوديّ! اتّق اللّه وتهنّأ بعافية اللّه إيّاك، ولاتتعرّض للبلاء ولما لا تطيقه، وقابل النعمة بالشكر فإنّ من كفرها سلبها، ومن شكرها امتري مزيدها.
( امتري واستمري اللبن ونحوه: استخرجه واستدرّه. المنجد: 758، (مري). )
فقال اليهوديّ: من شكر نعم اللّه تكذيب عدوّ اللّه المفتري عليه، وإنّما أريد بهذا أن أعرّف ولدي أنّه ليس ممّا قلت [له ] وادّعيته قليل ولا كثير، وإنّ الذي أصابه من خير لم يكن بدعاء عليّ صاحبك.
فتبسّم رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم) وقال: يا يهوديّ! هبك قلت: إنّ عافية ابنك لم تكن بدعاء عليّ(عليه السلام) وإنّما صادف دعاؤه وقت مجي ء عافيته، أرأيت لو دعا عليك عليّ(عليه السلام) بهذا البلاء الذي اقترحته فأصابك أتقول: إنّ ما أصابني لم يكن بدعائه، ولكن لأنّه صادف دعاؤه وقت [مجي ء] بلائي.
فقال: لا أقول هذا، لأنّ هذا احتجاج منّي علي عدوّ اللّه في دين اللّه، واحتجاج منه عليّ، واللّه أحكم من أن يجيب إلي مثل هذا، فيكون قد فتن عباده ودعاهم إلي تصديق الكاذبين.
فقال رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم): فهذا في دعاء عليّ لابنك كهو في دعائه عليك لايفعل اللّه تعالي ما يلبس به علي عباده دينه، ويصدّق به الكاذب عليه.
فتحيّر اليهوديّ لمّا أبطل(صلي اللّه عليه و ال وسلم) شبهته وقال: يا محمّد! ليفعل عليّ هذا بي إن كنت صادقاً؟
فقال رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم) لعليّ(عليه السلام): يا أبا الحسن! قد أبي الكافر إلّا عتوّاً وطغياناً وتمرّداً، فادع عليه بما اقترح، وقل: اللّهمّ ابتله ببلاء ابنه من قبل.
فقالها، فأصاب اليهوديّ داء ذلك الغلام مثل ما كان فيه الغلام من الجذام والبرص واستولي عليه الألم والبلاء، وجعل يصرخ ويستغيث، ويقول: يامحمّد! قد عرفت صدقك فأقلني.
فقال رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم): لو علم اللّه صدقك لنجّاك، ولكنّه عالم بأنّك لاتخرج عن هذا الحال إلّا ازددت كفراً، ولو علم أنّه إن نجّاك آمنت به لجاد عليك بالنجاة، فإنّه الجواد الكريم.
قال(عليه السلام): فبقي اليهوديّ في ذلك الداء والبرص أربعين سنة آية للناظرين، وعبرة للمتفكّرين، وعلامة وحجّة بيّنة لمحمّد(صلي اللّه عليه و ال وسلم) باقية في الغابرين، وبقي ابنه كذلك معافي صحيح الأعضاء والجوارح ثمانين سنة عبرة للمعتبرين، وترغيباً للكافرين في الإيمان، وتزهيداً لهم في الكفر والعصيان.
وقال رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم) حين حلّ ذلك البلاء باليهوديّ بعد زوال البلاء عن ابنه: عباد اللّه! إيّاكم والكفر لنعم اللّه، فإنّه مشوم علي صاحبه.
ألا وتقرّبوا إلي اللّه بالطاعات، يجزل لكم المثوبات، وقصّروا أعماركم في الدنيا بالتعرّض لأعداء اللّه في الجهاد لتنالوا طول أعمار الآخرة في النعيم الدائم الخالد، وابذلوا أموالكم في الحقوق اللازمة ليطول غناكم في الجنّة.
فقام ناس فقالوا: يا رسول اللّه! نحن ضعفاء الأبدان قليل الأموال لا نفي بمجاهدة الأعداء، ولا تفضل أموالنا عن نفقات العيالات، فماذا نصنع؟
قال رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم): ألا فلتكن صدقاتكم من قلوبكم وألسنتكم؟
قالوا: كيف يكون ذلك يا رسول اللّه!؟
قال(صلي اللّه عليه و ال وسلم): أمّا القلوب فتقطعونها علي حبّ اللّه، وحبّ محمّد رسول اللّه، وحبّ عليّ وليّ اللّه، ووصيّ رسول اللّه، وحب المنتجبين للقيام بدين اللّه، وحبّ شيعتهم ومحبّيهم، وحبّ إخوانكم المؤمنين، والكفّ عن اعتقادات العداوة والشحناء، والبغضاء.
وأما الألسنة فتطلقونها بذكر اللّه تعالي بما هو أهله، والصلاة علي نبيّه محمّد وآله الطيّبين، فإنّ اللّه تعالي بذلك يبلّغكم أفضل الدرجات، وينيلكم به المراتب العاليات.
( التفسير: 442، ح 294 و295. عنه البحار: 321/9، ح 15، و220/17، ح 24، قطعة منه، ومقدّمة البرهان: 277، س 10، قطعة منه، والبرهان: 131/1، ح 1، و132، ح 2، ومدينةالمعاجز: 451/1، ح 1، قطعة منه.
المناقب لابن شهرآشوب: 335/2، س 8، أشار إليه. )

4 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): وقال الحسن بن عليّ(عليهما السلام): إنّ التقيّة يصلح اللّه بها أُمّةً لصاحبها مثل ثواب أعمالهم، وإنّ تركهإ؛ لاًثثثثثثثثثپ ربما أهلك أُمّةً، وتاركها شريك من أهلكهم، وإنّ معرفة حقوق الإخوان تحبّب إلي الرحمن، وتعظّم الزلفي لدي الملك الديّان.
وإنّ ترك قضاءها يمقّت إلي الرحمن، ويصغّر الرتبة عند الكريم المنّان.
( التفسير: 321، ح 164. عنه وسائل الشيعة: 222/16، ح 21412، والبحار: 414/72، س 21، ضمن ح 68. )
5 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام):
وقال الحسن بن عليّ(عليهما السلام): من عبداللّه عبّد اللّه له كلّ شي ء.
( التفسير: 327، ح 178. عنه البحار: 184/68، س 11، ضمن ح 44.
تنبيه الخواطر ونزهة النواظر: 427، س 14، مرسلاً. )

