< موسوعه امام عسکري جلد سوم


الباب السادس
في القرآن والأدعية

وفيه فصلان:

الفصل الأوّل: ما ورد عنه(عليه السلام) في القرآن
الفصل الثاني: ما ورد عنه(عليه السلام) في الأدعية والأذكار


الباب السادس في القرآن والأدعية
ويشتمل هذا الباب علي فصلين

الفصل الأوّل: ما ورد عنه(عليه السلام) في القرآن
وفيه ثلاثة موضوعات

(أ) - ما ورد عنه(عليه السلام) في فضل القرآن وقراءته
وفيه ثلاثة موارد

الأوّل - فضل القرآن:
1 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): قال الشيخ أبوالفضل شاذان بن جبريل بن إسماعيل القمّيّ أدام اللّه تأييده: حدّثنا السيّد محمّد بن شراهتك الحسينيّ الجرجانيّ، عن السيّد أبي جعفر مهديّ بن الحارث الحسينيّ المرعشيّ، عن الشيخ الصدوق أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد الدوريستيّ، عن أبيه، عن الشيخ الفقيه أبي جعفر محمّد بن عليّ ... .
قال محمّد بن عليّ بن محمّد بن جعفر بن الدقّاق: حدّثني الشيخان الفقيهان أبوالحسن محمّد بن أحمد بن عليّ بن الحسن بن شاذان، وأبو محمّد جعفر بن أحمد ابن عليّ القمّيّ، قالا: حدّثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسي بن بابويه القمّيّ(ره)، قال: أخبرنا أبو الحسن محمّد بن القاسم المفسّر الأستراباديّ الخطيب(ره).
قال: حدّثني أبو يعقوب يوسف بن محمّد بن زياد وأبو الحسن عليّ بن محمّد ابن سيّار - وكانا من الشيعة الإماميّة- قالا:
كان أبوانا إماميّين، وكانت الزيديّة هم الغالبون بأستراباد، وكنّا في إمارة الحسن بن زيد العلويّ الملقّب بالداعي إلي الحقّ، إمام الزيديّة، وكان كثير الإصغاء إليهم، يقتل الناس بسعاياتهم، فخشينا علي أنفسنا، فخرجنا بأهلينا إلي حضرة الإمام أبي محمّد الحسن بن عليّ بن محمّد أبي القائم(عليه السلام).
فأنزلنا عيالاتنا في بعض الخانات، ثمّ استأذنّا علي الإمام الحسن بن عليّ(عليهم السلام)، فلمّا رآنا قال: مرحباً بالآوين إلينا الملتجئين إلي كنفنا، قد تقبّل اللّه تعالي سعيكما، وآمن روعكما، وكفاكما أعداءكما، فانصرفا آمنين علي أنفسكما، وأموالكما، فعجبنا من قوله ذلك لنا مع أنّا لم نشكّ في صدق مقاله.
فقلنا: فماذا تأمرنا أيّها الإمام أن نصنع في طريقنا إلي أن ننتهي إلي بلد خرجنا من هناك؟
وكيف ندخل ذلك البلد، ومنه هربنا، وطلب سلطان البلد لنا حثيث، ووعيده إيّانا شديد؟!
فقال(عليه السلام): خلّفا عليّ ولديكما هذين لأفيدهما العلم الذي يشرّفهما اللّه تعالي به، ثمّ لا تحفلا بالسعاة، ولا بوعيد المسعي إليه، فإنّ اللّه عزّ وجلّ (يقصم السعاة) ويلجئهم إلي شفاعتكم فيهم عند من قد هربتم منه.
قال أبو يعقوب وأبو الحسن: فأتمرا لما أُمرا و [قد] خرجا وخلّفانا هناك، وكنّإ؛ پ نختلف إليه، فيتلقّانا ببرّ الآباء وذوي الأرحام الماسّة.
فقال لنا ذات يوم: إذا أتاكما خبر كفاية اللّه عزّ وجلّ أبويكما، وإخزائه أعداءهما، وصدق وعدي إيّاهما، جعلت من شكر اللّه عزّ وجلّ: أن أفيدكما تفسير القرآن مشتملاً علي بعض أخبار آل محمّد(صلي اللّه عليه وال وسلم)، فيعظم اللّه تعالي بذلك شأنكما.
قالا: ففرحنا، وقلنا: يا ابن رسول اللّه ! فإذا نأتي (علي جميع) علوم القرآن ومعانيه؟
قال(عليه السلام): كلّا إنّ الصادق(عليه السلام) علّم - ما أريد أن أعلّمكما بعض أصحابه.
ففرح بذلك وقال: يا ابن رسول اللّه(صلي اللّه عليه وال وسلم) قد جمعت علم القرآن كلّه؟
فقال(عليه السلام): قد جمعت خيراً كثيراً، وأوتيت فضلاً واسعاً، لكنّه مع ذلك أقلّ قليل [من ] أجزاء علم القرآن، إنّ اللّه عزّ وجلّ يقول: (قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ ي مَدَدًا ) ( الكهف: 109/18. )
