الفصل الثاني: أحواله(عليه السلام) مع الخلفاء
وفيه عشرة موضوعات

(أ) - أسماء خلفاء زمانه(عليه السلام)
1 - المسعوديّ(ره): قبض أبو محمّد(عليه السلام) ... في خلافة المعتمد....
( مروج الذهب: 199/4، س 12.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 132. )

2 - أبو جعفر الطبريّ(ره): ... الحسين بن أحمد بن عليّ الرياحيّ، قال: كنّا بحضرة المتوكّل، وعنده أربعة من ولد عليّ بن أبي طالب(عليه السلام): منهم الحسن [العسكريّ(عليه السلام)]، وجعفر أخوه....
( بشارة المصطفي: 189، س 17.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 459. )

3 - العلّامة الطبرسيّ(ره): وكان في سني إمامته(عليه السلام) بقيّة ملك المعتزّ شهراً، ثمّ ملك المهتدي يومين، ثمّ ملك المقتدي أحد عشر شهراً وثمانيةعشر يوماً، ثمّ ملك أحمد المعتمد بن جعفر المتوكّل ثلاثاً وعشرين سنة وأحد عشر شهراً وبعد مضيّ خمسين من ملكه، قبض اللّه تعالي إليه الحسن بن عليّ(عليهما السلام).
( تاج المواليد، المطبوع ضمن «مجموعة نفيسة»: 134، س 4.
4 - أبو عليّ الطبرسيّ(ره): وكانت في سني إمامته(عليه السلام) بقيّة ملك المعتزّ أشهراً، ثمّ ملك المهتدي أحد عشر شهراً وثمانية وعشرين يوماً، ثمّ ملك أحمد المعتمد علي اللّه ابن جعفر المتوكّل عشرين سنة وأحدعشرشهراً.
( إعلام الوري: 131/2، س 12.
نور الأبصار: 338، س 8، بتفاوت يسير.
أعيان الشيعة: 40/2، س 23.
المناقب لابن شهرآشوب: 422/4، س 3، بتفاوت يسير. )

5 - سبط بن الجوزيّ: وتوفّي(عليه السلام) ... في خلافة المعتمد علي اللّه....
( تذكرة الخواصّ: 324، س 7.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 148. )

6 - الشبلنجيّ: معاصره [ أي الخلفاء المعاصرين لأبي محمّد الحسن العسكريّ(عليه السلام)]: المعتزّ، والمهتدي، والمعتمد.
( نور الأبصار: 338، س 8. عنه إحقاق الحقّ: 623/19، س 16.
الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: 285، س 3. )

7 - ابن الصبّاغ: وكانت مدّة إمامته(عليه السلام) سنتين كانت في بقيّة ملك المعتزّ ابن المتوكّل، ثمّ ملك المهتدي بن الواثق، أحد عشراً.
ثمّ ملك المعتمد علي اللّه أحمد بن المتوكّل، ثلاث وعشرين سنة، مات في أوائل دولته.
( الفصول المهمّة: 289، س 23.
المناقب لابن شهر آشوب: 422/4، س 3، بتفاوت يسير.
قطعة منه في (سنّه ومدّة إمامته«عليه السلام»). )



(ب) - أحواله(عليه السلام) مع بعض خلفاء زمانه
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(ره): عليّ بن محمد، عن بعض أصحابنا، قال: سلّم أبو محمّد(عليه السلام) إلي نحرير، فكان يضيّق عليه ويؤذيه.
قال: فقالت له امرأته: ويلك، اتّق اللّه! لا تدري من في منزلك، وعرّفته صلاحه، وقالت: إنّي أخاف عليك منه، فقال: لأرمينّه بين السباع، ثمّ فعل ذلك به، فرؤي(عليه السلام) قائماً يصلّي، وهي حوله.
( الكافي: 513/1، ح 26. عنه مدينة المعاجز: 562/7 ح 2549، وإثبات الهداة: 406/3 ح 29، وحلية الأبرار: 90/5 ح 2، ومفتاح الفلاح: هامش 505، س 15.
المناقب لابن شهرآشوب: 430/4، س 1. عنه مدينة المعاجز: 646/7 ح 2635.
إعلام الوري: 151/2، س 3.
الإرشاد للمفيد: 344، س 22، بتفاوت يسير. عنه مفتاح الفلاح: هامش 505، س 19، أشارإليه. وعنه وعن المناقب وإعلام الوري، البحار: 309/50، ح 7.
الخرائج والجرائح: 437/1، ح 15، بتفاوت يسير. عنه البحار: 268/50 ح 29.
كشف الغمّة: 414/2، س 18.
الثاقب في المناقب: 580، ح 530، بتفاوت يسير. عنه مدينة المعاجز: 646/7، ح 2635.
روضة الواعظين: 273، س 17، بتفاوت.
مفتاح الفلاح: 506، س 1، باختصار. عنه إثبات الهداة: 432/3، ح 131.
قطعة منه في (صلاته«عليه السلام» في بركة السباع)، و(تذلّل السباع له«عليه السلام»). )

2 - الحضينيّ(ره): عن جعفر بن محمّد القصير البصريّ، قال: حضرنا عند سيّدنا أبي محمّد(عليه السلام)، المكنّي بالعسكريّ، فدخل عليه خادم من دار السلطان جليل القدر، فقال له: أمير المؤمنين يقرئك السلام، ويقول لك: كاتبنا أنوش النصرانيّ، وقيل: اليهوديّ، يطهّر ابنين له، وقد سألنا أن نركب إلي داره وندعو لابنيه بالسلامة والبقاء، فوجب أن نركب ونفعل ذلك، فإنّا لم نحمل هذا الفي ء إلي أن قال: لنتبارك ببقايا النبوّة والرسالة.
فقال مولانا: الحمد للّه الذي جعل اليهود والنصاري أعرف بحقّنا من المسلمين، ثمّ أسرجوا الناقة، فركب وورد إلي دار أنوش....
( الهداية الكبري: 334، س 19.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 345. )

3 - الحضينيّ(ره):... دخل أحمد بن مطهّر علي عبد الصمد بن موسي، فأخبره بوفاة أبي محمّد(عليه السلام).
فركب عبد الصمد إلي الوزير وأخبره بذلك، فركب الوزير وعبد الصمد بن موسي بن بغاء إلي المعتمد، وأخبراه بوفاة أبي محمّد(عليه السلام).
فأمر المعتمد أخاه بالركوب والوزير وعبد الصمد إلي دار أبي محمّد(عليه السلام) حتّي ينظروا إليه، ويكشفوا عن وجهه، ويغسّلوه، ويكفّنوه، ويصلّوا عليه، ويدفنوه مع أبيه(عليهما السلام)، وينظروا من خلف، ويرجعوا إليه بالخبر.
وتقدّم إلي سائر الخاصّة والعامّة والدون أن يحضروا الصلاة عليه.
ففعل أبو عيسي والوزير وعبد الصمد جميع ما أمروا به، ونظروا إلي من في الدار وانصرفوا إلي المعتمد ....
( الهداية الكبري: 384، س 1.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 159. )

4 - المسعوديّ(ره): ... لمّا أفضي الأمر إلي أبي محمّد(عليه السلام) كان يكلّم شيعته الخواصّ وغيرهم من وراء الستر إلّا في الأوقات التي يركب فيها إلي دار السلطان....
( إثبات الوصيّة: 272، س 18. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 450.
5 - الشيخ الطوسيّ(ره):...عن أبي محمّد هارون بن موسي التلعكبريّ(ره)، قال: ... مرّ بنا شيخ كبير عليه درّاعة، فسلّم علي أبي عليّ بن همّام، فردّ عليه، السلام...، فقال له أبو عليّ بن همّام: يا أبا عبد اللّه محمّد! حدّثنا عن أبي محمّد(عليه السلام) مارأيت؟
فقال: ... كان يركب إلي دار الخلافة بسرّ من رأي في كلّ اثنتين وخميسن ... واستدعاه يوماً الخليفة وشقّ ذلك عليه، وخاف أن يكون قد سعي به إليه بعض من يحسده علي مرتبته من العلويّين والهاشميّين، فركب ومضي إليه.
فلمّا حصل في الدار، قيل له: إنّ الخليفة قد قام، ولكن اجلس في مرتبتك أوانصرف، قال: فانصرف(عليه السلام) ....
( الغيبة: 215، ح 179.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 293. )

6 - حسين بن عبد الوهّاب(ره): ... عن عليّ بن محمّد بن الحسن، قال:
خرج السلطان يريد البصرة، فخرج أبو محمّد(عليه السلام) يشيّعه، فنظرنا إليه ماضياً معه، وكنّا جماعة من شيعته....
( عيون المعجزات: 139، س 3.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 307. )

7 - حسين بن عبد الوهّاب(ره): ... [عن ] أبي يعقوب إسحاق بن أبان، قال: كان أبو محمّد(عليه السلام) [في الحبس ] ...، وكان الموكّلون به لا يفارقون باب الموضع الذي حبس فيه(عليه السلام) بالليل والنهار، وكان يعزل في كلّ خمسة أيّام الموكّلين، ويولّي آخرين بعد أن يجدّد عليهم الوصيّة بحفظه، والتوفّر علي ملازمة بابه...، وهو(عليه السلام) في حبس الأضداد.
( عيون المعجزات: 140، س 4.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 299. )

8 - الراونديّ(ره): ... أبو الحسن الموسويّ، حدّثنا أبي أنّه كان يغشي أبامحمّد العسكريّ(عليه السلام) بسرّ من رأي كثيراً، وأنّه أتاه يوماً، فوجده وقد قدّمت إليه دابّته ليركب إلي دار السلطان، وهو متغيّر اللون من الغضب ....
( الخرائج والجرائح: 783/2، ح 109.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 351. )

9 - ابن شهرآشوب(ره):...دخل المعتمد علي العسكريّ(عليه السلام)، وتضرّع إليه، وسأل أن يدعو له بالبقاء عشرين سنة في الخلافة، فقال(عليه السلام): مدّ اللّه في عمرك، فأُجيب، وتوفّي بعد عشرين سنة.
( المناقب: 430/4، س 5.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 290. )


(ج) - أحواله(عليه السلام) مع المتوكّل
1 - أبو جعفر الطبريّ(ره): قال حدّثني محمّد بن أحمد بن داود، قال: روي إلي الحسين بن أحمد بن عليّ الرياحيّ، قال: كنّا بحضرة المتوكّل، وعنده أربعة من ولد عليّ بن أبي طالب(عليه السلام): منهم الحسن وجعفر أخوه، ومحمّد بن جعفر، وعبيد اللّه بن القاسم.
فقال المتوكّل للحسن: يا ابن رسول اللّه! روي بأنّه كان لأبيكم ستّة لم تكن للنبيّ(صلي اللّه عليه و اله وسلم)، فما هي الستّة؟
قال: نعم، رويته مسنداً عن أبي، عليّ بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ 10 م، رويته مسنداً عن أبي عليّ بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ..... الإمام العسكريّ ، 4، عن أبيه عليّ بن موسي، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أخيه الحسن بن عليّ(عليهم السلام)، عن عبد اللّه بن العبّاس.
وكانوا هم أعلم وأحكم، وإنّما أردت به تأكيداً عليك وعلي الناس.
عن النبيّ(صلي اللّه عليه و اله وسلم)، أنّه قال: أعطي اللّه عليّاً ستّاً لم تكن لي ولا للنبيّين من الأوّلين: حموه مثلي، وليس لي حمو مثله، وحماة مثل خديجة الكبري وليست لي حماة مثلها، وزوجة مثل فاطمة وليست لي زوجة مثلها، وولدان مثل الحسن والحسين وليس لي ولدان مثلهما، وولادته في بيت اللّه الحرام وأنا ولدت في دار جدّي عبد المطلّب 2 د المطلّب، 4.
( بشارة المصطفي: 189، س 17.
قطعة منه في (أسماء خلفاء زمانه)، و(ستّة فضائل لعليّ«عليه السلام» لم تكن للنبيّ«صلي اللّه و عليه و اله وسلم»)، و(مارواه«عليه السلام» عن النبيّ«صلي اللّه و عليه و اله وسلم»). )


