الباب العاشر: ما راه عليه‏السلام عن آبائه عليهم‏السلام أو غيرهم

وفيه فصول

 

الفصل الأوّل ـ ما رواه عليه‏السلام من الأحاديث القدسيّة

الفصل الثاني ـ ما رواه عليه‏السلام عن الملائكة

الفصل الثالث ـ ما رواه عليه‏السلام عن الأنبياء عليهم‏السلام

الفصل الرابع ـ ما رواه عليه‏السلام عن الأئمّة عليهم‏السلام

الفصل الخامس ـ ما رواه عليه‏السلام عن غيرهم

 

 

 

 

 

 

 

الباب العاشر: ما راه عليه‏السلام عن آبائه عليهم‏السلام أو غيرهم

وهو يشتمل على خمسة فصول

 

الفصل الأوّل ـ ما رواه عليه‏السلام من الأحاديث القدسيّة

1 ـ الإمام العسكريّ عليه‏السلام: وقال موسى بن جعفر عليهماالسلام: من أعان محبّا لنا على
عدوّ لنا فقوّاه ...

بعثه اللّه تعالى يوم القيامة في أعلى منازل الجنان، ويقول: يا عبدي الكاسر
لأعدائي، الناصر لأوليائي، المصرّح بتفضيل محمّد خير أنبيائي، وبتشريف عليّ
أفضل أوليائي، وتناوي[1] إلى من ناواهما، وتسمّى بأسمائهما وأسماء خلفائهما،
وتلقّب بألقابهما، فيقول ذلك ويبلّغ اللّه جميع أهل العرصات.

فلا يبقى ملك ولا جبّار ولا شيطان إلاّ صلّى على هذا الكاسر لأعداء محمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم،
ولعن الذين كانوا يناصبونه في الدنيا من النواصب لمحمّد وعليّ
عليهماالسلام[2].


2 ـ الإمام العسكريّ عليه‏السلام: قال [الإمام ]موسى بن جعفر عليهماالسلام: إنّ رسول
اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلملمّا اعتذر هؤلاء [المنافقين إليه
]بما اعتذروا، تكرّم عليهم بأن قبل
ظواهرهم، ووكّل بواطنهم إلى ربّهم، لكن جبرئيل عليه‏السلام أتاه، فقال: يا محمّد! إنّ العليّ
الأعلى يقرأ عليك السلام ويقول: اخرج بهؤلاء المردة الذين اتّصل بك عنهم في
عليّ عليه‏السلام على نكثهم لبيعته وتوطينهم نفوسهم على مخالفتهم عليّا ليظهر من عجائب
ما أكرمه اللّه به من طواعية[3] الأرض والجبال والسماء له وسائر ما خلق اللّه - لما
أوقفه موقفك وأقامه مقامك -.

ليعلموا أنّ وليّ اللّه عليّا غنيّ عنهم، وأنّه لا يكفّ عنهم انتقامه منهم إلاّ بأمر اللّه الذي
له فيه وفيهم التدبير الذي هو بالغه، والحكمة التي هو عامل بها وممض لما يوجبها ...
[4].

3 ـ الإمام العسكريّ عليه‏السلام:  ...  وقال موسى بن جعفر عليهماالسلام: ...

[ لمّا] وجد [ رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم] في العزم على الخروج إلى تبوك، وعزم المنافقون
على اصطلام[5] مخلّفيهم إذا خرجوا.

فأوحى اللّه تعالى إليه: يا محمّد! إنّ العليّ الأعلى يقرأ عليك السلام، ويقول: إمّا
أن تخرج أنت ويقيم عليّ، وإمّا أن يخرج عليّ وتقيم أنت ... [6].

4 ـ الحسين بن سعيد الأهوازيّ رحمه‏الله: الحسن بن عليّ (الخزّاز)، (الوشّاء)، عن
أبي الحسن عليه‏السلام، قال: سمعته يقول: إنّ أيّوب النبيّ عليه‏السلام قال: يا ربّ! ما سألتك شيئا
من الدنيا قطّ وداخلني (وداخله) شيء.

فأقبلت إليه سحابة حتّى نادته: يا أيّوب! من وفّقك لذلك؟

قال: أنت يا ربّ[7].

5 ـ العيّاشيّ رحمه‏الله: عن الفضل بن موسى الكاتب، عن أبي الحسن موسى بن
جعفر عليهماالسلام، قال: إنّ إبراهيم صلوات اللّه عليه لمّا أسكن إسمعيل صلوات اللّه عليه
وهاجر مكّة، ودّعهما لينصرف عنهما بكيا، فقال لهما إبراهيم: ما يبكيكما، فقد
خلّفتكما في أحبّ الأرض إلى اللّه، وفي حرم اللّه؟

فقالت له هاجر: يا إبراهيم! ما كنت أرى أنّ نبيّا مثلك يفعل ما فعلت ...

قال أبو الحسن عليه‏السلام: فأوحى اللّه إلى إبراهيم أن اصعد أبا قبيس، فناد في الناس:
يا معشر الخلائق! إنّ اللّه يأمركم بحجّ هذا البيت الذي بمكّة محرّما من استطاع إليه
سبيلاً، فريضة من اللّه.

قال: فصعد إبراهيم أبا قبيس، فنادى في الناس بأعلى صوته: يا معشر
الخلائق!  إنّ اللّه يأمركم بحجّ هذا البيت الذي بمكّة محرّما من استطاع إليه سبيلا،ً
فريضة من  اللّه.

قال: فمدّ اللّه لإبراهيم في صوته حتّى أسمع به أهل المشرق والمغرب وما بينهما من
جميع ما قدر اللّه، وقضى في أصلاب الرجال من النُطف، وجميع ما قدر اللّه، وقضى
في أرحام النساء إلى يوم القيمة ... [8].


6 ـ العيّاشيّ رحمه‏الله: عن أبي بصير، عن أبي الحسن عليه‏السلام، قال: قال: يا أبا محمّد! إنّ
[ اللّه أوحى إلى الجبال: أنّي مهرق] سفينة نوح على جبل منكنّ في الطوفان،
فتطاولت وشمخت وتواضع جبل عندكم بالموصل، يقال له: الجوديّ ... [9].

(3514) 7 ـ الصفّار رحمه‏الله: حدّثنا أحمد بن محمّد، عن القاسم بن يحيى، عن الحسن بن
راشد، قال: سمعت أبا إبراهيم عليه‏السلام يقول: إنّ اللّه أوحى إلى محمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلمأنّه قد فنيت
أيّامك، وذهبت دنياك، واحتجت إلى لقاء ربّك، فرفع النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلميده إلى السماء
وقال: «اللّهمّ عدتك التي وعدتني، إنّك لا تخلف الميعاد».

فأوحى اللّه إليه: أن ائت أُحدا أنت ومن تثق به، فأعاد الدعاء، فأوحى اللّه إليه:
امض أنت وابن عمّك حتّى تأتي أُحدا، ثمّ لتصعد على ظهره، فاجعل القبلة في
ظهرك، ثمّ ادع وأحسّ الجبل بمجيئك، فإذا حسّك[10] فاعمد إلى جفرة منهنّ أنثى،
وهي تدعى الجفرة تجد قرينها[11] الطلوع وتشخب أوداجها دما، وهي التي لك، فمر
ابن عمّك ليقم إليها فيذبحها ويسلخها من قبل الرقبة ويقلّب داخلها فتجده مدبوغا،
وسأنزل عليك الروح وجبرئيل معه دواة وقلم ومداد، ليس هو من مداد الأرض
يبقى المداد ويبقى الجلد، لا يأكله الأرض، ولا يبليه التراب، لا يزداد كلّ ما ينشر إلاّ
جدّة غير أنّه يكون محفوظا مستورا، فيأتى وحى يعلّم ما كان وما يكون إليك وتمليه
على ابن عمّك وليكتب ويمدّ من تلك الدوات، فمضى صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم حتّى انتهى إلى الجبل،
ففعل ما أمره، فصادف ما وصف له ربّه، فلمّا ابتدأ في سلخ الجفرة نزل جبرئيل
والروح الأمين وعدّة من الملائكة، لا يحصي عددهم إلاّ اللّه، ومن حضر ذلك
المجلس، ثمّ وضع عليّ عليه‏السلام الجلد بين يديه وجاء به والدوات والمداد أخضر كهيئة
البقل وأشدّ خضرا وأنور.

ثمّ نزل الوحي على محمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلموجعل يملي على عليّ عليه‏السلام، ويكتب عليّ أنّه
يصف كلّ زمان وما فيه، وغمزه بالنظر، وخبّره بكلّ ما كان وما هو كائن إلى يوم
القيمة، وفسّر له أشياء لا يعلم تأويلها إلاّ اللّه والراسخون في العلم، فأخبره
بالكائنين من أولياء اللّه من ذرّيّته أبدا إلى يوم القيمة، وأخبره بكلّ عدوّ يكون لهم
في كلّ زمان من الأزمنة حتّى فهم ذلك وكتب، ثمّ أخبره بأمر يحدث عليه وعليهم
من بعده، فسأله عنها.

فقال: الصبر، الصبر، وأوصى الأولياء بالصبر، وأوصى إلى أشياعهم بالصبر
والتسليم حتّى يخرج الفرج، وأخبره بأشراط أوانه، وأشراط تولّده وعلامات
تكون في ملك بني هاشم.

فمن هذا الكتاب استخرجت أحاديث الملاحم كلّها أو صار الوصيّ إذا أفضى إليه
الأمر تكلّم بالعجب[12].

(3515) 8 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: محمّد بن يحيى، عن أحمد، عن أحمد
بن محمّد بن أبي نصر، عن درست، قال: سمعت أبا إبراهيم عليه‏السلاميقول: إذا مرض
المؤمن أوحى اللّه عزّ وجلّ إلى صاحب الشمال: لا تكتب على عبدي مادام في
حبسي ووثاقي ذنبا، ويوحى إلى صاحب اليمين: أن اكتب لعبدي ما كنت تكتبه في
صحّته من الحسنات[13].


(3516) 9 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد
بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن مبارك غلام شعيب، قال: سمعت أبا الحسن
موسى عليه‏السلام، يقول: إنّ اللّه عزّ وجلّ يقول: إنّي لم أغن الغنيّ لكرامة به عليّ، ولم أفقر
الفقير لهوان به عليّ، وهو ممّا ابتليت به الأغنياء بالفقراء، ولولا الفقراء لم يستوجب
الأغنياء الجنّة[14].

(3517) 10 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن
زياد، عن عليّ بن أسباط، عن ابن عرفة، عن أبي الحسن عليه‏السلام، قال: إنّ للّه عزّ وجلّ
في كلّ يوم وليلة مناديا ينادي: مهلاً مهلاً، عباد اللّه! عن معاصي اللّه، فلولا بهائم
رتّع، وصبية رضّع، وشيوخ ركّع لصبّ عليكم العذاب صبّا، ترضّون به رضّا[15].

(3518) 11 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ابن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن
الحجّاج، عن أبي عبد اللّه، أو أبي الحسن عليهماالسلام، قال: إنّ اللّه عزّ وجلّ ليعجب من
الرجل يموت ولده وهو يحمد اللّه، فيقول: يا ملائكتي! عبدي أخذت نفسه، وهو
يحمدني[16].


12 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ...  عن عليّ بن الحكم، رفعه إلى
أبي بصير، قال: دخلت على أبي الحسن موسى عليه‏السلام ...  [فقال:] إنّ نوحا عليه‏السلامكان في
السفينة، وكان فيها ما شاء اللّه، وكانت السفينة مأمورة، فطافت بالبيت، وهو طواف
النساء، وخلّي سبيلها نوح عليه‏السلام، فأوحى اللّه عزّ وجلّ إلى الجبال: أنّي واضع سفينة
نوح عبدي على جبل منكنّ، فتطاولت وشمخت وتواضع الجوديّ، وهو جبل
عندكم، فضربت السفينة بجؤجؤها الجبل ... [17].

13 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ...  عن عليّ بن أسباط، قال: لمّا ورد أبو
الحسن موسى عليه‏السلامعلى المهديّ رآه يردّ المظالم.

فقال: يا أمير المؤمنين! ما بال مظلمتنا لا تردّ؟

فقال له: وما ذاك يا أبا الحسن؟

قال: إنّ اللّه تبارك وتعالى لمّا فتح على نبيّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم فدك، وما والاها لم يوجف
عليه بخيل ولا ركاب، فأنزل اللّه على نبيّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: «وَ ءَاتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُو» فلم
يدر رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم من هم، فراجع في ذلك جبرئيل، وراجع جبرئيل عليه‏السلامربّه،
فأوحى اللّه إليه: أن ادفع فدك إلى فاطمة عليهاالسلام.

فدعاها رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، فقال لها: يا فاطمة! إنّ اللّه أمرني أن أدفع إليك
فدك ... [18].

14 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ...  عليّ بن جعفر، قال: سمعت
أبا الحسن عليه‏السلام يقول: لمّا رأى رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم تيما وعديّا وبني أميّة يركبون
منبره، أفظعه ... أوحى إليه: يا محمّد ! إنّي أمرت فلم أطع، فلا تجزع أنت إذا أمرت
فلم تطع في وصيّك[19].

15 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ... عبد اللّه بن جندب ...  أنّ أبا الحسن
موسى بن جعفر عليهماالسلام أخبرني أ نّه  من دعا لأخيه بظهر الغيب نودي من العرش،
ولك مائة ألف ضعف مثله ... [20].

16 ـ ابن شعبة الحرّانيّ رحمه‏الله: وروي عن الإمام الكاظم عليه‏السلام ... يا هشام! قال
اللّه عزّ وجلّ: وعزّتي وجلالي وعظمتي وقدرتي وبهائي وعلوّي في مكاني لا يؤثر
عبد هواي على هواه إلاّ جعلت الغنى في نفسه، وهمّه في آخرته، وكففت عليه [ في]
ضيعته، وضمنت السموات والأرض رزقه، وكنت له من وراء تجارة كلّ تاجر ...

يا هشام! أوحى اللّه تعالى إلى داود عليه‏السلام: قل لعبادي: لا يجعلوا بيني وبينهم عالما
مفتونا بالدنيا فيصدّهم عن ذكري وعن طريق محبّتي ومناجاتي، أولئك قطّاع الطريق من
عبادي، إنّ أدنى ما أنا صانع بهم أن أنزع حلاوة محبّتي ومناجاتي من قلوبهم ...
[21].

(3519) 17 ـ ابن شعبة الحرّانيّ رحمه‏الله: وقال [موسى بن جعفر]  عليهماالسلام: ينادي مناد
يوم القيامة: ألا من كان له على اللّه أجر فليقم، فلا يقوم إلاّ من عفا وأصلح، فأجره
على اللّه[22].


18 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: ...  عبد الرحمن بن حمّاد، قال: سألت
أبا إبراهيم عليه‏السلام، عن الميّت ... ؟

قال عليه‏السلام ... إنّ للّه تبارك وتعالى ملكين خلاّقين فإذا أراد أن يخلق خلقا أمر
أولئك الخلاّقين، فأخذوا من التربة ... فعجنوها بالنطفة المسكّنة في الرحم، فإذا
عجنت النطفة بالتربة، قالا: يا ربّ! ما تخلق؟

قال: فيوحي اللّه تبارك وتعالى إليهما ما يريد من ذلك ذكرا أو أنثى، مؤمنا أو
كافرا، أسود أو أبيض، شقيّا أو سعيدا ... [23].

19 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: ...  عن سليمان بن جعفر، قال: سألت أبا الحسن عليه‏السلام

فقال عليه‏السلام: إنّ الناس إذا أحرموا ناداهم اللّه عزّ وجلّ، فقال: عبادي وإمائي
لأحرمنّكم على النار كما أحرمتم لي ... [24].

20 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: ...  إسحاق بن عمّار، قال: سألت أبا الحسن موسى
بن جعفر عليهماالسلام ...

فقال عليه‏السلام: ...  أنّه [يعني النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم] لمّا أسري به، وصار عند عرشه تبارك
وتعالى فتجلّى له عن وجهه حتّى رآه بعينه.

قال: يا محمّد! أدن من صاد فاغسل مساجدك وطهّرها وصلّ لربّك فدنا رسول
اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم إلى حيث أمره اللّه تبارك وتعالى فتوضّأ فأسبغ وضوءه، ثمّ استقبل
الجبّار تبارك وتعالى قائما، فأمره بافتتاح الصلاة، ففعل.

فقال: يا محمّد! إقرأ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَــلَمِينَ»
إلى آخرها، ففعل ذلك، ثمّ أمره أن يقرأ نسبة ربّه تبارك وتعالى «بِسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ
»، ثمّ أمسك عنه القول.

فقال رسول اللّه  صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ»، فقال: قل «لَمْ يَلِدْ
وَ لَمْ يُولَدْ * وَ لَمْ يَكُن لَّهُو كُفُوًا أَحَدُم
»، فأمسك عنه القول.

فقال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: كذلك اللّه ربّي، كذلك اللّه ربّي، كذلك اللّه ربّي، فلمّا قال ذلك.

قال: اركع يا محمّد! لربّك، فركع رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، فقال: له وهو راكع، قل:
«سبحان ربّي العظيم وبحمده»، ففعل ذلك ثلاثا.

ثمّ قال: ارفع رأسك يا محمّد! ففعل ذلك رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، فقام منتصبا بين يدي
اللّه عزّ وجلّ، فقال: اسجد يا محمّد! لربّك فخرّ رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلمساجدا، فقال: قل:
«سبحان ربّي الأعلى وبحمده»، ففعل ذلك رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلمثلاثا.

فقال له: استو جالسا يا محمّد! ففعل فلمّا استوى جالسا ذكر جلال ربّه جلّ
جلاله فخرّ رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم ساجدا من تلقاء نفسه لا لأمر أمره ربّه عزّ وجلّ
فسبّح أيضا ثلاثا.

فقال: انتصب قائما، ففعل فلم ير ما كان رأى من عظمة ربّه جلّ جلاله، فقال له:
اقرأ يا محمّد! وافعل كما فعلت في الركعة الأولى، ففعل ذلك رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلمثمّ
سجد سجدة واحدة، فلمّا رفع رأسه ذكر جلالة ربّه تبارك وتعالى الثانية فخرّ رسول
اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم ساجدا من تلقاء نفسه لا لأمر أمره ربّه عزّ وجلّ فسبّح أيضا.

ثمّ قال له: ارفع رأسك ثبّتك اللّه وأشهد أن لا إله إلاّ اللّه وأنّ محمّدا رسول اللّه
وأنّ الساعة آتية لا ريب فيها، وأنّ اللّه يبعث من في القبور «اللّهمّ صلّ على

محمّد وآل محمّد وارحم محمّدا وآل محمّد كما صلّيت وباركت وترحّمت
ومننت على إبراهيم وآل إبراهيم إنّك حميد مجيد.

اللّهمّ تقبّل شفاعته في أمّته، وارفع درجته».

ففعل، فقال: سلّم يا محمّد! استقبل، فاستقبل رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم ربّه تبارك
وتعالى وتقدّس وجهه مطرقا.

فقال: السلام عليك، فأجابه الجبّار جلّ جلاله.

فقال: وعليك السلام يا محمّد! بنعمتي قوّيتك على طاعتي وبعصمتي إيّاك اتّخذتك
نبيّا وحبيبا ... [25].

(3520) 21 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: حدّثنا أبي رضى‏الله‏عنه قال: حدّثنا محمّد بن يحيى
العطّار، عن المقري الخراسانيّ، عن عليّ بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر، عن
أبيه عليهم‏السلام، قال: أوحى اللّه عزّ وجلّ إلى موسى عليه‏السلام: يا موسى! لا تفرح بكثرة المال،
ولا تدع ذكري على كلّ حال، فإنّ كثرة المال تنسي الذنوب، وإنّ ترك ذكري يقسي
القلوب[26].

22 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: ...  عن الحسين بن خالد، قال: قلت لأبي الحسن
موسى بن جعفر عليهماالسلام: ...  [فقال:] وإنّ  نوحا عليه‏السلام لمّا ركب السفينة أوحى اللّه عزّ
وجلّ إليه: يا نوح! إن خفت الغرَق فهلّلني ألفا، ثمّ سلني النجاة، أنجك من الغرَق،

ومن آمن معك.

قال: فلمّا استوى نوح ومن معه في السفينة، و عصفت عليهم الريح، فلم يأمن نوح
من الغرق، فأعجلته الريح فلم يدرك أن يهلّل ألفا، فقال بالسريانيّة: «هلوليا ألفا
ألفا، يا ماريا أتقن»
، قال: فاستوى القلس، واستمرّت السفينة ...

وإنّ إبراهيم عليه‏السلام لمّا وضع في المنجنيق غضب جبرئيل عليه‏السلام، فأوحى اللّه
عزّ وجلّ إليه: يا جبرئيل! ما يغضبك؟

قال: يا ربّ إبراهيم خليلك، ليس على وجه الأرض أحد يعبدك غيره، سلّطت
عليه عدوّك و عدوّه.

فأوحى اللّه إليه اسكت، فإنّما يعجل العبد الذي هو مثلك يخاف الفوت. فأمّا أنا
فهو عبدي آخذه إذا شئت، قال: فطابت نفس جبرئيل، ثمّ التفت إلى إبراهيم عليه‏السلام،
فقال: هل لك من حاجة؟

فقال: أمّا إليك فلا، فأهبط اللّه عزّ وجلّ عندها خاتما فيه ستّة أحرف: «لا إله إلاّ
اللّه، محمّد رسول اللّه، لا حول ولا قوّة إلاّ باللّه، فوّضت أمري إلى اللّه،
أسندت ظهري إلى اللّه، حسبي اللّه».

قال: فأوحى اللّه عزّ وجلّ إليه بأن تختّم بهذا الخاتم، فإنّي أجعل النار عليك بردا
وسلاما[27].

23 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: ... عن أبي بصير، قال: سألت أباالحسن الماضي عليه‏السلام
عن بليّة أيّوب التي ابتلي بها في الدنيا، لأيّة علّة كانت؟

قال: لنعمة أنعم اللّه عليه بها في الدنيا، فأدّى شكرها، وكان في ذلك الزمان لا

يحجب إبليس دون العرش، فلمّا صعد أداء شكر نعمة أيّوب حسده إبليس، فقال: يا
ربّ! إنّ أيّوب لم يؤدّ إليك شكر هذه النعمة إلاّ بما أعطيته من الدنيا ولو حرمته دنياه
ما أدّى إليك شكر نعمة أبدا؟

قال: فقيل: إنّي قد سلّطتك على ماله وولده،

قال: فانحدر إبليس فلم يبق له مالاً ولا ولدا إلاّ أعطبه[28]، فلمّا رأى إبليس أنّه
لا يصل إلى شيء من أمره،

قال: ياربّ إنّ أيّوب يعلم أنّك ستردّ عليه دنياه التي أخذتها منه، فسلّطني على
بدنه.

قال: فقيل له: إنّي قد سلّطتك على بدنه ما خلا قلبه ولسانه وعينيه وسمعه. ... قال:
فعند ذلك ناجى أيّوب ربّه عزّ وجلّ، فقال: ربّ ابتليتني بهذا البليّة وأنت تعلم أنّه لم
يعرض لي أمران قطّ إلاّلزمت أخشنهما على بدني، ولم آكل أكلة قطّ إلاّ وعلى خواني
يتيم، فلو أنّ لي منك مقعد الخصم لأدليت[29] بحجّتي. قال: فعرضت له سحابة، فنطق
فيها ناطق فقال: يا أيّوب! أدل بحجّتك، قال: فشدّ عليه مئزره وجثا على ركبتيه،
فقال: ابتليتني بهذه البليّة وأنت تعلم أنّه لم يعرض لي أمران قطّ إلاّ لزمت أخشنهما
على بدني ولم آكل أكلة من طعام إلاّ وعلى خواني يتيم.

قال: فقيل له: يا أيّوب! من حبّب إليك الطاعة؟

قال: فأخذ كفّا من تراب فوضعه في فيه، ثمّ قال: أنت ياربّ![30].

24 ـ الراونديّ رحمه‏الله: ...  عن حنّان بن سدير، حدّثنا أبو الخطّاب، عن العبد

الصالح
عليه‏السلام، قال: إنّ اللّه تعالى أوحى إلى داود عليه‏السلام: أن استخلف سليمان على قومك.

فصعد المنبر، فحمد اللّه وأثنى عليه، ثمّ قال: إنّ اللّه أوحى إليّ أن أستخلف
سليمان عليكم ... [31].

(3521) 25 ـ ابن شهر آشوب  رحمه‏الله: أمالي أبي عبد اللّه النيسابوريّ، إنّه دخل
الكاظم على الصادق، والصادق على الباقر، والباقر على زين العابدين، وزين
العابدين على الشهيد، وكلّهم فرحون وقائلون: إنّه ناول النبيّ عليّا تفّاحة، فسقط
من يديه وصارت بنصفين، فخرج في وسطه مكتوب فيه: من الطالب الغالب إلى
عليّ بن أبي طالب[32].

26 ـ الطبرسيّ رحمه‏الله: وروي عن العالم عليه‏السلام أنّه قال: ... إنّ اللّه عزّ وجلّ ليؤخّر
إجابة المؤمن شوقا إلى دعائه، ويقول: صوت أحبّ أن أسمعه، ويعجّل إجابة
المنافق، ويقول: صوت أكره سماعه[33].

27 ـ العلاّمة المجلسيّ رحمه‏الله: ... الحسين بن أحمد بن عمر بن الصباح، قال:
حضرت مجلس الشيح أبي جعفر محمّد بن عثمان بن سعيد العمريّ قدّس اللّه روحه،
فقال بعضنا له: يا سيّدي ما بالنا نرى كثيرا من الناس يصدّقون شبّور اليهود على
من سرق منهم وهم ملعونون على لسان عيسى بن مريم ومحمّد رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم؟

فقال: لهذا علّتان ظاهرة وباطنة، ... وأمّا الباطنة فإنّا روّينا عن العالم عليه‏السلام أنّه

قال: إذا دعا المؤمن يقول اللّه عزّ وجلّ: صوت أحبّ أن أسمعه اقضوا حاجته
واجعلوها معلّقة بين السماء والأرض حتّى يكثر دعاؤه شوقا منّي إليه، وإذا دعا
الكافر يقول اللّه عزّ وجلّ: صوت أكره سماعه اقضوا حاجته وعجّلوها له حتّى لا
أسمع صوته، ويشتغل بما طلبه عن خشوعه.[34].


 


 

 

 

 

 

 

 

الفصل الثاني ـ ما رواه عليه‏السلام عن الملائكة

وفيه ثلاثة موضوعات

 

(أ) ـ ما رواه عليه‏السلام عن جبرئيل عليه‏السلام:

1 ـ الإمام العسكريّ عليه‏السلام: ...  قال موسى بن جعفر عليهماالسلام: ... وقال فيه
[ محمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم سيّد الأنام]: سلمان منّا أهل البيت، فقرنه بجبرئيل الذي قال له يوم
العباء [لمّا
]قال لرسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: وأنا منكم؟

فقال: وأنت منّا حتّى ارتقى جبرئيل إلى الملكوت الأعلى يفتخر على أهله [و]
يقول: من مثلي، بخّ بخّ، وأنا من أهل بيت محمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم ... [35].

2 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: ...  محمّد بن محمود بإسناده رفعه إلى موسى بن
جعفر عليهماالسلام، أنّه قال: لمّا دخلت على الرشيد سلّمت عليه، فردّ عليّ السلام ...
[فقلت: ] قد أجمعوا على أنّ جيرئيل عليه‏السلام قال يوم أحد: يا محمّد! إنّ هذه لهي

المواساة من عليّ.

قال: لأنّه منّي وأنا منه.

فقال جبرئيل: وأنا منكما يا رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم! ثمّ قال: لا سيف إلاّ ذو الفقار،
ولا فتى إلاّ عليّ ... [36].

 

(ب) ـ مارواه عليه‏السلام عن الملائك:

1 ـ الحسين بن سعيد الكوفيّ رحمه‏الله: عن أبي حمزة قال: سمعت العبد الصالح عليه‏السلام
يقول: من زار أخاه المؤمن ... وكّل اللّه به سبعين ألف ملك من حين يخرج من منزله
حتّى يعود إليه، ينادونه: ألا طبت وطابت لك الجنّة تبوّأت من الجنّة منزلاً[37].

2 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ... عن أبي المغرا، قال: سمعت
أبا الحسن عليه‏السلاميقول: ...  إنّ المؤمنين يلتقيان فيذكران اللّه، ثمّ يذكران فضلنا أهل
البيت، فلا يبقى على وجه إبليس مضغة لحم إلاّ تخدد حتّى أنّ روحه لتستغيث من
شدّة ما يجد من الألم، فتحسّ ملائكة السماء وخزّان الجنان، فيلعنونه حتّى لا يبقى
ملك مقرّب إلاّ لعنه فيقع خاسئا حسيرا مدحورا[38].

3 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ...  عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن بعض
أصحابه، عن أبي الحسن موسى عليه‏السلام، قال: يقال للمؤمن في قبره: من ربّك؟

قال: فيقول: اللّه، فيقال له: ما دينك؟


فيقول: الإسلام، فيقال له: من نبيّك؟

فيقول: محمّد، فيقال: من إمامك؟

فيقول: فلان، فيقال: كيف علمت بذلك؟

فيقول: أمر هداني اللّه له وثبّتني عليه، فيقال له: نم نومة لا حلم فيها نومة
العروس ... ويقال للكافر: من ربّك؟ فيقول: اللّه، فيقال: من نبيّك؟

فيقول: محمّد، فيقال: ما دينك؟

فيقول: الإسلام، فيقال: من أين علمت ذلك؟ ... [39].

4 ـ ابن إدريس الحلّيّ رحمه‏الله: عن أبي الحسن الأوّل عليه‏السلام، قال:

ملك ينادي في السماء «اللّهمّ تبارك في الخلاّلين، والمتخلّلين» ... [40].

 

(ج) ـ ما رواه عليه‏السلام عن الكتب السماويّة:

1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ...  عن عبد الحميد، عن أبي إبراهيم عليه‏السلام،
قال: ...  وقال مكتوب في التوراة: أنا اللّه قاتل القاتلين، ومفقر الزانين، أيّها الناس!
لا تزنوا فتزني نساؤكم، كما تدين تدان[41].


 


 

 

 

 

 

 

 

الفصل الثالث ـ ما رواه عليه‏السلام عن الأنبياء عليهم‏السلام

وفيه ثلاثة عشر موضوعا

 

(أ) ـ ما رواه عن آدم عليهماالسلام :

(3522) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: أبو عليّ الأشعريّ، عن محمّد بن عبد
الجبّار، عن عبيد اللّه الدهقان، عن درست، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي
الحسن عليه‏السلام، قال: كان ممّا أوصى به آدم عليه‏السلام إلى هبة اللّه ابنه: أن كل الزيتون، فإنّه
من شجرة مباركة[42].

(3523) 2 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبى
عبد اللّه، عن محمّد بن عيسى، عن الدهقان، عن درست، عن إبراهيم بن عبد
الحميد، عن أبي الحسن عليه‏السلام، قال: ممّا أوصى به آدم عليه‏السلام هبة اللّه أن قال له: عليك

بالرمّان، فإنّك إن أكلته وأنت جائع أجزأك، وإن أكلته وأنت شبعان أمرأك[43][44].

 

(ب) ـ ما رواه عن نوح النبيّ عليهماالسلام:

(3524) 1 ـ العيّاشيّ رحمه‏الله: عن أبي بصير، عن أبي الحسن عليه‏السلام، قال: قال:
يا أبا محمّد! إنّ [ اللّه أوحى إلى الجبال: أنّي مهرق] سفينة نوح على جبل منكنّ في
الطوفان، فتطاولت وشمخت وتواضع جبل عندكم بالموصل، يقال له: الجوديّ،
فمرّت السفينة تدور في الطوفان على الجبال كلّها حتّى انتهت إلى الجوديّ، فوقعت
عليه، فقال نوح: يا راتقي! يا راتقي!

قال: قلت له: جعلت فداك أيّ شيء هذا الكلام؟

فقال: اللّهمّ أصلح، اللّهمّ أصلح[45].

2 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ...  عن عليّ بن الحكم، رفعه إلى أبي بصير،
قال: دخلت على أبي الحسن موسى عليه‏السلام ...  [فقال:] إنّ نوحا عليه‏السلامكان في السفينة،
وكان فيها ما شاء اللّه، وكانت السفينة مأمورة، فطافت بالبيت، وهو طواف النساء،
وخلّي سبيلها نوح عليه‏السلام، فأوحى اللّه عزّ وجلّ إلى الجبال: أنّي واضع سفينة نوح
عبدي على جبل منكنّ، فتطاولت وشمخت وتواضع الجوديّ، وهو جبل عندكم،
فضربت السفينة بجؤجؤها الجبل.


قال: فقال نوح عليه‏السلام عند ذلك: يا ماري! أتقن، وهو بالسريانيّة: يا ربّ!
أصلح ... [46].

 3 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: ...  عن الحسين ابن خالد، قال: قلت لأبي الحسن
موسى بن جعفر عليهماالسلام: ...  [فقال:] وإنّ  نوحا عليه‏السلام لمّا ركب السفينة أوحى اللّه عزّ
وجلّ إليه: يا نوح! إن خفت الغرَق فهلّلني ألفا، ثمّ سلني النجاة، أنجك من الغرَق،
ومن آمن معك.

قال: فلمّا استوى نوح ومن معه في السفينة، و عصفت عليهم الريح، فلم يأمن نوح
من الغرق، فأعجلته الريح فلم يدرك أن يهلّل ألفا، فقال بالسريانيّة: «هلوليا ألفا
ألفا، يا ماريا أتقن»
، قال: فاستوى القلس، واستمرّت السفينة.

فقال نوح عليه‏السلام: إنّ كلاما نجّاني اللّه به من الغرق لحقيق أن لا يفارقني، فنقش في
خاتمه: لا إله إلاّ اللّه ألف مرّة ياربّ! أصلحني ... [47].

 

(ج) ـ ما رواه عن داود عليهماالسلام:

(3525) 1 ـ الراونديّ رحمه‏الله: عن ابن بابويه، حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار، عن
الحسين بن الحسن بن أبان، عن محمّد بن أورمة، عن محمّد بن إسماعيل، عن حنّان بن
سدير، حدّثنا أبو الخطّاب، عن العبد الصالح عليه‏السلام، قال: إنّ اللّه تعالى أوحى إلى
داود عليه‏السلام: أن استخلف سليمان على قومك .

فصعد المنبر، فحمد اللّه وأثنى عليه، ثمّ قال: إنّ اللّه أوحى إليّ أن أستخلف

سليمان عليكم، فضجّت رؤوس أسباط بني إسرائيل من ذلك.

وقالوا: غلام حدث، يستخلف علينا، وفينا من هو أعلم منه؟!

فقال لهم داود عليه‏السلام: أروني عصيّكم، فأيّ عصا أثمرت لأحد، فهو وليّ الأمر من
بعدي.

فقالوا: قد رضينا، فجاؤوا بعصيّهم، فقال داود: ليكتب كلّ رأس منكم اسمه على
عصاه، فكتبوا، ثمّ جاء سليمان بعصاه، فكتب عليها اسمه، ثمّ أدخلت بيتا، وأغلق
الباب، وشدّ بالأقفال، وحرسه رؤوس أسباط بني إسرائيل.

فلمّا أصبح صلّى بهم الغداة، ثمّ أقبل ففتح الباب، فأخرج عصيّهم قد أورقت،
وعصا سليمان قد أثمرت، قال: فسلّموا ذلك لداود.

ولمّا أراد أن يعلم حكمة سليمان، قال: يا بنيّ! أيّ شيء أبرد؟

قال: عفو اللّه عن الناس، وعفو بعضهم عن بعض.

فقال: يا بنيّ! أيّ شيء أحلى؟

قال: المحبّة، وهو روح اللّه في عباده.

فافتر داود ضاحكا[48].

 

(د) ـ ما رواه عن سليمان بن داود عليهماالسلام:

1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ...  الحسن بن جهم، قال:

رأيت أباالحسن عليه‏السلام اختضب، فقلت: جعلت فداك، اختضبت!

فقال: نعم، إنّ التهيئة ممّا يزيد في عفّة النساء، ولقد ترك النساء العفّة بترك

أزواجهنّ التهيئة ...

ثمّ قال: كان لسليمان بن داود عليه‏السلام ألف امرأة في قصر واحد، ثلاثمائة مهيرة،
وسبعمائة سريّة ... [49].

2 ـ الراونديّ رحمه‏الله: ...  عن حنّان بن سدير، حدّثنا أبو الخطّاب، عن العبد
الصالح عليه‏السلام، قال: إنّ اللّه تعالى أوحى إلى داود عليه‏السلام: أن استخلف سليمان على
قومك ...

ولمّا أراد أن يعلم حكمة سليمان، قال: يا بنيّ! أيّ شيء أبرد؟

قال: عفو اللّه عن الناس، وعفو بعضهم عن بعض.

فقال: يا بنيّ! أيّ شيء أحلى؟

قال: المحبّة، وهو روح اللّه في عباده ... [50].

 

(ه) ـ ما رواه عليه‏السلام عن إبراهيم  عليه‏السلام:

1 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: ...  عن الحسين ابن خالد، قال: قلت لأبي الحسن
موسى بن جعفر عليهماالسلام: ...  [فقال:] وإنّ إبراهيم عليه‏السلام لمّا وضع في المنجنيق غضب
جبرئيل عليه‏السلام، فأوحى اللّه عزّ وجلّ إليه: يا جبرئيل! ما يغضبك؟

قال: يا ربّ إبراهيم خليلك، ليس على وجه الأرض أحد يعبدك غيره، سلّطت
عليه عدوّك و عدوّه.

فأوحى اللّه إليه اسكت، فإنّما يعجل العبد الذي هو مثلك يخاف الفوت. فأمّا أنا

فهو عبدي آخذه إذا شئت، قال: فطابت نفس جبرئيل، ثمّ التفت إلى إبراهيم عليه‏السلام،
فقال: هل لك من حاجة؟

فقال: أمّا إليك فلا، فأهبط اللّه عزّ وجلّ عندها خاتما فيه ستّة أحرف: «لا إله إلاّ
اللّه، محمّد رسول اللّه، لا حول ولا قوّة إلاّ باللّه، فوّضت أمري إلى اللّه،
أسندت ظهري إلى اللّه، حسبي اللّه»
... [51].

 

(و) ـ ما رواه عن ابراهيم الخليل وابنه إسماعيل عليهم‏السلام:

1 ـ العيّاشيّ رحمه‏الله: عن الفضل بن موسى الكاتب، عن أبي الحسن موسى بن
جعفر عليهماالسلام، قال: إنّ إبراهيم صلوات اللّه عليه لمّا أسكن إسمعيل صلوات اللّه عليه
وهاجر مكّة، ودّعهما لينصرف عنهما بكيا، فقال لهما إبراهيم: ما يبكيكما، فقد
خلّفتكما في أحبّ الأرض إلى اللّه، وفي حرم اللّه؟

فقالت له هاجر: يا إبراهيم! ما كنت أرى أنّ نبيّا مثلك يفعل ما فعلت.

قال: وما فعلت؟

فقالت: إنك خلّفت امرأة ضعيفة وغلاما ضعيفا، لا حيلة لهما بلا أنيس من بشر
ولا ماء يظهر، ولا زرع قد بلغ، ولا ضرع يحلب.

قال: فرّق إبراهيم، ودمعت عيناه عند ما سمع منها، فأقبل حتّى انتهى إلى باب
بيت اللّه الحرام، فأخذ بعضادتي الكعبة، ثمّ قال: اللّهمّ! « إِنِّى أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِى
بِوَادٍ غَيْرِ ذِى زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلَوةَ فَاجْعَلْ أَفْـٔدَةً مِّنَ
النَّاسِ تَهْوِى إِلَيْهِمْ وَ ارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَ تِ لَعَلَّهُمْ  يَشْكُرُونَ
».


قال أبو الحسن عليه‏السلام: فأوحى اللّه إلى إبراهيم أن اصعد أبا قبيس، فناد في الناس:
يا معشر الخلائق! إنّ اللّه يأمركم بحجّ هذا البيت الذي بمكّة محرّما من استطاع إليه
سبيلاً، فريضة من اللّه.

قال: فصعد إبراهيم أبا قبيس، فنادى في الناس بأعلى صوته: يا معشر
الخلائق!  إنّ اللّه يأمركم بحجّ هذا البيت الذي بمكّة محرّما من استطاع إليه سبيلا،ً
فريضة من  اللّه.

قال: فمدّ اللّه لإبراهيم في صوته حتّى أسمع به أهل المشرق والمغرب وما بينهما من
جميع ما قدر اللّه، وقضى في أصلاب الرجال من النُطف، وجميع ما قدر اللّه، وقضى
في أرحام النساء إلى يوم القيمة.

فهناك يا فضل! وجب الحجّ على جميع الخلائق، فالتلبية من الحاجّ في أيّام الحجّ
هي إجابة لنداء إبراهيم عليه‏السلام يومئذ بالحجّ عن اللّه[52].

 

(ز) ـ ما رواه عليه‏السلام عن إسماعيل عليه‏السلام:

1 ـ الحميريّ رحمه‏الله: ...  عليّ بن جعفر، قال:

[ قال:] موسى بن جعفر عليهماالسلام ...  انّ الخيل كانت وحشا فاحتاج إليها
إسماعيل عليه‏السلام، فدعا اللّه تبارك وتعالى أن يسخّرها له، فأمره فصعد على أبي قبيس،
ثمّ نادى: إلاّ هلاّ، إلاّ هلّم.

فأقبلت حتّى وقفت بجياد، فنزل إليها فأخذها ... [53].


 

(ح) ـ ما رواه عن موسى  عليهماالسلام:

(3526) 1 ـ الراونديّ رحمه‏الله: عن ابن بابويه، عن ابن الوليد، عن الصفّار، عن أحمد
بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن عليّ، عن أبي جميلة، عن محمّد بن مروان، عن
العبد الصالح صلوات اللّه عليه، قال: كان من قول موسى عليه‏السلامحين دخل على
فرعون: «اللّهمّ! إنّي أدرأ إليك في نحره، وأستجير بك من شرّه، وأستعين
بك»
، فحوّل اللّه ما كان في قلب فرعون من الأمن خوفا[54].

 

(ط) ـ ما رواه عن عيسى بن مريم عليهم‏السلام:

(3527) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن
زياد، عن عليّ بن أسباط، عن بعض أصحابه، عن أبي الحسن عليه‏السلام، قال:

قال عيسى بن مريم عليه‏السلام: إنّ صاحب الشرّ يعدي، وقرين السوء يردي، فانظر
من تقارن[55].

2 ـ ابن شعبة الحرّانيّ رحمه‏الله: وروي عن الإمام الكاظم عليه‏السلام ...

يا هشام! إنّ المسيح عليه‏السلام قال للحواريّين: يا عبيد السوء! يهولكم طول النخلة،
وتذكرون شوكها، ومؤونة مراقيها، وتنسون طيب ثمرها ومرافقها، كذلك تذكرون
مؤونة عمل الآخرة، فيطول عليكم أمده، وتنسون ما تفضون إليه من نعيمها،
ونورها وثمرها.


يا عبيد السوء! نقوا القمح وطيّبوه، وأدقّوا طحنه تجدوا طعمه، ويهنّئكم أكله،
كذلك فأخلصوا الإيمان، وأكملوه تجدوا حلاوته، وينفعكم غبّه.

بحقّ أقول لكم: لو وجدتم سراجا يتوقّد بالقطران في ليلة مظلمة لاستضأتم به،
ولم يمنعكم منه ريح نتنه، كذلك ينبغي لكم أن تأخذوا الحكمة ممّن وجدتموها معه، ولا
يمنعكم منه سوء رغبته فيها.

يا عبيد الدنيا! بحقّ أقول لكم: لا تدركون شرف الآخرة إلاّ بترك ما تحبّون، فلا
تنظروا بالتوبة غدا، فإنّ دون غد يوما وليلة وقضاء اللّه فيهما يغدوا ويروح .

بحقّ أقول لكم: إنّ من ليس عليه دين من الناس، أروح وأقلّ همّا ممّن عليه
الدين، وإن أحسن القضاء، وكذلك من لم يعمل الخطيئة أروح همّا ممّن عمل الخطيئة،
وإن أخلص التوبة وأناب.

وإنّ صغار الذنوب ومحقّراتها من مكائد إبليس، يحقّرها لكم، ويصغّرها في
أعينكم، فتجتمع وتكثر فتحيط بكم.

بحقّ أقول لكم: إنّ الناس في الحكمة رجلان، فرجل أتقنها بقوله وصدّقها بفعله،
ورجل أتقنها بقوله وضيعّها بسوء فعله، فشتّان بينهما فطوبى للعلماء بالفعل، وويل
للعلماء بالقول.

يا عبيد السوء! اتّخذوا مساجد ربّكم سجونا لأجسادكم وجباهكم، واجعلوا
قلوبكم بيوتا للتّقوى، ولا تجعلوا قلوبكم مأوى للشهوات، إنّ أجزعكم عند البلاء
لأشدّكم حبّا للدنيا، وإنّ أصبركم على البلاء لأزهدكم في الدنيا.

يا عبيد السوء! لا تكونوا شبيها بالحداء الخاطفة ولا بالثعالب الخادعة، ولا
بالذئاب الغادرة، ولا بالأسد العاتية كما تفعل بالفرائس،  كذلك تفعلون بالناس،
فريقا تخطفون، وفريقا تخدعون، وفريقا تغدرون بهم.

بحقّ أقول لكم: لا يغني عن الجسد أن يكون ظاهره صحيحا، وباطنه فاسدا،

كذلك لا تغني أجسادكم التي قد أعجبتكم، وقد فسدت قلوبكم، وما يغني عنكم أن
تنقّوا جلودكم، وقلوبكم دنسة، لا تكونوا كالمنخل يخرج منه الدقيق الطيب، ويمسك
النخالة، كذلك أنتم تخرجون الحكمة من أفواهكم، ويبقى الغلّ في صدوركم.

يا عبيد الدنيا! إنّما مثلكم مثل السراج يضيى‏ء للناس ويحرق نفسه.

يا بني إسرائيل! زاحموا العلماء في مجالسهم، ولو جثوا على الركب،  فإنّ اللّه يحيي
القلوب الميتة بنور الحكمة كما يحيي الأرض الميتة بوابل المطر ...

يا هشام! تمثّلت الدنيا للمسيح عليه‏السلام في صورة امرأة زرقاء، فقال لها: كم
تزوّجت؟

فقالت: كثيرا، قال: فكلّ طلّقك؟

قالت: لا، بل كلاّ قتلت، قال المسيح عليه‏السلام: فويح لأزواجك الباقين، كيف لا
يعتبرون بالماضين؟! ... [56].

 

(ي) ـ ما رواه عن أيّوب عليهماالسلام:

(3528) 1 ـ الحسين بن سعيد الأهوازيّ رحمه‏الله: الحسن بن عليّ (الخزّاز)، (الوشّاء)،
عن أبي الحسن عليه‏السلام، قال: سمعته يقول: إنّ أيّوب النبيّ عليه‏السلام قال: يا ربّ! ما سألتك
شيئا من الدنيا قطّ وداخلني (وداخله) شيء.

فأقبلت إليه سحابة حتّى نادته: يا أيّوب! من وفّقك لذلك؟

قال: أنت يا ربّ[57].


2 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: ... عن أبي بصير، قال: سألت أباالحسن الماضي عليه‏السلام
عن بليّة أيّوب التي ابتلي بها في الدنيا، لأيّة علّة كانت؟

قال: لنعمة أنعم اللّه عليه بها في الدنيا، فأدّى شكرها، وكان في ذلك الزمان لا
يحجب إبليس دون العرش، فلمّا صعد أداء شكر نعمة أيّوب حسده إبليس، فقال: يا
ربّ! إنّ أيّوب لم يؤدّ إليك شكر هذه النعمة إلاّ بما أعطيته من الدنيا ولو حرمته دنياه
ما أدّى إليك شكر نعمة أبدا؟

قال: فقيل: إنّي قد سلّطتك على ماله وولده،

قال: فانحدر إبليس فلم يبق له مالاً ولا ولدا إلاّ أعطبه[58]، فلمّا رأى إبليس أنّه
لا يصل إلى شيء من أمره،

قال: ياربّ إنّ أيّوب يعلم أنّك ستردّ عليه دنياه التي أخذتها منه، فسلّطني على
بدنه.

قال: فقيل له: إنّي قد سلّطتك على بدنه ما خلا قلبه ولسانه وعينيه وسمعه. ... قال:
فعند ذلك ناجى أيّوب ربّه عزّ وجلّ، فقال: ربّ ابتليتني بهذا البليّة وأنت تعلم أنّه لم
يعرض لي أمران قطّ إلاّلزمت أخشنهما على بدني، ولم آكل أكلة قطّ إلاّ وعلى خواني
يتيم، فلو أنّ لي منك مقعد الخصم لأدليت بحجّتي. قال: فعرضت له سحابة، فنطق
فيها ناطق فقال: يا أيّوب! أدل بحجّتك، قال: فشدّ عليه مئزره وجثا على ركبتيه،
فقال: ابتليتني بهذه البليّة وأنت تعلم أنّه لم يعرض لي أمران قطّ إلاّ لزمت أخشنهما
على بدني ولم آكل أكلة من طعام إلاّ وعلى خواني يتيم.

قال: فقيل له: يا أيّوب! من حبّب إليك الطاعة؟


قال: فأخذ كفّا من تراب فوضعه في فيه، ثمّ قال: أنت ياربّ![59].

 

(ك) ـ ما رواه عليه‏السلام عن نبيّ من الأنبياء عليهم‏السلام:

1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ...  عن الحسن بن عبد الرحمن، عن أبي
الحسن عليه‏السلام، قال: ...  إنّ اللّه عزّ ذكره بعث رسولاً إلى أهل زمانه، فدعاهم إلى
عبادة اللّه وطاعته، فقالوا: إن فعلنا ذلك فما لنا؟ فواللّه ! ما أنت بأكثرنا مالاً، ولا
بأعزّنا عشيرة، فقال: إن أطعتموني أدخلكم اللّه الجنّة، وإن عصيتموني أدخلكم اللّه
النار.

فقالوا: وما الجنّة والنار؟

فوصف لهم ذلك، فقالوا: متى نصير إلى ذلك؟

فقال: إذا متّم، فقالوا: لقد رأينا أمواتنا صاروا عظاما ورفاتا، فازدادوا له
تكذيبا وبه استخفافا، فأحدث اللّه عزّ وجلّ فيهم الأحلام، فأتوه فأخبروه بما رأوا
وما أنكروا من ذلك.

فقال: إنّ اللّه عزّ وجلّ أراد أن يحتجّ عليكم بهذا، هكذا تكون أرواحكم إذا متّم،
وإن بليت أبدانكم تصير الأرواح إلى عقاب حتّى تبعث الأبدان[60].

(3529) 2 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضى‏الله‏عنه،
قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن عليّ
بن أسباط، عن الحسن بن الجهم، عن أبي الحسن الأوّل عليه‏السلام، قال: ما بقي من أمثال

الأنبياء عليهم‏السلام إلاّ كلمة: إذا لم تستحي فاعمل ما شئت.

وقال: أما إنّها في بنى أُميّة[61].

 

(ل) ـ ما رواه عن لقمان عليهماالسلام:

1 ـ ابن شعبة الحرّانيّ رحمه‏الله: وروي عن الإمام الكاظم عليه‏السلام ...

يا هشام! إنّ لقمان قال لابنه: تواضع للحقّ تكن أعقل الناس .

يا بنيّ! إنّ الدنيا بحر عميق قد غرق فيه عالم كثير فلتكن سفينتك فيها تقوى اللّه،
وحشوها الإيمان، وشراعها التوكّل، وقيمها العقل، ودليلها العلم، وسكّانها الصبر.

يا هشام! لكلّ شيء دليل، ودليل العاقل التفكّر، ودليل التفكّر الصمت، ولكلّ
شيء مطيّة، ومطيّة العاقل التواضع، وكفى بك جهلاً أن تركب ما نهيت عنه ... [62].

(3530) 2 ـ الراونديّ رحمه‏الله: عن ابن بابويه، عن أبيه، حدّثنا سعد بن عبد اللّه،
حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أبيه، عن درست، عن إبراهيم بن عبد الحميد،
عن أبي الحسن عليه‏السلام، قال: كان لقمان عليه‏السلاميقول لابنه: يا بنيّ! إنّ الدنيا بحر، وقد غرق
فيها جيل كثير، فلتكن سفينتك فيها تقوى اللّه تعالى.

وليكن جسرك إيمانا باللّه، وليكن شراعها التوكّل، لعلّك يا بنيّ! تنجو وما أظنّك
ناجيا يا بنيّ! كيف لا يخاف الناس ما يوعدون؟

وهم ينتقصون في كلّ يوم، وكيف لا يعدّ لما يوعد من كان له أجل ينفد؟!

يا بنيّ! خذ من الدنيا بلغة، ولا تدخل فيها دخولاً يضرّ بآخرتك، ولا ترفضها،

فتكون عيالاً على الناس، وصم صياما يقطع شهوتك، ولا تصم صياما يمنعك من
الصلاة، فإنّ الصلاة أعظم عند اللّه من الصوم.

يا بنيّ! لا تتعلّم العلم لتباهي به العلماء، وتماري به السفهاء، أو ترائي به في
المجالس، ولا تترك العلم زهاده فيه، ورغبة في الجهالة.

يا بنيّ! اختر المجالس على عينك، فإن رأيت قوما يذكرون اللّه فاجلس إليهم،
فإنّك إن تكن عالما ينفعك علمك، ويزيدوك علما، وإن تكن جاهلاً يعلّموك ، ولعلّ
اللّه تعالى أن يظلّهم برحمة فتعمّك معهم.

وقال: قيل للقمان عليه‏السلام: ما يجمع من حكمتك؟

قال: لا أسأل عمّا كفيته، ولا أتكلّف ما لا يعنيني[63].

 

(م) ـ ما رواه عليه‏السلام عن خاتم الأنبياء صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم:

(3531) 1 ـ الإمام العسكريّ عليه‏السلام: قال موسى بن جعفر عليهماالسلام: إنّ رسول
اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلملمّا قدم المدينة كثر حوله المهاجرون والأنصار وكثرت عليه المسائل،
وكانوا يخاطبونه بالخطاب الشريف العظيم الذي يليق  به صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم.

وذلك أنّ اللّه تعالى كان قال لهم: «يَـأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَرْفَعُواْ أَصْوَ تَكُمْ فَوْقَ
صَوْتِ النَّبِىِّ وَ لاَ تَجْهَرُواْ لَهُو بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَــلُكُمْ
وَ أَنتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ
»[64].

وكان رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم بهم رحيما، وعليهم عطوفا، وفي إزالة الآثام عنهم

مجتهدا حتّى إنّه كان ينظر إلى كلّ من يخاطبه، فيعمل على أن يكون صوته صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم
مرتفعا على صوته ليزيل عنه ما توعّده اللّه [ به] من إحباط أعماله حتّى إنّ رجلاً
أعرابيّا ناداه يوما، وهو خلف حائط بصوت له جهوريّ: يا محمّد! فأجابه بأرفع من
صوته، يريد أن لا يأثم الأعرابيّ بارتفاع صوته.

فقال له الأعرابيّ: أخبرني عن التوبة إلى متى تقبل؟

فقال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: يا أخا العرب! إنّ بابها مفتوح لابن آدم لا يسدّ حتّى
تطلع الشمس من مغربها.

وذلك قوله تعالى: «هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلَـلـءِكَةُ أَوْ يَأْتِىَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِىَ
بَعْضُ ءَايَـتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِى بَعْضُ ءَايَـتِ رَبِّكَ
ـ وهو طلوع الشمس من مغربها ـ
لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَـنُهَا لَمْ تَكُنْ ءَامَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِى إِيمَـنِهَا خَيْرًا»[65].

وقال موسى بن جعفر عليهماالسلام: وكانت هذه اللفظة «رَ عِنَا» من ألفاظ المسلمين
الذين يخاطبون بها رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم يقولون: راعنا، أي ارع أحوالنا، واسمع منّا كما
نسمع منك، وكان في لغة اليهود معناها اسمع، لا سمعت.

فلمّا سمع اليهود المسلمين يخاطبون بها رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم يقولون راعنا،
ويخاطبون بها.

قالوا: إنّا كنّا نشتم محمّدا إلى الآن سرّا، فتعالوا الآن نشتمه جهرا، وكانوا
يخاطبون رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم ويقولون: راعنا، ويريدون شتمه.

ففطن لهم سعد بن معاذ الأنصاريّ، فقال: يا أعداء اللّه! عليكم لعنة اللّه، أراكم
تريدون سبّ رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، وتوهمونا أ نّكم تجرون في مخاطبته مجرانا، واللّه! لا

سمعتها من أحد منكم إلاّ ضربت عنقه، ولولا أ نّي أكره أن أقدم عليكم قبل التقدّم
والاستيذان له ولأخيه ووصيّه عليّ بن أبي طالب عليه‏السلام القيّم بأمور الأُمّة نائبا عنه
فيها، لضربت عنق من قد سمعته منكم يقول هذا.

فأنزل اللّه يا محمّد! «مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِى وَيَقُولُونَ
سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَ عِنَا لَيَّا
م بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِى الدِّينِ ـ إلى
قوله ـ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً»[66].

وأنزل: «يَـأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَ عِنَا» يعني فإنّها لفظة يتوصّل بها
أعداؤكم من اليهود إلى شتم رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم وشتمكم.

«وَ قُولُواْ انظُرْنَا» أي قولوا بهذه اللفظة، لا بلفظة راعنا، فإنّه ليس فيها ما في
قولكم راعنا، ولا يمكنهم أن يتوصّلوا بها إلى الشتم كما يمكنهم بقولهم راعنا.

«وَ اسْمَعُواْ» إذا قال لكم رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم قولاً، وأطيعوا.

«وَلِلْكَـفِرِينَ» يعني اليهود الشاتمين لرسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم «عَذَابٌ أَلِيمٌ»[67]
وجيع في الدنيا إن عادوا بشتمهم، وفي الآخرة بالخلود في النار.

ثمّ قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: يا عباد اللّه! هذا سعد بن معاذ من خيار عباد اللّه آثر
رضي اللّه على سخط قراباته وأصهاره من اليهود، وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر،
وغضب لمحمّد رسول اللّه ولعليّ وليّ اللّه ووصيّ رسول اللّه أن يخاطبا بما لا يليق
بجلالتهما.

فشكر اللّه له تعصّبه لمحمّد وعليّ وبوّأه في الجنّة منازل كريمة، وهيّأ له فيها خيرات
واسعة، لا تأتي الألسن على وصفها، ولا القلوب على توهّمها والفكر فيها، ولسلكة

من مناديل موائده في الجنّة خير من الدنيا بما فيها من زينتها ولجينها وجواهرها
وسائر أموالها ونعيمها.

فمن أراد أن يكون فيها رفيقه وخليطه فليتحمّل غضب الأصدقاء والقرابات،
وليؤثر عليهم رضى اللّه في الغضب لرسول اللّه [ محمّد]، وليغضب إذا رأى الحقّ
متروكا ورأى الباطل معمولاً به.

و إ يّاكم والتهوّن فيه مع التمكّن والقدرة وزوال التقيّة، فإنّ اللّه تعالى لا يقبل لكم
عذرا عند ذلك.

ولقد أوحى اللّه فيما مضى قبلكم إلى جبرئيل، وأمره أن يخسف ببلد يشتمل على
الكفّار والفجّار، فقال جبرئيل: يا ربّ! أخسف بهم إلاّ بفلان الزاهد ليعرف ماذا
يأمر اللّه به؟

فقال اللّه عزّ وجلّ: بل اخسف بفلان قبلهم.

فسأل ربّه، فقال: يا ربّ! عرّفني لم ذلك؟ وهو زاهد عابد.

قال: مكّنت له وأقدرته، فهو لا يأمر بالمعروف، ولا ينهى عن المنكر، وكان
يتوفّر على حبّهم في غضبي لهم،

فقالوا: يا رسول اللّه! وكيف بنا ونحن لا نقدر على إنكار ما نشاهده من منكر؟

فقال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: لتأمرنّ بالمعروف ولتنهنّ عن المنكر، أو ليعمّنّكم عقاب
اللّه، ثمّ قال: من رأى منكم منكرا فلينكره بيده إن استطاع، فإن لم يستطع فبلسانه،
فإن لم يستطع فبقلبه، فحسبه أن يعلم اللّه من قلبه أ نّه لذلك كاره.

فلمّا مات سعد بن معاذ بعد أن شفى من بني قريظة بأن قتلوا أجمعين.

قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: يرحمك اللّه، يا سعد! فلقد كنت شجّا في حلوق
الكافرين، لو بقيت لكففت العجل الذي يراد نصبه في بيضة المسلمين، كعجل
قوم موسى.


قالوا: يا رسول اللّه! أو عجل يراد أن يتّخذ في مدينتك هذه؟

قال: بلى، واللّه! يراد، ولو كان سعد فيهم حيّا، لما استمرّ تدبيرهم، ويستمرّون
ببعض تدبيرهم، ثمّ اللّه تعالى يبطله.

قالوا: أخبرنا، كيف يكون ذلك؟

قال: دعوا ذلك لما يريد اللّه أن يدبّره.

وقال موسى بن جعفر عليهماالسلام: ولقد اتّخذ المنافقون من أُمّة محمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلمبعد موت
سعد بن معاذ، وبعد انطلاق محمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم إلى تبوك أبا عامر الراهب اتّخذوه أميرا
ورئيسا، وبايعوا له وتواطأوا على إنهاب المدينة وسبي ذراري رسول اللّه وسائر
أهله وصحابته، ودبّروا التبييت على محمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم ليقتلوه في طريقه إلى تبوك
فأحسن اللّه الدفاع عن محمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، وفضح المنافقين وأخزاهم.

وذلك أنّ رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم قال: لتسلكنّ سبيل من كان قبلكم حذو النعل
بالنعل، والقذّة بالقذّة حتّى أنّ أحدهم لو دخل جحر ضبّ لدخلتموه.

قالوا: يا ابن رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم! وما كان هذا العجل وما كان هذا التدبير؟

فقال: اعلموا أن رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم كان تأتيه الأخبار عن صاحب دومة الجندل
- وكانت تلك النواحي [ له
]مملكة عظيمة ممّا يلي الشام - وكان يهدّد رسول
اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلمبأن يقصده ويقتل أصحابه ويبيد خضراءهم.

وكان أصحاب رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم خائفين وجلين من قبله، حتّى كانوا يتناوبون
على رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم كلّ يوم عشرون منهم، وكلّما صاح صائح ظنّوا أن قد طلع
أوائل رجاله وأصحابه وأكثر المنافقون الأراجيف والأكاذيب، وجعلوا يتخلّلون
أصحاب محمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، ويقولون: إنّ أكيدر قد أعدّ [ لكم] من الرجال كذا، ومن
الكراع كذا، ومن المال كذا، وقد نادى - فيما يليه من ولايته - : ألا قد أبحتكم النهب
والغارة في المدينة.


ثمّ يوسوسون إلى ضعفاء المسلمين، يقولون لهم: وأين يقع أصحاب محمّد من
أصحاب أكيدر؟

يوشك أن يقصد المدينة فيقتل رجالها ويسبي ذراريها ونساءها، حتّى آذى ذلك
قلوب المؤمنين، فشكوا إلى رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم ما هم عليه من الجزع.

ثمّ إنّ المنافقين اتّفقوا وبايعوا لأبي عامر الراهب الذي سمّاه رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم
الفاسق، وجعلوه أميرا عليهم، وبخعوا له بالطاعة، فقال لهم: الرأي أن أغيب عن
المدينة لئلاّ أتّهم إلى أن يتمّ تدبيركم، وكاتبوا أكيدر في دومة الجندل ليقصد المدينة،
ليكونوا هم عليه وهو يقصدهم فيصطلموه.

فأوحى اللّه تعالى إلى محمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، وعرّفه ما أجمعوا عليه من أمره، وأمره
بالمسير إلى تبوك.

وكان رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم كلّما أراد غزوا ورّى بغيره إلاّ غزاة تبوك فإنّه أظهر ما
كان يريده، وأمرهم أن يتزوّدوا لها، وهي الغزاة التي افتضح فيها المنافقون، وذمّهم
اللّه في تثبيطهم عنها.

وأظهر رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم ما أوحى اللّه تعالى إليه، إنّ اللّه سيظهره بأكيدر حتّى
يأخذه ويصالحه على ألف أوقية ذهب في صفر، وألف أوقية ذهب في رجب، ومائتي
حلّة في رجب، ومائتي حلّة في صفر، وينصرف سالما إلى ثمانين يوما.

فقال لهم رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: إنّ موسى وعد قومه أربعين ليلة، وإنّي أعدكم ثمانين
ليلة أرجع سالما غانما ظافرا بلا حرب تكون، ولا أحد يستأسر من المؤمنين.

فقال المنافقون: لا واللّه، ولكنّها آخر كرّاته التي لا ينجبر بعدها، إنّ أصحابه
ليموت بعضهم في هذا الحرّ ورياح البوادي ومياه المواضع الموذية الفاسدة، ومن سلم
من ذلك فبين أسير في يد أكيدر، وقتيل وجريح، واستأذنه المنافقون بعلل ذكروها،
بعضهم يعتلّ بالحرّ، وبعضهم بمرض جسده، وبعضهم بمرض عياله.


فكان رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم يأذن لهم.

فلمّا صحّ عزم رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم على الرحلة إلى تبوك، عمد هؤلاء المنافقون
فبنوا خارج المدينة مسجدا، وهو مسجد ضرار، يريدون الاجتماع فيه، ويوهمون
أنّه للصلاة، وإنّما كان ليجتمعوا فيه لعلّة الصلاة فيتمّ تدبيرهم، ويقع هناك ما يسهل
لهم به ما يريدون.

ثمّ جاء جماعة منهم إلى رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم وقالوا: يا رسول اللّه! إنّ بيوتنا
قاصية عن مسجدك، وإنّا نكره الصلاة في غير جماعة، ويصعب علينا الحضور، وقد
بنينا مسجدا، فإن رأيت أن تقصده وتصلّي فيه لنتيمّن ونتبرّك بالصلاة في موضع
مصلاّك.

فلم يعرّفهم رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم ما عرّفه اللّه تعالى من أمرهم ونفاقهم.

فقال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: ائتوني بحماري فأُتي باليعفور، فركبه يريد نحو مسجدهم، فكلّما بعثه
- هو وأصحابه - لم ينبعث ولم يمش، وإذا صرف رأسه عنه إلى غيره سار أحسن
سير وأطيبه.

قالوا: لعلّ هذا الحمار قد رأى في هذا الطريق شيئا كرهه، ولذلك لا ينبعث نحوه،
فقال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: ائتوني بفرس؟

فأُتي بفرس، فركبه فكلّما بعثه نحو مسجدهم لم ينبعث، وكلّما حرّكوه نحوه لم
يتحرّك، حتّى إذا ولّوا رأسه إلى غيره سار أحسن سير.

فقالوا: ولعلّ هذا الفرس قد كره شيئا في هذا الطريق.

فقال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: تعالوا نمشي إليه فلمّا تعاطى هو صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم ومن معه المشي
نحو المسجد جفوا في مواضعهم، ولم يقدروا على الحركة، وإذا همّوا بغيره من المواضع
خفّت حركاتهم، وخفّت أبدانهم، ونشطت قلوبهم.

فقال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: إنّ هذا أمر قد كرهه اللّه فليس يريده الآن، وأنا على

جناح سفر، فأمهلوا حتّى أرجع - إن شاء اللّه - ثمّ أنظر في هذا نظرا يرضاه اللّه
تعالى.

وجدّ في العزم على الخروج إلى تبوك، وعزم المنافقون على اصطلام[68] مخلّفيهم
إذا خرجوا.

فأوحى اللّه تعالى إليه: يا محمّد! إنّ العليّ الأعلى يقرأ عليك السلام، ويقول: إمّا
أن تخرج أنت ويقيم عليّ، وإمّا أن يخرج عليّ وتقيم أنت.

فقال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: ذاك لعليّ.

فقال عليّ عليه‏السلام: السمع والطاعة لأمر اللّه تعالى وأمر رسوله، وإن كنت أحبّ ألاّ
أتخلّف عن رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم في حال من الأحوال.

فقال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه
لا نبيّ بعدي؟

قال عليه‏السلام: رضيت يا رسول اللّه!

فقال له رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: يا أبا الحسن! إنّ لك أجر خروجك معي في مقامك
بالمدينة، وإنّ اللّه قد جعلك أُمّة وحدك، كما جعل إبراهيم عليه‏السلام أُمّة، تمنع جماعة
المنافقين والكفّار هيبتك عن الحركة على المسلمين.

فلمّا خرج رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، وشيّعه عليّ عليه‏السلام خاض المنافقون فقالوا: إنّما خلّفه
محمّد بالمدينة لبغضه له ولملالته منه، وما أراد بذلك إلاّ أن يلقيه المنافقون فيقتلوه
ويحاربوه فيهلكوه.

فاتّصل ذلك برسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم.


فقال عليّ عليه‏السلام: تسمع ما يقولون يا رسول اللّه؟!