6 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام):
وقال الحسن بن عليّ(عليهما السلام): محمّد وعليّ أبوا هذه الأُمّة، فطوبي لمن كان بحقّهما عارفاً، ولهما في كلّ أحواله مطيعاً، يجعله اللّه من أفضل سكّان جنانه، ويسعده بكراماته ورضوانه.
( التفسير: 330، ح 192. عنه البحار: 259/23، س 22، ضمن ح 8، و9/36، س 7، ضمن ح 11، والبرهان: 245/3، س 7، ضمن ح 3. )
7 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): وقال الحسن بن عليّ(عليهما السلام): عليك بالإحسان إلي قرابات أبوي دينك محمّد10 يك بالإحسان إلي قرابات أبوي دينك محمّد.... الإمام المجتبي، 4 وعليّ، وإن أضعت قرابات أبوي نسبك.
وإيّاك وإضاعة قرابات أبوي دينك بتلافي قرابات أبوي نسبك، فإنّ شكر هؤلاء إلي أبوي دينك محمّد وعليّ(عليهما السلام) أثمر لك من شكر هؤلاء إلي أبوي نسبك.
إنّ قرابات أبوي دينك إذا شكروك عندهما - بأقلّ قليل نظرهما لك - يحطّ عنك ذنوبك ولو كانت مل ء مابين الثري إلي العرش.
وإنّ قرابات أبوي نسبك إن شكروك عندهما وقد ضيّعت قرابات أبوي دينك لم يغنيا عنك فتيلاً.
( التفسير: 334، ح 204. عنه مستدرك الوسائل: 378/12، ح 14342، والبحار: 262/23، س 2، ضمن ح 8. )
8 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): قال الإمام(عليه السلام):
قال الحسن بن عليّ(عليهما السلام): إنّ اللّه تعالي ذمّ اليهود في بغضهم لجبرئيل 10 نّ اللّه تعالي ذمّ اليهود في بغضهم لجبرئيل.... الإمام المجتبي، 4 الذي ( في البحار: 284/9: الحسين بن عليّ بن أبي طالب 8، وكذا في: 103/39. )
كان ينفذ قضاءاللّه فيهم بما يكرهون، وذمّهم أيضاً وذمّ النواصب في بغضهم لجبرئيل وميكائيل وملائكة اللّه النازلين لتأييد عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) علي الكافرين حتّي أذلّهم بسيفه الصارم.
فقال: قل: يا محمّد! (مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ ) من اليهود لدفعه عن بخت نصّر أن يقتله دانيال من غير ذنب كان جناه بخت نصّر حتّي بلغ كتاب اللّه في اليهود أجله، وحلّ بهم ما جري في سابق علمه، ومن كان أيضاً عدوّاً لجبرئيل من سائر الكافرين ومن أعداء محمّد وعليّ المناصبين، لأنّ اللّه تعالي بعث جبرئيل لعليّ(عليه السلام) مؤيّداً، وله علي أعدائه ناصراً.
ومن كان عدوّاً لجبرئيل لمظاهرته محمّداً وعليّاً(عليهما السلام) ومعاونته لهما وإنفاذه لقضاء ربّه عزّ وجلّ في إهلاك أعدائه علي يد من يشاء من عباده.
(فَإِنَّهُ و ) يعني جبرئيل (نَزَّلَهُ و ) يعني نزّل هذا القرآن (عَلَي قَلْبِكَ ) يامحمّد! (بِإِذْنِ اللَّهِ ) بأمر اللّه، وهو كقوله: (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ* عَلَي ( البقرة: 97/2. )
قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍ ّ مُّبِينٍ ) (مُصَدِّقًا - موافقاً - لِّمَا ( الشعراء: 193/26 - 195. )
بَيْنَ يَدَيْهِ ).
( البقرة: 97/2. )
[نزّل هذا القرآن جبرئيل علي قلبك يا محمّد! مصدّقاً موافقاً لما بين يديه ] من التوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم 1ك صحف إبراهيم، 4 وكتب شيث وغيرهم من الأنبياء.
قال رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم): إنّ هذا القرآن هو النور المبين، والحبل المتين، والعروة الوثقي، والدرجة العليا، والشفاء الأشفي، والفضيلة الكبري، والسعادة العظمي.
من استضاء به نوّره اللّه، ومن اعتقد به في أُموره عصمه اللّه، ومن تمسّك به أنقذه اللّه، ومن لم يفارق أحكامه رفعه اللّه، ومن استشفي به شفاه اللّه، ومن آثره علي ما سواه هداه اللّه، ومن طلب الهدي في غيره أضلّه اللّه، ومن جعله شعاره ودثاره أسعده اللّه، ومن جعله إمامه الذي يقتدي به، ومعوّله الذي ينتهي إليه أدّاه اللّه إلي جنّات النعيم،والعيش السليم.
فلذلك قال: (هُدًي ) يعني هذا القرآن هديً (وَبُشْرَي لِلْمُؤْمِنِينَ ) ( البقرة: 97/2. )
يعني بشارة لهم في الآخرة.
وذلك أنّ القرآن يأتي يوم القيامة بالرجل الشاحب، يقول لربّه عزّوجلّ: [ياربّ!] هذا اظمأت نهاره، وأسهرت ليله، وقوّيت في رحمتك طمعه، وفسحت في مغفرتك أمله، فكن عند ظنّي [فيك ] وظنّه.
يقول اللّه تعالي: اعطوه الملك بيمينه، والخلد بشماله، وأقرنوه بأزواجه من الحور العين، واكسوا والديه حلّة لا تقوم لها الدنيا بما فيها.
فينظر إليهما الخلائق فيعظّمونهما، وينظران إلي أنفسهما فيعجبان منها، ويقولان: يا ربّنا! أنّي لنا هذه؟! ولم تبلغها أعمالنا؟
فيقول اللّه تعالي: ومع هذا تاج الكرامة لم ير مثله الراءون، ولا يسمع بمثله السامعون، ولا يتفكّر في مثله المتفكّرون.
فيقال: هذا بتعليمكما ولدكما القرآن، وتبصير كما إيّاه بدين الإسلام، ورياضتكما إيّاه علي حبّ محمّد رسول اللّه، وعليّ وليّ اللّه، وتفقيهكما إيّاه بفقههما، لأنّهما اللذان لا يقبل اللّه لأحد إلّا بولايتهما، ومعاداة أعدائهما عملاً، وإن كان مل ء مابين الثري إلي العرش ذهباً تصدّق به في سبيل اللّه، فتلك من البشارات التي يبشّرون بها.
وذلك قوله عزّ وجلّ: (وَبُشْرَي لِلْمُؤْمِنِينَ ) شيعة محمّد وعليّ ومن تبعهم من أخلافهم وذراريهم.
ثمّ قال: (مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلَّهِ ) لإنعامه علي محمّد وعليّ وعلي آلهما الطيّبين، وهؤلاء الذين بلغ من جهلهم أن قالوا: نحن نبغض اللّه الذي أكرم محمّداً وعليّاً بمايدّعيان.
(وَجِبْرِيلَ ) ومن كان عدوّاً لجبريل لأنّ اللّه جعله ظهيراً لمحمّد وعليّ(عليهما السلام) علي أعداء اللّه، وظهيراً لسائر الأنبياء والمرسلين 1ط الأنبياء، 4 كذلك.
(وَمَلَل-ِكَتِهِ ي ) يعني ومن كان عدوّاً لملائكة اللّه المبعوثين لنصرة دين اللّه وتأييد أولياء اللّه، وذلك قول بعض النصّاب المعاندين: برئت من جبرئيل الناصر لعليّ.
وقوله تعالي: (وَرُسُلِهِ ي ) ومن كان عدوّاً لرسل اللّه موسي وعيسي وسائر الأنبياء، الذين دعوا إلي نبوّة محمّد وإمامة ليّ، وذلك قول النواصب: برئنا من هؤلاء الرسل الذين دعوا إلي إمامة عليّ.
ثمّ قال: (وَجِبْرِيلَ وَمِيكَل-لَ ) أي من كان عدّواً لجبرئيل وميكائيل، وذلك كقول من قال من النواصب لمّا قال النبيّ(صلي اللّه عليه و ال وسلم) في عليّ(عليه السلام): جبرئيل عن يمينه، وميكائيل عن يساره، وإسرافيل من خلفه، وملك الموت أمامه، واللّه تعالي من فوق عرشه ناظر بالرضوان إليه ناصره.
قال بعض النواصب: فأنا أبرأ من اللّه و[من ] جبرئيل وميكائيل والملائكة الذين حالهم مع عليّ ما قاله محمّد.
فقال: من كان عدّواً لهؤلاء تعصّباً علي عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) (فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَفِرِينَ ) فاعل بهم ما يفعل العدوّ بالعدوّ من إحلال النقمات، ( البقرة: 98/2. )
وتشديد العقوبات، وكان سبب نزول هاتين الآيتين ما كان من اليهود أعداء اللّه من قول سيّ ء في جبرئيل وميكائيل [وسائر ملائكة اللّه ]، وما كان من أعداءاللّه النصّاب من قول أسوء منه في اللّه وفي جبرئيل وميكائيل وسائر ملائكة اللّه.
أمّا ما كان من النصّاب فهو أنّ رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم) لمّا كان لا يزال يقول في عليّ(عليه السلام) الفضائل التي خصّه اللّه عزّ وجلّ بها، والشرف الذي أهلّه اللّه تعالي له، وكان في كلّ ذلك يقول: أخبرني به جبرئيل عن اللّه، ويقول في بعض ذلك: جبرئيل عن يمينه، وميكائيل عن يساره، ويفتخر جبرئيل علي ميكائيل في أنّه عن يمين عليّ(عليه السلام) الذي هو أفضل من اليسار كما يفتخر نديم ملك عظيم في الدنيا يجلسه [الملك ] عن يمينه علي النديم الآخر الذي يجلسه علي يساره، ويفتخران علي إسرافيل الذي خلفه بالخدمة، وملك الموت الذي أمامه بالخدمة!
وإنّ اليمين والشمال أشرف من ذلك كافتخار حاشية الملك علي زيادة قرب محلّهم من ملكهم.
وكان رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم) يقول في بعض أحاديثه: إنّ الملائكة أشرفها عنداللّه أشدّها لعليّ بن أبي طالب(عليه السلام) حبّاً، وإنّ قسم الملائكة فيما بينهم والذي شرّف عليّاً(عليه السلام) علي جميع الوري بعد محمّد المصطفي.
ويقول مرّة [أُخري ]: إنّ ملائكة السماوات والحجب ليشتاقون إلي رؤية عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) كما تشتاق الوالدة الشفيقة إلي ولدها البارّ الشفيق آخر من بقي عليها بعد عشرة دفنتهم.
فكان هؤلاء النصّاب يقولون: إلي متي يقول محمّد جبرئيل وميكائيل والملائكة كلّ ذلك تفخيم لعليّ وتعظيم لشأنه، ويقول اللّه تعالي لعليّ خاصّ من دون سائر الخلق، برئنا من ربّ ومن ملائكة ومن جبرئيل وميكائيل هم لعليّ بعد محمّد مفضّلون، وبرئنا من رسل اللّه الذين هم لعليّ بن أبي طالب بعد محمّد مفضّلون.
وأمّا ما قاله اليهود فهو أنّ اليهود - أعداء اللّه - لمّا قدم رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم) المدينة أتوه بعبد اللّه بن صوريا، فقال: يا محمّد! كيف نومك؟ فإنّا قد أخبرنا عن نوم النبيّ الذي يأتي في آخر الزمان.
فقال رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم): تنام عيني، وقلبي يقظان.
قال: صدقت، يا محمّد!
قال: وأخبرني يا محمّد! الولد يكون من الرجل، أو من المراة؟
فقال النبيّ(صلي اللّه عليه و ال وسلم): أمّا العظام والعصب والعروق فمن الرجل، وأمّا اللحم والدم والشعر فمن المرأة.
قال: صدقت، يا محمّد!
ثمّ قال: فما بال الولد يشبه أعمامه ليس فيه من شبه أخواله شي ء، ويشبه أخواله ليس فيه من شبه أعمامه شي ء؟
فقال رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم): أيّهما علا ماؤه ماء صاحبه كان الشبه له.
قال: صدقت، يا محمّد! فأخبرني عمّن لا يولد له [ومن يولد له ]؟
فقال: إذا مغرت النطفة لم يولد له - أي إذا احمرّت وكدرت - فإذا كانت صافية ولد له.
فقال: أخبرني عن ربّك ما هو؟ فنزلت (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) إلي آخرها.
فقال ابن صوريا: صدقت، [يا محمّد!] خصلة بقيت إن قلتها آمنت بك واتّبعتك، أيّ ملك يأتيك بما تقوله عن اللّه؟ قال: جبرئيل.ص
قال ابن صوريا: ذلك عدوّنا من بين الملائكة، ينزل بالقتال والشدّة والحرب، ورسولنا ميكائيل يأتي بالسرور والرخاء، فلو كان ميكائيل هو الذي يأتيك آمنّا بك، لأنّه كان يشدّد ملكنا وجبرئيل كان يهلك ملكنا فهو عدوّنا لذلك.
فقال له سلمان الفارسيّ (رضي اللّه عنه): وما بدء عداوته لكم؟
قال: نعم، يا سلمان! عادانا مراراً كثيرة، وكان من أشدّ ذلك علينا أنّ اللّه أنزل علي أنبيائه أنّ بيت المقدس يخرب علي يد رجل يقال له: بخت نصّر، وفي زمانه أخبرنا بالحين الذي يخرب فيه، واللّه يحدث الأمر بعد الأمر، فيمحو ما يشاء ويثبت.
فلمّا بلغ ذلك الحين الذي يكون فيه هلاك بيت المقدس بعث أوائلنا رجلاً من أقوياء بني إسرائيل وأفاضلهم - كان يعدّ من أنبيائهم - يقال له: دانيال في طلب بخت نصّر ليقتله فحمل معه وقر مال، لينفقه في ذلك.
فلمّا انطلق في طلبه لقيه ببابل غلاماً ضعيفاً مسكيناً ليس له قوّة ولامنعة، فأخذه صاحبنا ليقتله فدفع عنه جبرئيل، وقال لصاحبنا: إن كان ربّكم هو الذي أمره بهلاككم فإنّ اللّه لا يسلّطك عليه، وإن لم يكن هذا فعلي أيّ شي ء تقتله، فصدّقه صاحبنا وتركه ورجع إلينا، فأخبرنا بذلك، وقوي بخت نصّر، وملك وغزانا، وخرّب بيت المقدس، فلهذا نتّخذه عدّواً وميكائيل عدوّ لجبرئيل.
فقال سلمان: يا ابن صوريا! بهذا العقل المسلوك به غير سبيله ضللتم، أرأيتم أوائلكم كيف بعثوا من يقتل بخت نصّر، وقد أخبر اللّه تعالي في كتبه علي ألسنة رسله أنّه يملك ويخرّب بيت المقدس، وأرادوا تكذيب أنبياء اللّه في أخبارهم، واتّهموهم في [أخبارهم ] أو صدّقوهم في الخبر عن اللّه.
ومع ذلك أرادوا مغالبة اللّه، هل كان هؤلاء ومن وجّهوه إلّا كفّاراً باللّه، وأيّ عداوة يجوز أن يعتقد لجبرئيل، وهو يصدّ عن مغالبة اللّه عزّ وجلّ وينهي عن تكذيب خبر اللّه تعالي.
فقال ابن صوريا: قد كان اللّه تعالي أخبر بذلك علي ألسن أنبيائه، ولكنّه يمحو ما يشاء ويثبت.
قال سلمان: فإذا لا تثقوا بشي ء ممّا في التوراة من الأخبار عمّا مضي ومايستأنف، فإنّ اللّه يمحو ما يشاء ويثبت، وإذا لعلّ اللّه قد كان عزل موسي وهارون عن النبوّة، وأبطلا في دعواهما، لأنّ اللّه يمحو ما يشاء ويثبت، ولعلّ كلّ ما أخبراكم أنّه يكون لا يكون، وما أخبراكم أنّه لايكون يكون، وكذلك ماأخبراكم عمّا كان لعلّه لم يكن، وما أخبراكم أنّه لم يكن لعلّه كان، ولعلّ ماوعده من الثواب يمحوه، ولعلّ ما توعّده من العقاب يمحوه، فإنّه يمحو ما يشاء ويثبت، إنّكم جهلتم معني يمحو اللّه مايشاء ويثبت، فلذلك أنتم باللّه كافرون، ولأخباره عن الغيوب مكذّبون، وعن دين اللّه منسلخون.
ثمّ قال سلمان: فإنّي أشهد أنّ من كان عدّواً لجبرئيل فإنّه عدوّ لميكائيل، وإنّهما جميعاً عدوّان لمن عاداهما، سلمان لمن سالمهما.
فأنزل اللّه عزّ وجلّ [عند ذلك ] موافقاً لقول سلمان (ره): (قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّإ؛$ ؤثثثثثثثثثپ پ لِّجِبْرِيلَ ) في مظاهرته لأولياء اللّه علي أعداء اللّه، ونزوله بفضائل عليّ وليّ اللّه من عند اللّه (فَإِنَّهُ و نَزَّلَهُ و ) فإنّ جبرئيل نزّل هذا القرآن (عَلَي قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ ) بأمر اللّه (مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ ) من سائر كتب اللّه (وَهُدًي ) من الضلالة (وَبُشْرَي لِلْمُؤْمِنِينَ ) بنبوّة محمّد(صلي اللّه عليه و ال وسلم) وولاية عليّ(عليه السلام) ( البقرة: 97/2. )
ومن بعده من الأئمّة بأنّهم أولياء اللّه حقّاً إذا ماتوا علي موالاتهم لمحمّد وعليّ وآلهما الطيّبين.
ثمّ قال رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم): يا سلمان! إنّ اللّه صدّق قيلك ووثّق رأيك، وإنّ جبرئيل عن اللّه تعالي يقول: يا محمّد! سلمان والمقداد أخوان متصافيان في ودادك ووداد عليّ أخيك ووصيّك وصفيّك، وهما في أصحابك كجبرئيل وميكائيل في الملائكة [عدوّان لمن أبغض أحدهما، ووليّان لمن والاهما ووالي محمّداً وعليّاً، و] عدوّان لمن عادي محمّداً وعليّاً وأولياءهما.
ولو أحبّ أهل الأرض سلمان والمقداد كما يحبّهما ملائكة السماوات والحجب والكرسيّ والعرش لمحض ودادهما لمحمّد وعليّ وموالاتهما لأوليائهما ومعاداتهما لأعدائهما، لما عذّب اللّه تعالي أحداً منهم بعذاب البتّة.
قال الحسن بن عليّ(عليهما السلام): فلمّا قال ذلك رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم) في سلمان والمقداد، سرّ به المؤمنون وانقادوا، وساء ذلك المنافقين فعاندوا وعابوا وقالوا: يمدح محمّد الأباعد ويترك الأدنين من أهله لا يمدحهم ولا يذكرهم.
فاتّصل ذلك برسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم) فقال: ما لهم - لحاهم اللّه - يبغون للمسلمين السوء، وهل نال أصحابي ما نالوه من درجات الفضل إلّا بحبّهم لي ولأهل بيتي، والذي بعثني بالحقّ نبيّاً إنّكم لن تؤمنوا حتّي يكون محمّد وآله أحبّ إليكم من أنفسكم وأهليكم وأموالكم ومن في الأرض جميعاً.
ثمّ دعا بعليّ وفاطمة والحسن والحسين(عليهم السلام) فغمّتهم بعباءته القطوانيّة.
ثمّ قال: هؤلاء خمسة لا سادس لهم من البشر.
ثمّ قال: أنا حرب لمن حاربهم، وسلم لمن سالمهم.
فقامت أُمّ سلمة ورفعت جانب العباء لتدخل، فكفّها رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم) ( في المصدر: فقالت، والظاهر أنّه غير صحيح. )
وقال: لست هناك، وإن كنت في خير وإلي خير، فانقطع عنها طمع البشر، وكان جبرئيل معهم، فقال: يا رسول اللّه! وأنا سادسكم؟
فقال رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم): نعم! أنت سادسنا، فارتقي السماوات، وقد كساه اللّه من زيادة الأنوار ماكادت الملائكة لا تبيّنه حتّي قال: بخّ بخّ من مثلي، أنا جبرئيل سادس محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين(عليهم السلام).
وذلك ما فضّل اللّه به جبرئيل علي سائر الملائكة في الأرضين والسماوات.
قال: ثمّ تناول رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم) الحسن بيمينه والحسين بشماله، فوضع هذا علي كاهله الأيمن، وهذا علي كاهله الأيسر، ثمّ وضعهما علي الأرض.
فمشي بعضهما إلي بعض يتجاذبان ثمّ اصطرعا، فجعل رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم) يقول للحسن: إيهاً [يا] أبا محمّد! فيقوي الحسن ويكاد يغلب الحسين، [ثمّ يقوي الحسين(عليه السلام) فيقاومه ].
فقالت فاطمة(سلام اللّه عليه): يا رسول اللّه! أتشجّع الكبير علي الصغير؟
فقال لها رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم): يا فاطمة! أما إنّ جبرئيل وميكائيل كما قلت للحسن: إيهاً [يا] أبا محمّد، قالا للحسين: إيهاً [يا] أبا عبد اللّه! فلذلك تقاوما وتساويا.
أما إنّ الحسن والحسين حين كان يقول رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم) للحسن: إيهاً أبامحمّد! ويقول جبرئيل: إيهاً أبا عبد اللّه! لو رام كلّ واحد منهما حمل الأرض بماعليها من جبالها وبحارها وتلالها، وسائر ما علي ظهرها لكان أخفّ عليهما من شعرة علي أبدانهما.
وإنّما تقاوما لأنّ كلّ واحد منهما نظير الآخر، هذان قرّتا عيني، هذان ثمرتا فؤادي، هذان سندا ظهري، هذان سيّدا شباب أهل الجنّة من الأولين والآخرين، وأبوهما خير منهما، وجدّهما رسول اللّه خيرهم أجمعين.
فلمّا قال ذلك رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم)، قالت اليهود والنواصب: إلي الآن كنّا نبغض جبرئيل وحده، والآن قد صرنا نبغض ميكائيل أيضاً لادّعائهما لمحمّد وعليّ إيّاهما ولولديه.
فقال اللّه عزّ وجلّ: (مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلَّهِ وَمَلَل-ِكَتِهِ ي وَرُسُلِهِ ي وَجِبْرِيلَ وَمِيكَل-لَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَفِرِينَ ).
( البقرة: 98/2. )
( التفسير: 448، ح 296 - 299. عنه البحار: 305/7، ح 79، قطعة منه، و284/9، ح 2، بتفاوت يسير، و103/39، ح 12، و31/89، ح 34، قطعة منه، والبرهان: 133/1، ح 1، بتفاوت.
الاحتجاج: 88/1، ح 26، بتفاوت. عنه نور الثقلين: 103/1، ح 290، و104، ح 291، و587/4، ح 132، و172/5، ح 103، و550، ح 6، و706، ح 48، قِطع منه، والبرهان: 523/4، ح 1، قطعة منه، وإثبات الهداة: 183/1، ح 72، قطعة منه. وعنه وعن التفسير، البحار: 327/22، ح 34، و336/57، ح 9، قطعتان منه.
مجمع البيان: 167/1، س 9، وفيه: قال ابن عبّاس: كان سبب نزول هذه الآية ما روي أنّ ابن صوريا وجماعة...، قطعة منه. )