(د) - أحواله(عليه السلام) مع المستعين
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(ره): عليّ بن محمّد، عن أبي عليّ محمّد ابن عليّ بن إبراهيم، قال: حدّثني أحمد بن الحارث القزوينيّ، قال:
كنت مع أبي بسرّ من رأي، كان أبي يتعاطي البيطرة في مربط ( البيطار: معالج الدوابّ، والبيطرة: مهنة البيطار. المعجم الوسيط: 79، (بيطر)، والمِربط: ما تربط به الدوابّ، ج مرابط. المصدر: 323، (ربط). )
أبي محمّد(عليه السلام)، قال: وكان عند المستعين بغل لم ير مثله حسناً وكبراً، وكان يمنع ظهره و اللجام والسرج، وقد كان جمع عليه الراضة، فلم يمكن لهم حيلة في ( رُضْت الدابّة: ذلّلتها، والفاعل رائض، ... راض المهر رياضة: ذللّه، ومنه حديث أحد خلفاء بني العبّاس في بغل المستعين: كان قد جمع عليه الراضة فلم يكن لهم حيله في ركوبه، مجمع البحرين: 210/4، (روض). )
ركوبه.
قال: فقال له بعض ندمائه: يا أمير المؤمنين! ألا تبعث إلي الحسن بن الرضا حتّي يجيي ء، فإمّا أن يركبه، وإمّا أن يقتله، فتستريح منه.
قال: فبعث إلي أبي محمّد، ومضي معه أبي.
فقال أبي: لمّا دخل أبو محمّد الدار كنت معه، فنظر أبو محمّد إلي البغل واقفاً في صحن الدار، فعدل إليه فوضع بيده علي كفله.
قال: فنظرت إلي البغل، وقد عرق حتّي سال العرق منه، ثمّ صار إلي المستعين، فسلّم عليه، فرحّب به وقرّب، فقال: يا أبا محمّد! ألجم هذا البغل.
فقال أبو محمّد لأبي: ألجمه يا غلام!
فقال المستعين: ألجمه أنت، فوضع طيلسانه، ثمّ قام، فألجمه، ثمّ رجع إلي ( الطَيْلسان مثلّثة اللام واحد الطيالسة، وهو ثوب يحيط بالبدن يُنسج للبس خال عن التفصيل والخياطة، وهو من لباس العجم. مجمع البحرين: 83/4، (طيلس). )
مجلسه، وقعد.
فقال له: يا أبا محمّد! أسرجه. فقال لأبي: يا غلام! أسرجه، فقال: أسرجه أنت، فقام ثانية فأسرجه، ورجع، فقال له: تري أن تركبه؟
فقال: نعم! فركبه من غير أن يمتنع عليه، ثمّ ركضه في الدار، ثمّ حمله علي الهملجة، فمشي أحسن مشي يكون، ثمّ رجع ونزل، فقال له المستعين: ( هملج هملجة البرذون: مشي مشية سهلة في سرعة، حسن سيره. المنجد: 874 (همل). )
ياأبامحمّد! كيف رأيته؟
قال: يا أمير المؤمنين! ما رأيت مثله حسناً وفراهة، وما يصلح أن يكون مثله إلّا لأمير المؤمنين.
قال: فقال: يا أبا محمّد! فإنّ أمير المؤمنين قد حملك عليه.
فقال أبو محمّد لأبي: يا غلام! خذه فأخذه أبي فقاده.
( الكافي: 507/1، ح 4. عنه الوافي: 849/3، ح 1459، وحلية الأبرار: 113/5، ح 1، بتفاوت يسير، ومدينة المعاجز: 542/7، ح 2522، وإثبات الهداة: 401/3، ح 5، بتفاوت. المناقب لابن شهرآشوب: 438/4، س 10، قطعة منه.
الخرائج والجرائح: 432/1، ح 11، بتفاوت يسير.
عنه وعن المناقب، البحار: 265/50، ح 25.
الإرشاد للمفيد: 341، س 17، بتفاوت يسير.
كشف الغمّة: 411/2، س 6.
روضة الواعظين: 272، س 16، بتفاوت يسير.
الثاقب في المناقب: 579، ح 528، بتفاوت.
مفتاح الفلاح: 506، س 5، باختصار، وفي هامشه كما في الكافي.
قطعة منه في (قبوله«عليه السلام» عطايا السلطان)، و(تذلّل البغل له«عليه السلام»). )

2 - الشيخ الطوسيّ(ره): ... عليّ بن محمّد بن زياد الصيمريّ، قال: دخلت علي أبي أحمد عبيد اللّه بن عبد اللّه بن طاهر، وبين يديه رقعة أبي محمّد(عليه السلام)، فيها: إنّي نازلت اللّه في هذا الطاغي - يعني المستعين- وهو آخذه بعد ثلاث.
فلمّا كان اليوم الثالث خلع، وكان من أمره ما كان إلي أن قتل.
( الغيبة: 204، ح 172.
يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 764. )


(ه) - أحواله(عليه السلام) مع المعتزّ
1 - الحضينيّ(ره): حدّثني أبو الحسن عليّ بن بلال وجماعة من إخواننا، أنّه لمّا كان في اليوم الرابع من زيارة سيّدنا أبي الحسن(عليه السلام)، أمر المعتزّ بأن ينفذ إلي أبي محمّد(عليه السلام) من بشركم إلي المعتزّ ليعزّيه ويسلّيه.
فركب أبو محمّد(عليه السلام) إلي المعتزّ، فلمّا دخل عليه رحّب به، وعزّاه وأمر فرتّب بمرتبة أبيه(عليه السلام)، وأثبت له رزقه وزاد فيه، فكان الذي يراه لا يشكّ إلّا أنّه في صورة أبيه(عليه السلام).
واجتمعت الشيعة كلّها من المهتدين علي أبي محمّد بعد أبيه إلّا أصحاب فارس بن ماهويه 1ل أصحاب فارس بن ماهويه، 4، فإنّهم قالوا بإمامة جعفر بن عليّ العسكريّ(عليه السلام).
قال الحسين بن حمدان: لقيت أبا الحسين بن ثوابة، وأبا عبد اللّه أحمد بن عبداللّه الجمّال، شيخاً كان مع أبي الحسين بن ثوابة في داره ببغداد في الجانب الشرقي بعسكر المهديّ.
فسألتهما عن ما علماه من أمر الإمام بعد أبي محمّد؟
فقالا لي: إنّ أبا الحسن(عليه السلام) كان في حياته إلي أبي جعفر محمّد ابنه، ومضي أبوجعفر في حياة أبي الحسن(عليه السلام)، وعاش أبو الحسن بعده أربع سنين وعشرة أشهر.
وكان فارس بن ماهويه يدّعي أنّه باب أبي جعفر، فأمر سيّدنا أبوالحسن(عليه السلام)، ثمّ وقعت الشبهة عند المقصّرة والمرتابين من الشيعة،وكان الأمر والحقّ لأبي محمّد(عليه السلام)، وادّعي جعفر أنّه باب أبي جعفر بعد فارس بن حاتم بن ماهويه، وذلك من سيّدنا أبي محمّد(عليه السلام)، وألقاه الرجلين قبلا ذلك عنه، ودعيا الناس إليه.
فأمر سيّدنا بطلبهما فهربا إلي الكوفة وأقاما بها إلي أن مضي أبومحمّد(عليه السلام).
( الهداية الكبري: 384، س 17.
قطعة منه في (قبوله«عليه السلام» عطايا السلطان)، و(أمره«عليه السلام» بإحضار جعفر وفارس)، و(أحوال أخيه أبي جعفر)، و(أحوال أخيه جعفر الكذّاب). )

2 - الحضينيّ(ره): عن أحمد بن ميمون الخراسانيّ، قال:
قدمت من خراسان أريد سامرّاء ... فصرت إلي إخواننا المجاورين له، فقلت: أريد سيّدنا أبا محمّد الحسن.
فقالوا: هذا يوم ركوبه إلي دار المعتزّ...، وكان يوماً شديد الحرّ....
( الهداية الكبري: 337، س 14.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 322. )

3 - الشيخ الطوسيّ(ره): ... أبو الهيثم بن سيّابة أنّه كتب ... جعلني اللّه فداك! بلغنا خبر قد أقلقنا وأبلغ منّا.
فكتب(عليه السلام) إليه: بعد ثالث يأتيكم الفرج، فخلع المعتزّ اليوم الثالث.
( الغيبة: 208، ح 177.
يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 728. )

4 - أبو جعفر الطبريّ(ره): قال عليّ بن محمّد الصيمريّ:
كتب إليّ أبومحمّد(عليه السلام): فتنة تظلّكم، فكونوا علي أُهبة منها ...، فلمّا كان بعد ثلاثة أيّام كان من أمر المعتزّ ما كان.
( دلائل الإمامة: 427، ح 394.
يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 771. )

5 - أبو جعفر الطبريّ(ره):...وعاش بعد أبيه أيّام إمامته بقيّة ملك المعتزّ، ثمّ ملك المهتدي، ثمّ ملك أحمد بن جعفر المتوكّل، المعروف بالمعتمد اثنتين وعشرين سنةً وأحد عشر شهراً....
( دلائل الإمامة: 423، س 9، ضمن ح 384.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 122. )



(و) - أحواله(عليه السلام) مع المهتدي
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(ره): ... أحمد بن محمّد، قال: كتبت إلي أبي محمّد(عليه السلام) حين أخذ المهتدي في قتل الموالي: يا سيّدي! الحمد للّه الذي شغله عنّا فقد بلغني أنّه يتهدّدك، ويقول: واللّه! لأجلينّهم عن جديد الأرض.
فوقّع أبو محمّد(عليه السلام) بخطّه: ذاك أقصر لعمره ....
( الكافي: 510/1، ح 16.
يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 734. )

2 - السيّد ابن طاووس(ره): ... عن أبي هاشم، قال:
كنت محبوساً عند أبي محمّد(عليه السلام) في حبس المهتدي، فقال لي: يا أبا هاشم! إنّ هذه الطاغية أراد أن يبعث باللّه عزّ وجلّ في هذه الليلة، وقد بتر اللّه عمره، وجعله اللّه للمتولّي بعده ...
فلمّا أصبحنا سعت الأتراك علي المهتدي وأعانهم العامّة لما عرفوا من قوله بالإعتزال والقدر، فقتلوه ونصبوا مكانه المعتمد وبايعوا له....
( مهج الدعوات: 329، س 11.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 353. )