فقال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: أما يكفيك أنّك جلدة ما بين عيني ونور بصري،
وكالروح في بدني، ثمّ سار رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلمبأصحابه، وأقام عليّ عليه‏السلامبالمدينة،
فكان كلّما دبّر المنافقون أن يوقعوا بالمسلمين، فزعوا من عليّ، وخافوا أن يقوم معه
عليهم من يدفعهم عن ذلك، وجعلوا يقولون فيما بينهم: هي كرّة محمّد التي لا يؤوب
منها.

فلمّا صار بين رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم وبين أكيدر مرحلة، قال تلك العشيّة: يا زبير بن
العوّام! يا سمّاك بن خرشة! امضيا في عشرين من المسلمين إلى باب قصر أكيدر،
فخذاه، واتياني به.

فقال الزبير: يا رسول اللّه! وكيف نأتيك به ومعه من الجيوش الذي قد علمت،
ومعه في قصره سوى حشمه ألف ومائتان عبد وأمة وخادم؟

فقال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: تحتالان عليه، فتأخذانه.

قال: يا رسول اللّه! وكيف [ نأخذه] وهذه ليلة قمراء، وطريقنا أرض ملساء،
ونحن في الصحراء لا نخفى؟!

فقال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: أتحبّان أن يستركما اللّه عن عيونهم، ولا يجعل لكما ظلاًّ
إذا سرتما، ويجعل لكما نورا كنور القمر لا تتبيّنان منه؟

قالا: بلى.

قال: عليكما بالصلاة على محمّد وآله الطيّبين معتقدين، إنّ أفضل آله عليّ بن أبي
طالب عليه‏السلام، وتعتقد أنت يا زبير! خاصّة أنّه لا يكون عليّ في قوم إلاّ كان هو أحقّ
بالولاية عليهم، ليس لأحد أن يتقدّمه.

فإذا أنتما فعلتما ذلك وبلغتما الظلّ الذي بين يدي قصره من حائط قصره، فإنّ اللّه
تعالى سيبعث الغزلان والأوعال إلى بابه، فتحتك قرونها به، فيقول: من لمحمّد في

مثل هذا، ويركب فرسه لينزل فيصطاد.

فتقول امرأته: إيّاك والخروج، فإنّ محمّدا قد أناخ بفنائك، ولست تأمن أن يكون
قد احتال، ودسّ عليك من يقع بك.

فيقول لها: إليك عنّي، فلو كان أحد انفصل عنه في هذه الليلة ليلقاه - في هذا القمر
- عيون أصحابنا في الطريق، وهذه الدنيا بيضاء لا أحد فيها، ولو كان في ظلّ قصرنا
هذا إنسيّ لنفرت منه الوحوش.

فينزل ليصطاد الغزلان والأوعال [ فتهرب ]من بين يديه ويتبعها، فتحيطان به
وأصحابكما فتأخذانه.

فكان كما قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم فأخذوه، فقال: لي إليكم حاجة؟

قالوا: وما هي؟ فإنّا نقضيها إلاّ أن تسألنا أن نخلّيك.

فقال: تنزعون عنّي ثوبي هذا، وسيفي [ هذا] ومنطقتي، وتحملونها إليه،
وتحملونني إليه في قميصي، لئلاّ يراني في هذا الزيّ، بل يراني في زيّ التواضع، فلعلّه
يرحمني.

ففعلوا ذلك، فجعل المسلمون والأعراب يلبسون ذلك الثوب - وهو في القمر -
فيقولون: هذا من حلل الجنّة، وهذا من حلّي الجنّة يا رسول اللّه!

قال: لا، ولكنّه ثوب أكيدر وسيفه ومنطقته، ولمنديل ابن عمّتي الزبير وسمّاك في
الجنّة أفضل من هذا إن استقاما على ما أمضيا من عهدي إلى أن يلقياني عند حوضي
في المحشر.

قالوا: وذلك أفضل من هذا؟

قال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: بل خيط من منديل مائدتهما في الجنّة أفضل من مل‏ء الأرض إلى
السماء مثل هذا الذهب.

فلمّا أُتي به رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم قال له: يا محمّد! أقلني وخلّني على أن أدفع عنك

من ورائي من أعدائك.

فقال له رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: فإن لم تف بذلك؟

قال: يا محمّد! إن لم أف بذلك، فإن كنت رسول اللّه فسيظفرك بي من منع ظلال
أصحابك أن تقع على الأرض حتّى أخذوني، ومن ساق الغزلان إلى بابي حتّى
استخرجني من قصري، وأوقعني في أيدي أصحابك.

وإن كنت غير نبيّ فإنّ دولتك التي أوقعتني في يدك بهذه الخصلة العجيبة والسبب
اللطيف، ستوقعني في يدك بمثلها.

قال: فصالحه رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلمعلى ألف أوقية [ من] ذهب في رجب، ومائتي
حلّة، وألف أوقية في صفر، ومائتي حلّة، وعلى أنّهم يضيّفون من مرّ بهم من المسلمين
ثلاثة أيّام ويزوّدونه إلى المرحلة التي تليها، على أنّهم إن نقضوا شيئا من ذلك فقد
برأت منهم ذمّة اللّه وذمّة محمّد رسول اللّه، ثمّ كرّ رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم راجعا.

وقال موسى بن جعفر عليهماالسلام: فهذا العجل في زمان النبيّ، هو أبو عامر الراهب
الذي سمّاه رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم الفاسق.

وعاد رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم غانما ظافرا، وأبطل [ اللّه تعالى] كيد المنافقين، وأمر
رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم بإحراق مسجد الضرار، وأنزل اللّه تعالى «وَ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ
مَسْجِدًا ضِرَارًا وَ كُفْرًا
»[69] الآيات.

وقال موسى بن جعفر عليهماالسلام: فهذا العجل - في حياته صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم- دمّر اللّه عليه
وأصابه بقولنج [ وبرص
]وجذام وفالج ولقوة، وبقي أربعين صباحا في أشدّ عذاب،
ثمّ صار إلى عذاب اللّه تعالى[70].


(3532) 2 ـ الإمام العسكري عليه‏السلام: قال الإمام العالم موسى بن جعفر عليهماالسلام:
«أُوْلَـلـءِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الضَّلَــلَةَ بِالْهُدَى»، باعوا دين اللّه واعتاضوا منه الكفر
باللّه، «فَمَا رَبِحَت تِّجَـرَتُهُمْ»أي ما ربحوا في تجارتهم في الآخرة، لأنّهم اشتروا
النار وأصناف عذابها بالجنّة التي كانت معدّة لهم لو آمنوا «وَ مَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ»[71]
إلى الحقّ والصواب.

فلمّا أنزل اللّه عزّ وجلّ هذه الآية حضر رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم قوم، فقالوا: يا رسول
اللّه! سبحان الرازق، ألم تر فلانا كان يسير البضاعة، خفيف ذات اليد، خرج مع قوم
يخدمهم في البحر، فرعوا له حقّ خدمته، وحملوه معهم إلى الصين، وعيّنوا له يسيرا
من مالهم، قسّطوه على أنفسهم له، وجمعوه فاشتروا له [ به] بضاعة من هناك،
فسلّمت، فربح الواحد عشرة، فهو اليوم من مياسير أهل المدينة.

وقال قوم آخرون بحضرة رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: يا رسول اللّه! ألم تر فلانا كانت
حسنة حاله، كثيرة أمواله، جميلة أسبابه، وافرة خيراته، وشمله مجتمع أبى إلاّ طلب
الأموال الجمّة، فحمله الحرص على أنّ تهوّر، فركب البحر في وقت هيجانه،
والسفينة غير وثيقة، والملاّحون غير فارهين إلى أن توسّط البحر حتّى لعبت بسفينته
ريح [ عاصف]، فأزعجتها إلى الشاطيء، وفتقتها في ليل مظلم، وذهبت أمواله،
وسلم بحشاشة[72] نفسه فقيرا وقيرا، ينظر إلى الدنيا حسرة.


فقال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: ألا أُخبركم بأحسن من الأوّل حالاً، وبأسوأ من الثاني
حالاً؟

قالوا: بلى، يا رسول اللّه!

قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: أمّا أحسن من الأوّل حالاً، فرجل اعتقد صدقا بمحمّد
[ رسول اللّه]، وصدقا في إعظام عليّ أخي رسول اللّه ووليّه وثمرة قلبه ومحض
طاعته، فشكر له ربّه ونبيّه ووصيّ نبيّه.

فجمع اللّه تعالى له بذلك خير الدنيا والآخرة، ورزقه لسانا لآلاء اللّه تعالى
ذاكرا، وقلبا لنعمائه شاكرا، وبأحكامه راضيا، وعلى احتمال مكاره أعداء محمّد وآله
نفسه موطّنا، لا جرم أنّ اللّه عزّ وجلّ سمّاه عظيما في ملكوت أرضه وسماواته،
وحباه برضوانه وكراماته، فكانت تجارة هذا أربح، وغنيمته أكثر وأعظم.

وأمّا أسوأ من الثاني حالاً، فرجل أعطى أخا محمّد رسول اللّه بيعته، وأظهر له
موافقته، وموالاة أوليائه ومعاداة أعدائه، ثمّ نكث بعد ذلك وخالف ووالى عليه
أعداءه، فختم له بسوء أعماله، فصار إلى عذاب لا يبيد ولا ينفد، قد خسر الدنيا
والآخرة، ذلك هو الخسران المبين.

ثمّ قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: معاشر عباد اللّه! عليكم بخدمة من أكرمه اللّه
بالارتضاء، واجتباه بالاصطفاء، وجعله أفضل أهل الأرض والسماء بعد محمّد سيّد
الأنبياء عليّ بن أبي طالب عليه‏السلام، وبموالاة أوليائه، ومعاداة أعدائه، وقضاء حقوق
إخوانكم الذين هم في موالاته ومعاداة أعدائه شركاؤكم.

فإنّ رعاية عليّ أحسن من رعاية هؤلاء التجّار الخارجين بصاحبكم - الذي

ذكرتموه - إلى الصين الذي عرضوه للغناء، وأعانوه بالشراء.

أما أنّ من شيعة عليّ لمن يأتي يوم القيامة وقد وضع له في كفّة سيّئاته من الآثام
ما هو أعظم من الجبال الرواسي والبحار التيّارة، تقول الخلائق: هلك هذا العبد، فلا
يشكّون أنّه من الهالكين، وفي عذاب اللّه من الخالدين.

فيأتيه النداء من قبل اللّه عزّ وجلّ: يا أيّها العبد الخاطيء [ الجاني]، هذه الذنوب
الموبقات، فهل بإزائها حسنات تكافئها، فتدخل جنّة اللّه برحمة اللّه، أو تزيد عليها
فتدخلها بوعد اللّه؟

يقول العبد: لا أدري.

فيقول منادي ربّنا عزّ وجلّ: فإنّ ربّي يقول: ناد في عرصات القيامة: ألا إنّ
فلان  بن فلان من أهل بلد كذا [ وكذا] قد رهنت بسيّئات كأمثال الجبال والبحار،
ولا حسنات لي بإزائها، فأيّ أهل هذا المحشر كان لي عنده يد أو عارفة فليغثني
بمجازاتي عنها، فهذا أوان شدّة حاجتي إليها.

فينادي الرجل بذلك.

فأوّل من يجيبه عليّ بن أبي طالب عليه‏السلام: لبّيك لبّيك [ لبّيك]، أيّها الممتحن في
محبّتي، المظلوم بعداوتي! ثمّ يأتي هو ومعه عدد كثير وجمّ غفير، وإن كانوا أقلّ عددا
من خصمائه الذين لهم قبله الظلامات.

فيقول ذلك العدد: يا أمير المؤمنين! نحن إخوانه المؤمنون كان بنا بارّا ولنا
مكرّما، وفي معاشرته إيّانا مع كثرة إحسانه إلينا متواضعا، وقد نزلنا له، عن جميع
طاعاتنا، وبذلناها له.

فيقول عليّ عليه‏السلام: فبما ذا تدخلون جنّة ربّكم؟

فيقولون: برحمته الواسعة التي لا يعدمها من والاك ووالى آلك، يا أخا رسول
اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم !


فيأتي النداء من قبل اللّه عزّ وجلّ: يا أخا رسول اللّه! هؤلاء إخوانه المؤمنون قد
بذلوا له، فأنت ماذا تبذل له؟ فإنّي أنا الحاكم ما بيني وبينه من الذنوب قد غفرتها له
بموالاته إيّاك وما بينه وبين عبادي من الظلامات، فلابدّ من فصل الحكم بينه
وبينهم.

فيقول عليّ عليه‏السلام: يا ربّ! أفعل ما تأمرني.

فيقول اللّه عزّ وجلّ: [ يا عليّ!] اضمن لخصمائه تعويضهم عن ظلاماتهم قبله،
فيضمن لهم عليّ عليه‏السلام ذلك ويقول لهم: اقترحوا على ما شئتم، أعطكموه عوضا عن
ظلاماتكم قبله.

فيقولون: يا أخا رسول اللّه! تجعل لنا بازاء ظلاماتنا قبله ثواب نفس من
أنفاسك ليلة بيتوتتك على فراش محمّد رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم؟

فيقول عليّ عليه‏السلام: قد وهبت ذلك لكم.

فيقول اللّه عزّ وجلّ: فانظروا يا عبادي! الآن إلى ما نلتموه من عليّ [ بن أبي
طالب عليه‏السلام
]فداء لصاحبه من ظلاماتكم.

ويظهر لهم ثواب نفس واحد في الجنان من عجائب قصورها وخيراتها، فيكون
من ذلك ما يرضى اللّه عزّ وجلّ به خصماء أولئك المؤمنين.

ثمّ يريهم بعد ذلك من الدرجات والمنازل، ما لا عين رأت، ولا أُذن سمعت، ولا
خطر على بال بشر.

فيقولون: يا ربّنا! هل بقي من جنّاتك شيء؟ إذا كان هذا كلّه لنا فأين يحلّ سائر
عبادك المؤمنين والأنبياء والصدّيقين والشهداء والصالحين؟

ويخيّل إليهم عند ذلك أنّ الجنّة بأسرها قد جعلت لهم.

فيأتي النداء من قبل اللّه عزّ وجلّ: يا عبادي! هذا ثواب نفس من أنفاس عليّ
[ بن أبي طالب] الذي قد اقترحتموه عليه، قد جعله لكم فخذوه وانظروا، فيصيرون

هم، وهذا المؤمن الذي عوضهم عليّ عليه‏السلام عنه إلى تلك الجنان، ثمّ يرون ما يضيفه
اللّه عزّ وجلّ إلى ممالك عليّ عليه‏السلام في الجنان ما هو أضعاف ما بذله عن وليّه الموالي له
ممّا شاء اللّه عزّ وجلّ من الأضعاف التي لا يعرفها غيره.

ثمّ قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: أذلك خير نزلاً أم شجرة الزقّوم المعدّة لمخالفي أخي
ووصيّي عليّ بن أبي طالب عليه‏السلام[73].

(3533) 3 ـ الإمام العسكريّ عليه‏السلام: قال العالم موسى بن جعفر عليهماالسلام: إنّ رسول
اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلملمّا أوقف أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‏السلام في يوم الغدير موقفه
المشهور المعروف، ثمّ قال: يا عباد اللّه! أنسبوني.

فقالوا: أنت محمّد بن عبد اللّه بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف.

ثمّ قال: أيّها الناس ! ألست أولى بكم من أنفسكم؟

(قالوا: بلى، يا رسول اللّه!

قال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم): مولاكم أولى بكم من أنفسكم؟

قالوا: بلى، يا رسول اللّه!

فنظر إلى السماء وقال: «اللّهمّ اشهد».

يقول هو ذلك صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم و [ هم] يقولون ذلك - ثلاثا - .

ثمّ قال: ألا [ ف] من كنت مولاه وأولى به، فهذا عليّ مولاه وأولى به، «اللّهمّ وال
من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله»
، ثمّ قال: قم، يا
أبا بكر! فبايع له بإمرة المؤمنين، فقام فبايع له بإمرة المؤمنين.


ثمّ قال: قم، يا عمر! فبايع له بإمرة المؤمنين، فقام فبايع له بإمرة المؤمنين.

ثمّ قال بعد ذلك لتمام (التسعة، ثمّ لرؤساء) المهاجرين والأنصار، فبايعوا كلّهم،
فقام من بين جماعتهم عمر بن الخطّاب، فقال: بخّ بخّ لك يا ابن أبي طالب! أصبحت
مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة.

ثمّ تفرّقوا عن ذلك، وقد وكّدت عليهم العهود والمواثيق.

ثمّ إنّ قوما من متمرّديهم وجبابرتهم تواطأوا بينهم لئن كانت لمحمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم كائنة
ليدفعنّ هذا الأمر عن عليّ، ولا يتركونه له.

فعرف اللّه تعالى ذلك من قبلهم، وكانوا يأتون رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلمويقولون: لقد
أقمت علينا أحبّ (خلق اللّه) إلى اللّه وإليك وإلينا، كفيتنا به مؤنة الظلمة لنا،
والجائرين في سياستنا، وعلم اللّه تعالى من قلوبهم خلاف ذلك، ومن مواطأة
بعضهم لبعض أنّهم على العداوة مقيمون، ولدفع الأمر عن مستحقّه مؤثرون.

فأخبر اللّه عزّ وجلّ محمّدا عنهم، فقال: يا محمّد! «وَ مِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ ءَامَنَّا
بِاللَّهِ
»الذي أمرك بنصب عليّ إماما، وسائسا لأُمّتك ومدبّرا «وَ مَا هُم
بِمُؤْمِنِينَ
»[74].

بذلك، ولكنّهم يتواطؤون على إهلاكك وإهلاكه، يوطّنون أنفسهم على التمرّد على
عليّ عليه‏السلامإن كانت بك كائنة[75].

(3534) 4 ـ الإمام العسكريّ عليه‏السلام: قال [الإمام ]موسى بن جعفر عليهماالسلام: إنّ رسول
اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلملمّا اعتذر هؤلاء [المنافقين إليه
]بما اعتذروا، تكرّم عليهم بأن قبل

ظواهرهم، ووكّل بواطنهم إلى ربّهم، لكن جبرئيل عليه‏السلام أتاه، فقال: يا محمّد! إنّ العليّ
الأعلى يقرأ عليك السلام ويقول: اخرج بهؤلاء المردة الذين اتّصل بك عنهم في
عليّ عليه‏السلام على نكثهم لبيعته وتوطينهم نفوسهم على مخالفتهم عليّا ليظهر من عجائب
ما أكرمه اللّه به من طواعية[76] الأرض والجبال والسماء له وسائر ما خلق اللّه - لما
أوقفه موقفك وأقامه مقامك -.

ليعلموا أنّ وليّ اللّه عليّا غنيّ عنهم، وأنّه لا يكفّ عنهم انتقامه منهم إلاّ بأمر اللّه
الذي له فيه وفيهم التدبير الذي هو بالغه، والحكمة التي هو عامل بها وممض لما
يوجبها.

فأمر رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلمالجماعة - من الذين اتّصل به عنهم ما اتّصل في أمر
عليّ عليه‏السلام والمواطأة على مخالفته - بالخروج.

فقال لعليّ عليه‏السلام - لمّا استقرّ عند سفح بعض جبال المدينة - : يا عليّ! إنّ اللّه
عزّ وجلّ أمر هؤلاء بنصرتك ومساعدتك، والمواظبة على خدمتك، والجدّ في
طاعتك، فإن أطاعوك فهو خير لهم يصيرون في جنان اللّه ملوكا خالدين ناعمين،
وإن خالفوك فهو شرّ لهم، يصيرون في جهنّم خالدين معذّبين.

ثمّ قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم لتلك الجماعة: اعلموا أنّكم إن أطعتم عليّا عليه‏السلامسعدتم،
وإن خالفتموه شقيتم، وأغناه اللّه عنكم بمن سيريكموه وبما سيريكموه.

ثمّ قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: يا عليّ! سل ربّك بجاه محمّد وآله الطيّبين، الذين أنت
بعد محمّد سيّدهم، أن يقلّب لك هذه الجبال ما شئت.

فسأل ربّه تعالى ذلك، فانقلبت فضّة.

ثمّ نادته الجبال: يا عليّ! يا وصيّ رسول ربّ العالمين، إنّ اللّه قد أعدّنا لك إن

أردت إنفاقنا في أمرك، فمتى دعوتنا أجبناك لتمضي فينا حكمك، وتنفذ فينا قضاءك.

ثمّ انقلبت ذهبا أحمر كلّها، وقالت مقالة الفضّة، ثمّ انقلبت مسكا وعنبرا
[وعبيرا
]وجواهر ويواقيت، وكلّ شيء منها ينقلب إليه يناديه:

يا أبا الحسن! يا أخا رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم نحن المسخّرات لك، ادعنا متى شئت،
لتنفقنا فيما شئت نجبك، ونتحوّل لك إلى ما شئت.

ثمّ قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: أرأيتم قد أغنى اللّه عزّ وجلّ عليّا - بما ترون - عن
أموالكم؟

ثمّ قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: يا عليّ! سل اللّه عزّ وجلّ بمحمّد وآله الطيّبين، الذين
أنت سيّدهم بعد محمّد رسول اللّه، أن يقلّب لك أشجارها رجالاً شاكي الأسلحة،
وصخورها أسُودا ونُمورا وأفاعي.

فدعا اللّه عليّ بذلك، فامتلأت تلك الجبال، والهِضاب[77]، وقرار الأرض من
الرجال الشاكي الأسلحة الذين لا يفي بواحد منهم عشرة آلاف من الناس
المعهودين، ومن الأسود والنمور والأفاعي حتّى طبقت تلك الجبال والأرضون
والهضاب بذلك.

[و] كلّ ينادي: يا عليّ! يا وصيّ رسول اللّه! ها نحن قد سخّرنا اللّه لك، وأمرنا
بإجابتك - كلّما دعوتنا - إلى اصطلام كلّ من سلّطتنا عليه، فمتى شئت فادعنا نجبك،
وبما شئت فأمرنا به نطعك.

يا عليّ! يا وصيّ رسول اللّه! إنّ لك عند اللّه من الشأن العظيم، ما لو سألت اللّه
أن يصيّر لك أطراف الأرض وجوانبها هيئة واحدة كصرّة كيس لفعل، أو يحطّ لك

السماء إلى الأرض لفعل، أو يرفع لك الأرض إلى السماء لفعل، أو يقلّب لك ما في
بحارها الأُجاج ماء عذبا أو زئبقا بانا، أو ما شئت من أنواع الأشربة والأدهان
لفعل.

ولو شئت أن يجمّد البحار، ويجعل سائر الأرض هي البحار لفعل، فلا يحزنك تمرّد
هؤلاء المتمرّدين، وخلاف هؤلاء المخالفين، فكأنّهم بالدنيا إذا انقضت عنهم كأن لم
يكونوا فيها (وكأنّهم بالآخرة إذا وردت عليهم كأن) لم يزالوا فيها.

يا عليّ! إنّ الذي أمهلهم مع كفرهم وفسقهم في تمرّدهم عن طاعتك هو الذي
أمهل فرعون ذا الأوتاد، ونمرود بن كنعان، ومن ادّعى الإلهيّة من ذوي الطغيان،
وأطغى الطغاة إبليس رأس الضلالات.

[و]ما خلقت أنت ولا هم لدار الفناء، بل خلقتم لدار البقاء، ولكنّكم تنقلون من
دار إلى دار، ولا حاجة لربّك إلى من يسوسهم ويرعاهم، ولكنّه أراد تشريفك
عليهم، وإبانتك بالفضل فيهم، ولو شاء لهداهم.

قال عليه‏السلام: فمرضت قلوب القوم لما شاهدوه من ذلك مضافا إلى ما كان [في
قلوبهم] من مرض حسدهم [له و
]لعليّ بن أبي طالب عليه‏السلام.

فقال اللّه عند ذلك: «فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ»أي [في] قلوب هؤلاء المتمرّدين
الشاكّين الناكثين لما أخذت عليهم من بيعة عليّ بن أبي طالب عليه‏السلام«فَزَادَهُمُ اللَّهُ
مَرَضًا
»بحيث تاهت له قلوبهم جزاء بما أريتهم من هذه الآيات [و
]المعجزات
«وَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمُم بِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ»[78] محمّدا، ويكذبون في قولهم إنّا على البيعة
والعهد مقيمون[79].


5 ـ الإمام العسكريّ عليه‏السلام: ...  قال موسى بن جعفر عليهماالسلام: ...  هؤلاء الناكثون
للبيعة ... إذا لقوا سلمان والمقداد وأباذرّ وعمّار ... قال أوّلهم: مرحبا بسلمان ابن
الإسلام الذي قال فيه محمّد سيّد الأنام: لو كان الدين معلّقا بالثريا لتناوله رجال من
أبناء فارس، هذا أفضلهم يعنيك.

وقال فيه: سلمان منّا أهل البيت، فقرنه بجبرئيل الذي قال له يوم العباء [لمّا ]قال
لرسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: وأنا منكم؟

فقال: وأنت منّا ... ثمّ يقول للمقداد: [و] مرحبا بك يا مقداد! أنت الذي قال فيك
رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم لعليّ عليه‏السلام: يا عليّ! المقداد أخوك في الدين، وقد قدّمنك، فكأنّه
بعضك حبّا لك، وبغضا لأعدائك، وموالاة لأوليائك لكنّ ملائكة السموات
والحجب أكثر حبّا لك منك لعليّ عليه‏السلام، وأشدّ بغضا على أعدائك منك على أعداء
عليّ عليه‏السلام، فطوباك، ثمّ طوباك.

ثمّ يقول لأبي ذرّ: مرحبا بك يا أبا ذرّ [و] أنت الذي قال فيك رسول
اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: ما أقلّت الغبراء، ولا أظلّت الخضراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذرّ.

قيل: بما ذا فضّله اللّه تعالى بهذا وشرّفه؟

قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: لأنّه كان بفضل عليّ أخي رسول اللّه قوّالاً، وله في كلّ
الأحوال مدّاحا، ولشانئيه وأعدائه شانئا، ولأوليائه وأحبّائه مواليا، [و] سوف
يجعله اللّه عزّ وجلّ في الجنان من أفضل سكّانها، ويخدمه ما لا يعرف عدده إلاّ اللّه
من وصائفها وغلمانها وولدانها.


ثمّ يقول لعمّار بن ياسر: أهلاً وسهلاً ومرحبا بك يا عمّار! نلت بموالاة أخي
رسول اللّه - مع أنّك وادع، رافه لا تزيد على المكتوبات والمسنونات من سائر
العبادات - ما لا يناله الكادّ بدنه ليلاً ونهارا، يعني الليل قياما والنهار صياما،
والباذل أمواله وإن كانت جميع [أموال] الدنيا له.

مرحبا بك قد رضيك رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم لعليّ أخيه مصافيا، وعنه مناويا حتّى
أخبر أنّك ستقتل في محبّته، وتحشر يوم القيامة في خيار زمرته، وفّقني اللّه تعالى لمثل
عملك وعمل أصحابك ممّن يوفّر على خدمة محمّد رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، وأخي محمّد
عليّ وليّ اللّه، ومعاداة أعدائهما بالعداوة، ومصافّات أوليائهما بالموالاة والمتابعة،
سوف يسعدنا اللّه يومنا هذا إذا التقيناكم ... [80].

6 ـ الإمام العسكريّ عليه‏السلام: قال موسى بن جعفر عليهماالسلام: إنّ رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم لمّا
قدم المدينة كثر حوله المهاجرون والأنصار وكثرت عليه المسائل، وكانوا يخاطبونه
بالخطاب الشريف العظيم الذي يليق به صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم ... وكان رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم بهم
رحيما، وعليهم عطوفا، وفي إزالة الآثام عنهم مجتهدا حتّى أنّه كان ينظر إلى كلّ من
يخاطبه، فيعمل على أن يكون صوته صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلممرتفعا على صوته ليزيل عنه ما توعّده
اللّه [به] من إحباط أعماله حتّى أنّ رجلاً أعرابيّا ناداه يوما وهو خلف حائط
بصوت له جهوريّ: يا محمّد، فأجابه بأرفع من صوته، يريد أن لا يأثم الأعرابيّ
بارتفاع صوته.

فقال له الأعرابيّ: أخبرني عن التوبة إلى متى تقبل؟

فقال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: يا أخا العرب إنّ بابها مفتوح لابن آدم لا يسدّ حتّى

تطلع الشمس من مغربها ...

ثمّ قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: يا عباد اللّه! هذا سعد بن معاذ من خيار عباد اللّه آثر
رضى اللّه على سخط قراباته وأصهاره من اليهود، وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر،
وغضب لمحمّد رسول اللّه ولعليّ وليّ اللّه ووصيّ رسول اللّه أن يخاطبا بما لا يليق
بجلالتهما.

فشكر اللّه له تعصّبه لمحمّد وعليّ وبوّأه في الجنّة منازل كريمة، وهيّأ له فيها خيرات
واسعة، لا تأتي الألسن على وصفها، ولا القلوب على توهّمها والفكر فيها، ولسلكة
من مناديل موائده في الجنّة خير من الدنيا بما فيها من زينتها ولجينها وجواهرها
وسائر أموالها ونعيمها.

فمن أراد أن يكون فيها رفيقه وخليطه فليتحمّل غضب الأصدقاء والقرابات،
وليؤثر عليهم رضى اللّه في الغضب لرسول اللّه [محمّد]، وليغضب إذا رأى الحقّ
متروكا ورأى الباطل معمولاً به.

وإيّاكم والتهوّن فيه مع التمكّن والقدرة وزوال التقيّة، فإنّ اللّه تعالى لا يقبل لكم
عذرا عند ذلك.

ولقد أوحى اللّه فيما مضى قبلكم إلى جبرئيل، وأمره أن يخسف ببلد يشتمل على
الكفّار والفجّار.

فقال جبرئيل: يا ربّ أخسف بهم إلاّ بفلان الزاهد ليعرف ما ذا يأمر اللّه به؟

فقال اللّه عزّ وجلّ: بل اخسف بفلان قبلهم.

فسأل ربّه، فقال: يا ربّ عرّفني لم ذلك؟ وهو زاهد عابد.

قال: مكّنت له وأقدرته، فهو لا يأمر بالمعروف، ولا ينهى عن المنكر، وكان
يتوفّر على حبّهم في غضبي لهم.

فقالوا: يا رسول اللّه! وكيف بنا ونحن لا نقدر على إنكار ما نشاهده من منكر؟


فقال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: لتأمرنّ بالمعروف ولتنهنّ عن المنكر، أو ليعمّنّكم عقاب
اللّه، ثمّ قال: من رأى منكم منكرا فلينكره بيده إن استطاع، فإن لم يستطع فبلسانه،
فإن لم يستطع فبقلبه، فحسبه أن يعلم اللّه من قلبه أنّه لذلك كاره.

فلمّا مات سعد بن معاذ بعد أن شفى من بني قريظة بأن قتلوا أجمعين.

قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: يرحمك اللّه يا سعد! فلقد كنت شجّا في حلوق الكافرين،
لو بقيت لكففت العجل الذي يراد نصبه في بيضة المسلمين كعجل قوم موسى.

قالوا: يا رسول اللّه أو عجل يراد أن يتّخذ في مدينتك هذه؟!

قال: بلى، واللّه يراد، ولو كان سعد فيهم حيّا، لما استمرّ تدبيرهم ويستمرّون
ببعض تدبيرهم، ثمّ اللّه تعالى يبطله.

قالوا: أخبرنا كيف يكون ذلك؟

قال: دعوا ذلك لما يريد اللّه أن يدبّره[81].

(3535) 7 ـ عليّ بن جعفر رحمه‏الله: أخبرنا أحمد بن موسى، بإسناده، عن عليّ بن
جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر عليهماالسلام، قال: سألته عن الرجل يتصدّق على ولده،
أيصلح له أن يردّها؟

قال عليه‏السلام: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: الذي يتصدّق بصدقة، ثمّ يرجع فيها مثل الذي
يقيء، ثمّ يرجع في قيئه[82].

(3536) 8 ـ عليّ بن جعفر رحمه‏الله: أخبرنا أحمد بن موسى بن جعفر بن أبي العبّاس،
قال: حدّثنا أبو جعفر بن يزيد بن النضر الخراسانيّ من كتابه في جمادي الآخرة،

سنة إحدى وثمانين ومائتين، قال: حدّثنا عليّ بن الحسن بن عليّ بن عمر بن عليّ بن
الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم‏السلام، عن عليّ بن جعفر بن محمّد، عن أخيه موسى بن
جعفر عليهم‏السلام، قال: سألته عن الصدقة فيما هي؟

قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: في تسعة، الحنطة، والشعير، والتمر، والزبيب،
والذهب، والفضّة، والإبل، والبقر، والغنم، وعفي عمّا سوى ذلك[83].

(3537) 9 ـ عليّ بن جعفر رحمه‏الله: أخبرنا أحمد بن موسى بن جعفر بن أبي العبّاس،
قال: حدّثنا أبو جعفر بن يزيد بن النضر الخراسانيّ من كتابه في جمادي الآخرة،
سنة إحدى وثمانين ومائتين، قال: حدّثنا عليّ بن الحسن بن عليّ بن عمر بن عليّ بن
الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم‏السلام، عن عليّ بن جعفر بن محمّد، عن أخيه موسى بن
جعفر عليهم‏السلام، قال: سألته عن كسب الحجّام؟

قال عليه‏السلام: إنّ رجلاً أتى رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم يسأل عنه؟

فقال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم له: ( هل لك ناضح )؟

قال: نعم، قال: (أعلفه إيّاه)[84].

10 ـ العيّاشيّ رحمه‏الله: عن سماعة بن مهران، عن أبي إبراهيم عليه‏السلام ...

قال عليه‏السلام: يقوم الناس يوم القيمة مقدار أربعين عاما، ويؤمر الشمس فتركب
على رؤوس العباد، ويلجمهم العرق، ويؤمر الأرض لا تقبل عن عرقهم شيئا،
فيأتون آدم فيشفعون له فيدلّهم على نوح، ويدلّهم نوح على إبراهيم، ويدلّهم إبراهيم
على موسى، ويدلّهم موسى على عيسى عليهم‏السلام، ويدلّهم عيسى على محمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم،

فيقول: عليكم بمحمّد خاتم النبيّين.

فيقول محمّد: أنا لها، فينطلق حتّى يأتي باب الجنّة فيدقّ، فيقال له: من هذا، واللّه
أعلم؟

فيقول: محمّد، فيقال: افتحوا له.

فإذا فتح الباب استقبل ربّه فخرّ ساجدا، فلا يرفع رأسه حتّى يقال له: تكلّم،
وسل تعط، واشفع تشفّع، فيرفع رأسه فيستقبل ربّه فيخرّ ساجدا، فيقال له: مثلها،
فيرفع رأسه حتّى أنّه ليشفع من قد أُحرق بالنار، فما أحد من الناس يوم القيمة في
جميع الأمم أوجه من محمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم ... [85].

(3538) 11 ـ البرقيّ رحمه‏الله: عن أبيه، عمّن ذكره، عن أبي الحسن موسى بن جعفر،
عن أبيه، عن جدّه عليهم‏السلام قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: يا عليّ! إذا سافرت فلا تنزل
الأودية، فإنّها مآوي الحيّات والسباع[86].

(3539) 12 ـ البرقيّ رحمه‏الله: عن أبيه، عمّن ذكره، عن أبي الحسن موسى عليه‏السلام، قال:
في وصيّة رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم لعليّ عليه‏السلام: يا عليّ! إذا أكلت فقل: «بسم اللّه»، وإذا
فرغت فقل: «الحمد للّه»، فإنّ حافظيك لا يبرحان يكتبان لك الحسنات حتّى
تبعّده عنك[87].

(3540) 13 ـ البرقيّ رحمه‏الله: عن أبيه، عمّن حدّثه، عن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن
جدّه عليهم‏السلام قال: كان فيما أوصى به رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم عليّا عليه‏السلام أن قال له: يا عليّ!

كل الزيت، وادّهن به، فإنّه من أكل الزيت وادّهن به لم يقربه الشيطان أربعين
يوما[88].

(3541) 14 ـ البرقيّ رحمه‏الله: عن أبيه، عن عبد اللّه بن المغيرة، عن أبي الحسن عليه‏السلام،
قال: كان النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم إذا شرب اللبن قال: «اللّهمّ بارك لنا فيه وزدنا منه»[89].

(3542) 15 ـ البرقيّ رحمه‏الله: عن أبيه، عمّن ذكره، عن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن
جدّه عليهم‏السلام قال: كان فيما أوصى به رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم عليّا عليه‏السلام أن قال: يا عليّ! كل
العدس، فإنّه مبارك مقدّس، وهو يرقّ القلب، ويكثر الدمعة، وإنّه بارك عليه سبعون
نبيّا[90].

(3543) 16 ـ البرقيّ رحمه‏الله: أبو الحسن البجليّ، عن الحسين بن إبراهيم، عن سليمان
بن جعفر الجوهريّ، عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام قال: كسر رسول
اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم سفرجلة، وأطعم جعفر بن أبي طالب، وقال له: كلّ، فإنّه يصفّي اللون،
ويحسّن الولد[91].

(3544) 17 ـ البرقيّ رحمه‏الله: عن أبيه، عن محمّد بن سنان أو غيره، عن الحسن بن
عثمان، عن حمزة، عن أبي الحسن عليه‏السلام قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: رحم اللّه
المتخلّلين، قيل: يا رسول اللّه! وما المتخلّلون؟


قال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: يتخلّلون من الطعام، فإنّه إذا بقي في الفمّ تغيّر، فآذى الملك  ريحه[92].

(3545) 18 ـ البرقيّ رحمه‏الله: عن الحسن بن أبي عثمان، عن أبي حمزة، عن
أبي الحسن عليه‏السلام، قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم لجعفر: تخلّل فإنّ الخلال يجلب
الرزق[93].

19 ـ البرقيّ رحمه‏الله: ...  أحمد بن محمّد بن أبي نصر ... عن أبي الحسن عليه‏السلام، قال:
قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: وضع عن أُمّتي ما أكرهوا عليه، وما لم يطيقوا، وما
أخطأوا[94].

20 ـ البرقيّ رحمه‏الله: ...  عن أبي الحسن وأحمد بن محمّد بن أبي نصر جميعا، أبي
الحسن عليه‏السلام، قال: ... قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: وضع عن أُمّتي ما أكرهوا عليه، وما لم
يطيقوا، وما أخطأوا[95].

21 ـ الصفّار رحمه‏الله: ...  عن الحسن بن راشد، قال: سمعت أبا إبراهيم عليه‏السلاميقول: إنّ
اللّه أوحى إلى محمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلمأنّه قد فنيت أيّامك، وذهبت دنياك، واحتجت إلى لقاء
ربّك، فرفع النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلميده إلى السماء وقال: «اللّهمّ عدتك التي وعدتني، إنّك
لا تخلف الميعاد».

فأوحى اللّه إليه: أن ائت أُحدا أنت ومن تثق به، فأعاد الدعاء، فأوحى اللّه إليه:

امض أنت وابن عمّك حتّى تأتي أُحدا ... 

فمضى صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم حتّى انتهى إلى الجبل، ففعل ما أمره، فصادف ما وصف له ربّه، فلمّا
ابتدأ في سلخ الجفرة نزل جبرئيل والروح الأمين وعدّة من الملائكة، لا يحصي
عددهم إلاّ اللّه، ومن حضر ذلك المجلس، ثمّ وضع عليّ عليه‏السلام الجلد بين يديه وجاء به
والدوات والمداد أخضر كهيئة البقل وأشدّ خضرا وأنور.

ثمّ نزل الوحي على محمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلموجعل يملي على عليّ عليه‏السلام، ويكتب عليّ أنّه
يصف كلّ زمان وما فيه، وغمزه بالنظر، وخبّره بكلّ ما كان وما هو كائن إلى يوم
القيمة، وفسّر له أشياء لا يعلم تأويلها إلاّ اللّه والراسخون في العلم، فأخبره
بالكائنين من أولياء اللّه من ذرّيّته أبدا إلى يوم القيمة، وأخبره بكلّ عدوّ يكون لهم
في كلّ زمان من الأزمنة حتّى فهم ذلك وكتب، ثمّ أخبره بأمر يحدث عليه وعليهم
من بعده، فسأله عنها.

فقال: الصبر، الصبر، وأوصى الأولياء بالصبر، وأوصى إلى أشياعهم بالصبر
والتسليم حتّى يخرج الفرج، وأخبره بأشراط أوانه، وأشراط تولّده وعلامات
تكون في ملك بني هاشم ... [96].

(3546) 22 ـ الحميريّ رحمه‏الله: عبد اللّه بن الحسن، عن جدّه عليّ بن جعفر، قال: قال
أخي: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: لا يزني الزاني، وهو مؤمن، ولا يسرق السارق، وهو
مؤمن[97].


(3547) 23 ـ الحميريّ رحمه‏الله: عبد اللّه بن الحسن العلويّ، عن جدّه عليّ بن جعفر،
عن أخيه موسى بن جعفر عليه‏السلام، قال: وسألته عمّا يؤكل من اللحم في الحرم؟

قال: كان رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم لا يحرّم الإبل، والبقر، والغنم، والدجاج[98].

(3548) 24 ـ الحميريّ رحمه‏الله: عبد اللّه بن الحسن، عن جدّه عليّ بن جعفر، عن أخيه
موسى بن جعفر عليه‏السلام، قال: ابتدر الناس إلى قراب سيف رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلمبعد
موته، فإذا صحيفة صغيرة، وجدوا فيها: من آوى محدثا فهو كافر، ومن تولّى غير
مواليه فعليه لعنة اللّه، ومن أعتى الناس على اللّه عزّ وجلّ من قتل غير قاتله، أو
ضرب غير ضاربه[99].

25 ـ الحميريّ رحمه‏الله: ...  عليّ بن جعفر، قال: سألت أخي موسى بن جعفر عليهماالسلام
عن لحوم الحمر الأهلية، أتؤكل؟

قال: نهى عنها رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ... [100].

26 ـ الحميريّ رحمه‏الله: حدّثنا عبد اللّه بن الحسن العلويّ، عن جدّه عليّ بن جعفر،
قال: سألت أخي موسى بن جعفر عليهماالسلام عن رجل أصاب شاة في الصحراء، هل تحلّ
له؟

قال: قال: رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: هي لك، أو لأخيك، أو للذئب.


فخذها، عرّفها حيث أصبتها، فإن عرفت فردّها إلى صاحبها، وإن لم تعرف
فكلها وأنت ضامن لها إن جاء صاحبها يطلب ثمنها أن تردّها عليه[101].

27 ـ الحميريّ رحمه‏الله: ...  معمّر، عن الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر عليهم‏السلامقال:
كنت عند أبي عبد اللّه عليه‏السلام ذات يوم ـ وأنا طفل خماسيّ ـ إذ دخل عليه نفر من
اليهود، فقالوا: أنت ابن محمّد، نبيّ هذه الأمّة، والحجّة على أهل الأرض؟ قال لهم:
نعم ...

فقال أبو عبد اللّه عليه‏السلام: أدن يا موسى! فدنوت، فمسح يده على صدري، ثمّ قال:
اللّهمّ أيّده بنصرك، بحقّ محمّد وآله».

ثمّ قال: سلوه عمّا بدا لكم.

قالوا: وكيف نسأل طفلاً، لا يفقه؟

قلت: سلوني تفقّها، ودعوا العنت ...  قالوا: صدقت، فما أعطي نبيّكم من الآيات
اللاتي نفت الشكّ، عن قلوب من أرسل إليه؟

قلت: ...  من ذلك أنّ أعرابيّا باع ذودا[102] له من أبي جهل، فمطله بحقّه، فأتى
قريشا وقال: أعدّوني على أبي الحكم، فقد لوى حقّي، فأشاروا إلى محمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم،
وهو يصلّي في الكعبة، فقالوا: ائت هذا الرجل فاستعدّه عليه، وهم يهزؤون
بالأعرابيّ، فأتاه فقال له: يا عبد اللّه أعدّني على عمرو بن هشام، فقد منعني حقّي.

قال: نعم، فانطلق معه فدقّ على أبي جهل بابه، فخرج إليه متغيّرا، فقال له: ما
حاجتك؟

قال: أعط الأعرابيّ حقّه، قال: نعم.


وجاء الأعرابيّ إلى قريش فقال: جزاكم اللّه خيرا، انطلق معي الرجل الذي
دللتموني عليه، فأخذ حقّي.

فجاء أبو جهل، فقالوا: أعطيت الأعرابيّ حقّه؟ قال: نعم.

قالوا: إنّما أردنا أن نغريك بمحمّد، ونهزأ بالأعرابيّ.

قال: يا هؤلاء! دقّ بابي، فخرجت إليه، فقال: أعط الأعرابيّ حقّه، وفوقه مثل
الفحل فاتحا فاه، كأنّه يريدني، فقال: أعطه حقّه.

فلو قلت: لا، لابتلع رأسي، فأعطيته ...

ومن ذلك: أنّ قريشا أرسلت سراقة بن جعشم حتّى خرج إلى المدينة في طلبه،
فلحق به فقال صاحبه: هذا سراقة، يا نبيّ اللّه!

فقال: «اللّهمّ اكفنيه»، فساخت قوائم ظهره، فناداه: يا محمّد! خلّ عنّي بموثق
أعطيكه أن لا أناصح غيرك، وكلّ من عاداك لا أصالح.

فقال النبيّ عليه‏السلام: «اللّهمّ إن كان صادق المقال فأطلق فرسه».

فانطلق، فوفى وما انثنى بعد ذلك.

ومن ذلك: أنّ عامر بن الطفيل وأربد بن قيس أتيا النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، فقال عامر
لأربد: إذا أتيناه فأنا أشاغله عنك فأعله بالسيف، فلمّا دخلا عليه، قال عامر: يا
محمّد! حال.

قال: لا، حتّى تقول: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، وأنّي رسول اللّه. وهو ينظر إلى أربد،
وأربد لا يحير شيئا.

فلمّا طال ذلك نهض وخرج وقال لأربد: ما كان أحد على وجه الأرض أخوف
على نفسي فتكا منك، ولعمري لا أخافك بعد اليوم، فقال له أربد: لا تعجل، فإنّي ما
هممت بما أمرتني به إلاّ ودخلت الرجال بيني وبينك، حتّى ما أبصر غيرك،
فأضربك؟!


ومن ذلك: أنّ أربد بن قيس والنضر بن الحارث اجتمعا على أن يسألاه عن
الغيوب فدخلا عليه، فأقبل النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم على أربد فقال: يا أربد! أتذكر ما جئت له
يوم كذا ومعك عامر بن الطفيل؟

فأخبره بما كان فيهما، فقال أربد: واللّه ما حضرني وعامرا، وما أخبرك بهذا إلاّ
ملك من السماء، وأنا أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له وأنّك رسول اللّه.

ومن ذلك: أنّ نفرا من اليهود أتوه، فقالوا لأبي الحسن جدّي: استأذن لنا على ابن
عمّك نسأله، فدخل عليّ عليه‏السلام، فأعلمه، فقال النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: وما يريدون منّي؟ فإنّي
عبد من عبيد اللّه، لا أعلم إلاّ ما علّمني ربّي، ثمّ قال: ائذن لهم، فدخلوا عليه فقال:
أتسألوني عمّا جئتم له، أم أنبّئكم؟

قالوا: نبّئنا.

قال: جئتم تسألوني عن ذي القرنين.

قالوا: نعم، قال: كان غلاما من أهل الروم ثمّ ملك، وأتى مطلع الشمس ومغربها،
ثمّ بني السدّ فيها، قالوا: نشهد أنّ هذا كذا.

ومن ذلك: أنّ وابصة بن معبد الأسديّ أتاه فقال: لا أدع من البرّ والإثم شيئا إلاّ
سألته عنه، فلمّا أتاه، قال له بعض أصحابه: إليك يا وابصة! عن رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم،
فقال النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: ادنه يا وابصة! فدنوت.

فقال: أتسأل عمّا جئت له، أو أخبرك؟

قال: أخبرني، قال: جئت تسأل عن البرّ والإثم.

قال: نعم، فضرب بيده على صدره ثمّ قال: يا وابصة! البرّ ما اطمأنّ به الصدر،
والإثم ما تردّد في الصدر، وجال في القلب وإن أفتاك الناس وأفتوك.

ومن ذلك: أنّه أتاه وفد عبد القيس فدخلوا عليه، فلمّا أدركوا حاجتهم عنده
قال: ائتوني بتمر أهلكم ممّا معكم، فأتاه كلّ رجل منهم بنوع منه، فقال النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم:

هذا يسمّى كذا، وهذا يسمّى كذا، فقالوا: أنت أعلم بتمر أرضنا، فوصف لهم
أرضهم، فقالوا: أدخلتها؟

قال: لا، ولكن فصح لي، فنظرت إليها.

فقام رجل منهم فقال: يا رسول اللّه! هذا خالي وبه خبل، فأخذ بردائه ثمّ قال:
أخرج عدوّ اللّه ـ ثلاثا ـ، ثمّ أرسله فبرأ.

وأتوه بشاة هرمة، فأخذ أحد أذنيها بين أصابعه، فصار ميسما، ثمّ قال: خذوها،
فإنّ هذا السمة في آذان ما تلد إلى يوم القيامة، فهي توالد وتلك في آذآنها معروفة
غير مجهولة.

ومن ذلك: أنّه كان في سفر، فمرّ على بعير قد أعيى، وقام منزلاً على أصحابه،
فدعا بماء فتمضمض منه في إناء، وتوضّأ وقال: افتح فاه، فصبّ في فيه، فمرّ ذلك الماء
على رأسه وحاركه[103]، ثمّ قال:

«اللّهم احمل خلاّدا وعامرا ورفيقيهما» ـ وهما صاحبا الجمل ـ فركبوه وإنّه
ليهتزّ بهم أمام الخيل.

ومن ذلك: أنّ ناقة لبعض أصحابه ضلّت في سفر كانت فيه، فقال صاحبها: لو
كان نبيّا لعلم أمر الناقة. فبلغ ذلك النبيّ عليه‏السلام فقال: الغيب لا يعلمه إلاّ اللّه، انطلق يا
فلان! فإنّ ناقتك بموضع كذا وكذا، قد تعلّق زمامها بشجرة، فوجدها كما قال.

ومن ذلك: أنّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم مرّ على بعير ساقط فتبصبص له، فقال: إنّه ليشكو شرّ
ولاية أهله له، يسأله أن يخرج عنهم، فسأل عن صاحبه فأتاه، فقال: بعه وأخرجه
عنك، فأناخ البعير يرغو ثمّ نهض، وتبع النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم فقال: يسألني أن أتولّى أمره،
فباعه من عليّ عليه‏السلام، فلم يزل عنده إلى أيّام صفّين.


ومن ذلك: أنّه كان في مسجده، إذ أقبل جمل نادّ حتّى وضع رأسه في حجره، ثمّ
خرخر، فقال النبيّ عليه‏السلام: يزعم هذا أن صاحبه يريد أن ينحره في وليمة على ابنه،
فجاء يستغيث.

فقال رجل: يا رسول اللّه! هذا لفلان، وقد أراد به ذلك. فأرسل إليه وسأله أن لا
ينحره، ففعل.

ومن ذلك: أنّه دعا على مضر فقال: «اللّهمّ اشدد وطأتك على مضر، واجعلها
عليهم كسنين يوسف»
. فأصابهم سنون، فأتاه رجل فقال: فو اللّه! ما أتيتك حتّى
لا يخطر لنا فحل، ولا يتردّد منّا رائح.

فقال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: «اللّهمّ دعوتك فأجبتني، وسألتك فأعطيتني،
اللّهمّ فاسقنا غيثا مغيثا مريئا سريعا طبقا سجالاً عاجلاً غير ذائب نافعا غير
ضارّ»
، فما قام حتّى ملأ كلّ شيء ودام عليهم جمعة، فأتوه فقالوا: يا رسول اللّه!
انقطعت سبلنا وأسواقنا، فقال النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: «حوالينا ولا علينا» فانجابت السحابة
عن المدينة، وصار فيما حولها، وأمطروا شهرا.

ومن ذلك: أنّه توجّه إلى الشام قبل مبعثه مع نفر من قريش، فلمّا كان بحيال
بحيراء الراهب نزلوا بفناء ديره، وكان عالما بالكتب، وقد كان قرأ في التوراة مرور
النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم به، وعرف أوان ذلك، فأمر فدعى إلى طعامه، فأقبل يطلب الصفة في
القوم فلم يجدها، فقال: هل بقي فى رحالكم أحد؟

فقالوا: غلام يتيم، فقام بحيراء الراهب فأطلع، فإذا هو برسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلمنائم،
وقد أظلّته سحابة، فقال للقوم: ادعوا هذا اليتيم، ففعلوا، وبحيراء مشرف عليه، وهو
يسير والسحابة قد أظلّته، فأخبر القوم بشأنه، وأنّه سيبعث فيهم رسولاً، ويكون من
حاله وأمره.


فكان القوم بعد ذلك يهابونه ويجلّونه، فلمّا قدموا أخبروا قريشا بذلك، وكان عند
خديجة بنت خويلد، فرغبت في تزويجه، وهي سيّدة نساء قريش، وقد خطبها كلّ
صنديد ورئيس قد أبتهم، فزوّجته نفسها للذي بلغها من خبر بحيراء.

ومن ذلك: أنّه كان بمكّة أيّام ألبّ عليه قومه وعشائره، فأمر عليّا أن يأمر خديجة
أن تتّخذ له طعاما ففعلت، ثمّ أمره أن يدعو له أقرباءه من بني عبد المطّلب، فدعا
أربعين رجلاً فقال: [ هات] لهم طعاما يا عليّ! فأتاه بثريدة وطعام يأكله الثلاثة
والأربعة، فقدّمه إليهم، وقال: كلوا وسمّوا، فسمّى ولم يسمّ القوم، فأكلوا، وصدروا
شبعى.

فقال أبو جهل: جاد ما سحركم محمّد، يطعم من طعام ثلاث رجال أربعين رجلاً،
هذا واللّه! هو السحر الذي لا بعده.

فقال عليّ عليه‏السلام: ثمّ أمرني بعد أيّام فاتّخذت له مثله، ودعوتهم بأعيانهم، فطعموا
وصدروا.

ومن ذلك: أنّ عليّ بن أبي طالب عليه‏السلام قال: دخلت السوق، فابتعت لحما بدرهم،
وذرّة بدرهم، فأتيت به فاطمة عليهاالسلام حتّى إذا فرغت من الخبز والطبخ قالت: لو
دعوت أبي، فأتيته وهو مضطجع، وهو يقول: «أعوذ باللّه من الجوع ضجيعا».

فقلت له: يا رسول اللّه! إنّ عندنا طعاما، فقام واتّكأ عليّ، ومضينا نحو
فاطمة عليهاالسلام، فلمّا دخلنا قال: هلمّ طعامك يا فاطمة! فقدمت إليه البرمة والقرص،
فغطّى القرص، وقال: «اللّهمّ بارك لنا في طعامنا».

ثمّ قال: اغرفي لعائشة، فغرفت، ثمّ قال: اغرفي لأُمّ سلمة، فغرفت، فما زالت
تغرف حتّى وجّهت إلى نسائه التسع قرصة قرصة، ومرقا.

ثمّ قال: اغرفي لأبيك وبعلك، ثمّ قال: اغرفي وكلي واهدي لجاراتك، ففعلت، وبقي
عندهم أيّاما يأكلون.


ومن ذلك: أنّ امرأة عبد اللّه بن مسلم أتته بشاة مسمومة، ومع النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم بشر
بن البراء بن عازب، فتناول النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم الذراع، وتناول بشر الكراع، فأمّا
النبيّ عليه‏السلام فلاكها ولفظها، وقال: إنّها لتخبرني أنّها مسمومة، وأمّا بشر فلاك المضغة،
وابتلعها فمات، فأرسل إليها فأقرّت، وقال: ما حملك على ما فعلت؟

قالت: قتلت زوجي وأشراف قومي، فقلت: إن كان ملكا قتلته، وإن كان نبيّا
فسيطلعه اللّه تبارك وتعالى على ذلك.

ومن ذلك: أنّ جابر بن عبد اللّه الأنصاريّ قال: رأيت الناس يوم الخندق
يحفرون وهم خماص، ورأيت النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم يحفر وبطنه خميص، فأتيت أهلي
فأخبرتها فقالت: ما عندنا إلاّ هذه الشاة، ومحرز من ذرّة.

قال: فاخبزي وذبح الشاة، وطبخوا شقّها، وشووا الباقي، حتّى إذا أدرك، أتى
النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم فقال: يا رسول اللّه! اتّخذت طعاما فائتني أنت ومن أحببت، فشبك
أصابعه في يده، ثمّ نادى: ألا إنّ جابرا يدعوكم إلى طعامه.

فأتى أهله مذعورا خجلاً، فقال لها: هي الفضيحة، قد حفل بهم أجمعين. فقالت:
أنت دعوتهم، أم هو؟

قال: هو، قالت: فهو أعلم بهم، فلمّا رآنا أمر بالأنطاع، فبسطت على الشوارع،
وأمره أن يجمع التواري ـ يعني قصاعا كانت من خشب ـ والجفان، ثمّ قال: ما
عندكم من الطعام؟ فأعلمته، فقال: غطّوا السدانة، والبرمة، والتنّور، واغرفوا
وأخرجوا الخبز واللحم، وغطّوا فما زالوا يغرفون، وينقلون، ولا يرونه ينقص شيئا
حتّى شبع القوم، وهم ثلاثة آلاف، ثمّ أكل جابر وأهله، وأهدوا، وبقي عندهم أيّاما.

ومن ذلك: أنّ سعد بن عبادة الأنصاريّ أتاه عشيّة، وهو صائم فدعاه إلى
طعامه، ودعا معه عليّ بن أبي طالب عليه‏السلام، فلمّا أكلوا قال النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: نبيّ ووصيّ،
يا سعد! أكل طعامك الأبرار، وأفطر عندك الصائمون، وصلّت عليكم الملائكة،

فحمله سعد على حمار قطوف، وألقى عليه قطيفة، فرجع الحمار، وإنّه لهملاج ما
يساير.

ومن ذلك: أنّه أقبل من الحديبيّة، وفي الطريق ماء يخرج من وشل بقدر ما يروي
الراكب والراكبين، فقال: من سبقنا إلى الماء فلا يستقين منه.

فلمّا انتهى إليه دعا بقدح فتمضمض فيه، ثمّ صبّه في الماء، ففاض الماء، فشربوا،
وملؤوا أدواتهم ومياضيهم، وتوضّؤوا.

فقال النبيّ عليه‏السلام: لئن بقيتم، أو بقي منكم، ليتّسعنّ بهذا الوادي بسقي ما بين يديه
من كثرة مائه، فوجدوا ذلك كما قال.

ومن ذلك: إخباره صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم عن الغيوب، وما كان وما يكون، فوجد ذلك موافقا
لما يقول.

ومن ذلك: أنّه أخبر صبيحة الليلة التي أسري به، بما رأى في سفره، فأنكر ذلك
بعض وصدّقه بعض، فأخبرهم بما رأى من المارّة، والممتارة، وهيآتهم، ومنازلهم،
وما معهم من الأمتعة، وأنّه رأى عيرا أمامها بعير أورق، وأنّه يطلع يوم كذا من
العقبة مع طلوع الشمس، فغدوا يطلبون تكذيبه للوقت الذي وقّته لهم.

فلمّا كانوا هناك طلعت الشمس، فقال بعضهم: كذب الساحر، وأبصر آخرون
بالعير قد أقبلت يقدمها الأورق، فقالوا: صدق، هذه نعم قد أقبلت.

ومن ذلك: أنّه أقبل من تبوك فجهدوا عطشا، وبادر الناس إليه يقولون: الماء
الماء، يا رسول اللّه! فقال لأبي هريرة: هل معك من الماء شيء؟

قال: كقدر قدح في ميضاتي.

قال: هلمّ ميضاتك، فصبّ ما فيه في قدح، ودعا وأوعاه وقال: ناد: من أراد
الماء، فأقبلوا يقولون: الماء يا رسول اللّه! فما زال يسكب، وأبو هريرة يسقي حتّى
روي القوم أجمعون، وملؤوا ما معهم، ثمّ قال لأبي هريرة: اشرب، فقال: بل آخركم

شربا، فشرب رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، وشرب.

ومن ذلك: أنّ أخت عبد اللّه بن رواحة الأنصاريّ مرّت به أيّام حفرهم الخندق،
فقال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم لها: إلى أين تريدين؟

قالت: إلى عبد اللّه بهذه التمرات، فقال: هاتيهنّ. فنثرت في كفّه، ثمّ دعا بالأنطاع،
وفرّقها عليها، وغطّاها بالأزر، وقام وصلّى، ففاض التمر على الأنطاع، ثمّ نادى:
هلمّوا وكلوا، فأكلوا وشبعوا، وحملوا معهم، ودفع ما بقي إليها.

ومن ذلك: أنّه كان في سفر فأجهدوا جوعا، فقال: من كان معه زاد فليأتنا به،
فأتاه نفر منهم بمقدار صاع، فدعا بالأزر والأنطاع، ثمّ صفّف التمر عليها، ودعا ربّه،
فأكثر اللّه ذلك التمر حتّى كان أزوادهم إلى المدينة.

ومن ذلك: أنّه أقبل من بعض أسفاره فأتاه قوم، فقالوا: يا رسول اللّه! إنّ لنا بئرا
إذا كان القيظ اجتمعنا عليها، وإذا كان الشتاء تفرّقنا على مياه حولنا، وقد صار من
حولنا عدوّا لنا، فادع اللّه في بئرنا، فتفل صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم في بئرهم، ففاضت المياه المغيبة،
فكانوا لا يقدرون أن ينظروا إلى قعرها ـ بعدُ ـ من كثرة مائها ...

ومن ذلك: أنّ أُمّ جميل امرأة أبي لهب أتته حين نزلت سورة (تبّت)، ومع
النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم أبو بكر بن أبي قحافة، فقال: يا رسول اللّه! هذه أُمّ جميل، محفظة ـ أي
مغضبة ـ تريدك، ومعها حجر تريد أن ترميك به.

فقال: إنّها لا تراني. فقالت لأبي بكر: أين صاحبك؟

قال: حيث شاء اللّه، قالت: لقد جئته، ولو أراه لرميته، فإنّه هجاني، واللات
والعزّى! إنّي لشاعرة، فقال أبو بكر: يا رسول اللّه! لم ترك؟

قال: لا، ضرب اللّه بيني وبينها حجابا ... [104].


(3549) 28 ـ العيّاشيّ رحمه‏الله: عن عليّ بن جعفر، عن أخيه موسى، عن أبي عبد
اللّه عليهماالسلام، قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: إنّه ليس شيء إلاّ وقد وكّل به ملك غير
الصدقة، فإنّ اللّه يأخذ بيده ويربّيه، كما يربّي أحدكم ولده، حتّى يلقاه يوم القيمة،
وهي مثل أُحد[105].

(3550) 29 ـ العيّاشيّ رحمه‏الله: عن سماعة، عن أبي عبد اللّه عليه‏السلام، أو أبي الحسن عليه‏السلام،
قال: ذكر أحدهما: أنّ رجلاً دخل على رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلميوم غنيمة حنين، وكان
يعطى المولّفة قلوبهم، يعطى الرجل منهم مائة راحلة ونحو ذلك.

وقسّم رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم حيث أمر، فأتاه ذلك الرجل قد أزاغ اللّه قلبه وران
عليه، فقال له: ما عدلت حين قسّمت؟!

فقال له رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: ويلك! ما تقول، ألم تر قسّمت الشاة حتّى لم يبق معي
شاة؟ أو لم أقسّم البقرة حتّى لم يبق معي بقرة واحدة؟

أو لم أقسّم الإبل حتّى لم يبق معي بعير واحد؟

فقال بعض أصحابه له: أتركنا يا رسول اللّه! حتّى نضرب عنق هذا الخبيث؟

فقال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: لا، هذا يخرج في قوم يقرؤون القرآن، لا يجوز تراقيهم، بلى
قاتلهم اللّه[106].

(3551) 30 ـ الأشعريّ القمّيّ رحمه‏الله: عن إسحاق بن عمّار، عن أبي إبراهيم عليه‏السلام،
قال: سألته أقال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم لا نذر في معصية؟

قال عليه‏السلام: نعم[107].


(3552) 31 ـ الصفّار رحمه‏الله: حدّثنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن إسماعيل العلويّ، قال:
حدّثنا الحسن بن عمرو العمركيّ، عن عليّ بن جعفر، عن أخيه موسى بن
جعفر عليه‏السلام، عن أبيه، قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: إنّا أهل بيت شجرة النبوّة،
وموضع الرسالة، ومختلف الملائكة، وبيت الرحمة، ومعدن العلم[108].

(3553) 32 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: محمّد بن الحسن و عليّ بن محمّد،
عن سهل بن زياد، عن محمّد بن عيسى، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه الدهقان، عن
درست الواسطيّ، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي الحسن موسى عليه‏السلام، قال:
دخل رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم المسجد فإذا جماعة قد أطافوا برجل فقال: ما هذا؟

فقيل: علاّمة، فقال: وما العلاّمة؟

فقالوا له: أعلم الناس بأنساب العرب ووقائعها وأيّام الجاهليّة والأشعار
العربيّة، قال: فقال: النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم ذاك علم لا يضرّ من جهله ولا ينفع من علمه، ثمّ
قال: النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم إنّما العلم ثلاثة آية محكمة أو فريضة عادلة أو سنّة قائمة، وما
خلاهنّ فهو فضل[109].


(3554) 33 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: الحسين بن محمّد، عن معلّى بن
محمّد، عن أحمد بن محمّد بن عليّ، عن عليّ بن جعفر، قال: سمعت أبا الحسن عليه‏السلام
يقول: بينا رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلمجالس إذ دخل عليه ملك له أربعة وعشرون وجها.

فقال له رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: حبيبى جبرئيل لم أرك في مثل هذه الصورة؟

قال الملك: لست بجبرئيل يا محمّد بعثني اللّه عزّ وجلّ أن أُزوّج النور من النور.

قال: من ممّن؟

قال: فاطمة من عليّ

قال: فلمّا ولّى الملك إذا بين كتفيه محمّد رسول اللّه عليّ وصيّه.

فقال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: منذ كم كتب هذا بين كتفيك؟

فقال: من قبل أن يخلق اللّه آدم باثنين وعشرين ألف عام[110].

(3555) 34 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: عليّ، عن أبيه، ومحمّد بن إسماعيل،
عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمّار، قال: لمّا أفاض
رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم تلقّاه أعرابيّ بالأبطح، فقال: يا رسول اللّه! إنّي خرجت أريد
الحجّ فعاقني، وأنا رجل ميّل ـ يعني كثير المال ـ فمرني أصنع في مالي ما أبلغ به ما
يبلغ به الحاجّ.

قال: فالتفت رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم إلى أبي قبيس فقال: لو أنّ أبا قبيس لك زنته
ذهبة حمراء أنفقته في سبيل اللّه ما بلغت ما بلغ الحاجّ[111].

(3556) 35 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن

عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبد الرحمن، عن درست بن أبي منصور، عن
أبي الحسن موسى عليه‏السلام، قال: سأل رجل رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: ما حقّ الوالد على
ولده؟

قال: لا يسمّيه باسمه، ولا يمشي بين يديه، ولا يجلس قبله، ولا يستسبّ له[112].

(3557) 36 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: أحمد بن محمّد الكوفيّ، عن إبراهيم
بن الحسين، عن محمّد بن خلف، عن موسى بن إبراهيم المروزيّ، عن أبي الحسن
موسى عليه‏السلام، قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: من أصبح وهو لا يهمّ بظلم أحد غفر اللّه
له ما اجترم[113].

(3558) 37 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد
اللّه بن المغيرة، عن أبي الحسن عليه‏السلام، قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: كن بارّا، واقتصر
على الجنّة، وإن كنت عاقّا [فظّا] فاقتصر على النار[114].

(3559) 38 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد،
عن عليّ بن الحكم، عن عليّ بن أبي حمزة، عن أبي الحسن عليه‏السلام، قال: كان رسول
اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم في بعض مغازيه إذا شكوا إليه البراغيث أنّها تؤذيهم،


فقال: إذا أخذ أحدكم مضجعه، فليقل: «أيّها الأسود الوثّاب الذي لا يبالي
غلقا ولا بابا عزمت عليك بأُمّ الكتاب ألاّ تؤذيني وأصحابيإلى أن يذهب
الليل ويجيء الصبح بما جاء».

والذي نعرفه إلى أن يؤوب الصبح متى ما آب[115].

(3560) 39 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن
شاذان وعليّ بن إبراهيم، عن أبيه جميعا، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد
الحميد، عن أبي الحسن عليه‏السلام، قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: الاحتباء حيطان
العرب[116].

(3561) 40 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن
عمرو بن سعيد، عن عليّ بن عبد اللّه، قال: سمعت أبا الحسن موسى عليه‏السلام، يقول: إنّه
لمّا قبض إبراهيم ابن رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، جرت فيه ثلاث سنن، أمّا واحدة، فإنّه لمّا
مات انكسفت الشمس.

فقال الناس: انكسفت الشمس لفقد ابن رسول اللّه، فصعد رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم
المنبر، فحمد اللّه وأثنى عليه، ثمّ قال: ياأيّها الناس! إنّ الشمس والقمر آيتان من
آيات اللّه، يجريان بأمره مطيعان [له
]لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإن
انكسفتا أو واحدة منهما فصلّوا.