9 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): قال الإمام(عليه السلام): قال اللّه تعالي: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَرَي عَلَي شَيْ ءٍ ) ...
وقال الحسن بن عليّ بن أبي طالب(عليهما السلام): إنّما أُنزلت الآية لأنّ قوماً من اليهود وقوماً من النصاري جاؤا إلي رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم)، فقالوا: يا محمّد! اقض بيننا، فقال(صلي اللّه عليه و ال وسلم): قصّوا عليّ قصّتكم؟
فقالت اليهود: نحن المؤمنون بالإله الواحد الحكيم وأوليائه، وليست النصاري علي شي ء من الدين والحقّ.
وقالت النصاري: بل نحن المؤمنون بالإله الواحد الحكيم وأوليائه، وليست هؤلاء اليهود علي شي ء من الحقّ والدين.
فقال رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم): كلّكم مخطئون مبطلون فاسقون عن دين اللّه وأمره.
فقالت اليهود: كيف نكون كافرين، وفينا كتاب اللّه التوراة نقرأه؟!
وقالت النصاري: كيف نكون كافرين، وفينا كتاب اللّه الإنجيل نقرأه؟!
فقال رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم): إنّكم خالفتم أيّها اليهود والنصاري! كتاب اللّه ولم تعملوا به فلو كنتم عاملين بالكتابين لما كفر بعضكم بعضاً بغير حجّة لأنّ كتب اللّه أنزلها شفاء من العمي وبياناً من الضلالة يهدي العاملين بها إلي صراط مستقيم كتاب اللّه إذا لم تعملوا به كان وبالاً عليكم، وحجّة اللّه إذا لم تنقادوا لها كنتم للّه عاصين، ولسخطه متعرّضين.
ثمّ أقبل رسول اللّه(صلي اللّه عليه و ال وسلم) علي اليهود، فقال: احذروا أن ينالكم بخلاف أمراللّه وبخلاف كتابه ما أصاب أوائلكم الذين قال اللّه تعالي فيهم: (فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ ) وأمروا بأن يقولوه.
قال اللّه تعالي: (فَأَنزَلْنَا عَلَي الَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجْزًا مِّنَ السَّمَآءِ ) عذاباً من السماء طاعوناً نزل بهم فمات منهم مائة وعشرون ألفاً، ثمّ أخذهم بعد قباع فمات منهم مائة وعشرون ألفاً أيضاً.
وكان خلافهم أنّهم لما بلغوا الباب رأوا باباً مرتفعاً، فقالوا: ما بالنا نحتاج، إلي أن نركع عند الدخول هاهنا ظنّنا أنّه باب متطامن لابدّ من الركوع فيه، وهذا باب مرتفع وإلي متي يسخر بنا هؤلاء - يعنون موسي ثمّ يوشع بن نون- ويسجدوننا في الأباطيل وجعلوا استاهم نحو الباب، وقالوا بدل قولهم حطّة الذي أمروا به: هطاً سمقاناً، يعنون حنطة حمراءً فذلك تبديلهم....
( التفسير: 544، ح 325.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 3، رقم 595. )