(ز) - أحواله(عليه السلام) مع المعتمد
1 - الحضينيّ(ره): عن أحمد بن داود القمّيّ، ومحمّد بن عبد اللّه الطلحيّ، قالا:... خرجنا نريد سيّدنا أبا محمّد الحسن(عليه السلام) ...
وأخذنا التوقيع، فإذا فيه: ... فإنّ هذا الطاغي قد دنت غشيته إلينا....
( الهداية الكبري: 342، س 8. يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 833. )
2 - الشيخ الصدوق(ره): ما حدّثنا به أبي، ومحمّد بن الحسن بن أحمد ابن الوليد - رضي اللّه عنهما - قالا: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، قال: حدّثنا من حضر موت الحسن بن عليّ بن محمّد العسكريّ(عليهم السلام)، ودفنه ممّن لا يوقف علي إحصاء عددهم، ولا يجوز علي مثلهم التواطؤ بالكذب.
وبعد فقد حضرنا في شعبان سنة ثمان وسبعين ومائتين، وذلك بعد مضيّ أبي محمّد الحسن بن عليّ العسكريّ(عليهما السلام) بثمانية عشرة سنة أو أكثر مجلس أحمد ابن عبيد اللّه بن يحيي بن خاقان، وهو عامل السلطان يومئذ علي الخراج والضياع بكورة قمّ، وكان من أنصب خلق اللّه، وأشدّهم عداوة لهم، فجري ذكر المقيمين من آل أبي طالب بسرّ من رأي ومذاهبهم وصلاحهم وأقدارهم عند السلطان.
فقال أحمد بن عبيد اللّه: ما رأيت ولا عرفت بسرّ من رأي رجلاً من العلويّة مثل الحسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ الرضا«عليهم السلام»، ولا سمعت به في هديه وسكونه وعفافه ونبله وكرمه عند أهل بيته، والسلطان وجميع بني هاشم وتقديمهم إيّاه علي ذوي السنّ منهم والخطر، وكذلك القوّاد والوزراء والكتّاب وعوامّ الناس.
فإنّي كنت قائماً ذات يوم علي رأس أبي، وهو يوم مجلسه للناس، إذدخل عليه حجّابه.
فقالوا له: إنّ ابن الرضا علي الباب.
فقال بصوت عال: ائذنوا له! فدخل رجل أسمر أعين حسن القامة، جميل الوجه، جيّد البدن، حدث السنّ، له جلالة وهيبة، فلمّا نظر إليه أبي قام، فمشي إليه خطي، ولا أعلمه فعل هذا بأحد من بني هاشم، ولا بالقوّاد، ولابأولياء العهد.
فلمّا دنامنه عانقه، وقبّل وجهه ومنكبيه، وأخذ بيده فأجلسه علي مصلّاه الذي كان عليه، وجلس إلي جنبه مقبلاً عليه بوجهه، وجعل يكلّمه ويكنّيه ويفديه بنفسه وبأبويه، وأنا متعجّب ممّا أري منه، إذ دخل عليه الحجّاب.
فقالوا: الموفّق قد جاء، وكان الموفّق إذا جاء ودخل علي أبي تقدّم حجّابه وخاصّة قوّاده، فقاموا بين مجلس أبي وبين باب الدار سماطين إلي أن يدخل ( سِماط القوم: صفّهم. المنجد: 350، (سمط). )
ويخرج، فلم يزل أبي مقبلاً عليه يحدّثه حتّي نظر إلي غلمان الخاصّة.
فقال حينئذ: إذا شئت فقم، جعلني اللّه فداك، يا أبا محمّد! ثمّ قال لغلمانه: خذوا به خلف السماطين، كيلا يراه الأمير - يعني الموفّق -، فقام وقام أبي فعانقه وقبّل وجهه و مضي.
فقلت لحجّاب أبي وغلمانه: ويلكم! من هذا الذي فعل به أبي هذا الذي فعل.
فقالوا: هذا رجل من العلويّة، يقال له: الحسن بن عليّ، يعرف بابن الرضا، ( في الكافي والإرشاد: هذا علويّ، بدل ما في المتن. )
فازددت تعجّباً، فلم أزل يومي ذلك قلقاً متفكّراً في أمره وأمر أبي، وما رأيت منه حتّي كان الليل، وكانت عادته أن يصلّي العتمة، ثمّ يجلس فينظر فيما يحتاج إليه من المؤامرات، ومايرفعه إلي السلطان، فلمّا صلّي وجلس، جئت فجلست بين يديه.
فقال: يا أحمد! ألك حاجة؟ فقلت: نعم، يا أبة! إن أذنت سألتك عنها.
فقال: قد أذنت لك يا بنيّ! فقل ما أحببت، فقلت له: يا أبة! من كان الرجل الذي أتاك بالغداة، وفعلت به ما فعلت من الإجلال و الإكرام والتبجيل، وفديته بنفسك وبأبويك؟
فقال: يا بنيّ! ذاك إمام الرافضة1ل الرافضة، 4، ذاك ابن الرضا، فسكت ساعة؛ فقال: يابنيّ! لو زالت الخلافة عن خلفاء بني العبّاس ما استحقّها أحد من بني هاشم غير هذا، فإنّ هذا يستحقّها في فضله، وعفافه، وهديه، وصيانة نفسه، وزهده، وعبادته، وجميل أخلاقه وصلاحه، ولو رأيت أباه لرأيت رجلاً جليلاً نبيلاً خيّراً فاضلاً.
فازددت قلقاً وتفكّراً وغيظاً علي أبي ممّا سمعت منه فيه.
ولم يكن لي همّة بعد ذلك إلّا السؤال عن خبره، والبحث عن أمره، فما سألت عنه أحداً من بني هاشم، ومن القوّاد والكتّاب والقضاة والفقهاء وسائر الناس إلّا وجدته عندهم في غاية الإجلال والإعظام، والمحلّ الرفيع، والقول الجميل، والتقديم له علي جميع أهل بيته ومشايخه وغيرهم، وكلّ يقول: هو إمام الرافضة1ل الرافضة، 4.
فعظم قدره عندي إذ لم أر له وليّاً ولا عدوّاً إلّا وهو يحسن القول فيه، والثناء عليه.
فقال له بعض أهل المجلس من الأشعريّين: يا أبا بكر! فما خبر أخيه جعفر؟
فقال: ومن جعفر فيسأل عن خبره، أو يقرن به، إنّ جعفراً معلن بالفسق، ماجن شرّيب للخمور، وأقلّ من رأيته من الرجال، وأهتكهم لستره، فدم ( الفَدْم: رجل فَدْمٌ، ثقيل الفهم يحييٌّ. معجم الوسيط: 677، (فدم). )
خمّار قليل، في نفسه خفيف، واللّه لقد ورد علي السلطان، وأصحابه في وقت وفاة الحسن بن عليّ(عليه السلام) ما تعجّبت منه، وما ظننت أنّه يكون، وذلك أنّه لمّا اعتلّ، بعث إلي أبي، أنّ ابن الرضا قد اعتلّ، فركب من ساعته مبادراً إلي دار الخلافة، ثمّ رجع مستعجلاً، و معه خمسة نفر من خدّام أميرالمؤمنين كلّهم، من ثقاته وخاصّته، فمنهم نحرير.
وأمرهم بلزوم دارالحسن بن عليّ(عليهما السلام)، وتعرّف خبره وحاله، وبعث إلي نفر من المتطبّبين فأمرهم بالاختلاف إليه، وتعاهده صباحاً ومساءً فلمّا كان بعد ذلك بيومين جاءه من أخبره أنّه قد ضعف، فركب حتّي بكّر إليه.
ثمّ أمر المتطبّبين بلزومه، وبعث إلي قاضي القضاة، فأحضره مجلسه، وأمره أن يختار من أصحابه عشرة ممّن يوثق به في دينه وأمانته وورعه، فأحضرهم فبعث بهم إلي دار الحسن(عليه السلام)، وأمرهم بلزوم داره ليلاً ونهاراً، فلم يزالوا هناك حتّي توفّي(عليه السلام) لأيّام مضت من شهر ربيع الأوّل من سنة ستّين و مائتين.
فصارت سرّ من رأي ضجّة واحدة - مات ابن الرضا - وبعث السلطان إلي داره من يفتّشها ويفتّش حجرها، وختم علي جميع مافيها، وطلبوا أثر ولده، وجاءوا بنساء يعرفن بالحبل، فدخلن علي جواريه، فنظرن إليهنّ فذكر بعضهنّ انّ هناك جارية بها حمل، فأمر بها فجعلت في حجرة، ووكّل بها نحرير الخادم وأصحابه ونسوة معهم.
ثمّ أخذوا بعد ذلك في تهيئته، وعطّلت الأسواق، وركب أبي وبنو هاشم والقوّاد والكتّاب وسائر الناس إلي جنازته(عليه السلام)، فكانت سرّ من رأي يومئذ شبيهاً بالقيامة، فلمّا فرغوا من تهيئته بعث السلطان إلي أبي عيسي بن المتوكّل، فأمره بالصلاة عليه، فلمّا وضعت الجنازة للصلاة، دنا أبو عيسي منها، فكشف عن وجهه، فعرضه علي بني هاشم من العلويّة والعبّاسيّة والقوّاد والكتّاب والقضاة والفقهاء والمعدّلين، وقال هذا الحسن بن عليّ بن محمّد بن الرضا مات حتف أنفه علي فراشه، حضره من خدم أمير المؤمنين، وثقاته فلان وفلان، ومن المتطبّبين فلان وفلان، ومن القضاة فلان وفلان.
ثمّ غطّي وجهه، وقام فصلّي عليه، وكبّر عليه خمساً، وأمر بحمله، فحمل من وسط داره، ودفن في البيت الذي دفن فيه أبوه(عليه السلام) .
فلمّا دفن وتفرّق الناس اضطرب السلطان وأصحابه في طلب ولده، وكثر التفتيش في المنازل والدور، وتوقّفوا علي قسمة ميراثه، ولم يزل الذين وكّلوا بحفظ الجارية التي توهّموا عليها الحبل ملازمين لها سنتين، وأكثر حتّي تبيّن لهم بطلان الحبل.
فقسّم ميراثه بين أُمّه وأخيه جعفر، وادّعت أُمّه وصيّته، وثبت ذلك عند القاضي. والسلطان علي ذلك يطلب أثر ولده.
فجاء جعفر بعد قسمة الميراث إلي أبي، وقال له: اجعل لي مرتبة أبي وأخي، وأوصل إليك في كلّ سنة عشرين ألف دينار مسلّمة، فزبره أبي وأسمعه، وقال له: يا أحمق! إنّ السلطان - أعزّه اللّه - جرّد سيفه وسوطه في الذين زعموا أنّ أباك وأخاك أئمّة، ليردّهم عن ذلك، فلم يقدر عليه، ولم يتهيّأ له صرفهم عن هذا القول فيهما، وجهد أن يزيل أباك وأخاك عن تلك المرتبة فلم يتهيّأ له ذلك.
فإن كنت عند شيعة أبيك وأخيك إماماً فلا حاجة بك إلي السلطان، يرتّبك مراتبهم ولا غير السلطان، وإن لم تكن عندهم بهذه المنزلة لم تنلها بنا، واستقلّه [أبي ] عند ذلك واستضعفه، وأمر أن يحجب عنه فلم يأذن له بالدخول عليه، حتّي مات أبي وخرجنا، والأمر علي تلك الحال، والسلطان يطلب أثر ولد الحسن بن عليّ(عليهما السلام)، حتّي اليوم.
وكيف يصحّ الموت إلّا هكذا، وكيف يجوز ردّ العيان وتكذيبه، وإنّما كان السلطان لا يفتر عن طلب الولد، لأنّه قد كان وقع في مسامعه خبره، وقد كان ولد(عليه السلام) قبل موت أبيه بسنين، وعرضه علي أصحابه وقال لهم: هذاإمامكم من بعدي و خليفتي عليكم، أطيعوه فلا تتفرّقوا من بعدي، فتهلكوا في أديانكم، أماإنّكم لن تروه بعد يومكم هذا، فغيّبه ولم يظهره.
فلذلك لم يفتر السلطان عن طلبه.
( إكمال الدين وإتمام النعمة: 40، س 8.
الكافي: 503/1، ح 1، بتفاوت. عنه حلية الأبرار: 93/5، ح 1، والوافي: 843/3، ح 1455. وعنه وعن الإكمال، أعيان الشيعة: 42/1، س 21، و102، س 40، و40/2، س 13، قِطع منه.
المناقب لابن شهرآشوب: 423/4، س 18، قطعة منه.
إعلام الوري: 147/2، س 4، بتفاوت. عنه إحقاق الحقّ: 475/12، س 7.
الإرشاد للمفيد: 328، س 8، بتفاوت. عنه وعن الإكمال وإعلام الوري، البحار: 325/50، ح 1، بتفاوت يسير.
الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: 288، س 23، باختصار. عنه نور الأبصار: 341، س 16.
كشف الغمّة: 407/2، س 2، بتفاوت.
الغيبة للطوسيّ: 218، ح 181، قطعة منه.
الفهرست للشيخ: 35، رقم 92، بتفاوت.
الإمامة والتبصرة: 100، ح 89، بتفاوت، واختصار.
روضة الواعظين: 273، س 22، بتفاوت.
قطعة منه في (شمائله«عليه السلام»)، و(أحوال أخيه جعفر)، و(تاريخ شهادته«عليه السلام»)، و(كيفيّة شهادته«عليه السلام»)، و(الصلاة علي جنازته«عليه السلام»)، و(محلّ دفنه«عليه السلام»)، و(ما ورد عن العلماء وغيرهم في عظمته«عليه السلام»)، و(تقبيل الناس وجهه ومنكبيه«عليه السلام»)، و(النصّ علي إمامة ابنه المهديّ«عليهما السلام»). )