ويقول: (وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَمٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ و مِن م بَعْدِهِ ي سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَتُ اللَّهِ ).
( لقمان: 27/31. )
وهذا علم القرآن ومعانيه، وما أودع من عجائبه، فكم تري مقدار ما أخذته من جميع هذا [ القرآن ]، ولكنّ القدر الذي أخذته قد فضّلك اللّه تعالي به علي كلّ من لا يعلم كعلمك، ولا يفهم كفهمك.
قالا: فلم نبرح من عنده حتّي جاءنا فيج قاصد من عند أبوينا بكتاب يذكر فيه: أنّ الحسن بن زيد العلويّ قتل رجلاً بسعاية أولئك الزيديّة واستصفي ماله ثمّ أتته الكتب من النواحي، والأقطار المشتملة علي خطوط الزيديّة بالعذل ( عذله عذلاً: لامه. المعجم الوسيط: 590 (عذل). )
الشديد والتوبيخ العظيم يذكر فيها: أنّ ذلك المقتول كان من أفضل زيديّ علي ظهر الأرض، وأنّ السعاة قصدوه لفضله وثروته.
فتنكّر لهم، وأمر بقطع آنافهم وآذانهم، وأنّ بعضهم قد مثّل به لذلك، وآخرين قد هربوا.
وأنّ العلويّ ندم، واستغفر وتصدّق بالأموال الجليلة بعد أن ردّ أموال ذلك المقتول علي ورثته، وبذل لهم أضعاف دية[وليّهم ] المقتول، واستحلّهم؟
فقالوا: أمّا الدية فقد أحللناك منها، وأمّا الدم فليس إلينا إنّما هو إلي المقتول، واللّه الحاكم، وأنّ العلويّ نذر للّه عزّ وجلّ أن لا يعرض للناس في مذاهبهم، وفي كتاب أبويهما: أنّ الداعي إلي الحقّ الحسن بن زيد قد أرسل إلينا ببعض ثقاته بكتابه، وخاتمه، وأمانه، وضمن لنا ردّ أموالنا، وجبر النقص الذي لحقنا فيها، وأنّا صائران إلي البلد، ومتنجّزان ما وعدنا.
فقال الإمام(عليه السلام): إنّ وعد اللّه حقّ.
فلمّا كان اليوم العاشر، جاءنا كتاب أبوينا أنّ الداعي إلي الحقّ قد وفي لنا بجميع عداته، وأمرنا بملازمة الإمام العظيم البركة الصادق الوعد.
فلمّا سمع الإمام(عليه السلام) [بهذا] قال: هذا حين إنجازي ما وعدتكما من تفسيرالقرآن.
ثمّ قال(عليه السلام): [قد] وظّفت لكما كلّ يوم شيئاً منه تكتبانه، فالزماني وواظبا عليّ، يوفّر اللّه تعالي من السعادة حظوظكما.
( التفسير:9، س 4. عنه البحار: 70/1، س 21، وإثبات الهداة: 429/3، ح 113، قطعة منه.
قطعة منه في (سورة الكهف: 19/18)، و(سورة لقمان: 27/31)، و(تعليمه 7 القرآن لبعض أصحابه)، و(مدح أبي يعقوب يوسف بن محمّد بن زياد وأبي الحسن علي بن محمّد بن سيّار)، و(تعليم الإمام الصادق 7القرآن لبعض أصحابه)، و(موعظته 7 في كتابة ما يستمع التلميذ)، و(ما رواه عن الإمام الصادق 8). )

2 - الإربليّ(ره): قال أبو هاشم: سمعت أبا محمّد(عليه السلام) يقول:
إنّ لكلام اللّه فضلاً علي الكلام، كفضل اللّه علي خلقه، ولكلامنا فضل علي كلام الناس كفضلنا عليهم.
( كشف الغمّة: 421/2، س 13.
تقدّم الحديث أيضاً في ج 2 رقم 467. )


الثاني - قراءة القرآن:
1 - ابن شعبة الحرّانيّ(ره): وقال [ أبو محمّد العسكريّ ](عليه السلام)...
أكثروا ذكر اللّه، وذكر الموت، وتلاوة القرآن ....
( تحف العقول: 487، س 18.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 700. )


الثالث - أنّ القرآن مخلوق ومحدث:
1 - ابن حمزة الطوسيّ(ره): عن أبي هاشم الجعفريّ، قال: فكّرت في نفسي، فقلت: أشتهي أن أعلم ما يقول أبو محمّد(عليه السلام) في القرآن.
فبدأني، وقال: اللّه خالق كلّ شي ء، وما سواه فهو مخلوق.
( الثاقب في المناقب: 568، ح 511.
تقدّم الحديث أيضاً في ج 1، رقم 331. )