10 - الشيخ الصدوق(ره): [قال(عليه السلام):] وسئل الحسن بن عليّ بن ( يأتي سند الحديث مع ترجمة الحسن بن عليّ الناصر في (ما رواه عن الإمام الحسين 8)، رقم 980. )
أبي طالب(عليهما السلام): ما الموت الذي جهلوه؟
قال: أعظم سرور يرد علي المؤمنين، إذ نقلوا عن دار النكد إلي نعيم الأبد، وأعظم ثبور يرد علي الكافرين، إذ نقلوا عن جنّتهم إلي نار لا تبيد ولاتنفد.
( معاني الأخبار: 288، ح 3. )
11 - أبو منصور الطبرسيّ(ره): وبهذا الإسناد عن أبي محمّد ( تقدّم في ح 3، رقم 375. )
الحسن بن عليّ العسكريّ(عليهما السلام)، قال: قال الحسن بن عليّ(عليهما السلام): فضل كافل يتيم آل محمّد(عليهم السلام) -المنقطع عن مواليه، الناشب في رتبة الجهل، يخرجه من جهله، ويوضح له مااشتبه عليه- علي فضل كافل يتيم يطعمه ويسقيه، كفضل الشمس علي السهي.
( الاحتجاج: 7/10، ح 4.
التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ: 341، ح 21. عنه الفصول المهمّة للحرّ العامليّ: 601/1، ح 940، بتفاوت، ومنية المريد: 33، س 3، والمحجّة البيضاء: 31/1، س 1، والصراط المستقيم: 55/3، س 13، نسبه إلي العسكريّ 7. وعنه وعن الاحتجاج، البحار: 3/2، ح 4، ومستدرك الوسائل: 318/17، ح 21461. )