ثمّ نزل عن المنبر فصلّى بالناس صلاة الكسوف، فلمّا سلّم قال: يا عليّ! قم فجهّز
ابني، فقام عليّ عليه‏السلام، فغسّل إبراهيم وحنّطه وكفّنه، ثمّ خرج به ومضى رسول
اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلمحتّى انتهى به إلى قبره، فقال الناس: إنّ رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلمنسي أن

يصلّي على إبراهيم لما دخله من الجزع عليه، فانتصب قائما، ثمّ قال: يا أيّها الناس
أتاني جبرئيل عليه‏السلام بما قلتم زعمتم أنّي نسيت أن أصلّي على ابني لما دخلنى من
الجزع، ألا وإنّه ليس كما ظننتم، ولكن اللطيف الخبير فرض عليكم خمس صلوات،
وجعل لموتاكم من كلّ صلاة تكبيرة، وأمرني أن لا أصلّي إلاّ على من صلّى.

ثمّ قال: يا عليّ! انزل فألحد ابني، فنزل فألحد إبراهيم في لحده، فقال الناس: إنّه لا
ينبغي لأحد أن ينزل في قبر ولده، إذ لم يفعل رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلمفقال لهم رسول
اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: ياأيّها الناس! إنّه ليس عليكم بحرام أن تنزلوا في قبور أولادكم، ولكنّي
لست آمن إذا حلّ أحدكم الكفن عن ولده أن يلعب به الشيطان، فيدخله عند ذلك
من الجزع ما يحبط أجره، ثمّ انصرف[117].

(3562) 41 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: عليّ بن محمّد بن عبد اللّه، عن أحمد
بن أبي عبد اللّه، عن أبيه، عن عبد اللّه بن المغيرة، عن موسى بن بكر، عن
أبي الحسن عليه‏السلام، قال: كان رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، يقول: من موجبات مغفرة الربّ
تبارك وتعالى إطعام الطعام[118].

(3563) 42 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: محمّد بن يحيى، عمّن ذكره، عن

محمّد بن جعفر النوفليّ، عن إبراهيم بن عيسى، عن أبيه، عن أبي الحسن عليه‏السلام: إنّ
رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم طاف بالكعبة حتّى إذا بلغ الركن اليمانيّ رفع رأسه إلى الكعبة، ثمّ
قال: «الحمد للّه الذي  شرّفك وعظّمك، والحمدللّه الذي بعثني نبيّا، وجعل
عليّا إماما، اللّهمّ اهد له خيار خلقك، وجنّبه شرار خلقك»
[119].

(3564) 43 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن حمّاد
بن عيسى، عمّن أخبره، عن العبد الصالح عليه‏السلام، قال: دخلت عليه وأنا أريد أن أسأله
عن مسائل كثيرة، فلمّا رأيته عظم عليّ كلامه، فقلت له: ناولني يدك أو رجلك
أقبّلها، فناولني يده فقبّلتها، فذكرت [قول] رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلمفدمعت عيناي، فلمّا
رآني مطأطئا رأسي، قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: ما من طائف يطوف بهذا البيت
حين تزول الشمس حاسرا عن رأسه حافيا يقارب بين خطاه، ويغضّ بصره،
ويستلم الحجر في كلّ طواف من غير أن يؤذي أحدا، ولا يقطع ذكر اللّه عزّ وجلّ
عن لسانه إلاّ كتب اللّه عزّ وجلّ له بكلّ خطوة سبعين ألف حسنة، ومحى عنه سبعين
ألف سيّئة، ورفع له سبعين ألف درجة، وأعتق عنه سبعين ألف رقبة، ثمن كلّ رقبة
عشرة آلاف درهم، وشفّع في سبعين من أهل بيته، وقضيت له سبعون ألف حاجة،
إن شاء فعاجله، وإن شاء فآجله[120].

(3565) 44 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: أبو عليّ الأشعريّ، عن أبي محمّد
الذهليّ، عن أبي أيّوب المدائنيّ، عن عبد اللّه بن عبد الرحمن، عن ابن بكير، عن أبي

الحسن عليه‏السلام، قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: إنّ النفس إذا أحرزت قوتها استقرّت[121].

(3566) 45 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن
محمّد، عن أبي العبّاس الكوفيّ وعليّ بن إبراهيم، عن أبيه جميعا، عن عمرو بن عثمان،
عن عبد اللّه الدهقان، عن درست، عن عبد الحميد، عن أبي إبراهيم عليه‏السلام، قال: قال
رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: تزوّجوا إلى آل فلان، فإنّهم عفّوا فعفّت نساؤهم، ولا تزوّجوا
إلى آل فلان فإنّهم بغوا فبغت نساؤهم.

وقال مكتوب في التوراة: أنا اللّه قاتل القاتلين، ومفقر الزانين، أيّها الناس! لا
تزنوا فتزني نساؤكم، كما تدين تدان[122].

(3567) 46 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن
عيسى، عن الدهقان، عن درست، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي الحسن عليه‏السلام،
قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: إذا ركب الرجل الدابّة فسمّى، ردفه ملك يحفظه حتّى
ينزل، وإذا ركب ولم يسمّ ردفه شيطان فيقول له: تغنّ، فإن قال له: لا أحسن، قال
له: تمنّ فلا يزال يتمنّى حتّى ينزل.

وقال: من قال إذا ركب الدابّة: «بسم اللّه، لا حول ولا قوّة إلاّ باللّه، «الْحَمْدُ
لِلَّهِ الَّذِى هَدَلـنَا لِهَـذَا
»[123] الآية، و «سُبْحَـنَ الَّذِى سَخَّرَ لَنَا هَـذَا وَ مَا كُنَّا لَهُو
مُقْرِنِينَ
»[124]»، حفظت له نفسه ودابّته حتّى ينزل[125].


(3568) 47 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن
عيسى، عن يونس، عن درست، عن أبي الحسن موسى عليه‏السلام، قال: جاء رجل إلى
النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم فقال: يا رسول اللّه! ما حقّ ابني هذا؟

قال: تحسّن اسمه وأدبه، وضعه موضعا حسنا[126].

(3569) 48 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد،
عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن عمّه حمزة بن بزيع، عن أبي إبراهيم عليه‏السلام، قال:
قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم لجعفر: يا جعفر! كل السفرجل، فإنّه يقوّى القلب، ويشجّع
الجبان[127].

(3570) 49 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي
عبد اللّه، عن أبيه، عن بعض أصحابنا، عن أبي الحسن موسى عليه‏السلام، قال: كان فيما
أوصى به رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم عليّا عليه‏السلام أنّه قال له: يا عليّ! عليك بالدُبّاء[128]، فكله،

فإنّه يزيد في الدماغ والعقل[129].

(3571) 50 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن
محمّد بن خالد، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن، عن أبيه، عن جدّه عليهم‏السلام، قال:
قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: تختّموا باليواقيت، فإنّها تنفي الفقر[130].

51 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ... يزيد بن سليط، قال: لقيت
أبا إبراهيم عليه‏السلام ... ثمّ قال: أُخبرك يا أبا عمارة! ...  لا يوصى إلى أحد منّا حتّى يأتي
بخبره رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، وجدّي عليّ صلوات اللّه عليه، ورأيت مع رسول
اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلمخاتما وسيفا وعصا وكتابا وعمامة.

فقلت: ما هذا يا رسول اللّه؟

فقال لي: أمّا العمامة فسلطان اللّه عزّ وجلّ، وأمّا السيف فعزّ اللّه تبارك و تعالى،
وأمّا الكتاب فنور اللّه تبارك وتعالى، وأمّا العصا فقوّة اللّه، وأمّا الخاتم فجامع هذه
الأمور، ثمّ قال لي: والأمر قد خرج منك إلى غيرك.

فقلت: يا رسول اللّه! أرنيه أيّهم هو؟

فقال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: ما رأيت من الأئمّة أحدا أجزع على فراق هذا الأمر منك ولو
كانت الإمامة بالمحبّة لكان إسماعيل أحبّ إلى أبيك منك، ولكن ذلك من اللّه عزّ
وجلّ.

ثمّ قال أبو إبراهيم: ورأيت ولدي جميعا الأحياء منهم والأموات، فقال لي أمير
المؤمنين عليه‏السلام: هذا سيّدهم وأشار إلى ابني عليّ، فهو منّي وأنا منه، واللّه مع

المحسنين ... .

قال: فقال أبو إبراهيم عليه‏السلام: فأقبلت على رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم فقلت:

قد جمعتهم لي - بأبي وأُمّي - فأيّهم هو؟

فقال: هو الذي ينظر بنور اللّه عزّ وجلّ، ويسمع بفهمه، وينطق بحكمته، يصيب
فلا يخطئ، ويعلم فلا يجهل، معلّما حكما وعلما، هو هذا

- وأخذ بيد عليّ ابني ـ، ثمّ قال: ما أقلّ مقامك معه، فإذا رجعت من سفرك
فأوص وأصلح أمرك، وأفرغ ممّا أردت، فإنّك منتقل عنهم ومجاور غيرهم، فإذا
أردت فادع عليّا، فليغسّلك وليكفّنك، فإنّه طهر لك، ولا يستقيم إلاّ ذلك، وذلك
سنّة قد مضت فاضطجع بين يديه وصفّ إخوته خلفه وعمومته، ومره فليكبّر عليك
تسعا فإنّه قد استقامت وصيّته ووليّك، وأنت حيّ، ثمّ أجمع له ولدك من بعدهم،
فأشهد عليهم وأشهد اللّه عزّ وجلّ وكفى باللّه شهيدا ... [131].

52 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ...  عن عليّ بن أسباط، قال: لمّا ورد
أبو الحسن موسى عليه‏السلامعلى المهديّ رآه يردّ المظالم.

فقال: يا أمير المؤمنين! ما بال مظلمتنا لا تردّ؟

فقال له: وما ذاك يا أبا الحسن؟

قال: إنّ اللّه تبارك وتعالى لمّا فتح على نبيّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم فدك، وما والاها لم يوجف
عليه بخيل ولا ركاب، فأنزل اللّه على نبيّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: «وَ ءَاتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُو» فلم
يدر رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم من هم، فراجع في ذلك جبرئيل، وراجع جبرئيل عليه‏السلامربّه،
فأوحى اللّه إليه: أن ادفع فدك إلى فاطمة عليهاالسلام.


فدعاها رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، فقال لها: يا فاطمة! إنّ اللّه أمرني أن أدفع إليك فدك.

فقالت: قد قبلت يا رسول اللّه! من اللّه ومنك ... [132].

53 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ...  حمّاد بن عيسى، عن بعض أصحابنا،
عن العبد الصالح عليه‏السلام، قال: ... إنّ رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم قال: المسلمون إخوة، تتكافأ
دماؤهم، ويسعى بذمّتهم أدناهم ... [133].

54 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ...  منصور بن بزرج، قال: قلت لأبي
الحسن موسى عليه‏السلام ...  إنّ رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم قال: المسلمون عند شروطهم ... [134].

55 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ...  الحسين بن خالد، قال: سألت
أبا الحسن عليه‏السلام، عن مهر السنّة، كيف صار خمسمائة؟

فقال: إنّ اللّه تبارك وتعالى أوجب على نفسه إلاّ يكبّره مؤمن مائة تكبيرة،
ويسبّحه مائة تسبيحة، ويحمّده مائة تحميدة، ويهلّله مائة تهليلة، ويصلّى على محمّد
وآله مائة مرّة،...  ثمّ أوحى اللّه عزّ وجلّ إلى نبيّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلمأن سنّ مهور المؤمنات
خمسمائة درهم ... [135].

56 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ...  موسى بن إبراهيم، عن
أبي الحسن عليه‏السلام، قال: ... قد حمى رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم النقيع لخيل المسلمين[136].


57 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ...  الحسين بن خالد، قال: قلت
لأبي الحسن عليه‏السلام أخبرني عن المحصن؟ ...

[ فقال عليه‏السلام:] أنّ ماعز بن مالك أقرّ عند رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم بالزنى، فأمر به أن
يرجم، فهرب من الحفيرة، فرماه الزبير بن العوام بساق بعير فعقله، فسقط فلحقه
الناس فقتلوه، ثمّ أخبروا رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم بذلك.

فقال لهم: فهلاّ تركتموه إذا هرب يذهب، فإنّما هو الذي أقرّ على نفسه، وقال لهم:
أما لو كان عليّ حاضرا معكم لما ضللتم، قال: ووداه رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم من بيت مال
المسلمين[137].

58 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ...  إسحاق بن عمّار، عن
أبي إبراهيم عليه‏السلام في الرجل يأتي البهيمة ...

[ فقال عليه‏السلام:] ذبحت وأحرقت بالنار ... فقلت: وما ذنب البهيمة؟

فقال: لا ذنب لها، ولكن رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم فعل هذا، وأمر به ... [138].

59 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ...  الحسين بن خالد، قال: سئل
أبو عبد الله عليه‏السلام، عن رجل قطع رأس رجل ميّت؟

فقال: إنّ اللّه عزّ وجلّ حرّم منه ميّتا كما حرّم منه حيّا، فمن فعل بميّت فعلاً يكون
في مثله اجتياح نفس الحيّ، فعليه الدية.

فسألت عن ذلك أبا الحسن عليه‏السلام؟


فقال: صدق أبو عبد اللّه عليه‏السلام، هكذا قال: رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم ... [139].

60 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ...  محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن
الماضي عليه‏السلام، قال: إنّ رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم دعا الناس إلى ولاية عليّ.

فاجتمعت إليه قريش، فقالوا: يا محمّد! اعفنا من هذا.

فقال لهم رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: هذا إلى اللّه، ليس إليّ ... [140].

61 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ...  عن محمّد بن حكيم، قال:

[ أبو] الحسن عليه‏السلام: ...

قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لا يزني الزانى وهو مؤمن، ولا يسرق السارق وهو
مؤمن[141].

62 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ...  عيسى بن المستفاد أبي موسى
الضرير، قال: حدّثني موسى بن جعفر عليهما السلام، قال:

قلت لأبي عبد اللّه عليه‏السلام: أليس كان أمير المؤمنين عليه‏السلام كاتب الوصيّة،
ورسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلمالمملي عليه، وجبرئيل والملائكة المقرّبون عليهم‏السلامشهود؟

قال: فأطرق طويلاً، ثمّ قال: يا أبا الحسن! قد كان ما قلت ...،

فقلت لأبي الحسن عليه‏السلام: بأبي أنت وأُمّي! ألا تذكر ما كان في الوصيّة؟

فقال: سنن اللّه، وسنن رسوله ...

فقلت: أكان في الوصيّة توثّبهم وخلافهم على أمير المؤمنين عليه‏السلام؟


فقال: نعم، واللّه! ...

لقد قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم لأمير المؤمنين وفاطمة عليهماالسلام: أليس قد فهمتما ما
تقدّمت به إليكما وقبلتماه؟

فقالا: بلى، وصبرنا على ما ساءنا وغاظنا ... [142].

63 ـ ابن شعبة الحرّانيّ رحمه‏الله: وروي عن الإمام الكاظم عليه‏السلام ... 

يا هشام! وجد في ذؤابة سيف رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم إنّ أعتى الناس على اللّه من
ضرب غير ضاربه، وقتل غير قاتله، ومن تولّى غير مواليه فهو كافر بما أنزل اللّه
على نبيّه محمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، ومن أحدث حدثا، أو آوى محدثا لم يقبل اللّه منه يوم القيامة
صرفا ولا عدلاً ...

يا هشام! قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: إذا رأيتم المؤمن صموتا فأدنوا منه، فإنّه يلقي
الحكمة، والمؤمن قليل الكلام كثير العمل، والمنافق كثير الكلام قليل العمل ... [143].

64 ـ عليّ بن جعفر رحمه‏الله: ...  عليّ بن جعفر بن محمّد، عن أخيه موسى بن
جعفر عليهماالسلام، قال: ... قد نهى رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم أن تستر الحيطان برفع بنائها[144].

65 ـ عليّ بن جعفر رحمه‏الله: ...  عليّ بن جعفر بن محمّد، عن أخيه موسى بن
جعفر عليهماالسلام، قال: ... قول رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: الولد للفراش[145].

66 ـ عليّ بن جعفر رحمه‏الله: ...  عليّ بن جعفر بن محمّد، عن أخيه موسى بن

جعفر عليهماالسلام، قال: سألته عن الرجل يطلّق امرأته في غير عدّة؟

فقال عليه‏السلام: إنّ ابن عمر طلّق امرأته على عهد رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم وهي حائض،
فأمره رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم أن يراجعها ولم يحسب تلك التطليقة[146].

(3572) 67 ـ ابن شاذان رحمه‏الله:حدّثنا سهل بن أحمد الديباجيّ، قال: حدّثنا محمّد بن
محمّد بن الأشعث بمصر، قال: حدّثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدّثنا أبي إسماعيل بن
موسى، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن
أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ عليهم‏السلام، قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم:
دخلت الجنّة فرأيت على بابها مكتوبا بالنور: لا إله إلاّ اللّه، محمّد رسول اللّه، عليّ
وليّ اللّه، فاطمة أمة اللّه، الحسن والحسين صفوة اللّه، على محبّيهم رحمة اللّه، وعلى
مبغضيهم لعنة اللّه[147].

(3573) 68 ـ ابن شاذان رحمه‏الله: حدّثني أبو الحسن عليّ بن محمّد بن علويّة
المستملي رحمه‏الله، قال: حدّثني أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد [ بن أبي الثلج]، قال: حدّثني
حمدان بن يحيى، قال: حدّثني محمّد بن صدقة، قال: حدّثني موسى بن جعفر، عن
أبيه، عن محمّد بن عليّ، عن أبيه، عن الحسين بن عليّ عليهم‏السلام، قال: قال رسول
اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: إنّ اللّه تعالى لمّا خلق جنّة عدن قال لها: تزيّني، فتزيّنت، ثمّ ماست

فقال لها: قرّي ـ فوعزّتي وجلالي ـ ما خلقتك إلاّ للمؤمنين، فطوبى لساكنيك.

ثمّ قال: يا عليّ! (أنت أمير المؤمنين وشيعتك المؤمنون، والذي بعثني بالحقّ نبيّا)،
ما خلقت جنّة عدن إلاّ لك ولشيعتك[148].

69 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: ...  عن أبان، قال: سئل أبو الحسن عليه‏السلام، عن رجل
يقتل الحيّة؟ وقال له السائل: إنّه بلغنا أنّ رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم قال: من تركها تخوّفا من
تبعتها فليس منّي.

قال: إنّ رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم قال: ومن تركها تخوّفا من تبعتها فليس منّي  ... [149].

(3574) 70 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: وبهذا الإسناد [ حدّثنا المظفّر بن جعفر بن
المظفّر العويّ السمرقنديّ رضى‏الله‏عنه، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود]، عن محمّد
بن مسعود، عن جعفر بن معروف، قال: أخبرني محمّد بن الحسين، عن جعفر بن
بشير، عن موسى بن بكر الواسطيّ، عن أبي الحسن، عن آبائه عليهم‏السلام، أنّ رسول
اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلمقال: أفضل أعمال أُمّتي انتظار الفرج من اللّه عزّ وجلّ[150].

(3575) 71 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: حدّثنا أبي رحمه‏الله، قال: حدّثنا أحمد بن إدريس،
قال: حدّثنا إبراهيم بن هاشم، عن الحسن بن محبوب، قال: حدّثنا عليّ بن رئاب،
قال: حدّثنا موسى بن بكر، عن أبي الحسن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن
آبائه عليهم‏السلام، قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: لا تستخفّوا بفقراء شيعة عليّ وعترته من
بعده، فإن الرجل منهم ليشفع في مثل ربيعة ومضر[151].


(3576) 72 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: حدّثنا محمّد بن الحسين بن أحمد بن
الوليد رضى‏الله‏عنه، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن العبّاس بن معروف، عن
موسى بن بكر، عن أبي الحسن الأوّل عليه‏السلام قال: قال النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: إنّ اللّه أوحى إلى
موسى: أنّي منزل عليك من السماء نارا، فأسرج منها في بيت المقدس.

فقال: لمّا خرب بُخت نُصَّر البيت، وألقى فيه الكناسات اتّخذ فيه حشا، فشكت
تلك البقعة إلى اللّه عزّ وجلّ، فقالت: يا ربّ! عمرتني بملائكتك، وجعلتي بيتك،
وجعلت في مواضع خيار أنبيائك ورسلك، وسلّطت عليّ مجوسيّا يعبد النيران، ففعل
فيّ ما فعل.

قال: فأوحى اللّه عزّ وجلّ إليها: إنّما فعلت بك هذا ليعلم أهل القرى أنّهم إذا
عصوني كانوا عليّ أهون[152].

(3577) 73 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رضى‏الله‏عنه، قال:
حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار، عن محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعريّ، عن
موسى بن جعفر البغداديّ، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه، عن موسى بن إبراهيم، عن
أبي الحسن موسى عليهم‏السلام، قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلملأمّ سلمة، وقد قالت له: يا
رسول اللّه! تحضر الأضحى، وليس عندي ما أضحّي به، فأستقرض وأضحّي؟

قال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: فاستقرضي، فإنّه دين مقضيّ[153].


(3578) 74 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: حدّثنا أحمد بن محمّد، عن أبيه، عن العمركيّ،
عن عليّ بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر، عن آبائه عليهم‏السلام، قال: قال رسول
اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: يؤمر برجال إلى النار، فيقول اللّه عزّ وجلّ جلاله[154] لمالك: قل للنار: لا
تحرقي لهم أقداما، فقد كانوا يمشون إلى المساجد، ولا تحرقي لهم أوجها فقد كانوا
يسبغون الوضوء، ولا تحرقي لهم أيديا فقد كانوا يرفعونها بالدعاء، ولا تحرقي لهم
ألسنا، فقد كانوا يكثرون تلاوة القرآن، قال: فيقول لهم خازن النار: يا أشقياء! ما
كان حالكم؟

قالوا: كنّا نعمل لغير اللّه تعالى، فقيل لها: خذوا ثوابكم ممّن عملتم له[155].

(3579) 75 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: حدّثنا أبي رحمه‏الله، قال: حدّثنا محمّد بن يحيى، عن
سهل بن زياد، عن جعفر بن محمّد الكوفيّ، عن عبداللّه الدهقان، عن درست، عن
إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي إبراهيم عليه‏السلام، قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: ألا هل
عسى رجل يكذّبني، وهو على حشاياه متّكى‏ء؟

قالوا: يا رسول اللّه! ومن الذي يكذّبك؟

قال: الذي يبلغه الحديث فيقول: ما قال هذا رسول اللّه قطّ، فما جاءكم عنّي من
حديث موافق للحقّ فأنا قلته، وما أتاكم عنّي من حديث لا يوافق الحقّ فلم أقله،
ولن أقول إلاّ الحقّ[156].


(3580) 76 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: وبهذا الإسناد [أي حدّثنا أبي رحمه‏الله، قال: حدّثنا
محمّد بن يحيى، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمّد الكوفيّ، عن عبد اللّه الدهقان،
عن درست، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي إبراهيم عليه‏السلام]، قال: قال رسول
اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: اتّقوا تكذيب اللّه.

قيل: يا رسول اللّه! وكيف ذاك؟

قال: يقول أحدكم: قال اللّه، فيقول اللّه: كذبت لم أقله، أو يقول: لم يقل اللّه،
فيقول اللّه عزّ وجلّ: كذبت قد قلته[157].

(3581) 77 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: أبي رحمه‏الله، قال: حدّثني سعد بن عبد اللّه، قال:
حدّثني أحمد بن أبي عبد اللّه، عن أبيه، عن الحسن بن موسى، قال: سمعت أبا
الحسن عليه‏السلام يقول: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: من أطلى واختضب بالحنّاء آمنه اللّه من
ثلاث خصال: الجذام، والبرص، والآكلة إلى طلية مثلها[158].

(3582) 78 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: وبهذا الإسناد [ أي أبي رحمه‏الله، قال: حدّثني محمّد
بن بحيى العطّار، قال: حدّثني العمركيّ البوفكيّ، عن علي بن جعفر، عن أخيه موسى
بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد عليهم‏السلام]، قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: من قال:
رضيت باللّه ربّا، وبالإسلام دينا، وبمحمّد رسولاً، وبأهل بيته أولياء، كان حقّا على
اللّه أن يرضيه يوم القيامة[159].

(3583) 79 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: وبهذا الإسناد [ أي أبي رحمه‏الله، قال: حدّثني محمّد

بن بحيى العطّار، قال: حدّثني العمركيّ البوفكيّ، عن علي ين جعفر، عن أخيه
موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد عليهم‏السلام]، قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: ألا
أدلّكم على سلاح ينجيكم عن عدوّكم، ويدرّ رزقكم؟

قالوا: نعم.

قال: تدعون بالليل والنهار، فإنّ سلاح المؤمن الدعاء[160].

(3584) 80 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: حدّثني محمّد بن الحسن رضى‏الله‏عنه، قال: حدّثني
محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمّد بن بشّار،
عن عبد اللّه بن درست، عن عبد الحميد، عن أبي إبراهيم موسى بن جعفر عليهماالسلام،
قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: للمريض أربع خصال: يرفع عنه القلم، ويأمر اللّه
الملك يكتب له كلّ فضل كان يعمله في صحّته، ويتتبّع مرضه كلّ عضو في جسده،
فيستخرج ذنوبه منه، فإن مات مات مغفورا له، وإن عاش عاش مغفورا له[161].

(3585) 81 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه رضى‏الله‏عنه، قال:
حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار، عن محمّد بن أحمد، عن محمّد بن عيسى بن عبيد، عن
عبيد اللّه بن عبد اللّه الدهقان، عن درست بن أبي منصور، عن إبراهيم بن
عبد الحميد، عن أبي الحسن عليه‏السلام، قال: لعن رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلمثلاثة: الآكل زاده
وحده، والراكب في الفلاة وحده، والنائم في بيت وحده[162].


(3586) 82 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضى‏الله‏عنه، قال:
حدّثني أبي، قال: حدّثني محمّد بن أحمد، قال: حدّثني أبو عبد اللّه الرازيّ، عن
الحسن بن عليّ بن أبي عثمان، عن موسى بن بكر، عن أبي الحسن الأوّل عليه‏السلام، قال:
قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: إنّ اللّه تبارك وتعالى اختار من كلّ شيء أربعة: اختار من
الملائكة جبرئيل، و ميكائيل، وإسرافيل، وملك الموت عليهم‏السلام.

واختار من الأنبياء أربعة للسيف: إبراهيم، و داود، وموسى، وأنا.

واختار من البيوتات أربعة، فقال: «إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى ءَادَمَ وَنُوحًا وَءَالَ
إِبْرَ هِيمَ وَءَالَ عِمْرَ نَ عَلَى الْعَــلَمِينَ
»[163].

واختار من البلدان أربعة، فقال عزّ وجلّ: «وَ التِّينِ وَ الزَّيْتُونِ * وَ طُورِ
سِينِينَ * وَ هَـذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ
»[164]، فالتين المدينة، والزيتون بيت المقدس، وطور
سينين الكوفة، وهذا البلد الأمين مكّة.

واختار من النساء أربعا: مريم، وآسية، وخديجة، وفاطمة.

واختار من الحجّ أربعة: الثجّ، والعجّ، والإحرام، والطواف، فأمّا الثجّ فالنحر،
والعجّ ضجيج الناس بالتلبية.

واختار من الأشهر أربعة: رجب، وشوّال، وذو القعدة، وذو الحجّة.


واختار من الأيّام أربعة: يوم الجمعة، ويوم التروية، ويوم عرفة، ويوم النحر[165].

83 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: ...  عن محمّد بن أبي عمير، قال: سمعت موسى بن
جعفر عليهماالسلام يقول: لا يخلّد اللّه في النار إلاّ أهل الكفر والجحود وأهل الضلال
والشرك، ومن اجتنب الكبائر من المؤمنين لم يسأل عن الصغائر ...  قال: فقلت له: يا
ابن رسول اللّه! فالشفاعة لمن تجب من المذنبين؟

قال عليه‏السلام: حدّثني أبي، عن آبائه، عن  عليّ عليهم‏السلام قال: سمعت رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم
يقول: إنّما شفاعتي لأهل الكبائر من أُمّتي، فأمّا المحسنون منهم فما عليهم من
سبيل ...  وقد قال النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: كفى بالندم توبة.

وقال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: من سرّته حسنته وسائته سيّئته فهو مؤمن ...  وقد قال
النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: لا كبيرة مع الاستغفار، ولا صغيرة مع الإصرار ... [166].

84 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: ...  عن هشام بن الحكم، عن أبي الحسن
موسى عليه‏السلام ... قال عليه‏السلام: يا هشام! إنّ اللّه تبارك وتعالى خلق السموات سبعا،
والأرضين سبعا، والحجب سبعا، فلمّا أسرى بالنبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، وكان من ربّه كقاب
قوسين أو أدنى رفع له حجاب من حجبه.


فكبّر رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، وجعل يقول: الكلمات التي تقال في الافتتاح، فلمّا رفع
له الثاني كبّر، فلم يزل كذلك حتّى بلغ سبع حجب، وكبّر سبع تكبيرات، فلذلك العلّة
يكبّر في الإفتتاح في الصلاة سبع تكبيرات.

فلمّا ذكر ما رأى من عظمة اللّه ارتعدت فرائصه، فابترك على ركبتيه وأخذ
يقول: «سبحان ربّي العظيم وبحمده»، فلمّا اعتدل من ركوعه قائما نظر إليه في
موضع أعلى من ذلك الموضع خرّ على وجهه، وجعل يقول: «سبحان ربّي الأعلى
وبحمده»
، فلمّا قال سبع مرّات، سكن ذلك الرعب ... [167].

85 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: ... عليّ بن المؤمّل، قال: لقيت موسى بن جعفر عليهماالسلام
وكان يخضب بالحمرة، فقلت: جعلت فداك، ليس هذا من خضاب أهلك.

فقال: أجل ...

ولقد خضب أمير المؤمنين عليه‏السلامبالصفرة، فبلغ النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم ذلك، فقال: إسلام،
فخضبه بالحمرة فبلغ النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم ذلك، فقال: إسلام وإيمان، فخضبه بالسواد فبلغ
النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلمذلك، فقال: إسلام وإيمان ونور[168].

86 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: ...  محمّد بن محمود بإسناده رفعه إلى موسى بن
جعفر عليهماالسلام، أنّه قال: لمّا دخلت على الرشيد سلّمت عليه، فردّ عليّ السلام، ثمّ قال:
يا موسى بن جعفر! خليفتين يجبى إليهما الخراج؟!

فقلت: يا أمير المؤنين! أعيذك باللّه أن تبوء بإثمي وإثمك، وتقبل الباطل من
أعدائنا علينا، فقد علمت أنّه قد كذب علينا منذ قبض رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلمبما علم

ذلك عندك، فإن رأيت بقرابتك من رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم أن تأذن لي أحدّثك بحديث
أخبرني به أبي، عن آبائه، عن جدّه رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم؟

فقال: قد أذنت لك.

فقلت: أخبرني أبي، عن آبائه، عن جدّه رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم أنّه قال: إنّ الرحم إذا
مسّت الرحم تحرّكت واضطربت ...

وقد أمضى أمير المؤمنين عليه‏السلام قضيّة يقول قدماء العامّة عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: أنّه
قال: عليّ أقضاكم ...

على أنّ العلماء قد أجمعوا على أنّ جيرئيل عليه‏السلام قال يوم أحد: يا محمّد! إنّ هذه
لهي المواساة من عليّ.

قال: لأنّه منّي وأنا منه ... [169].

87 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: ...  إسحاق بن عمّار، قال: سألت أبا الحسن موسى
بن جعفر عليه‏السلام ... إنّ أوّل صلاة صلاّها رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلمإنّما صلاّها في السماء بين
يدي اللّه تبارك وتعالى قدّام عرشه جلّ جلاله، وذلك أنّه لمّا أسري به، وصار عند
عرشه تبارك وتعالى فتجلّى له عن وجهه حتّى رآه بعينه.

قال: يا محمّد! أدن من صاد فاغسل مساجدك وطهّرها وصلّ لربّك فدنا رسول
اللّه  صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم إلى حيث أمره اللّه تبارك وتعالى فتوضّأ فأسبغ وضوءه، ثمّ استقبل
الجبّار تبارك وتعالى قائما، فأمره بافتتاح الصلاة، ففعل.

فقال: يا محمّد! إقرأ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَــلَمِينَ»
إلى آخرها، ففعل ذلك، ثمّ أمره أن يقرأ نسبة ربّه تبارك وتعالى «بِسْمِ اللَّهِ

الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ
»، ثمّ أمسك عنه القول.

فقال رسول اللّه  صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ»، فقال: قل «لَمْ يَلِدْ
وَ لَمْ يُولَدْ * وَ لَمْ يَكُن لَّهُو كُفُوًا أَحَدُم
»،   فأمسك عنه القول.

فقال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: كذلك اللّه ربّي، كذلك اللّه ربّي، كذلك اللّه ربّي، فلمّا قال
ذلك.

قال: اركع يا محمّد! لربّك، فركع رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم فقال: له وهو راكع، قل:
«سبحان ربّي العظيم وبحمده»، ففعل ذلك ثلاثا.

ثمّ قال: ارفع رأسك يا محمّد! ففعل ذلك رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم فقام منتصبا بين يدي
اللّه عزّ وجلّ، فقال: اسجد يا محمّد! لربّك فخرّ رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلمساجدا، فقال: قل:
«سبحان ربّي الأعلى وبحمده»، ففعل ذلك رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم ثلاثا.

فقال له: استو جالسا يا محمّد! ففعل فلمّا استوى جالسا ذكر جلال ربّه جلّ
جلاله فخرّ رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم ساجدا من تلقاء نفسه لا لأمر أمره ربّه عزّ وجلّ
فسبّح أيضا ثلاثا.

فقال: انتصب قائما، ففعل فلم ير ما كان رأى من عظمة ربّه جلّ جلاله، فقال له:
اقرأ يا محمّد! وافعل كما فعلت في الركعة الأولى، ففعل ذلك رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلمثمّ
سجد سجدة واحدة، فلمّا رفع رأسه ذكر جلالة ربّه تبارك وتعالى الثانية فخرّ رسول
اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم ساجدا من تلقاء نفسه لا لأمر أمره ربّه عزّ وجلّ فسبّح أيضا.

ثمّ قال له: ارفع رأسك ثبّتك اللّه وأشهد أن لا إله إلاّ اللّه وأنّ محمّدا رسول اللّه
وأنّ الساعة آتية لا ريب فيها، وأنّ اللّه يبعث من في القبور «اللّهمّ صلّي على
محمّد وآل محمّد وارحم محمّدا وآل محمّد كما صلّيت وباركت وترحّمت
ومننت على إبراهيم وآل إبراهيم إنّك حميد مجيد.


اللّهمّ تقبّل شفاعته في أمّته، وارفع درجته».

ففعل، فقال: سلّم يا محمّد! استقبل، فاستقبل رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم ربّه تبارك
وتعالى وتقدّس وجهه مطرقا.

فقال: السلام عليك، فأجابه الجبّار جلّ جلاله.

فقال: وعليك السلام يا محمّد! بنعمتي قوّيتك على طاعتي وبعصمتي إيّاك اتّخذتك
نبيّا وحبيبا ... [170].

(3587) 88 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: حدّثنا أبي رضى‏الله‏عنه، قال: حدّثنا أحمد بن إدريس،
عن محمّد بن أحمد، قال: روى الحسن بن عليّ بن أبي عثمان، عن موسى المروزيّ،
عن أبي الحسن الأوّل عليه‏السلام، قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: أربع يفسدن القلب، وينبتن
النفاق في القلب، كما  ينبت الماء الشجر: استماع اللهو، والبذاء، وإتيان باب السلطان،
وطلب الصيد[171].

(3588) 89 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه رضى‏الله‏عنه، قال:
حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار، عن محمّد بن أحمد، عن موسى بن جعفر بن وهب
البغداديّ، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه، عن موسى بن إبراهيم المروزيّ، عن أبي
الحسن موسى بن جعفر عليه‏السلام، قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: في الشمس أربع خصال:
تغيّر اللون، وتنتن الريح، وتخلق الثياب، وتورث الداء[172].


(3589) 90 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: حدّثنا محمّد بن أحمد بن عليّ الأسديّ، قال:
حدّثتنا رقيّة بنت إسحاق بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ
بن أبي طالب عليهم‏السلام، قالت: حدّثني أبي إسحاق بن موسى بن جعفر، قال: حدّثني أبي
موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن
الحسين، عن أبيه، عن أمير المؤمنين عليهم‏السلام، قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: لا تزول
قدما عبد يوم القيامة حتّى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه،
وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن حبّنا أهل البيت[173].

(3590) 91 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه رضى‏الله‏عنه، قال:
حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار، عن محمّد بن أحمد، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن
سنان، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه الدهقان، عن درست، عن أبي إبراهيم عليه‏السلام، قال:
قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: خمسة يجتنبون على كلّ حال: المجذوم، والأبرص، والمجنون،
وولد الزنا، والأعرابيّ[174].

(3591) 92 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عبدالرحمن المروزيّ
المقريء، قال: حدّثنا أبو عمرو محمّد بن جعفر المقريء الجرجانيّ، قال: حدّثنا
أبو بكر محمّد بن الحسن الموصليّ ببغداد، قال: حدّثنا محمّد بن عاصم الطريفيّ، قال:
حدّثنا أبو زيد عيّاش بن يزيد بن الحسن بن عليّ الكحّال مولى زيد بن عليّ، قال:
أخبرنا يزيد بن الحسن، قال: حدّثني موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن

أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه أمير
المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهم‏السلام، قال: قال رسول اللّه  صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: إنّ اللّه عزّ وجلّ
خلق العقل من نور مخزون مكنون في سابق علمه التي لم يطّلع عليه نبيّ مرسل، ولا
ملك مقرّب، فجعل العلم نفسه، والفهم روحه، والزهد رأسه، والحياء عينيه، والحكمة
لسانه، والرأفة همّه، والرحمة قلبه.

ثمّ حشاه وقوّاه بعشرة أشياء: باليقين، والإيمان، والصدق، والسكينة،
والإخلاص، والرفق، والعطيّة، والقنوع، والتسليم، والشكر، ثمّ قال عزّ وجلّ: أدبر
فأدبر، ثمّ قال له: أقبل فأقبل، ثمّ قال له: تكلّم.

فقال: الحمد للّه الذي ليس له ضدّ، ولا ندّ، ولا شبيه، ولا كفو، ولا عديل ولا
مثل، الذي كلّ شيء لعظمته خاضع ذليل.

فقال الربّ تبارك وتعالى: وعزّتي وجلالي! ما خلقت خلقا أحسن منك،
ولا أطوع لي منك، ولا أرفع منك، ولا أشرف منك، ولا أعزّ منك، بك أؤاخذ، وبك
أعطي، وبك أوحّد، وبك أعبد، وبك أدعى، وبك أرتجى، وبك أبتغى، وبك أخاف،
وبك أحذر، وبك الثواب، وبك العقاب.

فخرّ العقل عند ذلك ساجدا، فكان في سجوده ألف عام.

فقال الربّ تبارك وتعالى: ارفع رأسك، وسل تعط، واشفع تشفّع.

فرفع العقل رأسه، فقال: إلهي أسألك أن تشفّعني فيمن خلقتني فيه.

فقال اللّه جلّ جلاله لملائكته: أشهدكم أنّي قد شفّعته فيمن خلقته فيه[175].


(3592) 93 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان وأحمد بن محمّد
بن الهيثم العجليّ وعلى بن أحمد بن موسى ومحمّد بن أحمد السنانيّ والحسين بن
إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتّب وعليّ بن عبد اللّه الورّاق رضي اللّه عنهم، قالوا:
حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان، عن بكر بن عبد اللّه بن حبيب،
قال: حدّثنا محمّد بن زكريّا، قال: حدّثنا عبد اللّه بن الضحّاك، قال: حدّثنا زيد بن
موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جدّه، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن
أبي طالب عليهم‏السلام.

وحدّثنا بكر بن عبد اللّه بن حبيب، قال: حدّثنا تميم بن بهلول، قال: حدّثنا سعد
بن عبد الرحمن المخزوميّ، قال: حدّثنا الحسين بن زيد، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه
محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين، عن أبيه عليّ بن أبي طالب
 عليهم‏السلام، قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: يا عليّ! بشّر شيعتك وأنصارك بخصال عشر:
أوّلها طيب المولد، وثانيها حسن إيمانهم باللّه، وثالثها حبّ اللّه عزّ وجلّ لهم، و
رابعها الفسحة في قبورهم، وخامسها النور على الصراط بين أعينهم، وسادسها نزع
الفقر من بين أعينهم وغنى قلوبهم، وسابعها المقت من اللّه عزّ وجلّ لأعدائهم،
وثامنها الأمن من الجذام [ والبرص والجنون] يا عليّ، وتاسعها انحطاط الذنوب
والسيّئات عنهم، وعاشرها هم معى في الجنّة وأنا معهم[176].


(3593) 94 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضى‏الله‏عنه،
قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن عليّ بن إسماعيل، عن عبيد اللّه الدهقان،
قال: أخبرني موسى بن إبراهيم المروزيّ، عن أبي الحسن عليه‏السلام، قال: قال رسول
اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: من حفظ من أُمّتي أربعين حديثا، ممّا يحتاجون إليه من أمر دينهم بعثه
اللّه يوم القيامة فقيها عالما[177].

(3594) 95 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه رضى‏الله‏عنه، قال:
حدّثني عمّي محمّد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ، عن سجّادة
العابد واسمه الحسن بن عليّ بن أبي عثمان، عن موسى بن بكر، قال: قال أبو الحسن
الأوّل عليه‏السلام، قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: لا وليمة إلاّ في خمس: في عُرس، أو خُرس، أو
عذار، أو، وكار، أو ركاز، فأمّا العرس فالتزويج، والخرس النفاس بالولد، والعذار
الختان، والوكار الرجل يشتري الدار، والركاز الرجل يقدم من مكّة[178].

(3595) 96 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رضى‏الله‏عنه، قال:

حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار، عن محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعريّ، عن
موسى بن جعفر البغداديّ، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه، عن موسى بن إبراهيم، عن
أبي الحسن موسى عليه‏السلام، قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: استفرهوا ضحاياكم، فإنّها
مطاياكم على الصراط[179].

(3596) 97 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: وبهذا الإسناد،[أي حدّثنا أبي، قال: حدّثنا
سعد بن عبد اللّه، عن إبراهيم بن هاشم، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه الدهقان]، عن
درست بن أبي منصور، عن عبد الحميد بن عواض الطائيّ، عن موسى بن جعفر، عن
أبيه، عن آبائه عليهم‏السلام، قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: الأكل على الشبع يورث
البرص[180].

(3597) 98 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: حدّثنا الحسن بن عبد اللّه بن سعيد العسكريّ،
قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن حمدان القشيريّ (القشريّ)، قال: حدّثنا أحمد بن
عيسى الكلابيّ، قال: حدّثنا موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ
بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم‏السلام سنة خمسين (خمس) ومائتين، قال: حدّثني
أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن آبائه عليهم‏السلام، عن عليّ بن أبي طالب عليه‏السلام
قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: من قرأ في دبر صلاة الجمعة بفاتحة الكتاب مرّة و«قُلْ
هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ
» سبع مرّات، وفاتحة الكتاب مرّة و«قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ» سبع
مرّات، وفاتحة الكتاب مرّة و«قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ» سبع مرّات، لم تنزل به بليّة،
ولم تصبه فتنة إلى يوم الجمعة الأخرى، فإن قال: «اللّهمّ اجعلني من أهل الجنّة
التي حشوها بركة وعمّارها ملائكة مع نبيّنا محمّد
صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم وأبينا إبراهيم»،
جمع اللّه بينه وبين محمّد وإبراهيم في دار السلام، صلّى اللّه على محمّد وإبراهيم وعلى

آلهما الطاهرين[181].

(3598) 99 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: حدّثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمّد بن عليّ بن
الحسين بن موسى بن بابويه القمّيّ، قال: حدّثنا أحمد بن زياد جعفر الهمدانيّ، قال:
حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن نصر بن عليّ الجهضميّ، عن عليّ بن
جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن آبائه عليهم‏السلام، قال: قال
رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: من أسبغ وضوءه، وأحسن صلاته، وأدّى زكاة ماله، وخزن
لسانه، وكفّ غضبه، واستغفر لذنبه، وأدّى النصيحة لأهل بيت رسوله، فقد استكمل
حقائق الإيمان، وأبواب الجنّة مفتّحة له[182].

(3599) 100 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: حدّثنا الحسن بن عبد اللّه بن سعيد، قال:
حدّثنا محمّد بن أحمد بن حمدان بن المغيرة القشيريّ، قال: حدّثنا أبو الحريش أحمد
بن عيسى الكلابيّ، قال: حدّثنا موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمّد بن
عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم‏السلام سنة وخمسين ومائتين، قال: حدّثني أبي،

عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه عليهم‏السلام، عن عليّ بن أبي
طالب عليه‏السلام في قول اللّه عزّ وجلّ: «هَلْ جَزَآءُ الاْءِحْسَـنِ إِلاَّ الاْءِحْسَـنُ»[183]؟

قال عليه‏السلام: سمعت رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم يقول: إنّ اللّه عزّ وجلّ قال: «ما جزاء من
أنعمت عليه بالتوحيد إلاّ الجنّة»
[184].

101 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: ... محمّد بن عبد الحميد، عمّن حدّثه، قال: مات
رجل من آل أبي طالب لم يكن حضره أبو الحسن عليه‏السلام، فجاء قوم ... فلمّا جلس قال
ابتداء منه: قال‏رسول‏اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم:مابين الستّين إلى‏السبعين معترك المنايا ... [185].

102 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: ...  عن الفضل بن الربيع، قال: كنت ذات ليلة في
فراشي مع بعض جواري، فلمّا كان في نصف الليل سمعت حركة باب المقصورة،
فراعني ذلك، فقالت الجاريه: لعلّ هذا من الريح فلم يمض إلاّ يسير حتّى رأيت باب
البيت الذي كنت فيه قد فتح، وإذا مسرور الكبير قد دخل عليّ، فقال لي: أجب
الأمير، ولم يسلّم عليّ، فآيست في نفسي وقلت: هذا مسرور دخل إليّ بلا إذن ولم
يسلّم، ما هو إلا القتل، وكنت جنبا فلم أجسر أن أسأله إنظاري حتّى أغتسل.

فقالت الجارية لمّا رأت تحيّري وتبلّدي: ثق باللّه عزّ وجلّ وانهض، فنهضت
ولبست ثيابي وخرجت معه حتّى أتيت الدار، فسلّمت أمير المؤنين، وهو في

مرقده، فردّ عليّ السلام فسقطت، فقال: تداخلك رعب؟

قلت: نعم، يا أمير المؤنين! فتركني ساعة حتّى سكنت، ثمّ قال لي: سر إلى
حبسنا فأخرج موسى بن جعفر بن محمّد، وادفع إليه ثلاثين ألف درهم، فاخلع عليه
خمس خلع، واحمله على ثلاث مراكب، وخيّره بين المقام معنا أو الرحيل عنّا إلى أيّ
بلد أراد وأحبّ.

فقلت: يا أمير المؤمنين! تأمر بإطلاق موسى بن جعفر؟

قال لي: نعم، فكرّرت ذلك عليه ثلاث مرّات، فقال لي: نعم، ويلك! أتريد أن
أنكث العهد!؟

فقلت: يا أمير المؤنين! وما العهد؟

قال: بينا في مرقدي هذا إذ ساورني أسود ما رأيت من السودان أعظم منه، فقعد
على صدري، وقبض على حلقي وقال لي: حبست موسى بن جعفر عليهماالسلامظالما له!؟

فقلت: فأنا أطلقه وأهب له وأخلع عليه، فأخذ على عهد اللّه عزّ وجلّ وميثاقه،
وقام عن صدري، وقد كادت نفسي تخرج ...  فخرجت من عنده ووافيت موسى بن
جعفر عليهماالسلام، وهو في حبسه، ...  ثمّ قلت له: يا ابن رسول اللّه! أخبرني السبب الذي
نلت به هذه الكرامة من هذا الرجل؟ فقد وجب حقّي عليك لبشارتي إيّاك، ولما
أجراه اللّه على يدي من هذا الأمر.

فقال عليه‏السلام: رأيت النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم ليلة الأربعاء في النوم، فقال لي: يا موسى! أنت
محبوس مظلوم! فقلت: نعم، يا رسول اللّه! محبوس مظلوم.

فكرّر عليّ ذلك ثلاثا، ثمّ قال: «وَ إِنْ أَدْرِى لَعَلَّهُو فِتْنَةٌ لَّكُمْ وَ مَتَـعٌ إِلَى حِينٍ»
أصبح غدا صائما وأتبعه بصيام الخميس والجمعة، فإذا كانت وقت الإفطار فصلّ اثنا
عشر ركعة، تقرأ في كلّ ركعة الحمد مرّة، واثنا عشر مرّة «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ»، فإذا

صلّيت منها أربع ركعات فاسجد، ثمّ قل: «يا سابق الفوت، ويا سامع كلّ صوت،
يا محيي العظام وهي رميم بعد الموت، أسألك باسمك العظيم الأعظم أن
تصلّي على محمّد عبدك ورسولك، وعلى أهل بيته الطيّبين، وتعجّل لي
الفرج ممّا أنا فيه»
، ففعلت فكان الذي رأيت[186].

103 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: ...  عن أبي عبد اللّه ابن الفضل، عن أبيه الفضل،
قال: كنت أحجب الرشيد فأقبل عليّ يوما غضبانا وبيده سيف يقلّبه، فقال لي:
يا فضل! بقرابتي من رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، لئن لم تأتني بابن عمّي الآن لآخذنّ الذي
فيه عيناك، فقلت: بمن أجيئك؟

فقال: بهذا الحجازيّ، فقلت: وأيّ الحجازيّ؟

قال: موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم‏السلام،
قال الفضل: فخفت من اللّه عزّ وجلّ أن أجيء به إليه، ثمّ فكّرت في النقمة، فقلت له:
أفعل ... 

فقلت له: السلام عليك يا ابن رسول اللّه! أجب الرشيد؟

فقال: ما للرشيد، وما لي؟ أما تشغله نقمته عنّي؟!

ثمّ وثب مسرعا، وهو يقول: لولا أنّي سمعت في خبر عن جدّي رسول
اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: إنّ طاعة السلطان للتقيّه واجبة، إذا ما جئت...[187].

104 ـ الشيخ المفيد رحمه‏الله: ...  الفضيل بن يونس الكاتب، قال: قال لي
أبو الحسن موسى بن جعفر بن محمّد عليهم‏السلام: ... إنّ رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم قال:


يا أيّها الناس ! إنّهما نجدان، نجد خير، ونجد شرّ، فما بال نجد الشرّ، أحبّ إليكم من
نجد الخير[188].

105 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: ...  عليّ بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر عليه‏السلام،
قال: سألته عن القران بين التين والتمر وسائر الفواكه.

قال: نهى رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم عن القران ... [189].

(3600) 106 ـ الخزّاز القمّيّ رحمه‏الله: حدّثنا أبو المفضّل، قال: حدّثنا أبو عبد اللّه
جعفر بن محمّد بن جعفر بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن
أبي طالب عليه‏السلام، قال: حدّثنا إسحاق بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر، قال:
حدّثني الأجلح الكنديّ، عن أبي أمامة، قال:

قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: لمّا عرج بي إلى السماء رأيت مكتوبا على ساق العرش
بالنور: لا إله إلاّ اللّه، محمّد رسول اللّه، أيّدته بعليّ ونصرته بعليّ، ورأيت عليّا عليّا
عليّا، ومحمّدا محمّدا مرّتين، وجعفرا وموسى والحسن والحجّة، إثنا عشر اسما مكتوبا
بالنور.

فقلت: يا ربّ! أسامي من هؤلاء الذين قد قرنتهم بي؟

فنوديت: يا محمّد! هم الأئمّة بعدك، والأخيار من ذرّيّتك[190].

(3601) 107 ـ الشيخ المفيد رحمه‏الله: أخبرني أبو بكر محمّد بن عمر بن سالم بن البراء
الجعابيّ، قال: حدّثنا أبو محمّد عبد اللّه بن بريد البجليّ، قال: حدّثنا محمّد بن ثواب
الهباريّ، قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن جعفر، عن أبيه، قال: حدّثني أخي موسى بن

جعفر، عن أبيه، عن آبائه صلوات اللّه عليهم، قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: أربع من
كنّ فيه كتبه اللّه من أهل الجنّة: من كان عصمته شهادة أن لا إله إلاّ اللّه، وأنّي محمّد
رسول اللّه.

ومن إذا أنعم اللّه عليه بنعمة قال: الحمد للّه.

ومن إذا أصاب ذنبا قال: أستغفر اللّه.

ومن إذا أصابته مصيبة قال: «إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّـآ إِلَيْهِ رَ جِعُونَ »[191][192].

(3602) 108 ـ الشيخ المفيد رحمه‏الله: عن عمر بن يزيد، عن أبي الحسن الأوّل عليه‏السلام،
قال: سمعته يقول: من مات بغير إمام مات ميتة جاهليّة، إمام حيّ يعرفه.

فقلت: لم أسمع أباك يذكر هذا - يعني إماما حيّا ـ.

فقال: قد واللّه! قال ذاك رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم.

قال: وقال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: من مات وليس له إمام يسمع له ويطيع مات ميتة
جاهليّة[193].

109 ـ الشيخ المفيد رحمه‏الله: ...  محمّد بن الزبرقان الدامغانيّ الشيخ، قال: قال أبو
الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام: ...  قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: لو أهدي إليّ كراع لقبلته ولو دعيت
إلى ذراع لأجبت ... حدّثني أبي، عن جدّي يرفعه إلى النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: أنّ الرحم إذا
مسّت رحما تحرّكت واضطربت ...

فقلت: إنّ النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم لم يورّث من قدر على الهجرة فلم يهاجر، وإنّ عمّي

العبّاس قدر على الهجرة فلم يهاجر...[194].

(3603) 110 ـ أبو جعفر الطبريّ رحمه‏الله: وأخبرني أبو عبد اللّه الحسين بن إبراهيم
بن عليّ بن عيسى، المعروف بابن الخيّاط القمّيّ، قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن
محمّد بن جعفر العسكريّ، قال: حدّثني صعصعة بن سيّاب بن ناجية أبو محمّد، قال:
حدّثنا زيد بن موسى، قال: حدّثنا أبي، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن عمّه
زيد بن عليّ، عن أبيه، عن سكينة وزينب ابنتي عليّ، عن عليّ عليه‏السلام، قال: قال رسول
اللّه
صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: إنّ فاطمة خلقت حوريّة في صورة إنسيّة، وإنّ بنات الأنبياء لا
يحضن[195].

(3604) 111 ـ أبو جعفر الطبريّ رحمه‏الله: وبهذا الإسناد [ أي أخبرني أبو محمّد
الحسن بن الحسين بن بابويه، عن عمّه، عن أبيه،، عن عمّه، عن أبي جعفر]، قال:
حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس، قال: حدّثني أبي، عن محمّد بن أحمد بن يحيى،
عن عمر بن عليّ بن عمر بن زيد، عن عمّه محمّد بن عمر، عن أبيه، عن عليّ بن
الحسين بن عليّ الرازيّ في درب مسلخكاه بالريّ، في ذي القعدة، سنة ثمان عشرة
وخمسمائة، إملاءً من لفظه، قال: حدّثنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن نصر
الحلوانيّ، في داره، غرّة ربيع الآخر، سنة إحدى عشرة وثمانين وأربعمائة بكرخ
بغداد، إملاءً من لفظه، قال: حدّثني الشريف الأجلّ المرتضى علم الهدى، ذو
المجدين، أبوالقاسم عليّ بن الحسين الموسويّ رضى‏الله‏عنه في داره ببغداد، في بركة زلزل، في
شهر رمضان، سنة تسع وعشرين وأربعمائة، قال: حدّثني أبي الحسين بن موسى،

قال: حدّثني أبي موسى بن محمّد، قال: حدّثني أبي محمّد بن موسى، قال: حدّثني أبي
موسى بن إبراهيم، قال: حدّثني أبي إبراهيم بن موسى، قال:

حدّثني أبي موسى بن جعفر، قال: حدّثني أبي جعفر بن محمّد، قال: حدّثني أبي
محمّد بن عليّ بن الحسين، قال: حدّثني أبي الحسين بن عليّ، قال: حدّثنا جابر بن
عبد اللّه الأنصاريّ، قال:

قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: زيّنوا مجالسكم بذكر عليّ بن أبي طالب عليه‏السلام[196].

(3605) 112 ـ أبو جعفر الطبريّ رحمه‏الله: حدّثنا الشيخ محمّد بن عليّ، عن أبيه، عن
جدّه عبدالصمد، قال: حدّثنا محمّد بن القاسم الفارسيّ، قال: حدّثنا محمّد بن
أبي إسماعيل العلويّ إملاءً، وحدّثنا صدقة بن موسى، حدّثنا موسى بن جعفر، عن
أبيه جعفر بن محمّد الصادق، عن أبيه عليهم‏السلام، عن جابر بن عبد اللّه الأنصاريّ، قال: قال
رسول اللّه
صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: إنّي لأرجو لأُمّتي في حبّ عليّ، كما أرجو في قول لا إله إلاّ اللّه[197].

(3606) 113 ـ أبو جعفر الطبريّ رحمه‏الله: أخبرني الشريف أبو محمّد الحسن بن أحمد
المحمّديّ النقيب، قال: أخبرني أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد الصفوانيّ، قال: حدّثنا أبو
أحمد عبد العزيز بن يحيى الجلوديّ، قال: حدّثنا محمّد بن سهل، قال: حدّثنا عمرو
بن عبد الجبّار، قال: حدّثنا عليّ بن الحسن بن عليّ بن عمر بن عليّ بن الحسين، قال:
حدّثني عليّ بن جعفر بن محمّد، عن أخيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد،
عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليه‏السلام، عن
عليّ عليه‏السلام، عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، قال: إذا كان يوم القيامة نادى مناد: يا معشر الخلائق!

غضّوا أبصاركم، ونكّسوا رؤسكم حتّى تمرّ فاطمة بنت محمّد، فتكون أوّل من
يكسى، وتستقبلها من الفردوس اثنى عشر ألف حوراء، وخمسون ألف ملك على
نجائب من الياقوت، أجنحتها وأزمّتها اللؤلؤ الرطب، رُكُبها من زبرجد، عليها رحل
من الدر، على كلّ رحل نُمرُقة من سندس، حتّى يجوزوا بها الصراط، ويأتوا بها الفردوس،
فيتباشر بمجيئها أهل الجنان، فتجلس على كرسيّ من نور، ويجلسون حولها.

وهي جنّة الفردوس التي سقفها عرش الرحمن، وفيها قصران: قصر أبيض،
وقصر أصفر من لؤلؤة على عرق واحد، في القصر الأبيض سبعون ألف دار، مساكن
محمّد وآل محمّد، وفي القصر الأصفر سبعون ألف دار، مساكن إبراهيم وآل إبراهيم.

ثمّ يبعث اللّه (عزّ وجلّ) ملكا لها لم يبعث إلى أحد قبلها، ولا يبعث إلى أحد بعدها.

فيقول: إنّ ربّك يقرأ عليك السلام، ويقول: سليني.

فتقول: هو السلام، ومنه السلام، قد أتمّ عليّ نعمته، وهنّأني كرامته، وأباحني
جنّته، وفضّلني على سائر خلقه، أسأله ولدي وذرّيّتي، ومن ودّهم بعدي، وحفظهم فيّ.

قال: فيوحي اللّه إلى ذلك الملك من غير أن يزول من مكانه: أخبرها أنّي قد
شفّعتها في ولدها، وذرّيّتها، ومن ودّهم فيها، وحفظهم بعدها.

قال: فتقول: «الحمد للّه الذي أذهب عنّي الحزن، وأقرّ عيني»، فيقرّ اللّه
بذلك عين محمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم[198].

(3607) 114 ـ ابنا بسطام النيسابوريّان رحمهماالله: مروان بن محمّد، قال: حدّثنا عليّ
بن النعمان، عن عليّ بن الحسن، عن موسى بن جعفر، عن آبائه عليهم‏السلام، عن أمير

المؤمنين عليه‏السلام أنّه قال: سمعت رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم يقول: من يسرّه أن يقلّ غيظه،
فليأكل الدرّاج[199].

(3608) 115 ـ السيّد الرضيّ رحمه‏الله: قال عيسى [الضرير]: فسألته [أي أبا الحسن
موسى بن جعفر عليهماالسلام ] وقلت: جعلت فداك! قد أكثروا الناس قولهم في أنّ
النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلمأمر أبا بكر بالصلاة، ثمّ أمر عمر.

فأطرق عنّي طويلاً، ثمّ قال عليه‏السلام: ليس كما ذكر الناس، ولكنّك يا عيسى! كثير
البحث عن الأمور، لا ترضى عنها إلاّ بكشفها؟!

فقلت: بأبي أنت وأُمّي! من أسأل عمّا أنتفع به في ديني، وتهتدي به نفسي مخافة أن
أضلّ غيرك؟ وهل أجد أحدا يكشف لي المشكلات مثلك؟!

فقال: إنّ النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم لمّا ثقل في مرضه دعا عليّا عليه‏السلام، فوضع رأسه في حجره
وأغمي عليه، وحضرت الصلاة، فأذّن بها، فخرجت عائشة، فقالت: يا عمر! اخرج
فصلّ بالناس، فقال لها: أبوك أولى بها منّي، فقالت: صدقت، ولكنّه رجل ليّن، وأكره
أن يواثبه القوم، فصلّ أنت، فقال لها عمر: بل يصلّي هو، وأنا أكفيه إن وثب واثب،
أو تحرّك متحرّك، مع أنّ رسول اللّه مغمى عليه، ولا أراه يفيق منها، والرجل
مشغول به، لا يقدر أن يفارقه ـ يعني عليّا عليه‏السلام ـ فبادروا بالصلاة قبل أن يفيق، فإنّه
إن أفاق خفت أن يأمر عليّا بالصلاة، فقد سمعت مناجاته له منذ الليلة، وفي آخر
كلامه يقول لعليّ: الصلاة، الصلاة.

قال: فخرج أبو بكر ليصلّي بالناس، فظنّوا أنّه بأمر رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، فلم يكبّر
حتّى أفاق رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، فقال: ادعوا لي عمّي ـ يعني العبّاس رضى‏الله‏عنهـ، فدعي له،

فحمله وعليّ حتّى أخرجاه، فصلّى بالناس، وإنّه لقاعد، ثمّ حمل فوضع على المنبر بعد
ذلك، فاجتمع لذلك جميع أهل المدينة من المهاجرين والأنصار حتّى برزت العواتق
من خدورها، فبين باك وصائح ومسترجع وواجم، والنبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلميخطب ساعة،
ويسكت ساعة، فكان فيما ذكر من خطبته أن قال: يا معشر المهاجرين والأنصار! ومن
حضرني في يومي هذا، وفي ساعتي هذه من الجنّ والإنس! ليبلّغ شاهدكم غائبكم:

ألا قد خلّفت فيكم كتاب اللّه، فيه النور والهدى والبيان لما فرض اللّه تبارك
وتعالى من شيء، حجّة اللّه عليكم، وحجّتي وحجّة وليّي، وخلّفت فيكم العلم
الأكبر، علم الدين، ونور الهدى وضيائه، وهو عليّ بن أبي طالب، ألا وهو حبل اللّه،
«وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ
أَعْدَآءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِى إِخْوَ نًا وَكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ
النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَ لِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ ءَايَـتِهِى لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ
»[200].

أيّها الناس! هذا عليّ من أحبّه وتولاّه اليوم وبعد اليوم فقد أوفى بما عاهد
عليه  اللّه، ومن عاداه اليوم وما بعد اليوم جاء يوم القيامة أصمّ وأعمى، لا حجّة له
عند اللّه.

أيّها الناس! لا تأتوني غدا بالدنيا تزفّونها زفّا، ويأتي أهل بيتي شعثا غبرا
مقهورين مظلومين، تسيل دماؤهم، إيّاكم واتّباع الضلالة والشورى للجهالة.

ألا وإنّ هذا الأمر له أصحاب قد سمّاهم اللّه عزّ وجلّ لي، وعرّفنيهم، «وَ أُبَلِّغُكُم
مَّآ أُرْسِلْتُ بِهِى وَ لَـكِنِّى أَرَلـكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ
»[201].


لا ترجعنّ بعدي كفّارا مرتدّين تتأوّلون الكتاب على غير معرفة، وتبتدعون
السنّة بالأهواء، لأنّ كلّ سنّة وحديث وكلام خالف القرآن فهو زور وباطل، القرآن
إمام هاد، وله قائد يهدى به، ويدعو إليه بالحكمة والموعظة الحسنة، وهو عليّ بن أبي
طال، وهو وليّ الأمر بعدي، ووراث علمي وحكمتي وسرّي وعلانيتي، وما ورثه
النبيّون من قبلي، وأنا وارث وموّرث فلا تكذبنّكم أنفسكم.

أيّها الناس! اللّه، اللّه في أهل بيتي، فإنّهم أركان الدين، ومصابيح الظلم، ومعادن
العلم، عليّ أخي، ووزيري، وأميني، والقائم من بعدي بأمر اللّه، والموفي بذمّتي،
ومحيي سنّتي، وهو أوّل الناس إيمانا بي، وآخرهم بي عهدا عند الموت، وأوّلهم لقاء
إليّ يوم القيامة، فليبلّغ شاهدكم غائبكم.

أيّها الناس! من كانت له تبعة، فها أنا ذا، ومن كانت له عدّة أو دين فليأت
عليّ بن أبي طالب، فإنّه ضامن له كلّه، حتّى لا يبقى لأحد قبلي تبعة[202].

(3609) 116 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: عن الحسين بن سعيد، عن القاسم، عن
رفاعة[203]، قال: سألته عن كسب الحجّام؟

فقال عليه‏السلام: إنّ رجلاً من الأنصار كان له غلام حجّام، فسأل رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم
فقال له: هل لك ناضح؟


قال: نعم، قال: فأعلفه ناضحك[204].

(3610) 117 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: قال أبو المفضّل: وحدّثنا إسحاق بن إبراهيم
بن يعقوب الحريريّ الطبريّ بآمل طبرستان، قال: حدّثنا أبو ياسر عمّار بن رجاء
الأستراباذيّ، وأبو بكر محمّد بن عطيّة الرازيّ، وأبو حاتم محمّد بن إدريس الحنظليّ،
وغيرهم، قالوا: حدّثنا عبد السلام بن صالح أبو الصلت الهرويّ، قال: حدّثنا عليّ
بن موسى الرضا عليه‏السلام، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن عليّ بن الحسين،
عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب عليهم‏السلام، قال: سمعت رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم يقول: الإيمان
قول باللسان، ومعرفة بالقلب، وعمل بالأركان.

قال أبو حاتم: قال أبو الصلت: لو قريء هذا الإسناد على مجنون لبريء بإذن اللّه.

قال أبو المفضّل: وهذا حديث لم يحدّث به عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم إلاّ أمير المؤمنين عليّ
بن أبي طالب عليه‏السلام من رواية الرضا، عن آبائه عليهم‏السلام، وأجمع على هذا القول أئمّة
أصحاب الحديث فيما أعلم، واحتجّوا بهذا الحديث على المرجئة، ولم يحدّث به فيما
أعلم إلاّ موسى بن جعفر، عن أبيه صلوات اللّه عليهما، وكنت لا أعلم أنّ أحدا رواه
عن موسى بن جعفر عليهماالسلام إلاّ ابنه الرضا عليه‏السلام حتّى حدّثناه محمّد بن عليّ بن معمّر
الكوفيّ، وما كتبته إلاّ عنه، قال: حدّثنا عبد اللّه بن سعيد البصريّ العابد بسوراء،
قال: حدّثنا محمّد بن صدقة ومحمّد بن تميم، قالا: حدّثنا موسى بن جعفر، عن أبيه
بإسناده مثله سواء[205].

(3611) 118 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل، قال: حدّثنا

أبو الحسن عليّ بن الحسين بن حمزة بن الحسن بن عبيد اللّه بن العبّاس بن
أمير المؤمنين عليه‏السلام، قال: حدّثنا عمّي عليّ بن حمزة، قال: حدّثنا عليّ بن جعفر بن
محمّد، عن أخيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه، عن
الحسين، عن عليّ عليهم‏السلام، قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: ما اختلج عرق ولا عثرت
قدم إلاّ بما قدّمت أيديكم، وما يعفو اللّه (عزّ وجلّ) عنه أكثر[206].

(3612) 119 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل، قال: حدّثنا
أبو عليّ أحمد بن محمّد بن الحسين بن إسحاق العلويّ العريضيّ بحرّان، قال: حدّثنا
جدّي الحسين بن إسحاق بن جعفر، عن أبيه، عن أخيه موسى عليه‏السلام، عن أبيه جعفر
بن محمّد، عن آبائه، عن عليّ عليهم‏السلام، عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، قال: يقول اللّه عزّ وجلّ: ما
من مخلوق يعتصم دوني إلاّ قطعت أسباب السماوات وأسباب الأرض من دونه، فإن
سألني لم أعطه، وإن دعاني لم أُجبه، وما من مخلوق يعتصم بي دون خلقي إلاّ ضمنت
السماوات والأرض رزقه، فإن دعاني أجبته، وإن سألني أعطيته، وإن استغفرني
غفرت له[207].