3 - السيّد ابن طاووس(ره): عليّ بن محمّد الصيمريّ رضوان اللّه عليه فقال ما هذا لفظه: الحميريّ، عن الحسن بن عليّ، عن إبراهيم بن مهزيار، عن محمّد بن أبي الزعفران، عن أُمّ أبي محمّد(عليه السلام) قالت: قال لي يوماً من الأيّام: تصيبني في سنة ستّين ومائتين حزازة أخاف أن أنكب منها نكبة.
( في المصدر: تصيبي، والصحيح ما أثبتناه كما في البحار والبصائر. )
( في المصدر خرازة بالخاء المعجمة والظاهر أنّه غير صحيح، يدلّ عليه ما في البحار. والحزازة: وجع في القلب من غيظ ونحوه. مجمع البحرين: 15/4 (حزز)، وكذا في المنجد: 131 (حزّ). )
قالت: فأظهرت الجزع وأخذني البكاء، فقال: لابدّ من وقوع أمر اللّه، لاتجزعي، فلمّا كان في صفر سنة ستّين أخذها المقيم والمقعد، وجعلت تجزع في الأحانين إلي خارج المدينة، وتحبس الأخبار حتّي ورد عليها الخبر حين حبسه المعتمد في يدي عليّ جرين ، وحبس جعفراً أخاه معه.
( في العيون: عليّ حرير، وفي الحلية: عليّ نحرير، وفي المدينة عليّ بن جرين. )
وكان المعتمد يسأل عليّاً عن أخباره في كلّ وقت، فيخبره أنّه يصوم النهار ويصلّي الليل، فسأله يوماً من الأيّام عن خبره؟ فأخبره بمثل ذلك.
فقال له: إمض الساعة إليه، واقرأه منّي السلام، وقل له: إنصرف إلي منزلك مصاحباً.
قال عليّ جرين: فجئت إلي باب الحبس، فوجدت حماراً مسرجاً، فدخلت عليه فوجدته جالساً وقد لبس خفّه وطيلسانه وشاشه، فلمّا رآني نهض، فأدّيت إليه الرسالة، فركب، فلمّا استوي علي الحمار وقف.
فقلت له: ما وقوفك يا سيّدي!؟ فقال لي: حتّي تجي ء جعفر، فقلت: إنّما أمرني بإطلاقك دونه، فقال لي: ترجع إليه فتقول له: خرجنا من دارة واحدة جميعاً، فإذا رجعت وليس هو معي كان في ذلك ما لا خفاء به عليك.
( مهج الدعوات: 330، س 11. عنه البحار: 313/50، س 17، ضمن ح 11، بتفاوت يسير.
عيون المعجزات: 139، س 12، بتفاوت. عنه مدينة المعاجز: 600/7، ح 2588، وحليةالأبرار: 90/5، ح 3.
إثبات الوصيّة: 253، س 10، بتفاوت يسير، و267، س 14، قطعة منه.
بصائر الدرجات: الجزء العاشر: 502، ح 8، وفيه: حدّثنا الحسن بن عليّ الزيتونيّ، عن إبراهيم بن مهزيار وسهل بن هرمزان، عن محمّد بن أبي الزعفران...، بتفاوت يسير.
عنه البحار: 330/50، ح 2، وإثبات الهداة: 416/3، ح 58، قطعة منه.
قطعة منه في (عبادته«عليه السلام» في الحبس)، و(مركبه«عليه السلام»)، و(لباسه«عليه السلام»)، و(كونه«عليه السلام» في الحبس)، و(أحوال أُمّه«عليه السلام»)، و(أحوال أخيه جعفر)، و(علمه«عليه السلام» بالغائب)، و(إخباره«عليه السلام» بالوقائع الآتية). )

4 - السيّد ابن طاووس(ره): ... عن المحموديّ، قال: رأيت خطّ أبي محمّد(عليه السلام) لمّا خرج من حبس المعتمد.
(يُرِيدُونَ لِيُطْفُِواْ نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ ي ... ).
( مهج الدعوات: 331، س 8.
يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 849. )

5 - ابن الصبّاغ: قال أبو هاشم ثمّ لم تظلّ مدّة أبي محمّد الحسن(عليه السلام) في الحبس إلي أن قحط الناس بسرّ من رأي قحطاً شديداً، فأمر الخليفة المعتمد علي اللّه ابن المتوكّل بخروج الناس إلي الاستسقاء.
فخرجوا ثلاثة أيّام يستسقون ويدعون فلم يسقوا.
فخرج الجاثليق في اليوم الرابع إلي الصحراء، وخرج معه النصاري والرهبان وكان فيهم راهب كلّما مدّ يده إلي السماء ورفعها هطلت بالمطر، ثمّ خرجوا في اليوم الثاني وفعلوا كفعلهم أوّل يوم، فهطلت السماء بالمطر، وسقوا سقياً شديداً حتّي استعفوا.
فعجب الناس من ذلك، وداخلهم الشكّ، وصفا بعضهم إلي دين النصرانيّة، فشقّ ذلك علي الخليفة، فأنفذ إلي صالح بن وصيف أن أخرج أبامحمّد الحسن بن عليّ من السجن، وائتني به.
فلمّا حضر أبو محمّد الحسن(عليه السلام) عند الخليفة قال له: أدرك أُمّةمحمّد(صلي اللّه عليه و اله وسلم) فيما لحق بعضهم في هذه النازلة.
فقال أبو محمّد: دعهم يخرجون غداً، اليوم الثالث.
قال: قد استعفي الناس من المطر واستكفوا، فما فائدة خروجهم؟
قال: لأزيل الشكّ عن الناس وما وقعوا فيه من هذه الورطة التي أفسدوا فيها عقولاً ضعيفةً.
فأمر الخليفة الجاثليق والرهبان أن يخرجوا أيضاً في اليوم الثالث علي جاري عادتهم، وأن يخرجوا الناس.
فخرج النصاري وخرج لهم أبو محمّد الحسن ومعه خلق كثير، فوقف النصاري علي جاري عادتهم يستسقون إلّا ذلك الراهب مدّ يديه رافعاً لهما إلي السماء، ورفعت النصاري والرهبان أيديهم علي جاري عادتهم، فغيمت السماء في الوقت ونزل المطر.
فأمر أبو محمّد الحسن القبض علي يد الراهب وأخذ ما فيها فإذا بين أصابعها عظم آدميّ، فأخذه أبو محمّد الحسن ولفّه في خرقة، وقال: استسق!
فانكشف السحاب وانقشع الغيم وطلعت الشمس، فعجب الناس من ذلك وقال الخليفة: ما هذا يا أبا محمّد!؟
فقال: عظم نبيّ من أنبياء اللّه عزّ وجلّ ظفر به هؤلاء من بعض فنون الأنبياء، وما كشف نبيّ عن عظم تحت السماء إلّا هطلت بالمطر، واستحسنوا ذلك، فامتحنوه، فوجدوه كما قال.
فرجع أبو محمّد الحسن إلي داره بسرّ من رأي، وقد أزال عن الناس هذه الشبهة وقد سرّ الخليفة والمسلمون ذلك.
وكلّم أبو محمّد الحسن الخليفة في إخراج أصحابه الذين كانوا معه في السجن، فأخرجهم وأطلقهم له، وأقام أبو محمّد الحسن بسرّ من رأي بمنزله بها معظّماً مكرّماً مبجّلاً، وصارت صلات الخليفة وإنعامه تصل إليه في منزله إلي أن قضي تغمّده اللّه برحمته.
( الفصول المهمّة: 287، س 8. عنه إحقاق الحقّ: 464/12، س 14، بتفاوت يسير، وإثبات الهداة: 435/3، س 4.
نور الأبصار: 339، س 13، بتفاوت يسير.
الخرائج والجرائح: 441/1، ح 22، باختصار. عنه إثبات الهداة: 419/3، ح 68.
كشف الغمّة: 429/2، س 8، نحو ما في الخرائج.
إحقاق الحقّ: 625/19، س 13، عن الإشراف علي فضل الأشراف للشافعيّ.
الثاقب في المناقب: 575، ح 522، باختصار. عنه وعن الخرائج، حلية الأبرار 119/5، ح 1، ومدينة المعاجز: 621/7، ح 2604.
المناقب لابن شهرآشوب: 425/4، س 3، باختصار.
عنه وعن الخرائج، البحار: 270/50، ح 37.
ينابيع المودّة: 190/3، س 1، بتفاوت يسير، عن جواهر النقدين.
الصواعق المحرقة: 207، س 22، بتفاوت. عنه ينابيع المودّة: 305/3، س 19، ومناقب أهل البيت: 293، س 15، وإحقاق الحقّ: 620/19، س 15.
الصراط المستقيم: 207/2، ح 15، أشار إليه.
قطعة منه في (كونه«عليه السلام» في الحبس)، و(وساطته عند الخليفة لإطلاق المسجونين)، و(قبوله«عليه السلام» هدايا السلطان)، و(إخباره«عليه السلام» بالوقائع العامّة)، و(تأثير عظم النبيّ«عليه السلام» في نزول المطر)، و(احتجاجه«عليه السلام» علي النصاري). )


(ح) - أحواله(عليه السلام) مع الموفّق
1 - المسعوديّ(ره): وحدّثنا جماعة كلّ واحد منهم يحكي: أنّه دخل الدار، وقد اجتمع فيها جملة بني هاشم ...، فحكوا أنّهم كانوا في مصيبة وحيرة، فهم في ذلك، إذ خرج من الدار الداخلة خادم فصاح بخادم آخر: يارياش! خذ هذه الرقعة، وامض بها إلي دار أمير المؤمنين، وأعطها إلي فلان، وقل له: هذه رقعة الحسن بن عليّ ... فاستشرف الناس لذلك، ثمّ فتح من صدر الرواق باب، وخرج خادم أسود ثمّ خرج بعده أبومحمّد(عليه السلام)، حاسراً مكشوف الرأس، مشقوق الثياب، وعليه مبطنة بيضاء، وكان وجهه وجه أبيه(عليه السلام)، لا يخطي ء منه شيئاً.
وكان في الدار أولاد المتوكّل وبعضهم ولاة العهود، فلم يبق أحد إلّا قام علي رجله، ووثب إليه أبو محمّد الموفّق فقصده أبو محمّد(عليه السلام)، فعانقه ثمّ قال له: مرحباً بابن العمّ! وقد كان أبو محمّد(عليه السلام) صلّي عليه قبل أن يخرج إلي الناس، وصلّي عليه لمّا أخرج المعتمد....
( إثبات الوصيّة: 243، س 1.
تقدّم الحديث بتمامه في رقم 445. )


(ط) - أحواله(عليه السلام) مع المعتضد
2 - الراونديّ(ره): روي عن رشيق حاجب المادرانيّ 2 يق حاجب المادرانيّ، 4، قال:
بعث إلينا المعتضد [رسولاً]، وأمرنا أن نركب، ونحن ثلاثة نفر، ونخرج
مخفّين علي السروج، ونجنب آخر، وقال: ألحقوا بسامرّاء، واكبسوا دار الحسن بن عليّ 1ظ دار الحسن بن عليّ، 4، فإنّه توفّي، ومن رأيتم فيها فأتوني برأسه.
فكبسنا الدار كما أمرنا، فوجدنا داراً سرّية، كأنّ الأيدي رفعت عنها في ذلك الوقت، فرفعنا الستر وإذا سرداب في الدار الأخري، فدخلناه....
( الخرائج والجرائح: 460/1، ح 5. عنه إثبات الهداة: 683/3، ح 92، وفرج المهموم: 248، س 3.
كشف الغمّة: 499/2، س 21، بتفاوت يسير.
الغيبة للطوسيّ: 248، ح 218، بتفاوت. عنه البحار: 51/52، ح 36.
أعيان الشيعة: 67/2، س 38، بتفاوت يسير، عن ينابيع المودّة.
قطعة منه في (في محلّ سكونته«عليه السلام»). )

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(ي) - أحواله(عليه السلام) مع الزبيريّ
1 - الشيخ الصدوق(ره): ... عن معلّي بن محمّد البصريّ، قال: خرج عن أبي محمّد(عليه السلام) حين قتل الزبيريّ: هذا جزاء من افتري علي اللّه تبارك وتعالي في أوليائه، زعم أنّه يقتلني وليس لي عقب، فكيف رأي قدرة اللّه عزّ وجلّ ....
( إكمال الدين وإتمام النعمة: 430، ح 3.
يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 852. )


الباب الرابع في العقائد

وفيه أربعة فصول

الفصل الأوّل: التوحيد وما يناسبها
الفصل الثاني: النبوّة وما يناسبها
الفصل الثالث: الإمامة وما يناسبها
الفصل الرابع: المعاد والحساب
َّ
في العقائد: التوحيد فض



الباب الرابع في العقائد
ويشتمل هذا الباب علي أربعة فصول

الفصل الأوّل: التوحيد وما يناسبها
وفيه ستّة موضوعات

(أ) - اسم اللّه الأعظم
1 - السيّد ابن طاووس(ره): بإسنادنا أيضاً إلي محمّد بن الحسن الصفّار، بإسناده إلي أبي هاشم الجعفريّ، قال: سمعت أبا محمّد(ع) يقول: (بِّسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ) أقرب إلي اسم اللّه الأعظم من سواد العين إلي بياضها.
( مهج الدعوات: 379، س 18، عنه البحار: 224/90، س 1.
تحف العقول: 487، س 5، مرسلاً، عنه البحار: 371/75، ح 6.
الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: 285، س 15.
إثبات الوصيّة: 150، س 5.
نور الأبصار: 341، س 14، عنه إحقاق الحقّ: 476/12، س 15.
كشف الغمّة: 420/2، س 14، عن دلائل الحميريّ. عنه البحار: 257/89، ح 51.
قطعة منه في (سورة الفاتحة). )