12 - أبو منصور الطبرسيّ(ره): وقال أبو محمّد(عليه السلام): قال الحسن بن عليّ بن أبي طالب(عليهما السلام) وقد حمل إليه رجل هديّةً، فقال له: أيّما أحبّ إليك أن أردّ عليك بدلها عشرين ضعفاً، عشرين ألف درهم، أو أفتح لك باباً من العلم تقهر فلاناً الناصبي في قريتك تنقذ به ضعفاء أهل قريتك.
إن أحسنت الاختيار جمعت لك الأمرين، وإن أسأت الاختيار خيّرتك لتأخذ أيّهما شئت، فقال: يا ابن رسول اللّه! فثوابي في قهري ذلك الناصب، واستنقاذي لأُولئك الضعفاء، من يده قدره عشرون ألف درهم؟!
قال: بل أكثر من الدنيا عشرين ألف ألف مرّة.
قال: يا ابن رسول اللّه! فكيف أختار الأدون، بل أختار الأفضل، الكلمة التي أقهر بها عدوّ اللّه، وأذوده عن أولياء اللّه.
فقال الحسن بن عليّ(عليهما السلام): قد أحسنت الاختيار، وعلّمه الكلمة، وأعطاه عشرين ألف درهم، فذهب، فأفحم الرجل، فاتّصل خبره به(عليه السلام).
فقال(عليه السلام) له إذ حضره: يا عبد اللّه! ما ربح أحد مثل ربحك، ولا اكتسب أحد من الأودّاء مثل ما اكتسبت، مودّة اللّه أوّلاً، ومودّة محمّد(صلي اللّه عليه و ال وسلم) وعليّ(عليه السلام) ثانياً، ومودّة الطيّبين من آلهما ثالثاً، ومودّة ملائكة اللّه تعالي [المقرّبين ] رابعاً، ومودّة إخوانك المؤمنين خامساً، واكتسبت بعدد كلّ مؤمن وكافر ما هو أفضل من الدنيا ألف مرّة، فهنيئاً لك هنيئاً.
( الاحتجاج: 19/1، ح 16. عنه وعن التفسير، البحار: 8/2، ح 16.
التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ 7: 347، ح 230، بتفاوت يسير.
الصراط المستقيم: 57/3، س 14، عن مشكاة الأنوار. )

13 - الراونديّ(ره): الصفّار، عن الحسن بن عليّ(عليهما السلام) بإسناده، قال: سئل الحسن بن عليّ(عليهما السلام) بعد مضيّ أمير المؤمنين عن أشياء.
فقال لهم: أتعرفون أمير المؤمنين إذا رأيتموه؟
قالوا: نعم، قال: فارفعوا هذا الستر.
فرفعوه، فإذا هم به(عليه السلام) لا ينكرونه، فقال لهم عليّ(عليه السلام): إنّه يموت من مات منّا، وليس بميّت، ويبقي من بقي حجّة عليكم.
( الخرائج والجرائح: 818/2، ح 29. عنه مدينة المعاجز: 76/3، ح 740، وإثبات الهداة: 583/2، ح 37، وفيه: قال: سئل الحسين بن عليّ 8.... )
14 - السيّد ابن طاووس(ره): بإسنادنا إلي أبي الفضل محمّد بن عبداللّه بن المطّلب الشيبانيّ، قال: أخبرنا رجاء بن يحيي أبو الحسين العبريانيّ، قال: كتبت هذا الدعاء في دار سيّدنا أبي محمّد الحسن بن عليّ صاحب العسكر(عليه السلام) وهو دعاء الحسن بن عليّ(عليهما السلام) لمّا أتي معاوية:
«بسم اللّه الرحمن الرحيم، بسم اللّه العظيم الأكبر.
اللّهمّ سبحانك يا قيّوم! سبحان الحيّ الذي لا يموت، أسألك كما أمسكت عن دانيال أفواه الأسد، وهو في الجبّ فلا يستطيعون إليه سبيلاً إلّا بإذنك.
أسألك أن تمسك عنّي أمر هذا الرجل وكلّ عدوّ لي في مشارق الأرض ومغاربها من الإنس والجنّ، خذ بآذانهم وأسماعهم وأبصارهم وقلوبهم وجوارحهم.
واكفني كيدهم بحولٍ منك وقوّة، وكن لي جاراً منهم، ومن كلّ جبّار عنيد، ومن كلّ شيطان مريد لا يؤمن بيوم الحساب.
إنّ وليّي اللّه الذي نزّل الكتاب، وهو يتوّلي الصالحين، فإن تولّوا فقل حسبي اللّه لا إله إلّا هو، عليه توكّلت، وهو ربّ العرش العظيم».
( مهج الدعوات: 180، س 7. عنه البحار: 407/92، ح 39. )

(د) - ما رواه عن الإمام الحسين بن عليّ الشهيد(عليهم السلام)
1 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام):
وقال الحسين بن عليّ(عليهما السلام): إنّ دفع الزاهد العابد لفضل عليّ(عليه السلام) علي ( صرّح في هامش المصدر: «الحسن بن عليّ 8» علي ما في بعض النسخ. )
الخلق كلّهم بعد النبيّ(صلي اللّه عليه و ال وسلم) ليصير كشعلة نار في يوم ريح عاصف 1مث إنّ دفع الزاهد العابد لفضل عليّ علي الخلق كلّهم بعد النبيّ ليصير كشعلة نار في يوم ريح عاصف، 4.
وتصير سائر أعمال الدافع لفضل عليّ(عليه السلام) كالحلفاء، وإن امتلأت منه ( الحَلفاء: نبت أطرافه محدّدة كأنّها سعف النخل والخوص، ينبت في مغايض المياه، ويصنعون من أوراقه قُفَفاً وحُصَراً وحبالاً، يزرع في مصر والجزاير. المنجد: 149، (حلف). )
الصحاري 1مث تصير سائر أعمال الدافع لفضل عليّ كالحلفاء، وإن امتلأت منه الصحاري، 4، واشتعلت فيها تلك النار، وتخشاها تلك الريح حتّي تأتي عليها كلّها، فلاتبقي لها باقية.
( التفسير: 89، ح 47. )
2 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): قال [الإمام ](عليه السلام): ولمّا امتحن الحسين(عليه السلام) ومن معه بالعسكر الذين قتلوه وحملوارأسه.
قال(عليه السلام) لعسكره: أنتم من بيعتي في حلّ، فالحقوا بعشائركم، ومواليكم.
وقال لأهل بيته: قد جعلتكم في حلّ من مفارقتي، فإنّكم لاتطيقونهم لتضاعف أعدادهم وقواهم، وما المقصود غيري، فدعوني والقوم، فإنّ اللّه عزّوجلّ يعينني، ولا يخلّيني من [حسن ] نظره كعادته في أسلافنا الطيّبين.
فأمّا عسكره ففارقوه، وأمّا أهله [و]الأدنون من أقربائه فأبوا، وقالوا: لانفارقك، ويحلّ بنا ما يحلّ بك، ويحزننا ما يحزنك، ويصيبنا ما يصيبك، وإنّا أقرب ما نكون إلي اللّه إذا كنّا معك.
فقال لهم: فإن كنتم قد وطّنتم أنفسكم علي ما وطّنت نفسي عليه، فاعلموا! أنّ اللّه إنّما يهب المنازل الشريفة لعباده [لصبرهم ] باحتمال المكاره. وإنّ اللّه وإن كان خصّني - مع من مضي من أهلي الذين أنا آخرهم بقاء في الدنيا- من الكرامات بما يسهّل معها عليّ احتمال الكريهات، فإنّ لكم شطر ذلك من كرامات اللّه تعالي.
واعلموا! أنّ الدنيا حلوها ومرّها حلم، والانتباه في الآخرة، والفائز من فاز فيها، والشقّي من شقي فيها، أولا أُحدّثكم بأوّل أمرنا وأمركم، معاشر أوليائنا، ومحبّينا، والمعتصمين بنا! ليسهل عليكم احتمال ما أنتم له معرضون؟
قالوا: بلي، يا ابن رسول اللّه!
قال: إنّ اللّه تعالي لمّا خلق آدم وسوّاه وعلّمه أسماء كلّ شي ء، وعرضهم علي الملائكة جعل محمّداً، وعليّاً، وفاطمة، والحسن، والحسين(عليهم السلام) أشباحاً خمسة في ظهر آدم، وكانت أنوارهم تضي ء في الآفاق من السماوات، والحجب، والجنان والكرسيّ، والعرش، فأمر اللّه تعالي الملائكة بالسجود لآدم، تعظيماً له أنّه قد فضّله بأن جعله وعاء لتلك الأشباح التي قد عمّ أنوارها الآفاق، فسجدوا [ لآدم ] إلّا إبليس أبي أن يتواضع لجلال عظمة اللّه، وأن يتواضع لأنوارنا أهل البيت، وقد تواضعت لها الملائكة كلّها واستكبر وترفّع وكان بإبائه ذلك، وتكبّره من الكافرين.
( التفسير: 218، س 4، ضمن ح 101. عنه البحار: 149/11، س 14، ضمن ح 25، و326/26، ح 10، و90/45 ح 29، قطعتان منه، وقصص الأنبياء للجزائريّ: 36 س 17، ومقدّمة البرهان: 31، س 7، قطعة منه، وتأويل الآيات الظاهرة: 47، س 17، قطعة منه. )
3 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام):
وقال رجل للحسين بن عليّ(عليهما السلام): ياابن رسول اللّه! أنا من شيعتكم.
قال(عليه السلام): اتّق اللّه! ولا تدّعينّ شيئاً يقول اللّه تعالي لك كذبت، وفجرت في دعواك، إنّ شيعتنا من سلمت قلوبهم من كلّ غشّ، وغلّ، ودغل.
ولكن قل: أنا من مواليكم و[من ] محبّيكم.
( التفسير: ص 309، ح 154. عنه البحار: 156/65، س 6، ضمن ح 11، وتنبيه الخواطر ونزهة النواظر: 425، س 7، والبرهان: 22/4، س 2، ضمن ح 4، بتفاوت يسير. )
4 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام):
وقال الحسين بن عليّ(عليهما السلام): لولا التقيّة ما عرف وليّنا من عدوّنا.
ولولا معرفة حقوق الإخوان ما عرف من السيّئات شي ء إلّا عوقب علي جميعها، لكنّ اللّه عزّ وجلّ يقول: (وَمَآ أَصَبَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ ).
( الشوري: 30/42. )
( التفسير: 321، ح 165. عنه وسائل الشيعة: 222/16، ح 21413، والبحار: 415/72، س 3، ضمن ح 68. )
5 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): وقال الحسين بن عليّ(عليهما السلام): من عبداللّه حقّ عبادته آتاه اللّه فوق أمانيه وكفايته.
( التفسير: 327، ح 179. عنه البحار: 184/68، س 11، ضمن ح 44.
تنبيه الخواطر ونزهة النواظر: 427، س 15، مرسلاً. )