(3613) 120 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل، قال: حدّثنا
أبو محمّد الحسن بن عليّ بن نعيم بن سهل بن أبان النعيميّ الطائفيّ، وكان مجاورا
بمكّة، قال: حدّثنا عقبة بن المنهال بن بحر أبو زياد، قال: حدّثنا عبد اللّه بن جعفر
الهاشميّ، قال: حدّثنا المتفجّع بن مصعب بن توبة بن ثبيت المزنيّ، قال: حدّثنا جعفر
بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه، قال: وحدّثنا عقبة بن المنهال بن بحر، قال: حدّثنا عبد
اللّه بن حميد بن البنّاء، قال: حدّثني موسى بن إسماعيل بن موسى، عن أبيه، عن

جدّه، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جابر، قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: جاءني
جبرئيل من عند اللّه بورقة آس خضراء مكتوب فيها ببياض: إنّي افترضت محبّة
عليّ على خلقي، فبلّغهم ذلك عنّي[208].

(3614) 121 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: أخبرنا الحسين بن عبيد اللّه، عن هارون بن
موسى، قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن معمّر، قال: حدّثنا محمّد بن صدقة، عن موسى
بن جعفر، عن أبيه، عن محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن الحسين بن عليّ،
عن أبيه عليّ بن أبي طالب عليهم‏السلام، قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: لا تزال أُمّتي بخير ما
تجابّوا، وأقاموا الصلاة، وآتوا الزكاة، وقروا الضيف، فإن لم يفعلوا ابتلوا بالسنين
والجدب.

وقال: إنّا أهل بيت لا نمسح على أخفافنا[209].

(3615) 122 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: أخبرنا أبو الحسن، قال: حدّثني ابن الخال
أبو أحمد عبد العزيز بن جعفر بن قولويه، قال: حدّثني محمّد بن عيسى، قال: حدّثنا
محمّد بن خلف، قال: حدّثني موسى بن إبراهيم المروزيّ، قال: حدّثني موسى بن
جعفر، عن أبيه، عن آبائه عليهم‏السلام، قال:

قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: من كان يؤمن باللّه واليوم الآخر، فلا يلبث في موضع
تسمع نفسه امرأة ليست له بمحرم[210].


(3616) 123 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله:  جماعة، عن أبي المفضّل، عن أحمد بن محمّد
العلويّ، عن جدّه الحسين بن إسحاق بن جعفر، عن أبيه، عن أخيه موسى بن جعفر،
عن آبائه، عن عليّ عليهم‏السلام، عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم قال: يعيّر اللّه عزّ وجلّ عبدا من  عباده
يوم القيامة.

فيقول: عبدي! ما منعك إذا مرضت أن تعودني؟

فيقول: سبحانك! أنت ربّ العباد، لا تألم ولا تمرض.

فيقول: مرض أخوك المؤمن فلم تعده، وعزّتي وجلالي لوعدته لوجدتني عنده،
ثمّ لتكفّلت بحوائجك فقضيتها لك، وذلك من كرامة عبدي المؤمن، وأنا الرحمن
الرحيم[211].

(3617) 124 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: أخبرني أبو نصر
محمّد بن الحسين البصير، قال: حدّثنا عليّ بن أحمد بن شبابة، قال: حدّثنا عمر بن
عبد الجبّار، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا عليّ بن جعفر بن محمّد، عن أخيه موسى بن
جعفر، عن أبيه، عن جدّه عليهم‏السلام، قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلمذات يوم لأصحابه: ألا
إنّه قد دبّ إليكم داء الأمم من قبلكم، وهو الحسد، ليس بحالق الشعر لكنّه حالق
الدين، وينجي منه أن يكفّ الإنسان يده، ويخزن لسانه، ولا يكون ذا غمز على
أخيه المؤمن[212].


(3618) 125 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: حدّثنا الشريف
أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن طاهر الموسويّ رحمه‏الله، قال: أخبرني أبو العبّاس أحمد بن
محمّد بن سعيد الهمدانيّ، قال: حدّثنا أبو الحسن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد
اللّه بن الحسين بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم‏السلام، قال: حدّثني إسحاق
بن موسى، عن أبيه، عن جدّه، عن محمّد بن عليّ، عن عليّ بن الحسين، عن الحسين
بن عليّ، عن أمير المؤمنين عليهم‏السلام، قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: المتّقون سادة،
والفقهاء قادة، والجلوس إليهم عبادة[213].

(3619) 126 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: أخبرنا الشريف
أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن طاهر، قال: أخبرني أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن
سعيد، قال: حدّثنا أبو عليّ محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمّد
بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم‏السلام، قال: حدّثني الحسن بن موسى، عن
أبيه، عن جدّه، عن أبيه، عن عليّ بن الحسين، عن الحسين بن عليّ، عن أمير المؤمنين
عليّ بن أبي طالب عليهم‏السلام، قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: الدنيا دول، فما كان لك منها
أتاك على ضعفك، وما كان عليك لم تدفعه بقوّتك، ومن انقطع رجاؤه ممّا فات
استراح بدنه، ومن رضي بما رزقه اللّه قرّت عينه[214].

(3620) 127 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: حدّثنا أبو بكر

محمّد بن عمر الجعابيّ، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد، قال: حدّثنا عبد اللّه بن
محمّد، قال: حدّثني زيد بن عليّ، عن الحسين بن زيد بن عليّ بن الحسين أبو الحسين
العلويّ، قال: حدّثني عليّ بن جعفر بن محمّد، عن أخيه موسى بن جعفر، عن أبيه
جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن جدّه عليّ بن أبي طالب عليهم‏السلام، قال: قال
رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: أبلغوني حاجة من لا يستطيع إبلاغي حاجته، فإنّه من أبلغ
سلطانا حاجة من لا يستطيع إبلاغها ثبّت قدميه على الصراط يوم القيامة[215].

(3621) 128 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: محمّد بن أحمد بن داود، عن أبي أحمد إسماعيل
بن عيسى بن محمّد المؤدّب، قال: حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن عبد اللّه القرشيّ، قال:
حدّثنا محمّد بن محمّد بن الأشعث بن هيثم بمصر، قال: حدّثنا أبو الحسن موسى بن
إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين عليهم‏السلام، قال: حدّثني أبي، عن
أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن عليّ عليه‏السلام، قال: قال رسول
اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: من زار قبري بعد موتي، كان كمن هاجر إليّ في حياتي، فإن لم
تستطيعوا فابعثوا إليّ بالسلام، فإنّه يبلغني[216].

(3622) 129 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: محمّد بن الحسن الصفّار، عن محمّد بن عيسى،

عن عبيد اللّه الدهقان، عن درست بن أبي منصور الواسطيّ، عن إبراهيم بن عبد
الحميد، عن أبي الحسن عليه‏السلام[217]، قال: جاء رجل إلى النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم فقال: يا رسول
اللّه، قد علّمت ابني هذا الكتابة، ففي أيّ شيء أسلمه؟

فقال: أسلمه للّه أبوك ولا تسلمه في خمس، لا تسلمه سباءا ولا صائغا ولا قصّابا
ولا حنّاطا ولا نخّاسا، قال: فقال يا رسول اللّه، وما السباء؟

فقال: الذي يبيع الأكفان، ويتمنّى موت أُمّتي، وللمولود من أُمّتي أحبّ إليّ ممّا
طلعت عليه الشمس، وأمّا الصائغ، فإنّه يعالج رين أُمّتي، وأمّا القصّاب، فإنّه يذبح
حتّى تذهب الرحمة من قلبه، وأمّا الحنّاط، فإنّه يحتكر الطعام على أُمّتي، ولأن يلقى
اللّه العبد سارقا أحبّ إليّ من أن يلقاه قد احتكر طعاما أربعين يوما، وأمّا النخّاس،
فإنّه أتاني جبرئيل فقال: يا محمّد، إنّ شرار أُمّتك الذين يبيعون الناس[218].

(3623) 130 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: محمّد بن أحمد بن يحيى، عن محمّد بن عيسى،
عن الدهقان، عن درست، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي الحسن عليه‏السلام، قال: أتى
رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم قوم فشكوا إليه سرعة نفاد طعامهم؟


فقال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: تكيلون أو تهيلون؟

فقالوا: نهيل يا رسول اللّه! يعنون الجزاف.

فقال لهم: كيلوا فإنّه أعظم للبركة[219].

(3624) 131 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن سهل بن
زياد، عن جعفر بن محمّد بن بشّار، عن عبد اللّه الدهقان، عن عبد الحميد، عن أبي
إبراهيم عليه‏السلام، قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: جنّبوا مساجدكم صبيانكم، ومجانينكم،
وشراءكم، وبيعكم، واجعلوا مطاهركم على أبواب مساجدكم[220].

(3625) 132 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: عن محمّد بن عليّ محبوب، عن محمّد بن
عيسى العبيديّ، عن درست، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي الحسن عليه‏السلام، قال:
دخل رسول اللّه
صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم على عائشة، وقد وضعت قمقمتها في الشمس، فقال: يا حميراء! ما
هذا؟

قالت: أغسل رأسي وجسدي، فقال: لا تعودي فإنّه يورث البرص[221].

(3626) 133 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: وبهذا الإسناد [أي محمّد بن أحمد بن يحيى،
عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمّد بن بشّار، عن عبد اللّه الدهقان، عن عبد
الحميد، عن أبي إبراهيم عليه‏السلام] قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: من كنس المسجد يوم

الخميس، وليلة الجمعة، فأخرج منه من التراب ما يذرّ في العين، غفر اللّه له[222].

(3627) 134 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: وروى موسى بن القاسم، عن ابن جبلّة، عن
إسحاق بن عمّار، عن أبي الحسن عليه‏السلام، قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: ارتفعوا عن
وادي عرنة بعرفات[223].

(3628) 135 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل، قال: حدّثنا
أحمد بن عبد الرحيم بن سعد أبو جعفر القيسيّ الفقيه، بأسوان إملاء من حفظه، قال:
حدّثنا إسماعيل بن محمّد بن إسحاق بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن
أبي طالب عليهم‏السلامبالمدينة، قال: حدّثني أبي، عن جدّي إسحاق بن جعفر، عن أخيه
موسى بن جعفر عليهماالسلامقال: سمعت أبي، جعفر بن محمّد عليهماالسلام[224]، يقول: أحسن من
الصدق قائله، وخير من الخير فاعله.

ثمّ قال: حدّ ثني أبي محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن
عليّ، عن أبيه عليّ عليهم‏السلام، قال: سمعت النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، يقول: بعثت بمكارم الأخلاق
ومحاسنها.

وسمعته صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم يقول: استتمام المعروف أفضل من ابتدائه[225].


(3629) 136 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن إسماعيل، عن
عبد اللّه بن الصلت، عن أبي ضمرة، عن ابن عجلان، عن عبد اللّه بن عبد الرحمن،
عن أبي الحسن عليه‏السلام، إنّ رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم قال: اركبوا وارموا، وإن ترموا أحبّ إليّ
من أن تركبوا.

ثمّ قال: كلّ أمر للمؤمن باطل إلاّ في ثلاث، في تأديبه الفرس، ورميه عن قوسه،
وملاعبته امرأته، فإنّهنّ حقّ، إنّ اللّه ليدخل بالسهم الواحد الثلاثة الجنّة، عامل
الخشب، والمقوّي به في سبيل اللّه، والرامي به في سبيل اللّه[226].

(3630) 137 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: محمّد بن أحمد بن يحيى، عن أبي إسحاق، عن
عليّ بن درست، عن عبد الحميد الطائيّ، عن أبي الحسن الأوّل عليه‏السلام، قال: قال
النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: من قدّم غريما إلى السلطان يستحلفه، وهو يعلم أنّه يحلف، ثمّ تركه
تعظيما للّه تعالى، لم يرض اللّه تعالى له بمنزلة يوم القيامة إلاّ بمنزلة إبراهيم خليل
الرحمن عليه‏السلام[227].

(3631) 138 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: وقال عليّ بن جعفر، عن أخيه موسى بن
جعفر عليهماالسلام، قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم في رجل وقع على مكاتبته، فنال من
مكاتبته فوطئها؟


قال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: عليه مهر مثلها، فإن ولدت منه، فهي على مكاتبتها، وإن عجزت
فردّت في الرقّ، فهي من أُمّهات الأولاد.

قال: وسألته عن اليهوديّ والنصرانيّ والمجوسيّ، هل يصلح أن يسكنوا في دار
الهجرة؟

قال عليه‏السلام: أمّا أن يلبثوا فيها فلا يصلح، وقال: إن نزلوا نهارا ويخرجوا منها
بالليل فلا بأس[228].

139 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: ...  عليّ بن محمّد النَوْفَليّ، عن أبيه، قال الأصبهانيّ:
وحدّثني أحمد بن محمّد بن سعيد، قال: حدّثني يحيى بن الحسن العلويّ، وحدّثني
غيرهما ببعض قصّته، وجمعت ذلك بعضه إلى بعض، قالوا:

كان السبب في أخذ موسى بن جعفر عليهماالسلام أنّ الرشيد جعل ابنه في حجر جعفر بن
محمّد بن الأشعث، فحسده يحيى بن خالد البرمكيّ ...

فقال عليه‏السلام ... : حدّثني أبي، عن آبائه، عن رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلمأنّ الرحم إذا قطعت
فوصلت قطعها اللّه ... [229].

140 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: ... إسحاق بن عمّار، عن أبي الحسن عليه‏السلام ... إنّه لمّا
دخلت أوّل ليلة من شهر رمضان صلّى رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم المغرب، ثمّ صلّى أربع
ركعات التي كان يصلّيهنّ بعد المغرب في كلّ ليلة، ثمّ صلّى ثماني ركعات، فلمّا صلّى

العشاء الآخرة، وصلّى الركعتين اللتين كان يصلّيهما بعد العشاء الآخرة، وهو جالس
في كلّ ليلة قام فصلّى اثنتي عشرة ركعة، ثمّ دخل بيته، فلمّا رأى ذلك الناس، ونظروا
إلى رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلموقد زاد في الصلاة حين دخل شهر رمضان سألوه عن ذلك؟

فأخبرهم أنّ هذه الصلاة صلّيتها لفضل شهر رمضان على الشهور، فلمّا كان من
الليل قام يصلّي، فاصطفّ الناس خلفه، فانصرف إليهم فقال: أيّها الناس! إنّ هذه
الصلاة نافلة، ولن يجتمع للنافلة، وليصلّ كلّ رجل منكم وحده، وليقل ما علّمه اللّه
من كتابه، واعلموا أن لا جماعة في نافلة ... [230].

141 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: ...  عن محمّد بن إسماعيل، عن أبي الحسن عليه‏السلام،
قال: ... إنّ عليّا أمر المقداد أن يسأل رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، [ عن
المذي] ... فقال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: فيه الوضوء ... [231].

142 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: ...  عن منصور بزرج، عن عبد صالح عليه‏السلام،
قال: ... إنّ رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم قال: المؤمنون عند شروطهم[232].

143 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: ...  سماعة بن مهران، قال: سألته عن رجل طلّق
امرأته ثلاثاً في مجلس واحد؟

فقال: إنّ رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم ردّ على عبد اللّه بن عمر امرأته، طلّقها ثلاثاً وهي
حائض، فأبطل رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم ذلك الطلاق ... [233].


(3632) 144 ـ الأشعث الكوفيّ رحمه‏الله: أخبرنا عبد اللّه بن محمّد، قال: أخبرنا محمّد
بن محمّد، قال: حدّثني موسى، قال: حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد،
عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب عليه‏السلام، قال: قال
رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: نظر الولد إلى والديه حبّا لهما عبادة[234].

(3633) 145 ـ الراونديّ رحمه‏الله: قال عليه‏السلام: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: النجوم آمنة
لأهل السماء، فإذا تناثرت دنا من أهل السماء ما يوعدون، والجبال آمنة لأهل
الأرض، فإذا سيّرت دنا من أهل الأرض ما يوعدون، وأنا آمنة لأصحابي، فإذا
قبضت دنا من أصحابي ما يوعدون، وأصحابي آمنة لأُمّتي، فإذا قبض أصحابي دنا
من أُمّتي ما يوعدون، ولا يزال هذا الدين ظاهرا على الأديان كلّها ما دام فيكم من
قد رآني من رآني[235].

(3634) 146 ـ الخزاعيّ النيسابوريّ رحمه‏الله: ما أخبرنا السيّد أبو هاشم جعفر بن
محمّد الحسينيّ رحمه‏الله، بقراءتي عليه، قال: أخبرنا أبو يعلي حمزة بن عبد العزيز بن محمّد
بن أحمد بن حمزة بن شبيب المهلّبيّ، قال: أخبرنا أبو بكر محمّد بن داود بن سليمان
الصوفيّ، قال: حدّثنا أبو مقاتل محمّد بن العبّاس بن أحمد بن شجاع، قال: حدّثنا أبو

عبد اللّه محمّد بن خلف بن عبد السلام المروزيّ، قال: حدّثنا أبو عمران موسى بن
إبراهيم المروزيّ قال:

حدّثنا موسى بن جعفر الكاظم، عن أبيه، عن جدّه، عن آبائه صلوات اللّه
عليهم قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: من حفظ، عن أُمّتي أربعين حديثا من السنّة،
كنت له شفيعا يوم القيامة[236].

(3635) 147 ـ أبو نصر الطبرسيّ رحمه‏الله: عن الكاظم عليه‏السلام، قال: قال رسول
اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: تخلّلوا، فإنّه ليس شيء أبغض إلى الملائكة من أن يروا في أسنان العبد
طعاما[237].

(3636) 148 ـ أبو نصر الطبرسيّ رحمه‏الله: عن الكاظم عليه‏السلام قال: قال رسول
اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: نعم الريحان المرزنجوش، نبت تحت ساق العرش، وماؤه شفاء العين[238].

(3637) 149 ـ أبو نصر الطبرسيّ رحمه‏الله: عن الكاظم عليه‏السلام قال: قال رسول
اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: من كان محتجما، فليحتجم يوم السبت[239].

(3638) 150 ـ ابن شهر آشوب  رحمه‏الله: الصفوانيّ في الإحن والمحن، في خبر طويل،
عن إسحاق بن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جدّه، عن آبائه عليهم‏السلام، قال: قال
النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: وينزل الملكان ـ يعني رضوان ومالك ـ، فيقول مالك: إنّ اللّه أمرني
بلطفه ومنّه أن أسعر النيران فسعرتها، وأن أغلق أبوابها فغلقتها، وأن آتيك
بمفاتيحها، فخذها يا محمّد! فأقول: قد قبلت ذلك من ربّي، فله الحمد على ما منّ به

عليّ، ثمّ أدفعها إلى عليّ.

ثمّ يقول رضوان: إنّ اللّه أمرني بمنّه ولطفه أن أزخرف الجنان فزخرفتها، وأن
أغلّق أبوابها فغلّقتها، وأن آتيك بمفاتيحها، فخذها يا محمّد!

فأقول: قد قبلت ذلك من ربّي، فله الحمد على ما منّ به عليّ، ثمّ أدفعها إلى عليّ،
فينزل عليّ وفي يده مفاتيح الجنّة، ومقاليد النار، فيقف عليّ بحجزتها ويأخذ بزمامها،
وقد تطاير شررها، وعلا زفيرها، وتلاطمت أمواجها، فتناديه النار: جزني يا عليّ!
فقد أطفأ نورك لهبي، فيقول لها عليّ: اتركي هذا وليّي، وخذي هذا عدوّي، وإنّ
جهنّم يومئذ لأطوع لعليّ من غلام أحدكم لصاحبه[240].

(3639) 151 ـ ابن إدريس الحلّيّ رحمه‏الله: موسى، عن العبد الصالح عليه‏السلام،
قال النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: لا تصلح الصنيعة إلاّ عند ذى حسب أو دين[241].

(3640) 152 ـ ابن إدريس الحلّيّ رحمه‏الله: موسى، عن العبد الصالح عليه‏السلام، قال:

قال النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: ينزل اللّه المعونة على قدر المؤونة، وينزل اللّه الصبر على قدر
المصيبة[242].

(3641) 153 ـ ا بن إدريس الحلّيّ رحمه‏الله: موسى، عن العبد الصالح عليه‏السلام، قال: قال
النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: قلّة العيال أحد اليسارين[243].

(3642) 154 ـ ابن إدريس الحلّيّ رحمه‏الله: وبهذا الإسناد[أي جعفر بن محمّد، قال:
حدّثني عبد اللّه، عن درست بن أبي منصور، عن عبد الحميد بن أبي العلاء، عن أبي
إبراهيم عليه‏السلام]، قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: من انهمك في طلب [علم] النحو سلب

الخشوع[244].

(3643) 155 ـ السيّد فضل اللّه الراونديّ رحمه‏الله: قال عليه‏السلام: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم:
لكلّ شيء زكاة، وزكاة الأجساد الصيام[245].

(3644) 156 ـ السيّد فضل اللّه الراونديّ رحمه‏الله: قال عليه‏السلام: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم:
ما قرب عبد من سلطان إلاّ تباعد من اللّه تعالى، وما كثر ماله إلاّ اشتدّ حسابه، ولا
كثر تبعه إلاّ كثرت شياطينه[246].

(3645) 157 ـ السيّد فضل اللّه الراونديّ رحمه‏الله: قال عليه‏السلام: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم:
ما اصطحب اثنان إلاّ كان أعظمهما أجرا عند اللّه تعالى وأحبّهما إلى اللّه تعالى،
أرفقهما بصاحبه[247].

(3646) 158 ـ السيّد فضل اللّه الراونديّ رحمه‏الله: قال عليه‏السلام: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم:
طوبى لمن أسلم وكان عيشه كفافا، وقواه[248] سدادا[249].

(3647) 159 ـ السيّد فضل اللّه الراونديّ رحمه‏الله: قال عليه‏السلام: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم:
إنّ الرجل ليحبس على باب الجنّة مقدار عام بذنب واحد، وإنّه لينظر إلى أكوابه
وأزواجه[250].


(3648) 160 ـ السيّد فضل اللّه الراونديّ رحمه‏الله: قال عليه‏السلام: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم:
نعم الولد البنات، ملطّفات، مجهّدات، مؤنسات، مفلّيات، مباركات[251].

(3649) 161 ـ السيّد فضل اللّه الراونديّ رحمه‏الله: قال عليه‏السلام: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم:
إيّاكم وفراسة المؤمن، فإنّه ينظر بنور اللّه تعالى[252].

(3650) 162 ـ السيّد فضل اللّه الراونديّ رحمه‏الله: قال عليه‏السلام: قال رسول  اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم:
تمسّحوا بالأرض، فإنّها أُمّكم وهي بكم برّة[253].

(3651) 163 ـ السيّد فضل اللّه الراونديّ رحمه‏الله: بإسناده، قال عليه‏السلام: قال
رسول  اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: الفقهاء أمناء الرسل، ما لم يدخلوا في الدنيا، قيل: يا رسول اللّه!
وما دخولهم في الدنيا؟

فقال: اتّباع السلطان، فإذا فعلوا ذلك فاحذروهم على أديانكم[254].

(3652) 164 ـ السيّد فضل اللّه الراونديّ رحمه‏الله: بإسناده، قال عليه‏السلام: قال رسول
اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: أربعة لا عذر لهم: رجل عليه دين، محارف[255] في بلاده، لا عذر له حتّى

يهاجر في الأرض يلتمس ما يقضي به دينه.

ورجل أصاب على بطن امرأته رجلاً، لا عذر له حتّى يطلّق ألاّ يشركه في الولد
غيره.

ورجل له مملوك سوء فهو يعذّبه، لا عذر له إمّا أن يبيع، وإمّا أن يعتق.

ورجلان استحبا في سفرهما يتلاعنان، لا عذر لهما حتّى يفترقا[256].

(3653) 165 ـ السيّد فضل اللّه الراونديّ رحمه‏الله: سهل بن أحمد، عن محمّد بن محمّد
بن الأشعث، عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه عليهم‏السلام،
قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: عليكم باللحم، فإنّه من ترك اللحم أربعين يوما ساء
خلقه، ومن ساء خلقه عذّب نفسه، ومن عذّب نفسه فأذّنوا في أذنه[257].

(3654) 166 ـ السيّد فضل اللّه الراونديّ رحمه‏الله: وقال النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: من مات
مداريا مات شهيدا[258].

(3655) 167 ـ السيّد فضل اللّه الراونديّ رحمه‏الله: قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: أبى
اللّه لصاحب البدعة بالتوبة، وأبى اللّه لصاحب الخلق السيّء بالتوبة.

فقيل: يا رسول اللّه! وكيف ذلك؟

قال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: أمّا صاحب البدعة فقد أشرب قلبه [حبّها]، وأمّا صاحب الخلق
السيّء، فإنّه إذا تاب من ذنب وقع في ذنب أعظم من الذنب الذي تاب منه[259].


(3656) 168 ـ السيّد فضل اللّه الراونديّ رحمه‏الله: قال عليه‏السلام: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم:
القرون أربعة: أنا في أفضلها، ثمّ الثاني، ثمّ الثالث، فإذا كان
 ]كان] اكتفاء الرجال
بالرجال والنساء بالنساء قبض اللّه كتابه من صدور بني آدم، فبعث اللّه ريحا
سوداء، ثمّ لا يبقى أحد ـ سوى اللّه تعالى ـ إلاّ قبضه اللّه إليه[260].

(3657) 169 ـ السيّد فضل اللّه الراونديّ رحمه‏الله: قال عليه‏السلام: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم:
الكبائر أربع: الإشراك باللّه، والقنوط من رحمة اللّه، [واليأس من روح اللّه]،
والأمن من مكر اللّه[261].

(3658) 170 ـ السيّد فضل اللّه الراونديّ رحمه‏الله: قال عليه‏السلام: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم:
لا يزداد المال إلاّ كثرة، ولا يزداد الناس إلاّ شحّا، ولا تقوم الساعة إلاّ على شرار
الخلق[262].

(3659) 171 ـ السيّد فضل اللّه الراونديّ رحمه‏الله: قال عليه‏السلام قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم:
بعثت والساعة كفرسي رهان، يسبق أحدهما صاحبه باُذنه، إن كانت الساعة
لتسبقني إليكم[263].

(3660) 172 ـ السيّد فضل اللّه الراونديّ رحمه‏الله: قال عليه‏السلام: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم:

إذا طفّفت أمّتي مكيالها، وميزانها، واختانوا وخفروا الذمّة، وطلبوا بعمل الآخرة
الدنيا، فعند ذلك يزكّون أنفسهم، ويتورّع منهم[264].

(3661) 173 ـ السيّد فضل اللّه الراونديّ رحمه‏الله: قال عليه‏السلام: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم:
لا تقوم الساعة حتّى يظرف الفاجر، ويعجر المنصف، وتعرب الماجن، ويكون
[العبادة
]استطالة على الناس، وتكون الصدقة مغرما، ولأمانة مغنما، والصلاة منّا[265].

(3662) 174 ـ السيّد فضل اللّه الراونديّ رحمه‏الله: قال عليه‏السلام: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم:
من نكث بيعة، أو رفع لواء ضلالة، أو كتم علما، أو اعتمل ما لا ظلما، أو أعان ظالما
على ظلمه وهو يعلم إنّه ظالم، فقد برء من الإسلام[266].

(3663) 175 ـ السيّد فضل اللّه الراونديّ رحمه‏الله: قال عليه‏السلام: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم:
إنّ إبليس رضي منكم بالمحقّرات، والذنب الذي لا يغفر، قول الرجل: لا أؤاخذ بهذا
الذنب، استصغارا له[267].

(3664) 176 ـ السيّد فضل اللّه الراونديّ رحمه‏الله: قال عليه‏السلام: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم:
لمّا خلق اللّه جنّة عدن، خلق لبنها من ذهب يتلألؤ، ومسك مدوف، ثمّ أمرها
فاهتزّت ونطقت، فقالت: أنت اللّه لا إله إلاّ أنت، الحيّ القيّوم، فطوبى لمن قدّر له
دخولي.

قال اللّه تعالى: وعزّتي وجلالي، وارتفاع مكاني! لا يدخلك مدمن خمر، ولا

مصرّ على ربا، ولا فتّان وهو النمّام، ولا ديّوث وهو الذي لا يغار ويجتمع في بيته
على الفجور، ولا قلاّع وهو الذي يسعى بالناس عند السلطان ليهلكهم، ولا جيّوف
وهو النبّاش، ولا ختّار وهو الذي لا يوفي بالعهد[268].

(3665) 177 ـ السيّد فضل اللّه الراونديّ رحمه‏الله: قال عليه‏السلام: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم:
لا تقوم الساعة حتّى يذهب الحياء من الصبيان والنساء، وحتّى تؤكل المعاهد، كما
تؤكل الخضرة[269].

(3666) 178 ـ السيّد فضل اللّه الراونديّ رحمه‏الله: قال عليه‏السلام: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم:
إنّ أخوف ما أتخوّف على أمّتي من بعدي، هذه المكاسب المحرّمة، والشهوة الخفيّة،
والربا[270].

(3667) 179 ـ السيّد فضل اللّه الراونديّ رحمه‏الله: قال عليه‏السلام: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم:
المشاحن لا يقبل منه صرف ولا عدل، قيل: يا رسول اللّه! وما المشاحن؟

قال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: المصادم لأمّتي الطاعن عليها[271].

(3668) 180 ـ السيّد فضل اللّه الراونديّ رحمه‏الله: قال عليه‏السلام: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم:
يبعث اللّه المقنّطين يوم القيامة مغلبة وجوههم، يعني غلبة السواد على البياض.

فيقال لهم: هؤلاء المقنّطون من رحمة اللّه تعالى[272].


(3669) 181 ـ السيّد فضل اللّه الراونديّ رحمه‏الله: قال عليه‏السلام: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم:
ما من عمل في بدعة [خلاّه الشيطان]، والعبادة، وألقى عليه الخشوع والبكاء[273].

(3670) 182 ـ السيّد فضل اللّه الراونديّ رحمه‏الله: قال عليه‏السلام: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم:
لا خير في العيش إلاّ لمستمع واع، أو عالم ناطق[274].

(3671) 183 ـ السيّد فضل اللّه الراونديّ رحمه‏الله: قال عليه‏السلام: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم:
خلّتان لا تجتمعان في منافق: فقه في الإسلام، وحسن سمت في الوجه[275].

(3672) 184 ـ السيّد فضل اللّه الراونديّ رحمه‏الله: قال عليه‏السلام: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم:
أربع يلزمن كلّ ذي حجى وعقل من أمّتي.

قيل: يا رسول اللّه! ما هنّ؟

قال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: استماع العلم، وحفظه، ونشره عند أهله، والعمل به[276].

(3673) 185 ـ السيّد فضل اللّه الراونديّ رحمه‏الله: قال عليه‏السلام: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم:
من تعلّم في شبابه كان بمنزلة الرسم في الحجر، ومن تعلّم وهو كبير كان بمنزلة الكتابة
على وجه الماء[277].


(3674) 186 ـ السيّد فضل اللّه الراونديّ رحمه‏الله: قال عليه‏السلام: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم:
حدّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج.

قال عليّ عليه‏السلام: ولا حرج أن تكفّوا عن حديثهم، ولا تحدّثوا عنهم البتّة[278].

(3675) 187 ـ السيّد فضل اللّه الراونديّ رحمه‏الله: قال عليه‏السلام: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم:
أربعة ليس غيبتهم غيبة: الفاسق المعلن بفسقه، والإمام الكذّاب إن أحسنت لم يشكر
وإن أسأت لم يغفر، والمتفكّهون بالأمّهات، والخارج من الجماعة الطاعن على أمّتي
الشاهر عليها بسيفه[279].

(3676) 188 ـ السيّد فضل اللّه الراونديّ رحمه‏الله: قال عليه‏السلام: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم:
شرّ البقاع دور الأمراء، الذين لا يقضون بالحقّ[280].

(3677) 189 ـ السيّد فضل اللّه الراونديّ رحمه‏الله: قال عليه‏السلام قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم:
إيّاكم وأبواب السلطان وحواشيها، أبعدكم من اللّه تعالى من آثر سلطانا على اللّه
تعالى، [ومن آثر سلطانا على اللّه تعالى]، جعل [اللّه
]الميتة في قلبه ظاهرة وباطنة،
وأذهب عنه الورع، وجعله حيران[281].

(3678) 190 ـ السيّد فضل اللّه الراونديّ رحمه‏الله: قال عليه‏السلام: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم:
من أفتى بغير علم لعنته ملائكة السماء وملائكة الأرض[282].


(3679) 191 ـ السيّد فضل اللّه الراونديّ رحمه‏الله: قال عليه‏السلام: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم:
من يرد اللّه له خيرا يفقّهه في الدين[283].

(3680) 192 ـ السيّد فضل اللّه الراونديّ رحمه‏الله: قال عليه‏السلام: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم:
من أحبّ الدنيا ذهب خوف الآخرة من قلبه، وما أتى اللّه عبدا علما فأزداد للدنيا
حبّا إلاّ ازداد من اللّه تعالى بعدا، وازداد [اللّه] تعالى عليه غضبا[284].

(3681) 193 ـ السيّد فضل اللّه الراونديّ رحمه‏الله: قال عليه‏السلام: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم:
من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه[285].

(3682) 194 ـ السيّد فضل اللّه الراونديّ رحمه‏الله: قال عليه‏السلام: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم:
صنفان من أُمّتي إن صلحا صلحت أُمّتي، وإن فسدا فسدت أُمّتي.

قيل: يا رسول اللّه! ومن هم؟

قال: القرّاء والأمراء[286].

(3683) 195 ـ السيّد فضل اللّه الراونديّ رحمه‏الله: قال عليه‏السلام: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم:
السنّة سنّتان: سنّة في فريضة، الأخذ بها بعدي هدى وتركها ضلالة، وسنّة في غير
فريضة، الأخذ بها فضيلة وتركها غير خطيئة[287].


(3684) 196 ـ السيّد فضل اللّه الراونديّ رحمه‏الله: قال عليه‏السلام: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم:
من أرضى سلطانا بما أسخط اللّه تعالى، خرج من دين الإسلام[288].

(3685) 197 ـ السيّد فضل اللّه الراونديّ رحمه‏الله: قال عليه‏السلام: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم:
إذا كان يوم القيامة نادى مناد: أين الظلمة وأعوان الظلمة؟

من لاق لهم دواة، أو ربط لهم كيسا؟ أو مدّ لهم مدة، أحشروه معهم[289].

(3686) 198 ـ السيّد فضل اللّه الراونديّ رحمه‏الله: قال عليه‏السلام: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم:
أفضل التابعين من أُمّتي، من لا يقرب أبواب السلطان[290].

(3687) 199 ـ السيّد فضل اللّه الراونديّ رحمه‏الله: [بإسناده عن موسى بن جعفر،
عن آبائه عليهم‏السلام]، قال: قال رسول الله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: ما من عمل أحبّ إلى اللّه تعالى وإلى
رسوله من الإيمان باللّه والرفق بعباده، وما من عمل أبغض إلى اللّه تعالى من
الإشراك باللّه تعالى، والعنف على عباده[291].

(3688) 200 ـ السيّد فضل اللّه الراونديّ رحمه‏الله: عن سهل بن أحمد، عن محمّد بن
[محمّد بن] الأشعث، عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن
آبائه عليهم‏السلام، قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: الرجل أحقّ بصدر داره وفرسه، وأن يؤمّ
في بيته، وأن يبدء في صحفته[292].

(3689) 201 ـ السيّد فضل اللّه الراونديّ رحمه‏الله: [بإسناده عن موسى بن جعفر،
عن آبائه عليهم‏السلام، قال: قال عليّ عليه‏السلام] قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: مروا صبيانكم بالصلاة

إذا كانوا أبناء سبع سنين، واضربوهم إذا كانوا أبناء تسع سنين، وفرّقوا بينهم في
المضاجع إذا كانوا أبناء عشر سنين[293].

(3690) 202 ـ أبو عليّ الطبرسيّ رحمه‏الله: وروي عن موسى بن جعفر، عن
آبائه عليهم‏السلام، عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، قال: لكلّ شيء عروس، وعروس القرآن سورة
«الرحمن» جلّ ذكره[294].

(3691) 203 ـ أبو محمّد القمّيّ رحمه‏الله: حدّثنا محمّد بن عبد اللّه، قال: حدّثنا محمّد
بن الحسن بن أزهر، عن محمّد بن خلف، عن موسى بن إبراهيم، عن موسى بن
جعفر، عن أبيه، عن جدّه، عن آبائه عليهم‏السلام، قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: جلوس
المؤذّن في المجلس رِباط[295].

(3692) 204 ـ أبو محمّد القمّيّ رحمه‏الله: حدّثنا الحسين بن أحمد الأسديّ، قال:
حدّثنا يوسف بن عليّ بن أحمد الطبريّ، عن إبراهيم بن الحسين بن داود القطّان،
عن محمّد بن خلف، عن موسى بن إبراهيم، عن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن
آبائه عليهم‏السلام، قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: الحجر يمين اللّه في أرضه، فمن مسحه مسح
يد اللّه[296].


(3693) 205 ـ أبو محمّد القمّيّ رحمه‏الله: حدّثنا محمّد بن عبد اللّه، قال: حدّثنا محمّد
بن الحسن بن أزهر، عن محمّد بن خلف، عن موسى بن إبراهيم، عن موسى بن
جعفر، عن أبيه، عن آبائه عليهم‏السلام، قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: ويل للمخدوم من
الخادم يوم القيامة[297].

(3694) 206 ـ أبو محمّد القمّيّ رحمه‏الله: حدّثنا عبد العزيز بن جعفر بن محمّد، قال:
حدّثني عبد العزيز بن يونس الموصليّ، عن إبراهيم بن الحسين، عن محمّد بن خلف،
عن موسى بن إبراهيم، عن الكاظم، عن أبيه، عن آبائه عليهم‏السلام، قال: قال رسول
اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: القناعة مال لا ينفد[298].

(3695) 207 ـ أبو محمّد القمّيّ رحمه‏الله: حدّثنا سهل بن أحمد، قال: حدّثني محمّد بن
محمّد بن الأشعث، عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه عليهم‏السلام،
قال: قال رسول اللّه
صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: العبادة سبعون جزءا أفضلها[299] طلب الحلال[300].

(3696) 208 ـ محمّد الشعيريّ رحمه‏الله: عن أبي الحسن عليه‏السلام قال: قال رسول
اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: من صلّى عليّ يوم الجمعة مائة صلاة، قضى اللّه له ستّين حاجة، منها

للدنيا ثلاثون، وثلاثون للآخرة[301].

(3697) 209 ـ أبو الفضل الطبرسيّ رحمه‏الله: عن أبي إبراهيم عليه‏السلام، قال: قال رسول
اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: حسن الخلق يثبت المودّة، وحسن البشر يذهب السخيمة، واستنزلوا
الرزق بالصدقة، ومن أيقن بالخلف سخت نفسه بالنفقة، وإيّاك أن تمنع حقّا فتنفق في
باطل مثليه[302].

210 ـ الإربليّ رحمه‏الله: ...  إسحاق بن جعفر، قال: سألت أخي موسى بن
جعفر عليهماالسلام...، حدّثني أبي جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن أبيه عليّ بن أبي طالب:،
قال: سمعت رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم يقول: على كلّ خلّة يطوى المؤمن، ليس الخيانة
والكذب[303].

(3698) 211 ـ السيّد ابن طاووس  رحمه‏الله: عن الشيخ عليّ بن عبد الصمد، قال:
أخبرني الإمام جدّي الشيخ أبو بكر عثمان بن إسماعيل بن أحمد الخاجيّ، والإمام
أحمد بن عليّ بن أبي صالح المقريّ، قرائة عليهم، عن أبي بكر عبد الغفّار بن محمّد،

قال: أخبرنا الحسن بن محمّد الدربنديّ، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن عثمان الدمشقيّ،
قال: حدّثنا أبو بكر محمّد بن صالح بن خلف الجورانيّ، قال: حدّثني أبي، عن موسى
بن إبراهيم، قال: حدّثنا موسى بن جعفر بن محمّد الصادق، عن أبيه، عن جدّه عليهم‏السلام،
قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم لعليّ: يا عليّ! إذا هالك أمر، أو نزلت بك شدّة، فقل:

«اللّهمّ إنّي أسألك بحقّ محمّد وآل محمّد، أن تصلّي على محمّد وآل
محمّد، وأن تنجيني من هذا الغمّ»
[304].

(3699) 212 ـ السيّد ابن طاووس  رحمه‏الله: حدّث أبو الفضل محمّد بن عبد اللّه، قال:
أخبرنا محمّد بن محمّد بن الأشعث، قال: حدّثنا موسى بن إسماعيل بن موسى، قال:
حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليه‏السلام،
قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: من أراد شيئا من قيام الليل فأخذ مضجعه، فليقل:
«اللّهمّ لا تؤمّني مكرك، ولا تنسني ذكرك، ولا تجعلني من الغافلين، أقوم إن
شاء اللّه ساعة كذا وكذا»
، فإنّه يوكّل اللّه به ملكا ينبّهه تلك الساعة[305].

213 ـ السيّد ابن طاووس  رحمه‏الله: ... أبو الوضّاح محمّد بن عبد اللّه بن زيد
النهشليّ، قال: أخبرني أبي، قال: سمعت الإمام أبا الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام
يقول: ... بين ما أنا جالس في مصلاّي بعد فراغي من وردي، وقد تنومّت عيناي إذ
سنح لي جدّي رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم في منامي فشكوت إليه موسى بن المهديّ، وذكرت
ما جرى منه في أهل بيته، وأنا مشفق من غوائله؛ فقال لي: لتطب نفسك، يا موسى!

فما جعل اللّه لموسى عليك سبيلاً .... ثمّ أقبل علينا مولانا أبو الحسن عليه‏السلام وقال:
سمعت من أبي، جعفر بن محمّد يحدّث عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن جدّه
أمير المؤمنين عليهم‏السلام أنّه سمع رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلميقول: اعترفوا بنعمة اللّه ربّكم عزّ
وجلّ، وتوبوا إليه من جميع ذنوبكم، فإنّ اللّه يحبّ الشاكرين من عباده ... [306].

214 ـ السيّد ابن طاووس رحمه‏الله: روي أنّ هارون الرشيد أنفذ إلى موسى بن
جعفر عليهماالسلام من أحضره، فلمّا حضر قال له: ... أخبروني أنّكم تقولون: إنّ جميع
المسلمين عبيدنا وإماؤنا، وأنّكم تقولون: من يكون لنا عليه حقّ ولا يوصله لنا
فليس بمسلم.

فقال موسى عليه‏السلام: كذب الذين زعموا أنّا نقول ذلك، ...

فلو أنّهم عبيدنا وإماؤنا ما صحّ البيع والشراء، وقد قال النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم لمّا حضرته
الوفاة: اللّه! اللّه! في الصلاة، وما ملكت أيمانكم ...

ولكن نحن ندّعي أنّ ولاء جميع الخلائق لنا، نعني ولاء الدين، وهؤلاء الجهّال
يظنّون ولاء الملك، حملوا دعواهم على ذلك.

ونحن ندّعي ذلك لقول النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم يوم غدير خمّ: من كنت مولاه فعليّ
مولاه، ... فأمّا الغنائم والخمس من بعد موت رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم فقد منعونا ذلك،
ونحن إليه محتاجون إلى ما في أيدي بني آدم الذين هم لنا ولاؤهم ولاء الدين، لا
ولاء الملك، فإن أنفذ إلينا أحد هديّة ولا يقول لنا صدقة نقبلها لقول النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: لو
دعيت إلى كراع لأجبت، (وكراع اسم قرية)، ولو أهدي إليّ كراع لقبلت، (الكراع
يد شاة)، وذلك سنّة إلى يوم القيامة ... [307].


(3700) 215 ـ ابن بطريق رحمه‏الله: بالإسناد المقدّم] أي من مسند ابن حنبل، أخبرنا
السيّد الأجل نقيب النقباء الطاهر الأورع ذوالمناقب ـ أبو عبد اللّه أحمد بن الطاهر
الأوحد أبي الحسن عليّ بن الطاهر الأوحد أبي الغنائم المعمّر بن محمّد بن أحمد بن
عبيد اللّه الحسينيّ، قال: أخبرنا]قال: أخبرنا أحمد بن المظفّر، قال: حدّثني عبد اللّه
بن محمّد الحافظ، قال: أخبرنا محمّد بن محمّد بن الأشعث، قال: حدّثني موسى بن
إسماعيل قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ
بن الحسين، عن أبيه، عن جدّه عليّ عليهم‏السلام، قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: فضل أهل
البيت على الناس، كفضل البنفسج على سائر الأدهان[308].

216 ـ ابن عنبة الحسينيّ رحمه‏الله: قال أبو نصر البخاريّ: ...  قال [موسى بن
جعفر عليهماالسلام]: إنّي حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن أبيه، عن جدّه، عن
النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: الرحم إذا قطعت فوصلت، ثمّ قطعت فوصلت، ثمّ قطعت فوصلت
قطعها اللّه تعالى ...  [309].

(3701) 217 ـ السيّد شرف الدين الأستراباديّ رحمه‏الله: روى المفضّل بن محمّد
المهلّبيّ، عن رجاله مسندا، عن محمّد بن ثابت، قال: حدّثني أبو الحسن موسى عليه‏السلام،
قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم لعليّ عليه‏السلام: أنا رسول اللّه المبلّغ عنه، وأنت وجه اللّه
المؤتمّ به، فلا نظير لي إلاّ أنت، ولا مثل لك إلاّ أنا[310].

218 ـ النباطيّ البياضيّ رحمه‏الله: الكاظم عليه‏السلام قال النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم لأبي الهيثم ابن

التيهان والمقداد وعمّار وأبي ذرّ وسلمان هؤلاء رفضوا الناس، ووالفوا عليّا ...[311].

(3702) 219 ـ العلاّمة المجلسيّ رحمه‏الله: كتاب الإمامة والتبصرة [لعليّ بن بابويه]:
عن سهل بن أحمد، عن محمّد بن محمّد بن الأشعث، عن موسى بن إسماعيل بن موسى
بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه عليهم‏السلام، قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: رائحة الأنبياء
رائحة السفرجل، ورائحة الحور العين رائحة الآس، ورائحة الملائكة رائحة الورد،
ورائحة ابنتي فاطمة الزهراء رائحة السفرجل والآس والورد، ولا بعث اللّه نبيّا ولا وصيّا
إلاّ وجد منه رائحة السفرجل، فكلوها، وأطعموا حبالاكم يحسّن أولادكم
[312].

(3703) 220 ـ العلاّمة المجلسيّ رحمه‏الله: الأمالي للشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: بإسناده، عن
موسى بن بكر، عن العبد الصالح عليه‏السلام، عن أبي ذرّ رضى‏الله‏عنه، قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم:
من صدق بالخلف جاد بالعطيّة[313].

(3704) 221 ـ العلاّمة المجلسيّ رحمه‏الله: كتاب الإمامة والتبصرة: عن سهل بن
أحمد، عن محمّد بن محمّد بن الأشعث، عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر،
عن أبيه، عن آبائه عليهم‏السلام قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: الريب كفر[314].

(3705) 222 ـ العلاّمة المجلسيّ رحمه‏الله: كتاب الإمامة والتبصرة: لعليّ بن بابويه:،
عن سهل بن أحمد، عن محمّد بن محمّد بن الأشعث، عن موسى بن إسماعيل بن موسى
بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه عليهم‏السلام، قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: رحم اللّه من أعان

ولده على برّه[315].

(3706) 223 ـ العلاّمة المجلسيّ رحمه‏الله: كتاب الإمامة والتبصرة: بهذا الإسناد
[أي عن سهل بن أحمد، عن محمّد بن محمّد بن الأشعث، عن موسى بن إسماعيل بن
موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه عليهم‏السلام]، قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: رغم أنف
رجل ذكرت عنده فلم يصلّ عليّ، رغم أنف رجل أدرك أبويه عند الكبر فلم
يدخلاه الجنّة، رغم أنف رجل دخل عليه شهر رمضان ثمّ انسلخ قبل أن يغفر له[316].

(3707) 224 ـ العلاّمة المجلسي رحمه‏الله: كتاب الإمامة والتبصرة: عن هارون بن
موسى، عن محمّد بن موسى، عن محمّد بن عليّ بن خلف، عن موسى بن إبراهيم، عن
موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه عليهم‏السلام، قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: الظلم
ندامة[317].

(3708) 225 ـ العلاّمة المجلسيّ رحمه‏الله: كتاب الإمامة والتبصرة: عن سهل بن
أحمد، عن محمّد بن محمّد بن الأشعث، عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر،
عن أبيه، عن آبائه عليهم‏السلامقال:

قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: الرفق يمن، والخرق شوم.

ومنه بهذا الإسناد قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: الرفق لمن يوضع على شيء إلاّ
زانه، ولا ينزع من شيء إلاّ شانه[318].


(3709) 226 ـ العلاّمة المجلسيّ رحمه‏الله: كتاب الإمامة والتبصرة: عن سهل بن
أحمد، عن محمّد بن محمّد بن الأشعث، عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر،
عن أبيه، عن آبائه عليهم‏السلامقال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: العطسة عند الحديث شاهد.

ومنه: بهذا الإسناد: العطاس للمريض دليل على العافية، وراحة البدن[319].

(3710) 227 ـ العلاّمة المجلسيّ رحمه‏الله: كتاب الإمامة والتبصرة: عن سهل بن
أحمد، عن محمّد بن محمّد بن الأشعث، عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر،
عن أبيه، عن آبائه عليهم‏السلامقال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: الراكب أحقّ بالسلام[320].

(3711) 228 ـ العلاّمة المجلسيّ رحمه‏الله: كتاب الإمامة والتبصرة: عن سهل بن
أحمد، عن محمّد بن محمّد بن الأشعث، عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر،
عن أبيه، عن آبائه عليهم‏السلامقال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: الرجل أحبّ أن يؤمّ في بيته.
الخبر[321].

(3712) 229 ـ العلاّمة المجلسيّ رحمه‏الله: كتاب الإمامة والتبصرة:، عن سهل بن
أحمد، عن محمّد بن محمّد بن الأشعث، عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر،
عن أبيه، عن آبائه عليهم‏السلامقال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: العائد في هبته كالعائد في
قيئه[322].

(3713) 230 ـ العلاّمة المجلسيّ رحمه‏الله: كتاب الإمامة والتبصرة:، عن سهل بن
أحمد، عن محمّد بن محمّد بن الأشعث، عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر،

عن أبيه، عن آبائه عليهم‏السلامقال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: العبادة عشرة أجزاء تسعة
أجزاء في طلب الحلال[323].

(3714) 231 ـ العلاّمة المجلسيّ رحمه‏الله: كتاب الإمامة والتبصرة لعليّ بن بابويه،
عن سهل بن أحمد، عن محمّد بن محمّد بن الأشعث، عن موسى بن إسماعيل بن موسى
بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه عليهم‏السلام، قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: الرهن يركب إذا
كان مرهونا، وعلى الذي يركب الظهر نفقته[324].

(3715) 232 ـ العلاّمة المجلسيّ رحمه‏الله: كتاب الإمامة والتبصرة: لعليّ بن بابويه،
عن سهل بن أحمد، عن محمّد بن محمّد بن الأشعث، عن موسى بن إسماعيل بن موسى
بن جعفر، عن أيبه، عن آبائه عليهم‏السلام، قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: الرهن بما فيه إن
كان في يد المرتهن أكثر ممّا أعطى، ردّ على صاحب الرهن الفضل، وإن كان في يد
المرتهن أقلّ ممّا أعطى الراهن، ردّ عليه الفضل، وإن كان الرهن بمثل قيمته فهو بما
فيه.

وقال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: الرهن مغلوب ومركوب[325].

(3716) 233 ـ العلاّمة المجلسيّ رحمه‏الله: كتاب الإمامة والتبصرة:، عن هارون بن
موسى، عن محمّد بن موسى، عن محمّد بن عليّ بن خلف، عن موسى بن إبراهيم، عن
موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه عليهم‏السلام، قال:


قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: ظلم الأجير أجره من الكباير[326].

(3717) 234 ـ العلاّمة المجلسيّ رحمه‏الله: كتاب الإمامة والتبصرة، عن هارون بن
موسى، عن محمّد بن موسى، عن محمّد بن عليّ بن خلف، عن موسى بن إبراهيم، عن
موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه عليهم‏السلام، قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: ظهور
البواسير، وموت الفجاءة، والجذام من اقتراب الساعة[327].

(3718) 235 ـ العلاّمة المجلسيّ رحمه‏الله: كتاب الإمامة والتبصرة: عن سهل بن
أحمد، عن محمّد بن محمّد بن الأشعث، عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر،
عن أبيه، عن آبائه عليهم‏السلام، قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: الرؤيا ثلاثة: بشرى من اللّه،
وتحزين من الشيطان، والذي يحدّث به الإنسان نفسه فيراه في منامه. وقال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم:
الرؤيا من اللّه، والحلم من الشيطان[328].

(3719) 236 ـ العلاّمة المجلسيّ رحمه‏الله: كتاب الإمامة والتبصرة: عن سهل بن
أحمد، عن محمّد بن محمّد بن الأشعث، عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر،
عن أبيه، عن آبائه عليهم‏السلام، قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: رأس العقل بعد الدين التودّد
إلى الناس، واصطناع الخير إلى كلّ برّ وفاجر[329].

(3720) 237 ـ العلاّمة المجلسيّ رحمه‏الله: كتاب الإمامة والتبصرة: عن سهل بن
أحمد، عن محمّد بن محمّد بن الأشعث، عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر،
عن أبيه، عن آبائه عليهم‏السلام، قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: رخّص لأهل القاصية في

كلب يتّخذونه[330].

(3721) 238 ـ العلاّمة المجلسيّ رحمه‏الله: كتاب الإمامة والتبصرة: عن سهل بن أحمد،
عن محمّد بن محمّد بن الأشعث، عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن
آبائه عليهم‏السلام، قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: العلم رائد، والعقل سائق، والنفس حرون.

ومنه بهذا الإسناد قال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: العقل هديّة.

ومنه بهذا الإسناد قال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: عش ما شئت فإنّك ميّت، واحبب من شئت فإنّك
مفارقه، واعمل ما شئت فإنّك ملاقيه.

ومنه بهذا الإسناد: العلم رأس الخير كلّه، والجهل رأس الشرّ كلّه.

ومنه بهذا الإسناد: علّموا ولا تعنفوا، فإنّ المعلّم العالم خير من المعنف[331].

(3722) 239 ـ العلاّمة المجلسيّ رحمه‏الله: كتاب الإمامة والتبصرة: عن سهل بن
أحمد، عن محمّد بن محمّد بن الأشعث، عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر،
عن أبيه، عن آبائه عليهم‏السلام، قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: عدد درج الجنّة عدد آى
القرآن، فإذا دخل صاحب القرآن الجنّة، قيل له: ارقأ واقرأ، لكلّ آية درجة، فلا
تكون فوق حافظ القرآن درجة[332].

(3723) 240 ـ العلاّمة المجلسيّ رحمه‏الله: كتاب الإمامة والتبصرة:، عن سهل بن
أحمد، عن محمّد بن محمّد بن الأشعث، عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر،
عن أبيه، عن آبائه عليهم‏السلام، قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: عرضت عليّ الذنوب، فلم

أصب أعظم من رجل حمل القرآن ثمّ تركه[333].

(3724) 241 ـ العلاّمة المجلسيّ رحمه‏الله: كتاب الإمامة والتبصرة:، عن سهل بن
أحمد، عن محمّد بن محمّد بن الأشعث، عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر،
عن أبيه، عن آبائه عليهم‏السلام، قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: ربّ قائم حظّه من قيامه
السهر، وربّ صائم حظّه من صيامه العطش[334].

(3725) 242 ـ العلاّمة المجلسيّ رحمه‏الله: جع [جامع الأخبار] قال النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم:
الراشي والمرتشي والماشي بينهما ملعونون.

كتاب الإمامة والتبصرة:، عن سهل بن أحمد، عن محمّد بن محمّد بن الأشعث، عن
موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه عليهم‏السلام، قال: قال رسول
اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: مثله[335].

(3726) 243 ـ العلاّمة المجلسيّ رحمه‏الله: وجدت في أصل عتيق من أصول
أصحابنا، أظنّ أنّه لوالد الصدوق، أو ممّن عاصره، عن عبد العزيز بن جعفر بن
محمّد، عن عبد العزيز بن يونس الموصليّ، عن إبراهيم بن الحسين، عن محمّد بن
خلف، عن موسى بن إبراهيم، عن الكاظم، عن أبيه، عن آبائه عليهم‏السلام، قال: قال
رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: قزوين باب من أبواب الجنّة[336].

(3727) 244 ـ العلاّمة المجلسيّ رحمه‏الله: من أصل قديم لبعض أصحابنا، أظنّه
التلعكبريّ، عن سهل بن أحمد الديباجيّ، عن محمّد بن محمّد بن الأشعث، عن موسى
بن إسماعيل بن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه عليهم‏السلام قال: قال رسول

اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: عليكم بالحُلبة[337]، ولو بيع وزنها ذهبا[338].

(3728) 245 ـ العلاّمة المجلسيّ رحمه‏الله: الطرف للسيّد عليّ بن طاووس قدس سرّه
نقلاً عن كتاب الوصيّة لعيسى بن المستفاد، عن موسى بن جعفر، عن أبيه عليهماالسلامقال:
قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم ـ عند عدّ شروط الإسلام وعهوده ـ: والوقوف عند الشبهة،
والردّ إلى الإمام، فإنّه لا شبهة عنده[339].

(3729) 246 ـ العلاّمة المجلسيّ رحمه‏الله: كتاب الإمامة والتبصرة: عن سهل بن
أحمد، عن محمّد بن محمّد بن الأشعث، عن موسى بن إسماعيل ين موسى بن جعفر،
عن أبيه، عن آبائه عليهم‏السلام، قال: قال: رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: رحم اللّه عبدا سمحا قاضيا،
وسمحا مقتضيا[340].

(3730) 247 ـ العلاّمة المجلسيّ رحمه‏الله: كتاب الإمامة والتبصرة، عن سهل بن
أحمد، عن محمّد بن محمّد بن الأشعث، عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر،
عن أبيه، عن آبائه عليهم‏السلام، قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: عيادة بني هاشم فريضة،
وزيارتهم سنّة[341].

(3731) 248 ـ العلاّمة المجلسيّ رحمه‏الله: كتاب الإمامة والتبصرة، عن سهل بن
أحمد، عن محمّد بن محمّد بن الأشعث، عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر،
عن أبيه، عن آبائه عليه‏السلام، قال:


قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: العسل شفاء يطرد الريح والحمّى[342].

(3732) 249 ـ العلاّمة المجلسيّ رحمه‏الله: كتاب الإمامة والتبصرة: عن سهل بن
أحمد، عن محمّد بن محمّد بن الأشعث، عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر،
عن أبيه، عن آبائه عليهم‏السلام، قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: رحم اللّه عبدا قال خيرا
فغنم، أو سكت عن سوء فسلم.

ومنه بهذا الإسناد قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: الرجل الصالح يجى‏ء بخبر صالح،
والرجل السوء بخبر سوء[343].

(3733) 250 ـ العلاّمة المجلسيّ رحمه‏الله: كتاب الإمامة والتبصرة، عن محمّد بن عبد
اللّه، عن محمّد بن الحسين بن أزهر، عن محمّد بن خلف، عن موسى بن إبراهيم، عن
موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه عليهم‏السلام، قال:

قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: الولد للفراش، وللعاهر الحجر[344].

(3734) 251 ـ العلاّمة المجلسيّ رحمه‏الله: المكارم والشهاب[345]: قال النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم:
الوضوء قبل الطعام ينفي الفقر، وبعده ينفي اللمم، ويصحّ البصر[346].

(3735) 252 ـ المحدّث النوريّ رحمه‏الله: البحار، نقلاً من كتاب الإمامة والتبصرة
لعليّ بن بابويه، عن سهل بن أحمد، عن محمّد بن محمّد الأشعث، عن موسى بن
إسماعيل بن موسى بن جعفر، عن آبائه عليهم‏السلام، قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: إذا نظر

الوالد إلى ولده فسرّه، كان للوالد عتق نسمة.

قيل: يا رسول اللّه! وإن نظر ستّين وثلثمائة نظرة؟

قال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: اللّه أكبر[347].

(3736) 253 ـ المحدّث النوريّ رحمه‏الله: البحار، عن كتاب الإمامة والتبصرة لعليّ
بن بابويه، عن سهل بن أحمد، عن محمّد بن محمّد بن الأشعث، عن إسماعيل بن موسى
بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه عليهم‏السلام، عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: قال: العجوة من الجنّة، وهي
شفاء من السمّ[348].

(3737) 254 ـ المحدّث النوريّ رحمه‏الله: السيّد أبو حامد محيي الدين ابن أخ ابن
زهرة الحلبيّ، عن عمّه الشريف، عن القاضي أبي المكارم محمّد بن عبد الملك بن
أحمد، عن أبي الحسن أحمد بن عبد اللّه بن عليّ الأنبوسيّ، عن الشيخ أبي بكر أحمد
بن عليّ بن الحسين بن زكريّا، عن أبي عبد اللّه الحسين بن شجاع الموصليّ، قال:
قرى‏ء على أبي بكر محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم بن عبدويه، وأنا أسمع فأقرّ به، قيل
له: حدّثكم أبو عبد اللّه محمّد بن خلف بن إبراهيم المروزيّ، قال: حدّثنا موسى بن
إبراهيم المروزيّ، قال: حدّثنا موسى بن جعفر، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد،
عن أبيه، عن جدّه، قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: من عفا عن أخيه المسلم عفى اللّه
عنه[349].


(3738) 255 ـ ابن أبي جمهور رحمه‏الله: حدّثني أبي، وأستاذي الشيخ العالم الزاهد
الورع زين الدين أبو الحسن عليّ بن الشيخ العلاّمة المحقّق المرحوم المغفور حسام
الدين إبراهيم بن حسن بن أبي جمهور الإحساوي رضوان اللّه عليهم، عن شيخه
الشيخ الزاهد الفقيه قاضي قضاة الإسلام ناصر الدين بن نزار، عن شيخه وأستاذه
الشيخ الفقيه الزاهد حسن الشهير بالمطوّع الجروانيّ، عن شيخه العلاّمة النحرير
شهاب الدين أحمد بن فهد بن إدريس المقريّ الإحساويّ، عن شيخه وشيخ الطائفة
في زمانه الشيخ العلاّمة المحقّق المدقّق فخر الدين أحمد بن المتوّج الأوائليّ، عن شيخه
فخر المحقّقين أبي طالب محمّد، عن والده العلاّمة جمال المحقّقين حسن، عن والده
الشيخ سديد الدين أبي المظفّر يوسف بن المطهّر، عن الشيخ نجيب الدين محمّد
السوراويّ، عن الشيخ هبة اللّه بن رطبة، عن الشيخ أبي عليّ، عن والده الشيخ أبي
جعفر الطوسيّ، عن الشيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان، عن الشيخ أبي جعفر محمّد
بن قولويه، عن الشيخ محمّد بن يعقوب الكلينيّ، عن الشيخ محمّد بن محمّد بن
محبوب، عن محمّد بن أحمد العلويّ، عن العمركيّ، عن السيّد عليّ بن جعفر، عن
أخيه الإمام موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر الصادق، عن أبيه محمّد الباقر، عن أبيه
عليّ زين العابدين، عن أبيه الحسين الشهيد، عن أبيه المرتضى عليّ بن أبي طالب،
عن رسول ربّ العالمين، قال: إذا كان وقت كلّ فريضة نادى ملك من تحت بطنان
العرش: أيّها الناس! قوموا إلى نيرانكم التي أوقدتموها على ظهوركم، فاطفئوها
بصلاتكم.

وبهذا الإسناد، قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: وضوء على وضوء نور على نور.

وبهذا الإسناد، عنه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم أنّه قال: إنّ اللّه فرض عليكم الزكاة، فأوجبها في

تسعة أشياء، وعفا لكم عمّا عداها: الإبل، والبقر، والغنم، والذهب، والفضّة والحنطة،
والشعير، والتمر، والزبيب.

وبهذا الإسناد، قال النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم في خطبة خطبها في آخر جمعة من شعبان: ألا
وإنّه قد أظلّكم شهر رمضان، وهو شهر عظّم اللّه حرمته، فمن صام نهاره، وقام وردا
من ليله، وعفّ فرجه وبطنه، وكفّ الفضل من لسانه خرج من ذنوبه كخروجه من
الشهر.

فقال بعض أصحابه: ما أحسن هذا الكلام، يا رسول اللّه!

فقال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: وما أشدّ هذه الشروط.

وبهذا الإسناد، قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: ما وقف بهذه الجبال أحد إلاّ
استجيب له، البرّ والفاجر، فأمّا البرّ ففي دنياه وأخراه، وأمّا الفاجر ففي دنياه.

وبهذا الإسناد عنه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم أنّه قال: فوق كلّ ذى برّ برّ، حتّى يقتل الرجل في سبيل
اللّه فليس فوقه برّ[350].

(3739) 256 ـ الشروانيّ رحمه‏الله: قال القرطبيّ: أخبرنا عبد اللّه بن حامد، أخبرنا
عمر بن الحسين، أخبرنا أحمد بن الحسن، أخبرنا أبي، أخبرنا حصين، عن موسى بن
جعفر، عن أبيه، عن آبائه عليهم‏السلام، عن أسماء بنت عميس، قالت: سمعت النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم
يقول: «وَ صَــلِحُ الْمُؤْمِنِينَ»[351]، عليّ بن أبي طالب[352].

(3740) 257 ـ الشافعيّ رحمه‏الله: أخبرنا يوسف بن خليل بن عبد اللّه الدمشقيّ بحلب،

والحافظ محمّد بن محمود بن الحسن النجّار ببغداد، والحافظ خالد بن يوسف
النابلسيّ بدمشق، قال: أخبرنا الإمام أبو اليمن زيد بن الحسن الكنديّ بدمشق،
أخبرنا القزاز، أخبرنا الحافظ أحمد بن عليّ بن ثابت الخطيب، أخبرني أبو القاسم
عليّ بن أبي عثمان الدقّاق، حدّثنا محمّد بن إسماعيل الورّاق، حدّثنا أبو إسحاق
إبراهيم بن الحسين بن داود القطّان، سنة إحدى عشرة وثلاثمائة، حدّثنا محمّد بن
خلف المروزيّ، حدّثنا موسى بن إبراهيم المروزيّ، حدّثنا موسى بن جعفر بن محمّد،
عن أبيه، عن جدّه عليه‏السلام، قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: خلقت أنا وهارون بن
عمران، ويحيى بن زكريّا، وعليّ بن أبي طالب من طينة واحدة[353].

(3741) 258 ـ القندوزيّ الحنفيّ: عن موسى الكاظم أ نّه قال: رأيت رسول
اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلموأمير المؤمنين عليّ عليه‏السلام معه فقال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: يا موسى! ابنك ينظر بنور اللّه
عزّ وجلّ، وينطق بالحكمة، يصيب ولا يخطى‏ء، يعلم ولا يجهل، قد ملأ علما
وحكما[354].


 


 

 

 

 

 

 

 

الفصل الرابع: ما رواه عن الأئمّة عليهم‏السلام

وفيه عشرة موضوعات

 

(أ) ما رواه عن الإمام عليّ بن أبي طالب عليهماالسلام:

1 ـ الإمام العسكريّ عليه‏السلام: ...  قال موسى بن جعفر عليهماالسلام: ...

[ لمّا] وجد [ رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم] في العزم على الخروج إلى تبوك، وعزم المنافقون
على اصطلام مخلّفيهم إذا خرجوا.

فأوحى اللّه تعالى إليه: يا محمّد! إنّ العليّ الأعلى يقرأ عليك السلام، ويقول: إمّا
أن تخرج أنت ويقيم عليّ، وإمّا أن يخرج عليّ وتقيم أنت.

فقال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: ذاك لعليّ.

فقال عليّ عليه‏السلام: السمع والطاعة لأمر اللّه تعالى وأمر رسوله، وإن كنت أحبّ ألاّ
أتخلّف عن رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم في حال من الأحوال.

فقال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه
لانبيّ بعدي؟


قال عليه‏السلام: رضيت يا رسول اللّه.

فقال له رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: يا أبا الحسن! إنّ لك أجر خروجك معي في مقامك
بالمدينة، وإنّ اللّه قد جعلك أُمّة وحدك، كما جعل إبراهيم عليه‏السلام أُمّة، تمنع جماعة
المنافقين والكفّار هيبتك عن الحركة على المسلمين.

فلمّا خرج رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم وشيّعه عليّ عليه‏السلام خاض المنافقون فقالوا: إنّما خلّفه
محمّد بالمدينة لبغضه له ولملالته منه، وما أراد بذلك إلاّ أن يلقيه المنافقون فيقتلوه
ويحاربوه فيهلكوه، فاتّصل ذلك برسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم.

فقال عليّ عليه‏السلام: تسمع ما يقولون يا رسول اللّه؟!