(ب) - صفات اللّه تعالي
1 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(ع): قال الإمام(ع): قال اللّه عزّ وجلّ:... (وَمَا اللَّهُ بِغَفِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ) بل عالم به، يجازيكم عنه بما هو به، عادل عليكم، وليس بظالم لكم، يشدّد حسابكم، ويؤلم عقابكم....
( التفسير: 283، ح 141.
يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 576. )

2 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(ع): قال الإمام(ع): وإلهكم... إله واحد لا شريك له، ولا نظير، ولا عديل، (لَّآ إِلَهَ إِلَّا هُوَ ) الخالق الباري ء المصوّر الرازق الباسط المغني المفقر المعزّ المذلّ، (الرَّحْمَنُ ) يرزق مؤمنهم وكافرهم وصالحهم وطالحهم، لا يقطع عنهم موادّ فضله ورزقه، وإن انقطعوا هم عن طاعته، (الرَّحِيمُ ) بعباده المؤمنين من شيعة آل محمّد(ص)....
( التفسير: 573، ح 336.
يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 599. )

3 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(ره): ... يعقوب بن إسحاق، قال: كتبت إلي أبي محمّد(ع) أسأله كيف يعبد العبد ربّه، وهو لا يراه؟
فوقّع(ع): يا أبا يوسف! جلّ سيّدي ومولاي، والمنعم عليّ وعلي آبائي أن يري، قال: وسألته هل رأي رسول اللّه(ص) ربّه؟
فوقّع(ع): إنّ اللّه تبارك وتعالي أري رسوله بقلبه من نور عظمته ماأحبّ.
( الكافي: 95/1، ح 1.
يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 829. )

4 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(ره): سهل، قال: كتبت إلي أبي محمّد(ع) ...، قد اختلف يا سيّدي! أصحابنا في التوحيد ... .
فوقّع بخطّه(ع): سألت عن التوحيد، وهذا عنكم معزول، اللّه واحد أحد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، خالق وليس بمخلوق، يخلق تبارك وتعالي ما يشاء من الأجسام وغير ذلك، وليس بجسم، ويصوّر مايشاء وليس بصورة، جلّ ثناؤه وتقدّست أسماؤه أن يكون له شبه، هو لاغيره، (لَيْسَ كَمِثْلِهِ ي شَيْ ءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ).
( الكافي: 103/1، ح 10.
يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 754. )

5 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(ره): ...عمر بن أبي مسلم، قال:
قدم علينا بسرّ من رأي رجل من أهل مصر، يقال له: سيف بن الليث يتظلّم إلي المهتديّ ... فكتب إليه أبو محمّد(ع): ... لا تتقدّم إلي السلطان ...، وخوّفه بالسلطان الأعظم اللّه ربّ العالمين ...
( الكافي: 511/1، ح 18.
يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 755. )

6 - أبو منصور الطبرسيّ(ره): ... أنّ أبا محمّد العسكريّ(ع) قال:...
إنّ اللّه عزّ وجلّ يتعالي عن العبث والفساد، وعن مطالبة العباد بما منعهم بالقهر منه، فلا يأمرهم بمغالبته، ولا بالمصير إلي ما قد صدّهم بالقسر عنه.
ثمّ قال: (وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) يعني في الآخرة العذاب المعدّ للكافرين، وفي الدنيا أيضاً لمن يريد أن يستصلحه بما ينزل به من عذاب الإستصلاح لينبّهه لطاعته، أو من عذاب الإصطلام ليصيّره إلي عدله وحكمته.
( الاحتجاج: 505/2، ح 334.
يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 546. )

7 - الراونديّ(ره): قال أبو هاشم: سمعت أبا محمّد(ع) يقول: إنّ اللّه ليعفو يوم القيامة عفواً لا يخطر علي بال العباد....
( الخرائج والجرائح: 686/2، ح 7.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 513. )

8 - ابن حمزة الطوسيّ(ره): وعنه [ أي أبي هاشم الحعفريّ ] ...
نظر إليّ أبومحمّد(ع)، وقال: تعالي الجبّار العالم بالأشياء قبل كونها، الخالق إذ لامخلوق، والربّ إذ لامربوب، والقادر قبل المقدور عليه....
( الثاقب في المناقب: 566، ح 507.
يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 616. )

9 - ابن حمزة الطوسيّ(ره): عن أبي هاشم الجعفريّ ... وقال [ أبو محمّد العسكريّ(ع)]: اللّه خالق كلّ شي ء، وما سواه فهو مخلوق.
( الثاقب في المناقب: 568، ح 511.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 331. )

10 - العلاّمة المجلسيّ(ره): يروي عن عبد اللّه بن جعفر الحميريّ، قال: كنت عند مولاي أبي محمّد الحسن بن عليّ العسكريّ صلوات اللّه عليه ... [وكتب(ع)]: اللّه الملك الديّان المتحنّن المنّان، ذي الجلال والإكرام، وذي المنن العظام، والأيادي الجسام، وعالم الخفيّات، ومجيب الدعوات، وراحم العبرات، الذي لا تشغله اللغات ....
( البحار: 238/99، ح 5، عن الكتاب العتيق. يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 841. )

(ج) - علم اللّه تبارك وتعالي
1 - محمّد يعقوب الكلينيّ(ره): ... جعفر بن محمّد بن حمزة، قال: كتبت إلي الرجل(ع) أسأله أنّ مواليك إختلفوا في العلم: فقال بعضهم: لم يزل اللّه عالماً قبل فعل الأشياء، وقال بعضهم: لانقول لم يزل اللّه عالماً، لأنّ معني يعلم يفعل، فإن أثبتنا العلم فقد أثبتنا في الأزل معه شيئاً، فإن رأيت جعلني اللّه فداك! أن تعلّمني من ذلك ما أقف عليه ولاأجوزه.
فكتب(ع) بخطّه: لم يزل اللّه عالماً تبارك وتعالي ذكره.
( الكافي: 107/1، ح 5.
يأتي الحديث بتمامه مع ترجمة الراوي في ج 3، رقم 742. )


(د) - فضل كلام اللّه تعالي علي غيره
2 - الإربليّ(ره): قال أبو هاشم: سمعت أبا محمّد(ع) يقول: إنّ لكلام اللّه فضلاً علي الكلام كفضل اللّه علي خلقه، ولكلامنا فضل علي كلام الناس كفضلنا عليهم.
( كشف الغمّة: 421/2، س 13.
يأتي الحديث أيضاً في (فضل القرآن علي غيره). )


(ه) - التوحيد في العبادة
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(ره): ... محمّد بن الربيع الشائيّ قال: ناظرت رجلاً من الثنويّة بالأهواز، ثمّ قدمت سرّ من رأي ...
إذ أقبل أبو محمّد(ع) من دار العامّة يوم الموكب، فنظر إليّ وأشار بسبّابته أحد، أحد، فرد....
( الكافي: 511/1، ح 20.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 306. )

2 - الشيخ الصدوق(ره): ... أبو يعقوب يوسف بن محمّد بن زياد وأبوالحسن عليّ بن محمّد بن سيّار، وكانا من الشيعة الإماميّة، عن أبويهما، عن الحسن بن عليّ بن محمّد(ع) في قول اللّه عزّ وجلّ:
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ )، فقال: (اللَّهِ ) هو الذي يتألّه إليه عند الحوائج والشدائد كلّ مخلوق، وعند انقطاع الرجاء من كلّ مَن دونه، وتقطّع الأسباب من جميع من سواه.
تقول: (بِسْمِ اللَّهِ ) أي أستعين علي أُموري كلّها باللّه الذي لا تحقّ العبادة إلّا له، المغيث إذا استغيث، والمجيب إذا دعي....
( معاني الأخبار: 4، ح 2.
يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 533. )


(و) - الشرك باللّه تعالي
1 - الشيخ الطوسيّ(ره): ... عن أبي هاشم الجعفريّ، قال: سمعت أبامحمّد(ع) يقول: من الذنوب التي لا تغفر قول الرجل ليتني لا أؤاخذ إلّا بهذا، فقلت في نفسي: إنّ هذا لهو الدقيق، ينبغي للرجل أن يتفقّد من أمره ومن نفسه كلّ شي ء.
فأقبل عليّ أبو محمّد(ع) فقال: يا أبا هاشم! صدقت ...، إنّ الإشراك في الناس أخفي من دبيب الذرّ علي الصفا في الليلة الظلماء، ومن دبيب الذرّ علي المسح الأسود.
( الغيبة: 207، ح 176. يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 646. )





الفصل الثاني: النبوّة وما يناسبها
وفيه أربعة موضوعات

(أ) - ما ورد عنه(ع) في الملائكة
وفيه ثلاثة أمور

الأوّل - أنّ الملائكة معصومون من الكفر والقبائح:
1 - أبو منصور الطبرسيّ(ره): وبالإسناد المقدّم ذكره عن ( وهو: السيّد العالم العابد أبو جعفر مهديّ بن أبي حرب الحسينيّ المرعشيّ«رضي اللّه عنه»، قال: حدّثني الشيخ الصدوق أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد بن أحمد الدوريستي«ره»، قال: حدّثني أبي محمّد بن أحمد، قال: حدّثني الشيخ السعيد أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّيّ«ره»، قال: حدّثني أبو الحسن محمّد بن القاسم المفسّر الاسترآباديّ، قال: حدثني.... )
أبي يعقوب يوسف بن محمّد بن زياد وأبي الحسن عليّ بن محمّد بن سيّار أنّهما قالا: قلنا للحسن أبي القائم(ع): إنّ قوماً عندنا يزعمون أنّ هاروت وماروت ملكان اختارتهما الملائكة لمّا كثر عصيان بني آدم، وأنزلهما اللّه مع ثالث لهما إلي الدنيا، وإنّهما افتتنا بالزهرة، وأرادا الزنا بها، وشربا الخمر، وقتلا النفس المحرّمة.
وإنّ اللّه يعذّبهما ببابل، وإنّ السحرة منهما يتعلّمون السحر، وإنّ اللّه مسخ تلك المرأة هذا الكوكب الذي هو (الزهرة).
فقال الإمام(ع): معاذ اللّه من ذلك! إنّ ملائكة اللّه معصومون محفوظون من الكفر والقبايح بألطاف اللّه، فقال عزّ وجلّ فيهم: (لَّايَعْصُونَ اللَّهَ مَآ أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) وقال: (لَهُ و مَن فِي السَّمَوَتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِندَهُ و ( التحريم: 6/66. )
لَايَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ ي وَلَايَسْتَحْسِرُونَ * يُسَبِّحُونَ الَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَايَفْتُرُونَ - يعني الملائكة - 5الأنبياء يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَ النَّهارَ لا يَفْتُرُونَ.... 20 ، 4.
( الأنبياء: 19/21 و 20. )
وقال في الملائكة: (بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ * لاَ يَسْبِقُونَهُ و بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ ي يَعْمَلُونَ 5الأنبياء لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَ هُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ.... 27 ، 4 ) إلي قوله (مُشْفِقُونَ ) كان اللّه قد جعل هؤلاء الملائكة خلفائه ( الأنبيا: 26/21 - 28. )
في الأرض، وكانوا كالأنبياء في الدنيا، وكالأئمّة.
أفيكون من الأنبياء والأئمّة قتل النفس والزنا وشرب الخمر!!
ثمّ قال: أولست تعلم، أنّ اللّه لم يخل الدنيا من نبيّ أو إمام من البشر، أوليس يقول: (وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ - يعني إلي الخلق - إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَي ).
( يوسف: 109/12. )
فأخبر أنّه لم يبعث الملائكة إلي الأرض ليكونوا أئمّة وحكّاماً، وإنّما أرسلوا إلي أنبياء اللّه، قالا: قلنا له(ع): فعلي هذا لم يكن إبليس ملكاً؟!
فقال: لا، بل كان من الجنّ، أما تسمعان اللّه تعالي يقول: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَل-ِكَةِ اسْجُدُواْ لِأَدَمَ فَسَجَدُواْ إِلآَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِ ّ ) فأخبر أنّه كان ( الكهف: 50/18.
من الجنّ وهو الذي قال: (وَالْجَآنَّ خَلَقْنَهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ ).
( الحجر: 27/15. )
وقال الإمام(ع): حدّثني أبي، عن جدّي، عن الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ(ع)، عن رسول اللّه(ص): إنّ اللّه اختارنا معاشر آل محمّد، واختار النبيّين، واختار الملائكة المقرّبين، وما اختارهم إلّا علي علم منه بهم أنّهم لايواقعون ما يخرجون به عن ولايته، وينقطعون به من عصمته، وينضمّون به إلي المستحقّين لعذابه ونقمته.
قالا: فقلنا: فقد روي لنا: أنّ عليّاً صلوات اللّه عليه لما نصّ عليه رسول اللّه بالإمامة، عرض اللّه ولايته علي فئام، وفئام من الملائكة، فأبوها، فمسخهم اللّه ضفادع؟
فقال: معاذ اللّه! هؤلاء المكذّبون علينا، الملائكة هم رسل اللّه كساير أنبياء اللّه إلي الخلق، أفيكون منهم الكفر باللّه، قلنا: لا، قال: فكذلك الملائكة، إنّ شأن الملائكة عظيم، وإنّ خطبهم لجليل.
( الاحتجاج: 513/2، ح 338.
التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ«عليه السلام»: 475، س 6، ضمن ح 304. عنه البحار: 95/60، ح 55، و212، ح 47، قطعتان منه، والبرهان: 137/1، س 17، ضمن ح 1.
عيون أخبار الرضا«عليه السلام»: 269/1، س 5، ضمن ح 1، بتفاوت يسير.
عنه الفصول المهمّة للحرّ العامليّ: 443/1، ح 620، قطعة منه، والبرهان: 276/2، ح 1، قطعة منه، ونور الثقلين: 109/1، ح 295، و629/4، ح 36، قطعتان منه.
وعنه وعن التفسير، البحار: 321/56، س 11، ضمن ح 3.
قطعة منه في (سورة يوسف: 109/12)، و(سورة الحجر: 27/15)، و(سورة الكهف: 50/18)، و(سورة الأنبياء: 19/21 - 20)، و(سورة الأنبياء: 26/21 - 28)، و(سورة التحريم: 6/66)، و(ما رواه«عليه السلام» عن النبيّ«صلي اللّه و عليه و اله وسلم»). )