6 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): وقال الحسين بن عليّ(عليهما السلام): من عرف حقّ أبويه الأفضلين محمّد وعليّ 10 عرف حقّ أبويه الأفضلين محمّد وعليّ.... الإمام الحسين ، 4(عليهما السلام)، وأطاعهما حقّ الطاعة، قيل له: تبحبح في أيّ الجنان شئت.
( التفسير: 330، ح 193. عنه البحار: 260/23، س 3، ضمن ح 8، و9/36، س 10، ضمن ح 11، والبرهان: 245/3، س 9، ضمن ح 3. )
7 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): [قال الإمام(عليه السلام):] وقال الحسين بن عليّ(عليهما السلام) لرجل: أيّهما أحبّ إليك، رجل يروم قتل مسكين قد ضعف، تنقذه من يده؟
أو ناصب يريد إضلال مسكين [مؤمن ] من ضعفاء شيعتنا، تفتح عليه مايمتنع المسكين به منه ويفحمه ويكسره بحجج اللّه تعالي؟
قال: بل إنقاذ هذا المسكين المؤمن من يد هذا الناصب.
إنّ اللّه تعالي يقول: (وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَآ أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ) [أي ] ( المائدة: 32/5. )
ومن أحياها وأرشدها من كفر إلي إيمان فكأنّما أحيا الناس جميعاً من قبل أن يقتلهم بسيوف الحديد.
( التفسير: 348، ح 231. عنه البحار: 9/2، ح 17، بتفاوت يسير، ومقدّمة البرهان: 135، س 15، قطعة منه. )
8 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): قال اللّه عزّ وجلّ [لهم ]: (ثُمَّ تَوَلَّيْتُم ) يعني تولّي أسلافكم (مِّن م بَعْدِ ذَلِكَ ) عن القيام به والوفاء بما عوهدوا عليه ...
قال الحسين بن عليّ(عليهما السلام): أما أنّهم [ أي بني إسرائيل ] لو كانوا دعوا اللّه بمحمّد وآله الطيّبين بصدق من نيّاتهم، وصحّة اعتقادهم من قلوبهم، أن يعصمهم حتّي لا يعاندوه بعد مشاهدة تلك المعجزات الباهرات، لفعل ذلك بجوده وكرمه.
ولكنّهم قصّروا وآثروا الهوي بنا، ومضوا مع الهوي في طلب لذّاتهم.
( التفسير: 267، ح 135. تقدّم الحديث بتمامه في ج 3، رقم 573. )
9 - الشيخ الصدوق(ره): حدّثنا أبو الحسن محمّد بن القاسم المفسّر(رضي اللّه عنه)، قال حدّثنا يوسف بن محمّد بن زياد، وعليّ بن محمّد بن سيّار، عن أبويهما، ( في المصدر: صيّاد، والظاهر أنّه تصحيف. )
عن الحسن بن عليّ، عن أبيه عليّ بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه الرضا عليّ بن موسي، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ(عليهم السلام)، قال: قال أميرالمؤمنين(عليه السلام) في قول اللّه عّزوجلّ 10 ل أميرالمؤمنين في قول اللّه عّزوجلّ.... الإمام العسكريّ ، 4: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَي إِلَي السَّمَآءِ فَسَوَّل-هُنَّ سَبْعَ سَمَوَتٍ وَهُوَ بِكُلِ ّ شَيْ ءٍ عَلِيمٌ ).
( البقرة: 29/2. )
قال: هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً لتعتبروا ولتتوصّلوا به إلي رضوانه، وتتوقّوا به من عذاب نيرانه، ثمّ استوي إلي السماء أخذ في خلقها وإتقانها فسوّيهن سبع سموات، وهو بكلّ شي ء عليم.
ولعلمه بكلّ شي ء علم المصالح، فخلق لكم كلّما في الأرض لمصالحكم يابني آدم!.
( عيون أخبار الرضا7: 12/2، ح 29. عنه البرهان: 72/1، ح 1، ونور الثقلين: 45/1، ح 67، بتفاوت يسير.
التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ 7: 215، ح 99. عنه وعن العيون، البحار: 40/3، ح 14. )

10 - الشيخ الصدوق(ره): حدّثنا محمّد بن أبي القاسم الأستراباديّ، قال: حدّثنا أحمد بن الحسن الحسينيّ، عن الحسن بن عليّ، عن أبيه، عن محمّد بن عليّ، عن أبيه الرضا، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ(عليهم السلام)، قال: قال أميرالمؤمنين(عليه السلام): كم من غافل ينسج ثوباً ليلبسه، وإنّما هو كفنه 10 من غافل ينسج ثوباً ليلبسه،.... الإمام عليّ، 4، ويبني بيتاً ليسكنه وإنّما هو موضع قبره.
وقيل لأمير المؤمنين(عليه السلام): ما الاستعداد للموت؟
قال: أداء الفرائض، واجتناب المحارم، والإشتمال علي المكارم، ثمّ لايبالي أوقع علي الموت أم وقع الموت عليه، واللّه! ما يبالي ابن أبي طالب أوقع علي الموت أم وقع الموت عليه.
وقال أمير المؤمنين(عليه السلام) في بعض خطبه: أيّها الناس! إنّ الدنيا دار فناء والآخرة دار بقاء، فخذوا من ممرّكم لمقرّكم، ولاتهتكوا أستاركم عند من لايخفي عليه أسراركم، وأخرجوا من الدنيا قلوبكم من قبل تخرج منها أبدانكم، ففي الدنيا حييتم (حبستم)، والآخرة خلقتم، إنّما الدنيا كالسمّ يأكله من لا يعرفه، إنّ العبد إذا مات قالت الملائكة: ما قدّم، وقال الناس: ما أخّر فضلاً يكن لكم ولاتؤخّروا كلّاً يكن عليكم، فإنّ المحروم من حرم خير ماله، والمغبوط من ثقل بالصدقات والخيرات موازينه، وأحسن في الجنّة بها مهاده، وطيّب علي الصراط بها مسلكه.
( الأمالي: 97، ح 8. عنه البحار: 384/74، ح 6 - 8، و114/93، ح 3، قطعة منه، ومستدرك الوسائل: 157/7، ح 7904، قطعة منه.
عيون أخبار الرضا7: 297/1، ح 54 - 56. عنه البحار: 132/6، ح 27، قطعة منه، و7/41، ح 9، قطعة منه، و401/74، ح 26، قطعة منه. وعنه وعن الأمالي، البحار: 263/68، ح 1، قطعة منه، و88/70، ح 56، أورده بتمامه، ومستدرك الوسائل: 100/2، ح 1534، قطعة منه. )