فقال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: أما يكفيك أنّك جلدة ما بين عيني ونور بصري،
وكالروح في بدني، ثمّ سار رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلمبأصحابه، وأقام عليّ عليه‏السلام
بالمدينة ... [355].

(3742) 2 ـ عليّ بن إبراهيم القمّيّ رحمه‏الله: حدّثني أبي، عن محمّد بن الفضيل، عن
أبي الحسن عليه‏السلام، قال: جاء العبّاس إلى أمير المؤمنين عليه‏السلام، فقال: انطلق بنا نبايع لك
الناس.

فقال أمير المؤمنين عليه‏السلام: أتراهم فاعلين؟

قال: نعم، قال: فأين قوله: « الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُواْ أَن يَقُولُواْ ءَامَنَّا
وَ هُمْ لاَ يُفْتَنُونَ * وَ لَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
ـ أي اختبرناهم ـ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ
صَدَقُواْ وَ لَيَعْلَمَنَّ الْكَـذِبِينَ * أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّـٔاتِ أَن يَسْبِقُونَا
»
أي يفوتونا « سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ * مَن كَانَ يَرْجُواْ لِقَآءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَأَتٍ »،

قال: من أحبّ لقاء اللّه جاءه الأجل.

« وَ مَن جَـهَدَ » أمال نفسه عن اللذّات والشهوات والمعاصي « فَإِنَّمَا يُجَـهِدُ
لِنَفْسِهِ‏ى إِنَّ اللَّهَ لَغَنِىٌّ عَنِ الْعَــلَمِينَ
»[356] [357].

(3743) 3 ـ عليّ بن جعفر رحمه‏الله: أحمد بن موسى بن جعفر بن أبي العبّاس، قال:
حدّثنا أبو جعفر بن يزيد بن النضر الخراساني من كتابه في جمادي الآخرة، سنة
إحدى وثمانين ومائتين، قال: حدّثنا عليّ بن الحسن بن عليّ بن عمر بن عليّ بن
الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم‏السلام، عن عليّ بن جعفر بن محمّد، عن أخيه موسى بن
جعفر عليهماالسلام، قال: سألته عن الرجل يموت وله أُمّ ولد وله معها ولد، أيصلح لرجل أن
يتزوّجها؟

قال عليه‏السلام: أخبرك ما أوصى عليّ عليه‏السلام في أُمّهات الأولاد؟

قلت: نعم، قال: إنّ عليّا أوصى أيّما امرأة منهنّ كان لها ولد فهي من نصيب
ولدها[358].

4 ـ عليّ بن جعفر رحمه‏الله: ... عليّ بن جعفر بن محمّد، عن أخيه موسى بن
جعفر عليهماالسلام، قال: سألته عن الرجل يكون في صلاته، أيضع إحدى يديه على
الأخرى لكفّه أو ذراعه؟ ...

قال عليّ: قال موسى: سألت أبي جعفرا عليه‏السلام عن ذلك فقال: أخبرني أبي ، محمّد

بن علي، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه عليّ بن أبي
طالب عليهم‏السلام قال: ذلك عمل وليس في الصلاة عمل[359].

5 ـ عليّ بن جعفر رحمه‏الله: ...  عليّ بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر عليهماالسلام، قال:
سألته عن الجرّيّ ... ؟

قال عليه‏السلام: إنّا وجدنا في كتاب عليّ أمير المومنين عليه‏السلام حرام[360].

(3744) 6 ـ البرقيّ رحمه‏الله: عن عبد اللّه بن عليّ العمريّ، عن عليّ بن الحسن، عن
عليّ بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر، عن عليّ عليهم‏السلام قال: ثلاث موبقات: نكث
الصفقة، وترك السنّة، وفراق الجماعة[361].

(3745) 7 ـ الحميريّ رحمه‏الله: عبد اللّه بن الحسن، عن جدّه عليّ بن جعفر، عن أخيه
موسى بن جعفر عليهماالسلام، قال: سألته عن حدّ ما يقطع فيه السارق؟

قال عليه‏السلام: قال أمير المومنين عليه‏السلام: عن بيضة حديد بدرهمين، أو ثلاثة[362].

8 ـ الحميريّ رحمه‏الله: ...  معمّر، عن الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر عليهم‏السلامقال:
كنت عند أبي عبد اللّه عليه‏السلام ذات يوم ـ وأنا طفل خماسيّ ـ إذ دخل عليه نفر من
اليهود، فقالوا: أنت ابن محمّد، نبيّ هذه الأمّة، والحجّة على أهل الأرض؟ قال لهم:
نعم ...


فقال أبو عبد اللّه عليه‏السلام: أدن يا موسى! فدنوت، فمسح يده على صدري، ثمّ قال:
اللّهمّ أيّده بنصرك، بحقّ محمّد وآله».

ثمّ قال: سلوه عمّا بدا لكم.

قالوا: وكيف نسأل طفلاً، لا يفقه؟

قلت: سلوني تفقّها، ودعوا العنت ...  قالوا: صدقت، فما أعطي نبيّكم من الآيات
اللاتي نفت الشكّ، عن قلوب من أرسل إليه؟

قلت: ...  من ذلك: أنّه كان بمكّة أيّام ألبّ عليه قومه وعشائره، فأمر عليّا أن يأمر
خديجة أن تتّخذ له طعاما ففعلت، ثمّ أمره أن يدعو له أقرباءه من بني عبد المطّلب،
فدعا أربعين رجلاً فقال: [ هات] لهم طعاما يا عليّ! فأتاه بثريدة وطعام يأكله
الثلاثة والأربعة، فقدّمه إليهم، وقال: كلوا وسمّوا، فسمّى ولم يسمّ القوم، فأكلوا،
وصدروا شبعى.

فقال أبو جهل: جاد ما سحركم محمّد، يطعم من طعام ثلاث رجال أربعين رجلاً،
هذا واللّه! هو السحر الذي لا بعده.

فقال عليّ عليه‏السلام: ثمّ أمرني بعد أيّام فاتّخذت له مثله، ودعوتهم بأعيانهم، فطعموا
وصدروا.

ومن ذلك: أنّ عليّ بن أبي طالب عليه‏السلام قال: دخلت السوق، فابتعت لحما بدرهم،
وذرّة بدرهم، فأتيت به فاطمة عليهاالسلام حتّى إذا فرغت من الخبز والطبخ قالت: لو
دعوت أبي، فأتيته وهو مضطجع، وهو يقول: «أعوذ باللّه من الجوع ضجيعا».

فقلت له: يا رسول اللّه! إنّ عندنا طعاما، فقام واتّكأ عليّ، ومضينا نحو
فاطمة عليهاالسلام، فلمّا دخلنا قال: هلمّ طعامك يا فاطمة! فقدمت إليه البرمة والقرص،
فغطّى القرص، وقال: «اللّهمّ بارك لنا في طعامنا».

ثمّ قال: اغرفي لعائشة، فغرفت، ثمّ قال: اغرفي لأُمّ سلمة، فغرفت، فما زالت

تغرف حتّى وجّهت إلى نسائه التسع قرصة قرصة، ومرقا.

ثمّ قال: اغرفي لأبيك وبعلك، ثمّ قال: اغرفي وكلي واهدي لجاراتك، ففعلت، وبقي
عندهم أيّاما يأكلون ... [363].

9 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ...  عبد اللّه بن إبراهيم الجعفريّ، قال:

سمعت أبا الحسن عليه‏السلام، يقول: ... كان أمير المؤمنين عليه‏السلام، يقول إذا أصبح:
«سبحان اللّه الملك القدّوس ثلاثا اللّهمّ إنّي أعوذ بك من زوال نعمتك، ومن
تحويل عافيتك، ومن فجأة نقمتك، ومن درك الشقاء، ومن شرّ ما سبق في
الكتاب، اللّهمّ إنّي أسألك بعزّة ملكك وشدّة قوّتك، وبعظيم سلطانك،
وبقدرتك على خلقك»
[364].

10 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ...  حمّاد بن عثمان، قال: سألت
أبا الحسن عليه‏السلام عن رجل ترك أُمّه وأخاه؟ ...

قال عليه‏السلام: كان عليّ عليه‏السلام يعطي المال الأقرب فالأقرب ... [365].

(3746) 11 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: أحمد بن محمّد، عن محمّد بن عليّ،
عن محمّد بن فضيل، عن موسى بن بكر، عن أبيالحسن عليه‏السلام، قال: كان عليّ صلوات
اللّه عليه، يقول: قرض المال حمى الزكاة[366].


(3747) 12 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: أبو عليّ الأشعريّ، عن محمّد بن
عبد الجّبار ومحمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن يحيى، عن عبد
الرحمن بن الحجّاج، قال: بعث إليّ أبو الحسن موسى عليه‏السلامبوصيّة أميرالمؤمنين عليه‏السلام
وهي: بسم اللّه الرحمن الرحيم، هذا ما أوصى به وقضى به في ماله عبد اللّه عليّ
ابتغاء وجه اللّه، ليولجني به الجنّة، ويصرفني به عن النار، ويصرف النار عنّي يوم
تبيضّ وجوه وتسودّ وجوه، إنّ ما كان لي من مال بينبع يعرف لي فيها وما حولها
صدقة ورقيقها غير أنّ رباحا وأبا نيزر وجبيرا عتقاء[367]، ليس لأحد عليهم سبيل،
فهم مواليّ يعملون في المال خمس حجج، وفيه نفقتهم ورزقهم وأرزاق أهاليهم.

ومع ذلك ما كان لي بوادي القرى[368] كلّه من مال لبني فاطمة، ورقيقها صدقة.

وما كان لي بديمة[369] وأهلها صدقة، غير أنّ زريقا له مثل ما كتبت لأصحابه.

وما كان لي بأذينة وأهلها صدقة، والفقيرين كما قد علمتم صدقة في سبيل اللّه.

وإنّ الذي  كتبت من أموالي هذه صدقة واجبة بتلة[370]، حيّا أنا أو ميّتا، ينفق في
كلّ نفقة يبتغي بها وجه اللّه في سبيل اللّه ووجهه وذوي الرحم من بني هاشم وبني
المطّلب والقريب والبعيد، فإنّه يقوم على ذلك الحسن بن عليّ، يأكل منه بالمعروف،
وينفقه حيث يراه اللّه عزّ وجلّ في حلّ محلّل، لا حرج عليه فيه، فإن أراد أن يبيع
نصيبا من المال، فيقضي به الدين، فليفعل إن شاء ولا حرج عليه فيه، وإن شاء جعله
سرى الملك، وإنّ ولد عليّ ومواليهم وأموالهم إلى الحسن بن عليّ، وإن كانت دار
الحسن بن عليّ غير دار الصدقة فبدا له أن يبيعها، فليبع إن شاء لا حرج عليه فيه،

وإن باع فإنّه يقسّم ثمنها ثلاثة أثلاث، فيجعل ثلثا في سبيل اللّه، وثلثا في بني هاشم
وبني المطلّب، ويجعل الثلث في آل أبي طالب، وإنّه يضعه فيهم حيث يراه اللّه، وإن
حدث بحسن حدث وحسين حيّ، فإنّه إلى الحسين بن عليّ، وإنّ حسينا يفعل فيه
مثل الذي أمرت به حسنا له مثل الذي كتبت للحسن، وعليه مثل الذي على الحسن،
وإنّ لبني (ابني) فاطمة من صدقة عليّ مثل الذي لبني عليّ،

وإنّي إنّما جعلت الذي جعلت لابني فاطمة ابتغاء وجه اللّه عزّ وجلّ، وتكريم
حرمة رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم وتعظيمهما وتشريفهما ورضاهما، وإن حدث بحسن
وحسين حدث، فإنّ الآخر منهما ينظر في بني عليّ، فإن وجد فيهم من يرضى بهداه
وإسلامه وأمانته، فإنّه يجعله إليه إن شاء، وإن لم ير فيهم بعض الذي يريده، فإنّه
يجعله إلى رجل من آل أبي طالب يرضى به، فإن وجد آل أبي طالب قد ذهب
كبراؤهم وذووا آرائهم، فإنّه يجعله إلى رجل يرضاه من بني هاشم، وإنّه يشترط
على الذي يجعله إليه أن يترك المال على أصوله، وينفق ثمره حيث أمرته به من سبيل
اللّه ووجهه وذوي الرحم من بني هاشم وبني المطّلب والقريب والبعيد، لا يباع منه
شيء ولا يوهب ولا يورّث.

وإنّ مال محمّد بن عليّ على ناحيته، وهو إلى ابني فاطمة، وإنّ رقيقي الذين في
صحيفة صغيرة التي كتبت لي عتقاء.

هذا ما قضى به عليّ بن أبي طالب في أمواله هذه الغد من يوم قدم مسكِن ابتغاء
وجه اللّه والدار الآخرة، واللّه المستعان على كلّ حال، ولا يحلّ لامرئ مسلم يؤمن
باللّه واليوم الآخر أن يقول في شيء قضيته من مالي، ولا يخالف فيه أمري من
قريب أو بعيد.

أمّا بعد، فإنّ ولائدي اللائي أطوف عليهنّ، السبعة عشر منهنّ أُمّهات أولاد
معهنّ أولادهنّ، ومنهنّ حبالى، ومنهنّ من لا ولد له، فقضاي فيهنّ إن حدث بي

حدث أنّه من كان منهنّ ليس لها ولد، وليست بحبلى فهي عتيق لوجه اللّه عزّ وجلّ،
ليس لأحد عليهنّ سبيل، ومن كان منهنّ لها ولد أو حبلى فتمسك على ولدها وهي
من حظّه، فإن مات ولدها وهي حيّة فهي عتيق ليس لإحد عليها سبيل، هذا ما
قضى به عليّ في ماله الغد من يوم قدم مسكن شهد أبو سمر بن برهة، وصعصعة بن
صوحان، ويزيد بن قيس، وهيّاج بن أبي هيّاج، وكتب عليّ بن أبي طالب بيده
لعشر خلون من جمادي الأولى سنة سبع وثلاثين.

وكانت الوصيّة الأخرى (مع الأولى): بسم اللّه الرحمن الرحيم، هذا ما أوصى به
عليّ بن أبى طالب، أوصى أنّه يشهد أن لا اله الاّ اللّه وحده لا شريك له، وأنّ محمّداً
عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحقّ ليظهره على الدين كلّه ولو كره المشركون،
صلّى اللّه عليه وآله، ثمّ إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي للّه ربّ العالمين، لا
شريك له وبذلك أمرت، وأنا من المسلمين.

ثمّ إنّى أوصيك يا حسن! وجميع أهل بيتي، وولدي، ومن بلغه كتابي! بتقوى اللّه
ربّكم، ولا تموتنّ إلاّ وأنتم مسلمون، واعتصموا بحبل اللّه جميعاً ولا تفرّقوا، فإنّي
سمعت رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم يقول: صلاح ذات البين أفضل من عامّة الصلاة والصيام،
وأنّ المبيرة الحالقة للدين فساد ذات البين، ولا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم، انظروا
ذوي أرحامكم فصلوهم يهونّ اللّه عليكم الحساب.

اللّه اللّه في الأيتام، فلا تغبّوا أفواههم، ولا يضيعوا بحضرتكم، فقد سمعت رسول
اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم يقول: من عال يتيماً حتّى يستغني أوجب اللّه عزّ وجلّ له بذلك الجنّة، كما
أوجب لآكل مال اليتيم النار.

اللّه اللّه في القرآن، فلا يسبقكم إلى العمل به أحد غيركم.

اللّه اللّه في جيرانكم، فإنّ النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم أوصى بهم، ومازال رسول  اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم
يوصي بهم حتّى ظنّنا أنّه سيورّثهم.


اللّه اللّه في بيت ربّكم، فلا يخلو منكم ما بقيتم، فانّه إن ترك لم تناظروا، وأدنى ما
يرجع به من أمّه أن يغفر له ما سلف.

اللّه اللّه في الصلاة، فإنّها خير العمل، إنّها عمود دينكم.

اللّه اللّه في الزكاة، فانّها تطفئ غضب ربّكم.

اللّه اللّه في شهر رمضان، فإنّ صيامه جنّة من النار.

اللّه اللّه في الفقراء والمساكين، فشاركوهم في معايشكم.

اللّه اللّه في الجهاد بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم، فإنّما يجاهد رجلان إمام هدى،
أو مطيع له مقتد بهداه.

اللّه اللّه في ذرّيّة نبيّكم، فلا يظلمنّ بحضرتكم وبين ظهرانيّكم وأنتم تقدرون على
الدفع عنهم.

اللّه اللّه في أصحاب نبيّكم الذين لم يحدثوا حدثاً، ولم يؤوا محدثاً، فإنّ رسول
اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم أوصى بهم، ولعن المحدث منهم ومن غيرهم، والمؤي للمحدث.

اللّه اللّه في النساء، وفيما ملكت أيمانكم، فإنّ آخر ما تكّلم به نبيّكم صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلمأن
قال: أوصيكم بالضعيفين: النساء، وما ملكت أيمانكم.

الصلاة الصلاة الصلاة، ، لا تخافوا في اللّه لومة لائم، يكفكم اللّه من آذاكم، وبغى
عليكم، قولوا للناس حسناً كما أمركم اللّه عزّ وجلّ، ولا تتركوا الأمر بالمعروف،
والنهي عن المنكر، فيولّي اللّه أمركم شراركم ثمّ تدعون فلا يستجاب لكم عليهم.

وعليكم يا بنيّ! بالتواصل والتباذل والتبارّ، وإيّاكم والتقاطع والتدابر والتفرّق،
وتعانوا على البرّ والتقوى، ولا تعاونوا على الإثم والعدوان، واتّقوا اللّه إنّ اللّه شديد
العقاب.

حفظكم اللّه من أهل بيت، وحفظ فيكم نبيّكم، أستودعكم اللّه، وأقرأ عليكم

السلام، ورحمة اللّه وبركاته.

ثمّ لم يزل يقول: «لا إله إلاّ اللّه، لا إله إلاّ اللّه» حتّى قبض صلوات اللّه عليه
ورحمته، في ثلاث ليال من العشر الأواخر، ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان،ليلة
الجمعة، سنة أربعين من الهجرة، وكان ضرب ليلة إحدى وعشرين من شهر رمضان
[371].

(3748) 13 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: أحمد بن محمّد الكوفيّ، عن إبراهيم
بن الحسن، عن محمّد بن خلف، عن موسى بن إبراهيم المروزيّ، عن أبي الحسن
موسى عليه‏السلام، قال: قضى أمير المؤمنين عليه‏السلام في فرسين[372] اصطدما فمات أحدهما،
فضمّن الباقي دية الميّت[373].

(3749) 14 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: أحمد بن محمّد بن أحمد الكوفيّ وهو
العاصميّ، عن عبد الواحد بن الصوّاف، عن محمّد بن إسماعيل الهمدانيّ، عن أبي
الحسن موسى عليه‏السلام، قال: كان أمير المؤمنين عليه‏السلام يوصي أصحابه ويقول: أوصيكم
بتقوى اللّه، فإنّها غبطة الطالب الراجي، وثقة الهارب اللاجي، واستشعروا التقوى
شعارا باطنا، واذكروا اللّه ذكرا خالصا، تحيوا به أفضل الحياة، وتسلكوا به طريق

النجاة، انظروا في الدنيا نظر الزاهد المفارق لها، فإنّها تزيل الثاوي الساكن، وتفجع
المترف الآمن، لا يرجى منها ما تولّى فأدبر، ولا يدرى ما هو آت منها فينتظر،
وصل البلاء منها بالرخاء، والبقاء منها إلى فناء، فسرورها مشوب بالحزن، والبقاء
فيها إلى الضعف والوهن، فهي كروضة اعتمّ مرعاها، وأعجبت من يراها، عذب
شربها، طيّب تربها[374]، تمجّ عروقها الثرى، وتنطف فروعها الندى، حتّى إذا بلغ
العشب إبّانه واستوى بنانه، هاجت ريح تحت الورق، وتفرق ما اتّسق، فأصبحت كما
قال اللّه:

«هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَـحُ وَ كَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَىْ‏ءٍ مُّقْتَدِرًا»[375] انظروا في الدنيا
في كثرة ما يعجبكم، وقلّة ما ينفعكم[376].

15 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ... يزيد بن سليط، قال: لقيت
أبا إبراهيم عليه‏السلام ... ثمّ قال: أُخبرك يا أبا عمارة! ...  لا يوصى إلى أحد منّا حتّى يأتي
بخبره رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، وجدّي عليّ صلوات اللّه عليه ... ثمّ قال أبو إبراهيم:
ورأيت ولدي جميعا الأحياء منهم والأموات، فقال لي أمير المؤمنين عليه‏السلام: هذا
سيّدهم وأشار إلى ابني عليّ، فهو منّي وأنا منه، واللّه مع المحسنين ... [377].

(3750) 16 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: حميد بن زياد، عن الحسن بن محمّد
بن سماعة، عن جعفر بن سماعة: إنّ جميلاً شهد بعض أصحابنا، وقد أراد أن يخلع ابنته
من بعض أصحابنا، فقال جميل للرجل: ما تقول، رضيت بهذا الذي أخذت

وتركتها؟

فقال: نعم.

فقال لهم جميل: قوموا، فقالوا: يا أبا عليّ ليس تريد يتبعها الطلاق، قال: لا، قال:
وكان جعفر بن سماعة، يقول: يتبعها الطلاق في العدّة، ويحتجّ برواية موسى بن بكر،
عن العبد الصالح عليه‏السلام، قال: قال عليّ عليه‏السلام: المختلعة يتبعها الطلاق ما دامت في
العدّة[378].

(3751) 17 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد
بن عيسى، عن زياد القنديّ، عن أبي الحسن الأوّل عليه‏السلام، قال: كان دواء أمير
المؤمنين عليه‏السلام السعتر[379]، وكان يقول: إنّه يصير للمعدة خملاً كخمل القطيفة[380].

18 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ...  الحسن بن جهم، قال: دخلت على
أبي الحسن عليه‏السلام فقال: ... 

قال أمير المؤمنين عليه‏السلام: لا يأبى الكرامة إلاّ حمار ... [381].

19 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ...  قال: سألت ...  أبا الحسن عليهماالسلامعن
لباس الفراء ... ؟

قال عليه‏السلام: لا بأس بالسنجاب، فإنّه دابّة لا تأكل اللحم، وليس هو ممّا نهى عنه

رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، إذ نهى، عن كلّ ذي ناب ومخلب[382].

20 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ...  عليّ بن يقطين، قال: سألت أبا الحسن
موسى عليه‏السلام، عن المتعة؟ ...

فقال عليه‏السلام: هي في كتاب عليّ عليه‏السلام ... [383].

21 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ...  عيسى بن المستفاد أبي موسى
الضرير، قال: حدّثني موسى بن جعفر عليهما السلام، قال:

قلت لأبي عبد اللّه عليه‏السلام: أليس كان أمير المؤمنين عليه‏السلام كاتب الوصيّة،
ورسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلمالمملي عليه، وجبرئيل والملائكة المقرّبون عليهم‏السلامشهود؟

قال: فأطرق طويلاً، ثمّ قال: يا أبا الحسن! قد كان ما قلت ...

فقلت لأبي الحسن عليه‏السلام: بأبي أنت وأُمّي! ألا تذكر ما كان في الوصيّة؟

فقال: سنن اللّه، وسنن رسوله ...

فقلت: أكان في الوصيّة توثّبهم وخلافهم على أمير المؤمنين عليه‏السلام؟

فقال: نعم، واللّه! ...

لقد قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم لأمير المؤمنين وفاطمة عليهماالسلام: أليس قد فهمتما ما
تقدّمت به إليكما وقبلتماه؟

فقالا: بلى، وصبرنا على ما ساءنا وغاظنا ... [384].

22 ـ ابن شعبة الحرّانيّ رحمه‏الله: وروي عن الإمام الكاظم عليه‏السلام ...


يا هشام! كان أمير المؤمنين عليه‏السلام يقول: ما من شيء عبد اللّه به أفضل من العقل،
وما تمّ عقل امرء حتّى يكون فيه خصال شتّى، الكفر والشرّ منه مأمونان، والرشد
والخير منه مأمولان، وفضل ماله مبذول، وفضل قوله مكفوف، نصيبه من الدنيا
القوت، ولا يشبع من العلم دهره، الذلّ أحبّ إليه مع اللّه من العزّ مع غيره،
والتواضع أحبّ إليه من الشرف، يستكثر قليل المعروف من غيره، ويستقلّ كثير
المعروف من نفسه، ويرى الناس كلّهم خيرا منه وأنّه شرّهم في نفسه، وهو تمام
الأمر ...

يا هشام! إنّ أمير المؤمنين عليه‏السلام كان يقول: لا يجلس في صدر المجلس إلاّ رجل
فيه ثلاث خصال: يجيب إذا سئل، وينطق إذا عجز القوم عن الكلام، ويشير بالرأي
الذي فيه صلاح أهله، فمن لم يكن فيه شيء منهنّ فجلس فهو أحمق ...

وكان أمير المؤمنين عليه‏السلام: يوصي أصحابه، يقول: أوصيكم بالخشية من اللّه في
السرّ والعلانية، والعدل في الرضا والغضب، والاكتساب في الفقر والغنى، وأن تصلوا
من قطعكم، وتعفوا عمّن ظلمكم، وتعطفوا على من حرمكم، وليكن نظركم عبرا،
وصمتكم فكرا، وقولكم ذكرا، وطبيعتكم السخاء، فإنّه لا يدخل الجنّة بخيل، ولا
يدخل النار سخيّ ...

وقال أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه: إنّ للّه عبادا كسرت قلوبهم خشيته،
فأسكتتهم عن المنطق، وإنّهم لفصحاء عقلاء، يستبقون إلى اللّه بالأعمال الزكيّة، لا
يستكثرون له الكثير، ولا يرضون لهم من أنفسهم بالقليل، يرون في أنفسهم أنّهم
أشرار وأنّهم لأكياس وأبرار ... [385].


23 ـ عليّ بن جعفر رحمه‏الله: ...  عليّ بن جعفر بن محمّد، عن أخيه موسى بن
جعفر عليهماالسلام، قال: سألته عن الأضحيّة؟ ...

[فقال:] وكان عليّ عليه‏السلام يقول: ضحّ بثني فصاعدا، واشتره سليم الأذنين
والعينين ... [386].

24 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: ...  أبان الأحمر قال: سأل بعض أصحابنا
أبا الحسن عليه‏السلام عن الطاعون يقع في بلدة وأنا فيها أتحوّل عنها؟ ... 

قلت: وأنّا، نتحدّث أنّ رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، قال: الفرار من الطاعون كالفرار من
الزحف.

قال: أنّ رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم إنّما قال: هذا في قوم كانوا يكونون في الثغور في نحو
العدوّ، فيقع الطاعون، فيخلّون أماكنهم، ويفرّون منها.

فقال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: ذلك فيهم.

وروي أنّه إذا وقع الطاعون في أهل مسجد، لهم أن يفرّوا منه إلى غيره[387].

(3752) 25 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: حدّثنا أبي رحمه‏الله، قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه،
قال: حدّثنا أبو الخير صالح بن أبي حمّاد، قال: حدّثني أبو خالد السجستانيّ، عن
عليّ بن يقطين، عن أبي إبراهيم عليه‏السلام، قال: مرّ أمير المؤمنين عليه‏السلامبجماعة بالكوفة وهم
يختصمون في القدر، فقال: لمتكلّمهم: أباللّه تستطيع، أم مع اللّه، أم من دون اللّه
تستطيع؟!

فلم يدر ما يردّ عليه، فقال أمير المؤمنين عليه‏السلام: إنّك إن زعمت أنّك باللّه تستطيع،

فليس لك من الأمر شيء، وإن زعمت أنّك مع اللّه تستطيع فقد زعمت أنّك شريك
معه في ملكه، وإن زعمت أنّك من دون اللّه تستطيع فقد ادّعيت الربوبيّة من دون
اللّه عزّ وجلّ.

فقال: يا أمير المؤمنين! لا، بل باللّه أستطيع.

فقال عليه‏السلام: أما إنّك لو قلت غير هذا لضربت عنقك[388].

(3753) 26 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: أبي رحمه‏الله، قال: حدّثني محمّد بن يحيى العطّار،
عن العمركيّ الخرسانيّ، عن عليّ بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر عليه‏السلام، عن أبيه
جعفر بن محمّد عليهم‏السلام، قال: قال عليّ عليه‏السلام: من صلّى صلاة الفجر ثمّ قرأ «قُلْ هُوَ اللَّهُ
أَحَدٌ
»[389] إحدى عشرة مرّة، لم يتبعه في ذلك اليوم ذنب، وإن رغم أنف الشيطان[390].

(3754) 27 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسين بن يوسف
البغداديّ، قال: حدّثنا أحمد بن الفضل الأهوازيّ، قال: حدّثنا بكر بن أحمد
القصريّ، قال: حدّثنا زيد بن موسى، قال: حدّثني أبي موسى بن جعفر، عن أبيه
جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن
عليّ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب عليهم‏السلام، قال: خرج أبو بكر وعمر وعثمان وطلحة
والزبير وسعد و عبد الرحمن بن عوف وغير واحد من الصحابة يطلبون
النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم في بيت أُمّ سلمة، فوجدوني على الباب جالسا، فسألوني عنه؟

فقلت: يخرج الساعة، فلم يلبث أن خرج وضرب بيده على ظهري، فقال: كبّر، يا ابن

أبي طالب! فإنّك تخاصم الناس بعدي بستّ خصال فتخصمهم، ليست في قريش منها
شيء: إنّك أوّلهم إيمانا باللّه، وأقومهم بأمر اللّه عزّ وجلّ، وأوفاهم بعهد اللّه، وأرأفهم
بالرعيّة، وأعلمهم بالقضيّة، وأقسمهم بالسويّة، وأفضلهم عند اللّه عزّ وجلّ.

حدّثنا محمّد بن أحمد البغداديّ، قال: حدّثنا أحمد بن الفضل الأهوازيّ، قال:
حدّثنا بكر بن أحمد القصريّ، قال: حدّثنا أبو أحمد جعفر بن محمّد بن عبداللّه بن
موسى، [قال: حدّثنا أبي،] قال: حدّثنا أبي موسى، عن أبيه جعفر بن محمّد عليهم‏السلام،
وساق الحديث بإسناده مثله[391].

(3755) 28 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار رضى‏الله‏عنه،
قال: حدّثنا أبي وسعيد بن عبد اللّه، قالا: حدّثنا أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ، عن
الحسن بن عليّ بن أبي عثمان، عن موسى بن بكر، عن أبي الحسن الأوّل عليه‏السلام، عن
أبيه، قال: قال أمير المؤمنين عليه‏السلام: عشرة يفتنون أنفسهم وغيرهم: ذو العلم القليل
يتكلّف أن يعلّم الناس كثيرا، والرجل الحليم ذوالعلم الكثير ليس بذي فطنة، والذي
يطلب ما لا يدرك ولا ينبغى له، والكادّ غير المتّئد، المتّئد الذي ليس له مع تُؤَدَتِه[392]
علم، وعالم غير مريد للصلاح، ومريد للصلاح وليس بعالم، والعالم يحبّ الدنيا، والرحيم
بالناس يبخل بما عنده، وطالب العلم يجادل فيه من هو أعلم فإذا علّمه لم يقبل منه
[393].

(3756) 29 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: حدّثنا عليّ بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن
أبي عبد اللّه البرقيّ، قال: حدّثنا أبي، عن جدّه أحمد بن أبي عبد اللّه، قال: حدّثني
سليمان بن مقبل المدينيّ، قال: حدّثني موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن
أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه، الحسين بن عليّ، عن أبيه أمير

المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهم‏السلام، قال: دخلت على رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، وهو في قبا
وعنده نفر من أصحابه، فلمّا بصرني تهلّل وجهه وتبسّم حتّى نظرت إلى بياض
أسنانه تبرق، ثمّ قال: إليّ يا عليّ! إلي يا عليّ! فما زال يدنيني حتّى ألصق فخذي
بفخذه، ثمّ أقبل على أصحابه فقال: معاشر أصحابي، أقبلت إليكم الرحمة بإقبال عليّ
أخي إليكم، معاشر أصحابي، إنّ عليّا منّي وأنا من عليّ، روحه من روحي، وطينته
من طينتي، وهو أخي ووصيّي وخليفتي على أُمّتي في حياتي وبعد موتي، من أطاعه
أطاعني، ومن وافقه وافقني، ومن خالفه خالفني[394].

(3757) 30 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: حدّثنا الحسن بن عبد اللّه بن سعد العسكريّ،
قال: حدّثنا محمّد بن أحمد القشريّ (القشيريّ)، قال: حدّثنا أبو الحريش أحمد بن
عيسى الكوفيّ، قال: حدّثنا موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر، قال: حدّثني أبي،
عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه، عن أبيه، عن عليّ عليهم‏السلام في
قول اللّه عزّ وجلّ: «وَ لاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا»[395].

قال: لا تنس صحّتك وقوّتك وفراغك وشبابك ونشاطك أن تطلب بها الآخرة[396].

(3758) 31 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: حدّثنا الحسن بن عبد اللّه بن سعيد، قال:
حدّثنا محمّد بن منصور بن أبي الجهم وأبو يزيد القرشيّ، قالا: حدّثنا نصر بن عليّ
الجهضميّ (الجهنيّ)، قال: حدّثنا عليّ بن جعفر بن محمّد، قال: حدّثني أخي موسى بن

جعفر، عن أبيه، عن جّده، عن عليّ بن أبي طالب عليهم‏السلام، قال: أخذ رسول
اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم بيد الحسن والحسين عليهماالسلام، فقال: من أحبّ هذين وأباهما وأُمّهما كان
معي في درجتي يوم القيامة[397].

(3759) 32 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: حدّثنا محمّد بن أحمد أبو عبد اللّه
القضاعيّ رضى‏الله‏عنه، قال: أخبرنا أبو عبد اللّه إسحاق بن العبّاس بن إسحاق بن موسى
بن جعفر، عن أيبه، عن آبائه، عن الحسين بن عليّ عليهم‏السلام، قال: قال أمير
المؤمنين عليه‏السلام: أهلك الناس اثنان: خوف الفقر، وطلب الفخر[398].


(3760) 33 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: أبي رحمه‏الله، قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار، عن
العمركيّ، عن عليّ بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر، عن أبيه، عن عليّ عليهم‏السلام،
قال: إنّ اللّه تعالى إذا أراد أن يصيب أهل الأرض بعذاب، قال: لولا الذين يتحابّون
بجلالي، ويعمرون مساجدي، ويستغفرون بالأسحار لأنزلت عذابي[399].

(3761) 34 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: أخبرني عليّ بن حاتم، قال: حدّثنا أحمد بن
محمّد، قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل، قال: حدّثني الحسين بن موسى، عن أبيه، عن
موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي
طالب عليهم‏السلام، قال: كان رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم مكفّرا[400] لا يشكر معروف[401]، ولقد كان
معروفه على القرشيّ والعربيّ والعجميّ، ومن كان أعظم معروفا من رسول
اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم على هذا الخلق؟

وكذلك نحن أهل البيت مكفّرون لا يشكروننا، وخيار المؤمنين مكفّرون لا
يشكر معروفهم[402].

(3762) 35 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس، قال:

حدّثنا أبي، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، قال: أخبرني محمّد بن يحيى الخزّاز،
قال: حدّثني موسى بن إسماعيل، عن أبيه، عن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن
آبائه عليهم‏السلام، عن أمير المؤمنين عليه‏السلام، قال: إنّ يهوديّا كان له على رسول اللّه دنانير
فتقاضاه، فقال له: يا يهوديّ ما عندي ما أعطيك؟

قال: فإنّي لا أفارقك يا محمّد! حتّى تقضيني.

فقال: إذا أجلس معك، فجلس معه حتّى صلّى في ذلك الموضع الظهر والعصر
والمغرب والعشاء الآخرة والغداة، وكان أصحاب رسول اللّه يتهدّدونه
ويتواعدونه، فنظر رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم إليهم، فقال: ما الذي تصنعون به؟

فقالوا: يا رسول اللّه يهوديّ يحبسك!

فقال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: لم يبعثني ربّي عزّ وجلّ بأن أظلم معاهدا ولا غيره، فلمّا علا النهار.

قال اليهوديّ: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله وشطر مالي
في سبيل اللّه، أما واللّه ما فعلت بك الذي فعلت إلاّ لأنظر إلى نعتك في التوراة، فإنّي
قرأت في التوراة محمّد بن عبد اللّه مولده بمكّة، ومهاجره بطيبة، وليس بفظّ، ولا
غليظ، ولا سخاب، ولا متزيّن (مترين) بالفحش، ولا قول الخنا[403]، وأنا أشهد أنّ
لا إله إلاّ اللّه، وأنّك رسول اللّه، وهذا مالي، فاحكم فيه بما أنزل اللّه، وكان اليهوديّ
كثير المال.

ثمّ قال عليّ عليه‏السلام: كان فراش رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم عباءة، وكانت مرفقته أدم[404]
حشوها ليف، فثنّيت له ذات ليلة، فلمّا أصبح قال: لقد منعني الفراش الليلة الصلاة،
فأمر صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم أن يجعل بطاق واحد[405].


(3763) 36 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: وبهذا الإسناد،[أي حدّثنا الحسين بن أحمد بن
إدريس، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، قال: أخبرني محمّد
بن يحيى الخزّاز، قال: حدّثني موسى بن إسماعيل، عن أبيه، عن موسى بن جعفر، عن
أبيه، عن آبائه عليهم‏السلام،] قال: قال عليّ عليه‏السلام: إنّ رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم دخل على ابنته
فاطمة عليهاالسلام، وإذا في عنقها قلاّدة، فأعرض عنها، فقطعتها ورمت بها، فقال لها
رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: أنت منّي يا فاطمة! ثمّ جاء سائل، فناولته القلاّدة، ثمّ قال
رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: اشتدّ غضب اللّه وغضبي على من أهرق دمي، وآذاني في
عترتي[406].

37 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: ...  عن أبي عبد اللّه ابن الفضل، عن أبيه الفضل،
قال: كنت أحجب الرشيد فأقبل عليّ يوما غضبانا وبيده سيف يقلّبه، فقال لي:
يا فضل! بقرابتي من رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، لئن لم تأتني بابن عمّي الآن لآخذنّ الذي
فيه عيناك، فقلت: بمن أجيئك؟

فقال: بهذا الحجازيّ، فقلت: وأيّ الحجازيّ؟

قال: موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم‏السلام،
قال الفضل: فخفت من اللّه عزّ وجلّ أن أجيء به إليه، ثمّ فكّرت في النقمة، فقلت له:
أفعل ... 


فقلت له: السلام عليك يا ابن رسول اللّه! أجب الرشيد؟

فقال: ما للرشيد، وما لي؟ أما تشغله نقمته عنّي؟!

ثمّ وثب مسرعا، وهو يقول: لولا أنّي سمعت في خبر عن جدّي رسول
اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: إنّ طاعة السلطان للتقيّه واجبة، إذا ما جئت ...

قال: لا تكون أعلمته أنّي عليه غضبان، فإنّي قد هيّجت على نفسي ما لم أرده،
ائذن له بالدخول، فأذنت له، فلمّا رآه وثب إليه قائما وعانقه، وقال له: مرحبا بابن
عمّي وأخي ووارث نعمتي، ثمّ أجلسه على فخذيه، فقال له: ما الذي قطعك عن
زيارتنا؟

فقال: سعة مملكتك، وحبّك للدنيا ... فتبعته عليه‏السلام فقلت له: ما الذي قلت حتّى
كفيت أمر الرشيد؟

فقال: دعاء جدّي عليّ بن أبي طالب، كان إذا دعا به ما برز إلى عسكر إلاّ هزمه،
ولا إلى فارس إلاّ قهره، وهو دعاء كفاية البلاء.

قلت: وما هو؟

قال: قلت: «اللّهم بك أساور، وبك أحاول، وبك أجاور، وبك أصول، وبك
أنتصر، وبك أموت، وبك أحيا، أسلمت نفسي إليك، وفوّضت أمري إليك،
ولا حول ولا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم، اللّهمّ إنّك خلقتني ورزقتني
وسترتني عن العباد بلطف ما خوّلتني وأغنيتني، إذا هويت رددتني، وإذا
عثرت قوّمتني، وإذا مرضت شفيتني وإذا دعوت أجبتني، يا سيّدي! ارض
عنّي فقد أرضيتني»
[407].

38 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: ...  محمّد بن محمود بإسناده رفعه إلى موسى بن

جعفر عليهماالسلام، أنّه قال: لمّا دخلت على الرشيد سلّمت عليه، فردّ عليّ السلام ...، قال:
فلم ادّعيتم أنّكم ورثتم النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، والعمّ يصحب ابن العمّ، وقبض
رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم وقد توفّي أبو طالب قبله والعبّاس عمّه حيّ؟

فقلت: إنّ في قول عليّ بن أبي طالب عليه‏السلام: أنّه ليس مع ولد الصلب ذكرا كان أو
أنثى لأحد سهم إلاّ للأبوين والزوج والزوجة، ولم يثبت للعمّ مع ولد الصلب
ميراث، ولم ينطق به الكتاب إلاّ أنّ تيما وعديّا وبني أُميّة قالوا: العمّ والد، رأيا منهم
بلا حقيقه، ولا أثر عن الرسول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم .

ومن قال بقول عليّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم من العلماء فقضاياهم خلاف قضايا هؤلاء، هذا نوح
بن درّاج يقول في هذه المسألة بقول عليّ عليه‏السلام، وقد حكم به، وقد ولاّه أمير المؤمنين
المصرين الكوفة والبصرة ... [408].

39 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: ...  عن سماعة، قال: سألته عن الركوع
والسجود، ... كيف حدّ الركوع والسجود؟

فقال: أمّا ما يجزيك من الركوع فثلاث تسبيحات، تقول: سبحان اللّه، سبحان
اللّه ثلاثاً، ومن كان يقوى على أن يطوّل الركوع والسجود فليطوّل ما
استطاع، ... فأمّا الإمام فإنّه إذا قام بالناس فلا ينبغي أن يطوّل بهم، فإنّ في الناس
الضعيف، ومن له الحاجة، فإنّ رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم كان إذا صلّى بالناس خفّ بهم[409].

(3764) 40 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل، قال: حدّثنا

أبو أحمد عبيد اللّه بن الحسين بن إبراهيم العلويّ النصيبيّ رحمه‏اللهببغداد، قال: سمعت
جدّي إبراهيم بن عليّ يحدّث عن أبيه عليّ بن عبيد اللّه، قال: حدّثني شيخان برّان
من أهلنا سيّدان: موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ أبي
جعفر، عن أبيه؛ وحدّثنيه الحسين بن زيد بن عليّ ذوالدمعة، قال: حدّثني عمّي عمر
بن عليّ، قال: حدّثني أخي محمّد بن عليّ، عن أبيه، عن جدّه الحسين عليهم‏السلام، قال:
أبو جعفر عليه‏السلام: وحدّثني عبد اللّه العبّاس، وجابر بن عبد اللّه الأنصاريّ، وكان
بدريّا أحديّا شجريّا، وممّن محّض من أصحاب رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلمفي مودّة أمير
المؤمنين عليه‏السلام، قالوا: بينا رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم في مسجده في رهط من أصحابه، فيهم
أبو بكر وعمر وعثمان وعبد الرحمن ورجلان من قرّاء الصحابة من المهاجرين، هما
عبد اللّه بن أُمّ عبد، ومن الأنصار أُبيّ بن كعب وكانا بدريّين، فقرأ عبد اللّه من
السورة التي يذكر فيها لقمان، حتّى أتى على هذه الآية «وَ أَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُو
ظَـهِرَةً وَ بَاطِنَةً
»[410] الآية، وقرأ أُبيّ من السورة التي يذكر فيها إبراهيم «وَ ذَكِّرْهُم
بِأَيَّـلـمِ اللَّهِ إِنَّ فِى ذَ لِكَ لَأَيَـتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ
»[411] قالوا: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم:
أيّام اللّه نعماؤه، وبلاؤه مثلاته سبحانه.

ثمّ أقبل صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم على من شهده من أصحابه، فقال: إنّي لأتخوّلكم بالموعظة تخوّلاً
مخافة السأمة عليكم، وقد أوحى إليّ ربّي (جلّ جلاله) عن أذكّركم بالنعمة،
وأنذركم بما اقتصّ عليكم من كتابه، وتلا «وَ أَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُو»الآية.

ثمّ قال لهم: قولوا الآن قولكم: ما أوّل نعمة رغّبكم اللّه فيها وبلاكم بها؟ فخاض
القوم جميعا فذكروا نعم اللّه التي أنعم عليهم، وأحسن إليهم بها من المعاش والرياش
والذرّيّة والأزواج إلى سائر ما بلاهم اللّه (عزّوجلّ) به من أنعمه الظاهرة، فلمّا

أمسك القوم أقبل رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم على عليّ عليه‏السلام، فقال: يا أبا الحسن! قل فقد قال
أصحابك، فقال: فكيف لي بالقول ـ فداك أبي وأُمّي ـ وإنّما هدانا اللّه بك.

قال: ومع ذلك فهات، قل ما أوّل نعمة بلاك اللّه (عزّ وجلّ) وأنعم عليك بها؟

قال: أن خلقني جلّ ثناؤه ولم أك شيئا مذكورا.

قال: صدقت، فما الثانية؟

قال: أن أحسن بي إذ خلقني، فجعلني حيّا لا ميّتا.

قال: صدقت، فما الثالثة؟

قال: أن أنشأني فله الحمد في أحسن صورة وأعدل تركيب.

قال: صدقت، فما الرابعة؟

قال: أن جعلني متفكّرا راغبا، لا بلهة ساهيا.

قال: صدقت، فما الخامسة؟

قال: أن جعل لي شواعر أدرك ما ابتغيت بها، وجعل لي سراجا منيرا.

قال: صدقت، فما السادسة؟

قال: أن هداني، فلم يضلّني عن سبيله.

قال: صدقت، فما السابعة؟

قال: أن جعل لي مردّا في حياة لا انقطاع لها.

قال: صدقت، فما الثامنة؟

قال: أن جعلني ملكا مالكا لا مملوكا.

قال: صدقت، فما التاسعة؟

قال: أن سخّر لي سماءه وأرضه وما فيهما وما بينهما من خلقة.

قال: صدقت، فما العاشرة؟

قال: أن جعلنا سبحانه ذكرانا لا أناثا.


قال: صدقت، فما بعد هذا؟

قال: كثرة نعم اللّه يا نبيّ اللّه فطابت، وتلا «وَ إِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللَّهِ
لاَ تُحْصُوهَآ
»[412] فتبسّم رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، وقال: لتهنئك الحكمة، ليهنئك العلم يا أبا
الحسن، وأنت وارث علمي، والمبيّن لأُمّتي ما اختلفت فيه من بعدي، من أحبّك
لدينك وأخذ بسبيلك، فهو ممّن هدي إلى صراط مستقيم، ومن رغب عن هواك
وأبغضك لقي اللّه يوم القيامة لا خلاق له[413].

(3765) 41 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: عن العبد الصالح عليه‏السلام، قال: خطب أمير
المؤمنين عليه‏السلام بالبصرة، فقال: يا جند المرأة! يا أصحاب البهيمة! رغا فأجبتم، وعقر
فانهزمتم، اللّه أمركم بجهادي أم على اللّه تفترون!

ثمّ قال: يا بصرة! أيّ يوم لك لو تعلمين، وأيّ قوم لك لو تعلمين؟ إنّ لك من الماء
يوما عظيما بلاؤه. وذكر كلاما كثيرا[414].

(3766) 42 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: حدّثنا أبو بكر
محمّد بن عمر بن مسلم الجعابيّ، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد، قال: حدّثني
محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم أبو عليّ، قال: حدّثني عمّ أبي الحسين بن موسى، عن
أبيه موسى، عن أبيه، جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن
الحسين عليهم‏السلام، قال: قال أمير المؤمنين عليه‏السلام: إنّ المؤمن لا يصبح إلاّ خائفا وإن كان
محسنا، ولا يمسي إلاّ خائفا وإن كان محسنا، لأنّه بين أمرين: بين وقت قد مضى لا

يدري ما اللّه صانع به، وبين أجل قد اقترب لا يدري ما يصيبه من الهلكات.

ألا وقولوا خيرا تعرفوا به، واعملوا به تكونوا من أهله، صلوا أرحامكم وإن
قطعوكم، وعودوا بالفضل على من حرمكم، وأدّوا الأمانة إلى من ائتمنكم، وأوفوا
بعهد من عاهدتم، وإذا حكمتم فاعدلوا[415].

(3767) 43 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: عن أبي القاسم ابن قولويه، عن عبيد اللّه بن
الفضل بن محمّد بن هلال، عن محمّد بن محمّد بن الأشعث الكندي، قال: حدّثنا موسى
بن اسماعيل[416]، عن أبيه، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ عليهم‏السلام، قال:
كان عليّ بن أبي طالب يقول: لا تجوز شهادة النساء في الحدود، ولا قود[417].

(3768) 44 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: محمّد بن أحمد بن يحيى، عن السيّاريّ، عن
أبي الحسن عليه‏السلام يرفعه، قال: جاء رجل إلى عمر، فقال: إنّ امرأته نازعته فقالت له:
يا سفلة، فقال لها: إن كان سفلة فهي طالق، فقال له عمر: إن كنت ممّن تتبع القصاص،
وتمشي في غير حاجة، وتأتي أبواب السلطان فقد بانت منك، فقال له أمير
المؤمنين عليه‏السلام: ليس كما قلت، إليّ.

فقال له عمر: ائتيه فاسمع ما يفتيك، فأتاه، فقال له أميرالمؤمنين عليه‏السلام: إن كنت لا
تبالي ما قلت وما قيل لك فأنت سفلة، وإلاّ فلا شيء عليك[418].


(3769) 45 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: عن الحسين بن سعيد، عن الحسن، عن زرعة،
عن سماعة، قال: قضى أمير المؤمنين عليه‏السلامفي رجل ضرب غلاماً على رأسه فذهب
بعض لسانه، وأفصح ببعض الكلام، ولم يفصح ببعض فأقرأه المعجم، فقسّم الدية
عليه فما أفصح به طرحه، وما لم يفصح به ألزمه إيّاه[419].

(3770) 46 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: أخبرنا الحفّار، قال: حدّثنا أبو عليّ محمّد بن
أحمد بن الصوّاف، قال: حدّثنا إسحاق بن عبد اللّه بن سلمة، قال: حدّثنا زيد بن
عبد الغفّار الطيالسيّ، قال: حدّثنا حسين بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن
الحسين بن فاطمة بنت رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، عن عمّه عليّ بن جعفر بن محمّد بن عليّ
بن الحسين بن فاطمة بنت رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، عن أخيه موسى بن جعفر بن محمّد بن
عليّ بن الحسين بن فاطمة بنت رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، عن جعفر بن محمّد بن عليّ بن
الحسين بن فاطمة بنت رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، عن محمّد بن عليّ بن الحسين بن فاطمة
بنت رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، عن عليّ بن الحسين بن فاطمة بنت رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، عن
الحسين بن فاطمة بنت رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، عن عليّ بن أبي طالب زوج فاطمة بنت
رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، قال: أيّما رجل صنع إلى رجل من ولدي صنيعة، فلم يكافئه
عليها، فأنا المكافئ له عليها[420].

47 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: ...  عن محمّد بن إسماعيل، عن أبي الحسن عليه‏السلام،
قال: ... إنّ عليّا أمر المقداد أن يسأل رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، [عن المذي]، واستحيي أن

يسأله.

فقال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: فيه الوضوء ... [421].

48 ـ الراونديّ رحمه‏الله: روي أنّ أبا إبراهيم موسى بن جعفر عليهماالسلام دخل على
الرشيد ـ عليه ما يستحقّه ـ يوما، فقال له هارون: إنّي واللّه! قاتلك!

فقال: لا تفعل! يا أمير المؤمنين!، فإنّي سمعت أبي، عن آبائه، قال:

قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم إنّ العبد ليكون واصلاً لرحمه، وقد بقي من أجله ثلاث
سنين، فيجعلها ثلاثين سنة، ويكون الرجل قاطعا لرحمه وقد بقي من أجله ثلاثون
سنة فيجعلها اللّه ثلاث سنين ... [422].

(3771) 49 ـ السيّد فضل اللّه الراونديّ رحمه‏الله: قال عليّ عليه‏السلام: خطبنا
رسول  اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلمفقال: أيّها الناس! إنّكم في زمان هدنة، وأنتم على ظهر سفر،
والسير بكم سريع، فقد رأيتم الليل والنهار والشمس والقمر يبلين كلّ جديد،
ويقرّبن كلّ بعيد، ويأتين بكلّ موعد ووعيد، فأعدّوا الجهاز لبعد المفاز.

فقام المقداد بن الأسود الكنديّ رضى‏الله‏عنه فقال: يا رسول اللّه! فما تأمرنا نعمل؟

فقال: إنّها دار بلاء وابتلاء وانقطاع وفناء، فإذا التبست عليكم الأمور، كقطع
الليل المظلم، فعليكم بالقرآن، فإنّه شافع مشفّع، وماحل مصدّق، من جعله أمامه
قاده إلى الجنّة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار، وهو الدليل يدلّ على السبيل، وهو
كتاب تفصيل، وبيان وتحصيل، هو الفصل ليس بالهزل، وله ظهر وبطن، فظاهره
حكم اللّه، وباطنه علم اللّه تعالى، فظاهره وثيق، وباطنه [عميق]، له تخوم، وعلى

تخومه تخوم، لا تحصى عجائبه ولا تبلى غرائبه، فيه مصابيح الهدى ومنار الحكمة
ودليل على المعرفة لمن عرف النصفة، فليرع رجل بصره وليبلغ النصفة نظره، ينجو
من عطب ويتخلّص من نشب، فإنّ التفكّر حياة قلب البصير كما يمشي المستنير [في
الظلمات]، والنور يحسن التخلّص، ويقلّ التربّص[423].

(3772) 50 ـ السيّد فضل اللّه الراونديّ رحمه‏الله: قال عليّ عليه‏السلام: خطبنا رسول
اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلمفقال: أيّها الناس! الموتة الموتة، الوحيّة الوحيّة، لا تردّها سعادة أو
شقاوة، جاء الموت بما فيه بالروح والراحة لأهل دار الحيوان، الذين كان لها سعيهم،
وفيها رغبتهم، جاء الموت بما فيه بالويل والحسرة والكرّة الخاسرة لأهل دار
الغرور، الذين كان لها سعيهم، وفيها رغبتهم، بئس العبد عبد له وجهان، يقبل بوجه،
ويدبر بوجه، إن أوتي أخوه المسلم خيرا حسده، وإن ابتلي خذله، بئس العبد عبد
أوّله نطفة، ثمّ يعود جيفة، ثمّ لا يدري ما يفعل به فيما بين ذلك، بئس العبد عبد خلق
للعبادة، فألهته العاجلة عن الآجلة، فاز بالرغبة العاجلة[عن الآجلة]، وشقى
بالعافية، بئس العبد عبد تجبّر واختال ونسي الكبير المتعال، بئس العبد عبد عتى
وبغى ونسي الجبّار الأعلى، بئس العبد عبد له هوى يضلّه ونفس تذلّه، بئس العبد
عبد له طمع يقوده إلى طبع[424].

(3773) 51 ـ السيّد فضل اللّه الراونديّ رحمه‏الله: قال عليّ عليه‏السلام: ـ في المكرهة ـ لا حدّ
عليها، ولها مهر مثلها[425].


(3774) 52 ـ السيّد فضل اللّه الراونديّ رحمه‏الله: قال عليّ عليه‏السلام: ما لا نفس له سائلة،
إذا مات في الإدام فلا بأس بأكله[426].

(3775) 53 ـ السيّد فضل اللّه الراونديّ رحمه‏الله: وبهذا الإسناد قال: قال عليّ عليه‏السلام:
إنّي لأكره للرجل أن ترى جبهته جلحاء، ليس فيها شيء من أثر السجود[427].

(3776) 54 ـ السيّد فضل اللّه الراونديّ رحمه‏الله: عن عبد الواحد بن إسماعيل
الرويانيّ، عن محمّد بن الحسن التميميّ، عن سهل بن أحمد الديباجيّ، عن محمّد بن
محمّد بن الأشعث، عن موسى بن إسماعيل، عن أبيه، عن جدّه موسى بن جعفر، عن
آبائه عليهم‏السلام، عن عليّ عليه‏السلام، قال: من صلّى بالناس وهو جنب، أعاد هو والناس
صلاتهم[428].

(3777) 55 ـ السيّد فضل اللّه الراونديّ رحمه‏الله: وقال عليّ عليه‏السلام: يجوز للصائم
المتطوّع أن يفطر[429].

(3778) 56 ـ الشعيريّ رحمه‏الله: حدّثني أبو عبد اللّه أحمد بن عبدون البزّاز بمدينة
السلام سنة إحدى وأربع مائة وأنا ابن اثنين وعشرين سنة، وكان هذا الرجل
يعرف بابن الحاشر، قال: حدّثني أبو الفضل محمّد بن عبد اللّه الشيبانيّ، قال: حدّثني
أحمد بن عبد اللّه العبراني، قال: حدّثني عبد اللّه بن موسى، عن محمّد بن سنان، عن
محمّد بن المفضّل، عن موسى بن جعفر عليهماالسلام، قال: خرج أمير المؤمنين عليه‏السلام ذات يوم
إلى الحنّانة بالكوفة ليصلّي هناك فتبعه قوم فالتفت إليهم، وقال: لهم: من أنتم؟


قالوا: نحن شيعتك يا أمير المؤمنين!.

فقال لهم: ما لي لا أرى عليكم سيماء الشيعة.

قالوا: يا أمير المؤمنين! وما سيماء الشيعة؟

قال: صفر الوجوه من السهر، عمش العيون من البكاء، ذبل الشفاه من الدعاء،
خمص البطون من الصيام، حدب الظهور من القيام، عليهم غبر[430] الخاشعين[431].

(3779) 57 ـ الشعيريّ رحمه‏الله: حدّثني أبو عبد اللّه أحمد بن عبدون البزّاز بمدينة
السلام سنة إحدى وأربع مائة وأنا ابن اثنين وعشرين سنة، وكان هذا الرجل
يعرف بابن الحاشر، قال: حدّثني أبو الفضل محمّد بن عبد اللّه الشيبانيّ، قال: حدّثني
أحمد بن عبد اللّه العبراني، قال: حدّثني عبد اللّه بن موسى، عن محمّد بن سنان، عن
محمّد بن المفضّل، عن موسى بن جعفر عليهماالسلامقال: قال أمير المؤمنين عليه‏السلام: اختبروا
شيعتي بخصلتين، فإن كانتا فيهم فهم شيعتي، محافظتهم على أوقات الصلوات،
ومواساتهم مع إخوانهم المؤمنين بالمال، وان لم تكونا فيهم فاعزب، ثمّ اعزب ثمّ
اعزب[432].


(3780) 58 ـ ابن شهر آشوب  رحمه‏الله: جابر بن عبد اللّه وحذيفة بن اليمان وعبد اللّه
بن العبّاس وأبو هارون العبديّ، عن عبد اللّه بن عثمان وحمدان بن المعافا، عن
الرضا عليه‏السلام، ومحمّد بن صدقة، عن موسى بن جعفر عليه‏السلام، ولقد أنبأني أيضا ابن
شيرويه والديلميّ بإسناده إلى موسى بن جعفر، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليهم‏السلام،
قالوا: كنّا مع النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم في طرقات المدينة إذ جعل خمسة في خمس أمير المؤمنين،
فواللّه! ما رأينا خمسين أحسن منها، إذ مررنا على نخل المدينة فصاحت نخلة أختها:
هذا محمّد المصطفى، وهذا عليّ المرتضى، فاجتزناهما، فصاحت ثانية بثالثة: هذا نوح
النبيّ، وهذا إبراهيم الخليل، فاجتزناهما، فصاحت ثالثة برابعة: هذا موسى وأخوه
هارون، فاجتزناهما، فصاحت رابعة بخامسة: هذا محمّد سيّد النبيّين، وهذا عليّ سيّد
الوصيّين.

فتبسّم النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، ثمّ قال: يا عليّ! سمّ نخل المدينة صيحانيّا، فقد صاحت
بفضلي وفضلك.

وروي أنّه كان البستان لعامر بن سعد بعقيق السفلى[433].

(3781) 59 ـ السيّد ابن طاووس  رحمه‏الله: في كتاب الجعفريّات وهي ألف حديث،
بإسناد واحد عظيم الشأن إلى مولانا موسى بن جعفر عليهماالسلام، عن مولانا جعفر بن
محمّد، عن مولانا محمّد بن عليّ، عن مولانا عليّ بن الحسين، عن مولانا الحسين، عن
مولانا عليّ بن أبي طالب صلى اللّه عليهم أجمعين، قال: لا تقولوا: رمضان، فإنّكم لا
تدرون ما رمضان! فمن قاله فليتصدّق وليصُم كفّارة لقوله، ولكن قولوا: شهر
رمضان، كما قال اللّه تعالى: «شَهرُ رَمَضانَ»[434].


(3782) 60 ـ السيّد ابن طاووس  رحمه‏الله: أخبرنا الشيخ الإمام مجاهد الدين أبو
الفتوح عليّ بن أحمد البغداديّ، بمدينة السلام، قال: أخبرنا القاضي ركن الدين أبو
الفضل بن محمّد بن عليّ بدمشق، قال: أخبرنا أبو نصر بن إسفنديار الحلبيّ، قال:
حدّثنا داود بن سليمان العسقلانيّ، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن عليّ بن
محمّد بن جمهور، عن أبيه، عن جعفر بن بشير، عن موسى بن جعفر الكاظم عليه‏السلام،
قال: إنّ أمير المؤمنين عليّا عليه‏السلامكان يسعي على الصفا بمكّة، فإذا هو بدرّاج يتدرّج
على وجه الأرض، فوقع بإزاء أمير المؤمنين عليه‏السلام، فقال: السلام عليك أيّها الدرّاج!

فقال الدرّاج: وعليك السلام، ورحمة اللّه وبركاته، يا أمير المؤمنين!

فقال له أمير المؤمنين عليه‏السلام: أيّها الدرّاج! ما تصنع في هذا المكان؟

فقال: يا أمير المؤمنين! إنّي في هذا المكان منذ كذا وكذا عام، أُسبّح اللّه، وأُقدسه،
وأمجّده، وأعبده حقّ عبادته.

فقال أمير المؤمنين عليه‏السلام: أيّها الدرّاج! إنّه لصفا نقيّ، لا مطعم فيه، ولا مشرب، فمن
أين لك المطعم والمشرب؟

فأجابه الدرّاج، وهو يقول: وقرابتك من رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، يا أمير المؤمنين!
إنّي كلّما جعت دعوت اللّه لشيعتك ومحبّيك فأشبع، وإذا عطشت دعوت اللّه على
مبغضيك ومنتقصيك فأروي[435].

(3783) 61 ـ السيّد ابن طاووس رحمه‏الله: [بإسناده إلى عيسى بن المستفاد قال:

حدّثني موسى بن جعفر عليهماالسلام ]، عن أبيه عليهماالسلام، قال أمير المؤمنين عليه‏السلام: دعاني
رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلمعند موته، وأخرج من كان عنده في البيت غيري، والبيت فيه
جبرئيل والملائكة أسمع الحسّ ولا أرى شيئا، فأخذ رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلمكتاب
الوصيّة من يد جبرئيل عليه‏السلام مختومة، فدفعها إليّ، وأمرني أن أفضّها، ففعلت وأمرني
أن أقرأها، فقرأتها.

وقال: إنّ جبرئيل أتاني بها الساعة من عند ربّي، فقرأتها، فإذا فيها كلّ ما كان
رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم يوصي به شيئا شيئا، ما يغادر حرفا[436].

(3784) 62 ـ السيّد ابن طاووس رحمه‏الله: في ذكر ما كان ابتداء بلفظ الوصيّة في أوّلها،
بسم اللّه الرحمان الرحيم، هذا ما عهد محمّد بن عبد اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلموأوصى به، وأسنده
بأمر اللّه إلى وصيّه عليّ بن أبي طالب عليه‏السلام.

قال موسى بن جعفر عليهماالسلام: قال أبي جعفر بن محمّد: قال عليّ بن أبي طالب عليهم‏السلام:
وكان في آخر الوصيّة: شهد جبرئيل وميكائيل وإسرافيل على ما أوصى به
محمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم إلى عليّ بن أبي طالب، وقبضه، ووصيّته، وضمانه على ما فيها، على ما
ضمن يوشع بن نون لموسى بن عمران عليه‏السلام، وضمن وارى بن برملا وصيّ عيسى بن
مريم، وعلى ما ضمن الأوصياء من قبلهم، على أنّ محمّدا أفضل النبيّين، وعليّا أفضل
الوصيّين، وأوصى محمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلموسلّم الأمر إلى عليّ بن أبي طالب، وهذا أمر اللّه
وطاعته وولاة الأمر على أن لا نبوّة لعليّ ولا لغيره بعد محمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، وكفى باللّه
شهيداً[437].


(3785) 63 ـ السيّد بن طاووس رحمه‏الله: [بإسناده إلى عيسى بن المستفاد قال:
حدّثني موسى بن جعفر عليهماالسلام ]، عن أبيه، عن جدّه محمّد بن عليّ عليهم‏السلام، قال: قال
أمير المؤمنين عليه‏السلام: كنت أسند النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم إلى صدري ليلة من الليالي في مرضه،
وقد فرغ من وصيّته وعنده فاطمة ابنته، وقد أمر أزواجه والنساء أن يخرجن من عنده
ففعلن.

فقال: يا أبا الحسن! تحوّل من موضعك وكن أمامي.

قال: ففعلت، وأسنده جبرئيل عليه‏السلام إلى صدره، وجلس ميكائيل عليه‏السلامعلى يمينه،
فقال: يا عليّ! ضمّ كفّيك بعضها إلى بعض ففعلت، فقال لي: قد أخذت العهد لك
بمحضر أمين ربّ العالمين، جبرئيل وميكائيل، يا عليّ! بحقّهما عليك إلاّ أنفذت
وصيّتي على ما فيها، وعلى قبولك إيّاها، وعليك بالصبر، والورع على منهاجي
وطريقي، ولا طريق فلان وفلان، وخذ ما آتاك اللّه بقوّة، وأدخل يده فيما بين كفّي
وكفّاي مضمومتان، فكأنّه أفرغ بينهما شيئا، فقال: يا عليّ! قد أفرغت بين يديك
الحكمة، وقضاء ما يرد عليك، وما هو وارد، حتّى لا يعزب عنك من أمرك شيء.

وإذا حضرتك الوفاة فأوص وصيّتك إلى من بعدك على ما أوصيك، واصنع
هكذا، لا كتاب ولا صحيفة[438].

(3786) 64 ـ السيّد ابن طاووس رحمه‏الله: (بإسناده إلى عيسى بن المستفاد قال:
حدّثني موسى بن جعفر عليهماالسلام)، عن أبيه عليه‏السلام، عن جدّه محمّد بن عليّ عليهم‏السلام، قال:
قال أمير المؤمنين عليه‏السلام: بينما نحن عند النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم وهو يجود بنفسه، وهو مسجّى

بثوب ملأة خفيفة على وجهه، فمكث ما شاء اللّه أن يمكث، ونحن حوله بين باك
ومسترجع، إذ تكلّم صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم وقال: ابيضّت وجوه، واسودّت وجوه، وسعد قوم،
وشقي آخرون، سعد أصحاب الكساء الخمسة أنا سيّدهم ولا فخر، عترتي أهل بيتي
السابقون المقرّبون، يسعد من اتّبعهم وشايعهم على ديني ودين آبائي، أنجزت
موعدك يا ربّ! إلى يوم القيامة في أهل بيتي، اسودّت وجوه أقوام وردوا صمّاء
مصمّين إلى نار جهنّم أجمعين، مزّقوا الثقل الأوّل الأعظم، وأخّروا الثقل الأصغر،
حسابهم على اللّه كلّ امرئ بما كسب رهين، وثالث ورابع غلقت الرسول، واسودّت
أصحاب الأموال، هلكت الأحزاب قادت الأُمّة بعضها بعضاً في النار، كتاب دارس،
وباب مهجور، وحكم بغير علم، مبغض عليّ وآل عليّ في النار، ومحبّ عليّ وآل عليّ في
الجنّة، ثمّ سكت
[439].

(3787) 65 ـ السيّد ابن طاووس رحمه‏الله: [بإسناده عن عيسى بن المستفاد، عن أبي
الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام)، عن أبيه عليه‏السلام، قال: قال عليّ بن أبي طالب عليه‏السلام: كان
في الوصيّة أن يدفع إلي عليّ الحنوط، فدعاه رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم قبل وفاته بقليل،
فقال: يا عليّ! ويا فاطمة! هذا حنوطي من الجنّة، دفعه إليّ جبرئيل، وهو يقرئكم
السلام، ويقول لكما: اقسماه واعزلا منه لي ولكما.

فقالت (فاطمة: يا أبتاه! لك)[440] ثلثه، وليكن الناظر في الباقي عليّ بن
أبي طالب عليه‏السلام، فبكى رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم وضمّها إليه، فقال: موفّقة رشيدة مهديّة
ملهمة، يا عليّ! قل في الباقي، قال: نصف ما بقي لها، والنصف لمن ترى، يا رسول اللّه!

قال: هو لك فاقبضه[441].