الثاني - صلوات الملائكة علي الكاسر الناصب:
1 - أبو منصور الطبرسيّ(ره): وقال أبو محمّد(ع) - لبعض تلامذته - لمّا اجتمع إليه قوم ... وقالوا: يا ابن رسول اللّه(ص)! إنّ لنا جاراً من النصّاب يؤذينا...، فقال الحسن(ع): أنا أبعث إليكم من يفحمه عنكم ...، فذهب الرجل، وحضر الموضع، وحضروا، وكلّم الرجل، فأفحمه ...
فلمّا رجعنا إلي الإمام، قال لنا: ... ولقد صلّي علي هذا العبد الكاسر له ملائكة السماء والحجب والعرش والكرسيّ ...، ولقد لعنت تلك الأملاك عدوّ اللّه المكسور....
( الاحتجاج: 21/1، ح 19.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 451. )


الثالث - إهداء جبرئيل اسم الإمام الحسن المجتبي(ع):
1 - أبو جعفر الطبريّ(ره): ... محمّد بن إسماعيل الحسنيّ، عن أبي محمّد(ع)، وهو الحادي عشر، قال: ... لمّا ولد [ الحسن المجتبي(ع)] أهدي جبرئيل اسمه في خرقة حرير من ثياب الجنّة....
( دلائل الإمامة: 158، ح 71.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 479. )




(ب) - ما ورد عنه(ع) في الأنبياء والمرسلين:
وفيه أحد عشر أمراً

الأوّل - عدد الأنبياء والمرسلين(ع):
1 - الحضينيّ(ره): عن أبي الحسن عاصم الكوفيّ ...، قال:
دخلت علي أبي محمّد الحسن(ع) بالعسكر ... .
قال: الأنبياء والرسل ... ألف نبيّ وأربعة وعشرون ألف الذين حسبوا من الأنبياء للّه ورسله وحجبه، هذا عددهم منذ أهبط آدم من الجنّة إلي أن بعث اللّه جدّي رسول اللّه [صلّي اللّه عليه وعليهم أجمعين ]....
( الهداية الكبري: 335، س 18.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 297. )


الثاني - أنّ اللّه تعالي أخذ المواثيق والعهود من الأنبياء لمحمّد
صلوات اللّه عليه وعليهم:
1 - الشيخ الصدوق(ره): ... أبو يعقوب يوسف بن محمّد بن زياد، وأبوالحسن عليّ بن محمّد بن سيّار، عن أبويهما، عن الحسن بن عليّ بن محمّد(ع) ...
أنّ اللّه لمّا بعث موسي بن عمران، ثمّ من بعده من الأنبياء إلي بني إسرائيل لم يكن فيهم أحد إلّا أخذوا عليهم العهود و المواثيق ليؤمننّ بمحمّد العربيّ الأُمّي المبعوث بمكّة، الذي يهاجر إلي المدينة....
( معاني الأخبار: 24، ح 4.
يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 539. )


الثالث - أثر أقدام الأنبياء وأساميهم(ع):
1 - الحضينيّ(ره): عن أبي الحسن عاصم الكوفيّ ...، قال:
دخلت علي أبي محمّد الحسن(ع) بالعسكر، فطرقت شيئاً ناعماً ... .
قال(ع): يا عليّ! تحبّ أن تري آثار أرجل النبيّين والمرسلين ...، الذين وطئوا هذا البساط، ومجالسهم عليه؟ قلت: نعم، يا مولاي! فرأيت مواضع أقدامهم وجلوسهم علي البساط مصوّرة.
فقال: هذا أثر قدم آدم وموضع جلوسه، وهذا موضع قدم قابيل إلّا أنّه لعن حيث قتل أخاه هابيل، وهذا أثر شيث، وهذا أثر أنوش، وهذا أثر قينان، وهذا أثر مهلائيل، وهذا أثر يازد، وهذا أثر أخنوخ وهو إدريس، وهذا أثر المتوشلخ.
وهذا أثر لمك، وهذا أثر نوح، وهذا أثر سام وهذا أثر أرفخشد، وهذا أثر يعرب، وهذا أثر هود، وهذا أثر صالح، وهذا أثر لقمان، وهذا أثر لوط، وهذا أثر إبراهيم، وهذا أثر إسماعيل، وهذا أثر إلياس، وهذا أثر قصيّ، وهذا أثر إسحاق، وهذا أثر يعقوب وهو إسرائيل.
وهذا أثر يوسف، وهذا أثر شعيب، وهذا أثر موسي، وهذا أثر هارون، وهذا أثر يوشع، وهذا أثر كولب، وهذا أثر حزقيل، وهذا أثر سمويلا، وهذا أثر طالوت، وهذا أثر داود، وهذا أثر سليمان، وهذا أثر آصف، وهذا أثر أيّوب، وهذا أثر يونس، وهذا أثر اشعياء، وهذا أثر اليسع، وهذا أثر الخضر، وهذا أثر زكريّا، وهذا أثر يحيي، وهذا أثر عيسي، وهذا أثر شمعون، وهذا أثر دانيال، وهذا أثر الإسكندر، وهذا أثر أردشير، وهذا أثر سابور، وهذا أثر لؤي، وهذا أثر مرّة، وهذا أثر كلاب، وهذا أثر قصيّ، وهذا أثر عبد مناف، وهذا أثر هاشم، وهذا أثر عبد المطّلب، وهذا أثر عبد اللّه.
وهذا أثر السيّد محمّد، [صلوات اللّه عليه وعليهم أجمعين ]....
( الهداية الكبري: 335، س 18.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 297. )


الرابع - تأثير عظم النبيّ في نزول المطر:
1 - ابن الصبّاغ: قال أبو هاشم: ثمّ لم تظلّ مدّة أبي محمّد الحسن(ع) في الحبس إلي أن قحط الناس بسرّ من رأي قحطاً شديداً.
فأمر الخليفة المعتمد علي اللّه ابن المتوكّل ... الجاثليق والرهبان أن يخرجوا أيضاً في اليوم الثالث علي جاري عادتهم، وأن يخرجوا الناس.
فخرج النصاري، وخرج لهم أبو محمّد الحسن ومعه خلق كثير، فوقف النصاري علي جاري عادتهم يستسقون إلّا ذلك الراهب مدّ يديه رافعاً لهما إلي السماء، ورفعت النصاري والرهبان أيديهم علي جاري عادتهم، فغيمت السماء في الوقت، ونزل المطر.
فأمر أبو محمّد الحسن القبض علي يد الراهب، وأخذ ما فيها فإذا بين أصابعها عظم آدميّ، فأخذه أبو محمّد الحسن ولفّه في خرقة، وقال: استسق!
فانكشف السحاب وانقشع الغيم وطلعت الشمس، فعجب الناس من ذلك وقال الخليفة: ما هذا يا أبا محمّد!؟
فقال: عظم نبيّ من أنبياء اللّه عزّ وجلّ ظفر به هؤلاء من بعض فنون الأنبياء، وما كشف نبيّ عن عظم تحت السماء إلّا هطلت بالمطر، واستحسنوا ذلك، فامتحنوه، فوجدوه كما قال....
( الفصول المهمّة: 287، س 8. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 464. )

الخامس - توسّل الأنبياء بمحمّد وآله(ع) :
1 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(ع): قال الإمام(ع): ... فلمّااستحرّ القتل فيهم [ أي في بني إسرائيل ]، وهم ستّمائة ألف إلّا اثني عشر ألفاً الذين لم يعبدوا العجل، وفّق اللّه بعضهم، فقال لبعضهم والقتل لم يفض بعد إليهم.
فقال: أوليس اللّه قد جعل التوسّل بمحمّد وآله الطيّبين أمراً لا يخيب معه طلبة، ولا يردّ به مسألة، وهكذا توسّلت الأنبياء والرسل، فما لنا لانتوسّل [بهم ]؟!....
( التفسير: 254، ح 124.
يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 566. )


السادس - أنّهم يغترفون من أنوار الأئمّة(ع):
1 - رجب البرسيّ(ره): وجد بخطّه(ع) ...، ونحن منار الهدي، والعروة الوثقي، والأنبياء كانوا يغترفون من أنوارنا ويقتفون آثارنا ... .
وهذا بخطّ الحسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسي بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب(ع).
( مشارق أنوار اليقين: 48، س 24.
يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 855. )


السابع - اصطفاء بعض الأنبياء(ع) بعد العهد:
1 - الشهيد الأوّل(ره): وجد مكتوباً بخطّه(ع)، هذا الكتاب:...
والكليم ألبس حلّة الإصطفاء لمّا عهدنا منه الوفاء، وروح القدس في جنان الصاقورة ذاق من حدائقنا الباكورة ....
( الصاقورة: اسم السماء الثالثة. لسان العرب: 467/4 ( صقر). )
( الدرّة الباهرة: 44، س 16. يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 854. )

الثامن - سجود أولاد يعقوب(ع) تعظيماً لمحمّد وعليّ(ع) وحطّة لذنوبهم:
1 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(ع): قال الإمام(ع):
قال اللّه تعالي:... (وَادْخُلُواْ الْبَابَ ) باب القرية (سُجَّدًا ).
مثّل اللّه تعالي علي الباب مثال محمّد(ص) وعليّ(ع)، وأمرهم أن يسجدوا تعظيماً لذلك المثال، ويجدّدوا علي أنفسهم بيعتهما، وذكر موالاتهما، وليذكروا العهد والميثاق المأخوذين عليهم لهما.
(وَقُولُواْ حِطَّةٌ )؛ أي قولوا: إنّ سجودنا للّه تعالي تعظيماً لمثال محمّد وعليّ، واعتقادنا لولايتهما حطّة لذنوبنا، ومحو لسيّئاتنا....
( التفسير: 259، ح 127.
يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 569. )