11 - الشيخ الصدوق(ره): حدّثنا محمّد بن القاسم المفسّر الجرجانيّ(ه) قال: حدّثنا أحمد بن الحسن الحسينيّ، عن الحسن بن عليّ الناصر، عن أبيه، عن محمّد بن عليّ، عن أبيه الرضا، عن أبيه موسي بن جعفر، ( لقد وردت في هذه الموسوعة عدّة روايات، ذكر في سند بعضها «الحسن بن عليّ الناصر»، وفي البعض الآخر «الحسن بن عليّ» من دون قيد الناصر.)
والظاهر أنّ المراد من الحسن بن عليّ في هذه الأسانيد هو «الإمام الحسن بن عليّ العسكريّ 8»، ويدلّ علي ذلك أمور:
منها: إنّ الرواية الواردة في معاني الأخبار: 287، ح 1، التي في سندها الحسن بن عليّ بقيد «الناصر» وردت بعينها متناً وسنداً في العيون: 312/1، ح 81، وفيها «الحسن بن عليّ» من دون قيد «الناصر»، وسندها هكذا: الحسن بن عليّ، عن أبيه عليّ بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه الرضا، عن أبيه موسي بن جعفر:، و ممّا لا ريب فيه أنّ المراد منه في هذا السند هو الإمام الحسن العسكريّ 7.
منها: بعد ملاحظة أسانيد ومتون هذه الروايات الواردة في معاني الأخبار في باب معني الموت: 287، ح 1 - 10، يحصل عندنا الظنّ القويّ بأنّ المراد من «الحسن بن عليّ الناصر» في هذه الأسانيد هو الإمام الحسن العسكريّ 7.
منها: إنّ الراوي عن «الحسن بن عليّ الناصر» هو «أحمد بن الحسن الحسينيّ» الذي ذكروه في أصحاب الإمام العسكريّ 7، راجع أعيان الشيعة: 509/2.
منها: إن لم يكن المراد من «الحسن بن عليّ الناصر» هو الإمام العسكريّ للزم أن يكون والده من أصحاب الإمام الجواد أو الهادي أو العسكريّ: لأنّ في بعض الأسانيد ورد هكذا: الحسن بن عليّ الناصر، عن أبيه، ولكن لم نقف علي هذا العنوان في كتب الرجال.
فتحصّل أنّ المراد من «الحسن بن عليّ» من دون قيد، أو بقيد «الناصر» الوارد في هذه الأسانيد هو الإمام الحسن العسكريّ 7، ولعلّ إطلاق هذا اللقب - الغير المشهور - علي الإمام 7 كان للتقيّة نظراً للظروف الصعبة التي كان يعيش فيها7، أو غير ذلك.
وممّا يؤيّد ما توصّلنا إليه في هذا البحث أن العلاّمة المجلسيّ أورد كثيراً من هذه الروايات، والحرّ العامليّ بعضها، وعبّرا في أسانيدها بأبي محمّد العسكريّ 7، وقد استفاد أيضاً السيّد الأمين من نقل الشيخ الصدوق في العيون والأمالي أنّ المراد من «الحسن بن عليّ» في الروايات المذكورة هو الإمام الحسن العسكريّ 7، راجع البحار: 152/6، ح 6، و121، ح 1، 128،ح 15، 18/65، ح 25، ووسائل الشيعة: 16/16، ح 20842، وأعيان الشيعة: 509/2. فعلي هذا أوردنا هذه الأحاديث في الموسوعة. )
عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين(عليهم السلام)؛ قال: قيل لأمير المؤمنين(عليه السلام): صف لنا الموت؟
فقال: علي الخبير سقطتم، هو أحد ثلاثة أُمور يرد عليه: إمّا بشارة بنعيم الأبد، وإمّا بشارة بعذاب الأبد، وإمّا تحزين وتهويل وأمر[ه ] مبهم لا يدري من أيّ الفرق هو، فأمّا وليّنا المطيع لأمرنا، فهو المبشّر بنعيم الأبد، وأمّا عدوّنا المخالف علينا، فهو المبشّر بعذاب الأبد، وأمّا المبهم أمره الذي لايدري ما حاله، فهو المؤمن المسرف علي نفسه، لايدري ما يؤول إليه حاله، يأتيه الخبر مبهماً مخوفاً، ثمّ لن يسوّيه اللّه عزّ وجلّ بأعداءنا، لكن يخرجه من النار بشفاعتنا.
فاعملوا وأطيعوا، لا تتّكلوا ولا تستصغروا عقوبة اللّه عزّ وجلّ، فإنّ من المسرفين من لا تلحقه شفاعتنا إلّا بعد عذاب ثلاثمائة ألف سنة.
( معاني الأخبار: 288، ح 2. عنه البحار: 153/6، ح 9، بتفاوت يسير. )
12 - ابنا بسطام النيسابوريّان»: المسيّب بن واضح، وكان يخدم العسكريّ(عليه السلام)، عنه، عن أبيه، عن جدّه، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن الحسين بن عليّ بن أبي طالب(عليهم السلام)، قال: لو علم الناس ما في الهليلج الأصفر1ف الهليلج الأصفر، 4، ( الإهليلج، وقد تكسر اللام الثانية، والواحدة بهاء: ثمر منه أصفر ومنه أسود، وهو البالغ النضيج، ومنه كابليّ ينفع من الخوانيق ويحفظ العقل ويزيل الصداع، وهو في المعدة كالعاقلة المدبّرة في البيت، القاموس المحيط: 435/1، (هلج)، وكذا في مجمع البحرين: 336/2. )
لاشتروها بوزنها ذهباً.
وقال لرجل من أصحابه: خذ هليلجة صفراء1ف هليلجة صفراء، 4، وسبع حبّات فلفل، واسحقها، وانحلها، واكتحل بها.
( طبّ الأئمّة:: 86، س 17.
طبّ الأئمّة: للسيّد الشبّر: 359، س 21.
قطعة منه في (غلمانه وجواريه 7). )

13 - الشيخ الطوسيّ(ره): خرج إلي القاسم بن العلاء الهمدانيّ وكيل أبي محمّد(عليه السلام): إنّ مولانا الحسين(عليه السلام)، ولد يوم الخميس، لثلث خلون من شعبان فصمه...، ثمّ تدعو بعد ذلك بدعاء الحسين(عليه السلام)، وهو آخر دعاء دعا به(عليه السلام) يوم كوثر.
«اللّهمّ ! متعالي المكان، عظيم الجبروت، شديد المحال، غنيّ عن الخلائق، عريض الكبرياء، قادر علي ماتشاء، قريب الرحمة، صادق الوعد، سابغ النعمة، حسن البلاء، قريب إذا دعيت، محيط بما خلقت، قابل التوبة لمن تاب إليك، قادر علي ما أردت، ومدرك ما طلبت، وشكور إذا شكرت، وذكور إذا ذكرت، أدعوك محتاجاً، وأرغب إليك فقيراً، وأفزع إليك خائفاً، وأبكي إليك مكروباً، وأستعين بك ضعيفاً، وأتوكّل عليك كافياً، احكم بيننا وبين قومنا، فإنّهم غرّونا، وخدعونا، وخذلونا، وغدروا بنا، وقتلونا، ونحن عترة نبيّك، وولد حبيبك محمّد ابن عبد اللّه، الذي اصطفيته بالرسالة، وائتمنته علي وحيك، فاجعل لنا من أمرنا فرجاً ومخرجاً، برحمتك يا أرحم الراحمين».
( مصباح المتهجّد: 826، س 8.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 3، رقم 778. )