(3788) 66 ـ السيّد ابن طاووس رحمه‏الله: (بإسناده إلى عيسى بن المستفاد قال:
حدّثني  موسى بن جعفر عليهماالسلام)، عن أبيه عليه‏السلام، قال: قال عليّ عليه‏السلام: غسّلت رسول
اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم أنا وحدي، وهو في قميصه فذهبت أنزع عنه القميص، فقال جبرئيل: يا
عليّ! لا تجرّد أخاك من قميصه، فإنّ اللّه لم يجرّده، وتأيد في الغسل فأنا أشاركك في
ابن عمّك بأمر اللّه، فغسلته بالروح والريحان والرحمة، والملائكة الكرام الأبرار
الأخيار تشير لي وتمسك، وأكلّم ساعة بعد ساعة، ولا أقلّب منه عضوا إلاّ قلّب لي،
فلمّا فرغت من غسله وكفنه وضعته على سريره وخرجت كما أمرت.

فاجتمع له الملائكة ماسد الخافقين، فصلّى عليه ربّه والملائكة الكرام المقرّبون
وحملة عرشه الكريم، وما سبّح اللّه ربّ العالمين.

وأنفذت جميع ما أمرت، ثمّ واريته في قبره، فسمعت صارخا يصرخ من خلفي:
يا آل تيم! ويا آل عدي! يا أميّة! وخلافهم أئمّة يدعون إلى النار، ويوم القيامة لا
ينصرون، اصبروا آل محمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم تؤجروا، ولاتحزنوا فتوزدوا، « مَن كَانَ يُرِيدُ
حَرْثَ الْأَخِرَةِ نَزِدْ لَهُو فِى حَرْثِهِى وَ مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِى مِنْهَا وَ مَا لَهُو
فِى الْأَخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ
»[442]،[443].

(3789) 67 ـ السيّد ابن طاووس رحمه‏الله: حدّث أبو المفضّل محمّد بن عبد اللّه رحمه‏الله
قال: كتب إليّ محمّد بن محمّد الأشعث الكوفيّ من مصر، يقول: حدّثنا موسى بن

إسماعيل بن موسى بن جعفر، قال: حدّثنا أبي، عن أبيه، عن عليّ عليهم‏السلام: أنّ
فاطمة عليهاالسلامشكت إلى رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم الأَرَق[444] فقال: قولي يا بنيّة! «يا مشبع
البطون الجائعة! ويا كاسي الجسوم العارية! ويا مسكّن العروق الضاربة!
ويا منوّم العيون الساهرة! سكّن عروقي الضاربة، وأذَن لعيني نوما عاجلاً».

قال: فقالته: فذهب عنها ما كانت تجده[445].

68 ـ السيّد ابن طاووس رحمه‏الله: ...  عبد اللّه بن مالك الخُزاعيّ، قال: دعاني
هارون الرشيد، فقال (يا)[446] عبد اللّه: كيف أنت وموضع السرّ منك؟

فقلت: يا أمير المؤمنين! ما أنا إلاّ عبد من عبيدك، فقال: امض إلى تلك الحجرة،
وخذ مَن فيها، واحتفظ به إلى أن أسألك عنه.

فقال: دخلت فوجدت موسى بن جعفر عليهماالسلام، فلمّا رآني سلّمت عليه، وحملته
على دابّتي إلى منزلي، فأدخلته داري، وجعلته مع حرمي، وأقفلت عليه ... ومضت
الأيّام، فلم أشعر إلاّ برسول الرشيد، يقول: أجب أمير المؤمنين، فنهضت ودخلت
عليه ...  ]فقال:] أرسلت إليك فامض فيما أمرتك به، ولا تظهره إلى أحد فأقتلك،
فانظر لنفسك.

قال: فرجعت إلى منزلي، وفتحت الحجرة، ودخلت على موسى بن جعفر،
فوجدته قد نام في سجوده، فجلست حتّى استيقظ ورفع رأسه، وقال: يا عبد اللّه!

أفعلت ما أمرت به؟

فقلت له: يا مولاي! سألتك باللّه، وبحقّ جدّك رسول اللّه! هل دعوت اللّه عزّ
وجلّ في يومك هذا بالفرج؟

فقال: أجل، إنّي صلّيت المفروضة، وسجدت وغفوت في سجودي، فرأيت
رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، فقال: يا موسى! أتحبّ أن تطلق؟

فقلت: نعم، يا رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم!.

فقال: ادع بهذا الدعاء: «يا سابغ النعم، يا دافع النقم، يا بارئ النسم،
يا مجلّي الهمم، يا مغشّي الظلم، يا كاشف الضرّ والألم، يا ذا الجود والكرم،
ويا سامع كلّ صوت، يا مدرك كلّ فوت، يا محيي العظام وهي رميم،
ومنشئها بعد الموت صلّ على محمّد وآل محمّد، واجعل لي من أمري فرجا
ومخرجا، يا ذا الجلال والإكرام»،
فلقد دعوت به ورسول اللّه يلقّننيه حتّى سمعته
يقول: قد استجاب اللّه فيك ... [447].

(3790) 69 ـ السيّد شرف الدين الأستراباديّ رحمه‏الله: قال محمّد بن العبّاس ـ  رحمه‏اللهـ:
حدّثنا محمّد بن سهل العطّار، عن عمر بن عبد الجبّار، عن أبيه، عن عليّ بن جعفر،
عن أخيه موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جدّه عن عليّ بن الحسين [عن أبيه] عن
جدّه، عن أمير المؤمنين عليهم‏السلام، قال: قال لي رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: يا عليّ! ما بين من
يحبّك وبين أن يرى ما تقرّ [به] عيناه إلاّ أن يعاين الموت.

ثمّ تلا: «رَبَّنَآ أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَــلِحًا غَيْرَ الَّذِى كُنَّا نَعْمَلُ»، يعني أنّ أعداءه
إذا أدخلوا النار قالوا: «رَبَّنَآ أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَــلِحًا »في ولاية عليّ عليه‏السلام «غَيْرَ

الَّذِى كُنَّا نَعْمَلُ
» في عداوته.

فيقال لهم في الجواب «أَوَ لَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَ جَآءَكُمُ النَّذِيرُ»
وهو النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم«فَذُوقُواْ فَمَا لِلظَّــلِمِينَ » لآل محمّد « مِن نَّصِيرٍ »[448]، ينصرهم
ولا ينجيهم منه[449]، ولا يحجبهم عنه[450].

(3791) 70 ـ الحاكم الحسكانيّ رحمه‏الله: أخبرنا الحاكم الوالد، عن أبي حفص [بن
شاهين قال:] حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد الهمدانيّ، حدّثنا الحسين بن عليّ بن
الحسن بن عليّ بن عمر بن عليّ بن الحسين، حدّثنا أبي، عن عليّ بن جعفر، عن
أخيه، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ عليهم‏السلام، قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: [في قوله
تعالى]: «وَصَالِحَ الْمُؤْمِنينَ».

قال: صالح المؤمنين [ هو] عليّ بن أبي طالب عليه‏السلام[451].

(3792) 71 ـ الخوارزميّ رحمه‏الله: أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد أبو الحسن عليّ بن
أحمد العاصميّ، ّخبرنا شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد البيهقيّ، أخبرنا والدي شسخ
السنّة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقيّ، حدّثنا أبو عبد اللّه الحافظ، حدّثني أحمد عن
بن عبيد الأسديّ ـ بهمدان ـ، حدّثني إبراهيم بن الحسين، حدّثني إسماعيل بن أبي
أويس، حدّثني موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ، عن أبيه، عن عليّ عليه‏السلام: أنّ فاطمة
لمّا توفّي رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم كانت تقول:


وا أبتاه! من ربّه ما أدناه، وا أبتاه! جنان الخلد مثواه، وا أبتاه! يكرمه ربّه إذا أتاه،
يا أبتاه! الربّ والرسل تسلّم عليه حين تلقاه.

ولمّا ماتت فاطمة عليهاالسلامقال عليّ بن أبي طالب (صلوات اللّه عليه) يرثيها:


لكلّ اجتماع من خليلين فرقة

 وكلّ الذي دون الفراق قليل


وإنّ افتقادي فاطمة بعد أحمد

 دليل على أن لا يدوم خليل



وذكر الحاكم: أنّ فاطمة عليهاالسلام لمّا ماتت، أنشأ عليّ عليه‏السلام، يقول:


نفسي على زفراتها محبوسة

 يا ليتها حرجت مع الزفرات


لا خير بعدك في الحياة وإمّا

 أبكي مخافة أن تطول حياتي[452]



(3793) 72 ـ القندوزيّ الحنفيّ رحمه‏الله: عن حصين بن مخارق، عن موسى بن جعفر،
عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليهم‏السلام، قال: العروة الوثقى، المودّة لآل
محمّد عليهم‏السلام[453].

(3794) 73 ـ البلاذريّ رحمه‏الله: روي عن موسى بن جعفر، عن آبائه عليهم‏السلام:

أنّ عليّا عليه‏السلام قال: لا خير في الصمت، عن الحكم، كما أنّه لا خير في القول بالجهل.

قال: وكان يقول: الفرص تمرّ مرّ السحاب فانتهزوا فرص الخير.

قال: وكان يقول: قيمة كلّ إنسان علمه[454].

 


(ب) ـ ما رواه عن فاطمة عليهاالسلام:

1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ...  عيسى بن المستفاد أبي موسى الضرير،
قال: حدّثني موسى بن جعفر عليهما السلام، قال:

قلت لأبي عبد اللّه عليه‏السلام: أليس كان أمير المؤمنين عليه‏السلام كاتب الوصيّة،
ورسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلمالمملي عليه، وجبرئيل والملائكة المقرّبون عليهم‏السلامشهود؟

قال: فأطرق طويلاً، ثمّ قال: يا أبا الحسن! قد كان ما قلت ...

فقلت لأبي الحسن عليه‏السلام: بأبي أنت وأُمّي! ألا تذكر ما كان في الوصيّة؟

فقال: سنن اللّه، وسنن رسوله ...

فقلت: أكان في الوصيّة توثّبهم وخلافهم على أمير المؤمنين عليه‏السلام؟

فقال: نعم، واللّه! ...

لقد قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم لأمير المؤمنين وفاطمة عليهماالسلام: أليس قد فهمتما ما
تقدّمت به إليكما وقبلتماه؟

فقالا: بلى، وصبرنا على ما ساءنا وغاظنا ... [455].

2 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ...  عن عليّ بن أسباط، قال: لمّا ورد
أبو الحسن موسى عليه‏السلامعلى المهديّ رآه يردّ المظالم.

فقال: يا أمير المؤمنين! ما بال مظلمتنا لا تردّ؟

فقال له: وما ذاك يا أبا الحسن؟

قال: إنّ اللّه تبارك وتعالى لمّا فتح على نبيّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم فدك، وما والاها لم يوجف
عليه بخيل ولا ركاب، فأنزل اللّه على نبيّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: «وَ ءَاتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُو» فلم

يدر رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم من هم، فراجع في ذلك جبرئيل، وراجع جبرئيل عليه‏السلامربّه،
فأوحى اللّه إليه: أن ادفع فدك إلى فاطمة عليهاالسلام.

فدعاها رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، فقال لها: يا فاطمة! إنّ اللّه أمرني أن أدفع إليك فدك.

فقالت: قد قبلت يا رسول اللّه! من اللّه ومنك، فلم يزل وكلاؤها فيها حياة رسول
اللّه
صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، فلمّا ولّي أبو بكر أخرج عنها وكلاءها، فأتته، فسألته أن يردّها عليها؟

فقال لها: ائتيني بأسود أو أحمر يشهد لك بذلك، فجاءت بأمير المؤمنين عليه‏السلاموأُمّ
أيمن، فشهدا لها، فكتب لها: بترك التعرّض، فخرجت والكتاب معها، فلقيها عمر،
فقال: ما هذا معك؟ يا بنت محمّد!

قالت: كتاب كتبه لي ابن أبي قحافة.

قال: أرينيه، فأبت، فانتزعه من يدها ونظر فيه، ثمّ تفل فيه ومحاه و خرقه، فقال
لها: هذا لم يوجف عليه أبوك بخيل ولا ركاب، فضعيالحبال في رقابنا ... [456].

(3795) 3 ـ أبو جعفر الطبريّ رحمه‏الله: وحدّثني القاضي أبو الفرج المعافي، قال: حدّثنا
إسحاق بن محمّد، قال: حدّثنا أحمد بن الحسن، قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن
إبراهيم [ بن موسى
]بن جعفر بن محمّد، عن عمّي أبيه: الحسين وعليّ ابني موسى،
عن أبيه، عن جعفر، عن أبيه محمّد، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن الحسين بن
عليّ عليهم‏السلام، قال: حدّثتني فاطمة بنت رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم قالت: قال لي رسول
اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: ألا أبشّرك؟!

إذا أراد اللّه أن يتحف زوجة وليّه بعث إليك، تبعثين إليها من حليّك[457].


 

ما رواه عن الحسنين عليهماالسلام:

1 ـ الراونديّ رحمه‏الله: ...  يعقوب بن جعفر بن إبراهيم الجعفريّ، عن
أبي إبراهيم عليه‏السلام، قال: خرج الحسن والحسين عليهماالسلام حتّى أتيا نخل العجوة للخلاء،
فهويا إلى مكان ...  فلمّا قضيا حاجتهما ذهب الجدار وارتفع من موضعه، وصار في
الموضع عين ماء، وإجّانتان، فتوضّئا وقضيا ما أرادا.

ثمّ انطلقا حتّى صارا في بعض الطريق عرض لهما رجل فظّ غليظ، فقال لهما: [ما
خفتما عدوّكما!] من أين جئتما؟

فقالا: إنّنا جئنا من الخلاء، فهمّ بهما فسمعوا صوتا يقول: يا شيطان! أتريد أن
تناوي ابني محمّد عليهم‏السلام، وقد علمت بالأمس [ما فعلت ] وناويت أُمّهما، وأحدثت في
دين اللّه، وسلكت غير الطريق.

وأغلظ له الحسين عليه‏السلام أيضا، فهوى بيده ليضرب بها وجه الحسين عليه‏السلامفأيبسها
اللّه من عند منكبه، فأهوى باليسرى، ففعل اللّه به مثل ذلك.

ثمّ قال: أسألكما بحقّ جدّكما وأبيكما لمّا دعوتما اللّه أن يطلقني.

فقال الحسين عليه‏السلام: «اللّهم أطلقه واجعل له في هذا عبرة، واجعل ذلك عليه
حجّة».

[فأطلق اللّه يده ] فانطلق قدّامهما حتّى أتى عليّا عليه‏السلام وأقبل عليه بالخصومة،
فقال: أين دسستهما - وكأنّ هذا كان بعد يوم السقيفة بقليل - فقال عليّ عليه‏السلام: ما
خرجا إلاّ للخلاء، وجذب رجل منهم عليّا حتّى شقّ رداءه.

فقال الحسين عليه‏السلام للرجل: لا أخرجك اللّه من الدنيا حتّى تبتلي بالدياثة في
أهلك وولدك، وقد كان الرجل يقود ابنته إلى رجل من العراق.


فلمّا خرجا إلى منزلهما قال الحسين للحسن عليهماالسلام: سمعت جدّي يقول: إنّما مثلكما
مثل يونس، إذ أخرجه اللّه من بطن الحوت، وألقاه بظهر الأرض، وأنبت عليه
شجرة من يقطين[458]، وأخرج له عينا من تحتها، فكان يأكل من اليقطين ويشرب من
ماء العين.

وسمعت جدّي يقول: أمّا العين فلكم، وأمّا اليقطين فأنتم عنه أغنياء وقد قال اللّه
في يونس: «وَ أَرْسَلْنَـهُ إِلَى مِاْئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ * فَـٔامَنُواْ فَمَتَّعْنَـهُمْ إِلَى
حِينٍ
»[459] ولسنا نحتاج إلى اليقطين، ولكن علم اللّه حاجتنا إلى العين، فأخرجها لنا،
وسنرسل إلى أكثر من ذلك فيكفرون ويمتّعون إلى حين. فقال الحسن عليه‏السلام: قد سمعت
هذا[460].

 

(ج) ـ ما رواه عن الإمام الحسن المجتبى عليهماالسلام

1 ـ ابن شعبة الحرّانيّ رحمه‏الله: وروي عن الإمام الكاظم عليه‏السلام ... 

وقال الحسن بن عليّ عليهماالسلام إذا طلبتم الحوائج فاطلبوها من أهلها.

قيل: يا ابن رسول اللّه! ومن أهلها؟

قال عليه‏السلام: الذين قصّ اللّه في كتابه وذكرهم، فقال: «إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ
الْأَلْبَـبِ
».

قال عليه‏السلام: هم أولوا العقول ... [461].


(3796) 2 ـ السيّد ابن طاووس  رحمه‏الله: روى محمّد بن أبي قرّة في كتاب عمل شهر
رمضان تغمّده اللّه بالرضوان بإسناده إلى مولانا موسى بن جعفر، عن أبيه،  عن
جدّه، عن الحسن بن عليّ عليهم‏السلام: إنّ لكلّ صائم عند فطوره دعوة  مستجابة، فإذا كان
أوّل لقمة، فقل:« بسم اللّه، اللّهمّ يا واسع المغفرة اغفر لي».

وفي رواية أخرى: «بسم اللّه الرحمن الرحيم، يا واسع المغفرة اغفر لي».

فإنّه من قالها عند إفطاره غفر له[462].

(3797) 3 ـ المحدّث النوريّ رحمه‏الله: جامع الأخبار:، عن عليّ بن موسى
الرضا عليهماالسلام، بإسناده، عن الحسن بن عليّ عليهماالسلام، قال: رأيت في المنام عيسى بن
مريم عليه‏السلام، قلت: يا روح اللّه! إنّي أريد أن أنقش على خاتمي، فماذا أنقش عليه؟

قال عليه‏السلام: أنقش عليه: (لا إله إلاّ اللّه الملك الحقّ المبين)، فإنّه يذهب الهمّ والغمّ.

ورواه أبو سعيد الدينوريّ في كتاب التعبير، قال: أخبرنا الشريف أبو القاسم
جعفر بن محمّد بمصر، قال: حدّثنا حمزة بن محمّد الكنانيّ، قال: أخبرنا أبو القاسم
عيسى بن سليمان البغداديّ، قال: حدّثنا موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جدّه عليهم‏السلام،
قال: قال الحسن بن عليّ عليهماالسلام، وذكر مثله[463].

 

(د) ـ ما رواه عن الإمام الحسين بن عليّ عليهم‏السلام

(3798) 1 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: حدّثنا عليّ بن أحمد الدقّاق رحمه‏الله، قال: حدّثنا

محمّد بن هارون الصوفيّ، عن عبيد اللّه بن موسى الزويانيّ، عن عبد العظيم بن عبد
اللّه الحسنيّ، عن سليمان بن جعفر الجعفريّ، قال: سمعت موسى بن جعفر عليهماالسلام يقول:
حدّثني أبي، عن أبيه، عن سيّد العابدين عليّ بن الحسين، عن سيّد الشهداء الحسين
بن عليّ بن أبي طالب عليهم‏السلام، قال: مرّ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‏السلام برجل
يتكلّم بفضول الكلام، فوقف عليه، ثمّ قال: إنّك تملي على حافظيك كتابا إلى ربّك،
فتكلّم بما يعنيك، ودع ما لا يعنيك[464].

(3799) 2 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عبدالرحمن المقرئ
الحاكم، قال: حدّثنا أبو عمرو محمّد بن جعفر المقرئ الجرجانيّ، قال: حدّثنا أبو بكر
محمّد بن الحسن الموصليّ ببغداد، قال: حدّثنا محمّد بن عاصم الطريفيّ، قال: حدّثنا
أبو زيد عيّاش بن يزيد بن الحسن بن عليّ الكحّال مولى زيد بن عليّ، قال: أخبرني
أبي، يزيد بن الحسن، قال: حدّثني موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه
محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم‏السلام،
قال: جاء يهوديّ إلى النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلموعنده أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‏السلام،
فقال له: ما الفائدة في حروف الهجاء؟

فقال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم لعليّ عليه‏السلام: أجبه، وقال: «اللّهمّ وفّقه وسدّده»، فقال
عليّ بن أبي طالب عليه‏السلام: ما من حرف إلاّ وهو اسم من أسماء اللّه عزّ وجلّ، ثمّ قال:
أمّا الألف فاللّه لا إله إلاّ هو الحيّ القيّوم.

وأمّا الباء فالباقي بعد فناء خلقه.


وأمّا التاء فالتوّاب يقبل التوبة عن عباده.

وأمّا الثاء فالثابت الكائن «يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِى
الْحَيَوةِ الدُّنْيَا
»[465] - الآية ـ.

وأمّا الجيم فجلّ ثناؤه وتقدّست أسماؤه.

وأمّا الحاء فحقّ حيّ حليم.

وأمّا الخاء فخبير بما يعمل العباد.

وأمّا الدال فديّان يوم الدين.

وأمّا الذال فذو الجلال والإكرام.

وأمّا الراء فرؤوف بعباده.

وأمّا الزاي فزين المعبودين.

وأمّا السين فالسميع البصير.

وأمّا الشين فالشاكر لعباده المؤمنين.

وأمّا الصاد فصادق في وعده ووعيده.

وأمّا الضاد فالضارّ النافع.

وأمّا الطاء فالطاهر المطهّر.

وأمّا الظاء فالظاهر المظهر لآياته.

وأمّا العين فعالم بعباده.

وأمّا الغين فغياث المستغيثين من جميع خلقه.

وأمّا الفاء ففالق الحبّ والنوى.

وأمّا القاف فقادر على جميع خلقه.


وأمّا الكاف فالكافي الذي لم يكن له كفوا أحد، ولم يلد ولم يولد.

وأمّا اللام فلطيف بعباده.

وأمّا الميم فمالك الملك.

وأمّا النون فنور السماوات من نور عرشه.

وأمّا الواو فواحد أحد صمد لم يلد ولم يولد.

وأمّا الهاء فهاد لخلقه.

وأمّا اللام فلا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له.

وأمّا الياء فيد اللّه باسطة على خلقه.

فقال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: هذا هو القول الذي رضي اللّه عزّ وجلّ لنفسه من جميع
خلقه، فأسلم اليهوديّ[466].

(3800) 3 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عبد الرحمن المروزيّ
الحاكم المقرئ، قال: حدّثنا أبو عمرو محمّد بن جعفر المقرئ الجرجانيّ، قال: حدّثنا
أبو بكر محمّد بن الحسن الموصليّ ببغداد، قال: حدّثنا محمّد بن عاصم الطريفيّ، قال:
حدّثنا أبو زيد عيّاش بن يزيد بن الحسن بن عليّ الكحّال مولى زيد بن عليّ، قال:
أخبرني أبي، يزيد بن الحسن، قال: حدّثني موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد،
عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ بن أبي
طالب عليهم‏السلام، قال: كنّا جلوسا في المسجد إذا صعد[467] المؤذّن المنارة، فقال: اللّه أكبر
اللّه أكبر، فبكى أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‏السلام وبكينا ببكائه، فلمّا فرغ

المؤذّن، قال: أ تدرون ما يقول المؤذّن؟

قلنا: اللّه ورسوله ووصيّه أعلم، فقال: لو تعلمون ما يقول لضحكتم قليلاً
ولبكيتم كثيرا، فلقوله: «اللّه أكبر» معان كثيرة: منها أنّ قول المؤذّن: «اللّه أكبر» يقع
على قدمه وأزليّته وأبديّته وعلمه وقوّته وقدرته وحلمه وكرمه وجوده وعطائه
وكبريائه، فإذا قال المؤذّن «اللّه أكبر» فإنّه يقول: اللّه الذي له الخلق والأمر،
وبمشيّته كان الخلق، ومنه كان كلّ شيء للخلق، وإليه يرجع الخلق، وهو الأوّل قبل
كلّ شيء لم يزل، والآخر بعد كلّ شيء لا يزال، والظاهر فوق كلّ شيء لا يدرك،
والباطن دون كلّ شيء لا يحدّ، فهو الباقي وكلّ شيء دونه فان.

والمعنى الثاني «اللّه أكبر» أي العليم الخبير علم ما كان وما يكون قبل أن يكون.

والثالث «اللّه أكبر» أي القادر على كلّ شيء، يقدر على ما يشاء، القويّ لقدرته،
المقتدر على خلقه، القويّ لذاته، قدرته قائمة على الأشياء كلّها، إذا قضى أمرا فإنّما
يقول له كن فيكون.

والرابع: «اللّه أكبر» على معنى حلمه وكرمه يحلم كأنّه لا يعلم، ويصفح كأنّه لا
يرى، ويستر كأنّه لا يعصى، لا يعجل بالعقوبة كرما وصفحا وحلما.

والوجه الآخر في معنى «اللّه أكبر» أي الجواد جزيل العطاء كريم الفعال.

والوجه الآخر «اللّه أكبر» فيه نفي كيفيّته كأنّه يقول: اللّه أجلّ من أن يدرك
الواصفون قدر صفته التي هو موصوف بها، وإنّما يصفه الواصفون على قدرهم، لا
على قدر عظمته وجلاله، تعالى اللّه عن أن يدرك الواصفون صفته علوّا كبيرا.

والوجه الآخر «اللّه أكبر» كأنّه يقول: اللّه أعلى وأجلّ وهو الغنيّ عن عباده، لا
حاجة به إلى أعمال خلقه.

وأمّا قوله: «أشهد أن لا إله إلاّ اللّه» فإعلام بأنّ الشهادة لا تجوز إلاّ بمعرفة من
القلب، كأنّه يقول: إعلم أنّه لا معبود إلاّ اللّه عزّ وجلّ، وأنّ كلّ معبود باطل سوى

اللّه عزّ وجلّ، وأقرّ بلساني بما في قلبي من العلم بأنّه لا إله إلاّ اللّه، وأشهد أنّه لا
ملجأ من اللّه إلاّ إليه، ولا منجى من شرّ كلّ ذي شرّ، وفتنة كلّ ذي فتنة إلاّ باللّه.

وفي المرّة الثانية «أشهد أن لا إله إلاّ اللّه» معناه أشهد أن لا هادي إلاّ اللّه، ولا
دليل لي إلاّ اللّه، وأشهد اللّه بأنّي أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، وأشهد سكّان السماوات
وسكّان الأرضين، وما فيهنّ من الملائكة والناس أجمعين، وما فيهنّ من الجبال
والأشجار والدوابّ والوحوش وكلّ رطب ويابس بأنّي أشهد أن لا خالق إلاّ اللّه،
ولا رازق ولا معبود ولا ضارّ ولا نافع ولا قابض ولا باسط ولا معطي ولا مانع ولا
دافع ولا ناصح ولا كافي ولا شافي ولا مقدّم ولا مؤخّر إلاّ اللّه، له الخلق والأمر،
وبيده الخير كلّه، تبارك اللّه ربّ العالمين.

وأمّا قوله: «أشهد أنّ محمّدا رسول اللّه» يقول: أشهد اللّه أنّي أشهد أن لا إله إلاّ
هو، وأنّ محمّدا عبده ورسوله ونبيّه وصفيّه ونجيّه، أرسله إلى كافّة الناس أجمعين
بالهدى ودين الحقّ ليظهره على الدين كلّه ولو كره المشركون، وأشهد من في
السماوات والأرض من النبيّين والمرسلين والملائكة والناس أجمعين أنّي أشهد أنّ
محمّدا صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم سيّد الأوّلين والآخرين.

وفي المرّة الثانية «أشهد أنّ محمّدا رسول اللّه» يقول: أشهد أن لا حاجة لأحد إلى
أحد إلاّ إلى اللّه الواحد القهّار مفتقرة إليه سبحانه، وأنّه الغنيّ عن عباده والخلائق
أجمعين، وأنّه أرسل محمّدا إلى الناس بشيرا ونذيرا وداعيا إلى اللّه بإذنه وسراجا
منيرا، فمن أنكره وجحده ولم يؤمن به أدخله اللّه عزّ وجلّ نار جهنّم خالدا مخلّدا لا
ينفكّ عنها أبدا.

وأمّا قوله: «حيّ على الصلاة» أي هلمّوا إلى خير أعمالكم ودعوة ربّكم،
وسارعوا إلى مغفرة من ربّكم، وإطفاء ناركم التي أوقدتموها على ظهوركم، وفكاك
رقابكم التي رهنتموها بذنوبكم ليكفّر اللّه عنكم سيّئاتكم، ويغفر لكم ذنوبكم،

ويبدّل سيّئاتكم حسنات، فإنّه ملك كريم ذو الفضل العظيم، وقد أذن لنا معاشر
المسلمين بالدخول في خدمته، والتقدّم إلى بين يديه.

وفي المرّة الثانية «حيّ على الصلاة» أي قوموا إلى مناجاة ربّكم، وعرض
حاجاتكم على ربّكم، وتوسّلوا إليه بكلامه، وتشفّعوا به، وأكثروا الذكر والقنوت
والركوع والسجود والخضوع والخشوع، وارفعوا إليه حوائجكم، فقد أذن لنا في
ذلك.

وأمّا قوله: «حيّ على الفلاح» فإنّه يقول: أقبلوا إلى بقاء لا فناء معه ونجاة لا
هلاك معها، وتعالوا إلى حياة لا موت معها، وإلى نعيم لا نفاد له، وإلى ملك لا زوال
عنه، وإلى سرور لا حزن معه، وإلى أنس لا وحشة معه، وإلى نور لا ظلمة معه، وإلى
سعة لا ضيق معها، وإلى بهجة لا انقطاع لها، وإلى غني لا فاقة معه، وإلى صحّة لا
سقم معها، وإلى عزّ لا ذلّ معه، وإلى قوّة لا ضعف معها، وإلى كرامة يا لها من كرامة،
وعجّلوا إلى سرور الدنيا والعقبى ونجاة الآخرة والأولى.
وفي المرّة الثانية «حي على الفلاح » فإنّه يقول: سابقوا إلى ما دعوتكم إليه، وإلى
جزيل الكرامة، وعظيم المنّة، وسنيّ النعمة، والفوز العظيم، ونعيم الأبد في جوار
محمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم في مقعد صدق عند مليك مقتدر.

وأمّا قوله: «اللّه أكبر» فإنّه يقول: اللّه أعلى وأجلّ من أن يعلم أحد من خلقه ما
عنده من الكرامة لعبد أجابه وأطاعه وأطاع ولاة أمره، وعرفه وعبده واشتغل به
وبذكره وأحبّه وأنس به واطمأنّ إليه ووثق به وخافه ورجاه واشتاق إليه ووافقه في
حكمه وقضائه ورضي به.

وفي المرّة الثانية «اللّه أكبر» فإنّه يقول: اللّه أكبر وأعلى وأجلّ من أن يعلم أحد
مبلغ كرامته لأوليائه وعقوبته لأعدائه، ومبلغ عفوه وغفرانه ونعمته لمن أجابه
وأجاب رسوله، ومبلغ عذابه ونكاله وهوانه لمن أنكره وجحده.


وأمّا قوله: «لا إله إلاّ اللّه» معناه: للّه الحجّة البالغة عليهم بالرسل والرسالة
والبيان والدعوة وهو أجلّ من أن يكون لأحد منهم عليه حجّة، فمن أجابه فله النور
والكرامة، ومن أنكره فإنّ اللّه غنيّ عن العالمين، وهو أسرع الحاسبين، ومعنى «قد
قامت الصلاة» في الإقامة أي حان وقت الزيارة والمناجاة وقضاء الحوائج ودرك
المنى والوصول إلى اللّه عزّ وجلّ، وإلى كرامته وغفرانه وعفوه ورضوانه[468].

(3801) 4 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: أبي رحمه‏الله، قال: حدّثني الحسن بن عليّ القاقوليّ،
عن أحمد بن هارون العطّار، عن زياد القنديّ، عن موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر
بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن
عليّ عليهم‏السلام، قال: لمّا خلق اللّه عزّ وجلّ موسى بن عمران كلّمه على طور سيناء، ثمّ
أطلع على الأرض إطّلاعة، فخلق من نور وجهه العقيق، ثمّ قال: آليت بنفسي على
نفسي أن لا أعذّب كفّ لابسه إذا تولّى عليّا بالنار[469].

(3802) 5 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: روى لي محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رضى‏الله‏عنه، عن
أحمد بن محمّد بن سعيد الهمدانيّ، قال: حدّثني الحسن بن القاسم قراءة، قال: حدّثنا
عليّ بن إبراهيم بن المعلّى، قال: حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن خالد، قال: حدّثنا عبد
اللّه بن بكر المراديّ، عن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ بن الحسين،

عن أبيه عليهم‏السلام، قال: بينا أمير المؤمنين عليه‏السلامذات يوم جالس مع أصحابه، يعبئهم
للحرب، إذ أتاه شيخ عليه شحبة السفر، فقال: أين أمير المؤمنين؟

فقيل: هو ذا هو، فسلّم عليه، ثمّ قال: يا أمير المؤمنين! إنّي أتيتك من ناحية
الشام، وأنا شيخ كبير قد سمعت فيك من الفضل ما لا أحصي، وإنّي أظنك ستغتال،
فعلمني ممّا علّمك اللّه؟

قال: نعم، يا شيخ ! من اعتدل يوماه فهو مغبون، ومن كانت الدنيا همّته اشتدّت
حسرته عند فراقها، ومن كان غده شرّ يوميه فهو محروم، ومن لم يبال بما رزي من
آخرته إذا سلمت له دنياه فهو هالك، ومن لم يتعاهد النقص من نفسه غلب عليه
الهوى، ومن كان في نقص فالموت خير له.

يا شيخ ! ارض للناس ما ترضى لنفسك، وائت إلى الناس ما تحبّ أن يؤتى إليك،
ثمّ أقبل  على أصحابه، فقال: أيّها الناس! أما ترون إلى أهل الدنيا يمسون ويصبحون
على أحوال شتّى، فبين صريع يتلوّى، وبين عائد ومعود، وآخر بنفسه يجود، وآخر
لا يرجى، وآخر مسجّى، وطالب الدنيا والموت يطلبه، وغافل وليس بمغفول عنه،
وعلى إثر الماضي يصير الباقي.

فقال له زيد بن صوحان العبديّ: يا أمير المؤمنين! أيّ سلطان أغلب وأقوى؟

قال: الهوى، قال: فأيّ ذلّ أذلّ؟

قال: الحرص على الدنيا، قال: فأيّ فقر أشدّ؟

قال: الكفر بعد الإيمان، قال: فأيّ دعوة أضلّ؟

قال: الداعي بما لا يكون، قال: فأيّ عمل أفضل؟

قال: التقوى، قال: فأيّ عمل أنجح؟

قال: طلب ما عند اللّه عزّ وجلّ، قال: فأيّ صاحب لك شرّ؟

قال: المزيّن لك معصية اللّه عزّ وجلّ، قال: فأيّ الخلق أشقى؟


قال: من باع دينه بدنيا غيره، قال: فأيّ الخلق أقوى؟

قال: الحليم، قال: فأيّ الناس أكيس؟

قال: من أبصر رشده من غبّه، فمال إلى رشده، قال: فمن أحلم الناس؟

قال: الذي لا يغضب، قال: فأيّ الناس أثبت رأيا؟

قال: من لم يغرّه الناس من نفسه، ولم تغرّه الدنيا بتشوقها.

قال: فأيّ الناس أحمق؟

قال: المغترّ بالدنيا، وهو يرى ما فيها من تقلّب أحوالها.

قال: فأيّ الناس أشدّ حسرة؟

قال: الذي حرم الدنيا والآخرة، «ذَ لِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ »[470].

قال: فأيّ الخلق أعمى؟

قال: الذي عمل لغير اللّه، يطلب بعمله الثواب من عند اللّه عزّ وجلّ.

قال: فأيّ القنوع أفضل؟

قال: القانع بما أعطاه اللّه عزّ وجلّ، قال: فأيّ المصائب أشدّ؟

قال: المصيبة بالدين، قال: فأيّ الأعمال أحبّ إلى اللّه عزّ وجلّ؟

قال: إنتظار الفرج، قال: فأيّ الناس خير عند اللّه؟

قال: أخوفهم للّه، وأعملهم بالتقوى، وأزهدهم في الدنيا.

قال: فأيّ الكلام أفضل عند اللّه عزّ وجلّ؟

قال: كثرة ذكره، والتضرّع إليه بالدعاء، قال: فأيّ القول أصدق؟

قال: شهادة أن لا إله إلاّ اللّه، قال: فأيّ الأعمال أعظم عند اللّه عزّ وجلّ؟

قال: التسليم والورع، قال: فأيّ الناس أصدق؟


قال: من صدق في المواطن.

ثمّ أقبل عليه‏السلام على الشيخ، فقال: يا شيخ ! إنّ اللّه عزّ وجلّ خلق خلقا،  ضيّق
الدنيا عليهم نظرا لهم، فزهّدهم فيها وفي حطامها، فرغبوا في دار السلام التي دعاهم
إليها، وصبروا على ضيق المعيشة، وصبروا على المكروه، واشتاقوا إلى ما عند اللّه
عزّ وجلّ من الكرامة، فبذلوا أنفسهم ابتغاء رضوان اللّه.

وكانت خاتمة أعمالهم الشهادة، فلقوا اللّه عزّ وجلّ وهو عنهم راض، وعلموا أنّ
الموت سبيل من مضى ومن بقي، فتزوّدوا لآخرتهم غير الذهب  والفضة، ولبسوا
الخشن، وصبروا على البلوى، وقدّموا الفضل، وأحبّوا في اللّه، وأبغضوا في اللّه
عزّ وجلّ، أولئك المصابيح، وأهل النعيم في الآخرة، والسلام.

قال الشيخ: فأين أذهب وأدع الجنّة، وأنا أراها، وأرى أهلها معك، يا أمير
المؤمنين! جهّزني بقوّة أتقوّى بها على عدوّك.

فأعطاه أمير المؤمنين عليه‏السلامسلاحا وحمله، وكان في الحرب بين يدي أمير
المؤمنين عليه‏السلام يضرب قدما، وأمير المؤمنين عليه‏السلاميعجب ممّا يصنع.

فلمّا اشتدّ الحرب أقدم فرسه حتّى قتل رحمه‏الله، وأتبعه رجل من أصحاب أمير
المؤمنين عليه‏السلام، فوجده صريعا، ووجد دابّته، ووجد سيفه في ذراعه.

فلمّا انقضت الحرب أتى أمير المؤمنين عليه‏السلامبدابّته وسلاحه، وصلّى عليه أمير
المؤمنين عليه‏السلام، وقال: هذا واللّه! السعيد حقّا، فترحّموا على أخيكم[471].


(3803) 6 ـ أبو منصور الطبرسيّ رحمه‏الله: روي عن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن
آبائه عليهم‏السلام، عن الحسين بن عليّ عليهماالسلام، قال: إنّ يهوديّا من يهود الشام وأحبارهم
كان قد قرأ التوراة والإنجيل والزبور وصحف الأنبياء عليهم‏السلاموعرف دلائلهم جاء
إلى مجلس فيه أصحاب رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم وفيهم عليّ ابن أبي طالب وابن عبّاس
وابن مسعود وأبو سعيد الجهنيّ.

فقال: ياأُمّة محمّد! ـ  صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم ـ ما تركتم لنبيّ درجة ولا لمرسل فضيلة إلاّ نحلتموها
نبيّكم، فهل تجيبوني عمّا أسألكم عنه؟ فكاع القوم عنه.

فقال عليّ بن أبي طالب عليه‏السلام: نعم، ما أعطى اللّه عزّ وجلّ نبيّا درجة ولا مرسلاً
فضيلة إلاّ وقد جمعها لمحمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، وزاد محمّدا صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم على الأنبياء أضعافا
مضاعفة.

فقال له اليهوديّ: فهل أنت مجيبي؟

قال له: نعم، سأذكر لك اليوم من فضائل رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم ما يقرّ اللّه به أعين
المؤمنين، ويكون فيه إزالة لشكّ الشاكّين في فضائله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، إنّه كان إذا ذكر لنفسه
فضيلة قال: ولا فخر، وأنا أذكر لك فضائله غير مُزر[472] بالأنبياء ولا منتقص لهم،
ولكن شكرا للّه على ما أعطى محمّدا صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم مثل ما أعطاهم وما زاده اللّه وما فضّله
عليهم.

قال له اليهوديّ: إنّي أسألك فأعدّ له جوابا؟


قال له عليّ عليه‏السلام: هات.

قال اليهوديّ: هذا آدم عليه‏السلام أسجد اللّه له ملائكته، فهل فعل لمحمّد شيئا من هذا؟

فقال له عليّ عليه‏السلام: لقد كان كذلك، أسجد اللّه لآدم ملائكته فإنّ سجودهم له لم
يكن سجود طاعة، أنّهم عبدوا آدم من دون اللّه عزّ وجلّ، ولكن اعترافا بالفضيلة،
ورحمة من اللّه له، ومحمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم أعطي ما هو أفضل من هذا، إنّ اللّه عزّ وجلّ صلّى
عليه في جبروته والملائكة بأجمعها، وتعبّد المؤمنين بالصلاة عليه، فهذه زيادة له
يايهوديّ.

قال له اليهوديّ: فإنّ آدم عليه‏السلام تاب اللّه عليه بعد خطيئته.

قال له عليّ عليه‏السلام: لقد كان كذلك، ومحمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم نزل فيه ما هو أكبر من هذا من
غير ذنب أتى، قال اللّه عزّ وجلّ: «لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَمنبِكَ وَ مَا
تَأَخَّرَ
»[473]، إنّ محمّدا غير مواف يوم القيامة بوزر ولا مطلوب فيها بذنب.

قال اليهوديّ: فإنّ هذا إدريس عليه‏السلام رفعه اللّه عزّ وجلّ مكانا عليّا وأطعمه من
تحف الجنّة بعد وفاته.

قال له عليّ عليه‏السلام: لقد كان كذلك، ومحمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم أعطي ما هو أفضل من هذا،
إنّ‏اللّه جلّ ثناؤه قال فيه: «وَ رَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ»[474] فكفى بهذا من اللّه رفعة، ولئن
أطعم إدريس من تحف الجنّة بعد وفاته، فإنّ محمّدا عليه‏السلام أطعم في الدنيا في حياته، بينما
يتضوّرون جوعا، فأتاه جبرئيل عليه‏السلام بجام من الجنّة فيه تحفة، فهلّل الجام وهلّلت
التحفة في يده، وسبّحا وكبّرا وحمّدا، فناولها أهل بيته، ففعلت الجام مثل ذلك، فهمّ أن
يناولها بعض أصحابه، فتناولها جبرئيل عليه‏السلام وقال له: كلها فإنّها تحفة من الجنّة

أتحفك اللّه بها، وإنّها لا تصلح إلاّ لنبيّ أو وصيّ نبيّ فأكل منها صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم وأكلنا معه،
وإنّي لأجد حلاوتها ساعتي هذه.

قال له اليهوديّ: فهذا نوح عليه‏السلام صبر في ذات اللّه تعالى، وأعذر قومه إذ كذّب.

قال له عليّ عليه‏السلام: لقد كان كذلك، ومحمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم صبر في ذات اللّه عزّ وجلّ
وأعذر قومه إذ كذّب وشرّد، وحصب بالحصا، وعلاه أبو لهب بسلا ناقة وشاة،
فأوحى اللّه تبارك وتعالى إلى جائيل ملك الجبال: أن شقّ الجبال وانته إلى أمر
محمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، فأتاه فقال له: إنّي قد أمرت لك بالطاعة، فإن أمرت أن أطبق عليهم
الجبال فأهلكتهم بها.

قال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: إنّما بعثت رحمة، ربّ اهد أُمّتي، فإنّهم لا يعلمون.

ويحك، يا يهوديّ! إنّ نوحا لمّا شاهد غرق قومه رقّ عليهم رقّة القرابة، وأظهر
عليهم شفقة فقال: «رَبِّ إِنَّ ابْنِى مِنْ أَهْلِى».

فقال اللّه تعالى: «إِنَّهُو لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُو عَمَلٌ غَيْرُ صَــلِحٍ»[475] أراد جلّ
ذكره أن يسلّيه بذلك، ومحمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم لمّا غلبت عليه من قومه المعاندة شهر عليهم
سيف النقمة، ولم تدركه فيهم رقّة القرابة، ولم ينظر إليهم بعين رحمة.

قال له اليهوديّ: فإنّ نوحا دعا ربّه فهطلت السماء بماء منهمر.

قال له عليّ عليه‏السلام: لقد كان كذلك، وكانت دعوته دعوة غضب، ومحمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم
هطلت له السماء بماء منهمر رحمة، وذلك أنّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم لمّا هاجر إلى المدينة أتاه أهلها في
يوم جمعة فقالوا له: يا رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم! احتبس القطر، واصفرّ العود، وتهافت
الورق، فرفع يده المباركة حتّى رئي بياض إبطيه، وما ترى في السماء سحابة، فما برح
حتّى سقاهم اللّه، حتّى أنّ الشابّ المعجب بشبابه لتهمّه نفسه في الرجوع إلى منزله

فما يقدر على ذلك من شدّة السيل، فدام أسبوعا، فأتوه في الجمعة الثانية، فقالوا: يا
رسول اللّه! تهدّمت الجدر واحتبس الركب والسفر، فضحك صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم وقال: هذه
سرعة ملالة ابن آدم، ثمّ قال: «اللّهمّ حوالينا ولا علينا، اللّهمّ في أصول الشيح
ومراتع البقع»
فرئي حوالي المدينة المطر يقطر قطرا، وما يقع بالمدينة قطرة
لكرامته صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلمعلى اللّه عزّ وجلّ.

قال له اليهوديّ: فإنّ هذا هود قد انتصر اللّه من أعدائه بالريح، فهل فعل
لمحمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم شيئا من هذا؟

قال له عليّ عليه‏السلام: لقد كان كذلك، ومحمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم أعطي ما هو أفضل من هذا، إنّ
اللّه عزّ وجلّ قد انتصر له من أعدائه بالريح يوم الخندق، إذ أرسل عليهم ريحا تذروا
الحصى وجنودا لم يروها، فزاد اللّه تعالى محمّدا صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلمعلى هود بثمانية آلاف ملك،
وفضّله على هود بأنّ ريح عاد ريح سخط، وريح محمّد ريح رحمة، قال اللّه تعالى:
«يَـأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَآءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ
رِيحًا وَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا
»[476].

قال له اليهوديّ: فإنّ هذا صالحا أخرج اللّه له ناقة جعلها لقومه عبرة.

قال عليّ عليه‏السلام: لقد كان كذلك، ومحمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم أعطي ما هو أفضل من ذلك، إنّ
ناقة صالح لم تكلّم صالحا، ولم تناطقه ولم تشهد له بالنبوّة، ومحمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلمبينما نحن معه
في بعض غزواته، إذا هو ببعير قد دنا، ثمّ رغا فأنطقه اللّه عزّ وجلّ فقال: يا رسول
اللّه! إنّ فلانا استعملني حتّى كبرت ويريد نحري، فأنا أستعيذ بك منه، فأرسل
رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم إلى صاحبه فاستوهبه منه، فوهبه له وخلاّه، ولقد كنّا معه فإذا
نحن بأعرابيّ معه ناقة له يسوقها وقد استسلم للقطع لمّا زوّر عليه من الشهود،

فنطقت الناقة فقالت: يا رسول اللّه! إنّ فلانا منّي بريء، وإنّ الشهود يشهدون عليه
بالزور، وإنّ سارقي فلان اليهوديّ.

قال له اليهوديّ: فإنّ هذا إبراهيم قد تيقّظ بالاعتبار على معرفة اللّه تعالى
وأحاطت دلالته بعلم الإيمان به.

قال له عليّ عليه‏السلام: لقد كان كذلك، وأعطي محمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم أفضل منه، [وقد تيقّظ
بالاعتبار على معرفة اللّه وأحاطت دلالته بعلم الإيمان به] وتيقّظ إبراهيم وهو ابن
خمسة عشر سنة، ومحمّد ابن سبع سنين، قدم تجّار من النصارى، فنزلوا بتجارتهم بين
الصفا والمروة، فنظر إليه بعضهم فعرفه بصفته ونعته، وخبر مبعثه وآياته صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم،
فقالوا له: يا غلام! ما اسمك؟ قال: محمّد، قالوا: ما اسم أبيك؟ قال: عبد اللّه.

قالوا: ما اسم هذه؟ ـ وأشاروا بأيديهم إلى الأرض ـ

قال: الأرض، قالوا: وما اسم هذه؟ ـ وأشاروا بأيديهم إلى السماء ـ

قال: السماء.

قالوا: فمن ربّهما؟

قال :اللّه، ثمّ انتهرهم وقال: أتشكّكوني في اللّه عزّ وجلّ!؟

ويحك، يا يهوديّ! لقد تيقّظ بالاعتبار على معرفة اللّه عزّ وجلّ مع كفر قومه إذ
هو بينهم يستقسمون بالأزلام، ويعبدون الأوثان، وهو يقول: لا إله إلاّ اللّه.

قال له اليهوديّ: فإنّ إبراهيم عليه‏السلام حجب عن نمرود بحجب ثلاث.

قال عليّ عليه‏السلام: لقد كان كذلك، ومحمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم حجب عمّن أراد قتله بحجب
خمس، فثلاثة بثلاثة واثنان فضل، قال اللّه عزّ وجلّ - وهو يصف أمر
محمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم-: «وَ جَعَلْنَا مِنم بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا» فهذا الحجاب الأوّل «وَ مِنْ
خَلْفِهِمْ سَدًّا
»فهذا الحجاب الثاني «فَأَغْشَيْنَـهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ»[477] فهذا

الحجاب الثالث.

ثمّ قال: «وَ إِذَا قَرَأْتَ الْقُرْءَانَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَ بَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالْأَخِرَةِ
حِجَابًا مَّسْتُورًا
»[478] فهذا الحجاب الرابع.

ثمّ قال: «فَهِىَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُم مُّقْمَحُونَ»[479] فهذه حجب خمس.

قال له اليهوديّ: فإنّ إبراهيم قد بهت الذي كفر ببرهان نبوّته.

قال له عليّ عليه‏السلام: لقد كان كذلك، ومحمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم أتاه مكذّب بالبعث بعد الموت
وهو أُبيّ بن خلف الجمحي، معه عظم نخر ففركه، ثمّ قال: يا محمّد! «مَن يُحْىِ
الْعِظَـمَ وَ هِىَ رَمِيمٌ
» فأنطق اللّه محمّدا بمحكم آياته وبهته ببرهان نبوّته، فقال:
«قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِى أَنشَأَهَآ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ هُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ»[480] فانصرف مبهوتا.

قال له اليهوديّ: فهذا إبراهيم جذّ أصنام قومه غضبا للّه عزّ وجلّ.

قال له عليّ عليه‏السلام: لقد كان كذلك، ومحمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم قد نكس عن الكعبة ثلاثمائة
وستّين صنما، ونفاها عن جزيرة العرب، وأذلّ من عبدها بالسيف.

قال له اليهوديّ: فإنّ إبراهيم قد أضجع ولده وتلّه للجبين.

فقال عليّ عليه‏السلام: لقد كان كذلك، ولقد أعطي إبراهيم بعد الاضطجاع الفداء ومحمّد
أصيب بأفجع منه فجيعة، إنّه وقف على عمّه حمزة، أسد اللّه وأسد رسوله وناصر
دينه، وقد فرّق بين روحه وجسده، فلم يبن عليه حرقة، ولم يفض عليه عبرة، ولم
ينظر إلى موضعه من قلبه وقلوب أهل بيته ليرضي اللّه عزّ وجلّ بصبره، ويستسلم
لأمره في جميع الفعال، وقال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: لولا أن تحزن صفيّة لتركته حتّى يحشر من بطون

السباع، وحواصل الطير، ولولا أن يكون سنّة بعدي لفعلت ذلك.

قال له اليهوديّ: فإنّ إبراهيم عليه‏السلام قد أسلمه قومه إلى الحريق فصبر، فجعل اللّه
عزّ وجلّ عليه النار بردا وسلاما، فهل فعل بمحمّد شيئا من ذلك؟

قال له عليّ عليه‏السلام: لقد كان كذلك، ومحمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم لمّا نزل بخيبر سمّته اليهوديّة
الخيبريّة، فصيّر اللّه السمّ في جوفه بردا وسلاما إلى منتهى أجله، فالسمّ يحرق إذا
استقرّ في الجوف كما أنّ النار تحرق، فهذا من قدرته لا تنكره.

قال له اليهوديّ: فإنّ هذا يعقوب عليه‏السلام أعظم في الخير نصيبه إذ جعل الأسباط من
سلالة صلبه ومريم بنت عمران من بناته.

قال له عليّ عليه‏السلام: لقد كان كذلك، ومحمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم أعظم في الخير نصيبا منه، إذ جعل
فاطمة سيّدة نساء العالمين من بناته والحسن والحسين من حفدته.

قال له اليهوديّ: فإنّ يعقوب عليه‏السلام قد صبر عليه فراق ولده حتّى كاد يحرض من
الحزن.

قال له عليّ عليه‏السلام: لقد كان كذلك، وكان حزن يعقوب حزنا بعده تلاق،
ومحمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم قبض ولده إبراهيم عليه‏السلام قرّة عينه في حياته منه، فخصّه بالاختيار،
ليعظم له الادّخار، فقال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: يحزن النفس، ويجزع القلب، وإنّا عليك يا إبراهيم
لمحزونون، ولا نقول ما يسخط الربّ، في كلّ ذلك يؤثر الرضا عن اللّه عزّ وجلّ
والاستسلام له في جميع الفعال.

قال له اليهوديّ: فإنّ هذا يوسف قاسى مرارة الفرقة، وحبس في السجن توقّيا
للمعصية، وألقي في الجبّ وحيدا.

قال له عليّ عليه‏السلام: لقد كان كذلك، ومحمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم قاسى مرارة الغربة، وفراق الأهل
والأولاد والمال، مهاجرا من حرم اللّه تعالى وأمنه، فلمّا رأى اللّه عزّ وجلّ كآبته
واستشعاره الحزن، أراه اللّه تبارك اسمه رؤيا توازي رؤيا يوسف في تأويلها، وأبان

للعالمين صدق تحقيقها، فقال: «لَّقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّءْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ
الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَآءَ اللَّهُ ءَامِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ
لاَ تَخَافُونَ
»[481] ولئن كان يوسف عليه‏السلام حبس في السجن، فلقد حبس رسول اللّه
نفسه في الشعب ثلاث سنين، وقطع منه أقاربه وذووا الرحم، وألجؤوه إلى أضيق
المضيق، ولقد كادهم اللّه عزّ ذكره له كيدا مستبينا، إذ بعث أضعف خلقه فأكل
عهدهم الذي كتبوه بينهم في قطيعة رحمه، ولئن كان يوسف ألقي في الجبّ، فلقد حبس
محمّد نفسه مخافة عدوّه في الغار حتّى قال لصاحبه: «لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا»[482]
ومدحه إليه بذلك في كتابه.

فقال له اليهوديّ: فهذا موسى بن عمران آتاه اللّه عزّ وجلّ التوراة التي فيها حكمه.

قال له عليّ عليه‏السلام: لقد كان كذلك، ومحمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم أعطي ما هو أفضل منه، أعطي
محمّد سورة البقرة والمائدة بالإنجيل، وطواسين وطه ونصف المفصّل والحواميم
بالتوراة، وأعطي نصف المفصّل والتسابيح بالزبور، وأعطي سورة بني إسرائيل
وبراءة بصحف إبراهيم وموسى عليهماالسلام، وزاد اللّه عزّ وجلّ محمّدا السبع الطوال
وفاتحة الكتاب، وهي السبع المثانى والقرآن العظيم، وأعطي الكتاب والحكمة.

قال له اليهوديّ: فإنّ موسى ناجاه اللّه على طور سيناء.

فقال له عليّ عليه‏السلام: لقد كان كذلك، ولقد أوحى اللّه إلى محمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم عند سدرة
المنتهى، فمقامه في السماء محمود، وعند منتهى العرش مذكور.

قال اليهوديّ: فقد ألقى اللّه عزّ وجلّ على موسى بن عمران محبّة منه.

قال عليّ عليه‏السلام: لقد كان كذلك، ولقد أعطي محمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم ما هو أفضل من هذا، لقد

ألقى اللّه عزّ وجلّ عليه محبّة منه، فمن هذا الذي يشركه في هذا الاسم إذ تمّ من اللّه عزّ
وجلّ به الشهادة فلا تتمّ الشهادة إلاّ أن يقال: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وأشهد أنّ
محمّدا رسول اللّه ينادى به على المنابر، فلا يرفع صوت بذكر اللّه إلاّ رفع بذكر
محمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم معه.

قال له اليهوديّ: فلقد أوحى اللّه إلى أُمّ موسى لفضل منزلة موسى عليه‏السلامعند اللّه
عزّ وجلّ.

قال له عليّ عليه‏السلام: لقد كان كذلك، ولقد لطف اللّه جلّ ثناؤه لأُمّ محمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم بأن
أوصل إليها اسمه، حتّى قالت: أشهد والعالمون أنّ محمّدا رسول اللّه منتظر، وشهد
الملائكة على الأنبياء أنّهم أثبتوه في الأسفار، وبلطف من اللّه عزّ وجلّ ساقه إليها،
وأوصل إليها اسمه لفضل منزلته عنده حتّى رأت في المنام أنّه قيل لها: إنّ ما في بطنك سيّد،
فإذا ولدته فسمّيه محمّدا، فاشتقّ اللّه له اسما من أسمائه، فاللّه المحمود وهذا محمّد.

قال له اليهوديّ: فإنّ هذا موسى بن عمران قد أرسله اللّه إلى فرعون وأراه الآية
الكبرى.

قال له عليّ عليه‏السلام: لقد كان كذلك، ومحمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم أرسل إلى فراعنة شتّى مثل
أبي جهل بن هشام، وعتبة بن ربيعة، وشيبة، وأبي البختريّ، والنضر بن الحرث،
وأُبيّ بن خلف، ومنبّه ونبيه ابني الحجّاج، والى الخمسة المستهزئين: الوليد بن المغيرة
المخزوميّ، والعاص بن وائل السهميّ، والأسود بن عبد يغوث الزهريّ، والأسود بن
المطّلب، والحارث بن أبي الطلاطلة، فأراهم الآيات في الآفاق وفي أنفسهم حتّى
يتبيّن لهم أنّه الحقّ.

قال له اليهوديّ: لقد انتقم اللّه عزّ وجلّ لموسى من فرعون.

قال له عليّ عليه‏السلام: لقد كان كذلك، ولقد انتقم اللّه جلّ اسمه لمحمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم من
الفراعنة، فأمّا المستهزؤون فقال اللّه: «إِنَّا كَفَيْنَـكَ الْمُسْتَهْزِءِينَ» فقتل اللّه

خمستهم، كلّ واحد منهم بغير قتلة صاحبه في يوم واحد.

فأمّا الوليد بن المغيرة، فمرّ بنبل لرجل من خزاعة قد راشه ووضعه في الطريق،
فأصابه شظية منه فانقطع أكحله حتّى أدماه، فمات وهو يقول: قتلني ربّ محمّد.

وأمّا العاص ابن الوائل السهميّ، فإنّه خرج في حاجة له إلى موضع فتدهده تحته
حجر، فسقط فتقطّع قطعة قطعة، فمات وهو يقول: قتلني ربّ محمّد.

وأمّا الأسود بن عبد يغوث، فإنّه خرج يستقبل ابنه زمعة، فاستظلّ بشجرة،
فأتاه جبرئيل عليه‏السلام فأخذ رأسه فنطح به الشجرة، فقال لغلامه: امنع هذا عنّي، فقال:
ما أرى أحدا يصنع شيئا إلاّ نفسك، فقتله وهو يقول: قتلني ربّ محمّد.

وأمّا الأسود بن المطّلب، فإنّ النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم دعا عليه أن يعمي اللّه بصره وأن
يثكله ولده، فلمّا كان في ذلك اليوم خرج حتّى صار إلى موضع أتاه جبرئيل عليه‏السلام
بورقة خضراء فضرب بها وجهه، فعمي وبقي حتّى أثكله اللّه عزّ وجلّ ولده.

وأمّا الحارث بن الطلاطلة، فإنّه خرج من بيته في السموم فتحوّل حبشيّا، فرجع
إلى أهله، فقال: أنا الحارث، فغضبوا عليه، فقتلوه وهو يقول: قتلني ربّ محمّد.

وروي أنّ الأسود بن الحرث أكل حوتا مالحا فأصابه غلبة العطش، فلم يزل
يشرب الماء حتّى انشقّ بطنه، فمات وهو يقول: قتلني ربّ محمّد.

كلّ ذلك في ساعة واحدة، وذلك أنّهم كانوا بين يدي رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلمفقالوا له:
يا محمّد! ننتظر بك إلى الظهر، فإن رجعت عن قولك وإلاّ قتلناك، فدخل النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم
منزله فأغلق عليه بابه مغتمّا لقولهم، فأتاه جبرئيل عن اللّه من ساعته فقال: يا
محمّد! السلام يقرأ عليك السلام، وهو يقول لك: «فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ
الْمُشْرِكِينَ
» يعني أظهر أمرك لأهل مكّة، وادعهم إلى الإيمان.

قال: يا جبرئيل! كيف أصنع بالمستهزئين وما أوعدوني؟

قال له: «إِنَّا كَفَيْنَـكَ الْمُسْتَهْزِءِينَ»[483].


قال: يا جبرئيل! كانوا الساعة بين يديّ.

قال: قد كفيتهم، فأظهر أمره عند ذلك

وأمّا بقيّتهم من الفراعنة، فقتلوا يوم بدر بالسيف، وهزم اللّه الجمع وولّوا الدبر.

قال له اليهوديّ: فإنّ هذا موسى بن عمران قد أعطي العصا، فكانت تتحوّل ثعبانا.

قال له عليّ عليه‏السلام: لقد كان كذلك، ومحمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم ما هو أفضل من هذا، إنّ رجلاً
كان يطالب أبا جهل بدين، ثمن جزور قد اشتراه، فاشتغل عنه وجلس يشرب،
فطلبه الرجل فلم يقدر عليه، فقال له بعض المستهزئين: من تطلب؟ فقال: عمرو بن
هشام - يعني أبا جهل - لي عليه دين، قال: فأدلّك على من يستخرج منه الحقوق؟
قال: نعم، فدلّه على النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم.

وكان أبو جهل يقول: ليت لمحمّد إليّ حاجة، فأسخر به وأردّه، فأتى الرجل
النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، فقال: يا محمّد بلغني أنّ بينك وبين عمرو بن هشام حسن صداقة، وأنا
أستشفع بك إليه، فقام معه رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم فأتى بابه فقال له: قم يا أبا جهل! فأدّ
إلى الرجل حقّه، وإنّما كنّاه بأبي جهل ذلك اليوم، فقام مسرعا حتّى أدّى إليه حقّه،
فلمّا رجع إلى مجلسه قال له بعض أصحابه: فعلت ذلك فرقا من محمّد.

قال: ويحكم! أعذروني، إنّه لمّا أقبل رأيت عن يمينه رجالاً معهم حراب تتلألأ،
وعن يساره ثعبانين تصطكّ أسنانهما، وتلمع النيران من أبصارهما، لو امتنعت
لم آمن أن يبعجوا بالحراب بطني وتقضمني الثعبانان.

هذا أكبر ممّا أعطي موسى، ثعبان بثعبان موسى، وزاد اللّه محمّدا ثعبانا وثمانية
أملاك معهم الحراب، ولقد كان النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم يوذي قريشا بالدعاء، فقام يوما فسفّه
أحلامهم، وعاب دينهم، وشتم أصنامهم، وضلّل آبائهم، فاغتمّوا من ذلك غمّا شديدا.


فقال أبو جهل: واللّه للموت خير لنا من الحياة، فليس فيكم معاشر قريش أحد
يقتل محمّدا فيقتل به؟ فقالوا: لا، قال: فأنا أقتله، فإن شاء بنو عبد المطّلب قتلوني به
وإلاّ تركوني، قال: إنّك إن فعلت ذلك اصطنعت إلى أهل الوادي معروفا لا تزال
تذكر به، قال: إنّه كثير السجود حول الكعبة، فإذا جاء وسجد أخذت حجرا
فشدخته به.

فجاء رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، فطاف بالبيت أسبوعا، ثمّ صلّى وأطال السجود، فأخذ
أبو جهل حجرا فأتاه من قبل رأسه، فلمّا أن قرب منه أقبل فحل من قبل رسول
اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم فاغرا فاه نحوه، فلمّا أن رآه أبو جهل فزع منه وارتعدت يده، وطرح
الحجر فشدخ رجله، فرجع مدمى، متغيّر اللون يفيض عرقا، فقال له أصحابه: ما
رأيناك كاليوم!؟ قال: ويحكم! أعذروني فإنّه أقبل من عنده فحل فاغرا فاه فكاد
يبتلعني، فرميت بالحجر فشدخت رجلي.

قال اليهوديّ: فإنّ موسى قد أعطي اليد البيضاء، فهل فعل بمحمّد شيئا من هذا؟

قال له عليّ عليه‏السلام: لقد كان كذلك، ومحمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم أعطي ما هو أفضل من هذا،
إنّ نورا كان يضيء عن يمينه حيثما جلس، وعن يساره حيثما جلس، وكان يراه
الناس كلّهم.

قال له اليهوديّ: فإنّ موسى عليه‏السلام قد ضرب له طريق في البحر، فهل فعل بمحمّد
شيء من هذا؟

فقال له عليّ عليه‏السلام: لقد كان كذلك، ومحمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم أعطي ما هو أفضل من هذا،
خرجنا معه إلى حنين، فإذا نحن بواد يشخب، فقدّرناه فإذا هو أربعة عشر قامة،
فقالوا: يا رسول اللّه! العدوّ من ورائنا، والوادي أمامنا، كما قال أصحاب موسى:
«إِنَّا لَمُدْرَكُونَ»[484].


فنزل رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، ثمّ قال: «اللّهمّ إنّك جعلت لكلّ مرسل دلالة، فأرني
قدرتك»
وركب صلوات اللّه عليه، فعبرت الخيل لا تندى حوافرها والإبل
لا تندى أخفافها، فرجعنا فكان فتحنا.

قال له اليهوديّ: فإنّ موسى عليه‏السلام قد أعطي الحجر، فانبجست منه اثنتا عشرة
عينا.

قال عليّ عليه‏السلام: لقد كان كذلك، ومحمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم لمّا نزل الحديبيّة وحاصره أهل
مكّة، قد أعطي ما هو أفضل من ذلك، وذلك أنّ أصحابه شكوا إليه الظمأ وأصابهم
ذلك حتّى التقت خواصر الخيل، فذكروا له صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، فدعا بركوة يمانيّة، ثمّ نصب يده
المباركة فيها، فتفجّرت من بين أصابعه عيون الماء، فصدرنا وصدرت الخيل روّاء،
وملأنا كلّ مزادة وسقاء، ولقد كنّا معه بالحديبيّة، وإذا ثمّ قليب جافّة،
فأخرج صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم سهما من كنانته، فناوله البراء بن عازب وقال له: اذهب بهذا السهم
إلى تلك القليب الجافّة فاغرسه فيها، ففعل ذلك فتفجّرت اثنتا عشرة عينا من تحت
السهم، ولقد كان يوم الميضاة عبرة وعلامة للمنكرين لنبوّته، كحجر موسى حيث
دعا بالميضاة، فنصب يده فيها، ففاضت بالماء وارتفع، حتّى توضّأ منه ثمانية آلاف
رجل وشربوا حاجتهم، وسقوا دوابّهم، وحملوا ما أرادوا.

قال له اليهوديّ: فإنّ موسى عليه‏السلام قد أعطي المنّ والسلوى، فهل أعطي لمحمّد نظير هذا؟

قال له عليّ عليه‏السلام: لقد كان كذلك، ومحمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم أعطي ما هو أفضل من هذا،
إنّ اللّه عزّ وجلّ أحلّ له الغنائم ولأُمّته ولم تحلّ الغنائم لأحد غيره قبله، فهذا أفضل
من المنّ والسلوى، ثمّ زاده أن جعل النيّة له ولأُمّته [بلا عمل
]عملاً صالحا، ولم
يجعل لأحد من الأمم ذلك قبله، فإذا همّ أحدهم بحسنة ولم يعملها كتبت له حسنة،

فإن عملها كتبت له عشرة.

قال له اليهوديّ: إنّ موسى عليه‏السلام قد ظلّل عليه الغمام.

قال له عليّ عليه‏السلام: لقد كان كذلك، وقد فعل ذلك بموسى في التيه، وأعطي
محمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم أفضل من هذا، إنّ الغمامة كانت تظلّه من يوم ولد إلى يوم قبض في
حضره وأسفاره، فهذا أفضل ممّا أعطي موسى.

قال له اليهوديّ: فهذا داود عليه‏السلام قد ليّن اللّه له الحديد، فعمل منه الدروع.

قال له عليّ عليه‏السلام: لقد كان كذلك، ومحمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم قد أعطي ما هو أفضل من هذا،
إنّه ليّن اللّه عزّ وجلّ له الصمّ الصخور الصلاب وجعلها غارا، ولقد غارت الصخرة
تحت يده ببيت المقدس لينة، حتّى صارت كهيئة العجين، وقد رأينا ذلك والتمسناه
تحت رايته.

قال له اليهوديّ: هذا داود بكى على خطيئته حتّى سارت الجبل معه لخوفه.