التاسع - النهي عن قتل الأنبياء والأمر بالإيمان بمحمّد رسول اللّه(ع)،
في التوراة:
1 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(ع): قال الإمام(ع): ...
(ليس في التوراة الأمر) بقتل الأنبياء، فإذا كنتم تقتلون الأنبياء فما آمنتم بما أُنزل عليكم من التوراة لأنّ فيها تحريم قتل الأنبياء.
وكذلك إذا لم تؤمنوا بمحمّد، وبما أُنزل عليه وهو القرآن - وفيه الأمر بالإيمان به- فأنتم ما آمنتم بعد بالتوراة.
( التفسير: 403، ح 275.
يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 589. )


العاشر - أنّ سنن الأنبياء(ع) بالتعمير والغيبة:
1 - الشيخ الصدوق(ره): ... الحسن بن محمّد بن صالح البزّاز، قال:
سمعت الحسن بن عليّ العسكريّ(ع) يقول: ... سنن الأنبياء(ع) بالتعمير والغيبة....
( إكمال الدين وإتمام النعمة: 524، ح 4.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 505. )


الحادي غ عشر - نوم الأنبياء(ع):
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(ره): ... عن أحمد بن إسحاق، قال:
دخلت علي أبي محمّد(ع)...، فقلت: يا سيّدي! روي لنا عن آبائك: أنّ نوم الأنبياء علي أقفيتهم، ونوم المؤمنين علي أيمانهم، ونوم المنافقين علي شمائلهم، ونوم الشياطين علي وجوههم.
فقال(ع): كذلك هو ....
( الكافي: 513/1، ح 27.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 304. )



(ج) - ما ورد عنه(ع) في بعض الأنبياء السلف(ع)
وفيه ثمانية عشر أمراً

الأوّل - أنّ الخضر(ع) حيّ حتّي النفخ في الصور:
1 - الراونديّ(ره): وقال الحسن بن عليّ العسكريّ(ع): ...
إنّ الخضر شرب من ماء الحياة، فهو حيّ لا يموت حتّي ينفخ في الصور، وإنّه ليحضر الموسم كلّ سنة، ويقف بعرفة، فيؤمّن علي دعاء المؤمنين.
وسيؤنس اللّه به وحشة قائمنا في غيبته، ويصل به وحدته.
فله البقاء في الدنيا مع الغيبة عن الأبصار....
( الخرائج والجرائح: 1174/3، ح 68.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 510 )


الثاني - طول غيبة الخضر وذي غ القرنين(ع):
1 - الشيخ الصدوق(ره): ... أحمد بن إسحاق بن سعد الأشعريّ، قال:
دخلت علي أبي محمّد الحسن بن عليّ(ع)، وأنا أريد أن أسأله عن الخلف من بعده، فقال لي: ... يا أحمد بن إسحاق! مثله [ أي المهديّ(ع)] في هذه الأُمّة مثل الخضر(ع)، ومثله مثل ذي القرنين ... .
فقلت له: يا ابن رسول اللّه! لقد عظم سروري بما مننت به عليّ، فماالسنّة الجارية فيه من الخضر وذي القرنين؟
فقال: طول الغيبة يا أحمد!....
( إكمال الدين وإتمام النعمة: 384، ح 1.
يأتي الحديث بتمامه في رقم 504. )


الثالث - علّة تسمية ذي غ القرنين وبناء المسجد:
1 - الراونديّ(ره): وقال الحسن بن عليّ العسكريّ(ع):...
رأي [ذو القرنين ] في المنام كأنّه دنا من الشمس حتّي أخذ بقرنها في شرقها وغربها، فلمّا قصّ رؤياه علي قومه عزّ فيهم، وسمّوه ذا القرنين، فدعاهم إلي اللّه، فأسلموا.
ثمّ أمرهم أن يبنوا له مسجداً، فأجابوه إليه، فأمر أن يجعلوا طوله أربعمائة ذراع، وعرضه مائتي ذراع، وعرض حائطه اثنين وعشرين ذراعاً، وعلوّه إلي السماء مائة ذراع.
فقالوا: كيف لك بخشب يبلغ ما بين الحائطين؟
فقال: إذا فرغتم من بنيان الحائطين، فاكبسوا بالتراب حتّي يستوي مع حيطان المسجد، وإذا فرغتم من ذلك، أخذتم من الذهب والفضّة علي قدره، ثمّ قطعتموه مثل قلامة الأظفار، ثمّ خلطتموه مع ذلك الكبس، وعملتم له خشباً من نحاس وصفائح من نحاس، تذوّبون ذلك، وأنتم متمكّنون من العمل كيف شئتم علي أرض مستوية.
فإذا فرغتم من ذلك، دعوتم المساكين لنقل ذلك التراب، فيسارعون فيه من أجل ما فيه من الذهب والفضّة، فبنوا المسجد، وأخرج المساكين ذلك التراب، وقد استقلّ السقف بما فيه، واستغني المساكين، فجنّدهم أربعة أجناد، في كلّ جند عشرة آلاف، ونشرهم في البلاد.
( الخرائج والجرائح: 1174/3، ح 68. يأتي الحديث بتمامه في رقم 510. )

الرابع - أحوال يعقوب ويوسف(ع):
1 - الراونديّ(ره): ... عن داود بن القاسم الجعفريّ، قال: سأل أبامحمّد(ع) عن قوله تعالي: (إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ و مِن قَبْلُ ) رجل من أهل قمّ، وأنا عنده حاضر؟
فقال أبو محمّد العسكريّ(ع): ما سرق يوسف، إنّما كان ليعقوب(ع) منطقة ورثها من إبراهيم(ع)، وكانت تلك المنطقة لا يسرقها أحد إلّااستعبد، وكانت إذا سرقها إنسان نزل جبرئيل(ع) وأخبره بذلك فأخذت منه وأخذ عبداً، وإنّ المنطقة كانت عند سارة بنت إسحاق بن إبراهيم، وكانت سميّة أُمّ إسحاق.
وإنّ سارة هذه أحبّت يوسف، وأرادت أن تتّخذه ولداً لنفسها، وإنّها أخذت المنطقة فربطتها علي وسطه، ثمّ سدلت عليه سرباله، ثمّ قالت ليعقوب: إنّ المنطقة قدسرقت.
فأتاه جبرئيل(ع) فقال: يا يعقوب! إنّ المنطقة مع يوسف، ولم يخبره بخبر ماصنعت سارة لما أراد اللّه.
فقام يعقوب إلي يوسف ففتّشه - وهو يومئذ غلام يافع - واستخرج المنطقة، فقالت سارة ابنة إسحاق: منّي سرقها يوسف فأنا أحقّ به.
فقال لها يعقوب: فإنّه عبدك علي أن لا تبيعيه ولا تهبيه.
قالت: فأنا أقبله علي ألاّ تأخذه منّي وأعتقه الساعة. فأعطاها إيّاه فأعتقته.
فلذلك قال اخوة يوسف: (إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ و مِن قَبْلُ ).
قال أبو هاشم: فجعلت أجيل هذا في نفسي وأفكّر فيه، وأتعجّب من هذا الأمر مع قرب يعقوب من يوسف، وحزن يعقوب عليه حتّي ابيضّت عيناه من الحزن والمسافة قريبة.
فأقبل عليّ أبو محمّد(ع) فقال: يا أبا هاشم! تعوّذ باللّه ممّا جري في نفسك من ذلك، فإنّ اللّه تعالي لو شاء أن يرفع الستائر بين يعقوب ويوسف حتّي كانا يتراءيان فعل، ولكن له أجل هو بالغه، ومعلوم ينتهي إليه كلّ ماكان من ذلك، فالخيار من اللّه لأوليائه.
( الخرائج والجرائح: 738/2، ح 53. يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 615. )

الخامس - شقّ يعقوب جيبه علي يوسف(ع):
1 - الحضينيّ(ره): حدّثني أبو الحسين بن يحيي الخرقيّ ...، وعبدالحميد بن محمّد السراج جميعاً في مجالس شتّي، أنّهم حضروا وقت وفاة أبي الحسن ابن محمّد بن عليّ بن موسي بن جعفر الصادق صلوات اللّه عليهم، بسرّ من رأي...، خرج أبو محمّد(ع) حافي القدم ...، مشقوق الجيب ...، وسمعنا الناس يقولون: هكذا كنّا نحن جميعاً نعلم ما عند سيّدنا أبي محمّد الحسن من شقّ جيبه، قالوا جميعاً: فخرج توقيع منه(ع): ... أمّا بعد، من شقّ جيبه علي الذرّيّة يعقوب علي يوسف حزناً، قال: (يَأَسَفَي عَلَي يُوسُفَ )، فإنّه قدّ جيبه فشقّه.
( الهداية الكبري: 248، س 15. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 444. )

السادس - أنّ يوسف(ع) شكا إلي ربّه السجن:
1 - ابن حمزة الطوسيّ(ره): عن ابن الفرات، قال: ... كتب(ع) إليّ: أنّ يوسف(ع) شكا إلي ربّه السجن، فأوحي اللّه إليه: أنت اخترت لنفسك ذلك، حيث قلت: (رَبِ ّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ )، ولو سألتني أن أُعافيك لعافيتك ....
( الثاقب في المناقب: 568، ح 512. يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 721. )

السابع - خفاء ولادة موسي(ع)
1 - الشيخ الصدوق(ره): ... محمّد بن عبد اللّه الطهويّ، قال: قصدت حكيمة بنت محمّد(ع) ... فقالت لي: اجلس! فجلست، ثمّ قالت: ...
فقال [ أبو محمّد الحسن العسكريّ ](ع): ياعمّتا! بيّتي الليلة عندنا، فإنّه سيولد الليلة المولود الكريم...، ثمّ قال لي: إذا كان وقت الفجر يظهر لك بها [أي نرجس ] الحبل، مثلها مثل أُمّ موسي(ع)، لم يظهر بها الحبل، ولم يعلم بها أحد إلي وقت ولادتها، لأنّ فرعون كان يشقّ بطون الحبالي في طلب موسي(ع)، وهذا نظير موسي(ع)....
( إكمال الدين وإتمام النعمة: 426، ح 2.
تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 71. )


الثامن - هداية اللّه تعالي موسي وهارون إلي نبوّة محمّد وعترته(ع):
1 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(ع): قال الإمام(ع):
قال [ اللّه تعالي ]: (اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ ) أن بعثت موسي وهارون إلي أسلافكم بالنبوّة، فهديناهم إلي نبوّة محمّد(ص) ووصيّة [عليّ ] وإمامة عترته الطيّبين....
( التفسير: 240، ح 118.
يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 560. )


التاسع - شقّ موسي ثيابه علي هارون(ع):
1 - المسعوديّ(ره): حدّثنا جماعة، كلّ واحد منهم يحكي ...
فوقّع [ أبو محمّد الحسن العسكريّ(ع)]: ... قد شقّ موسي [ثيابه ] علي هرون(ع)....
( إثبات الوصيّة: 243، س 1.
تقدّم الحديث بتمامه في رقم 445. )

2 - أبو عمرو الكشّيّ(ره): ... إبراهيم بن الخضيب الأنباريّ، قال: كتب أبوعون الأبرش قرابة نجاح بن سلمة إلي أبي محمّد(ع): إنّ الناس قداستوحشوا من شقّك ثوبك علي أبي الحسن(ع)!
فقال: ... قد شقّ موسي علي هارون(ع) ....
( رجال الكشّيّ: 572، ح 1084، و1085.
يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 726. )


العاشر - أنّ سليمان(ع) عرّف وصيّه لأُمّته:
1 - الجزائريّ(ره): في تفسير العيّاشيّ عن الحسن العسكريّ(ع): إنّه سئل أكان سليمان(ع) محتاجاً إلي علم آصف بن برخيا، يعني حتّي أحضرله عرش بلقيس 1ظ عرش بلقيس، 4؟
فقال(ع): إنّ سليمان لم يعجز عن معرفة ما عرفه آصف، لكنّه صلوات اللّه عليه أحبّ أن يعرّف أُمّته من الجنّ والإنس أنّه الحجّة من بعده، وذلك من علم سليمان أودعه آصف بأمر اللّه، ففهّمه اللّه ذلك لئلّايختلف في إمامته ودلالته كما فهم سليمان(ع) في حياة داود(ع)، لتعرّف إمامته ونبوّته من بعده لتأكيد الحجّة علي الخلق.
( قصص الأنبياء«عليهم السلام»: 379 س 14، ولم نعثر عليه في التفسير وغيره. )