14 - أبو منصور الطبرسيّ(ره): وبهذا الإسناد، عن أبي محمّد ( تقدّم الإسناد في ج 3، رقم 375. )
الحسن بن عليّ العسكريّ(عليهما السلام)، قال: قال الحسين بن عليّ(عليهما السلام):
من كفّل لنا يتيماً قطعته عنّا محنتنا باستتارنا، فواساه من علومنا التي سقطت إليه حتّي أرشده وهداه، قال اللّه عزّ وجلّ له: أيّها العبد الكريم! المواسي لأخيه، أنا أولي بالكرم منك، اجعلوا له ياملائكتي! في الجنان بعدد كلّ حرف علّمه ألف ألف قصر، وضمّوا إليها مايليق بها من سائر النعم.
( الاحتجاج: 11/1، ح 5. عنه وعن التفسير، البحار: 4/2، ح 5، ومستدرك الوسائل: 318/17، ح 21462.
التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ 7: 341، ح 218. عنه البحار: 180/8، س 2، ضمن ح 137، والفصول المهمّة للحرّ العامليّ: 601/1 ح 941، والمحجّة البيضاء: 31/1، س 4، ومنية المريد: 33، س 6.
عوالي اللئالي: 17/1، ح 3، بإسناده قال: قال الحسن بن عليّ 8.
الصراط المستقيم: 55/3، س 16، عن مشكاة الأنوار. )

15 - شاذان بن جبرئيل(ره): وبالإسناد يرفعه عن الحسن العسكريّ(عليه السلام)، عن النسب الطاهر إلي الحسين(عليه السلام)، قال: كنت مع أبي عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) يوماً علي الصفا10 ت مع أبي عليّ بن أبي طالب يوماً علي الصفا.... الإمام الحسين ، 4، وإذا هو بدرّاج (يدرج) علي وجه الأرض في الصفا، فوقف مولاي بإزائه.
فقال: السلام عليك أيّها الدرّاج!
فأجابه يقول: وعليك السلام، ورحمة اللّه وبركاته، يا أمير المؤمنين!
فقال له أمير المؤمنين(عليه السلام): أيّها الدرّاج! ماتصنع في هذا المكان؟
فقال: يا أمير المؤمنين! أنا في هذا المكان منذ أربعمائة عام أسبّح اللّه تعالي، وأقدّسه، وأحمّده، وأهلّله، وأكبّره، وأعبده حقّ عبادته.
فقال(عليه السلام): إنّ هذا الصفا لا مطعم فيه، ولا مشرب، فمن أين مطعمك ومشربك؟
فقال له: يا مولاي! وحقّ من بعث ابن عمّك بالحقّ نبيّاً، وجعلك وصيّاً! إنّي كلّما جعت دعوت اللّه لشيعتك ومحبّيك فأشبع، وإذا عطشت دعوت اللّه علي مبغضيك ومنقصيك وظالميك، فأروي.
ثمّ أنشد شعراً وهو هذه الأبيات:
أيّها السائل عمّا
دونه النجم العليّ هكذا أخبرنا عن
ربّه الهادي النبيّ إنّ ما استخبرت عنه
واضح الأمر جليّ إنّ ما استخبرت عنه واضح الأمر جليّ، 14ط النبيّين، 4
وبه فاز المواليّ
وبه ضلّ الغويّ
لم يمل عنه وعن
أبنائه إلّا الشقيّ
( الفضائل: 471، ح 200. عنه مدينة المعاجز: 286/1، ح 181، بتفاوت يسير.
اليقين: 266، س 6، و404، س 6، مرسلاً، كلاهما عن الأربعين المخطوط، وبتفاوت يسير.
عنه إثبات الهداة: 523/2، ح 494.
وعنه وعن الفضائل والروضة، البحار: 235/41، ح 6.
مدينة المعاجز: 257/1 ح 164، مرسلاً عن سلمان الفارسيّ، عن مشارق أنوار اليقين، ولم نعثر عليه. )

16 - السيّد ابن طاووس(ره):... الشيخ الصالح أبو منصور بن عبد المنعم ابن النعمان البغداديّ 4، قال: خرج من الناحية سنة اثنتين وخمسين ومائتين علي يد الشيخ محمد بن غالب الإصفهانيّ...
وكتبت أستأذن في زيارة مولاي أبي عبداللّه(عليه السلام)، وزيارة الشهداء رضوان اللّه عليهم، فخرج إليّ منه: بسم اللّه الرحمن الرحيم، إذا أردت زيارة الشهداء رضوان اللّه عليهم، فقف عند رجلي الحسين(عليه السلام)، وهو قبر عليّ بن الحسين(عليهما السلام)، فاستقبل القبلة بوجهك، فإنّ هناك حُرمة الشهداء(عليهم السلام)، وأومي ء وأشر إلي عليّ بن الحسين(عليهما السلام)، وقل:
«السلام عليك يا أوّل قتيل من نسل خير سليل... إذ قال فيك: قتل اللّه قوماً قتلوك، يا بنيّ! ما أجرأهم علي الرحمن، وعلي انتهاك حرمة الرسول صلّي اللّه عليه وآله، علي الدنيا بعدك العفا...
السلام علي القاسم بن الحسن بن عليّ المضروب علي هامته، المسلوب لأَمته، حين نادي الحسين عمّه، فجلّي عليه عمّه كالصقر، وهو يفحص برجليه التراب، والحسين يقول: بعداً لقوم قتلوك، ومن خصمهم يوم القيامة جدّك وأبوك.
ثمّ قال: عزّ واللّه! علي عمّك أن تدعوه فلا يجيبك، أو أن يجيبك، وأنت قتيل جديل فلا ينفعك، هذا واللّه! يوم كثر واتره، وقلّ ناصره...
فقال : يرحمك اللّه يا مسلم بن عوسجة! وقرأ: (فَمِنْهُم مَّن قَضَي نَحْبَهُ و وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً )...».
( إقبال الأعمال: 48، س 10.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 3، رقم 727. )

17 - الخوارزميّ: وأخبرنا أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلميّ اجازة، أخبرنا عبدوس بن عبد اللّه بن عبدوس الهمدانيّ كتابة، حدّثنا الشيخ أبو الفرج حمد بن سهل، حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن إبراهيم ابن تركان، حدّثنا زكريّا بن هاني أبو القاسم ببغداد، حدّثنا محمّد بن زكريّا الغلابيّ، حدّثنا الحسن بن موسي بن محمّد بن عبّاد الجزّار، حدّثنا عبد الرحمان ابن القاسم الهمدانيّ، حدّثنا أبو حاتم محمّد بن محمّد الطالقانيّ أبو مسلم، عن الخالص الحسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسي بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، عن الناصح عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسي بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن طالب، عن الثقة محمّد بن عليّ بن موسي بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، عن الرضا عليّ بن موسي بن جعفر بن محمّد ابن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، عن الأمين موسي بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، عن الصادق جعفر بن محمّد ابن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، عن الباقر محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، عن الزكيّ زين العابدين عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، عن البرّ الحسين بن عليّ بن أبي طالب، عن المرتضي أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)، عن المصطفي محمّد الأمين سيّد الأوّلين والآخرين صلّي اللّه عليهم أجمعين أنّه قال لعليّ بن طالب(عليه السلام): ياأباالحسن! كلّم الشمس 10 نّه قال لعليّ بن طالب: يا أبا الحسن! كلّم الشمس.... الإمام الحسين ، 4 فإنّهاتكلمّك.
قال عليّ(عليه السلام): السلام عليك أيّها العبد المطيع لربّه!
فقالت الشمس: عليك السلام، يا أمير المؤمنين! وإمام المتّقين، وقائد الغرّ المحجّلين، يا عليّ! أنت وشيعتك في الجنّة.
يا عليّ! أوّل من تنشقّ الأرض عنه محمّد1أ محمّد، 4 ثمّ أنت، وأوّل من يحبي محمّد ثمّ أنت، وأوّل من يكسي محمّد ثمّ أنت.
فانكبّ عليّ ساجداً، وعيناه تذرفان بالدموع.
فانكبّ عليه النبيّ(صلي اللّه عليه و ال وسلم)، وقال: يا أخي وحبيبي! ارفع رأسك، فقد باهي اللّه بك أهل سبع سماوات 1ل أهل سبع سماوات، 4.
( المناقب: 113، ح 123. عنه مدينة المعاجز: 223/1، ح 104، وحلية الأبرار: 447/2، ح 15، وإحقاق الحقّ: 17/4 س 8. وعنه وعن فرائد السمطين، إحقاق الحقّ: 17/4 س 8.
كشف الغمّة: 154/1، س 15
ينابيع المودّة: 426/1، ح 1، عن فرائد السمطين: 184، ح 147، بتفاوت يسير.
اليقين بإمرة أمير المؤمنين: 164، س 7. عنه البحار: 169/41، ح 5.
مدينة المعاجز: 214/1 - 222، ح 134 - 139، أورد مضمون الحديث بأسانيد متعدّدة.
إرشاد القلوب: 270 س 24، مرسلاً، وبتفاوت. عنه البحار: 278/35 س 7، ضمن ح 5.
الهداية الكبري: 118 س 4، مرسلاً، وبتفاوت يسير. )