قال له عليّ عليه‏السلام: لقد كان كذلك، ومحمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم أعطي ما هو أفضل من هذا، إنّه
كان إذا قام إلى الصلاة سمع لصدره وجوفه أزيز كأزيز المرجل على الأثافي من شدّة
البكاء، وقد آمنه اللّه عزّ وجلّ من عقابه، فأراد أن يتخشّع لربّه ببكائه فيكون إماما
لمن اقتدى به، ولقد قام صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم عشر سنين على أطراف أصابعه حتّى تورّمت قدماه
واصفرّ وجهه يقوم الليل أجمع، حتّى عوتب في ذلك، فقال اللّه عزّ وجلّ: «طـه * مَآ
أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْءَانَ لِتَشْقَى
»[485] بل لتسعد به، ولقد كان يبكي حتّى يغشى عليه،
فقيل له: يا رسول اللّه! أليس اللّه عزّ وجلّ قد غفر لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر؟
قال: بلى، أفلا أكون عبدا شكورا.

ولئن سارت الجبال وسبّحت معه، لقد عمل بمحمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم ما هو أفضل من هذا،

إذ كنّا معه على جبل حراء، إذ تحرّك الجبل، فقال له: قرّ فإنّه ليس عليك إلاّ نبيّ أو
صدّيق شهيد، فقرّ الجبل مجيبا لأمره ومنتهيا إلى طاعته، ولقد مررنا معه بجبل وإذا
الدموع تخرج من بعضه، فقال له النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: ما يبكيك يا جبل!؟

فقال: يا رسول اللّه! كان المسيح مرّ بى وهو يخوّف الناس من نار وقودها الناس
والحجارة، وأنا أخاف أن أكون من تلك الحجارة، قال له: لا تخف تلك الحجارة
الكبريت، فقرّ الجبل وسكن وهدأ وأجاب لقوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم.

قال له اليهوديّ: فإنّ هذا سليمان أعطي ملكا لا ينبغي لأحد من بعده.

فقال عليّ عليه‏السلام: لقد كان كذلك، ومحمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم أعطي ما هو أفضل من هذا، إنّه
هبط إليه ملك لم يهبط إلى الأرض قبله، وهو ميكائيل، فقال له: يا محمّد! عش ملكا
منعّما، وهذه مفاتيح خزائن الأرض معك ويسير معك جبالها ذهبا وفضّة
ولا ينقص لك ممّا ادّخر لك في الآخرة شيء، فأومى إلى جبرئيل - وكان خليله من
الملائكة - فأشار إليه أن تواضع.

فقال له: بل أعيش نبيّا عبدا آكل يوما ولا آكل يومين، وألحق بإخواني من
الأنبياء، فزاده اللّه تبارك وتعالى الكوثر وأعطاه الشفاعة، وذلك أعظم من ملك
الدنيا من أوّلها إلى آخرها سبعين مرّة، ووعده المقام المحمود، فإذا كان يوم القيامة
أقعده اللّه عزّ وجلّ على العرش، فهذا أفضل ممّا أعطي سليمان.

قال له اليهوديّ: فإنّ هذا سليمان قد سخّرت له الرياح، فسارت به في بلاده،
غدوّها شهر ورواحها شهر.

قال له عليّ عليه‏السلام: لقد كان كذلك، ومحمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم أعطي ما هو أفضل من هذا، إنّه
أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى مسيرة شهر، وعرج به في ملكوت
السماوات مسيرة خمسين ألف عام في أقلّ من ثلث ليلة، حتّى انتهى إلى ساق العرش،
فدنى بالعلم فتدلّى، فدلّي له من الجنّة رفرف أخضر وغشي النور بصره، فرأى

عظمة ربّه  عزّ وجلّ بفؤاده، ولم يرها بعينه، فكان كقاب قوسين بينه وبينها أو أدنى،
فأوحى اللّه إلى عبده ما أوحى، وكان فيما أوحى إليه الآية التي في سورة البقرة قوله:
«لِّلَّهِ مَا فِى السَّمَـوَ تِ وَمَا فِى الْأَرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِى أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ
يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَ يُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَىْ‏ءٍ
قَدِيرٌ
»[486] وكانت الآية قد عرضت على الأنبياء من لدن آدم عليه‏السلام إلى أن بعث اللّه
تبارك وتعالى محمّدا صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، وعرضت على الأمم فأبوا أن يقبلوها من ثقلها وقبلها
رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم وعرضها على أُمّته فقبلوها، فلمّا رأى اللّه تبارك وتعالى منهم
القبول علم أنّهم لا يطيقونها، فلمّا أن صار إلى ساق العرش كرّر عليه الكلام ليفهمه،
فقال: «ءَامَنَ الرَّسُولُ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِى» - فأجاب صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلممجيبا عنه وعن
أُمّته - «وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ ءَامَنَ بِاللَّهِ وَمَلَـلـءِكَتِهِى وَكُتُبِهِى وَرُسُلِهِى لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ
مِّن رُّسُلِهِى
»[487] فقال جلّ ذكره: لهم الجنّة والمغفرة على أن فعلوا ذلك، فقال
النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: أما إذا فعلت ذلك بنا، فغفرانك ربّنا وإليك المصير، يعني المرجع في الآخرة.

قال: فأجابه اللّه عزّ وجلّ: قد فعلت ذلك بك وبأُمّتك، ثمّ قال عزّ وجلّ أما إذا
قبلت الآية بتشديدها وعظم ما فيها وقد عرضتها على الأُمم فأبوا أن يقبلوها
وقبلتها أُمّتك، فحقّ عليّ أن أرفعها عن أُمّتك، وقال: «لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ
وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ
- من خير - وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ» من شرّ.

فقال النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: - لمّا سمع ذلك - أما إذا فعلت ذلك بي وبأُمّتي فزدني. قال:
سل، قال: «رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَآ إِن نَّسِينَآ أَوْ أَخْطَأْنَا».

قال اللّه عزّ وجلّ: لست أؤاخذ أُمّتك بالنسيان والخطأ، لكرامتك عليّ، وكانت

الأمم السالفة إذا نسوا ما ذكّروا به فتحت عليهم أبواب العذاب، وقد رفعت ذلك
عن أُمّتك، وكانت الأمم السالفة إذا أخطأوا أخذوا بالخطأ وعوقبوا عليه، وقد
رفعت ذلك عن أُمّتك لكرامتك عليّ.

فقال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: اللّهمّ إذا أعطيتني ذلك فزدني، قال اللّه تبارك وتعالى له: سل، قال:
«رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَآ إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُو عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا»يعني بالإصر
الشدائد التي كانت على من كان من قبلنا، فأجابه اللّه عزّ وجلّ إلى ذلك، وقال
تبارك اسمه: قد رفعت عن أُمّتك الآصار التي كانت على الأمم السالفة كنت لا أقبل
صلاتهم إلاّ في بقاع معلومة من الأرض اخترتها لهم وإن بعدت، وقد جعلت
الأرض كلّها لأُمّتك مسجدا وطهورا، فهذه من الآصار التي كانت على الأمم قبلك
فرفعتها عن أُمّتك.

وكانت الأُمم السالفة إذا أصابهم أذىً من نجاسة قرضوه من أجسادهم وقد
جعلت الماء لأُمّتك طهورا، فهذا من الآصار التي كانت عليهم فرفعتها عن أُمّتك.

وكانت الأُمم السالفة تحمل قرابينها على أعناقها إلى بيت المقدس، فمن قبلت ذلك
منه أرسلت عليه نارا فأكلته فرجع مسرورا، ومن لم أقبل منه ذلك رجع مثبورا،
وقد جعلت قربان أُمّتك في بطون فقرائها ومساكينها، فمن قبلت ذلك منه أضعفت
ذلك له أضعافا مضاعفة، ومن لم أقبل ذلك منه رفعت عنه عقوبات الدنيا، وقد
رفعت ذلك عن أُمّتك، وهي من الآصار التي كانت على الأُمم السالفة قبلك.

وكانت الأُمم السالفة صلواتها مفروضة عليها في ظلم الليل وأنصاف النهار،
وهي من الشدائد التي كانت عليهم، فرفعتها عن أُمّتك، وفرضت عليهم صلواتهم في
أطراف الليل والنهار، وفي أوقات نشاطهم.

وكانت الأمم السالفة قد فرضت عليهم خمسين صلاة في خمسين وقتا وهي من
الآصار التي كانت عليهم، فرفعتها عن أُمّتك وجعلتها خمسا في خمسة أوقات، وهي

إحدى وخمسون ركعة، وجعلت لهم أجر خمسين صلاة.

وكانت الأمم السالفة حسنتهم بحسنة وسيّئتهم بسيّئة، وهي من الآصار التي
كانت عليهم، فرفعتها عن أُمّتك وجعلت الحسنة بعشرة والسيّئة بواحدة.

وكانت الأمم السالفة إذا نوى أحدهم حسنة ثمّ لم يعملها لم تكتب له، وإن عملها
كتبت له حسنة، وإنّ أُمّتك إذا همّ أحدهم بحسنة ولم يعملها كتبت له حسنة، وإن
عملها كتبت له عشرة، وهي من الآصار التي كانت عليهم فرفعتها عن أُمّتك.

وكانت الأُمم السالفة إذا همّ أحدهم بسيّئة فلم يعملها لم تكتب عليه، وإن عملها
كتبت عليه سيّئة، وإنّ أُمّتك إذا همّ أحدهم بسيّئة ثمّ لم يعملها كتبت له حسنة، وهذه
من الآصار التي كانت عليهم، فرفعتها عن أُمّتك.

وكانت الأُمم السالفة إذا أذنبوا كتبت ذنوبهم على أبوابهم، وجعلت توبتهم من
الذنوب أن حرّمت عليهم بعد التوبة أحبّ الطعام إليهم، وقد رفعت ذلك عن أُمّتك،
وجعلت ذنوبهم فيما بيني وبينهم، وجعلت عليهم ستورا كثيفة، وقبلت توبتهم بلا
عقوبة، ولا أعاقبهم بأن أحرّم عليهم أحبّ الطعام إليهم.

وكانت الأمم السالفة يتوب أحدهم من الذنب الواحد إلى اللّه مائة سنة، أو
ثمانين سنة، أو خمسين سنة، ثمّ لا أقبل توبته دون أن أعاقبه في الدنيا بعقوبة، وهي
من الآصار التي كانت عليهم، فرفعتها عن أُمّتك.

وإنّ الرجل من أُمّتك ليذنب عشرين سنة، أو ثلاثين سنة، أو أربعين سنة، أو مائة
سنة، ثمّ يتوب ويندم طرفة عين، فأغفر ذلك كلّه.

فقال النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: اللّهمّ إذا أعطيتني ذلك كلّه فزدني. قال: سل، قال: «رَبَّنَا
وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِى
» قال تبارك اسمه: قد فعلت ذلك بأُمّتك وقد رفعت
عنهم عظم بلايا الأُمم، وذلك حكمي في جميع الأُمم أن لا أكلّف خلقا فوق طاقتهم.

فقال النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: «وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلَـلـنَا».


قال اللّه عزّ وجلّ: قد فعلت ذلك بتائبي أُمّتك.

ثمّ قال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: «فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَـفِرِينَ»[488].

قال اللّه جلّ اسمه: إنّ أُمّتك في الأرض كالشامة البيضاء في الثور الأسود، هم
القادرون، وهم القاهرون، يستخدمون ولا يُستخدمون، لكرامتك عليّ، وحقّ عليّ
أن أظهر دينك على الأديان، حتّى لا يبقى في شرق الأرض وغربها دين إلاّ دينك،
أو يؤدّون إلى أهل دينك الجزية.

قال اليهوديّ: فإنّ هذا سليمان سخّرت له الشياطين، يعملون له ما يشاء من
محاريب وتماثيل.

قال له عليّ عليه‏السلام: لقد كان كذلك، ولقد أعطي محمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم أفضل من هذا، إنّ
الشياطين سخّرت لسليمان وهي مقيمة على كفرها، ولقد سخّرت لنبوّة محمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم
الشياطين بالإيمان، فأقبل إليه من الجنّة التسعة من أشرافهم واحد من جنّ نصيبين،
والثمان من بني عمرو بن عامر من إلأحجة منهم شضاه، ومضاه، والهملكان،
والمرزبان، والمازمان، ونضاه، وهاضب، وهضب، وعمرو، وهم الذين يقول اللّه
تبارك اسمه فيهم: «وَ إِذْ صَرَفْنَآ إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْءَانَ»[489] وهم
التسعة، فأقبل إليه الجنّ والنبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم ببطن النخل، فاعتذروا بأنّهم ظنّوا كما ظننتم
أن لن يبعث اللّه أحدا، ولقد أقبل إليه أحد وسبعون ألفا منهم، فبايعوه على الصوم،
والصلاة، والزكاة، والحجّ، والجهاد، ونصح المسلمين، واعتذروا بأنّهم قالوا على اللّه
شططا، وهذا أفضل ممّا أعطي سليمان، فسبحان من سخّرها لنبوّة محمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلمبعد أن
كانت تتمرّد، وتزعم أنّ للّه ولدا، فلقد شمل مبعثه من الجنّ والإنس ما لا يحصى.


قال له اليهوديّ: هذا يحيى بن زكريّا عليه‏السلام يقال: إنّه أوتي الحكم صبيّا الحلم
والفهم، وإنّه كان يبكي من غير ذنب، وكان يواصل الصوم.

قال له عليّ عليه‏السلام: لقد كان كذلك، ومحمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم أعطي ما هو أفضل من هذا،
إنّ يحيى بن زكريّا كان في عصر لا أوثان فيه ولا جاهليّة، ومحمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلمأوتي الحكم
والفهم صبيّا بين عبدة الأوثان وحزب الشيطان، فلم يرغب لهم في صنم قطّ، ولم
ينشط لأعيادهم، ولم ير منه كذب قطّ، وكان أمينا، صدوقا، حليما، وكان يواصل
الصوم الأسبوع والأقلّ والأكثر، فيقال له في ذلك، فيقول: إنّي لست كأحدكم، إنّي
أظلّ عند ربّي، فيطعمني ويسقيني، وكان صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم يبكي حتّى يبتلّ مصلاّه خشية من
اللّه عزّ وجلّ من غير جرم.

قال له اليهوديّ: فإنّ هذا عيسى بن مريم، يزعمون أنّه تكلّم في المهد صبيّا.

قال له عليّ عليه‏السلام: لقد كان كذلك، ومحمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم سقط من بطن أُمّه واضعا يده
اليسرى على الأرض، ورافعا يده اليمنى إلى السماء، يحرّك شفتيه بالتوحيد وبدا من
فيه نور رأى أهل مكّة منه قصور بصرى من الشام وما يليها والقصور الحمر من
أرض اليمن وما يليها، والقصور البيض من إسطخر وما يليها، ولقد أضاءت الدنيا
ليلة ولد النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم حتّى فزعت الجنّ والإنس والشياطين، وقالوا: حدث في
الأرض حدث، ولقد رأى الملائكة ليلة ولد تصعد وتنزل، وتسبّح وتقدّس،
وتضطرب النجوم وتتساقط، علامة لميلاده.

ولقد همّ إبليس بالظعن في السماء لمّا رأى من الأعاجيب في تلك الليلة، وكان له
مقعد في السماء الثالثة والشياطين يسترقون السمع، فلمّا رأوا العجائب أرادوا أن
يسترقوا السمع، فإذا هم قد حجبوا من السماوات كلّها ورموا بالشهب، دلالة
لنبوّته صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم.

قال له اليهوديّ: فإنّ عيسى عليه‏السلام يزعمون أنّه قد أبرأ الأكمه والأبرص بإذن اللّه

عزّ وجلّ.

فقال له عليّ عليه‏السلام: لقد كان كذلك، ومحمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم أعطي ما هو أفضل من ذلك،
أبرأ ذا العاهة من عاهته، بينما هو جالس صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم إذ سأل عن رجل من أصحابه،
فقالوا: يا رسول اللّه! إنّه قد صار من البلاء كهيئة الفرخ الذي لا ريش عليه،
فأتاه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم فإذا هو كهيئة الفرخ من شدّة البلاء، فقال له: قد كنت تدعو في صحّتك
دعاءً؟

قال: نعم، كنت أقول: يا ربّ أيّما عقوبة أنت معاقبي بها في الآخرة فجعلها لي في
الدنيا.

فقال له النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: ألا قلت: «اللّهمّ آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة
حسنة وقنا عذاب النار»
، فقالها الرجل فكأنّما نشط من عقال وقام صحيحا
وخرج معنا.

ولقد أتاه رجل من جهينة أجذم يتقطّع من الجذام، فشكا إليه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلمفأخذ
قدحا من ماء فتفل عليه، ثمّ قال: امسح به جسدك، ففعل فبرئ حتّى لم يوجد عليه شيء.

ولقد أتي بعربيّ أبرص فتفل صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم من فيه عليه، فما قام من عنده إلاّ صحيحا.

ولئن زعمت أنّ عيسى أبرأ ذا العاهات من عاهاتهم، فإنّ محمّدا صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلمبينما هو
في أصحابه إذ هو بامرأة فقالت: يا رسول اللّه! إنّ ابني أشرف على حياض الموت،
كلّما أتيته بطعام وقع عليه التثاؤب، فقام النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم وقمنا معه، فلمّا أتيناه قال له:
جانب يا عدوّ اللّه ولىّ اللّه، فأنا رسول اللّه، فجانبه الشيطان، فقام صحيحا وهو
معنا في عسكرنا.

ولئن زعمت أنّ عيسى أبرأ العميان، فإنّ محمّدا قد فعل ما هو أكثر من هذا، إنّ
قتادة بن ربعيّ كان رجلاً صحيحا، فلمّا أن كان يوم أحد أصابته طعنة في عينه
فبدرت حدقته، فأخذها بيده، ثمّ أتى بها إلى النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم فقال: يا رسول اللّه! إنّ

امرأتي الآن تبغضني، فأخذها رسول اللّه من يده، ثمّ وضعها مكانها، فلم تكن
تعرف إلاّ بفضل حسنها وفضل ضوئها على العين الأخرى.

ولقد جرح عبد اللّه بن عبيد وبانت يده يوم حنين، فجاء إلى النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلمليلاً،
فمسح عليه يده، فلم تكن تعرف من اليد الأخرى.

ولقد أصاب محمّد بن مسلمة يوم كعب بن الأشرف مثل ذلك في عينه ويده،
فمسحه رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلمفلم تستبينا.

ولقد أصاب عبد اللّه بن أنيس مثل ذلك في عينه، فمسحها فما عرفت من
الأخرى، فهذه كلّها دلالة لنبوّته صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم.

قال له اليهوديّ: فإنّ عيسى يزعمون أنّه أحيى الموتى بإذن اللّه.

قال له عليّ عليه‏السلام: لقد كان كذلك، ومحمّد سبّحت في يده تسع حصيات، تسمع
نغماتها في جمودها، ولا روح فيها لتمام حجّة نبوته، ولقد كلّمه الموتى من بعد موتهم،
واستغاثوه ممّا خافوا تبعته، ولقد صلّى بأصحابه ذات يوم، فقال: ما هاهنا من بني النجّار
أحد، وصاحبهم محتبس على باب الجنّة بثلاثة دراهم لفلان اليهوديّ ـ وكان شهيداـ ؟

ولئن زعمت أنّ عيسى كلّم الموتى، فلقد كان لمحمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم ما هو أعجب من هذا،
إنّ النبيّ لمّا نزل بالطائف وحاصر أهلها، بعثوا إليه بشاة مسلوخة مطليّة بسمّ، فنطق
الذراع منها، فقالت: يا رسول اللّه! لا تأكلني فإنّي مسمومة، فلو كلّمته البهيمة وهي
حيّة لكانت من أعظم حجج اللّه عزّ ذكره على المنكرين لنبوّته، فكيف وقد كلّمته
من بعد ذبح وسلخ وشيّ!

ولقد كان رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم يدعو بالشجرة فتجيبه وتكلّمه البهيمة، وتكلّمه
السباع، وتشهد له بالنبوّة، ويحذّرهم عصيانه، فهذا أكثر ممّا أعطي عيسى عليه‏السلام.

قال له اليهوديّ: إنّ عيسى يزعمون أنّه أنبأ قومه بما يأكلون وما يدّخرون في
بيوتهم.


قال له عليّ عليه‏السلام: لقد كان كذلك، ومحمّد كان له أكثر من هذا، إنّ عيسى أنبأ قومه
بما كان من وراء الحائط، ومحمّد أنبأ عن موتة وهو عنها غائب، ووصف حربهم،
ومن استشهد منهم وبينه وبينهم مسيرة شهر، وكان يأتيه الرجل يريد أن يسأله عن
شيء، فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: تقول أو أقول؟ فيقول: بل قل يا رسول اللّه! فيقول: جئتنى في
كذا وكذا حتّى يفرغ من حاجته.

ولقد كان صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم يخبر أهل مكّة بأسرارهم بمكّة حتّى لا يترك من أسرارهم شيئا،
منها ما كان بين صفوان بن أُميّة وبين عمير بن وهب، إذ أتاه عمير فقال: جئت في
فكاك ابني، فقال له: كذبت بل قلت لصفوان وقد اجتمعتم في الحطيم، وذكرتم قتلى
بدر، وقلتم: واللّه للموت أهون علينا من البقاء مع ما صنع محمّد بنا، وهل حياة بعد
أهل القليب؟ فقلت أنت: لولا عيالي ودين عليّ لأرحتك من محمّد، فقال صفوان:
عليّ أن أقضي دينك، وأن أجعل بناتك مع بناتي يصيبهنّ ما يصيبهنّ من خير أو شرّ، فقلت
أنت: فاكتمها عليّ، وجهّزني حتّى أذهب فأقتله، فجئت لقتلي، فقال: صدقت يا رسول اللّه!
فأنا أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، وأنّك رسول اللّه، وأشباه هذا ممّا لا يحصى.

قال له اليهوديّ: فإنّ عيسى يزعمون أنّه خلق من الطين كهيئة الطير، فنفخ فيه
فكان طيرا بإذن اللّه عزّ وجلّ.

فقال له عليّ عليه‏السلام: لقد كان كذلك، ومحمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم قد فعل ما هو شبيه لهذا، إذ أخذ
يوم حنين حجرا فسمعنا للحجر تسبيحا وتقديسا، ثمّ قال للحجر: انفلق فانفلق
ثلاث فلق، نسمع لكلّ فلقة منها تسبيحا لا يسمع للأخرى.

ولقد بعث إلى شجرة يوم البطحاء فأجابته، ولكلّ غصن منها تسبيح وتهليل
وتقديس، ثمّ قال لها: انشقّي، فانشقّت نصفين، ثمّ قال لها: التزقي فالتزقت، ثمّ قال لها:
اشهدي لي بالنبوّة، فشهدت، ثمّ قال لها: ارجعي إلى مكانك بالتسبيح والتهليل
والتقديس ففعلت، وكان موضعها جنب الجزارين بمكّة.


قال له اليهوديّ: فإنّ عيسى يزعمون أنّه كان سيّاحا.

قال له عليّ عليه‏السلام: لقد كان كذلك، ومحمّد كانت سياحته في الجهاد، واستنفر في
عشر سنين ما لا يحصى من حاضر وباد، فأفنى فئاما من العرب من مبعوث بالسيف
لا يدارى بالكلام، ولا ينام إلاّ عن دم، ولا يسافر إلاّ وهو متجهّز لقتال عدوّه.

قال له اليهوديّ: فإنّ عيسى يزعمون أنّه كان زاهدا.

قال له عليّ عليه‏السلام: لقد كان كذلك، ومحمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلمأزهد الأنبياء عليهم‏السلام كان له ثلاث
عشرة زوجة سوى من يطيف به من الإماء، ما رفعت له مائدة قطّ وعليها طعام،
ولا أكل خبز برّ قطّ، ولا شبع من خبز شعير ثلاث ليال متواليات قطّ، توفّي رسول
اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم ودرعه مرهونة عند يهوديّ بأربعة دراهم، ما ترك صفراء ولا بيضاء مع
ما وطّى‏ء له من البلاد، ومكّن له من غنائم العباد، ولقد كان يقسم في اليوم الواحد
ثلثمائة ألف وأربعمائة ألف، ويأتيه السائل بالعشيّ فيقول: والذي بعث محمّدا بالحقّ
ما أمسى في آل محمّد صاع من شعير، ولا صاع من برّ، ولا درهم، ولا دينار.

قال له اليهوديّ: فإنّي أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، وأنّ محمّدا رسول اللّه، وأشهد أنّه
ما أعطى اللّه نبيّا درجة ولا مرسلاً فضيلة إلاّ وقد جمعها لمحمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، وزاد محمّدا
على الأنبياء أضعاف درجات.

فقال ابن عبّاس لعليّ بن أبي طالب عليه‏السلام: أشهد يا أبا الحسن! أنّك من الراسخين
في العلم.

فقال: ويحك! وما لي لا أقول ما قلت في نفس من استعظمه اللّه عزّ وجلّ في
عظمته، فقال: «وَ إِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ[490]»[491].


(3804) 7 ـ الإربليّ رحمه‏الله: عن موسى بن جعفر، عن آبائه عليهم‏السلام، قال الحسين عليه‏السلام:
جاء رجل إلى أمير المؤمنين عليه‏السلام يسعى يقوم فأمرني أن دعوت له قنبرا، فقال له
عليّ عليه‏السلام: اخرج إلى هذا الساعي، فقل له: قد أسمعتنا ما كره اللّه تعالى، فانصرف في
غير حفظ اللّه تعالى[492].

(3805) 8 ـ السيّد ابن طاووس  رحمه‏الله: بحذف الإسناد، عن مولانا وسيّدنا موسى

ابن جعفر عليه‏السلام، عن أبيه جعفر الصادق، عن أبيه، عن جدّه، عن أبيه الحسين بن عليّ
أمير المؤمنين صلوات اللّه عليهم أجمعين، قال: قال أبي أمير المؤمنين عليه‏السلام: يا بنيّ!
ألا أُعلمك سرّا من أسرار اللّه عزّ وجلّ، علّمنيه رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، وكان من
أسراره لم يطّلع عليه أحد؟

قلت: بلى، يا أباه! جعلت فداك!

قال: نزل على رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم الروح الأمين جبرائيل عليه‏السلام، في يوم الأحد،
ويوم الأحد يوم مهول شديد الحرّ، وكان على النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلمجوشن، لا يقدر حمله
لشدّة الحرّ، وحرارة الجوشن.

قال النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: فرفعت رأسي نحو السماء، فدعوت اللّه تعالى، فرأيت أبواب
السماء قد فتحت، ونزل عليّ المطوف بالنور جبرائيل عليه‏السلام، وقال لي: السلام عليك يا
رسول اللّه!

فقلت: وعليك السلام، يا أخي جبرائيل!

فقال: العليّ الأعلى يقرئك السلام، ويخصّك بالتحيّة والإكرام.

ويقول لك: اخلع هذا الجوشن، واقرأ هذا الدعاء، فإذا قرأته وحملته، فهو مثل
الجوشن الذي على جسدك.

فقلت: يا أخي جبرائيل! هذا الدعاء لي خاصّة، أو لي ولأُمّتي؟

قال: يا رسول اللّه! هذا هديّة من اللّه تعالى إليك، وإلى أُمّتك.

قلت له: يا أخي جبرائيل! ما ثواب هذا الدعاء؟

قال: من قرأ هذا الدعاء وقت الصبح، ووقت العشاء لحقه اللّه تعالى بصالح
الأعمال، وهو في التوراة، والإنجيل، والزبور، والفرقان، وصحف إبراهيم.

قلت: يا أخي جبرائيل! كلّ من يقرأ هذا الدعاء يعطيه اللّه هذا الثواب؟


قال: نعم، ويعطيه اللّه بكلّ حرف زوجتين من الحور العين، فإذا فرغ من قرائته
بنى اللّه له بيتا في الجنّة، ويعطيه من الثواب بعدد حروف التوراة، والإنجيل، والزبور،
والفرقان العظيم.

قلت: كلّ هذا الثواب لمن قرأ هذا الدعاء؟

قال: نعم، يا رسول اللّه! والذي بعثك بالحق نبيّا ورسولاً! إنّ اللّه تعالى يعطيه
مثل ثواب إبراهيم الخليل، وموسى الكليم، وعيسى الروح الأمين، ومحمّد الحبيب.

قلت: كلّ هذا الثواب لصاحب هذا الدعاء؟

قال: نعم، يا رسول اللّه! كل من قرأ هذا الدعاء، وحمله كان له أكثر ممّا ذكرت،
والذي بعثك بالحقّ نبيّا! إنّ خلف المغرب أرض بيضاء فيها خلق من خلق اللّه
تعالى، يعبدونه ولا يعصونه، قد تمزّقت لحومهم ووجوههم من البكاء، فأوحى اللّه
إليهم لم تبكون، ولم تعصوني طرفة عين؟

قالوا: نخشى أن يغضب اللّه علينا، أو يعذّبنا بالنار.

فقال عليّ صلوات اللّه عليه: قلت: يا رسول اللّه! ليس هناك‏إبليس، أو واحد
من بني آدم.

فقال: والذي بعثني بالحقّ نبيّا! ما يعلمون أنّ اللّه خلق آدم، ولا إبليس، ولا
يحصي عددهم إلاّ اللّه، ومسير الشمس في بلادهم أربعين يوما، لا يأكلون، ولا
يشربون، وإنّ اللّه تعالى يعطي ثواب هذا الدعاء ثواب عددهم وعبادتهم.

قال النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: يعطيهم اللّه ثواب هذا كلّه؟

قال: والذي بعثك بالحقّ نبيّا! إنّ اللّه تعالى بنى في السماء الرابعة بيتا، يقال له:
البيت المعمور، يدخله في كلّ يوم سبعون ألف ملك، ويخرجون منه، ولا يعودون إليه
إلى يوم القيامة، وإنّ اللّه عزّ وجلّ يعطيه ثواب هؤلاء الملائكة، ويعطيه ثوابا بعدد
المؤمنين والمؤمنات من الإنس والجنّ، من يوم خلقهم اللّه تعالى إلى يوم ينفخ في

الصور، وقال: والذي بعثك بالحقّ نبيّا! من كتب هذا الدعاء في إناء نظيف بماء مطر
وزعفران، ثمّ يغسله ويشربه حسب ما يقدر أن يشرب، عافاه اللّه تعالى من كل داء
في جسده، ويشفيه من كلّ داء وسقم.

قلت: يا أخي جبرئيل! كلّ هذه الفضيلة لهذا الدعاء، وكلّ هذا الثواب يعطيه اللّه
لصاحبه؟

قال: والذي بعثك بالحقّ نبيّا! إنّ كلّ من قرأه مات موته الشهداء.

فقلت: من شهداء البحر، أم من شهداء البرّ؟

قال: والذي بعثك بالحقّ نبيّا! إنّ اللّه تعالى يكتب له ثواب سبع مائة ألف شهيد
من شهداء البرّ.

قلت: يا أخي جبرئيل! أيعطيه اللّه كلّ هذا الثواب؟

قال: والذي بعثك بالحقّ نبيّا! إنّ ليلة يقرأ الإنسان هذا الدعاء، فإنّ اللّه يقبل
عليه، وينظر إليه، ويعطيه جميع ما يسأله من حوائج الدنيا والآخرة.

قلت: يا أخي جبرئيل! زدني، قال: وليلة يقرأ هذا الدعاء يدفع اللّه عنه شرّ
الشياطين وكيدهم، ويقبل أعمالهم كلّها، ويطهر ماله، وكذلك بأعمال المؤمنين
والمؤمنات.

قلت: يا أخي جبرئيل! زدني، قال: يا رسول اللّه! قال لي إسرافيل: إنّ اللّه، قال:
وعزّتي وجلالي! إنّه من آمن بي وصدّق بهذا الدعاء، أعطيته ملكا، وإنّي أنا اللّه لا
ينقص خزائني، ولا يفنى نائلي، ولو جعلت الجنّه لعبد من عبادي المؤمنين لم ينقص
ذلك من خزائني قليلاً ولا كثيرا، يا محمّد! أنا الذي إذا أردت أمرا، قلت له: كن
فيكون ما أريد، إنّي إذا أعطيت عبدا أعطيته عطيّة على قدر عظمتي وسلطاني
وقدرتي، يا محمّد! لو أن عبدا من عبادي قرأه بنيّة خالصة، ويقين صادق سبعين مرّة
على رؤس أهل البلا في الدنيا من البرص والجذام والجنون، لعافيتهم من ذلك،

وأخرجتها من أجسادهم، طوبى لمن آمن باللّه، وصدّق نبيّه، وصدّق بهذا الدعاء
والثواب، والويل كلّ الويل لمن أنكره وجحده، ولم يؤمن به.

يا نبيّ اللّه! لو كتب إنسان هذا الدعاء في جام بكافور ومسك وغسله، ورشّ
ذلك على كفن ميّت، أنزل اللّه في قبره مائة ألف نور، ويدفع اللّه عنه هول منكر
ونكير، ويأمن من عذاب القبر، ويبعث اللّه إليه في قبره سبعين ألف ملك، مع كلّ
ملك طبق من نور ينثرونه عليه، ويحملونه إلى الجنّة، ويقولون له: إنّ اللّه تبارك
وتعالى أمرنا بهذا، ونؤنسك إلى يوم القيامة.

ويوسّع اللّه عليه في قبره مدّ بصر، ويفتح له بابا إلى الجنّة، ويوسّدونه مثل
العروس في حجلتها، من حرمة هذا الدعاء وعظمته، ويقول اللّه تعالى إنّني أستحيي
من عبد يكون هذا الدعاء مكتوبا على سرادق العرش قبل أن أخلق الدنيا بخمسة
آلاف عام، وأيّ عبد دعا بهذا الدعاء بنيّة صادقة خالصة، لا يخالطها شكّ في أوّل
شهر رمضان، أعطاه اللّه ثواب ليلة القدر، ويخلق اللّه في كلّ سماء سبعين ألف ملك،
وببيت المقدس سبعين ألف ملك، وبالمشرق سبعين ألف ملك، وبالمغرب سبعين ألف
ملك، لكلّ ملك عشرون ألف رأس، في كلّ رأس عشرون ألف فم، وفي كلّ فم
عشرون ألف لسان، يسبّحون اللّه تعالى بلغات مختلفة، ويجعلون ثواب تسبيحهم
لمن يدعو بهذا الدعاء.

يا بنيّ اللّه! لم يبق نبيّ إلاّ دعا بهدا الدعاء، وما من عبد دعا بهذا الدعاء إلاّ لم يبق
بين الداعي وبين اللّه سوى حجاب واحد، ولا يسأل اللّه شيئا إلاّ أعطاه، وكل من
دعا بهذا الدعاء بعث اللّه تعالى إليه عند خروجه من القبر سبعين ألف ملك، وفي يد
كلّ ملك علم من نور، وسبعين ألف غلام في يد كلّ غلام زمام نجيب، بطنه من لؤلؤ،
وظهره من زبرجد أخضر، وقوائمه من ياقوت أحمر، وعلى ظهر كلّ نجيب قبّة،
وللقبّة أربعمائة فراش من سندس واستبرق، على كلّ فراش أربعمائة حوريّة، وأربع

مائة وصيفة، لكلّ حوريّة ووصيفة أربع مائة ذوابة من المسك الأذفر، وعلى رأس
كلّ وصيفة تاج من الذهب الأحمر، يسبّحون اللّه ويقدّسونه، ويجعلون ثوابهم لمن
يدعو بهذا الدعاء.

وبعد ذلك يأتيه سبعون ألف ملك، مع كلّ ملك كأس من لؤلؤ أبيض، فيه أربعة
ألوان من شراب وماء غير آسن، ولبن لم يتغيّر طعمه، وخير لذّة للشاربين، وعسل
مصفّى، على رأس كلّ ملك طبق ومنديل عليه مكتوب: لا إله إلاّ اللّه، لا شريك له،
وتحت هذه الكتابة مكتوب: هذه هديّة من اللّه تعالى إلى فلان بن فلان، المواظب
على قرائة هذا الدعاء في عرصات القيامة.

والخلق كلّهم ينظرون إليه، ويقولون: من هذا ممّا يكون حوله من الغلمان والوصائف
وهم على النجيب، والملائكة من بين يديه ومن خلفه، يسوقونه إلى تحت العرش؟

فينادي مناد، من قبل الرحمن: يا عبدي! ادخل الجنّة بغير حساب.

يا رسول اللّه! أيّ عبد دعا بهدا الدعاء يكون ملائكته في تعب ممّا يكتبون له من
الحسنات، ويمحون عنه السيّئات.

قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: ما من عبد من أُمّتي دعا بهذا الدعاء في شهر رمضان
ثلاث مرّات، وإن قرأه مرّة واحدة أجزاه، إلاّ وقد حرّم اللّه جسده على النار،
ووجبت له الجنّة، فقدره على اللّه عظيم، ومنزلته جليل.

ومن دعا بهذا الدعاء وكلّ اللّه عزّ وجلّ به ملائكة يحفظونه من المعاصي،
ويسبّحون ويقدّسون اللّه، ويحفظونه من البلايا كلّها، ويفتحون له أبواب الجنّة،
ويغلقون عنه أبواب جهنّم، وما دام حيّا فهو في أمان اللّه وعند وفاته، وقد أعدّ اللّه
ما وصفت لك.

فقال النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: يا أخي جبرائيل! شوّقتني إلى هذا الدعاء، فقال جبرائيل: يا
محمّد! لا تعلّم هذا الدعاء إلاّ لمؤمن يسحقّه، لا يتوانا في حفظه، ويستهزيء به، وإذا

قرأه يقرأه بنيّة صادقة خالصة.

وإذا علّقه عليه يكون على طهارة لأنّه لا يمسّه إلاّ المطهّرون.

قال الحسين بن عليّ صلوات اللّه عليهما: أوصاني أبي أمير المؤمنين عليّ بن
أبي طالب عليه‏السلام، وصيّة عظيمة بهذا الدعاء وحفظه، وقال لي: يا بنيّ! اكتب هذا
الدعاء على كفني.

وقال الحسين عليه‏السلام: فعلت كما أمرني أبي به، وهو سريع الإجابة، خصّ اللّه به
عباده المقرّبين، وما منعه عن الأولياء والأصفياء، وهو كنز من كنوز اللّه، وهو
المعروف بدعاء الجوشن.

أيّها الحامل لهذا الدعاء المطّلع عليه! ناشدتك اللّه لا تسمح بهذا الدعاء إلاّ لمؤمن
موال يستحقّه حقّي به، وإن بذلته لغير مستحقّه ممّن لا يعرف حقّه، ومن يستهزء به
فاسئل اللّه العظيم أن يحرمه ثوابه، وأن يجعل النفع ضرّا، وهذه وصيّتي إليك في
الحرز، والدعاء المعروف بحرز الجوشن جعله اللّه حرزا وأمانا لمن يدعو به من
آفات الدنيا والآخرة.

وقال النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم لعليّ بن أبي طالب عليه‏السلام: يا عليّ! علّمه لأهلك، وولدك،
وحثّهم على الدعاء والتوسّل إلى اللّه تعالى، وبالاعتراف بنعمته، وقد حرمت عليهم
ألاّ يعلّموه مشركا، فإنّه لا يسأل اللّه حاجة إلاّ أعطاه، وكفاه، ووقاه.

وقال النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: يا عليّ! قد عرّفني جبرائيل عليه‏السلام من فضيلة هذا الدعاء ما لا
أقدر أن أصفه، ولا يحصيه إلاّ اللّه تعالى عزّ جلاله، وتعالى شأنه، والحمد للّه ربّ
العالمين[493].

(3806) 9 ـ السيّد شرف الدين الأستراباديّ رحمه‏الله: قال محمّد بن العبّاس رحمه‏الله:

حدّثنا أحمد بن الفضيل الأهوازيّ، عن بكر بن محمّد بن إبراهيم غلام الخليل، قال:
حدّثنا زيد بن موسى، عن أبيه موسى، عن أبيه جعفر، عن أبيه محمّد، عن أبيه عليّ
بن الحسين، عن أبيه الحسين، عن أبيه عليّ بن أبي طالب عليهم‏السلام في قول اللّه عزّ وجلّ:
«وَ إِنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالْأَخِرَةِ عَنِ الصِّرَ طِ لَنَـكِبُونَ»[494]، قال: عن ولايتنا أهل
البيت[495].

(3807) 10 ـ العلاّمة المجلسيّ رحمه‏الله: كتاب المسلسلات: حدّثنا محمّد بن عليّ بن
عليّ بن الحسين، قال: حدّثني أبي، عن حبيب بن الحسن التغلبيّ، عن عبد اللّه
ابن  المنصور، عن أبيه، قال: سألت مولانا أبا الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام، عن قوله
عزّ وجلّ: «يَعْلَمُ السِّرَّ وَ أَخْفَى»[496].

قال: فقال لي: سألت أبي، قال: سألت جدّي، قال: سألت أبي عليّ بن الحسين
قال: سألت أبي الحسين بن عليّ، قال: سألت النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم عن قول اللّه عزّ وجلّ:
«يَعْلَمُ السِّرَّ وَ أَخْفَى».

قال: سألت اللّه عزّ وجلّ، فأوحى إليّ: أنّي خلقت في قلب آدم عرقين يتحرّكان
بشيء من الهواء، فإن يكن في طاعتي كتبت له حسنات، وإن يكن في معصيتي لم
أكتب عليه شيئا حتّى يواقع الخطيئة، فاذكروا اللّه على ما أعطاكم أيّها المؤمنون[497].

(3808) 11 ـ الخوارزميّ: أخبرني والدي، حدّثنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم
الإمام، أخبرنا قاضي القضاة أبو الحسن عبد الجبّار بن أحمد الأسد آباديّ، حدّثنا

أبو حاتم أحمد بن الحسن بن هارون ـ بالريّ ـ، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد البغداديّ،
حدّثنا محمّد بن سهل مولى عمر بن عبد العزيز، حدّثنا عمرو بن عبد الجبّار، عن
أبيه، عن موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن
أبيه  عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ عليهم‏السلام: أنّ النبيّ  صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم كان إذا عطس،
قال له عليّ عليه‏السلام: أعلى اللّه ذكرك، يا رسول اللّه! وإذا عطس عليّ عليه‏السلام، قال له
رسول  اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: أعلى اللّه عقبك، يا عليّ![498].



[1] ناوى مناواة: عاداه. المنجد: 849.

 

[2] التفسير: 350، ح 235.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3102.

 

[3] الطواعية: الطاعة. يقال: فلان حسن الطواعية أي حسن الطاعة.

 

[4] التفسير: 114، رقم 60.

يأتى الحديث بتمامه في رقم 3534.

 

[5] الاصطلام: الاستيصال، وهو افتعال من باب الصلم، وهو القطع المستأصل. مجمع البحرين:
6/102، صلم.

 

[6] التفسير: 477 رقم 305 ـ 309.

يأتي الحديث بتمامه في رقم 3531.

 

[7] الزهد: 69، ح 183.

يأتي الحديث أيضاً في رقم 3528.

 

[8] تفسير العيّاشيّ: 2/232، ح 37.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 5 رقم 2910.

 

[9] تفسير العيّاشيّ: 2/150، ح 37.

يأتي الحديث بتمامه في رقم 3524.

 

[10] في البحار: «ثمّ ادع وحش الجبل تجبك، فإذا أجابتك»، بدل ما في المتن.

 

[11] في البحار: «حين ناهد قرناها»، بدل «تجد قرنيها».

 

[12] بصائر الدرجات: 526، ح 6. عنه البحار: 26/26، ح 27.

مختصر بصائر الدرجات: 57، س 23، بتفاوت يسير. عنه البحار: 40/197، ح 82.

قطعة منه في ما رواه عليه‏السلام عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، و(إنّ عليّاً عليه‏السلام كتب ما كان ينزل على النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم).

 

[13] الكافي: 3/114، ح 7. عنه وسائل الشيعة: 2/399، ح 2457، والبحار: 56/187، ح 35،
والوافي: 24/212، ح 23910، ونور الثقلين: 5/169، ح 92، و525، ح 22، والجواهر السنيّة: 275، س 12، طبّ الأئمّة
عليهم‏السلام للسيّد الشبّر: 88، س 1.

مكارم الأخلاق: 244، س 5، بتفاوت يسير.

قطعة منه في في فضل الشيعة.

 

[14] الكافي: 2/265، ح 20. عنه الوافي: 5/794، ح 3059، والبحار: 69/26، ح 22، ونور
الثقلين: 4/602، ح 45، والجواهر السنيّة في الأحاديث القدسيّة: 278، س 3.

مشكاة الأنوار: 288، س 20.

 

[15] الكافي: 2/276، ح 31. عنه وسائل الشيعة: 15/307، ح 20593، والوافي: 5/1008، ح
3490، والبحار: 70/344، ح 28.

 

[16] الكافي: 3/220، ح 9. عنه وسائل الشيعة: 3/247، ح 3534، والوافي: 25/548، ح
24624.

 

[17] الكافي: 2/124، ح 12.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 2 رقم 855.

 

[18] الكافي: 1/543، ح 5.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3387.

 

[19] الكافي: 1/426، ح 73.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 5 رقم 2923.

 

[20] الكافي: 4/465، ح 7.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3184.

 

[21] تحف العقول: 383، س 1.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3264.

 

[22] تحف العقول: 412 س 13. عنه البحار: 75/324، ح 26.

 

[23] علل الشرائع: ب 238/300، ح 5.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 5 رقم 2802.

 

[24] من لا يحضره الفقيه: 2/127، ح 546.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 5 رقم 2794.

 

[25] علل الشرائع: ب 32/334، ح 1.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 5 رقم 2789.

 

[26] علل الشرائع: ب 73، 81، ح 2. عنه وسائل الشيعة: 1/311، ح 819، و7/151، س 8،
ضمن ح 8976، أشار إليه، والبحار: 67/55، ح 23، و69/63، ح 9، و77/185، ح 38، و90/150، س 11، ضمن ح 1، أشار إليه، والجواهر السنيّة في الأحاديث القدسيّة: 38، س 14، أشار إليه.

مسائل عليّ بن جعفر: 344، ح 849.

 

[27] الخصال: 335، ح 36.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 2 رقم 849.

 

[28] في المصدر: «إلاّ أعطيه»، وما أثبتناه عن البحار.

أعطَبَه: أهلكه. المعجم الوسيط: 607.

 

[29] أدْلى فلانٌ بحجّته: أحضرها واحتجّ بها، أو أثبتها فوَصَل بها إلى دعواه. المعجم الوسيط: 295.

 

[30] علل الشرائع: ب 65/76، ح 5.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 2 رقم 858.

 

[31] قصص الأنبياء: 205 ح 267.

يأتي الحديث بتمامه في رقم 3525.

 

[32] المناقب: 2/229 س 17. عنه البحار: 39/126، ح 14، ومدينة المعاجز: 1/372، ح
239.

الصراط المستقيم: 1/243، س 22.

 

[33] مكارم الأخلاق: 376، س 2.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 5 رقم 2985.

 

[34] بحار الأنوار: 87/96، س 3.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 5 رقم 2987.

 

[35] التفسير: 120، رقم 63.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 5 رقم 2834.

 

[36] عيون أخبار الرضا عليه‏السلام: 1/81، ح 9.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3383.

 

[37] المؤمن: 60، ح 152.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3132.

 

[38] الكافي: 2/188، ح 7.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3285.

 

[39] الكافي: 3/238، ح 11.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 3 رقم 1217.

 

[40] مستطرفات السرائر: 49، ح 9.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3092.

 

[41] الكافي: 5/554، ح 4.

يأتي الحديث بتمامه في رقم 3566.

 

[42] الكافي: 6/331، ح 2. عنه وعن المحاسن، وسائل الشيعة: 25/96، ح 31304.

المحاسن للبرقيّ: 484، ح 528. عنه البحار: 63/181، ح 14، مكرّر.

 

[43] أمرأ الطعام: جعله مريئا، نفعه. المعجم الوسيط: 860.

 

[44] الكافي: 6/352، ح 4. عنه وعن المحاسن، وسائل الشيعة: 25/153، ح 31489.

المحاسن للبرقيّ: 539، ح 822. عنه البحار: 63/156، ح 11.

 

[45] تفسير العيّاشيّ: 2/150، ح 37. عنه البحار: 11/338، ح 71، وفيه: عن أبي الحسن
موسى
عليه‏السلام، والبرهان: 2/223، ح 25، وفيه: عن أبي الحسن الرضا عليه‏السلام: ونور الثقلين: 2/365، ح 123، نحو ما في البرهان.

قطعة منه في علمه عليه‏السلام باللغات المختلفة، و(ما رواه عليه‏السلام من الأحاديث القدسيّة).

 

[46] الكافي: 2/124، ح 12.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 2 رقم 855.

 

[47] الخصال: 335، ح 36.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 2 رقم 849.

 

[48] قصص الأنبياء: 205 ح 267. عنه البحار: 14/69، س 9، أشار إليه.

قطعة منه في ما رواه عليه‏السلام من الأحاديث القدسيّة، و(ما رواه عن سليمان عليهماالسلام).

 

[49] الكافي: 5/567، ح 50.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 2 رقم 623.

 

[50] قصص الأنبياء: 205 ح 267.

تقدّم الحديث بتمامه في رقم 3525.

 

[51] الخصال: 335، ح 36.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 2 رقم 849.

 

[52] تفسير العيّاشيّ: 2/232، ح 37.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 5 رقم 2910.

 

[53] قرب الإسناد: 238، ح 935.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 5 رقم 2804.

 

[54] قصص الأنبياء: 154 ح 167. عنه البحار: 13/132 ح 36، و92/217،  ح 11.

 

[55] الكافي: 2/640، ح 4. عنه وسائل الشيعة: 12/23، ح 15542، والوافي: 5/578، ح
2608.

 

[56] تحف العقول: 383، س 1.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3264.

 

[57] الزهد: 69، ح 183. عنه البحار: 12/353، ح 25، و68/231، ح 10.

تقدّم الحديث أيضاً في ما رواه من الأحاديث القدسيّة.

 

[58] في المصدر: «إلاّ أعطيه»، وما أثبتناه عن البحار.

أعطَبَه: أهلكه. المعجم الوسيط: 607.

 

[59] علل الشرائع: ب 65/76، ح 5.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 2 رقم 858.

 

[60] الكافي: 8/75، ح 57.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 5 رقم 2818.

 

[61] الخصال: 20 ح 69. عنه البحار: 68/335 ح 18.

روضة الواعظين: 504 س 3، بتفاوت يسير. عنه مستدرك الوسائل: 8/466 ح 10028

مشكاة الأنوار: 235 س 7، مرسلاً.

 

[62] تحف العقول: 383، س 1.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3264.

 

[63] قصص الأنبياء: 190 ح 238. عنه البحار: 13/416 10، و72/466 ح 9، أشار إليه،
ومستدرك الوسائل: 3/43، س 11، ضمن ح 2973، و13/16 ح 14603، و57 ح 1474، قِطَع منه.

 

[64] الحجرات: 49/2.

 

[65] الأنعام: 6/158.

 

[66] النساء: 4/46.

 

[67] البقرة: 2/104.

 

[68] الاصطلام: الاستيصال، وهو افتعال من باب الصلم، وهو القطع المستأصل. مجمع البحرين: 6/102، صلم.

 

[69] التوبة: 9/107.

 

[70] التفسير: 477 رقم 305 ـ 309. عنه تفسير الصافي: 2/376، س 5، قطعة منه، والبحار:
21/257، ح 7، و97/85، ح 57، قطعتان منه، والبرهان: 2/161، ح 2، قطعة منه، إثبات الهداة: 1/392، ح 604، و394، ح 611، قطعتان منه.

قطعة منه في سورة البقرة: 2/104، و(سورة النساء: 4/46)، و(سورة التوبة: 9/107)، و(سورة الحجرات: 49/2)، و(ما رواه عليه‏السلام من الأحاديث القدسيّة)، و(ما رواه عليه‏السلام عن الإمام عليّ عليه‏السلام).

 

[71] البقرة: 2/16.

 

[72] الحُشاشة: بقيّة الروح في المريض، ويقال: ...  ما بقي من المروءة إلاّ حشاشة محتضر [ على
التشبيه
]. المعجم والوسيط: 176، حشّ.

 

[73] التفسير: 125 رقم 64. عنه تأويل الآيات الظاهرة: 96، س 11، قطعة منه، والبحار:
8/59، ح 82، قطعة منه، و65/106، ح 20، أورده بتمامه، بتفاوت يسير، والبرهان: 1/64، ح 1، قطعة منه، وحلية الأبرار: 2/153، ح 1.

قطعة منه في سورة البقرة: 2/16.

 

[74] البقرة: 2/8.

 

[75] التفسير: 111 رقم 58. عنه تأويل الآيات الظاهرة: 37، س 3، بتفاوت، والبحار:
37/141، ح 36، بتفاوت، والبرهان: 1/59، ح 1، بتفاوت، وإثبات الهداة: 2/150، ح 658، قطعة منه.

قطعة منه في سورة البقرة: 2/8، و(ما رواه عليه‏السلام عن بعض الخلفاء).

 

[76] الطواعية: الطاعة. يقال: فلان حسن الطواعية أي حسن الطاعة.

 

[77] الهَضْبَة ج هِضَب وهَضْب وهِضاب: الجبل المنبسط على وجه الأرض، وقيل: الجبل الطويل الممتنع المنفرد، ما ارتفع من الأرض. المنجد: 867.

 

[78] البقرة: 2/10.

 

[79] التفسير: 114 رقم 60. عنه تأويل الآيات الظاهرة: 39، س 15، بتفاوت، والبحار:
37/144، س 2، ضمن ح 36، بتفاوت، ومدينة المعاجز: 1/435، ح 295، والبرهان: 1/60، ح 1، بتفاوت، وإثبات الهداة: 2/150، ح 659، و481، ح 286، قطعتان منه.

قطعة منه في ما أكرمه اللّه عليّا عليه‏السلام و(سورة البقرة: 2/10)، و(ما رواه عليه‏السلام من الأحاديث القدسيّة).

 

[80] التفسير: 120، رقم 63.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 5 رقم 2834.

 

[81] التفسير: 447 ر 305 ـ 307.

تقدّم الحديث بتمامه في رقم 3531.

 

[82] مسائل عليّ بن جعفر: 148، ح 187. عنه البحار: 10/268، س 2، ووسائل الشيعة:
19/211، ح 24448.

 

[83] مسائل عليّ بن جعفر: 116، ح 49. عنه البحار: 10/255، س 7، ووسائل الشيعة: 9/60،
ح 11519.

 

[84] مسائل عليّ بن جعفر: 148، ح  185. عنه البحار: 10/267، س  21 ووسائل الشيعة:
17/107، ح  22103.

 

[85] تفسير العيّاشيّ: 2/315، ح 151.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 5 رقم 2919.

 

[86] المحاسن: 364 ح 105. عنه وسائل الشيعة: 11/432 ح 15182، والبحار: 73/279 ح
17.

 

[87] المحاسن: 431، ح 257. عنه البحار: 63/371، ح 12، ووسائل الشيعة: 24/355، ح
30764.

 

[88] المحاسن: 485، ح 532. عنه وسائل الشيعة: 25/95، ح 31300. وعنه وعن المكارم،
البحار: 63/183، ح 18، وطب الأئمّة
عليهم‏السلام للسيّد الشبّر: 195، س 1.

مكارم الأخلاق: 44، س 11، مرسلاً، بتفاوت يسير.

 

[89] المحاسن: 491، ح 577. عنه وسائل الشيعة: 25/273، ح 31894، والبحار: 63/100، ح
16، و101، ح 18.

 

[90] المحاسن: 504، ح 638. عنه وسائل الشيعة: 25/129، ح 31414، والبحار: 63/258، ح
5، وطبّ الأئمّة
عليهم‏السلام للسيّد الشبّر: 202، س 3.

 

[91] المحاسن: 549، ح 878. عنه وسائل الشيعة: 25/167، ح 31543، والبحار: 63/170، ح
10، و101/81، ح 17.

 

[92] المحاسن: 558، ح 927. عنه وسائل الشيعة: 24/422، ح 30955، والبحار: 63/439، ح
11.

 

[93] المحاسن: 564، ح 963. عنه وسائل الشيعة: 24/422، ح 30956، والبحار: 63/441، ح
20.

 

[94] المحاسن: 339، ح 124.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 4 رقم 2373.

 

[95] المحاسن: 339 ح 124.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 4 رقم 2373.

 

[96] بصائر الدرجات: 526، ح 6.

تقدّم الحديث بتمامه في رقم 3514.

 

[97] قرب الإسناد: 258، ح 1021، و299، ح 1176.

عنه البحار: 66/67، ح 17، ووسائل الشيعة: 28/237، ح 34648، و242، ح 34657.

عوالي اللئالي: 40، ح 42، مرسلاً، عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم.

مسائل عليّ بن جعفر: 292، س 15، ضمن ح 746، 312، ح 788.

 

[98] قرب الإسناد: 240، ح 944. عنه البحار: 96/151، ح 16، ووسائل الشيعة: 12/549،
ح 17053.

مسائل عليّ بن جعفر: 271، ح 671.

 

[99] قرب الإسناد: 258، ح 1020. عنه البحار: 27/64، ح 1، 74/119، ح 16، و76/275،
ح 3، و101/372، ح 10، ووسائل الشيعة: 29/23، ح 35058.

مسائل عليّ بن جعفر: 292، ح 746، بتفاوت يسير.

 

[100] قرب الإسناد: 275، ح 1096.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 4 رقم 2613.

 

[101] قرب الإسناد: 273، ح 1086.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 5 رقم 2644.

 

[102] الذَوْد: القطيع من الإبل بين الثلاث إلى العشر. المعجم الوسيط: 317.

 

[103] الحارِكان: مُلْتَقى الكَتِفين. المصباح المنير: 131.

 

[104] قرب الإسناد: 317، ح 1228.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3379.

 

[105] تفسير العيّاشيّ: 1/153، ح 510. عنه البحار: 93/127، ح 45، ووسائل الشيعة:
9/383، س 3، ضمن، ح 12292، أشار إليه، والبرهان: 1/259، ح 14.

 

[106] تفسير العيّاشيّ: 2/92، ح 73. عنه البحار: 21/164، ح 8، والبرهان: 2/137، ح 15.

 

[107] النوادر: 32 ح 33. عنه البحار: 101/234 ح 94، ووسائل الشيعة: 23/320 ح 29651.

 

[108] بصائر الدرجات: الجزء الثاني: 78، س 4. عنه البحار: 26/246، ح 11.

مسائل عليّ بن جعفر: 322، ح 806.

 

[109] الكافي: 1/32، ح 1. عنه وسائل الشيعة: 17/327، ح 22682، و27/43، ح 33167،
قطعة منه، والوافي: 1/133، ح 50.

وعنه وعن الأمالي، الفصول المهمّة للحرّ العامليّ: 1/679، ح 1071.

الأمالي للصدوق: 220، ح 13، قطعة منه.

عنه وعن المعاني والسرائر والعوالي، البحار: 1/211، ح 5.

عوالي اللئالي: 4/79، ح 75، مرسلاً عن الكاظم عليه‏السلام.

مشكاة الأنوار: 137، س 16، نحو ما في العوالي.

معاني الأخبار: 141، ح 1، نحو ما في الأمالي.

مستطرفات السرائر: 127، ح 1، نحو ما في الأمالي.

قطعة منه في ما رواه عليه‏السلام عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم.

 

[110] الكافي: 1/460، ح 8.

 

[111] الكافي: 4/258 ح 25. عنه وعن الفقيه، وسائل الشيعة: 11/116 ح 14391.

من لا يحضره الفقيه: 2/145 ح 336 مرسلاً وبتفاوت يسير.

 

[112] الكافي: 2/158، ح 5. عنه وسائل الشيعة: 21/505، ح 27705، والوافي: 5/494، ح
2415، والبحار: 71/45، ح 6، ونور الثقلين: 3/149، ح 133.

مشكاة الأنوار: 158، س 20.

 

[113] الكافي: 2/334، ح 21. عنه البحار: 72/330، ح 62، والظاهر أنّ السند المذكور فيه
يرتبط بما قبله في الكافي.

جامع الأخبار: 154، س 20، مرسلاً. عنه البحار: 72/352، س 20 ضمن ح 61،

روضة الواعظين: 512، س 5، نحو ما في جامع الأخبار. عنه البحار: 72/351، س 3، ضمن ح 59،

مشكاة الأنوار: 316، س 4، كما في الروضة.

 

[114] الكافي: 2/348، ح 2. عنه البحار: 71/60، ح 23، ووسائل الشيعة: 21/500، ح
27692، عن أبي عبد اللّه
عليه‏السلام.

 

[115] الكافي: 2/571، ح 8. عنه الوافي: 9/1648، ح 8896.

 

[116] الكافي: 2/662، ح 3. عنه وسائل الشيعة: 12/111، ح 15789، والوافي: 5/624، ح
2724.

 

[117] الكافي: 3/208، ح 7، و463، ح 1، وفيه: «عمرو بن عثمان»، بدل «عمرو بن سعيد»، قطعة
منه. عنه الوافي: 9/1365، ح 8374، و25/499، ح 24508.

وعنه وعن المحاسن، وسائل الشيعة: 3/99، ح 3129، و185، ح 3357، و7/485، ح 9923، قطعات منه، والبحار: 22/155، ح 13.

تهذيب الأحكام: 3/154، ح 329، قطعة منه.

المحاسن: 313، ح 31، وفيه: عن أبي سمينة، عن محمّد بن أسلم، عن الحسين بن خالد، قال: سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام. عنه البحار: 78/380، ح 36، و88/155، ح 12، قطعة منه.

 

[118] الكافي: 4/52، ح 11. عنه وسائل الشيعة: 16/331، ح 21688، والوافي: 10/505، ح
9989.

المحاسن للبرقيّ: 389، ح 18. عنه البحار: 71/361، ح 12. وعنه وعن الكافي، وسائل الشيعة: 24/291، ح 30576.

 

[119] الكافي: 4/410، ح 19. عنه وعن التهذيب، وسائل الشيعة: 13/315، ح 17830.

تهذيب الأحكام: 5/107، ح 346.

من لا يحضره الفقيه: 2/155 س 16، ضمن ح 669. عنه وعن الكافي، إثبات الهداة: 2/16،
ح 66.

 

[120] الكافي: 4/412، ح 3. عنه وعن الفقيه، وسائل الشيعة: 13/306، ح 17809.

من لا يحضره الفقيه: 2/134، 564، مرسلاً، قطعة منه.

قطعة منه في تقبيل يده عليه‏السلام.

 

[121] الكافي: 5/89، ح 2. عنه وسائل الشيعة: 17/434، ح 22928، والوافي: 17/93، ح
16930.

 

[122] الكافي: 5/554، ح 4. عنه وسائل الشيعة: 20/357، ح 25820، والجواهر السنيّة: 44،
س 3.

عوالي اللئالي: 3/548، ح 13.

طبّ الأئمّة عليهم‏السلام للسيّد الشبّر: 441، س 11، قطعة منه.

قطعة منه في ما رواه عليه‏السلام عن الكتب السماويّة.

 

[123] الأعراف: 7/43.

 

[124] الزحرف: 43/13.

 

[125] الكافي: 6/540، ح 17. عنه البحار: 60/204، ح 31، قطعة منه، ونور الثقلين: 2/31، ح120، و4/593، ح 14. وعنه وعن المحاسن وثواب الأعمال، والتهذيب، وسائل الشيعة:
11/388، ح 15081.

المحاسن: 628، ح 103.

ثواب الأعمال: 227، ح 1. عنه وعن المحاسن، البحار: 73/296، ح 25.

تهذيب الأحكام: 6/165، ح 309.

 

[126] الكافي: 6/48، ح 1. عنه وعن التهذيب، وسائل الشيعة: 21/479، ح 27638.

تهذيب الأحكام: 8/111، ح 384.

عدّة الداعي: 86، س 10، مرسلاً.

 

[127] الكافي: 6/357، ح 4. عنه وعن المحاسن، وسائل الشيعة: 25/165، ح 31536.

المحاسن للبرقيّ: 549، ح 881، وفيه: عن محمّد بن سنان أو غيره، عن الحسن بن عثمان، عن
حمزة بن بزيع ...  . عنه البحار: 63/170، ح 13، وطبّ الأئمّة
عليهم‏السلامللسيّد الشبّر: 226، س 6.

 

[128] الدُبّاء: القَرْع. المعجم الوسيط: 268، دبّ.

القَرْع: جنس نباتات زراعيّة من فصيلة القرعيّة، فيه أنواع تزرع لثمارها، وأصناف تزرع للتزيين، واحدته قرعة، وأكثر ما تسمّيه العرب الدُبّاء. [ بالفارسيّة: كدو تنبل]، المصدر: 728.

 

[129] الكافي: 6/371، ح 7. عنه وعن المحاسن، وسائل الشيعة: 25/203، ح 31682، والفصول
المهمّة للحرّ العامليّ: 3/122، ح 2710.

المحاسن للبرقيّ: 521، ح 732. عنه البحار: 63/227، ح 10، وطبّ الأئمّة عليهم‏السلامللسيّد الشبّر: 226، س 6.

 

[130] الكافي: 6/471، ح 2. عنه وسائل الشيعة: 5/93، ح 6017.

 

[131] الكافي: 1/313 ح 14.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 363.

 

[132] الكافي: 1/543، ح 5.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3387.

 

[133] الكافي: 1/539، ح 4، و5/44، ح 4، باختصار.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 4 رقم 1816.

 

[134] الكافي: 5/404، ح 8.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 4 رقم 2185.

 

[135] الكافي: 5/376، ح 7.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 4 رقم 2193.

 

[136] الكافي: 5/277، ح 5.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 5 رقم 2648.

 

[137] الكافي: 7/185، ح 5.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 5 رقم 2743.

 

[138] الكافي: 7/204، ح 3.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 5 رقم 2757.

 

[139] الكافي: 7/349، ح 4.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 5 رقم 2773.

 

[140] الكافي: 1/432، ح 91، و195، ح 6، قطعة منه.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 5 رقم 2959.

 

[141] الكافي: 2/284، ح 21.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3058.

 

[142] الكافي: 1/281، ح 4.

يأتي الحديث بتمامه في رقم 3856.

 

[143] تحف العقول: 383، س 1.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3264.

 

[144] مسائل عليّ بن جعفر: 148، ح 188.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 4 رقم 2612.

 

[145] مسائل عليّ بن جعفر: 110، ح 24.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 4 رقم 2262.

 

[146] مسائل عليّ بن جعفر: 146، ح 177.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 4 رقم 2302.

 

[147] مائة منقبة: 113، المنقبة الرابعة والخمسون. عنه البحار: 8/191، ح167، و27/228، ح
30، ومدينة المعاجز: 2/354، ح 597، و4/31، ح 1065.

الخصال: 1/323، ح 10، وفيه: حدّثنا أبو عليّ الحسن بن عليّ بن محمّد بن [عليّ بن ]عمرو العطّار ببلخ، وكان جدّه عليّ بن عمرو صاحب عليّ بن محمّد العسكريّ عليه‏السلام، وهو الذى خرج على يده لعن فارس بن حاتم بن ماهويه، قال: حدّثنا سليمان بن أيّوب المطّلبيّ، قال: حدّثنا محمّد بن محمّد المصريّ، قال: حدّثنا موسى بن اسماعيل ...  . عنه البحار: 27/3، ح 6.

كنز الفوائد: 63 س 3. عنه البحار: 37/98، ح 64.

مقتل الحسين للخواروميّ: 161، ح 63. عنه إحقاق الحقّ: 4/130، س 16.

الأربعون حديثا للخزائيّ النيسابوريّ، المطبوع ضمن نوادر المعجزات: 10، ح 6.

 

[148] مائة منقبة: 151، المنقبة التسعون.

اليقين بإمرة أمير المؤمنين عليه‏السلام: 547، س 4.

 

[149] معاني الأخبار: 173، ح 1.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 5 رقم 2694.

 

[150] إكمال الدين وإتمام النعمة: 644، س 16. عنه البحار: 52/128 ح 21.

 

[151] الأمالي: 252، ح 16. عنه البحار: 69/35، ح 27.

روضة الواعظين: 324، س 22، مرسلاً.

بشارة المصطفى لشيعة المرتضى: 54، س 24.

التمحيص المطبوع ضمن كتاب المؤمن: 47، ح 68. عنه البحار: 8/59، ح 80.

 

[152] علل الشرائع: ب 4/319، ح 3.

 

[153] علل الشرائع: ب 183/440، ح 1. عنه البحار: 96/297، ح 19.

من لا يحضره الفقيه: 2/292، ح 1447، مرسلاً.

إقبال الأعمال: 758، س 22، نحو ما في الفقيه.

 

[154] في البحار: «فيقول اللّه جلّ جلاله»، وفي المسائل: «فيقول اللّه عزّ وجلّ»، بدل ما في المتن.

 

[155] علل الشرائع: ب 222/465، ح 18. عنه وعن ثواب الأعمال، البحار: 69/296، ح 21،
ووسائل الشيعة: 1/70، ح 154، والجواهر السنيّة: 115، س 19.

ثواب الأعمال: 266، ح 1، بتفاوت يسير.

مسائل عليّ بن جعفر: 341، ح 839، نحو ما في الثواب الإعمال.

 

[156] معاني الأخبار: 390، ح 30. عنه البحار: 2/188، ح 19.

 

[157] معاني الأخبار: 390، ح 31. عنه البحار: 2/117، ح 16.

 

[158] ثواب الأعمال: 39، ح 6. عنه وسائل الشيعة: 2/74، ح 1526، والبحار: 73/90، ح 8.

 

[159] ثواب الأعمال: 45، ح 1. عنه البحار: 91/180، ح 5، وإثبات الهداة: 1/538، ح 335.

بشارة المصطفى: 192 س 4، عن عليّ بن جعفر، عن أبيه عليه‏السلام.