الحادي غ عشر - أحوال سليمان(ع) وتواضعه مع هدهد:
1 - الجزائريّ(ره):...أنّ سليمان لمّا سار من مكّة ونزل باليمن، قال الهدهد: إنّ سليمان(ع) قد اشتغل بالنزول... فرأي بستاناً لبلقيس فمال إلي الخضرة، فوقع فيه فإذا هو بهدهد، فهبط عليه، وكان اسم هدهد سليمان(ع) يعفور واسم هدهد اليمن عنقير، فقال عنقير ليعقور: من أين أقبلت؟ وأين تريد؟
قال: أقبلت من الشام مع صاحبي سليمان بن داود(ع)، وقال: ومن سليمان ابن داود؟
قال: ملك الجنّ والإنس والطير والوحوش والشياطين والرياح، فمن أين أنت؟ قال: أنا من هذه البلاد، قال: ومن ملكها؟
قال: امرأة، يقال لها: بلقيس، وإنّ لصاحبكم سليمان ملكاً عظيماً، وليس ملك بلقيس دونه، فإنّها ملكة اليمن، وتحت يدها اثني عشر ألف قاعد، فهل أنت منطلق معي حتّي تنظر إلي ملكها؟
قال: أخاف أن يتفقّدني سليمان في وقت الصلاة إذا احتاج إلي الماء، قال الهدهد اليمانيّ: إنّ صاحبك ليسرّه أن تأتيه بخبر هذه الملكة، فانطلق معه ونظر إلي بلقيس وملكها، وما رجع إلي سليمان إلّا وقت العصر.
فلمّا طلبه سليمان، فلم يجده دعا عريف الطيور وهو النسر، فسأله عنه؟
فقال: ما أدري أين هو، وما أرسلته مكاناً، ثمّ دعا بالعقاب، فقال: عليّ بالهدهد، فارتفع فإذا هو بالهدهد مقبلاً، فانقضّ نحوه فناشده الهدهد: بحقّ اللّه الذي قوّاك، وغلبك عليّ إلا ّ ما رحمتني ولم تعرّض لي بسوء.
فولّي عنه العقاب، وقال له: ويلك! ثكلتك أُمّك، إنّ نبيّ اللّه حلف أن يعذّبك أو يذبحك، ثمّ طارا متوجّهين إلي سليمان(ع)، فلمّا انتهي إلي المعسكر تلقّته النسر والطير، فقالوا: توعّدك نبيّ اللّه، فقال الهدهد: أو ما استثني نبيّ اللّه؟
فقالوا: بلي، أو لتأتينّي بسلطان مبين.
فلمّا أتيا سليمان(ع) وهو قاعد علي كرسيّه، قال العقاب: قد أتيتك به يانبيّ اللّه! فلمّا قرب الهدهد منه رفع رأسه وأرخي ذنبه وجناحيه يجرّهما علي الأرض تواضعاً لسليمان(ع)، فأخذ برأسه فمدّه إليه، فقال: أين كنت؟
فقال: يا نبيّ اللّه! اذكر وقوفك بين يدي اللّه تعالي، فارتعد سليمان(ع) وعفي عنه.
( قصص الأنبياء«عليهم السلام»: 379، س 20.
يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 620. )


الثاني عشر - قضاء داود(ع):
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(ره): ... الحسن بن ظريف، قال: اختلج في صدري مسألتان أردت الكتاب فيهما إلي أبي محمّد(ع) ... .
فجاء الجواب: سألت عن القائم فإذا قام قضي بين الناس بعلمه كقضاء داود(ع) لايسأل البيّنة ....
( الكافي: 509/1، ح 13.
يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 746. )


الثالث عشر - أحوال مريم(سلام اللّه عليه):
1 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(ع): قال [ الإمام(ع)]: ...
وقال في قصّة يحيي، وزكريّا: (هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ و قَالَ رَبِ ّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَآء ) يعني لمّا رأي زكريّا عند مريم فاكهة الشتاء في الصيف، وفاكهة الصيف في الشتاء.
وقال لها: (يَمَرْيَمُ أَنَّي لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ).
وأيقن زكريّا أنّه من عند اللّه إذ كان لا يدخل عليها أحد غيره.
قال عند ذلك في نفسه: إنّ الذي يقدر أن يأتي مريم بفاكهة الشتاء في الصيف، وفاكهة الصيف في الشتاء لقادر أن يهب لي ولداً، وإن كنت شيخاً، وكانت امرأتي عاقراً، فهنالك دعا زكريّا ربّه، فقال: (رَبِ ّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَآء ).
قال اللّه عزّ وجلّ: (فَنَادَتْهُ الْمَلَل-ِكَةُ ) يعني نادت زكريّا؛ (وَهُوَ قَآلِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَي مُصَدِّقَام بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ ).
قال: مصدّقاً يصدّق يحيي بعيسي(ع)، (وَسَيِّدًا ) يعني رئيساً في طاعةاللّه علي أهل طاعته، (وَحَصُورًا ) وهو الذي لا يأتي النساء (وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّلِحِينَ ).
وقال(ع): وكان أوّل تصديق يحيي بعيسي(ع) أنّ زكريّا كان لا يصعد إلي مريم في تلك الصومعة غيره يصعد إليها بسلّم، فإذا نزل أقفل عليها، ثمّ فتح لها من فوق الباب كوّة صغيرة يدخل عليها منها الريح.
فلمّا وجد مريم قد حبلت ساءه ذلك، وقال في نفسه: ما كان يصعد إلي هذه أحد غيري، وقد حبلت، الآن أفتضح في بني إسرائيل، لا يشكّون أنّي أحبلتها، فجاء إلي امرأته فقال لها ذلك.
فقالت: يا زكريّا! لا تخف فإنّ اللّه لا يصنع بك إلّا خيراً، وائتني بمريم أنظر إليها وأسألها عن حالها، فجاء بها زكريّا إلي امرأته، فكفي اللّه مريم مؤونة الجواب عن السؤال.
ولمّا دخلت إلي أختها - هي الكبري ومريم الصغري - لم تقم إليها امرأة زكريّا فأذن اللّه ليحيي، وهو في بطن أُمّه، فنخس بيده - في بطنها- وأزعجها، ونادي أُمّه تدخل إليك سيّدة نساء العالمين مشتملة علي سيّد رجال العالمين، فلا تقومين إليها، فانزعجت وقامت إليها وسجد يحيي، وهو في بطن أُمّه لعيسي بن مريم....
( التفسير: 658، س 4، ضمن ح 374.
يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 613. )


الرابع عشر - مدّة حمل عيسي ويحيي(ع):
1 - أبو جعفر الطبريّ(ره): قال أبو محمّد الحسن بن عليّ الثاني(ع):...
لم يولد مولود لستّة أشهر غير الحسين، وعيسي بن مريم.
وقيل: يحيي بن زكريّا.
( دلائل الإمامة: 177، س 3.
يأتي الحديث بتمامة في رقم 480. )


الخامس عشر - لعن عيسي(ع) من كذّبه فصار قردة:
1 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(ع): قال الإمام(ع): ...
ثمّ قال [ اللّه عزّ وجلّ ]: (فَبَآءُو بِغَضَبٍ عَلَي غَضَبٍ ) ...، والغضب الأوّل حين كذّبوا بعيسي بن مريم ...، جعلهم قردة خاسئين، ولعنهم علي لسان عيسي(ع)....
( التفسير: 401، ح 272.
يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 588. )


السادس عشر - أحوال زكريّا ويحيي وعيسي(ع):
1 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(ع): قال [ الإمام(ع)]: ...
وأمّا الحسن والحسين فسيّدا شباب أهل الجنّة إلّا ما كان من ابني الخالة عيسي ويحيي بن زكريّا(ع)، فإنّ اللّه تعالي ما ألحق صبياناً برجال كاملي العقول إلّا هؤلاء الأربعة عيسي بن مريم، ويحيي بن زكريّا، والحسن، والحسين(ع).
أمّا عيسي فإنّ اللّه تعالي حكي قصّته، وقال: (فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُواْ كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ).
قال اللّه عزّ وجلّ حاكياً عن عيسي(ع): (قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ ءَاتَل-نِيَ الْكِتَبَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ) الآية.
وقال في قصّة يحيي: (يَزَكَرِيَّآ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَمٍ اسْمُهُ و يَحْيَي لَمْ نَجْعَل لَّهُ و مِن قَبْلُ سَمِيًّا ).
قال: لم نخلق أحداً قبله اسمه يحيي، فحكي اللّه قصّته إلي قوله (يَيَحْيَي خُذِ الْكِتَبَ بِقُوَّةٍ وَءَاتَيْنَهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ).
قال: ومن ذلك الحكم أنّه كان صبيّاً، فقال له الصبيان: هلمّ نلعب؟
فقال: أوّه! واللّه! ما للعب خلقنا، وإنّما خلقنا للجدّ لأمر عظيم.
ثمّ قال: (وَحَنَانًا مِّن لَّدُنَّا ) يعني تحنّناً، ورحمة علي والديه، وسائر عبادنا، (وَزَكَوةً ) يعني طهارة لمن آمن به وصدّقه، (وَكَانَ تَقِيًّا ) يتّقي الشرور والمعاصي، (وَبَرَّم ا بِوَلِدَيْهِ ) محسناً إليهما، مطيعاً لهما.
(وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا ) يقتل علي الغضب، ويضرب علي الغضب.
لكنّه ما من عبد عبد اللّه عزّ وجلّ إلّا وقد أخطأ أو همّ بخطأ ماخلا يحيي بن زكريّا، فإنّه لم يذنب ولم يهمّ بذنب....
وقال: وكان أوّل تصديق يحيي بعيسي(ع) أنّ زكريّا كان لا يصعد إلي مريم في تلك الصومعة غيره يصعد إليها بسلّم، فإذا نزل أقفل عليها، ثمّ فتح لها من فوق الباب كوّة صغيرة يدخل عليها منها الريح.
فلمّا وجد مريم قد حبلت ساءه ذلك، وقال في نفسه: ما كان يصعد إلي هذه أحد غيري، وقد حبلت، الآن أفتضح في بني إسرائيل، لا يشكّون أنّي أحبلتها، فجاء إلي امرأته فقال لها ذلك.
فقالت: يا زكريّا! لا تخف، فإنّ اللّه لا يصنع بك إلّا خيراً، وائتني بمريم أنظر إليها، وأسألها عن حالها.
فجاء بها زكريّا إلي امرأته، فكفي اللّه مريم مؤونة الجواب عن السؤال، ولمّا دخلت إلي أختها - وهي الكبري، ومريم الصغري - لم تقم إليها امرأة زكريّا فأذن اللّه ليحيي، وهو في بطن أُمّه فنخس بيده - في بطنها - وأزعجها ونادي أُمّه: تدخل إليك سيّدة نساء العالمين مشتملة علي سيّد رجال العالمين، فلا تقومين إليها، فانزعجت وقامت إليها وسجد يحيي، وهو في بطن أُمّه لعيسي بن مريم، فذلك أوّل تصديقه له، فذلك قول رسول اللّه(ص) في الحسن، وفي الحسين(ع): إنّهما سيّدا شباب أهل الجنّة إلّا ما كان من ابني الخالة عيسي ويحيي.
ثمّ قال رسول اللّه(ص): هؤلاء الأربعة عيسي ويحيي والحسن والحسين، وهب اللّه لهم الحكم، وأبانهم بالصدق من الكاذبين، فجعلهم من أفضل الصادقين في زمانهم، وألحقهم بالرجال الفاضلين البالغين....
( التفسير: 658، س 4، ضمن ح 374.
يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 613. )


السابع عشر - قتل زكريّا ويحيي(ع):
1 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(ع): قال الإمام(ع): ... ثمّ وجّه اللّه العذل نحو اليهود - المذكورين - في قوله تعالي: (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم)
(أَفَكُلَّمَا جَآءَكُمْ رَسُولُ م بِمَا لَاتَهْوَي أَنفُسُكُمُ ) ...، فلهذا (اسْتَكْبَرْتُمْ ) كما استكبر أوائلكم حتّي قتلوا زكريّا ويحيي....
( التفسير: 371، ح 260 - 264. يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 585. )

الثامن عشر - مدفن خالد بن سنان النبيّ(ع):
1 - الجزائريّ(ره): قال السيوطيّ نقلاً عن العسكريّ(ع) في ذكر أقسام النار: نار الحرّتين كانت في بلاد عبس تخرج من الأرض فتؤذي من مرّ بها، وهي التي دفنها خالد بن سنان النبيّ(ع).
( قصص الأنبياء«عليهم السلام»: 453، س 8. عنه البحار: 448/14، ح 1.