مسائل عليّ بن جعفر: 309، ح 781، نحو ما في بشارة المصطفى.

 

[160] ثواب الأعمال: 45، ح 1. عنه وسائل الشيعة: 7/39 س 8، ضمن، ح 8656، أشار إليه،
والبحار: 90/291، ح 14.

الجعفريّات: 363، ح 1466، وفيه: أخبرنا عبد اللّه بن محمّد، قال: أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: حدّثني موسى بن إسماعيل، قال: حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب عليهم‏السلام، قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم.

 

[161] ثواب الأعمال: 230، ح 1. عنه وسائل الشيعة: 2/401، ح 2467، والبحار: 78/184 س
4، ضمن، ح 35، وطبّ الأئمّة
عليهم‏السلام للسيّد الشبّر: 90، س 10.

مكارم الأخلاق: 343 س 22، مرسلاً عن أبي إبراهيم عليه‏السلام، قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم.

 

[162] الخصال: 93، ح 38. عنه البحار: 73/187، ح 5، 227، ح 1، ووسائل الشيعة: 5/333،ح 6711. وعنه وعن المحاسن، البحار: 63/347، ح 1.

من لا يحضره الفقيه: 2/181، ح 810، بتفاوت يسير.

عنه وسائل الشيعة: 5/332، ح 6708، قطعة منه، و11/410، ح 15129.

المحاسن: 356، ح 57، و398، ح 76، قطعتان منه. عنه البحار: 73/228، ح 6، ووسائل
الشيعة: 11/411، ح 15131، و24/416، ح 30938.

الأمان من أخطار الأسفار والأزمان: 53، س 7

مكارم الأخلاق: 248، س 14.

 

[163] آل عمران: 3/33.

 

[164] التين: 95/1 و3.

 

[165] الخصال: 225، ح 58. عنه البحار: 6/144، ح 14، و12/3، ح 3، 13/6، ح 3، و14/2،
ح 2، و201، ح 11، و16/2، ح 5، و323، ح 13، و23/328، ح 8، و56/250، ح 7، و86/267، ح 5، و96/77 ، ح 2، و132، ح 1، قِطع منه، و383، ح 3، أورده بتمامه، و97/392، ح 20، قطعة منه، ونور الثقلين: 5/606، ح 4، والفصول المهمّة للحرّ العامليّ: 1/301، ح 346، و3/371، ح 3121، قطعتان منه، والبرهان 4/477، ح 1، ومقدّمة البرهان: 234، س 3، قطعتان منه.

معاني الأخبار: 364، ح 1، قطعة منه. عنه وعن الخصال البحار: 57/204، ح 2.

روضة الواعظين: 444 س 13، مرسلاً عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم.

 

[166] التوحيد: 407، ح 6.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 5 رقم 2865.

 

[167] علل الشرائع: ب 30/332، ح 4.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 5 رقم 2791.

 

[168] الأمالي: 250، ح 9.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 2 رقم 624.

 

[169] عيون أخبار الرضا عليه‏السلام: 1/81، ح 9.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3383.

 

[170] علل الشرائع: ب 32/334، ح 1.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 5 رقم 2789.

 

[171] الخصال: 227، ح 63. عنه البحار: 62/282، ح 34، و72/370، ح 10، و76/110، ح
2، 252، ح 10، و86/73، ح 43، ووسائل الشيعة: 8/481، ح 11224، و نور الثقلين: 1/566، ح 634، و5/330، ح 58.

مشكاة الأنوار: 255 س 18، مرسلاً عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم.

روضة الواعظين: 453 س 16، نحو ما في المشكاة.

 

[172] الخصال: 248، ح 111. عنه البحار: 73/183، ح 2، ونور الثقلين: 5/481،  ح 46.

روضه الواعظين: 340 س 4، مرسلاً عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم.

 

[173] الخصال: 253، ح 125. عنه وعن الأمالي، البحار: 7/258، ح 1.

الأمالي للصدوق: 42، ح 9. عنه البحار: 68/180، ح 32.

ينابيع المودّة: 1/338، س 2، ضمن ح 20، أشار إليه.

فضائل الشيعة: 7، ح 6.

 

[174] الخصال: 287، ح 42. عنه البحار: 72/15، ح 4.

 

[175] الخصال: 427، ح 4. عنه وعن العلل، البحار: 1/107، ح 3، ومستدرك الوسائل: 1/82،
ح 33، قطعة منه، و11/203، ح 12745، والفصول المهمّة للحرّ العاملي: 1/118، ح 11، قطعة منه.

معاني الأخبار: 312، ح 1. عنه الجواهر السنيّة: 119، س 4، قطعة منه.

مشكاة الأنوار: 250 س 9، مرسلاً عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم.

مستدرك الوسائل: عن العلل، ولم نعثر عليه.

روضة الواعظين: 7 س 16، نحو مافي مشكاة الأنوار.

إرشاد القلوب: 197 س 7، مرسلاً عن أمير المؤمنين عليه‏السلام، قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم  ...

 

[176] الخصال: 430، ح 10.

جامع الأخبار: 35 س 13.

روضة الواعظين: 321 س 19، مرسلاً عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم.

مشكاة الأنوار: 79 س 3، نحو ما في الروضة.

 

[177] الخصال: 541، ح 15. عنه الوافي: 1/136 س 14.

وعنه وعن ثواب الأعمال والاختصاص، البحار: 2/153، ح 3.

ثواب الأعمال: 162، ح 1، وفيه: عن أبي الحسن الأوّل عليه‏السلام.

عنه وعن الخصال، وسائل الشيعة: 27/94، ح 33305.

الاختصاص، المطبوع ضمن مصنّفات الشيخ المفيد رحمه‏الله: 61 س 4.

عنه مستدرك الوسائل: 17/289، ح 21375، و299، ح 21399.

 

[178] الخصال: 313، ح 91.

تهذيب الأحكام: 7/409، ح 1634، بتفاوت يسير.

عنه وعن الفقيه، وسائل الشيعة: 20/95، ح 25125، والوافي: 21/402، ح 21441،
و21442.

من لا يحضره الفقيه: 3/254، ح 1204.

عنه وعن الخصال والمعاني، وسائل الشيعة: 24/311، س 13، ضمن ح 30632، أشار إليه.

معاني الأخبار: 272، ح 1، وفيه: حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضى‏الله‏عنه، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن محمّد بن يحيى العطّار، قال: حدّثني محمّد بن أحمد، قال: حدّثني أبو عبد اللّه الرازيّ، عن سجّادة، عن موسى بن بكر.

 

[179] علل الشرائع: ب 179/438، ح 1. عنه البحار: 96/296، ح 18، ووسائل الشيعة:
14/209، س 4، ضمن ح 19001، أشار إليه.

 

[180] الأمالي: 436، ح 4.

عنه البحار: 63/331، ح 8، ووسائل الشيعة: 24/244، ح 30450.

 

[181] الأمالي: 268، ح 2. عنه وسائل الشيعة: 7/399، س 7، ضمن ح 9683، أشار إليه،
والبحار: 87/65، ح 9، بتفاوت يسير.

الجعفريّات: 371، ح 1491، بتفاوت يسير.

جمال الأسبوع: 260، س 1، بتفاوت يسير.

عنه وعن الجعفريّات، مستدرك الوسائل: 6/91، ح 6507.

 

[182] الأمالي: 273، ح 1. عنه البحار: 66/168، ح 8.

ثواب الأعمال: 45، ح 1، وفيه: أبي رحمه‏الله، قال: حدّثني محمّد بن يحيى العطّار، قال: حدّثني
العمركيّ البوفكيّ، عن عليّ بن جعفر ... بتفاوت يسير.

عنه وعن الأمالي، وسائل الشيعة: 1/487، ح 1289.

الجعفريّات: 378، ح 1514، بتفاوت يسير.

عنه مستدرك الوسائل: 9/23، ح 10097، و11/172، ح 12668، و12/6، ح 13359.

النوادر للراونديّ: 91، ح 28.

عنه البحار: 81/253، س 14، ضمن ح 51.

مسائل عليّ بن جعفر: 339، ح 835.

المحاسن: 290، ح 438، وفيه: عن موسى بن القاسم، عن عليّ بن جعفر ... بتفاوت يسير.

بشارة المصطفى: 190، س 4.

 

[183] الرحمن: 55/60.

 

[184] الأمالي: 316، ح 7. عنه البرهان: 4/271، ح 3.

وعنه وعن التوحيد، والأمالي للطوسيّ، البحار: 3/2، ح 2.

الإختصاص: 225، س 5، مرسلاً.

روضة الواعظين: 52، س 7، نحو ما في الإختصاص.

التوحيد: 28، ح 29. عنه نور الثقلين: 5/199، ح 60، والبرهان: 4/270، ح 2.

منية المريد: 189، س 11، مرسلاً.

الأمالي للطوسيّ: 429، ح 960. عنه البرهان: 4/271، ح 8.

الجعفريّات: 293، ح 1208.

 

[185] معاني الأخبار: 402، ح 66.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 2 رقم 780.

 

[186] عيون أخبار الرضا عليه‏السلام: 1/73، ح 4.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 2 رقم 794.

 

[187] عيون أخبار الرضا عليه‏السلام: 1/76، ح 5.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 2 رقم 795.

 

[188] الاختصاص: 343، س 13.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3259.

 

[189] علل الشرائع: 519 ب 294، ح 1.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3095.

 

[190] كفاية الأثر: 105 س 4. عنه الجواهر السنيّة: 217 س 8، والبحار: 36/321، ح 174.

 

[191] البقرة: 2/156.

 

[192] الأمالي: 76، ح 1. عنه البحار: 66/396، ح 82. عنه مستدرك الوسائل: 2/403، ح
2307، والبحار: 79/129، ح 8.

مسائل عليّ بن جعفر: 340، ح 837.

الجعفريّات: 372، ح 1493، بتفاوت يسير. عنه مستدرك الوسائل: 2/120، ح 13679.

 

[193] الاختصاص، المطبوع ضمن مصنّفات الشيخ المفيد: 268 س 13.

عنه البحار: 23/92، ح 36، وإثبات الهداة: 1/139، ح 279، بتفاوت يسير.

 

[194] الاختصاص، المطبوع ضمن مصنّفات الشيخ: 12/54، س 19.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3383.

 

[195] دلائل الإمامة: 145، ح 52. عنه البحار: 78/112، ح 37، ومستدرك الوسائل: 2/37 ح
1345.

 

[196] بشارة المصطفى: 60 س 15. عنه البحار: 38/199، ح 8، ومستدرك الوسائل: 12/393،
ح 14388.

 

[197] بشارة المصطفى: 145، س 10. عنه البحار: 39/249، ح 11.

 

[198] دلائل الإمامة: 153، ح 68.

مسائل عليّ بن جعفر: 345، ح 851.

تفسير فرات الكوفيّ: 443، ح 585. عنه البحار: 43/224، ح 12، وفيه أبو القاسم العلويّ
الحسنيّ معنعنا، عن ابن عبّاس.

 

[199] طبّ الأئمّة: 107، س 8. عنه البحار: 62/44، ح 8.

مكارم الأخلاق: 152، س 7، مرسلاً عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم.

عنه البحار: 63/75، س 3، ضمن ح 69.

 

[200] آل عمران: 3/103.

 

[201] الأحقاف: 46/23.

 

[202] خصائص الأئمّة عليهم‏السلام: 73، س 12. عنه البحار: 22/485، س 10، ضمن ح 31، و36/19،
ح 13، قِطَع منه، والصراط المستقيم: 3/135، س 2، قطعة منه. ووسائل الشيعة: 4/302، ح 5213، قطعة منه، والبرهان: 1/306، ح 4، قطعة منه، وإثبات الهداة: 2/158، ح 704، قطعة منه.

 

[203] قال السيّد الخوئي: رفاعة في أسناد هذه الروايات هو رفاعة بن موسى. معجم رجال
الحديث: 7/196 ذيل الرقم 4604.

وقال النجاشيّ: رفاعة بن موسى الأسديّ النخّاس روى عن أبي عبد اللّه وأبي الحسن عليهماالسلام، كان ثقة في حديثه، مسكوناً إلى روايته. رجال النجاشيّ: 166 رقم 438.

 

[204] تهذيب الأحكام: 6/356 ح 1015. عنه وعن الاستبصار، وسائل الشيعة: 17/104 ح
22095. الاستبصار: 3/60 ح 197.

 

[205] الأمالي: 448، ح 1002، و1003. عنه البحار: 66/68، س 16، ضمن ح 23.

 

[206] الأمالي: 570، ح 1180. عنه البحار: 70/363، ح 94.

 

[207] الأمالي: 585، ح 1210. عنه البحار: 68/155، ح 68.

 

[208] الأمالي: 619، ح 1276. عنه البحار: 39/297، ح 99، ومدينة المعاجز: 2/314، ح
576.

كشف الغمّة: 1/99، س 14، مرسلاً.

المناقب للخوارزمي: 66، ح 37. عنه البحار: 39/275، س 10، ضمن ح 52، ومدينة المعاجز: 2/314، ح 577.

 

[209] الأمالي: 646، ح 1340. عنه وسائل الشيعة: 24/318، ح 30648، والبحار: 66/405،
ح 110، و71/399، ح 40، 77/298، ح 56، قطعة منه، ومستدرك الوسائل: 1/333، ح 762، قطعة منه.

 

[210] الأمالي: 688، ح 1463. عنه وسائل الشيعة: 20/185، ح 25382، والبحار: 101/50،ح 16.

 

[211] الأمالي: 629، ح 1295. عنه وسائل الشيعة: 2/417، ح 2518، والبحار: 7/304، ح
75، و64/69، ح 28، و78/219، ح 18، وطبّ الأئمّة
عليهم‏السلامللسيّد الشبّر: 108، س 16.

جامع الأخبار: 163، س 3، بتفاوت يسير.

 

[212] الأمالي: 117، ح 182. عنه وسائل الشيعة: 15/368، ح 20768.

وعنه وعن الأمالي للمفيد، البحار: 70/253، ح 20.

الأمالي للمفيد: 344، ح 8. عنه مستدرك الوسائل: 12/16، ح 13386.

مسائل عليّ بن جعفر: 337، ح 830.

 

[213] الأمالي: 225، ح 392. عنه البحار: 1/201، ح 9.

 

[214] الأمالي: 225، ح 393. عنه البحار: 68/139، ح 29، و70/94، س 4، ضمن ح 72، أشار
إليه، و74/121، ح 22.

 

[215] الأمالي: 203، ح 348. عنه البحار: 72/384، ح 3.

 

[216] تهذيب الأحكام: 6/3، ح 1. عنه وعن المقنعة، وسائل الشيعة: 14/337، ح 19344.

المقنعة للمفيد: 457، س 11، وفيه: روي عن الصادق عليه‏السلام، عن آبائه ...

كامل الزيارات: 46، ح 22. عنه البحار: 97/143، ح 29.

المزار للشيخ المفيد: 168، ح 1.

جامع الأخبار: 20، س 8، نحو ما في المقنعة.

المزار الكبير: 33، ح 6.

الجعفريّات، المطبوع مع قرب الإسناد: 129، ح 490. عنه مستدرك الوسائل: 10/189، ح
11820.

دعائم الإسلام: 1/296، س 19. عنه مستدرك الوسائل: 10/188، ح 11818، والبحار: 96/379، ح 16.

 

[217] في الخصال والعلل والمعاني: عن أبي الحسن موسى عليه‏السلام. 

 

[218] تهذيب الأحكام: 6/362، ح 1038.

عنه وعن الاستبصار: والفقيه والمعاني والعلل والخصال، وسائل الشيعة: 17/137، ح
22189.

الاستبصار: 3/63، ح 209.

من لا يحضره الفقيه: 3/96، ح 369. عنه وعن التهذيب، الوافي: 17/187، ح 17088.

معاني الأخبار: 150، ح 1، وفيه: أبي رحمه‏الله، قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن أبي عبد اللّه، عن محمّد بن عليّ الكوفيّ، عن عبيد اللّه الدهقان ... بتفاوت يسير. عنه البحار: 100/77، ح 1.

علل الشرائع: 530، ح 2.

الخصال: 287، ح 44. عنه وعن العلل، البحار: 100/77، ح 2، أشار إليه.

عوالي اللئالي: 3/196، ح 11.

 

[219] تهذيب الأحكام: 7/163، ح 722.

عنه وسائل الشيعة: 17/439، س 15، ضمن ح 22939، أشار إليه، والوافي: 17/95، ح
16934.

 

[220] تهذيب الأحكام: 3/254، ح 702. عنه وسائل الشيعة: 5/231، ح 6414، و233، ح
6420، قطعتان منه، والوافي: 7/507، ح 6461.

 

[221] تهذيب الأحكام: 1/366، ح 1113. عنه الوافي: 6/60، ح 3758.

وعنه وعن العلل والعيون، وسائل الشيعة: 1/207، ح 503.

الاستبصار: 1/30، ح 79.

علل الشرائع: ب 194/281، ح 1. عنه وعن العيون: البحار: 78/30، ح .9

عيون أخبار الرضا عليه‏السلام: 2/82، ح 18.

 

[222] تهذيب الأحكام: 3/254، ح 703.

عنه وعن الفقيه وثواب الأعمال والأمالي، وسائل الشيعة: 5/238، ح 6437.

من لا يحضره الفقيه: 1/152، ح 701.

ثواب الأعمال: 51، ح 1.

الأمالي للصدوق: 405، ح 15.

عنه وعن ثواب الأعمال، البحار: 80/385، ح 61.

 

[223] تهذيب الأحكام: 5/180، ح 602. عنه وسائل الشيعة: 13/532، ح 18379.

 

[224] في المصدر: «سمعت أبا جعفر محمّد بن عليّ عليهماالسلام»، وما أثبتناه عن البحار.

 

[225] الأمالي: 595 ح 1233 ـ 1235. عنه البحار: 16/287 ح 142، قطعة منه، و66/405 ح
109، و71/417 ح 36، قطعة منه، ومستدرك الوسائل: 7/238 ح 8133، قطعة منه.

قطعة منه في ما رواه عن أبيه الصادق عليهماالسلام.

 

[226] تهذيب الأحكام: 6/175، ح 348.

الكافي: 5/50، ح 13، وفيه: محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، عن عليّ بن إسماعيل، رفعه
قال: قال رسول اللّه
صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم ...  . عنه وعن التهذيب، وسائل الشيعة: 15/140، ح 20168.

 

[227] تهذيب الأحكام: 6/193، ح 419.

ثواب الأعمال: 159، ح 1، وفيه: أبي رحمه‏الله قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، قال: حدّثنا إبراهيم بن
هاشم، عن عليّ بن معبد، عن درست، عن عبد الحميد الطائيّ. عنه البحار: 101/280، ح 12. وعنه وعن التهذيب، وسائل الشيعة: 23/289، ح 29589.

 

[228] تهذيب الأحكام: 8/277، ح 1008. عنه وسائل الشيعة: 23/157، ح 29302، قطعة
منه. وعنه وعن قرب الإسناد، وسائل الشيعة: 15/133، ح 20149، قطعة منه.

قرب الإسناد: 260، ح 1031، قطعة منه. عنه البحار: 97/64، س 12، ضمن ح 3.

مسائل عليّ بن جعفر: 296، ح 753، و311، ح 785، قطعتان منه.

قطعة منه في حكم إسكان أهل الكتاب في دار الهجرة.

 

[229] الغيبة: 26، ح 6.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 434.

 

[230] تهذيب الأحكام: 3/64، ح 217.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 2 رقم 869.

 

[231] الاستبصار: 1/92، ح 296.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 3 رقم 1077.

 

[232] تهذيب الأحكام: 7/371، ح 1503.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 4 رقم 2186.

 

[233] تهذيب الأحكام: 8/55 ح 178.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 4 رقم 2311.

 

[234] الجعفريّات: 309، ح 1279.

كشف الغمّة: 2/218، س 10. عنه أعيان الشيعة: 2/9، س 10، والبحار: 71/80، ح 80.

النوادر للراونديّ: 93، ح 33.

بحار الأنوار: 71/80، س 8، ضمن ح 80، و84، س 7، ضمن ح 94، عن الإمامة والتبصرة،
ولم نعثر عليه فيه.

تحف العقول: 46، س 1، مرسلاً، عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم. عنه البحار: 74/149، ح 79.

نور الأبصار: 301، س 20، بتفاوت يسير.

الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: 238، س 16.

 

[235] النوادر للراونديّ: 146، ح 199. عنه البحار: 22/309، ح 11، قطعة منه.

الدعوات للراونديّ: 291، ح 36، قطعة منه. عنه البحار: 7/100، ح 3.

 

[236] الأربعون حديثا، المطبوع ضمن نوادر المعجزات: 37، س 12. عنه مستدرك الوسائل:
17/289 ح 21376.

 

[237] مكارم الأخلاق: 144، س 10. عنه البحار: 63/436، س 18، ضمن ح 1.

 

[238] مكارم الأخلاق: 42، س 3. عنه البحار: 73/147، س 21، ضمن ح 1.

 

[239] مكارم الأخلاق: 69، س 3. عنه البحار: 56/36 ح 8، و59/125 ح 64، ومستدرك
الوسائل: 13/84 ح 14838.

 

[240] المناقب: 2/158، س 12، و161، س 1، قطعة منه. عنه البحار: 39/204، ح 23.

 

[241] مستطرفات السرائر: 19، ح  9. عنه البحار: 93/167، ح  9.

 

[242] مستطرفات السرائر: 19، ح  11. عنه وسائل الشيعة: 16/325، ح  21670، وفيه: موسى
بن بكر، عن العبد الصالح
عليه‏السلام ...

 

[243] مستطرفات السرائر: 19، ح  12. عنه البحار: 101/72، ح  15.

 

[244] مستطرفات السرائر: 127، ح  2. عنه البحار: 1/217، ح 37، ووسائل الشيعة:
17/329، ح  22686، والفصول المهمّة للحرّ العامليّ: 1/980، ح 1072.

 

[245] النوادر: 88، ح 18. عنه مستدرك الوسائل: 7/47، ح 7618.

الكافي: 4/63، ح 4، من دون إسناد إلى المعصوم عليه‏السلام.

روضة الواعظين: 83، س 16، بتفاوت يسير.

 

[246] النوادر: 89، ح 20. عنه مستدرك الوسائل: 13/122، ح 14955، والبحار: 69/67،
ح 27، و72/379، ح 41.

 

[247] النوادر: 89، ح 21. عنه البحار: 72/54، س 22، ضمن ح 19.

 

[248] في جامع الأحاديث والبحار: قوله.

 

[249] النوادر: 90، ح 23. عنه البحار: 72/67، س 12، ضمن ح 27، ومستدرك الوسائل:
15/232، س 1، ضمن ح 18092.

جامع الأحاديث للقمّيّ: 96، س 10.

 

[250] النوادر: 90، ح 25. عنه البحار: 70/362، ح 93.

مستدرك الوسائل: 11/326، ح 13164، عن الجعفريّات، ولم نعثر عليه. ما در مستدركاتجعفريات آورده‏ايم

 

[251] النوادر: 96، ح 46. عنه البحار: 101/98، ح 63.

مستدرك الوسائل: 15/115 ح 17699، عن الجعفريّات، ولم نعثر عليه.

جامع الأحاديث للقمّيّ: 123، س 5، وفيه: مجهِّزات بدل مجهدات.

عدّة الداعي: 89، س 14، مرسلاً عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم.

 

[252] النوادر: 100، ح 57. عنه البحار: 64/75، ح 8.

 

[253] النوادر: 104، ح 71. عنه البحار: 57/94، ح 28، و78/162، ح 24، ومستدرك
الوسائل: 2/528، ح 26.

 

[254] النوادر: 156، ح 226. عنه البحار: 2/36، ح 38، و72/380، س 15، ضمن ح 41،
ومستدرك الوسائل: 13/124، ح 14961، و17/320، ح 21467، قطعة منه.

جامع الأحاديث للقمّيّ: 104، س 8.

دعائم الإسلام: 1/81، س 3.

 

[255] المحارف: منقوص الحظّ، لا ينمو له مال. لسان العرب: 9/44.

 

[256] النوادر: 159، ح 236. عنه البحار: 71/143 ح 17، و73/274 ح 29، و100/92 ح 5،
و101/140، ح 18، ومستدرك الوسائل: 13/415، ح 15767، و15/281، ح 18241، و18/29، ح 21922، قِطع منه.

 

[257] النوادر [في مستدركاته]: 237، ح 484. عنه البحار: 63/75، ح 71، ومستدرك الوسائل:
16/344 ح 20103.

 

[258] النوادر [في مستدركاته]: 239، ح 490. عنه البحار: 72/55، س 4، ح 19.

الدعوات للراونديّ: 220، ح 597.

روضة الواعظين: 417، س 2.

مشكاة الأنوار: 218، س 16.

 

[259] النوادر: 131، ح 165. عنه البحار: 69/216، س 4، ضمن ح 8، ومستدرك الوسائل:12/75، ح 13550، و106، ح 13645، و317، ح 14193.

 

[260] النوادر: 125، ح 146. عنه البحار: 6/314، ح 24، 22/309، ح 10، ومستدرك
الوسائل: 14/354، ح 16941، قطعة منه.

دعائم الإسلام: 2/455، ح 1595، بتفاوت يسير.

 

[261] النوادر: 126، ح 147. عنه مستدرك الوسائل: 11/362، ح 13267.

جامع الأحاديث للقمّيّ: 109، س 1.

 

[262] النوادر : 126، ح 148. عنه البحار: 6/315، ح 25.

 

[263] النوادر: 127، ح 150. عنه البحار: 6/315، ح 27.

جامع الأحاديث للقمّيّ: 63، س 5، قطعة منه.

 

[264] النوادر: 127، ح 151. عنه البحار: 6/315، ح 29، و100/108 ح 9. وعنه وعن
الدعائم، مستدرك الوسائل: 13/233، ح 15219

دعائم الإسلام: 2/29، ح 58، بتفاوت يسير.

 

[265] النوادر: 128، ح 152. عنه البحار: 6/315، ح 28.

 

[266] النوادر: 128، ح 154. عنه مستدرك الوسائل: 13/123، ح 14957، والبحار: 2/67 ح
11، و72/379 س 22، ضمن ح 41.

 

[267] النوادر: 129، ح 157. عنه البحار: 70/363، س 7، ضمن ح 93.

مستدرك الوسائل: 11/347، ح 13219، عن الجعفريّات، ولم نعثر عليه.

 

[268] النوادر: 129، ح 158. عنه البحار: 8/199، ح 201، و73/351، ح 18، و76/116، ح
14، قطعة منه، ومستدرك الوسائل: 9/150، ح 10522، و16/96 ح 19263، قطعة منه.

 

[269] النوادر: 130، ح 159. عنه البحار: 6/315، ح 30.

 

[270] النوادر: 130، ح 160. عنه مستدرك الوسائل: 13/66، ح 14763، و329، ح 15497،
والبحار: 70/158، ح 3، و100/54، ح 26.

 

[271] النوادر: 130، ح 161. عنه البحار: 72/211، س 20، ضمن ح 9.

 

[272] النوادر: 131، ح 163. عنه البحار: 2/55، ح 30، و69/338، ح 3.

جامع الأحاديث للقمّيّ: 140، س 12، بتفاوت يسير.

 

[273] النوادر: 131، ح 164. عنه البحار: 69/216، ح 8.

 

[274] النوادر: 132، ح 166. عنه البحار: 1/168، ح 13.

إرشاد القلوب: 79، س 16، في خطبته صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم.

روضة الموعظين: 10، س 19، بتفاوت يسير.

أعلام الدين: 169، س 12.

دعائم الإسلام: 1/81، س 1، بتفاوت يسير.

 

[275] النوادر: 132، ح 167. عنه البحار: 1/169، س 5، ضمن ح 18، و69/176، ح 3، أشار
إليه فيهما.

دعائم الإسلام: 1/81، س 2.

جامع الأحاديث للقمّيّ: 74، س 3.

 

[276] النوادر: 132، ح 168. عنه البحار: 1/168، ح 14.

دعائم الإسلام: 1/79، س 16، بتفاوت يسير.

أعلام الدين: 81، س 12، بتفاوت يسير.

 

[277] النوادر: 132، ح 169. عنه البحار: 1/222، ح 6.

دعائم الإسلام: 1/81، س 16، بتفاوت يسير.

 

[278] النوادر: 133، ح 170.

جامع الأحاديث للقمّيّ: 71، س 7.

 

[279] النوادر: 133، ح 171. عنه البحار: 72/261، س 12، ضمن ح 64، ومستدرك الوسائل:
9/128، ح 10449.

 

[280] النوادر: 134، ح 172. عنه البحار: 72/380، س 2، ضمن ح 41.

جامع الأحاديث للقمّيّ: 89، س 1.

 

[281] النوادر: 134، ح 173. عنه البحار: 72/380، س 4، ضمن ح 41، ومستدرك الوسائل:
13/123، ح 14958.

جامع الأحاديث للقمّيّ: 59، س 4، قطعة منه.

 

[282] النوادر: 156، ح 227. عنه مستدرك الوسائل: 17/243 ح 21234، والبحار: 2/122ح 40.

جامع الأحاديث للقمّيّ: 118، س 4، بتفاوت يسير.

 

[283] النوادر: 157، ح 228. عنه البحار: 1/216، س 14، ضمن ح 27.

جامع الأحاديث للقمّيّ: 121، س 7.

دعائم الإسلام: 1/81، س 11.

 

[284] النوادر: 157، ح 229. عنه البحار: 2/36، ح 39.

 

[285] النوادر: 157، ح 230. عنه البحار: 1/216، ح 28.

 

[286] النوادر: 157، ح 231. عنه مستدرك الوسائل: 4/253، ح 4627، والبحار: 89/178،
س 18، ضمن ح 7.

جامع الأحاديث للقمّيّ: 93، س 8.

 

[287] النوادر: 158، ح 232.

 

[288] النوادر: 158، ح 233. عنه البحار: 72/380، س 8، ضمن ح 41، ومستدرك الوسائل:
12/209 ح 13904، و13/123 ح 14959.

 

[289] النوادر: 158، ح 234. عنه مستدرك الوسائل: 13/123 ح 14960، والبحار: 72/380
س 10، ضمن ح 41.

 

[290] النوادر: 159، ح 235. عنه البحار: 72/380، س 13، ضمن ح 41.

 

[291] النوادر [في مستدركاته]: 238، ح 489. عنه البحار: 72/54، س 19، ضمن ح 19.

 

[292] النوادر [في مستدركاته]: 275، ح 541. عنه مستدرك الوسائل: 6/476 ح 7294.

 

[293] النوادر في مستدركاته: 275، ح 539، و274، ح 538، بتفاوت يسير، و243، ح 499،
قطعة منه. عنه البحار: 88/132، ح 4، و101/50، ح 14، و98، ح 65، ومستدرك الوسائل: 3/18، ح 2906، و14/288، ح 17638، و15/160، ح 17857.

دعائم الإسلام: 1/194، س 6.

عوالي اللئالي: 1/252، ح 8، مرسلاً عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم.

 

[294] مجمع البيان: 5/195، س 18. عنه مستدرك الوسائل: 4/351،ح 4886.

المصباح للكفعميّ: 593، س 4، مرسلاً.

 

[295] جامع الأحاديث: 69، س 8.

 

[296] جامع الأحاديث: 71، س 2.

بحار الأنوار: 27/7، س 6، و65/15، س 7، ضمن ح 16، قطعة منه، مرسلاً في كليهما نقلاً عن
النهاية.

 

[297] جامع الأحاديث: 127، س 6.

 

[298] جامع الأحاديث: 105، س 13.

مشكاة الأنوار: 132، س 1، مرسلاً عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم.

خصائص الأئمّة عليهم‏السلام: 125، س 8، مرسلاً عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم.

مستدرك الوسائل: 15/26، ح 18072، مرسلاً عن روضة الواعظين.

 

[299] في ثواب الأعمال، وجامع الأخبار، والبحار: أفضلها جزءا.

 

[300] جامع الأحاديث: 99، س 3.

ثواب الأعمال: 215، ح 1، وفيه: أبي رحمه‏الله، قال: حدّثني أحمد بن إدريس، عن محمّد بن أحمد بن
يحيى بن عمران الأشعريّ بإسناده، قال: قال رسول اللّه
صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم.

عنه البحار: 100/7، ح 23.

بحار الأنوار: 100/17، ح 80، عن كتاب الإمامة والتبصرة. عنه مستدرك الوسائل: 13/12، ح 14585.

جامع الأخبار: 139، س 6، مرسلاً. عنه البحار: 100/9، ح 36.

 

[301] جامع الأخبار: 61، س 23. عنه البحار: 91/66، س 1، ضمن ح 52.

بحار الأنوار: 86/351، س 9، عن رسالة الشهيد الثاني رحمه‏الله:، عن الكاظم عليه‏السلام، أشار إليه.

 

[302] مشكاة الأنوار: 70، س 8.

الكافي: 2/103، ح 6، وفيه: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن عثمان بن عيسى، عن
سماعة، عن أبي الحسن موسى
عليه‏السلام، قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: ... و4/43، ح 3، وفيه: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن الحكم، عن موسى بن راشد، عن سماعة، عن أبي الحسن عليه‏السلام، قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم:...، قطعة منه.

عنه وسائل الشيعة: 12/161، ح 15953، و21/547، ح 27831، والوافي: 4/428، ح 2256، و10/486، ح 9944، والبحار: 71/172، ح 41، ونور الثقلين: 4/340، ح 77.

الجعفريّات: 99، ح 347، وفيه: أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ عليهم‏السلامقال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: ... قطعة منه. عنه مستدرك الوسائل: 7/154، ح 7892.

النوادر للراونديّ: 86، ح 12. عنه البحار: 93/131، س 16، ضمن ح 62.

 

[303] كشف الغمّة: 2/217، س 11.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3277.

 

[304] مهج الدعوات: 15، س 14. عنه البحار: 91/209 ح 2، و92/280 ح 3.

 

[305] فلاح السائل: 287، س 19. عنه البحار: 73/216 ح 24.

الجعفريّات: 62 ح 184.

دعائم الإسلام: 1/213، س 3، بتفاوت يسير. عنه البحار: 84/173 ح 1.

 

[306] مهج الدعوات 265، س 5.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 5 رقم 3032.

 

[307] فرج المهموم: 108، س 2.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3386.

 

[308] عمدة عيون صحاح الأخبار: 441 ح 677، عنه البحار: 23/115 ح 24.

 

[309] عمدة الطالب: 215 س 12.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 215.

 

[310] تأويل الآيات الظاهرة: 549 س 3.

البرهان: 4/148 س 26، عن شرف الدين النجفيّ رحمه‏الله.

 

[311] الصراط المستقيم: 3/76، س 6.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 5 رقم 2819.

 

[312] بحار الأنوار: 63/177، ح 39. عنه مستدرك الوسائل: 15/134، ح 17771.

 

[313] بحار الأنوار: 68/357، ح 20، لم نعثر عليه في الأمالي، لكنّه في الكافي: 4/2، ح 4، بإسناده،
عن أبي عبد اللّه
عليه‏السلام، قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم.

 

[314] بحار الأنوار: 69/103، ح 32.

 

[315] بحار: 71/86، ح 100، عنه مستدرك الوسائل: 15/169، ح 17887.

 

[316] بحار الأنوار: 71/86، س 4، ضمن ح 100، و91/72، ح 67، و93/376، ح 64، وفي
ومستدرك الوسائل: 5/352، ح 6066، قطعة منه، و7/480، ح 8703، و15/192، ح 17975.

 

[317] بحار الأنوار: 72/322، ح 52. عنه مستدرك الوسائل: 12/103، ح 13634.

 

[318] بحار الأنوار: 72/51، ح 2. عنه مستدرك الوسائل: 11/293، س 11، ضمن ح 13067،
وح 13068.

 

[319] بحار الأنوار: 73/53، ح 3. مستدرك الوسائل: 8/386، ح 9753، و390، ح 9764.

مكارم الأخلاق: 341، س 9، مرسلاً، القطعة الثانية.

 

[320] بحار الأنوار: 73/12، ح 49. عنه مستدرك الوسائل: 8/372، ح 9707.

 

[321] بحار الأنوار: 85/20، س 12، ضمن ح 22.

 

[322] بحار الأنوار: 100/189، ح 6. عنه مستدرك الوسائل: 14/72، ح 16130.

 

[323] بحار الأنوار: 100/17، ح 81. عنه مستدرك الوسائل: 13/12، ح 14586.

جامع الأخبار: 139، س 7، مرسلاً.

جامع الأحاديث: 99، س 6.

 

[324] بحار الأنوار: 100/159، ح 5. عنه مستدرك الوسائل: 13/423، ح 15791.

 

[325] بحار الأنوار: 100/159، ح 6. عنه مستدرك الوسائل: 13/423، ح 15792، القطعة
الأخيرة، و426، ح 15802.

 

[326] بحار الأنوار: 100/170، ح 27. عنه مستدرك الوسائل: 14/31، ح 16023.

 

[327] بحار الأنوار: 52/269، س 1، ضمن ح 157.

 

[328] بحار الأنوار: 58/191 ح 58.

 

[329] بحار الأنوار: 71/400 ح 44. عنه مستدرك الوسائل: 8/353 ح 9642.

 

[330] بحار الأنوار: 73/161 ح 12.

 

[331] بحار الأنوار: 74/174 س 19 ضمن ح 9. عنه مستدرك الوسائل: 1/122 ح 156، القطعة
الثالثة، مع اختلاف.

 

[332] بحار الأنوار: 89/22 ح 22. عنه مستدرك الوسائل: 89/22 ح 22.

 

[333] بحار الأنوار: 89/189 ح 14.

 

[334] بحار الأنوار: 93/295 ح 27. عنه مستدرك الوسائل: 7/368 ح 8436.

 

[335] بحار الأنوار: 101/274 ح 10.

 

[336] بحار الأنوار: 57/229، ح 57.

 

[337] الحُلية: نبات عشبيّ من فصيلة القطانيّات الفراشيّة، زهره أبيض وقرنه مستطيل. المنجد:
148.

 

[338] بحار الأنوار: 59/233، ح 1.

 

[339] بحار الأنوار: 2/260 ح 12. ومستدرك الوسائل: 17/322 ح 21473.

 

[340] بحار الأنوار: 100/104، ح 56.

عنه مستدرك الوسائل: 13/253، ح 15281، و284، ح 15365.

 

[341] بحار الأنوار: 93/234، ح 33، ولم نعثر عليه في الإمامة والتبصرة. عنه مستدرك الوسائل:
2/79، ح 1469.

 

[342] بحار الأنوار: 63/294، ح 19، ولم نعثر عليه، فى الإمامة والتبصرة.

عنه طبّ الأئمّة للسيّد الشبّر: 179 س 15، وفيه: عن موسى بن إسماعيل، عن موسى ابن
جعفر، عن أبيه، عن آبائه
عليهم‏السلام، قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم.

 

[343] بحار الأنوار: 68/293 ح 64.

 

[344] بحار الأنوار: 101/64 ح 12، ولم نعثر عليه في الإمامة والتبصرة.

عوالي اللئالي: 2/275 ح 41، مرسلاً.

 

[345] قال المجلسيّ في آخر الحديث بعد بيان: وراوى الحديث موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه، عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم.

 

[346] بحار الأنوار: 63/364، ح 42.

 

[347] مستدرك الوسائل: 15/169 ح 17886، ولم نعثر عليه في البحار.

روضة الواعظين: 403، س 23، مرسلاً هم رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم. عنه البحار: 71/80، س 17،
ضمن ح 82.

 

[348] مستدرك الوسائل: 16/385 ح 20264.

بحار الأنوار: 63/133، س 8، ضمن ح 29، أشار إليه.

دعائم الإسلام: 2/147 ح 518. عنه مستدرك الوسائل: 16/385 ح 20266.

 

[349] مستدرك الوسائل: 9/7 ح 10046.

 

[350] عوالي اللئالي: 1/21، س 4، وح 1 ـ 6. عنه مستدرك الوسائل: 7/37، ح 7591، قطعة
منه.

من لا يحضره الفقيه: 1/26، ح 82، قطعة منه. عنه وسائل الشيعة: 1/377، ح 997.

 

[351] التحريم: 66/4.

 

[352] التحريم: 66/4.

 

[353] كفاية الطالب: 319، س 1. تاريخ بغداد: 6/58 ح 3088.

 

[354] ينابيع المودّة: 3/166 س 16. عنه إثبات الهداة: 3/245 س 16.

 

[355] التفسير: 477 رقم 305 ـ 309.

تقدّم الحديث بتمامه في رقم 3531.

 

[356] العنكبوت: 29/1 ـ 6.

 

[357] تفسير القمّيّ: 2/148، س 4. عنه البحار: 22/289، ح 60، و28/307، ح 49،
و29/428، ح 14، قطعة فيها، ونور الثقلين: 4/147، ح 3، والبرهان: 3/243، ح 3.

مجمع البيان: 4/273، س 8، قطعة منه.

تأويل الآيات الظاهرة: 419، س 7، قطعة منه.

قطعة منه في ما رواه عليه‏السلام عن عبّاس بن عبد المطّلب.

 

[358] مسائل عليّ بن جعفر: 147، ح 184.

عنه البحار: 10/267، س 18، ووسائل الشيعة: 23/177، ح 29336.

 

[359] مسائل عليّ بن جعفر: 170، ح 288.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 3 رقم 1465.

 

[360] مسائل عليّ بن جعفر: 115، ح 44.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 5 رقم 2602.

 

[361] المحاسن: 94، ح 52. عنه البحار: 2/266، ح 25، و64/185، ح 3.

مسائل عليّ بن جعفر: 345، ح 850.

 

[362] قرب الإسناد: 259، ح 1027. عنه البحار: 76/184، ح 8.

وعنه وعن المسائل، وسائل الشيعة: 28/248، ح 34679.

مسائل عليّ بن جعفر: 132، ح 125، بتفاوت يسير، و293، ح 749.

عنه البحار: 10/261، س 13.

 

[363] قرب الإسناد: 317، ح 1228.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3379.

 

[364] الكافي: 2/532، ح 30.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 5 رقم 2996.

 

[365] الكافي: 7/91، ح 2.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3378.

 

[366] الكافي: 3/558، ح 2. عنه الوافي: 10/467، ح 9902.

وعنه وعن التهذيب، وسائل الشيعة: 9/301، ح 12068.

تهذيب الأحكام: 4/107، ح 305.

 

[367] في التهذيب: «ورقيقها غير أبي رباح وأبي نيزر، وجبير عتقاء»، بدل ما في المتن، وكذا في الوسائل إلاّ أنّ فيه «أبي رياح» بدل «أبي رباح».

 

[368] وادي القرى: واد بين المدينة والشام، من أعمال المدينة كثير القرى. معجم البلدان: 5/345.

 

[369] في التهذيب: «بدعة»، وفي هامشه: دعة: عين قرب المدينة، وفي الوسائل: «بذعة».

 

[370] بَتَله بَتْلاً من باب قتل: قطَعَه وأبانَه. المصباح المنير: 35.

 

[371] الكافي: 7/49، ح 7.

عنه البحار: 41/40، ح 19، و42/71، ح 3، الوصيّة الأولى، و248، ح 51، الوصيّة الثانية،
و67/187، س 20، أشار إليه.

تهذيب الأحكام: 9/146، ح 608، و176، ح 14، بسند آخر، الوصيّة الثانية.

عنه وعن الكافي، وسائل الشيعة: 19/199، ح 24426، وإثبات الهداة: 2/544، ح 10، قطعة منه.

من لا يحضره الفقيه: 4/139، ح 484، مرسلاً، الوصيّة الثانية.

تحف العقول: 197، س 16، أورد الوصيّة الثانية، مرسلاً. عنه البحار: 75/99، ح 2.

 

[372] في التهذيب: «في فارسين».

 

[373] الكافي: 7/368، ح 9. عنه وعن التهذيب، وسائل الشيعة: 29/261، ح 35584.

تهذيب الأحكام: 10/283، ح 1104، وفيه: محمّد بن الحسن الصفّار، عن محمّد بن الحسين
بن أبي الخطّاب، عن محمّد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن أبي الحسن موسى
عليه‏السلام ... و310، ح 1158.

 

[374] في تنبيه الخواطر: «طيّبة تربتها».

 

[375] الكهف: 18/45.

 

[376] الكافي: 8/15، ح 3.

تنبيه الخواطر ونزهة النواظر: 358، س 12.

 

[377] الكافي: 1/313 ح 14.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 363.

 

[378] الكافي: 6/141، ح 9. عنه وسائل الشيعة: 22/283، ح 28599.

 

[379] السَعْتَر أو الصَعْتَر: نبات من فصيلة الشفويّات، طيّب الرائحة، زهره أبيض إلى الغُبْرة،
يُستعمل بعض أنواعه في الطبّ وفي صُنع العطور. المنجد: 333، سعت.

 

[380] الكافي: 6/375، ح 1. عنه حلية الأبرار: 2/227، ح 7، وطبّ الأئمّة عليهم‏السلامللسيّد الشبّر: 282، س 3.

وعنه وعن المحاسن، وسائل الشيعة: 25/217، ح 31727.

المحاسن للبرقيّ: 594، ح 114، وفيه: عن أبي يوسف، عن زياد بن مروان القنديّ ...

عنه البحار: 63/244، ح 2.

 

[381] الكافي: 6/512، ح 3.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 2 رقم 749.

 

[382] الكافي: 3/397، ح 3.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 3 رقم 1279.

 

[383] الكافي: 5/452، ح 1.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 4 رقم 2178.

 

[384] الكافي: 1/281، ح 4.

يأتي الحديث بتمامه في رقم 3856.

 

[385] تحف العقول: 383، س 1.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3264.

 

[386] مسائل عليّ بن جعفر: 141، ح 161.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 4 رقم 2062.

 

[387] معاني الأخبار: 254، ح 1.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 3 رقم 1178.

 

[388] التوحيد: 352، ح 23.

عنه البحار: 5/39، ح 61، ونور الثقلين: 5/344، ح 29.

 

[389] الإخلاص: 112/1.

 

[390] ثواب الأعمال: 68، ح 1. عنه وسائل الشيعة: 6/494، ح 8525، والبحار: 83/135، ح
18، و84/326، ح 15، و89/349 س 11 ضمن، ح 15.

مسائل عليّ بن جعفر: 309، ح 779.

 

[391] الخصال: 336، ح 39. عنه البحار: 41/105، ح 7، وإثبات الهداة: 2/73، ح 314.

 

[392] التُؤَدَة: الرزانة والتأنّي. المنجد: 883، وأد.

 

[393] الخصال: 437، ح 25. عنه البحار: 2/51، ح 15، و70/159، ح 6، قطعة منه،
و74/400، ح 24، ومستدرك الوسائل: 12/212، ح 13910.

 

[394] الأمالي: 39، ح 10. عنه البحار: 40/4، ح 6.

روضة الواعظين: 114، س 14، مرسلاً.

 

[395] القصص: 28/77.

 

[396] الأمالي: 189، ح 10.

عنه وعن المعاني، البحار: 68/177، ح 18، و70/73، س 1، ووسائل الشيعة: 16/83، ح
21043.

معاني الأخبار: 325، ح 1.

عنه البرهان: 3/237، ح 1، ونور الثقلين: 4/139، ح 109.

 

[397] الأمالي: 190، ح 11. عنه البحار: 37/37، ح 5.

كامل الزيارات: 117، ح 128، بتفاوت يسير. عنه البحار: 43/271، ح 37.

بشارة المصطفى لشيعة المرتضى: 32، س 6، و52، س 1، وفيه: أخبرنا أبو محمّد الجبّار بن عليّ
بن جعفر، المعروف بحدقة الرازيّ بها بقرائتي عليه في ذى القعدة سنة ثمان عشرة وخمسمائة، قال: أخبرنا أبو محمّد عبد الرحمن بن أحمد بن الحسين النيشابوريّ بالريّ في مسجده، قال: حدّثنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن حيرون الباقلانيّ العدل بمدينة السلام، بقرائتي عليه، قال: أخبرنا أبو الطيّب عمر بن إبراهيم الزهريّ، قال: أخبرناأبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل بن زنجيّ الكاتب، قال: حدّثنا أبو سعيد الحسن بن عليّ بن زكريّا بن يحيى بن صالح بن عاصم بن زفر، قال: حدّثنا عليّ بن جعفر ...

عنه البحار: 65/124، ح 52.

العمدة لابن بطريق: 337، ح 459، و457، ح 720. عنه البحار: 72، ح 39.

ميزان الإعتدال: 3/117 رقم 5799، وفيه: أخبرني ابن قدامة، إجازةً، أخبرنا عمر بن محمّد، أخبرنا ابن ملوك وأبو بكر القاضي، قالا: أخبرنا أبو الطيّب الطبريّ، أخبرنا أبو أحمد الغِطريفيّ، حدّثنا عبد الرحمن بن المغيرة، حدّثنا نصر بن عليّ، حدّثنا عليّ بن جعفر بن محمّد ...  .

كشف الغمّة: 1/90، س 3، و136، س 17. عنه البحار: 37/78، ح 46.

مسائل عليّ بن جعفر: 323، ح 808.

كشف الغمّة: 2/165، س 13.

كفاية الطالب: 80، س 6.

المسند لأحمد بن حنبل: 97، ح 578.

عنه حلية الأبرار: 3/129، ح 1، و145، ح 31.

المناقب للخوارزمي: 138، ح 156.

عنه وعن مسند أحمد وسنن الترمذي، ينابيع المودّة: 2/33، ح 1.

أسنى المطالب: 121، س 4.

تاريخ بغداد: 13/287، س 10، بإسناده عن عليّ بن جعفر ...

 

[398] الخصال: 68 ح 102. عنه البحار: 69/39 ح 34، ومستدرك الوسائل: 12/91ح 13602.

تحف الععقول: 215، س 12. عنه البحار: 75/54 ح 96.

 

[399] علل الشرائع: ب 298/521، ح 1.

عنه البحار: 70/382، ح 4، و84/150، س 6، ضمن ح 25، ووسائل الشيعة: 5/205، ح
6337، و16/91، ح 21066، والجواهر السنيّة: 246، س 20.

مسائل عليّ بن جعفر: 344، ح 848.

الجعفريّات: 373، ح 1503.

عنه مستدرك الوسائل: 12/146، ح 13741.

 

[400] المكفَّر: مجحود النعمة مع إحسانه، ومنه حديث: «المؤمن مكفَّر». مجمع البحرين: 3/476.

 

[401] في البحار والوسائل: «معروفه».

 

[402] علل الشرائع: 560، ح 3.

عنه البحار: 16/222، ح 21، و64/260، ح 2، و72/42، ح 3، ووسائل الشيعة:
16/308، ح 21622، والوافي: 5/760، س 12، ونور الثقلين: 1/384، ح 335.

 

[403] الخنا: الفحش من القول. مجمع البحرين: 1/132.

 

[404] الأدَمَة والأدَم: باطن الجلد، ظاهر الجلد. المنجد: 6.

 

[405] الأمالي: 376، ح 6. عنه البحار: 16/216، ح 5، والجواهر السنيّة: 50، س 7، قطعة منه،
وحلية الأبرار: 1/202، ح 5، و211، ح 8، قطعة منه، وإثبات الهداة: 1/181، ح 66.

الجعفريّات: 302، ح 1246، بتفاوت يسير. عنه مستدرك الوسائل: 13/407، ح 15741، بتفاوت يسير.

 

[406] الأمالي: 377، ح 7. عنه وعن كشف الغمّة، البحار: 43/22، ح 15.

كشف الغمّة: 1/471، س 16.

مكارم الأخلاق: 89، س 11، قطعة منه. عنه البحار: 43/84، س 12، ضمن ح 6.

المناقب لابن شهر آشوب: 3/343، س 8، نحو ما في المكارم.

الجعفريّات: 303، ح 1248، و1249.

 

[407] عيون أخبار الرضا عليه‏السلام: 1/76، ح 5.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 2 رقم 795.

 

[408] عيون أخبار الرضا عليه‏السلام: 1/81، ح 9.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3383.

 

[409] تهذيب الأحكام: 2/77 ح 287.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 3 رقم 1440.

 

[410] لقمان: 31/20.

 

[411] إبراهيم: 14/5.

 

[412] النحل: 16/18.

 

[413] الأمالي: 490، ح 1077. عنه البحار: 67/20، ح 17، والبرهان: 2/305، ح 5،
و3/277، ح 4، وحلية الأبرار: 2/419، ح 6.

 

[414] الأمالي: 702، ح 1503.

عنه البحار: 32/235، ح 188.

 

[415] الأمالي: 208، ح 357. عنه البحار: 67/382، ح 34، و71/92، ح 19، قطعتان منه،
و74/402، ح 29، ووسائل الشيعة: 15/222، ح 20332. ومستدرك الوسائل: 11/46، ح 12393، و15/253، ح 18150، قطعتان منه.

 

[416] المراد منه موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر عليهماالسلام، كما ذكر في كتب الرجال.

 

[417] تهذيب الأحكام: 6/265 ح 710. عنه وعن الاستبصار، وسائل الشيعة: 27/359، ح
33938، و29/141 ح 35340.

الاستبصار: 3/24 ح 78.

 

[418] تهذيب الأحكام: 6/295، ح 821. عنه الوافي: 17/412، ح 17542.

كتاب السرائر: 3/570، س 2. عنه البحار: 72/300، ح 12، عن أبي الحسن الأوّل عليه‏السلام.

 

[419] تهذيب الأحكام: 10/263 ح 1039. عنه وعن الاستبصار، وسائل الشيعة: 29/359 ح
35776.

الاستبصار: 4/292 ح 1104.

 

[420] الأمالي: 355، ح 736. عنه البحار: 93/225، ح 23، ووسائل الشيعة: 16/333، ح
21693، بإسناده، عن حسين بن موسى، عن أخيه عليّ بن موسى، عن آبائه
عليهم‏السلام أنّ رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، قال: ...  .

 

[421] الاستبصار: 1/92، ح 296.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 3 رقم 1077.

 

[422] الدعوات: 125، ح 307.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 2 رقم 806.

 

[423] النوادر: 143، ح 197. عنه البحار: 74/134، ح 46، و89/17، ح 17.

 

[424] النوادر: 145، ح 198. عنه مستدرك الوسائل: 12/70، ح 13538، و11/370،
ح 13291، قطعتان منه. والبحار: 69/200، ح 31، و73/302، ح 3، قطعة منه، و74/135، ح 47.

جامع الأحاديث للقمّيّ: 61، س 7، بتفاوت.

 

[425] النوادر: 210، ح 413. عنه البحار: 76/61، ح 57، و101، س 2، ضمن ح 14،
و100/353، ح 31.

 

[426] النوادر للراونديّ: 219، ح 441. عنه مستدرك الوسائل: 1/224، ح 425، و2/581، ح
2788، و16/196، ح 19571، والبحار: 63/52، ح 12، و77/71، ح 4.

 

[427] النوادر [في مستدركاته]: 238 ح 487. عنه البحار: 68/344، س 2، ضمن ح 4.

 

[428] النوادر [في مستدركاته]: 242، ح 498. عنه البحار: 85/67، ح 19، ومستدرك الوسائل:
6/485 ح 7321.

 

[429] النوادر: 181، ح 312. عنه البحار: 93/267، ح 16.

 

[430] في البحار: «غبرة الخاشعين».

وقال في آخر الحديث: «إيضاح: الحُدب بالضمّ جمع الأحدب، والحدب محرّكة: خروج الظهر
ودخول الصدر والبطن. و«عليهم عبرة الخاشعين»، في بعض النسخ بالعين المهملة أي بكاؤهم، وفي بعضها بالمعجمة أي ذلّهم وشعثهم وأغبارهم ...».

 

[431] جامع الأخبار: 35، س 1.

الإرشاد للمفيد: 127، س 4، مرسلاً، وبتفاوت يسير.

الأمالي للطوسيّ: 216، ح 377، مرسلاً، عن أمير المؤمنين عليه‏السلام، وبتفاوت يسير.

عنه البحار: 74/402، ح 30.

وعنه وعن الإرشاد وصفات الشيعة، البحار: 65/150، ح 4.

صفات الشيعة، ضمن كتاب المواعظ: 243، ح 33، وفيه: حدّثني محمّد بن موسى المتوكّل رحمه‏الله، قال: حدّثني عبد اللّه بن جعفر الحميريّ، عن الأصبغ بن نباتة، قال: خرج عليّ عليه‏السلام...، بتفاوت يسير. عنه البحار: 65/151، ح 5.

 

[432] جامع الأخبار: 35، س 10.

 

[433] المناقب: 2/327 س 3. عنه البحار: 41/266 س 18، ضمن، ح 22، ومدينة المعاجز:
2/52، ح 398.

 

[434] إقبال الأعمال: 248، س 14.

عنه وسائل الشيعة: 10/320، ح 13506.

 

[435] اليقين بإمرة أمير المؤمنين عليه‏السلام: 266، س 6، و404، س 6، مرسلاً. عنه البحار: 41/235 ح
6.

الفضائل لابن شاذان القمّيّ: 493 ح 200.

 

[436]  كتاب الطُرَف:  21، الطرفة الثانية عشر. عنه البحار: 22/476، ضمن ح 27.

الصراط المستقيم: 2/90، ح 7 و8، و91، ح 9، و92، ح 11، ومستدرك الوسائل: 4/237،
ح 4588، قِطَع منه، كذا عن كتاب الطرف.

 

[437] كتاب الطرف: 21، الطرفة الثالثة عشر، وبحار الأنوار: 22/481 ح 29.

 

[438] كتاب الطُرَف: 27، الطرفة السابعة عشر. عنه البحار: 22/476، ضمن ح 27.

الصراط المستقيم: 2/90، ح 7 و8، و91، ح 9، و92، ح 11، ومستدرك الوسائل: 4/237،
ح 4588، قِطَع منه، كذا عن كتاب الطرف.

 

[439] كتاب الطُرف: الطرفة الثانية والثلاثون. عنه البحار: 22/489، ح 35 ـ 40.

الصراط المستقيم: 2/93 س 21، و94، ح 14، و95، ح 15، قطعات منه.

 

[440] ما بين القوسين عن البحار.

 

[441] كتاب الطُرَف:  41، الطرفة السابعة والعشرون. عنه البحار: 22/492 ح 37، و78/324،
ح 18، ووسائل الشيعة: 3/15، ح 2897، ومستدرك الوسائل: 2/206، ح 1803، قطعة منه، و209، ح 1814.

 

[442] الشورى: 42/20.

 

[443] كتاب الطرف: 47، الطرفة الثالثة والثلاثون، وبحار الأنوار: 22/546 ح 64، و81/305 ح
25 بتفاوت. وإثبات الهداة: 2/158 ح 705، قطعة منه.

 

[444] أرِق وائترَق: ذهب عنه النوم في الليل. المنجد: 9، أرق.

 

[445] فلاح السائل: 284، س 4.

عنه البحار: 73/213، س 9، ضمن ح 23.

مكارم الأخلاق: 278، س 5، مرسلاً، وبتفاوت.

عنه البحار: 73/197، س 9، ضمن ح 12.

الجعفريّات: 404، ح 1628.

عنه وعن فلاح السائل، مستدرك الوسائل: 5/125، ح 5486.

 

[446] ما بين القوسين عن البحار.

 

[447] مهج الدعوات: 294 س 19.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 2 رقم 807.

 

[448] فاطر: 35/37.

 

[449] في الأصل: «منهم»، والظاهر أنّه غير صحيح، يدلّ عليه سائر المآخذ، وكذا ما بعده.

 

[450] تأويل الآيات الظاهرة: 474 س 13. عنه البحار: 23/361، ح 19، و27/159، ح 7،
والبرهان: 3/366، ح 2.

مسائل عليّ بن جعفر: 327، ح 816.

 

[451] شواهد التنزيل: 2/343، ح 983، و984، و344، ح 985، عن حصين بن مخارق.

المناقب لابن شهر آشوب: 3/77، س 8، بتفاوت يسير.

عنه البحار: 36/28، س 9، ضمن ح 2، والبرهان: 4/354، ح 9.

 

[452] مقتل الحسين عليه‏السلام: 129 ح 75.بحار الأنوار: 43/213 ح 44، عن بعض كتب القديمة، قطعة منه.

[453] ينابيع المودّة: 1/331 ح 2. عنه إحقاق الحقّ: 9/503، س 19.

تأويل الآيات الظاهرة: 432، س 13، بإسناده، عن زيد بن عليّ عليه‏السلام.

عنه البحار: 24/85 ح 8.

 

[454] أنساب الأشراف: 1/27 ح 57 ـ 59، و2/114 ح 55، و115 ح 56 و57.

بحار الأنوار: 68/291، س 2، ضمن ح 62، قطعة منه، مرسلاً عن نهج البلاغة.

 

[455] الكافي: 1/281، ح 4.

يأتي الحديث بتمامه في رقم 3856.

 

[456] الكافي: 1/543، ح 5.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3387.

 

[457] دلائل الإمامة: 67 ح 3. عنه البحار: 63/487 ح 18، ومستدرك الوسائل: 17/58 ح
20739.

 

[458] يقطين: يَفْعيل، وهو عند العرب كلّ شجرة تنبسط على وجه الأرض ولا تقوم على ساق، لكن غلب استعماله في العرف على الدُبّاء، وهو القَرع. المصباح المنير: 510.

 

[459] الصافّات: 37/147 و148.

 

[460] الخرائج والجرائح: 2/845، ح 61.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 2 رقم 941.

 

[461] تحف العقول: 383، س 1.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3264.

 

[462] إقبال الأعمال: 394، س 19. عنه وسائل الشيعة: 10/149، ح 13077 و13078،
والبحار: 95/14، س 6، ضمن ح 2.

 

[463] مستدرك الوسائل: 3/307 ح 3643.

جامع الأخبار للشعيريّ: 134، س 4، أورد صدر الحديث.

 

[464] الأمالي: 36، ح 4.

عنه وسائل الشيعة: 12/197، س 8، ضمن ح 16074، أشار إليه.

من لا يحضره الفقيه: 4/284، ح 837، مرسلاً.

روضة الواعظين: 405، س 2، مرسلاً.

 

[465] إبراهيم: 14/27.

 

[466] التوحيد: 234، ح 2. عنه وعن المعاني البحار: 2/319، ح 4.

معاني الأخبار: 44، ح 2.

 

[467] في المعاني والبحار: «إذ صعد».

 

[468] التوحيد: 238، ح 1. عنه وعن المعاني، البحار: 81/131، ح 24، ووسائل الشيعة:
5/420، ح 6979، قطعة منه، ومستدرك الوسائل: 4/65، ح 4187.

معانى الأخبار: 38، ح 1.

فلاح السائل: 144، 13، بتفاوت يسير.

 

[469] ثواب الأعمال: 209، ح 11. عنه وسائل الشيعة: 5/87، ح 6000، والجواهر السنيّة:
195، س 15، و248، س 2.

عدّة الداعي: 130 س 9، مرسلاً، وبتفاوت يسير.

المناقب لابن شهر آشوب: 3/302 س 5، عن موسى بن جعفر، عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم.

عنه البحار: 42/62 س 1، ضمن، ح 1، ومستدرك الوسائل: 3/294، ح 3617.

جامع الأخبار: 134، س 21، بتفاوت يسير.

 

[470] الحجّ: 22/11.

 

[471] من لا يحضره الفقيه: 4/273 ح 829. عنه وعن الأمالي، وسائل الشيعة: 7/82 ح 8790،
قطعة منه.

الأمالي للصدوق: 321 ح 4، بتفاوت يسير. عنه وعن المعاني والغايات، البحار: 66/272 ح 4، قطعة منه، ومستدرك الوسائل: 5/168 ح 5582، و170 ح 5591، و11/234 ح 12839، و290 ح 13055، و12/151 ح 13756، و226 ح 13949، قِطَع منه .

معاني الأخبار: 197 ح 4. عنه وعن الأمالي للطوسيّ والصدوق، البحار: 72/311 ح 13، قطعة منه، و74/376 ح 1، و90/290 ح 8، قطعة منه.

الأمالي للطوسيّ: 434 ح 974، نحو ما في أمالي الصدوق.

المواعظ للصدوق: 39، س 2، بتفاوت يسير.

الأربعون للشهيد: 61 ح 27.

 

[472] أزرى به وأزراه: عابه ووضع من حقّه. المنجد: 298.

 

[473] الفتح: 48/2.

 

[474] الشرح: 94/4.

 

[475] هود: 11/45 و46.

 

[476] الأحزاب: 33/9.

 

[477] يس: 36/9.

 

[478] الإسراء: 17/45.

 

[479] يس: 36/8.

 

[480] يس: 36/ 78 و79.

 

[481] الفتح: 48/27.

 

[482] التوبة: 9/40.

 

[483] الحجر:15/94 و95.

 

[484] الشعراء: 26/61.

 

[485] طه: 20/1 و2.

 

[486] البقرة: 2/284.

 

[487] البقرة: 2/285 ـ 286.

 

[488] البقرة: 2/285 و286.

 

[489] الأحقاف: 46/29.

 

[490] القلم: 68/4.

 

[491] الاحتجاج: 1/497 ح 127. عنه البحار: 3/320، ح 16، قطعة منه، و10/28، ح 1،

.............................................................................................................

أورده بتمامه، و11/139، ح 5، و277، ح 6، و12/2، ح 1، قطعتان منه، و17/273، ح 7،
أورده بتمامه، و18/339، ح 42، و34، ح 10، قطعتان منه، ونور الثقلين: 1/43، ح58،

و57، ح 100، و82، ح 205، و83، ح 215، و200، ح 730، و302، ح 1215، و306، ح 1227، و417، ح 463، و2/46، ح 185، و219، ح 155، و367، ح 135، و453، ح 154، و469، ح 211، و3/28، ح 107، و35، ح 126، و207، ح 395، و325، ح 34، و350، ح 113، و367، ح 10، و379، ح 65، و384، ح 85، و433، ح 82، و438، ح 101، و444، ح 120، و4/50، ح 21، و242، ح 31، و316، ح 14، و319، ح 20، و321، ح 24، و377، ح 20، و395، ح 88، و428، ح 91، و457، ح 49، و555، ح 73، و5/20، ح 32، و55، ح 14، و64، ح 48، و75، ح 82، و151، ح 28، و154، ح 38، و180، ح 18، و413، ح 12، و435، ح 18، و560، ح 39، و603، ح 8، قِطَع منه، والبرهان: 1/264، ح 1، و2/355، ح 4، و356، ح 8، و423، ح 2، و3/301، ح 5، و4/4، ح 1، و14، ح 5، قِطَع منه، وحلية الأبرار: 1/31، ح 1، 52، ح 6، و115، ح 9، 125، ح 5، و244، ح 3، و342، ح 4، قِطَع منه، ومستدرك الوسائل: 1/96، ح 78، و176، ح 293، و186، ح 301، و2/413، ح 2337، و530، ح 2638، و3/13، ح 2894، و50، ح 2995، و329، ح 3705، و4/478، ح 5216، و11/133، ح 12633، و240، ح 12855، و13/393، ح 15700، و16/215، ح 19636، قِطَع منه، وإثبات الهداة: 1/337، ح 333 ـ 353، قِطَع منه.

الخصال: 279، ح 25، قطعة منه. عنه البحار: 18/55، ح 9، وحلية الأبرار: 1/123، ح 4.

إرشاد القلوب للديلميّ: 406 س 23، مرفوعا إلى  الإمام موسى بن جعفر عليهماالسلام، بتفاوت يسير. عنه البحار: 16/341، ح 33، أورده بتمامه، و56/4، ح 10، و66/39 س 15، و77/10، ح 9، و150، ح 12، و79/274، ح 22، و80/110، ح 10، 89/26، ح 55، و269، ح 20، و91/69، ح 59، و101/398، ح 45، قطعات منه، ووسائل الشيعة: 29/55، ح 35137، ومستدرك الوسائل: 5/332، ح 6020.

قصص الأنبياء عليهم‏السلام للراونديّ: 309، ح 384، وفيه: عن ابن بابويه، حدّثنا الحسن بن حمزة العلويّ، حدّثنا محمّد بن داود، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن محمّد الكوفيّ، حدّثنا أبو سعيد سهل بن صالح العبّاسيّ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الأعلى، حدّثنا موسى بن جعفر عليهماالسلام، عن آبائه عليهم‏السلام، باختصار. عنه البحار: 17/249، ح 3، و20/113، ح 42.

الخرائج والجرائح: 2/505، ح 18، نحو ما في القصص، مرسلاً.

تفسير العيّاشيّ: 2/252، ح 46، أشار إلى قطعة منه مرفوعا.

 

[492] كشف الغمّة: 2/218، س 16. عنه البحار: 41/119 ح 27، وأعيان الشيعة: 2/9، س 19.

 

[493] مهج الدعوات: 276، س 6. عنه البحار: 91/397 ح 3.

 

[494] المؤمنون: 23/74.

 

[495] تأويل الآيات الظاهرة: 352 س 5. عنه البحار: 24/22، ح 43، والبرهان: 1/338، ح
23.

ينابيع المودّة: 1/338، ح 23، عن المناقب.

 

[496] طه: 20/7.

 

[497] بحار الأنوار: 68/250 ح 13. مستدرك الوسائل: 1/96 ح 79، كذا عن كتاب
المسلسلات، بحذف الذيل.

 

[498] مقتل الحسين عليه‏السلام: 163، ح 70.

المناقب للخوارزميّ: 325، ح 334.

بشارة المصطفى: 258، س 13، بتفاوت.

المناقب لابن شهرآشوب: 2/219، س 15، مرسلاً وبتفاوت يسير. عنه البحار: 38/298 س 5.